مصطلح وجه الحق - وجه الحق في الأشياء - الوجه الخاص - وجه الشيء .المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم

مصطلح وجه الحق - وجه الحق في الأشياء - الوجه الخاص - وجه الشيء .المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم

موسوعة عقلة المستوفز لمصطلحات وإشارات الصوفية

669 - وجه الحق - وجه الحق في الأشياء
ان “ الممكن “ أو “ المخلوق “ عند ابن العربي لا يقوم بذاته ، لذلك كلما أوجده الحق ، اندرج من ذاته في العدم [ انظر “ خلق جديد “ ] .
فالحق له الخلق المستمر على الدوام والمخلوقات لها الاندراج في العدم على الدوام . فالحق هو :
القيوم ، وبه تقوم الأشياء ، إذ لا قيومية لها بذاتها . وإلى “ قيومية الحق في الأشياء “ الإشارة بقوله : وجه الحق ، أو وجه الحق في الأشياء .
يقول :
“ . . . فمن لزم هذا الذكر ، فإنه ينتج له معرفة : وجه الحق في كل شيء ، فلا يرى شيئا ، الا ويرى وجه الحق فيه . . . “ ( ف 4 / 170 ) .
“ وجه الحق الذي له في كل شيء . . . “ ( رسالة لا يعول ص 15 )
“ . . . فان للحق في كل معبود : وجها 1 ، يعرفه من يعرفه ، ويجهله من يجهله . . . “ ( فصوص 1 / 72 ) .
“ . . . فخلو وجه الحق عن شيء من العالم : “ محال “ . . . “ ( ف 2 / 299 ) .
..........................................................................................
( 1 ) وجه الحق الذي له في كل معبود ، إشارة إلى الآية” وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ “[ 17 / 23 ] وقد توسعنا ببحث ذلك في “ إله المعتقدات “ فلتراجع .

“ 1139 “

670 - الوجه الخاصّ :
وردت عبارة “ الوجه الخاص “ عند ابن العربي : نكرة ومعرفة .

****

الوجه الخاص “ : معرّفة .
ان الامداد الإلهي للممكنات بوجهيه : الوجودي والعلمي .
دائم مستمر مع الآنات .
وهذا الامداد الإلهي يكون إما :
- بتوسط الأسباب بين الحق والعبد ( الأنبياء - الملائكة . . . )
- وإما مباشرة من الحق إلى العبد ، وهو المقصود : بالوجه الخاص .
إذ لكل “ ممكن “ أو “ عبد “ وجه خاص بينه وبين الحق يصله منه الامداد الوجودي والعلمي ، وهذا الوجه والامداد غيب لا يعلم كنهه أحد : لأنه ليس بين الحق وعبده من هذا الوجه الخاص أحد ، من بشر أو ملك . . .
يقول :
- 1الوجه الخاص : باب خاص انتفت فيه الوسائط “ . . . وعلمت ما لم تكن تعلم ، وأخذت عن الأرواح الملكية علوما لم تكن عندها ، وما علمت أن ثمّ طريقا تصل منه إذا سلكت عليه ، إلى الاخذ عن اللّه منشيء الكل ، وان بينه وبينها : بابا خاصا يخصها . . . “ ( ف 3 / 176 ) .

“ . . . وهذا العارف همه أبدا مصروف إلى الوجه الخاص الإلهي ، الذي في كل موجود . بعين الوجه الخاص الإلهي الذي لهذا العارف المحقق ، فينظر في ذلك الامر من حيث الصورة الأولى الإلهية ويترك الوسائط . . . وفي كل صورة ما ينظر إليها إلا من حيث ذلك الوجه الخاص بها ، بوجهه الخاص به . . . “ ( ف 3 / 30 - 31 ) .
“ . . . فإذا أوحى اللّه إلى الرسول البشري ، من الوجه الخاص بارتفاع الوسائط ، وألقاه الرسول علينا ، فهو كلام الحق لنا من وراء حجاب “ ( ف 3 / 526 ) .

- 2 امداد خاص من الوجه الخاص .
“ . . . وكل من تولاه الحق بنفسه ، من وجهه الخاص بأمر ما من الأمور ، فإن له

“ 1140 “

شفوفا وميزة على من ليس له هذا الاختصاص ، ولا هذا التوجه ، واللّه يقول الحق وهو يهدي السبيل . . . “ ( ف 3 / 436 )
“ . . . والتابع ليس كذلك فإنه يرى الترقي يصحبه حيث كان ، من ذلك الوجه الخاص الذي لا يعرفه الا صاحب هذا الوجه . . . “ ( ف 2 / 274 )
“ . . . ان للّه تعالى في كل موجود وجها خاصا ، يلقي اليه [ إلى الموجود ] منه [ من الوجه الخاص ] ما يشاء ، مما لا يكون لغيره من الوجوه ، ومن ذلك الوجه : يفتقر كل موجود اليه . . . “ ( ف 2 / 423 ) .

- 3الوجه الخاص في الكشف والشهود .
“ . . . فإن لم يكن [ العبد ] من الافراد [ انظر “ الافراد “ ] فلا بد ان يرى قدم قطب وقته ، أمامه ، زائدا على قدم نبيه ان كان إماما ، وان كان وتدا فيرى امامه ثلاثة اقدام ، وان كان بدلا [ انظر “ بدل “ ] يرى أربعة اقدام ، وهكذا . الا انه لا بد ان يكون في حضرة الاتّباع مقاما ، فإذا لم يقم في حضرات الاتّباع ، وعدل به عن يمين الطريق ، بين المخدع [ انظر “ مخدع “ ] وبين الطريق ، فإنه لا يبصر قدما امامه ، وذلك هو طريق الوجه الخاص ، الذي من الحق إلى كل موجود ، ومن ذلك الوجه الخاص تنكشف للأولياء . . . “ ( ف ف 1 / 201 ) .
“ . . . وقوله : انا الامام ، يعني شهوده للحق من الوجه الخاص ، الذي منه اليّ وهو الصدر الأول . . . “ ( ف 1 / 178 ) .

- 4الوجه الخاص في الأحوال :
“ . . . إذا وجدت القلوب وإذا لم تجدها . كقلوب العارفين ، الذين هم في ليس كمثله شيء ، فلا تعرف الملائكة إلى اين ذهبوا ، فهؤلاء هم الذين يأخذون عن اللّه من الوجه الخاص ما هم عليه من الأحوال . . . “ ( ف 3 : 385).
- 5الوجه الخاص : غيب ، سر الهي “ . . . وهذا النوع من الغيب لا يكون الا من الوجه الخاص ، لا يعلم ملك ولا غيره الا الرسول خاصة . . . “ ( ف 4 / 128 ) .
“ . . . فالنية في الاعمال لا تكون من العبد ، الا من : الوجه الخاص [ لأنها

“ 1141 “

غيب ] “ . ( ف 4 / 187 ) .
“ حتى يبقى بالسر الإلهي الذي هو الوجه الخاص الذي من اللّه اليه ، فإذا بقي وحده رفع عنه حجاب السر فيبقى معه تعالى . . . “ ( ف 3: 343) .

****

الوجه الخاص : نكرة استعمل ابن العربي عبارة “ الوجه الخاص “ نكرة للإشارة إلى تعيين الألوهية ، بوجه من وجوهها اي اسم من أسمائها في مقابل الاسم اللّه [ له جمعية الوجوه - لا يتقيد ] .
يقول :
“ فعلمنا ان الصبر انما هو : حبس النفس عن الشكوى لغير اللّه ، وأعني بالغير :
وجها خاصا من وجوه اللّه ، وقد عينّ اللّه الحق وجها خاصا 1 من وجوه اللّه وهو المسمى : وجه الهوية ، فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسبابا . . . “ ( الفصوص 1 / 175 ) .
..........................................................................................
( 1 ) يراجع بشأن “ الوجه الخاص “ عند ابن العربي :
- الفتوحات ج 2 ص 273 ( العلم بالوجه الخاص - إكسير العارفين )
- الفتوحات ج 3 ص 489 ( الوجه الخاص ) ، 503 ( الوجه الخاص ) ، 516 ( الوجه الخاص الذي لكل ممكن ) .
- الفتوحات ج 4 ص 31 ( الوجه الخاص الذي للّه في كل كائن ) ، ص 116 ( الوجه الخاص ) ، ص 351 ( من عرف وجهه فهو الكامل )

671 - وجه الشيء
وجه الشيء : ذاته ، عينه ، حقيقته . وكلها بمعنى واحد تقريبا .
المفرد “ وجه “ يمكن اطلاقه على الحق وعلى المخلوقات ، وفي اطلاقه على الحق يأخذ معنى : الذات .
وفي اطلاقه على المخلوقات يأخذ معنى : حقيقة الشيء .
ولا يخفى هنا انه في فكر يحتفظ “ بالحقيقي “ لكل ما هو الهي ، ان وجه الشيء المخلوق يتحول إلى : السر الإلهي المودع فيه .
يقول :
1- وجه الشيء :

“ 1142 “

“ فكل شيء وجهه ، ووجه الشيء حقيقته “ ( ف 3 / 373 ) .
“ فاعلم أن الحقائق لا تتصف بالهلاك ، ووجه الشيء حقيقته “ ( ف 2 / 100 ) .
2- “ الوجه “ في نسبته إلى الحق :
“ . . . ما سبحات الوجه . الجواب وجه الشيء : ذاته ، وحقيقته ، فهي [ سبحات الوجه ] أنوار ذاتية بيننا وبينها حجب الأسماء الإلهية ولهذا قال :” كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ “[ 28 / 88 ] . . . “ ( ف 2 / 110 )
“ . . . وذلك اليوم الكبير [ القيامة ] انه تعالى يتجلى لعباده ورداء الكبرياء على وجهه ، ووجه الشيء : ذاته “ ( ف 4 / 245 ) .

3- “ الوجه “ في اطلاقه على المخلوقات :
“ . . . فانظر ما أعجب هذه الآية [“ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ “( 2 / 255 ) ] ولهذه الصفة [ الحفظ ] عنت الوجوه منا ، والمراد بالوجوه : حقائقنا ، إذ وجه الشيء : حقيقته ،
فقال تعالى :” وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ “[ 20 / 111 ]
وقال تعالى:” كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ “[ 28 : 88 ] . . “ ( ف 2 : 182 ) .
4- وجه الوجه : ذات الذات “ . . . العارف : مسوّد الوجه في الدنيا والآخرة ، ومبيضّ “ وجه الوجه “ في النشأة في الحاضرة . . . “ ( ف 4 : 349 ).

.

تحميل المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم Word
تحميل المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم PDF
تحميل المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم TXT