اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

02112023

مُساهمة 

 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2 د. عبد المنعم الحفني

الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن

الآيات في القرآن بعضها ليس له سبب خاص مرتبط به في نزوله ، وبعضها له أسبابه . والمراجع في أسباب النزول كثيرة أفردها مشايخ أجلاء بعلم خاص ، سمّوه « علم أسباب النزول » ، ومن هؤلاء البخاري ، والمديني ، والواحدي ، والجعبرى ، وابن حجر ، والسيوطي ، وكثيرون غيرهم .
وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم توجّه إليه الكثير من الأسئلة ، كما كانت تقع أحداث تتصل بالدعوة وسيرها ، وأحوال المسلمين والتشريع لهم ، وكانت تشكل وقتها أسبابا للنزول ، وعن ذلك تتنزل الآيات في أعقابها ، أو تتأخر لفترة من الفترات .
ومن أسباب النزول قد يحيط المسلم بالحكمة من الآية ، وما بها من أحكام ، فيزداد اقتناعه ، ويتلاشى شكه ، ويترسّخ إيمانه . وتلقى الأسباب أضواء على الآية ، فيزداد الفهم لما تتضمنه .
والمثل على ذلك أن عروة بن الزبير لما قرأ الآية :إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ( 158 ) ( البقرة ) ، تحصّلت له القناعة أنه لا جناح على من لا يطوّف بهما ،
فصحّحت له خالته أم المؤمنين عائشة فهمه : 
أنه لا جناح على من يطّوف بهما - وهما اللذان كان يطوّف بهما الكفار في الجاهلية ، فهذا هو الذي لا جناح فيه ، وأمّا الطواف بهما فهو فرض في الإسلام ، وروت له عمّا كان في الجاهلية وعمّا فعله الإسلام ، وتحرّج المسلمين أن يطّوفوا بهما فكان نزول الآية لتزيل هذا الحرج ، وتفرض هذا الطواف ، ولولا أن عائشة روت له عن الأسباب ما كان قد فهم ، ولسلك في الحج على مقدار فهمه هذا المنقوص .
ثم إن الإحاطة بأسباب الأحكام - كحكم الظهار ، لا يجعلها قاصرة على أصحاب الحكم وحدهم ، وهما هنا خولة وزوجها أوس بن الصامت .
وأحيانا لا يخرج حكم الآية عن سبب النزول ، وفي معرفة شخوص الواقعة أو الحكم رفع للظلم عن آخرين قد يتهمون عن غير حق ، وفعلت ذلك عائشة لما اتّهم مروان أخاها عبد الرحمن ، أنه الذي نزلت فيه الآية :وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَ تَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ( 17 ) ( الأحقاف ) ،
فردّت عليه وقالت : واللّه ما هو به ! ولو شئت أن أسميه لسمّيته ! وعائشة ثقة ، وأسباب النزول لا ينبغي أن تؤخذ إلا عن ثقة شاهد التنزيل ، ووقف على الأسباب . ويكون التعبير 
عن أسباب النزول إما صريحا فيقال : وسبب نزول الآية ، أو نزلت هذه الآية في كذا ، أو يكون تعبيرا بالفاء ، كقول جابر : كانت اليهود تقول من آتى امرأة من دبرها جاء الولد أحول ، فأنزل اللّهنِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ( البقرة 223 ) .
وإذا كانت هناك أكثر من رواية في أسباب النزول ، فإما أن رواية منها هي الصحيحة ، أو أنها المرجّحة ، أو أن الروايات تستوى في الصحة ، أو أنها مردودة ، وقد يتكرر السبب لأكثر من آية ، فتتعدد الآيات للسبب الواحد . وقد يكون سبب الآية خاصا وإنما ألفاظها عامة ، ومن أسلوب الحكيم أن يسأل عن الشيء فيأتي جواب الآية عن شئ آخر هو الأهم والأولى بالرعاية ، ولا تعارض بين آيتين إحداهما تسأل عن شئ عام ، والأخرى عن شئ خاص ، فيبدو أنهما متناقضتان ولا تناقض .
وغرضنا من هذا الباب أن يلم المسلم بأسباب النزول ، ليعرف أن الدين مرتبط بواقع الحياة ، وبمجريات الأمور مع الناس ، فإذا كانت الآية أو السورة عن قصة فإنه يعلم أن القصة - وهي من باب الأدب - ليست لذات القصة ، وإنما للفوائد المرجوّة منها ، والدروس المستفادة ، ولتسلية المؤمنين حتى يزدادوا إيمانا ، فالنهايات متشابهة وإن اختلفت الوقائع والأحداث ، وعبر الأمس هي نفسها عبر اليوم ، أو يعلم أنه مثلما كان الناس في القديم يعانون ولهم مشاكلهم ، وكانوا يسألون فيها ليعرفوا الجواب ويعملوا بمقتضاه ، فكذلك ينبغي أن يكون الشأن اليوم ، والعلم بالأسباب يورث العلم بالمسببات .

   * * *

1013 - في أسباب نزول آيات سورة الفاتحة

قيل : نزلت سورة الفاتحة أو سورة الحمد بينما جبريل عند النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وجاء ملك يبشّر بها وبخواتيم سورة البقرة ، وتلاها جبريل . وهي أم القرآن ، ولا صلاة لمن لم يقرأ بها في كل ركعة .
   * * *

1014 - في أسباب نزول آيات سورة البقرة

1 - في قوله تعالى :وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ( 4 ) : قيل : المراد مؤمنو أهل الكتاب كعبد اللّه بن سلام ، وفيه نزلت هذه الآية ، وأما الآية الأخرى :الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ( 3 ) ( البقرة ) فقد نزلت في مؤمني العرب .
وقيل الآيتان جميعا في المؤمنين .

2 - وفي قوله تعالى :وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ( 8 ) : قيل : المراد بالناس المنافقون ، وفي المنافقين نزلت في سورة البقرة ثلاث عشرة آية .
3 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ( 6 ) : قيل : نزلت في رؤساء اليهود ، ومنهم : حيىّ بن أخطب ، وكعب بن الأشرف ونظرائهما .
وقيل : نزلت فيمن قتل يوم بدر من قادة الأحزاب ، والأول أصح .

4 - وفي قوله :وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَ نُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ( 13 ) : قيل : نزلت في المنافقين من أهل يثرب ، والسفهاء يعنون بهم أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم . وقيل : نزلت في شأن اليهود ، وفيمن آمن منهم ، كعبد اللّه بن سلام وأصحابه ، وهؤلاء عندهم هم الجهّال والخرقاء والسفهاء كما في الآية .
5 - وفي قوله :وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ( 14 ) : قيل : نزلت في عبد اللّه بن أبىّ وأصحابه ، فكانوا يلتقون بالمؤمنين كأبي بكر ، فيقول عبد اللّه بن أبي : مرحبا بالصدّيق ، ويقول في عمر : مرحبا بسيد بنى عدىّ ، وفي علىّ : مرحبا بابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وختنه ، سيد بني هاشم ، خلا رسول اللّه ، فإذا افترقوا عن المؤمنين قال لأصحابه : أرأيتم كيف فعلت ؟
فافعلوا كما فعلت ، فلما أخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بما يضمره عبد اللّه بن أبىّ وأصحابه ، نزلت الآية .

6 - وفي قوله :أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ فِيهِ ظُلُماتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ( 19 ) :
قيل : هذه الآية نزلت في أحوال المنافقين ، تشبيها لها بما في الصيب من الظلمات والرعد والبرق والصواعق .

7 - وفي قوله تعالى :وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ( 23 ) : قيل : نزلت الآية في المشركين ، فإنهم لما سمعوا القرآن قالوا : ما يشبه هذا كلام اللّه ، وإنا لفى شك منه ، وفي الآية التي قبلها الدلالة على وحدانية اللّه وقدرته ، وفي هذه الآية الدلالة على نبوّة نبيّه ، ولهذا نزلت .
8 - وفي قوله تعالى :إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَما يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِينَ( 26 ) : قيل : لما ضرب اللّه مثل الذي استوقد نارا ، ومثل الصيب من السماء للمنافقين ، قالوا : إن اللّه أعلى وأجل أن يضرب هذه الأمثال ، فنزلت الآية .
وقيل : ضرب اللّه مثلا بالذباب :وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً( 73 ) ( الحج ) ، وبالعنكبوت :كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً( 41 ) ( العنكبوت ) ، فقالوا : إن اللّه أجلّ من أن يضرب المثل بهذه الحشرات ، فنزلت الآية . وقالت اليهود : ما يشبه هذا كلام اللّه ، فأنزل اللّه الآية .

9 - وفي قوله تعالى :أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ( 44 ) : قيل : نزلت في يهود المدينة كانوا يقولون للعرب من جيرانهم عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : اثبتوا على الذي أنتم عليه وما يأمركم به محمد ، فإن أمره حق ، ولا يفعلون هم ذلك.
وكان أحبارهم يحضّون على طاعة اللّه وكانوا هم يواقعون المعاصي ، ويحضّون على الصدقة ويبخلون ، فنزلت الآية فيهم ، تطالبهم بحقائق المعاني. والآية عامة في كل الناس.

10 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ( 62 ) : قيل : إن سلمان سأل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن أهل دين كان معهم ، وذكر لهم من صلاتهم وعبادتهم ، فنزلت الآية.
وقيل : لما قصّ سلمان قصة أصحابه ، قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : 
« هم في النار » ، قال سلمان : فأظلمت الدنيا في وجهي ، فنزلت الآية فكأنما كشف عنى جبل . وقيل : نزلت هذه الآية في أصحاب سلمان خصيصا.
11 - وفي قوله تعالى :وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ( 65 ) : قيل : نزلت في أصحاب السبت ، نهاهم ربّهم أن يعملوا في يوم السبت ، فاحتال أهل قرية على البحر أن يصيدوا يوم السبت ، فعاقبهم اللّه لعدوانهم على السبت واستحلوا الصيد فيه ، فمسخوا قردة ، أي سقطوا أدبيا عند اللّه ، ولم تعد لهم منزلة ، وصاروا مقلّدين لا فاعلين ، يعنى ألغيت عقولهم ، فكانوا نكالا لمن يعمل بعدهم مثل ذلك الذنب .
12 - وفي قوله تعالى :وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَ تَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ( 67 ) : قيل : نزلت في قوم موسى لمّا وجدوا قتيلا بين أظهرهم ، واشتبه أمر قاتله عليهم ، ووقع بينهم خلاف ، فأمرهم بذبح بقرة ، فسألوه أن يبيّن ما هي ، ثم إنهم ضربوا الميت ببعض عظم البقرة ، فأحياه اللّه ، وأخبر عن قاتله ثم مات .
والقصة دليل على أن شرع من قبلنا شرع لنا ، وعلى الأخذ بالقسامة ، بقسم المقتول أن دمه عند فلان ، وباللّوث وهي الإمارة تغلب على الظن بصدق مدعى القتل ، كشهادة الواحد على رؤية القتل .

13 - وفي قوله تعالى :أَ فَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ( 75 ) : قيل : نزلت في اليهود ، والخطاب لأصحاب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وكان للأنصار حرص على إسلام اليهود ، بسبب ما بينهما من تحالف وجوار .
14 - وفي قوله تعالى :وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا أَ تُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَ فَلا تَعْقِلُونَ( 76 ) : قيل : نزلت في اليهود ، قالوا لبعضهم البعض لا تحدّثوا المسلمين بما نتفق عليه فيما بيننا حتى لا يتخذوه حجة عليكم .
وقيل : إن عليا تسلل إلى يهود قريظة يوم خيبر ، فسمعهم يسبّون الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، ويعرضون له وأنهم نقضوا العهد . فعاد يسأل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن لا يذهب إليهم ، وأصر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم على الذهاب ، فلمّا واجههم قال لهم : « أنقضتم العهد أخزاكم اللّه وأنزل بكم نقمته » ، فقالوا له : ما كنت جاهلا يا محمد ، فلا تجهل علينا ! من حدّثك بهذا ؟
ما خرج هذا الخبر إلا من عندنا ( خبر نقضهم العهد ) . وقيل : نزلت في جماعة من اليهود كانوا إذا لقوا الذين آمنوا يقولون آمنا أن صاحبكم رسول اللّه ، ولكنه مبعوث إليكم خاصة .
وقيل : نزلت في ناس من اليهود نافقوا وكان يأتون المؤمنين من العرب بما تحدثوا به ، فقالوا لبعضهم البعض : أتحدثونهم بما وعدكم اللّه من العذاب ، ليقولوا : نحن أحب وأكرم إلى اللّه منكم .

15 - وفي قوله :وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ( 78 ) : قيل : هؤلاء هم اليهود الأميون الذين لا يعرفون القراءة ولا الكتابة ، والآية دليل على أن من اليهود من لم يكن يعرف ما الكتاب وكانوا يجهلون دينهم .
16 - وفي قوله تعالى :فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ( 79 ) : قيل : نزلت في أحبار اليهود المتقدمين ، وضعوا كتابا من عندهم قالوا إنه التوراة ، وصنّفوه أبوابا وأسفارا ، وقالوا إن التوراة أو الكتاب بخلاف لوحي الشهادة ، وحرّفوا في الشريعة ، وحللوا وحرّموا ، ومن ذلك أنهم أحلوا قتل غير اليهود ، والاستيلاء على أموالهم وأراضيهم ، وقالوا لن يضرنا ذنب فنحن أحباء اللّه وأبناؤه ووعدنا هذه الأرض فمن كان عليها فلا حق له فيها ، وقالوا لن يعذبنا اللّه ، وإن عذبنا فأربعين يوما مقدار أيام العجل ، ولذلك نزلت الآية في هؤلاء .
17 - وفي قوله تعالى :ثُمَّ أَنْتُمْ هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ( 85 ) : قيل : نزلت في بنى قينقاع وقريظة والنضير من اليهود ، وكان بنو قينقاع أعداء قريظة ، والأوس حلفاء بنى قينقاع ،والخزرج حلفاء بني قريظة ؛ والنضير والأوس والخزرج إخوان ، وقريظة والنضير إخوان ؛ ثم افترقوا ، واقتتلوا ، ووقعوا أسارى ، فكانوا يفدون أساراهم ، فعيّرهم اللّه بذلك .
18 - قوله تعالى :وَلَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِما مَعَهُمْ وَكانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكافِرِينَ( 89 ) : قيل :
القرآن مصدّق لما معهم ، وكانوا من قبل يعيّرون الذين كفروا ويتكبّرون بما عندهم من الكتاب ، فلما نزل القرآن يعادل ما عندهم كفروا به ، فنزلت الآية تفضح عنصريتهم وتبيّن أن إيمانهم ليس للّه ، فلأن القرآن يصدّق على التوراة فكان الأحرى بهم أن يؤمنوا بالقرآن طالما هم يؤمنون بالتوراة ، وطالما أن عندهم ما يدلهم على كونه منزّلا من عند اللّه .
19 - وفي قوله تعالى :وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا بِما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا نُؤْمِنُ بِما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِما مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ( 91 ) : قيل : نزلت تنفى عن اليهود إيمانهم المدّعى باللّه ، فلو كانوا مؤمنين فلم قتلوا النبيين ، كزكريا ويحيى - وكما قيل - وعيسى ابن مريم ؟
20 - وفي قوله تعالى :وَلَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ( 92 ) : قيل : نزلت بسبب اتخاذهم العجل ، صنعوه من ذهب ، وصنعه لهم السامري ، فلما غاب موسى على الجبل ، وكان قد وعدهم أنه يغيب شهرا ، فزاد الشهر عشرة أيام ، صنعوا العجل ليحتفلوا ويصخبوا ، وفي ذلك نزلت الآية .
21 - وفي قوله :قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ( 94 ) : قيل : نزلت في اليهود ، قالوا إن لنا الجنة من دون الناس ، فنزلت الآية تؤكد أنهم كاذبون ، فلو كانت لهم الجنة لتمنوا الموت حالا ، ولكنهم يخشونه لما يعلمون أنهم ارتكبوه من مظالم .
22 - وفي قوله تعالى :وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ( 96 ) :
قيل : نزلت في اليهود وتنبّه إلى صفة فيهم هي حبّهم للدنيا ، يتمنون لو يعيش الواحد منهم ألف سنة ، فلو كانوا سيدخلون الجنة لما تمنوا أن يعمّروا ، ومهما تمنّوا أن يطول بهم العمر فهم حتما إلى العذاب في نهاية الأمر .
23 - في قوله تعالى :قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ( 97 ) مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ( 98 ) : قيل : سبب نزولها أن اليهود قالوا للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : ليس من نبىّ من الأنبياء إلا يأتيه ملك من الملائكة من عند ربّه بالرسالة وبالوحي ، فمن صاحبك حتى نتابعك ؟ قال : جبريل ، قالوا : ذاك الذي ينزل بالحرب وبالقتال ! ذاك عدوّنا ! لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالقطر وبالرحمة ، لتابعناك ، فأنزل اللّه الآية . أخرجه الترمذي .
24 - وفي قوله تعالى :مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ( 98 ) : قيل : خصّ اللّه جبريل وميكائيل لأن اليهود ذكروا أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يوحى إليه جبريل ، وهو عدو اليهود ، لأنه ينزل بالغلظة والشدة والحرب والهلاك ، فلو كان يوحى إليه ميكائيل لكان أفضل ، فميكائيل هو ملاك اليهود ، لأنه ينزل بالقطر والرحمة ( والقطر هو المطر ) ، وهو عن يمين الربّ ، بينما جبريل عن يساره ، فنزلت الآية بسببهما .
25 - وفي قوله تعالى :وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ وَما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ( 99 ) :
قيل : هذا جواب لليهودي ابن صوريا ، قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : يا محمد ، ما جئتنا بشيء نعرفه ، وما أنزلت عليك من آية بينة فنتبعك بها ؟ فأنزل اللّه هذه الآية .
26 - وفي قوله :أَ وَكُلَّما عاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ( 100 ) :
قيل : نزلت في نقضهم للعهود التي كانت بينهم وبين النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، كفعل قريظة والنضير ، كقوله :الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ( 56 ) .
27 - وفي قوله :وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ( 102 ) : قيل : لمّا نزل القرآن يذكّر بالمرسلين ، قال بعض أحبار اليهود : ألا تعجبون لمحمد ؟ ! يزعم أن ابن داود كان نبيا ! واللّه ما كان إلا ساحرا ! فنزلت هذه الآية تنفى عن سليمان السحر ، والسحر سواء لمن يمارسه أو يتعلمه كفر ، واليهود كفروا لتعلمهم السحر ، والشياطين والملكان كفروا لممارستهم السحر في بابل ، والسحر أصله التمويه بالحيل .
28 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا وَاسْمَعُوا وَلِلْكافِرِينَ عَذابٌ أَلِيمٌ( 104 ) : قيل : كان اليهود يخاطبون النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يقولونراعِنا( النساء 46 ) ، وقلدهم المسلمون عليها ، وفي المخاطبة بها جفاء ، ونهاهم سعد بن معاذ لمّا رآهم يقلدون اليهود فيها ، فنزلت الآية تنهى عن ذلك وتأمر المسلمين أن يتخيّروا لمخاطبة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أحسن الألفاظ وأرق المعاني .
29 - وفي قوله تعالى :ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( 106 ) : قيل : سبب نزول الآية أن القرآن لما نزل به الأمر بتوجيه القبلة إلى الكعبة ، طعن اليهود في الإسلام ، وقالوا : إن محمدا يأمر أصحابه بالشئ ثم ينهاهم عنه ، فما من أحد وضع هذا القرآن إلا هو ، ولهذا ناقض بعضه بعضا ، فأنزل اللّهوَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ( 101 ) ( النحل ) وأنزلما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ( 106 ) .
وفي قوله نُنْسِها قيل : كان ربما ينزل على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم الوحي بالليل ، فينساه بالنهار ، فأنزل اللّه الآية ، وهذا غير معقول ، لأنه لو كان هذا صحيحا لكان غير مؤتمن على الرسالة ، وقوله « إذا » فيه إثبات أنه ما تبدّلت آية بآية ، ولا نسخت آية بآية .

30 - وفي قوله تعالى :أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ ذ( 108 ) : قيل : سؤال اليهود لموسى أن يريهم اللّه جهرة ، والآية نزلت في سؤال العرب أن يأتي النبىّ صلى اللّه عليه وسلم باللّه والملائكة ، أو أن يجعل لهم الصفا ذهبا ، أو ينزّل عليهم كتابا من السماء يقرءونه ، أو يفجّر لهم أنهارا فيتّبعونه ويصدّقونه ، فنزلت الآية .
31 - وفي قوله :وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( 109 ) : قيل : نزلت الآية في حيىّ بن أخطب ، وأبى ياسر بن أخطب ، وكانا من أشد اليهود حسدا للعرب إذ خصّهم اللّه برسول ، وكانا جاهدين في ردّ الناس عن الإسلام ما استطاعا ، فأنزل اللّه فيهما :وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ . . .الآية .
32 - وفي قوله :فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( 109 ) :
قيل : إن الرسول صلى اللّه عليه وسلم قبل وقعة بدر ، مرّ بمجلس فيه عبد اللّه بن أبىّ بن سلول قبل أن يسلم ، ونزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ودعاهم إلى اللّه وقرأ عليهم القرآن ، وقال ابن سلول : أيها المرء ( يقصد الرسول صلى اللّه عليه وسلم ) إن كان ما تقول صحيحا فلا تؤذنا به في مجالسنا ، فارجع إلى رحلك ، فمن جاءك منا فاقصص عليه ، وركب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وصار إلى سعد بن عبادة فشكا له ، فقال سعد : بأبى أنت وأمي ! اعف عنه واصفح ، فو الذي أنزل عليك الكتاب بالحق ، لقد جاء اللّه بالحق الذي أنزل عليك ، فنزلت الآية . فلما كانت بدر وانتصر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقفل عائدا ومعه أسارى من صناديد قريش ، قال عبد اللّه بن أبي بن سلول ومن معه عن المشركين : هذا أمر قد توجّه . . . يعنى استقر وبانت نتائجه ، فبايعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأسلموا .
33 - وفي قوله تعالى :وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى عَلى شَيْءٍ وَقالَتِ النَّصارى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ( 113 ) : قيل : قدم أهل نجران على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وكانوا من النصارى ، فأتتهم أحبار اليهود ، فتنازعوا عند النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وقالت كل فرقة منهم للأخرى : لستم على شئ ، فنزلت الآية .
34 - وفي قوله تعالى :وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ( 114 ) : قيل : نزلت في الكفار تنهى أن يدخلوا المسجد الحرام ، وكان النداء الذي أصدره النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في ذلك : « ألا لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان » .
وقبل ذلك منع المشركون النبىّ صلى اللّه عليه وسلم والمسلمين أن يصلّوا في الكعبة ، وصدّوهم عنها يوم الحديبية فنزلت الآية .
35 - وفي قوله تعالى :وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ( 115 ) : قيل : نزلت فيمن صلّى إلى غير القبلة في ليلة مظلمة . وكانوا مع النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في سفر في ليلة مظلمة ، فلم يدروا أين القبلة ، فصلى كل رجل منهم على حاله ، فلما أصبحوا ذكروا ذلك للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فنزلت الآية . وقيل : كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يصلى تطوعا على راحلته أينما توجهت به فأنزلت الآية . وقيل : لمّا عاب اليهود على المسلمين تركهم لبيت المقدس قبلة لهم ، قالوا ما ولّاهم عن قبلتهم ؟ فنزلت الآية .
36 - وفي قوله تعالى :وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينا آيَةٌ كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآياتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ( 118 ) : قيل : الذي قال ذلك هو رافع بن خزيمة .
37 - وفي قوله تعالى :إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ( 119 ) : قيل : نزلت في قول أحدهم : « لو أنزل اللّه بأسه على اليهود لآمنوا » .
38 - وفي قوله تعالى :وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ( 125 ) : قيل :
نزلت في قول عمر للرسول صلى اللّه عليه وسلم : لو صليت خلف المقام ؟ فنزلت الآية . .
39 - وفي قوله تعالى :وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ( 130 ) : قيل : من سفه نفسه هم اليهود والنصارى ؛ وقيل : إن عبد اللّه بن سلام دعا ابني أخيه : سلمة ومهاجرا ، إلى الإسلام ، فأسلم سلمة ، وأبى مهاجر ، فنزلت الآية في مهاجر .
40 - وفي قوله تعالى :وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ( 135 ) : قيل : قال ابن صوريا اليهودي للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : ما الهدى إلا ما نحن عليه ، فاتّبعنا يا محمد تهتد . وقالت النصارى مثل ذلك ، فأنزل اللّه فيهم الآية .
41 - وفي قوله تعالى :سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ( 142 ) : قيل : المراد بالسفهاء يهود المدينة ، قالوا للكفار : قد اشتاق محمد إلى مولده ، وعن قريب يرجع إلى دينكم .
وقالوا : قد التبس عليه أمره وتحيّر . وقالوا : ما ولّاهم عن قبلتهم ، واستهزءوا بالمسلمين .
42 - وفي قوله تعالى :وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ( 143 ) : قيل : نزلت فيمن مات وهو يصلى إلى بيت المقدس ، فلمّا وجه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم الناس إلى الكعبة ، قالوا : يا رسول اللّه ، كيف بإخواننا الذين ماتوا وهم يصلّون إلى بيت المقدس ؟ فأنزل اللّه الآية .
43 - وفي قوله تعالى :قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ( 144 ) : قيل : كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إذا صلى نحو بيت المقدس رفع رأسه إلى السماء ينظر ما يؤمر به ، وكان يحب أن يصلى إلى الكعبة ، فأنزل اللّه الآية . وقيل : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر ، وكان لا يوجه وجهه نحو الكعبة ، فأنزل اللّه الآية .
44 - وفي قوله تعالى :وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ( 154 ) : قيل : نزلت لمّا قتل تميم بن الحمام ببدر ، وقيل هو عمير بن الحمام .
45 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ( 158 ) : قيل : قالت الأنصار إنما أمرنا بالطواف بالبيت ولم نؤمر به بين الصفا والمروة فأنزل اللّه الآية . وقيل : إن الناس سألوا الرسول صلى اللّه عليه وسلم : كنا نطوف في الجاهلية بين الصفا والمروة ، واللّه تعالى انزل الطواف بالبيت فلم يذكر الصفا ، فهل علينا حرج أن نطوف بالصفا والمروة ؟ فأنزل اللّه الآية . وقال أبو بكر : هما تطوع :وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ( 158 ) .
وقيل كان على الصفا صنم يسمى إسافا ، وعلى المروة صنم يسمى نائلة ، فكانوا يتمسحون بهما إذا طافوا ، فامتنع المسلمون من الطواف بينهما من أجل ذلك ، فأنزلت الآية .

* * *
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الخميس 2 نوفمبر 2023 - 1:07 من طرف عبدالله المسافربالله

 الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1014 - في أسباب نزول آيات سورة البقرة

46 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ( 159 ) : قيل : هم أحبار اليهود ورهبان النصارى كتموا بعثة محمد صلى اللّه عليه وسلم ، وكتم اليهود أمر الرجم ، وقيل : المراد كل من كتم الحق ، فالآية نزلت في كل من كتم علما يعلمه .
47 - وفي قوله تعالى :وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ( 163 ) : قيل : قال أهل مكة من الكفار للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : أنسب لنا ربّك ؟ فنزلت :قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ( 1 ) ( الإخلاص ) ، وقال يهود المدينة للمسلمين : انسبوا لنا ربّكم ، فنزلت الآية .
48 - وفي قوله تعالى :إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ وَما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ( 164 ) : قيل : لما نزلتوَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ . . .( البقرة ) قال بعضهم : كيف يسع الناس إله واحد ؟ ! فنزلت :إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ . . . *، وقيل : لما نزلت :وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ، قالوا : هل من دليل على ذلك ، فأنزل اللّه تعالى :إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ . . *، فكأنهم طلبوا آية ، فبيّن لهم دليل التوحيد ، وأن هذا العالم والبناء العجيب لا بدّ له من بان وصانع .
49 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّباً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ( 168 ) : قيل : نزلت في ثقيف وخزاعة وبنى مدلج فيما حرّموه على أنفسهم من الأنعام .
50 - وفي قوله تعالى :وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ( 170 ) : قيل : دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اليهود إلى الإسلام ورغّبهم فيه وحذّرهم عذاب اللّه ونقمته ، فقال رافع بن حريملة ، ومالك بن عوف :
بل نتّبع ما وجدنا عليه آباءنا ، فهم كانوا أعلم وخيرا منا ، ونزلت الآية في ذلك .
51 - وفي قوله تعالى :إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ( 174 ) : قيل : نزلت في رؤساء اليهود وعلمائهم وكانوا يكتمون ما عندهم من الكتاب نظير منافع الدنيا وما كانوا يأخذونه من الرشاد ، والآية تتناول من المسلمين مما يكتم الحق بسبب دنيا يصيبها .
52 - وفي قوله تعالى :لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ( 177 ) : قيل : الآية نزلت لتحسم الخلاف بين اليهود والمسلمين حول القبلة ، فالبرّ ليس التولية إلى مشرق أو مغرب ، وإنما البر هذه الوجوه الثمانية للخير . وقيل إن اليهود والنصارى كانوا يختلفون حول القبلة ، أهي إلى الشرق أم إلى الغرب فنزلت الآية . وقيل إن رجلا سأل الرسول صلى اللّه عليه وسلم عن البر فأنزل اللّه الآية .
53 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدى بَعْدَ ذلِكَ فَلَهُ عَذابٌ أَلِيمٌ( 178 ) : قيل : نزلت هذه الآية في قبيلتين من قبائل العرب اقتتلتا فقالوا : نقتل بعبدنا فلان بن فلان ، وبأمتنا فلانة بنت فلان ، فنزلت الآية تنهى عن البغى في القصاص ، وتفنن الحرّ بالحر ، والعبد بالعبد ، والأنثى بالأنثى ، ولا خلاف في أن القصاص في القتل لا يقيمه إلا أولوا الأمر ولم يعد هناك الآن عبيد ولا إماء .
54 - وفي قوله تعالى :أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ( 184 ) : قيل : نزلت في قيس بن السائب وكان يفطر ويطعم كل يوم مسكينا .
55 - وفي قوله تعالى :وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ( 186 ) : قيل : سأل اليهود : كيف يسمع ربّنا وبيننا وبين السماء خمسمائة عام ، وغلظ كل سماء مثل ذلك ؟ فنزلت الآية ، وسببها أن قوما قالوا للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : أقريب ربّنا فنناجيه ، أم بعيد فنناديه ؟ فنزلت . وقيل نزلت :وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ( غافر 60 ) ، فقالوا : في أي ساعة ندعوه ؟ فنزلت الآية كلها .
56 - وفي قوله تعالى :أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَ عَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا ما كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ( 187 ) : قيل : لمّا نزل صوم رمضان كانوا لا يقربون النساء في رمضان كله ، فكان رجال يخونون أنفسهم فأنزل اللّه الآية . والرفث : كناية عن الجماع ؛ وتختانون أنفسكم : من الخيانة ، يعنى يفعلون المحظور من الأكل والجماع في ليالي الصوم خيانة لأنفسهم  وباشروهن : يعنى جامعوهن ، وقيل : إنهم كانوا إذا اعتكفوا فخرج الرجل لحاجته فلقى امرأته جامعها إن شاء ، فنزلت الآية .
57 - وفي قوله تعالى :وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ( 187 ) : قيل : كان أصحاب النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم إذا كان الرجل صائما فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسى .
وكان قيس بن صرمة الأنصاري صائما ، وكان يعمل في النخيل بالنهار ، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها : أعندك طعام ؟ قالت : لا ، ولكن انطلق فأطلب لك ، وكان يومه يعمل ، فغلبته عيناه ونام حتى الصباح ، فذهب للعمل ، ولمّا انتصف النهار غشى عليه ، فذكر ذلك للنبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم فنزلت الآية .
58 - وفي قوله تعالى :حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ( 187 ) : قيل : كان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود ، ولا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما ، فأنزل اللّهمِنَ الْفَجْرِ، فعلموا أنه إنما يعنى بذلك بياض النهار ، ولمّا سئل النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن الخيط الأبيض والخيط الأسود قال : « هو سواد الليل وبياض النهار » ، وسمى الفجر خيطا لأن ما يبدو من البياض يرى ممتدا كالخيط .
59 - وفي قوله تعالى :وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ( 187 ) : قيل : كان الرجل إذا اعتكف فخرج من المسجد ، جامع إن شاء ، فنزلت الآية ، فبيّنت أن الجماع يفسد الاعتكاف .
60 - وفي قوله تعالى :وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ( 188 ) : قيل : نزلت في عبدان بن أشوع الحضرمي ، ادّعى مالا على امرئ القيس الكندي ، واختصما إلى النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، فأنكر امرؤ القيس وأراد أن يحلف ، فنزلت هذه الآية ، فكفّ عن اليمين ، وحكّم عبدان في أرضه ولم يخاصمه .
والآية تنهى عن رشاء الحكام في الحقوق بغير الحق. وحكام اليوم عين الرشاء لا مظنة ، ولا حول ولا قوة إلا باللّه.
61 - وفي قوله تعالى :يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ( 189 ) :
قيل : هذا مما سأل عنه اليهود واعترضوا به على النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، فقال معاذ بن جبل : يا رسول اللّه ، إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة ، فما بال الهلال يبدو دقيقا ثم يزيد ويستوى ويستدير ، ثم يتنقص حتى يعود كما كان ؟ فأنزل اللّه هذه الآية . وقيل : إن سبب نزولها قوم من المسلمين سألوا النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن الهلال وما سبب محاقه وكماله ومخالفته لحال الشمس ، فنزلت الآية .
62 - وفي قوله تعالى :وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( 189 ) : قيل : الآية تتصل بما قبلها عن مواقيت الحج والسؤال عن الأهلة ، وتجمع بين كل ذلك ونزلت فيه جميعا . وكان الأنصار إذا حجوا وعادوا لا يدخلون من أبواب بيوتهم بل من سقف البيت ، بأن يتسنّموا ظهور بيتهم بسلم أو غيره ، وكذلك إذا أهلوا بالحج أو العمرة فإنهم إذا خرجوا من البيت وأرادوا أن يعودوا في شأن من الشؤون فإنهم لا يدخلون من الباب وإنما من سقف الدار . وكانوا يرون هذا من النسك والبر ، فردّت الآية عليهم وبيّنت أن البرّ هو امتثال أوامر اللّه . وقيل : الناس جميعا وليس الأنصار وحدهم ، كانوا في الجاهلية وفي أول الإسلام يفعلون ذلك ، فإذا كانت بيوتهم في الحضر من البناء فإنهم يصعدون إلى السقف من ظهر البيت بسلم ، وإذا كانت بيوتهم من الشّعر - يعنى أنهم أهل خيام - يدخلون من خلف الخيمة ، إلا من كان من الحمس . ولمّا أهل النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم بالعمرة زمن الحديبية دخل حجرته ودخل خلفه أنصارىّ من بنى سلمة وخرق عادة قومه ، فسأله النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : « لم دخلت وأنت قد أحرمت » ، فقال : دخلت أنت فدخلت بدخولك . فقال النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : « إني أحمس » أي من قوم لا يدينون بذلك ، فقال له الرجل : ديني هو دينك ، فنزلت الآية . والحمس هم المتشددون في الدين ، والحماسة الشدّة ، وهي هنا إتيان البيوت من أبوابها .
63 - وفي قوله تعالى :وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ( 190 ) : قيل : هذه أول آية نزلت في الأمر بالقتال ، وكان القتال محظورا قبل الهجرة ، والأمر بالقتال نزل فيمن يقاتلون المسلمين ونهى عن العدوان ، وسبب الآية أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا خرج مع أصحابه إلى مكة للعمرة ، نزل بالحديبية فصدّه المشركون عن البيت ، وأقام بالحديبية شهرا ، فصالحوه على أن يرجع من عامه ، على أن تخلى له مكة في العام المقبل ثلاثة أيام ، وصالحوه على أن لا يكون بينهم قتال عشر سنين ، ورجع إلى المدينة ، فلما كان من قابل ، تجهّز لعمرة القضاء ، وخاف المسلمون غدر الكفار ، وكرهوا القتال في الحرم وفي الشهر الحرام ، فنزلت الآية تحلّ القتال إن قاتلهم الكفّار ، فكان صلّى اللّه عليه وسلّم يقاتل من قاتله ، ويكف عمن كفّ عنه .
64 - وفي قوله تعالى :وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ( 191 ) : قيل : نزلت الآية في شأن عمرو بن الحضرمي حين قتله واقد بن عبد اللّه التميمي في آخر يوم من رجب الشهر الحرام الممنوع فيه ذلك .
65 - وفي قوله تعالى :الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ( 194 ) : قيل :
نزلت هذه الآية في عمرة القضاء عام الحديبية ، وذلك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم خرج معتمرا حتى بلغ الحديبية في ذي القعدة سنة ست ، فصدّه المشركون كفار قريش عن البيت فانصرف ، ووعده اللّه سبحانه أن سيدخله ، فدخله سنة سبع ، وقضى نسكه ، فنزلت هذه الآية . وقيل : إن المشركين قالوا للنبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : أنهيت يا محمد عن القتال في الشهر الحرام ؟ قال : نعم ، فأرادوا قتاله ، فنزلت الآية . والمعنى : إن استحلوا ذلك فقاتلهم ، فأباح اللّه بالآية مدافعتهم . والقول الأول هو الأشهر وعليه الأكثر .
66 - وفي قوله تعالى :وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ( 195 ) : قال أبو أيوب الأنصاري : أنزلت هذه الآية فينا معاشر الأنصار ، لمّا نصر اللّه نبيه وأظهر دينه ، فقلنا : هلموا نقيم في أموالنا ونصلحها . فأنزل اللّه عزّ وجلّ الآية . والإلقاء باليد إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد .
وفي رواية أخرى قال : أنزلت هذه الآية فينا معاشر الأنصار لمّا أعز اللّه الإسلام وكثر ناصروه ، فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : إن أموالنا قد ضاعت ، وإن اللّه قد أعزّ الإسلام وكثر ناصروه ، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها ؟ فأنزل اللّه على نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم يرد عليه ما قلنا :وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ، فكانت التهلكة هي الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو .
67 - وفي قوله تعالى :وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ( 196 ) : قيل : الآية نزلت في أدائهما والإتيان بهما ، وتمامهما بعد الشروع فيهما ، فمن أحرم بنسك وجب عليه المضي فيه ولا يفسخه . وإتمامها هو أن تحرم بهما من دويرة أهلك ، وأن تخرج قاصدا لهما لا لتجارة ولا لغير ذلك ، وألا يستحلّ فيهما ما لا ينبغي للمحرم . والآية دليل على وجوب العمرة .
68 - وفي قوله تعالى :فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ( 196 ) : قيل : إن كعب بن عجرة رآه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والقمل يتساقط على وجهه من رأسه ، فأمره أن يحلق وهو محرم بالحديبية وقد حصر المسلمون ، وأن يصوم ثلاثة أيام ، أو يطعم ستة مساكين ، أو يهدى شاة ، ونزلت هذه الآية . والإجماع على أن المحرم ممنوع من حلق شعره إلا في حالة العلة .
69 - وفي قوله تعالى :فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ( 196 ) : قيل : الآية في المحصرين ، يحصرون حتى يفوتهم الحج ، ثم يصلون إلى البيت الحرام فيحلّون بعمرة ، ثم يقضون الحج من قابل ، فهؤلاء قد تمتعوا بما بين العمرة إلى حج القضاء .
70 - وفي قوله تعالى :الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِّ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى وَاتَّقُونِ يا أُولِي الْأَلْبابِ( 197 ) : قيل : كان أهل اليمن يحجون ولا يتزوّدون ، ويقولون نحن متوكلون ، فأنزل اللّه الآية .
71 - وفي قوله تعالى :لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ وَاذْكُرُوهُ كَما هَداكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ( 198 ) : قيل : كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية ، فتأثموا أن يتّجروا في موسم الحج ، فسألوا الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم عن ذلك ، فنزلت الآية عن التجارة في مواسم الحج . وفي ذلك قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم للذي سأله عن التجارة في الحج : « إن لك حجا » .
72 - وفي قوله تعالى :ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 199 ) : قيل : الخطاب للحمس وهم المتحمّسون في دينهم ، وكانوا لا يقفون مع الناس بعرفات بل بالمزدلفة وهي من الحرم ، ويقولون : نحن قطين اللّه - يعنى سكان البيت من قطن يقطن أي يسكن ، وقطين جمع قاطن ، فقيل لهم أفيضوا مع الجملة .
73 - وفي قوله تعالى :فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ( 200 ) : قيل : كان أهل الجاهلية يقفون في موسم الحج يفاخرون بآبائهم فأنزل اللّه الآية . وقيل : كانوا إذا قضوا مناسكهم وقفوا عند الجمرة ، وذكروا آباءهم وفعالهم في الجاهلية فنزلت الآية . وقيل :
كانوا إذا جاء الموقف دعوا : اللهم اجعله عام غيث ، وعام خصب ، وعام ولاء ، ولا يذكرون من أمر الآخرة شيئا ، فأنزل فيهم :وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ( 201 ) ( البقرة ) .
74 - وفي قوله تعالى :وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ( 204 ) : قيل : نزلت في الأخنس بن شريق ، أو أبى شريق ، والأخنس لقب لقّب به ، لأنه خنس يوم بدر بثلاثمائة رجل من حلفائه من بنى زهرة عن قتال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، وكان رجلا حلو القول والمنظر ، وجاء إلى النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم وأظهر الإسلام ، ثم هرب بعد ذلك ، فمر بزرع للمسلمين وبحمر ، فأحرق الزرع ، وعقر الحمر ، وفيه نزلت هذه الآية ، وكذلك الآية :وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ( 10 )هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ( 11 ) ( القلم ) ، والآية :وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ( 1 ) ( الهمزة ) ، وقيل : هذا غير صحيح ، فما ثبت قط أن الأخنس أسلم . وقيل : الآية نزلت في قوم من المنافقين تكلموا في الذين قتلوا في غزوة الرجيع : عاصم بن ثابت وخبيب ، وغيرهما ، وقالوا : ويح هؤلاء ، لا هم قعدوا في بيوتهم ، ولا هم أدّوا رسالة صاحبهم ، فنزلت هذه الآية في صفات المنافقين . وقيل : الآية نزلت في كل مبطن كفرا أو نفاقا أو كذبا أو إضرارا ، وهو يظهر بلسانه خلاف ذلك ، فهي عامة .
75 - وفي قوله تعالى :وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ( 207 ) : قيل : نزلت في صهيب بن سنان بن مالك ، فإنه أقبل مهاجرا إلى الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم ، فاتبعه نفر من قريش ، فنزل عن راحلته ، وانتبل ما في كنانته ، وأخذ قوس ، ولكنهم لم يتركوه إلا أن دلّهم على ماله في مكة ، فلما قدم على الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم نزلت الآية ، وقال له : « ربح البيع أبا يحيى » ، وتلا عليه الآية . وقيل : إن المشركين أخذوا صهيبا فعذّبوه ، فسألهم أن يتركوه وهو شيخ كبير ولا يضرهم إن كان منهم أو من غيرهم ، وأعطاهم ماله بشرط أن يذروه وابنه ويعطوه راحلة ونفقة ، فخرج إلى المدينة ، وتلقاه أبو بكر وعمر ورجال ، فقال له أبو بكر : « ربح بيعك أبا يحيى . أنزل اللّه فيك آية » ، وقرأها عليه . وقيل : الآية نزلت فيمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقتل ، وقيل : نزلت في شهداء غزوة الرجيع . وقيل : هم المهاجرون والأنصار . وقيل : الآية عامة ، وهذا هو الأصح .
76 - وفي قوله تعالى :أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ( 214 ) : قيل : نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة ، والحر والبرد ، وسوء العيش وأنواع الشدائد . وقيل : نزلت في حرب أحد ، ونظير هذه الآية في سورة آل عمران :أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ( 142 ) . وقيل : نزلت الآية تسلية للمهاجرين حين تركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين ، وآثروا رضا اللّه ورسوله ، وأظهر اليهود لهم العداوة ، وأسر قوم من الأغنياء النفاق ، فأنزل اللّه تعالى الآية تطييبا لقلوبهم .
77 - وفي قوله تعالى :يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ( 215 ) : قيل : نزلت الآية في عمرو بن الجموح الأنصاري ، وكان شيخا كبيرا ، فقال : يا رسول اللّه ، إنّ مالي كثير ، فبما ذا أتصدّق ؟ وعلى من أنفق ؟ فنزلت .
78 - وفي قوله تعالى :كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ( 216 ) : قيل : نزلت في أصحاب النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم خاصة ، فكان القتال مع النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم فرض عين عليهم ، فلما استقر الشرع صار على الكفاية ؛ والذي استمر عليه الإجماع أن الجهاد على كل أمة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم فرض كفاية ، إلا أن يتهدد العدو كل بلاد الإسلام فيصبح الجهاد حينئذ فرض عين .
79 - وفي قوله تعالى :يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ( 217 ) : قيل : بعث النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم رهطا جعل عليه عبد اللّه بن جحش ، فلقوا ابن الحضرمي وكان مشركا فقتلوه ، ولم يدروا أن ذلك اليوم من رجب ، فقال المشركون : قتلتم في الشهر الحرام ؟
فأنزل اللّه الآية . وقيل : سبب نزولها أن رجلين من بنى كلاب لقيا عمرو بن أمية الضمري في أول يوم من رجب ، فقتلهما لأنهما مشركان ، فقالت قريش : قتلهما في الشهر الحرام ، فنزلت الآية .
80 - وفي قوله تعالى :يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ( 219 ) : قيل : الآية نزلت في المؤمنين ، لأنهم السائلون المهتمون بالسؤال عن ذلك لصلة ذلك بصحة دينهم . والخمر تخمّر العقل وتستره وتغطيه فسميت بذلك . وفي الميسر كانوا يقامرون بأموالهم وزوجاتهم ومنافع الخمر ربح التجارة ، ومنافع الميسر كسب المال بغير كدّ ولا تعب ، وإثمهما أكبر من النفع ، والإثم الكبير بعد التحريم ، والمنافع قبل التحريم .
81 - وفي قوله :وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ( 219 ) : قيل : الآية نزلت في المؤمنين لأنهم السائلون ، والسؤال الأول عن النفقة « إلى من تصرف » :يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ( 215 ) . وهذا السؤال الجديد في الآية عن « قدر الإنفاق » ، والجواب : أنفقوا العفو - أي تصدّقوا بما زاد عن حاجة العيال ، كما قيل : صدقة عن ظهر غنى ، وفي الحديث : « خير الصدقة ما أنفقت عن غنى » ، أو « خير الصدقة ما أنفقت عن ظهر غنى » . والآية في نفقات التطوع .
82 - وفي قوله تعالى :فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( 220 ) : قيل : لما نزلت :إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً( 10 ) ( النساء ) ، انطلق من كان عنده يتيم فعزل طعامه من طعامه ، وشرابه من شرابه ، فجعل يفصل من طعامه فيحبس له حتى يأكله أو يفسد ، فاشتد ذلك عليهم ، فذكروا ذلك للرسول صلّى اللّه عليه وسلّم فنزلت :يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى . . .الآية ، فخلطوا طعامهم بطعامهم ، وشرابهم بشرابهم . وقيل : كان السائل عبد اللّه بن رواحة . وقيل : كان العرب يتشاءمون بملامسة أموال اليتامى في مؤاكلتهم ، فنزلت الآية .
83 - وفي قوله تعالى :وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آياتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ( 221 ) :  قيل : نزلت هذه الآية في أبى مرشد الغنوي ، وقيل في مرثد بن أبي مرثد ، واسمه كناز بن حصين الغنوي ، بعثه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سرّا إلى مكة يخرج رجلا من أصحابه ، وكان له بمكة امرأة يحبها في الجاهلية يقال لها « عناق » ، فجاءته فقال لها : إن الإسلام حرّم ما كان في الجاهلية ، قالت : فتزوجنى . قال : حتى استأذن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم .
فأتى النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، فنهاه عن التزوج بها لأنه مسلم وهي مشركة ، فنزلت الآية . وقيل : نزلت الآية في عبد اللّه بن رواحة ، وكان له أمة سوداء ، فغضب عليها فلطمها ، ففزع ، فأتى النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره ، وقال : لأعتقنّها ولأتزوجنها ، ففعل ، فطعن عليه الناس ، وقالوا : تزوج أمة ! فأنزل اللّه الآية لهذا السبب .
وقيل : إن عبد اللّه بن رواحة ، أتى النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأخبره ، قال له : إنها تصوم وتصلى وتحسن الوضوء وتشهد الشهادتين ، فقال النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : « إنها مؤمنة » ، فقال ابن رواحة : لأعتقنّها ولأتزوجنها - وتزوجها فعلا ، فطعن الناس عليه أن ينكح أمة ، وكانوا يرون أن ينكحوا المشركات رغبة في أحسابهن ، فنزلت الآية .

84 - وفي قوله تعالى :وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ( 222 ) : قيل : كان السائل ثابت بن الدحداح ، وقيل : أسيد بن خضير وعبّاد بن بشير ، وهو قول الأكثرين . وسبب السؤال أن العرب في المدينة وما والاها كانوا قد استنوا بسنة بني إسرائيل في تجنب مؤاكلة الحائض ومساكنتها ، فنزلت هذه الآية . وقيل : كان اليهود يتجنبون النساء في الحيض ، فنزلت الآية .
85 - وفي قوله تعالى :نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ( 223 ) : قيل : كان الرجال يأتين النساء في الدبر فنهوا عن ذلك ؛ وقيل : كان المهاجرون يشرحون النساء ، أي يأتونهن مستلقيات على أقفيتهن ، فحدث أن تزوج مهاجر من أنصارية ، وكان الأنصار يقلدون أهل الكتاب ويأتون النساء على حرف - أي على الجنب ، فرفضت الأنصارية أن تؤتى مستلقية على القفا ، فبلغ ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، فنزلت الآية . وقيل : إن رجلا جاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وقال :
هلكت يا رسول اللّه ! حوّلت رحلي الليلة ! فلم يرد عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، حتى نزلت الآية ، فقال له : « أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة » . وقيل : كان القرشيون يحبون النساء ( أي يأتونهن باركات ) ، فلما دخلوا المدينة ونكحوا نساء الأنصار ، أرادوا منهن ما كانوا يريدونه من نسائهم ، فكره نساء الأنصار ذلك وأعظمنه ، وكن يؤتين على جنوبهن ، فأنزل اللّه الآية تبيح كل الهيئات طالما الوطء في موضع الحرث ، سواء شاءوا من خلف أو قدّام ، أو كانت المرأة باركة ، أو مستلقية ، أو مضطجعة . ولفظ الحرث يعطى أن الإباحة لا تقع إلا في الفرج ، لأن الفرج موضع وضع المنى كما توضع البذرة في الأرض بعد حرثها .
86 - وفي قوله تعالى :وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( 224 ) : قيل : نزلت بسبب الصدّيق إذ حلف ألا ينفق على مسطح حين تكلم عن عائشة في حديث الإفك . وقيل : نزلت في الصدّيق أيضا حين حلف ألا يأكل مع الأضياف . وقيل : نزلت في عبد اللّه بن رواحة حين حلف ألا يكلم بشير بن النعمان وكان ختنه على أخته .
87 - وفي قوله تعالى :لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 226 )وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( 227 ) : قيل : كانوا في الجاهلية يؤلون السنة والسنتين ، فنزلت الآية توقّت لهم أربعة أشهر لئلا يؤذون المرأة عند المساءة .
وآلى النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا سألته نساؤه النفقة ما ليس عنده .
88 - وفي قوله تعالى :وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذلِكَ إِنْ أَرادُوا إِصْلاحاً وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ( 228 ) : قيل : إن أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية طلّقت على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، ولم يكن للمطلقة عدّة ، فأنزل اللّه العدّة للطلاق .
89 - وفي قوله تعالى :الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ . . .( 229 ) : قيل : لم يكن للطلاق في الجاهلية عدد ، وللرجل أن يطلق ما يشاء ، فإذا كادت تحلّ من طلاقه راجعها ما شاء ، فقال رجل لامرأته على عهد النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : لا آويك ولا أدعك تحلّين . قالت : كيف ، قال : أطلقك فإذا دنا مضىّ عدّتك راجعتك ، فشكت المرأة إلى عائشة ، فذكرت ذلك للنبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، فنزلت الآية .
90 - وفي قوله تعالى :وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ ما خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحامِهِنَّ . . .( 228 ) :
قيل : نزلت الآية في النساء ، كان من عاداتهن في الجاهلية أن يكتمن الحمل إذا طلقن ، ليلحقن الولد بالزوج الجديد ، ففي ذلك نزلت الآية . وقيل : نزلت في رجل من أشجع ، أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال : يا رسول اللّه ، إني طلقت امرأتي وهي حبلى، ولست آمن أن تتزوج فيصير ولدى لغيرى ، فأنزل اللّه الآية وردّت امرأة الأشجعي عليه.
91 - وفي قوله تعالى :وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ( 229 ) : قيل : كان الرجل في الجاهلية يأكل من امرأته نحلته ( عطيته ) التي نحلها ولا يرى أن عليه جناحا ، فأنزل اللّه :وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً . . .( 229 ) ، وقيل : نزلت في ثابت بن قيس وامرأته حبيبة ، وكانت قد اشتكته إل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، فقال : أتردّين عليه حديقته ؟ قالت : نعم ، فنزلت :فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ( 229 ) .
92 - وفي قوله تعالى :فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُها لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ( 230 ) : قيل : نزلت الآية في عائشة بنت عبد الرحمن بن عتيك ، كانت عند رفاعة بن وهب بن عتيك وهو ابن عمها ، فطلّقها طلاقا بائنا ، فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير القرظي ، فطلقها ، فأتت النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقالت : إنه طلقني قبل أن يمسنى ، أفأرجع إلى الأول ؟ قال صلّى اللّه عليه وسلّم : لا حتى يمسّ ، ونزلت فيها :فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ . . .فيجامعها ، فإن طلقها بعد ما جامعها ، فلا جناح عليهما أن يتراجعا .
93 - وفي قوله تعالى :وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ( 231 ) : قيل : كان الرجل يطلق امرأته ثم يراجعها قبل انقضاء عدّتها ، ثم يطلقها ويفعل ذلك ليضارها ويعضلها فأنزل اللّه هذه الآية . وقيل :
نزلت في رجل من الأنصار يدعى ثابت بن يسار ، طلق امرأته حتى إذا انقضت عدتها إلا يومين أو ثلاثة ، راجعها ، ثم طلقها ، مضارة ، فأنزل اللّه :وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِراراً لِتَعْتَدُوا،وَلا تَتَّخِذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً.
94 - وفي قوله تعالى :وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ( 232 ) : قيل : نزلت الآية في معقل بن يسار ، وكانت أخته تحت أبى البداح ، فطلّقها وتركها حتى انقضت عدّتها ، ثم ندم ، فخطبها فرضيت ، وأبى أخوها أن يزوّجها ، فنزلت الآية ، فدعا الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم معقلا وقال له : إن كنت مؤمنا فلا تمنع أختك عن أبي البداح ، فقال : آمنت باللّه ، وزوّجها منه . وقيل : نزلت الآية في جابر بن عبد اللّه الأنصاري ، وكانت له ابنة عم ، فطلقها زوجها ، فانقضت عدّتها ، ثم رجع يريد رجعتها ، فقال له جابر : طلقت ابنة عمّنا ثم تريد أن تنكحها الثانية ! وكانت المرأة تريد زوجها قد راضته ، فنزلت الآية .
95 - وفي قوله تعالى :حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ( 238 ) : قيل : كان النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم يصلّى الظهر بالهاجرة ، وكانت أثقل الصلاة على أصحابه ، فنزلت الآية . وقيل : هي العصر ، أو العشاء ، أو الصبح ، والصحيح عن علىّ أنها العصر . وقيل : كانوا يتكلمون على محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في الصلاة - يكلم الرجل صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة ، حتى نزلتوَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَفأمروا بالسكوت ونهوا عن الكلام .
96 - وفي قوله تعالى :مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ( 245 ) : قيل : الآية تأنيس للناس وتقريب للمعاني بما يفهمونه ، وشبّه عطاء المؤمن في الدنيا بما يرجو به ثوابه في الآخرة بالقرض ، كما شبّه بذل
النفوس والأموال في مقابل الجنة بالبيع والشراء ، والمراد بالآية الحثّ على الصدقة ، وإنفاق المال على الفقراء والمحتاجين ، والتوسعة عليهم ، وفي سبيل اللّه ونصرة الدين .
97 - وفي قوله تعالى :لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ( 256 ) : قيل : عن ابن عباس : نزلت هذه في الأنصار ، كانت تكون المرأة مقلاتا ، فتجعل على نفسها إن عاش لها ولد أن تهوّده ، فلما أجليت بنو النضير ، كان فيهم كثير من أبناء الأنصار ، فقالوا : لا ندع أبناءنا ! فأنزل اللّه تعالى هذه الآية . والمقلات : التي لا يعيش لها ولد . وفي رواية قال آباء هؤلاء من الأنصار : إنما فعلنا ما فعلنا ونحن نرى أن دينهم أفضل مما نحن عليه ، وأما إذا جاء اللّه بالإسلام أفنكرههم عليه ؟ فنزلت :لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ، فمن شاء التحق بهم أي باليهود ، ومن شاء دخل الإسلام .
وقيل : كان سبب كونهم في بنى النضير الاسترضاع . وفي رواية : نزلت هذه الآية في رجل من الأنصار يقال له أبو حصين ، كان له ابنان ، فقدم تجار نصارى من الشام إلى المدينة يحملون الزيت ، فلما أرادوا الخروج أتاهم ابنا الحصين فدعوهما إلى النصرانية ، فتنصّرا ومضيا معهم إلى الشام ، فأتى أبو هما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مشتكيا أمرهما ، ورغب في أن يبعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من يردّهما ، فنزلت :لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ، فوجد أبو الحصين في نفسه على النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم حين لم يبعث في طلبهما ، فأنزل اللّه :فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً( 65 ) ( النساء ) .

98 - وفي قوله تعالى :اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ( 257 ) : قيل : نزلت في قوم آمنوا بعيسى ، فلما جاء محمد صلّى اللّه عليه وسلّم كفروا به ، فذلك اخراجهم من النور إلى الظلمات . ولفظ الآية مستغن عن التخصيص ، ومترتب في كل أمة كافرة آمن بعضها ، وهم الذين وليّهم اللّه ، وكفر بعضهم فهؤلاء أولياؤهم الطاغوت .
99 - وفي قوله تعالى :مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ( 261 ) : قيل : نزلت هذه الآية في شأن عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف ، وذلك أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم لمّا حث الناس على الصدقة حين أراد الخروج إلى غزوة تبوك ، جاءه عبد الرحمن بأربعة آلاف فقال : يا رسول اللّه ، كانت لي ثمانية آلاف ، فأمسكت لنفسي ولعيالى أربعة آلاف ، وأربعة آلاف أقرضتها لربّى . فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : بارك اللّه فيما أمسكت وفيما أعطيت .
وقال عثمان : يا رسول اللّه ، علىّ جهاز من لا جهاز له . فنزلت هذه الآية فيهما . وقيل نزلت في نفقة التطوع قبل آية الزكاة ، ولا صحة لنسخها بآية الزكاة ، لأن الإنفاق في سبيل اللّه بخلاف الزكاة ، فالإنفاق في كل وقت ، وسبله كثيرة وأعظمها الجهاد.

* * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الخميس 2 نوفمبر 2023 - 1:14 عدل 2 مرات

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الخميس 2 نوفمبر 2023 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1014 - في أسباب نزول آيات سورة البقرة

100 - وفي قوله تعالى :الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ( 262 ) : قيل : نزلت في عثمان بن عفان ، فقد جاء بألف دينار في جيش العسرة فصبّها في حجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، فكان يدخل يده فيها ويقلبها ويقول : « ما ضرّ ابن عفان ، عمل بعد اليوم . اللهم لا تنسى هذا اليوم لعثمان » أخرجه أحمد . ودعا له قال : « يا ربّ عثمان ، إني رضيت عن عثمان فارض عنه » ، فما زال يدعو حتى طلع الفجر ، فنزلت الآية .
101 - وفي قوله تعالى :لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ( 272 ) : قيل : نزلت هذه الآية في المسلمين ، وكانوا يتصدّقون على فقراء أهل الذمة ، فلما كثر فقراء المسلمين ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : « لا تتصدقوا إلا على أهل دينكم » ، فنزلت الآية تبيح الصدقة على من ليس من دين الإسلام . وروى أن النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم أتى له بصدقات ، فجاءه يهودي فقال : أعطني ، فقال النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : « ليس لك من صدقة المسلمين شئ » ، فذهب اليهودي غير بعيد ، فنزلت :لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْفدعاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فأعطاه . وقيل : إن أسماء بنت أبي بكر أرادت أن تصل جدّها أبا قحافة ثم امتنعت لكونه كافرا فنزلت الآية في ذلك .
102 - وفي قوله تعالى :الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ( 274 ) : قيل : نزلت في علىّ ، كانت معه أربعة دراهم ، فتصدق بدرهم ليلا ، وبدرهم نهارا ، وبدرهم سرا ، وبدرهم علانية . والحديث ضعيف . وواضح أنه من موضوعات الشيعة ، وقيل : الآية نزلت في عبد الرحمن ابن عوف وعثمان بن عفان ، في نفقتهما في جيش العسرة .
103 - وفي قوله تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ( 278 ) : قيل : نزلت في بنى عمرو بن عوف من ثقيف ، وفي بنى المغيرة ، وكانوا بنو المغيرة يقترضون من ثقيف بالربا ، فنزلت الآية .
104 - وفي قوله تعالى :وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ( 280 ) : قيل : إن ثقيفا لمّا طلبوا أموالهم التي لهم على بنى المغيرة ، شكى بنو المغيرة العسرة ، وطلبوا الأجل ، إلى وقت ثمارهم ، فنزلت الآية .
105 - وفي قوله تعالى :آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ( 285 ) : قيل : لما نزلتلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( 284 ) ( البقرة ) اشتد ذاك على الصحابة ، فشكوا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، فقال لهم : أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم :سَمِعْنا وَعَصَيْنا( البقرة 93 ) ، بل قولوا :سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، فلما اقرأها القوم وذللت بها ألسنتهم ، أنزل اللّه في أثرها :آمَنَ الرَّسُولُ . . .، ثم إنه أنزل :لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ . .( 286 ) ( البقرة ) .
106 - وفي قوله تعالى :آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ( 285 ) : قيل : هذه الآية نزلت في قصة المعراج ، وكل القرآن نزل به جبريل إلا هذه الآية ، فإن النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم هو الذي سمعها ليلة المعراج . فإنه لمّا صعد مع جبريل حيث شاء اللّه له أن يكون ، أشار إليه جبريل أن سلّم على ربّك ، فقال له النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : « التحيات للّه والصلوات الطيبات » ، فقال اللّه : « السلام عليك أيها النبىّ ورحمة اللّه وبركاته » ، فأراد النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن يكون لأمته حظ في السلام فقال : « السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين » ، فقال جبريل وأهل السماء : « أشهد ألا إله إلا اللّه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله » . فقال اللّه تعالى : « آمن الرسول » ، على معنى صدّق الرسول « بما أنزل إليه من ربّه » ، فأراد النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم أن تشاركه أمته فقال : « والمؤمنون كل آمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله » . وقيل : نزلت حين شقّ على أصحاب النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم ما توعدهم اللّه تعالى به ، من محاسبتهم على ما أخفته نفوسهم ، فشكوا ذلك إلى النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال : « فلعلكم تقولون سمعنا وعصينا كما قالت بنو إسرائيل » ؟ قالوا : بل سمعنا وأطعنا . فأنزل اللّه تعالى ثناء عليهم قال :آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ( 285 ) ، فقال صلّى اللّه عليه وسلّم : « وحقّ لهم أن يؤمنوا » .
107 - وفي قوله تعالى :لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ( 286 ) : قيل : إن المسلمين لمّا نزلت :لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( 284 ) ( البقرة ) دخل قلوبهم منها شئ ، فقال النبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم : « قولوا سمعنا وأطعنا وسلّمنا » ، فألقى اللّه الإيمان في قلوبهم وأنزل :وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، فقالوا : قد فعلنا ، فنزلت :لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ( 286 ) ، فقالوا : قد فعلنا .
   * * * 

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى