اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

اذهب الى الأسفل

26122023

مُساهمة 

المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Empty المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى




المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

الفتوحات الإلهية فى شرح المباحث الأصلية للشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
"أولئك الذين هدى الله, فبهداهم اقتده".
 يقول العبد الفقير إلى مولاه الغني به عما سواه أحمد بن محمد بن عجيبة الحسني لطف الله به وحباه:
الحمد لله بجميع المحامد الأصلية القديمة والفرعية, فهو المحمود, وهو الحامد, لاختصاصه بنهاية الأحدية, الغني الكريم, الماجد القديم, الأزلي بلا بداية ولا أولية, الفرد الصمد, الواحد الباقي بلا نهاية ولا آخرية.


نحمده تعالى ونشكره على ما خوله وأولاه من أياديه الأبدية. ونستعينه سبحانه ونستنصره على سلوك طريق حضرته القدسية. ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له, المنزه عن الشريك والغيرية, المقدس عن الحلول والاتحاد وثبوت السوية. ونشهد أن سيدنا ومولانا محمداً رسوله ومصطفاه, المختص بالنزاهة الأصلية, من غير معاناة تخلية ولا تحلية, صلى الله عليه وسلم, وعلى آله وأصحابه وعترته وأحزابه, المنزهين عن الأخلاق الدنية, الموصوفين بمحاسن الأخلاق السنية.


أما بعد كل شيء وقبله:
فأعظم الوسائل إلى الله سلوك طريق الأدب والتربية, وأقرب ما يوصل العبد إلى مولاه صحبة العارفين ذوي الهمم العالية والتربية النبوية, والتأدب بين يدي المشايخ: أهل النزاهة والتصفية, على اختلاف مقاماتهم وأحوالهم من: عبّاد, وزهاد, وفقراء, وصوفية, والبحث عن سيرهم وأحوالهم, والتأدب بآدابهم المرضية, والتحقق بأخلاقهم وشيمهم الزكية, وأجل من بحث عن سننهم الدارسة ومآثرهم السنية, الفقيه الصوفي ابن البنا السرقسطي في "مباحث الأصلية",



فلله دره, لقد حرر فيه المعنى, وبين فيه المبنى, فبلغ فيه غاية القصد والمنى, بلفظ مختصر بديع, ونظم سلس رائق رفيع, بين فيه أصول الطريق, وأظهر فيه معالم التحقيق, فأردت بعون الله أن أضع عليه شرحا متوسطا, ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل. يبين المعنى, ويحقق المبنى, حملني عليه أمر شيخنا العارف الواصل المحقق الكامل سيدي محمد بن احمد البوزيدي الحسيني, فأجبت رغبته, وأسعفت طلبته, عسى أن ينتفع به الخاص والعام, فيكون معراجا وسلما لارتقاء درجة المعرفة على التمام, وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب, وحسبي الله ونعم الوكيل, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, وسميته "الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية" نسأل الله تعالى أن يفتح على من كتبه أو طالعه أو حصله أو سمعه أو اعتقده أو اتعظ بما فيه, فتحاً مبيناً, ظاهراً وباطناً, بمنه وكرمه وبجاه سيد الخلق سيدنا ومولانا محمد نبيه وحبه آمين.


وهذا أوان الشروع في المقصود, مستمداً من بحر الكرم والجود, صاحب المقام المحمود. والحوض المورود. واللواء المعقود, سيدنا ومولانا محمد المرسل إلى كل موجود. منبع العلوم والأنوار, ومفتاح خزائن المواهب والأسرار.
فإن من جودك الدنيا وضرتها ..... ومن علومك علم اللوح والقلم
فما فتح على العارفين من المواهب والأسرار, إلا رشحات من رشحات النبي المختار, إذ منه انشقت الأسرار, وانفلقت الأنوار, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الأبرار.
وبعد هذا, صاحب الكتاب هو: الشيخ الفقيه الصالح الناصح أبو العباس احمد بن محمد بن يوسف التجيبي, المعروف بابن البنا "السرقسطي" بضم القاف: نسبة إلى سرقسط, بلدة بتخوم الجزيرة, كان أصل نسبه منها, ثم تقرر بفاس, وبها توفي,
قال الشيخ زروق رحمه الله: لم أقف على تاريخ وفاته, غير أن الظن الغالب أنه قريب العهد, قال: ولم يكن مشهورا بالعلم, مع ما له فيه من القدم الراسخ الذي دل عليه كتابه, فعد من عجائب مدينة فاس, إذ كان من عامتها وألف, كابن أبي زرعة صاحب التاريخ.

كذا ذكر لي بعض عدول     بلدنا عن صاحب له عدل.
قلت: وكم من عارف كبير بقي تحت أستار الخمول, حتى لقي الله تعالى, بل كلما عظم قدر العارف عند الله, خفي أمره على الناس, لأن الكنوز لا تكون إلا مدفونة, فإن ظهرت نهبت وتشتت أمرها وذهب سرها, وابن البنا هذا غير صاحب الحساب, فانه ابن البنا الصوفي, توفي بمراكش سنة إحدى وعشرين من القرن الثامن, كما ذكره صاحب "الجذوة".
ثم ابتدأ صاحب الكتاب كتابه ببسم الله تبركا وامتثالًا, فقال:

متن المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطي
453 بيتا
مدخل
بسم الإله في الأمور أبدا ..... إذ هو غاية لها ومبدا
الحمد لله ولي الحمد ..... هدى إلى الحق ونهج الرشد
ثم صلاة الله والسلام ..... على النبي ما انجلا الظلام
يا سائلا عن سنن الفقير ..... سألت ما عز عن التحرير
إن الذي سألت عنه مات ..... وصار بعد أعظما رفات
فطمست أعلامه تحقيقاً ..... فلم تجد بعد لها طريقاً
إلا رسوماً ربما لم تعفُ ..... وذاك ما نتبعه ونقفُ
وهبْكَ أن تظفر بالأوطان ..... ما السر والمعنى سوى القُُطّان
وهذه مسألة معتاصة ..... لم يجد الحبر لها خلاصة
لأنها مسألة غريبة ..... حقيقة الجواب عنها ريبة


وقلَّ ما تلقى لها مساعدا ..... بل منكراً أو ناقداً أو جاحداً
وإذ تهديت إلى الصواب ..... ولم يكن بد من الجواب
فهو على الجملة والتفصيل ..... منحصر في خمسة فصول
أولها في أصله, والثاني ..... في فضله على مدى الأزمان
وثالث الفصول في أحكامه ..... وحين يستوي على أقدامه
والرابع الرد على من رده ..... وليس يدري شأنه وقصده
وخامس يعمل كيف صيرا ..... حتى غدا بين الأنام منكرا
وبعد ما فصلته فصولا ..... وعاد بتّ حبلها موصولا
سميتها المباحث الأصلية ..... عن جملة الطريقة الصوفية
فحيّ يا رب امرءاً حياها ..... وزكه يوماً متى زكاها

الفصل الأول: في أصله "التصوف"
الطريقة بحث عن تحقيق الحقيقة
واعلم بأن هذه الطريقة ..... بحث عن التحقيق للحقيقة


2-  حقيقة الإنسان وأنموذجها الرباني
وهذه حقيقة الإنسان ..... حيث لها أنموذج رباني
ووضعه في الكتب لا يجوز ..... بل هو كنز في النهى مكنوز
إياك أن تطمع أن تحوزه ..... من دفتر أو شعر أو أرجوزة
وإنما تعرف منه وصفا ..... لست تراه، وهو ليس يخفى
وها أنا أشرح منه البعض.....بقدر ما تفهمه فلترض
فهذه الحقيقة النفسية..... موصولة بالحضرة القدسية
وإنما يعوقها الموضوع..... ومن هنا يبتدأ الطلوع
لم يتصل بالعالم الروحاني ..... من عمره على الفضول عاني
ليس يرى من المعاني دان ..... من قلبه في عالم الأبدان


3 - المجاهدة وخرق العادة
فلم تزل كل نفوس الأحيا ..... علّامة درّاكة للأشيا
وإنما تعوقها الأبدان ..... والأنفس النزغ والشيطان
فكل من أذاقهم جهاده ..... أظهر للقاعد خرق العادة
وهي من النفوس في كمون ..... كما يكون الحب في الغصون
حتى إذا أرعدت الرعود ..... وانسكب الغيث ولان العود
وجال في أغصانها الرياح ..... فعندها يرتقب اللقاح
فعندما أزهرت الأغصان ..... واعتدل الربيع والزمان
يكون إذ ذاك أوان العقد ..... وانتظم الأغصان نظم عقد
حتى إذا أينع للعيان ..... وأمنت جوائح الزمان
باكرها زارعها والغارس ..... يقطفها, والغير منها آيس
فأي من مر بها مساء ..... وأبصر الظلال والأفياء
ونزه الأبصار والعيونا ..... حيث رأى الأنهار والعيونا
واشتم منها الروح والريحانا ..... وظل في بهجتها حيرانا
فقال: نحن إذاً سواء ..... فعندها يجمعنا المساء


4-  سلعة الله غالية
حتى إذا هجمه الظلام ..... واحتوشته الوحش والهوام
ولم يجد للفوز من أسباب ..... أقام حيران أمام الباب
فقيل من بالباب؟ قال: طارق ..... فقيل كلا, لا, ولكن سارق
فقال: مهلًا صاحب الجنات ..... لحائر قد ضل في الفلاة
فقال: هلا كنت ذا بستان؟ ..... فقال: كنت قاعداً ووان
فقال: يا قوم ألا تشرون؟..... قالوا: جهلت ثمن المثمون
فهذه فواكه المعارف ..... لم تشر بالتالد أو بالطارف
ما نالها ذو العين والفلوس ..... وإنما تباع بالنفوس
وقيل: ليست هذه المقاصر ..... مأوى لكل قاعد وقاصر
وقيل: ليست هذه البحائر ..... لحائر ضل فظل حائر
فافهم فتحت هذه العبارة ..... إشارة وأيما إشارة


5-  أصل التصوف من جهة دليل الشرع
ولنرجع الآن لباقي الفصل ..... إذ في تمامه ثبوت الأصل
فقادة الصوفي أهل الصفة ..... في زمن الرسول فاعلم وصفه
وهم ضياف الله والإسلام ..... وجلساء سيد الأنام
كانوا على التجريد عاملين ..... وعن سوى الرحمن معرضين
تخلقوا بخلق النبي ..... يدعون بالغداة والعشي
قد فهموا مقتضيات الشرع ..... فصيروا الفرق لعين الجمع
قد خرجوا لله عما اكتسبوا ..... فكل صوفي إليهم ينسب
إذن فشأن القوم ليس محدثا ..... بل كان أحوى فوجدناه غثا
فاسلك طريق القوم تلق يمنه ..... إذ الكتاب قيده والسنة


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 29 ديسمبر 2023 - 23:12 عدل 2 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الثلاثاء 26 ديسمبر 2023 - 21:50 من طرف عبدالله المسافربالله

المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

الفصل الثاني: في فضله
1 - شرف علم التصوف وفضيلته
2 - حجة من يرجح الصوفية على غيرهم
حجة من يرجح الصوفية ..... على سواهم حجة قوية
هم اتبع الناس لخير الناس ..... من سائر الأنام والأناس
تبعه العالم في الأقوال ..... والعابد الناسك في الأفعال
وفيهما الصوفي في السباق ..... لكنه قد زاد بالأخلاق
ثم بشيئين تقوم الحجة ..... وأنهم قطعا على المحجة
مذاهب الناس على اختلاف ..... ومذهب القوم على ائتلاف
وما أتوا فيه بخرق العادة ..... إذ لم تكن لمن سواهم عادة
قد رفضوا الآثام والعيوب ..... وطهروا الأبدان والقلوب
وبلغوا حقيقة الإيمان ..... وانتهجوا مناهج الإحسان
وعلموا مراتب الوجود ..... كالأم والوالد والمولود
واستشعروا شيئا سوى الأبدان ..... يدعونه بالعالم الروحاني
ثم أمام العالم المعقول ..... معارف تلغز في المنقول
وعلموا أن لهم تمكينا ..... يرقى بهم مرقى المكاشفينا
ثم رأوا أن دون ذاك مانع ..... كدفتر نيط عليه طابع
فالقوم حين علموا بذاكا ..... وميزوا القطاع والأشراكا
سلوا من العزم لهم قواضب ..... فأنبت كل قاطع وحاجب
فاحتزموا للطعن والنزال ..... وابتدروا ميادين القتال
واعلموا أن ليس شيء قاطع ..... كبدن كاس وبطن سابغ
ونظروا الحجاب في البواطن ..... فوجدوه في النفوس كامن
فعملوا على جهاد النفس ..... حتى أزالوا ما بها من لبس


3-   اختلاف الصوفية في المجاهدة
والقوم في هذا على فريقين ..... وحكمهم فيه على ضربين
ففرقة طريقهم مبنية ..... على العقائد وحسن النية
قالوا: فالنفس كالمرآة ..... ينطبع الماضي بها والآت
وإنما يعوقها أشياء ..... ترك المحاذاة أو الصداء
قالوا: وإن العين قد تغور * ** وإنما يخرجها الحفير
وأجمعوا أن علاج الأصل..... أقرب للبرء معا والنيل
فما إليه أبدا نشير ..... هو علاج النفس والتطهير


4-     استمرار هذه الطريقة إلى انقراض الدنيا
وهذه طريقة الإشراق ..... كانت وتبقى ما الوجود باقي
وفرقة قالت بأن العلما ..... من خارج بالاكتساب اسما
وشرطوا العلوم في اصطلاحه ..... إذ لا غنى للباب عن مفتاحه
فليس للطامع فيه مطمع ..... ما لم تكن فيه علوم أربع
وهي علوم: الذات, والصفات ..... والفقه, والحديث, والحالات
وهذه طريقة البرهان .... وهي لكل حازم يقظان


5-  وصف الصوفي وحاله وشأنه
ونسبوا الصوفي للكمال ..... وضربوا معناه في المثال
فهو كالهواء في العلو ..... ثم كمثل الأرض في الدنو
ثم كمثل النار في الضياء ..... ثم كمثل الماء في الإرواء
فهو إذا للكائنات حاصر ..... إذ صار في معناه كالعناصر
وفضله أشهر من أن يجهلا ..... وقد ذكرنا منه نزراً مجملا
وفي بيان أصله دليل ..... يعلم منه الشان والتفضيل


الفصل الثالث: في أحكامه
 في حكم الشيخ وما يترتب عليه
وإنما القوم مسافرون ..... لحضرة الحق وظاعنون
فافتقروا فيه إلى دليل ..... ذي بصر بالسير والمقيل
قد سلك الطريق ثم عاد ..... ليخبر القوم بما استفاد
وجاب منها الوهد والآكاما ..... وراض منها الرمل والرغاما
وجال فيها رائحا وغاديا ..... وسار كل فدفد وواديا
وعلم المخوف والمأمونا ..... وعرف الأنهار والعيونا
قد قطع البيداء والمفاوز ..... وارتاد كل حابس وحاجز
وحل في منازل المناهل ..... وكل شرب كان فيه ناهل
فعندما قام بهذا الخطب ..... قالوا جميعا: أنت شيخ الركب
وأحدقوا من حوله يمشون ..... وكلهم إليه يوزعون
فرتب القوم على مراتب ..... ما بين ماش: راجل وراكب
وحيث كلت نجب الأبدان ..... قال: أحدهما يا حادي الأظعان
فمن هنا يلقب القوّالا ..... حاد لأجل حدوه الرجالا
والسفر المذكور بالقلوب ..... والشيخ في منزلة الطبيب
يعلم منها الغث والسمينا ..... ويدرك الصلب معاً واللينا
ويعلم البسيط والمركبا ..... وما بدا منها عليه واختبا
والطبع والمزاج والتركيبا ..... والكون والتحليل والترطيبا
قد أحكم التشريح والمفاصل ..... وصار علم الطب فيه حاصل
وكان عشابا وصيدلاني ..... قدحا وكحّالا ومارستاني
أمهر في الأعراض والأخلاط ..... من أسقلا جالينوس أو بقراط
فعندما صح له التحصيل ..... يممه السقيم والعليل
فكان يبريهم من الأمراض ..... والساخط القلب يعود راض
وليس هذا طب جالينوس ..... وإنما يختص بالنفوس
فهكذا الشيوخ قدما كانوا ..... يا حسرتي إذ سلفوا وبانوا


 2- في حكم الاجتماع
فكان إذ ذاك اجتماع القوم ..... له بعلم عمل عن علم
ولم يكن ذلك عن رويّة ..... بل يحضر القوم على السوية
ولم يكن أيضا لدى العشاء ..... إذ فيه نهي وهو للإغفاء
وافتقروا فيه للائتلاف ..... ليعلم المستوفي حال الوافي
لا خير فيمن لم يكن ألوفا ..... ولم يكن لغيره مألوفا
ومن يكن يصحب غير جنسه .....  فجاهل والله قدر نفسه
أفضل للمرء جلوس وحده ..... ولا يكن جليس سوء عنده
قد يرتجي الشفاء للسقيم ..... مهما يكن ملازم الحكيم
ومن ينازع فاطرح نزاعه ..... فالدين مبني على الجماعة


3- في حكم اللباس
وقد أباحوا سائر الأثواب ..... وتركها أقرب للصواب
إذ في لباس حلها الحساب ..... أيضا, وفي حرامها العقاب
والقوم ما اختاروا المرقعات ..... إلا لأوصاف وسوف تأت
أولها فيها اطراح الكبر ..... ومنعها للبرد ثم الحر
وخفة التكليف, ثم فيها ..... قلة طمع الطامعين فيها
وذلة النفس وتطويل العمر ..... والصبر ثم الاقتدا بعمر
ألا ترى لابسها كالخاشع ..... فهي إذن اقرب للتواضع


 4- في حكم الأكل
الأكل فيه تركه مشروط ..... إلا اضطرارا قدر ما يحوط
وإن يكن فحسن وإلا ..... فتركه عند الجميع أولى
وأدب القوم لدى الطعام ..... جم فمنه ترك الاهتمام
وقلة الذكر له إن غاب ..... لكونه عندهم حجاب
بل أنزلوه منزل الدواء ..... عند العليل بغية الشفاء
ولم يكن همهم بجمعه ..... وكسبه وفضله ومنعه
ولا استقلوه ولا عابوه ..... ولا يكن قصدا فيطلبوه
والقوم لم يدخروا طعاما ..... بل تركوا الحلال والحراما
إلا يسيرا قدر ما تيسرا ..... إذ الحلال المحض قد تعذرا
وجنبوا طعام أهل الظلم ..... والبغي والفساد خوف الإثم
بل أكلوا مما استبان حله ..... غير الذي لا يعرفون أصله
ويكرهون الأكل مرتين ..... في اليوم والمرة في اليومين
وفضلوا الجمع على الإفراد ..... فيه لأجل كثرة الأيادي
ولم يلقم بعضهم لبعض ..... ولم يجل بصره بل يغضي
ولم يروا فيه بالانتظار ..... فيذهب الوقت بلا تذكار
وكرهوا البطنة للإخوان ..... فالبطن كالوعاء للشيطان
وأمروا فيه بفتح الباب ..... وأكلوا بالقصد والآداب
وفتحوا الباب لكل سار ..... وأكلوا بالرفق والإيثار
وللطريق ظاهر وباطن ..... تعرف منه صحة البواطن


5- في آداب الاجتماع
ظاهره الآداب والأخلاق ..... مع كل خلق ما له خلاق
باطنه منازل الأحوال ..... مع المقامات لذي الجلال
والأدب الظاهر للعيان ..... دلالة الباطن في الإنسان
وهو أيضا للفقير سند ..... وللغني زينة وسؤدد
فالقوم بالآداب حقا سادوا ..... منه استفاد القوم ما استفادوا
إذ نصحوا الأحداث والأصاغر ..... وحفظوا السادات والأكابر
واجتنبوا ما يؤلم القلوب ..... وابتدروا الواجب والمندوب
وخدموا الشيوخ والإخوانا ..... وبذلوا النفوس والأبدانا
وأنصتوا عند المذاكرات ..... واحترموا الماضي معا والآت
وسألوا الشيوخ عما جهلوا ..... ووقفوا من دون ما لم يصلوا
وعملوا بكل ما قد علموا ..... وآثروا واغتفروا واحتشموا
واحتكموا بالعدل والإنصاف ..... فوردوا كل معين صاف
وبعضهم كان لبعض عونا ..... يلقى لديه دعة وأمنا
ينصره في الحق حيث كانا ..... فإن أساء قارضه إحسانا
وليس حط الرأس من آدابه ..... بل الصواب كان في اجتنابه
بل هو مبني على القصاص ..... لمن أراد حسبه الخلاص
وليس في قيام الاستغفار ..... أصل صحيح واصطلاح جار
والقصد من هذا الطريق الأدب ..... في كل حال منه: هذا المذهب


 6- في حكم السماع
وللأنام في السماع خوض ..... لكن لهذا الحزب فيه روض
قال العراقيون بالتحريم ..... قال الحجازيون بالتسليم
وإن للشيوخ فيه فنّا ..... إذ جعلوه للطريق ركنا
وإنما أبيح للزهاد ..... وندبه إلى الشيوخ باد
وهو على العوام كالحرام ..... عند الشيوخ الجلة الأعلام
وفيه كان ميلق الأحوال ..... كيما يبين سافل وعال
وهو صراط عندهم محدود ..... يعبره الواجد والفقيد
فعابر يحله عليين ..... وآخر يحطه في سجين
وهو سرور ساعة يزول ..... نعم, وسم ساعة قتول
وهو قياس العقل نقاش القلوب ..... إذ ينزل الحال به ثم يؤوب
وآثاره في عرصات القلب ..... كالوبل في الغصن القويم الرطب
ولا يجوز عنده التكلم ..... ولا التلاهي, لا, ولا التبسم
ويمنع الأحداث من حضوره ..... وإن يكن ذاك فمن ظهوره
والرقص فيه دون هجم الحال ..... ليس على طريقة الرجال
وإن يكن يقوى على السكون ..... فانه أسلم للظنون
وليس يحتاج إلى السماع ..... إلا أخو الضعف القصير الباع
والزعقات فيه والتمزيق ..... ضعف, وهز الرأس والتصفيق
ولم يكن لأجله اجتماع ..... ولا لدى غيبته انصداع
ولم يكن فيه مرأسنونا ..... ولا طنابر ومسمعونا
وليس أيضا كان فيه طار ..... ولا مزاهر ولا تنقار
والشمع والفرش والتكالف ..... أحلف ما كانت يمين حالف
وأمروا فيه بغلق الباب ..... وإنما ذاك للاجتناب
وليس للقائل ما يقول ..... في الشعر إذ سمعه الرسول
وإنما كان السماع قدما ..... قصد المريد الشيخ يشكو السقما
وجاء هذا, ثم جاء هذا ..... حتى استقلوا عنده أفذاذا
فبث كلٌ ما به قد جاء ..... فعرضوا من دائهم دواء
فعندما نشطت النفوس ..... وزال عنها كسل وبوس
وطابت القلوب بالأسرار ..... واستعملت نتائج الأفكار
ترنم الحادي ببيت شعر ..... فاكتنفته غامضات الفكر
كل له مما استفاد شرب ..... هذا له قشر وهذا لب
فإن تمادى وأتم الشعرا ..... أبدوا من الشرح عليه سفرا
فهكذا كان سماع الناس ..... فهل ترى به كذا من باس
وكرهوا الخلع على المساعدة ..... لأن فيه كلفة المعاندة
ومن يكن يخلع عند الحال ..... فلا يجوز رده بحال
إذ كان كل عائد في هديه ..... كالكلب ظل عائدا في قيئه
وحكمه في أفضل الأحكام ..... رأي العراق ليس رأي الشام
وحكموا الوارد في الخروق ..... للأنس والخبرة بالطريق
والسقط مردود بلا خلاف ..... وقدر هذا في السماع كاف


7- الحكمة في سفرهم والمقصود به
مذهبهم في جولة البلدان ..... زيارة الشيوخ والإخوان
ثم اقتباس العلم والآثار ..... أو رد ظلم أو للاعتبار
أو للخمول أو لنفي الجاه ..... أو للرسول أو لبيت الله
ولم تكن أسفارهم تنزها ..... لكن لله بها التوجها
ولم تكن أيضا بلا استئذان ..... للشيخ والآباء والإخوان
ولم يكن ذلك للفتوح ..... أو لامرئ مبتذل ممدوح
فحيث ما حلوا بلدا فبالحرا ..... أن يقصدوا الشيخ وبعد الفقرا
وإن للقوم هنا آدابا ..... إذا جعلوا كلامهم جوابا
فإن تعاطى الشيخ منهم قولا ..... قولوا, وإلا فالسكوت أولى
واجب على أولى الإقامة ..... تفقد الوارد بالكرامة
وهو يزور القوم في الحرام ..... وإنما ذاك للاحترام
ويبدءوا الوارد بالسلام ..... وبالطعام ثم بالإكرام
وكلموه بعدها تكليما ..... تأسيا بفعل إبراهيما
وكرهوا سؤال هذا الوارد ..... إلا عن الشيخ أو التلامد
وكرهوا تضييعه أوراده ..... كيف, وقد جاء إلى الزيادة
ومن يسافر في هوى النفوس ..... فإنما يؤمر بالجلوس


 8- في حكم السؤال وأسبابه
حكم السؤال عندهم مشروع..... طورا, وطورا عندهم ممنوع
وما على السائل من تأويل ..... لأجل قهر النفس والتذليل
فمن أولي الأذواق والأحوال ..... من كان راض النفس بالسؤال
قالوا: ولا خير إذن في العبد ..... ما لم يكن قد ذاق طعم الرد
ومنعوا السؤال للتكاثر ** بل حكموا عليه بالتهاجر
والقوم لما يسألوا إلحافا ..... ولا تكاثرا ولا جزافا
بل ذاك كان منهم اضطرارا ..... فيسألون القوت والإفطارا
وأدب الصوفي عند المسألة ..... أن يدخل السوق إليه يسأله
لسانه يشير نحو الخلق ..... وقلبه معلق بالحق
وكرهوا سؤاله لنفسه ..... ثم أباحوه لأهل جنسه
ولم يعدوه من السؤال ..... لكن من العون على الأعمال
إذ كان خير الخلق في أترابه ..... يسأل أحيانا إلى أصحابه
ولا تصف بصحة السؤال ..... من يؤثر الأخذ على الإبذال
والشغل دون الكسب بالعبادة ..... محض التوكل, ورأي السادة
ثم السؤال آخر المكاسب ..... وهو بشرط الاضطرار واجب


9- في حكم التربية وتدريج المريد
فإن أتى القوم أخو فتون ..... وقال: يا قوم أتقبلون؟
تقبلوه صادقا أو كاذبا ..... إذ كان محتوما عليهم واجبا
وحذروه من ركوب الإثم ..... وأمروه باقتباس العلم
وأمروه بلزوم الطاعة ..... والماء والقبلة والجماعة
وقرروا فيه شروط التوبة ..... وأمروه بلزوم الصحبة
ثم أمدوه بعلم الظاهر ..... حتى استقامت عنده السرائر
حتى إذا أنقاد مع الإفادة ..... وكاد أن يصلح للإرادة
إذا للمريد عندهم حدود ..... لأجلها قيل له مريد
فعندها رد إلى الأوراد ..... كالصمت والصوم مع السهاد
وعاملوه بالمعاملات ..... إذا علموا مختلف العلات
ولم يحيلوه على الحقيقة ..... إذ لم يكن مستوفي الطريقة
لكن أحالوه على الأعمال ..... لأجل ما فيها من النوال
إذ الطريق إلى العلم ثم العمل ..... ثم هبات بعدها تؤمل
حتى إذا أحكم علم الظاهر ..... وأبصروا القبول فيه ظاهر
ألقوا إليه من صفات النفس ..... ما كان فيها قبل ذا من لبس
وهي إذا أنكرتها فلتعرف ..... إحدى وتسعين, وقيل نيف
فجرعوها كؤوس المنون ..... وهي تنادي: كيف تقتلوني
فعندما مالت إلى الزوال ..... أدخل في خلوة الاعتزال
وقيل: قل على الدوام: الله ..... وأحذر كطرف العين أن تنساه
ووكل الشيخ به خديما ..... يلقى إليه القول والتعليما
وقيل: إن تكتم من الأحوال ..... شيئا سلكت سبل الضلال
فليس عند القوم باللبيب ..... من لم يصف شكواه للطبيب
فلم يزل مستعملا للذكر ..... فيصمت اللسان وهو يجري
وقدر ما تجوهر اللسان ..... بالاسم يستثبته الجنان
ثم جرى معناه في الفؤاد ..... جري الغذا في جملة الأجساد
فعندها حاذي مرآة القلب ..... لوح الغيوب وهو غير مخب
فأدرك المعلوم والمجهولا ..... حيث اقتضى لتركها قبولا
حتى إذا جاء بطور القلب ..... خوطب إذ ذاك بكل خطب
فقيل لو عرفتني بكوني ..... قيل: إذن فاخلع نعال الكون
ثم فنى عن رؤية العوالم ..... ولم ير في الكون غير العالم
ثم انتهى لفلك الحقيقة ..... فقيل: هذا غاية الطريقة
ثم أمتحى في غيبة الشهود ..... فأطلق القول: أنا معبودي
حتى إذا رد عليه منه ..... أثبت فرقا حيث لم يكنه
فرد نحو عالم التحويل ..... وعبروا عن ذاك بالنزول
ورده بالحق نحو الخلق ..... كي ما يؤدي واجبات الرق
فكلم الناس بكل رمز ..... وألغز التعبير أي لغز
وعندما أسلكه المسالك ..... أقامه شيخنا لكل سالك
فهذه أحوال ذي الأحوال ..... تدرك بالأفعال لا الأقوال
فكذا كان طريق القوم ..... ولم يزل يخصم كل خصم
وهي إذا ما حققت موارث ..... عن خير مبعوث وخير وارث
وهكذا الشيخ على التحقيق ..... إذا كان مثل سالك الطريق
فمن يكن بهذه الأوصاف ..... شيخا وتلميذا فعن إنصاف
فهذه لوازم الأحكام ..... جئنا بها تترى على نظام
وما ذكرنا فهو كالقليل ..... إذا اختصرنا خشية التطويل


الفصل الرابع - في الرد على من رده
الرابع في الرد على من رده ..... وليس يدري شأنه وقصده
هذا الطريق من أجل الطرق ..... فافهم هديت واقتده بنطق
إن العلوم كلها المعلومة ..... فنونها في هذه متهومة
إذ العلوم في مقام البحث ..... وإن هذا في مقام الإرث
وأنكروه ملأ عوام ..... لم يفهموا مقصوده فهاموا
وكل من أنكر منه شيئا ..... فإنما ذاك لسبع أشيا
لجهله بنفسه الشريفة ..... وكونها في أرضها خليفة
وجهله بالعالم المعقول ..... وشغله بظاهر النقول
وسهوه عن عمل القلوب ..... والخوض في المكروه والمندوب
والجهل بالحلال والحرام ..... والميل عن مواهب الإلهام
واعلم بان عصبة الجهال ..... بهائم في صورة الرجال
ومن أباح النفس ما تهواه ..... فإنما معبوده هواه
تالله ما يجمل باللبيب ..... جهل البعيد منه والقريب
كيف يرى في جملة السباق ..... من حظه مع الحظوظ باق
متى يجد جواهر المعاني ..... من قلبه على الدوام عاني
لم يتصل بالعالم الروحاني ..... من عمره على الفضول حاني
ليس يرى مع المعاني دان ..... من قلبه في عالم الأبدان
مهما ترقى مادة الموضوع ..... يأخذ نجم الدرك في الطلوع
يا حسرتي إذا لا مجد راكب ..... يصحبنا في هذه المراكب
يا معشر الأخوان هل من سائل ..... أخبره عن هذه المسائل
وأسفا يا فتية الوصول ..... على انصرام حبلها الموصول
لو أبصر الشخص اللبيب العاقل ..... لم يعتقل عن هذه المعاقل
يا صاحب العقل الحصيف الوافر ..... إياك أن تصدمك الحوافر
لقد غدا الكون لديك سافر ..... إن لم تكن فيه كما المسافر
يا موثقا في موثق المماليك ..... تزهو أراك اليوم زهو المالك
يا من أعاتبه على الدوام ..... حتام أجفان الدوا دوام
كم أنت ذو وسائد عراض ..... لاه عن الجوهر بالأعراض؟
مهما تعديت عن الأجسام ..... أبصرت نور الحق ذا ابتسام
مهما ارتقيت عن قبيل الحس ..... أدركت في نفسك معنى النفس
يا من على القشر غدا يحوم ..... حتى عن اللب متى تصوم؟
يا من إذا قيل له تعال ..... لمنهج التحقيق قال: لا لا
يا جاهلا من داره سكناها ..... وهو يؤدي أبدا كراها
أتدري من أنت؟ وكيف تدري ..... وأنت قد عزلت والي الفكر
يا سابقا في موكب الإبداع ..... ولاحقا في جيش الاختراع
اعقل فأنت نسخة الوجود ..... لله ما أعلاك من موجود
أليس فيك العرش والكرسي ..... والعالم العلوي والسفلي
ما الكون إلا رجل كبير ..... وأنت كون مثله صغير
فأنت لست من قبيل الأرض ..... حتى إذا رميت فيها تمضي
فاحتل على النفس فرب حيلة ..... أنفع في النصرة من قبيلة
يا منكر المعقول والمعاني ..... ما الصنع في أمثلة القرآن
بعداً أرى فيك عن الإشارة ..... هل تنكرنْ رواية العبارة
يا جاهلا أقصي الكمال وقفا ..... على عقول وهمها لا يخفى
أول أطوارك منذ أول ..... الحس والتمييز والتخيل
والعقل والذكر معا والفكر ..... هيهات, بل وراء ذلك طور
ما ناله الجمهور والوراد ..... وإنما يناله الأفراد
منفعلا يدعى ومستفاد ..... وعقل تخصيص لمن أراد
وحيث فيه ينتهي الولي ..... فمن هناك يبتدي النبي
وفيه تجلى جمل المعارف ..... فمن رآها قيل له عارف
فهذه ميادين الأبطال ..... ليست لكل جبان بطال
هل يصلح الميدان للجبان ..... أو يكمل الزرع بلا إبان
ما أنكر الناس لما لم يعرفوا ..... ما أهجر الولاف لما لم يألفوا؟
أليس قد جبلت العقول ..... على الذي جاء به التنزيل
هل ظاهر الشرع مع الحقيقة ..... إلا كأصل الفرع في الحديقة
والشرع جار وصحيح العقل ..... كحذوك النعل معا بالنعل
ما مثل المعقول والمنقول ..... إلا كدر زاخر مجهول
حتى إذا أخرجه الغواص ..... لم يكن للدر إذن خلاص
وإنما خلاصه في الكشف ..... عن الغطاء حيث لا يستخف
فالصدف الظاهر ثم الدر ..... معقوله والجهل ذاك البحر
وإنما المعقول في شكل الحروف ..... كما يكون الدر في جوف الصدوف
هل ظاهر الشرع وعلم الباطن ..... إلا كجسم فيه روح ساكن
لو عمل الناس على الإنصاف ..... لم تر بين الناس من خلاف
واعلم رعاك الله من صديق ..... أن الورى حادوا عن التحقيق
إذ جهلوا النفس والقلوبا ..... وطلبوا ما لم يكن مطلوبا
واشتغلوا بعالم الأبدان ..... فالكل ناء منهم ودان
وأنكروا ما جهلوا وزعموا ..... أن ليس بعد الجسم شيء يفهم
وكفّروا وزندقوا وبدّعوا ..... إذا دعاهم اللبيب الأورع
كلٌ يرى أنْ ليس فوق فهمه ..... فهمٌ ولا علم وراء علمه
محتجبا عن رؤية المراتب ..... علّ يسمى عالما وطالب
هيهات هذا كله تقصير ..... يأنفه الحاذق والنحرير
فمن يرد موارد المواهب ..... فكيف يرضى هذه الغياهب
فالعلم ما يلفي إليه حد ..... بل ظاهر يخفي, وخاف يبدو
والعلم لو كانت له نهاية ..... يوقف عند حدها أو غاية
من كان أذكى مرسل وأسمى ..... قيل له: قل رب زدني علما
فعش بما لديك ما حييت ..... وجنب التعنيف والتعنيت
والكل قد يعجبه الكلام ..... فالزم هدي نفسك والسلام


* * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأربعاء 27 ديسمبر 2023 - 17:58 عدل 1 مرات

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الثلاثاء 26 ديسمبر 2023 - 21:52 من طرف عبدالله المسافربالله

المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

الفصل الخامس: في فقراء العصر ومتشبهي الوقت
إذا علمت كيف كان الحال ..... في الشيخ والتلميذ ثم حالوا
فاعلم بأن أهل هذا العصر ..... قد شغلوا بمحدثات الأمر
إذ أحدثوا بينهم اصطلاحا ..... لم أر للدين به صلاحا
وصنفوا بينهم أحكاما ..... أكثرها كانت لها حراما
وانتهجوا مناهج منكوسة ..... وارتكبوا طريقة معكوسة
فهذه طريقةٌ قد درست ..... وشجر أغصانها قد يبست
كانت إذن مواردا شريفة ..... فاستبدلت مذاهبا سخيفة
قد أسست على صحيح العقل ..... وأسها الآن بمحض الجهل
يدعي الذي يمشي عليها سالك ..... وسالكوها اليوم حزب هالك
بها عاش القوم بخير عيشه ..... فصيرت بعدهم معيشة
وكانت تضاهي الكوكب المنيرا ..... والآن أضحت حائطا قصيرا
إذا صار لا يعلم منها إلا ..... أكلا ورقصا وغنى وسؤلا
وكانت على الإنصاف والنصيحة ..... فهي على الإسراف والفضيحة
تعرف بالخلق والإيثار ..... والآن بالحقد, والإقتار
وكانت أجل غبطة وخطه ..... والآن فهي بدعة وخلطة
كانت على مجرد الصيام ..... والآن في مجرد الطعام
في السماع كان غلق الباب ..... والآن عند جفن جواب
وقولنا الشيوخ والإخوان ..... هم الذين سلفوا وبانوا
ماتوا ولما يتركوا من وارث ..... إذ هؤلاء القوم كالبراغث
فكل ما اليوم عليه الناس ..... من مدعين الفقر فيه باس
إذ نقضوا الأصول والأركانا ..... وصيروه في الورى مهانا
وهدموا بنيانه المشيدا ..... وصيروه مخملا ومخمدا
ونثروا الفروع والأصولا ..... وجعلوا معلومها مجهولا
واحتسبوا فيها بغير حسبة ..... صيروها ضحكة ولعبة
وجعلوها للغني مغرما ..... وللفقير نهبة ومغنما
وافتضحوا واصطلحوا لديها ..... فصار ما كان لها عليها
حق لمن كان عليهم منكرا ..... إذ كل ما يبصر منهم منكرا
لو علموا ما جهلوا ما صاروا ..... حيث انتهوا ترمقهم أبصار
لو لم يكن بعض لبعض عاكس ..... ما لقبوا بعصبة الكساكس
عار لمن لم يرض العلوما ..... ويعلم الموجود والمعدوما
ولم يكن في بدءه فقيها ..... وسائر الأحكام ما يدريها
والحد والأصول واللسان ..... والذكر والحديث والبرهانا
ولم يكن أحكم علم الحال ..... ولا دري مقاصد الرجال
ولم ينزه صفة المعبود ..... ولا دري مراتب الوجود
والنفس والعقل معا والروحا ..... ويدري منه صدره المشروحا
وعلم سر النسخ والمنسوخ ..... أن يتعاطى رتبة الشيوخ
يا عجبا من جاهل مبداه ..... في رتبة الكون ومنتهاه
وكيف يهدي وهو لم يهدى ..... لقد عدى ظلما وقد تعدى
من لم ينل مراتب الإرادة ..... كيف يوطي للهدى سجادة
كيف يدل طرق الأسفار ..... من لم يزل في جحره كالفار
أتكتفي بالوصف في المسير ..... فالوصف لا يغني عن الخبير
أليس هذا كله محال ..... لم يستقم لشخص منه حال
يا قاصدا علم الطريق السالف ..... لا تقتدي بهذه الطوائف
ما منهم من علم المقصود ..... منه ولا الوارد والمورود
لم يعرفوا حقيقة الطريقة ..... فالقوم جهال على الحقيقة
فاحذرهم خشية يفتنوكا ..... واترك سبيلا لم يزل متروكا
فإن غدا الأمر عليك مشكلا ..... وشئت أن تعلمه مفصلا
فسوف ألقي لك قول الحاذق ..... يفصل بين المدعي والصادق
قول الفقير: إنني فقير ..... فللظهور أبدا يشير
وبسطه وليس غير عارف ..... سخافة ليست من المعارف
وقبضه وليس ذا إرادة ..... فهو على غير طريق السادة
وأخذه مما بأيدي الناس ..... دون اضطرار فهو ذو إفلاس
ولبسه ما كان ذا اشتهار ..... فسره عار عن الأسرار
وأكله من سائر المآكل ..... دون انتهاء فهو غير واصل
وسمعه مواقع الألحان ..... بغير موت النفس فهو عان
وحبه السماع لا محالة ..... بقية فيه من البطالة
ورقصه فيه بغير وارد ..... يسلبه عنه فقير وارد
وأخذه الخلع بغير الخلع ..... بعد عن الحق بعين الجمع
وحطه الرأس بغير جرم ..... على أخيه غير فعل القوم
وقد ذكرنا حكم الاستغفار ..... أعني القيام ليس عرفا جاري
وميله للعرب والأعاجم ..... علة نفس, وهو فيه آثم
سفره إن لم يكن إليه ..... منه فلا حقيقة لديه
وإن أشار للمرام الأول ..... وجهل العقل فعنه فأعدل
أو قال بالظهور والحلول ..... فبدعة يقدح في الأصول
وقوله: أنا الذي أهواه ..... قبل الفنا عنه فما أقصاه
أو يدعي في علمه اللدني ..... بلا تقى, فذاك غير سني
وحكمه إن كان فوق الحال ..... فذاك مقطوع عن الرجال
أو قال أنا الشيخ فأتبعوني ..... بغير علم فهو ذو جنون
أو قال صوفي أنا, ولما ..... يدر حدود النفس فهو أعمى
وحبه القوم بلا اتباع ..... ليس له فيه من انتفاع
وفعله ما في عموم الشرع ..... يمنعه النص ففعل بدعي
وإن تشيخ بغير إذن ..... من شيخه باء بكل غبن
فهذه وشبهها موانع ..... وهي على الطريق كالقواطع
هل هي إلا علل في الفقر ..... جالدها كل جليد صقر
حتى إذا جدلها صريعة ..... لم يتوقع بعدها وقيعة
يا صاح لا يفتنك الزمان ..... فها لديك الشرح والبيان
فالحق لا يعرف بالرجال ..... والعين لا تصلح بالمحال
والحق في كل الأمور أولى ..... لو رآه الباطل لاضمحلا
وإذا علمت سنن الأقوام ..... إذن فهاك القوس والمرامي
هذا هو الطريق فاقصد جله ..... فقد جمعنا لك منه جمله
وقد ذكرنا كل ما اشترطنا ..... وها على آخره أتينا
وفقنا الله إلى التوفيق ..... وقادنا لقادة التحقيق
وبعد هذا فصلاة الله ..... تترى على الهادي العظيم الجاه
ما غردت ورقاء في الأغصان ..... وحن مشتاق إلى الأوطان
الحمد لله الذي ختمنا ..... بحمده كما به بدأنا
بسم الإله في الأمور أبدا ..... إذ هو غاية لها ومبدا
 
* * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الخميس 28 ديسمبر 2023 - 15:37 من طرف عبدالله المسافربالله

المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

قلت: ما زالت أكابر الكتاب والمصنفين يبتدؤون في أول كتبهم ببسم الله, اقتداء بالكتاب العزيز, فان الصحابة أجمعت على افتتاح المصحف ببسم الله الرحمن الرحيم, على اختلاف بينهم في كونها آية أو غير آية, فذهب بعض الصحابة إلى أنها آية, وبه أخذ الشافعي رضي الله عنه ومن تبعه حتى أفتى ببطلان صلاة من تركها, وذهب آخرون إلى أنها غير آية, وبه أخذ مالك ومن تبعه, واحتج الشافعي بان الصحابة من شدة تحفظهم وتحريهم لا يدخلون في المصحف إلا ما هو منه, واحتج مالك بقول كثير من الصحابة ممن صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم, قال: فكان يفتتح الصلاة بالحمد لله رب العالمين, ولم بسم الله الرحمن الرحيم, والخلاف مذكور في كتب الفقه.
بسم الإله في الأمور أبدا ..... إذ هو غاية لها ومبدا
وكان الإمام المازري يقرؤها سراً, خروجاً من الخلاف, وفي الحديث:
"كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع" وفي رواية "فهو أبتر" وفي رواية "فهو أجذم" وحاصلها انه مقطوع البركة ممحوق من كل خير, غير كامل حساً أو معنى, وفي رواية "بذكر الله" فيعم البسملة وغيرها, وبها جرى العمل, وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال: "من أراد أن يحيي سعيداً ويموت شهيداً فليقل عند ابتداء كل شيء بسم الله", وقوله "في الأمور" يتعلق بقوله أبداً بمعنى أشرع و"أل" عوض عن المضاف, أي أشرع في أموري كلها مستعينا بالله إذا قلنا الاسم عين المسمى أو مقحم, أو أشرع في الأمور التي أحاولها متبركاً بسم الله, ولا شك أن من استعان بالله كان معاناً في جميع أموره, ومن لم يستعن به كان مخذولا في كل أموره, ولله در القائل:
 إذا لم يعنك الله فيما تريده ..... فليس لمخلوق إليه سبيل
 وإن هو لم يرشدك في كل مسلك ..... ضللت, ولو أن السماك دليل
ومن تبرك باسم الله كانت البركة مصحوبة معه, فلا يلحقه نقص ولا خلل, وقوله "إذ هو غاية لها ومبدا" تعليل لافتتاحه باسم الله, أي إنما أبتدئ في أموري بالله لأنه مظهرها أولا, ومبطنها ثانياً, فظهورها منه, وانتهاؤها إليه, ومبدؤها منه وغايتها إليه, وإنما قدم الغاية مع تأخرها في الفعل, للوزن, ولما اختلفت روايات الحديث المتقدم, فبعضها "لا يبدأ فيه ببسم الله" وفي بعضها "لا يبتدأ فيه بالحمد لله", وفي بعضها زيادة, "ولا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم", جمع الشيخ بينها فبدأ بالرواية الثانية فقال:
الحمد لله ولي الحمد ..... هدى إلى الحق ونهج الرشد
الحمد في اللغة هو: الوصف بالجميل على قصد التعظيم والتبجيل, سواء تعلق بالفضائل, وهي الأوصاف اللازمة, أو بالفواضل, وهي الأوصاف المتعدية والأفعال السنية, ولا بد أن يكون الباعث عليه أمراً اختيارياً, وإلا كان مدحاً, فالحمد يكون على الأوصاف الاختيارية أو ما في معناها, كالعلم والكرم والشجاعة, سواء كان بالاختيار أو غيره, والمدح يكون على الأوصاف اللازمة, كحسن الخد ورشاقة القد, سواء كان باللازمة أو غيرها, والحاصل "أن السبب الحامل على الحمد لا يكون إلا اختيارياً, والسبب الحامل على المدح لا يكون إلا لازماً.
وأما الحمد في العرف, فهو: فعل يشعر بتعظيم المنعم, كان باللسان أو بالأركان, أو بالجنان, فمورد الحمد في اللغة خاص, وهو اللسان, لأن الثناء لا يكون إلا باللسان, ومتعلقه عام, وهو النعمة وغيرها, ومورد الحمد في العرف عام, وهو اللسان وغيره, ومتعلقه خاص, وهو صدور النعمة من المحمود.
وأما الشكر في اللغة فهو: فعل ينبئ بتعظيم المنعم, فهو مرادف للحمد العرفي لغة.
وأما الشكر في العرف, فهو: صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه من: السمع, والبصر, وغيرها إلى ما خلق لأجله, فهو أخص من الجميع.
والكلام على الحمد والشكر يطول, فلنقتصر على ما ذكرنا, إذ ليس للفقير حاجة إلا في معرفة الشكر, وأحسن ما قيل فيه قول إمام الطائفة: "أن لا يعصى الله بنعمه" وإذا لم يعص بنعمه فقد صرفها في طاعته, وقوله "ولي الحمد" أن متوليه وفاعله, فهو الذي تولى حمد نفسه بنفسه, إذ هو الغني بذاته عن أن يحتاج إلى من يحمده, بل هو الحامد والمحمود, إذ لا فاعل سواه, وقيل "وليه" مستحقة, وقوله "هدى إلى الحق" أي هوي خلقه إلى معرفة الحق من الباطل, قال تعالى:
"فذلكم الله ربكم الحق, فماذا بعد الحق إلا الضلال".
 فكما تولى حمد نفسه بنفسه, تولى هداية عباده إلى معرفته.
أو تقول: كما حمد نفسه بنفسه, عرّف نفسه بنفسه, ولذلك حذف مفعول "هدى" ليدل على العموم, فيصدق بالشريعة والحقيقة, أي هدى خلقه إلى الحق على صدقه بالشريعة, أو هدى مظاهره وأنواره إلى الحق على صدقه بالحقيقة, وهذا كقول الششتري:
أنتم دللتم عليكم منكم ولكم..... ديمومة عبّرت عن غامض الأزل

والنهج والمنهاج, هو: الطريق الموصل إلى الحق, والرشد هو: مصادفة الحق والصواب, لأن الرشد بالضم, والرشد بالفتح هو الصواب, والصواب هو مصادفة عين الحق, وكأنه قال: هدى خلقه إلى معرفته والى الطريق الموصلة إليه, فقوم هداهم إلى معرفته من غير سلوك طريق, وهم المجاذيب, سواء رجعوا للسلوك أم لا, وهم الذين أشار إليهم بقوله "هدى إلى الحق" أي هداهم إلى معرفة الحق, وقوم هداهم إلى طريق معرفته, ثم عرفهم به, وهم أهل السلوك أوّلًا, ثم الجذب ثانياً, وهم المشار إليهم بقوله: "ونهج الرشد" أي هداهم إلى طريق الصواب, ثم فتح في وجوههم الباب, فبلغوا منية الألباب, والله أعلم بالحق والصواب.

ثم أشار إلى الرواية الثالثة في الحديث, وهي: الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الابتداء, فقال:
ثم صلاة الله والسلام ..... على النبي ما انجلا الظلام
قلت: الصلاة من الله على حبيبه, هي: محبته وعطفه عليه, وتقريبه واجتباؤه إليه, والسلام هو طيب تحية وإكرام, وتمام إحسان وإنعام.

والناس في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أقسام: قسم يصلون على صورته البشرية, وهم أهل الدليل والبرهان, فهم يشخصونها في قلوبهم في حال الصلاة عليه, فإذا أكثروا من الصلاة بالحضور ثبتت الصورة الكريمة في قلوبهم, فيرونه في المنام كثيراً, وربما تتشكل روحه الكريمة على صورة جسده الطيب, فيرونه يقظة.

وقسم يصلون على روحه النورانية, وهم أهل الشهود من السائرين, فهم يصلون على نوره الفائض من الجبروت, فيشاهدونه في غالب أوقاتهم على قدر حضورهم وشهودهم.

وقسم يصلون على نوره الأصلي, الذي هو نور الأنوار, وهم أهل الرسوخ والتمكين من أهل الشهود والعيان, وهؤلاء لا يغيب عنهم النبي صلى الله تعالى طرفة عين, ولذلك قال الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه: "لو غاب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفة عين ما أعددت نفسي من المسلمين" إشارة إلى رسوخه وتمكنه في الحضرة, ورجوعه إلى البقاء بشهود الواسطة, وهؤلاء أفكارهم تجول في الملكوت, وأرواحهم متصلة بالجبروت, فقد اجتمع فيهم ما افترق في غيرهم, كما قال عليه الصلاة والسلام: "كل الصيد في جوف الفرا" و"الفرا" هو حمار الوحش, وهو أسمن الصيد, فمن ظفر به فكأنما ظفر بالصيد كله, وكما قال الشاعر:
وليس على الله بمستنكر ..... أن يجمع العالم في واحد

وقوله: "ما انجلا الظلام" ""ما"" ظرفية, أي مدة انجلاء الظلام حساً ومعنى, وانجلاؤه إما بظهور النور الحسي على الظلمة الحسية, وهذا مستمر إلى يوم القيامة, وإما بظهور نور الهداية على ظلمة الغواية, أو نور اليقظة على ظلمة الغفلة, أو نور شموس العرفان على ظلمة الأكوان, أو نور الترقي في المواهب والأسرار على ما قبله من المقامات والأنوار, وهذا الأخير لا ينقطع أبدا, وكلام الناظم محتمل, والله تعالى أعلم.

ثم شرع في المقصود فقال:
يا سائلا عن سنن الفقير ..... سألت ما عز عن التحرير
قلت: السنن بالضم جمع سنة, وهي الطريقة, والسنن بالفتح مفرد, بمعنى الطريق, ويصحان هنا, والفقير في الاصطلاح هو: المتوجه إلى الحق على بساط الصدق.

وقال سهل رضي الله عنه: الفقير الذي لا يملك ولا يملك, ولا يرى غير الوقت الذي هو فيه, وقال السهروردي: الفقر أساس التصوف, وبه قوامه, وقال غيره: الفقر صفة مهجورة تنفر منه الطباع وتفر منه النفوس, وهو من الأسباب التي تجلس العبد بين يدي الله على بساط الصفا.

واختلف: هل الفقير أبلغ من الصوفي, لأن الفقير من لم تبق فيه بقية, بخلاف الصوفي, أو الصوفي أبلغ, لأن الصوفي من صفت أحواله ولم يبق فيه كدر أصلا, بخلاف الفقير.

والتحقيق أن الفقير هو: المتوجه إلى الله بأنوار التوجه, والصوفي له أنوار المواجهة, فالصوفي أبلغ من الفقير, لأن الصوفي واصل, والفقير راحل, الصوفي صفت له الغزول, والفقير بين الطّلوع والنزول, الصوفي لا يرى في الدارين غير الله, ولا يشهد مع الحق سواه, قد سخر له كل شيء, ولم يسخر هو لشيء, يأخذ النصيب من كل شيء, ولم يأخذ منه النصيب شيئاً, إلى غير ذلك مما اشتمل عليه من الأوصاف الكاملة, بخلاف الفقير, فهو في طريق المجاهدة, فنهاية الفقير بداية الصوفي, والله تعالى أعلم.

وقيل: هما شيء واحد, وهو ظاهر المصنف في مواضع من هذا الكتاب, وسنن الفقير هي: طرقه التي يسلكها, وآدابه التي يتأدب بها,وعلى نسخة فتح السين يكون المعنى: يا سائلاً عن طريق الفقير التي يسلكها حتى يصل إلى ربه, ونسخة الضم أحسن, ويكون أشار بالسنن إلى شروط الفقير وآدابه, لأنها من طرقه التي يسلكها ويمر عليها.

أما شروطه فثمانية: قصد صحيح: وصدق صريح, وآداب مرضية, وأحوال زكية, وحفظ الحرمة، وحسن الخدمة, ورفع الهمة, ونفوذ العزيمة.

وآدابه خمسة: خلع العذار, والذل والانكسار, والبذل والإيثار, وصحبة العارفين الأبرار, وبذل المجهود في الطاعة والأذكار.
أما القصد الصحيح فهو: أن يكون مراده بالدخول في صحبة الشيخ: تحقيق العبودية, والقيام بوظائف الربوبية دون كرامات ولا تحصيل مقامات, ولا إدراك درجات, ولا طلب حظوظ نفسانية.
وأما الصدق فالمراد به هنا التصديق بسر الخصوصية عند من يصحبه, وهو أساس الطريق, فمن لا صدق له لا سير له, ولو بقي في حوز الشيخ ألف عام, فالصدق هو: معرفة السر, فكل واحد يعرف من سر الشيخ على قدر صدقه فيه، وهو أيضاً الثمن الذي ينفق به الفقير على روحه وقلبه وسره, فمن لا صدق له في الشيخ لا ينفق في سره شيئاً, وإليه أشار الشيخ الشرقي رضي الله عنه بقوله:
من لا صدق ما عند باش ينفق ..... من لا حقق ما جاب أمارا يا بابا

وأما الآداب فهي مفتاح الباب, فمن لا آداب له لا دخول له, ومن أساء الآداب مع الأحباب طرد إلى الباب, ثم إلى سياسة الدواب.
وقد كان بعض الأولياء يأمر من يريد الدخول معه بصحبة أهل المخزن حتى يتأدب, وسيأتي الكلام على الآداب في محله إن شاء الله, فمن لم يتأدب مع الشيوخ والإخوان لا تزيده صحبتهم إلا الحرمان.

وأما الأحوال الزكية فهي أن تكون موافقة للشريعة, بحيث لا يؤذي أحداً من الناس, فالفقير الذي ليست له أحوال, لا يبلغ مقامات الرجال أو السير إلى حضرة القدوس إلا بمخالفة النفوس, ولولا ميادين النفوس "أي محاربتها" ما تحقق سير السائرين, فالمراد بالأحوال ههنا هي خرق عوائد النفس؛ وتخريب ظاهرها بتعاطي ما يسقط جاهها وعزها من الأمور المباحة, وهذه هي الأحوال المرضية الصافية, وأما الأحوال التي تخالف الشريعة, وهي الأحوال الظلمانية, فلا يتنور صاحبها, بل لا تزيده إلا ظلمة, فكما لا يصح دفن الزرع في الأرض الرديئة, كذلك لا يجوز الخمول بحالة غير مرضية، فالأحوال الصافية هي التي لا ضرر فيها لأحد, ولا تخالف أمر الشريعة.

وأما قصة لص الحمام, فهي حال غالبة عليه, لا يقاس عليها.
وأما حفظ الحرمة فتصدق بحرمة الشيخ حاضرًا, أو غائبًا, حيًا أو ميتًا, فلا يجلس في موضع يذكر فيه بسوء أو ينتقص منه, ويصدق بحرمة الإخوان, فيتحمل أذاهم, ويصبر على جفاهم, ويعظم كبيرهم, ويرحم صغيرهم, فمن كسره الإخوان لا يجبره الشيخ, ومن كسره الشيخ قد يجبره الإخوان, ويصدق بحرمة جميع المسلمين, وخصوصًا العلماء والصالحين, فلحومهم سموم.

وقد قالوا: أركان التصوف مجموعة في أربعة أشياء, وهي: 
كف الأذى, وحمل الجفا, وشهود الصفا, ورمي الدنيا بالقفا.
وأما حسن الخدمة, فتصدق أيضًا بخدمة الشيخ, وخدمة الإخوان, وفي الحديث "سيد القوم خادمهم" وتصدق بخدمة الحق, وهي المقصود الأعظم.
وأما رفع الهمة فهو: أن لا يكون قصده طلب الدنيا والآخرة, بل يكون قصده معرفة مولاه, كما تقدم في القصد الصحيح, وربما يغني عنه.
وأما نفوذ العزيمة فمعناه: أن تكون عزيمته دوام السير إلى تحقيق الوصول إلى معرفة مولاه, لا قصد التبرك والحرمة, وإذا عزم على شيء أنفذه.
وأما خلع العذار, فهو خلع الأوصاف المذمومة وإبدالها بالأوصاف المحمودة, وقيل: هو خلع لباس العز والاشتهار, وإبداله بلباس الذل والانكسار. وقيل: هو خلع الرجل من نعل الكونين, فيرجع إلى رفع الهمة.
والعذار في اللغة هو: ما يزين به وجه الفرس, ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: "الفقر أزين بالعبد من العذار الجيد على خد الفرس" ذكره التجيبي.
وأما الذل والانكسار فهو الخضوع لله, ولا يتحقق إلا بالخضوع لعباد الله, فلا يتحقق ذل الفقير حتى يظهر بين أبناء جنسه.
والحاصل: أنه لا بد من الذل: قلبًا وقالبًا, كما قال ابن الفارض:
تذلل لمن نهوى فليس الهوى سهل ..... إذا رضي المحبوب: صح لك الوصل
وقال آخر:
وما رميت الدخول عليه حتى ..... حللت محلة العبد الذليل
وأغضيت الجفون على قذاها ..... وصنت النفس عن قال وقيل
وأما البذل والإيثار فمرجعه إلى سخاوة النفس, وهو شرط في الفقير, فقد قالوا: "من أقبح القبيح, صوفي شحيح" وعلامة خروج الدنيا من القلب: بذلها عند الوجد, والصبر عنها عند الفقر.

والزهد عند المحققين: إذا وجدوا آثروا, وإذا فقدوا شكروا.
وأما صحبة العارفين فهي من الأمور المؤكدة, وذكرها مع الشروط أليق, "فالمرء على دين خليله", وفي الحكم: لا تصحب من لا ينهضك حاله, ولا يدلك على الله مقاله, وليست طريق السلوك بطريق العزلة, بل هي طريق الصحبة والاجتماع والاستماع والاتباع "فالجمع رحمة والفرقة عذاب" وفي الحديث: "يد الله مع الجماعة".  أي الدالين على الله  أو ما يقرب إلى الله.
وأما بذل المجهود في تعمير الأوقات في الطاعات والأذكار, فهذا هو المقصود من الطريق, والأهم عند أهل التحقيق, فكل ساعة تأتي على الفقير لا يذكر الله فيها كانت عليه حسرة في الدنيا والآخرة, فأوقات الفقير دائرة بين ذكر, أو مذاكرة, أو فكرة: أو نظرة.

أو تقول: الفقير ليس له فكرة ولا هدرة, إلا في الحضرة, أو ما يصول للحضرة, وما سوى هذا بطالة وفترة, وبالله التوفيق, وقوله: "سألت ما عزّ", أي غلب وامتنع تحريره, أي فتحه واستخراج المقصود منه, وإنما امتنع تحريره لما دخله من التخليط الذي ألحقه به أهل التوسم في هذه الأزمنة, مع خفاء مراده ومداركه, لأن هذا العلم ليس هو لقلقة اللسان. وإنما هو أذواق ووجدان؛فمن سألت تحريره بعبارة اللسان فقد سأل عن شيء عزيز الإتيان, ممنوع البيان, وسيأتي الكلام عليه عند قوله: "إياك أن تطمع أن تحوزه من دفتر أو شعر أو أرجوزة" ثم بين وجه عزته, فقال:
إن الذي سألت عنه مات ..... وصار بعد أعظما رفات
فطمست أعلامه تحقيقاً ..... فلم تجد بعد لها طريقاً

يعني أن الطريق الذي سأل عنه السائل مات بموت أهله, واندرس خبره, وصار كأنه شخص مات ورمم, وصار عظاماً ورفاتاً, وفي الحديث:
"إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من الناس, ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا, فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا".
ولا فرق بين العلم الظاهر والباطن في كونه يذهب بذهاب أهله.

وقوله "فطمست أعلامه" أي ما يدل عليه ويوصل إلى تحصيله, فأعلام الشيء ما دل على وجوده, ومنه سمى الكون عالماً, لدلالته على صانعه, فكأن علم التصوف قد طمست طرقه الموصلة إلى تحقيقه, فلم تبق له طريق توصل إليه, وهذا معنى قوله "فلم تجد بعد" أي بعد طمس أعلامه "لها" أي لتلك الأعلام والآثار التي توصل إليه "طريقاً" لتسلكها حتى تبلغك إلى تحقيق ما سألت عنه.

ومضمن كلامه: أن الصوفية المحققين السالكين على منهاج المتقدمين قد قلوا جداً, حتى كأن علومهم ماتت وبليت, وصارت رميما, وطرقهم قد طمست, وأذواقهم قد اندرست, ولم يبق على منهاجهم إلا القليل, ومثل ما قاله الناظم قاله من قبله, ففي كل عصر يقول أهله: قد ذهب التصوف, وذهب أهله, لما يرون ما انكب عليه الجاهلون وما استجلبه المدعون.

قال الجنيد رضي الله عنه: علمنا هذا الذي نتكلم فيه قد طوى بساطه منذ عشرين سنة, وإنما نتكلم في حواشيه.
وكان أيضاً يقول: قد كنت أجالس قوما سنين يتحاورون في علوم لا أفهمها ولا أدري ما هي, وما بليت بالإنكار قط, كنت أتقبلها وأحبها من غير أن أعرفها.
وكان أيضاً يقول: كنا نتجارى مع إخواننا قديماً في علوم كثيرة ما نعرفها في وقتنا هذا, ولا سألني عنها أحد, وهذا باب كأنه أغلق وردم.

وقال في "قوت القلوب": قال بعض علمائنا: أنا أعرف المتقدمين سبعين علماً كانوا يتحاورونها ويتعارفونها في هذا العلم, لم يبق منها اليوم علم واحد, قال: وأعرف في زماننا هذا علوماً كثيرة من: الأباطيل, والغرور, والدعاوي, قد ظهرت وسميت علوماً, ثم قال: وكان إمامنا سهل يقول: بعد سنة ثلاثمائة لا يحل أن يتكلم بعلمنا هذا. يعني لقلة أهله, لأنه يحدث قوم يستمعون الخلف ويتزينون بالكلام, تكون مواجيدهم, لباسهم, ومعبودهم بطونهم, وحليتهم كلامهم.
وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري رضي الله عنه في صدر رسالته: "اعلموا رحمكم الله أن المحققين من هذه الطائفة انقرض أكثرهم, ولم يبق في زماننا من هذه الطائفة إلا أثرهم, وفي معناه قيل:
لا والذي حجت قريش بيته ..... مستقبلين الركن من بطحائها
ما أبصرت عيني خيام قبيلة ..... إلا بكيت أحبتي بفنائها
أما الخيام فإنها كخيامهم ..... وترى نساء الحي غير نسائها

قال ابن العربي الحاتمي رضي الله عنه: "قال هذا في زمانه حيث أدرك من تزيا بزي القوم وخالفهم في باطنه, وأما اليوم فلا خيام ولا نساء, ثم قال الأستاذ رحمه الله: حصلت الفترة في الطريقة؟ لا, بل قد اندرست الطريقة بالحقيقة, مضت الشيوخ الذي كان لهم اهتداء, وظل الشباب الذين لا لهم بسمتهم وسيرتهم اقتداء, زال الورع وطوى بساطه, وقوي الطمع واشتد رباطه, وارتحل عن القلوب حرمة الشريعة. فعدوا قلة المبالاة أوثق ذريعة, رفضوا التمييز بين الحلال والحرام, ودانوا بترك الاحترام, وطرح الاحتشام, واستخفوا بأداء العبادة, واستهانوا بالصوم والصلاة, وركضوا في ميادين الغفلات, وركنوا إلى اتباع الشهوات, وقلة المبالاة", إلى آخر كلامه.
كذلك قال أبو مدين في رائيته رضي الله عنه:
واعلم بأن طريق القوم دارسة ..... وحال من يدعيها اليوم كيف ترى؟!

وكذلك قال شيخ شيوخنا سيدي علي الجمل رضي الله عنه, من تونس إلى وادنون, لا تجد من يتكلم في هذا العلم, إلا رجلا أو رجلين, كناية عن قلة وجود المحققين, ولا يدل هذا على انقطاعهم, ففي كل زمان رجال يرحم الله بهم عباده. فالعدد المعلوم لا ينقطع حتى ينقطع الدين.

قال في لطائف المنن: ""سئل بعض العارفين عن أولياء العدد: أينقصون في زمن؟ فقال: لو نقص منهم واحداً ما أرست السماء قطرها, ولا أبرزت الأرض نباتها.

وفساد الوقت: لا يكون بذهاب أعدادهم؛ ولا بنقص أمدادهم, ولكن إذا فسد الوقت كان مراد الله وقوع اختفائهم مع وجود بقائهم, فإذا كان أهل الزمان معرضين عن الله عز وجل, مؤثرين لما سوى الله, لا تنجع "أي لا تنجح" فيهم الموعظة, ولا تميلهم إلى الله التذكرة, لم يكونوا أهلًا لظهور أولياء الله فيهم.

ولذلك قالوا: أولياء الله عرائس, ولا يرى العرائس المجرمون, ثم قال: وقد قال صلى الله عليه وسلم:
"إذا رأيت شحاً مطاعاً, وهوى متبعاً, ودنيا مؤثرة, وإعجاب كل ذي رأي برأيه: فعليك بخويصة نفسك":
فسمعوا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم, فآثروا الخفاء, بل آثره الله لهم, مع أنه لا بد أن يكون منهم في الوقت أئمة ظاهرون قائمون بالحجة, سالكون المحجة؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ""لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق, لا يضرهم من ناوأهم إلى قيام الساعة".

وقال قال علي كرم الله وجهه في مخاطبته لكميل بن زياد: "اللهم لا تخل الأرض من قائم لك بحجتك, أولئك الأقلون عددا, الأعظمون عند الله قدراً, قلوبهم معلقة بالمحل الأعلى؛ أولئك خلفاء الله في عباده وبلاده.. آه. آه. واشوقاه إلى رؤيتهم".

وروى الإمام الرباني محمد بن علي الترمذي, يرفعه إلى ابن عمر رضي الله عنهما: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمتي كالمطر لا يدري أوله خير أم آخره".
وروى أيضا يرفعه إلى أبي الدرداء: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير أمتي أولها وآخرها, وفي وسطها الكدر".

قلت: وقد ظهرت هذه الطائفة:""أعني الصوفية المحققين, في زماننا هذا وانتشرت معي والحمد لله انتشارا كثيراً منذ قدم شيخ شيخنا مع شيخه إلى "بني زروال" ففاض بحرهما, ثم انتشرت في البلاد, فلا تجد مدينة ولا قبيلة إلا وفيها عارفون وأولياء محققون, إلا قليلًا ممن بعد منهم, فقد جددا الطريقة بعد دروسها وأشرقت على يديهما شموس الحقيقة بعد خمودها, وكثر اللهج بذكر الله وانقلب كل العباد إلى الله, فجزاهما الله عن المسلمين خيراً, فقد صدق الله بهذه الطائفة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:""خير أمتي أولها وآخرها"".

وفي حديث آخر: "مثل أمتي مثل حديقة قد قام عليها صاحبها, فاجتاب راكيها وهيأ مسالكها, وحلق سعفها, فأطعمته عاماً فوجاً, ثم عاما فوجاً, فلعل آخرها طعما يكون أجودها قنوانا, وأطولها شمراخا, والذي بعثني بالحق ليجدن ابن مرين من أمتي خلفا من حوارييه".

قلت: قال شيخ شيوخنا المجذوب: على من تقوم الساعة, وذكر سيدي علي: في كتابه أن رجلًا سأل سيدي العربي بن عبد الله فقال له: يا سيدي طريقكم هذه لا نعرفها؛ فأي طريق هي؟! فقال له: يا ولدي طريقنا هذه هي التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه: الزهد في الدنيا, والانقطاع إلى الله, وعليها تقوم الساعة.
فتحقق أنها هي التي يجد عيسى بن مريم منها خلفاً من حوارييه, والله أعلم.
ثم بين الشيخ ما بقي من طريق القوم بعد اندراسها فقال:
إلا رسوماً ربما لم تعفُ ..... وذاك ما نتبعه ونقفُ
وهبْكَ أن تظفر بالأوطان ..... ما السر والمعنى سوى القُطّان
قلت: الرسوم والحدود هي أمارات وعلامات تدل على حقائق الأشياء, ومعانيها, وعفا المكان: اندرس وتعطل, وعفا الشيء: ذهب, وقد يطلق على الزيادة والكثرة, كقوله تعالى: "حتى عفوا". ومعنى "نقف": نتبع و"هب" هنا بمعنى: اجعل وقدر, فهي للتعبير, والأوطان: محل السكنى, و"القطان" بضم القاف جمع قاطن, بمعنى ساكن, والمعنى: إن علم التصوف ومعانيه وأذواقه قد ذهب بذهاب أهله, واندرس وخفي, وما بقي إلا رسوم وعلامات في كتبهم تدل على سيرهم وأخلاقهم, فربما لم تعف ولم تذهب.
وهذه الرسوم التي لم تعف هي ما كانوا عليه من المجاهدة والمكابدة والمشاهدة, وما اتصفوا به من محاسن الأخلاق ومكارم الشيم, وما شاهدوه من الكرامات والخوارق, وما نطقوا به من جواهر الحكم, وما استخرجته أفكارهم من يواقيت العلوم ومخازن الفهوم, فهذه الأمور قد دونت في الكتب, فلما ماتوا بقيت في أيدي الناس, فهي التي يتبعها الناس ويسلكون على طريقها.
 وليس السر في مشاهدة سيرهم ومحاسنهم, ولا في سماع كلامهم وعلومهم, وإنما السر ما كان في بواطنهم,وما اشتملت عليه قلوبهم وأسرارهم, فلا يؤخذ إلا منهم في حال حياتهم, فلو كان التصوف يؤخذ من الكتب لاختص به أرباب الأموال والعلماء أهل الظاهر, ولكن التصوف إنما هو أذواق, لا يؤخذ إلا من أهل الأذواق "وهبك" أي صير نفسك وقدرها أنها ظفرت بالأوطان؛ وهي محاسنهم ومآثرهم التي كانوا عليها وسكنوا فيها, ثم رحلوا عنها وتركوها: ما السر والمعنى إلا في صحبتهم والأخذ عنهم واقتباس النور الذي كان في باطنهم.
 وقد ذهب ذلك بذهابهم, إلا من أسعده الله بلقاء من أخذ ذلك منهم في حياتهم, وهذا قد ظفر بالأوطان والسكان. ولا تخلو الأرض من هذا النوع كما تقدم بخلاف من طمع أن يأخذ ذلك من كتبهم؛ فإنه ظفر بالأوطان وفاته صحبة السكان. وما زالت العامة تقول: "السر في السكان" أي دون المسكن؛ وقال الشاعر:
 أمر على الديار ديار ليلى ..... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي ..... ولكن حب من سكن الديارا
وقال آخر:
فما المنازل لولا أن تحل بها ..... وما الديار؟ وما الأطلال والخيم؟!
لولاك ما شاقني ربع ولا طلل ..... ولا سعت بي إلى نحو الحمى قدم
 وقال آخر: وإنما يتنافس بالأوطان من لا عشق عنده في السكان, أو لم يظفر بصحبة القطان.
لا يتأنس بكتب القوم ويقنع بذلك إلا من لم يذق شيئاً من أذواقهم, ولا نهض للالتحاق بهم, والله تعالى أعلم.
ثم ذكر استصعاب ما سئل عنه من سنن الفقير لغرابتها في زمنه, فقال:
وهذه مسألة معتاصة ..... لم يجد الحبر لها خلاصة
لأنها مسألة غريبة ..... حقيقة الجواب عنها ريبة
وقلَّ ما تلقى لها مساعدا ..... بل منكراً أو ناقداً أو جاحداً

قلت: الاعتياص من العصيان. واعتاص الشيء: إذا عصى ولم ينقد, والحبر بكسر الحاء وفتحها هو: العالم النحرير, وخلاصة الشيء تخليصه وتحريره, والريبة والريب هو: الشك, يعني أن هذه المسألة وهي طريق الصوفية الذوقية مسألة معتاصة. أي عويصة التحرير يصعب تخليصها على العالم النحرير, لأنه إن عبر عنها بعبارة اللسان فاته الذوق والوجدان وإن أشار إليها بالتلويح لا يفهمها أهل التصريح, فصعب أمرها على كل حال, إلا على من أسعده الله بصحبة الرجال أهل الهمة والتربية والحال.
 فيعبرون عنها بالمقال, ثم ينهضون إليها بالذوق والحال. وأما من لم يصحب الرجال, فلا يطمع أن ينالها بالمقال؛ لأنها مسألة غريبة وأهلها غرباء, فلا يأوي الغريب إلا إلى الغريب ولا يفهم حال الغريب إلا مثله. وإذا كانت مسألة غريبة فتحقق الجواب عنها ريبة, أي فيه شك وريبة لمن عبر عنها من غير ذوق ولا وجدان, وأيضاً حقيقتها بعيدة عن مدارك العقول القياسية والنقول العلمية.
ولله در ابن الفارض حيث يقول:
ولا تك ممن طيشته طروسه ..... بحيث استقلت عقله واستقرت
فثم وراء النقل علم يدق عن ..... مدارك غايات العقول السليمة
تلقيته مني؛ وعني أخذته ..... ونفسي كانت من عطائي ممدتي

يتبع

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الخميس 28 ديسمبر 2023 - 15:44 من طرف عبدالله المسافربالله

المقدمة والقصيدة الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: "إن من العلم كهيئة المكنون, لا يعلمه إلا العلماء بالله, فإذا نطقوا به, لا ينكره إلا أهل الغرة بالله". قال بعضهم هي أسرار الله يبديها إلى أمناء أوليائه وسادات النبلاء من غير سماع ولا دراسة, وهي من الأسرار التي لم يطلع عليها إلا الخواص. 
فإذا سمعها العوام أنكروها. ومن جهل شيئاً عاداه,
ومن يكن ذا فم مريض ..... يجد مرارة الماء الزلال
ويرحم الله البوصيري حيث يقول:
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد ..... وينكر الفم طعم الماء من سقم
وقال مشايخ الطريقة: المنكر كالعنين: ينكر شهوة الجماع, والمزكوم: ينكر رائحة المسك الأذفر, والمحموم: ينكر حلاوة السكر.
وفي مثلهم قال الشاعر:
وكم عائب ليلى ولم ير وجهها ..... فقال له الحرمان: حسبك ما فاتا
وأيضا هذه المسألة إذا نظرت إليها من حيث العلم والتحقيق احتاجت إلى وجوب البحث والتدقيق, وإذا نظرت إليها من حيث الحال, وجدتها مبنية على التسليم والتصديق, فإن أخذت بالأول ظهر لك من وجوه الإنكار ما لا خفاء فيه, مع ابتنائه على أصل لا تعرفه, وإن نظرت إلى الآخر ظهر لك من موجبات التسليم ما يقتضي لك عدم الكلام بالكلية, فلا وجه لاستخلاص الخلاصة إلا بمعرفة مبدأ الأمور ومنتهاها, وقد ذكر منه جملة فيما يأتي.

وأما كونها مسألة غريبة فإنها غير مألوفة للنفوس ولا متداولة بين الناس, ولا معروفة الحقيقة في الجملة, فلذلك اعتقدها المعتقد من غير معرفة أصل, وأقبل المنتسب إليها على أي وجه كان, وانتقدها المنتقد وشانها ولم يعرف ما انتقد وشان, فادعاها من ليس من أهلها. وأدخل عليها ما ليس من شأنها: كل ذلك بسبب الجهل بها والحرص على الانتساب إليها, وعظمت في النفوس لما تقرر من جلالتها, والله تعالى أعلم. "قاله الشيخ زروق رضي الله عنه".

وإنما كان الجواب عنها ريبة لأن المقام قد يعبر عنه المستشرف عليه والواصل إليه, ولا يفرق بينهما إلا ذو بصيرة, فهذه المسألة قد يعبر عنها من وصل إليها وذاقها, وقد يعبر عنها من استشرف عليها بالعلم, فلا يخلو الجواب من ريبة, هل صدر من صاحب ذوق وصاحب حال؟ لكن كلام العارف لا يخفى على أهل الفن أبداً, ولا تخلو الأرض من قائم لله بحجته.
فما قاله الناظم ليس على عمومه, فقد يتحقق الجواب عنها من العارفين, ولا ريبة فيه, ولا شبهة والله تعالى أعلم.
ولما كان من كتم العلم مذموماً وبلجام من النار ملجوماً خاف الشيخ أن ينخرط في سلك من كتم علماً, فأجاب السائل بما هو في ذوقه حاصل, فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر, ولذلك قال:
وإذ تهديت إلى الصواب ..... ولم يكن بد من الجواب
فهو على الجملة والتفصيل ..... منحصر في خمسة فصول
قلت: تهديت إلى كذا واهتديت إليه واحد, ومعناه: سلكت الطريق إلى الوصول إليه, ومنه قوله تعالى: "أمَّن لا يهدي" على قراءة ورش, ""والصواب"": الحق البين. والبد: الفرار والهروب, ويقال: لا بد أن تفعل: أي لا فرار لك ولا هروب من الفعل, أو لا محالة منه "قاله في القاموس" بمعناه: و""الجملة"": ما كان مجموعاًً, و""التفصيل"": ما كان مفرقاً, و"الفصول": جمع فصل. وهو القطعة من الكلام, وهو في كلام الناظم بدل من خمسة بالتنوين لا مضاف, لإخلاله بالوزن.

يقول رحمه الله: وأنت أيها السائل حين اهتديت إلى الصواب بتوجهك إلى طلب الوصول إلى رب الأرباب فسألت عن تبيين الطريق والوصول إلى عين التحقيق, لزمني أن أجيبك, ولم يكن لي بد ولا مهرب من الجواب, لأن الله تعالى اخذ على العلماء أن لا يكتموا العلم, فقال تعالى: "أن الذين يكتمون ما أنزلنا" الآية وقال تعالى: "لتبيننه للناس ولا تكتمونه" ولقوله عليه الصلاة والسلام:

"من سئل عن علم نافع فكتمه ألجمه الله بلجام من النار, وهذا لمن كتمه مع توفر الشروط, وهو استحقاق ذلك وأهليته, فإن لم تتوفر الشروط فلا يجب إظهاره, لا سيما علم السر, وقد اختلف المشايخ: هل لا يبذل علمهم إلا لأهله, وهو مذهب أبي الحسن النوري, أو يبذل لأهله ولغير أهله, والعلم أحمى جانباً من أن يصل إلى غير أهله, وهذا مذهب إمام الطائفة أبي القاسم الجنيد رضي الله عنه, إذ قيل له: كم تنادى على الله بين يدي العامة؟ فقال: له: لكنني أنادي على العامة بين يدي الله تعالى.

قلت: وفي كلامه رضي الله عنه إلغاز وتستر, ومعناه: لكنني أنادي على عامة من حضرني من مظاهر الحق بين يدي الله.

قلت: وممن سلك مذهب الجنيد: شيخ أشياخنا سيدي علي العمراني رضي الله عنه, حتى كان يسمى في زمانه: المبذر. ولذلك تجد أهل فاس  كثيراً منهم  يخوض في علم الحقيقة من غير عمل ولا ذوق, وأخذ الجمهور بمذهب أبي الحسن النوري, فكانوا لا يتكلمون في الحقيقة وعلم السر إلا مع أهله, في موضع خال, وربما سدوا الأبواب: غيرة منهم على سر الربوبية أن يبتذل وينادي عليه بلسان الاشتهار, وفي الحكم "عبارتهم إما لفيضان وجد, أو قصد هداية مريد, فالأول معذور لغلبة وجده, والثاني مأمور لهدايته من هو أهله". والله تعالى أعلم.
ثم ذكر برنامج الكتاب, وأنه محصور في خمسة فصول, فبينها بقوله:
أولها في أصله, والثاني ..... في فضله على مدى الأزمان
وثالث الفصول في أحكامه ..... وحين يستوي على أقدامه
والرابع الرد على من رده ..... وليس يدري شأنه وقصده
وخامس يعمل كيف صيرا ..... حتى غدا بين الأنام منكرا

 قلت: أصل الشيء: قاعدته وأساسه التي يبني عليها, ومدى الشيء: غايته ونهايته.
يقول رحمه الله: قد ذكرت في هذا الكتاب من مبادئ علم التصوف أربعة أمور, وهي موضوعه, وواضعه, وفضيلته, وفائدته.
أما الموضوع والواضع فيؤخذان من ذكر أصله.
وأما فضيلته وثمرته فتؤخذ من ذكر فضله, فإن فضيلة الشيء لا تكمل إلا بحصول ثمرته, وبقي من المبادئ ستة مجموعها عشرة, وهي جارية في كل فن من فنون العلم, فالحذاق من أهل العلم يقدمون ذكرها قبل الشروع في ذلك الفن, وقد نظمها بعضهم, فقال:
الحد والموضوع, ثم الواضع ..... والاسم الاستمداد حكم الشارع

تصور المسائل, الفضيلة ..... ونسبة, فائدة جليلة
حق على طالب علم أن يحيط ..... بفهم ذي العشرة, ميزها ينيط
يعلمها قبل الشروع في الطلب ..... لكي يكون مبصراً بما طلب

وقد ذكرتها بتمامها في أول شرحنا على الحكم فلينظره من أرادها, والمراد بالأحكام ما يلزم المريد من الآداب في معاملته وتصرفاته, وقد حصرها في تسعة على ما يأتي إن شاء الله.
وقوله: "وحين يستوي على أقدامه", معناه: أنه ذكر في ذلك الفصل أحكام التصوف, وآدابه من أوله إلى نهايته؛ فإذا عرف ذلك فقد علم التصوف, "ونهض على أقدامه", كناية عن معرفته.
وقوله: "وخامس إلى آخره" يعني أنه ذكر في الفصل الخامس: كيف تغير التصوف حتى صار منكراً بين الناس بعد أن كان معروفاً مشهوراً.
وباقي الكلام واضح, والله تعالى أعلم.
ثم ذكر تسمية الكتاب, لأنها من مقدماته, ومن الأمور المهمة, فقال:
وبعد ما فصلته فصولا ..... وعاد بتّ حبلها موصولا
سميتها المباحث الأصلية ..... عن جملة الطريقة الصوفية
قلت: "والبت" بالمثناة: القطع وفي الحديث: إن المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهراً أبقى". أي المنقطع, وهو هنا استعارة لتفرق المسائل قبل جمعها في هذا الكتاب, ويؤخذ منه أن تسمية الكتاب مؤخرة عن كمال التأليف, أو يكون جمعها في ذهنه وعزم على تأليفها, و"المباحث" جمع مبحث, وهو: ما يبحث عنه أو فيه, فهو اسم مكان, لأن كاتبه جعله محلًا للبحث والتفتيش عن أحوال الصوفية وسيرهم.

يقول رحمه الله؛ وبعد ما فصلت هذا الكتاب فصولًا خمسة, وصار حبل تلك الفصول بعد قطعه موصولًا, بحيث نظمت جواهره في سلك عقده, فصارت جواهره فصوله, ويواقيت تراجمه موصولة في سلك واحد, سميته حينئذ "المباحث الأصلية" لأنها تبحث عن أصول الطريقة وتحقق مبناها, وهذه الطريقة هي: طريقة الصوفية, وهي: الموضوعة لكيفية تهذيب القلوب وتصفيتها من الرذائل وتحليتها بالفضائل, لتتهيأ بذلك لمعرفة الحق تعالى المعرفة الحقيقية, التي هي معرفة العيان بطريق الذوق والوجدان.
واختلف في اشتقاق التصوف على أقوال كثيرة أحسنها: أنه من الصفا, لأن مداره على التصفية, واليه أشار بعضهم بقوله:
تخالف الناس في الصوفي واختلفوا ..... وكلهم قال قولا غير معروف
ولست أمنح هذا الاسم غير فتى.... صافي فصوفي حتى سمي الصوفى
قال أبو حمزة البغدادي: علامة الصوفي الصادق أن يفتقر بعد الغني ويذل بعد العز, ويخفى بعد الشهرة, وعلامة الصوفي الكذاب: أن يستغني بعد الفقر, ويعز بعد الذل, ويشتهر بعد الخفاء.

وقال بعضهم: لا بد للصوفي أن يتحقق بمعاني حروفه, فالصاد صفاؤه, والواو وفاؤه, والياء يقينه, وكذلك الفقير يتحقق بمعاني حروفه, فالفاء فناؤه, والقاف قربه, والياء يقينه, والراء رحمته ورأفته, وبالله التوفيق.
ثم دعا لمن قرأ كتابه أو طالعه, أو شرحه, أو اعتقد كماله فقال:
فحيّ يا رب امرءاً حياها ..... وزكه يوماً متى زكاها
قلت: "التحية" في الأصل دعاء بطول الحياة, كانت العرب إذا لقوا كبيراً قالوا: أطال الله حياتك وأبقاك الله, أو أطال عمرك؛ ثم انتقل إلى السلام, وهو تحية أهل الإسلام, وهو أيضاً تحية أهل الجنة, والتزكية: التطهير, أو التنمية والترفيع.
يقول رحمه الله: "اللهم حيي" أي سلم امرءاً حيا كتابنا بالقبول والتعظيم والترفيع, وطهره من دنس الذنوب ودرن العيوب وغبش الحس وغين الأغيار وظلمة الأكوان, بتجدد ذلك التطهير متى ما زكى كتابنا بقوله أو العمل بما فيه أو الثناء عليه, أو البحث عن معانيه.
وقد كان الشيخ التباع يربي أصحابه بهذا الكتاب.
وكان الغزواني يربي أصحابه بالشريشية, يعني "الرائية".
ولكن المباحث أفيد لأهل القلوب "والله تعالى أعلم".
ثم شرع في المقصود فقال رحمه الله:
* * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الفصل الأول في أصل التصوف الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثاني شرف علم التصوف وفضيلته الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الرابع في الرد على من رد التصوف الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (2) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (1) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى