مصطلح يد اللّه - اليدان .المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم

مصطلح يد اللّه - اليدان .المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم

موسوعة عقلة المستوفز لمصطلحات وإشارات الصوفية

703 - يد اللّه - اليدان
* “ يد اللّه “ إشارة إلى : القوة ، فالحق حين وصف نفسه “ باليد “ ، وانه ليس كمثله شيء . علم الانسان ان ما وصف به نفسه من الصفات الجسدية كاليد والاستواء . . . ان هي الا إشارات صفاتية من ناحية .
وتلميح لتعريف الانسان “ باحدية الوصف “ من ناحية ثانية .

أ - إشارات صفاتية : بمعنى ان “ اليد “ هي صفة “ القوة “ مثلا في حق الجناب الإلهي .

ب - أحدية الوصف : ان ما وصف الحق به نفسه من الصفات الجسدية ليدل انه

“ 1246 “

الفاعل الحقيقي من خلف حجب الاشخاص . مثلا في قوله تعالى :” وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى “[ 8 / 17 ] ، ان “ الفعل “ الظاهر من المخلوقات هو في الواقع “ فعل “ للّه . ويد اللّه : أيدي الأكوان مع اختلاف الأعيان ، فهي :
أحدية وصف ، وليس أحدية عين .” إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللَّهَ “[ 48 / 10 ] .

انظر بشأن موقف ابن العربي الكلامي من الصفة الإلهية وعلاقتها بالذات : “ الصفة “ في هذا المعجم .
يقول ابن العربي :
- 1اليد : إشارة صفاتية “ . . . فيد اللّه ، وهو القوة ، مع الجماعة “ ( ف 4 / 445 ) .
“ قسم [ تعالى ] الصلاة بينه وبين عبده . . . فجزء منها . . . من أول الفاتحة إلى يوم الدين ، فهذا بمنزلة اليد اليمنى من العبد لان القوة للّه جميعا فأعطيناه اليمين ، والجزء الآخر مخلص للعبد . . . فهذا الجزء بمنزلة اليد اليسرى وهي الشمال فإنه الجناب الأضعف “ ( ف 3 / 379 ) .
- 2أحدية الوصف “ واما قوله :
” وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ “[ 8 / 17 ] فقد أثبت لك ما رميت ، ودلّ قوله :” وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى “[ 8 / 17 ] على أمر يستوي فيه البصير والأعمى ، فيد اللّه : أيدي الأكوان وان اختلفت الأعيان . . . “ ( ف 4 / 335 ) .

* * * *

أثبت الحق في القرآن لجنابه تعالى : يدا [يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ( 48 / 10 ) ] ، ويدين [“ ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ “( 38 / 75 ) ] .
وقد بينّا في المعنى السابق مضمون “ اليد “ على أنها : القوة . فلماذا أثبت تعالى لجنابه “ اليدين “ و “ أحدية الوصف “ تأبى هذه الثنائية في المصدر ؟
يرفع ابن العربي هذا الاشكال بربطه بين “ اليدين “ وخلق الانسان .
فالانسان وحده عند ابن العربي - متتبعا في ذلك القرآن - هو المخلوق باليدين .
اذن “ صفتين “ هما في الواقع : الأسماء المتقابلة في الحضرة الاسمائية .
فالحق تعالى خلق الانسان بيديه ، اي اظهر فيه كمالات أسمائه وصفاته المتقابلة ( جلال -

“ 1247 “

جمال ) 1 .
يقول :
“ ووصف نفسه [ تعالى ] بأنه جميل وذو جلال ، فأوجدنا على هيبة وأنس .
وهكذا جميع ما ينسب اليه تعالى ويسمى به .
فعبر عن هاتين الصفتين :
باليدين ، اللتين توجهتا منه على خلق الانسان الكامل ، لكونه الجامع لحقائق العالم ومفرداته . . . فما جمع اللّه لآدم بين يديه إلا تشريفا . ولهذا قال لإبليس :” ما مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ؟ “[ 38 / 75 ] وما هو الا عين جمعه بين الصورتين : صورة العالم وصورة الحق ، وهما يدا الحق . . . “ ( فصوص 1 / 54 - 55 ) .
انظر بشأن موقف ابن العربي الكلامي من الصفة الإلهية وعلاقتها بالذات : “ الصفة “ في هذا المعجم .
..........................................................................................
( 1 ) يقول الجرجاني في شرح “ اليدين “ :
“ اليدان : هما أسماء اللّه تعالى المتقابلة . كالفاعلية والقابلية . . . ولما كانت الحضرة الاسمائية مجمع الحضرتين : الوجوب والامكان . قال بعضهم : ان اليدين هما حضرة الوجوب والامكان . والحق ان التقابل اعمّ من ذلك . فإن الفاعلية قد يتقابل : كالجميل والجليل . واللطيف والقهار . والنافع والضار . وكذا القابلية : كالانيس والهائب . والراجي والخائف . والمنتفع والمتضرر “ ( التعريفات ص 279 ) .

من موسوعة الحكمة في حدود الكلمة

من موسوعة الكسنزان :

يقول الشيخ كمال الدين القاشاني :
" غاية اليد : المواظبة على أفعال البر ، فلا يقصر عن تناول ما ينبغي ، وإعطاء ما ينبغي ، ومنع عمن ينبغي ، والأخذ بيد المكفوف ، والإعانة للملهوف ، والجهاد بها في سبيل الله ، وعمارة المساجد وخدمتها والإسراج فيها والكتابة لها لما ينبغي من القرآن والحديث والعلوم النافعة والصنائع ، وغير ذلك " .

مسألة - في أنواع الأيدي
يقول الصحابي عبد الله بن عمر {رضى الله عنه} :

" الأيدي ثلاث : يد الله هي العليا ، ويد المعطي الوسطى ، ويد السائل السفلى " .

ويقول الشيخ محمد النبهان :
" الأيادي ثلاث : يد كلبية : الكلب لما يضربه أحد بحجر يلحق الحجر .
يد إنسانية : الإنسان لا يلحق الحجر ، بل يلحق الضارب .
يد عارفية : العارف لا يلحق الضارب ولا الحجر ، يلحق يد الله الذي حرك ذلك " .

يد الله تعالى
الإمام القشيري
يقول : " يده : هي يد صفة ، كالسمع والبصر " .

الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
يقول : " يد الله : هي يد الأكوان وإن اختلفت الأعيان " .

الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : " اليدان [ يدا الحق تعالى ] : هما أسماء الله المتقابلة ، كالفاعلة والقابلة " .

الشيخ عبد الكريم الجيلي
يقول : " يدي الحق : عبارة عن الجمال وجلال الجمال ، لا كما يتوهمه الدخيل من أنهما عبارتان عن الجمال والجلال المطلق ، لأن الجلال المطلق ما توجه على خلق آدم ولا غيره ، ولو كان لعرفه من توجه على خلقه ، لأنه يكون على صورة ، وهو لا صورة له ، ولو كان لورد في القرآن ، وما ورد إلا الجمال وجلاله " .

الشيخ عبد الغني النابلسي
يقول : " اليدان [ يدا الحق تعالى ] : هما الحضرتان اللتان تنقسم إليهما الأسماء
الإلهية ، فإنها تنقسم إلى أسماء الجلال وأسماء الجمال " .

الشيخ علي البندنيجي القادري
يقول : " اليدان : هي القوة الظاهرة والباطنة " .

مسألة في معنى اليدين في الآيات والأحاديث
يقول الشيخ عبد القادر الجزائري :
" مظاهر أسماء الجلال والجمال ، المعبر عنهما : باليدين في الآيات والأحاديث دائما ، في مدافعة ومغالبة ومشاققة ، حتى في الشخص الواحد .. فالمطارد والمدافعة بين مظاهر الجلال والجمال لا تنفك دائما ، كمطاردة الليل والنهار بالنور والظلمة ، [ لفسدت الأرض ] انحل نظامها وزلزلت زلزالها .
إذ لولا وجود دفع الله أهل الكفر بأهل الإيمان ، وهم مظاهر الاسم الله الجامع للجلال والجمال ، لاستولى الكفر على أهل الأرض " .

الشيخ نجم الدين الكبرى

يد الهمة : وهي يد غير هذه اليد يجدها السيار إذا صفا : وهي يد القلب ، فيها يأخذ من الغيب ، ويعطي في الغيب ، ويأكل من الغيب .

الشيخ نجم الدين الكبرى
يقول : " اليد الإلهية اليسرى : هي الجلالية القهرية " .

الشيخ نجم الدين الكبرى

يقول : " اليد الإلهية اليمنى : هي الجمالية اللطفية " .

.

تحميل المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم Word
تحميل المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم PDF
تحميل المعجم الصوفي الحكمة في حدود الكلمة د. سعاد الحكيم TXT