مصطلحات حرف الراء .معجم مصطلحات الصوفية د.عبدالمنعم الحنفي

مصطلحات حرف الراء .معجم مصطلحات الصوفية د.عبدالمنعم الحنفي

حرف الراء فى معجم مصطلحات الصوفية .موسوعة عقلة المستوفز لمصطلحات وإشارات الصوفية

بسم الله الرحمن الرحيم

رازی
ابو زکریا یحیی بن معاذ الرازي الواعظ ، نسيج وحده في وقته ، له السان في الرجاء خصوصا ، وكلام في المعرفة ، خرج الى بلخ ، وأقام بها مدة ، ورجع الى نيسابور ومات بها سنة 258 هـ.
من أقواله : جوع التوابين تجربة ، وجوع الزاهدين سياسة ، وجوع الصديقين تكرمة .
وأبو محمد عبد الله بن محمد الرازي ، مولده ومنشؤه بنيسابور ، صحب أبا عثمان الخيري والجنيد وروما وسمنونا وغيرهم ، ومات 353 هـ .
من أقواله : الناس يعرفون عيوبهم ولا يرجعون الى الصواب لأنهم اشتغلوا بالمباهاة بالعلم ، ولم يشتغلوا باستعماله ، واشتغلوا بالظواهر ، ولم يشتغلوا بأداب البواطن ، فأعمى الله قلوبهم ، وقيد جوارحهم عن العبادات .
وعبد الله بن محمد الخراز الرازی ، من كبار مشايخ الرازيين ، صحب أبا عمران الكبير ، ومات قبل 310 هـ . من أقواله : العبودية ظاهرا ، والحرية باطنا ، من أخلاق الكرام
ويوسف بن الحسين الرازي ، كان أوحد في طريقته التي تقوم على إسقاط الجاه وترك التصنع واستعمال الاخلاص ، و صحب ذا النون و النخشبي والخراز ، ومات سنة 304 هـ .
من أقواله : الخير كله في بيت مفتاحه التواضع ، والشر كله في بيت مفتاحه التكبر ، ومما يدل على ذلك أن آدم عليه السلام تواضع في ذنبه فنال العفو والكرامة ، وأن أبليس تكبر فلم ينفعه معه شيء .
راسبی
أبو محمد الراسبی ، من جملة مشایخ بغداد ، م حب ابن عطاء والجريري ، ومات سنة 367 هـ . من أقواله : الهموم عقوبات الذنوب .
راسخ
الراسخون في العلم هم الذين رسخوا بأرواحهم في غيب الغيب ،

وفي سر السر ، فعرفهم ما عرفهم ، وخاضوا في بحر العلم بالفهم لطلب الزيادات ، فانكشف لهم من مدخور الخزائن ما تحت كل حرف من الكلام من الفهم و عجائب الخطاب فنطقوا بالحكم .
وقيل الراسخ من اطلع على محل المراد من الخطاب ، وقيل الراسخون هم الذين كملوا في جميع العلوم وعرفوها ، واطلعوا على همم الخلائق كلهم أجمعين ، ولا يعني ذلك أن يقفوا على جزئيات العلوم ، فالعلوم الجزئية متجزئة في النفوس بالتعلم والممارسة ، ولكن علمهم الكلى لا يغنيهم أن يراجعوا في الجزيء أهله الذين هم أوعيته .

رب
اسم للحق عز اسمه ، باعتبار نسبة الذات الى الموجودات العينية ، أرواحا كانت أو أجسادا ، فان نسبة الذات إلى الأعيان الثابتة هي منشأ الأسماء الإلهية كالقادر والمريد ، ونسبتها إلى الأكوان الخارجية هی منشأ الأسماء الربوبية كالرازق والحفيظ ، فالرب اسم خاص يقتضي وجوب المربوب وتحققه ، والاله يقتضي ثبوت المألوه وتعينه ، وكل ما ظهر من الألوان فهو صورة اسم ربانی پری به الحق ، وبه يأخذ ، وبه يفعل ما يفعل ، وإليه يرجع فيما يحتاج إليه ، وهو المعطى اياه ما يطلب منه ، ورب الأرباب هو الحق باعتبار الاسم الأعظم والتعين الأول الذي هو منشأ جميع الأسماء وغاية الغايات ، إليه تتوجه الرغبات كلها ، وهو الحاوى لجميع المطالب النسبية ، واليه الاشارة بقوله وان الى ربك المنتهى ، لأنه عليه الصلاة والسلام مظهر التعين الأول ، فالربوبية المختصة به في هذه الربوبية العظمى .
ورب حال معناه أنه مربوط بحال من أحوال المحبة والخوف والرجاء والشوق وغير ذلك ، فإذا كان الأغلب على العبد حال من هذه الأحوال يقال له رب حال .

رباط
أصل الرباط ما يربط فيه الخيول ، ثم قيل لكل ثغر يدفع أهله عمن وراءهم رباط ، فالمجاهد المرابط يدفع عمن وراءه ، والمقيم في الرباط على طاعة الله يدفع به وبدعائه البلاء عن العباد والبلاد . وقيل الرباط لجهاد النفس ، والمقيم في الرباط مرابط مجاهد لنفسه ، وهو الجهاد الأكبر على ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم

حينما رجع من بعض غزواته : رجعنا من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر .
وقال ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات ، قالوا بلى يارسول الله ، قال إسباغ الوضوء في المكاره ، وكثرة الخطى إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط .
وهذا وأشباهه من الآداب وظيفة صوفية الربط ، يلازمونه ويتعاهدونه ، والرباط بيتهم ومضربهم ، ولكل قوم رباط ، وهو يحتوي على شبان وشيوخ وأصحاب خدمة و أرباب خلوة ، واجتماعهم على السجادة ، وسجادة كل واحد زاويته ، وهم كل واحد همه ، ولعل الواحد منهم لا يتخطى ممه سجادته ، والمشايخ بالزوايا أليق لما تدعو اليه النفس من النوم والراحة والاستبداد بالحركات والسكنات ، ووجود الشيخ بين الجماعة يضبطهم ، ويقوم بالخدمة المبتدئون .

رباني
العالم العامل ، وتيل العالم الراسخ بة العلم والدين ، وقيل الفقيه المعلم .

ربعي
أبو بكر بن عرام الربعي ، الأسواني المولد ، الاسكندراني الدار والوفاة ، الفقيه الشافعي ، صحب أبا الحسن الشاذلي وشهد له بالولاية ، ومات سنة 691 هـ.

ربوبية
اسم للمرتبة المقتضية للأسماء التي تطلب الموجودات ، فدخل تحتها العليم والسميع والبصير والقيوم والمريد و الملك ونحو ذلك ، فكانت الربوبية عرشا ، أي مظهرا ظهر فيها وبها الرحمن الى الموجودات .
و للربوبية تجلیان : معنوی و صوری ،
فالمعنوی ظهوره في أسمائه وصفاته على ما اقتضاه القانون التنزيهي من أنواع الكمالات ،
والصوری ظهوره في مخلوقاته على ما اقتضاه القانون الخلقي التشبيهي وما حواه المخلوق من أنواع النقص ، فإذا ظهر سبحانه في خلق من مخلوقاته على ما استحقه ذلك المظهر من التشبيه فإنه على ما هو له من التنزيه .
وسر الربوبية توقفها على المربوب ، لكونها نسبة لابد لها من المنتسبين ، وأحد المنتسبين هو المربوب ، وليس الا الأعيان الثابتة في العدم ، والموقوف على العدم معدوم ، ولهذا قال س هل :

للربوبية سر لو ظهر لبطلت الربوبية ، وذلك لبطلان ما يتوقف به. وقيل سرائر الربوبية هي ظهور الرب بصور الأعيان ، فهي من حيث مظهريتها للرب القائم بذاته ، الظاهر بتعيناته ، قائمة به ، موجودة بوجوده ، فهى عبید مربوبون من هذه الحيثية ، والحق رب لها ، فما حصلت الربوبية بالحقيقة إلا بالحق والأعيان معدومة بحالها في الأزل ، فلسر الربوبية سر به ظهرت ولم تبطل .

رتق
قد يطلق على نسب الحضرة الواحدية باعتبار لا ظهورها ، وعلى كل بطون وغيبة ، كالحقائق المكنونة في الذات الأحدية قبل تفاصيلها في الحضرة الواحدية ، مثل الشجرة في النواة .

رجاء
اسكان القلب بحسن الوعد ، وهو من جملة مقامات الطالبين وأحوالهم ، والفرق بينه وبين التمني أن التمني يورث صاحبه الكسل ولا يسلك طريق الجهد والجد ، وبعكسه صاحب الرجاء ، فالرجاء محمود التمني معلول . والرجاء ثلاثة : رجل عمل حسنة فهو يرجو قبولها، ورجل عمل سيئة ثم تاب نهو يرجو المغفرة ، والثالث الرجل الكاذب يتمادى في الذنوب ويقول أرجو المغفرة ، ومن عرف نفسه بالاساءة ينبغي أن يكون خونه غالبا على رجائه ، والخوف والرجاء هما كجناحي الطائر ، إذا استویا استوى الطائر وتم طيرانه ، وإذا نقص أحدهما وقع فيه النقص ، وإذا ذهب ذهب الطائر إلى حد الموت .
ومعنى الخوف استشعار فوات محبوب أو هجوم مكروه ، والرجاء طمع النفس في نيل مطلوبها من محبوبها ، إلا أن الرجاء من صفات من شاهد الجمال ، والخوف من صفات من عاين عز الجلال ، فإذا داما وصار كل واحد منهما ملكة سمي ذلك مقاما ، ولا ش ك أن هذين المقامين يلزمان المحب في أول سلوکه ، فان من أحب شيئا رجا ثبوته ودوامه ، وخاف فقده أو الانقطاع عنه ، لكن اذا غلب على المحب احدى هاتين الصفتين ودام ، سمي المحب بذلك الوصف، وانفراده بأحدهما مع عدم الأخرى نقص ، إذ مجرد الخوف يوجب الوحشة من المحبوب وذلك من أعظم الحجب ، ومجرد الرجاء يوقع المحب في الاعجاب فيسقط سوء الأدب ، ولا يصح سلوك السالك إلا باعتدالهما فيه .

رجبیون
هم أربعون ، ولا يكون لهم هذا المقام إلا في شهر رجب ، ويقع لهم فيه من الكشوف والتجليات و الاطلاع على المغيبات .
رحمانية
هي الظهور بحقائق الأسماء والصفات ، وهي بين ما يختص به الله سبحانه وتعالى في ذاته كالأسماء الذاتية وبين ماله وجه الى المخلوقات العالم والقادر ونحوهما مما له تعلق إلى الحقائق الوجودية ، فالرحمانية اسم جميع المراتب الحقية دون الخلقية ، فهي أخص من الألوهية لإنفرادها بما يتفرد الحق سبحانه ، و الألوهية جميع الأحكام الحقية والخلقية ، فالرحمانية جمع بهذا الاعتبار أعز من الألوهية ، لأنها عبارة عن ظهور الذات في المراتب العلية وتقديسها عن المراتب الدنية ، وليس للذات في مظاهرها مظهر يختص بالمراتب العلية بحكم الجمع إلا المرتبة الرحمانية ، والاسم الظاهر في المرتبة الرحمانية هو الرحمن ، وهو اسم يرجع إلى الأسماء الذاتية والأوصاف النفسية وهي سبعة : الحياة والعلم والقدرة والإرادة والكلام والسمع والبصر ، والأسماء الذاتية كالأحدية والواحدية والصمدية ونحوها ، واختصاص هذه المرتبة بهذا الاسم الرحمة الشاملة لكل المراتب الحقية والخلقية فإنه لظهورها في المراتب الحقية ظهرت المراتب الخلقية ، فصارت للرحمة عامة في جميع الموجودات .
رحمة
اسم للحق باعتبار الجمعية الأسمائية التي في الحفرة الالهية الفائض منها الوجود وما يتبعه من الكمالات على جميع الممكنات . والرحمة الإمتنانية هي الرحمانية المقتضية للنعم السابقة على للعمل ، وهي التي وسعت كل شيء في قوله تعالى ورحمتي سبقت غضبي ، والرحمة الوجوبية هي الرحمة الموعودة للمتقين والمحسنين في قوله تعالى إن رحمة الله قريب من المحسنين .
رحیم
اسم لله تعالى باعتبار فيضان الكمالات المعنوية على أهل الإيمان کالمعرفة والتوحيد.
رداء الظهور بصفات الحق .

رسالة
الرسالة القشيرية كتبها عبد الكريم بن هوازن القشيرى الى جماعة الصوفية ببلدان الاسلام في سنة 437 هـ ،
ذكر فيها بعض سیر شیوخ هذه الطريقة في آدابها و أخلاقهم ومعاملاتهم وعقائدهم بقلوبهم ، وما أشاروا إليه من مواجيدهم وكيفية ترقيهم من بدايتهم إلى نهايتهم ، لتكون اريدي هذه الطريقة قوة في وقت ارتحلت فيه عن القلوب حرمة الشريعة فعد الناس قلة المبالاة بالدين أوثق ذريعة، ورفضوا التمييز بين الحلال والحرام .

رسم
مو الخلق وصفاته ، لأن الرسوم هي الآثار ، وكل ما سوى الله آثاره الناشئة من أفعاله ، وإياه على من قال الرسم نعتى يجري في الأبد بما جرى في الأزل .
ورسوم العلوم ورقوم العلوم هي مشاعر الإنسان لأنها رسوم الأسماء الإلهية كالعليم والسميع والبصير ، ظهرت على ستور الهياكل البدنية المرخاة على باب دار القرار بين الحق والخلق ، فمن عرف نفسه ومسفانها كلها بأنها آثار الحق وصفاته ورسوم أسمائه وصورها فقد عرف الحق .

رضا
سكون العلب تحت جریان الحكم ، وقال الدقاق : ليس الرضا أن لا تحس بالبلاء ، وانما الرضا أن لا تعترض على الحكم والقضاء، وشرط أن يكون بعد القضاء ، وأما قبله فانه عزم على الرضا . ورضا المحسنين عن الله تعالى بالقضاء ، لكن لا يلزم من هذا أن پرنسوا بالمقضى ، لأن الله تعالى قد يقضي مثلا بالشقاوة ، فرضاهم من الله بالفضاء اذ الفضاء حكم الله تعالى ، فيجب الرضا بحكمه ، ولا يلزمهم أن يرضوا بالشقاء، بل يجب عليهم أن لا يرضوا به، ورفضة الشهداء عمو محبتهم لله تعالى من غير طلب وصول أو نفوذ من بر أو بعاد ، بل على البعد و اللقاء والسخط و الرضاء لا يرجعون عن محبتهم ولا بیلنسترن إلى راحتهم . ورضا الصديقين بتعشق المحاضر برخى الحاضر في أعلى المناظر ، وذلك لأنهم لا يزالون في الترقي ، ولما ترى العبد ضاق طريقه في الحضرة الالهية ، ورضا الصديقين و نسترنهم إلى الحق في ذلك الضيق ، وهذا لا يدرك بالعقل بل عر أسر ذرني : وأما رضا المقربين ففي رجوعهم من الحق اني الحلق .

رتبة
رغبة النفس : في الثواب ، ورغبة القلب : في الحقيقة ، ورغبة السر :
في الحق .
رفاعي
أحمد الرفاعي ، انتهت اليه الرياسة في علوم الطريق وشرح احوال القوم ، وتخرج بصحبته جماعة كثيرة ، وتتلمذ له خلائق لا يحصون وتوفي سنة 570 هـ .
من أقواله : التوحید وجدان تعظيم القلب ، يمنع من التعطيل و التشبيه .
رفرف
من شأن المريد ، بل من طريقة سالكي هذا المذهب ، ترك قبول رفق النسوان ، فكيف التعرض لاستجلاب ذلك ، وعلى هذا شيوخهم ، وبذلك نفنت وصاياهم ، ومن استصغر هذا فعن قريب يلقي ما يفتضح به .
الرفرف الأعلى : عبارة عن المكانة الالهية من الموجودات ، ومن الأمور الذاتية التي اقتضتها الألوهية بنفسها وهي أنواع كثيرة وكل واحد منها يسمى رفرفة أعلى ، وكل رفرف عبارة عن المكانة الإلهية ولو اختلف مقتضاها فإنها من حيث شأنها الذاتي عين المكانة ، ولا تفضيل في بعضها على بعض ، لأن التفضيل لا يقع الا في مقتضيات الصفات والأسماء ، وهذه أمور هي ذاتيات الحق ، فلا تفاضل بينهما كالكبرياء مثلا والعزة ، لأن الرفرف عبارة عن كل منهما ، فلا يصح أن يقال أن العزة أفضل من الكبرياء ، ولا يقال إن الكبرياء افضل من العزة .

دق
روح الانسان باعتبار وجود الأشياء فيها بالانطباع الأصلي الفطري، وكان وجود الموجودات فيها بحيث لا تفقد شيئا ، وهو المعبر عنه بالمنشور ، لأن الكتاب اذا كان منشورا لا يبقى فيه شيء إلا وقد عرف .
والرق المنشور هو اللوح المحفوظ ، ونظيره روح الإنسان .

رقيقة
هي اللطيفة الروحانية ، وقد تطلق على الواسطة اللطيفة الرابطة بين الشيئين کالمدد الواصل من الحق الى العبد ، ويقال لها رقيقة النزول ، وكالوسيلة التي يتقرب بها العبد إلى الحق من العلوم والأعمال والأخلاق السنية والمقامات الرفيعة ، ويقال لها رقيقة الرجوع ورقيقة الارتقاء .
وقد تطلق الرقائق على علوم الطريقة وللسلوك وكل ما يلطف به سر العبد وتزول به كثافات النفس .

رکوع
اشارة الى شهود انعدام الموجودات الكونية تحت وجود التجليات الالهية .

رمز
معنى باطن مخزون تحت کلام ظاهر لا يظفر به إلا أهله. قال بعضهم : من أراد أن يقف على رموز مشايخنا فلينظر في مكاتباتهم ومراسلاتهم ، فان رموزهم فيها لا في مصنفاتهم .

رمس
يعني الدفن . قال الجنيد : و در مدرس مرمسه في غيب غافر الارتماس ، وهي إشارة إلى حقيقة التوحید بذهاب الخلق فيما كان كأنه لم يكن .

روح
الي الجنيد : الروح شی، استأثر الله بعلمه ، ولم يطلع عليه أحدا من خلقه .
وقال البناجي : الروح جسم يلطف عن الحس ، ويكبر عن اللمس ، ولا يعبر عنه بأكثر من موجود .
وقال ابن عطاء خلق الله الأرواح قبل الأجساد .
وقال غيره الروح لطیف قام في کثيف ، کالبصر جوهر لطيف قام في كثيف . وأجمع الجمهور على أن الروح معنی یحیی به الجسد .
وقال القحطبی : لم يدخل الروح تحت ذل کن ، يعني أنه ليس إلا الأحياء ، والحي والأحياء صفة المحيي ، كالتخليق والخلق صفة الخالق ، واسه دل من قال ذلك بظاهر قوله و قل الروح من أمر ربی ، ، قالوا الأمر أي كلام الله تعالى ، وكلامه ليس بمخلوق ، كأنهم قالوا إنما صار الحي حيا بقوله : كن حيا ، وليس الروح معني في الجسد حالا مخلوق كالجسد ، وقيل ليس هذا بصحيح وانما الروح معني في الجسد مخلوق كالجسد .
والروح الأعظم الذي هو الروح الانساني مظهر الذات الإلهية من حيث ربوبيتها ، ولذلك لا يمكن أن يحوم حولها حائم ، ولایروم وصلها رائم ، ولا يعلم كنهها الا الله تعالى ، ولا ينال هذه البغية سواه .
والروح الأعظم هو العقل الأول والحقيقة المحمدية والنفس الواحدة والحقيقة الأسمائية ، وهو أول موجود خلقه الله على صورته ، وهو الخليفة الأكبر ، وهو الجوهر النوراني جوهریته، مظهر الذات ، ونورانيه مظهر علمها ، ويسمى باعتبار الجوهرية نفسا واحدة ، وباعتبار النورانية عقلا أولا ، وكما أن له في العالم الكبير مظاهر و أسماء ، من العقل الأول و القلم الأعلى والنور والنفس
الكلية واللوح المحفوظ و غير ذلك ، كذلك له في العالم الصغير الانساني مظاهر وأسماء بحسب ظهوراته ومراتبه .
وروح القدس هو روح الأرواح ، فهو روح لا كالأرواح لأنه روح الله ، وهو المنفوخ منه في آدم ، وإليه الاشارة بقوله تعالى ونفخت فيه من روحي ، فروح آدم مخلوق ، وروح الله ليس بمخلوق فهو روح القدس ، أي أنه الروح المقدس عن النقائص الكونية ، وهو المعبر عنه بالوجود الإلهي في المخلوقات ، وهو المعبر عنه في الآية فأينما تولوا فثم وجه الله ، يعني هذا الروح المقدس الذي أقام الله به الوجود الكوني بوجود أينما تولوا باحساسكم في المحسوسات أو بأفكاركم في المعقولات ، فان الروح المقدس متعين بكمال فيه ، لأنه عبارة عن الوجه الالهي القائم بالوجود .
وروح الإلقاء هو الملقي إلى القلب علم الغيوب ، وهو جبرائیل عليه السلام ، وقد يطلق على القرآن ، وهو المشار إليه في قوله تعالی ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده .
وجنة الروح هي من مشاهدة جمال الأحدية ، وهي جنة الذات أيضا .

روذباري
أبو على الروذبارى ، بغدادی أقام بمصر ، وصار شيخها ، ومات بها سنة 322 هـ ، صحب الجنيد والنوري وابن الجلاء . سئل عمن يسمع الملاهي ويقول هي لي حلال لأني وصلت الى درجة لا تؤثر٫ في اختلاف الأحوال ، فقال : نعم قد وصل ولكن الى سقر .

رويم
أبو محمد رويم بن أحمد ، بغدادی من أجلة المشايخ ، مات سنة 303 هـ ، وكان فقيها على مذهب داود .
قال : من حكم الحكيم أن يوسع على إخوانه في الأحكام ، ويضيق على نفسه فيها ، فان التوسعة عليهم اتباع العلم ، والتضييق على نفسه من حكم الورع.

رؤيا
قال صلى الله عليه وسلم : الرؤيا من الله ، والحلم من الشيطان ، فإذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليتفل عن يساره وليتعوذ فإنها لن تضره ،
وقال : من رآني في المنام فقد رآني ، فان الشيطان لا يتمثل في صورتی ، ، ومعنى الخبر أن تلك الرؤيا رؤيا صدق ، وتأويلها
حق ، والرؤيا نوع من الكرامات ، وتحقيق الرؤيا خواطر ترد على القلب ، وأحوال تتصور في الوهم ، مرة تكون من قبل الشيطان ، ومرة من هواجس النفس ، ومرة بخواطر الملك ، ومرة تكون تعريفا من الله عز وجل يخلق تلك الأحوال في قلبه ابتداء ، وفي الخبر أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا.

رؤية
قال بعضهم أن الله يرى بالأبصار في الآخرة ، وانه يراه المؤمنون دون الكافرين ، لأن ذلك كرامة من الله تعالى ، وجوز البعض الرؤية
بالعقل وأوجبوها بالسمع ، وقيل لا يرى في الدنيا بالأبصار ولا بالقلوب إلا من جهة الإيقان : واختلفوا في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه ليلة المسرى ، فقيل لم يره ببصره ، ومن هؤلاء الجنيد والنوري والخراز .
وقال بعضهم رآه وانه خص من بين الخلائق بالرؤية ، ومنهم أبو عبد الله القرشي والشبلى .
وقيل رآه بقلبه ولم يره ببصره ، وزعم بعضهم أن الرؤية ممكنة في الدنيا ، وادعوها لأنفسهم ، وللجنيد في تكذيب من ادعاه وتضليله . رسائل وكلام كثير .

رهبة
رهبة الظاهر في تحقق الوعيد ، ورهبة الباطن لتقليب العلم ، ورهبة التحقق أمر السبق .

رياء
ترك الإخلاص في العمل بملاحظة غير الله فيه .

رياضة
رياضة أدب وهو الخروج عن طبع النفس ، ورياضة طلب وهو صحة المراد له ، وبالجملة هي عبارة عن تهذيب الأخلاق النفسية فان تهذيبها تمحيصها عن خلطات الطبع ونزعاته ، وقيل الرياضة ملازمة الصلاة والصوم ، والمحافظة عن موجبات الإثم آناء الليل واليوم ، وسد باب النوم ، والبعد عن صحبة القوم .

رين
حجاب القلب لا يمكن كشفه الا بالإيمان ، وذلك الحجاب هو الكفر والضلال لقوله تعالى : بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون . وقيل الرين هو الصدا الذي يقع على القلوب .

.