المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
الفصل الأول في أصل التصوف الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
اتقوا الله ويعلمكم الله :: قسم علوم و كتب التصوف :: من كتب الصوفية :: الفتوحات الإلهية فى شرح المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
صفحة 1 من اصل 1
27122023
الفصل الأول في أصل التصوف الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
الفصل الأول في أصل التصوف الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
الفتوحات الإلهية فى شرح المباحث الأصلية للشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
الفصل الأول في أصل التصوف
الطريقة بحث عن تحقيق الحقيقةقلت: ذكر أصله من جهتين: من جهة الذوق والوجدان, ومن جهة دليل الشرع والبرهان, حتى لا يجد المنكر له مقالًا, ولا الطاعن فيه مساغاً, وقدم الأول فقال:
واعلم بأن هذه الطريقة ..... بحث عن التحقيق للحقيقة
قلت: "البحث" هو التفتيش: يقال: بحث عن كذا: فحص عنه, وبحث في الأرض أخرج ترابها, والتحقيق: إدراك الشيء من أصله, والحقيقة: ذات الشيء وأصله, وحقيقة الإنسان: ماهيته ومادته.
وأما في اصطلاح الصوفية فهي: كشف رداء الصون عن مظهر الكون, فيفنى من لم يكن, ويبقى من لم يزل, وهي عندهم نتيجة التصفية التي هي الطريقة؛ والطريقة: نتيجة الشريعة.
فالشريعة هي: إصلاح الجوارح الظاهرة, وهي تدفع إلى الطريقة التي هي إصلاح السرائر الباطنة, وهي أيضاً تدفع إلى الحقيقة التي هي كشف الحجاب ومشاهدة الأحباب من داخل الحجاب, فالشريعة أن تعبده, والطريقة أن تقصده, والحقيقة أن تشهده.
يقول رضي الله عنه: واعلم بأن هذه الطريقة التي سألت عنها: وهي: طريقة الصوفية هي بحث وتفتيش عن تحقيق الحقيقة وإدراكها: ذوقاً وحالًا, واللام في "الحقيقة" لام التعدية, كقوله هذا تحقيق لهذا, أي تحقيقه في الحقيقة, وها أنا أقدم لك مقدمة يسهل بها فهم ما يذكره الناظم في هذا الأصل, فنقول وبالله التوفيق, ومن الله الإمداد والتسديد.
اعلم أن الحق جل جلاله واحد في ملكه, لا شريك معه ولا ضد له ولا ند له, كان ولا شيء معه, وهو الآن على ما كان عليه, كان في أزل أزليته لطيفاً خفياً, حكيماً قديراً لطيفاً لا يدرك, خفياً لا يعرف, قائماً بذاته, متصفا بمعاني أسمائه وصفاته, فأراد سبحانه أن يعرف بذاته, وأن يظهر أثر أسمائه وصفاته, فأظهر قبضة من نوره اللطيف, فتكثفت بقدرته ليتهيأ بها التعريف, ثم تنوعت على عدد أسمائه وصفاته, فلما ظهرت تلك القبضة النورية تجلى فيها باسمه الباطن, فبطنت في ظهورها, وكمنت في مظاهرها, فالأشياء كلها مظاهر للحق, لكن لا بد للحسناء من نقاب, وللشمس من سحاب, فنسجت تلك الخمرة اللطيفة الأزلية بقدرتها رداء, واكتست بحكمتها إزاراً, فقالت: "العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحداً منهما قصمته". ثم اختلفت تلك الحكمة في نسجها وغزلها, فمنها ما رق غزله ولطف نسجه, فكان فيه النور قريباً من الظهور, ومنها ما غلظ غزله وكثف نسجه, فخفي النور لأجل غلظ الستور, ثم إن الذي رق غزله ولطف نسجه منه ما هو نور محض, وهم الملائكة, ومنه ما هو نور وظلمة, وغلب عليه النور, وهم بنو آدم. ومنه ما هو نور وظلمة وغلب عليه ظهور الظلمة, وهي الجمادات وما لا يعقل من الحيوانات, ونعني بالنور المعنى, وبالظلمة الحس, فالكون كله باطنه نور وظاهره ظلمة, باطنه قدرة وظاهره حكمة, باطنه لطيف, وظاهره كثيف, واليه أشار صاحب العينية بقوله:
وما الكون في التمثال إلا كثلجة ..... وأنت لها الماء الذي هو نابع
ثم أن الحق سبحانه وتعالى خص مظهر هذا الآدمي بخصائص لم تكن لغيره.
منها: أن جعل روحه اللطيفة النورانية في قلب كثيف, ليتأتى له من غاية التصريف.
ومنها: أن جعل ذلك القالب في أحسن تقويم, وأبدع فيه من بدائع حكمته وعجائب صنعته ما يليق بقدرة السميع العليم.
ومنها: أنه جعله حاكماً على المظاهر كلها, مالكاً لها بأسرها, خليفة عن الله فيها, ثم فتح له من فنون العلوم ومخازن الفهوم ما لم يفتحه على غيره مما هو معلوم, وقال تعالى: "إني جاعلٌ في الأرض خليفةً" وقال في تلك الخليقة: "وعلم آدم الأسماء كلها".
ومنها أن أعطاه سبحانه وتعالى سبعاً من الصفات تشبه صفات المعاني الأزلية, إلا أنها ضعفت بإحاطة القهرية, وهي: القدرة, والإرادة؛ والعلم, والحياة, والسمع, والبصر, والكلام, فحصل هل بهذا أنموذج وشبه بالصمدانية الربانية.
ومنها: أنه سبحانه وتعالى جعله نسخة الوجود, يحاكي بصورته كل موجود, فإن عرف الحق كان الوجود نسخة منه, والى بعض هذه المعاني أشار بقوله:
حقيقة الإنسان وأنموذجها الرباني
وهذه حقيقة الإنسان ..... حيث لها أنموذج رباني
قلت: حقيقة الإنسان هي روحانية, وهي لطيفة نورانية لاهوتية جبروتية, ثم احتجبت ببشرية كثيفة ناسوتية, فسبحان من ستر سر الخصوصية بظهور وصف البشرية, وظهر بإظهار الربوبية في مظاهر العبودية.
والأنموذج, قال في القاموس: والنموذج بالفتح: الشبه, والهمز: لحن, وفي نسخ الناظم كلها بالهمز, فانظره مع ما قال في القاموس, وفي بعض النسخ "إذا كان في المندرج الرباني" وسيأتي معناه, فالنموذج هو الشبه, وهذا الشبه الذي حازه الإنسان دون غيره هو اتصافه بشبه أوصاف الحق سبحانه, حيث جعل الله فيه: قدرة, وإرادة وعلماً وحياة, وسمعاً, وبصراً, وكلاماً, وجعله نسخة من الوجود بأسره, وخليفة عن الله في حكمه: يتصرف في الأشياء باختياره في ظاهر أمره, ولذلك ورد في الحديث: "إن الله خلق آدم على صورته".
وفي رواية على "صورة الرحمن" ومعناه خلق آدم وأعطاه من الصفات ما يشبه صفات الرحمن, وهي صفات المعاني والمعنوية, وخصه أيضاً فجعله خزانة لسائر أسمائه, ففي الآدمي تسعة وتسعون اسماً, كلها كامنة في سره, ثم يظهر على ظاهره ما سبق له في علم الغيب, فالبعض يظهر عليه اسمه الكريم, والبعض اسمه الرحيم والبعض اسمه الحليم والبعض اسمه المنتقم, والبعض اسمه: المتكبر, والبعض اسمه: القهار, والبعض اسمه: القابض, والبعض اسمه: الباسط, وقد يتعاقب عليه أسماء كثيرة في وقت واحد, وإذا فني عن حسه وغاب عن نفسه ظهرت عليه أنوار الألوهية, فينطق بالأنانية غلبة ووجداً, وبهذا قتل الحلاج.
وقد ورد التغريب في التخلق بأخلاق الرحمن, قال صلى الله عليه وسلم: "تخلقوا بأخلاق الرحمن".
ورغب في الصيام لما به من شبه الصمدانية, وقد رغب أيضاً في التقرب إليه سبحانه حتى يكون سمعه وبصره ويده ورجله, ومعناه تغيبه عن صفة الحدوث بشهود أنور القدم وفي ذلك يتحقق له هذا الأنموذج الصمداني.
وفي الحكم: "وصولك إلى الله وصولك إلى العلم به, وإلا فجل ربنا أن يتصل بشيء أو يتصل به شيء" وسيأتي الكلام إن شاء الله على هذا المعنى عند قول الشيخ:
متى ارتقيت عن قبيل الحس ..... أدركت في نفسك معنى النفس
يا من على القشر غدا يحوم ..... حتى عن اللب: متى تصوم؟
إلى آخر الأبيات, وعلى النسخة الثانية "فالمندرج الرباني" هو: السر المكنون الذي برزت منه الروح, ونفخت في هذا الجسم, وهي الخمرة الصافية, أي هذه حقيقة الإنسان حين كان في جملة السر الرباني المندرج في الخمرة الأزلية, وفي بعض أدعية الشاذلي: "وأدرج أسمائي تحت أسمائك, وصفاتي تحت صفاتك, وأفعالي تحت أفعالك": درج السلامة وإسقاط الملامة, والله تعالى أعلم.
ثم بين أن حقيقة الإنسان وسره سر من أسرار الله, لا يجوز أن يوضع في الكتب على وجه التصريح, وإنما يذكر على وجه الإشارة والتلويح, وعلمنا كله إشارة فقال:
ووضعه في الكتب لا يجوز ..... بل هو كنز في النهى مكنوز
إياك أن تطمع أن تحوزه ..... من دفتر أو شعر أو أرجوزة
قلت: النهى جمع نهية, وهو اسم للعقل, والدفتر: اسم للكتاب, وقال في القاموس: الدفتر, وقد تكسر الدال: جماعة الصحف المضمومة, والجمع. دفاتر, والشعر: كلام موزون, والأرجوزة بمعنى القصيدة. وهي ذات أبيات.
يقول رضي الله عنه وضع هذا السر وهو النموذج الرباني الذي اختص به الإنسان في الكتب لا يجوز إذا كان ذلك على وجه التصريح, وإنما منع وضعه في الكتب لأمرين: أحدهما أن العبارة لا تقوم بهو لأن علم الإشارة مهما صار عبارة خفي, وقد يؤدي التعبير عنه لتكفير القائل وتبديعه وتفسيقه, وربما أدى لتلفه, كما قال بعضهم:
فمن فهم الإشارة فليصنها ..... وإلّا سوف يقتل بالسنان
كحلاج المحبة إذا تبدت ..... له شمس الحقيقة بالتداني
وقال علي زين العابدين رضي الله عنه:
يا رب جوهر علم لو أبوح به ..... لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي ..... يرون أقبح ما يأتونه حسنا
وقال الشيخ أبو مدين رضي الله عنه:
وفي السر أسرار دقاق لطيفة ..... تراق دمانا جهرة لو بها بحنا
الأمر الثاني: أن وضع ذلك في الكتب يؤدي لابتذاله وإظهاره, مع عدم استيفاء المراد منه, فيكون قطعاً للمريد عن التحقق به, وموجباً لوجود الحيرة فيه, ولا يفهمه في الحقيقة إلا من اطلع عليه وعرف معناه, كحال الطرب في السماع, لا يتأثر به إلا من عنده ذوق وخمرة, ثم ذكر أن هذا السر كنز مدفون في صدف مكنون, لا يمسه إلا المطهرون. بقوله: "بل هو كنز مكنوز", أي مدفون"في النهى".
أي العقول الكاملة والقلوب الصافية, ومن كمالها وحريتها كتمها للأسرار, كما قال بعضهم: ""قلوب الأحرار قبور الأسرار"" وقال آخر:
لا يكتم السر إلا من به ثقة ..... فالسر عند خيار الناس مكتوم
وقال شيخ شيوخنا المجذوب رضي الله عنه:
ادفن سرك ودكّو ..... في الأرض سبعين قامة
وخل الخلايق يشكّوا ..... إلى يوم القيامة
ثم حذرك من أن تطمع أن تحوز هذا السر من كتب القوم, أو من أشعارهم أو من قصائدهم, لأنه أذواق, لا يؤخذ من الأوراق، وإنما يؤخذ من صحبة أهل الأذواق, بل لا تزيده مطالعة الأوراق إلى تفتيراً وتعطيلاً.
علم الأذواق لا يؤخذ من الأوراق, قالوا: وحقائق المعارف منطبعة في الأرواح من يوم الميثاق, فلذلك قامت بها الحجة فيما لا يزال, فوصول العبد إلى ما عنده منها بواسطة أمداد التجلي, لا لأمر زائد على ذلك.
قال بعض المشايخ: إياك وطلب الدليل من خارج, فتفتقر إلى المعارج, واطلب.
وقال في الحكم: ""نور مستودع في القلوب, مدده النور الوارد من خزائن الغيوب"".
وقال في موضع آخر: ""أشهدك من قبل أن استشهدك, فنطقت بإلهيته الظواهر, وتحققت بأحديته القلوب والسرائر, وما هو إلا كما قال الحق سبحانه في شأن الإخلاص ""هو سر من أسراري أودعته قلب من أحببته من عبادي, لا يضطلع عليه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده"" وكذلك سر الربوبية الذي أودعه الله في الإنسان, لا يعلم حقيقته على الكمال إلا هو سبحانه, وإذا كان كذلك فالتعليم والتعلم لا يفيده, وإنما يفيده التعرض لنفحات الحق بشواهد الصدق: قولاً وعملاً وحالاً, ""من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم"" وكان علمه من ربه لقلبه, وهو أتم العلوم وأجلها, فافهم واطلب الشيء منك إليك "مني عليّ دارت كئوسي"".
وقال بعضهم: علمنا لا يؤخذ بالقياس, ولا بالفهم وقوة الذكاء والاقتباس, بل هو نكتة من الحق, يكشف من القلب قناعه, ونور منه ينبسط في عوالم الحقيقة شعاعه, حتى يصير الغيب في معد العيان, ولا يفتقر المشكل لشيء من البيان, بل لو كشف الغطاء ما ازداد صاحبه يقيناً, وإليه الإشارة بقوله عليه الصلاة والسلام:: "لم يفتكم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام, ولكن بشيء وقر في صدره".ومع هذا فالشيء الموقور في صدره معلوم الأصل, الذي هو التحقيق في اليقين, والإيمان إلى حد المواجهة والعيان, قاله الشيخ زروق رضي الله عنه.
ثم بين قدر ما يعرفه الإنسان من السر بالوصف فقال:
وإنما تعرف منه وصفا ..... لست تراه، وهو ليس يخفى
قلت: لما نفي معرفة النموذج الرباني الذي خص به الإنسان من الكتب, ذكر هنا مقدار ما تعرفه بالنعت من الكتب, فقال: وإنما تعرف من ذلك النموذج, وهو سر الربوبية المندرج في الخمرة الأزلية؛ وصفاً ظاهراً, يقال باللسان ولا يرى بالعيان, لأنه إنما يدرك بالبصيرة, فإن كنت من أهل البصيرة أدركته بالذوق والوجدان, وإن لم تكن من أهل البصيرة, فحط رأسك لأهل البصيرة حتى تذوق ما ذاقوا أو تموت, فالمعرفة التي تكتسبها من الدفاتر أو الأشعار أو الأراجيز لذلك الوصف لست تراها بعينك, فإذا قال لك الشاعر مثلاً:
* ألا كل ما خلا الله باطل.
*أو ما في الكون غيركم.
لا تعرف ذلك ولا تدركه بعقلك؛ مع كونه ظاهر لا يخفى, لكن لا يدركه إلا أهل الأذواق, أهل البصائر النافذة، لا أهل العقول المقيدة بالخيالات الوهمية، فإن هذا أمر خارج عن مدارك العقول, ولا يحيط بكنهه العلم المنقول.
قوله: ""لست تراه وهو ليس يخفى"" ؛ أي لست يراه ببصرك الحسي, لما كساه من رداء العزة وحجاب الحكمة, وهو: ليس يخفى على أهل البصيرة النافذة, فلست تراه لأنه باطن؛ وهو ليس يخفى لأنه ظاهر. فاسمه الباطن يقتضي أن لا تدركه الأبصار؛ واسمه الظاهر يقتضي انطواء ما سواه من الأغيار، وانفراده بالوجود وظهور الأنوار, وفي ذلك قال بعض العارفين:
لقد ظهرت فلا تخفى على أحد ..... إلا على أكمه لا يبصر القمرا
لكن بطنت بما ظهرت محتجباً ..... وكيف يعرف من بالعزة استترا
وفي الحكم: ""أظهر كل شيء بأنه الباطن، وطوى وجود كل شيء بأنه الظاهر"" فاسمه الباطن يقتضي ظهور الأشياء ليكون باطناً بالنسبة إلى ظهورها.
واسمه الظاهر: يقتضي بطون الأشياء وانطوائها؛ إذ لا ظاهر سواه لما يقتضيه الحصر الذي في الآية الكريمة. وهذا من عجائب الربوبية التي بهرت العقول, وحيرت الأذهان, بحيث صار ظاهراً في حال بطونه, باطناً في حال ظهوره,ظاهراً باعتبار قدرته باطناً باعتبار حكمته. والله تعالى أعلم.
ثم ذكر المصنف أنه شرح لك من ذلك الوصف البعض بقدر ما يفهمه عقلك, فقال:
وها أنا أشرح منه البعض..... بقدر ما تفهمه فلترضى
أي تنبه لما أقول لك بعد. فأنا أشرح لك بعض ذلك السر بقدر ما تفهمه ويدركه عقلك فلتقنع بذلك ولترض به, إذ لا يمكن شرح الكل، لأنه من السر المكنون الذي لا يحيط به إلّا علام الغيوب, وأيضاً إذا عبرت لك عن كنه السر تعرضت للهلاك, وقد قال تعالى: ""ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً"" ثم ذكر ذلك البعض الذي وعد به, فقال:
فهذه الحقيقة النفسية ..... موصولة بالحضرة القدسية
وإنما يعوقها الموضوع ..... ومن هنا يبتدأ الطلوع
قلت: المراد بالحقيقة النفسية هو: الروح اللطيفة السارية في الأشباح الكثيفة القائمة بها، والحضرة القدسية هي العظيمة الأزلية القديمة اللطيفة الخفية المعبر عنها بعالم الجبروت, وهي التي فسرها ابن الفارض في خمريته حيث قال رضي الله عنه وأرضاه:
يقولون لي صفها فأنت بوصفها.....خبير: أجل عندي بأوصافها علم
صفاء ولا ماء, ولطف ولا هوى.....ونور ولا نار, وروح ولا جسم
تقدم كل الكائنات حديثها..... قديماً, ولا شكل هناك ولا رسم
وقامت بها الأشياء ثم لحكمة..... بها احتجبت عن كل من لا له فهم
فالأشياء التي قامت بالخمرة الأزلية هي: الموضوعات التي تكثفت وظهرت, فقد وضعها الله أواني حاملة للمعاني؛ ومنها أشباح بني آدم، فإنها موضوعات للسر الرباني, الذي هو الروح, والروح بني آدم، فإنها موضوعات للسر الرباني, الذي هو الروح, والروح متصلة بتلك الخمرة الأزلية، وإنما يعوقها ويمنعها من اللحوق بأصلها, هذا الموضوع الذي وضعه الله لها وأسكنها فيه, فهو كثيف, وهي لطيفة، فمن غلبت كثافته على لطافته؛ أو تقول: بشريته على روحانيته, بقي دائماً مسجوناً بمحيطاته, محصورا ًفي هيكل ذاته ومن غلبت لطافته على كثافته،أو تقول: روحانيته على بشريته اتصلت روحه بالحضرة القدسية, ورجعت إلى أصلها, فلم يحجبها عن أصلها أرض ولا سماء, ولا عرش ولا كرسي حتى قال بعضهم: ""العرش والكرسي مندقان في ترسي"" وقال آخر: ""لو أن العرش في زاوية من زوايا قلب العارف ما أحس به"". وفي الحكم العطائية: ""الكائن في الكون ولم تفتح له ميادين الغيوب, مسجون بمحيطاته، محصور في هيكل ذاته"" مفهومه إذا فتحت له ميادين الغيوب لم يحصره هيكل ولا كون, بل يترقى إلى فضاء الشهود,وتتصل روحه بالملك المعبود, اتصالاً يعرفه أهل الأذواق, وينكره أهل الأوراق؛ وقد ضرب عز الدين ابن عبد السلام مثلًا ربما يزيل ذلك الإشكال؛ ويوضح لك المثال إن لم تذق ما ذاقت الرجال.
قال في "حل رموزه وفتح كنوزه" فاعلم أن القلب غيب؛ والرب غيب, فاطلع الغيب على الغيب؛ فكان اطلاعه نزولًا لا حلولًا؛ واعلم أن لطيفة ذلك: أن القلب خلق كامل الوصف؛ فله وجهان: ظاهر وباطن؛ فظاهره ترابي أرضى؛ مظلم طبيعي جثماني, وباطنه سماوي علوي, نوراني روحاني, فكثافة ظاهره لمباشرة القوى الطبيعة البشرية, ولطافة باطنه لمواجهة الملكوتيات العلمية الربانية الروحانية, فعلى قدر مواجهته لها ومقابلته إياها انعكست عليه أشعة أنوارها, وتجلت لأسراره بأسرارها "فشاهدها بالأنوار التي فاضت عليه؛ وأدركها بالأسرار التي أبدتها إليه, وهذا معنى العكس والمقابلة؛ فهو يشهد جمالية محبوبة في مرآة قلبه من غير حصر ولا تحيز, ولا حلول, ولا انفصال ولا اتصال؛ فهو في المثال كمرآة لها وجها: ظاهرها كثيف مظلم, وباطنها لطيف مضيء, فلو قابلها من الكائنات ما قابلها من صغير أو كبير أرته ممثلًا فيها مع صغر جرمها وكبر المرئي فيها, ولو كان جملًا أو جبلًا أرته بكل أجزائه فيها من غير حلول فيها, ولا اتصال بها, ولا تحيز في شيء منها, فكذلك الحق سبحانه وتعالى: إذا تجلى على قلب عبده المؤمن يشاهده بعين قلبه, ويجتليه ببصر بصيرته من غير حلول ولا تحيز, ولا اتصال ولا انفصال.
وأوضح من هذا المثال ما أشرحه في هذه الأبيات:
ولما تجلى من أحب تكرما ..... وأشهدني ذاك الجناب المعظما
تعرف لي حتى تيقنت أنني .... أراه بعيني جهرة, لا توهما
وفي كل حال أجتيله ولم يزل ..... على طور قلبي حيث كنت مكلما
وما هو في وصلي بمتصل ولا ..... بمنفصل عني, وحاشاه منهما
وما قدر مثلي أن يحيط بمثله ..... وأين الثرى من طلعة البدر, إنما
أشاهده في صفو سرى فأجتلي ..... كمالًا: تعالى عزه أن يقسما
كما أن بدر التم يظهر وجهه ..... بصفو غدير, وهو في أفق السما
واعلم أن هذه الخصوصية إنما هي لابن آدم دون الملك, وإنما كان كذلك لما ذكرنا أن الآدمي مخلوق من العالمين: اللطيف والكثيف, فينزل القلب فيه بمنزلة المرآة في لطفها وكثافتها, فلذلك انطبع فيها ما يقابلها من المرئيات, ولا كذلك الملك, فانه مخلوق من لطيف فقط, وهو كله نور يشف ظاهره وباطنه, فهو كالزجاجة الشفافة, نورها خارق, فلا يتمثل فيها ما يقابلها لعدم التكثيف الذي يعكس ما يقابلها إليها, فهذا سر العكس والمقابلة, انتهى كلامه رضي الله عنه.
ومن هنا يبتدأ الطلوع, وحاصله: أن الآدمي كالمرآة التي من خلفها الطلاء وهو الدهن الذي يجعل فيه, والملائكة كالمرآة التي لا طلاء خلفها, لكن الملائكة فيهم الخواص والعوام وفيهم العارفون وغيرهم, والله تعالى أعلم.
وقوله: "من هنا يبتدأ الطلوع": الإشارة تعود إلى الموضوع الذي جعله الله محلًا للروح ومستقراً لها في هذا العالم السفلي, أي ومن هذا المحل السفلي الذي تقررت فيه الروح يبتدأ طلوعها وعروجها إلى محلها الأصلي, الذي هو عالم الملكوت أو الجبروت, وطلوعها بقدر تخليها عن هذا الموطن وغيبتها عنه, فبقدر ما تغيب عن موضوعها تفارقه, وتعرج عنه إلى أصلها, وبقدر ما تتعلق به وترتهن معه تستقر فيه وتسجن في هكيله.
قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: "أيها الشائق إلى سبيل نجاته, التائق إلى حضرة حياته, أقلل النظر إلى ظاهرك إن أردت فتح باطنك لأسرار ملكوت ربك".
وفي بعض الكتب المنزلة يقول الله تعالى: "عبدي إنما منحتك صفاتي لتعرفني بها, فإن أدعيتها سلبتك الولاية, ولم أسلبك صفاتي, يا عبدي أنت صفتي, فارجع إلي أرجع إليك, يا عبدي فيك للعلوم باب مفتاحه أنا, وفيك للجهل باب مفتاحه أنت, فاقصد أي البابين شئت, يا عبدي قربي منك بقدر بعدك عن نفسك, وبعدي عنك بقدر قربك من نفسك, فقد عرفتك الطريق, فاترك نفسك تصل إلي في خطوة واحدة, يا عبدي كل ما جمعك علي فهو مني, وكل ما فرقك عني فهو منك, فجاهد نفسك تصل إلي, وإني لغني عن العالمين, ثم قال: "يا عبدي إن منحتني نفسك رددتها إليك راضية مرضية, وإن تركتها عندك فهو أعظم بلية فهي أعدى الأعادي إليك, فجاهدها تعد بالفوائد إليك".
وكان شيخنا رضي الله عنه يقول: إن شئتم أن أقسم لكم: أنه لا يدخل عالم الملكوت من في قلبه علاقة.
وقال الششتري رضي الله عنه: ليس يدرك وصالي كل من فيه بقيا.
وقد أوضح الناظم هذا, يعني فيما يأتي حيث قال:
لم يتصل بالعالم الروحاني ..... من عمره على الفضول عاني
ليس يرى من المعاني دان ..... من قلبه في عالم الأبدان
والبيت الآخر: تفسير لما ذكره هنا بقوله: "ومن هنا يبتدأ الطلوع"
ويأتي زيادة بيان وتوضيح عند شرحها إن شاء الله, والله تعالى أعلم.
ثم بين كيف كان اتصال الروح بالحضرة فقال:
المجاهدة وخرق العادة
فلم تزل كل نفوس الأحيا ..... علّامة درّاكة للأشيا
وإنما تعوقها الأبدان ..... والأنفس النزغ والشيطان
فكل من أذاقهم جهاده ..... أظهر للقاعد خرق العادة
النزغ هو: النخس والتحريك, نزغه الشيطان: أي نخسه وحركه, والأنفس النزغ هي: التي تحرك صاحبها للمعاصي والشهوات. والنفس والعقل والقلب والروح والسر: شيء واحد عند محققي الصوفية, وما ثم إلا اللطيفة الربانية حين اشتبكت بهذا البدن وسجنت في هذا الهيكل: اختلفت تسميتها باعتبار تطورها وترقيها, فما دامت مظلمة بالشهوات والمعاصي سميت نفسًا, فإذا انزجرت وانعقلت عن المعاصي سميت عقلاً, فإذا سكنت إلى الطاعة لكنها تتقلب في التدبير والاختيار والاهتمام بأمر البدن سميت قلبًا, فإذا اطمأنت بالله وسكنت إليه, وفتحت بصيرتها بشهود نور أصلها سميت روحًا.
فإذا تصفت من الحس وصارت معنى محضًا سميت سرًا, وهذا كان أصلها سرًا من أسرار الله, قال تعالى: "قل الروح من أمر ربي" أي سر من أسراره, فكانت في الأصل علامة لما كان وما يكون, دراكة دقائق الأشياء على ما هي عليه, ولما أدخلها الحق في هذا الهيكل الكثيف إظهارًا لحكمته, وإعلامًا بعظمة قدرته, وإشعارًا بقهريته انحجبت عن أصلها وغاب عنها ذلك العلم والإدراك ونسيت معاهدها ومعالمها اشتغالًا بتدبير هذا الهيكل الطيني, فهو يميل بها إلى أصله, ويخلد بها إلى أرض الشهوات التي نشأ بالحكمة منها, وهي تتعشق إلى أصلها وتحن إلى وكرها, فإذا طارت ورفرفت إلى وكرها وجدت قفص البدن محيطاً بها, فربما شطحت ورقصت من وراء أردية العز والكبرياء.
وفي ذلك يقول الشيخ أبو مدين رضي الله عنه:
يحركنا ذكر الأحاديث عنكم ..... ولولا هواكم في الحشا ما تحركنا
فقل للذي ينهى عن الوجد أهله ..... إذا لم تذق معنا شراب الهوى دعنا
إذا اهتزت الأرواح شوقا إلى اللقا ..... نعم ترقص الأشباح يا جاهل المعنى
أما تنظر الطير المقفص يا فتى ..... إذا ذكر الأوطان حن إلى المغنى
يفرج بالتغريد ما بفؤاده ..... فيطرب أرباب العقول إذا غنى
ويرقص في الأقفاص شوقا إلى اللقا ..... فتضطرب الأعضاء في الحس والمعنى
كذلك أرواح المحبين يا فتى ..... تهزهزها الأشواق للعالم الأسنى
أنلزمها بالصبر وهي مشوقة ..... وهل يستطيع الصبر من شاهد المعنى
إلى آخر كلامه.
ثم أعلم أن تطورات الروح من: النفس, والعقل, والقلب, والروح, والسر: كل طور له حد ينتهي إليه في العلم والإدراك, أما النفس فحد علمها وإدراكها زينة ظاهر الكون اغترارا بمتعة ظاهره, وغفلة عن عبرة باطنه, واشتغالًا بحظوظها وهواها, وأما العقل فحد علمه وإدراكه افتقار الصنعة إلى صانعها, فهو يقرر الصنعة ويردها إلى صانعها, معقولاً عن غير ذلك, وأما القلب فحد علمه وإدراكه التوجه إلى خالقه بترك الأغيار وطلب الأنوار فقد انطلق من العقال وشد طلب مولاه الرِّحالَ.
وأما الروح؛ فحد علمها وإدراكها مواجهة أنوار الملكوت, طالبة أسرار الجبروت, قد استراحت من تعب السير, لكنها لم تتمكن من السر, وأما السر فحد إدراكه أسرار الجبروت, قد نفذت البصيرة من الوقوف مع أنوار الملكوت, وهذا منتهى السير قال تعالى: "وأنًَّ إلى ربّك المنتهى".
وفي هذا المقام قال الشيخ أبو العباس المرسي رضي الله عنه:
لو عاينت عيناك يوم تزلزلت ..... أرض النفوس ودكت الأجيال
لرأيت شمس الحق يسطع نورها ..... يوم التزلزل, والرجال رجال
قال: "والأرض": أرض النفوس, "والجبال" جبال العقل.
أي لو غبت عن نفسك ولم تقف مع عقلك لرأيت أنوار ربك.
قوله: وإنما تعوقها الأبدان أي يمنعها من الرجوع إلى أصلها فتكون علامة دراكة للأشياء كما كانت في أصلها, الأبدان التي هي كالأقفاص لها حصراً, وكالقمص والأردية لها ستراً, وإنما منعها البدن من الرجوع إلى أصلها, لأنه ظلماني طيني صلصالي لا يميل بطبعه إلا لأصله من الشهوات الجسمانية, مأكلًا ومشرباً وملبساً, وكلما تعمق في ذلك تكثفت بشريته, وقويت دائرة حسه, فعظم حجاب الروح, وتوغلت في هذا القفص, وكذلك النفس النزاعة المحركة إلى الحظوظ الذميمة, كحب العلو والجاه والمدح والثناء, وحب الدنيا والنساء وغير ذلك مما يستتبع هذا من: الكبر, والحسد والبغض والغضب والقلق, والحقد, وخوف الفقر, وهم الرزق, وحب الأغنياء: طمعاً وحرصاً, واحتقار الفقراء, وغير ذلك من عيوبها, فهي التي حجبت الروح ومنعتها من العروج إلى وطنها, ولدواء هذه الأمراض وضع علم التصوف, وكذلك الشيطان بوسوسته ونزغه وتزيينه, لأنه حسود فيزين لها الكفر, ثم المعاصي, ثم التثبط عن الطاعات ثم إدخال الرياء فيها, ثم العجب, إذا تخلصت من هذه العوائق رجعت إلى أصلها من علم الحقائق, والى ذلك أشار بقوله:
فكل من أذاقهم جهاده ..... أظهر للقاعد خرق العادة
فجهاد البدن بقطع مراده, من: تقليل الطعام, والشراب, واللباس والمنام فلا يأكل ولا يشرب إلا ليتقوى على طاعة الله؛ ولا يلبس إلا ما يحفظ به البدن, لأنه معرفة سر الله ولا ينام إلا ما يرد به العقل والنشاط لطاعة الله, وكذلك لا ينقل قدميه إلى حيث يرجو ثواب الله ولا يجلس إلا حيث يأمن غالباً من معصية الله, ولا يصحب إلا من يستعين به على طاعة الله, ولا يتبع إلا من يتحقق وصلته بالله, فيكون في كل حال عاملًا لله, بالله, وجهاد النفس بقطع مألوفاتها, ويخرق عوائدها بتحميلها ما تكره, وإبعادها مما تحب, وأعظمها ثلاث: حب الجاه, وحب الدنيا, وحب النساء, وجهاد الشيطان بالاشتغال بالله والغيبة عنه, فعداوة العدو حقاً هي اشتغالك بمحبة الحبيب حقاً قال تعالى: "إنَّ الشيطان لكم عدوُّ فاتخذوه عدوُّا". يعني, وأنا لكم حبيب فاتخذوني حبيباً أكفكم عداوة عدوكم.
وبقي من العوائق: الناس, فإنهم أكبر العوائق وأقبح القواطع لمن وقف معهم واشتغل بمقابلتهم, وأما من غاب عن حسهم وغرق فيهم, فقد صاروا له عوناً على الترقي إلى معرفة خالقهم, وإلى هذا المعنى أشار شيخ شيوخنا المجذوب رضي الله عنه بقوله:
الخلق نوار وأنا رعيت فيهم ..... هم الحجب الأكبر والمدخل فيهم
وقال في الحكم: إنما أجرى الأذى عليهم كي لا تكون ساكناً إليهم, أراد أن يزعجك عن كل شيء, حتى لا تكون ساكناً إلى شيء, وقال في شأن الشيطان والنفس "إذا علمت أن الشيطان لا يغفل عنك, فلا تغفل أنت عمن ناصيتك بيده, إنما جعله لك عدواً ليحوشك به إليه, وحرك عليك النفس ليديم إقبالك عليه".
فتحصل أن هذه العوائق الأربعة, إنما هي عوائق لمن وقف معها وحجب بها, وأما من لم يقف معها, فإنما هي في حقه معونات وموصلات, حركتهم إلى الله, ودفعتهم إلى حضرته وبها ثبتت خصوصيتهم وتحقق سيرهم, لولا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين, فسبحان من جمع بين الضدين, شيء واحد حبيب من وجه عدو من وجه, وفي الحقيقة ما ثم إلا الحبيب أوقف على بابه حراساً ليظهر الصادق في محبته من الكاذب فيها, والله عليم حكيم.
وقوله: "أظهر للقاعد خرق العادة" يعني أن من نهض إلى مجاهدة هذه الثلاث أو الأربع قد يكرمه الله بظهور الكرامات وخرق العادات, إما حسية أو معنوية, فيظهر عليه بحسب كل مقام خارق يليق به على قدر حاله, فمن مجاهدة البدن تظهر الكرامات الحسية, إما من جهة العبادة الحسية كحلاوة الطاعات ولذيذ المناجاة لقوله صلى الله عليه وسلم: "من غض بصره لله رزقه عبادة يجد لذتها" وإما من جهة خرق العادة الحسية كالمشي على الماء, والطيران في الهواء, وطي الأرض, وتسخير السباع, وجلب الطعام والماء من الغيب, وغير ذلك.
ومن مجاهدة النفس: تظهر الكرامات المعنوية, من: فهم العلوم, واتساع الفهوم, وتحقيق اليقين, وشهود رب العالمين, وتسخير النفوس, وقهرها, وظهور الجلالة والمهابة إلى الخلق, لحديث: "إنما يرحم الله من عباده الرحماء".
وقوله عليه الصلاة والسلام: "من خاف من الله خافه كل شيء". الحديث, ونحو ذلك.
ومن مجاهدة النفس والشيطان تظهر الكرامات الحقيقة بالكفاية, والهداية, والحفظ من الضلال والغواية, لقوله تعالى:
"إنَّ عبادي ليس لك عليهم سلطان" وقوله:
"ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكّلون".
ثم بين أهل هذه الخوارق, فقال:
وهي من النفوس في كمون ..... كما يكون الحب في الغصون
قلت: الكمون هو: الخفاء والتستر, والضمير في "وهي" يعود على ما تضمنه قوله "خرق العادة" من العلوم والإدراكات والخوارق والكرامات, يعني: أن العلوم والإدراكات والاقتدار على خرق العادات, هي كامنة خفية في النفوس, أي الأرواح, لأن الأرواح أصلها قبضة من نور الجبروت, فهي: عالمة, قادرة, مريدة, سميعة, بصيرة, متكلمة, فحيث سجنت في هذه الهياكل الكثيفة كمن فيها ذلك السر وخفي, ولم يظهر منه إلا نموذج ضعيف, فسمع العبد وبصره وكلامه وعلمه وقدرته وإرادته وحياته: بقية من تلك الصفات ظهرت على العبد واستتر أصلها في النفوس, كاستتار الحب والثمار في الغصون, حين تكون خالية من الثمار, فإذا نزل المطر, وأرعد الرعد أخرجت أوراقها وأزهارها وثمارها, والى هذا أشار بقوله:
حتى إذا أرعدت الرعود ..... وانسكب الغيث ولان العود
وجال في أغصانها الرياح ..... فعندها يرتقب اللقاح
قلت: السكب هو: الصب, يقال: انسكبت الدموع والمطر: انصب, والإلقاح هو حمل الأشجار بالثمار, وألقحت النخل ثمارها إذ حملت به, واللقاح بالفتح كسحاب ما يعلق على النخل من طلع الذكر, والمناسب في البيت أن يكون الإلقاح بالهمز مصدراً وهو الحمل بالثمر, وما ذكره هنا كله استعارة, فالمراد بالرعود مجاهدة الجوارح الظاهرة في خدمة الشريعة, ككثرة الذكر, والصلاة والصيام, والسهر, والجوع, وغير ذلك من مجاهدة الحس, وأوكدها: الذكر والصمت, والعزلة.
ولقد سمعت شيخ شيخنا مولاي العربي رضي الله عنه يقول: بقيت أربع سنين فانياً في الاسم لا أفتر عنه, لا ليلًا ولا نهاراً, حتى كان البدن كله يهتز به وحده, فإذا قبضت على إحدى رجلي اهتزت الأخرى, فهكذا ينبغي ذكر الله, والفناء فيه, والمراد بانسكاب الغيث: نزول الأحوال والواردات على القلوب من شوق مقلق أو خوف مزعج, ووصل أثرهما إلى الباطن من الشفقة, والرحمة, والحلم, والصبر والزهد, والورع والتوكل, والرضا والتسليم, والمحبة, والطمأنينة, والمراقبة والكرم, والسخاء, وغير ذلك من الأخلاق المحمودة التي تلين الطباع وتحسن الأخلاق, وهو المراد بقوله: "ولان العود" فكما أن العود يلين بسريان الماء فيه, كذلك القلب يلين بسريان الحال الناشئ عن العلم.
والمراد بجولان الرياح: النفحات التي تهب على القلوب من حضرة علام الغيوب, بصحبة العارفين, والحك معهم, وفي حكمة لقمان عليه السلام كان يقول لولده: "يا ولدي جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك, فان الله ينبت الحكمة في القلوب بصحبتهم كما تنبت الحبة في الأرض الطيبة" والمراد بالعلماء: العلماء بالله, فان صحبتهم تلقح العلوم والمعارف والأسرار في القلوب كما تلقح الرياح الثمار في الأشجار, قال تعالى: "وأرسلنا الرياح لواقح" قيل تلقح الأشجار وقيل تلقح الأمطار في السحاب, ثم تصبه حيث أراد الكريم الوهاب, وهذا معنى قوله "هنالك ينتظر الإلقاح" أي إلقاح العلوم والمعارف في القلوب ولأجل هذا المعنى قال بعض العارفين: والله ما افلح من أفلح إلا بصحبة من أفلح.
وقال الشيخ زروق رضي الله عنه: المراد بالرعود المواعظ المذكرات, ونزول غيث الواردات, الملينة لأفنان شجرة القلب, وجولان رياح الأحوال المتوجهة منها في نواحي القلب, حتى يسري ذلك للجوارح فتتأثر به, قال الله تعالى: "الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مّثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله, ذلك هدى الله يهدي به من يشاء".
وما شرحت به أنسب لطريق التربية, والله تعالى أعلم.
وقد ضرب في القوت مثلًا لهذا السر الكامن في النفوس بالزبد الكامن في اللبن, فإذا ضرب بالمخض خرج زبده, ثم إذا ذوب صار سمناً صافياً ثم بين الناظم ما يكون بعد الإلقاح من بدايته إلى نهايته فقال:
فعندما أزهرت الأغصان ..... واعتدل الربيع والزمان
يكون إذ ذاك أوان العقد ..... وانتظم الأغصان نظم عقد
حتى إذا أينع للعيان ..... وأمنت جوائح الزمان
باكرها زارعها والغارس ..... يقطفها, والغير منها آيس
قلت: العقد الأول بفتح العين, وهو عقد الثمار من الأزهار, والعقد الثاني بكسر العين وهو: سلك الجوهر المنظوم.
يقول رضي الله عنه: فإذا جالت رياح الهداية, وهب نسيم الولاية, وجال في أغصان الأبدان, ثم سرى إلى سويداء الجنان, ألقحت فيه أزهار الحكم, وفنوناً من نوار العلوم, وفتقت أكمام الفهوم مختلفة الألوان صنوان وغير صنوان, يسقى بماء واحد, فعندما أزهرت أغصان الجوارح الظاهرة بالأعمال والعوالم الباطنية بالأحوال, واعتدل ربيع الشريعة بإظهار زهر جماله في رياض الملكوت, مع زمان هيجان بحر الحقيقة في حياض الجبروت "مرج البحرين يلتقيان, بينهما برزخ لا يبغيان" فعند ذلك يكمل عقد معرفة الشهود والعيان, وتنتظم استقامة الجوارح في مقام الإسلام والإيمان, نزولًا إلى بستان سماء الحقوق أو أرض الحظوظ بعد الإذن والتمكين, وبالعناية لذلك العارف ملحوظ, فحينئذ يتحقق بكمال العبودية, ويقوم بوظائف الربوبية, لا يحجبه فرقه عن جمعه, ولا جمعه عن فرقه, قد اعتدل فيه الميزان: يعطى كل ذي حق حقه, ويوفي كل ذي قسط قسطه, فإذا ظهرت عليه آثار العناية ولاحت له أسرار الولاية تعجبت الناس من أحواله, وما خصه الله به من عظيم نواله, فمن معتقد وناقد, ومن مسلم وحاسد, يريد أن يشاركه في مقامه بدعوى اللسان, ومن ادعى بما ليس فيه فضحته شواهد الامتحان, كما أبان ذلك كله الناظم حيث قال:
فأي من مر بها مساء ..... وأبصر الظلال والأفياء
ونزه الأبصار والعيونا ..... حيث رأى الأنهار والعيونا
واشتم منها الروح والريحانا ..... وظل في بهجتها حيرانا
فقال: نحن إذاً سواء ..... فعندها يجمعنا المساء
قلت: المساء هو آخر النهار: من الزوال إلى الغروب, والفيء: الظل إذا أخذ في الزيادة فهو باعتبار ما قبله من عطف الخاص على العام, والروح قال في القاموس: الروح بالفتح الراحة والرحمة, ونسيم الريح, والمناسب هنا هو الأخير, وقال في تفسير الريحان: نبت طيب الرائحة, أو كل نبت كذلك, أو أطرافه أو ورقه, والولد, والرزق والمناسب هو: النبت, على حذف مضاف, أي واشتم من تلك الأغصان نسيماً طيباً, ورائحة تلك الرياحين.
يقول رحمه الله ورضي عنه: فأي شخص من البطالين مر في بساتين العارفين ورياض الواصلين في وقت زوالهم واعتدالهم وعند زيادة ظلال أنوارهم وعلومهم, فأبصر ظلال أنوارهم قد ظهرت على وجوههم من أثر خشوعهم أبو بهجة سرورهم, كما قال:
إن عرفان ذي الجلال لعز ..... وضياء وبهجة وسرور
وعلى العارفين أيضاً بهاء ..... وعليهم من المحبة نور
فهنيئاً لمن عرفك إلهي ..... هو والله دهره مسرور
ونزه أبصاره في أنهار علومهم الزاخرة, وفي عيون حكمهم الفاخرة, واشتم منها نسيم القرب والوصال, حين قرب من جنة الجمال, وريحان الكمال, فبقي سائر نهاره في بهجة زهرتها ونضرتها حيران, فاستغرب ما أتحفهم به مولاهم المنان, بعد ما كانوا مثله في النقصان, وغاية الجهالة والخذلان فلما علم بأحوالهم وتحقق بعظيم نوالهم, ترامى بالدعوى على مقامهم, فقال ها نحن معكم سواء, فنشترك معكم في تلك البساتين عند المساء, فما دام نهار البسط والجمال استووا جميعاً بلسان المقال, فإذا جن ليل القبض والجلال, ظهرت الجبناء من الأبطال, وتميزت الشمائت من الرجال:
سوف ترى إذا انجلى الغبار ..... أفرس تحتك أم حمار؟
وفي الأمثال بلسان الحال: إن شجرة القرع تصاعدت مع النخلة, وقالت: إني شجرة مثلك, فقالت النخلة: ستعلم الشجرة منا عند هبوب رياح الخريف.
وكذلك المدعون للخصوصية بأهل الطريق إذا اختبرهم الحق تعالى وعبرهم بمحك التحقيق, فأرسل عليهم قاصفاً من رياح الفتن, وضربهم بزلازل المحن, إما في المال أو في البدن, نكصوا على أعقابهم مدبرين, وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كاذبين, خسروا الدنيا والآخرة, ذلك هو الخسران المبين.
قال في التنوير: وإنما يفتضح المدعون بزوال الأحوال وعزولهم عن مراتب الإنزال, هنالك يبدو العوار وتنتهك الأستار, فكم من مدع الغنى بالله وإنما غناه بطاعته, أو بنوره أو بفتحه, وكم من مدع العز بالله, وإنما عزه بنسبته وصولته على الخلق, معتمداً على ما ثبت عندهم من معرفته, فكن عبد الله لا عبد العلة, فكما كان لك رباً ولا علة, فكن عبد الله ولا علة, لتكون كما كان لك, ثم تمم حال المدعين وما آل إليه أمرهم حين ظهر عوارهم وانكسفت أنوارهم, واشتدت عليهم ظلمة أغيارهم, فقال:
سلعة الله غالية
حتى إذا هجمه الظلام ..... واحتوشته الوحش والهوام
ولم يجد للفوز من أسباب ..... أقام حيران إمام الباب
فقيل من بالباب؟ قال: طارق ..... فقيل كلا, لا, ولكن سارق
قلت: هجم عليه هجوماً: دخل بغتة, قال في القاموس؛ وضمنه الناظم معنى جن: أي جنه وغطاه, ولذلك عداه بنفسه, واحتوش القوم الصيد: نفروه, ومعناه هنا خوفته وأفزعته والوحش حيوان البر, والهوام, بشد الميم: حشرات الأرض, والطارق: الآتي بالليل, وكلا: حرف زجر وردع.
يقول رضي الله عنه: إن ذلك المدعي الذي ترامى على مراتب الرجال, بمجرد التشدق والمقال وادعى الوصول إلى مقام الراحة والجمال, قبل أن يتأدب بصدمات الجلال لما هجم عليه ليل القبض والجلال, وغربت عنه شمس نهار البسط والجمال افتضح, وتبين أنه دجال فأفزعته وحوش الشكوك والخواطر, وأحاطت به هوام جرائمه الصغائر والكبائر, فهي تلدغه وتلسعه كلسع العقارب والزنابير, فلما لم يجد منها مسلكاً ولا مهرباً التجأ إلى باب الأكابر, فأقام خلف الباب حيران, يريد أن يضموه معهم إلى حصون ما شيدوه خلف بساتين العرفان, من غير أن يحط رأسه إلى تقبيل أقدام الرجال, ولا أن يسمح بنفسه في عز ولا جاه ولا مال, فنادوه بأفصح لسان الحال: أيها الطارق لباب الرجال, ماذا تريد وأنت على هذا الحال؟ فقال: هذا طارق يريد الدخول إلى حضرة المحبة والوصول, فقالوا له: كلا, ليس حالك حال الطارق, ولكنك متطفل سارق فإذا انكسر وذل نفسه نال مطلبه وحصل أنسه وإن بقي على ما هو عليه كان عاقبته الحرمان.
أو يقول: حتى إذا هجم "على" هذا المدعي المتكبر ظلام الجهل والغفلة واحتوشته وحوش المساوي والعيوب, وأحاطت به هوام المعاصي والذنوب, ولم يجد للفوز والخلاص منهما سبباً أقام خلف باب العارفين, يستمطر الرحمة والعفو من رب العالمين, في حال الدهش والحيرة؛ ينتظر من سعة كرمهم لحظة أو نظرة, مع ما هو عليه من زي أهل الغفلة والفترة, فقالوا له: من هذا الذي وقف بالباب يريد الدخول مع الأحباب من غير أن يعفر خده بالتراب؟ فقال: طارق يريد الوصول, فقالوا: لا سبيل للسارق إلى الدخول.
وإنما سمي المدعي: سارقا لأنه يسرق كلام القوم وينسبه لنفسه, أو يدعيه حالًا ومقاماً وليس له في ذلك إلا التطفل عليهم دون ذوق ولا وجدان, فإذا أراد الله به خيراً ألقى في قلبه الصدق والتصديق وذل وانكسر لأهل التحقيق, فوقف ببابهم منكسراً, وإلى ما عندهم من المعارف والأنوار مفتقرا, لأنهم باب الله الأعظم,
يتبع
عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 29 ديسمبر 2023 - 23:13 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
الفصل الأول في أصل التصوف الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى :: تعاليق
الفصل الأول في أصل التصوف الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
كما نبه على ذلك الناظم رحمه الله, حيث قال:فقال: مهلًا صاحب الجنات ..... لحائر قد ضل في الفلاة
فقال: هلا كنت ذا بستان؟ ..... فقال: كنت قاعداً ووان
فقال: يا قوم ألا تشرون؟..... قالوا: جهلت ثمن المثمون
قلت: المهل, هو التأخر والتأني, وهو مصدر حذف عامله؛ أي أمهلني مهلًا, وضل بلف, والفلاة هو: الموضع القفر الخالي, من العمارة, والواني هو: المتأخر والمتمهل.
يقول رضي الله عنه: إن ذلك المدعي المتطفل لما عرف الحق وأهله, وتحقق عيبه وجهله, أقر بكمال أهل الكمال, وعرف مقالات الرجال, فحين طرق الباب؛ وطرد من ذلك الجناب تهمة له, أنه لم يلق السلاح, ولم ينزع عن فعاله القباح. قال لهم, مهلًا علي يا أصحاب الجنات, هنيئاً لكم بما أسلفتم في الأيام الخاليات. ألا ترقوا لحائر قد ضل في الفلاة واستوحشته هوام الذنوب والسيئات. ولسعته حيات الحظوظ والشهوات. ولدغته عقارب الشكوك والخطرات؛ فقالوا: أين كنت وقت ريح السموم وبرد الليالي؟ حين غرست الرجال أشجار المعارف فجنت ثمار المعاني؟ قال: كنت عند كانون الكسل وغار البطالة قاعداً ووانى.
فقالوا له: لا تظن أن بساتين المعارف رخيصة, كل معشوق غال. ما جنيت ثمار المعارف إلا ببرد الليالي.
فقال: يا قوم أنتم أهل الكرم والجود. ألا تبيعوا لي شيئاً من ثماركم المنضود, وتأووني إلى سعة ظلكم الممدود؟
قالوا له: جهلت ثمن ثمارنا المحمود. فلا تناله ولو بذلت فيه نفس المجهود. فليس ينال بالدراهم والفلوس, وإنما ينال ببذل الأرواح والنفوس, كما نبه عليه الناظم بقوله:
فهذه فواكه المعارف ..... لم تشر بالتالد أو بالطارف
ما نالها ذو العين والفلوس ..... وإنما تباع بالنفوس
قلت: التالد هو المال الذي نتج عندك وطال في ملكك, قال في القاموس: التالد كصاحب والتلد بالفتح والضم والتحريك والتلاد والإتلاد والتلد: ما ولد عندك من مالك. والطارف: الحادث من المال: أي الذي تجدد ملكه, ضد التالد, يقول رضي الله عنه: فواكه المعارف, وأذواق الواجدين وأنوار الراحلين والواصلين لا تنال ولا تشترى بالأموال القديمة ولا الحادثة ولا بالكسب والاكتساب. وإنما هي فضل من الكريم الوهاب يخص بها من يشاء بأسباب وبغير أسباب, وفاعل السبب هو فاعل المسبب. من تمام نعمته عليك أن خلق فيك ونسب إليك, فثبوت الخصوصية إنما هو منح إلهية ومواهب اختصاصية ما نالها صاحب الدراهم والفلوس, وإنما تنال ببذل المهج والنفوس. يغيب أولاً عن فلسه وجنسه ثم يفنى عن وجوده ونفسه, ثم يفنى عن فنائه ويبقى ببقائه, وما ثم في ذلك كله إلا فضل ربه وعظيم عطائه, وأنشدوا:
قد كنت أحسب أن وصلك يشترى ..... بنفائس الأموال والأرباح
وظننت جهلا أن حبك هين ..... تفنى عليه كرائم الأرواح
حتى رأيتك تجتبى وتخص من ..... تختاره بلطائف الإمناح
فعلمت أنك لا تنال بحيلة ..... فلويت رأسي تحت طي جناحي
وجعلت في عش الغرام إقامتي ..... فيه غدوي دائما ورواحي
ومعنى بيع النفوس, هو أن لا يبقى لها حظ ولا لحظ, إذ المؤمن يشغله الثناء على الله, عن أن يكون لنفسه شاكراً, ويشغله حقوق الله عن أن يكون لحظوظه ذاكراً, وذلك لا يكون مع وجود القيض, مع التأخر والتشمير, وكمال البقاء في عين الفناء المطلق, وقد تضمن ذلك قوله تعالى: "إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة". الآية, إذ المبيع لا يبقى لبائعه حق فيه ولا حظ, ولا تدبير مع مشتريه, ولا نسبة له في وجوده مع مالكه, وإنما جاء سياق الآية بذلك إظهاراً للرحمة, وتبييناً للكرامة وتتميماً للنعمة, إذ لا رحمة ولا نعمة أعظم من إكرام السيد عبده بإظهار النسبة له في وجوده بوجوده, مع عزله عن وجوده وموجوده بطريق الرحمة والكرامة, لا بطريق القهر والقوة, والله تعالى أعلم. "قاله الشيخ زروق رضي الله عنه".
ولما كانت جنة الزخارف مشتملة على بساتين وأنهار, وعيون وقصور وحور, شبهت الصوفية بما جنته المعارف, فجعلوا فيها بساتين الأسرار والأنوار التي هي محل نزهة الأرواح, وجعلوا فيها أنهار العلوم وعيون الحكم, وقصور الحضرة, وحور سكنى المعرفة وبحائر تفكه البسط والجمال, واجتناء فواكه الأحوال, وطرق مقامات الإنزال, فقد ذكر الناظم ما يتعلق بالبساتين والأنهار والعيون, وتكلم على ما بقي من القصور والبحار, فقال:
وقيل: ليست هذه المقاصر ..... مأوى لكل قاعد وقاصر
وقيل: ليست هذه البحائر ..... لحائر ضل فظل حائر
قلت: المقاصر: جمع مقصورة, والمقصورة هي الدار الواسعة المحيطة, قاله في القاموس, والبحائر جمع بحيرة وهي المقتات.
يقول رضي الله عنه: ليس للسكنى في قصور الحضرة والإقامة في دار المعرفة حاصل لكل قاعد بطال, ولا لكل مقصر كسلان, وليس التفكه من بحائر البسط والجمال لمن كان في حيرة وضلال وأقام في تلفه راضياً بذلك الحال, إنما نالها أهل الجد والاجتهاد, وبصحبة الأفراد السالكين على منهاج الحق والسداد, وفي ذلك قيل:
الأنس بالله لا يحويه بطال ..... ولا يحوزه في الحال مختال
والآنسون رجال كلهم نجب ..... وكلهم صفوة لله عمال
ولا يمكن السكنى في قصور المعارف, والتفكه من بحائر الأذواق, إلا بإفراد الوجهة للواحد الخلاق, فيجعل الهموم هماً واحداً, والقصد قصداً واحداً, والمحبة محبةً واحدةً, والقلب مفرداً لله, فبذلك ينال القرب من الله, ويسكن في حضرة الله. وفي الحديث: "من جعل الهموم هماً واحداً كفاه الله هم دنياه".
قلت: وجعل جنة المعارف مأواه, وفي حضرة القدس متقلبه ومثواه.
قيل للجنيد رضي الله عنه: كيف السبيل إلى الانقطاع إلى الله تعالى, قال: بتوبة تزيل الإصرار, وخوف يزيل التسويف, ورجاء يبعث على مسالك العمل, وإهانة النفس بقربها من الأجل وبعدها من الأمل.
قيل له: بم يصل العبد إلى هذا؟ قال: بقلب مفرّد, فيه توحيد مجرد.
قال الشيخ زروق: وهذا الأمر لا سبيل إليه سوى الضراعة لمن بيده القلوب وعنده مفاتح الأمور.
ثم نبه على أن ما قدم من العبارة ليس المقصود منها ظاهرها, وإنما هو إشارة, كما قال بعضهم: علمنا كله إشارة, فقال:
فافهم فتحت هذه العبارة ..... إشارة وأيما إشارة
قلت: فليس المقصود من ذكر الرعود, والغيث وزهر الأغصان, واعتدال الزمان, ولا من ذكر الظلال والأفياء, والأنهار, والعيون, والروح, والريحان, والطارق والسارق, والبستان, ما يفهم من ظاهر العبارة, وإنما ذلك إلغاز وإشارة, فتحت كل عبارة إشارة دقيقة ومعان رقيقة, وقد تقدم التنبيه على ذلك كله في محله, وبالله التوفيق, ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثم ذكر أصل التصوف من جهة دليل الشرع, فقال:
أصل التصوف من جهة دليل الشرع
ولنرجع الآن لباقي الفصل ..... إذ في تمامه ثبوت الأصل
قلت: الفصل معقود لثبوت أصل التصوف, فذكر أصله من جهة الذوق والوجدان, وبقي ثبوته من طريق الشرع, وبه تمام ثبوت أصله على الكمال, فأشار إليه بقوله:
فقادة الصوفي أهل الصفة ..... في زمن الرسول فاعلم وصفه
وهم ضياف الله والإسلام ..... وجلساء سيد الأنام
قلت: القادة, والقدوة, ما اقتديت به, واتبعت طريقته.
يقول رضي الله عنه: فمتبوع الصوفية, وقدوتهم في طريق التجريد وترك الأسباب والانقطاع إلى رب الأرباب, هم أهل الصفة "موضع بناه عليه الصلاة والسلام في طرف مسجده لفقراء أصحابه" كانوا يجتمعون فيه: إذا كثروا بلغوا أربعمائة. وإذا قلوا كانوا ثمانين أو سبعين, وبه سموا الصوفية "على قول" وكانوا يعرفون بضياف الله, وبضياف الإسلام, آثروا التجريد للعبادة؛ ومجالسة سيد المرسلين, وفيهم نزل قوله تعالى: "ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي" كما يأتي فأقرهم عليه الصلاة والسلام على التجريد وترك الأسباب, حيث علم منهم عدم التشوف للأسباب, والرضا بما قسم الله لهم, وبما يواجههم به سبحانه من سعة أو ضيق, ومن تشوف منهم أمره بالأسباب, مثل حكيم بن حزام رضي الله عنه, فإنه سأله فأعطاه ثم سأله فأعطاه ثم سأله فأعطاه, ثم قال له يا حكيم إن هذا المال خضرة حلوة فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه, ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه, وكان كالذي يأكل ولا يشبع, ثم قال له: لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب خير له من أن يسأل رجلًا أعطاه أو منعه". الحديث, فدله عليه الصلاة والسلام على التسبب لما تشوفت نفسه للأسباب, بدلًا عن المسألة, إذ هي آخر كسب المؤمن, بخلاف غيره, إذ لم يتشوف, ولذلك قال الخواص رضي الله عنه: ما دامت الأسباب في النفس قائمة, فالتسبب أولى, والأكل بكسب أحل له, لأن القعود عن المكاسب لا يصلح لمن لم يستغن عن التكليف.
ثم وصف حالهم ليقتدى بهم, فقال:
كانوا على التجريد عاملين ..... وعن سوى الرحمن معرضين
قلت: التجريد هو: التعرية عن الشيء, يقال: فلان جرد ثوبه: أزاله, وجردت الجلد: أزلت شعره, هذا باعتبار اللغة.
وأما عند الصوفية فهو على ثلاثة أقسام, تجريد الظاهر فقط, أو الباطن فقط, أو هما معاً, فتجريد الظاهر هو: ترك الأسباب الدنياوية وخرق العوائد النفسانية الجسمانية, والتجريد الباطني هو: ترك العلائق النفسانية والعوائق الوهمية, وتجريدهما معاً وهو: ترك العلائق الباطنية والعوائد الجسمانية.
أو تقول: تجريد الظاهر هو: ترك كل ما يشغل الجوارح عن طاعة الله, وتجريد الباطن هو: ترك كل ما يشغل القلب عن الحضور مع الله, وتجريدهما هو: إفراد القالب والقلب لله, والتجريد الكامل في الظاهر هو: ترك الأسباب, وتعرية البدن من معتاد الثياب, وفي الباطن هو تجريد القلب من كل وصف ذميم, وتحليته بكل وصف كريم, فأشار الناظم إلى الأول وهو: تجريد الظاهر بقوله "كانوا" أي أهل الصفة "على التجريد" الظاهر "عاملين" ورفعوا همتهم إلى رب العالمين, فقنعوا بما تيسر من القوت, وما يستر العورة من الثياب, منها ما يبلغ الركبة, ومنها دون ذلك, كانوا يقولون للنساء في الصلاة: لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال قعوداً, خشية أن يرين عورة أهل الصفة من قصر الثياب, ومنهم من لبس إهاب كبش: أي جلده, وهو مصعب بن عمير, فلما رآه عليه الصلاة والسلام: بكى, وقال: "انظروا إلى هذا الذي نور الله قلبه فقد رأيته بمكة بين أبويه يختال في حلة قد اشتريت له أو اشتراها بمائتي درهم فما زال به حب الله ورسوله حتى صيره إلى ما ترون" رواه البيهقي كما في المنذري, ورواه في كتاب الزهد عن الترمذي أيضاً, فهذه كانت أحوال أهل الصفة, خيار هذه الأمة, وهذه كانت سمة نبينا صلى الله عليه وسلم.
فقد دخل سيدنا عمر رضي الله عنه عليه صلى الله عليه وسلم فرأى الشريط قد أثر في جنبه صلى الله عليه وسلم, فبكى عمر رضي الله عنه لما رأى كما في البخاري ومات عليه الصلاة والسلام ودرعه مرهونة عند يهودي واليوم صار هذا بدعة عند الناس, وصار التأنق في اللباس وتكبير العمائم وجماع المال سنة, فإنا لله وإنا إليه راجعون, ويرحم الله القائل:
يا حسبي الله ما للناس أكثرهم ..... قد أنكروا الزهد والتجريد والورعا
سموا طريق أولى التوفيق صعلكة ..... وسنة لقبوا الأهواء والبدعا
و"سنة" مفعول مقدم للقبوا.
وقول الناظم "وعن سوى الرحمن معرضين" أي وكانوا عن سوى الرحمن معرضين, لا يلتفتون إليه, ولا يتعلقون به, اكتفاء بالله واستغناء بعلمه رضي الله عنهم ونفعنا بهم, ثم أشار إلى الثاني وهو التجريد الباطني, فقال:
تخلقوا بخلق النبي ..... يدعون بالغداة والعشي
قلت: تخلق كذا: تطبع به, والخلق بضمتين: السجية والطبع.
يقول رضي الله عنه: إن أهل الصفة رضي الله عنهم, تخلقوا بخلق النبي صلى الله عليه وسلم يعني قاربوا من خلقه عليه الصلاة والسلام, وإلا فلا يمكن التخلق بخلقه عليه الصلاة والسلام على الوفاء والتمام, كيف والله تعالى يقول: "وإنّك لعلى خلقٍ عظيم" فقد حاز عليه الصلاة والسلام مراتب الكمال على الوفاء والتمام, حتى قالت عائشة رضي الله عنها: "كان خلقه القرآن" واحتشمت أن تقول: "كان خلق الرحمن" أدباً مع الحضرة, ووقوفاً مع الحكمة, فذكرت ما يليق بآداب العبودية, واحتشمت من أخلاق الربوبية, فقد أعطى عليه الصلاة والسلام الغاية من: الزهد, والورع والخوف, والرجاء, والصبر والتوكل, والتسليم, والمحبة, والرحمة, والشفقة, والحلم, والكرم, والشجاعة, وكمال العقل, وتمام المعرفة, إلى ما لا يحصى؛ وكان أهل الصفة أشبه الناس به في هذه الأخلاق.
قوله يدعون ربهم أشار به إلى قوله تعالى في حقهم لرسوله صلى الله عليه وسلم: "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه, ولا تعد عيناك عنهم". وسبب نزول الآية أن الكفار قالوا: لا نرضى أن نجالسك مع هؤلاء فأراد عليه الصلاة والسلام أن يجعل لهم مجلساً يخصهم به, ثم يجالس الفقراء بعد ذلك, فنزلت الآية.
قال بعضهم: هو أمر إرشاد وتزكية, ونهى تنبيه وترقية, ليكون محجة لقوم؛ وحجة على قوم, وهذا كنهي البار عن العقوق, وأمره بالبر ليكون أثبت وأوفى وأتم في الحجة, وإظهاراً لتشريف قدر هذه الجماعة, وما هم عليه من محامد الخلال, وإلا فهو عليه الصلاة والسلام لا يعمل إلا ذلك قبل الأمر وبعده, ثم ما وصفهم به مولاهم من الدعاء بالغداة والعشي غير معلل بعلة سوى إرادة وجهه الكريم, أي معرفة ذاته المقدسة: لا يعرجون على ثواب ولا جزاء ولا قصور, ولا حور, وبهذا كله تحققت الصوفية رضي الله عنه, كما فهموا ذلك من أخلاق نبيهم صلى الله عليه وسلم وما كان يدل عليه, وإلى ذلك أشار بقوله:
قد فهموا مقتضيات الشرع ..... فصيروا الفرق لعين الجمع
قلت: مقتضى الشيء, مطلوبه, واقتضى دينه, طلبه والشرع, والشرعة, بالكسر: ما شرعه الله لعباده من الأحكام, والفرق عند الصوفية, هو: شهود حق بلا خلق, وجمع الجمع هو: شهود خلق بحق.
الفرق شريعة: والجمع حقيقة, الفرق شهود الحكمة, والجمع شهود القدرة, وجمع الجمع: شهود حكمة وقدرة.
قد خرجوا لله عما اكتسبوا ..... فكل صوفي إليهم ينسب
إذن فشأن القوم ليس محدثا ..... بل كان أحوى فوجدناه غثا
فاسلك طريق القوم تلق يمنه ..... إذ الكتاب قيده والسنة
يقول رضي الله تعالى في وصف أهل الصفة: إنهم تركوا الدنيا لأهلها, وانقطعوا إلى الله بالكلية, وقد فهموا ذلك من مطلوبات الشرع ومقتضياته, إذ قد سمعوا كلام ربهم وأحاديث نبيهم صلى الله عليه وسلم في ذم الدنيا والاشتغال بها, ومدح التفرغ للعبادة والاجتهاد فيها, وما أعد الله فيها للزاهدين والقانتين, فتركوا الأسباب التي هي شريعة الضعفاء, وتمسكوا بالتجريد الذي هو شريعة الأقوياء, وحقيقة الأصفياء, فصيروا الفرق الذي هو الاشتغال بالأسباب لعين الجمع, الذي هو الاشتغال بمسبب الأسباب. فالنظر للأسباب فرق. والنظر لمسبب الأسباب جمع وهذا كقول الشيخ أبي العباس رضي الله عنه: للناس أسباب وسببنا الإيمان والتقوى.
قال الله تعالى: "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا".
فمقتضى الشرع للعبد أن يكون جامعاً بين حقيقة وشريعة, أعني شريعة الخواص التي هي لب الشريعة. لا شريعة العوام التي هي القشر, وإذا كان جامعاً, فيكون في ظاهره ممتثلًا لأمره, وفي باطنه مستسلماً لقهره يدعوه لكونه لا يرى الأمر إلا منه وله, ويقوم بواجبات وقته لكونه مطلوباً بوظائف حكمته, عاملاً بقوله: إياك نعبد وإياك نستعين فإياك نعبد فرق وإياك نستعين جمع, وشهود الجمع في عين الفرق, هو جمع الجمع, وهو الصراط المستقيم الذي طلب الهداية إليه.
وبالله التوفيق فهو الهادي إلى سواء الطريق.
ولما ذكر أن أهل الصفة صيروا الفرق عين الجمع, ذكر ما يترتب عليه من الخروج عن كل شيء, والغنى بالله في كل شيء.
* * * *
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
مواضيع مماثلة
» الفصل الرابع في الرد على من رد التصوف الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثاني شرف علم التصوف وفضيلته الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (4) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (2) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثاني شرف علم التصوف وفضيلته الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (4) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (2) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله