اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح الشيخ الدكتور عاصم إبراهيم الكيالي
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyأمس في 22:15 من طرف عبدالله المسافر

» فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 30 نوفمبر 2023 - 20:07 من طرف عبدالله المسافر

»  فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 30 نوفمبر 2023 - 20:07 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2313 إلى 2413 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 30 نوفمبر 2023 - 1:10 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2351 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 29 نوفمبر 2023 - 20:40 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2312 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 29 نوفمبر 2023 - 0:56 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2265 إلى 2281 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 28 نوفمبر 2023 - 0:13 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2249 إلى 2264 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 27 نوفمبر 2023 - 23:54 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2211 إلى 2248 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 27 نوفمبر 2023 - 0:32 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات أولا الإسلام السياسي من 2168 إلى 2210 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 26 نوفمبر 2023 - 11:48 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 25 نوفمبر 2023 - 23:59 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب ثانيا الطعام والشراب من 2049 إلى 2083 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 25 نوفمبر 2023 - 16:10 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 25 نوفمبر 2023 - 0:40 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر العبادات الحادي عشر الذكر والتسبيح والدعاء من 1961 إلى 2001 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 24 نوفمبر 2023 - 22:59 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 24 نوفمبر 2023 - 22:35 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر العبادات تاسعا صلاة الجمعة من 1903 إلى 1920 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 24 نوفمبر 2023 - 2:05 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر العبادات ثامنا الصلاة من 1826 إلى 1902 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 23 نوفمبر 2023 - 1:09 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر العبادات أولا الوضوء والاغتسال من 1794 إلى 1825 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 17:54 من طرف عبدالله المسافر

» كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني "53" المجلس الثالث والخمسون من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 0:53 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سابعا العدّة من 1782 إلى 1793 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 0:48 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سادسا الطلاق من 1744 إلى 1781 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 21 نوفمبر 2023 - 19:29 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي خامسا الأسرة من 1739 إلى 1743 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 21 نوفمبر 2023 - 19:05 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي رابعا الأولاد من 1734 إلى 1738 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 21 نوفمبر 2023 - 10:37 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثالثا الحمل والولادة والرضاع والفطام والحضانة من 1722 إلى 1733 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 20 نوفمبر 2023 - 23:21 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1681 إلى 1721 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 19 نوفمبر 2023 - 7:33 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1651 إلى 1680 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 19 نوفمبر 2023 - 1:17 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1623 إلى 1650 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 18 نوفمبر 2023 - 17:41 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 17 نوفمبر 2023 - 21:34 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب الخامس عشر الإسلام والحرب من 1547 إلى 1597 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 17 نوفمبر 2023 - 14:27 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 16 نوفمبر 2023 - 18:25 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 16 نوفمبر 2023 - 2:40 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 16 نوفمبر 2023 - 1:12 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 15 نوفمبر 2023 - 10:56 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 18:27 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 9:39 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 13 نوفمبر 2023 - 14:20 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 12 نوفمبر 2023 - 22:48 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 12 نوفمبر 2023 - 13:01 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1312 إلى 1342 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 12 نوفمبر 2023 - 0:53 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 11 نوفمبر 2023 - 14:21 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1146 إلى 1278 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 10 نوفمبر 2023 - 21:00 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 9 نوفمبر 2023 - 21:24 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1190 إلى 1220 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 9 نوفمبر 2023 - 13:16 من طرف عبدالله المسافر

» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1152 إلى 1189 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 9 نوفمبر 2023 - 9:11 من طرف عبدالله المسافر

» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1130 إلى 1151 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 8 نوفمبر 2023 - 16:26 من طرف عبدالله المسافر

» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1126 إلى 1129 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 8 نوفمبر 2023 - 9:40 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1076 إلى 1125 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 7 نوفمبر 2023 - 23:58 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 7 نوفمبر 2023 - 10:57 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 6 نوفمبر 2023 - 20:19 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1035 إلى 1044 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 6 نوفمبر 2023 - 0:34 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1026 إلى 1034 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 4 نوفمبر 2023 - 18:29 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 3 نوفمبر 2023 - 13:24 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1015 إلى 1017 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 2 نوفمبر 2023 - 14:48 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 2 نوفمبر 2023 - 1:08 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 981 الى 1011 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 31 أكتوبر 2023 - 11:46 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 961 الى 980 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 30 أكتوبر 2023 - 2:02 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 948 الى 960 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 29 أكتوبر 2023 - 1:55 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 941 الى 947 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 27 أكتوبر 2023 - 20:31 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 911 الى 940 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 26 أكتوبر 2023 - 10:07 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 881 الى 910 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 25 أكتوبر 2023 - 12:48 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 851 الى 880 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 24 أكتوبر 2023 - 15:33 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 831 الى 850 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 23 أكتوبر 2023 - 22:04 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 801 الى 830 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 22 أكتوبر 2023 - 16:03 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 771 الى 800 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 21 أكتوبر 2023 - 18:19 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 741 الى 770 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 20 أكتوبر 2023 - 10:31 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 721 الى 740 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 19 أكتوبر 2023 - 15:04 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 697 الى 720 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 18 أكتوبر 2023 - 21:23 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 17 أكتوبر 2023 - 22:39 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 661 الى 680 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 17 أكتوبر 2023 - 19:13 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 641 الى 660 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 17 أكتوبر 2023 - 1:09 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 621 الى 640 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023 - 11:43 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 14 أكتوبر 2023 - 21:15 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 601 الى 610 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 13 أكتوبر 2023 - 9:22 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 591 الى 600 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 12 أكتوبر 2023 - 15:46 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 582 الى 590 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 12 أكتوبر 2023 - 0:40 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 10 أكتوبر 2023 - 20:42 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 541 الى 560 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 9 أكتوبر 2023 - 9:42 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 527 الى 540 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 8 أكتوبر 2023 - 16:33 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 511 الى 526 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 6 أكتوبر 2023 - 9:34 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 491 الى 510 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 5 أكتوبر 2023 - 22:31 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 471 الى 490 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 4 أكتوبر 2023 - 22:07 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 451 الى 470 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 3 أكتوبر 2023 - 20:32 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 2 أكتوبر 2023 - 19:50 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 421 الى 430 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 30 سبتمبر 2023 - 23:03 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 408 الى 420 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 30 سبتمبر 2023 - 21:32 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 381 الى 407 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 29 سبتمبر 2023 - 15:08 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 361 الى 380 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 28 سبتمبر 2023 - 8:51 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 341 الى 360 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 27 سبتمبر 2023 - 20:10 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 321 الى 340 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 26 سبتمبر 2023 - 21:49 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 299 الى 320 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 25 سبتمبر 2023 - 17:37 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 281 الى 298 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 24 سبتمبر 2023 - 16:27 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 261 الى 280 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 24 سبتمبر 2023 - 1:37 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 241 الى 260 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 22 سبتمبر 2023 - 14:57 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 21 سبتمبر 2023 - 15:41 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 201 الى 220 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 20 سبتمبر 2023 - 22:03 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 179 الى 200 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 20 سبتمبر 2023 - 0:04 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الأول القرآن من 161 الى 178 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 18 سبتمبر 2023 - 21:43 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الأول القرآن من 141 الى 160 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 18 سبتمبر 2023 - 19:53 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 17 سبتمبر 2023 - 19:42 من طرف عبدالله المسافر

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

11112023

مُساهمة 

الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني Empty الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني




الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 2  د. عبد المنعم الحفني

1279 - ( ملك الموت )

عزرائيل هو ملك الموت الموكول به البشر حين انقضاء الأجل ، كقوله تعالى :قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ( السجدة 11 ) ، والاسم عزرائيل هو اسم الوظيفة التي يشغلها ، وقيل هو اسم توقيفى ، وقال آخرون هم اسم سريانى الأصل ، ويتكون من مقطعين ، الأول عزرا ويعنى المعاون ، وإيل أي الرّب ، فهو معاون الربّ ، ويرد معناه خطأ في كتب التفسير العربية « عبد اللّه » ، والمقابل لعبد اللّه بالعبرية هو إسرائيل ، وليس عزرائيل . وفي الحديث أن : « البهائم كلها يتوفى اللّه أرواحها دون ملك الموت » ، يعنى أنها تعدم الحياة ولا تفتضّ لها أرواح .
وقيل : كل حىّ له روح ، وجاء من روح ، وعزرائيل موكول به قبض الأرواح سواء للبشر أو لغيرهم . ويبدو أن اصطلاح « عزرائيل » يعنى المؤسسة الربّانية الموكول بها قبض الأرواح ، لأنه في الآية :اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها( الزمر 42 ) ، أن الموت بيد اللّه ولكنه بحسب الآية السابقة :يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ( السجدة 11 ) فإن عزرائيل هو الموكول بذلك من اللّه ، فما من نفس إلا ويقبضها بأمره .
والأنفس هي الأرواح . وكذلك في الآية :وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ( الأنفال 50 ) ، والآية :تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا( الأنعام 61 ) ، أن الملائكة أو رسل اللّه تعالى يعاونون في هذه المهمة ، فكأننا فعلا إزاء مؤسسة ، وبذلك يستقيم المعنى وتتوافق الآيات ، فلما كان ملك الموت يتولى ذلك بالوساطة والمباشرة ، أضيف التوفّى إليه ، ثم إلى الملائكة ، والناس مع ذلك إذا ذكرت الموت لا ينسبونه إلى عزرائيل ، ولا إلى الملائكة ، ويكتفون بذكر أسباب الوفاة من مرض أو غيره ، ولا يذكرون عزرائيل بسوء .

   * * *

1280 - ( الموتة الأولى )

الموت يجرى على الخلق مرة واحدة ، كقوله تعالى :لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى( الدخان 56 ) ، لأنه بعد البعث فلا موت وإنما حياة أبدية ، ومن جعل الحياة بأجل قادر على أن يجعلها أبدية ، وإذن فلا موت إلا موتة الدنيا ، وهي الموتة الأولى والأخيرة ، على الاستثناء المنقطع ، وإلّا بمعنى سوى . والموت عرض لا يذاق وإنما جعلته الآية كالطعام الذي يكره ذوقه ، واستعير فيه لفظ الذوق .
والمنكرون للبعث يقولون ببرهان الموت لنفى البعث ، كقوله تعالى :إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ( الدخان 35 ) ، وعندهم أن الموت نهاية للحياة ولا حياة بعد هذه الحياة ، ومن القائلين بذلك الماديون وأخصّهم ماركس ، والليبراليون والعلمانيون والوجوديون ، ومن أقوال هايدجر في كتابه : « الوجود والزمان » ، والدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه « الزمان الوجودي » : أنه لا وجود خارج هذا الزمان ، وأن الموت هو خاتمة الحياة ، ونهاية كل موجود ، وبعد ذلك العدم !
   * * *

1281 - ( الموت موتتان والحياة حياتان )

في الآية :قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ( غافر 11 ) ، وفي الآية الأخرى :لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى( الدخان 56 ) ، أن هناك رأيين أو جماعتين إزاء الموت ، فالجماعة الأولى قالوا إن الموت موتتان ، والجماعة الثانية أكدوا أنه لا توجد إلا موتة واحدة ، فأيهما صحيح ؟ فأما الجماعة الأولى فقولهم فيه تجاوز ، وهؤلاء هم أهل الفكر ، يعتبرون أن العدم موت ، فقبل أن تكون لنا الحياة في الدنيا كنا موتى وإن كنا موجودين بالإمكان ، إلا أننا لم نوجد بالفعل إلا في الحياة الدنيا ، وإذن فقبل الحياة الدنيا كانت حياة أولى هي حياة الإمكان ، ولم يكن ثمة موت ، وفي الحياة الدنيا كانت الموتة الأولى ولم يكن بعدها ثمة حياة ؛ وأما الجماعة الثانية فإنه مع البعث كانت الحياة الثانية ، ولكنها بالنسبة للمغضوب عليهم والضالين والمنكرين والمبطلين والملحدين ليست كالحياة ، وإنما هي موت في الحياة ، فهم في النار موتى وإن كانوا أحياء ، وكذلك الكفرة في الحياة الدنيا موتى وهم أحياء ، ثم هم موتى بالفعل من هول العذاب في النار في الآخرة ، بينما المستضعفون والمضطهدون أحياء في الدنيا وإن كانت معيشتهم معيشة الموتى ، وهم في الآخرة أحياء بالفعل بما ينعمون من خيرات في الجنة .
وقيل : الموت موتتان ، لأنهم أميتوا في الدنيا ثم أحياهم في القبور للمسألة ، ثم أميتوا ، ثم أحيوا في الآخرة ، فهاتان موتتان وحياتان .
وقيل كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم ، ثم أحياهم بالخلق ، ثم أماتهم موتة الدنيا ، ثم أحياهم للبعث والقيامة ، فهاتان حياتان وموتتان .
وقيل خلقهم في ظهر آدم ، ثم أخرجهم وأحياهم وأخذ عليهم الميثاق ثم أماتهم ، ثم أحياهم في الدنيا ثم أماتهم .
وقيل أحياهم في الدنيا ثم أماتهم ، ثم يحيهم يوم القيامة ، ثم إنهم يطلبون أن يحييهم للدنيا مرة أخرى ، فيعملون صالحا ، ثم يميتهم ، فهاتان الحياتان والموتتان .

   * * *

1282 - ( الموت ثلاث موتات )

في الآية :وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ( البقرة 28 ) أن الموت موتتان والحياة حياتان ، واختلفوا في ترتيب هاتين الموتتين والحياتين ، وكم من موتة وحياة للإنسان ؟ فقالوا كان الناس معدومين قبل أن يخلقوا فأحياهم - أي خلقهم ، ثم يميتهم عند انقضاء آجالهم ، ثم يحييهم يوم القيامة . وقيل : كان الناس أمواتا في ظهر آدم ، ثم أخرجهم من ظهره كالذّر ، ثم يميتهم موتة الدنيا ، ثم يبعثهم .
وقيل : كان الناس أمواتا - أي نطفا في أصلاب الرجال وأرحام النساء - ثم نقلهم من الأرحام فأحياهم ، ثم يميتهم بعد هذه الحياة ، ثم يحييهم في القبر للمسألة ، ثم يميتهم في القبر ، ثم يحييهم حياة النشر إلى الحشر ، وهي الحياة التي ليس بعدها موت .

فكأنها بحسب هذه التأويلات ثلاث موتات ، وثلاث إحياءات . وكونهم موتى في ظهر آدم ، وإخراجهم من ظهره والشهادة عليهم ثم موتهم ، غير كونهم نطفا في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، فعلى هذ تكون موتاتهم أربع موتات ، وتكون إحياءاتهم أربع إحياءات .
وقيل المعنى خلاف ذلك تماما : وكنتم أمواتا بالخمول فأحياكم بأن ذكرتم وشرّفتهم بهذا الدين وبالنبىّ الذي جاءكم ، ثم يميتكم فيموت ذكركم ، ثم يحييكم للبعث . والقول الأول هو المراد بالآية .
   * * *

1283 - ( الموت حتم )

قال الشاعر :ومن لم يمت عبطة يمت هرما * للموت كأس والمرء ذائقها
وقال آخر :الموت باب وكل الناس داخله * فليت شعري بعد الباب ما الدار 
فالموت حتم ، كقوله تعالى :كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ( آل عمران 185 ) ، ولكن الموت يكون بأجل ، كقوله :وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا( آل عمران 145 ) ، والآجال مجهولة ، كقوله :وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ( لقمان 34 ) . وللموت أسباب وأمارات ، وفي الحديث : « المؤمن يموت بعرق الجبين » أخرجه النسائي ، يعنى الموت غالبا عسر ، والمسلم إذا احتضر وجب أن يلقّن الشهادة ، لقوله صلى اللّه عليه وسلم : « لقّنوا موتاكم لا إله إلا اللّه » أخرجه مسلم ، فيختم له بها ، فإذا قضى ارتفعت عنه العبادات ، وزال التكليف ، وتوجّبت على الأحياء أحكام ، منها تغميض العينين ، وإعلام إخوانه الصلحاء بموته ، والأخذ في تجهيزه بالغسل والدفن لئلا يسرع إليه التغيير .
وفي الحديث : « عجّلوا بدفن جيفتكم » ، و « أسرعوا بالجنازة » . والغسل سنة حاشا الشهيد ، وقيل : غسل الشهيد واجب ، وفي الحديث « اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن ذلك » ، ولا يجاوز الغسل السبع غسلات ، فإن خرج منه شئ بعد ، يغسل موضعه وحده . والتكفين واجب على أهله ، أو على جماعة 
المسلمين ، والمستحب منه البياض ، ولا إسراف فإنه للمهلة - أي للتلف .
والمشي في الجنازة دون الخبب ، أي العدو ، وإن يكن خيرا يعجّل بالجنازة ، والعجلة أحبّ من الإبطاء ؛ والصلاة عليه واجبه على الكفاية ؛ ودفنه في التراب ودسّه وستره واجب ، كقوله تعالى :فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ( المائدة 31 ) .
فهذه جملة من أحكام الموتى ، وفي الحديث : « لا تسبّوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدّموا » أخرجه مسلم ، « ولا تذكروا هلكاكم إلا بخير » .

   * * *

1284 - ( أجل الموت )

* الآية :وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتاباً مُؤَجَّلًا( آل عمران 145 ) إعلام بأن الموت لا بدّ منه ، وأنه ما من إنسان يحين أجله إلا وميت لا محالة ، والآية فيها حض على الجهاد ، لأنه طالما أنه لا موت إلا بإذن اللّه فلا خوف أن نقتل في الجهاد .
والمؤجل يعنى إلى أجله ، وبإذن اللّه أي بقضائه وقدره ، و « أجل الموت » هو الوقت الذي في معلوم اللّه ، و « أجل الموت » هو أن تفارق الروح الجسد ، فمتى فارقته علمنا أن ذلك أجله . ولا يصحّ أن يقال لو لم يقتل ، أو لو لم يمرض ، لعاش !

   * * *

1285 - ( الصبر عن الميت )

الصبر عن الميت ترك الجزع ، كقوله تعالى :الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ( 156 ) أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ( البقرة 156 ) ، وقوله :وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ( البقرة 45 ) .
ومن أسرار الصلاة أنها تعين على الصبر لما فيها من الذكر والدعاء والخضوع ، وكان الرسول صلى اللّه عليه وسلم إذا حزبه أمر صلّى .
والصبر منع النفس محابّها وكفّها عن هواها ، ويقال لمن لم يجزع « صابر » لكفّه نفسه . وفي الحديث : « الصبر عند الصدمة الأولى » . ولما مات إبراهيم ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : « إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضى ربّنا ، وإنّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون » .

* * * 
1286 - ( الميّت )
الميّت والميت : هو الذي فارق الحياة ، أو الذي ما تزال به حياة ولكنه في حكم الميّت ، والجمع أموات ، وموتى . والموت مقدور ولا فرار منه ، كقوله تعالى :إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ( الزمر 30 ) ، وقوله :نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ( الواقعة 60 ) ، وقوله :كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ( العنكبوت 57 ) ، فالموت حق ، وله آداب ، فيستحب للمحتضر أن يليه أرفق أهله به ، وأتقاهم لربّه ، ليذكّره بربّه ، وبالتوبة ، والخروج من المظالم ، وبالوصية ، وإذا رآه منزولا به تعهد بل حلقه بتقطير الماء أو شراب فيه ، ويندّى شفتيه بقطنة ، ويستقبل به القبلة ، ويلقّنه قول « لا إله إلا اللّه » . ويقرأ الأهل عند الميّت « سورة يس » ليخفّف عنه ، وفاتحة الكتاب . وإذا تيقّن موته وجّه إلى القبلة ، وغمّضت عيناه ، وشدّ لحياه بعصابة عريضة تربط من فوق رأسه لئلا يسترخى فكّه ، ويقول الذي يقوم بذلك : « باسم اللّه ، وعلى وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم » . ويكره للحائض والجنب تغميضه ، وأن تقرباه ، والأولى أن الذي يتولى تغميضه وتغسيله يكون طاهرا . والواجب في غسل الميت النية والتسمية ، ويجرّد من ملابسه قبل الغسل ، وتستر عورته بين السّرّة والركبتين بثوب مع نزول الماء إلى العورة من تحت الثوب ، ويستحب الغسل في البيت ، أو داخل ستر ، ولا يحضر الغسل إلا من يعين فيه ، بشرط أن يغض البصر عنه ، وإن رأوا شيئا عليه لا يتحدثون به ، إلا إن كان خيرا كوضاءة الوجه والتبسّم ليكثر الترحّم عليه ، ويستحب تليين مفاصله عقيب موته وعند غسله ، ويحنيه الغاسل كأنه يجلسه ، ويضغط على بطنه رفيقا ليخرج ما معه من نجاسة ، ويصب عليه الماء كثيرا ، ويستحب أن يكون إلى جواره مجمر فيه بخور حتى لا يظهر منه ريح ، ويستخدم الغاسل ليفة يمر بها على بدنه ، ويجفف السبيلين بخرقة ، وإن كان الميت امرأة حاملا لم يعصر بطنها ، ثم يوضئ الغاسل الميّت وضوء الصلاة ، ويبدأ بكفّيه ، ويمسح بالخرقة أسنانه وأنفه ، ثم يغسل وجهه ، ويتمم الوضوء ، ثم يصب عليه الماء ليعمّ سائر جسمه ، وقد يفعل ذلك بالماء الحار والطيب ، ويستحب الغسل مرة واحدة أو ثلاثا أو أكثر .
والحائض والجنب إذا ماتا كغيرهما في الغسل ، ثم ينشّف الميت ، وتجمّر الأكفان بالبخور ، ويرش عليها بعض الطيب . ويستحب لمن غسّل ميتا الاغتسال ، ولا يصحّ أن يغسّل كافر مسلما ، فإن لم يوجد مسلم ييمّم ، ويصحّ للمسلم أن يغسّل كافرا ، وأن يواريه التراب ، وتغسّل المرأة زوجها ، ويغسّل الزوج امرأته ، وإن كانت مطلقة وفي العدّة فحكمها حكم الزوجة ، ويحتمل أن لا يباح للزوج الذي لم يدخل بامرأته أن يغسّلها ، وإن لم يوجد من يغسل المرأة من النساء غسّلها ذو رحمها وعليها ثيابها ، ويصب عليها الماء صبّا ، وإذا مات المحرم يصحّ لغير المحرم أن يغسله ، ويجنّب الطيب ، ولبس المخيط ، ويصب عليه الماء ولا يعرك جسمه ، وتغطّى رجلاه ووجهه . ويصب الماء على المرأة المحرمة التي تموت ، وتغسل بثيابها ، ولا تقرب الطيب . والشهداء في المعركة قد يكثرون فيشق غسلهم ، غير أن الشهيد عموما 
لا يغسّل ولا يصلّى عليه ، وقيل يغسّل ويصلى عليه استحسانا .
ومن يقتل من أهل العدل في قتاله للبغاة فهو شهيد ، وقيل لا يغسّل ولا يصلّى عليه ، وروى أنه يغسّل ويصلّى عليه ، ولا يتحتم دفنه بثيابه . ويكره نعى الميت ، والندب والنياحة عليه مكروهان .
وتجب مؤنة تجهيز الميت ودفنه من ماله مقدما على الدين والوصية والميراث . ويحدّ الزاني الذي وطئ امرأة ميتة ، وفي رواية لا يحدّ . ويستحب تلقين الميت بعد مداراته التراب ، وقيل إن الميت يسمع ولا يجيب ، ويقف أحدهم عند رأس الميت ويقول « يا فلان بن فلانة .
اذكر ما فارقتنا عليه : شهادة أن لا إله إلا اللّه ، وأن محمدا رسول اللّه ، وأنك رضيت باللّه ربّا وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى اللّه عليه وسلم نبيّا .
ويستحب تعزية أهل الميت قبل الدفن وبعده ، وجميع أهل المصيبة كبيرهم وصغيرهم ، وبالأخصّ خيارهم ، وذا الضعف منهم ، وجواب التعزية : استجاب اللّه دعاك ، ورحمنا وإياك ، » ، ويجوز تعزية أهل الذّمة ، ويقال لهم : غفر اللّه لميتك وأخلف عليك » ويستحب إصلاح طعام لأهل الميت يبعث به إليهم ، وقضاء دينه ، وتنفيذ وصيته .

   * * *

1287 - ( غسل الميت ووضوؤه )

غسل الميت فرض كفاية ، وقيل سنّة ، وتوارد به القول والعمل ، والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم غسّل وهو الطاهر المطهّر ، فكيف بمن سواه ؟ وفي الحديث : « غسل الميت ووضوؤه بالماء والسّدر » جعلهما معا لغسل الميت ، فيخلط السّدر بالماء ويخضخض إلى أن تخرج رغوته كالصابون ، ويدلك به جسد الميت ، والصابون إذن عوض عن السّدر ويتم الغسل مرتين ، والثالثة بالماء المعطّر كماء الورد ونحوه ، والغرض هو التنظيف فيجزئ الماء ، ويكره الإسراف ، والمشهور أنه غسل تعبّدى كبقية الأغسال الواجبة والمندوبة ، وشرع احتياطا لاحتمال أن يكون على الميت جنابة . و « تحنيط الميت » يعنى غسله بالماء المخلوط بالطيب.
والمسلم لا ينجس حيا ولا ميتا ، ومن يغسّله لا ينجس . ولمّا ماتت زينب بنت الرسول صلى اللّه عليه وسلم أمر بتغسيلها وترا ثلاثا أو خمسا ، لأن الإيتار مطلوب والثلاث مستحبة ، فإن احتاج الأمر لأكثر تزاد وترا حتى يحصل الإنقاء . والغسل يبدأ بالميامن ومواضع الوضوء ، ولا بأس أن ينقّض شعر الميتة ويغسل ويمشّط . وتكفّن المرأة في خمسة أثواب وتخمّر كالأحياء ، والكفن الخامس يشدّ على صدرها ليضم أكفانها . والثياب البيض للكفن . وكفّن الرسول صلى اللّه عليه وسلم في ثلاثة أثواب ، وفي الحديث : « وكفّنوه في ثوبين ولا تخمّروا رأسه » . والكفن من مال الميت قبل الدين والوصية . وأجر القبر والغسل من الكفن ، وإن لم يوجد إلا ثوب واحد كفّن فيه ولو كان لا يوارى جسده كله .
والنساء ممنوعات من اتباع الجنائز ، ليس لأنهن نساء ، ولكن 
لصياحهن وصراخهن ، واتباعهن الجنائز لذلك مكروه وليس منهيا عنه ، لأن النهى يقتضى التحريم .
وإحداد المرأة على غير زوجها ثلاث ، وعلى زوجها أربعة أشهر وعشرا ، وزيارة القبور مكروهة ، غير أنها مباحة للرجال والنساء ، لأنها تذكّر بالآخرة ، وترقّق القلب ، وتدمع العين . ولا يعذّب الميت ببكاء أهله عليه ، إلا إذا كان في حياته سمح بذلك وتلك طريقته . والنياحة على الميت مكروهة ، وكذا شقّ الجيوب ، وضرب الخدود ، والدعاء بدعوى الجاهلية .
والمسلم لا يفرط في الحزن ولا في التجلّد ، والبكاء مباح ، وفي الحديث « إن اللّه لا يعذّب بدمع العين ولا بحزن القلب ، ولكن يعذّب بهذا » ، وأشار إلى لسانه . والمشي في الجنازات مأمور به ، فإن لم يمش فليقم للجنازة .
ويحمل الجنازة الرجال دون النساء ، والمستحب الانتظار حتى يصلّى عليه ويدفن ، وتكون الصلاة بالمصلّى أو بالمسجد . ولا تتّخذ المساجد على القبور .

   * * *

1288 - ( الجنازة )

يستحب في الإسلام المسارعة إلى تجهيز الميت ، وتخلع ثيابه ويسجى بثوب يستره جميعه ، وتستر عورته عند تغسيله ، ويتم التغسيل على سرير أو لوح ، ويكفّن بحسب حاله ، ويسنّ التربيع في الجنازة ، والإسراع بها ، واتّباعها للصلاة عليها ، وقد تتبع إلى القبر حتى الدفن ، ويستغفر للميت ويدعى له . ويكره في الجنازة رفع الصوت ومسّ جسد الميت وتوديعه بالإشارة بالأيدي والمناديل ، ويستحب لمن تمر به جنازة أن ينهض لها إن كان جالسا . وصلاة الجنازة واجبة ، وتجوز في المسجد ، وعند المقبرة ، ومن تفوته صلاة الجنازة فله أن يصليها عند القبر إما جماعة أو فرادى ، وتجوز الصلاة على الغائب ، وأحق الناس بالصلاة على الميت من أوصى له أن يصلّى عليه ، ولا يستحب دفن المسلم في تابوت ، ويستحسن دفن الشهيد وقتيل الحرب حيث قتل .
   * * *

1289 - ( الصلاة على الجنائز )

في الحديث « صلّوا على صاحبكم » سمّاها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلاة ، وليس فيها ركوع ولا سجود ، ولا يتكلم فيها ، وفيها تكبير وتسليم . وتكون الصلاة على طهور ، ويرفع فيها اليدين ، وفيها صفوف وإمام ، ويجوز أن يشترك فيها الصبيان ، ويصفّ بالمصلين في مصلّى ، ويصلّى على المرأة كالرجل ، ويكبّر فيها أربعا ، وتقرأ الفاتحة في الأولى جهرا ، ويصلّى على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ويدعى للميت ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يقول : « اللهم اجعله لنا سلفا وفرطا وأجرا » ، ثم تستكمل ثلاث تكبيرات ويسلّم . . ومن دعاء ابن عباس : اللهم عبدك وابن عبدك أصبح فقيرا إلى رحمتك وأنت غنى عن عذابه . إن كان زاكيا فزكّه ، وإن كان مخطئا فاغفر له . اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تضلّنا بعده » . ومن لم يعلم بموت إنسان يمكن أن يأتي قبره ويصلى عليه .
   * * *

1290 - ( هل نعذّب في القبور ؟ )

يأتي ذلك في أربع آيات ، الأولى قوله :وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَراتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ باسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ( الأنعام 93 ) ، والثانية قوله :سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ( التوبة 101 ) ، والثالثة قوله :وَحاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذابِ ( 45 ) النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ( 46 ) ( غافر ) ، والرابعة قوله :يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ( إبراهيم 27 ) .
وفي الأولى : « غمرات الموت » هي شدائده وسكراته ، و « بسط الملائكة أيديهم » هو لقبض الأرواح ، وفي التنزيل :وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبارَهُمْ( الأنفال 50 ) ، وأَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ( الأنعام 93 ) أي خلّصوها من عذاب القبر إن أمكنكم ؛
وفي الثانية :سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ( التوبة 101 ) ، أي في الدنيا بالأمراض والمصائب ثم بعذاب القبر ،ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ( التوبة 101 ) وهو عذاب الآخرة ؛
وفي الثالثة :النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا( غافر 46 ) ، قيل هو عذاب القبر ما دامت الدنيا ، وفي الحديث : « إن الكافر إذا مات عرض على النار بالغداة والعشى » ، وفي التنزيل :إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ( فاطر 22 ) ، يعنى أن الموتى لا يجيبون على الأحياء . ولكن هل يسمعونهم بأداة السمع ، والجواب : إن اللّه يسمع من يشاء ، وفي الحديث قال صلى اللّه عليه وسلم : « ما أنتم بأسمع منهم ولا يجيبون » ، وقال : « إنهم ليعلمون الآن أن ما كنت أقوله حق » ؛ وفي الرابعة قيل إن الميت يسأل في القبر : من ربّك ؟ فيقول :

ربّى اللّه ؛ فيسأل : ما دينك ؟ فيقول : ديني دين محمد - فذلك قوله تعالى :يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ( 27 ) ( إبراهيم ) ، و « تثبيتهم في الدنيا » أي في القبر عند العرض ، وفي الآخرة عند الحساب .
وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يتعوّذ من عذاب القبر ويقول : « اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر » ، وكان يقول : « استجيروا باللّه من عذاب القبر فإنّ عذاب القبر حقّ » ، وقال « إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشى ، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ، فيقال هذا مقعدك حتى يبعثك اللّه يوم 
القيامة » ؛ وعنه صلى اللّه عليه وسلم : « إن الميت يتكلم على الجنازة والناس يحتملونه على أعناقهم ، فإن كان صالحا قال قدّمونى قدّمونى ، وإن كان غير صالح قال يا ويلتا ، أين يذهبون بي ؟ ويسمع صوته كل شئ إلا الإنسان » .
وقال عن موت الفجأة الذي يقع بغتة : « أكره موت الفوات » ، لأن فيه يحرم من أن يوصى . وقال في الأموات : « لا تسبّوا الأموات » إلا الأشرار .

   * * *

1291 - ( الدفن )

الدفن من ملحقات الموت ، وهو مواراة الميت في التراب ، كقوله تعالى في قصة قابيل وهابيل :فَبَعَثَ اللَّهُ غُراباً يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ( 31 ) ( المائدة ) ، فكان هابيل هو أول ميّت من بني آدم ، ولذلك جهلت سنّة المواراة ، فكان الغراب مبعوثه تعالى للبشر ليريهم كيفية الدفن أو المواراة ، كقوله تعالى :ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ( 21 ) ( عبس ) ، والإقبار هو الدفن ، وصار فعل الغراب في المواراة سنّة باقية في الخلق ، فرضا على جميع الناس على الكفاية .
والأعم عند البشر مواراة الميت في القبر ، والقبور تعمّق إلى الصدر ، والأفضل بقدر القامة وبسطة ، ويستحب تحسين القبر وتوسيعه ؛ والسنّة أن يلحد قبر الميت ، ومعنى اللحد أنه إذا بلغ أرض القبر حفر فيه من جهة القبلة مكان يوضع الميت فيه ، فإذا لم يكن اللحد شقّ له في الأرض ويسقف عليه .
ويوضع الرأس عند رجل القبر ، والجسد على الجنب الأيمن مستقبل القبلة بوجهه ، وتوضع لبنة أو حجر تحت الرأس كالوسادة ، ويدنى من الحائط حتى لا ينكب على وجهه ، ويسند من ورائه بتراب حتى لا ينقلب ، ثم ينصب عليه اللبن ، ويسد بالطين أو بالجبس والرمل حتى لا يصل التراب إليه ، ثم يحثى على القبر ثلاث حثيات ، ويقال عند وضعه : « بسم اللّه وعلى سنّة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .
اللهمّ أجره من الشيطان ، ومن عذاب القبر ، وجاف الأرض عن جنبيه ، وصعّد روحه ، ولقّه منك رضوانا » . وإذا فرغ من اللحد أهيل عليه التراب ، ويرفع القبر قدر شبر عن الأرض ليعرف أنه قبر ، ويرش عليه ليلتزق التراب ، وتسنيمه أفضل ، ويكره التسطيح ، ولا يكره الوقوف على القبر بعد الدفن للدعاء للميت . وإذا دفنت الجماعة في القبر الواحد ، قدّم الأفضل منهم إلى القبلة ، ثم الذي يليه على حسب تقديمهم في إمامة الصلاة ، ويجعل حاجز من التراب بين كل اثنين ، أو يجعل رأس أحدهم عند رجل الأخر ، وإذا كانت الجماعة رجلا وامرأة وصبيا في قبر واحد ، جعل الرجل مما يلي القبلة ، والمرأة خلفه ، والصبى خلفهما ، وبين كل اثنين حاجز من التراب ، ولا يدفن اثنان في قبر واحد إلا لضرورة . والدفن في مقابر المسلمين أفضل ، وحيث يكثر دفن الصالحين والشهداء وفي البقاع الشريفة ، وأولى الناس بدفن 
الرجل أقاربه ، وأولى الناس بدفن الزوجة محارمها ، ثم الزوج ، ثم أهل الدّين ، ويستحب دفن الشهيد وقتيل الحرب حيث قتل ، ولا ينقل الميت إلى بلده إلا لغرض صحيح أو ضرورة .
وإن مات الميت في سفينة مبحرة ، انتظروا أن يصلوا ميناء مدة يوم أو يومين ، فإن خافوا الفساد غسّلوه وكفّنوه وحنّطوه وصلّوا عليه ، وأثقل بشيء وألقى في الماء . ويدفن الشهيد بثيابه - وليس هذا بحتم .
ومن فاتته الصلاة على الميت في المسجد فله أن يصلى عليه قبل أن يدفن ، وتعاد الصلاة عليه قبل الدفن جماعة أو فرادى ، فإذا دفن صلى عليه على القبر . ويجوز الدفن ليلا كالنهار ، والنهار أفضل ، وإن دفن من غير غسل أو إلى غير القبلة ، يجوز نبش القبر واستخراج الجثة لغسلها ، ثم تدفن وتوجّه إلى القبلة ، إلا أن يخاف أن تتهرّأ الجثة ، فتترك مكانها .

   * * *

1292 - ( زيارة القبور ، وقبر الرسول صلى اللّه عليه وسلم )

زيارة القبور ، كما في قوله تعالى :أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ( 1 ) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ( 2 ) ( التكاثر ) ، من شواغل المباهين بالكثرة في المال والعيال ، وكان أهل الجاهلية يفتخرون بالأموات ؛ وفي اللغة يقال لمن مات : « قد زار قبره » ؛ وفي الآية وعيد لمن اشتغل بالدنيا حتى ليزور قبره ، والمقابر جمع مقبرة ، والقبور جمع قبر ، وزيارتها في الطب النفسي لا ينصح بها لمن يشكو اضطرابات نفسية ، فقد تتحول الزيارات إلى هوس بالقبور ، وبالموتى ، وشغل بهما ، وهو ما يسمىnecrophilia، فإذا كانت الزيارات للقبور من باب التأسّى فإنها تلين القلب القاسى بالتذكير بالأعزاء من الموتى ، وعند الذين يخشون اللّه فإنها تذكّر بالآخرة ، ويحمل ذلك على قصر الأمل ، والزهد في الدنيا .
وفي الحديث : « كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروا القبور فإنها تزهّد في الدنيا وتذكّر الآخرة » أخرجه ابن ماجة ، وفي الحديث عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعن زوّارات القبور ، يعنى النساء ، وكأنه صلى اللّه عليه وسلم كره لهن زيارتها لقلة صبرهن ، وكثرة جزعهن ، ومع ذلك فالرخصة كما وردت في الحديث للرجال والنساء ، وقوله صلى اللّه عليه وسلم « زوروا القبور » تعمّ الرجال والنساء طالما أن الزيارة للاعتبار ، وفيها المشاهدة والمعاينة لمن يقصد وجه اللّه وإصلاح فساد قلبه ، ونفع الميت بتلاوة القرآن والدعاء ، وإلا فالزيارة مكروهة .
وللزيارة آداب منها : تجنّب المشي على المقابر والجلوس عليها ، والسلام على الموتى ، والتأمّل لما آلوا إليه ، وصيرورتهم تحت التراب ، وانقطاعهم عن الأهل والأحباب ، وربما كان منهم قوّاد الجيوش ، وعباقرة العلماء ، وأصحاب المناصب والأموال ، حتى جاءهم الموت لم يحتسبوه ، وهبط عليهم الهول لم يرتقبوه ، ويفكّر الزائر 
في ذلك ، وكيف أن المال والمنصب والجاه والسلطان قد زالوا جميعا ، وانصرف عنهم الأحياء والأنباء ، والأزواج والأبناء والإخوة والخلّان ، ولم يبق لهم إلا صالح الأعمال ، وأما أجسادهم التي كانت مثلا في القوة والجلاد ، ووجوههم التي كانت علامات في الحسن والجمال ، وألسنتهم التي كانت آيات في البلاغة والبيان ، فكل ذلك أكله الدود وأبلاه التراب ، وهكذا سيكون الزائر ، ويكون مآله ، فإذا قدّر الأمور هكذا فربما يعتبر ، وتزول عنه أغيار الدنيا فيزهد فيها ، ويقبل على طاعة اللّه .
ومن التذكير بالموت في الحال والمآل قوله تعالى :وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ( التوبة 84 ) ، والآية نصّ في عدم الصلاة على الميت : الفاسق ، أو الكافر ، أو المنافق ، وعدم القيام على القبور إلا للمؤمنين ، للاستغفار لهم ، وهو من أكبر القربات في حقّهم ، وشرع لهم ، وفي الرواية أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا فرغ من دفن الميت ، وقف على قبره وقال : « استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت ، فإنه الآن يسأل » أخرجه أبو داود ، وكان يزور قبور أصحابه ويسلّم عليهم كلما ألمّ به المرض واشتدت به العلّة ، وكان يقول لهم : « السلام عليكم دار قوم مؤمنين » ، أو يقول : « السلام عليكم أهل القبور - ، من كان منكم من المسلمين والمؤمنين . أنتم فرط لنا ، وإنّا بكم لاحقون ، وإنّا للّه وإنّا إليه راجعون . اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنّا بعدهم » .
وفي الحديث عن زائر القبور : « لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه » ، يقول ذلك لحزنه على الدين الذي ذهب ، وغلبة الفلسفات الباطلة وكثرة الداعين لها ، وظهور الاستبداد والطغيان ، والعمالة للأجنبي ، وفساد نظم الحكم ، وسيادة اليهود والدول الإمبريالية ، وسحقها للقومية والوطنية ، ومحاربتها للعقيدة والقيم والمبادئ والأخلاق ، وانتشار العلمانية والإلحاد ، والعولمة ، والليبرالية .
وفي الآية :وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ( فاطر 22 ) تشبيه لهؤلاء بالموتى في القبور ، قد سلبوا المدارك والحواس ، وهكذا هؤلاء العلمانيون والليبراليون والعولميون أعداء الإسلام ، صمّوا آذانهم عن الدعوة ، ونأت قلوبهم عن الإيمان ، فلم تعد تنفعهم هداية ، وذلك هو بعض اعتبار زيارة القبور . وأما أن الموتى : يسمعون على الحقيقة وليس على المجاز ، فربما ذلك معنى الآية :إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ( فاطر 22 ) ، فهو تعالى قادر على أن يسمع الموتى من المؤمنين استغفار ذويهم من زائريهم ، وهو قوله تعالى :أَ وَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها( الأنعام 122 ) ، وقوله :مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا( هود 24 ) ، فالمؤمن - كما قيل - بصير سميع ، سواء كان حيا أو كان ميتا ، وله نور يكتنفه 
من حوله في الدنيا ، وفي القبر ، وفي الآخرة ، إلى أن يستقر به الحال في الجنّات ذات الظلال والعيون .
والكافر أعمى وأصم ومن حوله الظلمات ، سواء في الدنيا ، أو في القبر ، أو في الآخرة ، ولا خروج له منها ، إلى أن يفضى به ذلك إلى الحرور والسموم والحميم .
وإذن فزيارة القبور مستحبة بقصد الاعتبار والاستغفار ، وليس بقصد التكاثر والتباهى والتفاخر ، ومن القبور المستحب زيارتها : قبر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ومن آداب زيارة مسجده صلى اللّه عليه وسلم » أن يقدّم الزائر رجله اليمنى ويقول « باسم اللّه ، والصلاة على رسول اللّه ؛ اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد ، واغفر لي ، وافتح لي أبواب رحمتك » ، فإذا خرج قال مثل ذلك وعندما يتجه إلى قبره صلى اللّه عليه وسلم ، يولىّ ظهره للقبلة ، ويستقبل القبر ويقول : « السلام عليك أيها النبىّ ورحمة اللّه وبركاته ، اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، محمد ، عبدك ، ونبيّك ، ورسولك ، إمام الخير ، وقائد الخير ، ورسول الرحمة .
اللهم ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون . اللهم صلّ على محمد ، وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد ، وعلى آل محمد ، وعلى إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد . اللهم ترحّم على محمد ، وعلى آل محمد ، كما ترحّمت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، اللهم تحنّن على محمد ، وعلى آل محمد ، كما تحنّنت على إبراهيم ، وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد » . ثم يدعو الزائر لوالديه ، ولأهله وإخوانه ، والمسلمين أجمعين . ثم يتقدّم قليلا ويسلّم على صاحبىّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أبى بكر ، وعمر .
ولا يستحب التمسّح بحائط القبر ، ولا تقبيله ، وأما المنبر فيضع يده على مقعد النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ثم يضعها على وجهه ، وهذه الطقوس يؤدّيها المؤمن ولها تأثيرها النفسي الهائل عليه ، وتستحدث له السكينة والطمأنينة ، وليست من قبيل التخلّف العقلي أو الحضارى ، فالطقوس نفعلها في كل شئ وفي كل مجال ، وما من فكرة إلا وتلهم بسلوكيات معينة .

   * * * 


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في السبت 11 نوفمبر 2023 - 14:38 عدل 2 مرات
عبدالله المسافر
عبدالله المسافر
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6552
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافر

مُساهمة السبت 11 نوفمبر 2023 - 14:21 من طرف عبدالله المسافر

الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني

1293 - ( أسماء يوم القيامة )

يقسم اللّه تعالى بيوم القيامة فيقول :لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ( القيامة 1 ) ، وهو اليوم الذي يقوم فيه الناس من القبور للحساب ، ولذا كان اسمه « يوم القيامة » ؛ وهويَوْمِ الدِّينِ( الفاتحة 4 ) أي يوم الجمع ، ويوم الجزاء والحساب على الأعمال كقوله :يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ( التغابن 9 ) ، وهو اليوم الذي يجمع اللّه فيه أهل السماء وأهل الأرض ، ويجمع الأولين والآخرين ، فعندئذ يعرف الكافر أن دينه الكفر ، ويعرف المؤمن أن دينه الإيمان ، ويجمع بين كل عبد وعمله ، وبين الظالم والمظلوم ، وبين كل نبىّ وأمته ، وبين ثواب أهل الطاعات وعقاب أهل المعاصي ، وذلك يَوْمُ التَّغابُنِ( التغابن 9 ) سمّى كذلك لأن أهل الجنة غبنوا فيه أهل النار ، واستقلّوا بالجنة دون أهل النار ، واللّه تعالى قد خلق الجنة لتسع الناس جميعا ، فلما انقسموا إلى أهل جنة وأهل نار ، آل ما كان من نصيب أهل النار من الجنة إلى أهل الجنة ، وما كان من نصيب أهل الجنة من النار إلى أهل النار ، فكأن كلا منهما أخذ ما يستحق بالمبادلة ، فوقع الغبن لمّا استبدل أهل النار الخير بالشر ، والجيد بالرديء ، والنعيم بالعذاب . « ويوم القيامة » هوالْيَوْمَ الْآخِرَ( العنكبوت 36 ) : نسبة إلى الآخرة المقابل « للأولى » وهي الدنيا ؛ والآخرة : هي النهاية ودار البقاء ، والآخر يفيد أن هناك « أول » ، وكل ما له أول له آخر ، والحياة كانت ابتداء وآخرتها الموت ثم البعث .
و « اليوم الآخر » : هو يوم ينفخ في الصور فتموت كل الخلائق ( طه 102 ) ، ثم ينفخ النفخة الثانية فيقومون يسعون إلى ربّهم . ويوم القيامة هو « اليوم المحيط » ، كقوله :وَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ( 84 ) ( هود ) : لأنه يحيط بالكفّار ؛ ويَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ( 41 ) ( إبراهيم ) : لأن فيه الحساب الشديد والحساب اليسير ؛ ويَوْمَ الْحَسْرَةِ( مريم 39 ) : لأن فيه يعطى كل إنسان كتابه فعندئذ تنتابه إما البهجة وإما الحسرة ، وهو بالنسبة للكافرين يوم الحسرة وليس يوم البهجة ؛ و « يوم الحشر »يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ( مريم 85 ) لأن فيه يجمع المتقون إلى الرحمن وفدا ، ويساق المجرمون إلى جهنم وردا يعنى مشاة عطاشى ؛ ويَوْمِ الْبَعْثِ( الروم 56 ) لأن فيه يبعث الناس من قبورهم مع النفخة الثانية في الصور ؛ ويَوْمُ الْفَصْلِ( الصافات 21 ) : وفيه يفصل المجرمون عن المؤمنين ، ويفصل بين الظالم والمظلوم ، وبين أهل الحق وأهل الباطل ، ويفصل في أمر كل إنسان ، فإما إلى الجنة أو إلى النار ،يَوْمَ الْآزِفَةِ( غافر 18 ) :

وسميت القيامة بالآزفة لأنها قريبة ، وكل ما هو آت قريب ، كقوله تعالى :أَزِفَتِ الْآزِفَةُ( النجم 57 ) أي قربت الساعة ؛ ويَوْمُ الْوَعِيدِ( 20 ) ( ق ) الذي وعد الكفار أن يكون عذابهم فيه ؛ ويَوْمُ الْخُرُوجِ( ق 42 ) : أي الخروج من القبور ؛ ويَوْمَ التَّنادِ( غافر 32 ) : وسمّى كذلك لمناداة الناس فيه على بعضهم البعض ، فينادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم ، وينادى أصحاب الجنة أصحاب النار ، وينادى أصحاب النار أصحاب الجنة ؛ كقوله :فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ( آل عمران 25 ) : وهو اليوم الذي لا شك آت ؛ واليوم المشهود ( هود 103 ) : أي الذي يشهده البرّ والفاجر ، ويشهده أهل السماء ؛ ويَوْمَ التَّلاقِ( غافر 15 ) : هو يوم يلتقى أهل السماء وأهل الأرض ، ويلتقى الخلق والخالق ، والعابدون والمعبودون ، والظالم والمظلوم ، ويوم يلقى كل إنسان جزاء عمله ، ويوم يلتقى الأولون والآخرون ؛ واليوم المعلوم ( الواقعة 50 ) : وهو الذي حدّده اللّه تعالى ، ولا يعلمه سواه ؛ والْيَوْمِ الْمَوْعُودِ( البروج 2 ) : أي الموعود به ؛ واليوم العظيم ( الأنعام 15 ) : هو الشاق والصعب ، والعظيمة : هي النازلة الشديدة ؛ ويوم كبير ( هود 3 ) : يسمى كذلك لما فيه من أهوال ؛ ويوم أليم ( هود 26 ) : لأنه يوم الألم الذي لا يتصوره إنسان ولا يخطر في بال بشر ، والألم الموجع أشد من الألم المؤلم ؛ ويوم عصيب ( هود 77 ) : هو الشديد في وطأته ، ومجمع الشر ؛ ويوم الفتح ( السجدة 29 ) : والفتح هو القضاء ، أي هو اليوم الذي يقضى فيه بين الناس ، فيثاب المحسن ويعاقب المسئ .
   * * *

1294 - ( يوم التناد من أسماء يوم القيامة )

سمّى يوم القيامة « يوم التناد » ، لمناداة الناس بعضهم بعضا في ذلك اليوم ، فينادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم ، وينادى أصحاب الجنة أصحاب النار :أَنْ قَدْ وَجَدْنا ما وَعَدَنا رَبُّنا حَقًّا( الأعراف 44 ) ؛ وينادى أصحاب النار أصحاب الجنة :أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنا مِنَ الْماءِ( الأعراف 50 ) ؛ وينادى المنادى عند وزن الأعمال فلان قد سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا . وتنادى الملائكة أصحاب الجنة :أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ( الأعراف 43 ) وينادى كل قوم بإمامهم .
ويوم التناد أيضا هو يوم التنافر ، من ندّ يندّ ، يعنى يولى هاربا ، فإذا سمع المجرمون زفير جهنم ندّوا هاربين ، فسمّوه لذلك : يوم الفزع الأكبر ( الأنبياء ) ، يوم ينفخ إسرافيل في الصور نفخة الفزع ، فترتجف الأرض ، ويميد الناس عن ظهرها ، وتذهل المراضع ، وتضع الحوامل ، وتشيب الولدان ، ويتطاير الناس هاربين مدبرين ، ينادى بعضهم بعضا ، كقوله تعالى :يَوْمَ التَّنادِ ( 32 ) يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ( غافر ) . وقيل سمى يوم القيامة « يوم التناد » ، لأن الكافر ينادى فيه بالويل والثبور والحسرة .
   * * * 

1295 - ( الطامة الكبرى من أسماء القيامة )

في قوله تعالى :فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى ( 34 ) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى ( 35 ) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى( النازعات ) : أن الطامة الكبرى هي الداهية العظمى ، يوم ينفخ في الصور النفخة الثانية فتكون القيامة ، سميت بذلك لأنها تطمّ على كل شئ ، وتعمّ كل شئ . والطامة في اللغة : هي الداهية التي لا تستطاع ، حين يساق أهل الجنة إلى الجنة ، وأهل النار إلى النار . .
   * * *    

1296 - ( القارعة من أسماء القيامة )

« القارعة » هي القيامة ، واسمها « القارعة » : لأنها تقرع الخلائق بأهوالها وأفزاعها ، فاستحقت أن يعبّر عنها بهذه الآيات :الْقارِعَةُ ( 1 ) مَا الْقارِعَةُ ( 2 ) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ( القارعة ) ، وفي اللغة يقال : قرعتهم القارعة ، وفقرتهم الفاقرة ، إذا وقع بهم السوء الشديد ، كقوله تعالى :وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ( الرعد 31 ) ، وهي الواحدة من شدائد الدهر ، وأصل القرع الضرب بشدة . وتكرار كلمة « القارعة » ثلاث مرات ، في الآية الأولى للتذكير ، وفي الثانية للتهويل ، وفي الثالثة للاستفهام تقريرا لبيان عظم شأنها ، فهي أكبر وأخطر من أن يدركها خيال ويبلغها وهم إنسان .
   * * *

1297 - ( الغاشية من أسماء القيامة )

قيل سمّيت النار في الآية :هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ( الغاشية 1 ) بالغاشية ، لأنها تغشى الوجوه ، من قوله تعالى :وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ( إبراهيم 50 ) . وقيل : الغاشية هم أهل النار يغشونها ، أي يقتحمونها . وقيل : « الغاشية » هي القيامة ، تغشى الناس بأهوالها ، وواضح من مشاهد السورة أن المقصود بالغاشية القيامة ، لأن بعض هذه المشاهد يتناول عذاب أهل النار ، وبعضها ما يلقاه المؤمن في ذلك اليوم من وجوه البرّ والإحسان .
   * * *

1298 - ( الطبيعة يوم القيامة )

في يوم القيامة : ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض ( الزمر 68 ) ، ثم ينفخ للمرة الثانية فيبعث الخلق ( الزمر 68 ) ، ويجمعون جمعا ، ويحشرون إلى ربّهم ( البقرة 203 ) ، وترجف الأرض ( المزمل 14 ) ، وتزلزل ، وتخرج أثقالها ( الزلزلة 1 / 2 ) ، وتمور السماء مورا ، وتسير الجبال سيرا كأنها السراب ( الطور 10 ) ، وتكون السماء كالمهل ، وتكون الجبال كالعهن ( المعارج 9 ) ، وتحمل الأرض والجبال فتدكّان دكة واحدة ( الحاقة 14 ) ، وتنسف الجبال ( المرسلات 10 ) ، وتبسّ بسّا ( الواقعة 5 ) ، حتى تصير كثيبا مهيلا ( المزمل 14 ) ، وتنفطر السماء ( الانفطار 1 ) ، وتشقّق بالغمام ( الفرقان 25 ) ، فكأنها وردة ( الرحمن 37 ) ، ثم تكشط ( التكوير 11 ) ، فتنثر كواكبها ( الانفطار 2 ) ، ويخسف بالقمر ويجمع بالشمس ( القيامة 8 ) ، وتكوّر الشمس ( التكوير 1 ) ، وتنكدر النجوم ( التكوير 2 ) ، وتسجّر البحار ( التكوير 6 ) ، وتتفجّر ( الانفطار 3 ) ، وتمدّ الأرض ( الانشقاق 3 ) ، وتشقّق ( ق 44 ) ، ويقبضها اللّه جميعا ( الزمر 67 ) ، وتبعثر القبور ( الانفطار 4 ) .
   * * *    

1299 - ( مشاهد يوم القيامة )

مشاهد يوم القيامة رهيبة ومفزعة ، وأوصاف هذا اليوم في القرآن إنما للإنذار والتحذير كقوله تعالى :هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ( 52 ) ( إبراهيم ) ، وبلاغات القرآن للتخويف من عقابه تعالى ، وموضوعها إعلام السامعين أن اللّه قادر وعالم ، وأنه إله واحد ، استدلالا بالحجج والبراهين ، ولتكون مشاهد يوم القيامة ذكرى لأصحاب العقول لعلهم يتّعظون . ومن أوصاف هذه المشاهد قوله تعالى :يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ( 48 ) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ ( 49 ) سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ( 50 ) ( إبراهيم ) . وتبديل الأرض : هو تغيير صفاتها ، وتسوية آكامها ، ونسف جبالها . ويوم القيامة تمدّ الأرض مدّ الأديم ، وتزيد سعتها . وتبديل السماء هو تكوير شمسها وقمرها ، وتناثر نجومها ، وأن تصبح مرة كالمهل ، ومرة كالدّهان . وفي الحديث : أن الأرض تزول ، فقد سأله اليهودي أين يكون الناس يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسماوات ؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « في الظلمة دون الجسر » . وفي حديث عائشة قال لها « على الصراط » ، وإذن فتبديل الأرض والسماوات هو إزالتهما ، وهو أمر منطقي ومعقول ، فقنبلة هيروشيما ونجازاكى أزالتا المدينتين تماما ، فما بالنا بأن تنسف الشمس والقمر والجبال ؟ ألا تزال الأرض أيضا والسماوات ؟ ! إنه الدمار الكامل فلا يكون شئ ! وفي الحديث : « يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النّقى ( يعنى الدقيق الخالص ) ، ليس فيها علم ( أي أثر ) لأحد » . وفي قوله تعالىوَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ ( 49 ) سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ( 50 ) ( إبراهيم ) المجرمون - هم الكفار والمشركون - أعطاهم اسم « المجرمين » ، و « مقرّنين » أي مشدودين ، و « في الأصفاد » ، أي الأغلال ، فيقرن كل كافر مع قرينه من أهل المعاصي في الدنيا ، وقد تسربلوا بقمصان من قطران ، بينما النار تضرب وجوههم حتى لتغشيها !
   * * *

1300 - ( الصور ، والنفخ فيه يوم القيامة )

المستشرقون على القول بأن محمدا سرق مصطلح « الصّور » عن اليهودية ، ويشهد اللّه أن الصّور مصطلح قرآني محض ، قيل هو سريانى ، والأصح أنه إن كان في العربية وفي السريانية فهو توافق بين اللغتين ، لأن صور منها الفعل صار ، أي صوّت ، والعامة تقول صوره بصوته ، أي أصمّه بشدّة صوته . والصّور هو البوق ، وهو القرن ، وميزة الصور عن الكلمتين الأخريين : أن البوق : للتزمير للّهو ، ولجمع الناس ؛ والقرن : للاستنفار في الحرب ، وأما الصور : فهو وحده آلة النفخ يوم القيامة ، يخترق حاجز الصوت فيميت مرة ويحيى أخرى . والبوق والقرن عند اليهود في التوراة ، ولا يوجد في أي من أسفار اليهود كلمة « صور » ، وعندهم « عيد الأبواق » ، يبوّقون بالأبواق في أول أكتوبر ، ويحتفلون بجمع الثمار وزراعة البذور ، ويذبحون الذبائح ، و « أبواق الهتاف » ذات أصوات عالية . والصور في القرآن يتكرر عشر مرات والفرق بين البوق والقرن والصور ، أن البوق والقرن أداتان يصنعهما البشر ، ولكن الصور أداة من صنع اللّه ، وينفخ فيه إسرافيل يوم القيامة نفخة واحدة ( الحاقة 13 ) ، فيفزع من في السماوات ومن في الأرض ( الزمر 68 ، والنمل 87 ) ، ويصعق الناس ولا يبقى أحد إلا مات ، ثم ينفخ فيه مرة أخرى ( الزمر 68 ) ، فإذا هم من الأجداث إلى ربّهم ينسلون ( يس 51 ) ، فيجمعون جمعا ( الكهف 69 ) ، ويحشر المجرمون زرقا ( طه 102 ) ، أي من الخوف ، ويأتون أفواجا ( النبأ 18 ) ، لا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ( المؤمنون 101 ) ، ذلكيَوْمُ الْوَعِيدِ( 20 ) ( ق ) . وفي الحديث أن اللّه لما فرغ من خلق السماوات والأرض خلق الصور وأعطاه إسرافيل ، فهو ينتظر الأمر له بالنفخ فيه .
وقال : « الصور من العظم ، كهيئة البوق ، ينفخ فيه ثلاث مرات ، فالنفخة الأولى نفخة الفزع ، والثانية نفخة الصعق ، والثالثة نفخة البعث والقيام لربّ العالمين » . والحديث مختلف فيه ، وقيل هما « نفختان » لا غير ، لأن نفخة الفزع هي نفخة الصعق ، فلأنهم فزعوا ماتوا منه ، وفي النفخة الثانية يحيون فزعين يقولونمَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا( 52 ) ( يس ) . وقد يكون الفزع هو الإسراع في الاستجابة ، أو يكون هو الخوف المعهود .
   * * *

1301 - ( الصيحة يوم القيامة )

الصيحة : هي الصوت الشديد كالصاعقة ، عوقب بها قوم صالح في الدنيا ، فصاح فيهم جبريل صيحة واحدة ( هود 67 ) ، فتقطّعت بها قلوبهم وصاروا هلكى هامدين كغثاء السيل ( المؤمنون 41 ) ، وجعلتهم كالهشيم المحتظر ( القمر 31 ) ؛ وقوم شعيب ( هود 94 ) أصبحوا بالصيحة جاثمين في ديارهم ، كأن لم يغنوا فيها ؛ وقوم لوط ( الحجر 73 ) ، أخذتهم الصيحة مشرقين ، يعنى وقت شروق الشمس ؛ وأصحاب الأيكة ( الحجر 83 ) ، أخذتهم الصيحة مصبحين ، أي وقت الصبح ؛ وأصحاب القرية ( يس 29 ) ، قضت عليهم الصيحة وخمدت بها أنفاسهم ؛ وكل هؤلاء ما أصابتهم إلا صيحة واحدة ما كان لهم منها رجوع ( ص 15 ) . فإذا كان يوم القيامة أوكلت الصيحة بإسرافيل ، وصيحته يومئذ صيحتان ، في الأولى : يكون الموت يأتي الناس بغتة وهم يخصمون ، فلا يستطيعون توصية ولا يرجعون إلى أهلهم ( يس 49 / 50 ) ، وفي الثانية : يخرجون من الأجداث ينسلون ( يس 53 ) . وفي يوم القيامة ينادى جبريل ، وينفخ إسرافيل ، فإذا كانت الصيحة الثانية - صيحة البعث يكون الخروج ، أي الاجتماع للحساب ، وتشقّق الأرض عنهم سراعا ، ويحشرون ( ق 41 / 44 ) .
   * * *

1302 - ( يوم القيامة في سورة التكوير )

من سرّه أن يرضى نزعته للمعرفة ، وأن يرى يوم القيامة كأنه رأى عين ، فليقرأ :إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ( 1 ) ، ففيها المشاهد المذهلة ، والصّور المبهرة ، مما يقشعر له الجلد ، ويصيب القارئ الخاشع بالخوف الشديد يأخذ بمجامع النفس ، فالنجوم في هذا اليوم تنكدر ، والجبال تسيّر ، والعشار تعطّل ، والوحوش تحشر ، والبحار تسجر ، والنفوس تزوّج ، وتسأل الموءودة عن الذنب الذي به قتلت ، وتنشر الصحف ، وتكشط السماء ، وتسعّر الجحيم ، وتزلف الجنة ، فهذه بعض بانوراما هذا اليوم الذي لا نعلم حقيقة : هل هو يوم ؟ وكيف يكون يوما كأيامنا والشمس فيه قد كوّرت ، أي تظل تلف إلى أن تنمحى أو تسقط ، وأصل التكوير من كار العمامة يكوّرها أي ينكّسها . وانكدار النجوم يوم القيامة هو : تناثرها وتهافتها وسقوطها . وتسيير الجبال أن تقلع من الأرض فتتطاير في الفضاء .
وتعطيل العشار : أن لا تلد ، وخوطب العرب بأمر العشار ، لأن مالهم وعيشهم أكثر من النوق العشار ، إلا أنهم يوم القيامة يشهدون الوحوش والدواب محشورة بعشارها ، فلا يعبئون بها . وحشر الوحوش : يعنى جمعها . وتسجير البحار : أي امتلاؤها حتى لتفيض على بعضها البعض ، ويرسل عذبها على مالحها ، ومالحها على عذبها ، وتصير بحرا واحدا ويرفع البرزخ بينها . وسؤال الموءودة عن الذنب الذي به وئدت ، أي دسّت في التراب ، وقرئ سألت بالفتح ، أي تسأل هي من وأدها ، وسؤالها سؤال توبيخ وتبكيت ، لأن قتلها لا يصح إلا بذنب ، فبأي ذنب فعلوا بها ما فعلوا ، وفي ذلك دليل على أن التعذيب لا يستحق إلا بذنب ، ومن ثم كان السؤال هل يعذّب أطفال المشركين بشرك آبائهم ؟ والجواب كلا ، لأنهم لا ذنب لهم في شرك الآباء .
وهذه المظاهر المادية ليوم القيامة يقول الصوفية إن مثلها يحدث لهم عند استيلاء الأحوال عليهم ، وحينئذ تكون قيامتهم ، فتتجلى مثل هذه المشاهد معان في قلوبهم ، ومع تراوحهم بين البسط والقبض ، تنكسف شموسهم ، وتنكدر نجوم علومهم .
   * * *    

1303 - ( للساعة زلزلة )

في الآية :إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ( 1 ) ( الحج ) ، أن للساعة أو القيامة زلزلة ، وهي شدّة الحركة ، كقوله تعالى :وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ( 214 ) ( البقرة ) ، وأصلها من زلّ عن الموضع ، أي زال عنه وتحرك ، وتزلزلت قدمه أي تحركت ، والزلزلة في الاصطلاح :
إحدى شرائط الساعة ، ومن إرهاصات يوم القيامة ، يقول البعض رجما بالغيب تكون في النصف من شهر رمضان ، ومن بعدها طلوع الشمس من مغربها إن كانت تطلع ! !
   * * *

1304 - ( الساعة من يوم القيامة )

يتكرر هذا المصطلح في القرآن : « الساعة » 48 مرة ، وليس في اليهودية ولا النصرانية شبيه به . وقيل الساعة هي يوم القيامة ، وقيل : الساعة ليست هي هذا اليوم بطوله مهما كان هذا الطول ، ولكنها من يوم القيامة ، وفارق بين أن نقول ساعة ونقول يوما .
ويوم القيامة يوم ينفخ في الصور فيصعق الناس ، فليس من أحد إلا ويموت ، ثم ينفخ في الصور مرة ثانية فيبعث من في القبور ، ينسلون إلى ربّهم زرافات ، فهذه هي الساعة : ساعة البعث والهرولة إلى حيث الحساب ، سمّيت كذلك لسرعة مجرى الأحداث فيها ، وسرعة الحساب ، ولأننا يومئذ لا نرى إلا أننا قد عشنا في الدنيا بمقدار ساعة ، فإذا حانت الساعة ، أي حان الحين ، ووقعت واقعة القيامة جهارا ( الأنعام 47 ) ، فلا نشعر بها ( الأعراف 95 ) ، ونبهت فلا نستطيع ردّها ( الأنبياء 40 ) ، ويبلس منا المجرمون ( الروم 12 ) ، ويتحسّرون على ما فرّطوا ( الأنعام 31 ) ، ويتفرّقون ( الروم 14 ) ، ويخسر المبطلون ( الجاثية 27 ).
وكان الكفار يحتجّون بأنهم لا يعرفون بالساعة ، وأن معرفتهم بها ظنية لم يستيقنوها ( الجاثية 32 ) ، وتساءلوا : أيّان مرساها ؟ ( الأعراف 187 ) .
ولم يكن المسؤول عنها - وهو النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، بأعرف عنها من السائلين ، فكان جوابه :عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي( الأعراف 187 ) ، وقال للسائل عنها : « ولكني سأخبرك عن أشراطها : إذا ولدت الأمة ربّها ، وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان ».
وقال « أشراط الساعة في خمس لا يعلمهن إلا اللّه » ، والخمس التي لا يعملها إلا اللّه هي المشار إليها بمفاتيح الغيب ( الأنعام 59 ) ، وفي الحديث : « مفاتيح الغيب خمس ، لا يعلمها إلا اللّه - لا يعلم ما تغيض الأرحام إلا اللّه ، ولا يعلم ما في غد إلا اللّه ، ولا يعلم متى يأتي المطر إلا اللّه ، ولا تدرى نفس بأي أرض تموت إلا اللّه ، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا اللّه » أخرجه البخاري.
ومعنى « أن تلد الأمة ربّها » أي يكثر العقوق فيعامل الأولاد أبويهما معاملة دنيا ، بالإهانة ، والسب ، والضرب ، والاستخدام ، ويحدث ذلك إذا فسدت البيوت ، وساءت التربية ، وانهار التعليم.
ومفاده أن الساعة يقرب قيامها عند انعكاس الأمور : بحيث يصير الولد كأنه الأب ، والبنت كأنها الأم ، بينما الأب والأم لا حول لهما ولا طول ، ويعملان للأولاد كالأجراء لتحصيل المال لهم ، ففي مثل أحوال مقلوبة كهذه ، أن يصبح السافل عاليا ، والعالي سافلا ، والجاهل يصير ملكا ورئيسا للدولة ، بينما العلماء مغمورون . وقوله « البهم » يعنى لا أحد يعرف عن أنساب هؤلاء الذين يتولون الحكم في بلادنا شيئا ، فلا أصل لهم ولا فصل ، فكأنهم حفاة عراة ، حفوا عن كل علم ، وتعرّوا عن كل فضيلة ، فكانوا طغاة مستبدين ، جمعوا كل مقاليد الحكم في أيديهم ، والثروة في خزائنهم .
والحديث إشارة إلى أنه في أوقات التردّى يتحكم قلة في رؤوس الأموال ، ويملكون البلاد ، قهرا واحتيالا ، فينسون القوانين ، لأن من يملك هو الذي يحكم ، فإذا حكموا احتكروا لأنفسهم ولأولادهم وأنسبائهم وأصهارهم كل شئ ، فتكثر أموالهم ، وتنصرف همّتهم إلى بناء الفيلات ، وإنشاء العمارات والمدن والمصايف والمشاتى ، للهوهم وراحتهم ، وليتفاخروا بها .

ومن ذلك الحديث الآخر : « لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع » ، ونحن نشهد ذلك في بلادنا هذه الأزمان ، فمن يكون هذا أو ذاك ممن نسمع عنهم ؟ ومع كل ذلك هل كان بوسع النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن يعرف أشراطها أو علاماتها ؟
فمن يعرف الأشراط والعلامات بوسعه أن يعرف التوقيت ، وما كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يعرف أيهما : الأشراط والتوقيت !
وقوله تعالى :اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ( 1 ) ( القمر ) ، أنه حين تحين الساعة ينشق القمر ، وفي آية أخرى تكوّر الشمس :إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ( 1 ) ( التكوير ) ، يعنى ينهدم صرح العالم ، ولكل إنسان ساعته ، كقوله تعالى :قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ( 30 ) ( سبأ ) ، والميعاد الميقات ، مثله مثل الأجل ، كقوله :وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ( 34 ) ( الأعراف ) ، فمثل ما الأجل علمه عند اللّه ، فكذلك الساعة علمها عنده تعالى .
والساعة مدة من الوقت ، كقوله :وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنَ النَّهارِ( 45 ) ( يونس ) ، استقصروا طول مقامهم في القبور لهول ما يرون من البعث ، ومثل ذلك قولهم :قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ( 113 ) ( المؤمنون ) .

   * * *

1305 - ( الساعة علمها عند اللّه وتأتى بغتة )

سأل اليهود النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن الساعة ، وسأله المشركون لفرط الإنكار :يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ( 187 ) ( الأعراف ) . والسؤال يثقل عن المسألة ، لأنه صلى اللّه عليه وسلم لا يعلم الساعة ، ولا يظهر علاماتها إلا اللّه تعالى ، ولا تأتى إلا بغتة ، وما كان لهم أن يسألوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وكأنما هو يعلمها ، وأنه الحفىّ العالم بها ، والمستقصى في السؤال عنها ، وكان إلحاحهم في سؤاله لأنهم قالوا بيننا وبينك قرابة ، فأسرّ إلينا بوقت الساعة . وكان الجواب :عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ، تأكيدا لما سبق :عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي، ليس من باب التكرار ، وإنما أحد العلمين لوقوعها ، والآخر لكنهها .
   * * *

1306 - ( علامات الساعة عشر )

في التنزيل :يَسْئَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اللَّهِ وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً( 63 ) ( الأحزاب ) ، والآية إثبات بأنه لا يعلم الساعة إلا اللّه ، وقيل إن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يعلم علاماتها ، وقيل من يعلم علاماتها فقد علم وقتها . وهذا مخالف للآية ، وليس في ذلك طعن في نبوته ، لأنه ليس من شرط النبىّ أن يعلم الغيب ، كقوله :وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ( الأنعام ) ، وقوله :وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ( الأعراف ) .
وقوله تعالى :وَما يُدْرِيكَ *أي وما يعلمك ، يعنى أنه لا يعلم الساعة يقينا ، إلا أنها ربما تكون قريبة ، كقوله :لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً، أي في الزمان القريب . غير أن بعض أحاديث آخر الزمان فيها أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يعرف علامات الساعة ، وأبو هريرة هو ناقل هذا الحديث ، يقول : « لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة ، دعوتهما واحدة ؛ وحتى يبعث دجّالون كذّابون ، قريب من ثلاثين ، كلهم يزعم أنه رسول اللّه ، وحتى يقبض العلم ، وتكثر الزلازل ، ويتقارب الزمان ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج - وهو القتل ، وحتى يكثر فيكم المال فيفيض ، يهمّ ربّ المال من يقبل صدقته ، وحتى يعرضه عليه فيقول : لا أرب لي به ؛ وحتى يتطاول الناس في البنيان ، وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه !
وحتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون ، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ، أو كسبت في إيمانها خيرا . ولتقومن الساعة ، وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ؛ ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن نفحته فلا يطعمه ؛ ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقى فيه ؛ ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها » ، وكل هذه العلامات عادية ومتوقعة ، ولا تدّعى العلم بالغيب أو العلم بالساعة ، والحديث على ذلك ضعيف لأنه لا يضيف جديدا ولا يخبر عن غيب . وفي الرواية عن أبي هريرة أيضا أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم حضر أصحابه يتذاكرون الساعة فقال : « إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات » ، فذكر : الدخان ؛ والدجّال ؛ والدّابة ؛ وطلوع الشمس من مغربها ؛ ونزول عيسى بن مريم ؛ ويأجوج ومأجوج ؛ وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ؛
وآخر - ذلك نار تخرج من اليمن فتطرد الناس إلى محشرهم . وهذه أقل من عشر آيات ! وكلها رجم بالغيب ، والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم لا يعلم الغيب ، والحديث يعارض حديثا آخر لأنس ، فيه : « أن أول أشراط الساعة نار تحشرهم من المشرق إلى المغرب » ، وفي هذا الحديث أن النار هي آخر الأشراط . وحديث آخر لابن مسعود ، يقول : « لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس » وفي رواية « حثالة الناس » . وحديث لحذيفة بن اليمان يقول : « ويبقى طوائف من الناس : الشيخ الكبير ، والعجوز ، يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة « لا إله إلا اللّه فنحن نقولها » . وكل هذه الأحاديث مستشكلة لأنها تنفى بعضها البعض وتعارض القرآن ! والغالب أنها من الإسرائيليات يقينا !

   * * *

1307 - ( يوم التغابن هو يوم القيامة )

سمّى كذلك للآية :يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ( 9 ) ( التغابن ) ، وهو اليوم الذي يغبن فيه أهل الجنة أهل النار ، أي أن أهل الجنة يأخذون الجنة ، وأهل النار يأخذون النار على طريق المبادلة ، فيقع الغبن لأجل مبادلتهم الخير بالشر ، والجيد بالرديء ، والنعيم بالعذاب ، يقال : غبنت فلانا ، إذا بايعته أو شاريته ، فكان النقص عليه والغلبة لي .
وكذا أهل الجنة وأهل النار . وغبن المؤمن بتقصيره في الإيمان ، وكذا الكافر ، غبنه بترك الإيمان . ومن ارتفعت منزلته في الجنة فقد غبن من كان دون منزلته . وتمثيل الغبن بالشراء والبيع في قوله :أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ( 16 ) ( البقرة ) ، فلما ذكر أن الكفّار اشتروا الضلالة بالهدى وما ربحوا في تجارتهم بل خسروا ، ذكر أيضا أنهم غبنوا ، ومع ذلك فإن أهل الجنة اشتروا الآخرة بترك الدنيا ، واشترى أهل النار الدنيا بترك الآخرة . واللّه تعالى خلق فريقا للجنة وفريقا للنار ، ومنازل كلّ موضوعة في الجنة والنار ، وقد يسبق الخذلان على العبد فيكون من أهل النار ، فيحصل الموفّق على منزل المخذول في الجنة ، ويحصل المخذول على منزل الموفق في النار ، فكأنه وقع التبادل فحصل التغابن .
وقد يقع التغابن في غير ذلك ، والمراد في الآية التغابن الذي لا جبران لنهايته . ومن أمثلة التغابن في الدنيا : الرجل يعلم العلم ، فيعلّمه للناس ليعملوا به ويضيّعه هو ولا يعمل به ، فيشقى به ويعمل به من تعلّمه ؛ والرجل يكسب المال ويشحّ عليه ، وبسببه يفرّط في طاعة ربّه ، ولا يعمل بماله خيرا ، ويتركه للورثة فيعملون به الطيب ، فكسبوا وخسر هو ؛ والرجل له الزوجة يتعسّف لها النفقة من الحلال والحرام ، وتأكله الزوجة حلالا ، فيدخل النار وتدخل هي الجنة ! والغبن في الدنيا محرّم لأنه من باب الخداع ، والفرق بين غبن الدنيا وغبن الآخرة ، أن غبن الدنيا يمكن أن يستدرك ، بينما غبن الآخرة لا يستدرك أبدا .

ويقول بعض أهل الصلاح : إن الغبن مكتوب على الخلق أجمعين ، ولا يلقى العبد ربّه إلا مغبونا ، لأن أي عمل لا يستوفى له ليحصل على ثوابه مستوفى ، وفي الحديث من ذلك : « لا يلقى اللّه أحدا إلا نادما ، إن كان مسيئا أن لم يحسن ، وإن كان محسنا أن لم يزدد » .
   * * *

1308 - ( عند البعث الناس طبقات ثلاث )

الخلق عند الموت وعند البعث على درجات أو طبقات ثلاث :فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ( 88 ) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ( 89 ) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ( 90 ) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ ( 91 ) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ( 92 ) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ ( 93 ) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ( 94 ) ( الواقعة ) ،
فالطبقة الأولى : هي طبقة المقرّبين : وهم المحسنون السابقون بالدرجات العلا ، وهؤلاء لهم الرّوح ، أي يروّح عنهم ويرحمون سواء عند الموت أو عند البعث ؛ والريحان هو النبت المعروف ، يراح لهم به برائحته الطيبة ؛
والطبقة الثانية : طبقة أصحاب اليمين : وهؤلاء عليهم السلام :الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ( 32 ) ( النحل ) ، أي يسلّم عليهم الملائكة ، ويسلمون من العذاب ، ولنا منهم السّلام ، وعلينا لهم السّلام ، وذلك لهم إكرام بعد إكرام ؛
والطبقة الثالثة : هي طبقة المكذّبين الضالين : وهم الذين يكذّبون بالبعث وقد ضلّوا عن الهدى والحق ، فإنهم يعنتون عند الموت ، وفي الآخرة يستضافون بالحميم ، وهو نقع النار يشوى البطون ، ثم يصلون الجحيم .

   * * *

1309 - ( الناس في الآخرة إما أشقياء وإما سعداء )

يوم الآخرةيَوْمٌ مَشْهُودٌ( 103 ) ( هود ) ، يشهده البرّ والفاجر ، والناس فيه صنفان :فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ ( 105 ) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ( 106 ) خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ( 107 )وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ( 108 ) ( هود ) ، فالشقىّ يوم القيامة هو الذي كتبت عليه الشقاوة ، والسعيد الذي كتبت عليه السعادة . وفي الرواية أن عمر بن الخطاب لمّا نزلت هذه الآية :فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ، سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : يا نبىّ اللّه ، فعلام نعمل ؟ على شئ قد فرغ منه ، أو على شئ لم يفرغ منه ؟ فقال : « بل على شئ قد فرغ منه وجرت به الأقلام ، ولكن كلّ ميسر لما خلق له » أخرجه الترمذي ، يعنى : أن كلّ إنسان له حدوده ، وقدراته ، وإمكاناته ، وذكاؤه ، ومواهبه ، وطاقته ، ووسعه ، وفهمه ، واستيعابه ، وهذه أشياء معروفة له تعالى قبل أن يخلقه ، فإذا خلقه في هذا النطاق ، فما هو ميسر له يأتيه ربما بالخير وربما بالشر ، وله حرية أن يختار ، وهو لذلك مسؤول ، ومن ثم كان عليه أن يحاذر فيما يأتيه ، فلا يتصادم مع آخرين ، ومع القانون أو المجتمع ، أو مع الشريعة ، واللّه تعالى يعلم ما يمكن أن نأتيه ، لأنه الذي خلقنا بهذه الإمكانات ، وأهّلنا بها لأدوار إن نشأ نجعلها أدوار شر ، وإن نشأ نجعلها أدوار خير ، والسعيد هو من كان على وفاق مع أوامر ونواهى اللّه ، والشّقي من كان على غير وفاق معها وساير الشرّ والأشرار .
   * * *

1310 - ( في الحشر : هل تزوج النفوس ؟ )

في الآية :وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ( 7 ) ( التكوير ) ، قال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « يقرن كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون كعمله » ، وقال عمر بن الخطاب : يقرن الفاجر مع الفاجر ، ويقرن الصالح مع الصالح . وقال ابن عباس : يقرن كلّ شكل بشكله من أهل الجنة وأهل النار ، فيضم المبرّز في الطاعة إلى مثله ، والمتوسط إلى مثله ، وأهل المعصية إلى أمثالهم ، فالتزويج : أن يقرن الشيء بمثله ، والمعنى : وإذا النفوس قرنت إلى أشكالها ، سواء إلى الجنة أو إلى النار . وفي الآية :احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ( 22 ) ( الصافات ) ، جعل لهم أزواج على أشباه أعمالهم ، ليس بتزويج حقيقي ، ولكنه تزويج معنوي ، فأصحاب اليمين هؤلاء زوج يعنى جماعة ، وأصحاب الشمال زوج ، والسابقون زوج .
   * * *

1311 - ( الدار الآخرة هي الحيوان )

هي الجنة ، سميت دارا لأنها للإقامة فيها والسكنى ، كقوله تعالى :الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ( 35 ) ( فاطر ) ، وحددها فقال :جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها( 33 ) ( فاطر ) ، والجنات - كقول ابن عباس - سبع ، هي : جنة عدن ، وجنة المأوى ، وجنة الخلد ، وجنة الفردوس ، وجنة النعيم ، وجنة الوراثة ، وجنة المتقين .
وسميت الدار الآخرة : دار المتقين ، كقوله :وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِينَ ( 30 ) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ( 31 ) ( النحل ) ، وقوله :جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ ( 23 ) سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ( 24 ) ( الرعد ) ، فالدار غدا داران : دار للتقيّ المطيع ، ودار للفاجر العاصي .
والعقبى آخر كل شئ ، وعقبى الدار : هي الدار الآخرة ؛ وأما عاقبة الدار : فهي دار الجزاء وهي سوء الدار ، كقوله تعالى :رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جاءَ بِالْهُدى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ( 37 ) ( القصص ) ، ونقيض ذلك قوله :وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ( 25 ) ( الرعد ) ، وسوء الدار هي جهنم ، وهي أيضا دار البوار ، كقوله تعالى :أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ( 28 )جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ( 29 ) ( إبراهيم ) ، والبوار : هو الهلاك ؛ والقرار : هو الإقامة ، وبئست الإقامة في جهنم ، مقارنة بالإقامة في الجنة - وهي الدار الآخرة للمؤمنين :وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ( 64 ) ( العنكبوت ) : أي دار الحياة الباقية التي لا تزول ولا موت فيها ، والحيوان : بمعنى الحياة ، ويقال لكل شئ حىّ أنه حيوان ، والدار الحيوان وعدها اللّه للمتّقين :تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ( 83 ) ( القصص ) .

   * * *

عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الباب الحادي والستون في أشراط الساعة وذكر الموت والبرزخ والحساب والقيامة والميزان والصراط والجنة والنار والأعراف والكثيب الذي يخرج أهل الجنة إليه
» الباب السادس موجز سور القرآن من 582 الى 590 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 911 الى 940 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 591 الى 600 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 941 الى 947 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى