المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
الجزء 12 .محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 الشيخ الأكبر ابن العربي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان الشيخ الاكبر محيي الدين ابن العربى الحاتمى الطائى قدس الله روحه :: فى رحاب الشيخ الاكبر محيي الدين ابن العربى الحاتمى الطائى :: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار
صفحة 1 من اصل 1
16072020
الجزء 12 .محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 الشيخ الأكبر ابن العربي
الجزء 12 .محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 الشيخ الأكبر ابن العربي
الشيخ الأكبر محيي الدين محمد بن علي ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
الجزء 12خبر الكنيسة التي بناها أبرهة بصنعاء إلى جنب غمدان
روينا من حديث ابن إسحاق ، أن أبرهة الأشرم ، لما كان من أمره ما كان مع أرباط وقتله ، وملك اليمن ، وأقره النجاشي على اليمن ، بنى كنيسة بصنعاء إلى جنب غمدان ، وسماها القليس ، وحرق غمدان هو وأرباط ، وكتب إلى النجاشي : إني قد بنيت لك بصنعاء بيتا لم تبن العرب والعجم مثله ، ولن أنتهي حتى أصرف حاجّ العرب إليه ، ويتركوا الحج إلى بيتهم ، فبنى القليس بحجارة قصر بلقيس التي عمرته صاحبة الصرح المذكور في القرآن ، وكان سليمان في رواية من قال : إنه تزوج بها ، فكان إذا جاءها ينزل عليها فيه .
قال ابن إسحاق : فوضع أبرهة الرجال نسقا يناول بعضهم بعضا الحجارة والآلة ، حتى نقل ما كان في قصر بلقيس مما احتاج من الحجارة والرخام والآلة ، وجدّ في بنائه ، وبناه مربعا ، مستوي التربيع ، طوله في السماء ستون ذراعا ، وكبسه من داخله في السماء عشرة أذرع ، وكان يصعد إليه بدرج الرخام ، وبنى حوله سورا بينه وبين القليس مائتا ذراع مطيف به من كل جانب ، وبنى ذلك كله بحجارة يسموها أهل اليمن الجورب ، منقوشة مطابقة لا تدخل بين أطباقها الإبرة مطيفة به ، وجعل طول ما بنى به من الجورب عشرين ذراعا في
“ 180 “
السماء ، ثم فصل ما بين حجارة الجوارب بحجارة مثلثة تشبه الشرف متداخلة بعضها ببعض ، حجر أخضر ، وحجر أسود ، وحجر أحمر ، وحجر أبيض ، وحجر أصفر ، فيما بين كل ساقين خشب ساسم مدوّر الرأس ، غلظ الخشبة حضن الرجل ، ثابتة على البناء ، وكان مفصلا بهذا البناء على هذه الصفة ، ثم فصل بإفريز من رخام منقوش ، طوله في السماء ذراعان ، وكان الرخام ثابتا على البناء ذراعا ،
ثم فصل فوق الرخام بحجارة سود لها بريق ، ثم وضع فوقها حجارة بيضا لها بريق ، فكان هذا ظاهر حائط القليس ، وكان عرض حائط القليس ستة أذرع ، وكان له باب من نحاس عشرة أذرع طولا في أربعة أذرع عرضا ، وكان المدخل منه إلى بيت في جوفه طوله ثمانون ذراعا في أربعين ذراعا ، معلق العمل بالساج المنقوش ، ومساميره الفضة والذهب ، ثم يدخل من البيت إلى إيوان طوله أربعون ذراعا ، عن يمينه وعن يساره عقد مضروبة بالفسيفساء مشجرة ، بينهما كواكب الذهب ظاهرة ،
ثم يدخل من الإيوان إلى قبة ثلاثون ذراعا في مثلها بالقصير ، فيها صلب منقوشة بالذهب والفضة ، وفيها رخامة مما يلي مطلع الشمس من اليلق مربعة عشرة أذرع في مثلها ، تغشي عين من نظر إليها من بطن القبة ، يؤدي ضوء الشمس والقمر إلى داخل القبة ، وكانت تحت الرخامة منبر من خشب اللبخ وهو الآبنوس مفصّل بالعاج الأبيض ، ودرج المنبر من خشب الساج ملبسة ذهبا وفضة ، وفي القبة سلاسل فضة ، وكان في القبة وفي البيت خشبة من ساج منقوشة طولها ستون ذراعا يقال لها كعيب ، وخشبة من ساج نحوها في الطول يقال لها امرأة كعيب ، كانوا يتبركون بها في الجاهلية ، وكان يقال الكعيب الأحوريّ ، وهو في لسانهم الحرّ ، وكان أبرهة عند بناء القليس قد أخذ العمال بالعمل أخذا شديدا ، وقد كان آلى أن لا تطلع الشمس على عامل لم يضع يده في العمل إلا قطع يده .
قال : فتخلّف رجل ممن كان يعمل فيه حتى طلعت الشمس ، وكانت له أم عجوز ، فذهب بها معه لتستوهبه من أبرهة ، فأتته به وهو بارز للناس ، فذكرت له علّة ابنها واستوهبته منه ، فقال : لا أكذّب نفسي ، ولا أفسد على عمالي ، فأمر بقطع يده ،
فقالت له :
اضرب بمعولك ساعي بهر اليوم لك * وغدا لغيرك ليس كل الدهر لك
فقال : ادنوها ، وقال لها : إن الملك ليكون لغيري ؟ قالت : نعم . وكان أبرهة قد أجمع أن يبنى القليس حتى يظهر على ظهره ، فيرى منه بحر عدن ، فقال : لا أبني حجرا على حجر بعد يومي هذا ، فأعفي الناس من العمل .
قال أبو الوليد : تفسير قولها : ساعي بهر ، تقول : اضرب بمعولك ما كان حديدا .
قال ابن إسحاق : وانتشر خبر بناء هذا البيت في العرب ، وسمع به رجل من النّسأة
“ 181 “
أحد بني فقيم ، ثم بني مالك بن كنانة ، فغضب وخرج حتى أتى القليس فدخله ، فأحدث فيه ، فبلغ ذلك أبرهة ، فغضب وقال : لا أنتهي حتى أهدم بيت العرب الذي يحجّون إليه ، يعني الكعبة ، فتجهّز ، وساق الفيل إلى البيت الحرام ليهدمه ، فكان من شأنه ما ذكرناه في هذا الكتاب .
قال ابن إسحاق : ولم يزل القليس على ما كان عليه حتى ولّي أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور العباس بن الربيع بن عبيد اللّه الحارثي اليمن ، فذكر للعباس ما في القليس من الذهب والفضة ، وعظم ذلك عنده ،
وقيل له : إنك مصيب فيه مالا كثيرا وكنزا ، فتاقت نفسه إلى هدمه وأخذ ما فيه ، فبعث إلى ابن وهب بن منبّه فاستشاره في هدمه وقال : غير أن واحدا من أهل اليمن قد أشار عليّ أن لا أهدمه ، وعظم إليّ أمر كعيب ، وذكر أن أهل الجاهلية كانوا يتبركون به ، وأنه كان يكلمهم ويخبرهم بأشياء مما يحبون ويكرهون .
قال ابن وهب : كل ما بلغك ، وإنما كعيب صنم من أصنام الجاهلية ، فتنوا به ، فمر بالذهل وهو الطبل ، وبمزمار ، فليكونا قرينا ، ثم أعله الهدّامين ، ثم مرهم بالهدم ، فإن الذهل والمزمار أنشط لهم وأطيب لنفوسهم ، وأنت مصيب مالا ، مع أنك تأخذ بثأر من الفسقة الذين حرقوا غمدان ، وتكون قد محوت عن قومك اسم بناء الحبش ، وقطعت ذكرهم .
وكان يهودي بصنعاء عالما ، فجاء قبل ذلك إلى العباس بن الربيع يتقرب إليه ،
فقال له : إن يهدم القليس يلي اليمن أربعين سنة ، فلما اجتمع له مشورة ابن وهب ، وقول اليهودي ، أجمع على هدمه ، فقال من شهد هدمه : أصاب منه العباس مالا عظيما ، ثم رأيته دعا بالسلاسل فعلّقها في كعيب ، والخشبة التي معه ، فاحتملها الرجال فلم يقربها أحد مخافة مما كان أهل اليمن يقولون فيها ، فدعا بالوردين وهو العجل ، وعلّق فيها السلاسل ، ثم جذبها الثيران حتى أبرزها من السور .
فلما لم ير الناس شيئا مما كانوا يخافون من مضرّاتها ، اشترى رجل عراقي الخشبة ، وقطعها لدار له ، واتفق أن العراقي تجذّم فقال : من كان في قلبه تعظيم الخشبة من جهّالهم ، إنما أصابه ما أصابه من أجل شرائه كعيبا ، وكان الناس إذا فتشوا في هدم القليس وجدوا قطع الذهب والفضة ، وهذا ما كان من هدم القليس .
ومن الإلحاد في الحرم المكي ، ما حدثنا به محمد بن إسماعيل ، ثنا عبد الرحمن ، ثنا أحمد بن علي ، ثنا أبو بكر الخطيب ، انا ابن بشيران ، ثنا ابن صفوان ، ثنا عبد اللّه بن محمد القرشي ، ثنا إبراهيم بن سعيد ، ثنا أبو سامة مسعر ، عن علقمة بن مرشد ، قال :
“ 182 “
بينما رجل يطوف بالبيت إذ برق له ساعد امرأة فوضع ساعده على ساعدها يتلذّذ به ، فلصقت ساعداهما ، فخرجا من الحرم ملتصقين حياء لما حلّ بهما ، فقال لهما بعض العلماء :
ارجعا إلى الموضع الذي أصابكما هذا فيه ، فتوبا إلى اللّه ، واعزما أن لا تعودا ، فرجعا فعاهدا اللّه ، فخلّى عنهما .
ومن باب تعجيل العقوبة ، ما كان يحدثنا به عبد اللّه بن العاص الباجي المالكي في مناقب مالك وفضله في العلم ، أن امرأة غسلت امرأة ماتت ، فلما غسلت فرجها ضربت الغاسلة بيدها على فرج الميتة ، وقالت : ما كان أزناك من فرج ، فلصقت يدها بالفرج ، فسئل علماء المدينة في ذلك ، ومالك صغير طالب للعلم ، فاختلف علماء المدينة بين تغليب حرمة الميت على الحي ، وحرمة الحي على الميت ، فمن قائل تقطع يدها ، ومن قائل يقطع الفرج ، ومالك حاضر ، فقال : أرى إن سمعتم أن تجلد حدّ القذف ، فإنه يخلى عنها ، قال : فجلدت ثمانين جلدة ، فانطلقت يدها ، فمن هنالك علم فضل مالك في العلم .
روينا من حديث ابن باكويه ، عن أبي الفضل القطان ، عن جعفر الخلدي قال :
سمعت الجنيد يقول : حججت على الوحدة فجاورت بمكة ،
فكنت إذا جن الليل دخلت أطوف فإذا بجارية تطوف وهي تقول :
أبى الحبّ أن يخفى وكم قد كتمته * فأصبح عندي قد أناخ وطنّبا
إذا اشتدّ شوقي هام قلبي بذكره * وإن رمت قربا من حبيبي تقرّبا
ويبدو فأفتى ثم أحيا بذكره * ويسعدني حتى ألذّ وأطربا
قال : فقلت لها : يا جارية ، أما تتقين اللّه في هذا المكان ؟ تتكلمين بهذا الكلام ، فالتفتت إليّ
وقالت : يا جنيد :
لولا التقى لم ترني * أهجر طيب الوسن
إن التقى شرّدني * كما ترى عن وطني
أفرّ من وجدي به * فحبّه هيّمني
ثم قالت : يا جنيد ، تطوف بالبيت أم برب البيت ؟ قلت : أطوف بالبيت ، فرفعت رأسها إلى السماء وقالت : سبحانك ما أعظم شأنك في خلقك ، خلق كالأحجار يطوفون بالأحجار ،
ثم أنشأت تقول :
يطوفون بالأحجار يبغون قربه * إليك وهم أقسى قلوبا من الصخر
وتاهوا ولم يدروا من النيّة من هم * وحلّوا محل القرب في باطن الفكر
فلو صدقوا في الودّ غابت صفاتهم * وقامت صفات الودّ للحق في الذكر
“ 183 “
قال الجنيد : فغشي عليّ من قولها ، فلما أفقت لم أرها . قلت : كنت ليلة في الطواف ، فطلبت قلبي فلم أجده ، فهدت أن أجده ، فصعب عليّ الطواف بجسمي بقلب غير حاضر ، وداخلني خوف ، فنزلت أطوف في الرمل وحدي ، وأقول وأبكي :
جسم يطوف وقلب ليس بالطائف * ذات تصدو ذات ما لها صارف
هيهات هيهات ما اسم الزور يعجبني * قلبي له من خفايا فكره خائف
ثم وجدت لمحة برقت ، فدنوت من البيت وأنا أقول : أطوف على طوافي بالمعاني .
فهتف لي هاتف خلف الستر فقال :
فغايتك الوصول إلى الغواني . فقلت : فكم من طائف ما نال إلا ؟
فقال : ملاحظة من الجور الحسان . فقلت : فكم من طائف ما نال إلا ؟
فقال : عيانا في عيان من عيان . فقلت : فأنبئني بحظي منه وأصدق .
فقال : كيانا في كيان من كيان ، فقلت :
فقد أودعته التوحيد عقدا * وكان يمينه بدل الجنان
فقال :
وربّ الراقصات بقاع سلع * وربّ مثالث تتلو المثاني
لقد عاينته كالسلك فيه * فأبشر بالقبول وبالأماني
ولأبي عبد اللّه أحمد بن محمد بن أحمد الشيرازي :
إليك قصدي لا للبيت والأثر * ولا طوافي بأركان ولا حجر
صفاء دمعي الصّفا لي حين عبره * وزمزمي دمعة تجري من النظر
وفيك سعيي وتعميري ومزدلفي * والهدي جسمي الذي يغني عن الجزر
عرفانه عرفاني إذ منى منن * ووقفتي وقفة في الخوف والحذر
وجمر قلبي جمار تبدها شرري * والحرم تحريمي الدنيا عن الفكر
ومسجد الخيف خوفي من تباعدكم * ومشعري ومقامي دونكم خطري
زادي رجائي له والشوق راحلتي * والماء من عبراتي والهوى سفري
واقعة لبعض الفقراء
حدثنا عبد اللّه ابن الأستاذ المروزيّ ، قال : رأى بعض الفقراء من أصحابنا في واقعة كان الشيخ أبا مدين جالس وعلى رأسه ألوية مركوزة ، وإذا بشخص عليه مسح من شعر ،
“ 184 “
فسلم عليه ، ثم قال : يا سيدي ، جئت أسألك عن الروح وما سرّه ؟ فقال له الشيخ : السرّ هو الحقيقة لا تجلى عليه خليقة ، ولا دقيقة ، هو مادة اللّه في الوجود ، يأتي من عين اللطف والجود ، محرّك الحركات ، ومجمّد الجمادات ، ومنتشر في النباتات ، عنصره النور الإلهي ، ومنبعها النور الخفيّ ، به أقام إمداد الوجود إلى أمد ، وبه رفع السماوات بغير عمد ، فهو العمد الذي هم عنه عمون ، وإنما يراه المبصرون الذين له ينظرون ، وبه يسمعون ، وبه يعقلون .
ثم قال الشيخ : يا من خلق الخلق أطوارا ، وأنطقهم سرا وجهارا ، وبصّرهم في نفوسهم فكرة واعتبارا ، قوم نبّهوا فانتبهوا ، وقوم أغلقوا فبقوا حيارى . ثم قال : إذا عرفك به أمدّ سرّك من سرّه ، فكنت قريبا بقربه ، ومنعما في قدسه ، وكشف لك عن وجهه ، فنظرت جماله به ، فالفروع راجعة إلى الأصول ، منها ظهرت ، وفيها أثرت ، فكل فرع هو أصله ، وكل مفترق هو جمعه .
وروينا من حديث محمد بن سلامة ، عن الحسن بن ميمون بن علي بن عمر الدارقطنيّ ، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن أسد ، عن محمد بن عبد الملك بن زنجويه ، عن عمر بن طارق ، عن يحيى بن أيوب ، عن عيسى بن موسى بن اياس بن بكير ، أن صفوان بن سلام حدّثه ، عن أنس بن مالك ، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، أنه قال : « اطلبوا الخير دهركم ، وتعرضوا لنفحات رحمة ربكم ، فإن للّه عز وجل نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده ، واسألوا اللّه أن يستر عوراتكم ، ويؤمن روعاتكم » .
خبر ذي الأكتاف كسرى مع ساطرون
روينا من حديث ابن هاشم ، عن خلّاد قرّة بن خلّاد السدوسيّ ، عن جنادة ،
قال :كان كسرى سابور ذو الأكتاف ، غزا ساطرون ملك الحضر حصن بشاطئ الفرات ، فحصره سنتين ، فأشرفت بنت ساطرون يوما ، فنظرت إلى سابور ، وعليه ثياب ديباج ، وعلى رأسه تاج من ذهب مكلّل بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ ، وكان جميلا ،
فدست إليه : أتتزوجني إن فتحت لك باب الحصن ؟ قال : نعم .
فلما أمسى ساطرون شرب حتى سكر ، وكان لا يبيت إلا سكران ، فأخذت مفاتيح باب الحصن من تحت رأسه ، فبعثت بها مع مولى لها ، ففتح الباب ، فدخل سابور وقتل ساطرون واستباح الحصن وخرّبه ، وسار بها معه فتزوجها ، فبينما هي نائمة على فراشها ليلا ، إذ جعلت تتململ لا تنام ، فدعا لها بالشمع ، ففتش فراشها فوجد عليه ورقة آس ،
فقال لها سابور : هذا الذي أسهرك ؟ قالت : نعم . قال : ما
“ 185 “
كان أبوك يصنع بك ؟ قالت : كان يفرش لي الدّيباج ، ويلبسني الحرير ، ويطعمني المخّ ، ويسقيني الخمر . قال : أفكان جزاء أبيك ما صنعت به أنت إليّ بذلك أسرع ؟
ثم أمر بها فربطت قرون رأسها بذنب فرس ، ثم ركض الفرس حتى قتلها .
وفي ذلك يقول عديّ بن زيد :
والحصن صارت عليه داهية * من فوقه أيّد مناكبها
مريبة لم تبق والدها * لحينه إذا ضاع راقبها
إذا غبقته صهباء صافية * والخمر وهل يهيم شاربها
وأسلمت أهله بليلتها * تظنّ أنّ الرئيس خاطبها
فكان حظّ العروس إذ جشر * الصبح دما يجري سباسبها
وخرب الحصن واستبيح وقد * أحرق في خدرها مشاجبها
ومن قبله في الحضر موعظة ، والحضر بلد عظيم بين الموصل والفرات ونهر الشرتار . وهي :
وتأمّل دبّ الخورنق إذا فك * ر يوما وللهدى تفكير
وأخو الحضر إذ بناه وإذ دج * لة تجبى إليه والخابور
شاده مرمرا وجلّله كل * سا فللطّير في ذراه وكور
لم يهبه الزمان فباد ال * ملك عنه فبابه مهجور
ثمّ أضحوا كأنهم ورق جفّ * فالقرب به الصّبا والدّبور
وقرأت على باب المدينة الزهراء التي صورتها فيه بعد خرابها ، فهي اليوم مأوى الطير والوحوش ، وبناء بنيانها عجيب في بلاد الأندلس ، قريب من قرطبة ،
أبياتا تذكر العاقل ، وتنبّه الغافل ، وهي :
ديار بأكناف المغيب تلمع * وما إن بها من ساكن وهي بلقع
ينوح عليها الطير من كل جانب * فيصمت أحيانا وحينا يرجّع
فخاطبت منها طائرا متفردا * له شجن في القلب وهو مروّع
فقلت على ما ذا تنوح وتشتكي * فقال على دهر مضى ليس يرجع
أخبرني بعض مشيخة قرطبة عن سبب بنيان المدينة الزهراء ، فقال : إنّ عبد الرحمن أحد خلفاء بني أمية بقرطبة ماتت سرّيّة له ، فتركت مالا كثيرا ، فأمر الخليفة أن يفك بذلك المال أسرى من المسلمين ، وطلب في بلد الإفرنج أسيرا فلم يجد ، فشكر اللّه على ذلك ،
فقالت له الزهراء : اشتهيت لو بنيت لي مدينة سمّيتها باسمي ، تكون خاصة لي ، فبناها
“ 186 “
تحت جبل العروس من قبلة الجبل وشمال قرطبة ، وبينها وبين قرطبة اليوم قدر ثلاثة أميال أو دون ذلك ، وأتقن بناءها وأحكمه ، وأحكم الصنعة فيه . وقد ذكر تاريخها ابن حيّان ، وجعلها منتزها ومسكنا للزهراء ، وحاشية أرباب دولته ، ونقش صورتها على الباب ، فلمّا قعدت الزهراء في مجلسها على الجبل الأسود ، علتها فنظرت إلى بياض المدينة وحسنها في حجر ذلك الجبل الأسود ،
قالت : يا سيدي ، ألا ترى إلى حسن هذه الجارية الحسناء في حجر هدا الزنجيّ ؟ فأمر بزوال الجبل ، فقال بعض جلسائه : أعيذ أمير المؤمنين من أن يخطر له ما يشين العقل بسماعه ، لو اجتمع الخلق وعمر الدنيا معهم ما أزالوه حفرا ولا قطعا ، ولا يزيله إلا من أنشأه ، فأمر بقطع شجرة وغرسه تينا ولوزا ، ولم يكن منظرا أحسن منها ، ولا سيما في زمن الإزهار ، وتفتّح الأشجار ، وهي بين الجبل والسهل .
تذكرت أحبابي ورسم ديارهم فقلت :
درست ربوعهم وإنّ هواهم * أبدا جديدا بالحشا لا يدرس
هذي طلولهم وهذي الأربع * ولذكرها أبدا تذوب الأنفس
ناديت خلف ركابهم من حبهم * يا من غناه الحسن ها أنا مفلس
مرّغت خدّي رقة وصبابة * فبحقّ حق هواكم لا تؤيسوا
من ظلّ في عبراته عرقا وفي * نار الأسى حرقا ولا متنفّس
يا موقد النار الرويدا هذه * نار الصّبابة شأنكم فلتقبسوا
ولنا من اللّطائف العرفانية في الإشارات :
ألا يا ترى نجد تباركت من نجد * سقتك سحاب المزن جودا على جود
وحيّاك من حيّاك خمسين حجّة * بعود على بدء وبدء على عود
قطعت إليها كلّ قفر ومهمه * على الناقة الكوماء والجمل العود
إلى أن تراءى البرق من جانب الغضا * وقد زادني مسراه وجدا على وجد
أردت ترى نجد ، مركّب العقل وسحاب المعارف ، تسقيه علما على علم ، وخمسين حجة عمر الركب في هذا الوقت ، والتحية سلام الحق مرددا بلطائف التحف ، والإشارة بإلبها للحضرة والقفر ، والمهمة الرياضة النفسية والمجاهدة البدنية ، والناقة الكوماء الشريعة ، والجمل العود العقل المجرّد والبرق المطلوب ، والغضى الإشراق النوراني الذي لحجاب العزة الأحمى ، ومسراه لمعانه من جانب الكون ، فإن السر لا يكون إلا ليلا ، والكون الليل .
حدثنا محمد بن قاسم ، ثنا أبو الطاهر أحمد بن الحسن ، عن أبيه محمد بن الحسن ،
“ 187 “
عن السادكوي ، عن النعمان بن عبد السلام ، عن سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « لا تسبّوا الدنيا ، فنعمت مطية المؤمن ، عليها يبلغ الخير وبها ينجو من الشر ، إذ قال العبد : لعن اللّه الدنيا ، قالت الدنيا : لعن اللّه أعصانا لربه » .
بناء ابن الزبير الكعبة وسببه
روينا من حديث الأزرقي ، قال : حدثني جدي أحمد بن محمد ، عن سليم بن مسلم ، عن أبي جريج ، قال : سمعت غير واحد من أهل العلم ممن حضر ابن الزبير حين هدم الكعبة وبناها ، قالوا : لما أبطأ عبد اللّه بن الزبير عن بيعة يزيد بن معاوية ، وتخلّف وخشي منه ، لحق بمكة ليمتنع بالحرم ، وجمع مواليه ، وجعل يظهر عيب يزيد بن معاوية ، ويذكر أنه لا يصلح للخلافة لما هو عليه من الفسوق ، ويثبّط الناس عنه ، ويجمع الناس إليه ، فيقوم فيهم بين الأنام ، فيذكر مساوئ بني أمية ، وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذكر فيهم ما رويناه أنهم من أشرّ الملوك . فبلغ يزيد بن معاوية ، فأقسم أن لا يؤتى به إلا مغلولا ، وأرسل إليه رجلا من أهل الشام في خيل ، فعظم على ابن الزبير الفتنة ،
وقال له الرجل : لا تستحل الحرم بسببك ، فإنه غير تاركك ، ولا تقوى عليه ، وقد لجّ في أمرك ، وأقسم أن لا يؤتى بك إلا مغلولا ، وقد عمل لك غلا من فضة ، وتلبس فوقه ثيابك ، وتبرّ قسم أمير المؤمنين ، فالصلح خير عاقبة ، وأجمل بك وبه .
فقال : دعوني أياما حتى أنظر في أمري ، فشاور أمه أسماء بنت أبي بكر الصديق في ذلك ، فأبت عليه أن يذهب مغلولا ، وقالت : يا بنيّ ، عش كريما ، ومت كريما ، ولا تمكّن بني أمية من نفسك ، فتلعب بك ، فالموت أحسن بك من هذا ، فأبى أن يذهب إليه في غلّ ، وامتنع في مواليه ومن يألف إليه من أهل مكة وغيرهم ، فكان يقال لهم الزبيرية .
فبينما يزيد على بعثه الجيوش إليه ، إذ أتى يزيد خبر المدينة بما فعل أهلها بعماله ، ومن كان بالمدينة من بني أمية ، وإخراجهم إياهم منها إلا ما كان من ولد عثمان بن عفان رضي اللّه عنه ، فجهّز إليهم مسلم بن عقبة المزني في أهل الشام ، وأمره بقتال أهل المدينة ، فإذا فرغ من ذلك سار إلى ابن الزبير بمكة ، وكان مسلم مريضا ، في بطنه الماء الأصفر ،
فقال له يزيد : إن حدث بك حدث الموت ، فولّ الحصين بن نمير الكندي على جيشك ، فسار حتى قدم المدينة ، فقاتلوه ، فظفر بهم ودخلها ، وقتل من قتل منهم ، وأسرف في القتل ، فسمي بذلك مسرفا ، وانتهب المدينة ثلاثة أيام ، ثم سار إلى مكة ، فلما كان في
“ 188 “
بعض الطريق حضرته الوفاة ، فدعا الحصين بن نمير فقال : يا برذعة الحمار ، لولا أني أكره أن أتزوّد عند الموت معصية أمير المؤمنين ما ولّيتك ، انظر إذا قدمت مكة فاحذر أن تمكن قريشا من أذنك فتبول فيها ، لا يكون إلا الوقاف ، ثم التفاف ، ثم انصراف ، فتوفي مسلم ، ومضى الحصين بن نمير إلى مكة ، فقاتل بها الزبير أياما ، وجمع ابن الزبير مواليه ، فتحصن بهم في المسجد الحرام حول الكعبة ، وضرب أصحاب ابن الزبير في المسجد الحرام خياما زقاقا يكتنون فيها من حجارة المنجنيق ، ويستظلون فيها من الشمس ، وكان الحصين بن نمير قد نصب لهم المنجنيق على أبي قبيس ، وعلى الأحمر ، وهما أخشبا مكة ، فكان يرميهم بها فتصيب الحجارة الكعبة حتى تخرقت كسوتها عليها ، فصارت كأنها جيوب النساء .
فوهن الرمي بالمنجنيق الكعبة ، فذهب رجل من أصحاب ابن الزبير ليوقد نارا في بعض تلك الخيام ، مما يلي الصفا بين الركن اليماني ، والمسجد الحرام يومئذ ضيّق صغير ، فطارت شرارة في الخيمة فاحترقت . وكانت في ذلك اليوم ريح شديدة ، والكعبة يومئذ مبنية بناء قريش : مدماك من ساج ومدماك من حجارة من أسفلها إلى أعلاها ، فأطارت الريح لهب تلك النار فأحرقت كسوة الكعبة ، فاحترق الساج الذي بين البناء . وكان احتراقها يوم السبت ثالث شهر ربيع الأول قبل أن يأتي نعي يزيد بن معاوية بسبعة وعشرين يوما ، وجاء نعيه في هلال شهر ربيع الآخر ليلة الثلاثاء سنة أربع وستين . وكانت خلافته ثلاث سنين وسبعة أشهر .
فلما احترقت الكعبة ، واحترق الركن الأسود وتصدّع ، كان ابن الزبير بعد ربطه بالفضة ضعفت جدران الكعبة ، حتى إنه ليقع الحمام عليها فتتناثر حجارتها ، ففزع لذلك أهل مكة والشام جميعا . والحصين بن نمير مقيم يحاصر ابن الزبير ، فأرسل ابن الزبير رجالا من قريش وغيرهم ، فيهم عبد اللّه بن خالد ، ورجالا من بني أمية إلى الحصين ، فكلموه وعظموا عليه ما أصاب الكعبة ، وقالوا : إن ذلك كان منكم ، رميتموها بالنفط .
فأنكروا ذلك ، وقالوا : قد توفي يزيد ، فعلى ما ذا تقاتل ؟ ارجع إلى الشام حتى تنظر ما ذا يجمع عليه أمر صاحبك ، يعنون معاوية بن يزيد ، وهل يجتمع الناس عليه ؟
فلم يزالوا به حتى لان لهم . وقال له خالد بن عبد اللّه بن أسد : تراك تتهمني في يزيد حتى رجع إلى الشام .
فلما أدبر جيش الحصين بن نمير ، وكان خروجه من مكة لخمس ليال خلون من شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين ، دعا ابن الزبير وجوه الناس وأشرافهم ، فشاورهم في هدم
“ 189 “
الكعبة ، فأشار عليه ناس غير كثير بهدمها . وقال عبد اللّه بن عباس : دعها على ما أقرّها عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فإني أخشى أن يأتي بعدك من يهدمها ، فلا تزال تهدم وتبنى ، ويتهاون بحرمتها ، ولكن ارقعها . فقال ابن الزبير : ما يرضى أحدكم أن يرقع بيت أبيه وأمه ، فكيف أرقع بيت اللّه وأنا أنظر إليه على ما ترون من الوهن ؟ وكان ممن أشار بهدمها : جابر بن عبد اللّه ، وعبيد اللّه بن عمير ، وعبد اللّه بن صفوان بن أمية .
ثم أجمع ابن الزبير رأيه على هدمها ، وكان يحب أن يكون هو الذي يردّها على ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، على قواعد إبراهيم ، وعلى ما وصف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعائشة . وأراد أن يبنيها بالورس ، ويرسل إلى اليمن في ورس يشترى له ، فقيل له : إن الورس يذهب ، لكن ابنها بالفضة . فأرسل إلى صنعاء بأربعمائة دينار ليشترى له فضة ويكترى عليها . ثم سأل رجلا من أهل مكة : من أين أخذت قريش حجارتها ؟ فأخبروه ، فنقل من الحجارة قدر ما يحتاج إليه .
فلما أراد هدمها خرج أهل مكة إلى منى ، فأقاموا بها ثلاثا فرقا ، من أن ينزل عليهم عذاب لهدمها ، فأمر ابن الزبير بهدمها ، فما اجترأ على ذلك أحد . فلما رأى ذلك علاها هو بنفسه ، وأخذ المعول وجعل يهدمها ويرمي بحجارتها . فلما رأوا أنه لم يصبه شيء ، اجترءوا فصعدوا وهدموها . وأرقى ابن الزبير فوقها عبيدا من الحبش يهدمونها ، رجاء أن يكون فيهم صفة الحبشي الذي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إنه يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبش .
وقال مجاهد : سمعت عبد اللّه بن عمرو بن العاص يقول : كأني به أصيلع أفيدع قام عليها يهدمها بمسحاته . قال مجاهد : فلما هدم ابن الزبير الكعبة ، جئت أنظر الصفة التي قال عبد اللّه بن عمرو ، فلم أرها . فهدموا وأعانهم الناس حتى ألصقها كلها بالأرض من جوانبها . وكان هدمها يوم السبت للنصف من جمادى الآخرة سنة أربع وستين .
ولم يقرب ابن عباس مكة حتى هدمت الكعبة حتى فرغ منها . وأرسل إلى ابن الزبير :
لا تدع الناس بلا قبلة ، انصب لهم حول الكعبة الخشب ، واجعل عليها السور حتى يطوف الناس من ورائها ويصلّوا إليها ، ففعل ذلك ابن الزبير ، وقال ابن الزبير : أشهد لسمعت عائشة تقول : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « إن قومك استقصروا في بناء البيت ، وعجزت بهم النفقة فتركوا في الحجر منها أذرعا ، ولو حداثة قومك بالكفر لهدمت الكعبة ، وأعدت ما تركوا منها ، وجعلت لها بابين موضوعين : بابا شرقيا يدخل فيها منه الناس ، وبابا غربيا يخرج منه الناس ، وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها ؟ » ، قالت : قلت : لا . قال : « تعزّزا لئلا
“ 190 “
يدخلها إلا من أرادوا ، فكان الرجل إذا كرهوا أن يدخلها يدعونه يرتقي حتى إذا كاد أن يدخلها دفعوه فسقط ، فإن بدا لقومك هدمها فهلمي أريك ما تركوا في الحجر منها » ، فأراها قريبا من سبعة أذرع .
فلما هدّم ابن الزبير الكعبة وساواها في الأرض ، كشف عن أساس إبراهيم ، فوجده داخلا في الحجر نحوا من ستة أذرع وشبر ، كأنها أعناق الإبل ، أخذ بعضها ببعض ، تحرّك الحجر من القواعد ، فتحرّك الأركان كلها .
فدعا ابن الزبير خمسين رجلا من وجوه الناس وأشرافهم ، فأشهدهم على ذلك الأساس ، فأدخل رجل من القوم كان يقال له عبد اللّه بن قطيع عتلة كانت في يده في ركن من أركان البيت ، فتزعزعت الأركان كلها جميعا .
ويقال إن مكة رجفت رجفة شديدة حين زعزع الأساس ، وخاف الناس خوفا شديدا حتى ندم كل من أشار على ابن الزبير بهدمها ، وأعظموا ذلك إعظاما شديدا ، وسقط في أيديهم .
فقال لهم ابن الزبير : اشهدوا ، ثم وضع البناء على ذلك الأساس ، ووضع حذاء الباب ، باب الكعبة ، على مدماك على الشاذروان اللاصق بالأرض ، وجعل الباب الآخر بإزائه في ظهر الكعبة مقابله ، وجعل عتبته على الأخضر الطويل الذي في الشاذروان الذي في ظهر الكعبة قريبا من الركن اليماني ، وكان البنّاءون يبنون من وراء الستر ، والناس يطوفون من خارج .
فلما ارتفع البنيان إلى موضع الركن ، وكان ابن الزبير حين هدم الكعبة جعل الركن في ديباج ، وأدخله في تابوت ، وأقفل عليه ، ووضعه عنده في دار الندوة ، وعمد إلى ما كان في الكعبة من جليل ، ووضعه في خزانة الكعبة في دار شيبة بن عثمان ، فلما بلغ البنيان موضع الركن اليماني ، أمر ابن الزبير بموضعه ، فنقر في حجرين : حجر من المدماك الذي تحته ، وحجر من المدماك الذي فوقه ، بقدر الركن ، وطوّق فوقه بينهما ، فلما فرغوا منه أمر ابن الزبير ابنه عبّاد بن عبد اللّه بن الزبير ، وجبير بن شيبة بن عثمان ، أن يجعلوا الركن في ثوب ، وقال لهم ابن الزبير : إذا دخلت في صلاة الظهر فحملوه واجعلوه في موضعه ، فأنا أطوّل الصلاة ، فإذا فرغتم فكبّروا حتى أخفف صلاتي ، وكان ذلك في جرّ الشمس .
فلما أقيمت الصلاة كبّر ابن الزبير وصلى بهم ركعتين ، فخرج عبّاد بالركن من دار الندوة وهو يحمله ومعه جبير بن شيبة بن عثمان ، ودار الندوة يومئذ قريب من الكعبة ، فخرقا به الصفوف حتى أدخلاه في الستر الذي دون البناء ، فكان الذي وضعه في موضعه
“ 191 “
هذا عبّاد بن عبد اللّه ، وأعانه عليه جبير بن شيبة ، فلما أقروه في موضعه ، وطوّق عليه الحجر ، كبّروا ، فأخف بهم ابن الزبير صلاته ، وتسامع الناس بذلك ، وغضب فيه رجال من قرش ، حيث لم يحضرهم ابن الزبير في ذلك ، وقالوا : واللّه لقد رفع في الجاهلية حين بنته قريش ، فحكموا فيه أول من يدخل عليهم من باب المسجد ، فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فجعله في ردائه .
ودعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من كل قبيلة من قريش رجلا ، فأخذوا بأركان الثوب ، ثم وضعه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في موضعه ، وكان الركن قد تصدع من الحريق ثلاث فرق ، وانشظّت منه شظية كانت عند بعض آل بني شيبة بعد ذلك بدهر طويل ، فشدّه ابن الزبير بالفضة إلى تلك الشظية من أعلاه ، موضعها بأعلى الركن ، ولما بلغ ابن الزبير بالبناء ثمانية عشر ذراعا قصرت بحال الزيادة التي زاد من الحجر فيها ، واستمسح ذلك ، وصارت عريضة لا طول لها ،
فقال : قد كانت قبل قريش تسعة أذرع حتى زادت قريش تسعة أذرع أخرى طولا في السماء ، فأنا أزيد فيها تسعة أذرع أخرى ، فبناها سبعا وعشرين ذراعا ، فيها ثلاث دعائم ، فأرسل ابن الزبير إلى صنعاء فأتى من رخام بها يقال إنها الأبلق ، فجعله في الروازن التي في سقفها للضوء ، وجعل الباب مصراعين .
وكان في بناء قريش مصراعا واحدا وجعل ميزابها في الحجر ، فلما فرغ منها خلّقها من داخلها وخارجها ، من أعلاها إلى أسفلها ، وكساها القباطيّ ، وقال : من كانت عليه طاعة فليخرج فليعتمر من النعيم ، ومن قدر أن ينحر بدنة فليفعل ، ومن لم يقدر فليذبح شاة ، فمن لم يقدر فليتصدّق بقدر طوله ، وخرج ماشيا ، وخرج الناس معه مشاة حتى اعتمر من التنعيم شكرا للّه .
ولم ير يوما كان أكثر عتيقا ولا أكثر بدنة منحورة ، ولا شاة مذبوحة ، ولا صدقة من ذلك اليوم . ونحر ابن الزبير مائة بدنة ، فهذه هي العمرة التي يعتمرها الناس اليوم في السابع والعشرين من رجب التي يسمونها عمرة الأكمه .
وما زال البيت على حاله إلى أن قتل الحجّاج ابن الزبير ، فاستأذن الحجاج عبد الملك فيما أحدثه ابن الزبير في البيت ، فكتب إليه عبد الملك أن يهدم الجانب الذي يلي الحجر خاصة ، ويكبس البيت به ، ويغلق الباب الغربي ، ويرفع الباب الشرقي إلى حده الأول . ففعل الحجاج ذلك ، فبلغ بعد ذلك عبد الملك أن الذي فعله ابن الزبير على حديث عائشة صحيح ، حدث به الحارث بن عبد اللّه بن ربيعة المخزومي أنه سمع هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم . فقال عبد الملك : وددت واللّه أني كنت تركت ابن الزبير وما تحمل من ذلك .
“ 192 “
سماع العارف على قول القائل :
هيّجتني إلى الحجون شجون * ليلة قد بدا لعيني الحجون
حلّ في القلب ساكنوه محلا * من فؤادي يحلّ فيه المكين
كلّ داء له دواء وداء ال * حبّ يا صاح داء دفين
ليت شعري عمّن أحبّ يميني * عند ذكري كما أكون يكون
الحجون العطف الإلهي على القلوب المتعلقة به المواصلة الأحزان له ، قوله : حلّ في القلب ، بين به . قوله تعالى : وسعني قلب عبدي المؤمن يطلع على تلك السّعة ، ليت إلى قوله كما أكون يكون قوله تعالى : فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ، ومن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي .
وهذا باب واسع في الشريعة .
وسماعنا على قول قيس المجنون أيضا :
ألا حبذا نجد وطيب ترابه * وأرواحه إن كان نجد على العهد
ألا ليت شعري عن عوارضتي قبا * بطول الليالي هل تغيّرتا بعدي
وعن جارتينا بالأثيل إلى الحمى * على عهدنا أم لم يدوما على عهد
وعن أقحوان الرمل ما هو صانع * إذا ما تراءى ليلة بثرى نجد
يقول : ألا حبّذا المراتب العليا ورفارفها وأرواحها إن كان يناسبها مني ممّن أخذ عليها العهد ، فليس نجد الأول هو نجد الثاني وعوارضتي قبا موضع القدمين من الكرسيّ ، والقدمين من النفس ، هل تغيّرتا بعدي لتغييري ؟
فإنها بصفتي تقابلان إلا أن يمن فضلا بغير ذلك والجارتان ، القوتان بلا شك ، والأثيل الأصل الذي مرجعها إليه ، والحمى مقام العزة والمنع على عهدنا أم لم يدوما على العهد . إنما هي أعمالكم ترد عليكم ، وشغل أقحوان الرمل ما بينه من المعرفة في الشجرة الإنسانية .
وسماعنا على قول الشريف الرضيّ :
يا قلب ما أنت من نجد وساكنه * خلّقت نجدا وراء المذبح الساري
أهفو إلى الركب تحدو لي ركائبهم * من الحمى في أسيحاق وأطمار
تفوح أرواح نجد من ثيابهم * عند النزول لقرب العهد بالدار
يا راكبان قفا لي فاقضيا وطري * وخبراني عن نجد بأخبار
هل روّضت قاعة الوعساء أم مطرت * خميلة الطلح ذات البان والغار
أم هل أبيت ودار عند كاظمة * داري وسمّار ذاك الحيّ سمّاري
فلم يزالا إلى أن لم بي نفسي * وحدّث الدمع عني دمعي الجاري
الجزء 12 .محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 الشيخ الأكبر ابن العربي :: تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق
مواضيع مماثلة
» بداية الجزء الثاني وتتمة محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار .محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 الشيخ الأكبر ابن العربي
» الجزء 11 .محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 الشيخ الأكبر ابن العربي
» الجزء 19 .محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 الشيخ الأكبر ابن العربي
» الجزء 20 .محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 الشيخ الأكبر ابن العربي
» الجزء 13 .محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 الشيخ الأكبر ابن العربي
» الجزء 11 .محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 الشيخ الأكبر ابن العربي
» الجزء 19 .محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 الشيخ الأكبر ابن العربي
» الجزء 20 .محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 2 الشيخ الأكبر ابن العربي
» الجزء 13 .محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار في الأدبيات والنوادر والأخبار ج 1 الشيخ الأكبر ابن العربي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله