المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
الباب الحادي والعشرون في شرح حال المتجرد والمتأهل من الصوفية وصحة مقاصدهم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: قسم علوم و كتب التصوف :: من كتب الصوفية :: عوارف المعارف الشيخ عمر السهروردي
صفحة 1 من اصل 1
21052021
الباب الحادي والعشرون في شرح حال المتجرد والمتأهل من الصوفية وصحة مقاصدهم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
الباب الحادي والعشرون في شرح حال المتجرد والمتأهل من الصوفية وصحة مقاصدهم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
عوارف المعارف للشيخ شهاب الدين عمر السهروردي القرشي التميمي البكري الشافعي المتوفى سنة 632 ه
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الحادي والعشرون في شرح حال المتجرد والمتأهل من الصوفية وصحة مقاصدهمالصوفي يتزوج للّه كما يتجرد للّه ، فلتجرده مقصد وأوان ، ولتأهله مقصد وأوان .
والصادق يعلم أوان التجرد والتأهل ، لان الطبع الجموح للصوفي ملجم بلجام العلم ، فما يصلح له التجرد لا يستعجله الطبع إلى التزوج ، ولا يقدم على التزوج إلا إذا انصلحت النفس واستحقت إدخال الرفق عليها ، وذلك إذا صارت منقادة مطواعة مجيبة إلى ما راد منها ، بمثابة الطفل الذي يتعاهد بما يروق له ، ويمنع عما يضره ، فإذا صارت النفس محكومة مطواعة فقد فاءت إلى أمر اللّه ، وتنصلت عن مشاحة القلب ، فيصلح بينهما بالعد ، وينظر في أمرهما بالقسط .
ومن صبر من الصوفية على العزوبة هذا الصبر إلى حين بلوغ الكتاب أجله ، ينتخب له الزوجة انتخابا ، ويهيئ اللّه له أعوانا وأسبابا ، وينعم برفيق يدخل عليه ، ورزق يساق إليه .
ومن استعجل المزيد ، واستفزه الطبع ، وخامره الجهل ، بثوران دخان الشهوة المطفئة لشعاع العلم ، وانحط من أوج العزيمة الذي هو قضية حاله وموجب إرادته ، وشريطة صدق طلبه ، إلى حضيض الرخصة التي هي رحمة من اللّه تعالى لعامة خلقه ، يحكم عليه بالنقصان ، ويشهد له بالخسران . ومثل هذا الاستعجال هو حضيض الرجال .
قال سهل بن عبد اللّه التستري : إذا كان للمريد مال يتوقع به زيادة ، فدخل عليه الابتلاء ، فرجوعه في الابتلاء إلى حال دون ذلك نقصان وحدث .
" 180 "
وسمعت بعض الفقراء وقد قيل له : لم لا تتزوج ؟ فقال : المرأة لا تصلح إلا للرجال ، وأنا ما بلغت مبلغ الرجال فكيف أتزوج ؟
فالصادقون لهم أوان بلوغ عنده يتزوجون .
وقد تعارضت الأخبار ، وتماثلت الآثار في فضيلة التجريد والتزويج ، وتنوع كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في ذلك لتنوع الأحوال ، فمنهم من فضيلته في التجريد ، ومنهم من فضيلته في التأهل ، وكل هذا التعارض في حق من نار توقانه برد وسلام لكمال تقواه ، وقهره هواه .
وإلا ففي غير هذا الرجل الذي يخاف عليه الفتنة يجب النكاح في حال التوقان المفرط ، ويكون الخلاف بين الأئمة في غير التائق .
فالصوفي إذا صار متأهلا يتعين على الإخوان معاونته بالإيثار ، ومسامحته في الاستكثار ، إذا رؤى ضعيف الحال قاصرا عن رتبة الرجال كما وصفنا من صبر حتى ظفر لما بلغ الكتاب أجله .
أخبرنا أبو زرعة عن والده أبي الفضل المقدسي الحافظ قال : أنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد الخطيب قال : أنا أبو الحسين محمد بن عبد اللّه بن أخي ميمي قال : أنا أبو القاسم عبيد اللّه بن محمد بن عبد العزيز قال : حدثنا محمد بن هارون قال : أنا أبو المغيرة قال : حدثنا صفوان بن عمرو قال : حدثنا عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن عوف بن مالك قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا جاءه فيء قسمه في يومه ، فأعطى المتأهل حظين والعزب حظا واحدا ، فدعينا وكنت أدعى قبل عمار بن ياسر فأعطاني حظين وأعطاه حظا واحدا ، فسخط حتى عرف ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في وجهه ومن حضره ، فبقيت معه سلسلة من ذهب ، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يرفعها بطرف عصاه وتسقط وهو يقول : " كيف أنتم يوم يكثر لكم من هذا ؟ " فلم يجبه أحد ، فقال عمار : وددنا يا رسول اللّه لو قد أكثر لنا من هذا .
" 181 "
فالتجرد عن الأزواج والأولاد أعون على الوقت للفقير ، وأجمع لهمه ، وألذ لعيشه .
ويصلح للفقير في ابتداء أمره قطع العلائق ، ومحو العوائق ، والتنقل في الأسفار ، وركوب الأخطار ، والتجرد عن الأسباب ، والخروج عن كل ما يكون حجابا . والتزوج انحطاط من العزيمة إلى الرخص ، ورجوع من التروح إلى النغص ، وتقيد بالأولاد والأزواج ، ودوران حول مظان الإعوجاج ، والتفات إلى الدنيا بعد الزهادة ، وانعطاف على الهوى بمقتضى الطبيعة والعادة .
قال أبو سليمان الداراني : ثلاث من طلبهن فقد ركن إلى الدنيا : من طلب معاشا ، أو تزوج امرأة ، أو كتب الحديث .
وقال : ما رأيت أحدا من أصحابنا تزوج فثبت على مرتبته .
أخبرنا الشيخ طاهر قال : أنا والدي أبو الفضل قال : أنا محمد بن إسماعيل المقرى قال : أنا أحمد بن الحسن قال : أنا حاجب الطوسي قال :
حدثنا عبد الرحيم قال : حدثنا الفزاري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد رضي اللّه عنهما قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : " ما تركت بعدى فتنة أضر على الرجال من النساء " .
وروى رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل قال : " ابتلينا بالضراء فصبرنا ، وابتلينا بالسراء فلم نصبر ، وإن أخوف ما أخاف عيكم فتنة النساء إذا تسورن بالذهب ، ولبسن ربط الشام وعصب اليمن ، وأتعبن الغنى ، وكلفن الفقير ما لا يجد " .
وقال بعض الحكماء : معالجة العزوبة خير من معالجة النساء .
وسئل سهل بن عبد اللّه عن النساء فقال : الصبر عنهن خير من الصبر عليهن ، والصبر عليهن خير من الصبر على النار .
" 182 "
وقيل في تفسير قوله تعالى : وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً [سورة النساء : الآية 28 .]
لأنه لا يصبر على النساء .
وقيل في قوله تعالى : . . . رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ [سورة البقرة : الآية 286 .].
الغلمة ، فإن قدر الفقير على مقاومة النفس ، ورزق العلم الوافر بحسن المعاملة في معالجة النفس وصبر عنهن ، فقد حاز الفضل ، واستعمل العقل ، واهتدى إلى الأمر السهل .
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : " خيركم بعد المائتين رجل خفيف الحاذ ، قيل يا رسول اللّه وما خفيف الحاذ ؟
قال : الذي لا أهل له ولا ولد " .
وقال بعض الفقراء لما قيل له تزوج : أنا إلى أن أطلق نفسي أحوج مني إلى التزوج .
وقيل لبشر بن الحارث : إن الناس يتكلمون فيك ، فقال : ما يقولون ؟
قيل : يقولون إنه تارك للسنة ، يعنى النكاح ، فقال : قولوا لهم أنا مشغول بالفرض عن السنة .
وكان يقول : لو كنت أعول دجاجة خفت أن أكون جلادا على الجسر .
والصوفي مبتلى بالنفس ومطالبتها ، وهو في شغل شاغل عن نفسه ، فإذا أضاف إلى مطالبات نفسه مطالبات زوجته يضعف طلبه ، وتكل إرادته ، وتفتر عزيمته .
والنفس إذا أطمعت طمعت ، وإذا أقنعت قنعت ، فيستعين الشاب الطالب على حسم مواد خاطر النكاح بإدامة الصوم ، فإن للصوم أثرا ظاهرا في قمع النفس وقهرها .
" 183 "
وقد ورد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مر بجماعة من الشبان وهم يرفعون الحجارة ، فقال : " يا معشر الشبان من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فليصم ، فإن الصوم له وجاء " أصل الوجاء رض الخصيتين ، كانت العرب تجأ الفحل من الغنم لتذهب فحولته ويسمن .
ومنه الحديث " ضحى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بكبشين أملحين أقرنين " .
وقد قيل : هي النفس إن لم تشغلها شغلتك .
فإذا أدام الشاب المريد العمل ، وأذاب نفسه في العبادة ، تقل عليه خواطر النفس .
وأيضا شغله بالعبادة يثمر له حلاوة المعاملة ، ومحبة الإكثار منه ، ويفتح عليه باب السهولة والعيش في العمل ، فيغار على حاله ووقته أن يتكدر بهم الزوجة .
ومن حسن أدب المريد في عزوبته أن لا يمكن خواطر النساء من باطنه ، وكلما خطر له خاطر النساء والشهوة يفر إلى اللّه تعالى بحسن الإنابة ، فيتداركه اللّه تعالى حينئذ بقوة العزيمة ، ويؤيده بمراغمة النفس .
بل ينعكس على نفسه نور قلبه ثوابا لحسن إنابته ، فتسكن النفس عن المطالبة ، ثم تعرض على نفسه ما يدخل عليه بالنكاح من الدخول في المداخل المذمومة المؤدية إلى الذل والهوان ، وأخذ الشيء من غير وجهه ، وما يتوقع من القواطع بسبب التفات الخواطر إلى ضبط امرأة وحراستها والكلف التي لا تنحصر .
وقد سئل عبد اللّه بن عمر بن جهد البلاء فقال : كثرة العيال ، وقلة المال .
وقد قيل : كثرة العيال أحد الفقرين ، وقلة العيال أحد اليسارين .
" 184 "
وكان إبراهيم بن أدهم يقول : من تعود أفخاذ النساء لا يفلح .
ولا شك أن المرأة تدعو إلى الرفاهية والدعة ، وتمنع عن كثرة الاشتغال باللّه وقيام الليل وصيام النهار ، ويتسلط عن الباطن خوف الفقر ومحبة الادخار وكل هذا بعيد عن المتجرد .
وقد ورد : إذا كان بعد المائتين أبيحت العزوبة لأمتي .
فإن توالت على الفقير خواطر النكاح ، وزاحمت باطنه سيما في الصلاة والأذكار والتلاوة فليستعن باللّه أولا ، ثم بالمشايخ والإخوان ، ويشرح الحال لهم ، ويسألهم مسألة اللّه له في حسن الاختيار ، ويطوف على الأحياء والأموات والمساجد والمشاهد ، ويستعظم الأمر ، ولا يدخل فيه بقلة الإكتراث ، فإنه باب فتنة كبيرة وخطر عظيم .
وقد قال اللّه تعالى : إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ [سورة التغابن : الآية 14 .]
ويكثر الضراعة إلى اللّه تعالى ، ويكثر البكاء بين يديه في الخلوات ، ويكرر الاستخارة .
وإن رزق القوة والصبر حتى يستبين له من فضل اللّه الخيرة في ذلك فهو الكمال والتمام ، فقد يكشف اللّه تعالى للصادق ذلك منعا أو إطلاقا في منامه أو يقظته أو على لسان من يثق إلى دينه وحاله أنه إذا أشار لا يشير إلا على بصيرة ، وإذا حكم لا يحكم إلا بحق ، فعند ذلك يكون تزوجه مدبرا معانا فيه .
وسمعنا أن الشيخ عبد القادر الجيلى قال له بعض الصالحين : لم تزوجت ؟
فقال : ما تزوجت حتى قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تزوج ، فقال له ذلك الرجل : الرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يأمر بالرخص وطريق القوم التزم بالعزيمة ، فلا أعلم ما
" 185 "
قال الشيخ في جوابه ، ولكني أقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يأمره بالرخصة وأمره على لسان الشرع .
فأما من التجأ إلى اللّه تعالى وافتقر إليه استخاره فيكاشفه اللّه بتنبيهه إياه في منامه ، وأمره هذا لا يكون أمر رخصة بل هو أمر يتبعه أرباب العزيمة ، لأنه من علم الحال لا من علم الحكم .
ويدل على صحة ما وقع له ما نقل عنه أنه قال : كنت أريد الزوجة مدة من الزمان ولا اجترئ على التزوج خوفا من تكدير الوقت ، فلما صبرت إلى أن بلغ الكتاب أجله ، ساق اللّه لي أربع زوجات ما فيهن إلا من تنفق علىّ إرادة ورغبة . فهذه ثمرة الصبر الجميل الكامل .
فإذا صبر الفقير وطلب الفرج من اللّه يأتيه الفرج والمخرج . . . وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [سورة الطلاق : الآية 2 - 3 .]
فإذا تزوج الفقير بعد الاستقصاء والإكثار من الضراعة والدعاء ، وورد عليه وارد من اللّه تعالى بإذن فيه ، فهو الغاية والنهاية ، وإن عجز عن الصبر إلى ما ورود الإذن ، واستنفذ جهده في الدعاء والضراعة فقد يكون ذلك حظه من اللّه تعالى ، ويعان عليه لحسن نيته ، وصدق مقصده ، وحسن رجائه ، واعتماده على ربه .
وقد نقل عن عبد اللّه بن عباس أنه قال : لا يتم نسك الشاب حتى يتزوج " 2 " .
..........................................................................................
( 2 ) وهذا يتعراض مع ما ذكر سابقا حول العزوبة وهو يتفق مع قوله صلى اللّه عليه وسلم : " لا رهبانية في الإسلام " وقوله صلوات اله وسلامه عليه : " النكاح سنتي " . . الحديث .
وعموما ما قيل عن العزوبة هي آراء وتصرفات شخصية لبعض أهل الطريق ، يطبقونها على أنفسهم حسب ما تطمئن إليه قلوبهم ، وما يرونه أصلح لحالهم .
" 186 "
ونقل عن شيخ من مشايخ خراسان أنه كان يكثر التزوج حتى لم يكن يخلو عن زوجتين أو ثلاث ، فعوتب في ذلك فقال هل يعرف أحد منكم أنه جلس بين يدي اللّه تعالى جلسة ، أو وقف وقفه في معاملته ، فخطر على قلبه خاطر شهوة ؟
فقالوا : قد يصيبنا ذلك ، فقال : لو رضيت في عمرى كله بمثل حالكم في وقت واحد ما تزوجت قط ، ولكن ما خطر على قلبي خاطر شهوة قط شغلني عن حالي إلا نفذته لأستريح منه وأرجع إلى شغلى .
ثم قال : منذ أربعين سنة ما خطر على قلبي خاطر معصية .
فالصادقون ما دخلوا في النكاح إلا على بصيرة ، وقصدوا حسن مواد النفس .
وقد يكون للأقوياء والعلماء الراسخين في العلم أحوال في دخولهم في النكاح تختص بهم ، وذلك أنهم بعد طول المجاهدات والمراقبات والرياضات تطمئن نفوسهم ، وتقبل قلوبهم ، وللقلوب إقبال وإدبار .
يقول بعضهم : إن للقلوب إقبالا وإدبارا ، فإذا أدبرت روحت بالإرفاق ، وإذا أقبلت ردت إلى الميثاق ، فتبقى قلوبهم دائمة الإقبال إلا اليسير ، ولا يدوم إقبالها إلا لطمأنينة النفوس ، وكفها عن المنازعة ، وترك التشبث في القلوب .
فإذا اطمأنت النفوس واستقرت من طيشها ونفورها وشراستها ، توفرت عليها حقوقها ، وربما يصير من حقوقها حظوظها ، لأن في أداء الحق إقناعا ، وفي أخذ الحظ اتساعا ، وهذا من دقيق علم الصوفية ، فإنهم يتسعون بالنكاح المباح إيصالا إلى النفس حظوظها ، لأنها ما زالت تخالف هواها حتى صار داؤها دواءها ، وصارت الشهوات المباحة واللذات المشروعة لا تضرها ولا تفتر عليها عزائمها .
" 187 "
بل كلما وصلت النفوس الزكية إلى حظوظها ازداد القلب انشراحا وانفساحا ، ويصير بين القلب والنفس موافقة يعطف أحدهما على الآخر ، ويزداد كل واحد منهما بما يدخل على الآخر من الحظ ، كلما أخذ القلب حظه من اللّه خلع على النفس خلع الطمأنينة ، فيكون مزيد السكينة للقلب مزيد للطمأنينة للنفس ، وينشد :
إن السماء إذا اكتست كست الثرى * حللا يدبجها الغمام الراهم
وكلما أخذت النفس حظها تروح القلب تروح الجار المشفق براحة الجار .
سمعت بعض الفقراء يقول : النفس تقول للقلب : كن معي في الطعام أكن معك في الصلاة . وهذا من الأحوال العزيزة لا تصلح إلا لعالم رباني .
وكم من مدع يهلك بتوهمه هذا في نفسه . ومثل هذا العبد يزداد بالنكاح ولا ينقص .
والعبد إذا كمل علمه يأخذ من الأشياء ولا تأخذ الأشياء منه .
وقد كان الجنيد يقول : أنا أحتاج إلى الزوجة كما أحتاج إلى الطعام .
وسمع بعض العلماء بعض الناس يطعن في الصوفية ، فقال : يا هذا ما الذي ينقصهم عندك ؟
فقال : يأكلون كثيرا ، فقال : وأنت أيضا لو جعت كما يجوعون أكلت كما يأكلون .
ثم قال : ويتزوجون كثيرا ، قال : وأنت أيضا لو حفظت فرجك كما يحفظون تزوجت كما يتزوجون .
قال : وأي شيء أيضا ؟
قال : يسمعون القول ، قال : وأنت أيضا لو نظرت كما ينظرون سمعت كما يسمعون .
وكان سفيان بن عيينة يقول : كثرة النساء ليست من الدنيا ، لأن عليا رضي اللّه عنه كان أزهد أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكان له أربع نسوة
" 188 "
وسبع عشرة سرية .
وكان ابن عباس رضي اللّه عنه يقول : خير هذه الأمة أكثرها نساء .
وقد ذكر في أخبار الأنبياء أن عابدا تبتل للعبادة حتى فاق أهل زمانه ، فذكر ذلك لنبي ذلك الزمان ، فقال : نعم الجر لولا أنه تارك لشيء من السنة ، فنمى ذلك إلى العابد ، فأهمه فقال : ما تنفعنى عبادتي وأنا تارك السنة ؟
فجاء إلى النبي عليه السلام فسأله فقال : نعم إنك تارك التزوج .
فقال : ما تركته لأنى أحرمه ، وما منعني منه إلا أنى فقير لا شيء لي وأنا عيال على الناس ، يطعمني هذا مرة وهذا مرة ، فأكره أن أتزوج بامرأة أعضلها أو أرهقها جهدا " 1 " ،
فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم : وما يمنعك إلا هذا ؟
قال : نعم ، فقال : أنا أزوجك ابنتي ، فزوجه النبي عليه السلام ابنته .
وكان عبد اللّه بن مسعود يقول : لو لم يبق من عمرى إلا عشرة أيام أحببت أن أتزوج ولا ألقى اللّه عزبا .
وما ذكر اللّه تعالى في القرآن من الأنبياء إلا المتأهلين .
وقيل : إن يحيى بن زكريا عليهما السلام تزوج لأجل السنة ولم يكن يقربها " 2 " .
وقيل : إن عيسى عليه السلام سينكح إذا نزل إلى الأرض ويولد له .
وقيل : إن ركعة من متأهل خير من سبعين ركعة من عزب .
أخبرنا الشيخ الطاهر بن أبي الفضل قال أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقومى القزويني قال أنا أبو طلحة القاسم بن
..........................................................................................
( 1 ) وهكذا يؤكد ما ذهبنا إليه في الهامش السابق من أن بعض أهل التصوف ترك الزواج لأسباب شخصية يراها في نفسه ، وأن العزوبة هي أصلح لحاله . والزواج عموما قد يكون فرضا أو واجبا أو حراما أو مندوبا أو مكروها حسب حالة كل مكلف : راجع في ذلك كتاب ( دور المراة في المجتمع الإسلامي ) تاليف المستشار توفيق على وهبه ، ط 5 ، ص 156 / 158 ، الرياض ، 1406 / 1983 .
( 2 ) لا دليل على ذلك من كتاب أو سنة . ولأنه إذا فعل ذلك يكون قد ظلم من تزوجها ظلما بينا .
" 189 "
أبي البدر الخطيب قال حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان قال حدثنا أبو عبد اللّه محمد بن يزيد بن ماجة قال حدثنا أحمد بن الأزهر قال حدثنا آدم قال حدثنا عيسى بن ميمون عن القاسم عن عائشة رضي اللّه عنها قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : " النكاح سنتي ، فمن لم يعمل بسنتي فليس منى ، فتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم ، ومن كان ذا طول فلينكح ، ومن لم يجد فعليه بالصيام فإن الصوم له وجاء " .
ومما ينبغي للمتأهل أن يحذر من الإفراط في المخالطة والمعاشرة مع الزوجة إلى حد ينقطع عن أوراده وسياسة أوقاته ، فإن الإفراط في ذلك يقوى النفس وجنودها ، ويفتر ناهض الهمة .
وللمتأهل بسبب الزوجة فتنتان : فتنة لعموم حاله ، وفتنة لخصوص حاله . ففتنة عموم حاله الإفراط في الاهتمام بأسباب المعيشة .
كان الحسن يقول : واللّه ما أصبح اليوم رجل يطيع امرأته فيما تهوى إلا أكبه اللّه على وجهه في النار .
وفي الخبر : " يأتي على الناس زمان يكون هلاك الرجل على يد زوجته وأبويه وولده ، يعيرونه بالفقر ، ويكلفونه ما لا يطيق ، فيدخل في المداخل التي يذهب فيها دينه فيهلك " .
وروى أن قوما دخلوا على يونس عليه السلام فأضافهم ، وكان يدخل ويخرج إلى منزله فتؤذيه امرأته وتستطيل عليه وهو ساكت ، فعجبوا من ذلك وهابوه أن يسألوه ، فقال : لا تعجبوا من هذا فإني سألت اللّه فقلت يا رب ما كنت معاقبى به في الآخرة فعجله لي في الدنيا ،
فقال : إن عقوبتك بنت فلان تزوج بها ، فتزوجت بها وأنا صابر على ما ترون .
فإذا أفرط الفقير في المداراة ربما تعدى حد الاعتدال في وجوه المعيشة متطلبا رضا الزوجة ، فهذا فتنة عموم حاله ، وفتنة خصوص حاله الإفراط
" 190 "
في المجالسة والمخالطة ، فتنطلق النفس عن قيد الاعتدال ، وتسترق الغرض بطول الاسترسال ، فيستولى على القلب بسبب ذلك السهو والغلفة ، ويستجلس مقار المهلة ، فيقل الوارد لقلة الأوراد ، ويتكدر الحال لإهمال شروط الأعمال .
وألطف من هذين الفتنتين فتنة أخرى تختص بأهل القرب والحضور ، وذلك أن للنفوس امتزاجا وبرابطة الامتزاج تعتضد وتشتد وتتطرى طبيعتها الجامدة ، وتلتهب نارها الخامدة . فدواء هذه الفتنة أن يكون للمتأهل عند المجالسة عينان باطنان ينظر بهما إلى مولاه ، وعينان ظاهران يستعملهما في طريق هواه .
وقد قالت رابعة في معنى هذا نظما :
إني جعلتك في الفؤاد محدثي * وأبحت جسمي من أراد جلوسى
فالجسم منى للجليس مؤانس * وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسى
وألطف من هذا فتنة أخرى يخشاها المتأهل ، وهو أن يصير للروح استرواح إلى لطف الجمال ، ويكون ذلك الاسترواح موقوفا على الروح ، ويصير ذلك وليجة في حب الروح المخصوص بالتعلق بالحضرة الإلهية ، فتتبلد الروح ، وينسد باب المزيد من الفتوح ، وهذه البلادة في الروح يعز الشعور بها فلتحذر .
ومن هذا القبيل دخلت الفتنة على طائفة قالوا بالمشاهدة . وإذا كان في باب الحلال وليجة في الحب يتولد منها بلادة الروح في القيام بوظائف حب الحضرة الإلهية ، فما ظنك فيمن يدعى ذلك في باب غير مشروع ، يغره سكون النفس . فيظن أنه لو كان من قبيل الهوى ما سكنت النفس ، والنفس لا تسكن في ذلك دائما بل تسلب من الروح ذلك الوصف وتأخذه إليها .
على أنى استبحثت عما يبتلى المفتونون بالمشاهدة ، فوجدت المحمى من ذلك من صورة الفسق عنده رغوة شراب الشهوة ، إذ لو ذهبت علة الشراب ما
" 191 "
بقيت الرغوة . فليحذر ذلك جدا ، ولا يسمع ممن يدعى فيه حالا وصحة فإنه كذاب مدع .
ولهذا المعنى قال الأطباء : الجماع يسكن هيجان العشق ، وإن كان من غير المعشوق فليعلم أن مستنده الشهوة .
ويكذب من يدعى فيه حالا . وهذه فتن المتأهل .
وفتنة العزب مرور النساء بخاطره ، وتصورهن في متخيله ، ومن أعطى الطهارة في باطنه لا يدنس باطنه بخواطر الشهوة ، وإذا سنح الخاطر يمحوه بحسن الإنابة واللياذ بالهرب .
ومتى سامر الفكر كثف الخاطر وخرج من القلب إلى الصدر ، وعند ذلك يحذر إحساس العضو بالخاطر ، فيصير ذلك عملا خفيا .
وما أقبح مثل هذا بالصادق المتطلع إلى الحضور واليقظة ، فيكون ذلك فاحشة الحال .
وقد قيل : مرور الفاحشة بقلب العارفين كفعل الفاعلين .
واللّه أعلم .
.
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
الباب الحادي والعشرون في شرح حال المتجرد والمتأهل من الصوفية وصحة مقاصدهم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي :: تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق
مواضيع مماثلة
» الباب التاسع والعشرون في أخلاق الصوفية وشرح الخلق .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السادس والعشرون في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي عشر في شرح حال الخادم ومن يتشبه به .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والستون في ذكر الأحوال وشرحها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والأربعون في آداب الصوم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السادس والعشرون في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي عشر في شرح حال الخادم ومن يتشبه به .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والستون في ذكر الأحوال وشرحها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والأربعون في آداب الصوم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله