المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
القوافي في ديوان الحلّاج قافية الرّاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: الحــــــــــــلاج :: شرح ديوان الحسين إبن المنصور الحلاج لـ د.كامل مصطفى الشيبي
صفحة 1 من اصل 1
14012024
القوافي في ديوان الحلّاج قافية الرّاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
القوافي في ديوان الحلّاج قافية الرّاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي استاذ بجامعة بغداد
قافية الرّاء[ 26 ]من البسيط :
1 - عقد النبوة مصباح من النور * معلّق الوحي في مشكاة تأمور
1722 - باللّه ينفخ نفخ الروح في خلدي * لخاطري نفخ إسرافيل في الصور
1733 - إذا تجلّى لروحي أن يكلّمني * رأيت في غيبتي موسى على الطور
174النص :
أورد ماسينيون « لروحي » في الشطر الأول من البيت الثالث على « لطوري »
التحقيق :
وقد جاءت في المخطوط الأول على ما أثبتنا .
عقد النبوة : هنا بمعنى « عهد النبوة » لأنّ « عاقدته عقدا مثل عاهدته عهدا » ( كتاب العين للخليل بن أحمد الفراهيدي 100 - 175 هـ / 718 -
...............................................................................................
[ 26 ]
الديوان ، ص 57 عن : تقييد ( مخطوط لندن ، ورقة 336 ب ) ، مخطوط الجزائري ، ورقة 3 أ ، مخطوط الخزانة السليمانية بإستانبول ومخطوط قازان ، 24 .
وانظر أيضا : أخبار الحلّاج ، ص 26 وفيه يشير المحققان إلى عذاب الحلّاج لماسينيون ( وهي رسالته الكبيرة التي نال بها الدكتوراه وعنوانها بالفرنسيةPassion ( D'al - Hallajص 123 - 4 .
« 236 »
791 م تحقيق الدكتور عبد اللّه درويش ، الجزء الأول ، بغداد 1386 هـ / 1967 ، ص 163 ) ، والمقصود بعقد النبوة تقريرها وإسباغها على إنسان لطفا من اللّه . وفي الشطر الأوّل تشبيه لعقد النبوة بالمصباح مع حذف أداة التشبيه .
والعقد عند الصوفية « عقد السرّ وهو ما يعتقد القلب بقلبه بينه وبين اللّه تعالى أن يفعل كذا » ( اللمع ، ص 430 ) .
المشكاة : - معروفة وهي « الكوّة التي ليست بنافذة » كما في مختار الصحاح وتقابل « الروزنة » في الفارسي المعرّب ، التي يوضع فيها المصباح .
وقد ذكر ابن ناقيا البغدادي ( أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن الحسن ، 410 - 485 هـ / 1019 - 1092 م ) أنّ المشكاة ربما كانت من لسان الحبشة ( الجمان في تشبيهات القرآن ، تحقيق عدنان محمد زرزور ومحمد رضوان الداية ، الكويت 1387 / 1968 ، ص 141 ) .
التأمور ( بالهمزة وبدونه ) : « هو كما عند أبي علي الفارسي ( الحسن بن أحمد النحوي ، 288 - 377 هـ / 901 - 987 م » ، انظر رغبة الآمل - هـ 4 : 24 ) سرياني معرّب في رأي ابن دريد ( أبي بكر محمد بن الحسن الأزدي البصري ، ت 321 هـ / 933 م ) ( انظر : المزهر في علوم اللغة وأنواعها للسيوطي تحقيق محمد أحمد جاد المولى وزميليه ، ط 2 ، دار إحياء الكتب العربية ، بلا تاريخ ، 1 : 282 ) بمعنى « موضع السرّ » وكذا ذكر ابن ناقيا المذكور ( الجمان ، ص 142 )
واستشهد لذلك بقول أوس بن حجر ( نحو 98 - 2 ق . هـ / 530 - 620 م ) :
نبّئت أنّ بني سحيم أدخلوا * أبياتهم تامور نفس المنذر
ومراده من التامور هنا ، في رأي المحققين « النفس أو دم القلب ، فمراده بالتامور في البيت مهجة نفسه ، أي قتلوه » ( الجمان ، ص 142 ) .
وقد وردت التامورة في شعر الأعشى بمعنى وعاء الشراب في قوله :
فدخلت ، إذ نام الرقي * ب ، فبتّ دون ثيابها
وإذا لنا تامورة * مرفوعة لشرابها
« 237 »
( الديوان ، تحقيق الدكتور محمد حسين ، بيروت 1968 ، ص 289 - 291 ) .
وفي رسالة الغفران ترد « لنا » على « لها » ( ط 3 ، ص 231 ) .
ونقل الدكتور محمد حسين من المعرّب للجواليقي أنّ التامورة فارسي معرب ، صومعة الراهب ، وهي عند شهاب الدين الخفاجي ( أحمد بن محمد بن عمر المصري ، 977 - 1069 هـ / 1569 - 1658 ) .
وعاء للشراب أيضا وشاهده على ذلك بيت الأعشى المذكور ( شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل ، تحقيق محمد عبد المنعم خفاجي ، مصر 1371 هـ / 1952 م ، ص 86 ) .
والتامورة ، بعد هذا : « الوعاء والنفس وحياتها والقلب وجنّته وحياته ودمه ، أو الدم ، والزعفران والولد ووعاؤه ووزير الملك ولعب الجواري أو الصبيان وصومعة الراهب وناموسه والماء وعريسة الأسد والخمر والإبريق . . . والتأموري والتأمري والتؤمري : الإنسان . . . » كما في القاموس المحيط ( مادة أمر ) .
والعرب تقول « ألقي في روعي وفي قلبي وفي جخيفي وفي تاموري . . . ومعناه كله واحد » ، أي في أعماق النفس وفي القلب « الذي يبقي للإنسان ما بقي » ( رغبة الأمل 4 : 24 ) .
وإشباعا لهذا التتابع نقل عن أبي عبيد البكري الأوبني ( ت ، 487 هـ / 1094 م ) مزيدا من القول في معنى التأمور :
قال : « التامور ينقسم في اللغة على ستة أقسام :
أحدها : أن يكون التامور موضع الأسد . . .
ويكون صومعة الراهب ، قال [ هـ / ربيعة بن مقروم ] :
كدنا ، لبهجتها وحسن حديثها * ولهمّ من تاموره يتنزّل
ويكون دم القلب ، قال [ هـ / أوس بن حجر ] :
نبّئت أن بني سحيم أدخلوا * أبياتهم تأمور نفس المنذر
والعرب تقول : حرف في تأمورك خير من ألف في طومارك [ والطومار الصحيفة ] .
« 238 »
« ويكون التامور الماء , ويكون بمعنى : أحد , ويكون الإبريق . . . »
كما في فصل المقال في شرح كتاب الأمثال ، بتحقيق د . عبد المجيد عابدين ود . إحسان عباس ، ط . الخرطوم 1958 ، ( ص 402 ) .
والخلد : البال ، يقال : « وقع ذلك في خلدي أي في قلبي » كما في مختار الصحاح .
وإسرافيل : الملك الموكّل بإعلان يوم القيامة بالنفخ في صوره أي قرنه بمعنى البوق كما يبدو من قول ابن الأثير الجزري ( المبارك ابن محمد بن محمد ، ت 606 هـ / 1209 - 10 م ) ،
و « هو القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل - عليه السلام - عند بعث الموتى إلى المحشر .
وقال بعضهم :
إن الصور جمع صورة يريد صور الموتى ينفخ فيها الأرواح ، والصحيح الأول لأن الأحاديث تعاضدت عليه تارة بالصور وتارة بالقرن » ( النهاية في غريب الحديث ، مصر 1322 ، 3 : 5 ) .
وظاهر أنّ الحلّاج اختار المعنى الثاني .
الطور : الجبل على العموم كما في المعاجم . ويشير الحلّاج هنا إلى الجبل في طور سيناء الذي تجلى فيه اللّه - عزّ وجلّ - لما دعاه موسى أن ينظر إليه ،
وذلك في قوله تعالى( وَلَمَّا جاءَ مُوسى لِمِيقاتِنا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ، قالَ : رَبِّ ، أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ! قالَ : لَنْ تَرانِي ، وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ ، فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكانَهُ فَسَوْفَ تَرانِي . فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً . فَلَمَّا أَفاقَ ، قالَ : سُبْحانَكَ ، تُبْتُ إِلَيْكَ ، وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ )( الأعراف 7 :143 ) .
وبعد هذا مباشرة قال تعالى قالَ : يا مُوسى ، إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي ، فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ).
فلعل الحلّاج كان يشير إلى هذه النتيجة التي أثمرتها تلك المقدمة .
والطور الأوّل المضاف إلى ضمير الحلّاج هنا يراد بها القلب ، كما واضح ، في مقابل الطور الثانية المتصلة بقصة موسى المذكورة .
« 239 »
وفي مناسبة تجلّي اللّه - سبحانه - لموسى في الطور أورد السيوطي ( جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر ، ت 911 هـ / 1505 - 6 م ) حديثا في كتابه « اللآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة » ( نشر المكتبة التجارية الكبري بمصر ، بلا تاريخ ، 1 : 12 ) لم يحكم بوضعه بل يفهم من كلامه ترجيح صحّته ، ونصّه « . . . عن جابر بن عبد اللّه قال :
قال : رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : لما كلّم اللّه موسى يوم الطور ، كلّمه بغير الكلام الذي كلّمه يوم ناداه ، فقال له موسى : يا ربّ ، ما هذا كلامك الذي كلمتني به .
قال يا موسى ، إنما كلّمتك بقوة عشرة آلاف لسان ، ولي قوة الألسن كلّها وأنا أقوى من ذلك . فلما رجع موسى إلى بني إسرائيل ، قالوا : يا موسى ، صف لنا كلام الرحمن . قال : سبحان اللّه ! لا أستطيعه .
قالوا فشبّه لنا . قال : ألم تروا إلى صوت الصواعق التي تقتل ، فإنّه قريب منه وليس به » .
ونقل عيسى صفاء الدين البندنيجي ( ت 1283 هـ / 1866 - 7 م )
عن الحلّاج أنه « سئل عن حال موسى - عليه السلام - في وقت الكلام فقال : بدا له باد من الحقّ ، فلم يبق لموسى أثر : فني موسى عن موسى ولم يكن لموسى خير من موسى ! ثم كلّم فكان المكلّم بحصول موسى في حال الجمع وفنائه عنه . ومتى كان يطيق موسى حمل الخطاب لو بإيّاه ( كذا ) كان ! لكنه باللّه - عزّ وجلّ - قام وبه سمع . ثم أنشد على أثر هذا الكلام أبياتا وقال : فيه مضى جواب مسألتك » .
( جامع الأنوار في مناقب الأخيار ، مخطوط المتحف العراقي ببغداد ، رقم 336 ، ص 357 ) .
التحقيق :
أ - قدّم صاحب أخبار الحلّاج لهذه المقطّعة بقوله : « وعن أبي الحسن علي بن أحمد مردويه قال : رأيت الحلّاج في سوق القطيعة ببغداد باكيا يصيح : أيّها الناس أغيثوني من اللّه ، ثلاث مرات ، فإنّه اختطفني منّي وليس يردّني عليّ ، ولا أطيق مراعاة تلك الحضرة وأخاف الهجران فأكون
« 240 »
غائبا محروما ، والويل لمن يغيب ( عنه ) بعد الحضور ويهجر بعد الوصل .
فبكى الناس لبكائه حتى بلغ مسجد عتّاب ، فوقف على بابه وأخذ في كلام فهم الناس بعضه وأشكل عليهم بعضه .
فكان مما فهمه الناس أنّه قال : أيّها الناس ، أنه يحدّث الخلق تلطفا فيتجلّى لهم ثم يستتر عنهم تربية لهم .
فلو لا تجلّيه لكفروا جملة ، ولولا ستره لفتنوا جميعا ، فلا يديم عليهم إحدى الحالتين .
لكن ليس يستتر عنّي لحظة فأستريح حتى استهلكت ناسوتيّتي في لاهوتيّته وتلاشى جسمي في أنوار ذاته ، فلا عين لي ولا أثر ، ولا وجه ولا خبر، والأجسام متحركة بياسينه ، والهو (لعلها والياء) والسين طريقان إلى معرفة النقطة صلية (اللّه) ثم أنشأ يقول . . .».
[ 27 ]من الطويل :
1 - لأنوار نور النور في الخلق أنوار * وللسرّ في سرّ المسرّين أسرار
1752 - وللكون في الأكوان كون مكوّن * يكنّ له قلبي ويهدي ويختار
1763 - تأمّل بعين العقل ما أنا واصف * فللعقل أسماع وعاة وأبصار
177التحقيق :
1 - قدم صاحب أخبار الحلّاج لهذه القطعة بقوله : « وقال : عين التوحيد مودعة في السرّ ، والسرّ مودع بين الخاطرين ، والخاطران مودعان بين الفكرتين ، والفكرة أسرع من لواحظ العيون ، ثم أنشأ يقول : »
2 - أعاد السهروردي المقتول بناء هذه الصورة الشعرية باستعارة البيت الأول من المقطعة وركّب عليه مقطوعة سباعية قال فيها :
لأنوار نور اللّه في القلب أنوار * وللسرّ في سرّ المحبّين أسرار
ولمّا حضرنا للسرور بمجلس * وحفّت بنا من عالم الغيب أسرار
...............................................................................................
[ 27 ]
الديوان ، ص 59 عن : تقييد ( مخطوط الجزائري ، ورقة 4 أ ) ، مخطوط لندن ، ورقة 338 أ . وانظر أيضا : أخبار الحلّاج ، ص 52 .
« 241 »
ودارت علينا للمفارق قهوة * يطوف بها من جوهر العقل خمّار
وكاشفنا حتى رأيناه جهرة * بأبصار صدق لا تواريه أستار
وخالصنا في شكرنا ( ثم ) صحونا * قديم عليم دائم العفو جبّار
سجدنا سجودا حين قال : تمتّعوا * برؤيتنا إنّي أنا لكم جار
( خزانة الخيال لمحمد مؤمن بن هاشم الجزائري ( ت 1130 هـ / 1718 م ) ، ط . قم 1393 هـ ، ص 591 - 592 ) .
[ 28 ]من الوافر :
1 - دلال ، يا محمد ، مستعار ! * دلال بعد أن شاب العذار ؟ !
1782 - ملكت - وحرمة الخلوات - قلبا * لعبت به وقرّ به القرار
1793 - فلا عين يورّقها اشتياق * ولا قلب يقلقله ادّكار
1804 - نزلت بمنزل الأعداء منّي * وبنت ، فلا تزور ولا تزار
1815 - « كما ذهب الحمار بأمّ عمرو * فلا رجعت ولا رجع الحمار » !
182التحقيق :
أ - ذكر ماسينيون أن « يا محمد » جاءت في غير « تاريخ بغداد » من المصادر على « يا خليل » وأثبت هو في النص « يا حبيبي » وما أثبتنا ورد في تاريخ بغداد برواية معقولة .
ب - في البيت الثاني جاءت ( قرّ به ) على « قرّبه » والصحيح ما أثبتنا .
ج - في البيت الرابع أثبت ماسينيون في نصه « وثبت ، فلا تزور ولا تزار » وذكر في الهامش أن ذلك من العبارات الكلاسيكية نقلا عن « مجاني الأدب » للأب لويس شيخو 2 : 126 ، والشرنوبي في « تحفة العصر » ، مصر
...............................................................................................
[ 28 ]
الديوان ، ص 111 عن : ابن حيويه . انظر : الخطيب : تاريخ بغداد ( 8 / 116 ) ، الجلدكي : غاية : ابن فضل اللّه 2 / 316 ، البيت الخامس . وانظر : عذاب الحلّاج ، ص 234 .1166 ، ص 14 - 15 .
« 242 »
والحق أن تسلسل المعنى لا يستدعي التوبة بل البعد والاعتزال ، ومن هنا تصلح « بنت » فأثبتناها كما في رواية البغدادي . وسجّل ماسينيون العبارة التالية على « فلا تزور ولا تزار » وفيها قلق من عود الضمير في الفعلين على اثنين وهو أمر لا يخفى . يضاف إلى هذا أن « لا تزور » و « لا تزار » بمعنى ، وفية خلف .
فلم يبق إلّا أن تصحّ العبارة التي أثبتناها ليصح التسلسل . ثم إنّ العبارة الكلاسيكية ليست هذه وإنّما هي في البيت التالي الذي يتضمن المثل المعروف .
د - ذكر ماسينيون أنّ هذه المقطعة مما تمثّل به الحلّاج من نظم الشعراء السابقين ، ولم يفطن إلى ما ذكره الخطيب البغدادي في الموضع الذي أشرنا إليه من قوله : « أنبأنا الحسن بن علي الجوهري ، حدثنا محمد بن العباس الخزّاز قال : أنشدنا أبو عبد اللّه محمد بن عبيد اللّه الكاتب ، قال :
أنشدني أبو منصور أحمد بن مطر قال : أنشدني أبو عبد اللّه الحسين بن منصور الحلّاج لنفسه : وحبست معه في المطبق . . . » ، ( 8 : 116 ) .
هـ - هذه القطعة من شعر الحلّاج الحسيّ الساخر وفيها سلاسة وحسن تصرف في التضمين وهي تنظر ، فيما يبدو ، إلى قول أبي محمد اليزيدي يحيى بن المدارك العدوي ، مؤدّب المأمون ، 138 - 202 هـ / 755 - 818 م ) :
حبيبي لا يزور ولا يزار * وفيه عن مواصلتي نفارو
عيني لا تجفّ لها دموع * معاقبة سواكبها غزار
على وجه تطيف به صفات * فتغرق في المحاسن أو تحار
كأنّ الخمر تغدو وجنتيه * وحسبك ما تزيّنه العقار
كليل الطرف يجرحه - إذا ما * تحيّر فوق وجنته – احمرار
قضيب البان قامته ، ويخطو * بدعص نقا يغصّ به الإزار
(طبقات الشعراء لابن المعتز بتحقيق عبد الستار أحمد فرّاج، سلسلة ذخائر العرب رقم 20، دار المعارف بمصر 1956 م، ص 275.
ووردت « صفات » في البيت الثالث على « صفاتي » و « دعص » في البيت السادس
« 243 »
بالضاد المعجمة وهو من خطأ الطبع ، والكتيب « يعبّر به عن الردف الثقيل » .
و - ألمّ الشعراء بهذا المعنى ، ومن ذلك قول أبي هلال العسكري ( ت 400 هـ / 1009 م ) :
لعب الزمان بحسن وجه محمّد * لعب الصّبا بالرّبع حتى أقفرا
قد كان معروف الجمال فلم يزل * ينتابه الحدثان حتى أنكرا
عهدي به متكفّر متعصفر * ثم انثنى متصندلا متزعفرا
وكأنّما صدغاه في وجنتاته * جعلان ينتابان سلحا أصفرا !
( ديوانه بتحقيق د . محسن غياض ، منشورات عويدات ، بيروت 1975 ، ص 98 )
ز - وأما أم عمرو التي ذهب بها الحمار فقد ذكر الأبشيهي ( محمد بن أحمد ، ت 850 هـ / 1446 م ) في المستطرف ، ( طبع مطبعة الاستقامة بمصر ، 1379 هـ ، 2 / 242 - 243 ) أنه حكى عن الجاحظ ( أبي عثمان عمرو بن بحر البصري ، ت 255 هـ / 869 م ) أنه قال : « ألّفت كتابا في نوادر المعلّمين وما هم عليه من التغفّل [ ! ] ،
ثم رجعت عن ذلك وعزمت على تقطيع ذلك . فدخلت ، يوما ، فوجدت معلّما في هيئة حسنة ، فسلّمت عليه ، فردّ أحسن ردّ ورحّب بي . . . [ واتضّح أنه كان حزينا كاسف البال لموت معشوقة خيالية لم يرها ] فلما سأله الجاحظ :
كيف عشقت من لم تره فقال :
« اعلم أني كنت جالسا في هذا المكان - وأنا أنظر من الطاق ، إذ رأيت رجلا عليه برد وهو يقول :
يا أمّ عمرو ، جزاك اللّه مكرمة * ردّي عليّ فؤادي كالذي كانا
فقلت في نفسي : لولا أن أمّ عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها ما قيل فيها هذا الشعر ، فعشقتها .
« 244 »
فلما كان بعد يومين مرّ ذلك الرجل وهو يقول :
لقد ذهب الحمار بأمّ عمرو * فلا رجعت ولا رجع الحمار
فعلمت أنها ماتت فحزنت عليها وأغلقت المكتب وجلست في الدار. . .» فعاد الجاحظ إلى عزمه الأول وصنف في المعلمين رسالته.
[ 29 ]من السريع :
1 - يا موضع الناظر من ناظري * ويا مكان السرّ من خاطري
1832 - يا جملة الكلّ التي كلّها * أحبّ من بعضي ومن سائري
1843 - تراك ترثي للذي قلبه * معلّق في مخلبي طائر
1854 - مدلّه حيران مستوحش * يهرب من قفر إلى آخر
1865 - يسري وما يدري وأسراره * تسري كلمح البارق النائر
1876 - كسرعة الوهم لمن وهمه * على دقيق الغامض الغائر
1887 - في لجّ بحر الفكر تجري به * لطائف من قدرة القادر
189التحقيق :
أ - في روضة التعريف جاء الشطر الأول من البيت الأول على « يا نور نور النور من ناظري » وهو تصرّف أريد به أن تتشعشع القطعة بألفاظ الصوفية ! وجاءت « مكان » في البيت الأول على « محلّ » .
ب - ذكر البقلي أن هذه القطعة قد توجّه بها الحلّاج إلى الشبلي بعد
...............................................................................................
[ 29 ]
الديوان ، ص 18 - 19 عن : مخطوط كوبرولو ، 1620 ، القسم الرابع ، ( الأبيات 1 - 7 ) . تقييد : مخطوط لندن ، ورقة 325 ب ( الأبيات 1 - 5 ، 7 ، 6 ) . مخطوط قازان ، ص 77 ( البيتان 1 ، 2 ) ، ص 92 ( الأبيات 1 - 3 ، 5 - 8 ) . البقلي : شرح شطحيات ، رقم 164 ( البيتان 1 ، 2 ) . الجلدكي : غاية السرور ( الأبيات 1 - 7 ) وانظر أيضا :
روضة التعريف في الحب الشريف للسان الدين بن الخطيب ( محمد بن عبد اللّه بن سعيد السلماني ، 713 - 776 هـ - 1313 - 1375 م ) ، مصر 1387 - 1968 ، ص 347 ، دون نسبة ، ( الأبيات 1 ، 3 ، 4 ) .
« 245 »
أن قال له مشيرا إلى عين الجمع ، خلق الحق القلوب ووضع سرّه في داخلها ، وخلق الأنفاس وجعل مجراها في داخل القلب بينه وبين السرّ ، ووضع المعرفة في القلب والتوحيد في السرّ ، فلم يخرج نفس قطّ إلّا بإشارة التوحيد ودلالة المعرفة على بساط الاضطراب في عالم الربوبية ، وكل نفس يخلو من هذا فإنّما هو ميت وصاحبه عنه مسؤول » .
ج - في البيت الثاني جاءت : « أحبّ » في « شرح شطحيات » ( المطبوع ) وفي إثر ذلك قال هذين البيتين ، ص 381 ، على « كلّي » ( ص 380 ) وهو خطأ واضح .
د - في البيت الرابع ، يرى كاتب هذه السطور أن مولّه أوفى بالغرض من مدلّه وأنسب للمعنى وإن كان مدلول اللفظين متقاربا فمعنى المدلّه - كما في القاموس - « الساهي القلب من عشق ونحوه أو من لا يحفظ ما فعل به » والمولّه من الوله وهو « الحزن أو ذهاب العقل حزنا والخوف ، ومنه أتلهه النبيذ ، بمعنى « ذهب بعقله » .
هـ - بالنسبة للفظ « نائر » في البيت الخامس يصحّ أن تذكر أن شاعر المرتدّين قال :
ألا صبّحونا قبل نائرة الفجر * لعل منايانا قريب ولا ندري
أطعنا رسول اللّه ، ما كان بيننا ، * فيا لعباد اللّه ، ما لأبي بكر ؟ !
( انظر مفيد العلوم ومبيد الهموم لأبي بكر الخوارزمي ، جمال الدين ، مصر 1330 ، ص 84 ) وقد ذكر حاجي خليفة في كشف الظنون أنّ هذا الكتاب « مجلد لبعض المغاربة المتأخرين » .
ز - في البيت السادس وردت « الغائر » على « الغابر » وما أثبتناه مصداق لرأي الدكتور مصطفى جواد في ملاحظاته على « ديوان الشبلي » بتحقيقنا .
ومع قرب متناول هذا الرأي يحسن أن نذكر أن الفيروزآبادي شرح معنى « غبر » بأنّه : مكث وذهب ، وهو ضد وبهذا قد يصح المعنى بكلمة « غابر » أيضا بتشبيه الأسرار في اضطرابها وخفائها بالأمور الغامضة التي لا يقرّ لها قرار في الذهاب والبقاء .
« 246 »
[ 30 ] من الطويل :
1 - إذا بلغ الصبّ الكمال من الهوى * وغاب عن المذكور في سطوة الذّكر
1902 - يشاهد حقا ، حين يشهده الهوى ، * بأنّ كمال العاشقين من الكفر
191النص :
ذهل ماسينيون ، انسياقا مع الروايات الأخرى ، عن الإشارة إلى أن النص الأساس لتركيب ديوان الحلّاج أنه هو رسالة « تقييد بعض الحكم والأشعار » ( ورقة 338 ب ) التي وردت فيها « كمال العاشقين » وأوردها هو على « صلاة العاشقين » سهوا .
التحقيق :
أ - سجّل ماسينيون هذه القطعة على روايتين نقلا عن أصول الديوان المخطوطة كما يلي :
1 - إذا بلغ الصبّ الكمال من الفتى * ويذهل عن وصل الحبيب من السكر
فيشهد صدقا حيث يشهده الهوى * بأن صلاة العاشقين من الكفر
2 - إذا بلغ الصبّ الكمال من الهوى * وغاب عن المذكور في سطوة الذكر
فشاهد حقا حين يشهده الهوى * بأنّ صلاة العارفين من الكفر
أما نحن فنراها واحدة تتمثل في النص الذي أثبتناه .
وقد ذكر ماسينيون أن الرواية الثانية مطعّمة بمدرسة ابن العربي الحاتمي الطائي ، ولا دليل على ذلك أوّلا ، ثم لا نرى فرقا بين مدرسة ابن العربي الحاتمي الطائي والحلّاج أصلا .
وقد حملنا على إعادة ترتيب هذه القطعة على الصورة التي اخترناها أنّها تتضمن - من الناحية النحوية -
...............................................................................................
[ 30 ]
الديوان ، ص 56 عن : تقييد ( مخطوط لندن ، ورقة 338 ب ) ، مخطوط السليمانية ، 12 ، مخطوط تيمور ، 37 ، ومخطوط قازان ، 50 ( للرواية الأولى ) الحريري ( انظر ابن تيمية : مجموعة الرسائل والمسائل ، القاهرة 1341 هـ ، ص 64 ، حيث ترد الرواية الثانية فقط مع تعليق خاص ) . انظر أيضا : أخبار الحلّاج ، ص 66 .
« 247 »
بناء متكاملا يتضمن فعل الشرط وجوابه لأداة الشرط « إذا » . وروايتا ماسينيون - ومصادره - تخلو من هذا الترابط النحوي ، ويمكن أن يفترض للرواية الثانية سقوط بيت ثالث منها يتضمن الجواب وهو نوع من التمحّل يغني عنه ترتيبنا الجديد .
ب - بالنسبة للمفاضلة بين روايتي الشطر الثاني من البيت الأول يرجّح أصالة روايتنا ورودها في « كراس وجد بخط بعض الثقات » من أتباع وحدة الوجود أيام ابن تيمية فتصدّى للرد عليه في رسالة « إبطال وحدة الوجود » من كتابه « مجموعة الرسائل والمسائل » ( ص 61 - 120 ) .
ويؤيد ذلك أن الفعل « يذهل » في الرواية الثانية لا يصلح نحويّا في صورة المضارع ولا يمكن وضعه هنا في صورة الماضي أصلا لاضطراب الوزن .
وسجّل ابن تيمية هذا النص على الصورة التالية :
إذا بلغ الصّبّ الكمال من الهوى * وغاب عن المذكور في سطوة الذكر
يشاهد حقّا ، حين يشهده الهوى ، * بأنّ صلاة العارفين من الكفر
( مجموعة الرسائل والمسائل له ، 1 / 64 ) .
ثم إن هنا تعرّضا للذكر وفيه تبدو على الصوفي الأحوال ومنها غيبة الذاكر عن المذكور باعتباره حالا حائلة لا تدوم .
وقد مرّ بنا فيما مضى قول البقلي : « القرب والبعد واحد في التوحيد إلّا للممتحنين والهجر والوصل واحد للمطرودين » وهي عبارة تشرح هذا الغرض وترجّح الشطر الذي أثبتناه .
ج - واضح أنّ « العاشقين » أصلح من « العارفين » في البيت الثاني ، وإن كانت الثانية أشهر .
د - انظر في تعليل الصوفية لهذا المعنى تعليقاتنا على بيت الحلّاج الماضي :
كفرت بدين اللّه والكفر واجب * عليّ وعند المسلمين قبيحه
- قدّم ابن فاتك لهذه القطعة بقوله : « دخلت على الحلّاج ليلة وهو
« 248 »
في الصلاة مبتدئا بقراءة سورة البقرة ، فصلى ركعات حتى غلبني النوم . فلما انتهيت سمعته يقرأ سورة : حم عسق ، فعلمت أنه يريد الختم ، فختم القرآن في ركعة واحدة ، وقرأ في الثانية ما قرأ .
فضحك إليّ وقال : ألا ترى أنّي أصلّي أراضيه ؟ ! من ظنّ أنّه يرضيه بالخدمة فقد جعل لرضاه ثمنا ، ثم ضحك وأنشأ يقول . . . »
و - علّق ابن تيمية على هذه القطعة تعليق شارح ناقض بقوله :
« فهذا الكلام ، مع أنه كفر ، هو كلام جاهل لا يتصور ما يقول ، فإن الفناء والغيب هو أن يغيب بالمذكور عن الذكر وبالمعروف عن المعرفة وبالمعبود عن العبادة حتى يفنى من لم يكن ويبقى ما لم يزل . وهذا مقام الفناء الذي يعرض لكثير من السالكين لعجزهم عن كمال الشهود المطابق للحقيقة بخلاف الفناء الشرعي ، فمضمونه الفناء بعبادته عن عبادة ما سواه وبحبّه عن حب ما سواه وبطاعته عن طاعة ما سواه ، فإنّ هذا تحقيق التوحيد والإيمان .
وأما النوع الثالث من الفناء ، وهو الفناء عن وجود السوى بحيث يرى أنّ وجود الخالق هو وجود المخلوق ، فهذا قول هؤلاء الملاحدة أهل الوحدة ( وحدة الوجود ) والمقصود هنا أن : يغيب عن المذكور ، كلام جاهل ، فإن هذا لا يحمد أصلا بل المحمود أن يغيب بالمذكور عن الذكر « لا » أن يغيب عن المذكور في سطوات الذكر ، اللّهم إلّا أن يريد أنّه غاب عن المذكور فشهد بالمخلوق وشهد أنّه الخالق ولم يشهد الوجود إلّا واحدا ونحو ذلك من المشاهد الفاسدة .
فهذا شهود أهل الإلحاد لا شهود الموحّدين . ولعمري ، إنّ من شهد هذا الشهود الإلحادي فإنّه يرى صلاة العارفين من الكفر » ( مجموعة الرسائل والمسائل ، ص 105 - 106 ) .
ز - إنّ إثبات « كمال العاشقين » بدل « صلاة العاشقين » المزعومة يغني عن هذا التمحّل وهذا التهجّم . ويشهد لصحّة نصّنا أن الكلام يدور على « الكمال » الذي يبلغه العاشق في الحبّ الإلهي ويتضمّنه فعل الشرط ليذكر أن
« 249 »
دعوى الكمال في الحب يعتبر كفرا لأنه ، في حقيقته ، غرور وغرّة وطمع .
فالمحبّ الإنسان يبقى إنسانا في الأحوال كلها خصوصا إذا غاب عن وعيه وعرف الحقّ من الحبّ مباشرة . والحلّاج هنا مظلوم ، وكل ما قيل في ثلبه بهذا الخصوص ثواب له .
[ 31 ]من الطويل :
1 - مواجيد حقّ أوجد الحقّ كلّها * وإن عجزت عنها فهوم الأكابر
1922 - وما الوجد إلّا خطرة ثم نظرة * تنشّي لهيبا بين تلك السرائر
1933 - إذا سكن الحقّ السريرة ضوعفت * ثلاثة أحوال ، لأهل البصائر
1944 - فحال يبيد السرّ عن كنه وصفه * ويحضره للوجد في حال حائر
1955 - وحال به زمّت ذرى السرّ فانثنت * إلى منظر أفناه عن كلّ ناظر 196
...............................................................................................
[ 31 ]
الديوان ، ص 54 عن : تقييد ( مخطوط تيمور ، ص 33 ) ، مخطوط لندن ، ورقة 334 ب ، مخطوط الجزائري ، ورقة أب - 2 أ ، مخطوط قازان ، ص 39 ، السلمي :
طبقات الصوفية ( مخطوط المتحف البريطاني مضافات 18520 ، ورقة 7 ب ) ، الشعراني : لواقح الأنوار ، طبقات الصوفية لأبي إسماعيل عبد اللّه بن محمد الهروي الأنصاري ) ، مخطوط مكتبة نور عثمانية بإستانبول ، رقم 2500 ، مادة الحلّاج ( البيت الأول فقط ) . ابن فضل اللّه العمري : مسالك الأبصار ، مخطوط آيا صوفيا ، 3421 ، الجزء السابع ( البيتان الأولان ) . الشطنوفي : بهجة الأسرار ومعدن الأنوار ، مصر 1330 ، ص 181 .
وانظر أيضا : أخبار الحلّاج ، ص 54 - 55 وفيه إشارة إلى ورود البيت الأول في التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي ( أبي بكر محمد بن إسحاق ، ت 380 هـ - 990 م ) ، مصر 1352 ، ص 104 .
وراجع طبقات الصوفية للسلمي ( أبي عبد الرحمن محمد بن الحسين ت 412 هـ - 1021 م ، تحقيق نور الدين شريبة ، مصر 1372 - 1953 م ، ص : 310 وطبقات الصوفية للأنصاري ، تحقيق عبد الحيّ حبيبي ، ميزان ، أفغانستان ، 1341 هـ . ش - 1962 م ، ص 323 ، جامع الأنوار في مناقب الأخيار للبدنيجي ( عيسى صفاء الدين ، ت 1283 هـ - 1866 - 7 م ، مخطوط المتحف العراقي ببغداد ، رقم 366 ) ، ص 356 .
« 250 »
اللغة :
المواجيد : « أحوال ومقامات عديدة تظهر للأولياء والعرفاء والسالكين بطريق الكشف والوجدان ، إذ المواجيد جمع موجود ، والموجود معروف ، ويراد بالوجدان الحال لا العلم ومنه الفناء ، وهو عبارة عن زوال التفرقة بين القدم والحدوث » ( فرهنك مصطلحات عرفاء ومتصوفة للسيد جعفر سجّادي ، طهران 1339 هـ / 1960 م ، عن شرح كلشن راز لمحمد بن إبراهيم السبزواري ، طهران ، ص 560 ) وتنال المواجيد بالعمل الشرعي الدائب ولهذا قيل : المواجيد ثمرات الأوراد ، فكل من ازدادت وظائفه ازدادت بين اللّه لطائفه » ( الرسالة القشيرية ، مصر 1385 هـ / 1966 م ، ص 202 ) .
والوجد : مصادفة القلوب لصفاء ذكر كان عنه مفقودا كما في اللمع ( ص 418 ) و « ما يصادف قلبك ويرد عليك بلا تعمّد وتكلّف » ولهذا قيل : « الوجد : المصادفة » ( الرسالة القشيرية ، ص 202 ) .
الخطرة : ما يمر بالقلب من أحكام الطريقة ( كشف المحجوب للهجويري ، أبي الحسن علي بن عثمان الجلّابي الغزنوي ، ت 465 هـ / 1073 - 4 م ، تحقيق فالنتين زوكوفسكي ليننغراد 1929 م ، ص 500 ) ، وهي كالخاطر الذي هو « تحريك السرّ لا بداية له ، وإذا خطر بالقلب فلا يثبت فيزول بخاطر آخر مثله . . . » ( اللمع ، ص 418 ) .
البصيرة : هي قوة القلب متنوّرة بنور القدس يرى بها حقائق الأشياء وبواطنها بمثابة البصر للنفس الذي ترى به صور الأشياء وظواهرها ، وهي القوة التي تسميّها الحكماء « العاقلة النظرية » . وأمّا إذا تنوّرت بنور القدس وانكشف حجابها بهداية الحق فيسميها الحكيم «القوة القدسية» (اصطلاحات الصوفية لعبد الرزّاق الكاشاني ، تحقيق الدكتور ألويز سبرنجر ، كلكتا 1845 ، ص 16 ).
السرّ : خفاء بين العدم والوجود موجود في معناه ، وقد قيل ، السر ما غيّبه ولم يشرف عليه الخلق ، فسرّ الخلق ما أشرف عليه الحق بلا واسطة ،
« 251 »
وسرّ الحق ما ( لا يطلع ) عليه إلّا الحق ، وسر السرّ ما لا يحسّ به السر ، فإن أحسّ به فلا يقال له سرّ ( التعرف ، ص 430 ) .
الحيرة : « بديهة ترد على قلوب العارفين ، عند تأمّلهم وحضورهم وتفكّرهم ، تحجبهم عن التأمّل والفكرة . . والتحيّر منازلة تتولى قلوب العارفين بين الناس والطمع في الوصول إلى مطلوبه ومقصوده لا تطمعهم في الوصول فيرتجوا ولا تؤيسهم عن الطلب فيستريحوا فعند ذلك يتحيرون » ( اللمع ، ص 421 ) .
وزمّ ، لغة : « تقدّم في السير ، وزمّ بأنفه تكبّر فهو زامّ » كما في مختار الصحاح . وأقرب من هذا تناولا وأنسب للمعنى هنا « شدّه ، ومنه الزمام ، والقربة ملأها فزمّت زموما » ، كما في القاموس المحيط ، أي أنّ اللّه تعالى جمع الأسرار في سرهّ ومنعها من أن تظهر بقوته .التحقيق :
أ - في « بهجة الأسرار » وردت « مواجد » - في البيت الأول - بدل « مواجيد » والحب - في البيت الثاني - بدل الوجد ، وبعيد - في البيت الخامس - بدل « يبيد » و « للشوق » بدل « للوجد » و « ذوى » بدل « ذرى » وأكثرها تصحيفات . يضاف إلى هذا أنّ « وصفه » في البيت الرابع ، جاءت في جامع الأنوار على « وجده » ، و « زمّت » في البيت الخامس على « ذمّت » وهو تصحيف ، وفي طبقات الصوفية للسلمي فقط جاءت « تنشي لهيبا » على « تثير لهيبا » ولعلّه الأصح .
ب - « كنه وصفه » وردت في طبقات الصوفية للسلمي على « كنه وجده » وما أثبتناه أليق بالسياق .
ج - قدّم صاحب أخبار الحلّاج لهذه القطعة بقوله : « وقال أحمد بن فارس رأيت الحلّاج في سوق القطيعة قائما على باب مسجد وهو يقول : « أيّها الناس ، إذا استولى الحق على قلب أخلاه عن غيره ، وإذا لازم أحدا أفناه عمن سواه ، وإذا أحبّ عبدا حثّ عباده بالعداوة عليه حتى يتقرب العبد
« 252 »
مقبلا عليه . فكيف لي ( بي ) - ولم أجد من اللّه شمّة ( لعلها شيمة كلمح البرق ) ولا قربا ( الصحيح ولا قربت ) منه لمحة - وقد ظلّ الناس يعادونني ؟ !
ثم بكى حتى أخذ أهل السوق في البكاء . فلما بكوا ، عاد ضاحكا وعاد يقهقه ثم أخذ في الصياح صيحات متواليات مزعجات وأنشأ يقول . . . » .
د - من هذا يبدو أن الحال الثالث الذي سقط من القطعة يتمثل في عبارة الحلّاج المذكورة في قوله : « وإذا أحبّ عبدا حثّ عباده بالعداوة عليه . . . إلى قوله مقبلا عليه » .
هـ - سرد ذو النون المصري هذه الأذكار الثلاثة في مقطعة أوردها ضمن قصة صوفية وذلك في قوله :
وأذكر أصنافا من الذّكر حشوها * وداد وشوق يبعثان على الذكر
فذكر أليف الروح ممتزج به * يحلّ محلّ الروح في طرفها يسري
وذكر يغرّ النفس منها لأنّه * لها متلف من حيث يدري ولا تدري
وذكر علا منّي المفاوز والذّرى * يجلّ عن الوصف بالوهم والفكر
( حلية الأولياء ، لأبي نعّيم ، 10 / 391 - 392 ) .
[ 32 ] من البسيط :
1 - أنت المولّه لي لا الذكر ولّهني * حاشا لقلبي أن يعلق به ذكري
1972 - الذكر واسطة تخفيك عن نظري * إذا توشّحه من خاطري فكري
198اللغة :
المولّه : اسم فاعل للوله وهو « ذهاب العقل والتحيّر من شدّة الوجد » ، كما في مختار الصحاح .
...............................................................................................
[ 32 ]
الديوان ، ص 53 عن : التعرف للكلاباذي ، ص 75 .
« 253 »
الذكر : مصطلح يرد في كتب التصوف كثيرا لكنّ المصنفين يتحامون التعريف به ، وهو بادئ ذي بدء - بعكس النسيان ويرد على قوله تعالى« فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ »ويحتمل أيضا ذكر اللسان ، والألفاظ الواردة الخاصة ، والمواظبة على العمل ، وذكر القلب ، والحفظ ، والطاعة ، والجزاء ، والصلوات ، والبيان ، والحديث ، والقرآن ، والحلم ، والشرف والعيب ، والشكر ، وصلاة الجمعة ، وصلاة العصر ( فرهنك مصطلحات عرفاء ، ص 187 ) .
وأما في الاصطلاح فهو « الخروج من ميدان الغفلة إلى فضاء المشاهدة بغلبة الخوف أو زيادة الحبّ ، وقالوا : الذكر بساط العارفين ونصاب المحبّين وشراب العاشقين » ( أيضا ، ص 187 ) « وقالوا : حقيقة الذكر أن تنسى ما سوى المذكور في الذّكر . .
يعني إذا نسيت ما دون اللّه ، فقد ذكرت اللّه » ( التعرف ، ص 74 ) .
والذكر يطلق في الجملة على مجلس السماع عند الصوفية باعتباره « الاستجمام من تعب الوقت والتنفس لأرباب الأحوال واستحضار الأسرار لذوي الأشغال » ( التعرف ، ص 126 ) .
والذكر ، لهذا يثير فيه الأحوال المختلفة « لأن السماع إذا قرع الأسماع أثار كوامن أسرارها ، فمن بين مضطرب لعجز الصفة عن حمل الوارد ومن بين متمكن بقوة الحال » ( أيضا ، ص 126 ) .
ومن هنا كان الأثبات من الصوفية يترّفعون عن أن يقعوا تحت طائل السماع لحضور اللّه في قلبهم على الدوام . ومن أمثال ذلك أن مريدين قالوا لشيخ لهم : ههنا قوّال ، ندعوه لك ؟ فقال : أنا أجلّ من أن يستقطعني شخص أو ينفذ فيّ قول ، أنا ردم كلّه ( بمعنى السدّ ) » ( أيضا ، ص 126 ) .
وهذا مصداق ما يقصد إليه الحلّاج من هذه المقطّعة ، إذ الذكر عنده نوع من المشغلة يوقف التيار الروحي المتصل الذي يملأ نفسه دائما .
التحقيق :
شرح الكلاباذي معنى هذه القطعة بقوله : « معناه : الذكر صفة الذاكر ، فإن غبت في ذكري كانت غيبتي فيّ ، وإنما يحجب العبد عن مشاهدة مولاه أوصافه » .
« 254 »
[ 33 ] من الرجز :
1 - يا طالما غبنا عن أشباح النظر * بنقطة يحكي ضياؤها القمر
1992 - من سمسم وشيرج وأحرف * وياسمين في جبين قد سطر
2003 - فامشوا ونمشي ونرى أشخاصكم * وأنتم لا ترونّا يا دبر !
201 التحقيق :
أ - يبدو أن هذه القطعة من الألغاز الشعرية التي نسبت إلى الحلّاج وفيها تصحيف كثير وعامية بلدية .
ب - « فامشوا » ، من البيت الثالث ، جاءت على « تمشوا » في النص ، وبما أثبتنا تقترب الجملة من الصواب ، وأبقينا « لا ترونّا » على حالها وربما صلح لها لفظ « لا تنظرونا » أو « لا تبصرونا » مع إهمال القواعد النحوية .
ومما يبرر ذلك أنّ الحلّاج قد جمع « ترى » و « ينظرون » و « يبصرون » في بيت واحد هو :
تراهم ينظرون إليك جهرا * وهم لا يبصرون من العماء
وبالنسبة إلى كلمة « دبر » ، التي تعني الظهر ، يبدو أنها كانت كلمة إهانة ما زال المصريون يستعملون كلمة « قفا » في معناها . وقد وردت هذه الكلمة في هذا المعنى الوارد في المقطعة في مصر في القرن السادس الهجري .
( انظر النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ، 6 / 129 )
وذلك في قول السلطان : « أخرج فاطرد هذا الدبر . . . »
ج - تتضمن القطعة المواد التي تستعمل في عملية الاختفاء عن
...............................................................................................
[ 33 ]
الديوان ، ص 36 ( بعنوان : في السحر الخفي ) عن : الجوبري : مختار من كشف الأسرار ، مخطوط باريس ، رقم 4640 ، ورقة 12 ب ، ( البيتان 1 ، 2 ) ، مخطوط أسعد ( بإستانبول ) ، رقم 3888 ( البيت الثالث ) مطبوع بالقاهرة سنة 1302 هـ ، ص 20 ( القطعة كلها ) .
يتبع
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
القوافي في ديوان الحلّاج قافية الرّاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي :: تعاليق
القوافي في ديوان الحلّاج قافية الرّاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الأنظار وهي السمسم ( ودهنه ) الشيرج والعزائم والرقي والياسمين الذي يعقد على الجبين !د - فصّل القاضي عبد الجبار ( بن أحمد ) الهمداني المعتزلي ، ت 415 هـ / 1024 م القول على مخاريق الحلّاج في الجزء الخامس عشر من كتابه ( المغني في أبواب التوحيد ) الخاص بالتنبؤات والمعجزات ، بتحقيق الدكتور محمود قاسم ، مصر 1965 ، ص 270 - 275 ،
وذكر هناك أنه يروي « طرفا » من مخاريقه ، ص 269 ، ونبّه على أنّه « ربما تعذّر ذلك إلا بأصحاب وآلات وتمكّن وذلك لا يتأتى لكل واحد ، وإنّما تمكن الحلّاج فيما يحكى عنه لتوفّر آلاته وكثرة أصحابه » ، ص 269 .
وقد أورد القاضي عبد الجبار من أعمال الحلّاج إحياؤه لجدي بعد شيّه ، وإخراجه الدراهم والدنانير من الطين في الأرض ، وإخراجه الحلو أو غيره حارا من تحت الأرض وكذلك الفاكهة ، وتعليقه الجسم الخفيف في الهواء ، وإطالة جسمه ، وإظهار السمن العظيم عليه ، والتكلّم في الليل من الهواء ، والصياح بأصحابه من السماء ، وإطارته لطائر ميّت ، ووقوفه ساعة في الهواء وطيرانه فيه .
لكنّ القاضي عبد الجبار لم يشر إلى غيبته عن الأنظار وإن كان تنبيهه إلى أنّه إنّما يذكر طرفا من مخاريقه يحمل على الظن بأن ذلك ربما وقع منه .
وبالتالي فقد تعدّ هذه القطعة من نظم الحلّاج . وربّما كان تعارف عليه أتباع الحلّاج من كونه لم يقتل وإنّما شبّه للناس ذلك ، يتصل بأصل طبّقه في حياته يتمثّل في اختفائه عن الأنظار ساعة يشاء . ( انظر مثلا الفرق بين الفرق للبغدادي ، ص 159 ) .
ومهما يكن الأمر فقد كان الحلّاج فيما ذكر ابن النديم ( أبو الفرج محمد بن إسحاق ) « يعرف شيئا من علم الكيمياء » طبع مصر 1348 ، ص 269 .
وذكر أنه - لما قبض عليه - كان في بيته « . . . المسك والعصفر والعنبر والزعفران » فلعله كان مع هذه مواد أخرى هي المذكورة في هذه المقطعة ( الفهرست ، ص 271 ) .
وفوق هذا مرّ بنا خبر ابن تيمية من أن الحلّاج صنّف كتابا في السحر
« 256 »
ظل معروفا إلى أيّامه ، فلعلّ هذه المقطّعة مصداق لذاك .
[ 34 ] من السريع :
1 - وحرمة الودّ الذي لم يكن * يطمع في إفساده الدهر
2022 - ما نالني عند هجوم البلا * بأس ولا مسّني الضرّ
2033 - ما قدّ لي عضو ولا مفصل * إلّا وفيه لكم ذكر
204اللغة :
في البيت الثاني وردت « بأس » على « بؤس » في مصادر ماسينيون جميعا وفي شرح الشطحيات الذي حققه هنري كوربان ، وبأس أنسب للسياق إذ معناها « العذاب » ومعنى « البؤس » اشتداد الحاجة كما في مختار الصحاح ، وزاد ابن فارس على اشتداد الحاجة « الشدّة في العيش » ليجعل البأس قاطعة في تمكّنها من موضعها في هذه القطعة ( مقاييس اللغة 1 : 328 ) .
التحقيق والشرح :
أ - ذكر الهمداني أنّ الحلّاج « لما قطعت يده ورجله صاح وقال . . . »
وأشار ابن العربي الحاتمي الطائي إلى البيت الثالث من هذه القطعة في الفتوحات المكية ( 2 :
445 ) تحت عنوان « الحب الذي يصير عشقا » فقال : « . . . كما حكي عن
...............................................................................................
[ 34 ]
الديوان ، ص 128 عن : عذاب الحلّاج ، ص 431 ، تقييد ( مخطوط قازان ، ص 88 ) ، مخطوط لندن ، ورقة 331 أ ، البقلي : تفسير الآية 70 السورة 4 ( النساء ) ، شرح شطحيات ( ص 385 من المطبوع ) ، ابن الحاج : أم البراهين ، نقلا عن شرح حال الأولياء للمقدسي ، الهمداني : تكملة ( تاريخ الطبري ) ، ص 100 .
وانظر أيضا : تقييد بعض الحكم والأشعار ، ورقة 323 ب . الفتوحات المكية ، مصر 1293 هـ ، 2 / 445 ، 478 ، 4 / 182 ، رسالة الانتصار من رسائل ابن العربي الحاتمي الطائي ، ص 16 ( البيت الثالث ) .
مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين ( علي ) للبرسي : الحافظ رجب بن محمد بن رجب ، ت 813 هـ - 1411 م ، بيروت 1379 هـ / 1959 - 60 م ، ص 260 ، الكشكول للعاملي ، ص 312 .
« 257 »
زليخا أنّها افتصدت فوقع الدم في الأرض فانكتب به يوسف في مواضع كثيرة حيث سقط الدم في الأرض لجريان ذكر اسمه مجرى الدم في سائر عروقها كلها . وهكذا حكي عن الحلّاج ( أنه ) - لما قطعت أطرافه - انكتب بذلك بدمه في الأرض : اللّه ، اللّه ، حيث وقع . . . » .
وذكر في مواضع أخرى من الفتوحات أنّه « ولذلك لطّخ الحلّاج وجهه بالدم حين قطعت أطرافه لئلا يظهر إلى أعين العامة تغيّر مزاجه غيرة منه على المقام لمعرفته . . . » ( انظر مثلا ، 4 : 182 ) . وزاد عبد الرؤوف المناوي أنّه « لما وقع دمه على الأرض كتب : اللّه ، اللّه ، إشارة لتوحيده ، وإنّما لم يكتب دم الحسين بن علي - رضي اللّه عنه - ذلك لأنّه لا يحتاج لتبرئة بخلاف الحلّاج » ( الكواكب الدرية ، 2 : 25 ) .
ب - في تكملة تاريخ الطبري وردت « ولا مسّني » على « ولو مسّني » وهو خطأ واضح .
ج - شرح روزبهان البقلي هذه القطعة بقوله : « صدق الحسين ( بن منصور الحلّاج ) ، كيف استطاع التصريح بما جهله الخلق ؟
قال الأعداء : لقد زاد الحلّاج في دعواه على الأنبياء في قوله : ما مسّني الضرّ ، في حين قال أيوب - عليه السلام - مع جلالته - مسّني الضرّ عند نزول البلاء به .
وتفسير هذا الخطأ الشائع يتمثل في أنّ الحلّاج رأى الجمال المبتلي وكان يطلب وصلة الأصل من عين قرب النوال .
وإذ علم أنّ البلاء سينقطع عنه جعل يئن من مفارقته . ذلك أنّ الحسين كان يعدّ النعمة والبلاء بمعنى ، وهو منزل المريدين ، في حين أنّ البلاء مع طلب النعمة منزل الأنبياء لأنّ الوصل مع المعشوق في حال البلاء رضى ، وعندها يكون العاشق ممتّعا بنعمة عالم البقاء .
في هذه الحال يعدّ العرفان وصفا له . وإذ كان البلاء منزل الفناء ، صار التنكير وصفا له ، وبهذا تكون المعرفة في المعارف الصغيرة والنكرة في القدم الصغيرة حيث يكون العجز عن الإدراك عين المعرفة ، والنكرة طوفان التوحيد .
وهكذا فكل من جمع النكرة مع المعرفة ( الظاهرة مع التوحيد ) استحق أن يقول : « مسّني الضرّ » ، ( الأنبياء 21 : 83 ) إلّا فخر الزمان
« 258 »
( محمد ) - عليه السلام - فقد ألف البلاء بمشاهدة المبتلي . أمّا حسين ( بن منصور الحلّاج ) فقد كان مستغرقا في التوجه إلى الأصل . ولهذا لم يتأوّه من جراح البلاء .
وأما الأنبياء فقد اعتادوا السير في دروب تحقيق التوحيد ومن هنا استوى عندهم البلاء والنعمة ، إذ عاقبة حالهم مشاهدة الحق .
إلا أن ترى أنّ صويحبات يوسف لم يحسسن آلام تقطيع أيديهن عند رؤية يوسف - عليه السلام ؟ » ( فقرة مترجمة بقلمنا من : شرح شطحيات ، ص 386 ) .
د - واضح أن أبرز عبارة في هذه القطعة ، من الناحية الشعرية البحتة ، هي قسم الحلّاج بحرمة الودّ ، وهو تعبير أعجب به الشعراء من الصوفية وغيرهم فتابعوه في نظمهم .
ومن النماذج الجميلة في هذا المجال قول أبي الحسن الواسطي ( محمد بن علي بن حسن بن أبي الصقر ، ت 498 هـ / 1104 - 5 م ) :
وحرمة الود مالي عنكم عوض . .. لأنني ليس لي في غيركم غرض
أشتاقكم وبودي لو يواصلني ... لكم خيال ولكن لست أغتمض
وقد شرطت على قوم صحبتهم . . . بأن قلبي لكم من دونهم ورضوا
ومن حديثي بكم قالوا به مرض . . . فقلت لا زال عني ذلك المرض
* فقلت : لا زال عني ذلك المرض( مرآة الزمان لسبط بن الجوزي : أبي المظفر يوسف بن قزأوغلي بن عبد اللّه البغدادي ، ت 654 / 1256 م ، حيدر آباد ، 1951 م ، 8 : 1 : 14 مع ورود « غيركم » في البيت الأول على « عنكم » ) .
وقد نقل الصوفية هذه القطعة إلى عالمهم فترنّموا بها وجعلوها من مختاراتهم .
( انظر ذلك في القصد المجرّد في الاسم المفرد لابن عطاء السكندري :
الشيخ تاج الدين أبي الفضل أحمد بن عبد الكريم الشاذلي المالكي ، ت 709 هـ / 1309 م ) مطبعة محمد صبيح بمصر ، بلا تاريخ ، ص 62 .
« 259 »
[ 35 ] من البسيط :
1 - الحبّ ، ما دام مكتوما ، على خطر * وغاية الأمن أن تدنو من الحذر
2052 - وأطيب الحبّ ما نمّ الحديث به * كالنار لا تأت نفعا وهي في الحجر
2063 - من بعد ما حضر السجّان واج * تمع الأعوان واختّط اسمي صاحب الخبر
2074 - أرجو لنفسي براء من محبتكم ؟ ! * إذا تبرّأت من سمعي ومن بصري
208التحقيق :
أ - في البيت الثالث ، سجل ماسينيون « السجّان » على « السحاب » ! ولا يستقيم المعنى إلّا بما ذكرنا ، وسجل « اختّط » على « امتطّ » ! وهو غريب .
ب - البيت الثاني الذي يشير إلى إذاعة الحبّ استمتاعا به يذكر بقول أبي نواس المشهور :
ألا فاسقني خمرا وقل لي : هي الخمر * ولا تسقني سرّا إذا أمكن الجهر
ج - في البراء - في البيت الرابع - إشارة إلى التقية الإسلامية على العموم ، والشيعية على الخصوص ، التي تتمثل هنا في الولاء والبراء باعتباره المبدأ الشيعي المعروف الذي يتصل بالحديث النبوي المشهور : وال من والاه وعاد من عاداه .
والحلّاج - بوصفه شيعيا أصلا - يعبّر في البيتين الثالث والرابع عن حدّ التقية الذي يقول : « التقية يحقن بها الدم فإذا بلغت الدم فلا تقية » ( انظر بحثنا : « التقية أصولها وتطورها » الذي نشر في مجلة كلية الآداب بجامعة الإسكندرية 1962 - 63 ) .
د - طرق الصوفية هذا المعنى - فيما يبدو - ووافقوا عليه واستشهدوا بما في معناه ، ونموذج من ذلك يتمثل في بيتين أوردهما لسان الدين الخطيب لشاعر مجهول يقول فيهما :
...............................................................................................
[ 35 ]
الديوان ، ص 60 عن : مخطوط كوبرولو ، رقم 1620 ، القطعة 2 .
« 260 »
والمرء ما دام ذا عين يقلّبها * في أعين الغيد موقوف على خطر
يسرّ مقلته ما ضرّ مهجته * لا مرحبا بسرور عاد بالضرر
وهو معنى حسّي واضح ، كما لا يخفى ( روضة التعريف ، ص 502 ) .
وقد وردت « الغيد » على « العين » ، والتصحيح من المخطوط التالي . وجاءت هذه المقطّعة في المجموع الذي يملكه صديقنا الأستاذ عبد المجيد الملّا ، ببغداد على الوجه التالي :
العين ، أصل عناها فتنة النّظر * والقلب ، كلّ أذاه الشّغل بالفكر
كم نظرة نقشت في القلب صورة من * راح الفؤاد بها في السّرّ
والحضروالمرء ، ما دام ذا عين يقلّبها * في أعين الغيد منصوب على الخطر
فالقلب يحسد نور العين إذ نظرت * كم تنظرين ؟ - رماك اللّه بالسّهر !
هذان خصمان لا أرضى بحكمهما * فاحكم - فديتك - بين القلب والبصر
( ورقة 53 أ - ب ) .
وألفاظ ومعان مثل هذه ليس فيها نسج الحلّاج ولا قطنه ! وراجع مقطّعة مشابهة لهذه في باب : الأشعار المنسوبة إلى الحلّاج .
هـ - والظاهر أن أبا نواس هو الرائد في هذه المعاني وذلك في قوله :
يا تاركي جسدا بغير فؤاد ، * أسرفت في هجري وفي إبعادي
إن كان يمنعك الزيارة أعين * فادخل عليّ بعلّة العوّاد
إن القلوب ، مع العيون ، إذا جنت * جاءت بليّتها على الأجساد
أشكو إليك جفاء أهلك ، إنّهم * ضربوا عليّ الأرض بالأسداد
( ديوانه بتحقيق أحمد عبد المجيد الغزالي ، ط ، مطبعة مصر 1953 ، ص 17 ) .
« 261 »
[ 36 ] من مخلّع البسيط :
1 - غبت وما غبت عن ضميري * فمازجت ترحتي سروري
2092 - واتّصل الوصل بافتراق * فصار في غيبتي حضوري
2103 - فأنت في سرّ غيب همّي * أخفى من الوهم في ضميري
2114 - تؤنسني بالنّهار حقّا * وأنت عند الدّجى سميري
212التحقيق :
أ - في نص ماسينيون ورد البيت الأول على الصورة الآتية :
غبت وما غبت عن ضميري * وصرت فرحتي وسروري
والشطر الثاني ، مختل كلية ، فاخترنا « فمازجت » من رواية المخطوط بنقل ماسينيون ، مكان « فصرت » وبذلك ينكشف المعنى من غيبة الحبيب وما تعقبه من ترح ، وحضوره في القلب وما يورثه من سرور ، وهكذا أدّى الهجر إلى امتزاج الحزن بالسرور .
ب - وإذا صحّت هذه المقدمة - عندنا - ساغ لنا أن نسقط الشطر الأول من البيت الثاني ، من اختيار ماسينيون الذي يقول : « وانفصل الفصل بافتراق » لنختار رواية المخطوط ( قازان ) أيضا ، التي أثبتناها ، وبذلك تتقابل الأضداد من جديد فيتصل الوصل بالافتراق كما تجتمع الغيبة - عن العين - مع الحضور في القلب .
ج - تذكر هذه القطعة بالروح الحلّاجية التي تسري في الديوان كلّه .
...............................................................................................
[ 36 ]
الديوان ، ص 61 عن : تقييد مخطوط قازان ، ص 96 ( البيتان الأولان ، الشطر الأول من البيت الثالث ، الشطر الثاني من البيت الرابع ) ، مخطوط لندن ، ورقة 327 ب ، ( الشطر الأول من البيت الأول ، الشطر الثاني من البيت الثاني ، 3 ، 4 ) . جنيزة ، رقم 11 ( الأبيات 1 - 3 ) .
« 262 »
د - أشار ماسينيون إلى أن الحلّاج ، قد صار في هذه القطعة أصلا أخذ منه أبو حيّان التوحيدي ( ت 400 هـ / 1090 م ) بيتا ورد في الصداقة والصديق ( طبع الجوائب ، 1301 ) ، ص 7 . وما في هذا الكتاب مما يوافق المعنى يرد في ص 8 من نصّ المصنف على أنّ « بعضهم » - ولعله هو - قال :
أنتم سروري وأنتم مشتكى حزني * وأنتم في سواد الليل سمّاري
وبقينها :أنتم ، وإن بعدت عنا منازلكم - * نوازل بين أسراري وتذكاري
فإن تكلمت لم ألفظ بغيركم * وإن سكتّ فأنتم عقد إضمار
ياللّه جاركم مما أحاذره * فيكم ، وحبّي لكم من هجركم جار
وهو معنى صوفي جميل وليس ذلك غريبا على أبي حيّان
« 263 »
[ 37 ] من مخلع البسيط :
1 - يا شمس ، يا بدر ، يا نهار * أنت لنا جنّة ونار
2132 - تجنّب الإثم فيك إثم * وخيفة العار فيك عار
2143 - يخلع فيك العذار قوم * فكيف من لا له عذار ؟ !
215التحقيق :
أ - اخترنا « خيفة » في البيت الثاني من هامش ماسينيون الذي نقله من مخطوط لندن ، وأثبت مكانه « وخاصيتّه » !
ب - ألم بنان الحمال الصوفي ( ت 316 هـ / 929 م ) بهذا المعنى في قوله :
لحاني العاذلون فقلت : مهلا * فإني لا أرى في الحبّ عارا
وقالوا :
قد خلعت فقلت : لسنا * بأوّل ضائع خلع العذارا
( طبقات الصوفية للسلمي ، ص 294 ) .
[ 38 ] من الخفيف :
1 - أحرف أربع بها هام قلبي * وتلاشت بها همومي وفكري
2162 - ألف تألف الخلائق بالصّن * ع ولام على الملامة تجري
2173 - ثم لام زيادة في المعاني * ثم هاء بها أهيم وأدري 218
...............................................................................................
[ 37 ]
الديوان ، ص 62 عن : تقييد ( مخطوط لندن ) ورقة 325 أ ، جنيزة رقم 1 .
[ 38 ]
الديوان ، ص 63 عن : ابن كردبوس التوزري : اكتفاء ، تقييد ( مخطوط لندن ، ورقة 322 ب ، 325 ب ) مخطوط قازان ، 76 - 77 ، ابن عطاء اللّه : لطائف 2 / 214 ، علي البرهاني : الزهرة المضيئة ، ورقة 180 ، الجميلي : ص 7 ، ابن عجيبة . وانظر أيضا : القصد المجرد في معرفة الاسم المفرد لابن عطاء اللّه السكندري ، مطبعة محمد صبيح ، مصر ، بلا تاريخ ، ص 43 - 44 ، « شعر للحسين بن منصور الحلّاج » تلو طبقات الصوفية للسلمي .
« 264 »
التحقيق :
أ - واضح أن الحلّاج يشقّق لفظ الجلالة [ - اللّه ] ويفصّل القول على كل حرف فيه على عادة الصوفية مع فواصل القرآن خاصة .
( انظر كتابنا : الصلة بين التصوّف والتشيع ، ط 3 ، 2 / 107 - 110 )
ب - في البيت الثالث ، أثبت ماسينيون الشطر الثاني على : « ثم هاء أهيم بها أتدري » ، وبه يختل الوزن ويضطرب المعنى ، وكذا يختل بالروايات التي أثبتها في الهامش .
وصحة النص وردت في كتاب « القصد المجرّد » لابن عطاء اللّه السكندري ( ص 44 ) ، وإن كانت رواية صاحب «شعر للحسين بن منصور الحلّاج» التي تقول : « ثم هاء بها أهيم أتدري ؟ » لها وجه .
ج - ذكر ماسينيون : أن أحمد الغزالي ( ت 520 هـ / 1126 م ) شقيق الغزالي الكبير نظم بيتين في هذا المعنى وردا مصحّفين جدا فأصلحناهما إصلاحا جزئيا وهما :
ألف تؤلّف للخلائق كلهم * واللام لام اللوم للمطرود
والهاء هاء الهم في حبيّ له * والمنتهى للواحد المعبود
وإن أبا الحسن الششتري قال في المعنى أيضا :
ألف قبل لامين * وهاء قرة العين
والذي هاء قلبي فيه هو * الحبيب الذي فنا فيه سرّي
وفي هذا الشعر من التصحيف ما لا يمكن تقويمه ، ومن هنا نسجل بعض القطعة كما وردت في ديوانه بتحقيق الدكتور علي سامي النشار ( ص 243 - 4 ) ( وهي من الشعر القريب من العامية ) : أبو الحسن الششتري قال :
( و ) ألف قبل لامين * وهاء قرّة العين
ألف لاهوت الاسم * ولامين ( لأمان ) بلا جسم
وهاء آية الرسم * تهجّى ( كذا ) سر حرفين
تجده اسما بلا أين * حروف كلها تتلى
« 265 »
تَرضى (ترى) الْقَلْبُ بهَا يُجْلَى * ويُسْلاَ بَعْدُ ما يُبْلَى
ويَدْرَجْ بينَ كَفنين * بِرَمْزَيْنِ رَقِيقَينِ
غَرامِي في الْهَوَى قد باح * وفَجْرِي بَعد لَيلَى لاَحْ
وصِرْتُ للْوُجُودِ مِصْباح * وشَمْسِ بينَ قَمَرَيْن
ولاَ أدْرِي أنا أيْنِي * فَمَعْنَى حِبِّي الأتْقَى
بأن أفْنَى بِهِ رِقَّا * وأفْنَى في الْفَنَا حَقَّا
فَوَجْدُ بَيْنَ فَقْدَيْنِ * وحَياةٌ في فَنَايينِ
مُنَائِي مَنْ بِه هِمْتُ * وقُوتُ الرُّوحِ إِنْ مُتُّ
وخَوْفَ الْبَيْنِ أنْشَدْت * مَتَى يا قُرَّةُ الْعَيْنِ
نَجِدْ وَصْلاَ بِلاَ أيْنِ
د - يبدو أن الحلّاج قصد تشقيق لفظ الجلالة على الوجه التالي :
الألف ( - الهمزة ) : لآدم بوصفه أول المخلوقات البشرية .
اللّام الأولى : لعزازيل - اسم إبليس الأول - بوصفه موضوع الملامة الأولى .
اللّام الثانية : المؤكّدة التي تقلب النفي إلى إثبات .
الهاء : للّاهوت الإلهي وهيولي الآدمية اللتين يستحلّا الإنسان كماله من اتحادهما واللّه أعلم .[ 39 ]من البسيط :1 - حقيقة الحقّ تستنير * صارخة « بالنبا خبير » 2192 - حقيقة ( فيه ) قد تجلّت * مطلب من رامها عسير 220
[ 39 ]
الديوان ، ص 53 عن : تقييد ( مخطوط قازان ، 96 ) حقائق التفسير للسلمي ( تفسير 10 : 35 ) « يونس » ، قل : هل من شركائكم من يهدي إلى الحق ؟ قل : اللّه يهدي للحق ، أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدي ؟ فما بالكم ؟
كيف تحكمون ؟ ، جنيزة ، رقم 9 .
« 266 »
التحقيق :
أ - في البيت الأول - سجّل ماسينيون « تستنير » على « مستنير » وبما أثبتناه يستقيم المعنى .
ب - سقطت من ماسينيون كلمة « فيه » ، وذلك في البيت الثاني ، وبإثباتها يستقيم الوزن والمعنى .
ج - ذكر ماسينيون أن الشطر الثاني من البيت الثاني مأخوذ من أبي نواس ، فلعله يشير إلى المطلع المشهور :
أجارة بيتينا ، أبوك غيور * وميسور ما يرجى لديك عسير
( الديوان ، بتحقيق أحمد عبد المجيد الغزالي ، مصر 1953 م ، ص 480 )
وليس المعنى مما يسرق .
[ 40 ]من البسيط :
1 - وما وجدت لقلبي راحة أبدا * وكيف ذاك ، وقد هيّيت للكدر ؟ !
2212 - لقد ركبت على التغرير ، وا عجبا * ممن يريد النجا في المسلك الخطر
2223 - كأنّي بين أمواج تقلّبني * مقلّبا بين إصعاد ومنحدر
2234 - الحزن في مهجتي والنار في كبدي * والدمع يشهد لي فاستشهدوا بصري
224 التحقيق :
أ - شكّك ماسينيون في نسبة هذه القطعة إلى الحلّاج فوضعها مع المقطّعات التي تمثل بها من أشعار الشعراء السابقين ، ( الديوان ، ص 110 ) .
ومع إمكان اطلاق هذا الحكم على كل حرف من هذا الديوان ، ألمّ الحلّاج
...............................................................................................
[ 40 ]
الديوان ، ص 113 - 114 عن : تكملة تاريخ الطبري للهمداني ( دي كوجيه ، ص 97 ) .
وانظر أيضا : الطبعة الثانية بتحقيق ألبرت يوسف كنعان ، بيروت 1961 ، ص 26 ، وهامش صلة عريب ، ص 96 .
« 267 »
بالتقلّب بين الأمواج في قطعة أخرى لم يشك ماسينيون في نسبتها إليه ، فلعل وحدة التشبيه تبدّد عن هذه القطعة غيوم الشكّ . أما القطعة الأخرى فتقول :
ما زلت أطفو في بحار الهوى * يرفعني الموج وأنحطّ
فتارة يرفعني موجها * وتارة أهوي وانغطّ. . . الخ ، ص 70 .
ب - التغرير : حمل النفس على الغرر ، وهو الخطر كما في مختار الصحاح .
ج - تقسيم الحزن والنار والدمع على المهجة والكبد يذكّر ببيت تمثّل به الشبلي من شعر أبي دلف ( القاسم بن عيسى العجلي ، ت 226 هـ / 840 - 1 ) ويقول فيه :خيالك في عيني وذكرك في فمي * ومثواك في قلبي فأين تغيب( انظر ديوان أبي بكر الشبلي بجمعنا وتحقيقنا ، ص 159 - 160 ) .
[ 41 ]من المنسرح :
1 - قد كنت في نعمة الهوى بطرا * فأدركتني عقوبة البطر
225التحقيق :
ذكر ماسينيون أن في البيت طابع أبي العتاهية وجعل البيت مع الشعر المنسوب إلى الحلّاج ، ولم نجد البيت في ديوان أبي العتاهية .
...............................................................................................
[ 41 ]
الديوان ، ص 108 عن : حقائق التفسير للسلمي ( تفسير آية 23 سورة 39 ) ، « الزمر » -قُلْ : يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ ، إِنِّي عامِلٌ ، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ، دراسة في أصول مصطلح التصوف الإسلامي لماسينيون ، باريس ، 1922 ، ص 58 .
« 268 »
[ 42 ]الجمع والفرق من البسيط :
1- الجمع أفقدهم - من حيث هم - قدما * والفرق أوجدهم حينا بلا أثر
2262 - فاتت نفوسهم ، والفوت عندهم * في شاهد جمعوا فيه عن البشر
2273 - وجمعهم عن نعوت الرّسم محوهم * عما يؤثّره التلوين في الغير
2284 - والحين حال تلاشت في قديمهم * عن شاهد الجّمع إضمارا بلا صور
2295 - حتى توافى لهم في الفرق ما عطفت * عليهم من علوم الوقت في الحضر
2306 - فالجّمع غيبتهم والفرق حضرتهم * والوجد والفقد في هذين بالنّظر
231النص :
في البيت الرابع ، « الحين » في « التعرّف » ، مفتوحة الحاء ولا يستقيم المعنى بها إذ هي الواردة في البيت الأول في حال من وضوح الدلالة على الزمان أو الإحساس به في الحقيقة . وفي هذا الكتاب وردت « حال » على الفعلية ، و « إضمار » - بالرفع - على الخبرية للمبتدأ « حين » وما أثبتناه من رواية الغزي .
في البيت الخامس : جاء الفعل « توافى » على « توافي » والفاعل في الحال الثاني معدوم ، والحل اعتبار المصدر من « ما » والفعل ، « عطفت » بمعنى : « المعطوف عليهم » الفاعل المطلوب الذي يستقيم به المعنى وتستقر الجملة وجاءت « علوم الوقت » في الكلاباذي على « حين الوقت » وهي قلقة .
في البيت السادس : اخترنا « بالنظر » من رواية الكلاباذي على حين جاءت في المخطوط على « كالنظر » وإنّ كان لها وجه .
...............................................................................................
[ 42 ]
منبر التوحيد ومظهر التفريد لنجم الدين الغزي ( أبي المكارم محمد بن بدر الدين محمد بن رضي الدين محمد ، 977 - 1061 هـ - 1570 - 1651 م ) ، مخطوط المكتبة الأحمدية في حلب رقم 560 ، التعرّف لمذهب أهل التصوف ، منسوبة إلى « بعض الأكابر » ، ص 89 ، وفي المقطّعة نفس الحلّاج .
« 269 »
المصطلح : الجمع والفرق :
الفرق : ما نسب إليك
والجمع : ما سلب عنك
ومعناه أنّ ما يكون كسبا للعبد من إقامة وظائف العبود ، وما يليق بأحوال البشرية فهو فرق ، وما يكون من قبل الحق من إبداء معان وابتداء لطف وإحسان فهو جمع ، ولا بد للعبد منهما ، فإنّ من لا تفرقة له لا عبودية له ، ومن لا جمع له لا معرفة له . . . » ( والتعريفات للشريف الجرجاني ، ص 68 ) .
وعرّف عبد الرزاق الكاشاني الجمع بأنه « شهود الحق بلا خلق » ( اصطلاحات الصوفيّة ، كلكته 1845 ، ص 19 ) ، وعرف الفرق بأنّه « الاحتجاب بالخلق عن الحق وبقاء الرسوم الخلقية بحالها » ( أيضا ، ص 130 ) القدم والحين - الوقت المطلق والوقت المحدود .
الفوت : الغيبة .
الشاهد : ما كان حاضرا في القلب الإنساني وغلب عليه ذكره « فإن كان الغالب عليه العلم فهو شاهد العلم ، وإن كان الغالب عليه الوجد فهو شاهد الوجد ، وإن كان الغالب عليه الحق فهو شاهد الحق » .
( التعريفات 109 ) ،
وقال فيه الكاشاني : « ما يحضر القلب من أثر المشاهدة ، وهو الذي يشهد له بصحّة كونه محتظيا من مشاهدة مشهوده إما بعلم لدين لم يكن له مكان أو وجد أو حال أو تجلّ أو شهود » ( اصطلاحات الصوفية ، ص 150 ) .
الرسم : نعت يجري في الأبد بما جرى في الأزل أي في سابق علمه تعالى ( التعريفات ) .
« 270 »
وهو عند الكاشاني : « الخلق وصفاته لأن الرسوم هي الآثار وكل ما سوى اللّه آثاره الناشئة من أفعاله ، وإيّاه عنى من قال : « الرسم : نعت يجري في الأبد بما جرى في الأزل » لأن الخليقة وصفاتها كلها بقدر اللّه تعالى .
المحو : « رفع أوصاف العادة » ( الرسالة القشيرية ، بتحقيق د . عبد الحليم محمود ومحمود بن الشريف ، مصر 1966 ، ص 222 ) ويستدعي المحو الإثبات باعتباره « إقامة أحكام العبادة » . ومن هنا « فالمحو ما ستره الحق ونفاه ، والإثبات ما أظهره الحق وأبداه . . . » ( أيضا ص 222 ) .
التلوين : صفة أرباب الأحوال . . . فمادام العبد في الطريق فهو صاحب تلوين ، لأنه يرتقي من حال إلى حال ، وينتقل من وصف إلى وصف ويخرج من وصل ويحصل في مرتع ، فإذا وصل تمكّن . . . وصاحب التلوين أبدا في الزيادة وصاحب التمكين وصل ثم اتّصل ، وأمارة أنه اتّصل أنه بالكلية عن كلّيته بطل » ( الرسالة القشيرية ، ص 232 ) .
الغير : التغيّر فيما يبدو لنا .
الوجد : « ما يصادف قلبك ويرد عليك بلا تعمّد وتكلّف » ( الرسالة القشيرية ، ص 202 ) ومكمل هذا المعنى قول أبي الحسين النّوري ( ت 295 هـ / 908 م ) : « أنا منذ عشرين سنة بين الوجد والفقد أي : إذا وجدت ربي فقدت قلبي وإذا وجدت قلبي فقدت ربّي » ( أيضا ، ص 203 ) .الشرح :
أ - شرح الكلاباذي هذه المقطّعة على الوجه التالي :
« معنى قوله : الجمع أفقدهم من حيث هم » أي : علّمهم بوجودهم للحق في علمه بهم وأفقدهم من الحين الذي صاروا موجودين له ، فجعل الجمع حالة العدم حيث لم يكن إلّا علم الحق بهم .
والفرق : حالة ما أخرجهم من العدم إلى الوجود .
قوله : « فاتت نفوسهم » ، أي : رأوها حين الوجود كما كانوا ، إذ هم
« 271 »
فقود لا يملكون لأنفسهم ضرّا ولا نفعا ولا يتغيّر علم اللّه فيهم . « وجمعهم » هو أن يمحوهم عن نعوت الرسم - وهي أفعالهم وأوصافهم - في أنّها لا تؤثر أثر تلوين وتغيير بل تكون على علم اللّه - عزّ وجلّ - وقدّر وحكم ، فتلاشت حالهم حين وجودهم في قديم العلم - إذ كانوا معدومين لا موجودين مصورين ، وإذ أوجدهم : أجرى عليهم ما سبق لهم منه .
فالجمع : أن يغيبوا عن حضورهم وشهودهم إياهم متصرفين ، والفرق :
أن يشهدوا أحوالهم وأفعالهم .
والوجد والفقد : حالتان متغايرتان لهم لا للحق - تعالى .
ب - واضح من نسبة الغزي هذه المقطعة إلى الحلّاج أنه هو - أو من نقل عنه - رآها معزوّة إلى الحلّاج في بعض المصنّفات وتجر هذه الملاحظة عزو المقطعات التي نسبها الكلاباذي - تقيّة - إلى « بعض الأكابر » إلى الحلّاج في الحقيقة .
ج - من كلام الحلّاج في الجمع والفرق قوله .
« نزول الجمع ورطة وغبطة ، وحلول الفرق فكاك وهلاك وبينهما يتردّد الخاطران ، إما متعلّق بأستار القدم أو مستهلك في بحار القدم » [ الحلّاج ، الخبر 30 ، ص 50 ] .
[ 43 ]الوجد من الكامل :
1 - أبدى الحجاب فذل في سلطانه . . . عز الرسوم وكل معنى يحضر
هيهات يدرك بالوجود وإنما . . . لهب التواجد رمز عجز يقهر
لا الوجد يدرك غير رسم داثر . . . والوجد يدثر حين يبدو المنظر
قد كنت أطرب للوجود مروعا . .. طور يغيبني وطورا أحضر
أفنى الوجود بشاهد مشهوده . . . أفنى الوجود وكل معنى يذكر
...............................................................................................
[ 43 ]
التعرّف للكلاباذي ص 83 ، وقد نسب المصنّف المذكور هذه المقطعة إلى « بعض الكبار »
فهي للحلّاج في رأينا .
« 272 »
3 - لا الوجد يدرك غير رسم داثر * والوجد يدثر حين يبدو المنظر
2344 - قد كنت أطرب للوجود مرّوعا * طورا يغيبني وطورا أحضر
2355 - أفنى الوجود بشاهد مشهوده * أفنى الوجود وكلّ معنى يذكر
236
[ 44 ] في السّكر من الطويل :
1 - كفاك بأنّ السّكر أوجد كربتي * فكيف بحال السّكر . والسّكر أجدر
2372 - فحالاك لي حالان : صحو وسكرة * فلا زلت في حاليّ أصحو وأسكر
238
أ - جاءت « كربتي » في الأصل على « كآبتي » ولا يستقيم بها الوزن ولا المعنى .
وفي معنى البيتين قال الكلاباذي :
« إن حالة التمييز إذا أسقطت عني مالي [ - حالي ] وأوجد مالك [ حالك ] فكيف يكون حال السكر - وهو سقوط التمييز عني - ويكون اللّه هو الذي يصرّفني في وظائفي ويراعيني في أحوالي ؟ ! وهاتان حالتان تجريان عليّ وهماللّه - تعالى - لا لي . فلا زلت في هاتين الحالتين أبدا ! » .
[ 45 ] من الطويل :
1 - سرائر سرّي ترجمان إلى سرّي * إذا ما التقى سرّي وسرّك في السّر
2392 - وما [ أمر ] سرّ السرّ منّي ، وإنّما * أهيم بسرّ السرّ منه إلى سرّي
2403 - وما أمر أمر الأمر منّي وإنّما * أمرت بأمر الأمر [ لمّا ] قضى أمري
2414 - وما [ أمر ] صبر الصّبر مني وإنّما * أمرت بصبر الصّبر إذ عزّني صبري
242
...............................................................................................
[ 44 ]
التعرف ص 86 ، نسب الكلاباذي المقطعة إلى « بعض الكبار » فهي للحلّاج .
[ 45 ]
تقييد بعض الحكم والأشعار ، ورقة 328 أ .
« 273 »
النص :
في البيت الثاني : دسسنا كلمة « أمر » إقامة للمعنى والوزن وانسياقا مع بناء المقطعة وطابعها الذي يتبين في البيت الثالث .
في البيت الثالث : جاءت « لمّا » في الأصل على « إذا » وبما أثبتناه يستقر الشطر ومعناه وإن كان الموضع يحتمل « إذ ما » . وقد أضفنا كلمة [ أمري ] في القافية تمشيا مع طبيعة البيت والمقطعة كلها .
في البيت الرابع : أضفنا « أمر » لجريانها مع روح المقطعة وألفاظها ، وجاءت « إذا عزني صبري » مصحّفة جدا مع تعريف « صبري » بالألف .
واللام ، وبما اجتهدنا تستقر المقطعة .التحقيق :
من هذه المقطّعة استمد من قال على الوزن والقافية :
تَحَيَّرْتُ وَالرَّحْمَنُ لَا شَكَّ فِي أَمْرِي. . . وَأَدْرَكَنِي الْوَسْوَاسُ مِنْ حَيْثُ لَا أَدْرِي
سَأَصْبِرُ حَتَّى يَعْلَمَ النَّاسُ أَنَّنِي . . . صَبَرْتُ عَلَى شَيْءٍ أَمَرَّ مِنَ الصَّبْرِ
وَمَا طَعْمُ صَابِ الصَّبْرِ صَبْرِي . . . وَإِنَّمَا صَبَرْتُ عَلَى شَيْءٍ أَحَرَّ مِنَ الْجَمْرِ
وَمَا حِيلَتِي فِي الْأَمْرِ هَذَا وَإِنَّمَا . . . أُفَوِّضُ أَحْوَالِي إِلَى صَاحِبِ الْأَمْرِ
[ ألف ليلة وليلة ، ط . بولاق 1252 هـ / 1836 م ، كليلة 973 ، قصة الجوهري وقمر الزمان ، 2 / 565 ] .
[ 46 ] من البسيط :
1 - لو شئت كشّفت أسراري بأسراري * وبحت بالوجد [ في ] سرّي وإضماري
2432 - لكن أغار على مولاي يعرفه * من ليس يعرفه إلا بإنكار
2443 - فمن إلهي إشاراتي وإن كثرت * في الخلق ما بين إيراد وإصدار
245
...............................................................................................
[ 46 ]
تقييد بعض الحكم والأشعار ، ورقة 329 أ .
« 274 »
4 - مالاح نورك لي يوما لأثبته * إلّا تنكرت منه أيّ إنكار
2465 - ولا ذكرتك إلّا تهت من طرب * حتى أمزّق أحشائي وأطماري
247النص :
في البيت الأول : أضفنا « في » استكمالا للمعنى وإقامة للوزن .
في البيت الثالث : جاءت « إلهي » في الأصل على « اللّه » وبما أثبتناه يستقر الوزن .
في البيت الرابع : جاءت عبارة « نورك لي » معكوسة الترتيب ، وبما أثبتنا يستقر الوزن ، وتلاحظ الركة في الشطر الثاني وإن كان المعنى مفهوما .
[ 47 ]من المتقارب :
1 - كتبت إليك بفهم الإشارة * وفي الأنس فتّشت نطق العبارة
2482 - كتابا [ له ] منه عنه إليه * يترجم عن غيب علم الستاره
2493 - بواو الوصال ودال الدلال * وحاء الحياء وطاء الطهارة
2504 - وفاء الوفاء وصاد الصفاء * ولام وهاء لعمر مداره
2515 - على سرّ مكنون وجد الفؤاد * وخاء الخفاء وشين الإشارة
2526 - وللحقّ في الخلق حقّ حقيق * بحقّ إذا حقّ حقّ الزيارة
2537 - بهم لا بهم ، إذ هم لا هم * ولا غيرهم في سموّ السّراره
2548 - فكلّ بكلّ ، جميع الجميع * من الكلّ بالكلّ حرف نهاره
2559 - هو الطين والنّار والنّور إذ * يعود الجّواب بعقب العبارة
2560 - ويبقى الذي كان قبل المكان * محيطا على الكلّ بالعلم داره
25711 - ويحشر أعداءه جاعلا * من الجنّ والإنس في حرّ ناره
25812 - ويسكن أحبابه قربه * بطيب النّعيم وحسن النّضاره
25913 - وهو هو بدء البدء البدايا * وهُوَ هُوَ دَهرُ دهور الدهاره 260
...............................................................................................
[ 47 ]
تقييد بعض الحكم والأشعار ، ورقة 329 أ .
« 275 »
النص :
في البيت الأول : جاءت « إليه » في الأصل على « إليك » وبما أثبتناه يتسلسل المعنى . في البيت الثاني : «علم الستارة» جاءت في النص بما يحتمل أن يقرأ «علم الإشارة» ولعلها «علم الإشارة». وقد تكررت ( الإشارة ) في المقطعة ومن هنا ملنا إلى تجنّبها حفاظا عليها في مواضعها الصحيحة .
في البيت الرابع : اللام والهاء تعني « له » أي للحق تعالى .
في البيت السادس : وردت « حقيق » في الأصل على « الحقيق » وما أثبتناه أنسب للسياق ، والبيت - بما فيه من تكرار - جار على سنة الشعر الصوفي المعاصر للحلّاج .
في البيت السابع : جاءت « لا هم » في الأصل على « لهم » وما أثبتناه مناسب لهذا المقام . و « السرارة » هنا تبدو في الأصل وكأنها « الإشارة » والظاهر أن المقصود الأسرار والغيبة .
في البيت الثامن : تأتي « النهارة » في المعاجم بمعنى السعة والضياء ، وبذا يتضح المعنى وإن كان نسج البيت ضعيفا .
في البيت العاشر : « داره » قلقة والمقصود بها « دائرته » أو أحاطته .
في البيت الحادي عشر : « ناره » ينبغي أن تكون مكسورة الراء ، وبها يختل الروي ، والمقطعة ، على العموم ، أقرب إلى العامية .
البيت الثالث عشر : مغلق بما فيه من مكررات ، وقد حذفنا من شطره الثاني « هو » ثالثة ، وأضفنا ما بين الحاصرتين في موضعين ملأ لفجواته ، وإن كان معناه غير خاف .التحقيق :
أ - لعل للحلّاج أو لشاعر جرى على نسق هذه المقطعة ما جاء في الروض الفائق للحريفيش ( مصر 1316 هـ ، ص 177 ) من مقطعة نصّها :
« 276 »
حروف المحبّة مرموزة * تبشّرنا ببلوغ المنى :
فميم الممات وحاء الحياة * وباء البلاء وهاء الهنا
فلا تطمعنّ بطيب اللقاء * وطول البقاء بدون الفنا
حمينا الوصال بحدّ النّصال * فإن تلق سمر القنا تلقنا
فلا تجزعنّ لمرّ النّكال * وحرّ الوبال ، ففيه الهنا
ومت مثلما مات أهل الهوى * وذابوا اشتياقا فنالوا المنى
وإن كنا نرى أن سبكها يعلو على سبك الحلّاج .
ب - ربطا للتعبير الصوفي الإشاري بالنقد الأدبي التقليدي ننقل عبارة مناسبة من العمدة لابن رشيق القيرواني ( ص 275 ) نصها :
« وأصل الرمز [ في الأدب ] الكلام الخفي لا يكاد يفهم ، ثم استقلّ حتى صار الإشارة .
وقال الفرّاء : الرمز بالشفتين خاصة ، ومن الإشارات اللمحة .
وقال في ص 217 : والإشارة من غرائب الشعر وملحه وبلاغة عجيبة تدلّ على بعد المرمى وفرط المقدرة ، وليس يأتي بها إلا الشاعر المبرّز والحاذق الماهر ، وهي في كل نوع من الكلام لمحة دالّة واختصار وتلويح يعرف محملا ، ومعناه بعيد من ظاهر لفظه .
فمن ذلك قول زهير [ بن أبي سلمى ] :
فإنّي لو لقيتك واتجّهنا * لكان بكل منكرة كفاء
فقد أشار له بقبح ما كان يصنع لو لقيه ؛ وهذا عند قدامة [ بن جعفر الناقد ] أفضل بيت في الإشارة :
وقول الآخر :
تركت الركاب لأربابها * وأكرهت نفسي على ابن الصعق
جعلت يدي وشاحا له * وبعض الفوارس لا يعتنق
وهذا النوع من الشعر هو الوحي عندهم » .
* * *
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
مواضيع مماثلة
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية الألف شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية الباء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية التاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية النون شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية السين والشين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية الباء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية التاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية النون شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج قافية السين والشين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله