المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
الباب الثالث في بيان فضيلة علوم الصوفية والإشارة إلى أنموذج منها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: قسم علوم و كتب التصوف :: من كتب الصوفية :: عوارف المعارف الشيخ عمر السهروردي
صفحة 1 من اصل 1
27032021
الباب الثالث في بيان فضيلة علوم الصوفية والإشارة إلى أنموذج منها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
الباب الثالث في بيان فضيلة علوم الصوفية والإشارة إلى أنموذج منها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
عوارف المعارف للشيخ شهاب الدين عمر السهروردي القرشي التميمي البكري الشافعي المتوفى سنة 632 ه
حدثنا شيخ الإسلام أبو النجيب السهروردي رحمه اللّه ، قال أنبأنا أبو عبد الرحمن الصوفي ، قال : أنا عبد الرحمن بن محمد ،
قال : أنا أبو محمد عبد اللّه بن أحمد السرخسي ، قال : أنا أبو عمران السمرقندي ،
قال : أنا أبو محمد عبد اللّه بن عبد الرحمن الدارمي ، قال : حدثنا نعيم بن حماد ، قال : حدثنا بقية عن الأحوص بن حكيم ، عن أبيه قال : سأل رجل النبي صلّى اللّه عليه وسلم عن الشر
فقال : " لا تسألوني عن الشر وسلوني عن الخير ، يقولها ثلاثا ، ثم قال : إن شر الشر شرار العلماء ، وإن خير الخير خيار العلماء " .
فالعلماء أدلاء الأمة ، وعمد الدين ، وسرج ظلمات الجهالات الجبلية ، ونقباء ديوان الإسلام ، ومعادن حكم الكتاب والسنة ، وأمناء اللّه تعالى في خلقه وأطباء العباد ، وجهابذة الملة الحنفية ، وحملة عظيم الأمانة . فهم أحق الخلق .
بحقائق التقوى ، وأحوج العباد إلى الزهد في الدنيا ، لأنهم يحتاجون إليها لنفسهم ولغيرهم ، ففسادهم فساد متعمد ، وصلاحهم صلاح متعد .
قال سفيان بن عيينة : أجهل الناس من ترك العمل بما يعلم ، وأعلم الناس من علم بما يعلم ، وأفضل الناس أخشعهم للّه تعالى .
وهذا قول صحيح ، يحكم بأن العالم إذا لم يعمل بعمله فليس بعالم ، فلا يغرك تشدقه واستطالته ، وحذاقته وقوته في المناظرة والمجادلة ، فإنه جاهل وليس بعالم ، إلا أن يتوب اللّه عليه ببركة العلم ، فإن العلم في الإسلام لا يضيع أهله ، ويرجى عود العالم ببركة العلم .
والعلم فريضة وفضيلة ، فالفريضة ما لابد للإنسان من معرفته ، ليقوم بواجب حق الدين . والفضيلة ما زاد على قدر حاجته مما يكسبه
فالعلماء أدلاء الأمة ، وعمد الدين ، وسرج ظلمات الجهالات الجبلية ، ونقباء ديوان الإسلام ، ومعادن حكم الكتاب والسنة ، وأمناء اللّه تعالى في خلقه وأطباء العباد ، وجهابذة الملة الحنفية ، وحملة عظيم الأمانة . فهم أحق الخلق .
بحقائق التقوى ، وأحوج العباد إلى الزهد في الدنيا ، لأنهم يحتاجون إليها لنفسهم ولغيرهم ، ففسادهم فساد متعمد ، وصلاحهم صلاح متعد .
قال سفيان بن عيينة : أجهل الناس من ترك العمل بما يعلم ، وأعلم الناس من علم بما يعلم ، وأفضل الناس أخشعهم للّه تعالى .
وهذا قول صحيح ، يحكم بأن العالم إذا لم يعمل بعمله فليس بعالم ، فلا يغرك تشدقه واستطالته ، وحذاقته وقوته في المناظرة والمجادلة ، فإنه جاهل وليس بعالم ، إلا أن يتوب اللّه عليه ببركة العلم ، فإن العلم في الإسلام لا يضيع أهله ، ويرجى عود العالم ببركة العلم .
والعلم فريضة وفضيلة ، فالفريضة ما لابد للإنسان من معرفته ، ليقوم بواجب حق الدين . والفضيلة ما زاد على قدر حاجته مما يكسبه
" 38 "
فضيلة في النفس موافقة للكتاب والسنة .
وكل علم لا يوافق الكتاب والسنة ، وما هو مستفاد منهما ، أو معين على فهمهما ، أو مستند إليهما كائنا ما كان ، فهو رذيلة وليس بفضيلة ، يزداد الإنسان به هوانا ورذيلة في الدنيا والآخرة .
فالعلم الذي هو فريضة لا يسع الإنسان جهله ، على ما حدثنا شيخنا شيخ الإسلام أبو النجيب ، قال : أنا الحافظ أبو القاسم المستملي ، قال : أنا الشيخ العالم أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري ، قال : أنا أبو محمد عبد اللّه ابن يوسف الأصفهاني ، قال : أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، قال : حدثنا جعفر بن عامر العسكري ، قال : حدثنا الحسن بن عطية ، قال : حدثنا أبو عاتكة ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم " اطلبوا العلم ولو بالصين ، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم " .
واختلف العلماء في العلم الذي هو فريضة .
قال بعضهم : هو طلب علم الإخلاص ، ومعرفة آفات النفوس وما يفسد الأعمال ، لأن الإخلاص مأمور به ، كما أن العمل مأمور به . قال اللّه تعالى :
وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ [سورة البينة : الآية 5 .]
فالإخلاص مأمور به . وخدع النفس وغرورها ودسائسها وشهواتها الخفية تخرب مباني الإخلاص المأمور به ، فصار علم ذلك فرضا حيث كان الإخلاص فرضا ، وما لا يصل العبد إلى الفرض إلا به صار فرضا .
وقال بعضهم : معرفة الخواطر وتفصيلها فريضة ، لأن الخواطر هي أصل الفعل ومبدؤه ومنشؤه ، وبذلك يعلم الفرق بين لمة الملك ولمة الشيطان ، فلا يصح الفعل إلا بصحتها ، فصار علم ذلك فرضا حتى يصح الفعل من العبد للّه .
فالعلم الذي هو فريضة لا يسع الإنسان جهله ، على ما حدثنا شيخنا شيخ الإسلام أبو النجيب ، قال : أنا الحافظ أبو القاسم المستملي ، قال : أنا الشيخ العالم أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري ، قال : أنا أبو محمد عبد اللّه ابن يوسف الأصفهاني ، قال : أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، قال : حدثنا جعفر بن عامر العسكري ، قال : حدثنا الحسن بن عطية ، قال : حدثنا أبو عاتكة ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم " اطلبوا العلم ولو بالصين ، فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم " .
واختلف العلماء في العلم الذي هو فريضة .
قال بعضهم : هو طلب علم الإخلاص ، ومعرفة آفات النفوس وما يفسد الأعمال ، لأن الإخلاص مأمور به ، كما أن العمل مأمور به . قال اللّه تعالى :
وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ [سورة البينة : الآية 5 .]
فالإخلاص مأمور به . وخدع النفس وغرورها ودسائسها وشهواتها الخفية تخرب مباني الإخلاص المأمور به ، فصار علم ذلك فرضا حيث كان الإخلاص فرضا ، وما لا يصل العبد إلى الفرض إلا به صار فرضا .
وقال بعضهم : معرفة الخواطر وتفصيلها فريضة ، لأن الخواطر هي أصل الفعل ومبدؤه ومنشؤه ، وبذلك يعلم الفرق بين لمة الملك ولمة الشيطان ، فلا يصح الفعل إلا بصحتها ، فصار علم ذلك فرضا حتى يصح الفعل من العبد للّه .
" 39 "
وقال بعضهم : هو طلب علم الوقت .
وقال سهل بن عبد اللّه : هو طلب علم الحال ، يعني حكم حاله الذي بينه وبين اللّه تعالى في دنياه وأخرته .
وقيل : هو طلب علم الحلال حيث كان أكل الحلال فريضة . وقد ورد طلب الحلال فريضة بعد الفريضة ، فصار علمه فريضة من حيث إنه فريضة .
وقيل : هو طلب علم الباطن ، وهو ما يزداد به العبد يقينا . وهذا العلم هو الذي يكتسب بالصحبة ومجالسة الصالحين من العلماء الموقنين ، والزهاد المقربين ، الذين جعلهم اللّه تعالى من جنوده ، يسوق الطالبين إليهم ، ويقويهم بطريقتهم ، ويرشدهم بهم ، فهم وارث علم النبي عليه السلام ، ومنهم يتعلم علم اليقين .
وقال بعضهم : هو علم البيع والشراء ، والنكاح والطلاق ، إذا أراد الدخول في شيء من ذلك يجب عليه طلب علمه .
وقال بعضهم : هو أن يكون العبد يريد عملا يجهل ما للّه عليه في ذلك ، فلا يجوز له أن يعمل برأيه ، إذ هو جاهل فيما له وعليه في ذلك ، فيراجع عالما يسأله عنه ليجيبه على بصيرة ولا يعمل برأيه ، وهذا علم يجب طلبه حيث جهل .
وقال بعضهم : طلب علم التوحيد فرض ، فمن قائل يقول طريقه النظر والاستدلال ، ومن قائل يقول إن طريقه النقل .
وقال بعضهم : إن كان العبد على سلامة الباطن وحسن الاستسلام والانقياد في الإسلام ، ولا يحيك في صدره شيء فهم سالم ، فإن حاك في صدره شيء أو توسوس بشيء يقدح في العقدية ، أو ابتلي بشبهة لا تؤمن غائلتها أن
وقال سهل بن عبد اللّه : هو طلب علم الحال ، يعني حكم حاله الذي بينه وبين اللّه تعالى في دنياه وأخرته .
وقيل : هو طلب علم الحلال حيث كان أكل الحلال فريضة . وقد ورد طلب الحلال فريضة بعد الفريضة ، فصار علمه فريضة من حيث إنه فريضة .
وقيل : هو طلب علم الباطن ، وهو ما يزداد به العبد يقينا . وهذا العلم هو الذي يكتسب بالصحبة ومجالسة الصالحين من العلماء الموقنين ، والزهاد المقربين ، الذين جعلهم اللّه تعالى من جنوده ، يسوق الطالبين إليهم ، ويقويهم بطريقتهم ، ويرشدهم بهم ، فهم وارث علم النبي عليه السلام ، ومنهم يتعلم علم اليقين .
وقال بعضهم : هو علم البيع والشراء ، والنكاح والطلاق ، إذا أراد الدخول في شيء من ذلك يجب عليه طلب علمه .
وقال بعضهم : هو أن يكون العبد يريد عملا يجهل ما للّه عليه في ذلك ، فلا يجوز له أن يعمل برأيه ، إذ هو جاهل فيما له وعليه في ذلك ، فيراجع عالما يسأله عنه ليجيبه على بصيرة ولا يعمل برأيه ، وهذا علم يجب طلبه حيث جهل .
وقال بعضهم : طلب علم التوحيد فرض ، فمن قائل يقول طريقه النظر والاستدلال ، ومن قائل يقول إن طريقه النقل .
وقال بعضهم : إن كان العبد على سلامة الباطن وحسن الاستسلام والانقياد في الإسلام ، ولا يحيك في صدره شيء فهم سالم ، فإن حاك في صدره شيء أو توسوس بشيء يقدح في العقدية ، أو ابتلي بشبهة لا تؤمن غائلتها أن
" 40 "
تجره إلى بدعة أو ضلالة ، فيجب عليه أن يستكشف عن الاشتباه ، ويراجع أهل العلم ومن يفهمه طريق الصواب .
وقال الشيخ أبو طالب المكي رحمه اللّه : هو علم الفرائض الخمس التي بني عليها الإسلام ، لأنها افترضت على المسلمين ، وإذا كان عملها فرضا صار علم العمل بها فرضا . وذكر أن علم التوحيد داخل في ذلك ، لأن أولها الشهادتان ، والإخلاص داخل في ذلك ، لأن ذلك من ضرورة الإسلام . وعلم الإخلاص داخل في صحة الإسلام .
وحيث أخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : أنه فريضة على كل مسلم يقتضي أن لا يسع مسلما جهله ، وكل ما تقدم من الأقاويل أكثرها ما يسع المسلم جهله لأنه قد لا يعلم علم الخواطر ، وعلم الحال ، وعلم الحلال بجميع وجوهه ، وعلم اليقين المستفاد من علماء الآخرة كما ترى ، وأكثر المسلمين على الجهل بهذه الأشياء . ولو كانت هذه الأشياء فرضت عليهم لعجز عنها أكثر الخلق إلا ما شاء اللّه .
وميلي في هذه الأقاويل إلى قول الشيخ أبي طالب أكثر ، وإلى قول من قال يجب عليه علم البيع والشراء والنكاح والطلاق إذا أراد الدخول فيه .
تجره إلى بدعة أو ضلالة ، فيجب عليه أن يستكشف عن الاشتباه ، ويراجع أهل العلم ومن يفهمه طريق الصواب .
وقال الشيخ أبو طالب المكي رحمه اللّه : هو علم الفرائض الخمس التي بني عليها الإسلام ، لأنها افترضت على المسلمين ، وإذا كان عملها فرضا صار علم العمل بها فرضا . وذكر أن علم التوحيد داخل في ذلك ، لأن أولها الشهادتان ، والإخلاص داخل في ذلك ، لأن ذلك من ضرورة الإسلام . وعلم الإخلاص داخل في صحة الإسلام .
وحيث أخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : أنه فريضة على كل مسلم يقتضي أن لا يسع مسلما جهله ، وكل ما تقدم من الأقاويل أكثرها ما يسع المسلم جهله لأنه قد لا يعلم علم الخواطر ، وعلم الحال ، وعلم الحلال بجميع وجوهه ، وعلم اليقين المستفاد من علماء الآخرة كما ترى ، وأكثر المسلمين على الجهل بهذه الأشياء . ولو كانت هذه الأشياء فرضت عليهم لعجز عنها أكثر الخلق إلا ما شاء اللّه .
وميلي في هذه الأقاويل إلى قول الشيخ أبي طالب أكثر ، وإلى قول من قال يجب عليه علم البيع والشراء والنكاح والطلاق إذا أراد الدخول فيه .
وهذا لعمري فرض على المسلم علمه ، وهكذا الذي قاله الشيخ أبو طالب .
وعندي في ذلك حد جامع لطلب العلم المفترض ، واللّه أعلم ،
فأقول : العلم الذي طلبه فريضة على كل مسلم ، علم الأمر والنهي ، والمأمور ما يثاب على فعله ويعاقب على تركه ، والمنهي ما يعاقب على فعله ويثاب على تركه .
والمأموريات والمنهيات منها ما هو مستمر لازم للعبد بحكم الإسلام ، ومنها ما يتوجه الأمر فيه والنهي عنه عند وجود الحادثة .
فما هو لازم مستمر لزومه متوجه بحكم الإسلام علمه به واجب من ضرورة الإسلام ، وما يتجدد بالحوادث ويتوجه الأمر والنهي فيه فعلمه عند
فما هو لازم مستمر لزومه متوجه بحكم الإسلام علمه به واجب من ضرورة الإسلام ، وما يتجدد بالحوادث ويتوجه الأمر والنهي فيه فعلمه عند
" 41 "
تجدده فرض ، لا يسع مسلما على الإطلاق أن يجهله . وهذا الحد أعم من الوجوه التي سبقت واللّه أعلم .
ثم إن المشايخ من الصوفية وعلماء الآخرة الزاهدين في الدنيا شمروا عن ساق الجد في طلب العلم المفترض حتى عرفوه ، وأقاموا الأمر والنهي ، وخرجوا من عهدة ذلك بحسن توفيق اللّه تعالى . فلما استقاموا في ذلك متابعين لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم حيث أمره اللّه تعالى بالاستقامة فقال تعالى : فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ . . . " 1 " فتح اللّه عليهم أبواب العلوم التي سبق ذكرها .
قال بعضهم : من يطيق مثل هذه المخاطبة بالاستقامة إلا من أيد من المشاهدات القوية ، والأنوار البينة ، والآثار الصادقة ، بالتثبيت ببرهان عظيم ، كما قال تعالى : وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ " 2 " ثم حفظ في وقت المشاهدة ومشافهة الخطاب ، وهو المزين بمقام القرب ، والمخاطب على بساط الأنس محمد صلّى اللّه عليه وسلّم ، وبعد ذلك خوطب بقوله : فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ . . . ولولا هذه المقامات ما أطاق الاستقامة التي أمر بها .
قيل لأبي حفص : أي الأعمال أفضل ؟
قال : الاستقامة لأن النبي صلّى اللّه عليه وسلم يقول : "استقيموا ولن تحصوا. "
وقال جعفر الصادق في قوله تعالى : فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ . . . أي افتقر إلى اللّه بصحة العزم .
ورأى بعض الصالحين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم في المنام قال : قلت يا رسول اللّه روي عنك أنك قلت شيبتنى سورة هود وأخواتها ، فقال نعم ، قال : فقلت له : ما الذي شيبك منها ،
" 42 "
فكما أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم بعد مقدمات المشاهدات خوطب بهذا الخطاب ، وطولب بحقائق الاستقامة ، فكذلك علماء الآخرة الزاهدون ومشايخ الصوفية المقربون ، منحهم اللّه تعالى من ذلك بقسط ونصيب ، ثم ألهمهم طلب النهوض بواجب حق الاستقامة ، ورأوا الاستقامة أفضل مطلوب وأشرف مأمور .
قال أبو علي الجوزجاني : كن طالب الاستقامة لا طالب الكرامة ، فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة وربك يطلب منك الاستقامة .
وهذا الذي ذكره أصل كبير في الباب ، وسر غفل عن حقيقته كثير من أهل السلوك والطلب ، وذلك أن المجتهدين والمتعبدين سمعوا بسير الصالحين المتقدمين ، وما منحوا به من الكرامات وخوارق العادات ، فأبدا نفوسهم لا تزال تتطلع إلى شيء من ذلك ، ويحبون أن يرزقوا شيئا من ذلك .
ولعل أحدهم يبقى منكسر القلب ، متهما لنفسه في صحة عمله ، حيث لم يكشف بشيء من ذلك ، ولو علموا سر ذلك لهان عليهم الأمر فيه ، فيعلم أن اللّه سبحانه وتعالى قد يفتح على بعض المجتهدين الصادقين من ذلك بابا .
الحكمة فيه أن يزداد بما يرى من خوارق العادات وآثار القدرة يقينا ، فيقوى عزمه على الزهد في الدنيا ، والخروج من دواعي الهوى . وقد يكون بعض عباده يكاشف بصرف اليقين ، ويرفع عن قلبه الحجاب .
ومن كوشف بصرف اليقين استغنى بذلك عن رؤية خوارق العادات ، لأن المراد منها كان حصول اليقين وقد حصل اليقين ، فلو كوشف هذا المرزوق صرف اليقين بشيء من ذلك ما ازداد يقينا ، فلا تقتضي الحكمة كشف القدرة بخوارق العادات لهذا الموضع لاستغنائه ، وتقتضى الحكمة كشف ذلك للآخر لموضع حاجته ، فكأن هذا الثاني يكون أتم استعدادا وأهلية من الأول حيث رزق حاصل ذلك وهو صرف اليقين بغير واسطة من رؤية قدره ، فإن فيه آفة وهو العجب ، فأغنى عن رؤية شيء من ذلك .
قال أبو علي الجوزجاني : كن طالب الاستقامة لا طالب الكرامة ، فإن نفسك متحركة في طلب الكرامة وربك يطلب منك الاستقامة .
وهذا الذي ذكره أصل كبير في الباب ، وسر غفل عن حقيقته كثير من أهل السلوك والطلب ، وذلك أن المجتهدين والمتعبدين سمعوا بسير الصالحين المتقدمين ، وما منحوا به من الكرامات وخوارق العادات ، فأبدا نفوسهم لا تزال تتطلع إلى شيء من ذلك ، ويحبون أن يرزقوا شيئا من ذلك .
ولعل أحدهم يبقى منكسر القلب ، متهما لنفسه في صحة عمله ، حيث لم يكشف بشيء من ذلك ، ولو علموا سر ذلك لهان عليهم الأمر فيه ، فيعلم أن اللّه سبحانه وتعالى قد يفتح على بعض المجتهدين الصادقين من ذلك بابا .
الحكمة فيه أن يزداد بما يرى من خوارق العادات وآثار القدرة يقينا ، فيقوى عزمه على الزهد في الدنيا ، والخروج من دواعي الهوى . وقد يكون بعض عباده يكاشف بصرف اليقين ، ويرفع عن قلبه الحجاب .
ومن كوشف بصرف اليقين استغنى بذلك عن رؤية خوارق العادات ، لأن المراد منها كان حصول اليقين وقد حصل اليقين ، فلو كوشف هذا المرزوق صرف اليقين بشيء من ذلك ما ازداد يقينا ، فلا تقتضي الحكمة كشف القدرة بخوارق العادات لهذا الموضع لاستغنائه ، وتقتضى الحكمة كشف ذلك للآخر لموضع حاجته ، فكأن هذا الثاني يكون أتم استعدادا وأهلية من الأول حيث رزق حاصل ذلك وهو صرف اليقين بغير واسطة من رؤية قدره ، فإن فيه آفة وهو العجب ، فأغنى عن رؤية شيء من ذلك .
" 43 "
فسبيل الصادق مطالبة النفس بالاستقامة فهي كل الكرامة . ثم إذا وقع في طريقة شيء من ذلك جاز وحسن ، وإن لم يقع فلا يبالي ولا ينقص بذلك ، وإنما ينقص بالإخلال بواجب حق الاستقامة . فليعلم هذا لأنه أصل كبير للطالبين .
فالعلماء الزاهدون ومشايخ الصوفية والمقربون حيث أكرموا بالقيام بواجب حق الاستقامة ، رزقوا سائر العلوم التي أشار إليها المتقدمون كما ذكرنا ، وزعموا أنها فرض ، فمن ذلك علم الحال ، وعلم القيام ، وعلم الخواطر .
وسنشرح علم الخواطر وتفصيلها في باب إن شاء اللّه تعالى ، وعلم اليقين ، وعلم الإخلاص ، وعلم النفس ومعرفتها ومعرفة أخلاقها .
وعلم النفس ومعرفتها من أعز علوم القوم ، وأقوم الناس بطريق المقربين والصوفية أقومهم بمعرفة النفس ، وعلم معرفة أقسام الدنيا ، ووجود دقائق الهوى ، وخفايا شهوات النفس وشرهها وشرها ، وعلم الضرورة ومطالبة النفس بالوقوف على الضرورة قولا وفعلا ، ولبسا وخلعا ، وأكلا ونوما .
ومعرفة حقائق التوبة ، وعلم خفي الذنوب ، ومعرفة سيئات هي حسنات الأبرار ، ومطالبة النفس بترك ما لا يعني ، ومطالبة الباطن بحصر خواطر المعصية ، ثم بحصر خواطر الفصول ، ثم علم المراقبة ، وعلم ما يقدح في المراقبة ، وعلم المحاسبة والرعاية ، وعلم حقائق التوكل ، وذنوب المتوكل في توكله ، وما يقدح في التوكل وما لا يقدح ، والفرق بين التوكل الواجب بحكم الإيمان وبين التوكل الخاص المختص بأهل العرفان .
وعلم الرضا وذنوب مقام الرضا ، وعلم الزهد وتحديده بما يلزم من ضرورته وما لا يقدح في حقيقته ، ومعرفة الزهد في الزهد ، ومعرفة زهد ثالث بعد الزهد في الزهد ، وعلم الإنابة والالتجاء ، ومعرفة أوقات الدعاء ،
فالعلماء الزاهدون ومشايخ الصوفية والمقربون حيث أكرموا بالقيام بواجب حق الاستقامة ، رزقوا سائر العلوم التي أشار إليها المتقدمون كما ذكرنا ، وزعموا أنها فرض ، فمن ذلك علم الحال ، وعلم القيام ، وعلم الخواطر .
وسنشرح علم الخواطر وتفصيلها في باب إن شاء اللّه تعالى ، وعلم اليقين ، وعلم الإخلاص ، وعلم النفس ومعرفتها ومعرفة أخلاقها .
وعلم النفس ومعرفتها من أعز علوم القوم ، وأقوم الناس بطريق المقربين والصوفية أقومهم بمعرفة النفس ، وعلم معرفة أقسام الدنيا ، ووجود دقائق الهوى ، وخفايا شهوات النفس وشرهها وشرها ، وعلم الضرورة ومطالبة النفس بالوقوف على الضرورة قولا وفعلا ، ولبسا وخلعا ، وأكلا ونوما .
ومعرفة حقائق التوبة ، وعلم خفي الذنوب ، ومعرفة سيئات هي حسنات الأبرار ، ومطالبة النفس بترك ما لا يعني ، ومطالبة الباطن بحصر خواطر المعصية ، ثم بحصر خواطر الفصول ، ثم علم المراقبة ، وعلم ما يقدح في المراقبة ، وعلم المحاسبة والرعاية ، وعلم حقائق التوكل ، وذنوب المتوكل في توكله ، وما يقدح في التوكل وما لا يقدح ، والفرق بين التوكل الواجب بحكم الإيمان وبين التوكل الخاص المختص بأهل العرفان .
وعلم الرضا وذنوب مقام الرضا ، وعلم الزهد وتحديده بما يلزم من ضرورته وما لا يقدح في حقيقته ، ومعرفة الزهد في الزهد ، ومعرفة زهد ثالث بعد الزهد في الزهد ، وعلم الإنابة والالتجاء ، ومعرفة أوقات الدعاء ،
" 44 "
ومعرفة وقت السكوت عن الدعاء ، وعلم المحبة ، والفرق بين المحبة العامة المفسرة بامتثال الأمر والمحبة الخاصة .
وقد أنكر طائفة من علماء الدنيا دعوى علماء الآخرة المحبة الخاصة ، كما أنكروا الرضا
وقد أنكر طائفة من علماء الدنيا دعوى علماء الآخرة المحبة الخاصة ، كما أنكروا الرضا
وقالوا : ليس إلا الصبر وانقسام المحبة الخاصة إلى محبة الذات وإلى محبة الصفات ، والفرق بين محبة القلب ، ومحبة الروح ، ومحبة العقل ومحبة النفس ، والفرق بين مقام المحب والمحبوب ، والمريد والمراد ، ثم علوم المشاهدات ، كعلم الهيبة والأنس ، والقبض والبسط ، والفرق بين القبض والهم والبسط والنشاط ، وعلم الفناء والبقاء ، وتفاوت أحوال الفناء ، والاستتار والتجلي ، والجمع والفرق ، واللوامع والطوالع ، والبوادي والصحو والسكر ، إلى غير ذلك ، لو اتسع الوقت ذكرناها وشرحناها في مجلدات ، ولكن العمر قصير ، والوقت عزيز ، ولولا سهم الغفلة ، لضاق الوقت عن هذا القدر أيضا .
وهذا المختصر المؤلف يحتوى من علوم القوم على طرف صالح نرجو من اللّه الكريم أن ينفع به ويجعله حجة لنا لا حجة علينا . وهذه كلها علوم من ورائها علوم عمل بمقتضاها وظفر بها علماء الآخرة الزاهدون ، وحرم ذلك علماء الدنيا الراغبون ، وهي علوم ذوقية لا يكاد النظر يصل إليها إلا بذوق ووجدان ، كالعلم بكيفية حلاوة السكر لا يحصل بالوصف ، فمن ذاقه عرفه .
وينبئك عن شرف علم الصوفية وزهاد العلماء أن العلوم كلها لا يتعذر تحصيلها مع محبة الدنيا والإخلال بحقائق التقوى ، وربما كان محبة الدنيا عونا على اكتسابها لأن الاشتغال بها شاق على النفوس ، فجبلت النفوس على محبة الجاه والرفعة ، حتى إذا استشعرت حصول ذلك بحصول العلم أجابت إلى تحمل الكلف ، وسهر الليل ، والصبر على الغربة والأسفار ، وتعذر الملاذ والشهوات .
وهذا المختصر المؤلف يحتوى من علوم القوم على طرف صالح نرجو من اللّه الكريم أن ينفع به ويجعله حجة لنا لا حجة علينا . وهذه كلها علوم من ورائها علوم عمل بمقتضاها وظفر بها علماء الآخرة الزاهدون ، وحرم ذلك علماء الدنيا الراغبون ، وهي علوم ذوقية لا يكاد النظر يصل إليها إلا بذوق ووجدان ، كالعلم بكيفية حلاوة السكر لا يحصل بالوصف ، فمن ذاقه عرفه .
وينبئك عن شرف علم الصوفية وزهاد العلماء أن العلوم كلها لا يتعذر تحصيلها مع محبة الدنيا والإخلال بحقائق التقوى ، وربما كان محبة الدنيا عونا على اكتسابها لأن الاشتغال بها شاق على النفوس ، فجبلت النفوس على محبة الجاه والرفعة ، حتى إذا استشعرت حصول ذلك بحصول العلم أجابت إلى تحمل الكلف ، وسهر الليل ، والصبر على الغربة والأسفار ، وتعذر الملاذ والشهوات .
" 45 "
وعلوم هؤلاء القوم لا تحصل مع محبة الدنيا ، ولا تنكشف إلا بمجانبة الهوى ، ولا تدرس إلا في مدرسة التقوى . قال اللّه تعالى : وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ [سورة البقرة : الآية 282 .]
جعل العلم ميراث التقوى .
وغير علوم هؤلاء القوم متيسر من غير ذلك بلا شك . فعلم فضل علم علماء الآخرة حيث لم يكشف النقاب إلا لأولى الألباب ، وأولوا الألباب حقيقة هم الزاهدون في الدنيا .
قال بعض الفقهاء : إذا أوصى رجل بماله لأعقل الناس يصرف إلى الزهاد ، لأنهم أعقل الخلق .
قال سهل بن عبد اللّه التستري : للعلم ألف اسم ، ولكل اسم منه ألف اسم ، وأول كل اسم منه ترك الدنيا .
حدثنا الشيخ الصالح أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ، قال : أنا أبو الفضل أحمد بن أحمد ، قال أنا الحافظ أبو نعيم الأصفهاني ، قال حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ، قال حدثنا العباس بن أحمد الشاشي ، قال حدثنا أبو عقيل الوصافي ، قال أنا عبد اللّه الخواص ، وكان من أصحاب حاتم ، قال :
دخلت مع أبي عبد الرحمن حاتم الأصم الري ومعه ثلاثمائة وعشرون رجلا يريدون الحج ، وعليهم الصوف والزرمانقات ، ليس معهم جراب ولا طعام .
فدخلنا الري على رجل من التجار متنسك يحب المتقشفين ، فأضافنا تلك الليلة ، فلما كان من الغد قال لحاتم : يا أبا عبد الرحمن آلك حاجة فإني أريد أن أعود فقيها لنا هو عليل ؟ فقال حاتم : إن كان لكم فقيه عليل فعيادة الفقيه لها فضل ، والنظر إلى الفقيه عبادة ، فأنا أيضا أجى معك .
وكان العليل محمد بن مقاتل قاضى الري ، فقال : سر بنا يا أبا عبد الرحمن .
جعل العلم ميراث التقوى .
وغير علوم هؤلاء القوم متيسر من غير ذلك بلا شك . فعلم فضل علم علماء الآخرة حيث لم يكشف النقاب إلا لأولى الألباب ، وأولوا الألباب حقيقة هم الزاهدون في الدنيا .
قال بعض الفقهاء : إذا أوصى رجل بماله لأعقل الناس يصرف إلى الزهاد ، لأنهم أعقل الخلق .
قال سهل بن عبد اللّه التستري : للعلم ألف اسم ، ولكل اسم منه ألف اسم ، وأول كل اسم منه ترك الدنيا .
حدثنا الشيخ الصالح أبو الفتح محمد بن عبد الباقي ، قال : أنا أبو الفضل أحمد بن أحمد ، قال أنا الحافظ أبو نعيم الأصفهاني ، قال حدثنا محمد بن أحمد بن محمد ، قال حدثنا العباس بن أحمد الشاشي ، قال حدثنا أبو عقيل الوصافي ، قال أنا عبد اللّه الخواص ، وكان من أصحاب حاتم ، قال :
دخلت مع أبي عبد الرحمن حاتم الأصم الري ومعه ثلاثمائة وعشرون رجلا يريدون الحج ، وعليهم الصوف والزرمانقات ، ليس معهم جراب ولا طعام .
فدخلنا الري على رجل من التجار متنسك يحب المتقشفين ، فأضافنا تلك الليلة ، فلما كان من الغد قال لحاتم : يا أبا عبد الرحمن آلك حاجة فإني أريد أن أعود فقيها لنا هو عليل ؟ فقال حاتم : إن كان لكم فقيه عليل فعيادة الفقيه لها فضل ، والنظر إلى الفقيه عبادة ، فأنا أيضا أجى معك .
وكان العليل محمد بن مقاتل قاضى الري ، فقال : سر بنا يا أبا عبد الرحمن .
" 46 "
فجاءوا إلى الباب فإذا باب مشرف حسن ، فبقى حاتم متفكرا يقول باب عالم على هذا الحال ؟ ثم أذن لهم فدخلوا ، فإذا دار قوراء ، وإذ بزة ومنعة وستور وجمع ، فبقى حاتم متفكرا ، ثم دخلوا إلى المجلس الذي هو فيه ، فإذا بفرش وطيئة ، وإذا هو راقد عليها ، وعند رأسه غلام وبيده مذبة .
فقعد الرازي يسائله وحاتم قائم ، فأومأ إليه ابن مقاتل أن اقعد ، فقال لا أقد ، فقال له أبن مقاتل : لعل لك حاجه ؟ قال : نعم ؛ قال : وما هي ؟ قال :
مسألة أسألك عنها ، قال : سلني ، قال : فقم فاستو جالسا حتى أسألكها ، فأمر غلمانه فأسندوه ، فقال له حاتم : علمك هذا من أين جئت به ؟
قال : الثقات حدثونى به ، قال : عمن ؟
قال : عن أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم .
قال : وأصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم عمن ؟
قال : عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم .
قال : رسول اللّه من أين جاء به ؟
قال : عن جبرائيل .
قال حاتم : ففيما أداه جبرائيل عن اللّه ، وأداه إلى رسول اللّه ، وأداه رسول اللّه إلى أصحابه ، وأداه أصحابه إلى الثقات ، وأداه الثقات إليك ؟ هل سمعت في العلم من كان في داره أميرا ومنعته أكثر ، كانت له المنزلة عند اللّه أكثر ؟ قال : لا . قال : فكيف سمعت ؟ قال : من زهد في الدنيا ، ورغب في الآخرة ، وأحب المساكين ، وقدم لآخرته ، كان له عند اللّه المنزلة أكثر .
قال حاتم : فأنت بمن اقتديت ، بالنبي وأصحابه الصالحين ، أم بفرعون ونمروذ أول من بنى بالجص والآجر ؟ يا علماء السوء مثلكم يراه الجاهل الطالب للدنيا الراغب فيها فيقول : العالم على هذه الحالة لا أكون أنا شرا منه . وخرج من عنده .
فازداد ابن مقاتل مرضا . فبلغ أهل الري ما جرى بينه وبين ابن مقاتل ، فقالوا له : يا أبا عبد الرحمن بقزوين عالم أكبر شانا من هذا ، وأشاروا به إلى الطنافسي . قال فسار إليه معتمدا فدخل عليه ، فقال : رحمك اللّه أنا رجل
فقعد الرازي يسائله وحاتم قائم ، فأومأ إليه ابن مقاتل أن اقعد ، فقال لا أقد ، فقال له أبن مقاتل : لعل لك حاجه ؟ قال : نعم ؛ قال : وما هي ؟ قال :
مسألة أسألك عنها ، قال : سلني ، قال : فقم فاستو جالسا حتى أسألكها ، فأمر غلمانه فأسندوه ، فقال له حاتم : علمك هذا من أين جئت به ؟
قال : الثقات حدثونى به ، قال : عمن ؟
قال : عن أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم .
قال : وأصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم عمن ؟
قال : عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم .
قال : رسول اللّه من أين جاء به ؟
قال : عن جبرائيل .
قال حاتم : ففيما أداه جبرائيل عن اللّه ، وأداه إلى رسول اللّه ، وأداه رسول اللّه إلى أصحابه ، وأداه أصحابه إلى الثقات ، وأداه الثقات إليك ؟ هل سمعت في العلم من كان في داره أميرا ومنعته أكثر ، كانت له المنزلة عند اللّه أكثر ؟ قال : لا . قال : فكيف سمعت ؟ قال : من زهد في الدنيا ، ورغب في الآخرة ، وأحب المساكين ، وقدم لآخرته ، كان له عند اللّه المنزلة أكثر .
قال حاتم : فأنت بمن اقتديت ، بالنبي وأصحابه الصالحين ، أم بفرعون ونمروذ أول من بنى بالجص والآجر ؟ يا علماء السوء مثلكم يراه الجاهل الطالب للدنيا الراغب فيها فيقول : العالم على هذه الحالة لا أكون أنا شرا منه . وخرج من عنده .
فازداد ابن مقاتل مرضا . فبلغ أهل الري ما جرى بينه وبين ابن مقاتل ، فقالوا له : يا أبا عبد الرحمن بقزوين عالم أكبر شانا من هذا ، وأشاروا به إلى الطنافسي . قال فسار إليه معتمدا فدخل عليه ، فقال : رحمك اللّه أنا رجل
" 47 "
أعجمي ، أحب أن تعلمني أول مبتدى ديني ومفتاح صلاتي كيف أتوضأ للصلاة ، قال نعم وكرامة . يا غلام هات إناء فيه ماء ، فأتى بإناء فيه ماء فقعد الطنافسي فتوضأ ثلاثا ثلاثا ثم قال هكذا فتوضأ ، فقعد فتوضأ حاتم ثلاثا ثلاثا ، حتى إذا بلغ غسل الذراعين غسل أربعا ، فقال له الطنافسي : يا هذا أسرفت ، فقال له حاتم في ماذا ؟ قال : غسلت ذراعيك أربعا ، قال حاتم : يا سبحان اللّه أنا في كف ماء أسرفت وأنت في هذا الجمع كله لم تسرف ؟ فعلم الطنافسي أنه أراده بذلك ولم يرد منه التعلم ، فدخل البيت ولم يخرج إلى الناس أربعين يوما .
وكتب تجار الري وقزوين ما جرى بينه وبين ابن مقاتل والطنافسي ، فلما دخل بغداد اجتمع إليه أهل بغداد ، فقالوا له : يا أبا عبد الرحمن أنت رجل ألكن أعجمي ليس يكلمك أحد إلا وقطعته ، قال : معي ثلاث خصال بهن أظهر على خصمي ، قالوا : أي شئ هي ؟ قال : أفرح إذا أصاب خصمي ، وأحزن إذا أخطأ ، وأحفظ نفسي ألا أجهل عليه .
فبلغ ذلك أحمد بن حنبل ، فجاء إليه وقال : سبحان اللّه ما أعقله . فلما دخلوا عليه قالوا يا أبا عبد الرحمن ما السلامة من الدنيا ؟ قال حاتم : يا أبا عبد اللّه لا تسلم من الدنيا حتى يكون معك أربع خصال ، قال : أي شئ هي يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : تغفر للقوم جهلهم ، وتمنع جهلك عنهم ، وتبذل لهم شيئك ، وتكون من شيئهم آيسا ، فإذا كان هذا سلمت . ثم سار إلى المدينة .
قال اللّه تعالى : . . . إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ [سورة الفاطر : الآية 28 .]
ذكر بكلمة إنما ، فينتفى العلم عمن لا يخشى اللّه ، كما إذا قال إنما يدخل الدار بغدادي ينتفى دخول غير البغدادي الدار . فلاح لعلماء الآخرة أن الطريق مسدود إلى أنصبة المعارف ومقامات القرب إلا بالزهد والتقوى .
" 48 "
قال أبو يزيد رحمه اللّه يوما لأصحابه : بقيت البارحة إلى الصباح أجهد أن أقول لا إله إلا اللّه ما قدرت عليه . قيل ولم ذلك ؟ قال : ذكرت كلمة قلتها في صباى فجاءتنى وحشة تلك الكلمة فمنعتنى عن ذلك ، وأعجب ممن يذكر اللّه تعالى وهو متصف بشئ من صفاته . فبصفاء التقوى وكمال الزهادة يصير العبد راسخا في العلم .
قال الواسطي : الراسخون في العلم هم الذين رسخوا بأرواحهم في غيب الغيب في سر السر فعرفهم ما عرفهم ، وخاضوا في بحر العلم بالفهم لطلب الزيادات ، فانكشف لهم من مدخور الخزائن ما تحت كل حرف من الكلام من الفهم وعجائب الخطاب ، فنطقوا بالحكم .
وقال بعضهم : الراسخ من اطلع على محل المراد من الخطاب .
وقال الخراز : هم الذين كملوا في جميع العلوم وعرفوها ، وأطلعوا على همم الخلائق كلهم أجمعين .
وهذا القول من أبي سعيد لا يعنى به أن الراسخ في العلم ينبغي أن يقف على جزئيات العلوم ويكمل فيها ، فإن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه كان من الراسخين في العلم ووقف
في معنى قوله تعالى : وَفاكِهَةً وَأَبًّا " [سورة عبس : الآية 31] ،
وقال ما الأب ؟ ثم قال : إن هذا إلا تكلف .
ونقل أن هذا الوقوف في معنى الأب كان من أبى بكر رضى اللّه تعالى عنه وإنما عنى بذلك أبو سعيد ما يفسر أول كلامه بآخره وهو قوله :
أطلعوا على همم الخلائق كلهم ، لأن المتقى حق التقوى ، والزاهد حق الزهادة في الدنيا . صفا باطنه ، وانجلت مرآه قلبه ، ووقعت له محاذاة بشئ من اللوح المحفوظ ، فأدرك بصفاء الباطن أمهات العلوم ، وأصولها .
" 49 "
فيعلم منتهى أقدام العلماء في علومهم ، وفائدة كل علم ، والعلوم الجزئية متجزئة في النفوس بالتعليم والممارسة ، فلا يغنيه عامة الكلي أن يراجع في الجزئي أهله الذين هم أوعيته ، فنفوس هؤلاء امتلأت من الجزئي واشتغلت به ، وانقطعت بالجزئي عن الكلي .
ونفوس العلماء الزاهدين بعد الأخذ مما لابد لهم منه في أصل الدين وأساسه من الشرع أقبلوا على اللّه ، وانقطعوا إليه ، وخلصت أرواحهم إلى مقام القرب منه ، فأفاضت أرواحهم على قلوبهم أنوارا تهيأت بها قلوبهم لإدراك العلوم .
ونفوس العلماء الزاهدين بعد الأخذ مما لابد لهم منه في أصل الدين وأساسه من الشرع أقبلوا على اللّه ، وانقطعوا إليه ، وخلصت أرواحهم إلى مقام القرب منه ، فأفاضت أرواحهم على قلوبهم أنوارا تهيأت بها قلوبهم لإدراك العلوم .
فأرواحهم ارتفعت عن حد إدراك العلوم ، بعكوفها على العالم الأزلي ، وتجردت عن وجود يصلح أن يكون وعاء للعلم ، وقلوبهم بنسبة وجهها الذي يلي النفوس صارت أوعية وجودية ، تتناسب وجود العلم بالنسبة الوجودية ، فالفت العلوم ، وتألفتها العلوم بمناسبة انفصال العلوم باتصالها باللوح المحفوظ . والمعنى بالانفصال انتقاشها في اللوح لا غير ، وانفصال القول عن مقام الأرواح لوجود انجذابها إلى النفوس ، فصار بين المنفصلين نسبة اشتراك موجب للتألف ، فحصلت العوم لذلك ، وصار العالم الرباني راسخا في العلم،
أوحي اللّه تعالى في بعض الكتب المنزلة : يا بني إسرائيل لا تقولوا العلم في السماء من ينزل به ، العلم مجمول في قلوبهم ، تأدبوا بين يدي بآداب الروحانيين ، وتخلقوا إلى بأخلاق الصديقين ، نهر العلم من قلوبكم حتى يغطيكم أو يغمركم .
فالتأدب بآداب الروحانيين حصر النفوس عن تقاضي جبلاتها ، وقمعها بصريح العلم في كل قول وفعل ، ولا يصح ذلك إلا لمن علم وقرب وتطرق إلى الحضور بين يدي اللّه تعالي فيحتفظ بالحق للحق ،
أخبرنا شيخنا أبو النجيب عبد القاهر السهروردي إجازة ، قال أخبرنا أبو منصور ابن خيرون إجازة ، قال أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري إجازة ، قال أنا أبو عمر محمد بن العباس ، قال حدثنا أبو محمد يحي بن صاعد ، قال حدثنا الحسين بين الحسن المروزي ، قال أنا عبد اللّه بن المبارك ، قال أنا
أوحي اللّه تعالى في بعض الكتب المنزلة : يا بني إسرائيل لا تقولوا العلم في السماء من ينزل به ، العلم مجمول في قلوبهم ، تأدبوا بين يدي بآداب الروحانيين ، وتخلقوا إلى بأخلاق الصديقين ، نهر العلم من قلوبكم حتى يغطيكم أو يغمركم .
فالتأدب بآداب الروحانيين حصر النفوس عن تقاضي جبلاتها ، وقمعها بصريح العلم في كل قول وفعل ، ولا يصح ذلك إلا لمن علم وقرب وتطرق إلى الحضور بين يدي اللّه تعالي فيحتفظ بالحق للحق ،
أخبرنا شيخنا أبو النجيب عبد القاهر السهروردي إجازة ، قال أخبرنا أبو منصور ابن خيرون إجازة ، قال أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري إجازة ، قال أنا أبو عمر محمد بن العباس ، قال حدثنا أبو محمد يحي بن صاعد ، قال حدثنا الحسين بين الحسن المروزي ، قال أنا عبد اللّه بن المبارك ، قال أنا
يتبع
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
الباب الثالث في بيان فضيلة علوم الصوفية والإشارة إلى أنموذج منها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي :: تعاليق
الباب الثالث في بيان فضيلة علوم الصوفية والإشارة إلى أنموذج منها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
عوارف المعارف للشيخ شهاب الدين عمر السهروردي القرشي التميمي البكري الشافعي المتوفى سنة 632 ه
الأوزاعي ، عن حسان بن عطية ، بلغني أن شداد بن أوس رضي اللّه عنه نزل منزلا فقال : أئتونا بالسفرة نعبث بها ، فأنكر منه ذلك ، فقال ما تكلمت بكلمة منذ أسلمت إلا وأنا أخطمها ثم أزمها غير هذه فلا تحفظوها على فمثل هذا يكون التأدب بآداب الروحانيين .
مكتوب في الإنجيل : لا تطلبوا علم ما لم تعلموا حتى تعملوا بما قد علمتم .
مكتوب في الإنجيل : لا تطلبوا علم ما لم تعلموا حتى تعملوا بما قد علمتم .
وقد ورد في خبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم " إن الشيطان ربما يسوقكم بالعلم " قلنا يا رسول اللّه كيف يسوقنا بالعلم ؟ قال " يقول اطلب العلم ولا تعمل حتى تعلم فلا يزال العبد في العلم قائلا وللعمل مسوقا حتى يموت وما عمل "
وقال ابن مسعود رضي اللّه عنه : ليس العلم بكثرة الرواية ، إنما العلم الخشية .
وقال الحسن : إن اللّه تعالى لا يعبأ بذي علم ورواية ، إنما يعبأ بذي فهم ودراية ،
فعلوم الوراثة مستخرجة من علم الدراسة . ومثال علوم الدراسة كاللبن الخالص السائغ للشاربين ، ومثلا علوم الوراثة كالزبد المستخرج منه ، فلو لم يكن زبد ، ولكن الزبد هو الدهنية المطلوبة من اللبن .
وقال ابن مسعود رضي اللّه عنه : ليس العلم بكثرة الرواية ، إنما العلم الخشية .
وقال الحسن : إن اللّه تعالى لا يعبأ بذي علم ورواية ، إنما يعبأ بذي فهم ودراية ،
فعلوم الوراثة مستخرجة من علم الدراسة . ومثال علوم الدراسة كاللبن الخالص السائغ للشاربين ، ومثلا علوم الوراثة كالزبد المستخرج منه ، فلو لم يكن زبد ، ولكن الزبد هو الدهنية المطلوبة من اللبن .
والمائية في اللبن جسم قام به روح الدهنية ، والمائية بها القوام .
قال اللّه تعالي : وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ ( 30 ) [سورة الأنبياء آية 30 .]
وقال تعالي : أَ وَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ ( 122 ) [سورة الأنعام آية 122 .]
أي كان ميتا بالكفر فأحييناه بالإسلام . فالإيحاء بالإسلام هو القوام الأول والأصل الأول .
وللإسلام علوم وهي علوم مباني الإسلام ، والإسلام بعد الإيمان ، نظرا إلى مجر التصديق ، ولكن للإيمان فروع بعد التحقيق بالإسلام ، وهي مراتب كعلم اليقين ، وعين اليقين ، وحق اليقين ، فقد تقال للتوحيد ، والمعرفة ، والمشاهدة .
فعلى هذا جميع الرتب يشملها اسم الإيمان بوصفه الخاص ، ولا يشملها بوصفه العام ، فبالنظر إلى الوصف الخاص اليقين ومراتبه من الإيمان ، وإلى وصفه العام اليقين زيادة على الإيمان ، والمشاهدة وصف خاص في اليقين ، وهو عين اليقين . وعين اليقين وصف خاص وهو حق اليقين ، فحق اليقين إذن فوق المشاهدة ، وحق اليقين موطنه ومستقره في الآخرة ، وفي الدنيا منه لمح يسير لأهله ، وهو من أعز ما يوجد من أقسام العلم باللّه لأنه وجدان .
فصار علم الصوفية وزهاد العلماء نسبته إلى علم علماء الدنيا الذين ظفروا باليقين بطريق النظر والاستدلال ، كنسبة ما ذكرناه من علم الوارثة والدراسة علمهم بمثابة اللبن ، ففضيلة الإنسان بفضيلة العلم ، ووزانة الأعمال على قدر الحظ من العلم .
وقد ورد في الخبر " فضل العالم على العابد كفضلي على أمتي "
والإشارة في هذا العلم ليس إلى علم البيع والشراء ، والطلاق والعتاق ، وإنما الإشارة إلى العلم باللّه تعالى وقوة اليقين .
وقد يكون العبد عالما باللّه تعالى ، ذا يقين كامل ، وليس عنده علم من فروض الكفايات ، وقد كان أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أعلم من علماء التابعين بحقائق اليقين ودقائق المعرفة ، وقد كان علماء التابعين فيهم من هو أقوم بعلم التقوى والأحكام من بعضهم .
روي أن عبد اللّه بن عمر كان إذا سئل عن شئ يقول : سلوا سعيد بن المسيب .
وكان عبد اللّه بن عباس يقول : سلوا جابر بن عبد اللّه ، لو نزل أهل البصرة على فتياه لوسعهم .
فكانوا يردون الناس إليهم في علم الفتوى والأحكام ، ويعلمونهم حقائق اليقين ودقائق المعرفة ، وذلك لأنهم كانوا أقوم بذلك من التابعين ، صادفتهم طراوة الوحي المنزل ، وغمرهم غزير العلم المجمل والمفصل ، فتلقي منهم طائفة مجملة ومفصلة ، وطائفة مفصلة دون مجملة . والمجمل أصل العلم ، ومفصلة المكتسب بطهارة القلوب وقوة الغريزة وكمال الاستعداد ، وهو خاص بالخواص .
وقال تعالي : أَ وَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ ( 122 ) [سورة الأنعام آية 122 .]
أي كان ميتا بالكفر فأحييناه بالإسلام . فالإيحاء بالإسلام هو القوام الأول والأصل الأول .
وللإسلام علوم وهي علوم مباني الإسلام ، والإسلام بعد الإيمان ، نظرا إلى مجر التصديق ، ولكن للإيمان فروع بعد التحقيق بالإسلام ، وهي مراتب كعلم اليقين ، وعين اليقين ، وحق اليقين ، فقد تقال للتوحيد ، والمعرفة ، والمشاهدة .
" 51 "
وللإيمان في كل فرع من فروعه علوم ، فعلوم الإسلام علوم اللسان ، وعلوم الإيمان علوم القلوب . ثم علوم القلوب . لها وصف خاص ، ووصف عام ، فالوصف العام علم اليقين ، وقد يتوصل إليه بالنظر والاستدلال ، ويشترك فيه علماء الدنيا مع علماء الآخرة ، وله وصف خاص يختص به علماء الآخرة ، وهي السكينة التي أنزلت في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم . فعلى هذا جميع الرتب يشملها اسم الإيمان بوصفه الخاص ، ولا يشملها بوصفه العام ، فبالنظر إلى الوصف الخاص اليقين ومراتبه من الإيمان ، وإلى وصفه العام اليقين زيادة على الإيمان ، والمشاهدة وصف خاص في اليقين ، وهو عين اليقين . وعين اليقين وصف خاص وهو حق اليقين ، فحق اليقين إذن فوق المشاهدة ، وحق اليقين موطنه ومستقره في الآخرة ، وفي الدنيا منه لمح يسير لأهله ، وهو من أعز ما يوجد من أقسام العلم باللّه لأنه وجدان .
فصار علم الصوفية وزهاد العلماء نسبته إلى علم علماء الدنيا الذين ظفروا باليقين بطريق النظر والاستدلال ، كنسبة ما ذكرناه من علم الوارثة والدراسة علمهم بمثابة اللبن ، ففضيلة الإنسان بفضيلة العلم ، ووزانة الأعمال على قدر الحظ من العلم .
وقد ورد في الخبر " فضل العالم على العابد كفضلي على أمتي "
والإشارة في هذا العلم ليس إلى علم البيع والشراء ، والطلاق والعتاق ، وإنما الإشارة إلى العلم باللّه تعالى وقوة اليقين .
وقد يكون العبد عالما باللّه تعالى ، ذا يقين كامل ، وليس عنده علم من فروض الكفايات ، وقد كان أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أعلم من علماء التابعين بحقائق اليقين ودقائق المعرفة ، وقد كان علماء التابعين فيهم من هو أقوم بعلم التقوى والأحكام من بعضهم .
روي أن عبد اللّه بن عمر كان إذا سئل عن شئ يقول : سلوا سعيد بن المسيب .
وكان عبد اللّه بن عباس يقول : سلوا جابر بن عبد اللّه ، لو نزل أهل البصرة على فتياه لوسعهم .
" 52 "
وكان أنس بين مالك يقول : سلوا مولانا الحسن ، فإنه قد حفظ ونسينا . فكانوا يردون الناس إليهم في علم الفتوى والأحكام ، ويعلمونهم حقائق اليقين ودقائق المعرفة ، وذلك لأنهم كانوا أقوم بذلك من التابعين ، صادفتهم طراوة الوحي المنزل ، وغمرهم غزير العلم المجمل والمفصل ، فتلقي منهم طائفة مجملة ومفصلة ، وطائفة مفصلة دون مجملة . والمجمل أصل العلم ، ومفصلة المكتسب بطهارة القلوب وقوة الغريزة وكمال الاستعداد ، وهو خاص بالخواص .
قال اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ( 125 ). [سورة النحل آية 125]
وقال تعالى : قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ ( 108 ) [سورة يوسف آية 108]
فلهذه السبيل سابلة ، ولهذه الدعوات قلوب قابله ، فمنها نفوس مستعصية جامدة ، باقية على خشونة طبيعتها وجبلتها ، فلينها بنار الإنذار والموعظة والحذار ، ومنها نفوس زكية من تربة طيبة ، موافقة للقلوب ، قريبة منها ، فمن كانت نفسه ظاهرة على قلبه دعاه بالحكمة .
فالدعوة بالموعظة أجاب بها الأبرار ، وهي الدعوة بذكر الجنة والنار ، والدعوة بالحكمة أجاب بها المقربون ، وهي الدعوة بتلويح منح القرب ، وصفو المعرف ، وإشارة التوحيد .
وقال تعالى : قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ ( 108 ) [سورة يوسف آية 108]
فلهذه السبيل سابلة ، ولهذه الدعوات قلوب قابله ، فمنها نفوس مستعصية جامدة ، باقية على خشونة طبيعتها وجبلتها ، فلينها بنار الإنذار والموعظة والحذار ، ومنها نفوس زكية من تربة طيبة ، موافقة للقلوب ، قريبة منها ، فمن كانت نفسه ظاهرة على قلبه دعاه بالحكمة .
فالدعوة بالموعظة أجاب بها الأبرار ، وهي الدعوة بذكر الجنة والنار ، والدعوة بالحكمة أجاب بها المقربون ، وهي الدعوة بتلويح منح القرب ، وصفو المعرف ، وإشارة التوحيد .
فلما وجدوا التلويحات الحقانية ، والتعريفات الربانية ، أجابوا بأرواحهم وقلوبهم ونفوسهم ، فصارت متابعة ، الأقوال إجابتهم نفسا ، ومتابعة ، الأعمال إجابتهم قلبا ، والتحقق بالأحوال إجابتهم روحا .
فإجابة الصوفية بالكل ، وإجابة غيرهم بالبعض .
قال عمر رضي اللّه عنه : رحم اللّه تعالى صيبا لو لم يخف اللّه لم يعصه ، يعني لو كتب له كتاب الأمان من النار حمله صرف المعرفة بعظيم أمر اللّه على القيام بواجب حق العبودية أداء لما عرف من حق العظمة .
فإجابة الصوفية إلى الدعوة إجابة المحب للمحبوب على اللذاذة وذهاب العسر ، وإجابة غيرهم على المكابدة والمجاهدة ، وهذه الإجابة يظهر مع الساعات أثرها في القيام بحقائق الاستقامة والعبودية .
قال اللّه تعالى : فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى 5 وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى 6 فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ( 7 ). [سورة الليل من آية 5 إلي آية 7]
قال بعضهم : أعطى الدارين ولم ير شيئا ، واتقى اللغو والسيئات ، وصدق بالحسنى : أقام على طلب الزلفى .
والآية قيل نزلت في أبى بكر الصديق رضي اللّه عنه .
ويلوح في الآية وجه آخر : ( أعطى ) بالمواظبة على الأعمال ، ( واتقى ) الوساوس واللهواجس ، ( وصدق بالحسنى ) لازم البطن بتصفية مراد الشهود عن مزاحمة لوث الوجود ( فسنيسره لليسرى ) تفتح عليه باب السهولة في العمل والعيش والأنس ( واما من بخل ) بالإعمال ( واستغنى ) امتلأ بالأحوال ( وكذب بالحسنى ) لم يكن في الملكوت بنفوذ بصيرته بالجوال فسنيسره لليسرى ) نسد عليه باب اليسر في الأعمال .
قال بعضهم : إذا أراد اللّه بعبد سوءا سد عليه باب العمل ، وفتح عليه باب الكسل .
فلما أجابت نفوس الصوفية وقلوبهم وأرواحهم الدعوة ظاهرا وباطنا ، كان حظهم من العلم أوفر ، ونصيبهم من المعرفة أكمل ، فكانت أعمالهم أزكى وأفضل .
جاء رجل إلى معاذ قال : أخبرني عن رجلين أحدهما مجتهد في العبادة ، كثير العمل ، قليل الذنوب ، إلا أنه ضعيف اليقين ، يعتوره الشك .
قال عمر رضي اللّه عنه : رحم اللّه تعالى صيبا لو لم يخف اللّه لم يعصه ، يعني لو كتب له كتاب الأمان من النار حمله صرف المعرفة بعظيم أمر اللّه على القيام بواجب حق العبودية أداء لما عرف من حق العظمة .
" 53 "
فإجابة الصوفية إلى الدعوة إجابة المحب للمحبوب على اللذاذة وذهاب العسر ، وإجابة غيرهم على المكابدة والمجاهدة ، وهذه الإجابة يظهر مع الساعات أثرها في القيام بحقائق الاستقامة والعبودية .
قال اللّه تعالى : فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى 5 وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى 6 فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ( 7 ). [سورة الليل من آية 5 إلي آية 7]
قال بعضهم : أعطى الدارين ولم ير شيئا ، واتقى اللغو والسيئات ، وصدق بالحسنى : أقام على طلب الزلفى .
والآية قيل نزلت في أبى بكر الصديق رضي اللّه عنه .
ويلوح في الآية وجه آخر : ( أعطى ) بالمواظبة على الأعمال ، ( واتقى ) الوساوس واللهواجس ، ( وصدق بالحسنى ) لازم البطن بتصفية مراد الشهود عن مزاحمة لوث الوجود ( فسنيسره لليسرى ) تفتح عليه باب السهولة في العمل والعيش والأنس ( واما من بخل ) بالإعمال ( واستغنى ) امتلأ بالأحوال ( وكذب بالحسنى ) لم يكن في الملكوت بنفوذ بصيرته بالجوال فسنيسره لليسرى ) نسد عليه باب اليسر في الأعمال .
قال بعضهم : إذا أراد اللّه بعبد سوءا سد عليه باب العمل ، وفتح عليه باب الكسل .
فلما أجابت نفوس الصوفية وقلوبهم وأرواحهم الدعوة ظاهرا وباطنا ، كان حظهم من العلم أوفر ، ونصيبهم من المعرفة أكمل ، فكانت أعمالهم أزكى وأفضل .
جاء رجل إلى معاذ قال : أخبرني عن رجلين أحدهما مجتهد في العبادة ، كثير العمل ، قليل الذنوب ، إلا أنه ضعيف اليقين ، يعتوره الشك .
قال معاذ : ليحبطن شكه عمله .
قال : فأخبرني عن رجل قليل العمل إلا أنه قوى اليقين ، وهو في ذلك كثير الذنوب ، فسكت معاذ فقال الرجل اللّه لئن أحبط شك الأول أعمال بره ، ليحبطن يقين هذا ذنوبه كلها .
قال فأخذ معاذ بيده وقال : ما رأيت الذي هو أفقه من هذا .
وفي وصية لقمان لابنه : يا بني لا يستطاع العمل إلا باليقين ، ولا يعمل المرء إلا بقدر فكان يقينه ، فكان اليقين أفضل العلم ، لأنه أدعى إلى العمل ، وما كان أدعى إلى العمل كان أدعى إلى العبودية وما كان أدعى إلى العبودية كان أدعى إلى القيام بحق الربيوبية ، وكمال الحظ من اليقين والعلم باللّه للصوفية والعلماء الزاهدين ، فبان بذلك فضلهم وفضل علمهم .
ثم إني أصور مسالة يستبين بها المعتبر فضل العالم الزاهد ، العارف بصفات نفسه على غيره :
عالم دخل مجلسا وقعد ، وميز لنفسه مجلسا يجلس فيه ، كما في نفسه من اعتقاده في نفسه لمحله وعلمه ، فدخل داخل من أبناء جنسه وقعد فوقه ، فانعصر العالم وأظلمت عليه الدنيا ، ولو أمكنه لبطش بالداخل .
" 54 "
وفي وصية لقمان لابنه : يا بني لا يستطاع العمل إلا باليقين ، ولا يعمل المرء إلا بقدر فكان يقينه ، فكان اليقين أفضل العلم ، لأنه أدعى إلى العمل ، وما كان أدعى إلى العمل كان أدعى إلى العبودية وما كان أدعى إلى العبودية كان أدعى إلى القيام بحق الربيوبية ، وكمال الحظ من اليقين والعلم باللّه للصوفية والعلماء الزاهدين ، فبان بذلك فضلهم وفضل علمهم .
ثم إني أصور مسالة يستبين بها المعتبر فضل العالم الزاهد ، العارف بصفات نفسه على غيره :
عالم دخل مجلسا وقعد ، وميز لنفسه مجلسا يجلس فيه ، كما في نفسه من اعتقاده في نفسه لمحله وعلمه ، فدخل داخل من أبناء جنسه وقعد فوقه ، فانعصر العالم وأظلمت عليه الدنيا ، ولو أمكنه لبطش بالداخل .
فهذا عارض عرض له ، ومرض اعتراه وهو لا يفطن أن هذه علة غامضة ، ومرض يحتاج إلى المداواة ، ولا يتفكر في منشأ هذا المرض .
ولو علم أن هذه نفس تارت وظهرت بجهلها ، لوجود كبرها ، وكبرها برؤية نفسها خيرا من غيرها .
فعلم الإنسان أنه أكبر من غيره كبر ، وإظهاره ذلك إلى الفعل تكبر ، فحيث أنعصر صار فعلا به تكبر الزاهد لا يميز نفسه بشئ دون المسلمين ، ولا يرى نفسه في مقام تمييز يميزها بمجلس .
فالصوفي العالم مخصوص مميز ، ولو قدر له أن يبتلي بمثل هذه الواقعة ، وينعصر من تقدم غيره عليه وترفعه ، يرى النفس وظهرها ، ويرى أن هذا داء وأنه إن استرسل فيه بالإصغاء إلى النفس وإنعصارها صار ذلك ذنب حاله ، فيرفع في الحال داءه إلى اللّه تعالى ، ويشكو إليه ظهور نفسه ، ويحسن الإنابة ، ويقطع دابر ظهور النفس ، ويرفع القلب إلى اللّه تعالى مستغيثا من النفس ، فيشغله اشتغاله برؤية داء النفس في طلب دوائها من الفكر فيمن قعد فوقه ، وربما أقبل على من قعد فوقه بمزيد التواضع والأنكسار ، تكفيرا للذنب الموجود ، وتداويا لدائه الحاصل . فتبين بهذا الفرق بين الرجلين
فإذا اعتبر المعتبر ، وتفقد حال نفسه في هذا المقام ، يرى نفسه كنفوس عوام الخلق ، وطالبي المناصب الدنيوية . فأي فرق بينه وبين غيره ممن لا علم له ،
ولو أكثرنا تصوير المسائل لتبرهن فضيلة الزاهدين ، ونقصان الراغبين ، لأورث الملال . وهذا من أوئل العلوم الصوفية ، فما ظنك بنائس علومهم ، وشرائف أحوالهم .
واللّه الموفق للصواب .
فعلم الإنسان أنه أكبر من غيره كبر ، وإظهاره ذلك إلى الفعل تكبر ، فحيث أنعصر صار فعلا به تكبر الزاهد لا يميز نفسه بشئ دون المسلمين ، ولا يرى نفسه في مقام تمييز يميزها بمجلس .
فالصوفي العالم مخصوص مميز ، ولو قدر له أن يبتلي بمثل هذه الواقعة ، وينعصر من تقدم غيره عليه وترفعه ، يرى النفس وظهرها ، ويرى أن هذا داء وأنه إن استرسل فيه بالإصغاء إلى النفس وإنعصارها صار ذلك ذنب حاله ، فيرفع في الحال داءه إلى اللّه تعالى ، ويشكو إليه ظهور نفسه ، ويحسن الإنابة ، ويقطع دابر ظهور النفس ، ويرفع القلب إلى اللّه تعالى مستغيثا من النفس ، فيشغله اشتغاله برؤية داء النفس في طلب دوائها من الفكر فيمن قعد فوقه ، وربما أقبل على من قعد فوقه بمزيد التواضع والأنكسار ، تكفيرا للذنب الموجود ، وتداويا لدائه الحاصل . فتبين بهذا الفرق بين الرجلين
" 55 "
فإذا اعتبر المعتبر ، وتفقد حال نفسه في هذا المقام ، يرى نفسه كنفوس عوام الخلق ، وطالبي المناصب الدنيوية . فأي فرق بينه وبين غيره ممن لا علم له ،
ولو أكثرنا تصوير المسائل لتبرهن فضيلة الزاهدين ، ونقصان الراغبين ، لأورث الملال . وهذا من أوئل العلوم الصوفية ، فما ظنك بنائس علومهم ، وشرائف أحوالهم .
واللّه الموفق للصواب .
.
مواضيع مماثلة
» الباب الثالث عشر في فضيلة سكان الرباط .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الأول في ذكر منشأ علوم الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السادس والثلاثون في فضيلة الصلاة وكبر شأنها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثاني عشر في شرح خرقة المشايخ الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثلاثون في تفصيل أخلاق الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الأول في ذكر منشأ علوم الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السادس والثلاثون في فضيلة الصلاة وكبر شأنها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثاني عشر في شرح خرقة المشايخ الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثلاثون في تفصيل أخلاق الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله