المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
الباب الحادي والعشرون في شرح حال المتجرد والمتأهل من الصوفية وصحة مقاصدهم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: قسم علوم و كتب التصوف :: من كتب الصوفية :: عوارف المعارف الشيخ عمر السهروردي
صفحة 1 من اصل 1
21052021

الباب الحادي والعشرون في شرح حال المتجرد والمتأهل من الصوفية وصحة مقاصدهم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
الباب الحادي والعشرون في شرح حال المتجرد والمتأهل من الصوفية وصحة مقاصدهم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
عوارف المعارف للشيخ شهاب الدين عمر السهروردي القرشي التميمي البكري الشافعي المتوفى سنة 632 ه
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الحادي والعشرون في شرح حال المتجرد والمتأهل من الصوفية وصحة مقاصدهمالصوفي يتزوج للّه كما يتجرد للّه ، فلتجرده مقصد وأوان ، ولتأهله مقصد وأوان .
والصادق يعلم أوان التجرد والتأهل ، لان الطبع الجموح للصوفي ملجم بلجام العلم ، فما يصلح له التجرد لا يستعجله الطبع إلى التزوج ، ولا يقدم على التزوج إلا إذا انصلحت النفس واستحقت إدخال الرفق عليها ، وذلك إذا صارت منقادة مطواعة مجيبة إلى ما راد منها ، بمثابة الطفل الذي يتعاهد بما يروق له ، ويمنع عما يضره ، فإذا صارت النفس محكومة مطواعة فقد فاءت إلى أمر اللّه ، وتنصلت عن مشاحة القلب ، فيصلح بينهما بالعد ، وينظر في أمرهما بالقسط .
ومن صبر من الصوفية على العزوبة هذا الصبر إلى حين بلوغ الكتاب أجله ، ينتخب له الزوجة انتخابا ، ويهيئ اللّه له أعوانا وأسبابا ، وينعم برفيق يدخل عليه ، ورزق يساق إليه .
ومن استعجل المزيد ، واستفزه الطبع ، وخامره الجهل ، بثوران دخان الشهوة المطفئة لشعاع العلم ، وانحط من أوج العزيمة الذي هو قضية حاله وموجب إرادته ، وشريطة صدق طلبه ، إلى حضيض الرخصة التي هي رحمة من اللّه تعالى لعامة خلقه ، يحكم عليه بالنقصان ، ويشهد له بالخسران . ومثل هذا الاستعجال هو حضيض الرجال .
قال سهل بن عبد اللّه التستري : إذا كان للمريد مال يتوقع به زيادة ، فدخل عليه الابتلاء ، فرجوعه في الابتلاء إلى حال دون ذلك نقصان وحدث .
" 180 "
وسمعت بعض الفقراء وقد قيل له : لم لا تتزوج ؟ فقال : المرأة لا تصلح إلا للرجال ، وأنا ما بلغت مبلغ الرجال فكيف أتزوج ؟
فالصادقون لهم أوان بلوغ عنده يتزوجون .
وقد تعارضت الأخبار ، وتماثلت الآثار في فضيلة التجريد والتزويج ، وتنوع كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في ذلك لتنوع الأحوال ، فمنهم من فضيلته في التجريد ، ومنهم من فضيلته في التأهل ، وكل هذا التعارض في حق من نار توقانه برد وسلام لكمال تقواه ، وقهره هواه .
وإلا ففي غير هذا الرجل الذي يخاف عليه الفتنة يجب النكاح في حال التوقان المفرط ، ويكون الخلاف بين الأئمة في غير التائق .
فالصوفي إذا صار متأهلا يتعين على الإخوان معاونته بالإيثار ، ومسامحته في الاستكثار ، إذا رؤى ضعيف الحال قاصرا عن رتبة الرجال كما وصفنا من صبر حتى ظفر لما بلغ الكتاب أجله .
أخبرنا أبو زرعة عن والده أبي الفضل المقدسي الحافظ قال : أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد الخطيب قال : أنا أبو الحسين محمد بن عبد اللّه بن أخي ميمي قال : أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمد بن عبد العزيز قال : حدثنا محمد بن هارون قال : أنا أبو المغيرة قال : حدثنا صفوان بن عمرو قال : حدثنا عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن عوف بن مالك قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا جاءه فيء قسمه في يومه ، فأعطى المتأهل حظين والعزب حظا واحدا ، فدعينا وكنت أدعى قبل عمار بن ياسر فأعطاني حظين وأعطاه حظا واحدا ، فسخط حتى عرف ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في وجهه ومن حضره ، فبقيت معه سلسلة من ذهب ، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يرفعها بطرف عصاه وتسقط وهو يقول : " كيف أنتم يوم يكثر لكم من هذا ؟ " فلم يجبه أحد ، فقال عمار : وددنا يا رسول اللّه لو قد أكثر لنا من هذا .
" 181 "
فالتجرد عن الأزواج والأولاد أعون على الوقت للفقير ، وأجمع لهمه ، وألذ لعيشه .
ويصلح للفقير في ابتداء أمره قطع العلائق ، ومحو العوائق ، والتنقل في الأسفار ، وركوب الأخطار ، والتجرد عن الأسباب ، والخروج عن كل ما يكون حجابا . والتزوج انحطاط من العزيمة إلى الرخص ، ورجوع من التروح إلى النغص ، وتقيد بالأولاد والأزواج ، ودوران حول مظان الإعوجاج ، والتفات إلى الدنيا بعد الزهادة ، وانعطاف على الهوى بمقتضى الطبيعة والعادة .
قال أبو سليمان الداراني : ثلاث من طلبهن فقد ركن إلى الدنيا : من طلب معاشا ، أو تزوج امرأة ، أو كتب الحديث .
وقال : ما رأيت أحدا من أصحابنا تزوج فثبت على مرتبته .
أخبرنا الشيخ طاهر قال : أنا والدي أبو الفضل قال : أنا محمد بن إسماعيل المقرى قال : أنا أحمد بن الحسن قال : أنا حاجب الطوسي قال :
حدثنا عبد الرحيم قال : حدثنا الفزاري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد رضي اللّه عنهما قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : " ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء " .
وروى رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل قال : " ابتلينا بالضراء فصبرنا ، وابتلينا بالسراء فلم نصبر ، وإن أخوف ما أخاف عيكم فتنة النساء إذا تسورن بالذهب ، ولبسن ربط الشام وعصب اليمن ، وأتعبن الغنى ، وكلفن الفقير ما لا يجد " .
وقال بعض الحكماء : معالجة العزوبة خير من معالجة النساء .
وسئل سهل بن عبد اللّه عن النساء فقال : الصبر عنهن خير من الصبر عليهن ، والصبر عليهن خير من الصبر على النار .
" 182 "
وقيل في تفسير قوله تعالى : وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً [سورة النساء : الآية 28 .]
لأنه لا يصبر على النساء .
وقيل في قوله تعالى : . . . رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ [سورة البقرة : الآية 286 .].
الغلمة ، فإن قدر الفقير على مقاومة النفس ، ورزق العلم الوافر بحسن المعاملة في معالجة النفس وصبر عنهن ، فقد حاز الفضل ، واستعمل العقل ، واهتدى إلى الأمر السهل .
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : " خيركم بعد المائتين رجل خفيف الحاذ ، قيل يا رسول اللّه وما خفيف الحاذ ؟
قال : الذي لا أهل له ولا ولد " .
وقال بعض الفقراء لما قيل له تزوج : أنا إلى أن أطلق نفسي أحوج مني إلى التزوج .
وقيل لبشر بن الحارث : إن الناس يتكلمون فيك ، فقال : ما يقولون ؟
قيل : يقولون إنه تارك للسنة ، يعنى النكاح ، فقال : قولوا لهم أنا مشغول بالفرض عن السنة .
وكان يقول : لو كنت أعول دجاجة خفت أن أكون جلادا على الجسر .
والصوفي مبتلى بالنفس ومطالبتها ، وهو في شغل شاغل عن نفسه ، فإذا أضاف إلى مطالبات نفسه مطالبات زوجته يضعف طلبه ، وتكل إرادته ، وتفتر عزيمته .
والنفس إذا أطمعت طمعت ، وإذا أقنعت قنعت ، فيستعين الشاب الطالب على حسم مواد خاطر النكاح بإدامة الصوم ، فإن للصوم أثرا ظاهرا في قمع النفس وقهرها .
" 183 "
وقد ورد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مر بجماعة من الشبان وهم يرفعون الحجارة ، فقال : " يا معشر الشبان من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فليصم ، فإن الصوم له وجاء " أصل الوجاء رض الخصيتين ، كانت العرب تجأ الفحل من الغنم لتذهب فحولته ويسمن .
ومنه الحديث " ضحى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين " .
وقد قيل : هي النفس إن لم تشغلها شغلتك .
فإذا أدام الشاب المريد العمل ، وأذاب نفسه في العبادة ، تقل عليه خواطر النفس .
وأيضا شغله بالعبادة يثمر له حلاوة المعاملة ، ومحبة الإكثار منه ، ويفتح عليه باب السهولة والعيش في العمل ، فيغار على حاله ووقته أن يتكدر بهم الزوجة .
ومن حسن أدب المريد في عزوبته أن لا يمكن خواطر النساء من باطنه ، وكلما خطر له خاطر النساء والشهوة يفر إلى اللّه تعالى بحسن الإنابة ، فيتداركه اللّه تعالى حينئذ بقوة العزيمة ، ويؤيده بمراغمة النفس .
بل ينعكس على نفسه نور قلبه ثوابا لحسن إنابته ، فتسكن النفس عن المطالبة ، ثم تعرض على نفسه ما يدخل عليه بالنكاح من الدخول في المداخل المذمومة المؤدية إلى الذل والهوان ، وأخذ الشيء من غير وجهه ، وما يتوقع من القواطع بسبب التفات الخواطر إلى ضبط امرأة وحراستها والكلف التي لا تنحصر .
وقد سئل عبد اللّه بن عمر بن جهد البلاء فقال : كثرة العيال ، وقلة المال .
وقد قيل : كثرة العيال أحد الفقرين ، وقلة العيال أحد اليسارين .
" 184 "
وكان إبراهيم بن أدهم يقول : من تعود أفخاذ النساء لا يفلح .
ولا شك أن المرأة تدعو إلى الرفاهية والدعة ، وتمنع عن كثرة الاشتغال باللّه وقيام الليل وصيام النهار ، ويتسلط عن الباطن خوف الفقر ومحبة الادخار وكل هذا بعيد عن المتجرد .
وقد ورد : إذا كان بعد المائتين أبيحت العزوبة لأمتي .
فإن توالت على الفقير خواطر النكاح ، وزاحمت باطنه سيما في الصلاة والأذكار والتلاوة فليستعن باللّه أولا ، ثم بالمشايخ والإخوان ، ويشرح الحال لهم ، ويسألهم مسألة اللّه له في حسن الاختيار ، ويطوف على الأحياء والأموات والمساجد والمشاهد ، ويستعظم الأمر ، ولا يدخل فيه بقلة الإكتراث ، فإنه باب فتنة كبيرة وخطر عظيم .
وقد قال اللّه تعالى : إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ [سورة التغابن : الآية 14 .]
ويكثر الضراعة إلى اللّه تعالى ، ويكثر البكاء بين يديه في الخلوات ، ويكرر الاستخارة .
وإن رزق القوة والصبر حتى يستبين له من فضل اللّه الخيرة في ذلك فهو الكمال والتمام ، فقد يكشف اللّه تعالى للصادق ذلك منعا أو إطلاقا في منامه أو يقظته أو على لسان من يثق إلى دينه وحاله أنه إذا أشار لا يشير إلا على بصيرة ، وإذا حكم لا يحكم إلا بحق ، فعند ذلك يكون تزوجه مدبرا معانا فيه .
وسمعنا أن الشيخ عبد القادر الجيلى قال له بعض الصالحين : لم تزوجت ؟
فقال : ما تزوجت حتى قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تزوج ، فقال له ذلك الرجل : الرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يأمر بالرخص وطريق القوم التزم بالعزيمة ، فلا أعلم ما
" 185 "
قال الشيخ في جوابه ، ولكني أقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يأمره بالرخصة وأمره على لسان الشرع .
فأما من التجأ إلى اللّه تعالى وافتقر إليه استخاره فيكاشفه اللّه بتنبيهه إياه في منامه ، وأمره هذا لا يكون أمر رخصة بل هو أمر يتبعه أرباب العزيمة ، لأنه من علم الحال لا من علم الحكم .
ويدل على صحة ما وقع له ما نقل عنه أنه قال : كنت أريد الزوجة مدة من الزمان ولا اجترئ على التزوج خوفا من تكدير الوقت ، فلما صبرت إلى أن بلغ الكتاب أجله ، ساق اللّه لي أربع زوجات ما فيهن إلا من تنفق علىّ إرادة ورغبة . فهذه ثمرة الصبر الجميل الكامل .
فإذا صبر الفقير وطلب الفرج من اللّه يأتيه الفرج والمخرج . . . وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [سورة الطلاق : الآية 2 - 3 .]
فإذا تزوج الفقير بعد الاستقصاء والإكثار من الضراعة والدعاء ، وورد عليه وارد من اللّه تعالى بإذن فيه ، فهو الغاية والنهاية ، وإن عجز عن الصبر إلى ما ورود الإذن ، واستنفذ جهده في الدعاء والضراعة فقد يكون ذلك حظه من اللّه تعالى ، ويعان عليه لحسن نيته ، وصدق مقصده ، وحسن رجائه ، واعتماده على ربه .
وقد نقل عن عبد اللّه بن عباس أنه قال : لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج " 2 " .
..........................................................................................
( 2 ) وهذا يتعراض مع ما ذكر سابقا حول العزوبة وهو يتفق مع قوله صلى اللّه عليه وسلم : " لا رهبانية في الإسلام " وقوله صلوات اله وسلامه عليه : " النكاح سنتي " . . الحديث .
وعموما ما قيل عن العزوبة هي آراء وتصرفات شخصية لبعض أهل الطريق ، يطبقونها على أنفسهم حسب ما تطمئن إليه قلوبهم ، وما يرونه أصلح لحالهم .
" 186 "
ونقل عن شيخ من مشايخ خراسان أنه كان يكثر التزوج حتى لم يكن يخلو عن زوجتين أو ثلاث ، فعوتب في ذلك فقال هل يعرف أحد منكم أنه جلس بين يدي اللّه تعالى جلسة ، أو وقف وقفه في معاملته ، فخطر على قلبه خاطر شهوة ؟
فقالوا : قد يصيبنا ذلك ، فقال : لو رضيت في عمرى كله بمثل حالكم في وقت واحد ما تزوجت قط ، ولكن ما خطر على قلبي خاطر شهوة قط شغلني عن حالي إلا نفذته لأستريح منه وأرجع إلى شغلى .
ثم قال : منذ أربعين سنة ما خطر على قلبي خاطر معصية .
فالصادقون ما دخلوا في النكاح إلا على بصيرة ، وقصدوا حسن مواد النفس .
وقد يكون للأقوياء والعلماء الراسخين في العلم أحوال في دخولهم في النكاح تختص بهم ، وذلك أنهم بعد طول المجاهدات والمراقبات والرياضات تطمئن نفوسهم ، وتقبل قلوبهم ، وللقلوب إقبال وإدبار .
يقول بعضهم : إن للقلوب إقبالا وإدبارا ، فإذا أدبرت روحت بالإرفاق ، وإذا أقبلت ردت إلى الميثاق ، فتبقى قلوبهم دائمة الإقبال إلا اليسير ، ولا يدوم إقبالها إلا لطمأنينة النفوس ، وكفها عن المنازعة ، وترك التشبث في القلوب .
فإذا اطمأنت النفوس واستقرت من طيشها ونفورها وشراستها ، توفرت عليها حقوقها ، وربما يصير من حقوقها حظوظها ، لأن في أداء الحق إقناعا ، وفي أخذ الحظ اتساعا ، وهذا من دقيق علم الصوفية ، فإنهم يتسعون بالنكاح المباح إيصالا إلى النفس حظوظها ، لأنها ما زالت تخالف هواها حتى صار داؤها دواءها ، وصارت الشهوات المباحة واللذات المشروعة لا تضرها ولا تفتر عليها عزائمها .
" 187 "
بل كلما وصلت النفوس الزكية إلى حظوظها ازداد القلب انشراحا وانفساحا ، ويصير بين القلب والنفس موافقة يعطف أحدهما على الآخر ، ويزداد كل واحد منهما بما يدخل على الآخر من الحظ ، كلما أخذ القلب حظه من اللّه خلع على النفس خلع الطمأنينة ، فيكون مزيد السكينة للقلب مزيد للطمأنينة للنفس ، وينشد :
إن السماء إذا اكتست كست الثرى * حللا يدبجها الغمام الراهم
وكلما أخذت النفس حظها تروح القلب تروح الجار المشفق براحة الجار .
سمعت بعض الفقراء يقول : النفس تقول للقلب : كن معي في الطعام أكن معك في الصلاة . وهذا من الأحوال العزيزة لا تصلح إلا لعالم رباني .
وكم من مدع يهلك بتوهمه هذا في نفسه . ومثل هذا العبد يزداد بالنكاح ولا ينقص .
والعبد إذا كمل علمه يأخذ من الأشياء ولا تأخذ الأشياء منه .
وقد كان الجنيد يقول : أنا أحتاج إلى الزوجة كما أحتاج إلى الطعام .
وسمع بعض العلماء بعض الناس يطعن في الصوفية ، فقال : يا هذا ما الذي ينقصهم عندك ؟
فقال : يأكلون كثيرا ، فقال : وأنت أيضا لو جعت كما يجوعون أكلت كما يأكلون .
ثم قال : ويتزوجون كثيرا ، قال : وأنت أيضا لو حفظت فرجك كما يحفظون تزوجت كما يتزوجون .
قال : وأي شيء أيضا ؟
قال : يسمعون القول ، قال : وأنت أيضا لو نظرت كما ينظرون سمعت كما يسمعون .
وكان سفيان بن عيينة يقول : كثرة النساء ليست من الدنيا ، لأن عليا رضي اللّه عنه كان أزهد أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكان له أربع نسوة
" 188 "
وسبع عشرة سرية .
وكان ابن عباس رضي اللّه عنه يقول : خير هذه الأمة أكثرها نساء .
وقد ذكر في أخبار الأنبياء أن عابدا تبتل للعبادة حتى فاق أهل زمانه ، فذكر ذلك لنبي ذلك الزمان ، فقال : نعم الجر لولا أنه تارك لشيء من السنة ، فنمى ذلك إلى العابد ، فأهمه فقال : ما تنفعنى عبادتي وأنا تارك السنة ؟
فجاء إلى النبي عليه السلام فسأله فقال : نعم إنك تارك التزوج .
فقال : ما تركته لأنى أحرمه ، وما منعني منه إلا أنى فقير لا شيء لي وأنا عيال على الناس ، يطعمني هذا مرة وهذا مرة ، فأكره أن أتزوج بامرأة أعضلها أو أرهقها جهدا " 1 " ،
فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : وما يمنعك إلا هذا ؟
قال : نعم ، فقال : أنا أزوجك ابنتي ، فزوجه النبي عليه السلام ابنته .
وكان عبد اللّه بن مسعود يقول : لو لم يبق من عمرى إلا عشرة أيام أحببت أن أتزوج ولا ألقى اللّه عزبا .
وما ذكر اللّه تعالى في القرآن من الأنبياء إلا المتأهلين .
وقيل : إن يحيى بن زكريا عليهما السلام تزوج لأجل السنة ولم يكن يقربها " 2 " .
وقيل : إن عيسى عليه السلام سينكح إذا نزل إلى الأرض ويولد له .
وقيل : إن ركعة من متأهل خير من سبعين ركعة من عزب .
أخبرنا الشيخ الطاهر بن أبي الفضل قال أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقومى القزويني قال أنا أبو طلحة القاسم بن
..........................................................................................
( 1 ) وهكذا يؤكد ما ذهبنا إليه في الهامش السابق من أن بعض أهل التصوف ترك الزواج لأسباب شخصية يراها في نفسه ، وأن العزوبة هي أصلح لحاله . والزواج عموما قد يكون فرضا أو واجبا أو حراما أو مندوبا أو مكروها حسب حالة كل مكلف : راجع في ذلك كتاب ( دور المراة في المجتمع الإسلامي ) تاليف المستشار توفيق على وهبه ، ط 5 ، ص 156 / 158 ، الرياض ، 1406 / 1983 .
( 2 ) لا دليل على ذلك من كتاب أو سنة . ولأنه إذا فعل ذلك يكون قد ظلم من تزوجها ظلما بينا .
" 189 "
أبي البدر الخطيب قال حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان قال حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن يزيد بن ماجة قال حدثنا أحمد بن الأزهر قال حدثنا آدم قال حدثنا عيسى بن ميمون عن القاسم عن عائشة رضي اللّه عنها قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : " النكاح سنتي ، فمن لم يعمل بسنتي فليس منى ، فتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم ، ومن كان ذا طول فلينكح ، ومن لم يجد فعليه بالصيام فإن الصوم له وجاء " .
ومما ينبغي للمتأهل أن يحذر من الإفراط في المخالطة والمعاشرة مع الزوجة إلى حد ينقطع عن أوراده وسياسة أوقاته ، فإن الإفراط في ذلك يقوى النفس وجنودها ، ويفتر ناهض الهمة .
وللمتأهل بسبب الزوجة فتنتان : فتنة لعموم حاله ، وفتنة لخصوص حاله . ففتنة عموم حاله الإفراط في الاهتمام بأسباب المعيشة .
كان الحسن يقول : واللّه ما أصبح اليوم رجل يطيع امرأته فيما تهوى إلا أكبه اللّه على وجهه في النار .
وفي الخبر : " يأتي على الناس زمان يكون هلاك الرجل على يد زوجته وأبويه وولده ، يعيرونه بالفقر ، ويكلفونه ما لا يطيق ، فيدخل في المداخل التي يذهب فيها دينه فيهلك " .
وروى أن قوما دخلوا على يونس عليه السلام فأضافهم ، وكان يدخل ويخرج إلى منزله فتؤذيه امرأته وتستطيل عليه وهو ساكت ، فعجبوا من ذلك وهابوه أن يسألوه ، فقال : لا تعجبوا من هذا فإني سألت اللّه فقلت يا رب ما كنت معاقبى به في الآخرة فعجله لي في الدنيا ،
فقال : إن عقوبتك بنت فلان تزوج بها ، فتزوجت بها وأنا صابر على ما ترون .
فإذا أفرط الفقير في المداراة ربما تعدى حد الاعتدال في وجوه المعيشة متطلبا رضا الزوجة ، فهذا فتنة عموم حاله ، وفتنة خصوص حاله الإفراط
" 190 "
في المجالسة والمخالطة ، فتنطلق النفس عن قيد الاعتدال ، وتسترق الغرض بطول الاسترسال ، فيستولى على القلب بسبب ذلك السهو والغلفة ، ويستجلس مقار المهلة ، فيقل الوارد لقلة الأوراد ، ويتكدر الحال لإهمال شروط الأعمال .
وألطف من هذين الفتنتين فتنة أخرى تختص بأهل القرب والحضور ، وذلك أن للنفوس امتزاجا وبرابطة الامتزاج تعتضد وتشتد وتتطرى طبيعتها الجامدة ، وتلتهب نارها الخامدة . فدواء هذه الفتنة أن يكون للمتأهل عند المجالسة عينان باطنان ينظر بهما إلى مولاه ، وعينان ظاهران يستعملهما في طريق هواه .
وقد قالت رابعة في معنى هذا نظما :
إني جعلتك في الفؤاد محدثي * وأبحت جسمي من أراد جلوسى
فالجسم منى للجليس مؤانس * وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسى
وألطف من هذا فتنة أخرى يخشاها المتأهل ، وهو أن يصير للروح استرواح إلى لطف الجمال ، ويكون ذلك الاسترواح موقوفا على الروح ، ويصير ذلك وليجة في حب الروح المخصوص بالتعلق بالحضرة الإلهية ، فتتبلد الروح ، وينسد باب المزيد من الفتوح ، وهذه البلادة في الروح يعز الشعور بها فلتحذر .
ومن هذا القبيل دخلت الفتنة على طائفة قالوا بالمشاهدة . وإذا كان في باب الحلال وليجة في الحب يتولد منها بلادة الروح في القيام بوظائف حب الحضرة الإلهية ، فما ظنك فيمن يدعى ذلك في باب غير مشروع ، يغره سكون النفس . فيظن أنه لو كان من قبيل الهوى ما سكنت النفس ، والنفس لا تسكن في ذلك دائما بل تسلب من الروح ذلك الوصف وتأخذه إليها .
على أنى استبحثت عما يبتلى المفتونون بالمشاهدة ، فوجدت المحمى من ذلك من صورة الفسق عنده رغوة شراب الشهوة ، إذ لو ذهبت علة الشراب ما
" 191 "
بقيت الرغوة . فليحذر ذلك جدا ، ولا يسمع ممن يدعى فيه حالا وصحة فإنه كذاب مدع .
ولهذا المعنى قال الأطباء : الجماع يسكن هيجان العشق ، وإن كان من غير المعشوق فليعلم أن مستنده الشهوة .
ويكذب من يدعى فيه حالا . وهذه فتن المتأهل .
وفتنة العزب مرور النساء بخاطره ، وتصورهن في متخيله ، ومن أعطى الطهارة في باطنه لا يدنس باطنه بخواطر الشهوة ، وإذا سنح الخاطر يمحوه بحسن الإنابة واللياذ بالهرب .
ومتى سامر الفكر كثف الخاطر وخرج من القلب إلى الصدر ، وعند ذلك يحذر إحساس العضو بالخاطر ، فيصير ذلك عملا خفيا .
وما أقبح مثل هذا بالصادق المتطلع إلى الحضور واليقظة ، فيكون ذلك فاحشة الحال .
وقد قيل : مرور الفاحشة بقلب العارفين كفعل الفاعلين .
واللّه أعلم .
.
_________________
شاء الله بدء السفر منذ يوم ألست بربكم
عرفت ام لم تعرفي
ففيه فسافر لا إليه ولا تكن ... جهولاً فكم عقل عليه يثابر
لا ترحل من كون إلى كون، فتكون كحمار الرحى،
يسير و المكان الذي ارتحل إليه هو المكان الذي ارتحل منه،
لكن ارحل من الأكوان إلى المكون،
و أن إلى ربك المنتهى.
عرفت ام لم تعرفي
ففيه فسافر لا إليه ولا تكن ... جهولاً فكم عقل عليه يثابر
لا ترحل من كون إلى كون، فتكون كحمار الرحى،
يسير و المكان الذي ارتحل إليه هو المكان الذي ارتحل منه،
لكن ارحل من الأكوان إلى المكون،
و أن إلى ربك المنتهى.
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع
الباب الحادي والعشرون في شرح حال المتجرد والمتأهل من الصوفية وصحة مقاصدهم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي :: تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق

» الباب التاسع والعشرون في أخلاق الصوفية وشرح الخلق .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السادس والعشرون في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي عشر في شرح حال الخادم ومن يتشبه به .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والستون في ذكر الأحوال وشرحها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والأربعون في آداب الصوم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السادس والعشرون في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي عشر في شرح حال الخادم ومن يتشبه به .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والستون في ذكر الأحوال وشرحها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والأربعون في آداب الصوم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» مطلب في غذاء الجسم وقت الخلوة وتفصيله .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» بيان في مجيء رسول سلطان الروم قيصر إلى حضرة سيدنا عمر رضي الله عنه ورؤية كراماته ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» مطلب في كيفية انسلاخ الروح والتحاقه بالملأ الأعلى .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب الذكر في الخلوة .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في الرياضة .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في الزهد والتوكل .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في وجوب طلب العلم ومطلب في الورع .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب العزلة .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» بيان قصة الأسد والوحوش و الأرنب في السعي والتوكل والجبر والاختيار ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» مطلب إذا أردت الدخول إلى حضرة الحق .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في بيان أن الدنيا سجن الملك لا داره .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في الاستهلاك في الحق .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في السفر .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب ما يتعيّن علينا في معرفة أمهات المواطن ومطلب في المواطن الست .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في بيان أن الطرق شتى وطريق الحق مفرد .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في السلوك إلى اللّه .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في كيفية السلوك إلى ربّ العزّة تعالى .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في المتن .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» موقع فنجال اخبار تقنية وشروحات تقنية وافضل التقنيات الحديثه والمبتكره
» فصل في وصية للشّارح ووصية إياك والتأويل فإنه دهليز الإلحاد .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» بيان حكاية سلطان يهودي آخر وسعيه لخراب دين سيدنا عيسى وإهلاك قومه ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» فهرس الموضوعات .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والستون في ذكر شيء من البدايات والنهايات وصحتها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» حكاية سلطان اليهود الذي قتل النصارى واهلكهم لاجل تعصبه ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب الثاني والستون في شرح كلمات مشيرة إلى بعض الأحوال في اصطلاح الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والستون في ذكر الأحوال وشرحها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مقدمة الشارح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب الستون في ذكر إشارات المشايخ في المقامات على الترتيب قولهم في التوبة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والخمسون في الإشارات إلى المقامات على الاختصار والإيجار .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» حكاية ذلك الرجل البقال والطوطي (الببغاء) واراقة الطوطی الدهن في الدكان ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب الثامن والخمسون في شرح الحال والمقام والفرق بينهما .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والخمسون في معرفة الخواطر وتفصيلها وتمييزها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» عشق السلطان لجارية وشرائه لها ومرضها وتدبير السلطان لها ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب السادس والخمسون في معرفة الإنسان نفسه ومكاشفات الصوفية من ذلك .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والخمسون في آداب الصحبة والأخوة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الرابع والخمسون في أدب حقوق الصحبة والأخوة في اللّه تعالى .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والخمسون في حقيقة الصحبة وما فيها من الخير والشر .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثاني والخمسون في آداب الشيخ وما يعتمده مع الأصحاب والتلامذة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والخمسون في آداب المريد مع الشيخ .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخمسون في ذكر العمل في جميع النهار وتوزيع الأوقات .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والأربعون في استقبال النهار والأدب فيه والعمل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» فهرس الموضوعات بالصفحات موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د. رفيق العجم
» فهرس المفردات وجذورها موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د. رفيق العجم
» فهرس معجم مصطلحات الصوفية د. عبدالمنعم الحنفي
» مصطلحات حرف الياء .معجم مصطلحات الصوفية د.عبدالمنعم الحنفي
» مصطلحات حرف الهاء .معجم مصطلحات الصوفية د.عبدالمنعم الحنفي
» فهرس المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الثالث .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثامن والأربعون في تقسيم قيام الليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والأربعون في أدب الانتباه من النوم والعمل بالليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الصاد .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الشين .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب السادس والأربعون في ذكر الأسباب المعينة على قيام الليل وأدب النوم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والأربعون في ذكر فضل قيام الليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف السين .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الراء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الدال .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الرابع والأربعون في ذكر أدبهم في اللباس ونياتهم ومقاصدهم فيه .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والأربعون في آداب الأكل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثاني والأربعون في ذكر الطعام وما فيه من المصلحة والمفسدة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والأربعون في آداب الصوم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الخاء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الحاء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الأربعون في اختلاف أحوال الصوفية بالصوم والإفطار .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والثلاثون في فضل الصوم وحسن أثره .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» القصائد من 81 إلى 90 الأبيات 1038 إلى 1158 .مختارات من ديوان شمس الدين التبريزي الجزء الاول مولانا جلال الدين الرومي
» مصطلحات حرف الجيم .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثامن والثلاثون في ذكر آداب الصلاة وأسرارها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والثلاثون في وصف صلاة أهل القرب .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» القصائد من 71 إلى 80 الأبيات 914 إلى 1037 .مختارات من ديوان شمس الدين التبريزي الجزء الاول مولانا جلال الدين الرومي
» مصطلحات حرف التاء الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف التاء الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب السادس والثلاثون في فضيلة الصلاة وكبر شأنها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والثلاثون في آداب أهل الخصوص والصوفية في الوضوء وآداب الصوفية بعد القيام بمعرفة الأحكام .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الباء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف العين الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف العين الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الرابع والثلاثون في آداب الوضوء وأسراره .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والثلاثون في آداب الطهارة ومقدماتها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف القاف .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثاني والثلاثون في آداب الحضرة الإلهية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والثلاثون في ذكر الأدب ومكانه من التصوف .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الميم الجزء الثالث .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الميم الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثلاثون في تفصيل أخلاق الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والعشرون في أخلاق الصوفية وشرح الخلق .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الميم الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثامن والعشرون في كيفية الدخول في الأربعينية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والعشرون في ذكر فتوح الأربعينية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الطاء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب السادس والعشرون في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والعشرون في القول في السماع تأدبا واعتناء .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الزاي .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الرابع والعشرون في القول في السماع ترفعا واستغناء .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والعشرون في القول في السماع ردا وإنكارا .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الذال .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم