المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
مصطلحات حرف التاء الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
اتقوا الله ويعلمكم الله :: قسم علوم و كتب التصوف :: موسوعة عقلة المستوفز لمصطلحات وإشارات الصوفية :: حرف التاء
صفحة 1 من اصل 1
مصطلحات حرف التاء الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
مصطلحات حرف التاء الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
حرف التاء فى موسوعة مصطلحات التصوف .موسوعة عقلة المستوفز لمصطلحات وإشارات الصوفية
بسم الله الرحمن الرحيمحرف التاء
ت تاء :
- يكنى بالتاء عن الذات باعتبار التعيّنات والتعدّدات . ( قاش ، اصط ، 155 ، 3 )
- يكنّى بالتاء عن التاء باعتبار التعيّنات والتعدّدات . ( نقش ، جا ، 79 ، 3 )
تاج الملك :
- ما تاج الملك ؟ الجواب تاج الملك علامة الملك وتتويج الكتاب السلطانيّ خطّ السلطان فيه الوجود كتاب مرقوم ويشهده المقرّبون ويجهله من ليس بمقرّب ، وتتويج هذا الكتاب إنما يكون بمن جمع الحقائق كلها وهي علامة موجده فالإنسان الكامل الذي يدلّ بذاته من أوّل البديهة على ربه هو تاج الملك وليس إلا الإنسان الكامل . ( عر ، فتح 2 ، 104 ، 28 )
تألّف :
- أوّل القرب التقرّب وأول الحبّ التحبّب ولهم التألّف والتأليف والتعريف وهؤلاء الأبرار . ( مك ، قو 1 ، 241 ، 10 )
- المحبة والتألّف هو الواسطة بين المريد والشيخ ، وعلى قدر قوة المحبة تكون سارية الحال ، لأن المحبة علامة التعارف ، والتعارف علامة الجنسية ، والجنسية جالبة للمريد حال الشيخ أو بعض حاله . ( سهرو ، عوا 2 ، 268 ، 27 )
تأنيس :
- التأنيس : وهو التجلّي في المظاهر الحسّية تأنيسا للمريد المبتدئ بالتزكية والتصفية ويسمّى التجلّي الفعلي لظهوره في صور الأسباب . (قاش ، اصط ، 155 ، 4 )
- التأنيس هو التجلّي في الظاهرة الحسّية تأنيسا للمريد المبتدئ بالتزكية والتصفية ، ويسمّى التجلّي الفعلي لظهوره في صور الأسباب . ( نقش ، جا ، 79 ، 3 ) .
تأويل :
- التأويل : هو إرجاع صور الأوضاع الشرعية إلى مآلها ، والمعاني التي هي لها ، وكشف تلك الحقائق من تحت تلك الصور . ( سهري ، هيك ، 104 ، 10 )
- التفسير علم نزول الآية ، وشأنها ، وقصّتها ، والأسباب التي نزلت فيها . وهذا محظور على الناس كافة القول فيه إلّا بالسماع والأثر . وأما التأويل : فصرف الآية إلى معنى تحتمله إذا كان المحتمل الذي يراه يوافق الكتاب والسنّة :
فالتأويل يختلف باختلاف حال المؤول . . .
من صفاء الفهم ، ورتبة المعرفة ، ونصيب القرب من اللّه تعالى . ( سهرو ، عوا 1 ، 164 ، 8 ) .
تأييد :
- التسديد فهو أن يقوم إرادته وحركاته نحو الغرض المطلوب ليهجم عليه في أسرع وقت.
فالرشد تنبيه بالتعريف . والتسديد إعانة ونصرة بالتحريك . وأما التأييد فهو تقوية أمره بالبصيرة من داخل وتقوية البطش من خارج . ( غزا ، ميز ، 90 ، 7 )
"159"
تأييد اعتصامي :- التأييد الإعتصامي أي وإن يخصّني مع التأييد المنسوب إلى الإعتصام الذي من تأيّد واعتصم بهذا الاعتصام فقد هدي إلى صراط مستقيم . ( صوف ، فص ، 6 ، 21 )
تبتّل :
- التبتل : وهو الانقطاع . ورقته الأولى : تجريد الانقطاع عن الحظوظ والمبالاة لشهود الحقيقة . والثانية : تجريده عن التعريج على النفس بمجانبة الهوى ، وتنسّم الأنس وشمّ الكشف . والثالثة : تجريده إلى السبق ، والنظر إلى أوائل ، الجمع . ( خط ، روض ، 480 ، 6 )
تبجّح
- التبجّح فهو تأهيل النفس للأمور الكبار من غير استحقاق . ( غزا ، ميز ، 74 ، 3 )
تبدّل
- التبدّل ، فدليل السخابة ، وشاهد مزلّة القدم ، وعلم نار التلوّن ، وقاطع رحم الحياء . ( خط ، روض ، 691 ، 7 )
تبذير
- التبذير فإفناء المال فيما لا يجب وفي الوقت الذي لا يجب فيه وأكثر مما يجب . ( غزا ، ميز ، 77 ، 17 )
تتبل
- التتبل : فهو أن يسقم الرجل الحب . يقال : رجل متبول . تبله الحب . أي أسقمه الحب وأفسده وقطعه والتبل القطع . ( خط ، روض ، 345 ، 11 )
تتيّم
- التتيّم فهو التعبّد . تيّمه الحب أي عبده ، فهو متيّم . ( خط ، روض ، 345 ، 7 )
تجاف
- التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود ، والإقبال بكنه الهمّة على اللّه تعالى .
وإن ذلك لا يتمّ إلّا بالإعراض عن الجاه والمال ، والهرب من الشواغل والعلائق .
( غزا ، منق ، 134 ، 5 )
تجرّد
- مقام التجرّد ومن شأنه أن لا يكون له التفات إلى معلوم وظيفة ، أو خراج رزقه ، أو أجرة بيت ، ولا يعلق خاطره بشيء من ذلك ، ويجب عليه في الطريق مجاهدة نفسه ، حتى يصير لا التفات له إلى شيء دون اللّه تعالى . ومن لا يجاهد نفسه كذلك فلا يجيء منه شيء في الطريق ، إذ لا التفات إلى مضادّ للرقي . ( شعر ، قدس 1 ، 82 ، 1 )
تجرّد عن الأزواج :
- التجرّد عن الأزواج والأولاد أعون على الوقت للفقير ، وأجمع لهمّه ، وألذّ لعيشه ، ويصلح للفقير في ابتداء أمره قطع العلائق ومحو العوائق ، والتنقّل في الأسفار ، وركوب الأخطار ، والتجرّد عن الأسباب ، والخروج عن كل ما يكون حجابا ، والتزوج انحطاط من العزيمة إلى الرخص ، ورجوع من التروح إلى النّغص ، وتقيّد بالأولاد والأزواج ، ودوران حول مظانّ الإعوجاج ، والتفات إلى الدنيا بعد الزهادة ، وانعطاف على الهوى بمقتضى الطبيعة والعادة . ( سهرو ، عوا 1 ، 339 ، 3 )
"160"
تجرّد عن الأسباب - التجرّد عن الأزواج والأولاد أعون على الوقت للفقير ، وأجمع لهمّه ، وألذّ لعيشه ، ويصلح للفقير في ابتداء أمره قطع العلائق ومحو العوائق ، والتنقّل في الأسفار ، وركوب الأخطار ، والتجرّد عن الأسباب ، والخروج عن كل ما يكون حجابا ، والتزوج انحطاط من العزيمة إلى الرخص ، ورجوع من التروح إلى النّغص ، وتقيّد بالأولاد والأزواج ، ودوران حول مظانّ الإعوجاج ، والتفات إلى الدنيا بعد الزهادة ، وانعطاف على الهوى بمقتضى الطبيعة والعادة . ( سهرو ، عوا 1 ، 339 ، 5 )
تجريد
- " التجريد " ما تجرّد للقلوب من شواهد الألوهية إذا صفا من كدورة البشرية ،
وقال : بعض الشيوخ وقد سئل عن التجريد ، فقال : " إفراد الحقّ من كل ما يجرى وإسقاط العبد في كل ما يبدي . (طوس ، لمع ، 425 ، 5)
- " التجريد " و " التفريد " و " التوحيد " ألفاظ مختلفة لمعان متّفقة وتفصيلها على مقدار حقائق الواجدين وإشاراتهم ، قال : القائل :
حقيقة الحقّ حقّ ليس يعرفه * إلّا المجرّد فيه حقّ تجريد . (طوس ، لمع ، 425 ، 8 )
- التجريد : أن يتجرّد بظاهره عن الأعراض وبباطنه عن الأعواض ، وهو أن لا يأخذ من عرض الدنيا شيئا ولا يطلب على ما ترك منها عوضا من عاجل ولا آجل ، بل يفعل ذلك لوجوب حقّ اللّه تعالى لا لعلّة غيره ولا لسبب سواه ، ويتجرّد بسرّه عن ملاحظة المقامات التي يحلّها والأحوال التي ينازلها ، بمعنى السكون إليها والاعتناق لها . ( كلا ، عرف ، 81 ، 6 )
- التجريد أن لا يملك ، والتفريد أن لا يملك . (كلا ، عرف ، 81 ، 15 )
- التجريد والتفريد أن العبد يتجرّد عن الأغراض فيما يفعله ، لا يأتي بما يأتي به نظرا إلى الأغراض في الدنيا والآخرة ، بل ما كوشف به من حق العظمة يؤدّيه حسب جهده عبودية وانقيادا . والتفريد : أن لا يرى نفسه فيما يأتي به بل يرى منّة اللّه عليه ، فالتجريد ينفي الأغيار ، والتفريد ينفي نفسه واستغراقه عن رؤية نعمة اللّه عليه وغيبته عن كسبه . ( سهرو ، عوا 2 ، 332 ، 9)
- التجريد : إماطة السّوى والكون على القلب والسّرّ . ( عر ، تع ، 16 ، 14 )
- التجريد : الورقة الأولى تجريد عين الكشف عن كشف اليقين . الثانية : تجريد عين الجمع عن درك العلم . والثالثة : تجريد الخلاص من شهود التجريد . ( خط ، روض ، 497 ، 3 )
- التجريد وهو في النهايات تجريد الإخلاص عن شهود التجريد ، وصورته في البدايات التجريد عن المخالفات واللذات الطبيعية والمألوفات والزخارف الدنيوية والطيبات ، وفي الأبواب تجريد النفس عن الميل إلى شهوات الدنيا ودعوات الهوى ، وفي المعاملات تجريد النفس عن رؤية تأثير الكائنات ونسبة الأفعال إلى المخلوقات ، وفي الأخلاق تجريدها عن الهيئات النفسانية والملكات الرديئة الشيطانية ، وفي الأصول التجريد عن الفتور في السير والالتفات إلى الغير ، وفي الأدوية التجريد عن العلوم الاستدلالية بالإلهامات الإلهية والعلوم اللدنية ، وفي الأحوال التجريد عن محبة السوى والاصطبار مع النوى ، وفي الولايات التجريد
"161"
عن الأسماء والصفات وعن رسوم جميع الكائنات ، وفي الحقائق تجريد عين الجمع عن درك العلم . ( نقش ، جا ، 301 ، 28 ) - التجريد في اللغة ، التكشيط والإزالة ، تقول جرّدت الثوب أي أزلته عني ، وتجرّد فلان أي أزال ثوبه ، أما عند السادة الصوفية ، فهو على ثلاثة أقسام : تجريد الظاهر ، وهو ترك كل ما يشغل الجوارح عن اللّه ؛ وتجريد الباطن ، وهو كل ما يشغل القلب عن اللّه ، وتجريدهما ، وهو إفراد القلب والقالب للّه . ( يشر ، حق ، 78 ، 18 )
- التجريد إماطة السّوى والكون عن القلب والسّر . ( يشر ، حق ، 79 ، 1 )
- التجريد انخلاع عن الشهود ، والشواهد ، وهو على ثلاثة درجات : الدرجة الأولى تجريد عين الكشف عن كسب اليقين . الدرجة الثانية ، تجريد عين الجمع عن درك اليقين . الدرجة الثالثة تجريد الخلاص عن شهود التجريد .
(يشر ، حق ، 79 ، 3 )
- التجريد على ثلاثة أنواع : منهم من يتجرّد عمّا سوى اللّه ، فيقال عنه متجرّد . ومنهم من يتجرّد عن شهوات نفسه وطبائعها ، فيقال عنه متجرّد .
ومنهم من يتجرّد لخدمة الشيخ فقط . ( يشر ، نفح ، 71 ، 9 )
تجل – تجلي :
- " التجلّي " : التلبّس ، والتشبّه بالصادقين ، بالأقوال ، وإظهار الأعمال . ( طوس ، لمع ، 439 ، 11 )
- " التّجلّي " : إشراق أنوار إقبال الحقّ على قلوب المقبلين عليه . ( طوس ، لمع ، 439 ، 16 )
- قال سهل : التجلّي على ثلاثة أحوال ؛ تجلّي ذات وهي المكاشفة ، وتجلّي صفات الذات وهي موضع النور ، وتجلّي حكم الذات وهي الآخرة وما فيها . ( كلا ، عرف ، 90 ، 12 )
- الستر والتجلّي ، العوام في غطاء الستر والخواص في دوام التجلّي ، والخبر أن اللّه إذا تجلّى لشيء خشع له فصاحب الستر بوصف شهوده وصاحب التجلّي أبدا بنعت خشوعه ، والستر للعوام عقوبة وللخواص رحمة إذ لولا أنه يستر عليهم ما يكاشفهم به لتلاشوا عند سلطان الحقيقة ولكنه كما يظهر لهم يستر عليهم . ( قشر ، قش ، 42 ، 32 )
- التجلّي : هو تأثير أنوار الحقّ بحكم الإقبال على قلوب المقبلين الجديرين بأن يروا الحقّ بقلوبهم . والفرق بين هذه الرؤية ورؤية العيان هي أن المتجلّي إذا أراد يرى ، وإذا أراد لا يرى ، أو يرى وقتا ولا يرى آخر . ( هج ، كش 2 ، 633 ، 17 )
- التجلّي بطريق الأفعال يحدث صفو الرضا والتسليم . والتجلّي بطريق الصفات يكسب الهيبة والأنس . والتجلّي بالذات يكسب الفناء والبقاء . ( سهرو ، عوا 1 ، 327 ، 1 )
- الاستتار . وهو إشارة إلى غيبة صفات النفس بكمال قوة صفات القلب . ومنها التجلّي ، ثم التجلّي قد يكون بطريق الأفعال ، وقد يكون بطريق الصفات ، وقد يكون بطريق الذات ، والحق تعالى أبقى على الخواص موضع الاستتار رحمة منه لهم ولغيرهم ؛ فأما لهم فلأنهم به يرجعون إلى مصالح النفوس ، وأما لغيرهم فلأنه لولا مواضع الاستتار لم ينتفع بهم لاستغراقهم في جمع الجمع وبروزهم للّه الواحد القهار . ( سهرو ، عوا 2 ، 332 ، 1 )
"162"
- من الكشف ما هو عقليّ وهو ما يدركه العقل بجوهره المطلق عن قيود الفكر والمزاج . ومنه ما هو نفسانيّ وهو ما يرتسم في النفوس الخياليّة المطلقة عن قيوده المزاجيّة بأزمان الرياضات والمجاهدات بعد كشف حجب المباينات والممايزات . ومنه ما هو روحانيّ وذلك بعد كشف الحجب العقليّة والنفسانيّة ومطالعة مطالع الأنفاس الرحمانيّة . ومنه ما هو ربّانيّ وذلك بطريق التجلّي إمّا بالتنزّل أو بالعروج أو بمنازلات أسرار ، وهذا النوع يتعدّد بتعدّد الحضرات الأسمائيّة ، فإنّ للحقّ تجلّيات من كلّ حضرة من الحضرات الأسمائيّة وأعلاها هو التجلّي الإلهيّ الجمعيّ الأحديّ يعطي المكاشفات الكلّيّة وفوقها التجلّي الذاتيّ الّذي يعطي الكشف بحقيقة الحقائق وبمراتبها وبحقيقة النفس والعماء وبالحقيقة الإلهيّة وبحقيقة الطبيعة الكلّيّة . ( عر ، نشا ، 35 ، 16 )
- التجلّي : اختيار الخلوة والإعراض عن كل ما يشغلك عن الحقّ . ( عر ، تع ، 17 ، 9 )
- التجلّي : بالأخلاق الإلهية . ( عر ، تع ، 24 ، 1 )
- التجلّي : اعلم أن التجلّي الإلهي دائم لا حجاب عليه ولكن لا يعرف أنه هو وذلك أن اللّه لما خلق العالم أسمعه كلامه في حال عدمه وهو قوله كن وكان مشهودا له سبحانه ولم يكن الحق مشهودا له وكان على أعين الممكنات حجاب العدم لم يكن غيره ، فلا تدرك الموجود وهي معدومة كالنور ينفر الظلمة فإنه لا بقاء للظلمة مع وجود النور كذلك العدم والوجود فلما أمرها بالتكوين لإمكانها واستعداد قبولها سارعت لترى ما ثمّ لأنّ في قوّتها الرؤية كما في قوّتها السمع من حيث الثبوت لا من حيث الوجود فعند ما وجد الممكن انصبغ بالنور فزال العدم وفتح عينيه فرأى الوجود الخير المحض فلم يعلم ما هو ولا علم أنه الذي أمره بالتكوين فأفاده التجلّي علما بما رآه لا علما بأنه هو الذي أعطاه الوجود ، فلما انصبغ بالنور التفت على اليسار فرأى العدم فتحقّقه فإذا هو ينبعث منه كالظل المنبعث من الشخص إذا قابله النور .
فقال : ما هذا ؟ فقال له النور من الجانب الإيمن هذا هو أنت فلو كنت أنت النور لما ظهر للظلّ عين فأنا النور وأنا مذهبه . ( عر ، فتح 2 ، 303 ، 28 )
- التجلّي عند القوم ما ينكشف للقلوب من أنوار الغيوب وهو على مقامات مختلفة فمنها ما يتعلّق بأنوار المعاني المجرّدة عن المواد من المعارف والأسرار ومنها ما يتعلّق بأنوار الأنوار ومنها ما يتعلّق بأنوار الأرواح وهم الملائكة ومنها ما يتعلّق بأنوار الرياح ومنها ما يتعلّق بأنوار الطبيعة ومنها ما يتعلّق بأنوار الأسماء ومنها ما يتعلّق بأنوار المولدات والأمهات والعلل والأسباب على مراتبها ، فكل نور من هذه الأنوار إذا طلع من أفق ووافق عين البصيرة سالما من العمى والغشى والصدع والرمد وآفات الأعين كشف بكل نور ما انبسط عليه فعاين ذوات المعاني على ما هي عليه في نفسها وعاين ارتباطها بصور الألفاظ والكلمات الدالّة عليها وأعطته بمشاهدته إيّاها ما هي عليه من الحقائق في نفس الأمر من غير تخيّل ولا تلبيس ؛ فمنها أنوار نسعى بها ومنها أنوار نسعى إليها ومنها ومنها أنوار تسعى بين أيدينا ومنها أنوار تكون خلفنا يسعى بها من يقتدي بنا ومنها أنوار تكون عن إيماننا تؤيّدنا ومنها أنوار تكون عن شمائلنا تقينا ومنها أنوار تكون فوقنا تنزل علينا لتفيدنا ومنها أنوار تكون تحتنا نملكها
"163"
بالتصرّف فيها ومنها أنوار نكونها هي أبشارنا وفي أبشارنا وأشعارنا وفي أشعارنا وهي غاية الأمر . ( عر ، فتح 2 ، 485 ، 20 ) - التجلّي : ما يظهر للقلوب من أنوار الغيوب . (قاش ، اصط ، 155 ، 7 )
- لم تستطع أبصاركم الثبوتية أن تدركه ( اللّه ) على ما هو عليه لغاية بعده عنكم فأدركتموه على ما أنتم عليه فما أدركتم إلا نفوسكم ، وغاية ما في الباب أن تجلّيه كان سببا لإدراككم لأنفسكم لأنكم قبل هذا التجلّي كنتم في ظلمة العدم بالنسبة إلى نفوسكم لا بالنسبة إلى الحق ، فلما تجلّى لكم اللّه الذي هو نور السماوات والأرض نفّر تلك الظلمة فشهدتم نفوسكم على ما هي عليه في حضرة العلم الأزلي ، فكان ذلك الشهود تجلّي عين وجودكم الخارجي ولا معنى للوجود الخارجي إلا هذا ولا تنكروا قولنا إن الحق تجلّى لكم وأنتم موجودون في علمه فأبصرتموه لا ، نفس التجلّي والرؤية ممكن عقلا وشرعا وكشفا لأن الرؤية في الآخرة لا شكّ فيها وقد شهد القرآن أن اللّه تعالى تجلّى للجبل وليس في الكتاب والسنة ما يحيل ذلك أصلا . ( جيع ، اسف ، 10 ، 17 )
- المكالمة وهو ما يرد على قلبك من طريق الخاطر الرباني والملكي فهذا لا سبيل إلى ردّه ولا إلى إنكاره ، فإن مكالمات الحق تعالى لعباده وإخباراته مقبولة بالخاصية لا يمكن لمخلوق دفعها أبدا ، وعلامة مكالمة الحق تعالى لعباده أن يعلم السامع بالضرورة أنه كلام اللّه تعالى وأن يكون سماعه له بليّته وأن لا يقيّد بجهة دون غيرها ولو سمعه من جهة فإنه لا يمكنه أنه يخصّه بجهة دون أخرى ، ألا ترى إلى موسى عليه السلام سمع الخطاب من الشجرة ولم يقيّد بجهة والشجرة جهة ويقرب الخاطر الملكي من الخاطر الرباني في القبول ولكن ليست له تلك القوة إلا أنه اعتبر قبل بالضرورة وليس هذا الأمر قيما يرد من جناب الحق على طريق المكالمة فقط بل تجلّياته أيضا كذلك ، فمتى تجلّى شيء من أنوار الحق للعبد علم العبد بالضرورة من أول وهلة أنه نور الحق سواء كان التجلّي صفاتيّا أو ذاتيّا علميّا أو عينيّا ، فمتى تجلّى عليك شيء وعلمت في أول وهلة أنه نور الحق أو صفته أو ذاته فإن ذلك هو التجلّي فافهم فإن هذا البحر لا ساحل له .
وأما الإلهام الإلهي فإن طريق المبتدئ في العمل به أن يعرضه على الكتاب والسنّة فإن وجد شواهده منهما فهو إلهام إلهي وإن لم يجد له شاهدا فليتوقّف عن العمل به مع عدم الإنكار لما سبق ، وفائدة التوقّف أن الشيطان قد يلقي في قلب المبتدئ شيئا يفهمه أنه إلهام إلهي فيخشى ذلك أن يكون من هذا القبيل وليلزم صحّة التوجّه إلى اللّه تعالى والتعلّق به مع التمسّك بالأصول إلى أن يفتح اللّه عليه بمعرفة ذلك الخاطر . ( جيع ، كا 1 ، 5 ، 33 ) .
- التجلّي تصرّفات أهل الهمم ومن هذا التجلّي عالم الخيال وما يتصوّر فيه من غرائب عجائب المخترعات ومن هذا التجلّي السحر العالي ومن هذا التجلّي يتلون لأهل الجنة ما يشاؤون ومن هذا التجلّي عجائب السمسمة الباقية من طينة آدم الذي ذكرها ابن العربي في كتابه ، ومن هذا التجلّي المشي على الماء والطيران في الهواء وجعل القليل كثيرا والكثير قليلا إلى غير ذلك من الخوارق . ( جيع ، كا 1 ، 41 ، 5 ) .
- التجلّي بنسبته إلى الحق شأنا إلهيّا وبنسبته إلى العبد حالا ولا يخلو ذلك التجلّي من أن يكون
"164"
الحاكم عليه اسما من أسماء اللّه تعالى أو وصفا من أوصافه ، فذلك الحاكم هو اسم ذلك التجلّي وإن لم يكن له اسم أو وصف مما بأيدينا من الأسماء والصفات الإلهية فإن حال اسم ذلك الولي المتجلّي عليه هو عين الاسم الذي تجلّى به الحق عليه . ( جيع ، كا 1 ، 63 ، 29 ) - الفيض ، التجلّي الدائم الذي لم يزل ولا يزال .
فالعالم المسوّى بدون الروح الإلهي بمنزلة المرآة الغير الصقيلة وبالروح الإلهي بمنزلة الصقيلة . فكما أن المرآة بسبب جلائها تقبل صورة من يحاذيها وتعطيها لصاحبها كذلك العالم بسبب قبول الروح الإلهي يقبل التجلّي الدائم الذي هو ظهور عينه إليه في ذلك المحل المكمل . ( صوف ، فص ، 16 ، 17 )
- التجلّي هو ما يظهر للقلوب من أنوار الغيوب .
والتجلّي الأوّل هو التجلّي الذاتي وهو تجلّي الذات وحدها لذاتها وهي الحضرة الأحدية التي لا نعت فيها ولا رسم ، إذ الذات وجود الحق المحض لأن ما سوى الوجود من حيث هو وجود الحق ليس إلا العدم المطلق وهو اللاشيء المحض فلا يحتاج في أحديته إلى وحدة وتعيّن يمتاز به عن شيء أي وحدته عينه لا عين غيره فوحدته عين ذاته ، وهذه الوحدة منشأ الأحدية والواحدية لأنها عين الذات من حيث هي ، أعني لا بشرط شيء أي المطلق الذي يشتمل كونه بشرط أن لا شيء معه هو الأحدية وكونه بشرط أن يكون معه شيء هو الواحدية والحقائق في الذات الأحدية كالشجرة في النواة وهي غيب الغيوب . والتجلّي الثاني هو الذي تظهر به أعيان الممكنات الثابتة التي هو شؤون الذات لذاته تعالى وهو التعيّن الأول بصفة العالمية والقابلية لأن الأعيان معلوماته ، والذاتية القابلية للتجلّي الشهودي وللحق بهذا التجلّي نزول عن الحضرة الأحدية إلى الحضرة الواحدية بالنسب الإسمائية . ( نقش ، جا ، 79 ، 5 )
- الستر للعوام والتجلّي للخواص ، والمراد بالستر قيام الحجب المانعة من المشاهدة وصاحب التجلّي موصوف بالخشوع أبدا . . .
وللخواص أيضا ستر مع أنهم في دوام التجلّي .
والحالتان في حقهم متناقضتان لفظا لا معنى لأن التجلّي عبارة عن انكشاف سرادقات الجلال عن كمال الجمال ، والستر في حق الخواص عبارة عن حفظهم عن التلاشي والاحتراق وتمكينهم في مقام الثبات ، إذ لولا ستره عليهم ما يكاشفهم به لتلاشوا عند ظهور سلطان الحقيقة ، إذ الخلق لا بقاء لهم عند وجود الحق . ( نقش ، جا ، 257 ، 27 )
تجل إحساني
- التجلّي الإحساني فهو القرب من حضرة الحق والتداني . ( نقش ، جا ، 158 ، 7 )
تجل أول
- التجلّي الأول : هو التجلّي الذاتي وهو تجلّي الذات وحدها لذاتها ، وهي الحضرة الأحدية التي لا نعت فيها ولا رسم ؛ إذ الذات التي هي الوجود الحق المحض وحدته عينه ، لأن ما سوى الوجود من حيث هو وجود ليس إلا العدم المطلق ، وهو اللاشيء المحض ، فلا يحتاج في أحديته إلى وحدة وتعيّن يمتاز به عن شيء ، إذ لا شيء غيره فوحدته عين ذاته ، وهذه الوحدة منشأ الأحدية والواحدية لأنها عين
"165"
الذات من حيث هي لا بشرط شيء أي المطلق الذي يشمل كونه بشرط أن لا شيء معه وهو الأحدية ، وكونه بشرط أن يكون معه شيء وهو الواحدية . والحقائق في الذات الأحدية كالشجرة في النواة وهي غيب الغيوب . ( قاش ، اصط ، 155 ، 9 ) تجل ثان
- التجلّي الثاني : هو الذي تظهر به أعيان الممكنات الثابتة التي هي شؤون الذات لذاته تعالى وهو التعيّن الأول بصفة العالمية والقابلية ، لأن الأعيان معلوماته الأول والذاتية القابلة للتجلّي الشهودي ، والحق بهذا التجلّي ينزل من الحضرة الأحدية إلى الحضرة الواحدية بالنسب الأسمائية . ( قاش ، اصط ، 156 ، 4 )
تجل خيالي
- التجلّي الخيالي نوعان : نوع على صورة المعتقد ونوع على صورة المحسوسات فافهم . لكن مطلق التجلّي الصوري منشؤه ومحتده العالم المثالي وهو إذا اشتدّ ظهوره شوهد بالعين الشحمية محسوسا لكنه على الحقيقة عين البصيرة هي المشاهد إلا أنه لما صار كله عينا كان بصره محل بصيرته في هذا المشهد . وأما المعنوي أعني مما أعطانا الكشف في الحديث أنه واقع معنى فكل من الأشياء المذكورة في الحديث عبارة عن معنى إلهي . ( جيع ، كا 2 ، 3 ، 19 )
تجل ذاتي
- كل قلب تجلّت فيه الحضرة الإلهية من حيث هي ياقوت أحمر الذي هو التجلّي الذاتيّ فذلك قلب المشاهد المكمل العالم الذي لا أحد فوقه في تجلّ من التجلّيات ودونه تجلّي الصفات ودونهما تجلّي الأفعال ، ولكن من كونها من الحضرة الإلهية ومن لم تتجلّ له من كونها من الحضرة الإلهية فذلك هو القلب الغافل عن اللّه تعالى المطرود من قرب اللّه تعالى . ( عر ، فتح 1 ، 91 ، 30 )
- التجلّي الذاتي الدائمي على ثلاث مراتب :
المرتبة الأولى كمال النبوّة وفيها يعملون مراقبة ذات وهي منشأ كمال النبوّة .
والمرتبة الثانية كمال الرسالة وههنا يعملون مراقبة ذات هي منشأ كمالات الرسالة ويرد فيض هذا المقام على الهيئة الوحدانية الحاصلة للسالك في هذا المقام ، والهيئة الوحدانية عبارة عن مجموع عالم الأمر وعالم الخلق ، فإنه تحصل لكل منهما بعد التصفية والتزكية هيئة أخرى . مثلا إذا أراد شخص أن يركّب معجونا من أدوية مختلفة التأثير فإنه يدقّ ويسحق كل واحد منها فرادى ثم يجمعها في قوام الفند والعسل فيحصل للأدوية المذكورة هيئة أخرى وينشأ لها اسم المعجون ، فكذلك اللطائف العشر يحصل لها هيئة أخرى ويقع لها عروجات كثيرة في هذا المقام وفيما بعده من الفوقانية وأنواره وسعته ولا لونيته أكثر من المقام السابق ، ونسبة كل مقام سابق بالنسبة إليه كاللبّ مع القشر .
والمرتبة الثالثة التي هي عبارة عن كمالات أولي العزم تورد على هيئة الوحدانية فيض هذا المقام في كمال العلوم وكثرة الأنوار وههنا يعملون مراقبة ذات هي منشأ كمالات أولي العزم ، وفي هذا المقام ينكشف أسرار المقطعات القرآنية والمتشابهات ، وههنا يجعلون بعض الأكابر صاحب سرّ يقع بين
"166"
المحب والمحبوب يعطونه بواسطة الاتباع لرسول اللّه عليه السلام نصيبا من الفضيلة الخاصة بذلك الجناب . ( نقش ، جا ، 69 ، 4 ) - التجلّي الذاتي . غير التجلّي الصفاتي . لهذا كان في أحكام التجريد . لكل حقيقة ما يخصّها من التوحيد . ( حقيقة ) وجوب الذات هو وجوب الصفات . وتعدادها لا يوجب تعديد الذات بذوات . نعم لا هي عينها ولا هي غيرها فقد اتّحد المسمّى . وتعدّدت الأسماء . ( شاذ ، قوان ، 6 ، 15 )
تجل شهودي
- التجلّي الشهودي : هو ظهور الوجود المسمّى باسم النور وهي ظهور الحق بصور أسمائه في الأكوان التي هي صورها وذلك الظهور هو النفس الرحماني الذي يوجد به الكل . ( قاش ، اصط ، 156 ، 9 )
- التجلّي الشهودي : هو ظهور الوجود المسمّى باسم النور وهو ظهور الحق بصور أسمائه في الأكوان التي من صورها ، وذلك الظهور مدد هو نفس الرحمن الذي يوجد به الكل . ( نقش ، جا ، 79 ، 15 )
تجل صفاتي
- التجلّي الذاتي . غير التجلّي الصفاتي . لهذا كان في أحكام التجريد . لكل حقيقة ما يخصّها من التوحيد . ( حقيقة ) وجوب الذات هو وجوب الصفات . وتعدادها لا يوجب تعديد الذات بذوات . نعم لا هي عينها ولا هي غيرها فقد اتّحد المسمّى . وتعدّدت الأسماء . ( شاذ ، قوان ، 6 ، 15 )
تجلّت ذات الحق
- إذا تجلّت ذات الحق سبحانه وتعالى على عبده بصفة من صفاتها سبّح العبد في ذلك تلك الصفة إلى أن يبلغ حدّها بطريق الإجمال لا بطريق التفصيل ، لأن الصفاتين لا تفصيل لهم إلا من حيث الإجمال فإذا سبح العبد في فلك صفة واستكملها بحكم الإجمال استوى على عرش تلك الصفة فكان موصوفا بها فحينئذ تتلقّاه صفة أخرى فلا يزال كذلك إلى أن يستكمل الصفات جميعها . ثم يا أخي لا يشكل عليك هذا فإن العبد إذا أراد الحق سبحانه وتعالى أن يتجلّى عليه باسم أو صفة فإنه يفني العبد فناء يعدمه عن نفسه ويسلبه عن وجوده فإذا طمس النور العبدي وفني الروح الخلقي أقام الحق سبحانه وتعالى في الهيكل العبدي من غير حلول من ذاته لطيفة غير منفصلة عنه ولا متّصلة بالعبد عوضا عمّا سلبه منه لأن تجلّيه على عباده من باب الفضل والجود . (جيع ، كا 1 ، 37 ، 27 )
تجلّى اللّه تعالى على عبد
- إذا تجلّى اللّه تعالى على عبد من عبيده في اسم من أسمائه اصطلم العبد تحت أنوار ذلك الاسم فمتى ناديت الحق بذلك الاسم أجابك العبد لوقوع ذلك الاسم عليه ، فأول مشهد من تجلّيات الأسماء أن يتجلّى اللّه لعبده في اسمه الموجود فيطلق هذا الاسم على العبد وأعلى منه تجلّيه له في اسمه الواحد وأعلى منه تجلّيه في اسمه اللّه ، فيصطلم العبد لهذا التجلّي ويندكّ جبله فيناديه الحق على طور حقيقته إنه أنا اللّه هنالك يمحو اللّه اسم العبد ويثبت له اسم اللّه . فإن قلت يا اللّه أجابك هذا العبد
"167"
لبّيك وسعديك فإن ارتقى وقوّاه اللّه وأبقاه بعد فنائه كان اللّه مجيبا لمن دعا هذا العبد ، فإن قلت مثلا يا محمد أجابك اللّه لبّيك وسعديك ، ثم إذا قوي العبد في الترقّي تجلّى الحق له في اسمه الرحمن ثم في اسمه الرب ثم في اسمه الملك ثم في اسمه العليم ثم في اسمه القادر وكلّما تجلّى اللّه في اسم من هؤلاء الأسماء المذكورة فإنه أعزّ مما قبله في الترتيب ، وذلك لأن تجلّي الحق في التفصيل أعزّ من تجلّيه في الإجمال فظهوره لعبده في اسمه الرحمن تفصيل لإجمال ظهر به عليه في اسمه اللّه وظهوره لعبده في اسمه الرب تفصيل لإجمال ظهر به عليه في اسمه الرحمن وظهوره في اسمه الملك تفصيل لإجمال ظهر به عليه في اسمه الرب وظهوره في اسمه العليم والقادر تفصيل لإجمال ظهر به عليه في اسمه الملك ، وكذلك بواقي الأسماء . ( جيع ، كا 1 ، 35 ، 26 ) تجلّيات الصفات
- تجلّيات الصفات عبارة عن قبول ذات العبد الاتّصاف بصفات الرب قبولا أصليّا حكميّا قطعيّا كما يقبل الموصوف الاتّصاف بالصفة ، وذلك لمّا سبق أن اللطيفة الإلهية التي قامت عن العبد بهيكله العبدي وكانت عوضا عنه وهي في اتّصافها بالأوصاف الإلهية اتّصاف أصلي حكمي قطعي فما اتّصف إلا الحق بماله فليس للعبد هنا شيء . والناس في تجلّيات الصفات على قدر قوابلهم وبحسب وفور العلم وقوة العزم . ( جيع ، كا 1 ، 38 ، 13 )
تحضيض
- التحضيض الكوني وهو سرّ جعله اللّه في عباده العامة والسالكين في هذا الطريق وأما الخاصة فلا يقع منهم ذلك أبدا لأنه ليس بنعت إلهي إلا أنه جاء من اللّه فيما يرجع إلى الكون لا فيما يرجع إليه سبحانه ، مثل قوله لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ ( النور : 13 ) وأما أداة لو فهي إلهية وتتضمّن معنى التحضيض وقد اتّصف بها خاصة اللّه . ( عر ، فتح 3 ، 163 ، 11 )
تحقّق
- " التحقّق " معناه معنى التحقيق وهو مثل التعلّم والتعليم ، و " الحقيقة " اسم و " الحقائق " جمع الحقيقة ، ومعناه وقوف القلب بدوام الانتصاب بين يدي من آمن به ، فلو داخل القلوب شكّ أو مخيّلة فيما آمنت به حتى لا تكون به واقفة وبين يديه منتصبة لبطل الإيمان . ( طوس ، لمع ، 413 ، 12 )
- التحقّق شهود الحق في صور أسمائه التي هي الأكوان . فلا يحتجب المحقّق بالحق عن الخلق ولا بالخلق عن الحق . ( قاش ، اصط ، 156 ، 13 )
تحقيق
- التحقيق هو المقام الذي لا يقبل الشبه القادحة فيه وصاحب هذا النعت هو المحقّق فالتحقيق معرفة ما يجب لكل شيء من الحق الذي تطلبه ذاته فيوفيه ذلك علما ، فإن اتّفق أن يعامله به حالا فهو الذي ظهر عليه سلطان التحقيق وإن لم يظهر عليه فهو عالم بأنه أخطأ ولا يقدح ذلك الخطأ في تحقيقه لأنه بصير بنفسه وبما أخطأ فيه لأنه أخطأ عن تعمّل ، وهنا سرّ إلهيّ وهو أن اللّه هو الحكيم المطلق وهو الواضع للأمور في مواضعها وهو الذي أعطى كل شيء خلقه فليس في الكون خطأ بنسبة الترتيب للّه
"168"
وقد علم رب هذا التحقيق . والمحقّق به أن الأمر هكذا هو وقد علم أنه أخطأ ولكن بالنسبة إلى ما أمر به لا بالنسبة إلى ما هو الأمر عليه من حيث أن اللّه هو الواضع له في ذلك المحل المسمّى هذا الفعل خطأ ، فصاحب التحقيق مأجور في خطئه أي مثنى عليه عند اللّه كالمجتهد ما هو مخطئ في نفس الأمر فإن حكمه مقرّر وإنما خطؤه بالنسبة إلى غيره حيث لم يوافق دليله دليل غيره وكل شرع وكل حق فهكذا منزلة التحقيق والمحقّقين . ومن شرط صاحب هذا المقام أن يكون الحقّ سمعه وبصره ويده ورجله وجميع قواه المصرفة له فلا يتصرّف إلا بحقّ في حق لحق ولا يكون هذا الوصف إلا لمحبوب ولا يكون محبوبا حتى يكون مقرّبا ولا يكون مقرّبا إلا بنوافل الخيرات ولا تصحّ له نوافل الخيرات إلا بعد كمال الفرائض ولا تكمل الفرائض إلا باستيفاء حقوقها . ( عر ، فتح 2 ، 267 ، 30 ) - التحقيق : وهو تلخيص المصحوب من الحق ورقته
الأولى : ألا يعالج علمك علمه .
الثانية : ألا ينازع شهودك شهوده .
الثالثة : ألا يناسخ رسمك رسمه . ( خط ، روض ، 496 ، 7 )
- التحقيق هو شهود الحق في صور أسمائه التي هي الأكوان ، فلا يحجب المحقّق بالخلق عن الحق ولا بالحق عن الحق . ( نقش ، جا ، 79 ، 17 )
- إثبات المسألة بدليلها تحقيق . وإثباتها بدليل آخر تدقيق . والتعبير عنها بفائق العبارة الحلوة ترقيق . ومراعاة علم المعاني والبديع في تركيبها تنميق . والسلامة فيها من الاعتراض توفيق . ( شاذ ، قوان ، 61 ، 17 )
تحكّم
- التحكّم عند القوم التصرّف لإظهار الخصوصية بلسان الانبساط في الدعاء وهذا ضرب من الشطح وقريب منه ، كاتبوهم ، من دخول النفس فيه إلا أن يكون عن أمر إلهي فلا مؤاخذة على صاحبه فيه . ( عر ، فتح 2 ، 519 ، 25 )
تحل – التحلي :
- التحلّي : التحلّي هو الانتساب إلى قوم محمودين في القول والعمل . ( هج ، كش 2 ، 633 ، 11 )
تحل بالحاء المهملة
- التحلّي بالحاء المهملة في اصطلاح الطائفة التشبّه بأحوال الصادقين في أقوالهم وأفعالهم وهذا في الطريق عندنا مدخول ومن أسماء اللّه الصادق وإن الصادقين من أحوالهم التحلّي بالحاء المهملة فلابدّ من معرفة ما يتحلّى به فهل تحلّوا بما هو لغيرهم فتزيّنوا بما ليس لهم فهم لابسو أثواب زور أو تحلّوا بما هو لهم فهم صادقون . والتحلّي عندنا هو التزيّن بالأسماء الإلهية على الحدّ المشروع بحيث أن يعسر التمييز ، وهم الذين إذا رؤوا ذكر اللّه كعرش بلقيس لما قامت لها شبهة بعد المسافة فقالت كأنه هو ولو شاهدت الاقتدار الإلهيّ لعلمت أنه هو كما كان هو من غير زيادة ، وإذا حصل الإنسان في هذا المقام بهذا التحلّي ولم يحجبه هذا التحلّي في تزينه به وأنه له حقيقة ما استعاره بل ذلك ملكه وما له ولا منعه عن شهود عبوديته لربّه وأن نسبة ما ظهر به هو نعت لخالقه ما كان تشبّها وإنما كان تزيّنا فذلك التحلّي . ويقول الحكماء في هذه الحالة أنه التشبّه بالإله جهد
"169"
الطاقة وهذا القول إذا حقّقته جهل من قائله لأن التشبّه في نفس الأمر لا يصحّ فمن قامت به صفة فهي له وهو مستعدّ لقيامها به فباستعداد ذاته اقتضاها . فما تشبّه أحد بأحد بل الصفة في كل واحد كما هي في الآخر وإنما حجب الناس التقدّم والتأخّر وكون الصورة واحدة فلما رأوها في المتقدّم ثم رأوها في المتأخّر قالوا إن المتأخّر تشبّه بالمتقدّم في هذه الصورة وما علموا أن حقيقتها في المتأخّر حقيقتها في المتقدّم . ( عر ، فتح 2 ، 483 ، 21 ) تحيّر – الحيرة :
- " التحيّر " منازلة تتولّى قلوب العارفين بين اليأس والطمع في الوصول إلى مطلوبه ومقصوده لا تطمعهم في الوصول فيرتجوا ولا تؤيّسهم عن الطلب فيستريحوا فعند ذلك يتحيّرون ، وقد سئل بعضهم عن المعرفة ما هي ؟ فقال : التحيّر ثم الاتّصال ثم الافتقار ثم الحيرة . ( طوس ، لمع ، 421 ، 18 )
تخاسس
- ( أما ) التخاسس فحطّ النفس في الكرامة والتوقير إلى ما دون قدرها . ( غزا ، ميز ، 74 ، 9 )
تخل – التخلي :
- التخلّي : هو الإعراض عن الأشغال المانعة للعبد عن اللّه
وأولها مشاغل الدنيا ، بحيث يخلي يده منها بحكم تشريف العناية .
وثانيها : أن يقطع عن قلبه إرادة العقبى .
وثالثها : أن يخلي السرّ من متابعة الهوى . ورابعها : أن يعرض عن صحبة الخلق ، ويخلي القلب من التفكير فيهم . ( هج ، كش 2 ، 634 ، 1 )
- " التخلّي " : هو الإعراض عن العوارض المشغلة ، بالظاهر والباطن ، وهو اختيار الخلوة ، وإيثار العزلة ، وملازمة الوحدة . (طوس ، لمع ، 440 ، 3 )
تخل بالخاء المعجمة
- التخلّي بالخاء المعجمة عند القوم اختيار الخلوة والإعراض عن كل ما يشغل عن الحق .
وعندنا التخلّي عن الوجود المستفاد لأنه في الاعتقاد هكذا وقع وفي نفس الأمر ليس إلا وجود الحق والموصوف باستفادة الوجود هو على أصله ما انتقل من إمكانه فحكمه باق وعينه ثابتة والحقّ شاهد ومشهود ، فإنه تعالى لا يصحّ أن يقسم بما ليس هو لأنّ المقسوم به هو الذي ينبغي له العظمة فما أقسم بشيء ليس هو . ( عر ، فتح 2 ، 484 ، 18 )
تخنّث
- ( أما ) التخنث فحال يعتري النفس من إفراط الحياء بقبض النفس عن الانبساط قولا وفعلا . (غزا ، ميز ، 77 ، 16 )
تخويف
- بما ينال به الخوف والرجاء قال تعظيم المعرفة بعظيم قدر الوعد والوعيد ، قلت فبما ينال عظيم المعرفة بعظيم قدر الوعد والوعيد قال بالتخويف لشدّة العذاب والترجّي لعظيم الثواب ، قلت وبما ينال التخويف ، قال بالذكر والفكر في العاقبة لأن اللّه عزّ وجلّ قد علم أن هذا العبد إذا غيّب عنه ما قد خوّفه ورجاه لن يخاف ولم يرجو إلّا بالذكر والفكر ، لأن الغيب لا يرى بالعين وإنما يرى بالقلب في حقائق اليقين .
"170"
فإذا احتجب العبد بالغفلة عن الآخرة واحتجب عنها بإشغال الدنيا لم يخف ولم يرج إلّا رجاء الإقرار وخوفه . وأما خوف ينغّص عليه تعجيل لذّته ممّا كره إلهه عزّ وجلّ ورجا أن يتحمّل به ما كرهته نفسه فبما أحبّه ربّه فلا ما دام مؤثر الهوى نفسه ، وإنما يجتلب ذلك الخوف والرجاء بمنّة اللّه عزّ وجلّ وبالذكر والفكر والتنبيه والذكر لشدّة غضب اللّه وأليم عذابه وليوم المعاد وقد أخبر اللّه أن أوليائه اجتلبوها بذلك . ( محا ، رعا ، 24 ، 12 ) - التخويف من عظم ذنبه وطالت غفلته ليتيقّظ من رقدته ويفيق من سكرته . ( محا ، رعا ، 31 ، 2 )
تخويف بالفكر
- التخويف بالفكر في المعاد وهجوم الموت وعظيم حقّ اللّه عزّ وجلّ وواجب طاعته ودوام تضييعه لأمره وركوبه لنهيه ، قلت الفكرة أجدها على قلبي ثقيلة فمن أين ثقلت على العباد قال ثقلت الفكرة على العباد لثلاث خلال فقد تجتمع على بعضهم فتثقل عليه الفكرة وقد يثقلها على بعضهم الخلّة من هذه الخلال الثلاث أو الخلتان فإحداها قطع راحة القلب عن النظر في الدنيا ، لأنه إذا تفكّر سجن عقله عن الدنيا فقطعه عن راحته بالفكر في الدنيا والنظر في أمورها . والخلّة الثانية أن الفكر في المعاد وشدائده تلذيع للنفس وغمّ لها حين تذكر المعاد والحساب وما لها وما عليها لأن الموحّد المقرّ إذا تفكّر في ذلك هاج منه الغمّ والحزن لإيمانه بذلك فيثقل الفكر على النفس من أجل ذلك لأنه يثقل عليها ما أهاج عليها الغموم والأحزان . والخلّة الثالثة أن النفس والعدو قد علما أن المريد إذا أراد الفكر في معاده أنه إنما يطلب بالفكر خوفا يقطعه عن كل لذّة لا تقرّب إلى ربّه ويحمل كل مكروه يتحمّله فيما أوجب عليه ربّه ، فالنفس يثقل عليها الفكر إذا علمت أنه إنما يطالب بما يقطع به عنها لذّتها أيام حياتها ويحملها على ما يكره ويثقل عليها وقد علم العدوّ أنه إنما يطالب ما يبطل عنه مكائده ويدحض حجّته ويخالف محبّته ، فلهذه الثلاث الخلال ثقلت على المريدين الفكرة . ( محا ، رعا ، 25 ، 18 )
تدان
- التداني : معراج المقرّبين . ( عر ، تع ، 20 ، 3 )
تدبير
- قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي اللّه عنه إن كان ولابدّ من التدبير فدبّروا أن لا تدبّروا .
وقال أيضا لا تختر من أمرك شيئا واختر أن لا تختار وفر من ذلك المختار ومن فرارك ومن كل شيء إلى اللّه تعالى وربك يخلق ما يشاء ويختار . ( عطا ، تنو ، 3 ، 25 )
- وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ( القصص : 88)
يتضمّن ذلك الإلزام للعبد بترك التدبير مع اللّه لأنه إذا كان يخلق ما يشاء فهو يدبّر ما يشاء فمن لا خلق له لا تدبير له أَ فَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ ( النحل : 17 ) ويتضمّن قوله ويختار انفراده بالاختيار وأن أفعاله ليست على الإلجاء والاضطرار بل هو على نعت الإرادة والاختيار ، وفي ذلك إلزام للعبد بإسقاط التدبير والاختيار مع اللّه تعالى إذ ما هو له لا ينبغي أن يكون لك . ( عطا ، تنو ، 7 ، 17 )
- التدبير على قسمين : تدبير محمود وتدبير مذموم . فالتدبير المذموم هو كل تدبير ينعطف
يتبع
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
مصطلحات حرف التاء الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
مصطلحات حرف التاء الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
حرف التاء فى موسوعة مصطلحات التصوف .موسوعة عقلة المستوفز لمصطلحات وإشارات الصوفية
بسم الله الرحمن الرحيمحرف التاء
"171"
على نفسك بوجود حظّها إلا للّه قياما بحقه كالتدبير في تحصيل معصية أو في حظ بوجود غفلة أو طاعة بوجود رياء وسمعة ونحو ذلك وهذا كله مذموم ، لأنه إما أن يوجب عقابا أو يوجب حجابا ، ومن عرف نعمة العقل استحى من اللّه أن يصرف عقله إلى تدبير ما لا يوصله إلى قربه ولا يكون سببا لوجود حبه ، والعقل أفضل ما منّ اللّه به على عباده لأنه سبحانه وتعالى خلق الموجودات وتفضّل عليها بالإيجاد وبدوام الإمداد ، فهما نعمتان ما خرج موجود عنهما ولابدّ لكل مكوّن منهما نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد . ( عطا ، تنو ، 27 ، 19 ) - التدبير المحمود هو ما كان تدبيرا بما يقرّبك من اللّه كالتدبير في براءة الذمم من حقوق المخلوقين إما وفاء وإما استحلالا وتصحيح التوبة إلى ربّ العالمين والفكرة فيما يؤدّي إلى قمع الهوى المردي والشيطان المغوي ، وكل ذلك محمود لا شكّ فيه . ( عطا ، تنو ، 28 ، 11 )
- التدبير للدنيا على قسمين : تدبير الدنيا للدنيا وتدبير الدنيا للآخرة .
فتدبير الدنيا للدنيا هو أن يدبّر في أسباب جمعها افتخارا بها واستكثارا وكلما زيد فيها شيئا ازداد غفلة واغترارا وأمارة ذلك أن يشغله عن الموافقة ويؤدّيه إلى المخالفة ، وتدبير الدنيا للآخرة كمن يدبّر المتاجرة والمكاسب والغراسة ليأكل منها حلالا ولينعم بها على ذوي الفاقة أفضالا وليصوّن بها وجهه عن الناس إجمالا ، وأمارة من طلب الدنيا للّه تعالى عدم الاستكثار والادخار والإسعاف منها والإيثار . ( عطا ، تنو ، 28 ، 14 )
- إسقاط التدبير ليس هو الخروج عن الأسباب حتى يعود الإنسان ضيعة فيكون كلا على الناس فيجهل حكمة اللّه في إثبات الأسباب وارتباط الوسائط . ( عطا ، تنو ، 31 ، 23 )
- التدبير شجرة تسقى بماء سوء الظن وثمرتها القطيعة عن اللّه تعالى إذ لو حسن العبد ظنّه بربه لماتت شجرة التدبير من قلبه لانقطاع غذائها وإنما كان ثمرتها القطيعة عن اللّه تعالى ، لأن من دبّر لنفسه فقد اكتفى بعقله ورضي بتدبيره واحتال على وجوده ، فعقوبته أن يحال عليه وأن يمنع واردات المنن أن تصل إليه . ( عطا ، تنو ، 70 ، 8 )
تدقيق
- إثبات المسألة بدليلها تحقيق . وإثباتها بدليل آخر تدقيق . والتعبير عنها بفائق العبارة الحلوة ترقيق . ومراعاة علم المعاني والبديع في تركيبها تنميق . والسلامة فيها من الاعتراض توفيق . ( شاذ ، قوان ، 61 ، 18 )
تدل
- التدلّي : نزول المقرّبين ويطلق بإزاء نزول الحقّ إليهم عند التداني . ( عر ، تع ، 20 ، 4 )
تدلّه
- التدلّه : فهو ذهاب العقل من الهوى . ورجل مدلّه ، قال صاحب اللغة : دله ، ذهب دمه دلها بالتسكين ، أي هدرا ، والتدلّه ذهاب العقل من الهوى يقال دلّهه الهوى أي حيّره وأدهشه ، قال أبو زيد في كتاب الإبل : الدلوه ، الناقة التي لا تكاد تحنّ إلى إلف ولا ولد وقد دلهت عن إلفها ، وعن ولدها تدلّه . ( خط ، روض ، 347 ، 4 )
"172"
تذكّر - التذكّر وهو إحضار المعرفتين في القلب .
وثانيها : التفكّر وهو طلب المعرفة المقصودة منهما .
والثالث : حصول المعرفة المطلوبة واستنارة القلب بها .
والرابعة : تغيّر حال القلب عمّا كان بسبب حصول نور المعرفة .
والخامسة : خدمة الجوارح للقلب بحسب ما يتجدّد له من الحال. (غزا، اح 2 ، 453 ، 7)
- الغفلة لا يطردها الذكر مع غفلة القلب إنما يطردها التذكّر والاعتبار وإن لم تكن الأذكار لأن الذكر ميدانه اللسان والتذكّر ميدانه القلب وطيف الهوى لما ورد إنما ورد على القلوب لا على الألسنة فالذي ينفيه إنما هو التذكّر الذي يحلّ محلّه ويمحق فعله . ( عطا ، تنو ، 21 ، 4 )
- التذكّر ، وأركانه الانتفاع بالعظة ، والاستبصار بالعبرة ، والظفر بثمرة الفكرة . ( خط ، روض ، 478 ، 4 )
- التذكّر وهو في البدايات الاتّعاظ بالمواعظ واستبصار العبر ، وفي الأبواب استحضار ما قد فاته من الطاعات في الدنيا واستقراب ما هو آت من أحوال العقبى ، وفي المعاملات استذكار مبادئ خلقته ليستحقر نفسه . ( نقش ، جا ، 275 ، 7 )
تذكرة
- الخواطر فما وقع في القلب من عمل الخير فهو إلهام ، وما وقع من عمل الشرّ فهو وسواس ، وما وقع في القلب من المخاوف فهو إحساس ، وما كان من تقدير الخير وتأميله فهو نيّة ، وما كان من تدبير الأمور المباحات وترجّيها والطمع فيها فهو أمنية وأمل ، وما كان من تذكرة الآخرة والوعد والوعيد فهو تذكّر وتفكير ، وما كان من معاينة الغيب بعين اليقين فهو مشاهدة ، وما كان من تحدث النفس بمعاشها وتصريف أحوالها فهو همّ ، وما كان من خواطر العادات ونوازع الشهوات فهو لمم .
ويسمّى جميع ذلك خواطر لأنه خطور همّة نفس أو خطور عدوّ بحسد أو خطرة ملك بهمس . ( مك ، قو 1 ، 126 ، 34 )
ترخّص
- الترخّص في مذهب الصوفية هو الرجوع عن حقيقة العلم إلى ظاهر العلم وذلك نقص في حالهم . سئل بعض المشايخ عن سوء أدب الفقير فقال : انحطاطه عن درجة الحقيقة إلى الظاهر . ( سهرن ، ادا ، 81 ، 4 )
ترقّ
- الترقّي : التنقّل في الأحوال والمقامات والمعارف . ( عر ، تع ، 20 ، 5 )
ترقيق
- إثبات المسألة بدليلها تحقيق . وإثباتها بدليل آخر تدقيق . والتعبير عنها بفائق العبارة الحلوة ترقيق . ومراعاة علم المعاني والبديع في تركيبها تنميق . والسلامة فيها من الاعتراض توفيق . ( شاذ ، قوان ، 61 ، 18 )
تركيب الإنسان
- تركيب الإنسان الأكمل يتكوّن لدى المحقّقين من ثلاثة معان ،
الأول : الروح ، والثاني : النفس ، والثالث : الجسد .
ولكل عين من هذه صفة تقوم بها ، فللروح : العقل ، وللنفس : الهوى ، وللجسد : الحسّ . ( هج ، كش 2 ، 430 ، 3 )
"173"
تروّح - " الروح " و " التروّح " نسيم تنسّم به قلوب أهل الحقائق فيتروح من تعب ثقل ما حمّل من الرعاية بحسن العناية ، قال يحيى بن معاذ رحمه اللّه : الحكمة جند من جنود اللّه يرسلها إلى قلوب العارفين حتى تروّح عنها وهج الدنيا . (طوس ، لمع ، 427 ، 12 ).
تزكية النفس
- الطريق إلى تزكية النفس اعتياد الأفعال الصادرة من النفوس الزاكية الكاملة حتى إذا صار ذلك معتادا بالتكرّر مع تقارب الزمان حدث منها هيئة للنفس راسخة تقتضي تلك الأفعال وتتقاضاها بحيث يصير ذلك له بالعادة كالطبع فيخف عليه ما كان يستثقله من الخير . فمن أراد مثلا أن يحصل لنفسه خلق الجود فطريقه أن يتكلّف تعاطي فعل الجواد ، وهو بذل المال ، ولا يزال يواظب عليه حتى يتيسّر عليه فيصير بنفسه جوادا - وكذا من أراد أن يحصل لنفسه خلق التواضع وغلب عليه التكبّر فطريقه في المجاهدة أن يواظب على أفعال المتواضعين مواظبة دائمة على التكرّر مع تقارب الأوقات . (غزا ، ميز ، 55 ، 3 )
تسبيح
- التسبيح التنزيه فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ( النصر : 3 ). (عر ، فتح 2 ، 403 ، 28)
- التسبيح ، ومعناه التنزيه ، ففي الدرجة الأولى تنزيه الحقيقة عن مشابهة الخليقة ، وفي الدرجة الثانية التنزيه عن مشابهة الأرواح والنفوس ، وفي الدرجة الثالثة التنزيه عن مشابهة العقول .
وينتج تمييز المحدث من القديم . ( خط ، روض ، 305 ، 1 )
تسخّط
- التسخّط فهو وسط بين الحسد والشماتة وهو الاغتمام بالخيرات المواصلة إلى من لم يستحقّها والشرور التي تلحق من لا يستحقّها . ( غزا ، ميز ، 77 ، 10 ).
تسخير
- التسخير على قسمين : تسخير مراد للمسخّر اسم فاعل قاهر في تسخيره لهذا الشخص المسخّر كتسخير السيد لعبده وإن كان مثله في الإنسانية ، وكتسخير السلطان لرعاياه وإن كان أمثالا له في الإنسانية فيسخّرهم ( أي فيسخّر السلطان لرعاياه ، ) بالدرجة والقسم الآخر تسخير بالحال كتسخير الرعايا الملك القائم بأمرهم في الذب عنهم وحمايتهم وقتال من عاداهم وحفظ أموالهم وأنفسهم عليهم ، وهذا ) المذكور ( كله تسخير بالحال من الرعايا يسخّرون بذلك مليكهم ويسمّى ) هذا التسخير ( على الحقيقة تسخير المرتبة ) .
وأما على الظاهر فتسخير بالحال .
( فالمرتبة حكمت عليه ) أي مرتبة الرعية حكمت على الملك ( بذلك فمن الملوك من سعى لنفسه ) وما عرف أن مرتبة الرعية تسخّره في ذلك الأمر ، ( ومنهم من عرف الأمر فعلم أنه بالمرتبة في تسخير رعاياه فعلم قدرهم وحقّهم فآجره اللّه ) أي أعطى اللّه ذلك الملك العالم العامل ( على ذلك ) العلم والعمل ( أجر العلماء بالأمر على ما هو عليه ، وأجر مثل هذا ) العمل الذي ( يكون على اللّه في كون اللّه في شؤون عباده)
فمثل هذا السلطان خليفة اللّه وقائم مقامه في قضاء حوائجهم فأجر هذا العمل على اللّه ، ( فالعالم كله مسخّر بالحال ) اسم الفاعل ( من لا
"174"
يمكن أن يطلق عليه أنه مسخّر ) اسم مفعول فاستحال على اللّه إطلاق هذا الاسم عند أهل الشرع . وأما عند أهل الحقيقة فمجرّد وجود المعنى يجوز إطلاق اسم ذلك المعنى على اللّه . ( قال اللّه تعالى ) في ثبوت هذا التسخير بينه وبين عباده كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ( الرحمن : 29 ) من شؤون عباده . ( صوف ، فص ، 377 ، 7 ) تسديد
- التسديد فهو أن يقوم إرادته وحركاته نحو الغرض المطلوب ليهجم عليه في أسرع وقت .
فالرشد تنبيه بالتعريف . والتسديد إعانة ونصرة بالتحريك . وأما التأييد فهو تقوية أمره بالبصيرة من داخل وتقوية البطش من خارج . ( غزا ، ميز ، 90 ، 5 )
تسليم
- التسليم : وهو من أعلى سبل العامة ،
ورقته الأولى : تسليم لما يزاحم العقول ، مما يشقّ على الأوهام .
والثانية : تسليم العلم والقصد والرسم للكشف والحقيقة .
الثالثة : تسليم ما دون الحق للحق ، والسلامة من رؤية التسليم . (خط ، روض ، 483 ، 7 )
- التفويض والتسليم فهما ترك الاختيار ، فالتسليم والإسلام والاستسلام الانقياد وهو إظهار العبودية ، والتفويض أن لا يختار العبد شيئا من أمور دنياه ويكل اختيار ذلك إلى مولاه ثم لا يختار خلاف ما يختار له .
( وقيل ) التفويض يكون قبل نزول القضاء والتسليم يكون بعده . والتسليم والتفويض من صفات أهل المعرفة وقد مدح اللّه بهما الأنبياء . ( نقش ، جا ، 199 ، 9 )
- التسليم وصورته في البدايات تسليم الأحكام الشرعية بلا اعتراض عليها ولا طلب لعلّتها ، وفي الأبواب استسلام القوى لها والإذعان لمقتضاها بلا نزاع ولا كره ، وأصله في المعاملات تسليم ما يزاحم العقول ولا يشقّ على الأوهام مما يغالب القيام من سير الذوق والقسم والإجابة لما تفرغ من الأهوال ، ودرجته في الأخلاق الإذعان لما ثبت للنفس على خلاف مقتضى طبعها من الصبر مكان الطيش والإيثار مكان الشح ويلزمها العدالة والتوسطة ويزيل عنها الإفراط والتفريط في كل خلق ، وفي الأصول تسليم القصد إلى الكشف لقوّة الأنس ، وفي الأدوية تسليم البصيرة والحكمة إلى الهمّة إلى الحق ، وفي الأحوال تسليم الأمور إلى الحق ليقوى الحب ويشتدّ الجذب ، وفي الولايات تسليم الرسم إلى الحقيقة والانخلاع عن صفات الخليقة ، وفي الحقائق تسليم المعاينة إلى المعاين والحياة إلى الحي بالذات ، وفي النهايات تسليم ما دون الحق إلى الحق مع السلامة من رؤية التسليم بمعاينة تسليم الحق إيّاك إليه ، ولما تكرّرت المعاملات المقرونة بالنيات الصادقة حدثت في النفس الأخلاق الفاضلة فإنها ميراث المعاملات القلبية بظهور الهيات النورانية الراسخة في النفس بدوام مواظبة القلب عليها ، فتأخذ النفس في الاطمئنان ومطاوعة القلب بالإذعان فتتخلّق بالأخلاق والملكات المرضية التي هي مبادئ الأفعال الجميلة .
فمنها الصبر عن المرغوب وهو فضيلة القوّة الشهوانية أو على المكروه وهو كمال القوة الغضبية وصورته في البدايات حبس النفس عن المعاصي وعلى الطاعات بالثبات عليها ، وفي
"175"
الأبواب حبسها ومنعها عن النزوع إلى الشهوات وتعويدها كلف العبادات وترك الجزع على البليات ، وفي المعاملات منعها عن الركون إلى البطالة وحثّها على مشايعة القلب في الرعاية . ( نقش ، جا ، 283 ، 9 ) تشبيه
- الصحة في معنى التوحيد تشبيه ، والتشبيه لا يليق بأوصاف الحق ، والتوحيد لا ينسب إلى الحق ولا إلى الخلق ، لأن العدّ حدّ . فإذا زدت فيه التوحيد ، صارت الزيادة حادثة ، والحادثة لا تكون من صفات الحق . الذات ذات واحد ، لا يبدو منه شيء ، ولا يشوبه شيء من معاني الحقّ والباطل . فإن قلت : " التوحيد كلام " ، فالكلام صفة الذات ، وليس بذات .
وإن قلت : " أراد أن يكون واحدا " ، فالإرادة صفة الذات والمرادات خلق .
وإن قلت : " اللّه " ، فالتوحيد ذات والذات هو التوحيد .
وإن قلت : " اللّه غير الذات " ، فقد سمّيته مخلوقا .
وإن قلت : " الاسم والمسمّى واحد " ، فما معنى التوحيد ؟
إن قال : " اللّه اللّه " ، فاللّه اللّه ، فالعين العين ، وهو هو ، يعني : التوحيد هو الذات . فلا الأوّل الأزل ، والثاني الأبد ، والثالث جهة ، والرابع معلومات ومفهومات . بقي " لا " : الذات دون الصفات . ( حلا ، طوا ، 214 ، 3 )
- التشبيه في حق اللّه حكم بخلاف التنزيه فإنه في حقه أمر عيني وهذا لا يشهده إلا الكمل من أهل اللّه تعالى وأما من سواهم من العارفين فإنه لا يدرك ما قلناه إلا إيمانا وتقليدا لما تقتضيه صور حسنه وجماله ، إذ كل صورة من صور الموجودات هي صورة حسنه فإن شهدت الصورة على الوجه التشبيهي ولم تشهد شيئا من التنزيه فقد أشهدك الحق حسنه وجماله من وجه واحد وإن أشهدك الصورة التشبيهية وتعلّقت فيها التنزيه الإلهي فقد أشهدك الحق جماله وجلاله في وجهي التشبيه والتنزيه ، فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ( البقرة : 115 ) ، فنزّه إن شئت وشبّه إن شئت فعلى كل حال أنت غارق في تجلّياته ليس لك عنه مفك . ( جيع ، كا 1 ، 33 ، 7 )
تشبيه إلهي
- التشبيه الإلهي عبارة عن صورة الجمال لأن الجمال الإلهي له معان : وهي الأسماء والأوصاف الإلهية ، وله صورة وهي تجلّيات تلك المعاني فيما يقع عليه من المحسوس أو المعقول . فالمحسوس كما في قوله رأيت ربي في صورة شاب أمرد ، والمعقول كقوله أنا عند ظنّ عبدي بي فيظنّ بي ما شاء وهذه الصورة هي المرادة بالتشبيه . ولا شكّ أن اللّه تعالى في ظهوره بصورة جماله باق على ما استحقّه من تنزيه فكما أعطيت الجناب الإلهي حقّه من التنزيه فكذلك أعطه من التشبيه الإلهي حقّه . (جيع ، كا 1 ، 33 ، 3 )
تشبيه ذاتي
- للحق تشبيهين : تشبيه ذاتي : وهو ما عليه من صور الموجودات المحسوسات أو ما يشبه المحسوسات في الخيال .
وتشبيه وصفي : وهو ما عليه صور المعاني الإسمائية المنزّهة عمّا يشبه المحسوس في الخيال ، وهذه الصورة تتعقّل في الذهن ولا تتكيّف في الحسّ فمتى تكيّفت التحقت بالتشبيه الذاتي لأن التكيّف من كمال التشبيه والكمال بالذات أولى فبقي التشبيه الوصفي ، وهذا لا يمكن التكييف فيه
"176"
بنوع من الأنواع ولا جنس بضرب المثل . (جيع ، كا 1 ، 33 ، 17 ) تشبيه وصفي
- للحق تشبيهين : تشبيه ذاتي : وهو ما عليه من صور الموجودات المحسوسات أو ما يشبه المحسوسات في الخيال . وتشبيه وصفي : وهو ما عليه صور المعاني الإسمائية المنزّهة عمّا يشبه المحسوس في الخيال ، وهذه الصورة تتعقّل في الذهن ولا تتكيّف في الحسّ فمتى تكيّفت التحقت بالتشبيه الذاتي لأن التكيّف من كمال التشبيه والكمال بالذات أولى فبقي التشبيه الوصفي ، وهذا لا يمكن التكييف فيه بنوع من الأنواع ولا جنس بضرب المثل . (جيع ، كا 1 ، 33 ، 18 )
تصبّر
- الصبر أن لا يفرق بين حال النعمة والمحنة مع سكون الخاطر فيهما ، والتصبّر هو السكون مع البلاء مع وجدان أثقال المحنة وأنشد بعضهم :
صبرت ولم أطلع هواك على صبري * وأخفيت ما بي منك عن موضع الصبر
مخافة أن يشكو ضميري صبابتي * إلى دمعتي سرّا فتجري ولا أدري .
(قشر ، قش ، 93 ، 8 )
- المقامات فإنّها مقام العبد بين يدي اللّه تعالى في العبادات قال اللّه تعالى وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ ( الصافات : 164 ) وأوّلها الانتباه وهو خروج العبد من حدّ الغفلة . ثمّ التوبة وهي الرجوع إلى اللّه تعالى من بعد الذهاب مع دوام الندامة وكثرة الاستغفار . ثمّ الإبانة وهي الرجوع من الغفلة إلى الذكر وقيل : التوبة الرهبة والإنابة الرغبة . وقيل : التوبة في الظاهر والإنابة في الباطن . ثمّ الورع وهو ترك ما اشتبه عليه . ثمّ محاسبة النفس وهو تفقّد زيادتها من نقصانها وما لها وعليها . ثمّ الإرادة وهي استدامة الكدّ وترك الراحة . ثمّ الزهد وهو ترك الحلال من الدنيا والعزوف عنها وعن شهواتها .
ثمّ الفقر وهو عدم الأملاك وتخلية القلب ممّا خلت عنه اليد . ثمّ الصدق وهو استواء السرّ والإعلان . ثمّ التصبّر وهو حمل النفس على المكاره . وتجرّع المرارات وهو آخر مقامات المريدين . ثمّ الصبر وهو ترك الشكوى . ثم الرضى وهو التلذّذ بالبلوى . ثمّ الإخلاص وهو إخراج الخلق من معاملة الحقّ .
ثمّ التوكّل على اللّه وهو الاعتماد عليه بإزالة الطمع عمّا سواه . ( سهرن ، ادا ، 20 ، 18 )
تصرّف
- لا يضرّ التصرّف والتكسّب لمن صحّ توكّله ولا يقدح في مقامه ولا ينقص من حاله . ( مك ، قو 2 ، 15 ، 32 )
تصريف
- مراتب التصريف ثلاثة : تصريف بالنفس ، وتصريف بالجمادات ، وتصريف بالخلق .
التصريف بالنفس : أن يتصرّف الفقير بنفسه فلا يبقى عنده إلّا اللّه . والتصريف بالجمادات : أن يكون الفقير في السجن ، والأبواب مقفلة .
فيأتي لأحد الأبواب ، ويطرق عليه ، فيفتح ويخرج . والتصريق بالخلق : فقد كنّا ، ونحن أبناء خمس سنين ، نقول : فلان يمرض فيمرض ، وفلان يموت فيموت ، وفلان يصير
"177"
غنيّا فيصير ، وهكذا كما نقول . ( يشر ، نفح ، 74 ، 16 ) تصلية
- التصلية : وهي في حق الذاكر وجود الرحمة في المراتب الثلاث . ففي الأولى الرحمة لأهل الظواهر ، وفي الثانية الرحمة لأهل البواطن ، وفي الثالثة وجود الرحمة للأولياء والأنبياء . وينتج لهم الرحمة لأهل الأرض من حيوان ، ثم بعد ذلك للملائكة وأهل الجنّة وأرواح المؤمنين ، ثم الرحمة للأولياء والأنبياء وأهل الحضرة .(خط، روض، 304،10)
تصوّف
- ما التصوّف ؟ قال : شدّ الإرفاق وصدّ الأرواق . (بسط ، شطح ، 64 ، 7 )
- سأل رجل أبا يزيد عن التصوّف فقال : طرح النفس في العبودية ، وتعليق القلب بالربوبية ، واستعمال كل خلق سنيّ ، والنظر إلى اللّه بالكلية .( بسط ، شطح ، 107، 9 )
- التصوّف نور شعشعاني رمقته الأبصار فلاحظها . ( بسط ، شطح ، 146 ، 2 )
- التصوّف ونعته وماهيته فقد سئل محمد بن علي القصّاب ، وهو أستاذ الجنيد رحمه اللّه عن التصوّف : ما هو ؟ قال : أخلاق كريمة ظهرت في زمان كريم من رجل كريم مع قوم كرام .
وسئل الجنيد رحمه اللّه عن التصوّف ، فقال: أن تكون مع اللّه تعالى بلا علاقة .
وسئل رويم بن أحمد رحمه اللّه عن التصوّف فقال : استرسال النفس مع اللّه تعالى على ما يريده .
وسئل سمنون رحمه اللّه عن التصوّف ، فقال : أن لا تملك شيئا ولا يملك شيء
وسئل أبو محمد الجريري رحمه اللّه عن التصوّف ، فقال : الدخول في كل خلق سني والخروج من كل خلق دني .
وسئل عمرو بن عثمان المكي رحمه اللّه عن التصوّف ، فقال : أن يكون العبد في كل وقت بما هو أولى في الوقت .
وسئل علي بن عبد الرحيم القناد رحمه اللّه عن التصوّف ، فقال : نشر مقام واتّصال بدوام . ( طوس ، لمع ، 45 ، 2 )
- التصوّف اسم قد وقع على ظاهر اللبسة ، وهم متفاوتون في معانيهم وأحوالهم . ( طوس ، لمع ، 47 ، 8 )
- لبعض المشايخ في التصوّف ثلاثة أجوبة :
جواب بشرط العلم ، وهو تصفية القلوب من الأكدار ، واستعمال الخلق مع الخليقة ، واتباع الرسول في الشريعة ، وجواب بلسان الحقيقة ، وهو عدم الأملاك ، والخروج من رق الصفات والاستغناء بخالق السماوات ، وجواب بلسان الحقّ ، أصفاهم بالصفاء عن صفاتهم ، وصفاهم من صفاتهم ، فسمّوا صوفية . (طوس ، لمع ، 48 ، 1 )
- سئل أبو الحسن النوري ما التصوّف فقال : ترك كل حظ للنفس . وسئل الجنيد عن التصوّف فقال : تصفية القلب عن موافقة البرية ، ومفارقة الأخلاق الطبيعية ، وإخماد الصفات البشرية ، ومجانبة الدواعي النفسانية ، ومنازلة الصفات الروحانية ، والتعلّق بالعلوم الحقيقية واستعمال ما هو أولى على الأبدية ، والنصح لجميع الأمة ، والوفاء للّه على الحقيقة واتّباع الرسول صلى اللّه عليه وسلم في الشريعة . ( كلا ، عرف ، 9 ، 12 )
- أركان التصوّف عشرة : أولها تجريد التوحيد ، ثم فهم السماع ، وحسن العشرة ، وإيثار
"178"
الإيثار ، وترك الاختيار ، وسرعة الوجد ، والكشف عن الخواطر ، وكثرة الأسفار ، وترك الاكتساب ، وتحريم الادخار . معنى تجريد التوحيد أن لا يشوبه خاطر تشبيه أو تعطيل . وفهم السماع أن يسمع بحاله لا بالعلم فقط . وإيثار الإيثار أن يؤثر على نفسه غيره بالإيثار ليكون فضل الإيثار لغيره . وسرعة الوجد أن لا يكون فارغ السرّ مما يثير الوجد ولا ممتلئ السرّ ممّا يمنع من سماع زواجر الحقّ . والكشف عن الخواطر أن يبحث عن كل ما يخطر على سرّه فيتابع ما للحقّ ويدع ما ليس له وكثرة الأسفار لشهود الاعتبار في الآفاق والأقطار ، قال اللّه تعالى : أَ وَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ( الروم : 9 ) . . . وترك الاكتساب لمطالبة النفوس بالتوكّل . وتحريم الادخار في حالة لا في واجب العلم . ( كلا ، عرف ، 61 ، 8 ) - قال الجنيد : التصوّف حفظ الأوقات قال : وهو أن لا يطالع العبد غير حدّه ، ولا يوافق غير ربّه ، ولا يقارن غير وقته . وقال ابن عطاء :
التصوّف الاسترسال مع الحقّ . قال أبو يعقوب السوسي : الصوفي هو الذي لا يزعجه سلب ولا يتعبه طلب . قيل للجنيد ما التصوّف ؟ قال :
لحوق السرّ بالحقّ ، ولا ينال ذلك إلا بفناء النفس عن الأسباب لقوة الروح والقيام مع الحقّ . وسئل الشبلي لم سمّيت الصوفية صوفية ؟ قال : لأنها ارتسمت بوجود الرسم وإثبات الوصف ولو ارتسمت بمحو الرسم لم يكن إلا مرسم الرسم ومثبت الوصف أحالهم على رسومهم . وأنكر أن يكون للمتحقّق رسم أو وصف .
قال أبو يزيد : الصوفية أطفال في حجر الحقّ . قال أبو عبد اللّه النباجي : مثل التصوّف مثل علّة البرسام في أولها هذيان ، فإذا تمكّنت أخرست . يعني أنه يعبّر عن مقامه وينطق بعلم حاله فإذا كوشف تحيّر وسكت. (كلا ، عرف ، 62 ، 15 )
- التصوّف اسم لثلاث معان : وهو الذي لا يطفئ نور معرفته نور ورعه ، ولا يتكلّم بباطن في علم ينقضه عليه ظاهر الكتاب أو السنّة ، ولا تحمله الكرامات على هتك أستار محارم اللّه . ( قشر ، قش ، 11 ، 11 )
- ( قال الأستاذ ) هذه التسمية غلبت على هذه الطائفة فيقال رجل صوفي وللجماعة صوفية ومن يتوصّل إلى ذلك يقال له متصوّف وللجماعة المتصوّفة وليس يشهد لهذا الاسم من حيث العربية قياس ولا اشتقاق وإلا ظهر فيه أنه كاللقب . فأما قول من قال إنه من الصوف تصوّف إذا لبس الصوف كما يقال تقمّص إذا لبس القميص فذلك وجه ولكن القوم لم يختصّوا بلبس الصوف . ومن قال إنهم منسوبون إلى صفة مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فالنسبة إلى الصفة لا تجيء على نحو الصوفي .
ومن قال إنه من الصفاء فاشتقاق الصوفي من الصفاء بعيد في مقتضى اللغة .
وقول من قال إنه مشتقّ من الصف فكأنهم في الصف الأول بقلوبهم من حيث المحاضرة من اللّه تعالى فالمعنى صحيح ولكن اللغة لا تقتضي هذه النسبة إلى الصف ثم إن هذه الطائفة أشهر من أن يحتاج في تعيينهم إلى قياس لفظ واستحقاق اشتقاق . وتكلّم الناس في التصوّف ما معناه وفي الصوفي من هو فكل عبّر بما وقع له . (قشر ، قش ، 137 ، 26 )
- التصوّف أخلاق كريمة ظهرت في زمان كريم من رجل كريم مع قوم كرام . وسئل سمنون عن
"179"
التصوّف فقال أن تملك شيء ولا يملكك شيء . وسئل رويم عن التصوّف فقال استرسال النفس مع اللّه تعالى على ما يريد . وسئل الجنيد عن التصوّف فقال هو أن تكون مع اللّه تعالى بلا علاقة . ( قشر ، قش ، 138 ، 9 ) - قال معروف الكرخي التصوّف الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق . وقال حمدون القصار أصحب الصوفية فإن للقبيح عندهم وجوها من المعاذير وليس للحسن عندهم كبير موقع يعظمونك به .
وسئل الخراز عن أهل التصوّف فقال أقوام أعطوا حتى بسطوا ومنعوا حتى فقدوا ثم نودوا من أسرار قريبة ألا فابكوا علينا . وقال الجنيد التصوّف عنوة لا صلح فيها ، وقال أيضا هم أهل بيت واحد لا يدخل فيهم غيرهم ، وقال أيضا التصوّف ذكر مع اجتماع ووجد مع استماع وعمل مع اتباع ، وقال أيضا الصوفي كالأرض يطرح عليها كل قبيح ولا يخرج منها إلا كل مليح ، وقال أيضا أنه كالأرض يطؤها البر والفاجر وكالسحاب يظلّ كل شيء وكالقطر يسقي كل شيء ، وقال إذا رأيت الصوفي يعني بظاهره فاعلم أن باطنه خراب .
وقال سهل بن عبد اللّه الصوفي من يرى دمه هدرا وملكه مباحا . وقال النوري نعت الصوفي السكون عند العدم والإيثار عند الوجود . وقال الكتاني التصوّف خلق فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في الصفاء .
وقال أبو علي الروذباري التصوّف الإناخة على باب الحبيب وإن طرد عنه ، وقال أيضا صفوة القرب بعد كدورة البعد . وقيل أقبح من كل قبيح صوفي شحيح وقيل التصوّف كفّ فارغ وقلب طيّب . وقال الشبلي التصوّف الجلوس مع اللّه بلا همّ . وقال أبو منصور الصوفي المشير عن اللّه عزّ وجلّ فإن الخلق أشاروا إلى اللّه تعالى وقال الشبلي الصوفي منقطع عن الخلق متّصل بالحقّ . ( قشر ، قش ، 138 ، 16 )
- قال الحريري التصوّف مراقبة الأحوال ولزوم الأدب . وقال المزين التصوّف الانقياد للحقّ .
وقال أبو تراب النخشي الصوفي لا يذكره شيء ويصفو به كل شيء ، وقيل الصوفي لا يتعبه طلب ولا يزعجه سبب. (قشر ، قش ، 138 ، 33)
- التصوّف تفعّل وتكلّف ، والصفاء هو الفرع الأصلي ، والفرق بينهما ظاهر من حكم اللغة والمعنى ، " فالصفاء ولاية لها آية ، والتصوّف حكاية للصفاء بلا شكاية " . والصفاء معنى متلألئ ، وظاهر التصوّف حكاية عن ذلك المعنى . ( هج ، كش 1 ، 231 ، 2 )
- " التصوّف حقيقة لا رسم له " . وما هو رسم من المعاملات نصيب الخلق ، والحقيقة خاصة بالحقّ ، لأن التصوّف هو الإعراض عن الخلق ، فلا يكون له رسم لا محالة . ( هج ، كش 1 ، 233 ، 9 )
- يقول محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه : " التصوّف خلق ، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في التصوّف " .
وحسن الخلق نوعان : أحدهما مع الخلق ، والآخر مع الحقّ . وحسن الخلق مع الحقّ هو الرضا بقضائه ، وحسن الخلق مع الخلق هو حمل ثقل صحبتهم لأجل الحقّ . وكل من هذين يعود على الطالب ، وللحقّ صفة الاستغناء عن رضاء الطالب وسخطه ، وهاتان الصفتان متعلّقتان بنظر وحدانيته . ( هج ، كش 1 ، 234 ، 11 )
- يقول الجنيد رحمه اللّه : " التصوّف مبني على
"180"
ثمان خصال : السخاء والرضا والصبر والإشارة والغربة ولبس الصوف والسياحة والفقر " . (هج ، كش 1 ، 235 ، 11 )- يقول أبو حفص الحداد النيسابوري رحمه اللّه :
" التصوّف كله آداب : لكل وقت أدب ، ولكل مقام أدب ، ولكل حال أدب ، فمن لزم آداب الأوقات بلغ مبلغ الرجال ، ومن ضيع الآداب ، فهو بعيد من حيث يظنّ القرب ، ومردود من حيث يظنّ القبول " . ( هج ، كش 1 ، 237 ، 6 )
- يقول أبو الحسين النوري رحمه اللّه : " التصوّف هو الحرية ، والفتوّة ، وترك التكلّف ، والسخاء " . فالحرية : أن يتحرّر العبد من قيد الهوى ، والفتوّة : أن يتجرّد من رؤية الفتوّة ، وترك التكلّف : أن لا يجتهد في المتعلّقات والنصيب ، والسخاء : أن يترك الدنيا لأهل الدنيا . ( هج ، كش 1 ، 239 ، 1 )
- ميل أهل التصوّف إلى العلوم الإلهامية دون التعليمية . فلذلك لم يحرصوا على دراسة العلم وتحصيل ما صنّفه المصنّفون والبحث عن الأقاويل والأدلّة المذكورة ، بل قالوا الطريق تقديم المجاهدة ومحو الصفات المذمومة وقطع العلائق كلها والإقبال بكنه الهمّة على اللّه تعالى ، ومهما حصل ذلك كان اللّه هو المتولّي لقلب عبده والمتكفّل له بتنويره بأنوار العلم ، وإذا تولّى اللّه أمر القلب فاضت عليه الرحمة وأشرق النور في القلب وانشرح الصدر وانكشف له سرّ الملكوت ، وانقشع عن وجه القلب حجاب الغرّة بلطف الرحمة وتلألأت فيه حقائق الأمور الإلهية فليس على العبد إلّا الاستعداد بالتصفية المجرّدة وإحضار الهمّة مع الإرادة الصادقة والتعطّش التامّ والترصّد بدوام الانتظار لما يفتحه اللّه تعالى من الرحمة . ( غزا ، ا ح 1 ، 21 ، 10 )
- من خواص النبوّة ، فإنما يدرك بالذوق ، من سلوك طريق التصوّف ، لأن هذا إنما فهمته بأنموذج رزقته وهو النوم ، ولولاه لما صدقت به . فإن كان للنبي خاصة ليس لك منها أنموذج ، ولا تفهمها أصلا ، فكيف تصدق بها ؟
وإنما التصديق بعد الفهم : وذلك الأنموذج يحصل في أوائل طريق التصوّف ، فيحصل به نوع من الذوق بالقدر الحاصل ونوع من التصديق بما لم يحصل بالقياس ( إليه ) ، فهذه الخاصية الواحدة تكفيك للإيمان بأصل النبوّة . (غزا ، منق ، 147 ، 17 )
- التصوّف مشتقّ من الصفاء لا من لبس الصوف ، الصوفيّ الصادق في تصوّفه يصفو قلبه عمّا سوى مولاه عزّ وجلّ وهذا شيء لا يجيء بتغيير الخرق وتصغير الوجوه وجمع الأكتاب ولقلقة اللسان بحكايات الصالحين وتحريك الأصابع بالتسبيح والتهليل وإنما يجيء بالصدق في طلب الحق عزّ وجلّ والزهد في الدنيا وإخراج الخلق من القلب وتجرّده عمّا سوى مولاه عزّ وجلّ . ( جي ، فت ، 61 ، 16 )
- في التصوّف وعلى أي شيء مبناه . قال رضي اللّه تعالى عنه وأرضاه أوصيك بتقوى اللّه وطاعته ولزوم ظاهر الشرع وسلامة الصدر وسخاء النفس وبشاشة الوجه وبذل الندى وكفّ الأذى وحمل الأذى والفقر وحفظ حرامات المشايخ والعشرة مع الأخوان والنصيحة للأصاغر والأكابر وترك الخصومة والإرفاق وملازمة الإيثار ومجانبة الإدّخار وترك صحبة من ليس من طبقتهم ، والمعاونة في أمر الدين والدنيا . وحقيقة الفقر أن لا تفتقر على من هو مثلك . ( وحقيقة الغنى أن تستغني عمّن هو
"181"
مثلك) . والتصوّف ما أخذ عن القيل والقال ولكن أخذ عن الجوع وقطع المألوفات والمستحسنات ، ولابتداء الفقير بالعلم وإبداء بالرفق فإن العلم يوحشه والرفق يؤنسه . ( جي ، فتو ، 158 ، 13 ) - التصوّف مبني على ثمان خصال : ( السخاء ) لسيدنا إبراهيم عليه السلام ( والرضا ) لإسحاق عليه السلام ( والصبر ) لأيوب عليه السلام ( والإشارة ) لزكريا عليه السلام ( والغربة ) ليحيى عليه السلام ( والصوف ) لموسى عليه السلام ( والسياحة ) لعيسى عليه السلام ( والفقر ) لسيدنا ونبيّنا محمد صلّى اللّه عليه وعلى إخوانه من النبيّين والمرسلين وآل كل وصحب كل وسلّم أجمعين . ( جي ، فتو ، 159 ، 3 )
- إنّ أوّل التصوّف علم وأوسطه عمل وآخره موهبة ، فالعلم يكشف عن المراد والعمل يعين على الطلب والموهبة تبلّغ غاية الأمل . (سهرن ، ادا ، 16 ، 5 )
- أهله ( التصوّف ) على ثلاث طبقات : مريد طالب ومتوسّط سائر ومنته وأصل . ( سهرن ، ادا ، 16 ، 8 )
- للمذهب ( التصوّف ) ظاهرا وباطنا فظاهره استعمال الأدب مع الخلق وباطنه منازلة الأحوال والمقامات مع الحقّ . ( سهرن ، ادا ، 17 ، 3 )
- التصوّف كلّه أدب ، لكلّ وقت أدب ولكلّ حال أدب ولكلّ مقام أدب ، فمن لزم الأدب بلغ مبلغ الرجال ومن حرم الأدب فهو بعيد من حيث يظنّ القرب ومردود من حيث يرجو القبول . وقيل : من حرم الأدب فقد حرم جوامع الخيرات . وقيل : من لم يتأدّب للوقت فوقته مقت . ( سهرن ، ادا ، 17 ، 13 )
- التصوّف مبنيّ على ثلاث خصال : التمسّك بالفقر والافتقار ، التحقّق بالبذل والإيثار ، وترك التعرّض والاختيار . ( سهرو ، عوا 1 ، 201 ، 11 )
- التصوّف غير الفقر ، والزهد غير الفقر ، والتصوّف غير الزهد ؛ فالتصوّف اسم جامع لمعاني الفقر ومعاني الزهد مع مزيد أوصاف وإضافات لا يكون بدونها الرجل صوفيّا وإن كان زاهدا وفقيرا . ( سهرو ، عوا 1 ، 203 ، 4 )
- التصوّف كله آداب ، لكل وقت أدب ، ولكل حالة أدب ، ولكل مقام أدب ؛ فمن لزم آداب الأوقات بلغ مبلغ الرجال ، ومن ضيّع الآداب فهو بعيد من حيث يظنّ القرب ، ومردود من حيث يرجو القبول . ( سهرو ، عوا 1 ، 203 ، 8 )
-قيل : التصوّف ذكر مع اجتماع ، ووجد مع استماع ، وعمل مع اتّباع . وقيل : التصوّف
ترك التكلّف وبذل الروح . ( سهرو ، عوا 1 ، 206 ، 20 )
- التصوّف كلّه اضطراب ؛ فإذا وفع السكون فلا تصوف والسرّ فيه : أن الروح مجذوبة إلى الحضرة الإلهية ، يعني أن روح الصوفي متطلّعة منجذبة إلى مواطن القرب ، وللنفس بوصفها رسوب إلى عالمها ، وانقلاب على عقبها . ولا بدّ للصوفيّ من دوام الحركة ؛ بدوام الافتقار ، ودوام الفرار ، وحسن التفقّد لمواقع إصابات النفس ، ومن وقف على هذا المعنى يجد في معنى التصوّف جميع المتفرق في الإشارات .
(سهرو ، عوا 1 ، 208 ، 13 )
- التصوّف الخلق مع الخلق والصدق مع الحق . (سهرو ، عوا 2 ، 175 ، 3 )
- التصوّف صافاك اللّه أمره عجيب وشأنه غريب وسرّه لطيف ليس يمنح إلّا لصاحب عناية وقدم
"182"
صدق له أمور وأسرار غطى عليهنّ إقرار وإنكار . ( عر ، تدب ، 112 ، 9 ) - التصوّف : الوقوف مع الآداب الشرعية ظاهرا وباطنا ، وهي الخلق الإلهية ، وقد يقال بإزاء إتيان مكارم الأخلاق وتجنّب سفسافها . ( عر ، تع ، 23 ، 21 )
- التصوّف : هو التخلّق بالأخلاق الإلهية . (قاش ، اصط ، 156 ، 16 )
- ( التصوّف ) تجريد القلب للّه واحتقار ما سواه أي بالإضافة إلى عظمته سبحانه . ( زاد ، بغ ، 15 ، 1 )
- ( التصوّف ) الوقوف مع الآداب الشرعية ظاهرا وباطنا فيرى حكمها من الظاهر في الباطن ومن الباطن في الظاهر فيحصل من الحكمين كمال لم يكن بعده كمال . ( زاد ، بغ ، 15 ، 11 )
- التصوّف هو التخلّق بالأخلاق الإلهية ، فأمر التصوّف أمر سهل لمن أخذه بهذا الطريق ولا يستنبط لنفسه أحكاما ويخرج عن ميزان الحق في ذلك . ( زاد ، بغ ، 16 ، 18 )
- التصوّف مأخوذ من الصفاء وعليه ، ففي لفظه قلب فاصله صفو بواو في آخره فقدمت الواو على الفاء لأن أصل مصدره المجرّد صفو فسمّيت الصوفي صوفية لصفاء أسرارها ونقاء آثارها أي طهارة الظاهر من المخالفات فإنها من آثار صفاء الأسرار عن الكدورات . وأما من قال سمّوا بذلك للبسهم الصوف فذلك وجه ولكن القوم لم يختصّوا بلبس الصوف إذ التواضع لا ينحصر في لبسه بل يكون في القطن وغيره بل إذا لبس أحد الصوف إيهاما للناس بأنه من الصوفية الصلحاء الزهاد ليعتقد ويحترم ويعظم يكون ذلك من جملة الرياء المذموم . (زاد ، بغ ، 17 ، 2 ) .
-التصوّف هو التخلّق بالأخلاق الإلهية . ( نقش ، جا ، 79 ، 18 ) .
-التصوّف ، ففي اصطلاح أهل الحقيقة التخلّق بأخلاق الصوفية والتوسّل بأوصافهم إلى الانتظام في سلكهم والصوفية جمع الصوفي .
قال القشيري : وليس لهذا الاسم في العربية قياس ولا اشتقاق فالأظهر فيه أنه كاللقب ، وقيل للشبلي لم سمّيت هذه الطائفة بهذا الاسم ؟ فقال : لبقية بقيت عليهم من نفوسهم ولولا ذلك لما تعلّق بهم تسمية . ( وقال ) بعضهم التصوّف مشتقّ من الصوف يقال تصوّف الرجل إذا لبس الصوف
كما يقال تقمّص الرجل إذا لبس القميص والصوفي منسوب إلى الصوف . ولهذا القول وجه من حيث العربية إلا أن القوم لم يخصّوا بهذا الاسم لابس الصوف وقيل سمّوا به لنسبتهم إلى صفة مسجد رسول اللّه وأخذهم طريقهم عن أهل الصفة وقيل اشتقاقه من الصفاء وقيل من الصف لأنهم من الصف الأول بقلوبهم مع اللّه في المحاضرة . وهذه الأقوال الثلاثة قريبة من حيث المعنى بعيدة من حيث اللفظ ، فإن النسبة إلى الصفة صفي وإلى الصفاء صفائي وإلى الصف صفي . وقد قيل لأهل الحقيقة في تفسير التصوّف اصطلاحات ، فقيل التصوّف الخروج من كل خلق دني والدخول في كل خلق سني ، وقيل مراقبة الأحوال ولزوم الأدب ، وقيل هو شغل كل وقت بما هو الأهم فيه .
( وقال ) الجنيد : هو الكون مع اللّه بلا علاقة ( وقال ) أيضا هو أن يميتك الحق عنك ويحيّيك به ( وقال ) هو عنوة لا صلح فيها ( وقال ) هو ذكر مع اجتماع ووجد مع استماع وعمل مع اتباع .
( وقال ) الشبلي : هو الجلوس مع اللّه بلا همّ .
"183"
وقيل هو الخلق فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوّف ، وقيل هو الإناخة عند باب الحبيب وإن طردك ، وقيل هو كفّ فارغ وقلب طيّب ، وقيل هو إسقاط الجاه وسواد الوجه في الدنيا والآخرة ، وقيل هو حال تضمحلّ معها معالم الإنسانية ، ( وقال ) الأستاذ أبو علي : أحسن ما قيل في ذلك قول بعضهم التصوّف طريق لا يصلح إلا لقوم كنس اللّه بأنفسهم المزابل ، وقيل الصوفي من لا يملك شيئا ولا يملكه شيء ، وقيل هو من يرى دمه هدرا وملكه مباحا . ( نقش ، جا ، 262 ، 1 ) - حقيقة التصوّف قطع الشهوات وترك الدنيا والمستحسنات والميل عن المألوفات وهو مبني على ثمان خصال : السخاء والرضا والصبر والإشارة والغربة ولبس الصوف والسياحة والفقر . فالسخاء لإبراهيم الخليل والرضا لإسحاق والصبر لأيوب والإشارة ليحيى والغربة ليوسف ولبس الصوف لموسى والسياحة لعيسى والفقر لمحمد صلى اللّه عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء وآل كل أجمعين . (نقش ، جا ، 263 ، 17 )
- قال أبو محمد رويم رضي اللّه تعالى عنه التصوّف مبني على ثلاث خصال : التمسّك بالفقر والافتقار والتحقّق بالذلّ والإيثار وترك التعرّض والاختيار ، وقال أيضا هو استرسال النفس مع اللّه سبحانه على ما يريد . وقال أبو القاسم الجنيد رضي اللّه تعالى عنه وقد سئل عن التصوّف أن يكون مع اللّه تعالى بلا علاقة ، وقال أيضا هو أن يميتك الحق تعالى عنك ويحييك به ، وقال أيضا التصوّف ذكر مع اجتماع ووجل مع استماع وعمل مع اتّباع ، وقال أيضا الصوفي كالأرض يطرح عليها كل قبيح ولا يخرج منها إلا كل مليح .
وقال أبو محفوظ معروف الكرخي رضيّ اللّه تعالى عنه التصوّف الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق . وقال أبو محمد سهل بن عبد اللّه رضي اللّه تعالى عنه الصوفي من صفا من الكدر وامتلأ من الفكر وانقطع إلى اللّه تعالى عن البشر واستوى عنده الذهب والمدر . وقال أبو محمد الجريري رضي اللّه تعالى عنه التصوّف الدخول في كل خلق سني والخروج من كل خلق دني .
وقال بعضهم التصوّف أوله علم وأوسطه عمل وأخره موهبة .
وقال أبو حفص رضي اللّه تعالى عنه التصوّف كله آداب لكل وقت أدب ولكل حال أدب ولكل مقام أدب فمن حفظ أدب الأوقات بلغ مبالغ الرجال ومن ضيّع الآداب فهو بعيد من حيث يظنّ القرب ومردود من حيث يرجو القبول . وقال أبو علي الروذباري رضي اللّه عنه التصوّف الإناخة على باب الحبيب وإن طرد ( هامش ) . ( نبه ، كرا 2 ، 340 ، 35 )
- استعملت ، كلمة تصوّف ، للدلالة على السلوك ، وكلمة متصوّف ، للدلالة على السالك في الطريق ، وقد اختلف في أصل اشتقاقها ، قيل إنها مشتقّة من الصوف ، لأن الصوفي مع اللّه ، كالصوفة المطروحة في الهواء التي لا تدبير لها ، وقيل : إنها الصّفة إذا جملته اتّصاف بالمحامد وترك الأوصاف المذمومة ،
وقيل : إنها من صفّة المسجد النبوي الشريف ، الذي كان منزلا لأهل الصّفة أصحاب رسول اللّه عليه الصلاة والسلام ، لأن الصوفي تابع لهم . ( يشر ، حق ، 16 ، 1 )
- المراد من التصوّف التضحية في سبيل القيام بحقوق العبودية للّه تعالى والاتّصاف بالأوصاف
يتبع
عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 4 يونيو 2021 - 10:23 عدل 2 مرات
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
مصطلحات حرف التاء الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
مصطلحات حرف التاء الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
حرف التاء فى موسوعة مصطلحات التصوف .موسوعة عقلة المستوفز لمصطلحات وإشارات الصوفية
بسم الله الرحمن الرحيمحرف التاء
"184"
المحمدية ، والإقبال على اللّه بالعبادات والطاعات ، وبذل النفس والنفيس في سبيل الجهاد الأكبر والأصغر ، في سبيل اللّه عزّ وجلّ والتفاني في حب اللّه وحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم . ( يشر ، حق ، 18 ، 12 ) - التصوّف ، هو الحكمة التي تعطي سعادة الدارين ، بالمعارف الإلهية . ( يشر ، حق ، 25 ، 2 )
- قال مولانا الشيخ زرّوق : " قد حدّ التصوّف ورسم وفسّر بوجوه تبلغ نحو الألفي باب ترجع كلها إلى صدق التوجّه إلى اللّه ، وإنما هي وجوه فيه " ثم قال : " الاختلاف في الحقيقة الواحدة إن كثر دلّ على بعد إدراك جملتها ، ثم هو إن رجع لأصل واحد يتضمّن جملة ما قيل فيها ، كانت العبارة عنه بحسب ما فهم منه ، وجملة الأقوال واقعة على تفاصيله ، واعتبار كل واحد على حسب مثاله علما أو عملا أو حالا أو ذوقا ، وغير ذلك والاختلاف في التصوّف من ذلك " . ( يشر ، حق ، 27 ، 5 )
- ليس التصوّف في قراءة الكتب المؤلّفة فيه ، وإنما هو السعي في إصلاح القلب وتطهيره من الأمراض الخبيثة ، وتهذيب النفس وتفقّد عيوبها وإرجاعها إلى جوهرها الأصلي . (يشر ، حق ، 38 ، 19 )
تصوّف خلقي
- اشتهر خواص من أهل السنة ، المراعين نفوسهم وأنفاسهم مع اللّه الحافظين قلوبهم من طوارق الغفلة ، باسم التصوّف الخلقي .
ومنهم إبراهيم ابن أدهم ، والفضيل بن عياض ومعروف الكرخي ، وسري السقطي وبشر الحافي ، والحارث المحاسبي . . . ( خط ، روض ، 614 ، 7 )
تطهّر
- التطهّر بالظواهر عن الأنجاس وبالبواطن عن الأهجاس . ( كلا ، عرف ، 7 ، 19 )
تطهير
- التطهير هو : الانتقال عن الشر إلى الأساس الذي يبنى عليه الخير ، وقد يمكن أن يسقط البناء ويبقى الأساس ، ولا يمكن أن يسقط الأساس ، ويبقى البناء . ومن لم يتطهّر قبل العمل ، فإن الشرّ يمنع العبد من منفعة الخير ، فترك الشر أولى بالعبد ، ثم يطلب الخير بعد . والنفس تجزع من التطهير ، وتفر إلى أعمال الطاعات ، لثقل التطهير عليها ، وخفّة العمل بالطاعات بلا طهارة . ( محا ، نفس ، 76 ، 1 )
تطوّع مطلق بالصلاة
- أفضل التطوّع المطلق بالصلاة قيام الليل . (حنب ، معا ، 30 ، 2 )
تعظيم
- التعظيم : ورقته الأولى تعظيم الأمر والنهي ، وألا يعارضا بترخيص ولا تشديد . والثانية : تعظيم الحكم عن مدافعة بعلم أو غرض .
والثالثة : تعظيم الحق فلا يجعل من دونه سببا ، أو ينازع حقه اختيارا أو يرى عليه حقّا . ( خط ، روض ، 488 ، 13 )
"185"
فيكون على وجهين : ( أحدهما ) من خارج وهو التحصيل بالتعلّم ( والآخر ) من داخل وهو الاشتغال بالتفكّر . والتفكّر من الباطن بمنزلة التعلّم في الظاهر . فإن التعلّم استفادة الشخص من الشخص الجزئي والتفكّر استفادة النفس من النفس الكلي . والنفس الكلي أشدّ تأثيرا وأقوى تعليما من جميع العلماء والعقلاء . والعلوم مركوزة في أصل النفوس بالقوة كالبذر في الأرض . والجوهر في قعر البحر . أو في قلب المعدن . والتعلّم هو طلب خروج ذلك الشيء من القوة إلى الفعل . والتعليم هو إخراجه من القوة إلى الفعل . فنفس المتعلّم تتشبّه بنفس المعلّم وتتقرّب إليه بالنسبة . فالعالم بالإفادة كالزارع . والمتعلّم بالاستفادة كالأرض . والعلم الذي هو بالقوة كالبذر . والذي بالفعل كالنبات . فإذا كملت نفس المتعلّم تكون كالشجرة المثمرة . أو كالجوهر الخارج من قعر البحر . وإذا غلبت القوى البدنية على النفس يحتاج المتعلّم إلى زيادة التعلّم في طول المدة. وتحمّل المشقّة والتعب وطلب الفائدة.
وإذا غلب نور العقل على أوصاف الحسّ يستغني الطالب بقليل التفكّر عن كثرة التعلّم ، فإن نفس القابل تجد من الفوائد بتفكّر ساعة ما لا تجد نفس الجامد بتعلّم سنه . ( غزا ، ر س ، 19 ، 9 )
تعليم رباني
- التعليم الرباني على وجهين : ( الأول ) إلقاء الوحي وهو أن النفس إذا كملت ذاتها يزول عنها دنس الطبيعة ودرن الحرص والأمل .
وينفصل نظرها عن شهوات الدنيا . وينقطع نسبها عن الأماني الفانية وتقبل بوجهها على بارئها ومنشئها وتتمسّك بجود مبدعها . وتعتمد على إفادته وفيض نوره . واللّه تعالى بحسن عنايته يقبل على تلك النفس إقبالا كليّا وينظر إليها نظرا إلهيّا . ويتّخذ منها لوحا . ومن النفس الكلي قلما . وينقش فيها جميع علومه . ويصير العقل الكلي كالمعلم . والنفس القدسية كالمتعلّم . فيحصل جميع العلوم لتلك النفس وينتقش فيها جميع الصور من غير تعلّم وتفكّر ( الوجه الثاني ) هو الإلهام . والإلهام تنبيه النفس الكلية للنفس الجزئية الإنسانية على قدر صفائها وقبولها وقوة استعدادها ، والإلهام أثر الوحي فإن الوحي هو تصريح الأمر الغيبي.
والإلهام هو تعريضه . والعلم الحاصل عن الوحي يسمّى علما نبويّا . والذي يحصل عن الإلهام يسمّى علما لدنيّا . ( غزا ، ر س ، 21 ، 14 )
تعهد القلب
- تعهد القلب وتعاهد يا أخي قلبك بأسباب الآخرة ، وعرّضه لذلك ، وصنه من أسباب الدنيا ، ومن ذكر يجر إلى الحرص والرغبة .
ولا تأذنن لقلبك في استصحاب ما يعسر طلبه ، وينطفئ نور القلب من أجله ، وكن في تأليف ما بينه وبين محمود العاقبة حريصا ، وخوّف نفسك عقوبة ما في يديك من الدنيا ، وقلّة أدائك لما يجب عليك فيه من الشكر . واستكثر ما في يديك ، لما تعلم من ضعف شكرك ، حتى تشغل النفس بما في يديها عن الفكر في أمر الدنيا ، والمحبّة للزيادة منها . ( محا ، نفس ، 65 ، 1 ) .
تفاخر
- ما التفاخر ؟ قال : التفاخر قد يجمع المباهاة في أكثر معانيه ولكن له أسباب ينفرد بها مثل ما قد
"186"
يجاء معها في العلم فيخرجه التفاخر بالعلم إلى الاستطالة عليه ، فيقول كم سمعت وهل تحسن شيئا وما تقول في كذا وكذا يقول ذلك لغيره وما يحسن فلان وإن لم يسمعه وما سمع ما سمعت وما قام مقامي افتخارا عليه ، وكذلك تفاخر بالدنيا مع المباهاة فيقول أنت فقير لا مال لك : وكم ربحت وكم عندك من المال ومتى ملكت المال وعندي أكثر مما تملك ومولاي أغنى منك وكذلك في العمل أن يقول ما قمت في الحرب مقام الفرسان وما كررت ولقد جبنت وما أحسنت الكرّ ، وكذلك في المناظرة والمفاخرة كم تحفظ من الحديث ومن لقيت من المشيخة وكم أدركت من العلماء وما كان فلان يقدّمك وقد كان يقدّمني عليك ويقول ذلك من غير أن يسمعه افتخارا عليه فيخرجه الرياء إلى إظهار التكبّر عليه والاستطالة والبغي عليه ، والتكاثر قد يجامع التفاخر ويزيد عليه في بعض معانيه . ( محا ، رعا ، 130 ، 18 ) تفرقة
- الجمع والتفرقة إسمان ، فالجمع جمع المتفرّقات ، والتفرقة تفرقة المجموعات ، فإذا جمعت قلت : اللّه ولا سواه ، وإذا فرّقت قلت :
الدنيا والآخرة والكون ، وهو قوله شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ ( آل عمران : 18 ) فقد جمع ثم فرّق . ( طوس ، لمع ، 283 ، 6 )..
-الجمع الذي يعينه أهله هو أن يصير ذلك حالا له وهو أن لا تتفرّق همومه فيجمعها تكلّف العبد بل تجتمع الهموم فتصير بشهود الجامع لها همّا واحدا ، ويحصل الجمع إذ كان باللّه وحده دون غيره . والتفرقة التي هي عيب هو أن يفرّق بين العبد وبين همومه في حظوظه وبين طلب مرافقه وملاذّه فيكون مفرّقا بينه وبين نفسه فلا تكون حركاته لها وقد يكون المجموع ناظرا إلى حظوظه في بعض الأحوال غير أنه ممنوع منها قد حيل بينه وبينها لا يتأتّى له منها شيء وهو غير كاره لذلك بل مريد له لعلمه بأنه فعل الحقّ به واختصاصه له وجذبه إيّاه مما دونه. (كلا ، عرف ، 88 ، 16 ).
- قال الجنيد : القرب بالوجد جمع ، وغيبته في البشرية تفرقة . وقيل : جمعهم في المعرفة وفرقهم في الأحوال . والجمع اتصال لا يشاهد صاحبه إلّا الحق ، فمتى شاهد غيره فما جمع ، والتفرقة شهادة لمن شاء بالمباينة ، وعباراتهم في ذلك كثيرة والمقصود أنهم أشاروا بالجمع إلى تجريد التوحيد ، وأشاروا بالتفرقة إلى الاكتساب ، فعلى هذا لا جمع إلّا بتفرقة ، ويقولون فلان في عين الجمع ، يعنون استيلاء مراقبة الحق على باطنه ؛ فإذا عاد إلى شيء من أعماله عاد إلى التفرقة ؛ فصحة الجمع بالتفرقة .
وصحة التفرقة بالجمع ؛ فهذا يرجع حاصله إلى أن الجمع من العلم باللّه ، والتفرقة من العلم بأمر اللّه ، ولابدّ منهما جميعا . ( سهرو ، عوا 2 ، 331 ، 5 ) .
- الجمع عين الفناء باللّه ، والتفرقة العبودية متّصل بعضها بالبعض . وقد غلط قوم وادّعوا أنهم في عين الجمع وأشاروا إلى صرف التوحيد وعطلوا الاكتساب فتزندقوا . وإنما الجمع حكم الروح ؛ والتفرقة حكم القالب . وما دام هذا التركيب باقيا فلابدّ من الجمع والتفرقة .
وقال الواسطي : إذا نظرت إلى نفسك فرّقت وإذا نظرت إلى ربك جمعت ، وإذا كنت قائما بغيرك فأنت فان فلا جمع ولا تفرقة . ( سهرو ، عوا 2 ، 331 ، 10 )
"187"
- قد يريدون ( الصوفية ) بالجمع والتفرقة : أنه إذا أثبت لنفسه كسبا ونظر إلى أعماله فهو في التفرقة ، وإذا أثبت الأشياء بالحق فهو في الجمع ، ومجموع الإشارات ينبئ أن الكون يفرّق والمكوّن يجمع ، فمن أفرد المكوّن جمع ، ومن نظر إلى الكون فرّق ، فالتفرقة عبودية ، والجمع توحيد ؛ فإذا أثبت نظرا إلى كسبه فرّق ، وإذا أثبتها باللّه جمع ، وإذا تحقّق بالفناء فهو جمع الجمع ، ويمكن أن يقال : رؤية الأفعال تفرقة ، ورؤية الصفات جمع ، ورؤية الذات جمع الجمع . ( سهرو ، عوا 2 ، 331 ، 15 ) - التفرقة عند بعض القوم إشارة من أشار إلى خلق بلا حق وعند أبي عليّ الدقاق الفرق ما ينسب إليك وعند بعضهم الفرق ما أشهدك الحق من أفعالك أدبا وعند بعضهم الفرق مشاهدة العبودية . وقيل الفرق إثبات الخلق ، وقيل التفرقة شهود الأغيار للّه ، وقيل التفرقة مشاهدة تنوّع الخلق في أحوالهم ومستند مقام التفرقة من العلم الإلهيّ نعت الحق . ( عر ، فتح 2 ، 518 ، 8 )
تفريد
- " التفريد " إفراد المنفرد برفع الحدث وإفراد القدم بوجود حقائق الفردانية ، قال بعضهم:
" الموحّدون للّه من المؤمنين كثير والمفرّدون من الموحّدين قليل " . ( طوس ، لمع ، 425 ، 1 )
- " التجريد " و " التفريد " و " التوحيد " ألفاظ مختلفة لمعان متّفقة وتفصيلها على مقدار حقائق الواجدين وإشاراتهم ، قال : القائل :
حقيقة الحقّ حقّ ليس يعرفه *** إلّا المجرّد فيه حقّ تجريد .
(طوس ، لمع ، 425 ، 8 )
- التفريد : أن يتفرّد عن الأشكال وينفرد في الأحوال ويتوحّد في الأفعال وهو أن تكون أفعاله للّه وحده فلا يكون فيها رؤية نفس ولا مراعاة خلق ولا مطالعة عوض ، ويتفرّد في الأحوال عن الأحوال فلا يرى لنفسه حالا بل يغيب برؤية محوّلها عنها ، ويتفرّد عن الأشكال فلا يأنس بهم ولا يستوحش منهم . ( كلا ، عرف ، 81 ، 11 )
- التجريد أن لا يملك ، والتفريد أن لا يملك . (كلا ، عرف ، 81 ، 15 )
- " أول قدم في التوحيد فناء التفريد " . لأن التفريد حكم بانفصال شخص عن الآفات ، والتوحيد حكم بوحدانية شيء . فيجوز في التفريد إثبات الغير ، ولا يجوز أن يوصف غيره بهذه الصفة . ولا يجوز على الوحدانية إثبات الغير ، ولا يليق لغير الحقّ أن يوصف بهذه الصفة ، فجاء التفريد عبارة مشتركة ، والتوحيد ناف للشركة .
وأول قدم في التوحيد نفي الشريك ، ورفع المزاج من المنهاج ، لأن المزاج في المنهاج كطلب المنهاج بلا سراج .
(هج ، كش 2 ، 522 ، 17 )
- التجريد والتفريد أن العبد يتجرّد عن الأغراض فيما يفعله ، لا يأتي بما يأتي به نظرا إلى الأغراض في الدنيا والآخرة ، بل ما كوشف به من حق العظمة يؤدّيه حسب جهده عبودية وانقيادا . والتفريد : أن لا يرى نفسه فيما يأتي به بل يرى منّة اللّه عليه ، فالتجريد ينفي الأغيار ، والتفريد ينفي نفسه واستغراقه عن رؤية نعمة اللّه عليه وغيبته عن كسبه . ( سهرو ، عوا 2 ، 332 ، 9 )
- التفريد : كل إشارة دقيقة المعنى تلوح في الفهم
"188"
لا تسعها العبارة . وقد يطلق بإزاء النفس الناطقة . ( عر ، تع ، 16 ، 16 ) - التفريد : ورقته الأولى تفريد الإشارة إلى الحق . الثانية : تفريد الإشارة بالحق . الثالثة : تفريد الإشارة عن الحق . ( خط ، روض ، 497 ، 6 )
- التفريد وهو في النهايات تفريد الإشارة عن الحق بأن لا يشير إلى الخلق في الهداية والدعوة إلى اللّه إلا عن الحق ، وذلك حال بسط اللّه مع الخلق ظاهرا ليدعوهم إليه وقبضه عنهم باطنا لئلّا يقول إلا ما قال الحق ، وصورته في البدايات تخليص الإشارة إلى الحق بالعبادة وفي الأبواب تخليص الإشارة إلى الحق بالعقيدة ، وفي المعاملات تفريد الإشارة إلى الحق بالتأثير والتصريف ، وفي الأخلاق تصريف الإشارة إلى الحق بالحق والبعث وفي الأصول تخليص الإشارة إلى الحق قصدا وسلوكا ، وفي الأدوية تخليص الإشارة بالحق محبة وغيرة ، وفي الولايات تخليص الإشارة بالحق افتخارا وبوحا ، وفي الحقائق تخليص الإشارة بالحق شهودا واتّصالا . ( نقش ، جا ، 302 ، 5 )
تفريط
- التفريط المنع عمّا يجب الصرف إليه والنقصان من القدر الذي يليق بالحال . ( غزا ، ميز ، 143 ، 3 )
تفسير
- التفسير علم نزول الآية ، وشأنها ، وقصّتها ، والأسباب التي نزلت فيها . وهذا محظور على الناس كافة القول فيه إلّا بالسماع والأثر . وأما التأويل : فصرف الآية إلى معنى تحتمله إذا كان المحتمل الذي يراه يوافق الكتاب والسنّة :
فالتأويل يختلف باختلاف حال المؤول . . .
من صفاء الفهم ، ورتبة المعرفة ، ونصيب القرب من اللّه تعالى . ( سهرو ، عوا 1 ، 164 ، 6 )
تفكّر
- التفكّر صحّة الاعتبار . ( طوس ، لمع ، 302 ، 20 )
- الفرق بين الفكر والتفكّر ، أن التفكّر جولان القلب ، والفكر وقوف القلب على ما عرف.
(طوس ، لمع ، 303 ، 1 )
- التذكّر وهو إحضار المعرفتين في القلب .
وثانيها : التفكّر وهو طلب المعرفة المقصودة منهما .
والثالث : حصول المعرفة المطلوبة واستنارة القلب بها .
والرابعة : تغيّر حال القلب عمّا كان بسبب حصول نور المعرفة .
والخامسة : خدمة الجوارح للقلب بحسب ما يتجدّد له من الحال . ( غزا ، ا ح 2 ، 453 ، 8 )
- العلم الإنساني يحصل من طريقين : ( أحدهما ) التعلّم الإنساني ( والثاني ) التعلّم الربّاني . أما الطريق الأول فطريق معهود ومسلك محسوس .
يقرّ به جميع العقلاء . وأما التعلّم الرباني فيكون على وجهين : ( أحدهما ) من خارج وهو التحصيل بالتعلّم ( والآخر ) من داخل وهو الاشتغال بالتفكّر . والتفكّر من الباطن بمنزلة التعلّم في الظاهر . فإن التعلّم استفادة الشخص من الشخص الجزئي والتفكّر استفادة النفس من النفس الكلي . والنفس الكلي أشدّ تأثيرا وأقوى تعليما من جميع العلماء والعقلاء . والعلوم مركوزة في أصل النفوس بالقوة كالبذر في
"189"
الأرض . والجوهر في قعر البحر . أو في قلب المعدن . والتعلّم هو طلب خروج ذلك الشيء من القوة إلى الفعل . والتعليم هو إخراجه من القوة إلى الفعل . فنفس المتعلّم تتشبّه بنفس المعلّم وتتقرّب إليه بالنسبة . فالعالم بالإفادة كالزارع . والمتعلّم بالاستفادة كالأرض . والعلم الذي هو بالقوة كالبذر . والذي بالفعل كالنبات . فإذا كملت نفس المتعلّم تكون كالشجرة المثمرة . أو كالجوهر الخارج من قعر البحر . وإذا غلبت القوى البدنية على النفس يحتاج المتعلّم إلى زيادة التعلّم في طول المدة . وتحمّل المشقّة والتعب وطلب الفائدة .
وإذا غلب نور العقل على أوصاف الحسّ يستغني الطالب بقليل التفكّر عن كثرة التعلّم ، فإن نفس القابل تجد من الفوائد بتفكّر ساعة ما لا تجد نفس الجامد بتعلّم سنه . ( غزا ، ر س ، 19 ، 11 )
- فلتجعل الخوف عن يمينك والرجاء عن شمالك والعلم من بين يديك والتفكّر من خلفك فإذا جاء العدوّ عن يمينك وجد الخوف بأجناده فلا يستطيع معه دفاعا وكذلك ما بقي وإنّما رتّبنا هذا الترتيب لأنّ العدوّ إنّما يأتي من هذه الجهات فخصّصنا الخوف باليمين ، وذلك أنّ اليمين موضع الجنّة والشمال موضع النار ، فإذا جاء العدوّ من قبل اليمين إنّما يأتي بالجنّة العاجلة وهي الشهوات واللذّات فيزيّنها لك ويحبّبها إليك فيعرض له الخوف فيدرأه عنها ولولاه لوقع فيها وبوقوعه يكون الهلاك في ملكك ، فلا يجب أن يكون الخوف إلّا في هذا الموضع ولا تستعمله في غيرها من الجهات فيقع اليأس والقنط ومن الحكمة وضع الأشياء في مواضعها . فالخوف للإنسان كالعدّة للجنديّ فلا يأخذها إلّا عند مباشرة العدوّ أو لتوقّي نزوله وإن أخذها في غير هذا الموطن سخر به وكان سخيفا جاهلا ، وإن أتاك العدوّ من جهة الشمال فإنّه لا يأتيك إلّا بالقنوط واليأس وسوء الظنّ باللّه وغلبة المقت ليوقع بك فتهلك فيقوم لك الرجاء بحسن الظنّ باللّه عزّ وجلّ فيدفعه ويقمعه ، وكذلك إذا أتاك من بين يديك أتاك بظاهر القول فأدّاك إلى التجسيم والتشبيه فيقوم لك العلم فيمنعه أن يصل إليك بهذا فتكون من الخاسرين ، وكذلك إذا أتاك من خلفك أتاك بشبه وأمور من جهة الخيالات الفاسدة فيقوم التفكّر فيدفعه بإنّك إن لم تتفكّر وتبحث حتّى تعثر على أنّ تلك الأشياء شبهات وإلّا هلك ملكك ولا سبيل للعدوّ في قتال هذه المدينة الّتي هي سلطانك إلّا من هذه الأربع جهات . ( عر ، تدب ، 194 ، 4 )
- ميزان الشريعة لا تزنه *** بميزان التفكّر والخيال
وإنك إن أصبت به لوقت *** غلطت به فتلحق بالضلال
تميّزت الخلائق في سناها *** فأين الواجبات من المحال
إذا عاينت ما لا يرتضيه *** إلهك قد حلالي عين حالي
بمرآه الذي عاينت منه *** وفيه ما يذم من الفعال
أتتك وصيتي تسمو اعتلاء *** على ما كان من كرم الخلال
فسوء الظنّ يحرم منك شرعا *** وحسن الظنّ يلحق بالحلال
( عر ، دي ، 260 ، 1 )
"190"
- التفكّر الذي يتقدّم الاعتبار ؛ هو إحضار معرفتين في القلب ، ليستثمر منها معرفة واحدة . وتلك المعرفتان : إما أن يتلقّاهما ويصحّحهما من نفسه ، وإما أن يتلقاهما من غيره مقلّدا إيّاه في صحتهما ، كمال يقال : زيد وعمرو غنيان ، ذويا مال كثير ، إلا أن زيدا ينفق المال في سبيل اللّه ، ومنفق المال في سبيل اللّه أفضل من ممسكه فزيد أفضل من عمر . فإحضار المقدمتين في النفس بهذا الاستنتاج يسمّى تفكّرا ، ويسمّى اعتبارا ، ويسمّى تذكرا ، ويسمّى تأمّلا وتدبّرا . ( خط ، روض ، 249 ، 13 )
- التفكّر تكثير المعلومات ، واستجلاب معارف ليست حاصلة ، وكلما ازدوجت المعارف على ترتيب مخصوص أثمر كل مزدوج منها ثالثا ، إلى غير نهاية ، إلى أن ينفصل تدبير النفس للبدن ، والتذكّر ثان عن التفكّر . ( خط ، روض ، 250 ، 7 )
- التفكّر ، وهو تلمّس البصيرة لاستدراك النعمة وهي في عين التوحيد ، وفي لطائف الصفة ، وفي معاني الأحوال والأعمال . ( خط ، روض ، 478 ، 1 )
- الطريق القصد إلى اللّه تعالى أربعة أشياء : فمن حازها فهو من الصدّيقين المحقّقين ومن حاز منها ثلاثا فهو من الأولياء المقرّبين ومن حاز منها ثنتين فهو من الشهداء الموقنين ومن حاز منها واحدة فهو من عباد اللّه الصالحين .
أوّلها : الذكر وبساطه العمل الصالح وثمرته النور .
والثاني : التفكّر وبساطه الصبر وثمرته العلم .
والثالث : الفقر وبساطه الشكر وثمرته المزيد منه .
والرابع : الحب وبساطه بغض الدنيا وأهلها وثمرته الوصلة بالمحبوب . ( نقش ، جا ، 171 ، 22 )
- التفكّر وهو في البدايات تلمّس البصيرة للإدراكات الغيبية وفي الأبواب التحدّي وهو تلقي المطلوب مع الدليل من الغيب من غير رؤية ، وفي المعاملات استخراج كيفية تخليص الأعمال من الآفات واستنباط تهذيبها بالعلم للحكم بالرواتب مقرونة بما يجعلها أفضل القربات من صفاء الطويات وصدق النيّات ، وفي الأخلاق تصفّح سوابق النعماء ولواحق الآلاء الواصلة على الولاء من حضرة واسع العطاء ولو في صورة النقمة والبلاء ليتمسّك في شكرها بالعجز والحياء ويصبر على الشدّة والبلاء بل يرضى بعقاب النفس بالقضاء ، وفي الأصول الاستعلام عن دقائق آداب الطريقة وتطبيقها على قواعد أحكام الشريعة وإلحاق الرخص بالفترة لاختيار صدق العزيمة ، وفي الأدوية تنقيح العلوم والحكم عن سوائب الوهم والخيال بنور البصيرة وتمييز الفراسة عن الكهانة بنور السكينة ، وفي الأحوال تطلب وجود محاسن شمائل المحبوب والتطلّع بأنوار الصفات على أنها من مواهب المحبوب ، وفي الولايات التنقّل من التلوّن إلى التمكّن والتأدّي من اللحظ إلى الفرق ، وفي الحقائق التوصّل إلى المشاهدة والمعاينة والاتّصال بالانفصال عن الكونين ، وفي النهايات الانتقال من المعرفة إلى التحقّق ومن البقاء إلى التلبّس .
(نقش ، جا ، 274 ، 25 )
تفكّر في الآخرة
- التفكّر في الدنيا عقوبة وحجاب والتفكّر في الآخرة علم وحياة للقلب ما أعطي عبد التفكّر إلّا أعطي العلم بأحوال الدنيا والآخرة . ( جي ، فت ، 17 ، 14 )
"191"
تفكّر في الدنيا - التفكّر في الدنيا عقوبة وحجاب والتفكّر في الآخرة علم وحياة للقلب ما أعطي عبد التفكّر إلّا أعطي العلم بأحوال الدنيا والآخرة . ( جي ، فت ، 17 ، 13 )
تفويض
- ( أما ) العوارض الأربعة ، فاحتاج إلى قطعها بأربعة أشياء : التوكّل على اللّه سبحانه وتعالى في موضع الرزق ، والتفويض إليه جلّ وعزّ في موضع الخطر ، والصبر عند نزول الشدائد ، والرضا عند نزول القضاء . ( غزا ، منه ، 4 ، 27 )
- معنى التفويض فقد قال بعض شيوخنا رحمهم اللّه هو ترك اختيار ما فيه مخاطرة إلى المختار المدبّر العالم بمصلحة الخلق لا إله إلّا هو ، وعبارة الشيخ أبي محمد السجزي رحمه اللّه هو ترك اختيارك المخاطرة على المختار ليختار لك ما هو خير لك . وقال الشيخ أبو عمر رحمه اللّه هو ترك الطمع والطمع هو إرادة الشيء المخاطر بالحكم . فهذه عبارات المشايخ .
( والذي نقول لك ) إن التفويض إرادة أن يحفظ اللّه عليك مصالحك فيما لا تأمن فيه الخطر .
وضدّ التفويض الطمع والطمع في الجملة يجري على وجهين : أحدهما في معنى الرجاء تريد شيئا لا خطر فيه أو فيه مخاطرة بالاستثناء وذلك ممدوح غير مذموم . . . . والثاني طمع مذموم قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم : إيّاكم والطمع فإنه فقر حاضر . ( وقيل ) هلاك الدين وفساده الطمع وملاكه الورع . ( قال ) شيخنا رحمه اللّه الطمع المذموم شيئان سكون القلب إلى منفعة مشكوكة ، والثاني إرادة الشيء المخاطر بالحكم وهذه الإرادة تقابل التفويض لا غير فاعلم ذلك . ( غزا ، منه ، 51 ، 7 )
- التفويض إنما يقع فيم يشكّ في فساده وصلاحه وهذا أولى القولين عند شيخنا رحمه اللّه ، إذ لولا ذلك لما قويت الباعثة على التفويض .
(غزا ، منه ، 52 ، 6)
- التفويض فتأمّل فيه أصلين : أحدهما أنك تعلم أن الاختيار لا يصلح إلّا لمن كان عالما بالأمور بجميع جهاتها وظاهرها وباطنها وحالها وعاقبتها وإلّا فلا يأمل أن يختار الفساد والهلاك على ما فيه الخير والصلاح ، ألا ترى أنك لو قلت لبدوي أو قروي أو راعي غنم انقد لي هذه الدراهم وميّز لي بين جيّدها ورديئها فإنه لا يهتدي لذلك ، ولو قلت لسوقي غير صيرفي فربما يعسر أيضا ، فلا تأمن إذن إلّا بأن تعرضها على الصيرفي الخبير بالذهب والفضة وما فيهما من الخواص والأسرار .
وهذا العلم المحيط بالأمور من جميع الوجوه لا يصلح إلّا للّه ربّ العالمين فلا يستحقّ إذن أحد أن يكون له الاختيار والتدبير إلّا اللّه وحده لا شريك له . . . . ( الأصل الثاني ) ما تقول لو أن رجلا قال لك أنا أقوم بجميع أمورك وأدبّر جميع ما تحتاج إليه من مصالحك ففوّض الأمر كله إلي واشتغل أنت بشأنك الذي يعنيك ، وهو عندك أعلم أهل زمانك وأحكمهم وأقواهم وأرحمهم وأتقاهم وأصدقهم وأوفاهم ، ألست تغتنم ذلك وتعدّه أعظم نعمة وتمتنّ منه أكبر منّة وتقدّم أوفر شكر وأجمل ثناء ، ثم إذا اختار لك شيئا لا تعرف وجه الصلاح فيه ولا تضجر لذلك بل تثق وتطمئنّ إلى تدبيره وتعلم أنه لا يختار لك إلّا ما هو الخير وما ينظر لك إلّا الصلاح ، كيفما كان الأمر بعد ما وكّلت الأمر
"192"
إليه وضمن ذلك فما لك . إذن لا تفوّض الأمر إلّا إلى ربّ العالمين فهو الذي يدبّر الأمر كله من السماء إلى الأرض فهو أعلم كل عالم وأقدر كل قادر وأرحم وأغنى كل غني ليختار لك بلطيف علمه وحسن تدبيره ما لا يبلغه علمك ولا يدركه فهمك . واشتغل أنت بشأنك الذي يعينك في عاقبتك . ( غزا ، منه ، 58 ، 15 ) - التفويض : وهو فوق التوكّل ،
ورقته الأولى : نفي الاستطاعة قبل العمل ، فلا يأمن من المكر ، ولا ييأس من المعونة .
والثانية : معاينة الاضطرار ، فلا العمل منهج ، ولا الذنب مهلك ، ولا السبب حامل .
الثالثة : شهود انفراد الحق بملك الحركة والسكون ، والمعرفة بتصريف التفرقة والجمع . ( خط ، روض ، 482 ، 15 )
- ( أما ) التفويض فهو والتسليم واحد وبينهما فرق يسير وهو أن المسلّم قد لا يكون راضيا بما يصدر إليه ممن سلّم إليه أمره بخلاف المفوّض فإنه راض بماذا عسى أن يفعله الذي فوّض المفوّض أمره إليه ، وهما أعني التسليم والتفويض قريب من الوكالة والفرق بين الوكالة وبينهما أن الوكالة فيها رائحة من دعوى الملكية للموكل فيما وكّل فيه الوكيل بخلاف التسليم والتفويض فإنهما خارجان عن ذلك ، فتفويض المحسنين ومن دونهم للحق في جميع أمورهم هو إرجاع الأمور التي جعلها اللّه لهم إلى الحق فهم بريئون من دعوى الملكية لما صرفوه إلى الحق تعالى من جميع أمورهم فذلك هو التفويض وتفويض الشهداء سكونهم إلى الحق تعالى فيما يقلبهم فيه . ( جيع ، كا 2 ، 92 ، 23 )
- التفويض والتسليم فهما ترك الاختيار فالتسليم والإسلام والاستسلام الانقياد وهو إظهار العبودية ، والتفويض أن لا يختار العبد شيئا من أمور دنياه ويكل اختيار ذلك إلى مولاه ثم لا يختار خلاف ما يختار له . ( وقيل ) التفويض يكون قبل نزول القضاء والتسليم يكون بعده .
والتسليم والتفويض من صفات أهل المعرفة وقد مدح اللّه بهما الأنبياء . ( نقش ، جا ، 199 ، 9 )
تقتير
- التقتير فهو الامتناع من إنفاق ما يجب ، وسببه البخل والشحّ واللؤم ولكل واحد من هذه الثلاثة رتبة . ( غزا ، ميز ، 77 ، 18 )
تقريب
- التقريب وهو أن يدخل السالك الصادق إلى الخلوة بشروطه ويداوم على الذكر ولا يتركه ساعة حتى يصير الذكر له بمثابة النفس يجري من غير اختيار ولا قصد ، بحيث لو صمت أو منع لا يمتنع ولا ينفكّ عنه ويجري الذكر وإن صمت اللسان وكان بمنزلة جري الغذاء في الأجسام يسري سريانا لا يتفطّن له وتوجد له قوّة ولو فقده وجد أثره فعلم سريانه ونفعه ، فإذا حصل له هذا اتّسعت له ميادين اللّه ومرافق أسراره فبدا له من نور الحق ما كشف له الوجود . وحاصل هذا أن يطّلع على معادن الغيوب على حسب قوّته وقدر سعيه واستعداده وإخلاصه إما من طريق الفراسة والتخييل وإما من طريق الكشف والتمثيل أو من الإفادة والتعليم ، لأن قلبه صار مرآة والوجود محاذيا له أبدا ثم بعد هذا الكشف قد تزلّ قدم المريد
"193"
بالوقوع والاشتغال ببغض ما رآه من العجائب ، فيوكل إليه أو بكله فيثبت فيتأتّى إليه كل ما فيه من صور الأكوان وحقائق الكشف غير أنه لا يخرج من موقف حتى يبدو له منه ما هو مقصود له باعتبار وقته وهو في كل ذلك خائف من طرده تعالى ومقته فكل مورد له فيه مخاطبات وتنزّلات ومدامات كلها خارجة عن مقصوده ، فإذا فنى عن رؤية العوالم وهو خلع نعل الكون لم ير في الكون غير المكوّن فإذا تمكّن من مقام الفناء عاد عنده عودا ما لاستغراقه بالحقائق وهو غاية الطريق ، ثم إن شاهد الحقيقة يقضي له بالحق فيصير غريق الأنوار مطموس الآثار قد غلب سكره على صحوه وجمعه على فرقه وفناؤه على بقائه وغيبته على حضوره ، ثم أكمل فازداد صحوا وهو مقام النهاية ، ولم يبق إلا ما يهبه اللّه له من أنواع الكرامة . ( نقش ، جا ، 23 ، 15 ) تقصير
- ( أما ) الصوارف فقصور أو تقصير . أما القصور فالمرض المانع والشغل الضروري في طلب قوت النفس والعيال وما يجري مجراه ، وهذا معذور غير مذموم إلّا أنه عن ذروة الكمال محروم ولا دواء له إلّا الفزع إلى اللّه تعالى لإماطة هذه الصوارف بجوده . وأما التقصير فقسمان : جهل وشهوة غالبة . أما الجهل فهو أن لا يعرف الخيرات الأخروية وشرفها وحقارة متاع الدنيا بالإضافة إليها ، وهو على رتبتين :
( إحداهما ) أن يكون عن غفلة وعدم مصادفة مرشد منبّه . وهذا علاجه سهل ولأجله وجب أن يكون في كل قطر جماعة من العلماء والوعاظ ينبّهون الخلق عن غفلتهم ويرغبون عن الدنيا في الآخرة لا على الوجه الذي ألفه أكثر وعاظ الزمن . فهذا مما يجرّئ الخلق على المعاصي أو يحقر الدين عندهم . ( والثانية ) أن يكون لاعتقادهم أن السعادة هي اللذات الدنيوية والرياسة الحاضرة وأن أمر الآخرة لا أصل له أو لأن الإيمان وحده كاف وهو مبذول لكل مؤمن كيف كان عمله أو يظنّ الاتكال على عفو اللّه ينجيه وأن اللّه كريم رحيم لا نقصان له من معصية العصاة فلابدّ أن يرحمهم . (غزا ، ميز ، 82 ، 4 ).
تقليد
- التقليد هو الأصل الذي يرجع إليه كل علم نظري أو ضروري أو كشفي لكنهم فيه على مراتب ، فمنهم من قلّد ربه وهم الطائفة العليّة أصحاب العلم الصحيح ، ومنهم من قلّد عقله وهم أصحاب العلوم الضرورة بحيث لو شكّكهم فيها مشكّك بأمر إمكاني ما قبلوه مع علمهم بأنه ممكن ولا يقبلونه فإذا قلت لهم في ذلك يقولون لأنه لا يقدح في العلم الضروري وأمثلته كثيرة . ( عر ، فتح 3 ، 160 ، 12 )
تقوى
- فبما التقوى قال الحذر بالمجانبة لما كره اللّه عزّ وجلّ ، قلت الحذر مماذا قال الحذر من اللّه عزّ وجلّ ، قلت في ماذا ؟ قال : في خصلتين تضييع واجب حقّه وركوب ما حرم ونهى عنه في السر والعلانية . وتجمع ذلك خصلتان القيام بما أوجب اللّه عزّ وجلّ للّه وترك ما نهى اللّه عزّ وجلّ عنه للّه تبارك وتعالى . ( محا ، رعا ، 8 ، 18 )
- التقوى أن تعمل بطاعة اللّه عزّ وجلّ على نور
"194"
من اللّه عزّ وجلّ ترجو ثواب اللّه عزّ وجلّ ، والتقوى ترك معاصي اللّه على نور من اللّه مخافة عقاب اللّه عزّ وجلّ ، والتقوى حقيقتها في الجوارح القيام بالحق وترك المعاصي ، والتقوى حقيقتها في الضمير إرادة الديّان في الفرض بإخلاص العمل له في الشغل بالبكاء والأحزان والصلاة والصيام وجميع أعمال الطاعات مما ندب اللّه عزّ وجلّ إليها عباده ولم يعترضها عليهم رأفة بهم ورحمة لهم ، ولا يقبل ما ندب إليه إلا بالتقوى حتى تخلص له الإرادة به وعن التقوى كان الورع لأنه لما اتّقى اللّه عزّ وجلّ تورّع. (محا ، رعا، 9، 1 ) -الطاعة سبيل النجاة والعلم هو الدليل على السبيل ، فأصل الطاعة الورع وأصل الورع التقى وأصل التقوى محاسبة النفس وأصل محاسبة النفس الخوف والرجاء ، والدليل على محاسبة النفس العلم . ( محا ، رعا ، 12 ، 10 )
- أصل التقوى في القلب ، وهي التقوى من الشكّ والشرك والكفر والنفاق والرياء . ( ترم ، فرق ، 54 ، 9 )
- قال سهل : التقوى مشاهدة الأحوال على قدم الانفراد . معناه أن يتّقي مما سوى اللّه سكونا إليه واستحلاء له . ( كلا ، عرف ، 69 ، 15 )
- أصل التقوى مجانبة النهي ومباينة النفس ؛ فعلى قدر ما فاتهم من حظوظ أنفسهم أدركوا اليقين . (كلا ، عرف ، 70 ، 2 )
- التقوى أن يتّقي العبد ما سواه تعالى . وقال سهل من أراد أن تصحّ له التقوى فليترك الذنوب كلها . وقال النصراباذي من لزم التقوى اشتاق إلى مفارقة الدنيا . ( قشر ، قش ، 56 ، 29 )
- التقوى في القرآن تطلق على ثلاثة أشياء : أحدها بمعنى الخشية والهيبة
قال اللّه تعالى : وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ( البقرة : 41 )
وقال اللّه تعالى : وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ (البقرة: 281 ) .
والثاني بمعنى الطاعة والعبادة قال اللّه تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ ( آل عمران : 102 ) قال ابن عباس رضي اللّه عنهما : أطيعوا اللّه حقّ طاعته ، وقال مجاهد هو أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر . والثالث بمعنى تنزيه القلب عن الذنوب فهذه هي الحقيقة في التقوى . ( غزا ، منه ، 27 ، 1 ).
-منازل التقوى ثلاثة : تقوى عن الشرك وتقوى عن البدعة وتقوى عن المعاصي الفرعية ( غزا ، منه ، 27 ، 7 )
- التقوى هي اجتناب كل ما تخاف منه ضررا في دينك ألا ترى أنه يقال للمريض المحتمى إنه يتّقي إذا اجتنب كل شيء يضرّه في بدنه من طعام أو شراب أو فاكهة أو غيرها ، ثم الذي يخاف منه الضرّ في أمر الدين قسمان : محض الحرام والمعصية وفضول الحلال ، لأن الاشتغال بفضول الحلال والانهماك فيه يستجرّ صاحبه إلى الحرام ومحض العصيان وذلك لشره النفس وطغيانها وتمرّد الهوى وعصيانه ، فمن أراد أن يأمن الضرر في أمر دينه اجتنب الخطر وامتنع عن فضول الحلال حذرا أن يجرّه إلى محض الحرام . ( غزا ، منه ، 27 ، 17 )
- حدّ التقوى الجامع تنزيه القلب عن شرّ لم يسبق عنك مثله بقوة العزم على تركه حتى يصير ذلك وقاية بينك وبين كل شرّ . ( غزا ، منه ، 27 ،24 )
-التقوى ترك ما حرّم اللّه وأداء ما افترض اللّه ،
"195"
فما رزق اللّه بعد ذلك فهو خير إلى خير . ( جي ، غن 1 ، 126 ، 27 ) - قال محمد بن خفيف رحمه اللّه التقوى مجانبة كل شيء يبعدك عن اللّه . وقال القاسم بن القاسم رحمه اللّه هو المحافظة على آداب الشريعة . وقال الثوري رحمه اللّه هو الذي يتّقي الدنيا وآفاتها . وقال أبو يزيد رحمه اللّه هو التورّع عن جميع الشبهات ، وقال أيضا المتّقي من إذا قال قال للّه وإذا سكت سكت للّه وإذا ذكر ذكر للّه . وقال الفضيل بن عياض رحمه اللّه لا يكون العبد من المتّقين حتى يأمنه عدوّه كما يأمنه صديقه . وقال سهل رحمه اللّه المتّقي من تبرّأ من حوله وقوّته .
وقيل التقوى أن لا يراك اللّه حيث نهاك ولا يفقدك حيث أمرك وقيل هو الاقتداء بالنبي صلى اللّه عليه وسلّم . وقيل أن تتّقي بقلبك من الغفلات وبنفسك من الشهوات وبحلقك من اللذات وبجوارحك من السيّئات ، فحينئذ يرجى لك الوصول إلى رب الأرض والسماوات . وقال أبو القاسم رحمه اللّه هي حسن الخلق وقال بعضهم يستدلّ على تقوى الرجل بثلاث : حسن التوكّل فيما لم ينل وحسن الرضا فيما قد نال وحسن الصبر على ما فات . وقيل المتّقي الذي يتّقي متابعة هواه .
(جي ، غن 1 ، 127 ، 8 )
- التقوى على وجوه : تقوى العامّة ترك الشرك بالخالق وتقوى الخاصّة ترك الهوى بترك المعاصي ومخالفة النفس في سائر الأحوال وتقوى خاص الخاص من الأولياء ترك الإرادة في الأشياء والتجرّد في النوافل من العبادات والتعلّق بالأسباب والركون إلى ما سوى المولى ولزوم الحال والمقام وامتثال الأمر في جميع ذلك مع أحكام الفرائض ، وتقوى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا تتجاوز غيب في غيب فهو من اللّه وإلى اللّه يأمرهم وينهاهم ويوفقهم ويؤدّبهم ويطبّبهم ويطبهم ويكلّمهم ويحدّثهم ويرشدهم ويهديهم ويعطيهم ويهنئهم ويطلعهم ويبصرهم لا مجال للعقل في ذلك فهم في معزل عن البشر بل عن الملائكة أجمع إلّا فيما يتعلّق بالحكم الظاهر والأمر المبين الموضوع للأمة وعوام المؤمنين فإنهم يشاركون الخلق في ذلك وينفردون عنهم فيما سوى ذلك . ( جي ، غن 1 ، 128 ، 29 )
- التقوى أن يتّقي الحلال خوفا أن يشغله عن اللّه ، وحقيقة اليقين مشاهدة الغيوب بكشف القلوب وملاحظة الأسرار بمخاطبة الأفكار . (نقش ، جا ، 54 ، 12 )
- التقوى وهي على ثلاثة أقسام : تقوى العام باللسان وهو إيثار ذكر من لم يزل ولا يزال على ذكر من لم يكن فكان ، وتقوى الخاص بالأركان وهي إيثار خدمة من لم يزل ولا يزال على خدمة من لم يكن فكان ، وتقوى الأخصّ بالجنان وهي إيثار محبة من لم يزل ولا يزال على من لم يكن فكان . ( نقش ، جا ، 60 ، 31 )
- التقوى فهي والتقى في اللغة بمعنى الاتّقاء أي فرط الصيانة بما يقي الإنسان أي يحفظه ويحول بينه وبين ما يخافه ، مثاله الترس ونحوه من الأجسام والصدق والصداق من الأفعال ، وقيل هي لغة مطاوعة يقال وقاه فاتّقى وشرعا هي الاجتناب عن مضرّة الدنيا والآخرة فله عرض عريض يعني يقبل الزيادة والنقصان أدناه الاجتناب عن الشرك وأعلاه صيانة النفس عما يوجب العقوبة من فعل أو ترك ، وعند أهل الحقيقة التنزّه عما يشغل سره عن الحق والتبتّل
"196"
إليه بشراشره وهو التقى الحقيقي المراد . ( نقش ، جا ، 266 ، 28 ) - للتقوى ظاهر وباطن فظاهره مخافة الحدود وباطنه النيّة والإخلاص . وقال أبو عبد اللّه محمد بن سهل رضي اللّه تعالى عنه من أراد أن تصحّ له التقوى فليترك الذنوب كلها ( هامش ) . (نبه ، كرا 1 ، 406 ، 15 )
تقوى اللّه
- تقوى اللّه الذي خلق العباد ، وإليه المعاد ، وبه السداد والرشاد . فاتّقه يا أخي تقوى من قد عرف اللّه منه ، وقدرته عليه . وآمن به إيمان من قد أقرّ له بالوحدانية ، والفردانية ، والأزلية ، والأبدية لما ظهر من مشاهدة ملكوته ، وشواهد سلطانه ، وكثرة الدلائل عليه ، والآيات التي تدلّ على ربوبيته ، ونفاذ مشيئته ، وإحكام صنعته ، وبيان قدرته على جميع خلقه ، وحسن تدبيره ، ألا له الخلق والأمر تبارك اللّه رب العالمين . (محا، نفس، 55،5)
تقيّة
- التقيّة : حرم المؤمن كما أن الكعبة حرم مكّة ، وقال قوم : التقيّة : نور في القلب يفرّق بها بين الحقّ والباطل . وقال سهل والجنيد والحارث وأبو سعيد رحمة اللّه تعالى عليهم أجمعين :
التقيّة استواء السرّ والعلانية . ( طوس ، لمع ، 303 ، 16 )
تقييد
- التقييد صفة تضيفها العقول والكشف إلى الممكنات وتقصرها العقول عليها وتضيف الإطلاق إلى الحق وما علمت أن الإطلاق تقييد فإن التقييد إنما أصله وسببه التمييز حتى لا تختلط الحقائق فالإطلاق تقييد فإنه قد تميّز عن المقيّد وتقيّد بالإطلاق ، ولا سيما وقد سمّى نفسه حليما لا يعجل فإمهاله العبد المستحقّ للأخذ إلى زمان الأخذ حبس عن إرسال الأخذ في زمان الاستحقاق ولذلك سمّى نفسه بالصبور فما ثم إطلاق لا يكون فيه تقييد لأن المقيّد الذي هو الكون تميّز عن إطلاقه بتقييده فقد قيّده بالإطلاق وهو تجلّيه في كل صورة وقبوله كل حكم ممكن من حيث إنه عين الوجود فقد قيّدته أحكام الممكنات . ( عر ، فتح 3 ، 219 ، 4 )
تكاليف
- أصل التكاليف مشتقّ من الكلف * وهي المشقّات فانظر فيه واعترف
فإن ربك يعطي فعله أبدا * لكل خلق وذا من أعظم الكلف (عر ، لط ، 43 ، 16 )
- التكاليف شاقّة على العباد ويدخل في ذلك امتثال الأوامر والانكفاف عن الزواجر والصبر على الأحكام والشكر عند وجود الأنعام ، فهي إذا أربعة : طاعة ومعصية ونعمة وبليّة وهي أربع لا خامس لها ، وللّه عليك في كل واحدة من هذه الأربع عبودية يقتضيها منك بحكم الربوبية فحقّه عليك في الطاعة شهود المنّة منه عليك فيها وحقّه عليك في المعصية الاستغفار مما صنعت فيها وحقّه عليك في البليّة الصبر معه عليها وحقّه عليك في النعمة وجود الشكر منك فيها ، ويحمل عنك أعباء ذلك كله الفهم وإذا فهمت أن الطاعة راجعة إليك وعائدة بالجدوى عليك صبّرك ذلك على القيام بها ، وإذا علمت
يتبع
عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 4 يونيو 2021 - 10:34 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
مواضيع مماثلة
» مصطلحات حرف التاء الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الميم الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف العين الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الميم الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف العين الجزء الأول .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
» مصطلحات حرف الألف الجزء الثاني .موسوعة مصطلحات التصوف الإسلامي د.رفيق العجم
اتقوا الله ويعلمكم الله :: قسم علوم و كتب التصوف :: موسوعة عقلة المستوفز لمصطلحات وإشارات الصوفية :: حرف التاء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله