المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
الباب التاسع والعشرون في أخلاق الصوفية وشرح الخلق .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: قسم علوم و كتب التصوف :: من كتب الصوفية :: عوارف المعارف الشيخ عمر السهروردي
صفحة 1 من اصل 1
28052021
الباب التاسع والعشرون في أخلاق الصوفية وشرح الخلق .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
الباب التاسع والعشرون في أخلاق الصوفية وشرح الخلق .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
عوارف المعارف للشيخ شهاب الدين عمر السهروردي القرشي التميمي البكري الشافعي المتوفى سنة 632 ه
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب التاسع والعشرون في أخلاق الصوفية وشرح الخلقالصوفية أوفر الناس حظا في الاقتداء برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وأحقهم بإحياء سنته ، والتخلق بأخلاق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من حسن الاقتداء وإحياء سنته على ما أخبرنا الشيخ العالم ضياء الدين شيخ الإسلام أبو أحمد عبد الوهاب بن علي قال أنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم الهروي قال أنا أبو نصر عبد العزيز ابن محمد الترياقي قال أنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الجراحى قال أنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي قال أنا أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي قال حدثنا مسلم بن حاتم الأنصاري البصري قال حدثنا محمد بن عبد اللّه الأنصاري عن أبيه عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال : قال أنس بن مالك رضي اللّه عنه :
قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " يا بنى إن قدرت أن تصبح وتمسى وليس في قلبك غش لأحد فافعل ، ثم قال : يا بنى وذلك من سنتي ، ومن أحيا سنتي فقد أحياني ، ومن أحياني كان معي في الجنة " .
فالصوفية أحيوا سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، لأنهم وفقوا في بدايتهم لرعاية أقواله ، وفي وسط حالهم اقتدوا بأعماله ، فأثمر لهم ذلك أن تحققوا في نهاياتهم بأخلاقه ، وتحسين الأخلاق لا يتأتى إلا بعد تزكية النفس ، وطريق التزكية بالإذعان لسياسة الشرع ، وقد قال اللّه تعالى لنبيه صلى اللّه عليه وسلم وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [سورة القلم : آية 4 .]
لما كان أشرف الناس وأزكاهم نفسا كان أحسنهم خلقا ، قال مجاهد : [ على خلق عظيم ] أي على دين عظيم .
والدين مجموع الأعمال الصالحة والأخلاق الحسنة .
سئلت عائشة رضي اللّه عنه عن خلق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قالت : [ كان خلقه القرآن ] .
" 249 "
قال قتادة : هو ما كان يأتمر به من أمر اللّه تعالى وينتهى عما نهى اللّه عنه ، وفي قول عائشة : [ كان خلقه القرآن ] ، سر كبير ، وعلم غامض ، ما نطقت بذلك إلا بما خصها اللّه تعالى به من بركة الوحي السماوي ، وصحبة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وتخصيصه إياها بكلمة " خذوا شطر دينكم من هذه الحميراء " .
وذلك أن النفوس مجبولة على غرائز وطبائع هي من لوازمها وضرورتها ، خلقت من تراب ، ولها بحسب ذلك طبع ، وخلقت من ماء ولها بحسب ذلك طبع ، وهكذا من حمأ مسنون ، ومن صلصال كالفخار ، وبحسب تلك الأصول التي هي مبادئ تكونها استفادت صفات من البهيمية والسبعية والشيطانية . وإلى صفة الشيطنة في الإنسان إشارة بقوله تعالى مِنْ صَلْصالٍ كَالْفَخَّارِ [سورة الرحمن : آية 14 .] .
لدخول النار في الفخار .
وقد قال اللّه تعالى : وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ [سورة الرحمن : آية 15]
واللّه تعالى بخفى لطفه وعظيم عنايته نزع نصيب الشيطان من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على ما ورد في حديث حليمة ابنة الحارث أنها قالت في حديث طويل : فبينا نحن خلف بيوتنا ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مع أخ له من الرضاعة في بهم لنا جاءنا أخوه يشتد فقال : ذاك أخي القرشي قد جاءه رجلان عليهما ثياب بياض فاضطجعاه فشقا بطنه ، فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه فنجده قائما ممتقعا لونه ، فاعتنقه أبوه
وقال : أي بنى ما شأنك ؟
قال : جاءني رجلان عليهما ثياب بياض فاضطجعانى فشقا بطني ثم استخرجا منه شيئا فطرحاه ثم رداه كما كان ، فرجعنا به معنا .
فقال أبوه : يا حليمة لقد خشيت أن يكون ابني هذا قد أصيب ، انطلقي بنا فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف .
قالت فاحتملناه ، فما راع
" 250 "
أمه إلا وقد قدمنا به عليها . قالت : ما ردكما ، قد كنتما عليه حريصين ؟
قلنا : لا واللّه لا ضير إلا أن اللّه عز وجل قد أدى عنا وقضينا الذي كان علينا وقلنا نخشى الإتلاف والإحداث نرده إلى أهله .
فقالت : ما ذاك بكما فاصدقانى شأنكما ، فلم تدعنا حتى أخبرناها خبره . فقالت : خشيتما عليه الشيطان كلا واللّه ما للشيطان عليه سبيل ، وإنه لكائن لا بنى هذا شأن ، ألا أخبر كما بخبره ؟ قلنا : بلى ، قالت : حملت به فما حملت حملا قط أخف منه .
قالت : فأريت في النوم حين حملت به كأنه خرج منى نور قد أضاءت به قصور الشام ، ثم وقع حين ولدته وقوعا لم يقعه المولود معتمدا على يديه رافعا رأسه إلى السماء ، فدعاه عنكما .
فبعد أن طهر اللّه رسوله من نصيب الشيطان بقيت النفس الزكية النبوية على حد نفوس البشر لها ظهور بصفات وأخلاق مبقاه على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رحمة للخلق ، لوجود أمهات تلك الصفات في نفوس الأمة بمزيد من الظلمة لتفاوت حال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وحال الأمة ، فاستمدت تلك الصفات المبقاة بظهورها في رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بتنزيل الآيات المحكمات بإزائها لقمعها تأديبا من اللّه لنبيه ، رحمة خاصة له ، وعامة للأمة ، موزعة لنزول الآيات على الآناء والأوقات عند ظهور الصفات .
قال اللّه تعالى : وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتَّلْناهُ تَرْتِيلًا [سورة الفرقان : آية 32 .]
وتثبيت الفؤاد بعد اضطرابه بحركة النفس بظهور الصفات ، لارتباط بين القلب والنفس وعند كل اضطراب ، آية متضمنة لخلق صالح سنى ، إما تصريحا أو تعريضا ، كما تحركت النفس الشريفة النبوية لما كسرت رباعيته وصار الدم يسيل على الوجه ، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يمسحه ويقول " كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم " فأنزل اللّه تعالى لَيْسَ لَكَ
" 251 "
مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ " [سورة آل عمران : آية 128 .]
فاكتسى القلب النبوي لباس الاصطبار ، وفاء بعد الاضطراب إلى القرار .
فلما توزعت الآيات على ظهور الصفات في مختلف الأوقات ، صفت الأخلاق النبوية بالقرآن ليكون خلقه القرآن ، ويكون في إبقاء تلك الصفات في نفس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم معنى قوله عليه السلام " إنما أنسى لأسن " فظهور صفات نفسه الشريفة وقت استنزال الآيات لتأديب نفوس الأمة وتهذيبها رحمة في حقهم ، حتى تتزكى نفوسهم " وتشرف أخلاقهم :
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " الأخلاق مخزونة عند اللّه تعالى فإذا أراد اللّه تعالى بعبد خيرا منحه منها خلقا " .
وقال صلى اللّه عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .
وروى عنه صلى اللّه عليه وسلم " أن للّه تعالى مائة وبضعة عشر خلقا ، من آتاه واحدا منها دخل الجنة " .
فتقديرها وتحديدها لا يكون إلا بوحي سماوي إلى النبي ، المرسل ، واللّه تعالى أبرز إلى الخلق أسماءه منبئة عن صفائه سبحانه وتعالى ، وما أظهرها لهم إلا ليدعوهم إليها ، ولولا أن اللّه تعالى أودع في القوى البشرية التخلق بهذه الأخلاق ما أبرزها لهم دعوة لهم إليها يختص برحمته من يشاء . ولا يبعد واللّه أعلم أن قول عائشة رضى اللّه عنها : [ كان خلقه القرآن ] ، فيه رمز غامض وإيماء خفى إلى الأخلاق الربانية ، فاحتشمت من الحضرة الإلهية أن تقول كان متخلقا بأخلاق اللّه تعالى ، فعبرت عن المعنى بقولها : [ كان خلقه القرآن ] .
قال الجنيد رحمه اللّه : كان خلقه عظيما لأنه لم يكن له همة سوى اللّه تعالى .
" 252 "
وقال الواسطي رحمه اللّه تعالى : لأنه جاد بالكونين عوضا عن الحق .
وقيل : لأنه عليه السلام عاشر الخلق بخلقه وباينهم بقلبه ، وهذا ما قاله بعضهم في معنى التصوف : التصوف الخلق مع الخلق ، والصدق مع الحق.
وقيل : عظم خلقه حيث صغرت الأكوان في عينيه بمشاهدة مكونها .
وقيل : سمى خلقه عظيما لاجتماعه مكارم الأخلاق فيه .
وقد ندب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أمته إلى حسن الخلق في حديث أخبرنا به الشيخ العالم ضياء الدين عبد الوهاب بن علي قال أنا أبو الفتح الهروي قال أنا أبو نصر الترياقي قال أنا أبو محمد الجراحى قال أنا أبو العباس المحبوبي قال أنا أبو عيسى الحافظ الترمذي قال حدثنا أحمد بن الحسين بن خراض قال حدثنا بن حبان بن هلال قال حدثنا مبارك بن فضالة قال حدثني عبد اللّه بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن جابر رضي اللّه عنه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال " إن من أحبكم إلى وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إلى وأبعدكم منى مجلسا يوم القيامة الثرثارون المتشدقون المتفيهقون .
قالوا : يا رسول اللّه علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفقيهقون ؟
قال : المتكبرون " والثرثار هو المكثار من الحديث : والمتشدق : المتطاول على الناس في الكلام .
قال الواسطي رحمه اللّه : الخلق العظيم أن لا يخاصم ولا يخاصم .
وقال أيضا : وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [سورة القلم : آية 4 .]
لوجدانك حلاوة المطالعة على سرك .
وقال أيضا : لأنك قبلت فنون ما أسديت إليك من نعمى أحسن مما قبله غيرك من الأنبياء والرسل .
" 253 "
وقال الحسين : لأنه لم يؤثر فيك جفاء الخلق مع مطالعة الحق . وقيل : الخلق العظيم لباس التقوى ، والتخلق بأخلاق اللّه تعالى ، إذ لم يبق للأعواض عنده خطر .
وقال بعضهم : قوله تعالى : وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ ( 44 ) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ [سورة الحاقة : الآيات 54 - 55 .]
أتم ، لأنه حيث قال ( وإنك ) أحضره ، وإذا أحضره أغفله وحجبه .
وقوله ( لأخذنا ) أتم ، لأن فيه فناء . وفي قول هذا القائل نظر ، فهلا قال : إن كان في ذلك فناء ففي قوله ( وإنك ) بقاء ، وهو بقاء بعد فناء ، والبقاء أتم من الفناء ، وهذا أليق بمنصب الرسالة ، لأن الفناء إنما عز لمزاحمة وجود مذموم ، فإذا نزع المذموم من الوجود وتبدلت النعوت ، فأي عزة تبقى في الفناء ، فيكون حضوره باللّه لا بنفسه ، فأي حجبة تبقى هنا لك ؟ .
وقيل : من أوتى الخلق العظيم فقد أوتى أعظم المقامات ، لأن للمقامات ارتباطا عاما ، والخلق ارتباط بالنعوت والصفات .
وقال الجنيد : اجتمع فيه أربعة أشياء : السخاء ، والألفة ، والنصيحة ، والشفقة .
وقال ابن عطاء : الخلق العظيم أن لا يكون له اختيار ، ويكون تحت الحكم مع فناء النفس وفناء المألوفات .
وقال أبو سعيد القرشي : العظيم هو اللّه ، ومن أخلاقه الجود والكرم والصفح والعفو والإحسان ، ألا ترى إلى قوله عليه السلام " إن للّه مائة وبضعة عشر خلقا من أتى بواحد منها دخل الجنة " فلما تخلق بأخلاق اللّه تعالى وجد الثناء عليه بقوله وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [سورة القلم : آية 4 .]
" 254 "
وقيل : عظم خلقك لأنك لم ترض بالأخلاق ، وسرت ولم تسكن إلى النعوت حتى وصلت إلى الذات .
وقيل : لما بعث محمد صلى اللّه عليه وسلم إلى الحجاز حجزه بها عن اللذات والشهوات ، وألقاه في الغربة والجفوة ، فلما صفا بذلك عن دنس الأخلاق قال له وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [سورة القلم : آية 4 .]
وأخبرنا الشيخ الصالح أبو زرعة بن الحافظ أبى الفضل محمد بن طاهر المقدسي عن أبيه قال أنا أبو عمر المليحى قال أنا أبو محمد عبد اللّه بن يوسف قال أنا أبو سعيد بن الأعرابي قال حدثنا جعفر بن الحجاج الرقى قال أنا أيوب بن محمد الوزان قال حدثني الوليد قال حدثني ثابت عن يزيد عن الأوزاعي عن الزهري عن عروة ، عن عائشة رضى اللّه عنها قالت : كان نبي صلى اللّه عليه وسلم يقول " مكارم الأخلاق عشرة ، تكون في الرجل ولا تكون في أبيه ، وتكون في العبد ولا تكون في سيده ،
يقسمها اللّه تعالى لمن أراد به السعادة : صدق الحديث ، وصدق البأس ، وأن لا يشبع وجاره وصاحبه جائعان ، وإعطاء السائل ، والمكافأة بالصنائع ، وحفظ الأمانة ، وصلة الرحم ، والتذمم للصاحب ، وإقراء الضيف ، ورأسهن الحياء " .
وسئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ، قال " تقوى اللّه وحسن الخلق " .
وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار قال " الغم والفرح " يكون هذا الغم غم فوات الحظوظ العاجلة ، لأن ذلك يتضمن التسخط والتضجر ، وفيه الاعتراض على اللّه تعالى وعدم الرضا بالقضاء .
ويكون الفرح المشار إليه الفرح بالحظوظ العاجلة الممنوع منه بقوله تعالى لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ " [سورة الحديد : آية 33 .]
وهو الفرح الذي قال اللّه تعالى : إِذْ قالَ لَهُ
" 255 "
قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ [سورة القصص : آية 76 .]
لما رأى مفاتحه تنوء بالعصبة أولى القوة . فأما الفرح بالأقسام الأخروية فمحمود ينافس فيه .
قال اللّه تعالى : قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا[سورة يونس : آية 10]
وفسر عبد اللّه بن المبارك حسن الخلق فقال : هو بسط الوجه ، وبذل المعروف ، وكف الأذى .
فالصوفية راضوا نفوسهم بالمكابدات والمجاهدات حتى أجابت إلى تحسين الأخلاق .
وكم من نفس تجيب إلى الأعمال ولا تجيب إلى الأخلاق .
فنفوس العباد أجابت إلى الأعمال ولا تجيب إلى الأخلاق .
فنفوس العباد أجابت إلى الأعمال وجمحت عن الأخلاق ، ونفوس الزهاد أجابت إلى بعض الأخلاق دون البعض ، ونفوس الصوفية أجابت إلى الأخلاق الكريمة كلها .
أخبرنا الشيخ أبو زرعة إجازة عن أبي بكر بن خلف إجازة عن السلمى قال سمعت حسين بن أحمد بن جعفر يقول سمعت أبا بكر الكتاني يقول :
التصوف خلق فمن زاد عليك بالخلق زاد عليك بالتصوف .
فالعباد أجابت نفوسهم إلى الأعمال لأنهم يسلكون بنور الإسلام ، والزهاد أجابت نفوسهم إلى بعض الأخلاق لكونهم سلكوا بنور الإيمان .
والصوفية أهل القرب سلكوا بنور الإحسان ، فلما باشر بواطن أهل القرب والصوفية نور اليقين ، وتأصل في بواطنهم ذلك انصلح القلب بكل أرجائه وجوانبه ، لأن القلب يبيض بعضه بنور الإسلام ، وبعضه بنور الإيمان ، وكله بنور الإحسان والإيقان ، فإذا ابيض القلب وتنور انعكس نوره على النفس .
وللقلب وجه إلى النفس ووجه إلى الروح . وللنفس وجه إلى القلب ووجه إلى الطبع والغريزة .
والقلب إذا لم يبيض كله لم يتوجه إلى الروح بكله ، ويكون ذا وجهين : وجه إلى الروح ، ووجه إلى النفس ، فإذا ابيض كله
" 256 "
توجه إلى الروح بكله فيتداركه مدد الروح ، ويزداد إشراقا وتنورا ، وكلما انجذب القلب إلى الروح انجذبت النفس إلى القلب ، وكلما انجذبت توجهت إلى القلب بوجهها الذي يليه ، وتنور النفس لتوجهها إلى القلب بوجهها الذي يلي القلب ، وعلامة تنورها طمأنينتها .
قال اللّه تعالى يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ( 27 ) ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً [سورة الفجر : الآيات 27 - 28 .]
وتنور وجهها الذي يلي القلب بمثابة نورانية أحد وجهي الصدف لاكتساب النورانية من اللؤلؤ ، وبقاء شيء من الظلمة على النفس لنسبة وجهها الذي يلي الغريزة والطبع ، كبقاء ظاهر الصدف على ضرب من الكدر والنقصان مخالفا لنورانية باطنه . وإذا تنور أحد وجهي النفس لجأت إلى تحسين الأخلاق وتبديل النعوت ، ولذلك سمى الأبدال أبدالا .
والسر الأكبر في ذلك أن قلب الصوفي بدوام الإقبال على اللّه ، ودوام الذكر بالقلب واللسان يرتقى إلى ذكر الذات ، ويصير حينئذ بمثابة العرش ، فالعرش قلب الكائنات في عالم الخلق والحكمة ، والقلب عرش في عالم الأمر والقدرة .
قال سهل بن عبد اللّه التستري : القلب كالعرش ، والصدر كالكرسى .
وقد ورد عن اللّه تعالى: " لا يسعني أرضى ولا سمائي ، ويسعني قلب عبدي المؤمن " .
فإذا اكتحل القلب بنور ذكر الذات ، وصار بحرا مواجا من نسمات القرب ، جرى في جداول أخلاق النفس صفاء النعوت والصفات ، وتحقق التخلق بأخلاق اللّه تعالى .
حكى عن الشيخ أبى على الفارمزى أنه حكى عن شيخه أبى القاسم الكركانى أنه قال : إن الأسماء التسعة والتسعين تصير أوصافا للعبد السالك ،
" 257 "
وهو بعد في السلوك غير واصل ، ويكون الشيخ عنى بهذا أن العبد يأخذ من كل اسم وصفا يلائم ضعف حال البشر وقصوره ، مثل أن يأخذ من اسم اللّه تعالى الرحيم معنى من الرحمة على قدر قصور البشر .
وكل إشارات المشايخ في الأسماء والصفات التي هي أعز علومهم على هذا المعنى والتفسير ، وكل من توهم بذلك شيئا من الحلول تزندق وألحد .
وقد أوصى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم معاذا بوصية جامعة لمحاسن الأخلاق ،
فقال له " يا معاذ أوصيك بتقوى اللّه ، وصدق الحديث ، والوفاء بالعهد ، وأداء الأمانة ، وترك الخيانة ، وحفظ الجوار ، ورحمة اليتيم ، ولين الكلام ، وبذل السلام ، وحسن العمل ، وقصر الأمل ، وقصد العمل ، ولزوم الإيمان ، والتفقه في القرآن ، وحب الآخرة ، والجزع من الحساب ، وخفض الجناح ، وإياك أن تسب حليما ، أو تكذب صادقا ، أو تطمع آثما ، أو تعصى إماما عادلا ، أو تفسد أرضا .
أوصيك باتقاء اللّه عند كل حجر وشجر ومدر ، وأن تحدث لكل ذنب توبة ، السر بالسر ، والعلانية بالعلانية ، بذلك أدب اللّه عباده ، ودعاهم إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب " .
وروى معاذ أيضا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : " حف الإسلام بمكارم الأخلاق ومحاسن الآداب " .
أخبرنا الشيخ العالم ضياء الدين عبد الوهاب بن علي بإسناده المتقدم إلى الترمذي رضي اللّه عنه قال أنبأنا أبو كريب قال حدثنا قبيصة بن الليث عن مطرف عن عطاء عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال سمعت النبي عليه السلام يقول " ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق ، وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة " .
وقد كان من أخلاق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه كان أسخى الناس ، لا يبيت عنده دينار ولا درهم ، وإن فضل ولم يجد من يعطيه ويأتيه الليل لا يأوى إلى منزله حتى يبرأ منه ، ولا ينال من الدنيا . وأكثر قوت عامه من أيسر ما
" 258 "
يجد من التمر والشعير ، ويضع ما عدا ذلك في سبيل اللّه ، لا يسأل شيئا إلا يعطى ، ثم يعود إلى قوت عامه فيؤثر منه ، حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام .
وكان يخصف النعل ، ويرقع الثوب ، ويخدم في مهنة أهله ، ويقطع اللحم معهن .
وكان أشد الناس حياء ، وأكثرهم تواضعا .
فصلوات الرحمن عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
.
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
الباب التاسع والعشرون في أخلاق الصوفية وشرح الخلق .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي :: تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق
مواضيع مماثلة
» الباب الثلاثون في تفصيل أخلاق الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع في ذكر من أنتمى إلى الصوفية وليس منهم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والعشرون في شرح حال المتجرد والمتأهل من الصوفية وصحة مقاصدهم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السادس والعشرون في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع عشر في حال الصوفي المتسبب .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع في ذكر من أنتمى إلى الصوفية وليس منهم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والعشرون في شرح حال المتجرد والمتأهل من الصوفية وصحة مقاصدهم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السادس والعشرون في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع عشر في حال الصوفي المتسبب .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله