مصطلحات حرف الغين .معجم مصطلحات الصوفية د.عبدالمنعم الحنفي

مصطلحات حرف الغين .معجم مصطلحات الصوفية د.عبدالمنعم الحنفي

حرف الغين فى معجم مصطلحات الصوفية .موسوعة عقلة المستوفز لمصطلحات وإشارات الصوفية

بسم الله الرحمن الرحيم

غراب
الجسم الكلى ، ولما كان هذا الجسم هو أصل الصور الجسمية الغالب غسق الامكان وسوداه ، فكان في غاية البعد من عالم القدس وحضرة الأحدية ، سمي بالغراب الذي مو مثل في البعد والسواد .
غربة
تقال الغربة في الاغتراب، عن الحال من النفوذ فيه . والغربة عن الحق غربة عن المعرفة من الدهش .
غرباء يسمى الصوفية غرباء اخروجهم عن الأوطان .

غرور
الغرور أظهر أسباب الهلاك ، و أصناف المغترين كثيرة ، فمنهم العلماء ، ومنهم العباد ، ومنهم المتصوفة ، ومنهم أرباب الدنيا وأصحاب الأموال والمتصوفة فرق ، فمنهم من رضي بمجرد زيهم و ادابهم الظاهرة ، وظنوا أن الأمر إلى هذا الحد ومنهم من زاد فلبس المرقعات الرفيعة ، وفرقة تلقنت ألفاظ القوم في علوم المعرفة فادعت المعرفة ، ومنهم من وقع في الانخلاع زاعما أنه لا حاجة إلى أعمالنا ، ولا يدرون أن الحاجة لهم إلى أعمال أنفسهم لا لغيرهم ، ومنهم من انبسط في جميع أنواع النعم ، لا يفرق ولا يميز ولا یدری أن التكثير من الحلال يخالف شأنه فكيف من الحرام ، ومنهم من فتح له الطريق فلما أحس بنسيم المعرفة وقف عنده وظن أنه قد وصل ، وعجائب هذا الطريق لا تنقضي فمن وقف عند كل واحد من هذه العجائب طاله مقامه ، وفرقة أخرى جاوزوا هؤلاء ، ولم يلتفتوا الى ما يفيض عليهم من الأنوار في الطريق ، ولا إلى ما يتيسر لهم من العطايا الجزيلة ، ولم يعرجوا على الفرح بها، بل جادين في المسير حتى قاربوا ، فوصلوا الى حد القربة إلى الله عز وجل ، فظنوا أنهم وصلوا . فغلطوا .
وكلما ظهر من الأنوار الالهية ظن أنه وصل فيقول هذا ربی ، فينكشف له أن وراءه نورا ، فكلما ينكشف له ما بعد ذلك ظهر للأول درجة الانحطاط عن ذروة الكمال ، ولايزال كذلك إلى أن يتجاوز عن كل ما ينتهى .
والسالك لا يصل إلى هذه الأنوار والحجب ما لم يخرج عن حجاب نفسه ، وهو أمر ربانی ،

بل هو نور من أنوار الله تعالى ، وهو سر القلب والروح الذي فيه ينجلي حقيقة الحق ، فإذا انجلى نوره وانكشف جمال القلب بعد إشراق نور الله تعالى ، ربما التفت صاحب القلب الى القلب ، فبری من جماله الفائق ما يدهشه ، فربما سبق في تلك الدهشة والشك لسانه فيقول أنا الحق ، فان أخذ التوفيق بيده ومدته الألطاف الإلهية سار منه ولم يقف عنده ، فهو يعرف بعد منازل الأنوار الالهية و الا هلك ، فهذا محل الغرور .

غزالى
حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي مؤلف إحياء علوم الدين ، و المنقذ من الضلال ، وكتب أخرى كثيرة ، ولد سنة 450 وتوفي سنة 505 هـ .
من أقواله : علمت يقينا أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة ، وأن سيرتهم أحسن السير ، وطريقهم أصوب الطرق ، وأخلاقهم أزكى الأخلاق ، بل لو جمع عقل العقلاء وحكمة الحكماء و علم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء ، ليغيروا شيئا من سيرهم وأخلاقهم ، ويبدلوه بما هو خير منه ، لم يجدوا إليه سبيلا ، فان جميع حركاتهم وسكناتهم ، في ظاهرهم وباطنهم مقتبسة من نور مشكاة النبوة ، وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور پستضاء به .
وأبو الفتح أحمد الغزالي ، الأخ الأصغر لحجة الاسلام أبي حامد الغزالي ، من العرفاء وأصحاب الحال ، وكانت له كرامات، واشارات ، لخص و احیاء العلوم ، لأخيه ، وسماه , لباب الإحياء ومات سنة 520 هـ .
من أقواله : من كان في الله تلفه كان على الله خلفه .

غشية
غيبة القلب بما يرد عليه ، ويظهر ذلك على ظاهر العبد .

غضب
لعله من النار التي خلق منها الشيطان . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما غضب أحد إلا أشفى على جهنم ..
وللناس فيه ثلاث درجات :
أولها التفريط ، وهو فقد هذه القوة أو ضعفها ، وذلك عدم الحمية وهو مذموم ، وهو المراد بقول الشافعي : من استغضب ولم يغضب فهو حمار .
والمطلوب منه الاعتدال وهو الدرجة الثانية :
وثالثها هو الإفراط ، وهو أن يخرج من الحد فيغلب صاحبه بحيث لا يدخل تحت سياسة العقل واشارة الشرع فيصير المرء معه كالمضطر وهذا مذموم.
والغضب لا يمكن إزالته بالكلية فيمكن أن يقلل ويجاهد ، بأن يعرف نفسه وخستها ، ويعلم أنه لا ينبغي لها الاستعلاء مع تلك الخسة والدناءة .
غلام عتبة الغلام ، سمي بالغلام لأنه في العبادة كانه غلام الرهبان ، لا لصغر سنه ، وكان يلبس الشعر تحت ثيابه ، ويأوي الى المقابر والصحاري ، ويخرج الى السواحل فيقيم فيها ، ولقي عبد الواحد ابن زید ، وكانوا يشبهونه في الحزن بالحسن البصري ، ومات شهيدا في قتال الروم .
غلبة
حال تبدو للعبد لا يمكنه معها ملاحظة السبب ولا مراعاة الأدب ، ويكون مأخوذا عن تمييز ما يستقبله ، ويكون الذي غلب عليه خوف أو هيبة أو اجلال أو حياء أو بعض هذه الأحوال ، وقيل صاحب الغابات له هجوم ، وذلك عند قوة رغبة الطالب اذا لاحت له أعلام المزيد في حالة طلبه المطلوب ، فلو ظن أن مطلوبه وراء بحر سبحه، أو في تيه سلكه بالهجوم عند غلبات الارادة وقوة سلطان المطالبة عليه.

غناء
التصوف كله جد وصدق ، و الغناء لهو و مكروه يشبه الباطل ، ومن استكثر منه فهو سفيه ترد شهادته ، ولا يجوز الاستماع الى المرأة غير المحرم ، سواء كانت مكشوفة الوجه أو من وراء حجاب، .

غوث
هو القطب حينما يلجأ إليه ، ولا يسمى في غير ذلك الوقت غوثا .
غيب
كل ما ستره الحق منك لا منه . والحق تعالى له عوالم كثيرة ، وكل عالم ينظر الله إليه بواسطة الإنسان يسمى شهادة وجودية ، وكل عالم ينظر إليه من غير واسطة الانسان يسمى غيبا ، وقد جعله الله نوعين ، فغيب جعله مفصلا في علم الانسان ، وغيب جعله مجملا في قابلية الإنسان ،
والأول يسمى غيبا وجودا وهو كعالم الملكوت ،
والثاني يسمى غيبا علميا وهو كالعوالم التي يعلمها الله تعالى ولا نعلمها فهي عندنا بمثابة العلم ، فذلك معنى الغيب العدمی .
والغيب المكنون والغيب المصون هو السر الذاتي وكنهه الذي لا يعرفه إلا هو ، ولهذا كان مصونا عن الأغيار و مكنونا عن العقول والأبصار .
وغيب الهوية وغيب المطلق هو ذات الحق باعتبار اللاتعين .

غيبة
غيبة القلب عن علم ما يجري من أحوال الخلق ، لاشتغال الحس ، بما ورد اليه . وقيل أن يغيب عن حظوظ نفسه فلا يراها ، لأنه غائب عنها بشهود ما للحق . يروى أن ابتداء حال أبي حفص الحداد في ترك حرفته أنه كان على حانوته ، فقرأ قارئ، آية من القرآن ، فورد على قلب أبي حفص وارد تغافل عن احساسه ، فأدخل يده في النار وأخرج الحديدة المحماة بيده ، فرأى تلميذ منه ذلك فلم يزل به حتى نبهه ، فنظر أبو حفص الى ما ظهر عليه ، وترك الحرفة الفلك وقام من حانوته .

غيرة
الغيرة كراهية مشاركة الغير ، وإذا وصف الحق سبحانه بالغيرة فمعناه أنه لا يرضى بمشاركة الغير معه فيما هو حق له من طاعة عبده .
والغيرة من لوازم المحبة ، ويوصف بها المحب والمحبوب ، كل واحد منهما على نفسه وعلى حبيبه ،
فأما غيرة المحب على نفسه أهلا يكون فيها نصيب لغير محبوبه وان دق ، بل يرى نفسه أهلا الحب حبيبه حتى لا يحبه بشيء هو غيره ،
بل يحبه به لا بسواه ، ولهذا يفنى عن نفسه عند مشاهدته .
وأما غيرته على حبيبه فلئلا يتصف بمحبته من ليس من أهلها من أهل الدعاوى والمخارق ، ومن لم تكن له قدم راسخة في الحقائق .
وأما غيرة المحبوب على نفسه فتنتشىء من علمه بكمال ذاته وبدائع جمال صفاته وما ينفرد به من نعوت الجلال و الكمال ، دون افتقار الى غيره واحتياج الى سواه، وهذا لا يليق إلا بالحق تعالى :
ومن أعجب أحوال المحبة أن يغار المحبوب على قلبه لمحبه أن يلتفت لسواه وفاء لوده وحفظا لعهده ، فلا يخص بأسراره سواه ولا ينيل غيره ما ينيله من تقریبه و اصطفائه ، إذ لا يستوي من بخل نفسه في حق محبوبه ومن بخل بها فيما يروم من مطلوبه .

قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة ، فقالوا في الغين الذي كان يعارض قلب النبي صلى الله عليه وسلم وكان يتوب منه، مثله مثل المرأة إذا تنفس فيها الناظر فينقص من ضوئها ثم تعود إلى حالة ضوئها .

.