المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
الباب السابع والعشرون في ذكر فتوح الأربعينية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: قسم علوم و كتب التصوف :: من كتب الصوفية :: عوارف المعارف الشيخ عمر السهروردي
صفحة 1 من اصل 1
26052021
![مُساهمة مُساهمة](https://2img.net/i/empty.gif)
الباب السابع والعشرون في ذكر فتوح الأربعينية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
الباب السابع والعشرون في ذكر فتوح الأربعينية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
عوارف المعارف للشيخ شهاب الدين عمر السهروردي القرشي التميمي البكري الشافعي المتوفى سنة 632 ه
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب السابع والعشرون في ذكر فتوح الأربعينيةوقد غلط في طريق الخلوة والأربعينية قوم وحرفوا الكلم عن مواضعه ودخل عليهم الشيطان ، وفتح عليهم بابا من الغرور ، ودخلوا الخلوة على غير أصل مستقيم من تأدية حق الخلوة بالإخلاص ، وسمعوا أن المشايخ والصوفية كانت لهم خلوات ، وظهرت لهم وقائع ، وكوشفوا بغرائب وعجائب ، فدخلوا الخلوة لطلب ذلك ، وهذا عين الاعتلال ومحض الضلال .
وإنما القوم اختاروا الخلوة والوحدة لسلامة الدين ، وتفقد أحوال النفس ، وإخلاص العمل للّه تعالى .
نقل عن أبي عمرو الأنماطي أنه قال : لن يصفو للعاقل فهم الأخير إلا بإحكامه ما يجب عليه من إصلاح الحال الأول والمواطن التي ينبغي أن يعرف منها أمزداد هو أم منتقص ، فعليه أن يطلب مواضع الخلوة لكي لا يعارضه شاغل فيفسد عليه ما يريده .
أنبأنا طاهر بن أبي الفضل إجازة عن أبي بكر بن خلف إجازة قال أنبأنا أبو عبد الرحمن قال سمعت أبا تميم المغربي يقول : من اختار الخلوة على الصحبة فينبغي أن يكون خاليا من جميع الأفكار إلا ذكر ربه عز وجل ، وخاليا من جميع المرادات إلا مراد ربه ، وخاليا من مطالبة النفس من جميع الأسباب ، فإن لم يكن بهذه الصفة فإن خلوته توقعه في فتنة أو بلية .
أخبرنا أبو زرعة إجازة قال أنا أبو بكر إجازة قال أنا أبو عبد الرحمن قال سمعت منصورا يقول سمعت محمد بن حامد يقول : جاء رجل إلى زيارة أبى بكر الوراق وقال له : أوصني ، فقال : وجدت خير الدنيا والآخرة في الخلوة والقلة ، ووجدت شرهما في الكثرة والاختلاط ، فمن دخل الخلوة معتلا في دخوله دخل عليه الشيطان ، وسول له أنواع الطغيان ، وامتلأ من الغرور
" 234 "
والمحال ، فظن أنه على حسن الحال ، فقد دخلت الفتنة على قوم دخلوا الخلوة بغير شروطها ، وأقبلوا على ذكر من الأذكار ، واستجمعوا نفوسهم بالعزلة عن الخلوة ، ومنعوا الشواغل من الحواس كفعل الرهابين والبراهمة والفلاسفة .
والوحدة في جمع الهم لها تأثير في صفاء الباطن مطلقا ، فما كان من ذلك بحسن سياسة الشرع وصدق المتابعة لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنتج تنوير القلب ، والزهد في الدنيا ، وحلاوة الذكر ، والمعاملة للّه بالإخلاص من الصلاة والتلاوة وغير ذلك ، وما كان من ذلك من غير سياسة الشرع ومتابعة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينتج صفاء في النفس يستعان به على اكتساب علوم الرياضة مما يعتنى به الفلاسفة والدهريون خذلهم اللّه تعالى.
وكلما أكثر من ذلك بعد عن اللّه ، ولا يزال المقبل على ذلك يستغويه الشيطان بما يكتسب من العلوم الرياضية ، أو بما قد يتراءى له من صدق الخاطر وغير ذلك ، حتى يركن إليه الركون التام ، ويظن أنه فاز بالمقصود ، ولا يعلم أن هذا الفن من الفائدة غير ممنوع من النصارى والبراهمة ، وليس هو المقصود من الخلوة يقول بعضهم إن الحق يريد منك الاستقامة وأنت تطلب الكرامة .
وقد يفتح على الصادقين من خوارق العادات وصدق الفراسة ، ويتبين ما سيحدث في المستقبل ، وقد لا يفتح عليهم ذلك ، ولا يقدح في حالهم عدم ذلك ، وإنما يقدح في حالهم الانحراف عن حد الاستقامة ، فما يفتح من ذلك على الصادقين يصير سببا لمزيد إيقانهم ، والداعي لهم إلى صدق المجاهدة والمعاملة والزهد في الدنيا والتخلق بالأخلاق الحميدة .
وما يفتح من ذلك على ما ليس تحت سياسة الشرع يصير سببا لمزيد بعده وغروره وحماقته ، واستطالته على الناس وازدرائه بالخلق ، ولا يزال به حتى يخلع ربقة الإسلام عن عنقه ، وينكر الحدود والأحكام والحلال والحرام ،
" 235 "
ويظن أن المقصود من العبادات ذكر اللّه تعالى ، ويترك متابعة الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، ثم يتدرج من ذلك إلى تلحد وتزندق ، نعوذ باللّه من الضلال .
وقد يلوح لأقوام خيالات يظنونها وقائع ، ويشبهونها بوقائع المشايخ من غير علم بحقيقة ذلك ، فمن أراد تحقيق ذلك فليعلم أن العبد إذا أخلص للّه وأحسن نيته وقعد في الخلوة أربعين يوما أو أكثر ، فمنهم من يباشر باطنه صفو اليقين ، ويرفع الحجاب عن قلبه ، ويصير كما قال قائلهم رأى قلبي ربى .
وقد يصل إلى هذا المقام تارة بإحياء الأوقات بالصالحات ، وكف الجوارح ، وتوزيع الأوراد من الصلاة والتلاوة والذكر على الأوقات ، وتارة يبادئه الحق لموضع صدقه ، وقوة استعداده ومبادئه ، من غير عمل وجد منه ، وتارة يجد ذلك بملازمة ذكر واحد من الأذكار ، لأنه لا يزال يردد ذلك الذكر ويقوله ، وتكون عبادته الصلوات الخمس بسنتها الراتبة فحسب ، وسائر أوقاته مشغولة بالذكر الواحد ، لا يتخللها فتور ، ولا يوجد منه قصور ، ولا يزال يردد ذلك الذكر ملتزما به ، حتى في طريق الوضوء وساعة الأكل لا يفتر عنه .
واختار جماعة من المشايخ من الذكر كلمة : لا إله إلا اللّه .
وهذه الكلمة لها خاصية في تنوير الباطن وجمع الهمم إذا داوم عليها صادق مخلص ، وهي من مواهب الحق لهذه الأمة ، وفيها خاصية لهذه الأمة فيما حدثنا شيخنا ضياء الدين إملاء قال أنا أبو القاسم الدمشقي الحافظ قال أنا عبد الكريم بن الحسين قال أنا عبد الوهاب الدمشقي قال أنا محمد بن خريم قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثناالوليد بن مسلم قال أنا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه : أن عيسى بن مريم عليه السلام قال : رب أنبئني
" 236 "
عن هذه الأمة المرحومة ، قال : أمة محمد عليه الصلاة والسلام ، علماء حنفاء أتقياء حلماء أصفياء حكماء كأنهم أنبياء ، يرضون منى بالقليل من العطاء ، وأرضى منهم باليسير من العمل ، وأدخلهم الجنة بلا إله إلا اللّه ، يا عيسى هم أكثر سكان الجنة ، لأنها لم تذل ألسن قوم قط بلا إله إلا اللّه كما ذلت ألسنتهم ، ولم تذل رقاب قوم قط بالسجود كما ذلت رقابهم .
وعن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضى اللّه عنهما قال : إن هذه الآية مكتوبة في التوراة يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً [سورة الأحزاب : آية 45 .]
وحرز للمؤمنين وكنزا للأميين ، أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صخاب في الأسواق ، ولا يجزى بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح ، ولن أقبضه حتى تقام به الملة المعوجة بأن يقولوا لا إله إلا اللّه ، ويفتحوا أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا .
فلا يزال العبد في خلوته يردد هذه الكلمة على لسانه ، مع مواطأة القلب ، حتى تصير الكلمة متأصلة في القلب ، مزيلة لحديث النفس ، ينوب معناها في القلب عن حديث النفس ، فإذا استولت الكلمة ، وسهلت على اللسان يتشربها القلب ، فلو سكت اللسان لم يسكت القلب ، ثم تتجوهر في القلب ، وبتجوهرها يستكن نور اليقين في القلب ، حتى إذا ذهبت صورة الكلمة من اللسان والقلب لا يزال نورها متجوهرا ، ويتخذ الذكر مع رؤية عظمة المذكور سبحانه وتعالى ، ويصير الذكر حينئذ ذكر الذات ، وهذا الذكر هو المشاهدة والمكاشفة والمعاينة ، أعنى ذكر الذات بتجوهر نور الذكر ، وهذا هو المقصد الأقصى من الخلوة .
وقد يحصل هذا من الخلوة لا بذكر الكلمة ، بل بتلاوة القرآن إذا أكثر من التلاوة ، واجتهد في مواطأة القلب حديث النفس ، فيدخل على العبد سهولة في التلاوة والصلاة ، ويتنور الباطن بتلك السهولة في التلاوة والصلاة ،
" 237 "
وبتجوهر نور الكلام في القلب ، ويكون منه أيضا ذكر الذات ، ويجتمع نور الكلام في القلب مع مطالعة عظمة المتكلم سبحانه وتعالى ، ودون هذه الموهبة ما يفتح على العبد من العلوم الإلهامية اللدنية ، وإلى حين بلوغ العبد هذا المبلغ من حقيقة الذكر والتلاوة إذا صفا باطنه ، قد يغيب في الذكر من كمال أنسه وحلاوة ذكره ، حتى يلتحق في غيبته في الذكر بالنائم .
وقد تتجلى له الحقائق في لبسة الخيال أولا ، كما تنكشف الحقائق للنائم في لبسة الخيال ، كمن رأى في المنام أنه قتل حية ، فيقول له المعبر تظفر بالعدو ، فظفره بالعدو هو كشف كاشفه الحق تعالى به ، وهذا الظفر روح مجرد صاغ ملك الرؤيا له جسدا لهذا الروح من خيال الحية ، فالروح الذي هو كشف الظفر أخبار الحق ، ولبسة الخيال الذي هو بمثابة الجسد مثال انبعث من نفس الرائي في المنام من استصحاب القوة الوهمية والخيالية من اليقظة ، فيتألف روح كشف الظفر مع جسد مثال الحية ، فافتقر إلى التعبير ، إذ لو كشف بالحقيقة ، التي هي روح الظفر من غير هذا المثال الذي هو بمثابة الجسد ما احتاج إلى التعبير ، فكان يرى الظفر ويصح الظفر .
وقد يتجرد الخيال باستصحاب الخيال والوهم من اليقظة في المنام من غير حقيقة ، فيكون المنام أضغاث أحلام لا يعبر ، وقد يتجرد لصاحب الخلوة المنبعث من ذاته ، من غير أن يكون وعاء لحقيقة ، فلا يبنى على ذلك ولا يلتفت إليه ، فليس ذلك واقعة وإنما هو خيال ، فأما إذا غاب الصادق في ذكر اللّه تعالى حتى يغيب عن المحسوس ، بحيث لو دخل عليه داخل من الناس لا يعلم به لغيبته في الذكر .
فعند ذلك قد ينبعث في الابتداء من نفسه مثال وخيال ينفخ فيه روح الكشف ، فإذا عاد من غيبته فإما يأتيه تفسيره من باطنه موهبة من اللّه تعالى ، وإما يفسره له شيخه كما يعبر المنام ، ويكون ذلك واقعه ، لأنه كشف حقيقة في لبسة مثال ، وشرط صحة الواقعة الإخلاص في الذكر أولا ، ثم الاستغراق
" 238 "
في الذكر ثانيا ، وعلامة ذلك الزهد في الدنيا وملازمة التقوى ، لأن اللّه جعله بما يكاشف به في واقعة من غير لبسة المثال ، فيكون ذلك كشفا وإخبارا من اللّه تعالى إياه ، ويكون ذلك تارة بالرؤية وتارة بالسماع ، وقد يسمع من باطنه ، وقد يطرق ذلك من الهواء لا من باطنه كالهواتف ، يعلم ذلك أمرا يريد اللّه إحداثه له أو لغيره ، فيكون إخبار اللّه إياه بذلك مزيدا ليقينه ، أو يرى في المنام حقيقة الشيء .
نقل عن بعضهم أنه أتى بشراب في قدح ، فوضعه من يده وقال : قد حدث في العالم حدث ولا أشرب هذا دون أن أعلم ما هو ، فانكشف له أن قوما دخلوا مكة وقتلوا فيها .
وحكى عن أبي سليمان الخواص قال : كنت راكبا حمارا لي يوما ، وكان يؤذيه الذباب فيطأطئ رأسه ، فكنت أضرب رأسه بخشبة كانت في يدي ، فرفع الحمار رأسه إلى وقال اضرب فإنك على رأسك تضرب .
قيل له : يا أبا سليمان وقع لك ذلك أو سمعته ؟
فقال : سمعته يقول كما سمعتنى .
وحكى عن أحمد بن عطاء الروزبارى قال : كان لي مذهب في أمر الطهارة ، فكنت ليلة من الليالي استنجى إلى أن مضى ثلث الليل ولم يطب قلبي ، فتضجرت فبكيت وقلت : يا رب العفو ، فسمعت صوتا ولم أر أحدا يقول : يا أبا عبد اللّه العفو في العلم .
وقد يكاشف اللّه تعالى عبده بآيات وكرامات تربية للعبد وتقوية ليقينه وإيمانه .
قيل : كان عند جعفر الخلدى رحمه اللّه فص له قيمة ، وكان يوما من الأيام راكبا في السمارية في دجلة ، فهم أن يعطى الملاح قطعة ، وحل الخرقة فوقع الفص في الدجلة ، وكان عنده دعاء للضالة مجرب ، وكان يدعو به ، فوجد الفص في وسط أوراق كان يتفحصها .
والدعاء هو أن يقول : [ يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه أجمع على ضالتي ] .
" 239 "
وسمعت شيخنا بهمذان حكى له شخص أنه كوشف في بعض خلواته بولد له في جيحون ، كاد يسقط في الماء من السفينة ، قال فزجرته فلم يسقط ، وكان هذا الشخص بنواحي همذان وولده بجيحون ، فلما قدم الولد أخبر أنه كاد يسقط في الماء فسمع صوت والده فلم يسقط .
وقال عمر رضي اللّه عنه : يا سارية الجبل ، على المنبر بالمدينة ، وسارية بنهاوند ، فأخذ سارية نحو الجبل وظفر بالعدو ،
فقيل لسارية : كيف علمت ذلك ؟
فقال : سمعت صوت عمر وهو يقول يا سارية الجبل .
سئل ابن سالم وكان قد قال : للإيمان أربعة أركان ، ركن منه الإيمان بالقدرة ، وركن منه الإيمان بالحكمة ، وركن منه التبري من الحول والقوة ، وركن منه الاستعانة باللّه عز وجل في جميع الأشياء .
قيل له : ما معنى قولك الإيمان بالقدرة ؟
فقال : هو أن تؤمن ولا تنكر أن يكون للّه عبد بالمشرق قائما على يمينه ، ويكون من كرامة اللّه له أن يعطيه من القوة ما ينقلب من يمينه على يساره فيكون بالمغرب ، نؤمن بجواز ذلك وكونه .
وحكى لي فقير أنه كان بمكة وأرجف على شخص ببغداد أنه قد مات ، فكاشفه اللّه بالرجل وهو راكب يمشى في سوق بغداد ، فأخبر إخوانه أن الشخص لم يمت ، وكان كذلك حتى ذكر لي هذا الشخص أنه في تلك الحالة التي كوشف بالشخص راكبا ، قال رأيته في السوق وأنا أسمع بأذني صوت المطرقة من الحداد في سوق بغداد .
وكل هذه مواهب اللّه تعالى ، وقد يكاشف بها قوم وتعطى ، وقد يكون فوق هؤلاء من لا يكون له شيء من هذا ، لأن هذه كلها تقوية اليقين ، ومن منح صرف اليقين لا حاجة له إلى شيء من هذا .
فكل هذه الكرامات دون ما ذكرناه من تجوهر الذكر في القلب ووجود ذكر الذات ، فإن تلك الحكمة فيها تقوية للمريدين ، وتربية للسالكين ،
" 240 "
ليزدادوا بها يقينا يجذبون به إلى مراغمة النفوس ، والسلو عن ملاذ الدنيا ، ويستنهض منهم بذلك ساكن عزمهم لعمارة الأوقات بالقربات ، فيتروحون بذلك ، ويرقون لطريقة من كوشف بصرف اليقين من ذلك ، لمكان أن نفسه أسرع إجابة ، وأسهل انقيادا ، وأتم استعدادا .
والأولون استلين بذلك ، منهم ما استوعر واستكشف ، منهم ما استتر ، وقد لا يمنع صور ذلك الرهابين والبراهمة ، ممن هو غير منتهج سبل الهدى ، وراكب طريق الردى ، ليكون ذلك في حقهم مكرا واستدراجا ، ليستحسنوا حالهم ، ويستقروا في مقار الطرد والبعد إبقاء لهم فيما أراد اللّه منهم من العمى والضلال ، والردى والوبال ، حتى لا يغتر السالك بيسير شيء يفتح له ، ويعلم أنه لو مشى على الماء والهواء لا ينفعه ذلك حتى يؤدى حق التقوى والزهد .
فأما من تعوق بخيال ، أو قنع بمحال ولم يحكم أساس خلوته بالإخلاص يدخل الخلوة بالزور ، ويخرج بالغرور ، فيرفض العبادات ويستحقرها ، ويسلبه اللّه تعالى لذة المعاملة ، وتذهب عن قلبه هيبة الشريعة ، ويفتضح في الدنيا والآخرة .
فليعلم الصادق أن المقصود من الخلوة التقرب إلى اللّه تعالى بعمارة الأوقات ، وكف الجوارح عن المكروهات ، فيصلح لقوم من أرباب الخلوة إدامة الأوراد ، وتوزيعها على الأوقات ، ويصلح لقوم ملازمة ذكر واحد ، ويصلح لقوم دوام المراقبة ، ويصلح لقوم الانتقال من الذكر إلى الأوراد ، ولقوم الانتقال من الأوراد إلى الذكر ، ومعرفة مقادير ذلك يعلمه المصحوب للشيخ ، المطلع على اختلاف الأوضاع وتنويعها ، مع نصحه للأمة وشفقته على الكافة ، يريد المريد للّه لا لنفسه ، غير مبتلى بهوى نفسه ، محبا للاستتباع .
ومن كان محبا للاستتباع فما يفسده مثل هذا أكثر مما يصلحه .
.
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
الباب السابع والعشرون في ذكر فتوح الأربعينية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي :: تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» الباب الثامن والعشرون في كيفية الدخول في الأربعينية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السادس والعشرون في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع في ذكر المتصوف والمتشبه به .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والثلاثون في وصف صلاة أهل القرب .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والأربعون في أدب الانتباه من النوم والعمل بالليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السادس والعشرون في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع في ذكر المتصوف والمتشبه به .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والثلاثون في وصف صلاة أهل القرب .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والأربعون في أدب الانتباه من النوم والعمل بالليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي