المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم :: القرآن الكريم و علومه :: موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحنفي
صفحة 1 من اصل 1
16112023

الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
موسوعة القرآن العظيم ج 2 د. عبد المنعم الحفني
1504 - ( المسلمون معافون إلا المجاهرين )
المسلم مأمور بالستر على نفسه ، وفي الحديث : « اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى اللّه عنها ، فمن ألمّ بشيء منها فليستتر بستر اللّه » . أخرجه الحاكم ، وفي التنزيل :لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ( 148 ) ( النساء ) ، ومنه الجهر بالمعاصي ، وهو الذي يفعلها العاصي جهارا ، أو يتحدث بها ويكشف عما ستره اللّه عليه منها ، ومن يجاهر بفسقه أو ببدعته يسمى مجاهرا . وفي الحديث : « كل أمتي معافى إلا المجاهرين » ، وفي الجهر بالمعصية استخفاف .والمعاصي تذل مرتكبها ، وتقيم الحدّ عليه إن كان فيها حدّ ، أو التعزير له إن لم توجب حدا . وإذا ستر اللّه الفاسق في الدنيا لم يفضحه في الآخرة ، والذي يجاهر يفوته عفو اللّه ورحمته .
والمجاهرون بالمعاصي لا يعانون ولا يسترون . والحال مع العصاة من المسلمين يوم القيامة على قسمين :
أحدهما من معصيته بينه وبين ربّه ، وهذا القسم على قسمين : قسم معصيته مستورة في الدنيا فيسترها اللّه عليه يوم القيامة ؛ وقسم معصيته مجاهرة فيفضحه اللّه يوم القيامة ؛
والقسم الثاني : من تكون معصيته بينه وبين العباد فهم على قسمين أيضا : قسم ترجح سيئاتهم على حسناتهم ، فهؤلاء يقعون في النار ثم يخرجون بالشفاعة ، وقسم تتساوى سيئاتهم وحسناتهم فهؤلاء لا يدخلون الجنة حتى يقع بينهم التقاص .
* * *
1505 - ( المؤمن لا يكذب )
في الحديث : « آية المنافق ثلاث : إذا حدّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان » ، وهو الكاذب عندما يحدّث ، وعندما يعد ، وعندما يؤتمن . والكذب : من قبائح الذنوب ، ويجانب الإيمان .والصدق ضد الكذب ؛ والصدق : مطابقة القول للمخبر عنه ، فإن لم يطابقه فإنه إما أن يكون كذبا ، أو مترددا بين الصدق والكذب ، كقول المنافق محمد رسول اللّه ، فإنه يصحّ أن يقال صدق ، إذا كان يعتقد ذلك حقا ، فعندئذ يكون صادقا ؛ ويصحّ أيضا أن يقال كذب ، إذا كان قوله يخالف ضميره ، وفي التنزيل قال المنافقون :قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ( 1 ) ( المنافقون ) ، وقال تعالى في الصادقين :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ( 119 ) ( التوبة ) يعنى أن الصدق قرين الإيمان ، والصادقون هم الذين استوت ظواهرهم وبواطنهم ، كقوله تعالى :رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ( 23 ) ( الأحزاب ) يعنى أوفوا بما عاهدوا ، وبالصدق ينتفى النفاق في العقيدة ، والمخالفة في الفعل ، وصاحب هذه الصفة يقال له الصادق ، فإذا كثر منه الصدق يقال له الصدّيق ، كأبي بكر . والمسلم حقّ أن يلازم الصدق في الأقوال ، والإخلاص في العمل ، لو فهم الإسلام ، ووعى القرآن ، وفي الحديث : « عليكم بالصدق فإن الصدق يهدى إلى البرّ ، وإن البرّ يهدى إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرّى الصدق حتى يكتب عند اللّه صدّيقا .
وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدى إلى الفجور ، وإن الفجور يهدى إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتى يكتب عند اللّه كذّابا » أخرجه مسلم .
وقد ردّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شهادة رجل في كذبة كذبها ، فالكذب لا يصلح منه جدّ ولا هزل ، وقبول شهادة الشاهد مرتبة شريفة لا تكون إلا لمن كملت خصاله وعرف عنه الصدق ، ولا خصلة أشرّ من الكذب .
* * *
1506 - ( مدار الإسلام على الحياء )
أصل الحياء الامتناع ، وهو في الاصطلاح الامتناع عن فعل ما يعاب . ومنه الاستحياء يعنى الاحتشام والخجل ، كقوله تعالى :إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ( 53 ) ( الأحزاب ) ، وقوله :إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا( 26 ) ( البقرة ) يعنى لا يمتنع ، ولمّا سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : الحياء من الدين ؟ قال : « بل الدين كله » : وقال « الحياء من الإيمان » ، يقصد الحياء الشرعي المكتسب بالدين ، فذلك هو الذي جعله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الدين ، وأما الحياء بمعنى الخجل من المطالبة بالحق ورفع الظلم ، ومواجهة من يرتكب المنكرات ، فذلك عجز ومهانة .والمسلم حياؤه غالبا غريزي ومكتسب ، يعنى أن الحياء فيه غريزة ومن ثم يعينه على المكتسب .
وقد ينطبع المسلم بالمكتسب حتى يصير غريزيا فيه ، وكانت في النبىّ صلى اللّه عليه وسلم الخصلتان : الحياء الغريزي والحياء المكتسب ، وكذلك الصحابة كأبي بكر ، وكانوا في الحياء الغريزي والمكتسب في الذروة .
وفي الحديث : « الحياء لا يأتي إلا بخير » ، لكونه إذا صار عادة وتخلّق به صاحبه ، يكون سببا لجلب الخير ، فيأتي منه الخير بالذات وبالسبب .
ومن الأقوال الإسلامية المأثورة : « إن من الحياء وقارا ، وإن من الحياء سكينة » ، والمعنى أن من الحياء ما يحمل صاحبه على الوقار عندما يوقّر غيره ويستحى منهم ، ويتوقّر هو في نفسه ، ويستحى من نفسه ، ومنه ما يحمله على أن يسكن عن كثير مما ينشده الناس ويسعون إليه من الأمور التي لا تليق بذى المروءة .
والقول بأن الحياء من الإيمان ، لأن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى قصد واكتساب وعلم ، وفي الحديث : إذا لم تستحى فاصنع ما شئت » ، قيل هو من كلام النبوة الأولى ، وأنه آخر ما تعلّق به أهل الجاهلية من كلام الأنبياء الأوّل ، والمعنى أن الذي لا يكفّ الإنسان عن مواقعة الشرّ هو الحياء ، فإذا تركه صار كالمأمور بطبيعته على ارتكاب الشرّ ، فإذا أراد فعل شئ ، فإن كان مما لا يستحى إذا فعله من اللّه ولا من الناس فليفعله ، وإلا فلا .
ومدار الإسلام على هذا الحياء : وهو أن المأمور به ، والواجب والمندوب ، يستحى من تركه ، والمنهى عنه إلى الحرام والمكروه ، يستحى من فعله ، وأما المباح فالحياء من فعله جائز ، وكذا من تركه ، مثلما فعلت أم سليم عندما سألت بلا حياء عن غسل المرأة إذا احتلمت ، فهال سؤالها أم سلمة ظنا أنه كان عليها أن تستحى ، غير أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم أفهمها أنه لا حياء في الدين ، يعنى أن لها تسأل فيما تجهله وإن كان يوجب عليها أن تستحى أن تسأل فيه ، وهذا يثبت أن الحياء المقصود في الإسلام هو الحياء الشرعي وليس اللغوي ، وحياء المسلم هو هذا الحياء ، لأن غير الشرعي يعوق عن تحصيل الحقوق وقول الحق ، وذلك منهىّ عنه .
* * *
1507 - ( المسلم مضياف )
حسن الضيافة من مكارم الأخلاق في الإسلام ، والضيافة : هي القرى ؛ والضيف : هو النزيل ؛ والفعل ضاف أي نزل به ضيفا ؛ وأضافه واستضافه : أنزله عليه ضيفا ؛ والمضياف : كثير الضيوف ، وفي التنزيل أن إبراهيم ولوطا كانا مضيافين ، فعن إبراهيم يقول القرآن :وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ( 51 ) ( الحجر ) ، ووصفهم فقال :هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ( 24 ) ( الذاريات 24 ) ، فأكد لإبراهيم صفة الكرم .وعن لوط يقول :فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي( 78 ) ( هود ) ، وفي الحديث عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم : « وإنّ لزورك عليك حقا » ، والزور هو الزائر ، يقال للواحد وللجمع ، وكذلك ضيف ، وتقول أيضا أضيافا وزوّارا ، وقرن الرسول صلى اللّه عليه وسلم حسن الضيافة بالإيمان ، فقال : « من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليكرم ضيفه ، جائزته يوم وليلة ، والضيافة ثلاثة أيام ، فما بعد ذلك فهو صدقة ، ولا يحل ( أي الضيف ) أن يثوى ( أي يقيم ) عنده حتى يحرجه » ، وفي الحديث تشريع جديد : أن الضيافة ثلاثة أيام ، قيل يتكلف المضيف للضيف في اليوم الأول ، ثم في الثاني والثالث يقدّم له ما يحضره ولا يزيد على عادته ، فإن زاد على الأيام الثلاثة فهو صدقة ، سمّاها كذلك لتنفير الضيف أن يمكث بعد الأيام الثلاثة . وأما الجائزة : فهي المئونة التي تمكن المسافر العابر إذا نزل ضيفا أن يجوز بها مقدار يوم وليلة من هذا البلد إلى البلد الآخر الذي يقصده ، وتسمى لذلك الجيزة أيضا .
واستدل بجعل ما زاد على الأيام الثلاثة صدقة ، على أن هذه الأيام الثلاثة ، وكذلك الجائزة ، واجبة ، ولا يحلّ للضيف أن يستمر في الإقامة بعد الأيام الثلاثة ، وهو معنى الثواء ، إلا لو قبل ذلك المضيف وطلبه منه ، وهو معنى « حتى يحرجه » ، لأنه إذا ارتفع الحرج عن الضيف والمضيف فإن الإقامة تجوز .
وفي رواية لمسلم « حتى يؤثّمه » أي يوقع المضيف في الإثم ، لأن إقامة الضيف أكثر من الأيام الثلاثة ، تجعل المضيف يغتاب الضيف ، أو يغلظ له في القول ، أو يظن به السوء ، وكل ذلك إثم .
وفي الرواية أن الصحابي سلمان نزل ضيفا على أبى الدرداء ، وأقام أكثر من الأيام الثلاثة حتى اضطر أبو الدرداء أن يرهن شيئا من بيته ليحصل على المال لضيفه ، وقال سلمان يوما يشكر لأبى الدرداء حسن ضيافته : الحمد للّه الذي قنعنا بما رزقنا .
فقال أبو الدرداء غاضبا : لو قنعت ما رهنت بعض ملكي كي أضيفك !
- ويكره للمضيف والضيف أن يظهر الغضب أو الجزع لشئ يقع من أحدهما .
* * *
1508 - ( المسلم غير مسرف )
أحلّ اللّه الأكل والشّرب واللبس للناس جميعا بلا تمييز ، فقال :يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ( 31 ) ( الأعراف ) ، والخطاب في الآية لبنى الإنسان ولكل العالم ، وقوله تعالى :وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُواقاله كل حكماء الطب كأبقراط وغيره .والزينة في اللباس هي التجمّل ، وهي حالة لا تكون إلا في المناسبات ، كالذهاب إلى المساجد ، فلا يذهب المسلم بملابس العمل ، واستن الرسول صلى اللّه عليه وسلم غسل الجمعة لهذا السبب ، واللّه تعالى جميل يحب الجمال ، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ، والتجمّل في اللباس من غير إسراف - من العبادة ، مثلما الاقتصاد في الأكل والشرب .
وفي الإسلام لا سرف ولا مخيلة ، وما يستر الجسم وتدعو إليه الحاجة ، ويسدّ الجوع ، ويسكن الظمأ ، فهو مندوب إليه عقلا وشرعا ، لما فيه من حفظ النفس ، ولذلك ورد الشرع بالنهى عن الإسراف في كل شئ ، ويختلف ذلك باختلاف البلدان والأزمان والأعمار ؛ وفي الاقتصاد منافع كثيرة ، والبهرجة في الثياب محل نقد ومضيعة للمال ، وكثرة الأكل كظّ المعدة ونتن التّخمة.
وفي الأثر : « جوعوا تصحّوا » ، والجوع بمعنى أن لا نأكل إلا عن جوع ، لأن من الناس من يأكل عن شره ، وقلّة الأكل يصحّ بها الجسم ، ويجود بها الحفظ ، ويزكو بها الفهم ، ويعتدل بها النوم ، وينصلح المزاج ، ومن الأقوال المأثورة عند أهل الإسلام : « أكبر الدواء تقدير الغذاء » ، لأن الأكل الكثير تتولد منه الأمراض ، ومن أقوال أهل الطب في الإسلام : قل لي ما ذا تأكل ، أقل لك ما الذي سيصيبك من أمراض » ، وفي حديث الرسول صلى اللّه عليه وسلم ما يغنى عن كل كلام للأطباء ، قال : « ما ملأ آدمىّ وعاء شرا من بطن ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه » ، ولو سمع أبو الطب أبقراط هذه القسمة لعجب من هذه الحكمة ، والعلم علمان : علم الأديان وعلم الأبدان ، وعند المسلمين لا تعارض بين العلمين ، ومن أقوال علىّ بن أبي طالب : إن اللّه تعالى قد جمع الطب كله في نصف آية من القرآن ، قال :وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا( الأعراف 31 ) ، وجمع الرسول صلى اللّه عليه وسلم الطب كله في ألفاظ يسيرة فقال : « المعدة بيت الداء ، والحمية رأس كل دواء » ، والحمية من حمى المريض إذا منعه عما يضرّه .
وفي الطب الإسلامي : معالجة المريض نصفان ، نصف دواء ، ونصف حمية » ، فإذا اجتمع النصفان برأ المريض وصحّ ، وإلا فالحمية به أولى ، لأنه لا ينفع دواء مع ترك الحمية ، وعلى العكس - قد تنفع الحمية مع ترك الدواء ، ومن أقوال الرسول صلى اللّه عليه وسلم يوجز الطب كله : « أصل كل دواء الحمية » ، يعنى لا تداوى من غير حمية ، والحمية فيها الغناء عن كل دواء ، وأطباء النفس اليوم من أهل الإسلام ، من غير تلاميذ المبشّرين ، كثيرا ما يعالجون الناس بالحمية ، والحمية من الطب الإسلامي البدني والنفسي : بمنع المريض من الأكل والشرب والكلام عدة أيام أقلها ثلاثة أيام ، غالبا فيبرأ بإذن اللّه ويصحّ ، والعلاج بالامتناع عن الكلام من تعاليم القرآن مثلما العلاج بحمية الأكل والشرب ، ومن ذلك قوله تعالى لزكريا :أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ( 41 ) ( آل عمران ) ، وقوله تعالى عن مريم :إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا( 26 ) ( مريم 26 ) وفي عدم الكلام اختزان للطاقة النفسية ، وتوفير لها ، وتوجيهها لمطلب العلاج ، وتجنيب للنفس الدخول في المهاترات ، ثم إنه توطين لها أن تسكن وتطمئن ، وتؤمن بربّها وتسلّم نفسها إليه تعالى .
وأقل مدة للصوم عن الكلام من يوم إلى ثلاثة ، ويصحّ أكثر من ذلك ، وقد صام موسى عن الكلام أربعين يوما ، كقوله تعالى :وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً( البقرة 51 ) والحمية إذن تكون من الطعام ومن الكلام .
وفي الحديث : « الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معي واحد » أخرجه مسلم ، والمعنى : أن المؤمن يتناول الطعام دون شبع ، وقد يوجد الكافر الأقل أكلا من المؤمن ، غير أن القلب إذا تنوّر بنور الإيمان ، نظر إلى الطعام بعين التقوى ، فأخذ منه قدر الحاجة ، بينما الكافر إذا أظلم قلبه بالكفر ، كان أكله كالبهيمة .
وفي الحديث : « من السرف أن تأكل كل ما اشتهيت » أخرجه ابن ماجة ورواه أنس بن مالك .
ومن حكم لقمان : يا بنىّ ، لا تأكل شبعا فوق شبع ، فإنك إن تنبذه للكلب - يعنى تطرحه - خير من أن تأكله .
* * *
1509 - ( المسلم يسبّح للّه ويكبّر إذا تعجّب لأمر )
التسبيح هو أن تقول : « سبحان اللّه » ، والمسلم يقولها إذا لم يعجبه أمر ، ويتكرر ذلك في القرآن ست مرات ، وإذا استعظم أمرا قال : « اللّه أكبر » ، وفي الرواية أن أبا هريرة لمّا اعتذر بجنابته للرسول صلى اللّه عليه وسلم ، قال الرسول صلى اللّه عليه وسلم : « سبحان اللّه ! إن المؤمن لا ينجس » ؛ وفي قصة المرأة التي نذرت أن تنحر ناقة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « سبحان اللّه ! بئسما جزيتها » ، ولمّا تأكد عمر أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم لم يطلّق نساءه سرّ لذلك وقال : « اللّه أكبر » .و « سبحان اللّه » اسم موضوع موضع المصدر ، ومعناه التنزيه والبراءة للّه من كل نقص .
وسئل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن معنى « سبحان اللّه » ؟ فقال : « تنزيه اللّه من كل سوء » ، فكأنه عند سماع الشيء لا يعجبه ، يسبّح للّه ، تذكيرا لنفسه بكماله تعالى ، وتنزيها له من كل نقص مقارنة بالبشر .
وأما تكبيره تعالى كقوله :وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ( 185 ) ( البقرة ) وهو أن نقول اللّه أكبر اللّه أكبر هكذا ، كما في ليلة الفطر ، وعند ذبح الأضحية ( الحج 37 ) ، مثل قوله :وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً( 111 ) ( الإسراء ) أي عظّمه عظمة تامة .
وأبلغ ما قاله العرب في معنى التعظيم والإجلال لفظة : « اللّه أكبر » ، أي أنه تعالى أكبر من كل شئ ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إذا بدأ في الصلاة يقولها .
* * *
1510 - ( المسلم يتوكل على اللّه )
التوكّل على اللّه : هو الاعتماد عليه ، والتفويض إليه ، والاكتفاء به ، وهو بخلاف التواكل : وهو أن يتّكل بعضنا على بعض ، ولا يفعل أىّ منا شيئا ، ولا يبذل جهدا ، وحقيقة التوكل : أن تأخذ بالأسباب ، وتدع النتائج إلى اللّه ، كقوله تعالى في الدعاء :رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ( 10 ) ( الشورى ) ، وقوله في أسباب التوكل :وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا( 89 ) ( الأعراف ) وقوله :وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ( 122 ) ( آل عمران ) ، وقوله :الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ( 42 ) ( النحل ) ، وقوله :إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ( 67 ) ( يوسف ) .وفي أسباب اختياره تعالى وكيلا قال :وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ( 58 ) ( الفرقان ) ، وقال :وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ( 217 ) ( الشعراء ) ، وقال :اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ( 62 ) ( الزمر ) ، فاللّه كل شئ في حياة المسلم وتفكيره ، فكان هو وكيله :وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا( 81 ) ( النساء ) ، ويبدو أن غير المسلمين لن يفهموا هذه الحقيقة ، أو أنهم سيظلون يكابرون ويصرّون على المكابرة وعلى الخطأ ، كما في حادث الطيّار المصري في الطائرة التي أسقطوها عمدا ، عندما قال : توكلت على اللّه » ففسّروا توكّله بأنه إقبال على الانتحار ! ! وحسبنا اللّه !
* * *
1511 - ( غضّ البصر والصوت واجب )
البصر هو الباب الأكبر إلى القلب ، وهو أرهف حاسة من حواس الإدراك للجمال ، ومدخل الشهوات ، فوجب التحذير منه ، وغضّه واجب عن جميع المحرّمات وما يخشى فتنته ، وفي الحديث : « إياكم والجلوس على الطرقات ، فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقّه » ، قالوا : وما حقّ الطريق يا رسول اللّه ؟ قال : « غضّ البصر ، وكفّ الأذى ، وردّ السلام ، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر » أخرجه البخاري .وكان الجلوس على الطرقات في القديم ، وهو الآن الوقوف على الطرقات ، وقال صلى اللّه عليه وسلم : « لا تتبع النظرة النظرة ، فإنما لك الأولى ، وليست لك الثانية » أخرجه أبو داود ، ويقال للذي ينظر إلى النساء البصّاص ، واللّحاظ . وتسمى النظرة الأولى نظرة الفجاءة .
وفي التنزيل :قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ ( 30 ) وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( 31 ) ( النور ) ، والغضّ : هو خفض الطرف استحياء وخزيا ، وغضّ الصوت من ذلك أيضا ، وهو عدم تكلّف رفع الصوت كقوله تعالى :وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ( 19 ) ( لقمان ) ، والقصد في المشي : هو التوسّط فيه ، وهو بين الإسراع والبطء ، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان أسوتنا في ذلك ، وتروى عائشة أنه كان إذا مشى أسرع ، أرادت بالسرعة أنها نوع المشي المرتفع عن دبيب التماوت ، والمشي المتكلّف كالتكلّف في الصوت ، وتشبّه الآية الصوت العالي بصوت الحمار وما أنكره ! فلما كان الجهر من مساوئ الأدب ذكر الحمار مثلا في الذمّ البليغ ، ويقال لصوته النهيق .
وهذه الآيات أدب من اللّه تعالى بترك الجهر بالصوت والتنظّر على الخلق ، وكلاهما يدرجان ضمن اضطرابات السلوك من أبواب الطب النفسي .
وحفظ الفرج : ستره ، والمراد ما لا يحل رؤيته من جسم المرأة ، والخطاب في الآيات عام للرجال وللنساء ، وفيها الحضّ على الغضّ من الأبصار عمّا لا يحلّ ، وفي ذلك قال صلى اللّه عليه وسلم : « فالعينان تزنيان وزناهما النظر . . » أخرجه مسلم ، وقال : « الغيرة من الإيمان والمذاء من النفاق » ، والمذاء ( بالكسر ) هو المخالطة بين الرجال والنساء ، والمذّاء ( بالفتح ) هو المخالط من الرجال أو النساء ، والمرأة مأمورة أن تغضّ بصرها كالرجل ، وأن لا تبدى زينتها إلا ما ظهر منها ، ولا تبدى من جسمها إلا ما ظهر منه ، وقيل هو الوجه والكفّان ، وذلك ليس انتقاصا من شأنها ، ولكنه إعلاء لقدرها ، وحفظ لها ، وإكرام لمكانتها ، فلا تنتهب بالأنظار ، ولا يغتال جسمها من حيث لا تدرى ، وزينة المرأة ظاهرة وباطنة ، فما ظهر مباح لكل الناس ، وما بطن لا يحل إبداؤه إلا لمن سمّاهم في الآية .
والخمار : واجب لتغطية الرأس والصدر ؛ والبعل : هو الزوج ، وله أن يرى كل زينة المرأة ، ولا يحل لامرأة مؤمنة أن تكشف بدنها بين غير المسلمات ، ولها أن تظهر على خادمتها والماشطة أو البلّانة .
وأما التابعون أولو الإربة من الرجال أو الطفل : فهؤلاء ذوو الحاجة من الأطفال والصبيان والشيوخ وليس لهم طاقة على التنظّر الجنسي .
* * *
1512 - ( أوصاف عباد الرحمن )
« عباد الرحمن » من مصطلحات القرآن ، وتأتى أوصافهم في سورة الفرقان ، في الآيات من 63 حتى 73 ، وهي اثنتا عشرة صفة تميزهم عن باقي المؤمنين ، وينسبون بها للرحمن ، قيل هو اسم اللّه الأعظم ، ووصفهم بأنهم « عباد الرحمن » ، وأنهم المتخلقون ، أي كرام الأخلاق ، فهم أولا :الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً( الفرقان 63 ) أي في قصد وتؤده ، وحسن سمت ، وحلم ، وتواضع ، وفي الحديث : « أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البرّ ليس في الإيضاع - أي سرعة السير » .وسرعة السير أو المشي تخل بالوقار ، والخير في التوسط ،
ونظير ذلك :وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ( 18 ) ( لقمان )، وكان الرسول يتكفّأ في مشيه؛
وثانيا :وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً( 63 ) ( الفرقان ) ، وكان عليه الصلاة والسلام يقف على أندية أعدائه ويدانيهم ويحييهم ولا يداهنهم ؛
وثالثا :وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً( 64 ) ( الفرقان ) ؛
ورابعا :وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً ( 65 ) إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً( 66 ) ( الفرقان ) فمع طاعتهم يشفقون على أنفسهم ، ويخافون ، ويدعون ربّهم سجودا وقياما ؛
وخامسا :وَالَّذِينَ إِذا * أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً( 67 ) ( الفرقان ) ، والإسراف : ما كان في غير طاعة اللّه ، والإقتار : هو الإمساك عن طاعة اللّه ، والقوام : هو الإنفاق في طاعة اللّه ، وهو في كل مسلم بحسب عياله وحاله ، وخفة ظهره وصبره وجلده على الكسب ، وخير الأمور أوساطها ، ونظير ذلك الآية :لا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ( 29 ) ( الإسراء ) ؛
وسادسا وسابعا وثامنا :وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً ( 68 ) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً ( 69 ) إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ( الفرقان ) ، وهذه الصفات الثمانية صفات تحلّى ، وبدأ بها تشريفا لهم ، ثم أعقبها بصفات التخلّى تبعيدا لها ؛
وتاسعا وعاشرا :وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً( 72 ) ( الفرقان ) ، والزور هو الكذب ، وأعظمه الشرك وتعظيم الأنداد ؛ واللغو : كل سقط من قول أو فعل ؛
وحادي عشر :وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً( 73 ) ( الفرقان ) يعنى لم يعرضوا عنها ؛
وثاني عشر :وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً( 74 ) ( الفرقان )
فهذه الصفات الاثنتى عشرة تجعلهم من مصاف المؤمنين أخلاقا ، ولذا قال تعالى فيهم :أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً ( 75 ) خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً( 76 ) ( الفرقان ) ، والغرفة هي الدرجة الرفيعة ، وأعلى منازل الجنة وأفضلها ، كما قال :هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ( 60 ) ( الرحمن ) .
* * *
1513 - ( لا تبتذل اليمين في كل حقّ وباطل )
في حديث الإفك لمّا أشاع مسطح أكاذيبه عن عائشة ، حلف أبو بكر ألا ينفق عليه - وكان يساعده في معيشته ، فنزلت الآية :وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ( 224 ) ( البقرة ) ، تنهى أن يحلف الناس ألّا يصلوا أرحامهم ، ولا يتصدّقوا ، ولا يصلحوا ، وأشباه ذلك ، ونزلت :وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ( 89 ) ( المائدة ) تنهى الذي يستكثر من اليمين ، وذمة اللّه تعالى فقال :وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ( 10 ) ( القلم ) .والأيمان جمع يمين ، واليمين الحلف وفي اليمين اللغو نزلت الآية :لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ( 225 ) ( البقرة ) ، واللغو : مصدر لغا يلغو ويلغى ، وفي الحديث : « إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت » أخرجه الشيخان .
واليمين اللغو : هو القول في الكلام العادي : لا واللّه ؛ وبلى واللّه ، دون قصد لليمين ولا يعتقدها ، ولا يريدها .
وفي قول عائشة : « أيمان اللغو في المراء والهزل والمزاحة ، وفي الحديث الذي لا ينعقد عليه القلب » .
واللغو ما يحلف على الظن فيكون بخلافه ، والرجل إذا حلف على الشيء لا يظن إلا أنه إياه ، فإذا ليس هو ، فهو اللغو ، وليس فيه كفّارة .
وإنما الكفّارة على من حلف ألا يفعل الشيء المباح له فعله ثم لم يفعله .
وقيل لغو اليمين هي أن تحلف وأنت غضبان . وفي الحديث : « من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليتركها ، فإنّ تركها كفّارتها » أخرجه ابن ماجة .
وقيل : لغو اليمين دعاء الرجل على نفسه . ويمين المكره بمثابة يمين لغو . وقوله :وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ( البقرة 225 ) مثل قوله :وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ( 89 ) ( المائدة ) .
* * *
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع
الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
1513 - ( لا تبتذل اليمين في كل حقّ وباطل )
في حديث الإفك لمّا أشاع مسطح أكاذيبه عن عائشة ، حلف أبو بكر ألا ينفق عليه - وكان يساعده في معيشته ، فنزلت الآية :وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ( 224 ) ( البقرة ) ، تنهى أن يحلف الناس ألّا يصلوا أرحامهم ، ولا يتصدّقوا ، ولا يصلحوا ، وأشباه ذلك ، ونزلت :وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ( 89 ) ( المائدة ) تنهى الذي يستكثر من اليمين ، وذمة اللّه تعالى فقال :وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ( 10 ) ( القلم ) .والأيمان جمع يمين ، واليمين الحلف وفي اليمين اللغو نزلت الآية :لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ( 225 ) ( البقرة ) ، واللغو : مصدر لغا يلغو ويلغى ، وفي الحديث : « إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت » أخرجه الشيخان .
واليمين اللغو : هو القول في الكلام العادي : لا واللّه ؛ وبلى واللّه ، دون قصد لليمين ولا يعتقدها ، ولا يريدها .
وفي قول عائشة : « أيمان اللغو في المراء والهزل والمزاحة ، وفي الحديث الذي لا ينعقد عليه القلب » .
واللغو ما يحلف على الظن فيكون بخلافه ، والرجل إذا حلف على الشيء لا يظن إلا أنه إياه ، فإذا ليس هو ، فهو اللغو ، وليس فيه كفّارة . وإنما الكفّارة على من حلف ألا يفعل الشيء المباح له فعله ثم لم يفعله . وقيل لغو اليمين هي أن تحلف وأنت غضبان .
وفي الحديث : « من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليتركها ، فإنّ تركها كفّارتها » أخرجه ابن ماجة .
وقيل : لغو اليمين دعاء الرجل على نفسه . ويمين المكره بمثابة يمين لغو .
وقوله :وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ( البقرة 225 ) مثل قوله :وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ( 89 ) ( المائدة ) .
* * *
1514 - ( أقسام الأيمان )
الأيمان : من اليمن وهو البركة ، سمّاها اللّه تعالى بذلك لأنها تحفظ الحقوق . وفي الآية :لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ( 89 ) ( المائدة ) أن اليمين قسمان : لغو ، ويمين كفّارة أو منعقدة ؛وقيل : الأيمان على أربعة أقسام : قسمان فيهما كفّارة ، وقسمان لا كفّارة فيهما ، فاليمينان اللذان يكفّران : الرجل يحلف واللّه ما فعلت كذا وكذا وقد فعل ، والرجل يحلف لقد فعلت كذا وكذا ولم يفعله . واليمين المنعقدة : هي عقد القلب في المستقبل ألا يفعل ففعل ، أو ليفعلن فلا يفعل ، فهذه هي التي تحلّها الكفّارة . وقوله :يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَمعناه : بما تعمدتم ، والتعمّد يقتضى التكرار ، غير أنه في الحديث : « إني واللّه إن شاء اللّه لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وكفّرت عن يميني » فإنه يوجب كفارة اليمين الواحدة .
واليمين الغموس : هي يمين مكر وخديعة وكذب ، فلا تنعقد ، ولا كفّارة فيها . وفي الحديث عن الكبائر قال صلى اللّه عليه وسلم أنها : « الإشراك باللّه » ، قيل : ثم ما ذا ؟ قال : « عقوق الوالدين » ، قيل : ثم ما ذا ؟ قال : « اليمين الغموس » ، وسئل : وما اليمين الغموس ؟ قال :
« التي يقتطع بها مال امرئ مسلم ، هو فيها كاذب » ، وقال : « من اقتطع حقّ امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب اللّه له النار وحرّم عليه الجنة » ، وقال له رجل : « وإن كان شيئا يسيرا يا رسول اللّه ؟
قال : « وإن كان قضيبا من أراك » ، أو قال : « من حلف على يمين صبر ( أي ألزم بها وحبس عليها ) يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر ، لقى اللّه وهو عليه غضبان » ، فنزلت :إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلًا( 77 ) ( آل عمران ) ، فاليمين الغموس إذن هي : أن يستخف الحالف باليمين باللّه ، ويحلف كذبا ، ليستحل بذلك مال الغير . وسميت اليمين الغموس غموسا ، لأنها تغمس صاحبها في النار .
والمحلوف به هو اللّه وأسماؤه الحسنى وسائر صفاته ، كأن يقال : وعزة اللّه ، وجلال اللّه ، وحقّ اللّه إلخ . وقد يحلف الحالف بالقرآن ، أو بالمصحف ، أو بأبويه ، أو بالكعبة ، أو بالنبىّ ، وقيل : لا تنعقد اليمين بغير اللّه تعالى وأسمائه وصفاته .
والكفّارة إنما لرفع الإثم ، وهي على التخيير ، إمّا إطعام عشرة مساكين مما يطعمه الحالف ، أو كسوتهم ، أو تحرير رقبة ، أو صيام ثلاثة أيام ، ويجزئ أن تعطيهم قيمة ذلك ، لأن الغرض سدّ الخلّة ورفع الحاجة ، ولا يهم أن تعطى الكفارة لذمّى أو لمسلم طالما هو مسكين .
وفي الحديث : « اليمين على نية المستحلف » ، فمن يحلف في حق عليه واستثنى في يمينه لم ينفعه ذلك ، لأن النية نية المحلوف له ، وفي الحديث : « يمينك على ما يصدقك عليه صاحبك » .
وأما صيام الكفّارة فيمكن أن يكون متتابعا أو متفرقا ، وعموما فمن يحلف على خير ، فكفّارته على هذا الخير ، ومن يحلف على شرّ ، فكفّارته أن لا يفعل الشر .
* * *
1515 - ( النجوى التي لا خير فيها )
النجوى هي السرّ بين اثنين ، تقول : ناجيت فلانا مناجاة ، وفي قوله تعالى :لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ( 114 ) ( النساء ) ، ميّز بين النجوى في الشر والنجوى في الخير ، وقصر الثانية على ثلاثة أشياء : الأمر بالصدقة ، أو الأمر بالمعروف ، أو الإصلاح بين الناس ، وكل ذلك من « المعروف » وفي الحديث : « كل معروف صدقة » . وقيل : المعروف لا يتم إلا بثلاث خصال : تعجيله ، وتصغيره ، وستره ، فإذا عجلته هنأته ، وإذا صغّرته عظّمته ، وإذا سترته أتممته . * * *
1516 - ( البغض ليس مدعاة للاعتداء )
في الحديث : « ولا تخن من خانك » ، وفي الآية :وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ أَنْ تَعْتَدُوا( 2 ) ( المائدة ) ، يعنى لا يحملنكم بغض بعض الناس أن تعتدوا الحق إلى الباطل ، والعدل إلى الظلم . والشنآن : هو البغض . * * *
1517 - ( تعاون المسلمين على البرّ والتقوى )
ينهى اللّه تعالى عن الإثم والعدوان ويأمر بأن نتعاون على البرّ والتقوى ، ونتحاثّ على ما أمر ونعمل به ، وأن ننتهى عمّا نهى عنه ونمتنع ، وفي الحديث : « الدّال على الخير كفاعله » أخرجه الطبراني في الكبير ، وقيل : الدّال على الشر كصانعه .والبرّ والتقوى بمعنى ، وكل برّ تقوى ، وكل تقوى برّ ، والبرّ يتناول الواجب والمندوب إليه ، والتقوى رعاية الواجب ، وفي التقوى رضا اللّه ، وفي البرّ رضى الناس ، وبالجمع بين الاثنين تتم السعادة وتعمّ النعمة . والعالم عندما يتعاون على البرّ فبعلمه ، والغنىّ بماله ، والقوىّ بقوته ، ليكون المسلمون جميعا متظاهرين كاليد الواحدة كقوله صلى اللّه عليه وسلم : « المؤمنون تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم » . والمعتدى من المسلمين لا ينصر ، ويردّ عما هو عليه ، ويعرض عنه .
* * *
1518 - ( واجب المسلم الصلح بين الناس )
الصلح نقيض الخصام ، والصلح هو السلم ، وهو اسم من المصالحة ، فيقال : هم لنا صلح أي مصالحون ؛ وعند أرباب السياسة الصلح هو رفع الحرب على شروط تعرف بشروط الصلح . وقوله تعالى :الصُّلْحُ خَيْرٌ( 128 ) ( النساء ) عام مطلق يقتضى الصلح الحقيقي الذي تسكن إليه النفوس ويزول به الخلاف ، وهو خير على الإطلاق .والصلح أقسام : منها صلح المسلم مع الكافر ، والصلح بين الزوجين ، والصلح بين الفئة الباغية والعادلة ، والصلح في المعاملات كالعفو على المال ، والصلح لقطع الخصومات القضائية . وقوله تعالى :إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ( 114 ) ( النساء ) عام في الدماء والأموال والأعراض ، وفي كل شئ يقع التداعى والاختلاف فيه بين الناس ، وفي كل كلام يراد به وجه اللّه .
وفي الخبر : « كلام ابن آدم كله عليه لا له ، إلا ما كان من أمر بمعروف ، أو نهىّ عن منكر ، أو ذكر للّه تعالى » . وردّ الخصوم من الإصلاح بين الناس ، وفي الحديث : « ألا أدلك على صدقة يحبّها اللّه ورسوله ؟ تصلح بين الناس إذا تفاسدوا ، وتقرّب بينهم إذا تباعدوا » ، وفي التنزيل :فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ( 1 ) ( الأنفال ) .
والصلح بين الناس من البرّ والتقوى، كقوله :أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ( 224 ) ( البقرة ).
والصلح بين المؤمنين من أعلى مراتب البرّ ، والمؤمنون إخوة ، وأخوّتهم أخوّة دين وليست أخوّة نسب ، وأخوة الدين أثبت من أخوة النسب : « فأصلحوا بين أخويكم » يريد بالأخوين أفراد المؤمنين أو جماعاتهم ، والبغى بينهم لا يزيل أخوّتهم ، ولمّا سئل علىّ عن أهل الجمل وصفّين : أمشركون هم ؟ قال : لا ، إخواننا بغوا علينا .
والكذب قد يعقد صلحا ، والرسول صلى اللّه عليه وسلم حذّر من الكذّاب يريد الإصلاح بين الناس ، فقال : « ليس الكذّاب الذي يصلح بين الناس فينمى خيرا ( أي ينقل الحديث على وجه الإصلاح وطلب الخير ) أو يقول خيرا » . ويذهب بعض أهل الحكمة من المسلمين إلى جواز الكذب بقصد الإصلاح ، وقالوا : الكذب المذموم هو الذي يزيد الخصومة ولا يصلح بين الخصوم ، ولا يجوز الكذب مطلقا لا لصلح ولا لغيره .
وقالت جماعة : الكذب مباح للإصلاح بين الرجل وامرأته ، وفي الحرب ، وعند الاضطرار ، كما لو قصد ظالم قتل رجل وهو مختف عنده ، فله أن ينفى كونه عنده ويحلف على ذلك ولا يأثم .
ولو اصطلح الخصوم على صلح جور فالصلح مردود ، وفي الحديث : « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو ردّ » ومعناه : أن من يخترع في الدين ما لا يشهد له أصل من أصوله فلا يلتفت إليه ، والحديث يصلح أن يسمى نصف أدلة الشرع ، وفيه : ردّ المحدثات ، وأن الصلح الفاسد منتقض .
وصلح المسلمين مع غير المسلمين جائز ، وكذلك الصلح على الدّية ، والصلح بالدّين .
* * *
انتهى الباب الرابع عشر بحمد اللّه وبعونه ويبدأ إن شاء اللّه الباب الخامس عشر عن الإسلام الحربي
* * *
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع

» الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1651 إلى 1680 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1651 إلى 1680 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» الحكم العطائيّة الصغرى للشّيخ تاج الدّين أبى الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الكريم ابن عطاء اللّه السّكندري المتوفى 709 هـ
» الحكم العطائيّة الكبرى للشّيخ تاج الدّين أبى الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الكريم ابن عطاء اللّه السّكندري المتوفى 709 هـ
» الحكم العطائية من 21 الى 30 كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» الحكم العطائية من 11 الى 20 كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» الحكم العطائية من 01 الى 10 كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» المقدمة لكتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2313 إلى 2413 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2351 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2312 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2265 إلى 2281 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2249 إلى 2264 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2211 إلى 2248 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات أولا الإسلام السياسي من 2168 إلى 2210 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب ثانيا الطعام والشراب من 2049 إلى 2083 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات الحادي عشر الذكر والتسبيح والدعاء من 1961 إلى 2001 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات تاسعا صلاة الجمعة من 1903 إلى 1920 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات ثامنا الصلاة من 1826 إلى 1902 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات أولا الوضوء والاغتسال من 1794 إلى 1825 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني "53" المجلس الثالث والخمسون من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سابعا العدّة من 1782 إلى 1793 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سادسا الطلاق من 1744 إلى 1781 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي خامسا الأسرة من 1739 إلى 1743 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي رابعا الأولاد من 1734 إلى 1738 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثالثا الحمل والولادة والرضاع والفطام والحضانة من 1722 إلى 1733 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1681 إلى 1721 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1651 إلى 1680 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1623 إلى 1650 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس عشر الإسلام والحرب من 1547 إلى 1597 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1312 إلى 1342 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1146 إلى 1278 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1190 إلى 1220 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1152 إلى 1189 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1130 إلى 1151 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1126 إلى 1129 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1076 إلى 1125 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1035 إلى 1044 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1026 إلى 1034 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1015 إلى 1017 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 981 الى 1011 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 961 الى 980 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 948 الى 960 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 941 الى 947 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 911 الى 940 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 881 الى 910 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 851 الى 880 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 831 الى 850 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 801 الى 830 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 771 الى 800 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 741 الى 770 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 721 الى 740 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 697 الى 720 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 661 الى 680 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 641 الى 660 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 621 الى 640 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 601 الى 610 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 591 الى 600 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 582 الى 590 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 541 الى 560 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 527 الى 540 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 511 الى 526 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 491 الى 510 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 471 الى 490 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 451 الى 470 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 421 الى 430 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 408 الى 420 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 381 الى 407 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 361 الى 380 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 341 الى 360 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 321 الى 340 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 299 الى 320 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 281 الى 298 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 261 الى 280 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 241 الى 260 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني