المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
مقدمة تحقيق الكتاب .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: قسم علوم و كتب التصوف :: من كتب الصوفية :: عوارف المعارف الشيخ عمر السهروردي
صفحة 1 من اصل 1
26032021

مقدمة تحقيق الكتاب .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
مقدمة تحقيق الكتاب .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
عوارف المعارف للشيخ شهاب الدين عمر السهروردي القرشي التميمي البكري الشافعي المتوفى سنة 632 ه
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة التحقيق
الحمد للّه رب العالمين . نحمده - سبحانه وتعالى - حمدا كثيرا طيبا .
والصلاة والسلام على سيدنا محمد المرسل رحمة وهداية للناس أجمعين .
وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
أما بعد
فإن كتاب : " عوارف المعارف " للإمام السهروردي المتوفى سنة 632 هـ من الكتب الجليلة التي جاءت في التصوف . .
وعوارف المعارف . دافع أصيل للمعارف الصوفية ، ومعرفة من كل الوجوه . لا يستغنى عنه عالم متبحر ، ولا باحث متلهف ، ولا طالب علم ، ولا داعية يبذل ما في وسعه ليبلغ الحق إلى الناس .
وقد يكون واضحا : أن التصوف الإسلامي باعتباره علما كسائر العلوم الإسلامية ، لابد له من تعريف يميزه عن غيره .
ولما كانت مدارس التصوف متعددة ، فاختلافهم فيه ليس اختلاف التغاير في المفهوم ، ولكنه الاختلاف في الإحاطة بأطراف الحقيقة .
فمنهم من يجمع منها طرفا واحدا ، ومنهم من يجمع أكثر من طرف . ومنهم من يشير إشارة ، أو يلوح تلويحا .
ومنهم من يرنوا إلى الغاية . ومنهم من يتحدث عن الوسيلة . كل حسب وقته وحاله وحسب المناسبة التي ورد الحديث في شأنها ، والتركيز على ناحية من نواحي التصوف تبعا لذلك .
فهو راجع إلى منازل أصحاب السلوك في معارج السلوك . فكل واحد منهم ترجم إحساسه في مقامه . وهو لا يعارض أبدا مقام سواه . فالحقيقة واحدة ، وهي كالبستان الجامع . كل سالك وقف تحت شجرة منه ، فوصفها .
ولم يقل إنه ليس بالبستان شجرة سواها . ومهما اختلفت التعريفات فإنها تلتقى عن رتبة من التزكي والتقوى عن طريق الهجرة إلى اللّه .
يقول أبو القاسم القشيري : " وتكلم الناس في التصوف ، ما معناه ؟ وفي الصوفي : من هو ؟ فكل عبر بما وقع له " .
ويتجه الكثير من الناس - في تعريف التصوف - إلى الجانب الخلقي .
والجانب الخلقي يسيطر على كثير من التعاريف التي جاءت في التصوف .
يقول أبو بكر الكتاني المتوفي سنة 233 ه : " التصوف خلق . فمن زاد عليك في الخلق ، فقد زاد عليك في الصفاء " .
ويقول أبو محمد الحريري المتوفي سنة 311 ه : " التصوف الدخول في كل خلق سني ، والخروج من كل خلق دني " .
ويذكر أبو الحسين النوري أن : " التصوف ليس رسما ، ولا علما ولو كان علما لحصل بالتعليم ، ولكنه تخلق بأخلاق اللّه ، ولن تستطيع أن تقبل على الأخلاق بعلم أو رسم " .
فهذه التعريفات - كما ترى - وغيرها كثير . تنطق بمعنى الأخلاق ، ويتردد فيها معنى الصفاء . فعماد التصوف تصفية القلب من أوضار المادة ، وقوامه صلة الإنسان بالخالق سبحانه وتعالى .
ومن هذا المنطلق اتجه كثير من الصوفية في تعريفهم للتصوف إلى ملاحظة الجانب الخلقي إدراكا لأهمية تحقيق ذلك الجانب .
والتعريفات التي لا تذكر فيها ألفاظ الأخلاق نصا تئول في نهاية الأمر إلى الناحية الخلقية إن لم تكن بعناصرها كلها ، فبالعناصر الغالبة فيها ، ومن هذا بيان لوجهة نظر الكثير في اعتبار الأخلاق وجها أساسيا من وجوه التصوف ، بل لا تتحقق حقيقة التصوف بغير وجوده ، لا من الناحية النظرية ، ولا من الناحية العملية .
وفي هذا المقام يقول ابن العربي : إن حرص الصوفية بالمجاهدة للوصول إلى مكارم الأخلاق ، لأن بها تتطهر النفوس من أدوائها ، وتتخلص من أمراضها .
ولذلك كان التخلص من شكل الأخلاق المذمومة فرضا عند الصوفية ، لأن الأخلاق المذمومة شكلا كالنجاسة التي تحول بين النفوس وصفائها .
وقد أقر التصوف بهذه الصفة ، واحد من أكبر مفكري السلف ، وهو الإمام ابن قيم الجوزية ، فأنت تراه يقول : " واجتمعت كلمة الناطقين في هذا العلم على أن التصوف هو الخلق " .
وحسن أدب الظاهر عنوان حسن أدب الباطن لأن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال : " لو خشع قلبه لخشعت جوارحه " .
ويقول الهجويرى : فاعلم أن زينة وحلية جميع الأمور الدينية والدنيوية ، متعلقة بالآداب ، ولكل مقام من مقامات أصناف الخلق أدب .
والكافر والمسلم ، والموحد والملحد ، والسني والمبتدع ، متفقون على أن حسن الأدب في المعاملات طيب ، ولا يثبت أي رسم في العالم بدون استعمال الأدب .
والأدب في الناس : حفظ المروءة ، وفي الدين : حفظ السنة . وفي المحبة :
حفظ الحرمة . وهذه الثلاثة مرتبطة ببعضها البعض ، لأن كل من ليست له مروءة لا يكون متابعا للسنة ، وكل من لا يحفظ السنة لا يرعى الحرمة .
وحفظ الأدب في المعاملة يحصل من تعظيم المطلوب في القلب ، وتعظيم الحق وشعائره في التقوى ، ومن يدنس تعظيم شواهد الحق بلا حرمة ، لا يكن له أي نصيب في طريق التصوف ، ولا يمنع السكر ، والغلبة الطالب من حفظ الآداب بأي حال . لأن الأدب يكون لهم عادة ، والعادة تكون قرين الطبيعة ، وسقوط الطبائع عن الحيوان في أي حال محال ما دامت الحياة قائمة .
فطالما كانت أشخاصهم قائمة فإنهم في كل الأحوال ، تجرى عليهم آداب المتابعة أحيانا بالتكلف ، وأحيانا بدون تكلف .
فحين يكون حالهم الصحو . فإنهم يحفظون الآداب بالتكلف . وعندما يكون حالهم السكر . فإن الحق تعالى يحفظ الأدب عليهم وتارك الأدب لا يكون بأية صفة وليا لأن المودة عند الآداب ، وحسن الآداب صفة الأحباب .
فالتصوف أدب وأخلاق ، في جميع الأوقات ، وفي سائر الأحوال والمقامات .
فمن لم يتحقق بآدابه وأخلاقه باء بالخسران .
يقول الجنيد : " الصوفي كالأرض ، يطرح عليها كل قبيح ، ولا يخرج منها إلا كل مليح " .
فالتصوف باعتباره آدابا تراعى في كل لحظة وطرفة ، وحركة وسكنة ، تنعكس على نفس صاحبها.
الحمد للّه رب العالمين . نحمده - سبحانه وتعالى - حمدا كثيرا طيبا .
والصلاة والسلام على سيدنا محمد المرسل رحمة وهداية للناس أجمعين .
وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
أما بعد
فإن كتاب : " عوارف المعارف " للإمام السهروردي المتوفى سنة 632 هـ من الكتب الجليلة التي جاءت في التصوف . .
وعوارف المعارف . دافع أصيل للمعارف الصوفية ، ومعرفة من كل الوجوه . لا يستغنى عنه عالم متبحر ، ولا باحث متلهف ، ولا طالب علم ، ولا داعية يبذل ما في وسعه ليبلغ الحق إلى الناس .
وقد يكون واضحا : أن التصوف الإسلامي باعتباره علما كسائر العلوم الإسلامية ، لابد له من تعريف يميزه عن غيره .
ولما كانت مدارس التصوف متعددة ، فاختلافهم فيه ليس اختلاف التغاير في المفهوم ، ولكنه الاختلاف في الإحاطة بأطراف الحقيقة .
فمنهم من يجمع منها طرفا واحدا ، ومنهم من يجمع أكثر من طرف . ومنهم من يشير إشارة ، أو يلوح تلويحا .
ومنهم من يرنوا إلى الغاية . ومنهم من يتحدث عن الوسيلة . كل حسب وقته وحاله وحسب المناسبة التي ورد الحديث في شأنها ، والتركيز على ناحية من نواحي التصوف تبعا لذلك .
فهو راجع إلى منازل أصحاب السلوك في معارج السلوك . فكل واحد منهم ترجم إحساسه في مقامه . وهو لا يعارض أبدا مقام سواه . فالحقيقة واحدة ، وهي كالبستان الجامع . كل سالك وقف تحت شجرة منه ، فوصفها .
ولم يقل إنه ليس بالبستان شجرة سواها . ومهما اختلفت التعريفات فإنها تلتقى عن رتبة من التزكي والتقوى عن طريق الهجرة إلى اللّه .
يقول أبو القاسم القشيري : " وتكلم الناس في التصوف ، ما معناه ؟ وفي الصوفي : من هو ؟ فكل عبر بما وقع له " .
ويتجه الكثير من الناس - في تعريف التصوف - إلى الجانب الخلقي .
" 4 "
وهذا الاتجاه شائع عند الصوفية أنفسهم ، وعند غيرهم من الباحثين في التصوف والمؤرخين . والجانب الخلقي يسيطر على كثير من التعاريف التي جاءت في التصوف .
يقول أبو بكر الكتاني المتوفي سنة 233 ه : " التصوف خلق . فمن زاد عليك في الخلق ، فقد زاد عليك في الصفاء " .
ويقول أبو محمد الحريري المتوفي سنة 311 ه : " التصوف الدخول في كل خلق سني ، والخروج من كل خلق دني " .
ويذكر أبو الحسين النوري أن : " التصوف ليس رسما ، ولا علما ولو كان علما لحصل بالتعليم ، ولكنه تخلق بأخلاق اللّه ، ولن تستطيع أن تقبل على الأخلاق بعلم أو رسم " .
فهذه التعريفات - كما ترى - وغيرها كثير . تنطق بمعنى الأخلاق ، ويتردد فيها معنى الصفاء . فعماد التصوف تصفية القلب من أوضار المادة ، وقوامه صلة الإنسان بالخالق سبحانه وتعالى .
ومن هذا المنطلق اتجه كثير من الصوفية في تعريفهم للتصوف إلى ملاحظة الجانب الخلقي إدراكا لأهمية تحقيق ذلك الجانب .
والتعريفات التي لا تذكر فيها ألفاظ الأخلاق نصا تئول في نهاية الأمر إلى الناحية الخلقية إن لم تكن بعناصرها كلها ، فبالعناصر الغالبة فيها ، ومن هذا بيان لوجهة نظر الكثير في اعتبار الأخلاق وجها أساسيا من وجوه التصوف ، بل لا تتحقق حقيقة التصوف بغير وجوده ، لا من الناحية النظرية ، ولا من الناحية العملية .
وفي هذا المقام يقول ابن العربي : إن حرص الصوفية بالمجاهدة للوصول إلى مكارم الأخلاق ، لأن بها تتطهر النفوس من أدوائها ، وتتخلص من أمراضها .
ولذلك كان التخلص من شكل الأخلاق المذمومة فرضا عند الصوفية ، لأن الأخلاق المذمومة شكلا كالنجاسة التي تحول بين النفوس وصفائها .
وقد أقر التصوف بهذه الصفة ، واحد من أكبر مفكري السلف ، وهو الإمام ابن قيم الجوزية ، فأنت تراه يقول : " واجتمعت كلمة الناطقين في هذا العلم على أن التصوف هو الخلق " .
" 5 "
وأيضا يقول أبو حفص الحداد : " التصوف كله آداب لكل وقت أدب ، ولكل حالة أدب ، ولكل مقام أدب . فمن لزم آداب الأوقات بلغ مبلغ الرجال ، ومن ضيع الآداب ، فهو بعيد من حيث يظن القرب ، ومردود من حيث يرجو القبول " وحسن أدب الظاهر عنوان حسن أدب الباطن لأن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال : " لو خشع قلبه لخشعت جوارحه " .
ويقول الهجويرى : فاعلم أن زينة وحلية جميع الأمور الدينية والدنيوية ، متعلقة بالآداب ، ولكل مقام من مقامات أصناف الخلق أدب .
والكافر والمسلم ، والموحد والملحد ، والسني والمبتدع ، متفقون على أن حسن الأدب في المعاملات طيب ، ولا يثبت أي رسم في العالم بدون استعمال الأدب .
والأدب في الناس : حفظ المروءة ، وفي الدين : حفظ السنة . وفي المحبة :
حفظ الحرمة . وهذه الثلاثة مرتبطة ببعضها البعض ، لأن كل من ليست له مروءة لا يكون متابعا للسنة ، وكل من لا يحفظ السنة لا يرعى الحرمة .
وحفظ الأدب في المعاملة يحصل من تعظيم المطلوب في القلب ، وتعظيم الحق وشعائره في التقوى ، ومن يدنس تعظيم شواهد الحق بلا حرمة ، لا يكن له أي نصيب في طريق التصوف ، ولا يمنع السكر ، والغلبة الطالب من حفظ الآداب بأي حال . لأن الأدب يكون لهم عادة ، والعادة تكون قرين الطبيعة ، وسقوط الطبائع عن الحيوان في أي حال محال ما دامت الحياة قائمة .
فطالما كانت أشخاصهم قائمة فإنهم في كل الأحوال ، تجرى عليهم آداب المتابعة أحيانا بالتكلف ، وأحيانا بدون تكلف .
فحين يكون حالهم الصحو . فإنهم يحفظون الآداب بالتكلف . وعندما يكون حالهم السكر . فإن الحق تعالى يحفظ الأدب عليهم وتارك الأدب لا يكون بأية صفة وليا لأن المودة عند الآداب ، وحسن الآداب صفة الأحباب .
فالتصوف أدب وأخلاق ، في جميع الأوقات ، وفي سائر الأحوال والمقامات .
فمن لم يتحقق بآدابه وأخلاقه باء بالخسران .
يقول الجنيد : " الصوفي كالأرض ، يطرح عليها كل قبيح ، ولا يخرج منها إلا كل مليح " .
" 6 "
ويقول أبو تراب النخشبي : " الصوفي لا يكدره شيء ويصفو به كل شيء " . فالتصوف باعتباره آدابا تراعى في كل لحظة وطرفة ، وحركة وسكنة ، تنعكس على نفس صاحبها.
فتطبعها بطابعها الأخلاقي العام .
بحيث يصبح صفاء في نفسه ، وعالم صفاء فيمن يحيط به . إنه رحب الصدر ، يسع الجميع برحابة صدره على أي أخلاق كانوا من البر أو الفجور . وهو معطاء من ذات نفسه . فهو لا يمنع بره وخيره ونوره من حوله .
بحيث يصبح صفاء في نفسه ، وعالم صفاء فيمن يحيط به . إنه رحب الصدر ، يسع الجميع برحابة صدره على أي أخلاق كانوا من البر أو الفجور . وهو معطاء من ذات نفسه . فهو لا يمنع بره وخيره ونوره من حوله .
يشع هدى وصلاحا . وهو لا يبالي من نصيب بخيره من الناس أبرارا كانوا أم فجارا . لأن بره يطغي ويغطى فيعمل في تحويل الناس عن غيهم وفجورهم .
ومن لم يستجب منهم فليس ذلك إليه .
ومن لم يستجب منهم فليس ذلك إليه .
وإنما هو إليهم ، وهذا متفق مع قول عائشة رضي اللّه عنها حين قيل لها : أخبرينا عن خلق النبي صلّى اللّه عليه وسلم ؟
فقالت : اقرأ من القرآن قول اللّه تعالى : خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ [ سورة الأعراف آية : 199 ]
ومن هنا كان المتصوف لا يركن إلى حسن الخلق فحسب ، بل إنه لا يقنع إلا بما هو أحسن .
ولعل كل هذه الأمور ، توضح للباحثين والدارسين ، مدى الجهد في السلوك ، للتخلق بالأخلاق الطيبة . وقد سئل محمد بن علي القصاب أستاذ الجنيد ، عن التصوف ، ما هو ؟ فقال : " اخلاق كريمة ، ظهرت في زمان كريم ، من رجل كريم ، مع قوم كرام " . أي أن التصوف من أهم أسسه العامة : التحلي بالأخلاق الفاضلة ، التي حث عليها الإسلام .
وأخيرا فالتصوف عبارة عن أخلاق ، والأخلاق عنصر لا بد أن يشترك مع كافة العناصر الصوفية ، حتى يمكن أن تتكون منها حقيقة التصوف .
فإذا خلا وقت من أوقات الصوفي ، من هذا العنصر الأخلاقي كان ذلك ضعفا في سلوكه ، وخروجا من مقتضى الطريق الصوفي الذي يلزمه .
وهذه الأخلاق ليست عملا ظاهرا فحسب تتزين بالجوارح ، وتتصور فيه الأعمال ، ولكنه مسألة قلبية ، تظهر آثارها على الجوارح والأعمال . وهذا سبب صعوبتها ومشقتها ، والداعي لاستمرار اليقظة والجهد في معالجتها .
ويذكر العلماء : أن الاتجاه الأخلاقي في تعريف التصوف ، شائع في الشرق ، وفي الغرب ، وهو أيضا شائع في الزمن القديم ، وفي الزمن من الحديث . ومع ذلك ،
وذلك - على الأقل - يدل دلالة لا لبس فيها على أنهم : لم يروا كفاية الجانب الأخلاقي في تحديد التصوف وتعريفه .
على أنه من الطبيعي : أن تكون الأخلاق الكريمة ، أساسا من أسسس التصوف ، وأن تكون الأخلاق في أسمى صورة من صورها ثمرة للتصوف . ومن الطبيعيأيضا أن تكون الأخلاق الكريمة شعار الصوفي فيما بين الأساس والثمرة .
فالأخلاق إذن ملازمة للتصوف والصوفي ، ملازمة تامة ، لا تتخلى عنه ، ولا يتخلى عنها . ولكنه ليس معنى ذلك أنها هي التصوف .
والباحث في التصوف ومعانيه يجد أن هناك اتجاه أكثر شيوعا من تعريف التصوف بالأخلاق . وهو تعريف التصوف بالزهد . وحينما يسمع كثير من الناس كلمة التصوف يفهم منها معنى " الزهد " ولا يفهم من كلمة " صوفي " إلا الزاهد في الدنيا . ويعد الصوفي التعلق بالدنيا رأس كل خطيئة ، وترك الدنيا ينبوعا لكل خير . والزهاد ثلاث طبقات .
الطبقة الأولى : المبتدئون . وهم أولئك الزهاد الذين قصرت يدهم عن الدنيا ، وخلا قلبهم من طمع الدنيا مثل أيديهم . سئل الجنيد : ما الزهد ؟
فقال : خلو اليد من ملك الدنيا ، وخلو القلب من الطمع .
الطبقة الثانية : وهم المتحققون في الزهد الذين هم مصداق قول رويم بن أحمد حيث يقول : " الزهد هو ترك حظوظ النفس من كل ما في الدنيا " ذلك لأن في الزهد لذة نفسية .
بمعنى أن الزهد يسبب راحة الخاطر ، واستراحة الضمير . كما يجلب المدح ، وإعجاب الناس بالنسبة للزاهد ، ويجعله عزيزا محترما في نظرهم .
فالزهد الواقعي بحسب ما يراه رويم يتحقق عندما يترك القلب كل لذة .
الطبقة الثالثة : طبقة الزهاد الخواص . الذين رموا كل شيء وراءهم ظهريا ، قال ذو النون المصري : الزهاد ملوك الآخرة ، والعرفاء هم ملوك الزهاد .
وقال أيضا : آية حب اللّه . هي أن يترك العبد كل ما يشغله عنه تعالى حتى يبقى هو شغل اللّه فقط .
وقال أيضا : ليس الزهد في الدنيا ارتداء الخرقة ، وأكل خبز الشعير ، ولكنه عدم تعلق القلب بالدنيا وتقصير الأمل .
وما من شك في أن الصوفي لا يتعلق قلبه بالدنيا ، ولو كان عنده الآلاف والملايين . بيد أن الزهد في الدنيا شيء ، والتصوف شيء آخر ، ولا يلزم عن كون الصوفي زاهدا أن يكون التصوف هو الزهد .
ولخلط الناس بين الزهد ، والعابد ، والصوفي ، حاول ابن سينا أن يفرق بينهم وبين أهداف كل منهم ، يقول في كتابه : " الإشارات " .
1 - المعرض عن متاع الدنيا وطيباتها يخص باسم " الزاهد " .
2 - المواظب على فعل العبادات ، من القيام والصيام ونحوهما . يخص باسم " العابد " .
3 - المنصرف بفكره إلى قدس الجبروت ، مستديما لشروق نور الحق في سره ، يخص باسم " العارف " .
والعارف عند ابن سينا هو الصوفي . ويتحدث ابن سينا - كما يذكر غيره - أن الزاهد قد يكون عابدا ، والعابد قد يكون زاهدا ، فيمتزج الزهد والعبادة في شخص واحد ، ولا يكون بعبادته وزهده معا ، صوفيا ، ولكن الصوفي لا محالة " زاهد عابد " .
وهناك تعريفات كثيرة جاءت عن علماء الصوفية ، يحسن أن نذكر بعضا منها .
قال أبو سعيد الخراز المتوفي سنة 268 هـ . " الصوفي من صفى ربه قلبه ، فامتلأ قلبه نورا ، ومن دخل في عين اللذة بذكر اللّه " .
وقال الجنيد البغدادي المتوفي سنة 297 هـ : " التصوف هو أن يميتك الحق عنك ويحييك به " . .
وقال أبو بكر الكتاني المتوفي سنة 322 هـ : " التصوف صفاء ومشاهدة " .
وقال جعفر الخلدي المتوفي سنة 348 هـ : " التصوف طرح النفس في العبودية ، والخروج من البشرية ، والنظر إلى الحق بالكلية " .
والباحث في تعريفات التصوف الإسلامي يجد أنها تقوم على ما يلي :
1 - تعريفات تتحدث عن البداية ، ويقصد بها ما تحس النفس بفطرتها إلى أن هناك حقيقة تتوق إليها الروح ، وتطلب السير إليها غير أن هذا لا يتأتى إلا لمن أوتي حظا كبيرا من العزم وصدق التوبة .
2 - وهناك تعريفات تتحدث عن المجاهدات ، ويقصد بها الجانب العملي في المجاهدة المرتبطة بالشريعة .
3 - وهناك تعريفات تتحدث عن المذاقات ، ويقصد بها ثمرة المجاهدات المرجوة . إلا أن جميع التعريفات التي تتصل بالأخلاق والمقامات والأحوال تعتبر جماع التربية الخلقية الصوفية .
وذلك لأن إصلاح الباطن عند الصوفية يتوقف على ثلاثة أمور :
الأمر الأول : معرفة النفس ونوازعها ورغباتها .
الأمر الثاني : تطهير القلب ، وتصفية الروح من الرذائل ، وذلك عن طريق المجاهدات .
الأمر الثالث : التحلي بالفضائل والمكارم الخلقية ، ومن شأن هذه الأخلاق والمقامات ، أن تجعل من الصوفي إنسانا مشغول القلب باللّه ، مطيلا للجلوس بين يديه ، متنعما بعز الطاعة له ، شاعرا بالثقة والأمن واليقين في رحابه .
والأخلاق عند الصوفية ، تصفية النفس ، وتجملها بكل المكارم والفضائل الخلقية ، وتزكيتها ، بحيث تصبح النفس في جميع تصرفاتها ، وفقا لمراد اللّه تعالى .
من هنا كان كتاب : " عوارف المعارف " زاخرا بالمعارف التي ترشد إلى كل ما يفيد فمن لم يقرأ كتاب عوارف المعارف للسهروردى فقد جهل كثيرا من علم التصوف وأحوال أهل الطريق . .
نسأل اللّه أن ينفع به .
الأستاذ الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح
المستشار توفيق على وهبه
فقالت : اقرأ من القرآن قول اللّه تعالى : خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ [ سورة الأعراف آية : 199 ]
ومن هنا كان المتصوف لا يركن إلى حسن الخلق فحسب ، بل إنه لا يقنع إلا بما هو أحسن .
ولعل كل هذه الأمور ، توضح للباحثين والدارسين ، مدى الجهد في السلوك ، للتخلق بالأخلاق الطيبة . وقد سئل محمد بن علي القصاب أستاذ الجنيد ، عن التصوف ، ما هو ؟ فقال : " اخلاق كريمة ، ظهرت في زمان كريم ، من رجل كريم ، مع قوم كرام " . أي أن التصوف من أهم أسسه العامة : التحلي بالأخلاق الفاضلة ، التي حث عليها الإسلام .
وأخيرا فالتصوف عبارة عن أخلاق ، والأخلاق عنصر لا بد أن يشترك مع كافة العناصر الصوفية ، حتى يمكن أن تتكون منها حقيقة التصوف .
فإذا خلا وقت من أوقات الصوفي ، من هذا العنصر الأخلاقي كان ذلك ضعفا في سلوكه ، وخروجا من مقتضى الطريق الصوفي الذي يلزمه .
وهذه الأخلاق ليست عملا ظاهرا فحسب تتزين بالجوارح ، وتتصور فيه الأعمال ، ولكنه مسألة قلبية ، تظهر آثارها على الجوارح والأعمال . وهذا سبب صعوبتها ومشقتها ، والداعي لاستمرار اليقظة والجهد في معالجتها .
ويذكر العلماء : أن الاتجاه الأخلاقي في تعريف التصوف ، شائع في الشرق ، وفي الغرب ، وهو أيضا شائع في الزمن القديم ، وفي الزمن من الحديث . ومع ذلك ،
" 7 "
فإنه لا يعبر عن التصوف تعبيرا دقيقا ، على أن هؤلاء الذين ذكروا التعاريف الأخلاقية للتصوف ، ذكروا هم أنفسهم تعاريف أخرى . وذلك - على الأقل - يدل دلالة لا لبس فيها على أنهم : لم يروا كفاية الجانب الأخلاقي في تحديد التصوف وتعريفه .
على أنه من الطبيعي : أن تكون الأخلاق الكريمة ، أساسا من أسسس التصوف ، وأن تكون الأخلاق في أسمى صورة من صورها ثمرة للتصوف . ومن الطبيعيأيضا أن تكون الأخلاق الكريمة شعار الصوفي فيما بين الأساس والثمرة .
فالأخلاق إذن ملازمة للتصوف والصوفي ، ملازمة تامة ، لا تتخلى عنه ، ولا يتخلى عنها . ولكنه ليس معنى ذلك أنها هي التصوف .
والباحث في التصوف ومعانيه يجد أن هناك اتجاه أكثر شيوعا من تعريف التصوف بالأخلاق . وهو تعريف التصوف بالزهد . وحينما يسمع كثير من الناس كلمة التصوف يفهم منها معنى " الزهد " ولا يفهم من كلمة " صوفي " إلا الزاهد في الدنيا . ويعد الصوفي التعلق بالدنيا رأس كل خطيئة ، وترك الدنيا ينبوعا لكل خير . والزهاد ثلاث طبقات .
الطبقة الأولى : المبتدئون . وهم أولئك الزهاد الذين قصرت يدهم عن الدنيا ، وخلا قلبهم من طمع الدنيا مثل أيديهم . سئل الجنيد : ما الزهد ؟
فقال : خلو اليد من ملك الدنيا ، وخلو القلب من الطمع .
الطبقة الثانية : وهم المتحققون في الزهد الذين هم مصداق قول رويم بن أحمد حيث يقول : " الزهد هو ترك حظوظ النفس من كل ما في الدنيا " ذلك لأن في الزهد لذة نفسية .
بمعنى أن الزهد يسبب راحة الخاطر ، واستراحة الضمير . كما يجلب المدح ، وإعجاب الناس بالنسبة للزاهد ، ويجعله عزيزا محترما في نظرهم .
فالزهد الواقعي بحسب ما يراه رويم يتحقق عندما يترك القلب كل لذة .
الطبقة الثالثة : طبقة الزهاد الخواص . الذين رموا كل شيء وراءهم ظهريا ، قال ذو النون المصري : الزهاد ملوك الآخرة ، والعرفاء هم ملوك الزهاد .
وقال أيضا : آية حب اللّه . هي أن يترك العبد كل ما يشغله عنه تعالى حتى يبقى هو شغل اللّه فقط .
" 8 "
وقال سفيان الثوري : الزاهد هو الذي يحقق الزهد بفعله في الدنيا ، والمتزهد من كان زهده بلسانه . وقال أيضا : ليس الزهد في الدنيا ارتداء الخرقة ، وأكل خبز الشعير ، ولكنه عدم تعلق القلب بالدنيا وتقصير الأمل .
وما من شك في أن الصوفي لا يتعلق قلبه بالدنيا ، ولو كان عنده الآلاف والملايين . بيد أن الزهد في الدنيا شيء ، والتصوف شيء آخر ، ولا يلزم عن كون الصوفي زاهدا أن يكون التصوف هو الزهد .
ولخلط الناس بين الزهد ، والعابد ، والصوفي ، حاول ابن سينا أن يفرق بينهم وبين أهداف كل منهم ، يقول في كتابه : " الإشارات " .
1 - المعرض عن متاع الدنيا وطيباتها يخص باسم " الزاهد " .
2 - المواظب على فعل العبادات ، من القيام والصيام ونحوهما . يخص باسم " العابد " .
3 - المنصرف بفكره إلى قدس الجبروت ، مستديما لشروق نور الحق في سره ، يخص باسم " العارف " .
والعارف عند ابن سينا هو الصوفي . ويتحدث ابن سينا - كما يذكر غيره - أن الزاهد قد يكون عابدا ، والعابد قد يكون زاهدا ، فيمتزج الزهد والعبادة في شخص واحد ، ولا يكون بعبادته وزهده معا ، صوفيا ، ولكن الصوفي لا محالة " زاهد عابد " .
وهناك تعريفات كثيرة جاءت عن علماء الصوفية ، يحسن أن نذكر بعضا منها .
قال أبو سعيد الخراز المتوفي سنة 268 هـ . " الصوفي من صفى ربه قلبه ، فامتلأ قلبه نورا ، ومن دخل في عين اللذة بذكر اللّه " .
وقال الجنيد البغدادي المتوفي سنة 297 هـ : " التصوف هو أن يميتك الحق عنك ويحييك به " . .
وقال أبو بكر الكتاني المتوفي سنة 322 هـ : " التصوف صفاء ومشاهدة " .
وقال جعفر الخلدي المتوفي سنة 348 هـ : " التصوف طرح النفس في العبودية ، والخروج من البشرية ، والنظر إلى الحق بالكلية " .
" 9 "
وهناك تعريفات أخرى كثيرة ، يجدها الباحث منثورة في كتب التصوف . . وهي على كثرتها تعبر في أغلب الأحايين عن زاوية من زوايا التصوف ، تتصل بالوسيلة ، أو تتصل بالغاية . والباحث في تعريفات التصوف الإسلامي يجد أنها تقوم على ما يلي :
1 - تعريفات تتحدث عن البداية ، ويقصد بها ما تحس النفس بفطرتها إلى أن هناك حقيقة تتوق إليها الروح ، وتطلب السير إليها غير أن هذا لا يتأتى إلا لمن أوتي حظا كبيرا من العزم وصدق التوبة .
2 - وهناك تعريفات تتحدث عن المجاهدات ، ويقصد بها الجانب العملي في المجاهدة المرتبطة بالشريعة .
3 - وهناك تعريفات تتحدث عن المذاقات ، ويقصد بها ثمرة المجاهدات المرجوة . إلا أن جميع التعريفات التي تتصل بالأخلاق والمقامات والأحوال تعتبر جماع التربية الخلقية الصوفية .
وذلك لأن إصلاح الباطن عند الصوفية يتوقف على ثلاثة أمور :
الأمر الأول : معرفة النفس ونوازعها ورغباتها .
الأمر الثاني : تطهير القلب ، وتصفية الروح من الرذائل ، وذلك عن طريق المجاهدات .
الأمر الثالث : التحلي بالفضائل والمكارم الخلقية ، ومن شأن هذه الأخلاق والمقامات ، أن تجعل من الصوفي إنسانا مشغول القلب باللّه ، مطيلا للجلوس بين يديه ، متنعما بعز الطاعة له ، شاعرا بالثقة والأمن واليقين في رحابه .
والأخلاق عند الصوفية ، تصفية النفس ، وتجملها بكل المكارم والفضائل الخلقية ، وتزكيتها ، بحيث تصبح النفس في جميع تصرفاتها ، وفقا لمراد اللّه تعالى .
من هنا كان كتاب : " عوارف المعارف " زاخرا بالمعارف التي ترشد إلى كل ما يفيد فمن لم يقرأ كتاب عوارف المعارف للسهروردى فقد جهل كثيرا من علم التصوف وأحوال أهل الطريق . .
نسأل اللّه أن ينفع به .
الأستاذ الدكتور أحمد عبد الرحيم السايح
المستشار توفيق على وهبه
.
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة قيمة لطبعة أخري
"617"
الحمد لله العظيم شانه، القوي سلطانه، الظاهر إحسانه، الباهر حجته وبرهانه، المحتجب بالجلال،، والمنفرد بالكمال، والمتردي بالعظمة في الآباد والآزال، لا يُصَوِّرُه وهمٌ وخيالٌ، ولا يحصره حَدٌّ ومثال، ذي العز الدائم السرمدي، والملك القائم الدَّيْمُومِي، والقدرة الممتنع إدراك كنهها، والسطوة المستوعر طريق استيفاء وصفها، نطقت الكائنات بأنه الصانع المبدع، ولاح من صفحات ذرات الوجود بأنه الخالق المخترع،
وَسَمَ عقل الإنسان بالعجز والنقصان، وألزم فصيحات الألسن وصف الحصر في حلبة البيان، وأحرقت سبحات وجهه الكريم أجنحة طائر الفهم، وَسَدَّت تعززًا وجلالًا مسالك الوهم، وأطرق طامحُ البصيرة تعظيمًا وإجلالًا، ولم يجد من فرط الهيبة في فضاء الجبروت مجالًا، فعاد البصر كليلًا، والعقل عليلًا، ولم ينتهج إلى كنه الكبرياء سبيلًا، فسبحان من عَزَّت معرفته لولا تعريفه،
وتعذر على العقول تحديده وتكييفه، ثم ألبس قلوب الصفوة من عباده مَلَابس العرفان، وخصهم من بين عباده بخصائص الإحسان، فصارت ضمائرهم من مواهب الأنس مَمْلُوَّة، ومرائي قلوبهم بنور القدس مَجْلُوَّةً،
فتهيأت لقبول الأمداد القدسية، واستعدت لورود الأنوار العُلْوية، واتخذت من الأنفاس العطرية بالأذكار جلاسًا،
وأقامت على الظاهر والباطن من التقوى حراسًا، وأشعلت في ظلم البشرية من اليقين نبراسًا، واستحقرت فوائد الدنيا ولذاتها،
وأنكرت مصايد الهوى وتبعاتها، وامتطت غواربَ الرغبوت والرهبوت، واستفرشت بعلو همتها بساط الملكوت، وامتدت إلى المعالي أعناقها، وطَمَحَتْ إلى اللامع العلوي أحداقُها،
واتخذت من الملأ الأعلى مسامرًا ومحاورًا، ومن النور الأعز الأقصى مزاورًا ومجاورًا، أجساد أرضية بقلوب سماوية، وأشباح فرشية بأرواح عرشية، نفوسهم في منازل الخدمة سيارة، وأرواحهم في قضاء القرب طيارة، مذاهبهم في العبودية مشهورة، وأعلامهم في أقطار الأرض منشورة،
يقول الجاهل بهم: فُقِدُوا، وما فُقِدُوا، ولكن سَمَتْ أحوالُهم فلم يُدْرَكُوا، وعلا مقامهم فلم يُمْلَكُوا، كاثنين بالجثمان بائنين بقلوبهم عن أوطان الحدثان، لأرواحهم حول العرش تطواف، ولقلوبهم من خزائن البر إسعاف، يتنعمون بالخدمة في الدياجر، ويتلذذون من وهج الطلب بظما الهواجر، تَسَلَّوْا بالصلوات عن الشهوات، وتعوضوا بحلاوة التلاوة عن اللذات، يلوح من صفحات وجوههم بشر الوجدان، وينم على مكنون سرائرهم نضارة العرفان، لا يزال في كل عصر منهم علماء بالحق داعون للخلق، مُنِحُوا بحسن المتابعة رتبةَ الدعوة، وجُعِلوا للمتقين قدوة، فلا يزال تظهر في الخلق آثارهم، وتُزْهِرُ في الآفاق أنوارهم، من اقتدى بهم اهتدى، ومن أنكرهم ضل واعتدى.
"614"فلله الحمدُ على ما هيأ للعباد، من بركة خواص حضرته من أهل الوداد، والصلاة على نبيه ورسوله محمد وآله وأصحابه الأكرمين الأمجاد، ثُمَّ إن إيثاري لهدي هؤلاء القوم ومحبتي لهم علمًا بشرف حالهم وصحة طريقتهم المبنية على الكتاب والسنة المتحقق بِهِمَا من الله الكريم الفضل والمنة حداني أن أذب عن هذه العصابة بهذه الصبابة، وأؤلف أبوابًا في الحقائق والآداب، معربة عن وجه الصواب، فيما اعتمدُوه، مشعرة بشهادة صريح العلم لهم فيما اعتقدوه، حيث كثر المتشبهون، واختلفت أحوالهم وتستر بزيهم المتسترون، وفسدت أعمالهم، وسبق إلى قلب من لا يعرف أصول سلفهم سوء ظن، وكاد لا يسلمُ من وقيعة فيهم وطعن، ظنًّا منه أن حاصلهم راجع إلى مجرد رسم، وتخصصهم عائدٌ إلى مطلق اسم، ومما حضرني فيه النيَّة أن أُكْثِر سوادَ القوم بالاعتزاءِ إلى طريقِهم،
والإشارة إلى أحوالِهم، وقد وَرَدَ: "من كثر سواد قوم فهو منهم"، وأرجو من اللهِ الكريمِ صحةَ النية فيه وتخليصها من شوائب النفسِ، وكل ما فتح الله تعالى عَلَيَّ فيه منح من الله الكريم وعوارف، وأجل المنح عوارف المعارف،
والكتاب يشتمل على نيفٍ وستين بابًا، والله المعين.
(الباب الأول) في منشأ علوم الصوفية.
(الباب الثاني) في تخصيص الصوفية بحسن الاستماع.
(الباب الثالث) في بيان فضيلة علم الصوفية، والإشارة إلى أنموذج منها.
(الباب الرابع) في شرح حال الصوفيةِ، واختلاف طريقهم فيها.
(الباب الخامس) في ذكر ماهية التصوف.
(الباب السادس) في ذكر تسميتِهم بهذا الاسم.
(الباب السابع) في ذِكر المتصوف والمتشبِّه.
(الباب الثامن) في ذكرِ الملامتي وشرح حالِه.
(الباب التاسعُ) في ذكر من انتمى إلى الصوفية وليس منهم.
(الباب العاشر) في شرحِ مرتبة المشيخة.
(الباب الحادي عشر) في شرح حال الخادم ومن يتشبَّه به.
(الباب الثاني عشر) في شرح خرقة المشايخ الصوفية.
(الباب الثالث عشر) في فضيلة سكان الربط.
(الباب الرابع عشر) في مشابهة أهل الربط بأهل الصفة.
(الباب الخامس عشر) في خصائص أهل الربط فيما يتعاهدونه بينهم.
(الباب السادس عشر) في اختلاف أحوال المشايخ بالسفر والمقام.
(الباب السابع عشر) فيما يحتاج المسافر إليه من الفرائضِ والنوافل والفضائلِ.
(الباب الثامن عشر) في القدومِ من السفر ودخول الرباط والأدبِ فيه.
(الباب التاسع عشر) في حال الصوفيِّ المتسبب.
(الباب العشرون) في حال من يأكل من الفتوح.
(الباب الحادي والعشرون) في شرح حالِ المتجرد من الصوفية والمتأهِّل.
(الباب الثاني والعشرون) في القول في السماع قبولًا وإيثارًا.
(الباب الثالث والعشرون) في القولِ في السماع ردًّا وإنكارًا.
(الباب الرابع والعشرون) في القول في السماع ترفعًا واستغناءً.
(الباب الخامس والعشرون) في القول في السَّماع تأدبًا واعتناءً.
(الباب السادس والعشرون) في خاصية الأربعينية التي يتعاهدها الصوفية.
(الباب السابع والعشرون) في ذِكْرِ فتوح الأربعينية.
(الباب الثامن والعشرون) في كيفيَّة الدخول في الأربعينية.
(الباب التاسع والعشرون) في ذكرِ أخلاق الصوفية وشرح الخُلُق.
(الباب الثلاثون) في ذكر تفاصيل الأخلاق.
(الباب الحادي والثلاثون) في الأدب ومكانه من التصوف.
(الباب الثاني والثلاثون) في آداب الحضرة لأهل القرب.
(الباب الثالث والثلاثون) في آداب الطهارة ومقدماتِها.
(الباب الرابع والثلاثون) في آدابِ الوُضوء وأسراره.
(الباب الخامس والثلاثون) في آدابِ أهل الخصوص والصوفية فيه.
(الباب السادس والثلاثون) في فضيلة الصلاةِ وكِبر شأنها.
(الباب السابع والثلاثون) في وصف صلاة أهل القرب.
(الباب الثامن والثلاثون) في ذكرِ آداب الصلاة وأسرارِها.
(الباب التاسع والثلاثون) في فضل الصوم وحسن أثره.
(الباب الأربعون) في أحوال الصوفية في الصوم والإفطار.
(الباب الحادي والأربعون) في آداب الصوم ومهامِّه.
(الباب الثاني والأربعون) في ذكر الطعام وما فيه من المصلحة والمفسدة.
(الباب الثالث والأربعون) في آدابِ الأكل.
(الباب الرابع والأربعون) في ذكرِ آدابهم في اللباس ونياتهم ومقاصدهم فيه. (الباب الخامس والأربعون) في ذكر فضل قيام الليل.
(الباب السادس والأربعون) في الأسبابِ المعينة على قيام الليل.
(الباب السابع والأربعون) في آدابِ الانتباهِ من النوم والعمل بالليل.
(الباب الثامن والأربعون) في تقسيمِ قيام الليل.
(الباب التاسع والأربعون) في استقبالِ النهار والأدب فيه.
(الباب الخمسون) في ذكرِ العمل في جميع النهار، وتوزيع الأوقات.
(الباب الحادي والخمسون) في آداب المريد مع الشيخ.
(الباب الثاني والخمسون) فيما يعتمده الشيخ مع الأصحاب والتلامذة.
(الباب الثالث والخمسون) في حقيقة الصحبةِ وما فيها من الخير والشرِّ.
(الباب الرابع والخمسون) في أداء حقوق الصحبة والأخوة في الله تعالى.
(الباب الخامس والخمسون) في آداب الصحبة والأخوة.
(الباب السادس والخمسون) في معرفة الإنسان نفسه ومكاشفات الصوفية من ذلك. (الباب السابع والخمسون) في معرفةِ الخواطر وتفصيلها وتمييزها.
(الباب الثامن والخمسون) في شرحِ الحال والمقام والفرق بينهما.
(الباب التاسع والخمسون) في الإشارةِ إلى المقامات على الاختصار والإيجاز.
(الباب الستون) في ذكرِ إشارات المشايخ في المقامات على الترتيب.
(الباب الحادي والستون) في ذِكْرِ الأحوال وشرحها.
(الباب الثاني والستون) في شرح كلمات من اصطلاح الصوفية مشيرةٍ إلى الأحوال.
(الباب الثالث والستون) في ذكرِ شيء من البدايات والنهايات، وصحتها.
فهذه الأبواب تحرَّرت بعون الله تعالى مشتملةً على بعض علوم الصوفية وأحوالهم ومقاماتهم، وآدابهم وأخلاقهم، وغرائب مواجيدهم، وحقائق معرفتهم، وتوحيدهم ودقيق إشاراتهم، ولطيف اصطلاحاتهم، فعلومُهم كلها إنباء عن وجدان، واعتزاء إلى عرفان، وذوق تحقق بصدق الحال، ولم يفِ باستيفاء كنههِ صريح المقال؛ لأنها مواهبُ ربانية ومنايح حقَّانيَّة، استنزلها صفاءُ السرائرِ، وخلوصُ الضمائر، فاستعصت بكنهها على الإشارة، وطفحت على العبارة، وتهادتْها الأرواح بدلالة التشامِّ والائتلاف، وكرعت حقائقَها من بحر الألطاف، وقد اندرسَ كثير من دقيقِ علومِهم، كما انطمس كثير من حقائق رسومهم.
(وقد قال الجنيد) -رحمه الله-: علمُنَا هذا قد طوي بساطه منذ كذا سنة، ونحن نتكلم في حواشيه، بدا هذا القول منه في وقتِه مع قرب العهد بعلماء السلفِ وصالحي التابعين، فكيف بنا مع بُعْدِ العهد وقلة العلماء الزاهدين والعارفين بحقائق علوم الدين؟
واللهُ المأمول أن يقابلَ جهد المقل بحسن القبول، والحمد لله رب العالمين.
"617"
ترجمة السهروردي (شهاب الدين) 539هـ - 632هـ
أبو حفص عمرُ بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمويه، الصِّدِّيقي القرشي التميمي البكري الشافعي، الملقب بشهاب الدين.
ولد بسهرورد، ونشأ في حِجْرِ عمه أبي النجيب، وأخذ عنه التصوف والوعظ والحديث والفقه.
كان شيخًا صالحًا ورعًا، كثير الاجتهاد في العبادة والرياضة، وتَخَرَّج عليه كثير من الصوفية في المجاهرة والخَلوة، قرأ الأدب، وعمل مجلس الوعظ سنين، وكان شيخ الشيوخ ببغداد.
قال ابن النجار: كان شيخ وقته في علم الحقيقة، وانتهت إليه الرئاسة في تربية المريدين ودعاء الخلق إلى الله، وتسليك طريق العبادة والزهد، صَحِبَ عمه الشيخ أبا نجيب عبد القاهر، وسلك طريق الرياضات والمجاهدات، وقرأ الفقه والخلاف والعربية، وسمع الحديث، ثم انقطع ولازم الخلوة، وداوم الصوم والذكر والعبادة، قال: ثم تكلم على الناس عند عُلُوِّ سنه، وعقد مجلس الوعظ بمدرسة عمه على دجلة (السبكي) كانت وفاته ببغداد.
1- "جذب القلوب إلى مواصلة المحبوب" تصوف، مطبعة البهاء، حلب 1328 هـ (ص: 31).
2- "عوارف المعارف" تصوف، يشتمل على ثلاثة وستين بابًا كلها في سير القوم وأصول سلوكهم وأعمالهم، مصر 1294 هـ، وبهامش "إحياء علوم الدين" للغزالي. (0)([1])
..........................................................................................
(0) ابن خلكان 1- 480 "طبقات السبكي" 5- 134 "طبقات الأسدي" ورقة: 49، "مفتاح السعادة" 2- 214، عن "معجم سركيس" ص: 1060
.
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع

» مقدمة المصنف عمر السهروردي .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» فهرس الموضوعات .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع عشر في حال الصوفي المتسبب .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب العشرون في ذكر من يأكل من الفتوح .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب العاشر في شرح رتبة المشيخة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» فهرس الموضوعات .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع عشر في حال الصوفي المتسبب .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب العشرون في ذكر من يأكل من الفتوح .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب العاشر في شرح رتبة المشيخة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 261 الى 280 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 241 الى 260 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 201 الى 220 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 179 الى 200 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 161 الى 178 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 141 الى 160 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 101 الى 120 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 81 الى 100 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 61 الى 80 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 41 الى 60 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 21 الى 40 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 01 الى 20 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» مقدمة موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الأسماء الإدريسية وهى منسوبة لسيدنا إدريس النبي عليه السلام
» مطلب في الفرق بين الوارد الرحماني والشيطاني والملكي وغيره .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في غذاء الجسم وقت الخلوة وتفصيله .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» بيان في مجيء رسول سلطان الروم قيصر إلى حضرة سيدنا عمر رضي الله عنه ورؤية كراماته ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» مطلب في كيفية انسلاخ الروح والتحاقه بالملأ الأعلى .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب الذكر في الخلوة .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في الرياضة .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في الزهد والتوكل .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في وجوب طلب العلم ومطلب في الورع .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب العزلة .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» بيان قصة الأسد والوحوش و الأرنب في السعي والتوكل والجبر والاختيار ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» مطلب إذا أردت الدخول إلى حضرة الحق .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في بيان أن الدنيا سجن الملك لا داره .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في الاستهلاك في الحق .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في السفر .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب ما يتعيّن علينا في معرفة أمهات المواطن ومطلب في المواطن الست .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في بيان أن الطرق شتى وطريق الحق مفرد .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في السلوك إلى اللّه .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في كيفية السلوك إلى ربّ العزّة تعالى .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» مطلب في المتن .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» موقع فنجال اخبار تقنية وشروحات تقنية وافضل التقنيات الحديثه والمبتكره
» فصل في وصية للشّارح ووصية إياك والتأويل فإنه دهليز الإلحاد .كتاب الإسفار عن رسالة الانوار فيما يتجلى لأهل الذكر من أنوار
» بيان حكاية سلطان يهودي آخر وسعيه لخراب دين سيدنا عيسى وإهلاك قومه ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» فهرس الموضوعات .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والستون في ذكر شيء من البدايات والنهايات وصحتها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» حكاية سلطان اليهود الذي قتل النصارى واهلكهم لاجل تعصبه ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب الثاني والستون في شرح كلمات مشيرة إلى بعض الأحوال في اصطلاح الصوفية .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والستون في ذكر الأحوال وشرحها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مقدمة الشارح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب الستون في ذكر إشارات المشايخ في المقامات على الترتيب قولهم في التوبة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والخمسون في الإشارات إلى المقامات على الاختصار والإيجار .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» حكاية ذلك الرجل البقال والطوطي (الببغاء) واراقة الطوطی الدهن في الدكان ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب الثامن والخمسون في شرح الحال والمقام والفرق بينهما .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والخمسون في معرفة الخواطر وتفصيلها وتمييزها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» عشق السلطان لجارية وشرائه لها ومرضها وتدبير السلطان لها ج 1 .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي للشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» الباب السادس والخمسون في معرفة الإنسان نفسه ومكاشفات الصوفية من ذلك .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والخمسون في آداب الصحبة والأخوة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الرابع والخمسون في أدب حقوق الصحبة والأخوة في اللّه تعالى .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والخمسون في حقيقة الصحبة وما فيها من الخير والشر .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثاني والخمسون في آداب الشيخ وما يعتمده مع الأصحاب والتلامذة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والخمسون في آداب المريد مع الشيخ .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخمسون في ذكر العمل في جميع النهار وتوزيع الأوقات .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والأربعون في استقبال النهار والأدب فيه والعمل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» فهرس الموضوعات بالصفحات موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د. رفيق العجم
» فهرس المفردات وجذورها موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د. رفيق العجم
» فهرس معجم مصطلحات الصوفية د. عبدالمنعم الحنفي
» مصطلحات حرف الياء .معجم مصطلحات الصوفية د.عبدالمنعم الحنفي
» مصطلحات حرف الهاء .معجم مصطلحات الصوفية د.عبدالمنعم الحنفي
» فهرس المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الثالث .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثامن والأربعون في تقسيم قيام الليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والأربعون في أدب الانتباه من النوم والعمل بالليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الصاد .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الشين .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب السادس والأربعون في ذكر الأسباب المعينة على قيام الليل وأدب النوم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والأربعون في ذكر فضل قيام الليل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف السين .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الراء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الدال .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الرابع والأربعون في ذكر أدبهم في اللباس ونياتهم ومقاصدهم فيه .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والأربعون في آداب الأكل .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثاني والأربعون في ذكر الطعام وما فيه من المصلحة والمفسدة .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الحادي والأربعون في آداب الصوم .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الخاء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الحاء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الأربعون في اختلاف أحوال الصوفية بالصوم والإفطار .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب التاسع والثلاثون في فضل الصوم وحسن أثره .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» القصائد من 81 إلى 90 الأبيات 1038 إلى 1158 .مختارات من ديوان شمس الدين التبريزي الجزء الاول مولانا جلال الدين الرومي
» مصطلحات حرف الجيم .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الثامن والثلاثون في ذكر آداب الصلاة وأسرارها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب السابع والثلاثون في وصف صلاة أهل القرب .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» القصائد من 71 إلى 80 الأبيات 914 إلى 1037 .مختارات من ديوان شمس الدين التبريزي الجزء الاول مولانا جلال الدين الرومي
» مصطلحات حرف التاء الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف التاء الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب السادس والثلاثون في فضيلة الصلاة وكبر شأنها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الخامس والثلاثون في آداب أهل الخصوص والصوفية في الوضوء وآداب الصوفية بعد القيام بمعرفة الأحكام .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» مصطلحات حرف الباء .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف العين الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف العين الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» الباب الرابع والثلاثون في آداب الوضوء وأسراره .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي
» الباب الثالث والثلاثون في آداب الطهارة ومقدماتها .كتاب عوارف المعارف لشهاب الدين عمر السهروردي