اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

اذهب الى الأسفل

01012024

مُساهمة 

الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Empty الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى




الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

الفتوحات الإلهية فى شرح المباحث الأصلية للشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

الفصل الخامس  في فقراء العصر ومتشبهي الوقت
يتلوه الفصل الخامس وبه الختام, وختم الله لنا بالحسنى والمعرفة على التمام.

وحاصل هذا الفصل الإنكار على بعض الفقراء, تشبهوا بالفقر ولبسوا على الناس, فأشار إلى الرد عليهم في هذا الفصل, فقال: الفصل الخامس في فقراء العصر, ومتشبهي الوقت.
 قال الشيخ زروق رضي الله عنه: هذا الفصل في مقابلة الذي قبله إذ ذاك في الرد على أهل النقص من المتفقهة, وهذا في ذم المخلطين من المتفقرة.
وهو من أهم ما يعرفه الصادق في هذا الزمان ليحكم به على نفسه لا غير ذلك, وذلك لما في الوقت من الفساد والتخليط, ولا سيما وقد ورد أن في صحف إبراهيم عليه السلام: "وعلى العاقل أن يكون عارفا بزمانه" ومعرفة الزمان وأهله أمر مهم فلا بد من العلم به جملة وتفصيلا, لأن من تعلم العلم لنفسه تنور, ومن تعلم العلم للناس تحير, ومن لاقى الناس بالنية أفلح, ومن لاقاهم بالاعتراض خسر, ولكل قوم حثالة, وهؤلاء الذين يذكر أوصافهم بعدهم: حثالة المتشبهين فارحمهم وعظهم, ونبههم وذكرهم, وحذر الصادقين من فعلهم, ثم أن تمادوا فلا تشغل بهم ولا تغير إلا حيث يجب عليك التغيير, بحكم الشرع, فهو في كل أمر بين متفق عليه تقدر على تغييره من غير أن يؤدي لمنكر آخر أعظم منه, أو مثله: وبالله التوفيق, انتهى.


ثم افتتح بتغيير الطريق الذي كان عليها السلف الصالح, فقال:
إذا علمت كيف كان الحال ..... في الشيخ والتلميذ ثم حالوا
فاعلم بأن أهل هذا العصر ..... قد شغلوا بمحدثات الأمر
إذ أحدثوا بينهم اصطلاحا ..... لم أر للدين به صلاحا
وصنفوا بينهم أحكاما ..... أكثرها كانت لها حراما
وانتهجوا مناهج منكوسة ..... وارتكبوا طريقة معكوسة
قلت: لما اخبر في كتابه ما كان حال الصوفية المحققين, وما كان حال شيوخ التربية, أخبرك هنا أن ذلك قد حال, أي تغير, ولم يبق على حاله, فلا تغتر بمن يدعي حالة مع الله حتى تختبره في حب الدنيا والميل إليها, أن أردت أن تصحبه, وإلا فلا عليك فيه, فحسن الظن بعباد الله ليس فوقه شيء من الخير, وسوء الظن بعباد الله ليس فوقه شيء من الشر, وماذا علينا إذا اعتقدنا أن الناس كلهم صالحين وأولياء, لا والله لا يزيدنا ذلك إلا قربا من الحق, مع المحافظة على رسوم الشريعة.
وقد قال الصحابي الجليل سيدي عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما: من خادعنا في الله انخدعنا له. و"في" الحديث: "المؤمن غر كريم, والمنافق خب لئيم", والغر بكسر الغين هو الذي يغتر لحسن ظنه ونيته, والخب بفتح الخاء وكسرها هو: الخداع قاله المنذري, والمؤمن يلتمس المعاذير: يلتمس سبعين عذرا لأخيه المؤمن, سيما أهل النسبة, فالواجب تعظيم الجانب حرمة لمن انتسب إليه, فإن كان كاذبا فعليه كذبه, وإدخال ألف رجل في الولاية أفضل عند الله من إخراج ولي واحد منها, والخلق عيال الله فمن مدح عياله أحبه ومن تنقص عياله أبغضه.
قال في "النصيحة الكافية": وأما الفقراء فيسلم لهم في كل شيء لا يقتضي العلم إنكاره.
قال الشارح: ما لا يقتضي العلم إنكاره على ضربين.
أحدهما ما يعرفه الناس ويعتقدونه كذلك, فهذا لا ينكره أحد على أحد.
الثاني ما يعتقدون قبحه ونقص المتصف به لعارض غلب عليه, وهو الذي يحتاج إلى التنبه به والتوصية بترك إنكاره, كترك الخوف ومجانبة الأسباب, فان الناس ينقصون صاحب ذلك ويحملونه على العجز والكسل ويتهمونه بالطمع والتشوف إلى ما في أيدي الناس, وكلبس المرقعات, فإنهم يرون أن صاحبه اتخذه شبكة يصطاد به, وجعله بابا للسؤال ومسلكا للاغترار, مع أنه قد يكون كذلك وقد, لا, فالسلامة في التسليم, فمن انتمى لطريق القوم وانتسب إليهم يسلم له حاله في مثل ذلك.
ثم قال في "النصيحة" وما وجب إنكاره أنكر عليهم مع اعتقاد كمالهم.
قال الشارح: لأن انتسابهم لجناب الحق مقتض لذلك, يعظم المنتسب له, ولو كان في نفس الأمر كاذبا, قال في "العدة" لأن وجود انتسابه شاهد بتعظيمه للجناب الذي انتسب إليه في نظره, ولذلك ما تعرض أحد قط لمنتسب بأذى إلا أصابه منه ضرر, لأن الحق سبحانه يغار لهتك جنابة إلا بأمر منه, فإذا وقع المنتسب في أمر فيه حق من حقوق الله: أقيم عليه الحق, وحفظت حرمته في نسبته, لحديث "لا تعلنه فإنه يحب الله ورسوله".
قال: وبالجملة فالنسبة لها حق عظيم:
رأى المجنون في البيداء كلبا ..... فجر له من الإحسان ذيلا
فلاموه على ما كان منه ..... وقالوا: لم أنلت الكلب نيلا
فقال: دعوا الملامة إن عيني ..... رأته مرة في حي ليلى
ثم قال "النصيحة": إذ لا يبعد أن تكون للولي الهفوة والهفوات, والزلة والزلات, قال الشارح: ويفهم من تعبيره بالمفرد المختوم بتاء الوحدة ويجمع القلة: أن وقوع ذلك منهم نادر, وذلك لأن الشيطان لا تسليط له على قلوبهم, وإنما يطوف بها كالسارق.
وقال في كتاب "الانتباه" لا سبيل للشيطان إلى دخول قلوب الأولياء التي هي معدن الأسرار ومظهر الأنوار, فلا يحوم حولها إلا سارقا, والسارق إنما يقضي غرضه من الغافل والنائم, وهم في مقام الانتباه واليقظة, فإذا استشعروا شيئا من همزاته رموه بشهب أدلة التوحيد, فانقلب خائبا لمانع حماية الرحمن, كما قال تعالى: "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان". والتعبير بالسلطان يدل على الغلبة, والله أعلم, أي لا غلبة لك عليهم, فبان بهذا أنه وإن رام القرب منهم فلا ينال غرضه, وإن توصل إلى بعض الوسوسة, فمحلها ظاهر القلب لا باطنه الذي هو محل المعرفة بالله, ولا يستقر لها أي للوسوسة قرار, لثبوت يقظتهم وقوة نور بصائرهم, فإذا استشعرها القلب كان كما أخبر الله عنهم, بقوله: "إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون". فانظر لم ينف عنهم حكم الوسوسة, ولكن أثبت لهم اليقظة المتضمنة نفي الإغواء الذي هو الإصرار, كما وصف من ذكر أهل الغفلة في الآية الثالث.
ثم قال في "النصيحة": " الأولياء محفوظون, والحفظ يجوز معه الوقوع في العصية, أي بخلاف العصمة, إلا انه لا يجوز معه الإصرار ولا يقتدي به في مثلها, وقد سئل الجنيد رضي الله عنه: أيزني العارف؟ فقال: وكان أمر الله قدرا مقدورا, وقال ابن عطاء الله رحمه الله: ليت شعري, لو قيل له: أتتعلق همة العارف بغير الله؟ لقال: ولا ينكر على الفقراء إلا محرم مجمع على تحريمه, ولا يسلم لهم إلا فيما له صورة, ليباح لها من الأفعال, انتهى كلام النصيحة.
وإنما نقلته مع غيره لينزل عليه ما يذكره الناظم من التشنيع على متفقرة وقته, فقوله: إذا علمت أحوال الصوفية والشيوخ والتلامذة كيف كانت أحوالهم على ما وصفت لك في كتابي, علمت أن أهل العصر خرجوا عن طريقهم, واشتغلوا ببدع محدثات في أمور الدين, فلا تقتد بهم, ونبههم للتي أحسن إن قدرت ولا فشأنك بنفسك ولا ننتقده, فإن البواطن لا يعلم ما فيها إلا الله, وليست كل بدعة محرمة, فان فيها ما هو واجب, وما هو مكروه, وما هو مباح, فالبدعة المحرمة هي التي تنقض قاعدة من قواعد الشرع, كتحليل حرام, أو تحريم حلال, وجل أحوال الصوفية إنما هي بدع مستحسنة, أو مباحة, كتعليق السبحة والقيام للذكر جماعة, وغير ذلك.
وقوله: "إذا أحدثوا بينهم اصطلاحا" الخ ينظر في هذه الاصطلاحات, فان كانت لا تغير شيئا من قواعد الدين فلا اعتراض, وإلا فليرشدهم برفق, وقوله: "وصنفوا" الخ أي صنفوا تصانيف فيما أحدثوا من البدع, وأكثرها كانت حراما عند الصوفية, وينظر فيها اليوم بميزان الشريعة كما تقدم.
وقوله "وانتهجوا" أي سلكوا مناهج وطرقا "منكوسة" أي غير مستقيمة, وارتكبوا طريقة معكوسة مع طرق الصوفية, فطريق الصوفية ترك الدنيا وأهلها, وإيثار الزهد والخمول, فكل من مال للدنيا, وأهلها أو مال لحب الشهوة, فقد عكس طريقهم وسلك طريقة منكوسة.
وفي بعض الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليجاء يوم القيامة بأقوام معهم من الحسنات أمثال جبال تهامة, حتى إذا جيء بهم جعل الله أعمالهم هباء ثم قذفهم في النار, قيل: يا رسول الله بين لنا هؤلاء حتى نعرفهم, قال: إنهم كانوا يصومون ويصلون ويأخذون وهنا من الليل, ولكنهم كانوا إذا عرض لهم شيء من الحرام, وفي رواية "من الدنيا" وثبوا عليه وثبة الأسد على فريسته". أعاذنا الله من النفاق, ثم قال:
تاالله قد كان طريقا قاصدا ..... والآن ما نلقى إليه واردا
قلت: يريد أن طريق التصوف "كان طريقا قاصدا" أي مقصودا مسلوكا والآن لا تجد عليه "واردا" أي سالكا, أو كان قاصدا أي متوسطا معتدلا ليس فيه إفراط ولا تفريط ثم جاء قوم أفرطوا, وقوم فرطوا, وخير الأمور أوسطها, ثم قال:
فهذه طريقة قد درست ..... وشجر أغصانها قد يبست
قلت: معنى درست: ذهبت واضمحلت, ودروسها باندراس أهلها, وشبهها بالشجر لأنها أصل وفروع ومادة, ويبس أغصانها يؤدي إلى عدم ثمرتها, ولا يكون إلا لما دخل على أصلها من الاختلال, إما من جهة المريد, لعدم صدقه, أو من جهة الشيخ لعدم كماله, ثم قال:
كانت إذن مواردا شريفة ..... فاستبدلت مذاهبا سخيفة
قلت: كانت طريق التصوف مشارب ومناهل شريفة, من شرب منها شربة المحبة لا يظمأ بعدها أبدا, كانت إذا شرب المريد من خمرة شيخه سكر وصحا, وفني عن أوصافه المذمومة, وبقي بأوصاف محمودة, فاستبدلت تلك الطريقة بمذاهب سخيفة, أي قبيحة خسيسة, يسلكها كل سخيف خسيس, والخير لا ينقطع إلى أن يأتي أمر الله, وقال الله تعالى: "ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها" فقال:
قد أسست على صحيح العقل ..... وأسها الآن بمحض الجهل
قلت: كانت طريق التصوف مؤسسة على الكتاب والسنة والهامات العارفين الذين تنورت عقولهم, وانصقلت مرآة قلوبهم, فتجلى فيها ما كان حقا, وزهق منها ما كان باطلا, فكانت طريقهم مبنية على التحقيق, ثم صارت مؤسسة على التحديس والتخمين ومجرد التقليد, بلا ذوق ولا وجدان, فادعاها كل جاهل ولهان بحب الدنيا سكران, نسأل الله العصمة من مواطن الخذلان, فقال:
يدعي الذي يمشي عليها سالك ..... وسالكوها اليوم حزب هالك
قلت: السالك هو الذي يرى الخلق ويستدل بهم على الحق, والمجذوب هو الذي يرى الحق ويستدل به على الخلق, والسالك المجذوب هو الذي يرى الخلق بعين الجميع, لا يحجبه خلق عن حق, ولا حق عن خلق, وقد تقدم في محله, فكانت طريق القوم يسمى الذي دخل فيها سالكا, أي سائرا إلى الله, قال الناظم في زمانه:
.... ..... وسالكوها اليوم حزب هالك
لما رأى فيهم من الخلل, ثم قال:
بها عاش القوم بخير عيشه ..... فصيرت بعدهم معيشة
قلت: كانت طريق التصوف من دخل فيها حييت روحه بمعرفة الله, وطابت حياته بذكر الله, فعاش عيشة طيبة, قال تعالى: "من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة". فالحياة الطيبة هي الغنى بالله.
وقال السري السقطي: من عرف عاش, ومن مال إلى الدنيا طاش, والأحمق يغدو ويروح بلاش.
ثم صارت عند قوم حرفة ومعيشة, يتمعشون بها, ويتخذونها شبكة يصطادون بها الدنيا والجاه, والعياذ بالله, ثم قال:
وكانت تضاهي الكوكب المنيرا ..... والآن أضحت حائطا قصيرا
قلت: كانت طريق القوم رفيعة القدر, عالية الشأن, "تضاهي" أي تشابه وتحاكي الكواكب المضيء في الرفعة والإشراق, لما يظهر على أهلها من شروق الأنوار, وابتهاج الأسرار, لكان لا يدخلها ولا ينتسب إليها إلا الأخيار من الزهاد والعباد, الذي علت همتهم, وصلح قصدهم ونيتهم, والآن صار ينتسب إليها الأشرار والفجار, فتجد فيها هذا قائدا وهذا باشا, وهذا حرصي, وغير ذلك, فمنهم من يتخذها حصنا يتحصن بها من عواقب ظلمه, يظن ذلك ينفعه بزعمه, ومنهم من يتخذها حرفة, فصارت كالحائط القصير يتخطاه القوي والضعيف, وسبب ذلك عدم سقوطهم على شيخ التربية, إذ لو وجدوه لأمرهم بخرق عوائد أنفسهم, فيفرون منه, لكنهم انتسبوا للأموات, ووجدوا راحة نفوسهم, فبقوا مع عوائدهم, فازداد حجابهم والعياذ بالله, ثم قال:
إذا صار لا يعلم منها إلا ..... أكلا ورقصا وغنى وسؤلا
قلت: الحصر في قوله "لا يعلم منها" الخ يقتضي أن الطريق الموجودة في زمانه, ليس فيها علم ولا حال, ولا ذوق, ولا معرفة, ولا شهود, وإنما يعرف منها الأكل والرقص والغناء والسؤال.
وقال الشيخ عبد الوارث: لم يبق منها إلا الأكل بلا صيام, والرقص دون أحوال, والتواجد بلا وجد, والتملق لأنفسهم وهواهم وسلاطينهم.
وإنما كانت طريق القوم مقصودة لتهذيب القلوب ورياضة النفوس, والتخلص من أوصاف البشرية, والتخلق بأخلاق الروحانية, ومعرفة الشهود والأدب مع الملك المعبود, وقد يوجد فيها ما ذكره الناظم, لكنه لم يكن مقصودا, وإنما كان دواء ولعل الناظم تحقق ذلك من فقراء زمانه بإمارة, وإلا فالتسليم لأهل النسبة أولى كما تقدم, ثم قال:
وكانت على الإنصاف والنصيحة ..... فهي على الإسراف والفضيحة
قلت: كانت طريق القوم مبنية على الإنصاف, فكان أربابها ينصفون من أنفسهم, ويرجعون إلى الحق, ويقبلونه من قائله كائنا من كان, وكانوا يتناصحون: ينصح بعضهم بعضا, وينصح جميع المسلمين, كل من يلقاهم أرشدوه, وعلى الله دلوه, ثم صارت مبنية على الإسراف في الكلام, وفي كل شيء ترى أحدهم يتكلم ألف كلمة يقضي فائدة واحدة, وصارت فضيحة, إذا نصح أحدهم عنف وغضب وجهه, وأغلظ في القول, حتى يفضح من ينصحه, وقد قالوا: "من نصحك وحدك فقد نصحك, ومن نصحك مع الناس فقد فضحك, والله تعالى أعلم, ثم قال:
تعرف بالخلق والإيثار ..... والآن بالحقد, والإقتار
قلت: كانت طريق القوم يعرف أهلها بالأخلاق الحسنة, كالحلم والسخاء والإيثار, وهو الإعطاء من الإقتار كما قال الشاعر:
ليس العطاء من الفضول سماحة ..... حتى تجود وما ليدك قليل
وكان من أخلاقهم أيضا التواضع, وسلامة الصدور, وحسن الخلق مع كل مخلوق, ثم تبدلت هذه الأخلاق بالحقد, والحسد, والكبر, والبغض, والغضب, والقلق, والشح, والبخل, والترفع, وهو الإشار, فصار المنتسبون يبغض بعضهم بعضا, ويحسد بعضهم بعضا لتمكن حب الجاه والدنيا من قلوبهم, نسأل الله السلامة من الجميع, ثم قال:
وكانت أجل غبطة وخطه ..... والآن فهي بدعة وخلطة
قلت: كانت طريق القوم اجل ما يغتبط, أي يفرح بها وينافس فيها, لأنها كانت طريق الوصول إلى الغناء الأكبر, قال تعالى: "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون", وكانت أجل خطة, أي حرفة وأرفع رتبة, إذ لا طريق أرفع منها, فصارت بعد ذلك بدعة وتخليطا لقلة أهل الصفا, وبالله التوفيق, ثم قال:
كانت على مجرد الصيام ..... والآن في مجرد الطعام
قلت: كانت من طريق التصوف مبنية على تصفية القلوب ورياضة النفوس بخرق عوائدها وتعكيس مألوفاتها, فمن كان طبعه نهمة الطعام أمروه بالصيام, ومن كان مولعا بالكلام أمروه بالصمت, ومن كان مولعا بجمع الدنيا أمروه بالزهد, ومن كان مبتلي بالجاه أمروه بالخمول, وهكذا, وليست طريقهم محصورة في الصيام ولا في غيره, بل الشيخ كالطبيب عامل كل واحد بما فيه دواء نفسه والسلام, ثم قال:
في السماع كان غلق الباب ..... والآن عند جفن جواب
الجفنة هي: القصعة الكبيرة, والجوابي جمع جوبة, وهي حفرة كالصهريج, شبهت بها القصعة الكبيرة.
قلت: قد تقدم أن السماع إنما هو رخصة, ويشترط فيه الإخوان والزمان والمكان, فإذا وقت السماع أغلقوا الباب لئلا يدخل معهم من ليس بأهله, وتقدم أيضا أن الأكل, ينبغي فيه فتح الباب ليدخل من يحتاج إلى الأكل, وفي ذلك الدلالة على الكرم وسماحة النفس وغنى القلب وعدم الشح والحرص.
وقال الناظم في فقراء وقته: إنهم عكسوا الأمر, ففتحوا الباب عند السماع ليجمعوا عليهم الناس, وأغلقوها عند الطعام حرصا وشحا, نعوذ بالله من ذلك, ثم قال:
وقولنا الشيوخ والإخوان ..... هم الذين سلفوا وبانوا
ماتوا ولما يتركوا من وارث ..... إذ هؤلاء القوم كالبراغث
قلت: قد تقدم أن الأرض لا تخلوا ممن يقوم الله بحجته, وراجع ما تقدم لنا عند قوله:
إن الذي سألت عنه مات ..... ....
وقال الشيخ زروق رضي الله عنه: وشبه هؤلاء بالبراغيث من وجوه:
أحدها: ما هم عليه من الرقص والتطاير كالبراغيث.
الثاني: ما هم فيه من الإذاية والتنغيص لمن جاوروه, تارة بالغيبة وتارة بغيرها.
الثالث: خساسة همتهم باعتبار سكنى المواضع المزيلة والاشتغال بالأكل دون غيره مع ظهورهم بالضعف والمسكنة. انتهى.
قلت: وقد تقدم ما في الرقص في باب السماع محررا وتعظيم أهل النسبة مطلوب, وحسن الظن واجب أو مندوب, والتسليم وقاية, والانتقاد جناية, وتأمل ما وقع لابن هارون من القراد حيث نقصه في باطنه, فسلبه من ساعته, وفقد ما كان عنده من العلوم والأنوار حتى تاب إلى الله وذهب إليه وتحلل منه, والقصة مذكورة في طبقات الشعراني, وكذلك قصة الفقيه البلقيني من بائع الحشيش, حيث اعترض عليه بقلبه: ففقد علمه وحاله حتى تاب وأمره أن يجلس معه ويأتي بخبز ولحم, حتى كل من اشترى الحشيش أطعمه الفقيه واللحم والخبز, وهذا كله وبال الإنكار على أهل النسبة, والله تعالى أعلم. ثم قال:
فكل ما اليوم عليه الناس ..... من مدعين الفقر فيه باس
قلت: هذه الكلية لا تسلم له, لصحة نقيضها, وهي الجزئية السالبة, وهو بعض ما عليه الناس من فقر لا بأس به, قال صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله".
قال المحققون من العلماء: إن هذه الطائفة مؤلفة من ثلاثة فرق: أولياء وعلماء, ومجاهدين, فهؤلاء الفرق لا تنقطع حتى يأتي أمر الله, وكأن الناظم لما رأى كثرة الخليط عمم الأمر.
وقال الشيخ عبد الوارث: كل ما هم عليه من محدثات الأمور ففيه بأس "أي عيب" فالباس من غير همز, هو: العيب, وبالهمز هو الحديد انتهى.
لكن: ما قاله في تفسير الباس غير صحيح, إذ الباس هو الحزم والشدة, بهمز وبغير همز, ثم ذكر العلة, فقال: 
إذ نقضوا الأصول والأركانا ..... وصيروه في الورى مهانا
وهدموا بنيانه المشيدا ..... وصيروه مخملا ومخمدا
قلت: نقض الأصول والأركان هو: إهمالها والعمل بأضدادها.
وأصول التصوف خمسة:
تقوي الله في السر والعلانية.
واتباع السنة في الأقوال والأفعال.
والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار.
والرضا من الله في القليل والكثير.
 والرجوع إلى الله في السراء والضراء.
هكذا قال الشيخ زروق في بعض تآليفه, وقال في شرحه لهذا المحل: "وأما نقضهم الأصول فإثبات ما ليس منها في محلها, كاستبدالهم الزهد بالحرص, والورع بالطمع, والتقوى بوقعة الربائية, "أي ما فيه من ربأ", والأركان كالأصول, مثل الجوع, والسهر, والصمت, وكثرة الأعمال فنقضوا ذلك بوجود: البطالة, والكسل, وجعلهم لكل ما أثبتوه تأويلا ووجها, يرونه عين الهدى والصراط المستقيم, نسأله الله العافية, وإنما " صيروه مهانا" أي الطريق, بما أظهروا فيه من خلاف الحق الذي لا يعرف به أحد إلا استخف بطريقه, وهذا أمر واضح من هذه الأزمنة, حتى لا يكاد أحد من المعترضين في هذه الأزمنة يعتقد أحدا, بل ولا طريقة صحيحة, ويحتج لذلك بأن فلانا المستظهر بكذا ظهر منه كذا, وفلانا وقع منه كذا, وهذا من أولئك, فالله حسيب المغيرين, والفاتحين الباب بأعمالهم, وإلا فالمنكر يستحق الإنكار معذور, بل مأجور, فأعرف ذلك" انتهى كلامه.
وقوله: "وصيروه مخملا ومخمدا" أي لما هدموا أصوله وضيعوا حقوقه, صار عند الناس مخمولا لا يعرف, ومخمودا لا يظهر لما أدخلوا فيه من التخليط, والله تعالى أعلم.
ثم تمم أوصافه, فقال:
ونثروا الفروع والأصولا ..... وجعلوا معلومها مجهولا
قلت: النثر هو الطرح, يعني أنهم لم يأخذوا بأصل ولا فرع, لم يتمسكوا من الطريقة بشيء إلا مجرد النسبة, فصيروا ما كان معلوما منها عند أهلها مجهولا عندهم, حيث لم يعرفوه.
وقال الشيخ زروق: معناه أنهم لم يأتوا بالطريقة بأصل ولا فرع, بل عملوا منها ببعض وتركوا بعضا, فاشتبهت أمورهم على من ينظر إليهم, لأنه يجد من الطريقة شيئا يدعوه للاعتقاد, ويجد من مخالفتها أشياء يدعوه للانتقاد, وهو من أعظم المصائب, ثم قال:
واحتسبوا فيها بغير حسبة ..... صيروها ضحكة ولعبة
قلت: الاحتساب الأول من الحساب, يعني أنهم حسبوا من الصوفية من غير حسبة, أي نية صادقة.
وقال الشيخ زروق: معناه أنهم عدوا منها ما ليس بقربة, واعتقدوا أنه قربة, كالرقص ونحوه من توابع السماع والاجتماع, وهو عين الضلال. انتهى.
وفيه مقال عند أهل الذوق.
وقال الشيخ عبد الوارث: أي نسبوا إليها من غير أن يظهر عليهم شيء من آثارها الدالة على صدق نسبتهم, فصيروها بذلك ضحكة ولعبة, وأما الطريقة فعلو شرفها وعلو مرتبتها باقية, ثم قال:
وجعلوها للغني مغرما ..... وللفقير نهبة ومغنما
قلت: لما لم تكن لهم نية صادقة في طلب مولاهم, صيروا طريقهم مغرما للغني منهم, يغرمونه وينصفونه أحب أم كره يتسببون له بأدنى شيء ويأخذون منه كرها وحياء ما لا يعطيه طوعا وسخاء, وصيروها للفقير منهم نهبة ومغنما, أي ينتهب الفقير من الغنى, ويغتنم ما يأخذ منه وليس قصده شيئا آخر, وهذه في غاية خسة الهمة, ثم قال:
وافتضحوا واصطلحوا لديها ..... فصار ما كان لها عليها
قلت: لما لم يتحقق لهم من الطريقة إلا مجرد النسبة من غير عمل ولا صحبة, لم تظهر عليهم نتيجة الطريقة, فافتضحوا.
من ادعى بما ليس فيه ..... فضحته شواهد الامتحان
وقوله: "وافتضحوا واصطلحوا" أي على سكوت بعضهم عن بعض, فلا يغير أحد على أحد, وهذا سبب الهلاك, قال تعالى: "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه". وقال بعضهم: ما زالت الصوفية بخير ما اختلفوا, فإذا اتفقوا فلا خير فيهم, وقد تقدم تأويله والكلام عليه عند قوله:
"مذاهب الناس على اختلاف ... ومذهب القوم على ائتلاف".
وقال الشيخ عبد الوارث في تفسيره: قوله اصطلحوا أي: أسكت عني وأسكت عنك, لما روى عن بعضهم أمثالهم أنه أتى إلى قوم جاهلين, فقال لهم: أنا جبريل, فأتاه ذووا العاهات والمرضى, فمسح عليهم, ويجدون لذلك راحة, فأقبلوا عليه بأنفسهم وأموالهم, فسمع به بعض أهل العقول, فأتى إليه, فقال: أني أريد أن أخلوا بك, فخلا به, فقال له: يا هذا ما وجدت على من تكذب إلا على جبريل, فقال: ما ضرك بكذبي, أذهب أنت إلى قوم آخرين, وقل: أنا ميكائيل, وأتركني والقوم الجاهلين.
هذا جزاء الجهلة, ولو أنكر بعضهم على بعض لفر الناس عنهم, وتنغصت عليهم دنياهم. انتهى.
ثم قال:
الولائم: وكان الشيخ أبو مدين رضي الله عنه إذا عرض أحد على أصحابه في حضور وليمة يشبعهم هو من طعامه قبل أن يحضروا الوليمة, لئلا يظهر عليهم الشره والحرص, فتنقض النسبة فهذا منه غيرة على النسبة أن تمتهن, جزاه الله عن طريق القوم خيرا, إلا إذا كانت حال غالبة, فلا كلام على صاحبها, والله تعالى أعلم, ثم قال:
حق لمن كان عليهم منكرا ..... إذ كل ما يبصر منهم منكرا
قوله "حق" يحتمل أن يكون خبرا عن مبتدأ مضمر, أي الإنكار حق, وأن يكون مبتدأ حذف خبره, أي حق لمن أنكر على الفقراء ثابت, والأحسن أنه خبر عن مصدر من أن فالفعل, أي حق لمن كان منكرا على الفقراء أن يفعل ذلك كقوله: حق لك أن تفعل كذا وكذا, أي فعلك كذا وكذا حق.
قلت: قد تقدم أنه لا ينكر على الفقير إلا ما كان محرما مجمعا على تحريمه, ولا تأويل فيه وعلى تقدير التغيير يكون برفق ولين, وإذا كان فيه حد أو أدب يكون المؤدب له كالعبد يؤدب ابن سيده, ولا تسقط حرمة النسبة عنه بسبب ما صدر منه, وهذا التغيير إنما هو لمن هو مكلف به كقضاة العدل وأهل الحسبة الذين يتقون الله, وإلا فالسلامة في التسليم.
وقد قال شيخ شيوخنا سيدي علي رضي الله عنه: "المعترض على الفقراء كمن يدخل يده في الغيران: الغار الأول لا يجد فيه شيئا, والثاني كذلك, وقد يصادف أفعى تلدغه فيهلك من ساعته" بالمعنى.
وهذا من الناظم تحامل, وفيه تسليط على الجانب, فالصواب حذفه, ولا سيما العارف لا يرى إلا الكمال, وللعارف وجوه من التأويلات والمحامل, بل لا يقع بصره إلا على الكمال:
يكمل نقصان القبيح كماله ..... فما ثم نقصان وما ثم باشع
وكل قبيح إن نسبت لحسنه ..... أتتك معاني الحسن فيه تسارع
لو علموا ما جهلوا ما صاروا ..... حيث انتهوا ترمقهم أبصار
يعني أنهم لو علموا من طريق الصوفية ما جهلوا منها ما رمقتهم الأبصار, حيث ما انتهوا وأينما ظهروا.
قلت: وفيما قاله نظر, لأن من خرق عوائد نفسه وخرج عن أبناء جنسه قطعا ترشقه الأبصار, ويكثر عليه الصياح والإضرار, سنة ماضية في حق الصادقين, نعم من بقي من الفقراء أو المنتسبين منهم في زيهم لم ينظر إليه أحد, وهو دليل برودته.
فقد قالوا: الداخل على الله منكور, والخارج إلى الناس مبرور, وقالوا أيضا: مدح العوام للخواص هجنة: أي نقص فيهم, وتسليط الناس على الأولياء في بدايتهم سنة جارية وما ذلك إلا لخروجهم عن عوائدهم وارتحالهم عن عالم حسهم, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
لو لم يكن بعض لبعض عاكس ..... ما لقبوا بعصبة الكساكس
قلت: مذهب الصوفية الألفة والموافقة قلبا وقالبا, فقلوبهم قلب واحد, يحب بعضهم بعضا, ويخدم بعضهم بعضا, وقد تقدم شروط عقد الأخوة عن الغزالي فيما تقدم, فالصوفية على قدم الصحابة, قال تعالى في حقهم: "أذلة على المؤمنين", أي متعاطفين أذلاء على المؤمنين: "أعزة على الكافرين", أي غالبين عليهم شدة وغلظة, وقال في الآية الأخرى: "أشداء على الكفار رحماء بينهم", فكل من لم يكن على هذا المذهب فلا نصيب له في طريق القوم, وقال الناظم في فقراء عصره: إنهم متعاكسون بعضهم لبعض, أي متنافرون, كل واحد بعكس رأي صاحبه, لشدة نفرة قلوبهم, وذلك لبقاء حب الدنيا في القلوب, فلو خرج منها حب الدنيا لتطهرت وصفت وتعاطفت بعضها على بعض, فلو لم يكونوا متعاكسين لا يجتمعون إلا في حظ بطونهم, ما سماهم الناس بعصبة الكساكس, وصاروا يقال لهم: "الكساكسية".
قلت: ولأجل هذه العلة كان بعض الشيوخ يمنع أصحابه من حضور.
رزقنا الله من حسن الظن به وبأوليائه, وبسائر عباده الحظ الأوفر, بمنه وكرمه آمين, ثم هذه الكلية التي ذكرها لا تسلم له, والله تعالى أعلم.
ثم قال رحمه الله:
عار لمن لم يرض العلوما ..... ويعلم الموجود والمعدوما
ولم يكن في بدءه فقيها ..... وسائر الأحكام ما يدريها
والحد والأصول واللسان ..... والذكر والحديث والبرهانا
ولم يكن أحكم علم الحال ..... ولا دري مقاصد الرجال
ولم ينزه صفة المعبود ..... ولا دري مراتب الوجود
والنفس والعقل معا والروحا ..... ويدري منه صدره المشروحا
وعلم سر النسخ والمنسوخ ..... أن يتعاطى رتبة الشيوخ
قلت: قوله "عار" خبر مقدم, "وأن يتعاطى" مبتدأ مؤخر, أي تعاطى رتبة الشيوخ والتقدم للشيخوخة "عار" أي عيب على من "لم يرض العلوم" بضم الراء, أي يتمهر فيها حتى تصير طوع يده ليكون في أموره على بينة من ربه, ويعلم الموجود الحقيقي, وهو الحق الواجب الوجود, والمعدوم حقيقة, وهو ما سوى الله, ولم يكن في ابتداء أمره فقيها, إذ لا يحل لامرئ أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه, وهو أيضا لا يدري سائر الأحكام, فلا يفرق بين ما يحل له ويحرم عليه, فقد يأمر بالمنكر وينهى عن المعروف, وهو أيضا لم يدر حدود الأشياء ورسومها, وكأنه يشير إلى فن المنطق, ولم يدر أيضا في الأصول, والمراد أصول الفقه, كمعرفة الواجب والمندوب والمكروه والحرام, والخاص والعام, والمطلق والمقيد, والقياس والإجماع, وغير ذلك مما هو مقرر في فن علم الأصول, ولم يدر أيضا علم اللسان, وهو العربية والتصريف واللغة, وفن البيان, ولم يدر أيضا معاني الذكر أي القرآن العظيم ليتمكن من التدبر فيه, ولم يدر أيضا حديث النبي صلى الله عليه وسلم, إذ التصوف مبني على الكتاب والسنة والهامات العارفين.
وقال الجنيد رضي الله عنه: "علمنا هذا مؤيد بالكتاب والسنة, فمن لم يكتب الحديث ويجالس العلماء لا يقتدي به في هذا الشأن".
ولم يعرف أيضا البرهان, أي علم البرهان, وهو علم العقائد التوحيدية, وهو علم الكلام, فتكون عنده العقائد برهانية, ثم تصير بعد ذلك عيانية, ولم يكن أيضا أحكم, أي أتقن علم الحال والمقام, بحيث يكون سلك طريق الأحوال, ثم سكن في المقامات, وهذا هو المسمى بالسير. فمقامات اليقين ينزل فيها الفقير أولا بالحال, ثم تصير مقاما.
قال في الحكم: "حسن الأعمال نتائج حسن الأحوال, وحسن الأحوال من التحقق في مقامات الإنزال", فلا بد أن يكون سلك مقام الزهد حالا, ثم مقاما, وكذلك: الورع والرضا, والتسليم, والمراقبة والمشاهدة وغير ذلك, وهذا هو الذوق الصريح, وأما من كان يأخذها من الكتب ويقلد فيها فلا تصح مشيخته, وضرره أكثر من نفعه, ولم يكن أيضا درى مقاصد الرجال في عبارتها وإشارتها ورموزها وألغازها ومقاصدهم, هل إصلاح الظواهر أو البواطن, أو هما معا ولم ينزه أيضا صفة المعبود عن الحدوث أو الحلول أو الاتحاد أو غير ذلك من النقائص, ولا درى أيضا مراتب الوجود من: الملك والملكوت, والجبروت, إذ الترقي إنما يكون في هذه العوالم, فيترقى من شهود الملك إلى الملكوت, إلى الجبروت, وقد تقدم تفسير هذه العوالم عند قوله:
"وعلموا مراتب الوجود"
ولم يدر أيضا معنى: النفس, والعقل, والقلب, والروح, والسر, وقد تقدم لنا أن المحل واحد, وهو الروح, وهي التي تتطور إلى العقل وما بعده باعتبار المجاهدة والرياضة, وقد تقدم بيان ذلك مرارا.
ولم يدر أيضا معنى الصدر المشروح, وما علامة شرحه, وعلامة شرحه ما قاله عليه الصلاة والسلام: "التجافي عن دار الغرور, والإنابة إلى دار الخلود, والتزود لسكنى القبور والتأهب ليوم النشور".
ويرجع إلى اليقظة من الغفلة ورفع الهمة عن الدنيا وما فيها, وإنما اشترطت معرفة الصدر المشروح, لأن الشيخ يشترط فيه أن تكون له فراسة يطلع بها على أحوال البواطن فيعرف المشروح من المقبوض, وفي بعض النسخ ولم "يدر منه" أي من نفسه, وفي بعضها "معنى" وهي أحسن, ولم يدر أيضا سر الناسخ من المنسوخ في الكتاب والسنة, وهذا من شأن أهل التفسير, وهو مقرر في محله.
ثم هذا الذي ذكره الناظم لا يشترط منه شيء إلا علم الأحوال أو ما يلزمه في نفسه من العلم الضروري, وقد تقدم هذا المعنى مستوفيا عند قوله:
وعند ما قاله بهذا الخطب ..... قالوا جميعا: أنت شيخ الركب
فراجعه ثم إن شئت, وبالله التوفيق, وهو الهادي إلى سواء الطريق.
ثم قال:
يا عجبا من جاهل مبداه ..... في رتبة الكون ومنتهاه
قلت: مبدأ الإنسان في رتبة الكون ومنتهاه التقدم له والتأخر عنه, فجيش الأرواح سابق على الكون, وباق بعد طيه فهو أول الكون ومنتهاه, فلإنسان شبه بالصمدانية الأزلية, لأن فيه الأولية والآخرية, والظاهرية, والباطنية, فروحه أول الكون وتبقي بعد فنائه, وهي ظاهرة بالإنسان إذ لا ظهور لها إلا به, باطنة فيه, وفيه سبع من صفات المعاني: القدرة, والإرادة, والعلم, والحياة, والسمع, والبصر, والكلام, ولهذا قال عليه الصلاة والسلام كما في البخاري: "إن الله خلق آدم على صورته"
وفي رواية غيره: "إن الله خلق آدم على صورة الرحمن" أي على صفته في الجملة, وإن كانت أوصاف الباري عظيمة لا تشبه أوصاف العبد, لكن لها شبه ونموذج في الجملة.

وقال صاحب "الرموز في فتح الكنوز" على قوله صلى الله عليه وسلم: "من عرف نفسه عرف ربه" قد ظهر لي في سر هذا الحديث ما يجب كشفه ويستحسن وصفه, وهو: أن الله سبحانه وضع هذه الروح في هذه الجثة الجثمانية لطيفة لاهوتية مودعة في كثيفة ناسوتية دالة على وحدانيته تعالى وربوبيته,
ووجه الاستدلال من عشرة أوجه:

الأول: أن هذه الهيكل الإنساني لما كان مفتقرا إلى محرك ومدبر, وهذا الروح يدبره ويحركه, علمنا أن هذا العالم لا بد له من محرك ومدبر.
الثاني: لما كان مدبر الجسد واحدا, علمنا أن مدبر هذا العالم واحد, لا شريك لهو وفي تدبيره وتقديره, قال تعالى: "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا".
الثالث: لما كان لا يتحرك هذا الجسد إلا بتحرك الروح وإرادته, علمنا أنه لا يتحرك كائن بخير أو شر إلا بتحريك الله وقدرته وإرادته.
الرابع: لما كان لا يتحرك في الجسد شيء إلا بعلم الروح وشعورها, لا يخفي على الروح من حركات الجسد شيء, علمنا أنه تعالى "لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض".
الخامس: لما كان هذا الجسد لم يكن فيه شيء أقرب إلى الروح من شيء, علمنا أنه تعالى قريب إلى كل شيء ليس شيء أقرب إليه من شيء, ولا شيء أبعد إليه من شيء, لا بمعنى قرب المسافة, لأنه منزه عن ذلك.
السادس: أنه لما كان الروح موجودا قبل الجسد, ويكون موجودا بعد عدمه, علمنا أنه تعالى موجود قبل خلقه, ويكون موجودا بعد عدمهم, ما زال ولا يزال, وتقدس عن الزوال.
السابع: لما كان الروح في الجسد لا تعرف له كيفية, علمنا أنه تعالى مقدس عن الكيفية.
الثامن: لما كان الروح في الجسد لا تعرف له كيفية, ولا أينية, بل الروح موجود في سائر الجسد ما خلا منه شيء في الجسد كذلك الحق سبحانه موجود في كل مكان وتنزه عن المكان والزمان.
التاسع: لما كان الروح في الجسد لا يحس ولا يجس ولا يمس, علمنا أنه تعالى منزه عن الحس والجس والمس.
العاشر: لما كان الروح في الجسد لا يدرك بالبصر, ولا يمثل بالصور, علمنا أنه لا تدركه الأبصار, ولا يمثل بالصور والآنار, ولا يشبه بالشموس والأقمار, ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
تنبيه: قد اشتهر على ألسنة كثير من الصوفية أن "من عرف نفسه عرف ربه" حديث, وليس كذلك وإنما هو من كلام يحيى بن معاذ الرازي, حسبما نص عليه الحافظ البدر الزركشي, والحافظ السيوطي في "الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة"
ونصه: حديث: "من عرف نفسه عرف ربه" قال النووي غير ثابت, وقال السمعاني: هو من كلام يحيى ابن معاذ الرازي.

وكل فن يرجع فيه لأربابه, والصوفية رضي الله عنهم لحسن ظنهم: كثيرا ما يتساهلون في الأحاديث, هكذا كما قال الشيخ سيدي مسلم في كتابه.
وإنما تعجب الشيخ من الجهل بهذين الأمرين, لأن هذين الموقفين هما أصل التوجه والمعاملة, ومظهر التحقيق والمواصلة, وبالله التوفيق.
ثم قال متمما لما تعجب منه:
وكيف يهدي وهو لم يهدى ..... لقد عدى ظلما وقد تعدى
قلت: من لم يأخذ أدبه من المتأدبين أفسد من أتبعه, من لم يرب لا يربي, من لم يهد بغيره لا يهدي غيره, من لم يسلك الطريق لا يسلكها لغيره, بل يتلف نفسه ومن تبعه, "لقد عدا" أي جاوز الحد ظلما, أي من جهة الظلم لقد تعدى طوره, ولم يعرف قدره.
ثم قال:
من لم ينل مراتب الإرادة ..... كيف يوطي للهدى سجادة
قلت: من لم يحصل مراتب الإرادة ويسلكها جذبا وسلوكا "كيف يوطي" أي يبسط سجادة ويقعد عليها لهداية الناس, فمن فعل ذلك فقد غر الناس, من لم يصحب العارفين من أهل الكمال لا يغر بأولاد الرجال.
ثم قال:
كيف يدل طرق الأسفار ..... من لم يزل في جحره كالفار
قلت: الجحر بتقدم الجيم وهو الغار, وقد تقدم أن الشيخ بمنزلة شيخ الركب, فلا بد أن يكون عارفا بالمنازل والمناهل, قد سلك الطريق وعرفها, وعلم وعرها وسهلها, وأما من كان لازما بيته قاعدا في جحره كالفار, فلا يمكن أن يدل على الطريق, لأنه يتلف من تبعه قطعا.
قال في بداية السلوك:
أتكتفي بالوصف في المسير ..... فالوصف لا يغني عن الخبير
قال في الشارح بعد كلام العلماء: إنما نبهت على ما تصح به الوجهة إلى الله, لا عن السر الذي تمتد منه الوجهة, الذي لا يتصور الكشف عنه إلا لمن انفقأ الحجاب عن عين قلبه, وكان له نصيب ميراث من فراسة نبيه صلى الله عليه وسلم في أحوال صحابته, فهذا العلم هو الذي لا يمكن التعبير عنه بالمقال, ولا يصح الأمر حتى يؤمر وينهى, ويعطي ويمنع, ثم قال: أرأيت لو أن رجلا أو رجالا وصفوا لك الطريق من دارك إلى مكة, وكتبوا لك كتابا فيه جميع المنازل والمناهل, والمواضع المخوفة والمأمونة, ثم تهت, أينفعك ذلك الكتاب, وقد أحاط بك بحر السراب, وانقطعت عن حي الإعراب؟ بل تتيقن بالهلاك وكتابك في يديك, وهذا في الطريق الحسي, فما بالك في الطريق الباطني المعنوي التي هي قليل خطارها, كثير قطاعها بالمعنى.
ومن هذا المعنى قالوا: "إن الميت لا يربي" لأن من مات لا يدل على الطريق بالفعل, وقالوا: أيضا الثدي الميت لا يرضع الولد, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
أليس هذا كله محال ..... لم يستقم لشخص منه حال
قلت: الإشارة تعود إلى التقدم إلى الشيخوخة من غير استحقاق, وذلك عند أهل الحق محال, لم يستقيم لمن تبعه حال, بل ضرره أقرب من نفعه, لبئس المولى ولبئس العشير.
ثم قال:
يا قاصدا علم الطريق السالف ..... لا تقتدي بهذه الطوائف
ما منهم من علم المقصود ..... منه ولا الوارد والمورود
لم يعرفوا حقيقة الطريقة ..... فالقوم جهال على الحقيقة
فاحذرهم خشية يفتنوكا ..... واترك سبيلا لم يزل متروكا
قلت: هذا تحذير من متفقرة وقته, يقول: يا قاصدا علم طريق الصوفية المتقدمين المحققين لا تقتدي بهذه الطوائف: الجهلة المبتدعين, فليس منهم من علم المقصود من الدخول في طريق القوم, ولا كيفية الورود, أي المرور عليها, ولا مورودها أي مشروبها ما هو, إذ لا ذوق عندهم, ولا حال, وإنما الناس من عوام الجهال, لم يعرفوا طريقة ولا حقيقة والجاهل لا يقتدي به, ولا يكون إماما أبدا, قال تعالى: "قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله, على بصيرة أنا ومن اتبعني". والجاهل لا بصيرة له.
فان قلت: قد وجد كثيرا من الأولياء أميين, وكانوا أئمة يقتدي بهم في الباطن.
قلت: مثل هؤلاء كانوا متعطشين إلى الله, جادين في طلب الحق, فلما علم صدقهم دلهم على ولي من أوليائه, فلما كشف الحجاب عنهم, علمهم الله ما جهلوا, فكانوا أعلم الناس بالله, وقد قال بعضهم: ما اتخذ الله وليا جاهلا إلا علمه وغيرهم من فقراء الوقت لم يكن لهم ذلك فبقوا جاهلين, ثم هذا الذي قاله الناظم ليس على التعميم, إذ لا تخلو الأرض من قائم لله بحجته, وشيخ التربية لا يخلو الزمان منه أبدا, إذا لا يمكن أن يكون القطب إلا بعد التربية, وهو لا تخلو الأرض منه, كما هو مقرر عند أهل الفن, والله تعالى أعلم.
يتبع
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الإثنين 1 يناير 2024 - 21:39 من طرف عبدالله المسافربالله

الفصل الخامس في فقراء العصر ومتشبهي الوقت الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

ثم قال:
فإن غدا الأمر عليك مشكلا ..... وشئت أن تعلمه مفصلا
فسوف ألقي لك قول الحاذق ..... يفصل بين المدعي والصادق
يعني إذا صار الأمر مشكلا عندك, ولم تعلم الصادق من الكاذب, والجاهل من العالم, والمحقق من المدعي, والسني من المبتدع, واغتررت بظهور الكرامات, وكثرة الاتباع, وكثرة الطعام, ولم تدر بمن تقتدي, فها أنا أخبرك وألقى إليك قول اللبيب الحاذق يحكم بين المدعي والصادق, ثم ذكر ذلك القول الفاصل, فقال:
قول الفقير: إنني فقير ..... فللظهور أبدا يشير
قلت: كون قول الفقير: "أنا فقير يشير للظهور, ليس على إطلاقه, بل فيه تفصيل".
قال الشيخ زروق رضي الله عنه: أما قول الفقير: أنا فقير فهو إشارة للظهور كما قال, وذلك محمود ومذموم بحسب قصده, وهو على ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يقصد به التبري مما كان عليه من الجهالة والغنى, ليكون له عونا على عدم العود لما كان عليه, وهذا أمر لا بأس به إن وقف على حده.
الثاني: أن يقوله يستنجد به من عسى أن يرجو فيه خيرا أو عاصيا متمردا, أو متذكرا يقظان, أو مريدا متوجها ليكون له عونا على البر والتقوى, فهذا أيضا لا بأس به إن لم يتعد به محله, وعلامة صاحب هذين الوجهين: أن يقول ذلك مع انكسار وتبر واستغفار وحمد واستبشار.
الثالث: أن يقول ذلك بقصد التبجح والاستتباع, وإظهار المزيد, والتعزز بالنسبة والانتساب, وطلب الرياسة وإشاعة الأمر في العموم, والتعرض لكل أحد, والتعريض به, وشاهد الحال لا يخفي الخ.
قلت: وذم من هذا وصفه لا يخفي, وهو الذي يفسر به الناظم, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
وبسطه وليس غير عارف ..... سخافة ليست من المعارف
وقبضه وليس ذا إرادة ..... فهو على غير طريق السادة
قلت: والغالب على العارفين البسط فرحا بالله وبالوصول إليه, والغالب على المريدين القبض, لأنهم في محل المجاهدة والمكابدة, فإذا رأيت الفقير انبسط وانشرح من غير وارد قبل تحصيل المعرفة بالله فبسطه وانشراحه سخافة وحمق, ليست من المعارف, إذ لا يليق بحاله إلا القبض, إذ لاحظ للنفس فيه, وإذا رأيته مقبوضا ولم تظهر عليه أحوال الإرادة فاحذره, فهو على غير طريق السادة المتقدمين, ولا يلزم من الحذر الاستحقار, فتعظيم النسبة مطلوب.
ثم قال:
وأخذه مما بأيدي الناس ..... دون اضطرار فهو ذو إفلاس
قلت: أخذ المريد من أيدي الناس, وسؤاله لهم من غير ضرورة, تدل على إفلاسه, وأنه فقير بطنه, يريد جمع الدنيا, اللهم إن كان قصده إعانة شيخه أو فقير مثله, فلا بأس به, والحاصل أن الفقير لا يقبض لنفسه إلا ما كان مضطرا إليه وإن قبض شيئا بلا ضرورة أخرجه عنه سريعا, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
ولبسه ما كان ذا اشتهار ..... فسره عار عن الأسرار
قلت: لبس الفقير ما فيه الشهرة عند الناس, إن كان بإذن من شيخه فلا عليه, فإن الشيخ طبيب, وإن كان بغير إذن فلا يخلوا من حظ, فإن النفس تحب أن تعرف, وقد قالوا: خالفوا وتعرفوا, فلعلها تريد ميل القلوب, فمن فعل ذلك فأحذره, فإن سره خال من الأسرار والعياذ بالله, لأن الصادق لا يحب أن يذكر ولا يظهر, والسر لا يكون إلا مدفونا, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
وأكله من سائر المآكل ..... دون انتهاء فهو غير واصل
قلت: الناس على ثلاثة أقسام:
قسم عوام, لا توجه لهم, فهم يأكلون كل ما تبيحه الشريعة.
وقسم عارفون واصلون, تحقق فناؤهم وبقاؤهم, فهم يأخذون من يد القدرة, فهؤلاء أيضا لا كلام عليهم.
وقسم مريدون متوجهون, فهؤلاء ينبغي لهم ألا يتعاطوا كل ما تشتهي نفوسهم, بل ينبغي لهم مخالفتها في ذلك, إذ لولا ميادين النفوس ما تحقق سير السائرين, فإذا رأيت الفقير يأكل من سائر المآكل, شهوات وشبهات, ولا يتحاشى من شيء, وهو دون انتهاء في المعرفة, فهو غير واصل, لا يأتي منه شيء, ولا يحصل على طائل, إلا أن يتوب, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
وسمعه مواقع الألحان ..... بغير موت النفس فهو عان
قلت: قد تقدم الكلام على السماع, وحاصله: أن الفقير إذا حصل له الفناء في الذات, وعرف كيف يسمع, فالسماع في حقه مطلوب, لما فيه من زيادة الخمرة, فإن النفس لما ماتت لا تميل إلا إلى الحضرة, ولا تسمع إلا منها.
قال: بعض من صح سماعه: أنا لا أسمع من النغم إلا أنا أنا, أو أنت أنت.
وقال الششتري: "أنا بالله أنطق, ومن الله أسمع, فمثل هذا يزيد بالسماع ما لا يزيد بغيره, ومن لم يبلغ هذا المقام فالسماع عليه مكروه أو حرام, فمن رأيته يسمع الألحان ولم تمت نفسه فهو عان أي في عناء وتعب, لا يزيده ذلك إلا بعدا, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
وحبه السماع لا محالة ..... بقية فيه من البطالة
قلت: السماع إنما هو دواء ورخصة للضعفاء تقوية لحالهم, فإذا حصل الشفاء استغنى عن الدواء, فإذا رأيت الفقير يحب السماع, ويميل إليه على الدوام, فاعلم أن فيه بقية من البطالة, والبطالة ضد المجاهدة, ومن لا مجاهدة له لا مشاهدة له, ومن لا سير له لا وصول له, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
ورقصه فيه بغير وارد ..... يسلبه عنه فقير وارد
قلت: قد تقدم الكلام على الرقص والتحرير فيه عند قوله في السماع, والرقص فيه دون هجم الحال, الخ ما يغني عن إعادته.
فرقص الفقير بغير وارد يسلبه عن الشعور بنفسه, فهو غير وارد, أي غير شارب من شراب القوم, إلا أن يكون تواجدا أو مساعفة لمتواجد, فلا بأس به, ولا يتعرض على صاحبه.
أو تقول: رقص الفقير أو زعقه أو صراخه من غير وارد, فهو بدعة غير وارد في الشرع, والله تعالى أعلم.
ثم قال: 
وأخذه الخلع بغير الخلع ..... بعد عن الحق بعين الجمع
قلت: قد تقدم الكلام على الخلع, فإذا رأيت الفقير يأخذ ما خلع عنه من الثياب عند ورود الأحوال بعد أن طرحها عنه, فهو عائد إلى صدقته, كالكلب يعود في قيئه, فهو بعيد عن الحق بعين الجمع, أي حيث يظن الجميع, يعني أنه بعيد من حيث يظن القرب, ففيه جهل مركب, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
وحطه الرأس بغير جرم ..... على أخيه غير فعل القوم
قلت: قد تقدم أن حط الرأس فعل ما لا ينبغي: ليس من شأن الصوفية, ولا عمل عليه, فإذا فعله الفقير فقد أخطأ, إذ ليس نص من الشارع, فهو قريب من البدعة.
ثم قال:
وقد ذكرنا حكم الاستغفار ..... أعني القيام ليس عرفا جاري
قلت: قد تقدم أيضا حكم الاستغفار, وأنه لم يجر به عرف.
قال الشيخ زروق رضي الله عنه: هذه الثلاثة, يعني أخذ الخلع, وحط الرأس, والقيام للاستغفار, ليس من مطلب الطريقة, ولا من موجبات الحقيقة, ولا من أحكام الشريعة, وإن كان لها وجه من التأويل, فتركها أولى, والتسليم للعامل بها لازم لمحل الاشتباه, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
وميله للعرب والأعاجم ..... علة نفس, وهو فيه آثم
قلت: من شأن، الفقير في بدايته الفرار من الناس والاستيحاش منهم, حتى يتمكن الحضور فيه على التمام, وحينئذ لا بأس أن يخالطهم بجسمه, ويفارقهم بقلبه وأما ميله للناس وحب مخالطتهم فهو دليل على إفلاسه, إذ الاستئناس بالناس من علامة الإفلاس.
وقال بعضهم: من خالط الناس داراهم, ومن داراهم راءاهم, ومن راءاهم وقع فيما وقعوا, فهلك كما هلكوا, ولله در الشيخ الحضرمي حيث قال:
عش خامل الذكر بين الناس وارض به ..... فهو أسلم للدنيا والدين
من عاشر الناس لم تسلم ديانته ..... ولم يزل بين تحريك وتسكين
وقال بعضهم: من خالط الناس وظن السلامة من الإثم, فقد رام المحال, كمن خالط النار بالحطب وظن سلامته من الاحتراق.
ثم قال:
سفره إن لم يكن إليه ..... منه فلا حقيقة لديه
قلت: سفر المريد إن كان بالله لله, فانيا عن نفسه, خاليا من حظوظه, فهو في غاية الكمال, وإن كان بالنفس للنفس, فهو في غاية النقصان, وجلوس هذا أفضل من سفره, وإن كان بنفسه لله, فهو متوسط, وسفره أفضل من جلوسه, ليتحقق كماله, فتحصل أن السفر على ثلاثة أقسام: سفر بالله إلى الله, وسفر بالنفس للنفس, وسفر بالنفس لله.
فالأول محمود قطعا, والثالث ملحق به, والثاني مذموم قطعا.
ومنطوق الناظم هو: الثاني, والثالث, ومفهومه, هو: القسم الأول, لكن الثالث ملحق بالأول, كما تقدم, خلافا لظاهر كلام الناظم, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
وإن أشار للمرام الأول ..... وجهل العقل فعنه فأعدل
قلت: لعله أراد بالمرام الأول: عالم القدرة, وأراد بالعقل: عالم الحكمة, فإنها من مدركات العقل, فإذا أشار المريد إلى الحقيقة الأولية, وجهل ما أدركه العقل من الأكوان التي وقع بها التجلي فاعدل عنه, لأنه إن كان مجذوبا فهو ناقص, وإن كان مدعيا فهو ساقط فالأكوان ثابتة بإثباته ممحوة بأحدية ذاته, فلا بد من إثبات الواسط والموسوط, ونفي عالم الحكمة يؤدي للزندقة, لإبطال الأحكام والله تعالى أعلم.
وقال الشيخ زروق رضي الله عنه: إشارته للمرام الأول تنبيه على من قال بقول الفلاسفة من اعتبار العقل الأول ويسمونه: الفعال: وهو مذهب فاسد خارج عن حدود المعقولات, لما تضمنه من قدم العالم, والقول بحوادث لا أول لها, واليه أشار بقوله "جهل للعقل" أعني جهل حقيقته, حتى سماه بغير اسمه, وحكم له حكمه.
أو قال بالظهور والحلول ..... فبدعة يقدح في الأصول
قلت: مراده بالظهور: ظهور الذات العالية لبصر الحس, حتى تدرك بالبصر الحسي, وقد قال تعالى: "لا تدركه الأبصار" وإنما تدركه البصيرة, فإذا انفتحت وقوي نورها استولت على البصر, فصار الحكم لها, فالبصر لا يرى إلا الحس, والبصيرة لا ترى إلا المعنى, وقد يتلطف الحس فيصير كأنه معنى, فيكون ما تراه البصيرة في مد العيان, وهو محل الشهود, إذ الحس لا يفارق المعنى وأما الحلول فمعناه إثبات السوي, وحلول الألوهية فيه, وهو كفر صراح, فمن ادعى شيئا من الظهور أو الحلول فأرفضه, فقد أتى ببدعة تقدح في أصول إيمانه, والعياذ بالله من الزلل.
ثم قال:
وقوله: أنا الذي أهواه ..... قبل الفنا عنه فما أقصاه
قلت: إذا قال الفقير: "أنا من أهوى ومن أهوى أنا" قبل تحقق فنائه, فما أبعده عن الصواب, وإذا تحقق فناؤه فلا يقول ذلك إلا مع من يصدقه في حاله, وإلا تعرض لقتله.
ثم قال:
أو يدعي في علمه اللدني ..... بلا تقى, فذاك غير سني
قلت: متى ادعي الفقير أن له علما لدنيا, ولم تظهر عليه تقوى ولا مجاهدة ولا رياضة, وإنما ذاك خرافات لا طائل تحتها, ومن ادعى ذلك فهو غير سني قال تعالى: "واتقوا الله ويعلمكم الله" فمن لا تقوى له لا يعلمه الله شيئا, ولله در القائل:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ..... فأوما لي إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم فضل ..... وفضل الله لا يؤتاه عاصي
والمراد بوكيع الفقيه المحدث الضابط من أشياخ الإمام الشافعي.
وفي الحكم "أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته".
ثم قال:
وحكمه إن كان فوق الحال ..... فذاك مقطوع عن الرجال
قلت: ينبغي للفقيه أن يكون حاله فوق مقاله, وقدمه أكبر من صيته, فإذا كان يدعي مراتب الرجال ويحكم على نفسه بها قبل وصوله إليها بشهادة أهل الفن, فهو مقطوع عنهم والعياذ بالله من الدعوى.
ثم قال:
أو قال أنا الشيخ فأتبعوني ..... بغير علم فهو ذو جنون
قلت: الفقير لا يدعي الشيخوخة حتى يأذن له شيخه, فإذا أذن له فلا بأس أن يعرف بنفسه لقصد الاتباع به, وأما إذا لم يؤذن له, أو لم يكن له شيخ, وقال أنا الشيخ فأتبعوني فهو أحمق مجنون, سواء كان له علم أم لا, إذ من لا شيخ له: لا علم له بطريق السير أصلا, ومن لا علم له فهو جاهل, والجاهل يقود الجاهل, كالأعمى يقود الأعمى: إلى أين المصير, وإن لم يأذن له شيخه فهو ذو دعوى, ومبتلي يهوى, والهوى شعبة من الجنون, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
أو قال صوفي أنا, ولما ..... يدر حدود النفس فهو أعمى
قلت: إذا قال الفقير: أنا صوفي, ولم يفرق بين حدود النفس وحدود العقل والقلب والروح والسر, فهو أعمى.
أو تقول: لم يفرق بين الروحانية والبشرية, فهو أعمى عن طريق الخصوصية.
أو تقول: لم يعرف ما فيه ضرر نفسه فينكف عنه, وما فيه نفعها فيبادر إليه, ولا شك أن من كان هكذا هو أعمى عن طريق السير, إذ السير إنما هو في فعل ما يقتل النفوس, وترك ما تجيء به, ومن لم يعرف ما ينفعه وما يضره فلا بصيرة له, فهو أعمى, وهذا أقرب لشرح النظم, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
وحبه القوم بلا اتباع ..... ليس له فيه من انتفاع
قلت: محبة القوم فيها خير كثير "من أحب قوما حشر معهم", لكن لا ينتفع بها في طريق التصفية والتهذيب إلا باتباع ما أشاروا إليه به, وأما الحرمة والبركة فتحصل بحول الله: عمل بعملهم أو لم يعمل للحديث. والله تعالى أعلم.
ثم قال:
وفعله ما في عموم الشرع ..... يمنعه النص ففعل بدعي
قلت: فعل ما يمنعه النص في عموم الشريعة حرام, إلا لضرورة, فإن الضرورات تبيح المحظورات, فإن فعل الفقير شيئا من ذلك فهو بدعي, وأما ما لم يرد نص في تحريمه ولا تحليله, فإن فعله بنية القربة فهو بدعة أيضا لتغييره أحكام الشريعة, وإن فعله استراحة للنفس, أو جلبا لحال أو لدواء مرض أصابه فهو مطلوب, فقط سئل الجنيد عن السماع, فقال: كل ما يجمع العبد بالله فهو مباح.
وبيت الناظم فيه تقديم وتأخير, أي وفعل الفقير ما يمنعه النص في عموم الشرع, ففعل بدعي, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
وإن تشيخ بغير إذن ..... من شيخه باء بكل غبن
قلت: الفقير إذا تشيخ, أي صير نفسه شيخا, وتقدم لمرتبة الشيخوخة من غير إذن من شيخه فقد باء, أي رجع بكل غبن وخسارة, إذ لو رآه شيخه أهلا لها لقدمه لها, وأما انتقاله عنه إلى غيره فهو أقبح وهو إفساد لبذرة الإرادة, وهذا في حق شيخ التربية, وأما غيره فلا يضره الانتقال عنه, إذ المريض إذا لم يشف على يد طبيب انتقل إلى غيره وهكذا, أي انتقال المريد لم يذكره الناظم, وتقدم في محله, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
فهذه وشبهها موانع ..... وهي على الطريق كالقواطع
هل هي إلا علل في الفقر ..... جالدها كل جليد صقر
قلت: الإشارة تعود إلى كل ما قدمه من الفصل إلى هنا من مساوئ متفقرة الوقت: يعني أن هذه الأمور التي قدمنا وشبهها هي في طريق القوم, موانع تمنع المريد من الوصول إلى مقصوده, وهي على طريق التصوف, كاللصوص والقطاع, وما هي أيضا إلا علل في طريق الفقر, فمن جاهدها وجالدها فهو كالصقر, أي البازي في الشجاعة والزعامة, والمجالدة هي المضاربة بالسيوف, والرجل الجليد هو الصبار أي جالد هذه العلل وصرفها عن نفسه, صبار شجاع زعيم, يفوز بالخير الجسيم, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
حتى إذا جدلها صريعة ..... لم يتوقع بعدها وقيعة
قلت: التجديل هو الصراع والإسقاط, يعني أن الفقير إذا غلب نفسه وجاهدها حتى غلبها وصرعها وقتلها, أمن حينئذ من غوائلها, ولم يتوقع منها بعد ذلك وقيعة, ولا فتنة البتة وبالله التوفيق.
ثم قال:
يا صاح لا يفتنك الزمان ..... فها لديك الشرح والبيان
قلت: لما نصحك وحذرك قال لك: يا صاحبي لا يفتنك الزمان وأهله, فقد شرحت لك أحوال الناس وبينتها حتى تركتك على بينة تعرف منها الصادق والكاذب, فلا تغتر حتى يأكلك من والاك, ولا تسيء الظن حتى تسد باب رحمة مولاك, وابتغ بين ذلك سبيلا, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
فالحق لا يعرف بالرجال ..... والعين لا تصلح بالمحال
قلت: هذا مثل مشهور, وهو أن "الحق لا يعرف بالرجال بل الرجال يعرفون بالحق" أي باتباعه فمن عرف الحق بالرجال أصبح في غاية الضلال, أعرف الحق تعرف أهله.
وقد قال علي كرم الله وجهه: "لو عرفت الله بمحمد صلى الله عليه وسلم لما عبدته, ولكن الله عرفه بنفسه فعرفته, ثم عرفت محمدا بالله".
فانظر هذا المقام الذي لم يحجبه عن الله ولا عن رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقوله: "والعين لا تصلح بالمحال" أي ما شاهدته العين وتحققته لم يتطرق إليه محال ولا ريب, فليس الخبر كالعيان, فلا تغتر بالسماع حتى ترى بعينك وتتحقق, وحينئذ تقدم أو تأخر, وفي بعض النسخ: "والعين لا تصلح بالكحال, بالكاف, ولعل معناه أن العين الكحلاء غنية عن الكحل, فهي جميلة لا تحتاج إلى أن يصلحها الكحل, فكذلك الحق معروف لا يتوقف على معرفة الرجال, بل معرفة الرجال متوقفة على معرفة الحق, والله تعالى أعلم.
ثم قال:
والحق في كل الأمور أولى ..... لو رآه الباطل لاضمحلا
قلت: لا شك أن متابعة الحق والأخذ به في كل الأمور أولى, ومتى جاء الحق زهق الباطل واضمحل, قال تعالى: "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق" إذ الباطل لا يقوم الحق أصلا.
قيل لسهل رضي الله عنه: من أين تأكل؟ قال: من عند الله؟ قال: أينزل عليك من السماء؟ قال: لو لم تكن الأرض له لأنزله من السماء.
قال: أنتم لا يقوم أحد لكم بحجة, فقال: الحق لا يقوم له شيء.
وقبل المسؤول حاتم. والله تعالى أعلم.
ثم قال:
وإذا علمت سنن الأقوام ..... إذن فهاك القوس والمرامي
قلت: السنن بالفتح الطريق, وبالضم جمع سنة, يقول لما أخبرتك بسنن الصوفية فقد أعطيتك أقواسهم, وكشفت لك عن مبلغ مرامهم, وحيث انتهى سهامهم فلا تغتر بحبال سحرة فرعون وأعصيتهم الباطلة, وتدع الميل إلى عصى موسى التي هي: "تلقف ما يأفكون, فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون, فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين".
وكذلك المتشبهة مع سادات الصوفية, قال الشيخ عبد الوارث.
ثم قال:
هذا هو الطريق فاقصد جله ..... فقد جمعنا لك منه جمله
يعني أن ما ذكرته في كتابي هذا هو أساس الطريقة, فابن عليه يستقم بنيانك, وأرفض ما سواه تفلح, فاقصد العمل بما فيه أو جله, فقد جمعت لك من سنن القوم جملة صالحة, وبالله التوفيق.
ثم قال:
وقد ذكرنا كل ما اشترطنا ..... وها على آخره أتينا
قلت: أخبر رحمه الله انه على ما شرطه في أول كتابه من بيان سنن الفقير, وقد أتي على آخره, وذكر جميع فصوله الخمسة, فجزاه الله عن المسلمين خيرا.
وفي أمثاله قال القائل:
جزي الله الرجال جزاء خير ..... في كل ما أظهرا لنا وأبدوا
لقد عظمت فضائلهم علينا ..... لما للمؤمنين هدوا وأهدوا
ثم ختم كتابه بالدعاء فقال:
وفقنا الله إلى التوفيق ..... وقادنا لقادة التحقيق
قلت: التوفيق هو خلق القوة على الطاعة, وقادة التحقيق هم العارفون بالله سأل من الله التوفيق, وأن يسوقه إلى شيوخ التحقيق, إذ بذلك يكمل التوفيق, وبالله التوفيق.
ثم ختم بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبل دعاؤه, ويقبل على كتابه فقال:
وبعد هذا فصلاة الله ..... تترى على الهادي العظيم الجاه
ما غردت ورقاء في الأغصان ..... وحن مشتاق إلى الأوطان
قلت: تترى أي يتبع بعضها بعضا, والتغريد الصياح بصوت حنين, والورقاء بالمد الحمامة ذات النقط في ريشها.
وقوله: العظيم الجاه, أشار به إلى حديث عنه صلى الله عليه وسلم: "توسلوا بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم".
وفي حديث آخر: "مكتوب تحت ساق العرش: من اشتاق إلى رحمتي رحمته, ومن سألني أعطيته, ومن توسل إلي بمحمد صلى الله عليه وسلم لم أخيبه".
اللهم إنا توسلنا إليه بجاه حبيبك مولانا محمد صلى الله عليه وسلم أن تمتع أسرارنا بمعرفتك, وتنزه 
أفكارنا في رياض قدسك, وأن تحفظ قلوبنا من الميل إلى غيرك, نحن وأحباؤنا ومن تعلق بنا آمين.
ثم أيد هذه الصلاة بشيئين أحدهما: فان والآخر باق.
فالأول: تغريد الحمام في الأغصان,
والثاني حنين المشتاق إلى الأوطان, فإن الأرواح نحن إلى أوطانها على الدوام, ولو بعد الحمام, ولو اتصلت بالنعيم الروحاني المقيم, فلا بد أن يبقى معها الاشتياق إلى الترقي, والنظر أبدا, والفرق بين الشوق والاشتياق, أن الشوق يزول بالملاقات, بخلاف الاشتياق, فلا يزول بالوصول, والى ذلك أشار ابن الفارض بقوله:

وما بين شوق واشتياق فنيت في ..... تول بحظوة أو تجل بحضرة
ثم ختم بالحمد كما بدأ, ليكون الكتاب مكتنفا بالحمد, فيعظم خطره, ويرفع قدره, فقال:
الحمد لله الذي ختمنا ..... بحمده كما به بدأنا
قلت: حمد الله على توفيقه الحمد لله في البداية والنهاية, وذلك من علامة بلوغ الأمل والمرام, وقد تقدم الكلام عليه في أول الكتاب فلا نعيده.
والحمد لله الذي هدانا لهذا, وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما, والحمد لله رب العالمين.


هذا آخر التعليق المبارك, نسأل الله سبحانه أن يتقبله بأحسن قبول وأن يبلغ به من طالعه أو سمعه كل مقصد ومأمول, بجاه الحبيب الأعظم والرسول الأفخم سيدنا محمد سيد العرب والعجم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أولي النزاهة والفضل والكرم.
ووافق الفراغ من تبييضه عشية يوم الخميس أوسط شهر رمضان سنة إحدى عشرة ومائتين وألف, وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين, والحمد لله رب العالمين.
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما
* * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الفصل الأول في أصل التصوف الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثاني شرف علم التصوف وفضيلته الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الرابع في الرد على من رد التصوف الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (1) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى