المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
الباب الثالث والخمسون في حقيقة الصحبة وما فيها من الخير والشر .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: قسم علوم و كتب التصوف :: من كتب الصوفية :: عوارف المعارف الشيخ عمر السهروردي
صفحة 1 من اصل 1
19062021

الباب الثالث والخمسون في حقيقة الصحبة وما فيها من الخير والشر .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
الباب الثالث والخمسون في حقيقة الصحبة وما فيها من الخير والشر .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
عوارف المعارف للشيخ شهاب الدين عمر السهروردي القرشي التميمي البكري الشافعي المتوفى سنة 632 ه
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الثالث والخمسون في حقيقة الصحبة وما فيها من الخير والشرالمقتضى للصحبة وجود الجنسية ، وقد يدعو إليها أعم الأوصاف ، وقد يدعو إليها أخص الأوصاف .
فالدعاء بأعم الأوصاف كميل جنس البش بعضهم إلى بعض .
والدعاء بأخص الأوصاف كميل أهل كل ملة بعضهم إلى بعض .
ثم أخص من ذلك كميل أهل الطاعة بعضهم إلى بعض ، وكميل أهل المعصية بعضهم إلى بعض .
فإذا علم هذا الأصل ، وأن الجاذب إلى الصحبة وجود الجنسية بالأعم تارة وبالأخص أخرى .
فليتفقد الإنسان نفسه عند الميل إلى صحبة شخص ، وينظر ما الذي يميل به إلى صحبته ، ويزن أحوال من يميل إليه بميزان الشرع .
فإن رأى أحواله مسددة فليبشر نفسه بحسن الحال ، فقد جعل اللّه تعالى مرآته مجلوة يلوح له في مرآة أخيه جنال حسن الحال .
وإن رأى أفعاله غير مسدودة فيرجع إلى نفسه باللائمة والاتهام ، فقد لاح له مرآة أخيه سوء حاله ، فبالجدير أن يفر منه كفراره من الأسد ، فإنهما إذا اصطحبا ازداد ظلمة واعواجاجا .
ثم إذا علم من صاحبه الذي مال إليه حسن الحال ، وحكم لنفسه بحسن الحال ، طالع ذلك في مرآة أخية .
" 467 "
فليعلم أن الميل بالوصف الأعم مركوز في جيلته ، والميل بطريقة واقع وله بحبه أحكام ، وللنفس بسببه سكون وركون ، فيسلب الميل بالوصف الأعم جدوى الميل بالوصف الأخص .
ويصير بين المتصاحبين استرواحات طبيعية ، وتلذذات جبلية ، لا يفرق بيتها وبين خلوص الصحبة للّه إلا العلماء الزاهدون .
وقد ينفسد المريد الصادق بأهل الصلاح أكثر مما ينفسد بأهل الفساد ، ووجه ذلك أن أهل الفساد علم فساد طريقهم فأخذ حذره ، وأهل الصلاح غره صلاحهم فمال إليهم بجنسبة الصلاحية .
ثم حصل بينهم استرواحات طبيعية جبلية ، حالت بينهم وبين حقيقة الصحبة للّه ، فاكتسب من طريقهم الفتور في الطلب عن بلوغ الأرب فلينته الصادق لهذه الدقيقة ، ويأخذ من الصحبة أصفى الأقسام ، ويذر منها ما يسد في وجهه المرام .
قال بعضهم : هل رايت شرا قط إلا ممن تعرف .
ولهذا المعنى : أنكر طائفة من السلف الصحبة ، ورأوا الفضيلة في العزلة والوحدة كا إبراهيم بن أدهم ، وداود الطائي ، وفضيل بن عياض ، وسليمان الخواص .
وحكى عنه أنه قيل له : جاء إبراهيم بن أدهم أما تلقاه ؟
قال : لأن ألقى سبعا ضاريا أحب إلى من أن ألقى إبراهيم بن أدهم .
قال : لأنى إذا رأيته أحسن له كلامي ، وأظهر نفسي بإظهار أحسن أحوالها ، وفي ذلك الفتنة .
وهذا كلام عالم بنفسه وأخلاقها ، وهذا واقع بين المتصاحبين إلا من عصمه اللّه تعالى .
" 468 "
أخبرنا الشيخ الثقة أبو الفتح محمد بن عبد الباقي إجازة قال أنا الحافظ أبو بكر محمد بن أحمد قال أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعده قال أنا عمرو محمد بن عبد اللّه بن أحمد قال أنا أبو لسمان أحمد بن محمد الخطابي قال أنا محمد ابن بكر بن عبد الرزاق .
قال حدثنا سليمان بن الأشعث قال حدثنا عبد اللّه ابن مسلمة عن مالك عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعاب الجبال ومواقع القطر يفر بدينه عن الفتن .
قال اللّه تعالى : إخبارا عن خليله إبراهيم : وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُوا رَبِّي [سورة مريم : آية رقم : 48 .]
ستظهر بالعزلة على قومه .
قيل : العزلة نوعان : فريضة وفضيلة .
فالفريضة العزلة عن الشر وأهله ، والفضيلة عزلة الفصول وأهله .
ويجوز أن يقال : الخلوة غير العزلة ، فالخلوة من الأغبار ، والعزلة من النفس وما تدعو إليه ، وما يشغل عن اللّه ، فالخلوة كثيرة الوجود ، والعزلة قليلة الوجود .
قال أبو بكر الوراق : ما ظهرت الفتنة إلا بالخلطة من لدن آدم عليه السلام إلى يومنا هذا ، وما سلم إلا من جانب الخلطة .
وقبل : السلامة عشرة أجزاء ، تسعة في الصمت ، وواحدة في العزلة .
وقيل : الخلوة أصل والخلطة عارض ، فليزم الأصل ولا يخالط إلا بقدر الحاجة ، وإذا خالط لا يخالط إلا بحجة ، وإذا خالط يلازم الصمت ، فإنه أصل والكلام عارض .
" 469 "
ولا يتكلم إلا بحجة ، فخطر الصحبة كثير يحتاج العبد فيه إلى مزيد علم .
والأخبار والآثار في التحذير عن الخلطة والصحبة كثيرة ، والكتب بها مشحونة ، وأجمع الأخبار في ذلك ما أخبرنا الشيخ الثقة أبو الفتح بإسناده السابق إلى أبى سليمان قال حدثنا أحمد بن سلمان النجاد ، قال حدثنا محمد بن بونس الكريمي ، قال حدثنا محمد بن منصور الجشمي ، قال حدثنا مسلم ابن سالم .
قال حدثنا السرى بن يحيى ، عن الحسن ، عن أبي الأحوص ، عن عبد اللّه بن مسعود قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لتأتين على الناس زمان لا يسلم لذي دين دينه إلا من فر بدينه من قرية إلى قرية ، ومن شاهق إلى شاهق ، ومن حجر إلى حجر ، كالثعلب الذي يروغ .
قالوا ومتى ذلك يا رسول اللّه ؟
قال : إذا لم تنل المعيشة إلا بمعاصى اللّه ، فإذا كان ذلك الزمان حلت العزوبة . قالوا وكيف ذلك يا رسول اللّه وقد أمرتنا بالتزوج ؟
قال : إنه إذا كان ذلك الزمان كان هلاك الرجل على يد أبويه ، فإن لم يكن له أبوان فعلى يد زوجته وولده .
فإن لم يكن له زوجة ولا ولد فعلى يد قرابته .
قالوا وكيف ذلك يا رسول اللّه ؟ قال : يعيرونه بضيق المعيشة فيتكلف مالا يطيق حتى يوردوه موارد الهلكة .
وقد رغب جمع من السلف في الصحبة والأخوة في اللّه ، ورأوا أن اللّه تعالى من على أهل الإيمان حيث جعلهم إخوانا ، فقال سبحانه وتعالى :
" 470 "
وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً [سورة آل عمران : آية رقم : 103]
وقال تعالى : هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ [سورة الأنفال : آية رقم : 62 ، 63]
وقد اختار الصحبة والأخوة في اللّه تعالى سعيد بن المسيب ، وعبد اللّه ابن المبارك وغيرهما .
وفائدة الصحبة أنها تفتح مسام الباطن ، ويكتسب الإنسان بها علم الحوادث والعوارض .
قيل : أعلم الناس بالآفات أكثرهم آفات - ويتصلب الباطن برزين العلم ، ويتمكن الصدق بطريق هبوب الآفات ، ثم التخلص منها بالإيمان .
ويقع بطريق الصحبة والأخوة التعاضد والتعاون ، وتتقوى جنود القلب ، وتستروح الأرواح بالنشام ، وتتفق في التوجه إلى الرفيق الأعلى ، وصير مثالها في الساهد كالأصوات إذا اجتمعت خرقت الأجرام ، وإذا نفردت قصرت عن بلوغ المرام .
ورد في الخبر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المؤمن كثير بأخيه .
وقال اللّه تعالى : مخبرا عمن لا صديق له : فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ ( 100 ) وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ [سورة الشعراء : آية رقم : 100 ، 101]
والحميم في الأصل الهميم إلا أنه أبدلن الهاء بالحاء لقرب مخرجهما ، إذ هما من حروف الحلق ، والهميم مأخوذ من الاهتمام ، أي يهتم بأمر أخيه ، فالاهتمام بمهم الصديق حقيقة الصداقة .
" 471 "
وقال عمر : إذا رأى أحدكم ودا من أخيه فليتمسك به ، فقلما يصيب ذلك .
وقد قال القائل :
وإذا صفا لك من زمانك واحد * فهو المراد وأبن ذاك الواحد
وأوحى اللّه تعالى إلى داود عليه السلام قال : با داود مالي أراك منتبذا وحدك ؟
قال : إلهي قليت الخلق من أجلك .
فأوحى اللّه إليه يا داود كن يقظانا ، مرتادا لنفسك إخوانا ، وكل خدن لا يوافق على مسرتى فلا تصحبه فإنه عدو يقسى قلبك ، ويباعدك منى .
وقد ورد في الخبر : إن أحبكم إلى اللّه الذين يألفون ويؤلفون ، فالمؤمن آلف مألوف .
وفي هذا دقيقة ، وهي أنه ليس من اختار العزلة والوحدة للّه يذهب عنه هذا الوصف ، فلا يكون آلفا مألوفا .
فإن هذه الإشارة من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى الخلق الجبلي وهذا الخلق يكمل في كل من كان أتم معرفة ويقينا ، وأرزن عقلا ، وأتم أهلية واستهدادا ، وكان أوفر الناس حظا من هذا الوصف الأنبياء ثم الأولياء ، وأتم الجميع في هذا نبينا صلوات اللّه عليه .
وكل من كان من الأنبياء أتم ألفة أكثر تبعا ، ونبينا صلى اللّه عليه وسلم كان أكثرهم ألفة وأكثرهم تبعا وقال : تناكحوا تكثروا فإني مكاثر بكم الأمم يوم الأمم .
وقد نبه اللّه تعالى على هذا الوصف من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال لو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك .
" 472 "
وإنما طلب العزلة فيه أكثر في الابتداء ، ولهذا المعنى حب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الخلوة في أول أمره ، وكان يخلو في غار حراء ، ويتحنث الليالي ذوات العدد .
وطلب العزلة لا يسلب وصف كونه آلفا مألوفا ، وقد غلط في هذا قوم ظنوا أن العزلة تسلب هذا الوصف ، فتركوا العزلة طلبا لهذه الفضيلة ، وهذا خطأ .
وسر طلب العزلة لمن هذا الوصف فيه أتم من الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ما أسلفنا في أول الباب أن في الإنسان ميلا إلى الجنس بالوصف الأعم .
فلما علم الحذاق ذلك ألهمهم اللّه تعالى محبة الخلوة والعزلة لتصفية النفس عن الميل بالوصف الأعم ، لترتقى الهمم العالية عن ميل الطباع إلى تألف الأرواح ، فإذا وفوا التصفية حقها أشرأبت الأرواح .
إلى جنسها بالتألف الأصلي الأولى ، وأعادها اللّه تعالى إلى الخلق ومخالطتهم مصفاة ، واستنارت النفوس الطاهرة بأنوار الأروتح .
وظهرت صفة الجبلة من الآلفة المكملة آلفة مألوفة ، فصارت العزلة من أهم الأمور عند من يألف فيؤلف .
ومن أدل الدليل على أن الذي اعتزل آلف مألوف حتى يذهب الغلط عن الذي غلط في ذلك وذم العزلة على الإطلاق من غير علم بحقيقة الصحبة وحقيقة العزلة ، فصارت العزلة مرغوبا فيها في وفتها ، والصحبة مرغوبا فيها في وقتها .
قال محمد بن الحنيفة رحمه اللّه : ليس بحكيم من لم يعاشر بالمعروف من لا يجد من معاشرته بدا حتى يجعل اللّه له منه فرجا .
" 473 "
وكان بشر بن الحارث بقول : إذا قصر العبد في طاعة اللّه سلبه اللّه تعالى من يؤنسه .
فالأنيس يهيئه اللّه للصادقين رفقا من اللّه تعالى وثوابا للعبد معجلا .
والأنيس قد يكون مفيدا يكون كالمشايخ ، وقد يكون مستفيدا كالمريدين .
فصحيح الخلوة والعزلة لا يترك من غير أنيس ، فإن كان قاصرا يؤنسه اللّه بمن يتمم حاله به ، وإن كان غير قاصر يقيض اللّه تعالى له من يؤنسه من المريدين .
وهذا الأنس ليس فيه ميل بالوصف الأعمم ، بل هو باللّه ومن اللّه وفي اللّه .
روى عبد اللّه بن مسعود عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال المتحابون في اللّه على عمود من ياقوته حمراء ، في رأس العمود سبعون ألف غرفة مشرفون على أهل الجنة يضئ حسنهم لأهل الجنة كما تضئ الشمس لأهل الدنيا .
فيقول أهل الجنة انطلقوا بنا ننظر إلى المتحابين في اللّه عز وجل ، فإذا أشرفوا عليهم أضاء حسنهم لأهل الجنة كما تضئ الشمس لأهل الدنيا ، عليهم ثياب سندس خضر ، مكتوب على جباههم هؤلاء المتحابون في اللّه عز وجل .
وقال أبو إدريس الخولاني لمعاذ : إني أحبك في اللّه ، فقال له أبشر ثم أبشر فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول : ينصب لطائفة من الناس كراسي حول العرش يوم القيامة ، وجوههم كالقمر ليلة البدر ، يفزع الناس ولا يفزعون ، ويخاف الناس ولا يخافون ، وهم أولياء اللّه الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون فقيل : من هؤلاء يا رسول اللّه ؟
قال : المتحابون في اللّه عز وجل .
" 474 "
وروى عبادة بن الصامت عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال يقول اللّه عز وجل : حقت محبتي للمنحابين في ، والمتبادلين في ، والمتصادقين في .
أخبرنا الشيخ أبو الفتح محمد بن عبد الباقي إجازة قالأنا أحمد بن الحسين ابن خيرون قال أنا أبو عبد اللّه أحمد بن عبد اللّه المحاملي قال أنا أبو القاسم عمر ابن جعفر بن محمد بن سلام قال أنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي .
قال : حدثنا حماد عن يحيى بن سعيد بن المسيب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال :
ألا أخبركم بخير من كثير من الصلاة والصدقة ؟ قالوا : وما هو ؟ قال :
إصلاح ذات البين ، وإياكم والبغضة فإنها هي الحالقة .
وبإسناد إبراهيم الحربي عن عبيد اللّه بن عمر عن أبي أسامة عن علد اللّه ابن الوليد عن عمران بن رباح قال : سمعت أبا مسلم بقول : سمعت أبا هريرة بقول الخبر ، وفي الخبر نحذير عن البغضة ، وهو أن يجفو المختلى مقتا لهم وسوء ظن بهم ، وهذا خطأ .
وإنما يريد أن يخلو مقتا لنفسه وعلما بما في نفسه من الآفات وحذرا على نفسه من نفسه ، وعلى الخلق أن يعود عليهم من شره .
فمن كانت خلوته بهذا الوصف لا يدخل تحت هذا الوعيد . والإشارة بالحالقة يعنى أن البغضة حالقة للدين ، لأنه نظر إلى المؤمنين والمسلمين بعين المقت .
وأخبرنا الشيخ أبو الفتح بإسناده إلى إبراهيم الحربي ، قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال حدثنا أبو عاصم عن ثور عن خالد بن معدان .
قال : إن للّه تعالى ملكا نصفه من نار ونصفه من ثلج ، وإن من دعائه اللهم فكما ألفت بين هذا الثلج وهذه النار فلا الثلج يطفئ النار ولا النار تذيب الثلج ألف بين قلوب بادك الصالحين .
" 475 "
وكيف لا تتألف قلوب الصالحين وقد وجدهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في وقته العزيز بقاب قوسين ، في وقت لا يسعه فيه شئ ، للطف حال الصالحين وجدهم في ذلك المقام العزيز .
وقال السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين ، فهم مجتمعون وإن كانوا متفرقين ، وصحبتهم لازمة ، وعزيمتهم في التواصل في الدنيا والآخرة جازمة .
وعن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه : لو أن رجلا صام النهار وقام الليل وتصدق وجاهد ولم يحب في اللّه ولم يبغض فيه ما نفعه ذلك .
أخبرنا رضى الدين أحمد بن إسماعيل بن يوسف إجازة إن لم يكن سماعا ، قال أنا أبو المظفر عن والده أبى القاسم القشيري .
قال سمعت أبا عبد الرحمن السلمى بقول : سمعت عبد اللّه بن المعلم يقول : سمعت أبا بكر التلمساني بقول : اصحبوا مع من يصحب مع اللّه لتوصلكم بركة صحتهم إلى صحبة اللّه .
وأخبرنا شيخنا ضياء الدين أبو النجيب إجازة ، قال أنا عمر بن أحمد الصفار النيسابوري إجازة ، قال أنا أبو بكر أحمد بن خلف .
قال أنا أبو عبد الرحمن السلمى ، قال : سمعت أبا الأصفهاني يقول :
سمعت أبا جعفر الحداد يقول : سمعت علي بن سهل يقول : الأنس باللّه تعالى أن تستوحش من الخلق إلا من أهل ولاية اله ، فإن الأنس بأهل ولاية اللّه هو الأنس باللّه .
وقد نبه القائل نظما على حقيقة جامعة لمعاني الصحبة والخلوة وفائدتها وما يحذر فيها بقوله :
وحدة الإنسان خير *** من جليس السوء عنده
وجليس الخير خير *** من قعود المرء وحده
.
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع
الباب الثالث والخمسون في حقيقة الصحبة وما فيها من الخير والشر .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي :: تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق

» الباب الخامس والخمسون في آداب الصحبة والأخوة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الرابع والخمسون في أدب حقوق الصحبة والأخوة في اللّه تعالى .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والخمسون في آداب المريد مع الشيخ .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والخمسون في معرفة الخواطر وتفصيلها وتمييزها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثامن والخمسون في شرح الحال والمقام والفرق بينهما .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الرابع والخمسون في أدب حقوق الصحبة والأخوة في اللّه تعالى .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والخمسون في آداب المريد مع الشيخ .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والخمسون في معرفة الخواطر وتفصيلها وتمييزها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثامن والخمسون في شرح الحال والمقام والفرق بينهما .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» مطلب في غذاء الجسم وقت الخلوة وتفصيله .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» بيان في مجيء رسول سلطان الروم قيصر إلى حضرة سيدنا عمر رضي الله عنه ورؤية كراماته ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» مطلب في كيفية انسلاخ الروح والتحاقه بالملأ الأعلى .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب الذكر في الخلوة .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في الرياضة .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في الزهد والتوكل .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في وجوب طلب العلم ومطلب في الورع .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب العزلة .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» بيان قصة الأسد والوحوش و الأرنب في السعي والتوكل والجبر والاختيار ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» مطلب إذا أردت الدخول إلى حضرة الحق .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في بيان أن الدنيا سجن الملك لا داره .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في الاستهلاك في الحق .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في السفر .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب ما يتعيّن علينا في معرفة أمهات المواطن ومطلب في المواطن الست .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في بيان أن الطرق شتى وطريق الحق مفرد .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في السلوك إلى اللّه .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في كيفية السلوك إلى ربّ العزّة تعالى .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في المتن .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» موقع فنجال اخبار تقنية وشروحات تقنية وافضل التقنيات الحديثه والمبتكره
» فصل في وصية للشّارح ووصية إياك والتأويل فإنه دهليز الإلحاد .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» بيان حكاية سلطان يهودي آخر وسعيه لخراب دين سيدنا عيسى وإهلاك قومه ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» فهرس الموضوعات .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والستون في ذكر شيء من البدايات والنهايات وصحتها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» حكاية سلطان اليهود الذي قتل النصارى واهلكهم لاجل تعصبه ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب الثاني والستون في شرح كلمات مشيرة إلى بعض الأحوال في اصطلاح الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والستون في ذكر الأحوال وشرحها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مقدمة الشارح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب الستون في ذكر إشارات المشايخ في المقامات على الترتيب قولهم في التوبة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والخمسون في الإشارات إلى المقامات على الاختصار والإيجار .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» حكاية ذلك الرجل البقال والطوطي (الببغاء) واراقة الطوطی الدهن في الدكان ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب الثامن والخمسون في شرح الحال والمقام والفرق بينهما .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والخمسون في معرفة الخواطر وتفصيلها وتمييزها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» عشق السلطان لجارية وشرائه لها ومرضها وتدبير السلطان لها ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب السادس والخمسون في معرفة الإنسان نفسه ومكاشفات الصوفية من ذلك .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والخمسون في آداب الصحبة والأخوة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الرابع والخمسون في أدب حقوق الصحبة والأخوة في اللّه تعالى .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والخمسون في حقيقة الصحبة وما فيها من الخير والشر .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثاني والخمسون في آداب الشيخ وما يعتمده مع الأصحاب والتلامذة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والخمسون في آداب المريد مع الشيخ .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخمسون في ذكر العمل في جميع النهار وتوزيع الأوقات .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والأربعون في استقبال النهار والأدب فيه والعمل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» فهرس الموضوعات بالصفحات موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د. رفيق العجم
» فهرس المفردات وجذورها موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د. رفيق العجم
» فهرس معجم مصطلحات الصوفية د. عبدالمنعم الحنفي
» مصطلحات حرف الياء .معجم مصطلحات الصوفية د.عبدالمنعم الحنفي
» مصطلحات حرف الهاء .معجم مصطلحات الصوفية د.عبدالمنعم الحنفي
» فهرس المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الثالث .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثامن والأربعون في تقسيم قيام الليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والأربعون في أدب الانتباه من النوم والعمل بالليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الصاد .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الشين .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب السادس والأربعون في ذكر الأسباب المعينة على قيام الليل وأدب النوم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والأربعون في ذكر فضل قيام الليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف السين .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الراء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الدال .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الرابع والأربعون في ذكر أدبهم في اللباس ونياتهم ومقاصدهم فيه .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والأربعون في آداب الأكل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثاني والأربعون في ذكر الطعام وما فيه من المصلحة والمفسدة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والأربعون في آداب الصوم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الخاء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الحاء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الأربعون في اختلاف أحوال الصوفية بالصوم والإفطار .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والثلاثون في فضل الصوم وحسن أثره .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» القصائد من 81 إلى 90 الأبيات 1038 إلى 1158 .مختارات من ديوان شمس الدين التبريزي الجزء الاول مولانا جلال الدين الرومي
» مصطلحات حرف الجيم .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثامن والثلاثون في ذكر آداب الصلاة وأسرارها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والثلاثون في وصف صلاة أهل القرب .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» القصائد من 71 إلى 80 الأبيات 914 إلى 1037 .مختارات من ديوان شمس الدين التبريزي الجزء الاول مولانا جلال الدين الرومي
» مصطلحات حرف التاء الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف التاء الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب السادس والثلاثون في فضيلة الصلاة وكبر شأنها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والثلاثون في آداب أهل الخصوص والصوفية في الوضوء وآداب الصوفية بعد القيام بمعرفة الأحكام .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الباء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف العين الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف العين الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الرابع والثلاثون في آداب الوضوء وأسراره .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والثلاثون في آداب الطهارة ومقدماتها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف القاف .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثاني والثلاثون في آداب الحضرة الإلهية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والثلاثون في ذكر الأدب ومكانه من التصوف .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الميم الجزء الثالث .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الميم الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثلاثون في تفصيل أخلاق الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والعشرون في أخلاق الصوفية وشرح الخلق .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الميم الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثامن والعشرون في كيفية الدخول في الأربعينية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والعشرون في ذكر فتوح الأربعينية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الطاء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب السادس والعشرون في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والعشرون في القول في السماع تأدبا واعتناء .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الزاي .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الرابع والعشرون في القول في السماع ترفعا واستغناء .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والعشرون في القول في السماع ردا وإنكارا .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الذال .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم