المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
القوافي في ديوان الحلّاج قافية النون شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: الحــــــــــــلاج :: شرح ديوان الحسين إبن المنصور الحلاج لـ د.كامل مصطفى الشيبي
صفحة 1 من اصل 1
17012024
القوافي في ديوان الحلّاج قافية النون شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
القوافي في ديوان الحلّاج قافية النون شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي استاذ بجامعة بغداد
قافية النون[ 81 ]من الرمل :
1 - أنا من أهوى ، ومن أهوى أنا * نحن روحان حللنا بدنا 382
...............................................................................................
[ 81 ]
الديوان ، ص 93 ( البيتان 1 ، 3 ) عن : السراج : اللمع ، ص 361 ، 384 ( الأبيات 1 ش 1 ، 2 ش 1 ، 1 ش 2 ، 2 ش 2 ) منسوبة إلى « بعضهم » ، الكلاباذي : أخبار ، مخطوط باريس 5855 ، ورقة 264 أ ( البيت الأول ) منسوبا إلى « بعض أصحابنا » ، الغزالي :
مشكاة الأنوار ، ص 24 والبقلي : تفسير ( القرآن 6 : 59 ) ( المائدة ؛ ) قل يا أَهْلَ الْكِتابِ ، هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ ، وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ ؟ )، ابن العربي الحاتمي الطائي : الفتوحات المكية : 2 / 372 ، 433 ، 4 / 444 ، 502 ، ذخائر ( الاعلاق ) 8 ، القزويني : عجائب المخلوقات : 2 / 100 ، مخطوط فيينا بالتركية : 3 / 508 ، ورقة 11 ب ، تقييد ( مخطوط قازان ، الأبيات 2 - 4 ) كما في رواية ابن يزدانيار في الروضة .
وبالنسبة للمقطعة كلها ذكر ماسينيون أن هذه المقطعة قد زيد فيها ابتداء من القرن العاشر ( الرابع الهجري ) لجهل الناس بالحلول ، وفي القرن الثالث عشر ( السابع الهجري ) لمعارضة مدرسة ابن العربي الحاتمي الطائي لهذه الفكرة ( وجودية ) ، مخطوط أسعد ، رقم 3559 ، وفي القرن الرابع عشر على يد السمناني ( شهودية ، انظر الجامي : نفحات الأنس ، 568 ) ، وذكر ماسينيون في النهاية أن الأبيات ( 1 - 4 ) وردت في الروضة لابن يزدانيار .
وانظر أيضا : بالنسبة للشطر الأول من البيت الأول ، المقصد الأسنى للغزالي ، ص 82 ، مشكاة الأنوار له أيضا ، تحقيق الدكتور أبو العلا عفيفي ، مصر 1383 هـ - 1964 م ، ص 57 ، ويرد البيت الأول كله في طبعة محيي الدين الكردي من هذا الكتاب ضمن « الجواهر الغوالي من رسائل الغزالي » ، مصر 1343 هـ - 1924 -
« 343 »
2 - نحن ، مذ كنّا على عهد الهوى ، * تضرب الأمثال للناس بنا
3833 - فإذا أبصرتني أبصرته * وإذا أبصرته أبصرتنا
3844 - أيها السائل عن قصّتنا * لو ترانا لم تفرّق بيننا
3855 - روحه روحي وروحي روحه * من رأى روحين حلت بدنا ؟
386التحقيق :
أ - أصل هذه القطعة يتمثل في البيتين الأول والثالث اللذين ذكر ماسينيون أنّ باقي القطعة قد زيدت عليهما ابتداء من القرن الرابع الهجري .
ب - نسبت جلّ المصادر التي ذكرت هذه القطعة الأصل منها إلى الحلّاج ، ونسبها ابن خلكان إلى سمنون المحبّ .
ج - مع وضوح الجانب النظري الصوفي في هذه القطعة ودلالتها الواضحة على التجريد عند جمهرة الصوفية والمصنّفين ، كان من رأي السرّاج أنّ معانيها حسّية ، وكان تعليقه على رواية أخرى من البيتين نصها :
أنا من أهوى ومن أهوى أنا * فإذا أبصرتني أبصرتنا
نحن روحا معا في جسد * ألبس اللّه علينا البدنا
...............................................................................................
5 م ، 115 ، ومشارق أنوار القلوب لابن الدباغ ، ص 65 ، وللبيتين ( 1 ، 3 ) وفيات الأعيان ، طبعة رفاعي ، 4 / 327 ، مرآة الجنان لليافعي : 2 / 253 ، مصباح الهداية للكاشاني ، ص 406 ، عوارف المعارف للسهروردي ، مصر 1358 هـ - 1939 م ، ص 353 ، فيه ما فيه لجلال الدين الرومي ، طهران ، بلا تاريخ 65 ( البيت الأول فقط نسبة إلى المجنون ) ، البداية والنهاية 11 / 134 ، طبقات الشافعية للسبكي ، مصر 1324 هـ ، 6 / 45 - 46 ، سلافة العصر لابن معصوم ( صدر الدين علي بن أحمد الحسين ت 1229 هـ - 1773 م ) ، مصر 1324 هـ - 1906 م ، ص 133 ، دائرة معارف البستاني : 7 / 150 .
وبالنسبة للقطعة كلها انظر عطف الألف المألوف ، ص 112 ، وبالنسبة للأبيات ( 1 - 4 ) انظر فاكهة الحلفاء ، لابن عربشاه ( أحمد بن محمد الحنفي الرومي ، ت 845 هـ - 1442 م ) ، مصر 1290 ، ص 214 ، بالنسبة للأبيات ( 1 - 3 ) انظر غرر الخصائص الواضحة ، ص 373 ، وشرح حال الأولياء لابن غانم المقدسي ( عز الدين محمد بن عبد السلام الأنصاري ، ت 678 هـ / 1280 م ) مخطوط المتحف العراقي رقم 1254 ، [ فصل : شرح حال الحلّاج الورقة 34 أ ] .
« 344 »
قوله :
« فإذا كان مخلوق يجد بمخلوق حتى يقول مثل ذلك ، فما ظنّك بما وراء ذلك ؟ » ( اللمع ، ص 462 ) . وقال في موضع آخر ، قبل هذا : « وهذه مخاطبة مخلوق لمخلوق في هواه، فكيف بمن ادّعى محبة من هو أقرب إليه من حبل الوريد ؟ » ( ص 438 ) ،
وعقب ابن العربي الحاتمي الطائي على البيت الأول من هذه القطعة بقوله : « غاية الحبّ الروحاني في الصور الطبيعية » وهو معنى ما رمى إليه السرّاج من قبل ( انظر الفتوحات المكية ، مصر 1293 ، 2 : 513 في الحب الطبيعي ) .
ويبدو أنّ هذه القطعة حسّية حقّا وأن المعنى الحلولي طارئ عليها بنقلها من جانبها الطبيعي المادي إلى الصوفي النظري المجرّد ، شأنها في ذلك شأن قطعة محمد بن صالح بن عبد اللّه العلوي الآتية : لهذا فإنّ ما فهمه الباحثون من حلولية الحلّاج تعلّقا بهذه القطعة وتوجيها لها بأنّ الشاعر فيها « يصف روحه والروح الإلهي في حالة مزج تام » ،
كالذي قاله أستاذنا المرحوم الدكتور أبو العلا عفيفي في كتابه : « التصوف الثورة الروحية في الإسلام » ( مصر 1963 ، ص 83 ) ، إنما هو نصف فهم ، وينبغي أن يتمّ بكون هذا الشاهد منقولا على علّاته إلى موضوع لا ينطبق عليه انطباقا تامّا .
وأبسط ما يغسل هذه التهمة أنّ الحلّاج نفسه كان يلحّ على « رفع الإنّية دون الاثنينية » - كما مرّ من تعبير نصير الدين الطوسي - وكان يقول : « فارفع بفضلك إنّي من البين » وكان فوق ذلك يقول : « ما انفصلت البشرية عنه ولا اتّصلت به » ( طبقات الصوفية للسلمي ، ص 311 ، وانظر تعليق ابن العربي الحاتمي الطائي على « الذهاب » في القطعة التي أوّلها :
قلوب العارفين لها ذهاب * ترى ما لا يراه الناظرونا
ومن المعروف أيضا أن الحلّاج كان يعرّف التوحيد بأنّه : « إفراد القدم عن الحدث » وهي عبارة شرحها الأنصاري بقوله : « التوحيد نفي الحدث وإقامة الأزل وأنه : تنزيه اللّه - عزّ وجلّ - عن الحدث » ( طبقات الصوفية للأنصاري ، ص 172 ) .
« 345 »
وإذا كان التوحيد هو فصل [ إفراد ] القدم عن الحدث فكيف يتم الامتزاج بينهما ؟ لكن هذا الوضوح يغمض بتسلّط عبارات الصوفية عليه فيختلط الأمر على غير المتبحرين ! ومن نماذج هذا الغموض الذي يثور بفعل العبادات ما قاله الأنصاري نفسه في تعداد التوحيد في قوله :
« أنواع التوحيد ثلاثة
( 1 ) : توحيد الشواهد - وهو إفراد الصانع و
( 2 ) توحيد المعاملة - وهو إسقاط الأسباب و
( 3 ) توحيد الأسرار - وهو تجريد القدم » ( أيضا ، ص 172 ) .
د - شرح الديلمي المقصود من الاستشهاد بهذه الأبيات بقوله : « واعلم أن المحبّين ، من أهل الطبيعة ، تناهت محبّتهم إلى ذهاب العقل والدهشة والتوحش ، ثم أدّى ذلك منهم بهم إلى الهلاك والموت .
وليس هذا حال الإلهيين منهم ، فإن حال تناهيهم إمّا إلى اتحاد بالمحبوب أو إلى مقام التوحيد ، وهو الوصول بالمحبوب وشهود الشواهد بالشاهد المحبوب حتى كأنّها ( أي الشواهد ) هو ( كذا ) شواهد كل شيء وهو في كل شيء : وسع كلّ شيء ولكلّ شيء وبكلّ شيء وعن كلّ شيء ، وكأنّه لا بشيء ولا لشيء ولا عن شيء ولا من شيء ولا في شيء و ( لا إلى ) شيء ، فافهم جميع ذلك إن كنت راغبا في معرفة مقامات المحبّين له كيلا تغلط في الشهود ولا تشهد بالجحود فتعدّ في جملة ( من ) كذب وادّعى . . . »
هـ - زيادة في إيضاح هذا المعنى ، وكونه من الأفكار الصوفية المألوفة ، ننقل تقرير عمرو بن عثمان المكي ( ت 291 هـ / 903 - 4 م ) وكان أول خصوم الحلّاج وأشدّهم عليه ( انظر تاريخ بغداد 8 : 113 ) من « بلوغ أهل المحبّة الغاية »
وذلك في قوله :
« فنيت أسماؤه من الأرض والسماء ، وأبيدت نسبته وأحواله من أحوال الدين والدنيا ، وامّحت صفاته ، واختلست حياته ، واصطلمت أنفاسه ، وعفت آثاره بلا وفاة الموتى ولا بقاء الأحياء . وصار لا اسم للفناء ولا اسم للبقاء لا اسم لبقاء باق في الفناء غير الواحد الأحد » ( عطف الألف المألوف ، ص 113 ) .
« 346 »
و - ذكر لسان الدين الخطيب قطعة في هذا المعنى نسبت إلى السرّي ابن المغلّس السقطي ، ( ت 251 هـ / 865 م ) تفسيرا لعبارة قال فيها : « لا تصحّ المحبّة بين اثنين حتى يقول أحدهما للآخر : يا أنا » ( روضة التعريف ، ص 354 )
وهي عبارة نسبها السرّاج من قبل إلى « بعض الحكماء » أنه قال : « لا يبلغ المتحابان حقيقة المحبّة حتى يقول الواحد للآخر : يا أنا » ( اللمع ، ص 463 ) .
أما الأبيات المنسوبة إلى السرّي فهي :
إن شئت أن أدعوه ، ناديت : يا أنا * وإن يدعني ، نادى جميعي بيا إنّي
فيخبرني عنّي بما أنا مخبر * إذا شئت - عني بالذي مخبر عنّي
( روضة التعريف ، ص 354 ، مجموع صوفي في مكتبة الآثار ببغداد رقم 369 ) .
ز - شطّر الميرزا أبو الفضل الطهراني ( بن الميرزا أبي القاسم الكلانتري ، 1312 - 1356 هـ / 1894 - 1937 م ) من شعراء العربية الإيرانيين البيتين الأول والثالث في قطعة قال فيها :
أنا من أهوى ومن أهوى أنا * وحدة أثمرها غرس الفنا
نحن جسمان لبسنا بردة * نحن روحان جللنا بدنا
فإذا أبصرتني أبصرته * لو من السرّ فتحت الأعينا
وعجيب لم يزل عن عزّة * وإذا أبصرته أبصرتنا
ح - ضمّن ابن عجيبة الحسن ( أحمد بن محمد ، ت 1266 هـ / 1849 - 1850 م ) الشطر الأول من البيت الأول في قطعة قال فيها :
أيّها العاشق معنى حسننا * مهرنا غال لمن يخطبنا :
جسد مضى وروح في العنا * وجفون لا تذوق الوسنا
وفؤاد ليس فيه غيرنا * وإذا ما شئت أدّ الثمنا
فافن إن شئت - فناء سرمدا * فالفنا يدني إلى ذاك الفنا
واخلع النعلين - إن جئت إلى * ذلك الحيّ - ففيه قدسنا
وعن الكونين كن منخلعا * وأزل ما بيننا من بيننا
وإذا ( ما ) قيل : من تهوى ؟ فقل : * « أنا من أهوى ومن أهوى أنا »
« 347 »
( إيقاظ الهمم ، 1 : 8 - 12 ) وانظر سفينة النجاة المرضية في أناشيد السادة الشاذلية ، جمع وتأليف محمود نسيم ، مصر 1375 هـ / 1956 م ، ص 218 - 219 .
ط - ألمّ زين الدين الحجازي ( عبد الحق بن محمد بن محمد الحمصي ، 962 - 1020 هـ / 1555 - 1611 م ) بمعاني هذه المقطعة فصبّ على وزنها وقافيتها قصيدة إخوانية أرسلها إلى صديقه محمد الصالحي ، الملقّب أمين الدين ، قال في مطلعها :
طالت الأشواق وازداد العنا * وتمادى البين فيما بيننا
فكتب إليه أمين الدين يقول له :
أنا في القرب وفي البعد أنا * ليس في الحالين لي عنكم غنىأ
فضل الأشياء عندي حبّكم * وهو في وسط فؤادي مكّنا
لكن الأيام أشكوها لكم ، * جورها قد أورث الجسم ضني
فراجعه الحجازي أيضا بمقطعة منها قوله :
لا أطيق الصبر عنكم ساعة * أنتم دون الورى ، عندي المنى
( خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمجي 3 / 312 - 315 ) .
ي - وما يعرفه كل متأدّب قول أحمد شوقي في مسرحية ، « مصرع كليوباترا » على لسان الثانية :
أنا أنطونيو وأنطونيو أنا * ما لروحينا عن الحبّ غنى
غنّنا في الشوق أو غنّ بنا * نحن في الحبّ حديث بعدنا
ومنها :
في الهوى لم نال جهد المؤثر * وذهبنا مثلا في الأعصر
هو أعطى الحبّ تاجي قيصر * لم لا أعطي الهوى تاجي مني
( مسرحية : مصرع كليوباترا ، ط دار الكتب بمصر ، 1945 ، ص 47 - 49 ) .
« 348 »
يا - من أقرب المعاني الشعرية التقليدية إلى هذه المقطعة قول اأبن الرومي ( أبي الحسن علي بن العباس بن جريج ( 221 - 283 هـ / 836 - 896 م ) :
أعانقها والنفس بعد مشوقة * إليها ، وهل بعد العناق تدان ؟ !
وألثم فاها كي تزول حرارتي * فيشتد ما ألقى من الهيمان
وما كان مقدار الذي بي من الجوى * يشفيه ما تلثم الشفتان
كأنّ فؤادي ليس يشفي غليله * سوى أن يرى الروحين يمتزجان
( الديوان ، اختيار وتصنيف كامل كيلاني ، مطبعة التوفيق الأدبية ، بالقاهرة بلا تاريخ ، ص 27 ) .
وأقرب منه قول نطّاحة الكاتب ( كذا ) :
هموم أناس في أمور كثيرة * وهمّي في الدنيا صديق مساعد
نكون كروح بين جسمين فرّقا * فجسماهما جسمان والروح واحد
( آداب النفس للعيناثي ، 1 : 68 ) .
ومنه قول الزاهي ( أبي الحسن علي بن إسحاق بن خلف ، الشاعر ، ت بعد 360 هـ / 970 - 71 م ) .
قمّ نهنّي عاشقين * أصبحا مصطلحين
جمعا بعد فراق ، * فجعا منه ، وبين
ثم عادا في سرور * من صدود آمنين
فهما روح ولكن * ركّبت في جسدين ( تاريخ بغداد ، 11 : 350 ) .
ومنه قول الشاعر :
كنّا من المساعدة * نحيا بروح واحدة ( شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، 1 : 228 ) ،
وكذا قول المتنبي :
أأحبّه وأحبّ فيه ملامة ؟ * إنّ الملامة فيه من أعدائه
« 349 »
عجب الوشاة من اللحاة وقولهم ... دع ما نراك ضعفت عن إخفائه
ما الخل إلا من أود بقلبه ... وأرى بطرف ولا يرى بسوائه
( الديوان ، بشرح عبد الرحمن البرقوقي ، مصر 1348 هـ / 1930 م 1 : 3 - 4 ) .
وقول الشاعر :
ما زلت فيكم منكم على وجل * إليكم قاصدا في كلّ معناء
حتى تمازجت الروحان واحدة * كما تمازج صرف الماء بالماء
وفي الختام نذكّر بقول أبي نواس - الآنف الذكر .
روحي مقيم عند خلصاني * وإنّما الشاهد جثماني
والأبيات التالية ( الديوان ، ص 282 ) .
ومنه ما أورده ابن غانم المقدسي في كتابه : حلّ الرموز ومفتاح الكنوز [ مخطوط المكتبة القادرية ببغداد ، المجموع 11744 ، الورقة 19 - ب ) من شعره ، فيما يبدو :
ولما تصافينا المحبّة بيننا * كأني ومن أهواه شيء واحد
ما زلت أدنو منه حتى صار لي * بصري وسمعي حيث كنت وساعدي
فإذا رأيت فلا أرى إلّا به * وإذا بطشت فلا يزال مساعدي
« فأنا الذي أهوى ومن أهو أنا » * ما شاء يصنع حاسدي ومعاندي
وضمن الأستاذ الدكتور شوقي ضيف كتابه « الشعر وطوابعه الشعبية أشعارا من هذا القبيل منها قول القائل :
إن من لا أرى وليس يراني ... نصب عيني ممثل بالأماني
بأبي من ضميره وضميري ... أبدا بالمغيب ينتجيان
نحن شخصان إن نظرت وروحا ... ن إذا ما اختبرت يمتزجان
فإذا ما هممت بالأمر أوهـ ... ـم بشيء بدأته وبداني
كان وفقا ما كان منه ومني ... فكأني حكيته وحكاني
خطرات الجفون منا سواء ... وسواء تحرك الأبدان
« 350 »
( ص 112 - 113 ) .
وقطع كلّ خطيب من قال : صديقك من هو أنت لا أنه غيرك
( الكشكول لبهاء الدين العاملي ، 3 / 146 )
وبعد فهل بقي شيء يقال في عدم امتزاج المعاني الصوفية بالأشعار التقليدية ؟ !
[ 82 ]من المجتثّ :
1 - عجبت منك ومنّي * يا منية المتمنّي 387
................................................................................................
[ 82 ]
الديوان ، ص 30 - 31 عن : تقييد ( مخطوط قازان ، ص 84 الشطر الأول من البيت الأول + الشطر الثاني من البيت الثالث + البيت الثاني ) ، البقلي : شطحيات ، ورقة 353 ب ، القزويني : عجائب المخلوقات ، ابن تيمية ( جواب صالح : 2 / 175 ، البيت الثاني ) .
حسن التستّر ( انظر الشعراني : لواقح الأنوار : 2 / 68 ) ، والمناوي : الكواكب الدرية ، ( ابن عقيلة : نسخة ، والبستاني : دائرة المعارف : 7 / 151 ) ، ابن زغدون : قوانين ، ص 46 - 47 ( 1 ش 1 ، 3 ش 2 ، 2 ، 4 ، 5 ) مخطوط فيينا ، ورقة 13 أ ، السراج ، اللمع ، ص 361 ( 1 ش 2 + 3 ش 2 ، منسوبا إلى المؤلف ) تقييد ( مخطوط لندن ) ، ورقة 326 ب ( 1 - 7 ) .
وانظر أيضا : عطف الألف المألوف ، ص 45 ( 3 ش 2 + 1 ش 1 ، وقفتني في مقام + 2 ش 2 ) دون نسبة ، ومشارق أنوار القلوب لابن الدباغ ( عبد الرحمن بن محمد الأنصاري ، ت 696 هـ - 1296 - 7 م ) ، تحقيق هلموت ريتر ، بيروت ، 1379 هـ - 1959 م ، ص 8 ، والرواية هنا هكذا :
عجبت منك ومني . .. أفنيتني بك عني
أدنيتني منك حتى .. . ظننت أنك إني
حكم الاشراق إلى كافة الصوفية بجميع الآفاق لأبي المواهب الشاذلي ( جمال الدين محمد ت في حدود 800 هـ - 1397 م ) ، مصر 1380 هـ - 1961 م ، ص 59 ( مختصر الدرّ المكنون في غرائب للخليلي ( يحيي بن أحمد ، من رجال القرن الحادي
« 351 »
2 - أدنيتني منك حتّى * ظننت أنّك أنّي
3883 - وغبت في الوجد حتى * أفنيتني بك عنّي
3894 - يا نعمتي في حياتي * وراحتي بعد دفني
3905 - مالي بغيرك أنس * إذ كنت خوفي وأمني
3916 - يا من رياض معاني * هـ قد حوت كلّ فنّ
3927 - وإن تمنّيت شيئا * فأنت كلّ التمنّي
393التحقيق :
أ - في البيت الثالث : وردت « أفنيتني » في رواية ، على « أغنيتني » وما في المتن أقرب موردا .
ب - في البيت الرابع : جاءت « يا نعمتي » على « يا نزهتي » في أصل آخر ، وفي حكمة الإشراق ، ونعمتي : بمعنى نعيمي في المعاجم .
ج - في البيت الخامس : اخترنا الشطر الثاني من رواية « حكمة الاشراق » وقد ورد في الأصول الأخرى على « من حيث خوفي وأمني » لوضوحه وجماله .
د - ضبط ماسينيون لفظ « معانيه » بالسكون على الهاء ، والصحيح ما أثبتناه ، وألحق بلفظ « فن » ( في قافية البيت السادس ) ، ياء وبما أثبتناه يستقيم الشكل والمعنى .
...............................................................................................
عشر الهجري ) ، مخطوط المتحف العراقي رقم 3093 ، ورقة 167 ب ، بالنص التالي :عجبت منك ومني * أفنيتني بك عنيأدنيتني منك حتى * ظننت أنك أنييا نزهتي في حياتي * وراحتي بعد دفنيما لي بغيرك أنس * إذ كنت خوفي وأمنيوالظاهر أن هذا النص مستمدّ من كتاب المرافق الموافق لابن الجوزي ، ( مخطوط الخزانة العامة في الرباط تحت رقم د . 589 ، ورقة 57 ب ) مع بيت تختم به المقطعة حروفه :ولا تطيب حياتي * حتى أراك بعيني
« 352 »
هـ - لم يلحق هذه المقطّعة بالحلّاج إلّا أبو المواهب الشاذلي في حكمه الإشراق ، والمناوي في الكواكب الدرّية ، ولم ينسبها السرّاج في اللمع ولا الديلمي في عطف الألف المألوف إلى أحد .
و - ذكر ماسينيون أنّ السرّاج نسبها إلى المؤلف ، والحقّ أنه قال في تقديمه لها « وقال غيره » بعد قطعة للحلّاج صدّرها بقوله : « قال بعضهم » !
ز - رأى بعض الفقراء يقول للشيخ أبي مدين ( شعيب بن الحسن المالكي المغربي ، ت 594 هـ / 1197 - 8 م ) في هذا المعنى قوله :
يا شيخ قربتك مني * حتى كأنك أني
وناديت سرّك، إياك عني * بمعنى معناك، فكنت مني
فجاوبه الشيخ أبي مدين:
سبحانك سبحانك أدنيتني * منك، فأفتيتني عني
بحق حقك يا حق، بوجودك صلني * فأنت أقصى مناي، يا غاية المتمني
ثم قال: سمعت الحق ناداه بي، قال: وعليّ دلّ، فأنا الكل.
( محاضرة الأبرار لابن العربي الحاتمي الطائي ، 1 : 249 ) .
ح - في معرض إيراد هذه المقطّعة ، قال أبو المواهب الشاذلي : « فناء الفناء أعلى من الفناء لأنّه دهليز البقاء عند أهل التقى ، فإيّاك أن تقف مع بداية الفناء فتقع في الخلط والدعوى وتخالف أهل الأدب والتقوى .
انظر حال الحلّاج لما قنع ووقف عند أول الفناء ، كيف وقع في الفناء بقوله :
هاهو أنا ، ومن أيسر أقواله ما أعرب به عن بعض أحواله بقوله : ( البيتين الأوّلين بروايته ) .
ط - قوله : ( حتى طننت أنّك أنّي ) ، فيه شعور بأدب فناء الفناء ، لكنه لم تكمل له حقيقة هذا المعنى ، إذ لو كملت لتخلّص من غلظ البشرية وتأدّب بكمال الأدب مع الربوبية » ، ص 59 .
ي - حقّ هذه المقطّعة أن تدرج ضمن الأشعار التي نسبت إلى الحلّاج لسلاستها الظاهرة وتفوقها في النسج الشعري على ما نعرفه من مستوى شاعرنا ، لكنّا نتركها ضمن الديوان ، إلى أن يلوح لنا من الدلائل ما يرجّح حالتها .
« 353 »
[ 83 ] من البسيط :
1 - لم يبق بيني وبين الحقّ تبياني * ولا دليل بآيات وبرهان
3942 هذا تجلّي طلوع الحقّ : نائرة * قد أزهرت في تلاليها بسلطان
3953 - لا يعرف الحقّ إلّا من يعرّفه * لا يعرف القدمّي المحدث الفاني
3964 - لا يستدلّ على الباري بصنعته : * رأيتم حدثا ينبي عن أزمان ؟
3975 - كان الدليل له منه إليه به * من شاهد الحقّ في تنزيل فرقان
3986 - كان الدليل له منه به وله * حقا وجدنا به علما بتبيان
3997 - هذا وجودي وتصريحي ومعتقدي * هذا توحّد توحيدي وإيماني
4008 - هذي عبارة أهل الانفراد به * ذوي المعارف في سرّ وإعلان
4019 - هذا وجود وجود الواجدين له * بني التجانس : أصحابي وخلّاني
402التحقيق :
أ - اعتمد ماسينيون في تسجيل هذه المقطّعة على الكلاباذي أوّلا ثم على غيره بعد . ويبدو أنّ سببا حال بينه وبين الاطّلاع على النسخة المطبوعة من هذا الكتاب بتحقيق أستاذنا المرحوم البروفسور آربري والدكتور علي حسن عبد القادر ( مصر 1352 هـ / 1933 م ، ص 38 ) وإلّا لأشار إلى أن عدّتها هناك تسعة أبيات لا ثمانية كما أثبت في الديوان . ومع أن الديوان قد جمع في المدة بين كانون الثاني وآذار ( يناير ومارس ) 1931 م - كما تنطق الصفحات الزوجية من طبعته الثالثة ، التي استعملناها في عملنا هذا وقد
................................................................................................
[ 83 ]
الديوان ، ص 28 - 29 عن : التعرف للكلاباذي ( ص 38 ، نسبة إلى بعض الكبراء من أهل المعرفة ) ، شرح السهروردي الحلبي والقونوي ( انظر عذاب الحلّاج ، ص 363 ب ، 513 أ ) ( الأبيات 1 - 4 ، 6 - 8 ) . ابن جهضم : بهجة الأسرار ، رواية ابن عيسى الكعبي : مناقب ، والشعراني : لواقح الأنوار القدسية ( الأبيات 1 ، 3 ، 6 ، 2 ، 5 ، 8 ) .
وانظر أيضا : جامع الأنوار للبندنيجي ، ص 358 - 9 ، ( الأبيات 1 ، 5 ، 7 ، 2 ، 4 ، 9 ) ، دائرة معارف البستاني : 7 / 153 ( الأبيات 1 ، 5 ، 7 ، 4 ) .
« 354 »
ظهرت في باريس سنة 1955 م - إلا أنّه كان في مستطاع الأستاذ ماسينيون أن يزيد البيت الثالث في الطبعة الثانية أو الثالثة . ويبدو أنه لقي من جمع الديوان نصبا - كما لقينا - فنفض يده منه في طبعاته التالية .
ب - رتبنا الأبيات بحسب رواية الكلاباذي لأنها أقدم الأصول ولتسلسلها المعقول ، وكانت في الديوان القديم - كما ذكر ماسينيون - على الترتيب التالي : 1 ، 2 ، 5 - 9 .
ج - في البيت الأول : جاءت « تبياني » على « اثنان » ، في طبقات الشعراني ( - لواقح الأنوار ، 1 : 93 ) وليس لها وجه . لكنّنا اخترنا من طبقات الشعراني الشطر الثاني من هذا البيت وقد جاء في الأصول الأخرى على : « ولا دليل ولا آيات برهان » ، وجاء في جامع الأنوار وحده على :
« ولا دلائل آيات وبرهان » .
د - في البيت الثالث : ضبط محقّقا التعرّف لفظ « نائرة » بالنصب بفتحتين على الحاليّة - فيما يبدو - والتأنيث يمنع من ذلك لأن المبتدأ والخبر والمضافين كلها مذكّر ، من هنا تعرب جملة « نائرة » مفسّرة ، وبهذا تضبط بالضم كما اخترنا .
هـ - في البيت الرابع: وردت « رأيتم » في الديوان وجامع الأنوار على « وأنتم » وما أثبتناه أقرب إلى روح الشعر وأنسب للسياق .
و - في البيت الخامس : جاء الشطر الثاني في الديوان على : « من شاهد الحقّ بل علما بتبيان » ما نقلناه عن الكلاباذي أقرب موردا وإن كان رواية البندنيجي على « حقّ وجدناه في علم وفرقان » معتدلة أيضا ، لولا الخطأ النحوي في « حق » التي ينبغي أن تكون « حقا » .
ح - في البيت السادس : ورد الشطر الثاني منه ، في تحقيق ماسينيون على لفظ : « حقّا وجدناه في تنزيل فرقان » وبما أثبتناه يستقيم ترتيب المعنى ، وإن كان له وجه صحيح في الأول .
ط - في البيت السابع : وردت « تصريحي » على « تشريحي » وذلك في « التعرّف » وما أثبتناه أنسب .
« 355 »
ي - في البيت الثامن : وردت « هذي » في الأصول على « هذا » ولا تستقيم مع الخبر المؤنث ، فحوّلناها إلى ما أثبتناه ، وفيه يبدو أن الهمزة مطلوبة في كلمة « الانفراد » وإن كان شطرها يحتمل زحافا طويلا يستغنى به عنه .
يا - هذه المقطّعة بمثابة مقالة في وحدة الوجود على الصورة الحلّاجية الأولى التي طوّرها ابن العربي الحاتمي الطائي فيما بعد ولا يزيدها الشرح إيضاحا بعد الذي قاله وقلنا فيما مضى من شعره وشرحنا .
[ 84 ] من الخفيف :
1 - أنت بين الشّغاف والقلب تجري * مثل جري الدموع من أجفاني
4032 - وتحلّ الضمير جوف فؤادي * كحلول الأرواح في الأبدان
4043 - ليس من ساكن تحرّك إلّا * أنت حرّكته خفيّ المكان
4054 - يا هلالا بدا لأربع عشر * فثمان وأربع واثنتان
406التحقيق :
أ - في البيت الثالث : ورد الشطر الثاني مصدرا بالواو في طبقات الصوفية للأنصاري ، ( ص 324 ) ، وبه ينكسر الوزن ويختلّ البناء النحوي .
ب - في البيت الرابع : جاءت « فثمان » في الأصول كلّها على « لثمان » وذلك تصحيف واضح ، وبه يختلّ الشطر كلّه نحويا ، وينبغي أن نسجل « اثنان » على « اثنتين » ، وبما أثبتنا يستقر المعنى والتركيب النحوي وبخاصّة أن ماسينيون ذكر أن « أربع » وردت في أصل على « فأربع » .
فكأنّ الفاء زحفت من « فثمان » إلى الكلمة التالية بفعل النسّاخ كما يخيّل إلينا .
...............................................................................................
[ 84 ]
الديوان ، ص 96 عن : تقييد ( مخطوط الجزائري ، ورقة 1 أ ) ، مخطوط لندن ، ورقة 336 أ ، برلين ، ورقة 43 أ ) السلمي : طبقات الصوفية، الهروي : طبقات الصوفية الجامي : نفحات الأنس ، 174 ، اللاري : حاشية ، مخطوط باريس ، ورقة 45 ب .
انظر أيضا : علم القلوب لأبي طالب المكي ، ص 289 ( الأبيات 1 - 3 ) وجامع الأنوار للبندنيجي ، ص 359 .
« 356 »
ج - وردت « أثنتان » في بعض الأصول على « اثنان » ولا تستقيم إلا برواية السلمي وأبي طالب المكّي .
د - بالنسبة للمجمل والمفصّل بين « أربع عشر » ، وحقّها : أربع عشرة ، وأجزائها المجموعة ، ( فثمان وأربع واثنتان ) ، وردت في الشعر العربي نماذج منه نشير منها أولا إلى ما ينسب إلى الأعشى - مما لا يرد في ديوانه - من أنّه قال :
ولقد شربت ثمانيا وثمانيا * وثمان عشرة واثنتين وأربعا
كما في حاشية الدمنهوري ( السيد محمد ، ت بعد 1230 هـ / 1815 م ) ، مصر 1345 هـ ، ص 66 وعدّة الكؤوس هنا أربعون كما لا يخفى .
وثانيا : إلى قول الفرزدق :
ثلاثة واثنتان فهنّ خمس * وسادسة تميل إلى الشمّام
( الديوان ، تحقيق عبد اللّه إسماعيل الصاوي ، مصر 1354 هـ / 1936 م ، ص 83 ) .
وثالثا : إلى ما تمثّل به السمعاني ، ومنه :
بنت عشر وأربع وثلاث * هي حتف المتيّم المشتاق
ورابعا : إلى قول الحارثي ( عبد الملك بن عبد الرحيم :
وأبيض وضّاح الجبين كأنّه * سنّا قمر أوفى على العشر أربعا
كما في طبقات الشعراء لابن المعتز ، ص 278 ) .
هـ - من الطريف أن الأستاذ عبد الحيّ حبيبي ، محقق طبقات الصوفية للأنصاري ، نقل هامشا من اللاري - في حاشيته على نفحات الأنس - ترجم فيها هذه القطعة إلى الفارسية وختمها بترجمة البيت الأخير من هذه القطعة على هذه الصورة : يا هلالي ليلة أربع عشرة وثمان وأربع واثنتين ! ( هامش ، ص 324 ) .
و - يبدو أنّ هذه المقطعة من الشعر الحسّي في الأصل ، وهي موجهة
« 357 »
إلى إنسان في الرابعة عشرة من عمره في شرخ الشباب وعلى كثير من الجمال ، ولا يبعد أن تكون القطعة مما تمثّل به الحلّاج من شعر غيره .
ولعله من شعره الأول . والمقطعة على كل حال قابلة للفهم على أساس تجريدي ككلّ ما صدر عن الحلّاج قائلا ومتمثّلا .
ز - ومن لحاظ صوفي واضح أن المقصود بالهلال ذي الأربع عشرة كمال الجمال وفيه إشارة إلى الجمال الإلهي الكامل الذي تتوجه إليه قلوب الأكوان جميعا بالعشق والعبادة .
ومما يذكر في هذا المجال أن عبد الرحمن الجامي ( ت 898 هـ / 1493 - 94 م ) قد أشار إلى هذه اللطيفة فرمز للحق تعالى بهذا الرمز في قوله من مثنوي فارسي :
جهارده سأله بتي بر لب بأم * چون مه چارده ، در حسن تمامبر سر سرو كله كوشه شكست * بر كل أز سنبل تر سلسله بستذاد هنكامه معشوقي ساز * شيوه جلوهكيرى كرد أغازومعناه :وصنم ذي أربع عشرة على سطح سقف * وفي تمام الحسن مثل قمر الأربع عشرةوضع على جانب رأسه تاجا مزينا بأغصان السرو * وتمنطق بنطاق من السنبل الغضّأخذ العود وهاج في العشاق * فبدأ بذلك جماله يعمل عمله
( آداب النفس للعيناثي 1 / 92 ) .
و - وجّهت الأخبار التراثية الأدبية هذا التقسيم إلى لغزّ لغوي عادت به إلى ما قبل الإسلام فذكر الجرجاني ( أبو العباس أحمد بن محمد الثقفي ، القاضي ، ت 482 هـ / 1089 م ) في كتابه : كنايات الأدباء وإشارات البلغاء ، ( ط . أوفست : دار البيان ودار صعب بيروت ) ،
نقلا عن الأغاني أن أمرأ القيس الشاعر كان من عادته أن « لا يتزوّج امرأة حتى يسألها عن ثمانية وأربعة واثنين .
فجعل يخطب النساء ، فإذا سألهن عن هذا قلن : أربعة عشر .
« 358 »
فبينا هو في جوف الليل إذا هو برجل يحمل ابنة له صغيرة ، كأنها البدر لتمّه ، فأعجبته . فقال لها : يا جارية ، ما ثمانية وأربعة واثنين ؟ .
قالت : أما ثمانية [ - الثمانية ] فأطباء الكلبة [ - جمع طبي : حلمات ضرعها ] وأما أربعة [ - الأربعة ] فأخلاف الناقة [ - جمع خلف : حلمة ضرع الناقة أو طرفه ] ، وأما اثنان [ الاثنان ] فثديا المرأة . فخطبها إلى أبيها ، فزوّجه إيّاها » !
ح - فوق هذا يبدو أن المقصود من تحليل الرقم 14 إلى 8 + 4 + 2 الإشارة إلى العشق الإلهي على صورة من قوانين الموسيقى ومناسبات الألحان وصلاتها بالنفوس على مذهب الفيثاغورية والفلاسفة الإشراقيين القدماء على العموم ومن هنا يعدّ هذا التحليل واقعا تحت نسبة الأضعاف من الألحان ، ( انظر روضة التعريف للسان الدين الخطيب ، ص 387 - 390 ، وبخاصة ، ص 388 ) . واللّه أعلم
[ 85 ] من الكامل :
1 - يا غافلا لجهالة عن شاني * هلّا عرفت حقيقتي وبياني ؟ !
4072 - فعبادتي للّه ستة أحرف * من بينها حرفان معجومان
4083 - حرفان : أصليّ وآخر شكله * في العجم منسوب إلى إيماني
4094 - فإذا بدا رأس الحروف أمامها * حرف يقوم مقام حرف ثان
4105 - أبصرتني بمكان موسى قائما * في النور فوق الطور حين تراني 411
...............................................................................................
[ 85 ]
الديوان ، ص 94 عن : تقييد ( مخطوط الجزائري ، ورقة 4 ب ) ، مخطوط قازان ، ص 44 ، مخطوط لندن ، ورقة 338 أ ، وراجع الفوائح المسكية في الفوائح المسكية لعبد الرحمن بن محمد البسطامي الحنفي الحروفي ( الفصل الأخير ) ، ( وراجع ترجمة الدسوقي في لواقح الأنوار للشعراني : 1 / 180 ) . وانظر أيضا : أخبار الحلّاج ، ص 60 .
« 359 »
التحقيق :
أ - هذا لغز جديد يدور حول كلمة « اتّحاد » فيما يبدو ، وبيانه أن عبادة هذا الصوفي للّه تتمثل في حال بعد الفناء ينتهي بالاتحاد باللّه أو الوحدة بينه تعالى وبينه .
ومدار اللغز من الناحية اللفظية أنّ الاتحاد ، الذي هو مدار عبادة الحلّاج للّه - يتكون من ستة أحرف هي « أ ، ت ، ت ، ح ، ا ، د » من بينها حرفان معجومان هما التاء مكررة ، فأحدهما أصلي هي التاء الثانية « وآخر شكله » أي مثله وهي التاء الأولى .
منسوب إلى إيمان الحلّاج : وهي الوحدة أو التوحيد المطلق ، وهكذا إذا بدا رأس الحروف - وهو الألف - وأمام الحروف الباقية حرف التاء الذي يقوم مقام الواو من الأصل « إوتحاد » التي صارت « اتّحاد » بالإبدال تطبيقا لقواعد الصرف ، عندئذ صار الصوفي في حكم موسى على الطور لما تجلّى له ربه فخرّ صعقا أوفني عن نفسه لاتّحاده باللّه وعجز ناسوته عن استجلاء سبحات الجلال .
وهذه المقطعة تذكّر ، في شكلها المؤوّل الذي بيّناه ، بالمقطعة السابقة التي مرّت بنا في حرف الراء ونصها :
عقد النبوة مصباح من النور * معلّق الوحي في مشكاة تأمور
باللّه ينفخ نفخ الروح في خلدي * وخاطري نفخ إسرافيل في الصور
إذا تجلّى لطورى أن يكلّمني * رأيت في غيبتي موسى على الطور
ب - في البيت الثاني : جاءت « فعبادتي » في الأصل على « عبارتي » وما أثبتناه أنسب للسياق ، وإن كانت « عبارتي » تصحّ أيضا باعتبارها بداية اللغز .
ج - في المناسبة التي دعت إلى ترديد هذه القطعة جاء في « أخبار الحلّاج » أن « رجلا من الأكابر ، يسمى ابن هارون المدائني ، استحضر الحلّاج وجماعة من مشايخ بغداد ليناظروه .
فلما اجتمعوا تفرّس الحسين بن منصور فيهم النكارة ، فأنشأ يقول » ( الأبيات ) « والنكارة الدهاء وكذلك النكر بالضم ، وقد نكر الأمر أي صعب واشتد » كما في الصحاح والقاموس ، ومنه حديث معاوية : « إني لأكره النكارة في الرجل ، بمعنى الدهاء كما في النهاية
« 360 »
لابن الأثير . ولهذا دلّت المناكرة على المحاربة ، « لأنّ كل واحد من المتحاربين يناكر الآخر أي يداهيه ويخادعه » كما فيه أيضا .
وهذا يعني أنّ الحلّاج لما رأى فيهم التحفّز لخصومته والإيقاع به مال إلى الرمز والإيماء وتحامى المقابلة الصريحة مناكرة لهم ، فقال ما قال .
د - زيادة في التركيز على أنّ المراد باللغز هو كلمة « اتّحاد » نحيل إلى « عطف الألف المألوف » للديلمي حين استشهد بشعر الحلّاج في تقريره أنّ « محبّة اللّه تعالى لأوليائه قديمة ومحبتهم له من تأثيرات تلك ( المحبة ) بلا امتزاج ، بل باتّحاد العبد به حتى كأنّه هو ( هو ) من طريق الفناء به » ( ص 44 - 45 ) .
[ 86 ] من الهزج :
1 - أنا أنت بلا شك * فسبحانك سبحاني
4122 - وتوحيدك توحيدي * وعصيانك عصياني
4133 - واسخاطك إسخاطي * وغفرانك غفراني
4144 - ولم أجلد يا ربّ * إذا قيل : هو الزاني ؟ !
415التحقيق :
أ - ذكر ماسينيون هذه المقطعة تحت فقرة عنوانها « دون نسبة » والحق أن ابن عجيبة قد نسبها صراحة إلى الحلّاج ( إيقاظ الهمم 1 : 156 ) .
ب - في رسالة الغفران تحقيق الدكتورة عائشة عبد الرحمن ، ط 4 ، 1986 ، ص 457 - 58 ( قال المعري ) أبو العلاء أحمد بن عبد اللّه بن سليمان 363 - 449 هـ / 973 - 1057 م ) في معرض حديثه عن الحلوليين :
...............................................................................................
[ 86 ]
الديوان ، ص 121 عن : رسالة الغفران ، ص 152 ، ابن عجيبة ، ص 156 ، تقييد ( مخطوط لندن ، ورقة 342 ب ، دون نسبة ) .
« 361 »
« وحكي عن رجل منهم أنه كان يقول في تسبيحه : سبحانك سبحاني ، غفرانك غفراني ، وهذا هو الجنون الغالب ، إنّ من يقول هذا القول معدود في الأنعام ما عرف كنه الأنعام » .
[ 87 ] من البسيط :
1 - أرسلت تسأل عني كيف كنت وما ... لقيت بعدك من هم ومن حزن
4162 - لا كنت إن كنت أدري كيف كنت ولا ... "لا كنت" إن كنت أدري كيف لم أكن 417التحقيق :
أ - في البيت الأول: جاءت « أرسلت » على « أوشكت » في البداية والنهاية ، ووردت « كنت » على « بتّ » في مرآة الجنان .
ب - هذه المقطعة الصغيرة نموذج من إخوانيات الصوفية وأسلوب مخاطباتهم العادية التي تلتصق بطراز حياتهم ولا تخلو من مصطلحاتهم .
ج - في البيت الثاني : يدعو الحلّاج أو سمنون على نفسه بالفناء إن كان واعيا لنفسه في تلك الأيام التي غاب فيها عن صديقه ، وفي الشطر الثاني يعكس الدعاء فيدعو على نفسه بالبقاء في العالم الحسّي ، الذي لا
...............................................................................................
[ 87 ]
الديوان ، ص 118 عن : وفيات الأعيان ، ص 924 ، وابن فاتك ، عيون ص 10 ، ورقة 8 ب ، في أشعار سمنون المنسوبة إلى الحلّاج .
وانظر أيضا : مرآة الجنان لليافعي : 2 / 257 ، البداية والنهاية لابن كثير : 11 / 134 منسوبين إلى الحلّاج ، دائرة المعارف للبستاني : 7 / 152 ، مع تقديم قوله : « ومن الشعر المنسوب إليه على اصطلاحهم وإشاراتهم » .
وراجع تاريخ بغداد : 9 / 236 حيث ذكر الخطيب البغدادي صراحة أن أبا علي الروذباري حدثه فقال : « كتب رجل إلى سمنون يسأله عن حاله وكيف كان بعده ، فكتب إليه سمنون » ( البيتين ) .
« 362 »
يرتضيه إن كان يدري كيف غاب عن وعيه ، وهو في كلتا الحالتين يسجّل على نفسه الذهول عن نفسه وعن عالمه .
د - كرّر أبو العباس أحمد بن عطاء ، صديق الحلّاج ، عبارة : « لا كنت إن كنت أدري » في شعر له جميل يقول فيه :
حقّا أقول : لقد كلّفتني شططا * حملي هواك وصبري إنّ ذا لعجيب
جمعت شيئين في قلبي له خطر : * نوعين ، ضدّين : تبريد وتلهيب
ولا كنت - إن كنت أدري - كيف يسلمني * صبري عليك ، وصبري صبر أيوب
( اللّمع للسرّاج ، ص 324 ) ، ويلاحظ الإقواء في البيت الثالث .
هـ - في ديوان الحقيقة والأشعار للشيخ عبد الغني النابلسي ، الماضي ، ط . بولاق 1270 هـ ، ( 2 / 150 ) هذه العبارة :
« قال [ - النابلسي ] - وقد رفع إليه هذا البيت [ الأول من المقطعة الحلّاجية ] - وسئل عن معناه - رضي اللّه عنه :
لا كنت إن كنت أدري أين كنت ولا * لا كنت إذ كنت أدري كيف لم أكن
فأجاب :أي : كنت من قبل إني كنت لا معه * فلا تكن معه بل كن به تكن
وهذا كله من صدق قوله - عليه السلام : كان اللّه ولا شيء معه ، وهو الآن على ما كان عليه كان » .
« 363 »
[ 88 ] من مجزوء الرمل :
1 - قد تحقّقتك في سر * ري فناجاك لساني
4182 - فاجتمعنا لمعان * وافترقنا لمعان
4193 - إن يكن غيّبك التع * ظيم عن لحظ عياني
4204 - فلقد صيّرك الوج * د من الأحشاء داني
421التحقيق :
أ - لم ينسب هذه المقطّعة إلى الحلّاج إلا الخطيب البغدادي وابن كثير ، ونسبها جلّ الرواة الآخرين إلى الجنيد البغدادي .
ب - في البيت الأول : وردت « تحققتك في سرّي » على « وتحققتك » في اللمع والرسالة القشيرية ، وعلى « فتحققتك » في شرح النفزي ، وعلى « وتحقيقك » في طبقات الصوفية للأنصاري ، وجاءت « سرّي » على « السرّ » في روضة الطالبين .
وقد جاء البيت كله في شرح النفزي هكذا :قد تحقّقت بسر * ري حين ناجاك لسانيج - في البيت الثاني : وردت « لمعان » الأولى على « بمعان » وما أثبتناه أنسب للسياق .
...............................................................................................
[ 88 ]
الديوان ، ص 116 عن : تاريخ بغداد : 8 / 115 ، الخركوشي ، المصدر السابق ، ورقة 199 ب ، السراج : الموضع السابق ، ص 84 الهجويري : كشف المحجوب ص 328 ، الهروي : طبقات الصوفية في الموضع السابق ( في المطبوع : ص 563 دون نسبة ) .
وانظر أيضا : الرسالة القشيرية : 1 / 210 ( منسوبا إلى الجنيد البغدادي ) ، الرسائل الفرائد للغزالي : روضة الطالبين وعمدة السالكين ، ص 157 ( غير منسوب ) ، مصباح الهداية ومفتاح الكفاية للكاشاني ( عز الدين محمود بن علي ، ت 735 هـ - 1334 - 35 م ) تحقيق جلال الدين همائي ، طهران 1365 هـ / 1945 - 6 م ، ص 218 ( للجنيد ) 418 ، ( غير منسوب ) ، البداية والنهاية لابن كثير ، 11 / 133 ( للحلّاج ) شرح النفزي على كتاب الحكم لابن عطاء اللّه : 2 / 78 ( للجنيد ) ، إيقاظ الهمم لابن عجيبة : 2 / 183 ( أشار إليه الجنيد بقوله ) .
« 364 »
د - في البيت الثالث : وردت « العيان » على « عيان » في الرسالة القشيرية ، وشرح النفزي ، وإيقاظ الهمم ، وما أثبتناه أنسب للسياق لموافقته « للأحشاء » في البيت التالي .
هـ - نظم الأنصاري في هذا المعنى أبياتا قال فيها :
تجمّعنا بمعنى وافترقنا * برسم الاسم : توفيق عجيب
فمعناها بلا رسم ولكن * أسامينا لمعنانا رقيب
فما في جمعنا إلا اصطلام * وفي تفريقنا حسن وطيب
( طبقات الصوفية ، له ، ص 563 ) ويشير بذلك إلى كون اسمه عبد اللّه فيما يبدو .
و - في البيت الرابع : « داني » قلقة نحويا إذ حقها أن تكون « دانيا » ولا تبيح الضرورات الشعرية تحوّلها إلى هذا الشكل .
[ 89 ] من البسيط :
1 - أأنت أم أنا هذا في إلهين * حاشاك حاشاك من إثبات اثنين 422
...............................................................................................
[ 89 ]
ديوان الحلّاج ، ص 90 عن : تقييد ( مخطوط لندن ، ورقة 339 ب الأبيات 1 - 4 ) .
مخطوط قازان ، ص 58 ( الأبيات 1 - 5 ) . مخطوط تيمور ، ص 43 ( الأبيات 1 ، 3 ، 4 ) . عين القضاة الهمداني : زبدة الحقائق . مخطوط باريس ، مضافة فارسية 1356 ورقة 80 أ ( الأبيات 1 - 3 ، 5 ) . البقلي : شطحيات ، مخطوط وقف شاهد على إسطنبول ، رقم 136 ( ترجمة الأبيات 1 ش 2 - 5 ، إلى الفارسية ) ، الأنقروي ( إسماعيل بن أحمد ) شرح مثنوي ، مصر 1254 هـ ، 1 / 6 ( البيتان 1 ، 5 ) . صاري ، عبد اللّه : جواهر : 4 / 102 ( الأبيات 1 - 5 ) . مجموعة فيينا المخطوطات التركية : 3 / 508 ب وورقة 13 أ ( البيتان 1 - 2 ) .
رضا قلي هدايت : رياض العارفين ، طهران 1305 ، ص 69 ، النابلسي : هتك الأستار ، مخطوط مصر ، تصوف 281 ، ورقة 13 ( الأبيات 1 ، 2 ، 5 ) وبالنسبة للبيت الخامس وحده فقد اقتبسه عين القضاة الهمداني في رسالة شكوى الغريب ، ورقة 42 أ ، ونجم الدين الرازي في مرصاد العباد ، ورقة 64 أ ، وعلي الحريري في مجموع رسائل ابن تيمية ، ص 62 ، 82 ، ونصير الدين الطوسي في « أوصاف الأشراف » ( مخطوط ديوان الهند ، فارسيات 1809 ) باب : 5 ،
عدل سابقا من قبل عبدالله المسافربالله في الأربعاء 17 يناير 2024 - 10:44 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
القوافي في ديوان الحلّاج قافية النون شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي :: تعاليق
القوافي في ديوان الحلّاج قافية النون شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
2 - هويّة لك في لائيّتي أبدا * كلّي على الكلّ تلبيس بوجهين
4233 - فأين ذاتك عنّي حيث كنت أرى * فقد تبيّن ذاتي حيث لا أيني
4244 - وأين وجهك ؟ مقصودا بناظرتي : * في باطن القلب ، أم في ناظر العين ؟
4255 - بيني وبينك إنّي ينازعني * فارفع بلطفك إنّي من البين
426اللغة :
الهوية : من ضمير الغائب ( هو ) « الحقيقة المطلقة المشتملة على الحقائق اشتمال النواة على الشجرة في الغيب المطلق » كما في العريفات للشريف الجرجاني ، ص 229 .
لائيّتي : بمعنى فنائي ، وهي صورة الإنيّة السلبية في حال الانسلاخ من البدن حيث تتّحد لام المخلوق بألف اللّه ، سبحانه ، ولتكّون اللائية التي هي فناء ظاهري ووجود جوهري .
...............................................................................................
فصل 6 ( طبعة برلين 1306 هـ ش - 1927 م ، بخط ميرزا حسين جان سيفي ، عماد الكتاب ، ص 66 ) ، وعفيف الدين التلمساني في شرح المواقف ( مخطوط ديوان الهند بلندن ، رقم 597 ) باب الكبرياء ، والوزير رشيد الدين فضل اللّه الهمذاني في لطائف الحقائق ( باريس 2324 ) ورقة 32 أ ، وداود بن محمود القيصري في كتاب شرح فصوص الحكم ( مخطوط المكتبة الملكية بمصر ) ، ورقة 272 ب ، ومحمد بن محمود دهدار فاني في شرح خطبة البيان ( مخطوط ديوان الهند ، فارسيات 1922 ) ، ورقة 207 أو صدر الدين الشيرازي في كتابه الأسفار الأربعة ( طبع حجر بطهران ) ( 1 / 26 ، ص 17 ) ، والكموشخاني ( ضياء الدين أحمد في كتاب جامع الأصول في الأولياء وأنواعهم ، مصر 1319 هـ ) ، ص 244 .
وانظر أيضا : أخبار الحلّاج ، ص 75 - 76 ، حيث زاد في مصادر هذه القطعة كتاب الفواتح السبعة للقاضي الحسين بن معين الدين الميبدي ( مخطوط أسعد أفندي ، رقم 1611 ) ، ورقة 19 أ ، وكلمات التصوف لشهاب الدين السهروردي المقتول ( مخطوط ديوان الهند بلندن ، فارسية 1922 ) ، ورقة 26 أ ( المصراع الثاني من البيت الثالث ) ، وروضات الجنات للخوانساري : 2 / 227 ، وفي هذا الموضع أشار الخوانساري ( محمد باقر بن زين العابدين : 1226 - 1313 هـ - 1811 - 1896 م ) إلى أن بهاء الدين العاملي فقد روى البيت الأخير أيضا وزاد عليه تعليقا من عنده . وجاء البيت الأول وحده في الأسفار الأربعة للفيلسوف صدر الدين الشيرازي ( محمد بن إبراهيم ، ت 1050 هـ - 1641 م ) ، ط . طهران 1964 ، ( 1 / 116 ) :
بالنص التالي :
أنت المنزّه عن نقص وعن شين * حاشاني حاشاني من إثبات اثنين
« 366 »
التلبيس : هو الاختلاط والاشتباه من « « التبس عليه الأمر » كما في الصحاح وهو في الاصطلاح : تجلّي الشيء بضده .
حكي عن الواسطي - رحمه اللّه - أنه قال ؛ التلبيس عين الربوبية » معناه : أن المظهر يظهره في زيّ الكافر ، والكافر في زيّ المؤمن .
قال تعالى وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ )( المائدة 6 : 9 ) » ( كما في اللمع ، ص 449 ) .
حيث لا أيني : بمعنى حيث خفي أيني أي في حال في الفناء أيضا وتجاوز الشعور بالشيئية الماديّة .
الإنّي : هنا في الإنيّة « وهي تحقّق الوجود العيني من حيث رتبة الذاتية » اتّصالا بإنّي وكذا بأنا التي منها الأنانية وهي « الحقيقة التي يضاف إليها كل شيء من العبد كقوله : « نفسي وروحي وقلبي ويدي » كما في اصطلاحات الصوفية للكاشاني ( عبد الرزاق بن جمال الدين ، ت 735 هـ / 1335 م ) تحقيق الويز سبرنجر ، كلكتا ، 1845 م ، ص 11 ، في مقابل الهو التي « هي اعتبار الذات بحسب الحضور الوجود » ( أيضا ، ص 23 ) ، في العالم الروحي دون إحساس جزئي بالوجود الفردي المتعيّن .
التحقيق :
أ - في البيت الأول : وردت « حاشاك » على « حاشاي » في أصول الدين والتصحيح من أخبار الحلّاج ، إذ الخطاب للّه تعالى وإثبات الواحد وغيره لا يكون إلا منه تعالى .
وفي الديوان أيضا ورد الشطر الأول على : « آه أنا أم أنت هذين إلهين » ، وواضح أنّه مليء بالتصحيف والخطأ ، وروايتنا من أخبار الحلّاج ومصادره .
ب - في البيت الثاني : وردت « لا أين » بغير الضمير وأضفناه بحكم السياق .
ج - في البيت الخامس : وردت كلمة « إنّي » بفتح الهمزة في الديوان وأخبار الحلّاج والمصادر الأخرى بنقل المحققين وكذلك « بأنيّك » و « أنّي » ، وذلك خطأ إذ هذه الكلمة صارت اصطلاحا مستقلّا له وجه واحد لا يتغيّر
« 367 »
مع الأعراب وروايته على الحكاية في أهون ما ينطبق عليه العرف النحوي .
وفي الروايات الواردة عن مصادر الديوان وأخبار الحلّاج ، جاء الشطر الثاني من هذا البيت على : « فارفع بإنّيك » ، وفي الديوان « بأنّك » - إنّيّ من البين » .
ومع جرس « إنّيك » المناسب للمعنى نرجح « بلطفك » عليها لإصابتها المعنى المقصود من كون رفع الإنّية ، أو إطلاق الإنسان من وجوده المقيّد إلى وجود اللّه الحقيقي المطلق ، لا تكون إلا لطفا من اللّه - وهو في اللغة :
الرفق والبرّ ، كما في الصحاح ، وفي الاصطلاح : « ما يدعو إلى فعل الطاعة على وجه يقع اختيارها عنده أو يكون أولى أن يقع عنده » كما في المغني في أبواب التوحيد للقاضي عبد الجبار بن أحمد المعتزليّ ، ت 415 هـ / 1024 م ،
كتاب اللطف ، الجزء الثالث عشر ، تحقيق الدكتور أبو العلا عفيفي ، مصر 1382 هـ / 1962 ، ص 9 ، وهو باختصار : « التوفيق والعصمة وإزاحة لعلّة المكلّف » كما في هذا الكتاب أيضا ، ص 12 - 20 .
فرفع الإنّية لا يكون إلّا بعون من اللّه ولطف ، ولهذا فهذه الكلمة أولى من « إنّيك » و « أنّك » لأنها تخالف « الهويّة » التي هي مصطلح الوجود الإلهي مع العموم .
وفيما عدا هذا ، وردت « بلطفك » في النص الذي جاء في « الأسفار الأربعة » لصدر الدين الشيرازي ، وجاءت على « بفضلك » في نص « أوصاف الأشراف » و « روضات الجنات » ، وعلى « بحقّك » في « مجموعة الرسائل والمسائل » لابن تيمية ، ص 62 .
د - في مناسبة قول الحلّاج لهذ المقطعة ، ذكر صاحب « أخبار الحلّاج » أنه كان يقول للناس : « ليس للمسلمين شغل أهمّ من قتلي » . وكان يقول لمن أنكر عليه هذه العبارة : « من لم يقف على إشاراتنا ، لم ترشده عباراتنا » ( ص 75 ) .
هـ - تعليقا على البيت الأخير يقول عين القضاة الهمداني الذي لقي مصير الحلّاج بوشايات كاذبة وإلى مثل ذلك يشير قوله - صلّى اللّه عليه وسلّم - : « لا يزال
« 368 »
عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه . فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ولسانه الذي ينطق به » .
والمغلوب ، في هذه الحال ، إذا سلب عنه عقله ، وتلاشى في إشراق سلطان أنوار الأزل ، لو قال :
سبحاني ما أعظم شاني ، وما يشبه ذلك - كما سبقت الإشارة إليه - لم يؤاخذ به لأن كلام العشاق يطوى ولا يروى [ وهي عبارة الغزالي ] .
كما يروى أن فاختة كان يراودها زوجها عن نفسها وهي تمتنع فقال لها : إن أطعتني وإلّا قلبت ملك سليمان ظهرا لبطن [ ! ] فبلّغت الريح كلامه إلى سليمان ، فاستدعاه وقال له في ذلك .
فقال له : يا نبيّ اللّه ، كلام العشاق لا يحكى . فاستحسن ذلك سليمان عليه السلام » .
( شكوى الغريب ، ط . طهران 1962 ، ص 35 - 36 ) .
هـ - كان تعليق نصير الدين الطوسي ( محمد بن الحسن ، 597 - 672 هـ / 1200 - 1273 م ) على الشطر الأخير من هذه المقطعة أنّه دعاء دعا به الحلّاج « فاستجيب له حتى استطاع أن يقول : أنا الحق ، ومعناه رفع الإنّية دون الاثنينية » ( أوصاف الأشراف ، برلين 1927 م ، ص 66 ، وقد أسقط الشيخ محمد الخليلي البيت والتعليق من ترجمته لأوصاف الأشراف إلى العربية دون مبرّر علميّ معقول واحتجّ لذلك بقوله : « من هنا حذف بيت من الشعر وبعض كلمات قصيرة جدا لبعض المتصوّفة ، تركناها لرجحان عدم ذكرها ولعدم إخلالها بالمعنى إذ هي شاهد في الموضوع لا غير ! » ( أوصاف الأشراف ، النجف 1375 هـ / 1956 م ، هامش ، ص 103 ) ومعروف أن الإنسان يتصرف بما قاله هو لا بما قاله غيره والتزم بنقله من لغة إلى أخرى .
و - وكان تعليق صدر الدين الشيرازي ( محمد بن إبراهيم ، ت 1050 هـ / 1664 م ) قوله : « لا يمكن للمعلومات مشاهدته ذاته إلّا من وراء حجاب أو حجب . . .
وهذا لا ينافي الفناء الذي أدعوه ، فإنّه إنّما يحصل بترك الالتفات إلى الذات والإقبال بكلية الذات إلى الحق ، فلا يزال هذا العالم في حجاب تعيّنه وإنّيته عن إدراك الحق : لا يرتفع ذلك الحجاب عنه ، بحيث لم يصر مانعا عن الشهود ، ولم يبق له حكم - وإن أمكن أن
« 369 »
يرتفع تعيّنه عن نظر شهوده - لكن يكون حكمه باقيا كما قال الحلّاج :بيني وبينك إنّيّ ينازعني * فارفع ، بلطفك ، إنّيّ من البين( الأسفار الأربعة ، طبع حجر ، طهران ، 1 : 26 ، وانظر أخبار الحلّاج ، هامش المحقّقين ، ص 80 ) .
ز - في تسويغ رفع الإنّية ، أو تجلّي اللّه للإنسان قال فريد الدين العطار :
« يثير عجبي قوم يسوّغون سماع « أنا اللّه » من الشجرة في غير بين ، فلماذا لا يسوّغون صدور هذه العبارة من الحسين ( بن منصور الحلّاج ) في غير بين كذلك ، وهذا مثل نطق اللّه بلسان عمر في قوله ( ص ) : « إن الحقّ لينطق على لسان عمر ، دون أن يداخل ذلك حلول ولا اتّحاد » ( تذكرة الأولياء ، 2 : 109 ، ترجمة المحقق ) .
وقد جاءت هذه العبارة مترجمة إلى العربية في رسالة غير ذات عنوان ولا تنسب إلى مؤلف تحت فقرة عنوانها « باب في مناقب . . . الحلّاج » : « قيل : ومن العجب أنّهم يسمعون كلام اللّه تعالى ( 20 : 14 ) من الشجرة : إنّي أإنا اللّه لا إله إلا أنا ، ويقولون : قال اللّه تعالى كذا ولا ينسبونه إلى الشجرة وإنّهم يسمعون من شجرة وجود ابن منصور « أنا الحق » ويقولون : قال ابن منصور كذا ولا يقولون ؛ إنّ اللّه قال بلسان الحلّاج ، كما روى أنّ اللّه تعالى تكلم بلسان عمر - رضي اللّه عنه - ولا حلول ولا اتّحاد » ( الطواسين ، ص . . من المقدمة ) .
وفي جامع الأنوار للبندنيجي ( عيسى صفاء الدين ، ت 1283 هـ / 1866 - 7 م ) أورد هذا المصنف ترجمة أخرى لهذه العبارة في قوله : « قال الشيخ فريد العطار في الكتاب المذكور : إنّ ما ظهر من الشجرة في الوادي الأيمن من مكة : إني أنا اللّه رب العالمين إذا ظهر من شجرة وجود الحسين لا يقتضي أن ينسب إلى الإلحاد أو دعوى الحلول والاتحاد » ( ص 348 ) ومن النصين يتبين مقدار التصرّف في عبارة العطار وإن كان المعنى مفهوما .
وقد طارت شهرة عبارة العطار هذه في الحلّاج حتى صبّت في قالب
« 370 »
شعري بالفارسية من نظم بهاء الدين العاملي ( محمد بن الحسين بن عبد الصمد الحارثي ، ت 1031 هـ / 1622 م ) :روا باشد « أنا الحق » أز درختي * چرا نبود روا أز نيك بختي( رياض العارفين لرضا قلي هدايت : بن محمد هادي الطبري ، 1218 - 1288 هـ / 1803 - 1872 م ) طهران 1316 ش / 1937 م ، ص 108 ، وانظر أيضا جامع الأنوار للبندنيجي دون نسبة ومع تغيير « روا » إلى مرادفها « سزا » ، ص 348 .
وقد ترجم البندنيجي هذا البيت إلى العربية بقوله :صحّت « إنّي أنا اللّه » العزيز من الشجر * لم لا تصحّ من النبيل من البشروترجمة البيت الحرفية هي : لقد ساغت « أنا الحق » من شجرة فكيف لا تسوغ من حسن الطالع » ، والإشارة إلى قوله تعالى مخاطبا موسى ( ع ) في جبل طور إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا ، فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي )( طه 20 : 14 ) ، فإذا صلحت الشجرة واسطة لنطق اللّه فما أولى الإنسان بذلك وهو أشرف المخلوقات - في رأي الصوفية من أصحاب وحدة الوجود على الأقل .
ح - معنى القطعة واضح ، والزيادة في شرحها نافلة .
[ 90 ] من البسيط :
1 - حمّلتم القلب ما لا يحمل البدن * والقلب يحمل ما لا تحمل البدن
4272 - يا ليتني كنت أدنى من يلوذ بكم * عينا لأنظركم أو ليتني أذن 428
...............................................................................................
[ 90 ]
الديوان ، ص 97 - 98 عن : حقائق التفسير للسلمي ( تفسير 33 : 72 ) ( الأحزاب :إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ ، إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا ).
« 371 »
التحقيق :
أ - في البيت الأول : اختار ماسينيون « حمّلت بالقلب » على ما أثبتناه مع قيام هذا برواية المخطوط ، وذلك غريب حقا ولعلّه من خطأ الطبع .
ب - ذكر ماسينيون في تعليقه على هذه المقطّعة أن كلمة « بدن » جاءت في شعر نصيب بن رباح ( ت 108 هـ / 726 م ) : وذلك في قوله :
حلفت بمن حجّت قريش لبيته * وأهدت له بدنا عليها القلائد
( الأغاني دار الكتب ، 1 / 372 ، وانظر شعر نصيب بن رباح : جمع وتقديم الدكتور داود سلّوم ، بغداد 1968 م ، ص 76 ) وهي صلة عرضية ليست بذات قيمة ولا تغني شيئا .
وكان بإمكان ماسينيون الاستشهاد بشيء أقرب إلى المعنى - لا لفظ البدن - وذلك في قول شاعر قديم :
يجدد أحزانا لنا كل هالك ... ونسرع نسيانا ولم يأتنا أمن
فإنا، ولا كفران لله ربنا ... لكالبدن ما تدري متى يومها البدن
( البيان والتبيين للجاحظ ، تحقيق حسن السندوبي ، مصر 1366 هـ / 1947 م ، 3 : 164 ) وفات ماسينيون أن يشير إلى شعر لنصيب فيه معنى هذه المقطّعة ، وذلك قوله :
أتصبر عن سعدى وأنت صبور * وأنت بحسن الصبر منك جدير ؟
وكدت - ولم أخلق من الطير - إن بدا * سنى بارق - نحو الحجاز أطير
( الأغاني ، 1 : 364 ، شعر نصيب ، ص 91 ) .
ج - في معنى التمنّي ، الذي يرد في هذه المقطّعة ، يحسن أن نسجّل قول القائل :
شوقي إليك مجاوز وصفي . . . وظهور وجدي فوق ما أخفي
يا ليت جسمي كله حدق . . . حتى تراك وليتها تكفي
ما دار ذكر منك في خلدي . . . إلا طرفت بدمعتي طرفي
« 372 »
( مشارق أنوار القلوب لابن الدبّاغ ، ص 29 )
د - يلوح لنا أنّ هذه المقطّعة من إنشاء الحلّاج لا نظمه ، إذ ليس في طاقته أن يضمّن شعره هذا المستوى العالي من التعبير الفنّي ، وكدنا نحولها إلى القسم الذي يجمع الأشعار التي نسبت إليه لولا أن أبا عبد الرحمن السلمي نسبها إليه . لكنّا سنبحث في المظان على أمل معرفة قائلها .
[ 91 ] من الطويل :
1 - رقيبان منّي شاهدان لحبّه * وانان منّي شاهدان تراني
4292 - فما جال في سرّي لغيرك خاطر * ولا قال - إلّا في هواك – لساني
4303 - فإن رمت شرقا أنت في الشرق شرقه * وإن رمت غربا أنت نصب عياني
4314 - وإن رمت فوقا أنت في الفوق فوقه * وإن رمت تحتا أنت كلّ مكان
4325 - وأنت محلّ الكل بل « لا محلّة » * وأنت بكلّ الكلّ ليس بفان
4336 - بقلبي وروحي والضمير وخاطري * وترداد أنفاسي وعقد لساني
434التحقيق :
أ - في البيت الأول : يبدو تصحيف ظاهر في الشطر الثاني .
ب - في البيت السادس : « بقلبي » وردت في الأصل على « فقلبي » وبما أثبتناه يتبيّن المعنى ولا ينقطع .
ج - ذكر ماسينيون أن قطعة شبيهة بهذه ترد في كتاب الزهرة ( الفصل 19 ، ص 206 ) .
د - ولاحظ الزميل الكريم الدكتور ويلر ثاكستون من جامعة هارفارد الأمريكية أن « رمت » ، في البيتين الثالث والرابع ، تحتمل كسر الراء لتعني « تحرّكت » وهو خاطر وارد - وإن كان الفعلان يتصلان بالحركة .
...............................................................................................
[ 91 ]
الديوان ، ص 99 - 100 عن ابن الجوزي : نرجس القلوب ( مخطوط ) .
« 373 »
هـ - قال أعشى ميمون ، في ما يتصل بالفعل رام يريم ، هنا :
تَقول ابْنَتي حِين جد الرحيل أرانا سَوَاء وَمن قد يتم
أَبَانَا فَلَا رمت من عندنَا ... فَإنَّا بخيرٍ إِذا لم ترم
وَيَا أبتا لَا تزل عندنَا ... فَإنَّا نَخَاف بِأَن نحترم
أرانا إِذا أضمرتك البلا ... د نجفى وَيقطع منا الرَّحِم
( خزانة الأدب لعبد القادر البغدادي ، 2 / 858 )
ورام : بمعنى برح ، ولا تزل : بمعنى لا تتركنا .
[ 92 ] من الطويل :
1 - بيان بيان الحقّ أنت بيانه * وكلّ بيان أنت منه لسانه
4351 - أشرت إلى حقّ بحقّ ، وكل من * أشار إلى حقّ فأنت أمانه
4363 - تشير بحق الحق والحقّ ناطق * وكلّ لسان قد أتاك أوانه
4374 - إذا كان نعت الحقّ للحقّ بيّنا * فما باله في الناس يخفى مكانه 438
[ 93 ] من مخلّع البسيط :
1 - خاطبني الحقّ من جناني * فكان علمي على لساني
4392 - قرّبني منه بعد بعّد * وخصّني اللّه واصطفاني 440
...............................................................................................
[ 92 ]
الديوان ، ص 98 عن : تقييد ( مخطوط قازان ، ص 82 ، مخطوط لندن ، ورقة 326 ب ، مخطوط تيمور ، ص 10 ، البقلي : شطحيات ، مخطوط شاهد علي ، ص 126 ( البيتان الثاني والثالث ) ( والمطبوع خلو منهما ) .
[ 93 ]
الديوان ، ص 95 عن الطواسين : 3 / 12 ، ( ص 24 ، ترجمة البقلي إلى الفارسية ) ، صاري عبد اللّه : جواهر 5 / 120 ، الحريفيش المكي : الروض الفائق ص 233 .
وانظر : الروض الفائق نفسه ، ط . مصر 1316 هـ ، ص 209 ( للمقطعة كلها مع ورود ، « الحب » بدل « الحق » في البيت الأول ) .
« 374 »
3 - أجبت لما دعيت طوعا * ملبّيا للذي دعاني
4414 - وخفت مما جنيت قدما * فوقّع الحبّ بالأماني
442اللغة :
الحبّ : المحبوب
وقعّ بالأمان : كتب بخطّه في الرقعة المرفوعة إليه أن يترك ملتمس الأمان حرّا ولا يطلب .
الشرح :
تتحدث المقطعة عن إنسان مغضوب عليه لأفعال سيئة اقترفها لكنه حظي بالعفو بعد التوبة والإصلاح وبشّر به إلهاما وأمر بالتقرّب والعودة إلى مكانته الأولى .
ومع الفرح الطاغي الذي قاد خطى هذا التائب إلى تقريبه من جديد خشي أن تكون ذنوبه السابقة مدعاة لرضا ناقص فقدم استرحاما في رقعة رفعت إلى السدّة استجلابا لاطمئنان القلب فكان أن عاد الاسترحام مقترنا بالعفو والحكم بالأمان من الغضب والطلب .
وواضح أن الأسلوب الذي اتبع في هذه القطعة مزيج من التجريد الصوفي والاستعارة الأدبية ، ومعناها واضح فيما نرجو ونأمل .
[ 94 ]من الوافر :
1 - ألا أبلغ أحبّائي بأنّي * ركبت البحر وانكسر السفينة
4432 - على دين الصليب يكون موتي * ولا البطحا أريد ولا المدينة 444
...............................................................................................
[ 94 ]
الديوان ، ص 91 عن : تقييد ( مخطوط قازان ، ص 60 ) ، مخطوط تيمور ، ص 44 ، حميد الدين الناكوري ( ت 643 هـ - 1236 م ) ، طوالع الشموس ، مخطوط كلكتا ، رقم 126 .E، فارسية 1183 ، ورقة 211 ( البيت الأول ) . المرسي ( انظر لطائف المنن للشعراني : 2 / 84 ) ( البيت الثاني ) .
وانظر أيضا : أخبار الحلّاج ، ص 81 - 82 .
« 375 »
التحقيق :
أ - في البيت الأول : السفينة مؤنث مجازي ولهذا يسوغ حذف التاء من الفعل قبله .
ب - في البيت الثاني : جاءت « على دين الصليب » في أخبار الحلّاج على « ففي دين الصليب » وما في الديوان أولى على المعنى المألوف .
ج - جاء في أخبار الحلّاج أن الحسين بن حمدان لما سمع الحلّاج ينشد هذين البيتين في سوق بغداد، تبعه وجعل يحكي قصة يقول فيها:
« فلما دخل داره كبّر يصلّي ، فقرأ « الفاتحة والشعراء » إلى « الروم » . فلما بلغ إلى قوله تعالى :وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ- الآية - كرّرها وبكى .
وفلما سلّم ، قلت : يا شيخ ، تكلّمت في السوق بكلمة من الكفر ثم أقمت القيامة ههنا في الصلاة ، فما قصدك ؟ قال : أن تقتل هذه الملعونة ، وأشار إلى نفسه .
فقلت : يجوز إغراء الناس على الباطل ؟ قال : لا ، ولكنّي أغريهم على الحقّ ، لأنّ عندي قتل هذه من الواجبات ، وهم إذا تعصّبوا لدينهم ، يؤجرون » ، ص 82 .
د - في هامش أخبار الحلّاج نقل ماسينيون وبول كراوس نصّا من لطائف المنن للشعراني ( ط مصر 1321 ، 2 : 84 ) روى فيه المصنف عن أبي العباس المرسي ( ت 686 هـ / 1287 م ) أنه كان يقول : « أكره من الفقهاء خصلتين : قولهم بكفر الحلّاج وقولهم بموت الخضر عليه الصلاة والسلام .
أما الحلّاج فلم يثبت عنه ما يوجب القتل ، وما نقل عنه يصحّ تأويله نحو قوله : على دين الصليب يكون موتي ، ومراده أنه يموت على دين نفسه ، فإنّه هو الصليب وكأنه قال : « أنا أموت على دين الإسلام وأشار إلى أنّه يموت مصلوبا » .
هـ - المراد بالبيتين ، فوق ما ذكره أبو العباس المرسي ، أن موت الحلّاج يكون على نسق نهاية المسيح بالصلب قربة إلى اللّه وضربا بالمثل للبشر وتثبيتا للعقيدة ، أما قوله : « ولا البطحا أريد ولا المدينة » فيمكن تأويله
« 376 »
بسهولة . والخلاصة أن الحلّاج أراد أن يكون مسيح الصوفية في الفداء والتضحية ليثبّت له مشربهم وقد كان .
[ 95 ] من البسيط :
1 - هل من نديم أخي وردّ أطارحه * يكاد من لطف معناه يمازجني
4452 - إذا أشرت إلى معنى أقرّ به * ذوقا فيفهمه مني ويفهمني
4463 - أصبحت ألطف من مرّ النسيم سرى * على الرياض فكاد الوهم يؤلمني
4474 - من كل معنى لطيف أجتني قدحا * وكلّ ناطقة في الكون تطربني
448التحقيق :
المقطعة تتضمن روحا صوفية حلاجية ، وربما كانت منسوبة إلى الحلّاج ، ونترك أمر نفيها أو إثباتها للباحثين الآتين :
[ 96 ]من مجزوء الرجز ( 20 ) :
1 - طوبى لطرف فازمن * ك بنظرة أو نظرتين
4492 - ورأى جمالك كل يو * م مرّة أو مرتين
4503 - يا زين كلّ ملاحة * حوشيت من عيب وشين
4514 - أنت المقدّم في الجما * ل ، فأين مثلك ؟ أين أين ؟
452النص :
في البيت الثالث : « حوشيت » جاءت في الأصل على « حواشيك » وما أثبتناه أنسب للموضع .
...............................................................................................
[ 95 ]
نزهة الأبصار في محاسن الأشعار للعنّابي ، ص 146 .
[ 96 ]
تقييد بعض الحكم والأشعار ، ورقة 333 أ .
« 377 »
التحقيق :
أ - هذه المقطعة ترد ضمن حكاية الشبلي لمصرع الحلّاج .
ب - قال الحلّاج هذه المقطعة - فيما تقص الحكاية - بمحضر من الشبلي أثناء القتل على فترتين ، الأول : قال فيها البيت الأول ثم « غاب عن خطاب الشبلي ساعة وسكت ثم تكلم وقال » [ البقية ] .
ج - جاء في ختام القصة أن الحلّاج توجه بهذا الشعر إلى الشبلي نفسه وأنه . « كان خطابه للشبلي على سبيل المدح » ، الأدب الصوفي للحلواني ( أحمد عبد المنعم عبد السلام ، معاصر ) ط مصر 1949 ، ص 390 [ دون نسبة ] ( البيتان الأولان ) .
وجاءت المقطعة كلها في مشارق أنوار القلوب للدباغ ، ( ص 87 - 88 ) دون نسبة أيضا .
[ 97 ] من مخلّع البسيط :
1 - مواصلي بالوصال صلني * وصل وصالا بلا تجنّ
4532 - زعمت أنيّ فنيت عنيّ * فكيف لي بالدنوّ منّي
4543 - إذا دنا منك لي فؤادي * فلا تسلني وسله عنّي
4554 - سؤال مستيقظ حفيظ * الحق أعني وأنت تعني
4565 - مواصلي بالصدود لمّا * بحقّ حقّ الصّدود صلني
4576 - ولا تمتني بكرب صدّ * فبعض ضرب الصّدود يضني
4587 - عجبت أنّي أموت شوقا * وأنت - يا سيّدي - تعدني [ كذا ] 459
...............................................................................................
[ 97 ]
تقييد بعض الحكم والأشعار ، ورقة 328 أ .
« 378 »
النص :
في البيت الأول :
أ - جاءت « مواصلي » على « يا مصلى » ولا تستقيم ، وقد ذكر الزمخشري في أساس البلاغة قوله وصيل تكون لمواصلة الذي لا يكاد يفارقه » ( ص 1025 ) .
وفي استعمال مواصل قال ابن حزم في طوق الحمامة ، ط مصر 1959 ( ص 51 ) في الرقيب الفضولي :
مواصل لا يغب قصداً ... اعظم بهذا الوصال غما
صار وصرنا لفرط ما لا ... يزول كالإسم والمسمى
ونقل محمد بن داود الأصفهاني عن شاعر إسلامي قوله :
فصل المواصل ما صفا لك ودّه * وأصرم حبال الخائن المتبدّل
( غير أنه صحف كلمتنا على الموصل ! انظر الزهرة الجزء الأول ، ص 152 )
ب - وجاءت « بالوصال » على « بالوصل » وبما أثبتناه يستقر الوزن .
في البيت الثالث : جاءت « منك لي » معكوسة فأقمناها ليستقر بها الوزن .
في البيت الرابع : جاء الشطر الثاني هكذا ، وفيه تصحيف لم نتبين حاقه .
وفي الشطر الثاني ربما كانت « مستيقن » جديرة بمكان « مستيقظ » .
وفي البيت الخامس : « لما » تعد حرف استثناء « فتدخل على الجملة الإسمية نحو( إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ )[ 86 الطارق 4 ] في من شدد الميم ، وعلى الماضي لفظا لا معنى ، نحو : أنشدك اللّه لمّا فعلت ، أي بما أسألك إلا فعلت . . . كما في مغنى اللبيب لابن هشام : أبي محمد عبد اللّه بن يوسف الأنصاري . ت 761 هـ / 1360 م ، مطبعة مصطفى محمد ، القاهرة 1356 هـ / 1937 م ، 1 / 220 .
فالمعنى يستقيم بلمّا على هذا الأساس لتكون أداة للتوسل وإن كان صديقنا الكبير الأستاذ مكي السيد جاسم يرى قراءتها على « لمّا » بالتنوين بمعنى ( كثيرا ) .
« 379 »
في البيت السادس : جاءت « بكرب صد » في الأصل على « بكرب وصد » وهي جارية مع تسلسل المقطعة ، وكذا جاءت « كرب الصدود » على « ضرب الوجود » وهو مخالف للسياق وبما أثبتناه يقوم المعنى .
في البيت السابع : واضح أن في « تعدني » المجزومة خطا نحويا لكنها جاءت هكذا فأثبتناها على أمل تصحيحها وان كانت مما يسمح به الشعر في الضرورات .
ملاحظة : جاءت هذه المقطعة ضمن الروايات التي نسبت إلى الشبلي .
[ 98 ] من الخفيف :
يا معين الضنا على جسدي * على الضنا يا معين أعني
460النص :
الشطر الثاني مختل الوزن بعلى وهكذا جاء البيت .التحقيق :
هذا البيت يذكر بقول الحلّاج :
يا معين الضنّا علي * ي أعنّي على الضنا ( الديوان بتحقيقنا ص 17 ) .
[ 99 ] من مجزوء الرمل :
1 - يا حبيبي أنت سؤلي * قد تراني في مكاني
4612 - نورك المبصر حقّا * لعياني لعياني 462
...............................................................................................
[ 98 ]
تقييد بعض الحكم والأشعار ، ورقة 327 أ .
[ 99 ]
تقييد بعض الحكم والأشعار ، ورقة 329 أ .
« 380 »
3 - وتحققتك فاصنع * كلّ ما شئت بشاني
4634 - أنا في الحب قتيل * ومع الأحباب فان
464النص :
في البيت الأول : جاءت « سؤلي » على « سؤالي » وما أثبتناه مناسب .
وجاءت مكاني على « كل مكان » ومعها يضيق الشطر بما فيه .
في البيت الثاني : جاءت « المبصر » مصحفة تحتل « المبهى » وفيها خطأ لغوي وقد تحتمل « المبهر » لكنها خطأ أيضا .
وقد حملنا على إثبات « المبصر » الفعل « تراني » الذي ورد في البيت الأول .
وكأنّ الحلّاج يريد أن يقول : إنك تستطيع أن تنفذ إلى أعماقي بنورك فتدرك ما يملأ نفسي من حبك .
التحقيق :
هذه المقطعة من حكاية الشبلي لقتل الحلّاج .
[ 100 ]من الوافر :1
- قلوب العاشقين لها عيون * ترى ما لا يراه الناظرونا 465
................................................................................................
[ 100 ]
ديوان الحلّاج ، ص 115 ( الأبيات 1 - 3 ، 5 ، 6 ) عن : ابن عجيبة : إعجاز البيان ، ص 82 ( بيتان ) ، 313 الباقي منسوب لسهل بن عبد اللّه التستري في الحلية لأبي نعيم ( الحق أن ما في الحلية هو المطلع فقط وليس منسوبا إلى سهل وإنما كان من إنشاده ) « الحلية : 10 / 200 » ، ألف ليلة وليلة : 2 / 211 ( مطبعة محمد علي صبيح ) ، بلا تاريخ ، الليلة 367 ، 2 / 239 ، البيت الأول فقط .
وانظر أيضا : تقييد . . . ( الأبيات 1 - 3 ، 5 ، 6 ) ورقة 328 أو بالنسبة للأبيات ( 1 - 4 ) ، نشأة التصوف الإسلامي للدكتور إبراهيم بسيوني ، ص 132 - 133 ، عقلاء المجانين للنيسابوري ، للأبيات ( 1 - 4 ، 7 ) روض الرياحين لليافعي ، ص 268 ( دون نسبة ) . وللأبيات ( 1 ، 3 ، 2 ، 4 ، 7 ) مع زيادة ثمانية أبيات أجنبية ، سفينة النجاة المرضية في أناشيد السادة الشاذلية لمحمود نسيم ، ص 201 - 2 . وللأبيات ( 1 -
« 381 »
2 - وألسنة بأسرار تناجي * تغيب عن الكرام الكاتبينا
4663 - وأجنحة تطير بغير ريش * إلى ملكوت ربّ العالمينا
4674 - وترتع في رياض القدس طورا * وتشرب من بحار العارفينا
4685 - فأورثنا الشراب علوم غيب * تشفّ على علوم الأقدمينا
4696 - شواهدنا عليها ناطقات * تبطّل كل دعوى المدّعينا
4707 - عباد أخلصوا في السرّ حتى * دنوا منه وصاروا واصلينا
471التحقيق :
أ - واضح أن البيتين الرابع والسابع ، اللذين زدناهما على المقطعة من روض الرياحين لليافعين ، ملآ فراغا واضحا يناسبهما ، وكونهما من أصل المقطّعة راجح عندنا .
ب - في البيت الأول : جاءت « العاشقين » في عقلاء المجانين للنيسابوري ، ط . دمشق 1924 م ، وسفينة النجاة المرضيّة لمحمود نسيم ، ص 201 ) ، على « العارفين » وما أثبتناه ، بنص المصادر الأخرى ، أنسب لورود « العارفين » في قافية البيت الرابع بوصفهم أعلى منزلة من العاشقين .
وورد الشطر الثاني في إيقاظ الهمم على «ترى ما لا يرى للناظرينا» وما أثبتناه مجمع عليه في الأصول كلها فوق مناسبته لموضعه .
ج - في البيت الثالث جاء الشطر الثاني منه على « فتأوي عند ربّ العالمينا » وذلك في روض الرياحين ، وقد فضّلنا الروايات الأخرى .
د - في البيت الرابع : وردت « ترتع » في الأصول على « وترعى » واخترنا الأولى من سفينة النجاة المرضية وجاء البيت كله في نشأة التصوف هكذا :
فتسقيها شراب الصدق صرفا * وتشرب من كؤوس العارفينا
...............................................................................................
4 ، 5 ) نشر المحاسن الغالية لليافعي أيضا ( ص 77 ) ، لكنه نسب البيت الأول إلى الحلّاج صراحة في إيقاظ الهمم : 2 / 179 . وفي المخلاة المنسوب إلى بهاء الدين العاملي جاء البيت الأول فقط دون نسبة ، مصر 1377 هـ / 1957 م ، ص 327 ، وجاء البيت نفسه في إعلام الناس للاتليدي ، ص 119 ، والبيتان الأولان فيه أيضا ، ص 114 .
« 382 »
هـ - في البيت الأخير : وردت عبارة « أخلصوا في السرّ » على « قاصدوا بالسرّ » في الأصول ، والتصحيح من سفينة النجاة المرضية أيضا ، وجاءت « واصلينا » في روض الرياحين على « واسلينا » ! .
و - كانت القافية في الديوان بالنون المفتوحة والممدودة أصوب ، وقد وردت كذلك في عقلاء المجانين للنيسابوري وإيقاظ الهمم . ومع أنها وردت مفتوحة في سفينة النجاة المرضيّة ، مع إضافة أبيات نذكرها بعد ، إلّا أنّ المحرّر اضطر إلى العدول عن الفتح إلى المدّ .
في هذا البيت ( الحادي عشر ) : ولكن لفظة الإخلاص حقّا * تروّحهم وتحييهم يقينا
فدلّ ذلك على رجحان المدّ .
ز - أعجبت هذه المقطّعة ابن عجيبة فذيّلها ببيتين قال فيهما - بعد روايته البيت الثالث .
وأفئدة تهيم بعشق وجد * إلى جبروت ذي حقّ يقينا
فإن تردن فباكر ذي المعاني * فبذل الروح منك يقلّ فينا
وليسا من مستوى الأصل .
ح - جاءت هذه المقطّعة في سفينة النجاة المرضية مزيدة ثمانية أبيات على الأبيات ( 1 ، 3 ، 4 ، 5 ، 7 ) من هذه المقطّعة .
فجاء ، بعد الأربعة الأبيات الأولى ما يلي :
وتفنى في الهويّة والتداني * إلى حقّ الحقيقة واصلين
لهم لهح بذكر اللّه دوما * فلا يلقون إلّا ذاكرين
وغابوا عن نفوسهم وعنهم * وعن زوجاتهم وعن البنين
وجاء بعد البيت السابع من المتن ما يلي :
إذا قال النقيب لهم : هلمّوا * إلى الذكر أتوه مسرعين
وإن قال لهم : اللّه اللّه * تراهم راكعين وساجدين
« 283 »
الماضي ، برأيه فقال : « أي جحدت عظيم النعمة وكمال الفضل حيث قابلت ذلك بفعلي شكرا له مع حقارته » ( يعني حقارة فعله هو ) ( أيضا ، ص 105 ) .
يب - في هذه المناسبة ينبغي أن نورد أبيات عبد اللّه الأنصاري الهروي صاحب منازل السائرين ( ت 481 هـ / 1109 م ) التي استمدّها من مقطّعة الحلّاج هذه ويعقب عليه بشرحها وبخاصّة ما يتّصل بلفظ الجحود المشترك بين المقطّعتين ليتبيّن مقصد الحلّاج من إيرادها .
قال عبد اللّه الأنصاري :
ما وحّد الواحد من واحد * إذ كلّ من وحّده جاحد
توحيد من ينطق عن نعمته * تثنية أبطلها الواحد
توحيده إيّاه توحيده * ونعت من ينعته لاحد
( روضة التعريف ، ص 498 ، وترد القطعة في آخر منازل السائرين ، انظر شرحي اللخمي والفركاوي ) .
في روضة التعريف جاء هذا التعليق الشارح :
« كثر كلام الفضلاء في هذه الأبيات لإطلاق القول بجحود كل من وحّد وإلحاد كل من نعت . وسئل بعض المعاصرين عن ذلك فوقّع على ظهر السؤال ما نصّه : وقد استشكل الناس إطلاق لفظ الجحود على كل من وحّد الواحد ، والإلحاد على كل من نعته ووصفه واستبشعوا هذه الأبيات وحملوا على قائلها واستقبحوه .
وتقريب تحريره ، على رأي هذه الطائفة ، إنهم يقولون : إنّ معنى التوحيد هو انتفاء عين الحدوث بثبوت عين القدم ، وأنّ الوجود كله حقيقة واحدة وآنية ( إنّية ) واحدة . . .
قالوا : فمن وحّد ونعت فقد عيّن قضية ثلاثية : من موحّد محدث هو نفسه ، وموحّد قديم هو معبوده ، وتوحيد حديث هو فعل نفسه .
وقد تقدم أن التوحيد انتفاء عين الحدوث ، وعين الحدوث الآن ثابت متعدّد والتوحيد مجحود والدعوى كاذبة ، كمن يقول لغيره - وهما في بيت واحد - : ليس في البيت غيرك ، فيجيبه الآخر : إنّما يصحّ ذلك إذا عدمت
« 384 »
وسبق السرّاج إلى التعريف بالذهاب فقال : « والذهاب : بمعنى الغيبة ، إلّا أنّ الذهاب أتمّ من الغيبة ، وهو ذهاب القلب عن حسّ الموجودات بمشاهدة ما شاهد ثم يذهب عن ذهابه .
والذهاب عن الذهاب ، هذا ، ما لا نهاية له » . وختم السرّاج هذا الإيضاح بنقله نصّا للجنيد البغدادي ، في شرح عبارة لأبي يزيد البسطامي نصّها « ليس بليس » فقال : « هو ذهاب ذلك كلّه عنه وذهابه عن ذهابه ،
وهو معنى قوله : ليس في ليس ( كذا ) ، يعني قد غابت المحاضر وتلفت الأشياء ، فليس يوجد شيء ولا يحسّ ، وهو الذي يسميه قوم : الفناء والفناء عن الفناء وفقد الفقد في الفقد ، فهو الذهول عن الذهاب » ( اللمع ، ص 423 ) .
يا - في حلية الأولياء أن يوسف بن الحسين ، شيخ الريّ والجبال في وقته ( ت 304 هـ / 916 - 17 م ) روى عن سهل بن عبد اللّه التستري ( ت 283 هـ / 896 ) أنه سئل : « أيّ شيء أشقّ على إبليس ؟ قال : إشارات قلوب العارفين ، وأنشد :
قلوب العارفين لها عيون * ترى ما لا يراه الناظرونا
وهذا - إن صح - يعني تقدّم هذه الأبيات على الحلّاج وانقطاع نسبتها عنه ، لكننا ندمجها مع أشعار الحلّاج احتراما لرأي شيخنا ابن العربي الحاتمي الطائي وإن كان في النفس منها شيء !
يب - دخل معنى هذه المقطعة في الأمثال العربية على صورة المثل :
« في بعض القلوب عيون » كما في مجمع الأمثال للميداني ( أحمد بن محمد النيسابوري ، ت 518 هـ / 1124 م ) ، ط . مصر 1952 م 2 / 97 .
يج - أعجبت هذه المعاني الصوفية صفي الدين الحلي ( عبد العزيز بن سرايا الطائي ، ت 752 هـ / 1351 م ) شاعر العربية في القرن الثامن الهجري [ - الرابع عشر الميلادي ] فضمّنها قسم النون من مطوّلته الأرتقيّة الموسومة ب - « درر النحور في امتداح الملك المنصور [ - نجم الدين أبي الفتح غازي بن المظفّر قرا أرسلان الأرتقي ، صاحب ماردين ، ت 712 هـ / 1312 م ] ، ومنها قوله :
« 385 »
نعم لقلوب العاشقين عيون، . . . يبين لها ما لا يكاد يبين
نظرنا بها ما كان قبل من الهوى ، . . . فدل على ما بعدها سيكون
نهانا النهى عنها، فلجت قلوبنا، . . . فقلنا: اقدمي! إن الجنون فنون
نغض ونعفو للغرام، إذا جنى ،. . . ويقسو علينا حكمه، فنلين
نرد حدود المرهفات كليلة ، . . . وتفتك فينا أعين وجفون
نهون في سبل الغرام نفوسنا، . . . وما عادة ، قبل الغرام، تهون. . . إلخ
( انظر : ديوانه ، بطبع مطبعة الآداب ، بيروت 1892 ، ص 490 - 528 ، وخصوصا ص 521 ) .
* * *
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
مواضيع مماثلة
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية الألف شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية الباء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية التاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية الرّاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية السين والشين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية الباء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية التاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية الرّاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية السين والشين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله