المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
الباب السادس والخمسون في معرفة الإنسان نفسه ومكاشفات الصوفية من ذلك .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: قسم علوم و كتب التصوف :: من كتب الصوفية :: عوارف المعارف الشيخ عمر السهروردي
صفحة 1 من اصل 1
22062021

الباب السادس والخمسون في معرفة الإنسان نفسه ومكاشفات الصوفية من ذلك .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
الباب السادس والخمسون في معرفة الإنسان نفسه ومكاشفات الصوفية من ذلك .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
عوارف المعارف للشيخ شهاب الدين عمر السهروردي القرشي التميمي البكري الشافعي المتوفى سنة 632 ه
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب السادس والخمسون في معرفة الإنسان نفسه ومكاشفات الصوفية من ذلكحدثنا شيخنا أبو النجيب السهروردي ، قال أنا الشريف نور الهدى أبو طالب الزيتى ، قال أنا كريمة المروزية ، قالت أخبرنا أبو الهيثم الكشميهني .
قال أخبرنا أبو عبد اللّه الفريرى ، قال أنا أبو عبد اللّه البخاري - قال حدثنا عمر بن حفص ، قال حدثنا أبي ، قال حدثنا الأعمش قال حدثنا زيد بن وهب .
قال حدثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة ، ثم يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثم يبعث اللّه تعالى إليه ملكا بأربع كلمات ، فيكتب عمله وأجله ، ورزقه ، وشقى أم سعيد ، ثم ينفتح فيه الروح ، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة ، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسلق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار .
وقال تعالى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ( 12 ) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ [سورة المؤمنون : آية رقم : 12 ، 13 .]
أي حريز ، لاستقرارها فيه إلى بلوغ أمدها .
ثم قال بعد ذكر تقلباته ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ [سورة المؤمنون : آية رقم : 14 .] قبل هذا الإنشاء نفخ الروح فيه .
" 491 "
وأعلم أن الكلام في الروح صعب المرام ، والإمساك عن ذلك سبيل ذوى الأحلام . وقد عظم اللّه تعالى شأن الروح ، وأسجل على الخلق بقلة العلم حيث قال : وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا [سورة الإسراء : آية رقم : 85 .]
وقد أخبرنا اللّه تعالى في كلامه عن إكرامه بني آدم فقال : وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ [سورة الإسراء : آية رقم : 70]
وروى أنه لما خلق اللّه تعالى آدم وذريته .
قالت الملائكة يا رب خلقتهم يأكلون ويشربون وينكحون فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة .
فقال : وعزتي وجلالي لا أجعل ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان .
فمع هذه الكرامة ، واختياره سبحانه وتعالى إياهم على الملائكة ، لما أخبر عن الروح أخبر عنهم بقلة العلم وقال : وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [سورة الإسراء : آية رقم : 35] الخ .
قال ابن عباس : قال اليهود للنبي عليه السلام : أخبرنا ما الروح ، وكيف تعذب الروح التي في الجسد ، وإنما الروح من أمر اللّه ، ولم يكن نزل إليه فيه شئ ، فلم يجبهم ، فأتاه جبرائيل بهذه الآية .
وحيث أمسك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن الإخبار عن الروح وماهيته بإذن اللّه تعالى ووحيه وهو صلوات اللّه عليه معدن العلم وينبوع الحكمة.
" 492 "
فكيف يسوغ لغيره الخوض فيه والإشارة إليه ، لا جرم لما تقاضت الأنفس الإنسانية المتطالعة إلى الفضول المتشوفة إلى المعقول ، المتحركة بوضعها بالسكون فيه ، والمنسورة بحرصها إلى كل تحقيق وكل تمويه .
وأطلقت عنان النظر في مسارح الفكر ، وخاضت غمرات معرفة ماهية الروح ، تاهت في التيه ، وتنوعت أراؤها فيه ، ولم يوجد الاختلاف بين أرباب النقل والعقل في شئ كالاختلاف في ماهية الروح .
ولو لزمت النفوس حدها ، معترفة بعجزها ، كان ذلك أجدر بها وأولى .
فأما أقاويل من ليس متمسكا بالشرائع ، فتنزه الكتاب عن ذكرها ، لأنها أقوال أبرزتها العقول التي ضلت عن الرشاد ، وطبعت على الفساد ، ولم يصبها نور الاهتداء ، ببركة متابعة الأنبياء ، فهم كما قال اللّه تعالى :
كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً " [سورة الكهف : آية رقم : 101 .]
وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ [سورة فصلت : الآية 5.]
فلما حجبوا عن الأنبياء لم يسمعوا ، وحيث لم يسمعوا لم يهتدوا ، فأصروا على الجالات ، وحجبوا بالمعقول عن المأمول .
والعقل حجة اللّه تعالى يهدى به قوما ويضل به قوما آخرين ، فلم تنقل أقوالهم في الروح واختلافهم فيه . وأما المستمسكون بالشرائع ، الذين تكلموا في الروح ، فقوم منهم بطريق الاستدلال والنظر ، وقوم منهم بلسان الذوق والوجد لا باستعمال الفكر ، حتى تكلم في ذلك مشايخ الصوفية أيضا ، وكان الأولى الإمساك عن ذلك ، والتأدب بأدب النبي عليه السلام .
وقد قال الجنيد : الروح شئ استأثر اللّه بعلمه ، ولا تجوز العبارة عنه بأكثر من موجود .
" 493 "
ولكن نجعل للصادقين محملا لأقوالهم وأفعالهم ، ويجوز أن يكون كلامهم في ذلك بمثابة التأويل لكلام اللّه تعالى والآيات المنزلة ، حيث حرم تفسيره وجوز تأويله ، إذ لا يسع القول في التفسير إلا نقل ، وأما التأويل فتمتد العقول إليه بالباع الطويل ، وهو ذكر ما تحتمل الآية من المعنى ، من غير القطع بذلك .
وإذا كان الأمر كذلك فللقول فيه وجه ومحمل .
قال أبو عبد اللّه النباحى : الروح جسم يلطف عن الحس ، ويكبر عن اللمس ، ولا يعبر عنه بأكثر من موجود .
وهو وإن منع عن العبارة ، فقد حكم بأنه جسم ، فكأنه عبر عنه .
وقال ابن عطاء : خلق اللّه الأرواح قبل الأجساد ، لقوله تعالى : وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ يعنى الأرواح ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ يعنى الأجساد .
وقال بعضهم : الروح لطيف قائم في كثيف ، كالبصر جوهر لطيف قائم في كثيف .
وفي هذا القول نظر .
وقال بعضهم : الروح عبارة ، والقائم بالأشياء هو الحق .
وهذا فيه نظر أيضا ، إلا أن يحمل على معنى الإحياء ، فقد قال بعضهم :
الإحياء صفة المحيى ، كالتخليق صفة الخالق ، وقال قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وأمره كلامه ، وكلامه ليس بمخلوق .
أي صار الحي حيا بقوله كن حيا ، وعلى هذا لا يكون الروح معنى في الجسد .
فمن الأقوال ما يدل على أن قائلة يعتقد قدم الروح ، ومن الأقوال ما يدل على أنه يعتقد حدوثه .
" 494 "
ثم إن الناس مختلفون في الروح الذي سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عنه ، فقال قوم : هو جبرائيل .
ونقل عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى اللّه عنه أنه قال : هو ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه ، ولكل وجه منه سبعون ألف لسان ، ولكل لسان منه سبعون ألف لغة .
يسبح اللّه تعالى بتلك اللغات كلها ، ويخلق من كل تسبيحة ملكا يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة .
وروى عن عبد اللّه بن عباس رضى اللّه عنهما : أن الروح خلق من خلق اللّه ، صورهم على صورة بني آدم ، وما نزل من السماء ملك إلا ومعه واحد من الروح .
وقال أبو صالح : الروح كهيئة الإنسان وليسوا بناس .
وقال مجاهد : الروح على صورة بني آدم لهم أيد وأرجل ورؤوس يأكلون الطعام وليسوا بملائكة .
وقال سعيد بن حبير : لم يخلق اللّه تعالى أعظم من الروح غير العرش ، ولوشاء أن يبلغ السماوات والأرضيين السبع في لقمة لفعل .
صورة خلقه على صورة الملائكة ، وصورة وجهه على صورة الآدميين ، يقوم بوم القيامة عن يمين العرش والملائكة معه في صف واحد ، وهو ممن يشفع لأهل التوحيد ، ولولا أن بينه وبين الملائكة سترا من نور لأحرق أهل السماوات من نوره .
فهذه الأقاويل لا تكون إلا نقلا وسماعا ، بلغهم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذلك .
وإذا كان الروح المسؤول عنه شيئا من هذا المنقول فهو غير الروح الذي في الجسد .
" 495 "
فعلى هذا يسوغ القول في هذا الروح ولا يكون الكلام فيه ممنوعا .
وقال بعضهم : الروح لطيفة تسرى من اللّه إلى أماكن معروفة لا يعبر عنه بأكثر من موجود بإيجاد غيره .
وقال بعضهم : الروح لم يخرج من كن لأنه لو خرج من كن كان عليه الذل .
قيل : فمن أي شئ خرج ؟
قال : من بين جماله وجلاله سبحانه وتعالى بملاحظة الإشارة خصها بسلامه وحياها بكلامه ، فهي معتقة من ذل كن .
وسئل أبو سعيد الخراز عن الروح أمخلوفة هي ؟
قال : نعم . ولولا ذلك ما أقرت بالربوبية حيث قالت : ( بلى ) والروح هي التي قام بها البدن ، واسنحق بها اسم الحياة ، وبالروح ثبت العقل ، وبالروح قامت الحجة ، ولو لم يكن الروح كان العقل معطلا لا حجة عليه ولا له .
وقيل : إنها جوهر مخلوق ولكنها ألطف المخلوقات ، وأصفى الجواهر وأنورها ، وبها تتراءى المغيبات ، وبها يكون الكشف لأهل الحقائق . وإذا حجبت الروح عن مراعاة السير أساءت الجوارح الأدب ، ولذلك صارت الروح بين تجل واستتار ، وقابض ونازع .
وقيل : الدنيا والآخرة عند الأورواح سواء .
وقيل : الأرواح أقسام : أرواح تجول في البرزخ ، وتبصر أحوال الدنيا والملائكة ، وتسمع ما تتحدث به في السماء عن أحوال الآدميين ، وأرواح تحت العرش ، وأرواح طيارة إلى الجنان وإلى حيث شاءت على أقدرها من السعي إلى اللّه أيام الحياة .
" 496 "
وروى سعيد بن المسيب عن سلمان قال : أرواح المؤمنين تذهب في برزخ من الأرض حيث شاءت بين السماء والأرض حتى يردها إلى جسدها .
وقيل : إذا ورد على الأروح ميت من الأحياء التقوا وتحدثوا وتساءلوا ، ووكل اللّه بها ملائكة تعرض عليها أعمال الأحياء .
حتى إذا عرض على الأموات ما يعاقب به الأحياء في الدنيا من أجل الذنوب قالوا نعتذر إلى اللّه ظاهرا عنه فإنه لا أحد أحب إليه العذر من اللّه تعالى.
وقد ورد في الخبر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس على اللّه ، وتعرض على الأنبياء والآباء والأمهات يوم الجمعة ، فيفرحون بحسناتهم وتزداد وجوههم بياضا وإشراقا فاتقوا اللّه تعالى ولا تؤذوا موتاكم .
وفي خبر آخر إن أعمالكم تعرض على عشائركم وأقاربكم من الموتى ، فإن كان حسنا استبشروا ، وإن كان غير ذلك قالوا : اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا .
وهذه الأخبار والأقوال تدل على أنها أعيان في الجسد ، وليست بمعان وأعراض .
سئل الواسطي : لأي علة كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أحلم الخلق ؟ قال : لأنه خلق روحه أولا ، فوقع له صحبة التمكن والاستقرار .
ألا تراه يقول كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد أي لم يكن روحا ولا جسدا .
" 497 "
وقال بعضهم : الروح خلق من نور العزة ، وإبليس من نار العزة ، ولهذا قال : خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ [سورة ص : آية رقم : 76]
ولم يدر أن النور خير من النار .
قال بعضهم : قرن اللّه تعالى العلم بالروح ، فهي ، للطافتها تنمو بالعلم كما ينمو البدن بالغذاء ، وهذا في علم اللّه ، لأن علم الخلق قليل لا يبلغ ذلك .
والمختار عند أكثر متكلمي الإسلام : أن الإنسانية والحيوانية عرضان خلقا في الإنسان ، والموت بعد مهما ، وأن الروح هي الحياة بعينها ، صار البدن بوجودها حيا ، وبالإعادة إليه في القيامة يصير حيا .
وذهب بعض متكلمي الإسلام إلى أنه : جسم لطيف مشتبك بالأجسام الكثيفة ، لاشتباك الماء بالعود الأخضر ، وهو اختيار أبى المعالي الجويني .
وكثير منهم مال إلى أنه عرض ، إلا أنه ردهم عن ذلك الأخبار الدالة على أنه جسم ، لما ورد فيه من العروج والهبوط والتردد في البرزخ ، فحيث وصف بأوصاف دل على أنه جسم .
لأن العرض لا يوصف بأوصاف ، إذ الوصف معنى ، والمعنى لا يقوم بالمعنى . واختار بعضهم أنه عرض .
سئل ابن عباس رضى اللّه عنهما . قيل : أين تذهب الأرواح عند مفارقة الأبدان فقال : أين يذهب ضوء المصباح عند فناء الأدهان ؟
قيل له : فأين تذهب الجسوم إذا بليت ؟ قال : فأين يذهب لحمها إذا مرضت ؟
وقال بعض من يتهم بالعلوم المردودة المذمومة وينسب إلى الإسلام :
الروح تنفصل من البدن في جسم لطيف .
" 498 "
وقال بعضهم : إنها إذا فارقت البدن تحل معها القوة الوهمية بتوسط النطقية ، فتكون حينئذ مطالعة للمعاني والمحسوسات ، لأن تجردها من هيئات البدن عند المفارقة غير ممكن .
وهي عند الموت شاعرة بالموت ، وبعد الموت منخلية بنفسها مقهورة ، وتتصور جميع ما كانت تعتقده حال الحياة ، وتحس بالثواب والعقاب في القبر.
وقال بعضهم : أسلم المقالات أن يقال : الروح شئ مخلوق ، أجرى اللّه تعالى العادة أن يحيى البدن ما دام متصلا به ، وأنه أشرف من الجسد ، يذوق الموت بمفارقة الجسد ، كما أن الجسد بمارفته يذوق الموت ، فإن الكيفية والماهية يتماشى العقل فيهما كما يتماشى البصر في شعاع الشمس .
ولما رأى المتكلمون أنه يقال لهم : الموجودات محصورة : قديم وجسم وجوهر وعرض ، فالروح أي هؤلاء ؟
فاختار قوم منهم : أنه عرض .
وقوم منهم : أنه جسم لطيف كما ذكرنا .
واختار قوم : أنه قديم ، لأنه أمر ، والأمر كلام ، والكلام قديم .
فما أحسن الإمساك عن القول فيما هذا سبيله .
وكلام الشيخ أبى طالب المكي في كتابه : يدل على أنه يميل إلى أن الأرواح أعيان في الجسد ، وهكذا النفوس ، لأنه يذكر أن الروح تتحرك للخير ، ومن حركتها يظهر نور في القلب يراه الملك فيلهم الخير عند ذلك ، وتتحرك للشر .
ومن حركتها تظهر ظلمة في القلب فيرى الشيطان الظلمة فيقبل بالإغواء .
" 499 "
وحيث وجدت أقوال المشايخ تشير إلى الروح أقول :
ما عندي في ذلك على معنى ما ذكرت من التأويل دون أن أقطع به ، إذ ميلى في ذلك إلى السكوت والإمساك فأقول ، واللّه أعلم :
الروح الإنسانى العلوي السماوي من عالم الأمر .
والروح الحيواني البشرى من عالم الخلق .
والروح الحيواني البشرى محل الروح العلوي ومورده .
والروح الحيواني جسماني لطيف حامل لقوة الحس والحركة ينبعث من القلب ، أعنى بالقلب ههنا المضغة اللحمية المعروفة الشكل ، المودعة في الجانب الأيسر من الجسد ، وينتشر في تجاريف العروق الضوراب .
وهذه الروح لسائر الحيوانات ، ومنه تفيض قوى الحواس ، وهو الذي قوامه بإجراء سنة اللّه بالغذاء غالبا ، ويتصرف بعلم الطلب فيه باعتدال مزاج الأخلاط .
ولورود الروح الإنسانى العلوي على هذا الروح تجنس الروح الحيواني ، وبأين أرواح الحيوانات ، واكتسب صفة أخرى فصار نفسا محلا للنطق والإلهام .
قال اللّه تعالى : وَنَفْسٍ وَما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها [سورة الشمس : آية رقم : 7 ، 8]
فتسويتها بورود الروح الإنسانى عليها وانقطاعها عن جنس أرواح الحيوانات ، فتكونت النفس بتكوين اللّه تعالى من الروح العلوي .
وصار تكون النفس التي هي الروح الحيواني من الآدمي من الروح العلوي في عالم الأمر كتكون حواء من آدم في عالم الخلق .
" 500 "
وصار بينهما من التآلف والتعاشق كما بين آدم وحواء ، وصار كل واحد منهما يذوق الموت بمفارقة صاحبه .
قال اللّه تعالى : وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها [سورة الأعراف : آية رقم : 189 .]
فسكن آدم إلى حواء ، وسكن الروح الإنسانى العلوي إلى الروح الحيواني وصيره نفسا .
وتكون من سكون الروح إلى نفس القلب وعنى بهذا القلب اللطيفة التي محلها المضغة اللحمية ، فالمضغة اللحمية من عالم الخلق ، وهذه اللطفية من عالم الأمر .
وكان تكون القلب من الروح والنفس في عالم الأمر كتكون الذرية من آدم وحواء في عالم الخلق ، ولولا المساكنة بين الزوجين اللذين أحدهما النفس ما تكون القلب .
فمن القلوب قلب مطلع إلى الأب الذي هو الروح العلوي ميال إليه ، وهو القلب المؤيد الذي ذكره رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيما رواه حذيفة رضى اللّه عنه قال القلوب أربعة :
قلب أجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن .
وقلب أسود منكوس فذلك قلب الكافر .
وقلب مربوط على غلافة فذلك قلب المنافق .
وقلب مصفح فيه إيمان ونفاق .
فمثل الإيمن فيه مثل البقلة يمدها الماء الطيب ، ومثل النفاق فيه كمثل القرحة يمدها القيح والصديد . فأي المادتين غلبت عليه حكم له بها .
" 501 "
والقلب المنكوس ميال إلى الأم التي هي النفس الأمارة بالسوء . ومن القلوب قلب متردد في ميله إليها ، وبحسب غلبة ميل القلب يكون حكمه من السعاد والشقاوة .
والعقل جوهر الروح العلوي ولأنه ولدال عليه ، وتدبيره للقلب المؤيد والنفس الزكية المطمئنة تدبير الوالد المولد البار ، والزوج للزوجة الصالحة .
وتدبيره للقلب المنكوس والنفس الأمارة بالسوء تدبير الوالد للولد العاق والزوج للزوجة السيئة ، فمنكوس من وجه ومنجذب إلى تدبير هما من وجه إذ لا بد له منهما .
وقول القائلين وختلافهم في محل العقل ، فمن قائل إن محله الدماغ .
ومن قائل إن محله القلب ، كلام القاصرين عن درك حقيقة ذلك .
وختلافهم في ذلك لعدم استقرار العقل على نسق واحد ، وانجذابه إلى البار تارة وإلى العاق أخرى .
وللقلب والدماغ نسبة إلى البار والعاق .
فإذا رؤى في تدبير العاقل قيل مسكنه الدماغ .
وإذا رؤى في تدبير البار قيل مسكنه القلب . فالروح العلوي يهم بارتفاع إلى مولاه شوقا وحنونا وتنزها عن الأكوان .
ومن الأكوان القلب والنفس ، فإذا ارتقى الروح يحنو القلب إليه حنو الولد الحنين البار إلى الوالد ، وتحن النفس إلى القلب الذي هو الولد حنين الوالدة الحنينة إلى ولدها . وإذا حنت النفس ارتقت من الأرض ، وانزوت عروقها الضاربة في العالم السفلى ، وانطوى هواها ، وانحسمت مادته ، وزهدت في الدنيا ، وتجافت عن دار الغرور ، وأنابت إلى دار الخلود .
وقد تخلد النفس التي هي الأم إلى الأرض بوضعها الجبلي ، لتكونها من الروح الحيواني الجنس ، ومستندها في ركونها إلى الطبائع التي هي أركان
" 502 "
العالم السفلى .
قال اللّه تعالى : وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها وَلكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَواهُ [سورة الأعراف : آية رقم : 176 .]
فإذا سكنت النفس التي هي الأم إلى الأرض ، انجذب إليها القلب المنكوس ، انجذاب الولد الميال إلى الوالدة المعوجة الناقصة ، دون الوالد الكامل المستقيم ، وتنجذب الروح إلى الولد الذي هو القلب .
لما جبل عليه من اجذب الوالد إلى ولده ، فعند ذلك يتخلف عن حقيقة القيام بحق مولاه ، وفي هذين الانجذابين يظهر حكم السعادة والشقاوة ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [سورة يس : آية رقم : 38]
وقد ورد في أخبار داود عليه السلام : أنه سأل ابنه سيمان : أين موضع العقل منك ؟ قال : القلب ، لأنه قلب الروح ، والروح قالب الحياة .
وقال أبو سعيد القرشي : الروح روحان ، روح الحياة وروح الممات ، فإذا اجتمعا عقل الجسم . وروح الممات هي التي إذا خرجت من الجسد يصير الحي ميتا .
وروح الحية ما به مجارى الأنفاس وقوة الأكل والشرب وغيرهما .
وقال بعضهم : الروح نسيم طيب تكون به الحياة ، والنفس ريح حارة تكون منها الحركة المذمومة والشهوات ، ويقال : فلان حار الرأس .
وفي الفصل الذي ذكرناه يقع التنبيه بماهية النفس ، وإشارة المشايخ بماهية النفس إلى ما يظهر من آثارها من الأفعال المذمومة والأخلاق المذمومة ، وهي التي تعالج بحسن الرياضة إزالتها ، وتبديلها ، والأفعال الرديئة تزال والأخلاق الرديئة تبدل .
" 503 "
أخبرنا الشيخ العالم رضى الدين أحمد بن إسماعيل القزويني قال أنا إجازة أبو سعيد محمد بن أبي العباس الخليلي ، قال أنا القاضي محمد بن سعيد الفرخزادى قال أنا أبو إسحق أحمد بن محمد بن إبراهيم .
قال أنا الحسين بن محمد بن عبد اللّه السفياني ، قال حدثنا محمد بن الحسن اليقظينى ، قال حدثنا أحمد بن عبد اللّه بن يزيد العقيلي قال حدثنا صفوان بن صالح ، قال حدثنا الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن خالد بن ريد عن سعيد بن أبي هلال أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها [سورة الشمس : آية رقم : 9]
وقف ثم قال اللهم آت نفسي تقواها ، أنت وليها ومولاها ، وزكها أنت خير من زكاها .
وقيل : النفس لطيفة مودعة في القالب ، منها الأخلاق والصفات المذمومة ، كما أن الروح لطيفة مودعة في القلب منها الأخلاق والصفات المحمودة ، كما أن العين محل الرؤية ، والأذن محل السمع ، والأنف محل الشم ، والفم محل الذوق .
وهكذا النفس محل الأوصاف المذمومة ، والروح محل الأوصاف المحمودة ، وجميع أخلاق النفس وصفاتها من أصلين .
أحدهما : الطيش .
والثاني : الشره ، وطيشها من جهلها ، وشرهها من حرصها ، وشبهت النفس في طيشها بكرة مستديرة على مكان أملس مصوب لا تزال متحركة بجلتها ووضعها ، وشبهت في حرصها بالفراش الذي يلقى نفسه على ضوء المصباح ، ولا يقنع بالضوء اليسير دون الهجوم على جرم الضوء الذي فيه هلاكه .
" 504 "
فمن الطيش توجد العجلة وقلة الصبر ، والصبر جوهر العقل ، والطيش صفة النفس وهواها وروحها لا يغلبه إلا الصبر .
إذ العقل يقمع الهوى ، ومن الشره يظهر الطمع والحرص ، وهما اللذان ظهرا في آدم حيث طمع في الخلود ، فحرص على أكل الشجرة .
وصفات النفس لها أصول من أصل تكونها ، لأنها مخلوقة من تراب ، ولها بحسبه وصف .
وقيل : وصف الضعف في الآدمي من التراب ، ووصف البخل فيه من الطين ، ووصف الشهوة فيه من الحمأ المسنون ، ووصف الجهل فيه من الصلصال .
وقيل : قوله كالفخار ، فهذا الوصف فيه شئ من الشيطنة لدخول النار في الفخار ، فمن ذلك الخداع والحيل والحسد .
فمن عرف أصول النفس وجبلاتها ، عرف أن لا قدرة له عليها بالاستعانة ببارئها وفاطرها ، فلا يتحقق العبد بالإنسانية إلا بعد أن يدبر دواعي الحيوانية فيه بالعلم والعدل .
وهو رعاية طرفي الإفرط والتفريط ، ثم بذلك تتقوى إنسانيته ومعناه ، ويدرك صفات الشيطنة فيه ، والأخلاق المذمومة وكمال إنسانيته ، ويتقاضاه أن لا يرضى لنفسه بذلك ، ثم تنكشف له الأخلاق التي تنازع بها الربوبية من الكبر والعز ورؤية النفس والعجب وغير ذلك .
فيرى أن صرف العبودية في ترك المنازعة للربوبية ، واللّه تعالى ذكر النفس في كلامه القديم بثلاثة أوصاف :
بالطمأنينة قال : يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ [سورة الفجر : آية رقم : 27]
" 505 "
وسماها لوامه قال : لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ [سورة القيامة آية 1 – 2]]
وسماها أمارة فقال : إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ " [سورة يوسف آية 53]
وهي نفس واحدة ، ولها صفات متغايرة ، فإذا امتلأ القلب سكينة خلع الطمأنينة ، لأن السكينة مزيد الإيمان ، وفيها ارتقاء القلب إلى مقام الروح ، لما منح من حظ اليقين ، وعند توجه القلب إلى محل الروح تتوجه النفس إلى محل القلب ، وفي ذلك طمأنينتها .
وإذا انزعجت من مقار جبلاتها ودواعي طبيعتها متطلعة إلى مقار الطمأنينة فهي لوامة ، لأنها تعود باللائمة على نفسها ، ولنظرها وعلمها بمحل الطمأنينة ، ثم انجذابها إلى محلها التي كانت فيه أمارة بالسوء ، وإذا أقامت في محلها لا يغشاها نور العلم فهي على ظلمتها أمارة بالسوء .
فالنفس والروح يتطاردان ، فتارة يملك القلب دواعي الروح ، وتارة يملكه دواعي النفس .
وما السر فقد شار القوم إليه ، ووجدت في كلام القوم :
أن منهم من جعله بعد القلب وقبل الروح .
ومنهم من جعله بعد الروح وأعلى منها وألطف ، وقلوا السر محل المشاهدة ، والروح محل المحبة ، والقلب محل المعرفة .
والسر لذي وقعت إشارة القوم إليه غير مذكور في كتاب اللّه ، وإنما المذكور في كلام اللّه الروح والنفس وتنوع صفاتها ، والقلب والفؤاد والعقل .
" 506 "
وحيث لم نجد في كلام اللّه تعالى ذكر السر بالمعنى المشار إليه ورأينا الاختلاف في القول فيه .
وأشار قوم إلى أنه دون الروح ، وقوم إلى أنه لطف من الروح
فنقول واللّه أعلم : الذي سموه سرا ليس هو بشئ مستقل بنفسه له وجود وذات كالروح والنفس ، وإنما لما صفت النفس وتزكت انطلق الروح من وثاق ظلمة النفس ، فأخذ في العروج إلى أوطان القرب ، وانتزح القلب عند ذلك عن مستقره متطلعا إلى الروح .
فاكتسب وصفا زائد على وصفه ، فانعجم على الواجدين ذلك الوصف حيث رأوه أصفى من القلب فسموه سرا .
ولما صار للقلب وصف زائد على وصفه بتطلعه إلى الروح ، اكتسب الروح وصفا زائدا في عروجه ، وانعجم على الواجدين فسموه سرا . والذي زعموا أنه ألطف من الروح ، روح متصفة بوصف أخص مما عهدوه ، والذي سموه قبل الروح سرا هو قلب اتصف بوصف زائد غير ما عهدوه .
وفي مثل هذا الترقي من الروح والقلب تترقى النفس إلى محل القلب ، وتنخلع من وصفها ، فتصير نفسا مطمئنة تريد كثيرا من مرادات القلب من قبل ، إذا صار القلب يريد ما يريده مولاه ، متبرئا عن الحول والقوة والإرادة والاختيار .
وعندها ذاق طعم صرف العبودية ، حيث صار حرا عن إرادته واختياراته .
وأما العقل فهو لسان الروح وترجمان البصيرة ، والبصيرة للروح بمثابة القلب ، والعقل بمثابة اللسان .
" 507 "
وقد ورد في الخبر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال أول ما خلق اللّه العقل ، فقال له أقبل فأقبل ، ثم قال له أدبر فأدبر ، ثم قال له أقعد فقعد ، ثم قال له انطق فنطق ، ثم قال له اصمت فصمت .
فقال وعزتي وجلالي وعظمتي وكبريائى وسلطاني وجبروتي ما خلقت خلقا أحب إلى منك ولا أكرم على منك ، بك أعرف ، وبك أحمد ، وبك أطاع ، وبك آخذ ، وبك أعطى ، وإياك أعاتب ، ولك الثواب ، وعليك العقاب ، وما أكرمتك بشئ أفضل من الصبر .
وقال عليه السلام : لا يعجبكم إسلام رجل حتى تعلموا ما عقدة عقله .
وسألت عائشة رضى اللّه عنها النبي صلى اللّه عليه وسلم قالت : قلت يا رسول اللّه بأي شئ يتفاضل الناس ؟ قال : بالعقل في الدنيا والآخرة .
قالت : قلت : أليس يجزى الناس بأعمالهم ؟
قال : يا عائشة وهل يعمل بطاعة اللّه إلا من قد عقل ، فبقدر عقولهم يعملون ، وعلى قدر ما يعملون يجزون .
وقال عليه السلام إن الرجل لينطلق إلى المسجد فيصلى وصلاته لا تعدل جناح بعوضة ، وإن الرجل ليأتي المسجد فيصلى وصلاته تعدل جبل أحد إذا كان أحسنها عقلا .
قيل : وكيف يكون أحسنها عقلا ؟ قال : أورعها عن محارم اللّه ، وأحرصها على أسباب الخير ، وإن كان دونه في العمل والتطوع .
وقال عليه الصلاة والسلام : إن اللّه تعالى قسم العقل بين عباده أشتاتا ، فإن الرجلين يستوى علمهما وبرهما وصومهما وصلاتهما ولكنهما يتفاوتان في العقل كالذرة في جنب أحد .
" 508 "
وروى عن وهب بن منبه أنه قال : إني أجد في سبعين كتابا أن جميع ما أعطى الناس من بدء الدنيا إلى انقطاعهما من العقل في جنب عقل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كهيئة رملة وقعت من بين جميع رمال الدنيا . واختلف الناس في ماهية العقل ، والكلام في ذلك يكثر ، ولا نؤثر نقل الأقاويل ، وليس ذلك من غرضنا .
فقال قوم : العقل من العلوم ، فإن الخالي من جميع العلوم لا يوصف بالعقل ، وليس العقل جميع العلوم ، فإن الخالي عن معظم العلوم يوصف بالعقل.
وقالوا : ليس من العلوم النظرية ، فإن من شرط ابتداء النظر تقدم كمال العقل ، فهو إذا من العلوم الضرورية وليس هو جميعها ، فإن صاحب الحواس المختلطة عاقل وقد عدم بعض مدارك العلوم الضرورية .
وقل بعضهم : العقل ليس من أقسام العلوم ، لأنه لو كان منها لوجب الحكم بأن الذاهل عن ذكر الاستحالة والجواز لا يتصف بكونه عاقلا ، ونحن نرى العاقل في كثير من أوقاته ذاهلا .
وقالوا : هذا العقل صفة يتهيأ بها درك العلوم .
ونقل عن الحارث بن أسد المحاسبي وهو من أجل المشيخ أنه قال : العقل غريزة يتهيأ بها درك العلوم .
وعلى هذا يتقرر ما ذكرناه في أول ذكر العقل : أنه لسان الروح ، لأن الروح من أمر اللّه ، وهي المتحملة للأمانة التي أبت السماوات والأرضون أن يحملنها .
" 509 "
ومنها يفيض نور العقل ، وفي نور العقل تتشكل العلوم . فالعقل للعلوم بمثابة اللوح المكتوب ، وهو بصفته منكوس متطلع إلى النفس تارة ، ومنتصب مستقيم تارة .
فمن كان العقل فيه منكوسا إلى النفس فرقة في أجزاء الكون ، وعدم حسن الاعتدال بذلك ، وأخطأ طريق الاهتداء .
ومن انتصب العقل فيه واستقام تأيد العقل بالبصيرة التي هي للروح بمثابة القلب ، واهتدى إلى المكون ، ثم عرف الكون بالمكون مستوفي أقسام المعرفة بالمكون والكون ، فيكون هذا العقل عقل الهداية .
فكما أحب اللّه إقباله في أمر دله على إقباله عليه وما كرهه اللّه في أمر دله على الإدبار عنه ، فلا يزال يتبع محاب اللّه تعالى ويجتنب مساخطه ، وكلما استقام العقل وتأيد بالبصيرة كانت دلالته على الرشد ونهيه عن الغى .
قال بعضهم : العقل على ضربين ، ضرب يبصر به أمر دنياه ، وضرب يبصر به أمر آخرته .
وذكر : أن العقل الأول من نور الروح ، والعقل الثاني من نور الهداية .
فالعقل الأول موجود في عامة ولد آدم ، والعقل الثاني موجود في الموحدين ، مفقود من المشركين .
وقيل : إنما سمى العقل عقلا . لأن الجهل ظلمة ، فإذا غاب النور بصره في تلك الظلمة زالت الظلمة فأبصر فصار عقلا للجهل .
وقيل : عقل الإيمان مسكنه في القلب ، ومتعمله في الصدر بين عيني الفؤاد .
" 510 "
والذي ذكرناه من كون العقل لسان الروح وهو عقل واحد ليس هو على ضربين .
ولكنه إذا انتصب واستقام تأيد بالبصيرة واعتدل ، ووضع الأشياء في مواضعها . وهذا العقل هو العقل المستضئ بنور الشرع .
لأن انتصابه واعتداله هداه إلى الاستضاءة بنور الشرع ، لكون الشرع ورد على لسان النبي المرسل ، وذلك لقرب روحه من الحضرة الإلهية ، ومكاشفة بصيرته التي هي للروح بمثابة القلب بقدرة اللّه وآياته ، واستقامة عقله بتأييد البصيرة .
فالبصيرة تحيط بالعلوم التي يستوعبها العقل ، والتي يضيق عنها نطاق العقل لأنها تستمد من كلمات اللّه التي ينفد البحر دون تفادها .
والعقل ترجمان تؤدى البصيرة إليه من ذلك شطرا كما يؤدى القلب إلى اللسان بعض ما فيه ، ويستأثر ببعضه دون اللسان .
ولهذا المعنى من جمد على مجرد العقل من غير الاستضاءة بنور الشرع حظى بعلوم الكائنات التي هي من الملك ، والملك ظاهر الكائنات .
ومن استضاء عقله بنور الشرع تأيد بالبصيرة فاطلع على الملكوت ، والملكوت باطن الكائنات ، اختص بمكاشفة أرباب البصائر والعقول ، دون الجامدين على مجرد العقول دون البصائر .
وقد قال بعضهم : إن العقل عقلان ، عقل للهداية مسكنه في القلب وذلك للمؤمنين الموقنين ومتعمله في الصدر بين عيني الفؤاد .
والعقل الآخر مسكنه في الدماغ ومتعمله في الصدر بين عيني الفؤاد ، فبالأول يدبر أمر الآخرة ، وبالثاني يدبر أمر الدنيا .
" 511 "
والذي ذكرناه : أنه عقل واحد إذا تأيد بالبصيرة دبر الأمرين ، وإذا تفرد دبر أمرا واحدا وهو واضح وأبين .
وقد ذكرنا في أول الباب من تدبيره للنفس المطمئنة والأمارة ما يتنبه الإنسان به على كونه عقلا واحدا مؤيدا بالبصيرة تارة ، ومنفردا بوصفه تارة .
واللّه الملهم للصواب .
.
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع
الباب السادس والخمسون في معرفة الإنسان نفسه ومكاشفات الصوفية من ذلك .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي :: تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق

» الباب السابع والخمسون في معرفة الخواطر وتفصيلها وتمييزها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السادس والعشرون في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والخمسون في آداب الصحبة والأخوة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والخمسون في آداب المريد مع الشيخ .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الرابع في شرح حال الصوفية واختلاف طريقهم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السادس والعشرون في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والخمسون في آداب الصحبة والأخوة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والخمسون في آداب المريد مع الشيخ .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الرابع في شرح حال الصوفية واختلاف طريقهم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فهرس بشرح المصطلحات الصوفية عند الشيخ ابن عطاء اللّه السكندري كما وردت في الحكم لمؤلف اللطائف الإلهية
» مكاتبات للشّيخ تاج الدّين أحمد بن محمّد بن عبد الكريم ابن عطاء اللّه السّكندري المتوفى 709 هـ إلى بعض إخوانه ومريديه
» المناجاة الإلهيّة للشّيخ تاج الدّين أبي الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الكريم ابن عطاء اللّه السّكندري المتوفى 709 هـ
» الحكم العطائيّة الصغرى للشّيخ تاج الدّين أبى الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الكريم ابن عطاء اللّه السّكندري المتوفى 709 هـ
» الحكم العطائيّة الكبرى للشّيخ تاج الدّين أبى الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الكريم ابن عطاء اللّه السّكندري المتوفى 709 هـ
» الحكم العطائية من 21 الى 30 كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» الحكم العطائية من 11 الى 20 كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» الحكم العطائية من 01 الى 10 كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» المقدمة لكتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2313 إلى 2413 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2351 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2312 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2265 إلى 2281 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2249 إلى 2264 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2211 إلى 2248 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات أولا الإسلام السياسي من 2168 إلى 2210 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب ثانيا الطعام والشراب من 2049 إلى 2083 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات الحادي عشر الذكر والتسبيح والدعاء من 1961 إلى 2001 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات تاسعا صلاة الجمعة من 1903 إلى 1920 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات ثامنا الصلاة من 1826 إلى 1902 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات أولا الوضوء والاغتسال من 1794 إلى 1825 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني "53" المجلس الثالث والخمسون من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سابعا العدّة من 1782 إلى 1793 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سادسا الطلاق من 1744 إلى 1781 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي خامسا الأسرة من 1739 إلى 1743 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي رابعا الأولاد من 1734 إلى 1738 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثالثا الحمل والولادة والرضاع والفطام والحضانة من 1722 إلى 1733 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1681 إلى 1721 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1651 إلى 1680 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1623 إلى 1650 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس عشر الإسلام والحرب من 1547 إلى 1597 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1312 إلى 1342 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1146 إلى 1278 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1190 إلى 1220 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1152 إلى 1189 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1130 إلى 1151 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1126 إلى 1129 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1076 إلى 1125 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1035 إلى 1044 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1026 إلى 1034 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1015 إلى 1017 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 981 الى 1011 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 961 الى 980 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 948 الى 960 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 941 الى 947 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 911 الى 940 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 881 الى 910 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 851 الى 880 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 831 الى 850 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 801 الى 830 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 771 الى 800 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 741 الى 770 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 721 الى 740 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 697 الى 720 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 661 الى 680 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 641 الى 660 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 621 الى 640 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 601 الى 610 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 591 الى 600 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 582 الى 590 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 541 الى 560 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 527 الى 540 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 511 الى 526 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 491 الى 510 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 471 الى 490 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 451 الى 470 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 421 الى 430 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 408 الى 420 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 381 الى 407 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 361 الى 380 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 341 الى 360 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 321 الى 340 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 299 الى 320 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني