اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح الشيخ الدكتور عاصم إبراهيم الكيالي
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyأمس في 22:15 من طرف عبدالله المسافر

» فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 30 نوفمبر 2023 - 20:07 من طرف عبدالله المسافر

»  فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 30 نوفمبر 2023 - 20:07 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2313 إلى 2413 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 30 نوفمبر 2023 - 1:10 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2351 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 29 نوفمبر 2023 - 20:40 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2312 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 29 نوفمبر 2023 - 0:56 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2265 إلى 2281 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 28 نوفمبر 2023 - 0:13 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2249 إلى 2264 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 27 نوفمبر 2023 - 23:54 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2211 إلى 2248 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 27 نوفمبر 2023 - 0:32 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن عشر المعاملات أولا الإسلام السياسي من 2168 إلى 2210 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 26 نوفمبر 2023 - 11:48 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 25 نوفمبر 2023 - 23:59 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب ثانيا الطعام والشراب من 2049 إلى 2083 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 25 نوفمبر 2023 - 16:10 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 25 نوفمبر 2023 - 0:40 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر العبادات الحادي عشر الذكر والتسبيح والدعاء من 1961 إلى 2001 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 24 نوفمبر 2023 - 22:59 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 24 نوفمبر 2023 - 22:35 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر العبادات تاسعا صلاة الجمعة من 1903 إلى 1920 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 24 نوفمبر 2023 - 2:05 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر العبادات ثامنا الصلاة من 1826 إلى 1902 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 23 نوفمبر 2023 - 1:09 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع عشر العبادات أولا الوضوء والاغتسال من 1794 إلى 1825 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 17:54 من طرف عبدالله المسافر

» كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني "53" المجلس الثالث والخمسون من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 0:53 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سابعا العدّة من 1782 إلى 1793 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 0:48 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سادسا الطلاق من 1744 إلى 1781 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 21 نوفمبر 2023 - 19:29 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي خامسا الأسرة من 1739 إلى 1743 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 21 نوفمبر 2023 - 19:05 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي رابعا الأولاد من 1734 إلى 1738 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 21 نوفمبر 2023 - 10:37 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثالثا الحمل والولادة والرضاع والفطام والحضانة من 1722 إلى 1733 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 20 نوفمبر 2023 - 23:21 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1681 إلى 1721 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 19 نوفمبر 2023 - 7:33 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1651 إلى 1680 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 19 نوفمبر 2023 - 1:17 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1623 إلى 1650 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 18 نوفمبر 2023 - 17:41 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 17 نوفمبر 2023 - 21:34 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب الخامس عشر الإسلام والحرب من 1547 إلى 1597 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 17 نوفمبر 2023 - 14:27 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 16 نوفمبر 2023 - 18:25 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 16 نوفمبر 2023 - 2:40 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 16 نوفمبر 2023 - 1:12 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 15 نوفمبر 2023 - 10:56 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 18:27 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 14 نوفمبر 2023 - 9:39 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 13 نوفمبر 2023 - 14:20 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 12 نوفمبر 2023 - 22:48 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 12 نوفمبر 2023 - 13:01 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1312 إلى 1342 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 12 نوفمبر 2023 - 0:53 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 11 نوفمبر 2023 - 14:21 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1146 إلى 1278 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 10 نوفمبر 2023 - 21:00 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 9 نوفمبر 2023 - 21:24 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1190 إلى 1220 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 9 نوفمبر 2023 - 13:16 من طرف عبدالله المسافر

» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1152 إلى 1189 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 9 نوفمبر 2023 - 9:11 من طرف عبدالله المسافر

» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1130 إلى 1151 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 8 نوفمبر 2023 - 16:26 من طرف عبدالله المسافر

» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1126 إلى 1129 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 8 نوفمبر 2023 - 9:40 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1076 إلى 1125 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 7 نوفمبر 2023 - 23:58 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 7 نوفمبر 2023 - 10:57 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 6 نوفمبر 2023 - 20:19 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1035 إلى 1044 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 6 نوفمبر 2023 - 0:34 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1026 إلى 1034 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 4 نوفمبر 2023 - 18:29 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 3 نوفمبر 2023 - 13:24 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1015 إلى 1017 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 2 نوفمبر 2023 - 14:48 من طرف عبدالله المسافر

»  الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 2 نوفمبر 2023 - 1:08 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 981 الى 1011 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 31 أكتوبر 2023 - 11:46 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 961 الى 980 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 30 أكتوبر 2023 - 2:02 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 948 الى 960 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 29 أكتوبر 2023 - 1:55 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 941 الى 947 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 27 أكتوبر 2023 - 20:31 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 911 الى 940 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 26 أكتوبر 2023 - 10:07 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 881 الى 910 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 25 أكتوبر 2023 - 12:48 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 851 الى 880 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 24 أكتوبر 2023 - 15:33 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 831 الى 850 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 23 أكتوبر 2023 - 22:04 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 801 الى 830 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 22 أكتوبر 2023 - 16:03 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 771 الى 800 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 21 أكتوبر 2023 - 18:19 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 741 الى 770 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 20 أكتوبر 2023 - 10:31 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 721 الى 740 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 19 أكتوبر 2023 - 15:04 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السابع القصص في القرآن من 697 الى 720 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 18 أكتوبر 2023 - 21:23 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 17 أكتوبر 2023 - 22:39 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 661 الى 680 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 17 أكتوبر 2023 - 19:13 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 641 الى 660 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 17 أكتوبر 2023 - 1:09 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 621 الى 640 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 15 أكتوبر 2023 - 11:43 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 14 أكتوبر 2023 - 21:15 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 601 الى 610 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 13 أكتوبر 2023 - 9:22 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 591 الى 600 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 12 أكتوبر 2023 - 15:46 من طرف عبدالله المسافر

» الباب السادس موجز سور القرآن من 582 الى 590 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 12 أكتوبر 2023 - 0:40 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 10 أكتوبر 2023 - 20:42 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 541 الى 560 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 9 أكتوبر 2023 - 9:42 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 527 الى 540 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 8 أكتوبر 2023 - 16:33 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 511 الى 526 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 6 أكتوبر 2023 - 9:34 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 491 الى 510 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 5 أكتوبر 2023 - 22:31 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 471 الى 490 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 4 أكتوبر 2023 - 22:07 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 451 الى 470 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 3 أكتوبر 2023 - 20:32 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 2 أكتوبر 2023 - 19:50 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 421 الى 430 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 30 سبتمبر 2023 - 23:03 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 408 الى 420 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 30 سبتمبر 2023 - 21:32 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 381 الى 407 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 29 سبتمبر 2023 - 15:08 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 361 الى 380 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 28 سبتمبر 2023 - 8:51 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 341 الى 360 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 27 سبتمبر 2023 - 20:10 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 321 الى 340 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 26 سبتمبر 2023 - 21:49 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 299 الى 320 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 25 سبتمبر 2023 - 17:37 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 281 الى 298 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 24 سبتمبر 2023 - 16:27 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 261 الى 280 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 24 سبتمبر 2023 - 1:37 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 241 الى 260 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 22 سبتمبر 2023 - 14:57 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 21 سبتمبر 2023 - 15:41 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 201 الى 220 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 20 سبتمبر 2023 - 22:03 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 179 الى 200 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 20 سبتمبر 2023 - 0:04 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الأول القرآن من 161 الى 178 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 18 سبتمبر 2023 - 21:43 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الأول القرآن من 141 الى 160 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 18 سبتمبر 2023 - 19:53 من طرف عبدالله المسافر

» الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 17 سبتمبر 2023 - 19:42 من طرف عبدالله المسافر

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

17102023

مُساهمة 

الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Empty الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني




الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 1  د. عبد المنعم الحفني

681 . سورة الزلزلة

السورة مدنية ، وآياتها ثمان ، نزلت بعد سورة « النساء » ، وترتيبها في المصحف التاسعة والتسعون ، وفي ترتيب تنزيل السور المدنية هي السابعة ، وسميت « الزلزلة » ، يعنى ارتجاف الأرض واهتزازها ، لاستهلالها بقوله تعالى :إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها( 1 ) ، وزلزال الأرض أكبر ما يكون يوم القيامة ، وبه تخرج الأرض ما في جوفها ، والإنسان يعجب مما يحدث ويشاهد ويجرى تحت سمعه وبصره ، ويعجب لاضطراب الأرض كل هذا الاضطراب ،
والرجفة التي تأخذ كل شئ ، والناس ينسلون من بطونها ، ويسرعون أشتاتا إلى الحساب ، فمن يعمل مثقال ذرة من خير يره مرصودا ، ومن يعمل مثقال ذرة من شرّ يبصره مكتوبا . وموضوع السورة ومشاهدها وأسلوبها ، كموضوعات ومشاهد وأسلوب  السور المكية . ولمّا نزلت واستمع لها أبو بكر بكى ،
فقال له النّبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « لولا أنكم تخطئون وتذنبون ويغفر اللّه لكم ، لخلق أمة يخطئون ويذنبون ويغفر لهم ، إنه هو الغفور الرحيم » .

  * * *
682 . سورة العاديات
السورة مكية ، وآياتها إحدى عشرة ، وكان نزولها بعد سورة « العصر » ، وترتيبها في المصحف المائة ، وفي التنزيل الرابعة عشرة ، وفيها يقسم اللّه تعالى بخيل المجاهدين يغزون عليها ، . والعاديات جمع عادية ، من عدا يعدو عدوا ، يعنى جرى وركض . وقيل : أقسم اللّه تعالى بنبيّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال :يس ( 1 ) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ( 2 ) ( يس ) ، وأقسم بحياة نبيّه صلى اللّه عليه وسلم ،
فقال :لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ( 72 ) ( الحجر ) ،
وفي هذه السورة يقسم بخيله صلى اللّه عليه وسلم في القتال ، فقال :وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ( 1 ) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً ( 2 ) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً ( 3 ) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ( 4 ) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً( 5 ) ،
والسورة تنبيه إلى الروح الجهادية عند المسلمين ، وتهييج لها عند الزحف ، والمستشرقون على أن الساميين ليسوا حربيين ، والسورة عكس ذلك تماما ، والأحرى أن يقال : إن المسلمين جهاديون .
ومحبة الجهادي أو الحربي لفرسه كمحبته لروحه ، ووصف الخيل خلال الغزو صورة سينمائية بانورامية فريدة ، ولنا أن نتصور الخيل تعدو بالفرسان وتضبح
- أي تتنفس بقوة بلا صهيل حتى لا يحذرها العدو ، وتضرب بحوافرها الأرض ، فينقدح الشرار ، ويثار الغبار ، ثم إنها لتسرى في الليل ، وتغير على العدو صبحا ، وتقتحم صفوفه وتتوغل في بلاده ، ويفاجأ بها وبفرسانها وقد صاروا وسط جمعهم .
والسورة تذكير بهذه النعمة الجلىّ ، نعمة الخيل في الحرب ، ولكن أنّى للإنسان أن يتفكّر ويتدبّر نعمه تعالى في كل مجال ، ليشكره ويعبده وحده ؟

وإن الإنسان لكفور بربّه ، كنود جاحد ، ولو سألته لأقرّ بكفره ، وشهد على نفسه ، فهو يعرف ما فيه وما جبل عليه .
والسورة بدأت بذكر الجهاد ووسيلته الكبرى - وهي الخيل - في الغزو ؛ والجهاد والغزو يكونان عن إيمان يحدوه الشكر والحمد للّه والثناء عليه .
وفي الجهاد تضحية بالنفس والمال ، ورباط الخيل جهاد بالمال ، والإنسان مفطور على الحب الشديد للمال ، يحوزه ويكتنزه .
وختام السورة يذّكر بأن الآخرة لا ينفع فيها مال مما في الجيوب ، ولن تعثر في بقايا الأجداث في القبور على أي مال ، إلا ما كان في الصدور من نوايا وأسرار وأعمال ، يعرفها اللّه عن أصحابها معرفة المطّلع الخبير ، لا يخفى عليه منها خافية . وآيات السورة - وما فيها من صور ومشاهد ،
صارت مأثورات تضرب بها الأمثلة كقوله :إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ( 6 ) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ ( 7 ) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ( 8 ) وهي ثلاث حكم متتابعة ، وكان نزولها بشارة للنّبى صلى اللّه عليه وسلم بأن السرية التي بعث بها إلى بنى كنانة حققت المطلوب منها ، ونجحت في غزوها ، وأن فرسانها كانوا أبطالا ، وخيلهم كانت آية من آياته تعالى ، وكانت أخبار هذه السرية قد أبطأت حتى أن المنافقين روّجوا أنها أبيدت عن آخرها .
والكنود صفة عامة من صفات الإنسان ، وتعنى أنه كفور بنعم اللّه ، ومن دأبه أن يعدّ المصائب وينسى النّعم ، وأنه يشهد على ذلك بنفسه ويقرّ به ، ويظهر كنوده في أقواله وأفعاله ، وقوله تعالى :وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ( 7 )
كقوله :شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ( 17 ) ( التوبة ) ، والكفر هو كفر النّعم ، ومنه أن يشهد الإنسان على نفسه بحبه الشديد للمال ، والخير في الآية ، كقوله :وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ( 8 )
هو المال ، يحبه حبّا جمّا ، ويجهد في جمعه ، ويحرص عليه ويبخل به ولا ينفقه في سبيل اللّه . وهذه الحكم الثلاث تعقيب على حال الذين نكصوا عن القتال ولم يسهموا فيه . والجهادية أو الحربية في السورة لها شقان ، أحدهما المشاركة في القتال والغزو بالنفس والبدن ، والثاني المساهمة بالمال لمن لا يقدر على القتال لمرض أو عجز أو زمانة ، والمسلم الجهادي هو من يضحى بالنفس والبدن والمال معا .
والآيات الخمس الأولى من سورة العاديات فيها البشارة بالنصر ، والفرحة بالعزة ، بينما الآيات الست الأخيرة فيها التوبيخ للمنافقين الذي يبخلون أن ينفقوا في سبيل اللّه ، والإخبار بأنه تعالى يعلمهم فيجازيهم أوفى الجزاء يوم القيامة .
نسأل اللّه العافية ، وله الحمد والمنّة .

  * * *

683 . سورة القارعة

السورة مكية ، وترتيبها في المصحف الواحدة بعد المائة ، وفي التنزيل الثلاثون ، وكان نزولها بعد سورة قريش ، وآياتها إحدى عشرة آية ، وموضوعها : القيامة بأهوالها ، والآخرة بأفزاعها ، وتستهل بسؤال عن القارعة : ثم يأتي التعريف بها من خلال الجواب .
وطريقة التعليم بالسؤال والجوابKatechismus ( D . );Catechese ( F.) ;Catechism ( E )
.
من الطرق التعليمية للقرآن ، وقوله الْقارِعَةُ ( 1 ) مَا الْقارِعَةُ ( 2 ) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ( 3 ) أبلغ استهلال لبيان عظم شأن هذا الحدث الذي لا يمكن أن يتصوره خيال .
وتكرار القارعة ثلاث مرات من باب التهويل والتشويق لمعرفة ما يكون عن الكون والناس بسببها ، فأما الناس : فعند نزول القارعة ينسلون من الأجداث متفرقين فزعين كأنهم الفراش المبثوث . والفراش هو الهمج الطائر من هوام وجراد وغيرهما ، شبّه الناس بّه يوم الحشر ، لأنهم يبعثون يموج بعضهم في بعض :خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ( 7 ) ( القمر ) ، ويركب بعضهم بعضا كالغوغاء في يوم زحام ، ولا تقرع القارعة الناس وحدهم ، ولكنها تقرع الكون كله أي تضربه ، فهي القارعة لأنها تقرع بالدواهى ، وتصيب بالنوازل ، فالجبال الصلبة تتداعى تحت قرعاتها ، فتصبح كالعهن المنفوش ، أي الصوف المندوف المتطاير والمنتثر .
وفي ذلك اليوم ينقسم الناس قسمين ، ويكونون صنفين ، فمن ترجح أعماله الصالحة وتثقل موازينه ، فقد فاز بالعيشة الراضية ، وكانت له جنة النعيم خالدا فيها ، ومن تقلّ حسناته وتخفّ موازينه ، فأمّه هاوية ، والهاوية هي جهنم ، سماها « أمّا » لأنه يلتصق بها وتضمه إليها وكأنها أم تضم صغيرها ؛ وسميت « هاوية » لأنه يهوى فيها ، كالذي يهوى من حالق إلى القاع . ويتساءل تهويلا : وما الهاوية ؟
ويجيب : هي النار الحامية التي لا تقارن بها نار الدنيا . وفي الحديث : « إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم » ، وقوله صلى اللّه عليه وسلم « سبعين » إنما للتمثيل ، والعرب تتمثل بالأعداد سبعة ، وسبعين ، وألف .
وفي حديث آخر ، قال عن نار جهنم : « أوقد على النار ألف سنة حتى احمرّت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضّت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودّت ، فهي سوداء مظلمة » ، والحديثان لتقريب صورة النار ، وإلّا فلا شئ يشبهها من نار الدنيا !
والسورة عموما لبيان قدر الحق والباطل ، فإنما يثقل ميزان من يثقل ميزانه ، لأنه يضع فيه الحق ؛ ويخف ميزان من يخف ميزانه ، لأنه يضع فيه الباطل ، وحقّ لميزان يكون فيه الباطل أن يكون خفيفا ، وحقّ لمن خفّ ميزانه أن يكون مصيره النار ! !

  * * *

684 . سورة التكاثر

السورة مكية ، وآياتها ثمان ، نزلت بعد الكوثر ، وترتيبها في المصحف الثانية بعد المائة ، والسادسة عشرة في التنزيل ؛ وموضوعها انشغال الناس بالدنيا وانصرافهم إليها ، إلى أن يأتيهم الموت بغتة فينقلهم من القصور إلى القبور كقول القائل :الموت يأتي بغتة * والقبر صندوق العملوالتكاثر في قوله تعالىأَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ( 1 ) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ( 2 ) : المباهاة بالمال والأولاد والأهل ؛ وتكاثر الأموال هو جمعها من غير حقّها ، ومنعها من حقها ، واكتنازها في الأوعية .
وفي الحديث في معنى « ألهاكم التكاثر » : « يقول ابن آدم مالي مالي ، وإنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلى ، أو تصدّق فأمضى ، وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس » صلى اللّه عليه وسلم وعنه صلى اللّه عليه وسلم قال : « يهرم ابن آدم ويبقى معه اثنتان : الحرص والأمل » ، وعنه أيضا قال : « يتبع الميت ثلاثة ، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد : يتبعه أهله وماله ، يبقى عمله » .
ولم يأت في القرآن ذكر المقابر إلا في هذه السورة . وسياق السورة يزهّد في زيارة القبور فلا شئ فيها إلا التراب ، وأما الأحباب فعند اللّه ، فما كان من تراب فمآله للتراب ، وما كان من اللّه فإليه يعود ، والثياب إذا بليت ألقى بها ، فكذلك الأجساد ، وذلك دليل على أن الإنسان روح وليس جسدا .
فإذا كانت زيارة القبور للاتّعاظ والاعتبار ، ولوجه اللّه تعالى ، وإصلاح فساد القلب ، فذلك أليق وأنسب ، ومن يرد علاج قلبه من القساوة ، فعليه أن يكثر من التفكّر في الموت ، والتفكير فيه يميّز الإنسان عن سائر الموجودات ، وكذلك مشاهد المحتضرين ، وعيادة المرضى في مرض الموت ، والسير في الجنازات ، وزيارة القبور ، فهذه أربعة أمور تؤتى كعلاج نفسي ديني . وليس كذكر الموت تنبيه للغافل بما إليه المصير ، وليس كمشاهدة المحتضرين مدعاة للتفكير ، وليس كزيارة القبور موعظة للقلب اللاهي ، والخبر ليس كالمشاهدة والمعاينة .
والتكرار في قوله تعالى :كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ( 3 ) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ( 4 ) : في الأولى يتأتى العلم عند معاينة الموت ، وفي الثانية يتأتى العلم عند البعث ؛ وقيل : في الأولى يتأتى عند انتزاع الروح ، وفي الثانية عند دخول القبر وسؤال منكر ونكير ؛ وقيل : إن علىّ بن أبي طالب قال : كنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت هذه السورة - يشير إلى قوله تعالى :كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَيعنى في القبور ، والحديث مشكوك فيه ، لأن السورة مكية ! ووقتها لم يكن علىّ قد أدرك بعد ، وإنما متعلق القسم في السورة بما بعدها :لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ( 6 ) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ( 7 ) ،
والخطاب للكفار الذين وجبت لهم النار . فلما نزلت :لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ( 8 ) قيل إن أبا بكر سأل الرسول صلى اللّه عليه وسلم عن أكلة أكلوها معا ، وكانت مجرد تمر وماء ، هل هي من النعيم الذي يسألون عنه ؟

فأجاب : « ذلك للكفار » ، ثم قرأ :وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ( 17 ) ( سبأ ) ،
يعنى : لن يسأل عن النعيم إلا أهل النار ، فلمّا كفروا يسألون عن كل شئ كان من النعيم حتى الماء والهواء !
وهؤلاء يرون الجحيم مرتين : مرة بعين قلوبهم تصوّرا وتخيّلا ، ومرّة بعين رؤوسهم مشاهدة ومعاينة ، فما كان « علم يقين » يصير « عين يقين » .
والنعيم المسؤول عنه في السورة : يتراوح بين الضروريات والكماليات ، فعن أبي هريرة أن الناس تساءلوا : أي نعيم نسأل عنه ؟ فإنما هما الأسودان : التمر والماء ، يعنى ما كان إلا شظف العيش ،
فقال الرسول : « إن ذلك سيكون » ، يعنى حتى الأسودان تسألون عنهما ، أو يسأل عنهما كل جاحد كافر بأنعم اللّه ، وأما المؤمن فهو مقرّ بنعم اللّه وشاكر حامد عليها ، ويتحدّث بها دوما ثناء على اللّه .

ومضمون سورة التكاثر : أن النعيم هو نعيم المتكاثرين المتباهين المترفين ، وفي القرآن أن الإنسان لا يسأل يوم القيامة عمّا كان يسد به جوعه ، ويروى عطشه ، ويستر عورته ، ويحتمى تحت سقفه ، بدليل أن آدم أسكنه اللّه الجنة وقال له :إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى ( 118 ) وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى( 119 ) ( طه )
فكانت هذه الأشياء الأربعة مضمونة له ولأبنائه من بعده ، وليست من النعيم ، ولا يسأل عنها ، ولا يحاكم أو يقاضى بها لو حصّلها من أي طريق : ما يسدّ به الجوع ؛ وما يدفع عنه العطش ؛ وما يقيه سقفه الأعين والبرد والحرّ ؛ وما يستر عورته من اللباس .
فهذه هي الضروريات التي تقوم على القول بها الفلسفة الاشتراكية للإسلام ، وأضيف إليها خمسة أشياء :
ما يتعلمه ويقيه الجهل ؛
وما يعمله ويقيه البطالة ؛
وما يتداوى به ويقيه المرض ؛
وما يعيله في شيخوخته ويقيه الحاجة ؛
وأن تكون له زوجة وأولاد .

فهذه أشياء لا بد منها ، وما زاد عليها فهو من النعيم حقا .
وفي اشتراكية الإسلام لا بد أن توفر الحكومة ، أو الدولة ، أو المجتمع ، أو النظام العام ، هذه الأشياء للجميع ، لأن فيها الحدّ الأدنى لإنسانية الإنسان ، ولن يكون الإنسان إنسانا إلا بها ،
وفي الحديث : « ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال : بيت يسكنه ، وثوب يوارى عورته ، وجلف الخبز ( أي الخبز وإن كان بلا إدام ) ، والماء » وفي الحديث الآخر : « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس :

الصحة والفراغ » ، فنعلم : أن ما يحتاجه الإنسان في شطر منه ضروريات ، وفي شطر منه لوازم ، وفي شطر منه كماليات . ومضمون السورة يتحدث عن الكماليات التي هي مدار التكاثر عند الأغنياء .
على أن الجميع من النعم :إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا( 36 ) ( الإسراء )
وفي الحديث : « يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقول له : ألم نجعل لك سمعا وبصرا ومالا وولدا ؟ » فهذه جميعا من النعم تكون للمؤمن والكافر ، فأما المؤمن فيستخدمها في الصلاح فلا يسأل عنها ، وأما الكافر فاستعماله لها في الفساد فهو عنها مسؤول . والسورة على ذلك فيها الكثير من التعليم وفلسفة الاجتماع والفلسفة الاشتراكية ، وفيها الوعظ ، والتوبيخ ، والتهديد ، والإنذار .

  * * *

685 . سورة العصر

السورة مكية ، وآياتها ثلاث ، نزلت بعد الشرح ، وترتيبها في المصحف الثالثة بعد المائة ، وفي التنزيل الثالثة عشرة ، وتعتبر وسورة التكاثر أصغر سورتين في القرآن ، وموضوعها سعادة الإنسان وشقاوته ، ونجاحه وخسرانه ، وفيها قسم بالعصر ، أي الزمان الذي دأبه النقصان ، فينصرم بسرعة ولمّا يستعد الإنسان لآخرته ، ويفجؤه الموت ولم يلحظ أن عمره ينقضى ، وحياته إلى زوال ، وأنه الخسران في نهاية المطاف ، فلا هو كسب الدنيا ، ولا فاز بالآخرة ،
كقول القائل : إنا لنفرح بالأنام نقطعها * وكل يوم مضى نقص من الأجل
والخسران : هو الذي يفضّل العاجلة على الآجلة ، وليس صحيحا أن القسم في السورة بصلاة العصر ، كقسمه تعالى بالضحى ، وبالفجر ، فالسياق العام لا يتفق مع هذا التفسير ، وإنما القسم بالزمان ، لأن وجود الإنسان في العالم وجود زماني ، ووجوده تعالى لا زماني ، ولا يجرى الزمان عليه ولا يتعين وجوده به .
والزمان هو أخطر وأهم ما في وجود الإنسان ، فالإنسان يعيش في الزمان ، والزمان يطبق عليه ، ولا يوجد الإنسان بدون الزمان ، ولذلك يقسم اللّه تعالى به .
والسورة من الإعجاز الفلسفي والنفسي للقرآن ، لأن الزمانية فيها ليست مجرد ماض وحاضر ومستقبل ، وليست زمانية ستاتيكية ، لأن الزمان في السورة سيّال ، ومجراه مستمر ، وزمانيته ديناميكية ، وشعورنا بالزمان الذي يجرى هو ما أسميه الزمانية النفسية ، ودليلها الاستثناء في السورة من الخسران بأربعة أشياء :
بالإيمان ؛ والعمل الصالح ؛ والتواصى بالحق ؛ والتواصى بالصبر ؛
فنجاة الإنسان تكون بأن يعيش الزمان لا كميا وإنما نفسيا .
بالإيمان والعمل الصالح ، يكمّل بهما نفسه ، وينصح الغير بطلب الحقّ والصبر عليه ، فيكون قد جمع بين حقّ اللّه وحقّ العباد ، وهذه هي الزمانية المعاشة كأعمق ما يمكن أن تعاش ، وهي زمانية المؤمن ، وهي زمانية سرمدية ، فمن يريد ألا يخسر الزمان ، وأن يحياه عن حق ، فليؤمن .

  * * *

686 . سورة الهمزة

السورة مكية ، وترتيبها في التنزيل الثانية والثلاثون ، وترتيبها في المصحف الرابعة بعد المائة ، وآياتها تسع ، وكان نزولها بعد سورة القيامة ، وموضوعها أخلاقي : يتناول المشّائين بالنميمة ،
وفي الحديث : « شرار عباد اللّه : المشّاءون بالنميمة ، المفسدون بين الأحبّة ، الباغون للبرآء العيّب » ، والهمزة : الذي يغتابك من ورائك ؛ واللّمزة : الذي يغتابك في وجهك ،
كقول القائل : تدلى بودّى إذا لاقيتنى كذبا * وإن أغيب فأنت الهامز اللّمزة
وقيل : السورة نزلت في الأخنس بن شريق وكان يلمز الناس ويعيبهم ، ولكنها مرسلة على العموم من غير تخصيص ، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .

وتذمّ السورة الذين همّهم الأكبر في الحياة جمع المال وتكديسه ، يحسبون أنهم بالمال سيخلّدون في الدنيا ، وتختم السورة بتحذيرهم وتوعّدهم بأقسى النار عذابا ،
وهي الحطمة :
التي تحطم من يلقى فيها ، وتكسر عظامه ، وتحرقه فيكون حرقه كالفرقعات ، فيه تهشيم وتحطيم وتكسير ، ولا يستطيع الإفلات منها ، لأنها تحيط به ، وتحبسه داخلها ، وتربطه إلى أعمدتها ، وبقدر ما في قلبه من عصيان بقدر ما يلقى فيها من عذاب ، لأنها نار تطّلع على الأفئدة ، وتعرف ما بداخلها من أسرار ونوايا وخفايا ، نسأل اللّه العافية ، ونعوذ به من هذا العذاب المهين .
  * * *

687 . سورة الفيل

السورة مكية ، وآياتها خمس ، وكان نزولها بعد « الكافرون » ، وترتيبها في المصحف الخامسة بعد المائة ، وفي التنزيل التاسعة عشرة والسورة من النّعم التي امتنّ بها اللّه على قريش ، وتحكى عن قصة أصحاب الفيل ، وتستفتح باستفهام تقريرى :أَ لَمْ تَرَ، وهو من أساليب القرآن المكررة ويأتي 31 مرة ، والخطاب خاص للنّبى صلى اللّه عليه وسلم ، ولكنه عام لكل المسلمين ، تقول السورة : ألم تروا ما فعل اللّه بأصحاب الفيل ؟
ولقد رأى العرب حدث الفيل وعاينوه ، وكانت ولادة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عام الفيل ، وقيل : يوم الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ؛ وقيل : يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول ؛ وقيل : إن عام الفيل كان قبل مولده صلى اللّه عليه وسلم بأربعين سنة ، وقيل بثلاث وعشرين سنة .
وروى عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قوله : « ولدت عام الفيل » ، أو قال « يوم الفيل » ؛ وقيل : كانت ولادته يوم عاشوراء من شهر المحرم .
ومناسبة هذه الاجتهادات والاختلافات ، قوله تعالى في السورةأَ لَمْ تَرَ؟
يعنى يا محمد ، وهو لم ير ، ولكنه سمع وفهم ووعى ، والرؤية هنا المقصود أنها : بالبصيرة .
ولقد أكرم اللّه قريشا بسبب بيته « الكعبة » ، فكان وجود الكعبة في مكة نعمة لم تقدّرها قريش ، فبسبب البيت حفظت من العدوان ، ومن كراماته أن دعا لهم إبراهيم ، لأنهم حوله ، قال :رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ( 126 ) ( البقرة ) ، فكان الحجاج يأتون من كل فجّ ومعهم من كل الثمرات ، وبورك لهم في رحلتي الصيف والشتاء ، فكأن سورة قريش هي المكملة لسورة الفيل ؛
والفيل : حيوان ضخم الجثة ضعيف العقل ، وكذلك أصحاب الفيل ، كانوا كثرا ، ولكن قيادتهم كان بها حمق وبله ، والعرب تقول : رجل فيل الرأي ، أي ضعيف الرأي ، والجمع أفيال ، ويقولون : فال - أي ضعف عقله .
وأصحاب الفيل كانوا على الحقيقة يتخذون الفيل سلاحا يخيفون به العرب ، وكانوا أيضا مجازا ضعاف العقول ،
يظنون أن الكثرة والقوة سبب للنصر ، ولم يعوا أن النصر بيده تعالى ، يعزّ من يشاء ، ويذلّ من يشاء ، فمن تكون له عزّة يعزّ بها الناس ، وينتصف بها للمظلوم من الظالم ، ويمنع بها استقواء المستقويين ، أعزّه اللّه ؛
ومن تكون العزّة فيه تجبّرا وطغيانا وظلما وعسفا بالناس ، أذلّه اللّه ، وأصحاب الفيل كانوا جبابرة ، ويرأسهم أبرهة ، وكان من الطواغيت ، فلما قدم مكة غازيا يريد هدم البيت ، عاب على عبد المطلب أن يكلمه فيما استولى عليه أبرهة من إبل قريش ، ولا يكلّمه بشأن البيت ، فردّ عليه ردّه المأثور : إني أنا ربّ الإبل ، وإنّ للبيت ربّا سيمنعه !
ولقد كان ، وتحقق ما قاله عبد المطلب ، فأرسل اللّه تعالى على جيش أبرهة طَيْراً أَبابِيلَ( 3 ) ، أي كالجراثيم الكثيرة ،تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ( 4 ) ،
أي بحجارة من جهنم ، يعنى لها تأثير قاتل ، لقوله في قوم لوط :وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ( 74 ) ( الحجر ) ، 

فقيل : هي حجارة من طين حمى عليها بنار جهنم ، كقوله تعالى :لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ ( 33 ) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ( 34 ) ( الذاريات ) ،
أي تسومهم وتترك بهم علامات الموت ، وقيل : كان جلدهم ينفط منها كنفط الجدري ، ولربما كان ابتلاؤهم بالجدرى ، وربما بما هو ألعن ، وربما كانت الطير الأبابيل هي فيروس هذا المرض ، أو مرض غيره ، وكأن الحرب المعلنة على جيش أبرهة كانت حربا بيولوجية ، أو حربا جرثومية ، فلم يكن بوسعهم أن يدفعوا عن أنفسهم ابتلاء السماء ، فكانوا كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ- أي كورق الشجر المأكول الذي تهرّأت بقاياه ، فإن كان ذلك ممكنا الآن لدول كأمريكا وإنجلترا وحتى إسرائيل ، أفلا يكون ذلك محققا للّه تعالى وهو ربّ القدرة والإمكان ؟ 

والسورة على ذلك من معجزات القرآن العلمية ، وكان تفسيرها قديما يشق على الناس ، ولكنه يتيسّر الآن : بالمخترعات العلمية والكشوف في مجال البيولوجيا الحربية والحرب الميكروبية .
فهل يتعظ أصحاب المزاعم العريضة كأمريكا وإسرائيل ، وأىّ من الطغاة المعادين للإسلام ، فإن اللّه مع الحق ، والمسلمون في حرمه تعالى سواء في مكة أو في خارجها ، فالأرض كلها والكون ، بيت محرّم من بيوت اللّه ، وكل بيت مسلم هو حرم آمن بإذن اللّه ، واللّه مع الصابرين .وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ( 227 ) ( الشعراء ) .
( انظر قصة أصحاب الفيل ضمن باب قصص القرآن ) .

  * * *

688 . سورة قريش

السورة مكية ، وآياتها أربع ، نزلت بعد « التين » ، وترتيبها في المصحف السادسة بعد المائة ، وفي التنزيل التاسعة والعشرون ، وفيها إخبار بما كانت عليه قريش من نعم ، وعمّا اختصت به من أمن وأمان وخير وسعة ، بسبب أنهم كانوا أهل بيت اللّه ، ولولا البيت ما كانت لهم هذه النّعم ، فالبركة بسبب البيت ، والأمر كله موكول برضاء اللّه .
وتتصل معاني السورة بمعانى سورة الفيل التي تأتى قبلها في المصحف وفي التنزيل ، حتى لكأنما هما سورة واحدة ، لولا أن فصلت بينهما « بسم اللّه الرحمن الرحيم » .
فلولا حماية اللّه للبيت ما انهزم أصحاب الفيل ، وبسببه كانت معجزة الطير الأبابيل ، ونعمة الأمن والخير كانا بسبب البيت ، وسورة الفيل تبدو كافتتاحية لسورة قريش ، وسورة قريش كتكملة لسورة الفيل ، إلا أن السورتين منفصلتان ، وكان عمر يقرأ سورة قريش في الصلاة كسورة مستقلة ، وقرأ المسلمون سورة الفيل كسورة مستقلة كذلك ،
ومع ذلك فالسورتان متصلتان ، ولم يهلك أصحاب الفيل إلا لتأمن أو تألف قريش ، وبسبب أنهم أهل بيت اللّه أمنوا الناس ، وألفوا أن يقوموا برحلتين للتجارة في الصيف والشتاء .
وفي مكة يشكل الشتاء نصف السنة ، والصيف نصفها الآخر ، وكان جلّ قريش تجارا ، وأسفارهم في الصيف إلى بلاد باردة كالشام ، وفي الشتاء إلى بلاد حارة كاليمن ، وفي الحالتين يكون سفرهم للمنافع ، وما يربحونه اعتادوا أن يقسموه بينهم وبين الفقراء ، حتى صار فقيرهم كغنيّهم ، وجاء الإسلام وهم على هذا الحال ، فلم يكن من العرب من هو أكثر منهم مالا وأعزّ نفرا ، ببركة بيت اللّه .
وكان أصحاب الإيلاف أربعة إخوة من بنى مناف : هاشم ، وعبد شمس ، والمطلب ، ونوفل ؛ فأما هاشم فإيلافه أو اختصاصه الأمنى : الشام ؛ وإيلاف عبد شمس الحبشة ؛ والمطلّب اليمن ؛ ونوفل : فارس .
ومعنى يؤلفون الناس : أن يؤمّنوهم الناس ويجيروهم ؛ فكأن هؤلاء الإخوة يدعون المجيرين ، أي الحرّاس على أمن الناس ، ومعنى « يجيرونهم » أن يسكنوهم إلى جوارهم ويقبلوا جيرتهم فيكونون لهم عونا وغوثا ونجاة .
وكان كل التجار يسافرون تحت مظلتهم فلا يتعرض لهم أحد ، وما كان لسكان مكة زرع ولا ضرع ، فكانوا يميرون في الشتاء والصيف آمنين ، بينما الناس من حولهم يتخطّفون ، كقوله تعالى :أَ وَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ( 67 ) ( العنكبوت )
فكانوا إذا عرض لهم عارض قالوا : نحن أهل حرم اللّه ، فلا يتعرض الناس لهم . ومن اللّه تعالى عليهم بالبيت ، وبالرحلتين ، وبنعمتي الأمن والغنى .
ونفيد من ارتحالهم في الشتاء والصيف جواز أن يرتحل أهل الإسلام في الزمانين بين محلين ، يكون حالهما في كل زمان أنعم من الآخر .

وحقّ على قريش بما خصّوا به أن يؤمنوا باللّه ، كقوله :فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ( 3 ) وقولهإِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها( 91 ) ( النمل ) ،
وحقّ عليهم أن يوحّدوه ، وأن يحمدوه ويثنوا عليه ، ولكنهم لم يفهموا ولم يعوا سبب ما هم فيه من نعم ، ولم يقدّروا أن للبيت ربّا ، وأنهم به شرفوا على سائر العرب ، فكان عليهم أن يهجروا ما وضعوا في البيت من أوثان ، وأن يجرّدوا عبادتهم للّه وحده ، والأوثان ليست فقط ما نعرف من الأحجار المرسومة والموسومة ، ولكنها المعاني والأسماء التي مدارها الكفر والإلحاد والشكر لغير اللّه ، والأسماء نخترعها بأنفسنا ونجعل لها المعاني - كالعولمة والليبرالية ، وبعد أن نصنعها نتعبّدها،ونجمد على تقديسها:
والسورة تعلن الثورة على أصنام الحضارات ، وأوثان الثقافات ، وتردّ الأمور إلى نصابها ، وإلى خالق كل شئ ، العلىّ العظيم ، والواحد الكريم ؛ بديع السماوات والأرض ، الذي يطعم من جوع ويؤمن من خوف ، لا لقريش وحدها ، وإنما لكل من كان في مكة وما حولها ، والحرم ليس الكعبة وحدها ، ولكنه مكة أو بكّة والقرى من حولها ، ومكة بالنسبة لهذه القرى كالأم ، وكانت بحق أم القرى ، وأىّ من كان طالما هو في هذه القرى فهو ، في حرم اللّه .
وكان العرب يغيرون على بعضهم ، فأمنت قريش دون العرب لأنهم أهل الحرم ، وأكرمهم اللّه ببيته في بلدهم ،
كقوله :أَ وَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ( 57 ) ( القصص ) ، بدعوة نبيّنا إبراهيم :رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ( البقرة ) ، فلما لم يعلموا ، ولم يحمدوا اللّه ويعبدوه ، وأنكروا القرآن وآذوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، صدق فيهم قوله تعالى :وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ( 112 ) ( النحل )
فكانت دعوة الإسلام ، وقوله صلى اللّه عليه وسلم يخطب في قريش ، يقول :لِإِيلافِ قُرَيْشٍ ( 1 ) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ( 2 ) ، ويحكم يا معشر قريش ، اعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمكم من جوع وآمنكم من خوف » .
فهكذا يجزى المؤمنون لأنهم في ذمة اللّه ، والسورة بآياتها تخصّ ، وبمعانيها تعمّ .

  * * *

689 . سورة الماعون

عدد آيات السورة سبع ، ونزلت بعد التكاثر ، وقيل : إن الآيات الثلاث الأولى منها مكية ، والآيات الأربع الباقية مدنية ، إلا أن مناسبة نزول السورة تجزم بأنها مكية ، فقد نزلت في العاص بن وائل السّهمىّ ؛
وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة ؛ وقيل في أبى جهل ؛ وقيل في عمرو بن عائذ ؛ وقيل : في أبي سفيان ، وهؤلاء جميعا كانوا من نزلاء مكة ، وكان أهلها لا يورثون النساء ولا الصغار ، ويقولون : إنما يحوز المال من يطعن بالسنان ويضرب بالحسام !
ودعّ اليتيم : هو نهره ؛
والمسكين : هو من لا يجد قوت يومه ، فلمّا حضّ اللّه تعالى على إطعام المساكين قالوا مقالة أهل الكفر :أَ نُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ( 47 ) ( يس ) وهاتان الصفتان نهر اليتيم ، وعدم الحضّ على طعام المسكين ، من صفات المكذّب بالدين ، الذي لا يؤمن بالآخرة والبعث والحساب .
وقد يعتنق الدين لسبب من الأسباب ، فتلزمه الصلاة ، ولكن لأنه في باطنه كافر وإن أظهر التقوى شكلا ، فإنه يسهو دوما عن الصلاة ، فلا يصليها لوقتها ، ولا يتذكر هل أتمّها أو لم يتمها ، وهل سجد سجدة أو سجدتين ، ولا يهمه إن تركها ، ولا يعتقد أن لها أجرا ، فصدق عليه قوله تعالى :فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا( 59 ) ( مريم ) ، وقوله وَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا( 142 ) ( النساء ) ،
ولو كان الكلام في السورة عن الساهين عن صلاتهم فقط ، لكان المقصود بهم المؤمنون ، ولكنه حدّدهم فقال :الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ، فنعلم أنهم المنافقون .
والسهو « عن » الصلاة فعل المنافقين ، وأما السهو « في » الصلاة فهو فعل المؤمنين ، لأنه ما من مؤمن إلا ويسهو « في » صلاته ، والسلامة من السهو محال .
والمنافقون يصلون تقيّة ، ليقال أنهم يصلون .
والمراءاة أو النفاق أسلوب حياة ، يمارسه المنافق إذا لبس ، أو صلّى ، أو تصرّف مع الغير .
والمنافق في مجال العلم يتعالم .
والإظهار نفاقا أو رياء ليس كالإظهار لصالح الأعمال .
والرياء : هو طلب الشهرة والسّمعة .
وكلمة رياء تعنى : أن يرى الناس بعيونهم المصلّى وهو يصلّى ، فيثنون عليه .
والصلاة كفريضة فيها العلن ، ولكن الزكاة تفعل سرّا ، ولهذا يظهر المرائي الصلاة ويمنع الزكاة ، وهو معنى :وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ( 7 ).
والماعون هو الزكاة ، فلو خفيت الصلاة كما خفيت الزكاة ، ما صلى المراءون .
وقيل الماعون إطعام الطعام ، أو هو المعونة أيا كانت .

  * * *
عبدالله المسافر
عبدالله المسافر
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6552
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافر

مُساهمة الثلاثاء 17 أكتوبر 2023 - 22:39 من طرف عبدالله المسافر

الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

681 . سورة الزلزلة

السورة مدنية ، وآياتها ثمان ، نزلت بعد سورة « النساء » ، وترتيبها في المصحف التاسعة والتسعون ، وفي ترتيب تنزيل السور المدنية هي السابعة ، وسميت « الزلزلة » ، يعنى ارتجاف الأرض واهتزازها ، لاستهلالها بقوله تعالى :إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها( 1 ) ، وزلزال الأرض أكبر ما يكون يوم القيامة ، وبه تخرج الأرض ما في جوفها ، والإنسان يعجب مما يحدث ويشاهد ويجرى تحت سمعه وبصره ، ويعجب لاضطراب الأرض كل هذا الاضطراب ،
والرجفة التي تأخذ كل شئ ، والناس ينسلون من بطونها ، ويسرعون أشتاتا إلى الحساب ، فمن يعمل مثقال ذرة من خير يره مرصودا ، ومن يعمل مثقال ذرة من شرّ يبصره مكتوبا .
وموضوع السورة ومشاهدها وأسلوبها ، كموضوعات ومشاهد وأسلوب السور المكية .
ولمّا نزلت واستمع لها أبو بكر بكى ، فقال له النّبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « لولا أنكم تخطئون وتذنبون ويغفر اللّه لكم ، لخلق أمة يخطئون ويذنبون ويغفر لهم ، إنه هو الغفور الرحيم » .

  * * *

682 . سورة العاديات

السورة مكية ، وآياتها إحدى عشرة ، وكان نزولها بعد سورة « العصر » ، وترتيبها في المصحف المائة ، وفي التنزيل الرابعة عشرة ، وفيها يقسم اللّه تعالى بخيل المجاهدين يغزون عليها ، .
والعاديات جمع عادية ، من عدا يعدو عدوا ، يعنى جرى وركض . وقيل : أقسم اللّه تعالى بنبيّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال :يس ( 1 ) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ( 2 ) ( يس ) ، وأقسم بحياة نبيّه صلى اللّه عليه وسلم ، فقال :لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ( 72 ) ( الحجر ) ، وفي هذه السورة يقسم بخيله صلى اللّه عليه وسلم في القتال ،
فقال :وَالْعادِياتِ ضَبْحاً ( 1 ) فَالْمُورِياتِ قَدْحاً ( 2 ) فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً ( 3 ) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ( 4 ) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً( 5 ) ، والسورة تنبيه إلى الروح الجهادية عند المسلمين ، وتهييج لها عند الزحف ، والمستشرقون على أن الساميين ليسوا حربيين ، والسورة عكس ذلك تماما ، والأحرى أن يقال : إن المسلمين جهاديون .
ومحبة الجهادي أو الحربي لفرسه كمحبته لروحه ، ووصف الخيل خلال الغزو صورة سينمائية بانورامية فريدة ، ولنا أن نتصور الخيل تعدو بالفرسان وتضبح - أي تتنفس بقوة بلا صهيل حتى لا يحذرها العدو ، وتضرب بحوافرها الأرض ، فينقدح الشرار ، ويثار الغبار ، ثم إنها لتسرى في الليل ، وتغير على العدو صبحا ، وتقتحم صفوفه وتتوغل في بلاده ، ويفاجأ بها وبفرسانها وقد صاروا وسط جمعهم .
والسورة تذكير بهذه النعمة الجلىّ ، نعمة الخيل في الحرب ، ولكن أنّى للإنسان أن يتفكّر ويتدبّر نعمه تعالى في كل مجال ، ليشكره ويعبده وحده ؟

وإن الإنسان لكفور بربّه ، كنود جاحد ، ولو سألته لأقرّ بكفره ، وشهد على نفسه ، فهو يعرف ما فيه وما جبل عليه . والسورة بدأت بذكر الجهاد ووسيلته الكبرى - وهي الخيل - في الغزو ؛ والجهاد والغزو يكونان عن إيمان يحدوه الشكر والحمد للّه والثناء عليه.
وفي الجهاد تضحية بالنفس والمال ، ورباط الخيل جهاد بالمال ، والإنسان مفطور على الحب الشديد للمال ، يحوزه ويكتنزه .
وختام السورة يذّكر بأن الآخرة لا ينفع فيها مال مما في الجيوب ، ولن تعثر في بقايا الأجداث في القبور على أي مال ، إلا ما كان في الصدور من نوايا وأسرار وأعمال ، يعرفها اللّه عن أصحابها معرفة المطّلع الخبير ، لا يخفى عليه منها خافية .
وآيات السورة - وما فيها من صور ومشاهد ، صارت مأثورات تضرب بها الأمثلة كقوله :إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ( 6 ) وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ ( 7 ) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ( 8 ) وهي ثلاث حكم متتابعة ،
وكان نزولها بشارة للنّبى صلى اللّه عليه وسلم بأن السرية التي بعث بها إلى بنى كنانة حققت المطلوب منها ، ونجحت في غزوها ، وأن فرسانها كانوا أبطالا ، وخيلهم كانت آية من آياته تعالى ، وكانت أخبار هذه السرية قد أبطأت حتى أن المنافقين روّجوا أنها أبيدت عن آخرها .
والكنود صفة عامة من صفات الإنسان ، وتعنى أنه كفور بنعم اللّه ، ومن دأبه أن يعدّ المصائب وينسى النّعم ، وأنه يشهد على ذلك بنفسه ويقرّ به ، ويظهر كنوده في أقواله وأفعاله ، وقوله تعالى :وَإِنَّهُ عَلى ذلِكَ لَشَهِيدٌ( 7 ) كقوله :شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ( 17 ) ( التوبة ) ،
والكفر هو كفر النّعم ، ومنه أن يشهد الإنسان على نفسه بحبه الشديد للمال ، والخير في الآية ، كقوله :وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ( 8 ) هو المال ، يحبه حبّا جمّا ، ويجهد في جمعه ، ويحرص عليه ويبخل به ولا ينفقه في سبيل اللّه .
وهذه الحكم الثلاث تعقيب على حال الذين نكصوا عن القتال ولم يسهموا فيه .
والجهادية أو الحربية في السورة لها شقان ، أحدهما المشاركة في القتال والغزو بالنفس والبدن ، والثاني المساهمة بالمال لمن لا يقدر على القتال لمرض أو عجز أو زمانة ، والمسلم الجهادي هو من يضحى بالنفس والبدن والمال معا .
والآيات الخمس الأولى من سورة العاديات فيها البشارة بالنصر ، والفرحة بالعزة ، بينما الآيات الست الأخيرة فيها التوبيخ للمنافقين الذي يبخلون أن ينفقوا في سبيل اللّه ، والإخبار بأنه تعالى يعلمهم فيجازيهم أوفى الجزاء يوم القيامة .
نسأل اللّه العافية ، وله الحمد والمنّة .

  * * *

683 . سورة القارعة

السورة مكية ، وترتيبها في المصحف الواحدة بعد المائة ، وفي التنزيل الثلاثون ، وكان نزولها بعد سورة قريش ، وآياتها إحدى عشرة آية ، وموضوعها : القيامة بأهوالها ، والآخرة بأفزاعها ، وتستهل بسؤال عن القارعة : ثم يأتي التعريف بها من خلال الجواب . وطريقة التعليم بالسؤال والجواب.
Katechismus ( D . ) ; Catechese ( F . ) ; Catechism ( E . )
من الطرق التعليمية للقرآن ، وقوله الْقارِعَةُ ( 1 ) مَا الْقارِعَةُ ( 2 ) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ( 3 ) أبلغ استهلال لبيان عظم شأن هذا الحدث الذي لا يمكن أن يتصوره خيال .
وتكرار القارعة ثلاث مرات من باب التهويل والتشويق لمعرفة ما يكون عن الكون والناس بسببها ، فأما الناس : فعند نزول القارعة ينسلون من الأجداث متفرقين فزعين كأنهم الفراش المبثوث .
والفراش هو الهمج الطائر من هوام وجراد وغيرهما ، شبّه الناس بّه يوم الحشر ، لأنهم يبعثون يموج بعضهم في بعض :خُشَّعاً أَبْصارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْداثِ كَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ( 7 )( القمر )،
ويركب بعضهم بعضا كالغوغاء في يوم زحام ، ولا تقرع القارعة الناس وحدهم ، ولكنها تقرع الكون كله أي تضربه ، فهي القارعة لأنها تقرع بالدواهى ، وتصيب بالنوازل ، فالجبال الصلبة تتداعى تحت قرعاتها ، فتصبح كالعهن المنفوش ، أي الصوف المندوف المتطاير والمنتثر .
وفي ذلك اليوم ينقسم الناس قسمين ، ويكونون صنفين ، فمن ترجح أعماله الصالحة وتثقل موازينه ، فقد فاز بالعيشة الراضية ، وكانت له جنة النعيم خالدا فيها ، ومن تقلّ حسناته وتخفّ موازينه ، فأمّه هاوية ، والهاوية هي جهنم ، سماها « أمّا » لأنه يلتصق بها وتضمه إليها وكأنها أم تضم صغيرها ؛ وسميت « هاوية » لأنه يهوى فيها ، كالذي يهوى من حالق إلى القاع . ويتساءل تهويلا : وما الهاوية ؟ ويجيب : هي النار الحامية التي لا تقارن بها نار الدنيا .
وفي الحديث : « إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم » ، وقوله صلى اللّه عليه وسلم « سبعين » إنما للتمثيل ، والعرب تتمثل بالأعداد سبعة ، وسبعين ، وألف .
وفي حديث آخر ، قال عن نار جهنم : « أوقد على النار ألف سنة حتى احمرّت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضّت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودّت ، فهي سوداء مظلمة » ، والحديثان لتقريب صورة النار ، وإلّا فلا شئ يشبهها من نار الدنيا !
والسورة عموما لبيان قدر الحق والباطل ، فإنما يثقل ميزان من يثقل ميزانه ، لأنه يضع فيه الحق ؛ ويخف ميزان من يخف ميزانه ، لأنه يضع فيه الباطل ، وحقّ لميزان يكون فيه الباطل أن يكون خفيفا ، وحقّ لمن خفّ ميزانه أن يكون مصيره النار ! !

  * * *

684 . سورة التكاثر

السورة مكية ، وآياتها ثمان ، نزلت بعد الكوثر ، وترتيبها في المصحف الثانية بعد المائة ، والسادسة عشرة في التنزيل ؛ وموضوعها انشغال الناس بالدنيا وانصرافهم إليها ، إلى أن يأتيهم الموت بغتة فينقلهم من القصور إلى القبور
كقول القائل :الموت يأتي بغتة * والقبر صندوق العمل
والتكاثر في قوله تعالى أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ( 1 ) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ( 2 ) :
المباهاة بالمال والأولاد والأهل ؛ وتكاثر الأموال هو جمعها من غير حقّها ، ومنعها من حقها ، واكتنازها في الأوعية . وفي الحديث في معنى « ألهاكم التكاثر » : « يقول ابن آدم مالي مالي ، وإنما له من ماله ثلاث : ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلى ، أو تصدّق فأمضى ، وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس » صلى اللّه عليه وسلم
وعنه صلى اللّه عليه وسلم قال : « يهرم ابن آدم ويبقى معه اثنتان : الحرص والأمل » ،
وعنه أيضا قال : « يتبع الميت ثلاثة ، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد : يتبعه أهله وماله ، يبقى عمله » .
ولم يأت في القرآن ذكر المقابر إلا في هذه السورة .
وسياق السورة يزهّد في زيارة القبور فلا شئ فيها إلا التراب ، وأما الأحباب فعند اللّه ، فما كان من تراب فمآله للتراب ، وما كان من اللّه فإليه يعود ، والثياب إذا بليت ألقى بها ، فكذلك الأجساد ، وذلك دليل على أن الإنسان روح وليس جسدا .
فإذا كانت زيارة القبور للاتّعاظ والاعتبار ، ولوجه اللّه تعالى ، وإصلاح فساد القلب ، فذلك أليق وأنسب ، ومن يرد علاج قلبه من القساوة ، فعليه أن يكثر من التفكّر في الموت ، والتفكير فيه يميّز الإنسان عن سائر الموجودات ، وكذلك مشاهد المحتضرين ، وعيادة المرضى في مرض الموت ، والسير في الجنازات ، وزيارة القبور ، فهذه أربعة أمور تؤتى كعلاج نفسي ديني . وليس كذكر الموت تنبيه للغافل بما إليه المصير ، وليس كمشاهدة المحتضرين مدعاة للتفكير ، وليس كزيارة القبور موعظة للقلب اللاهي ، والخبر ليس كالمشاهدة والمعاينة .
والتكرار في قوله تعالى :كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ( 3 ) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ( 4 ) : في الأولى يتأتى العلم عند معاينة الموت ، وفي الثانية يتأتى العلم عند البعث ؛ وقيل : في الأولى يتأتى عند انتزاع الروح ، وفي الثانية عند دخول القبر وسؤال منكر ونكير ؛ وقيل : إن علىّ بن أبي طالب قال : كنا نشك في عذاب القبر حتى نزلت هذه السورة - يشير إلى قوله تعالى :كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ يعنى في القبور ، والحديث مشكوك فيه ، لأن السورة مكية !
ووقتها لم يكن علىّ قد أدرك بعد ، وإنما متعلق القسم في السورة بما بعدها :لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ( 6 ) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ( 7 ) ، والخطاب للكفار الذين وجبت لهم النار .
فلما نزلت :لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ( 8 ) قيل إن أبا بكر سأل الرسول صلى اللّه عليه وسلم عن أكلة أكلوها معا ، وكانت مجرد تمر وماء ، هل هي من النعيم الذي يسألون عنه ؟

فأجاب : « ذلك للكفار » ، ثم قرأ :وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ( 17 ) ( سبأ ) ،
يعنى : لن يسأل عن النعيم إلا أهل النار ، فلمّا كفروا يسألون عن كل شئ كان من النعيم حتى الماء والهواء ! وهؤلاء يرون الجحيم مرتين : مرة بعين قلوبهم تصوّرا وتخيّلا ، ومرّة بعين رؤوسهم مشاهدة ومعاينة ، فما كان « علم يقين » يصير « عين يقين » .
والنعيم المسؤول عنه في السورة : يتراوح بين الضروريات والكماليات ، فعن أبي هريرة أن الناس تساءلوا : أي نعيم نسأل عنه ؟ فإنما هما الأسودان : التمر والماء ، يعنى ما كان إلا شظف العيش ، فقال الرسول : « إن ذلك سيكون » ، يعنى حتى الأسودان تسألون عنهما ، أو يسأل عنهما كل جاحد كافر بأنعم اللّه ، وأما المؤمن فهو مقرّ بنعم اللّه وشاكر حامد عليها ، ويتحدّث بها دوما ثناء على اللّه .

ومضمون سورة التكاثر : أن النعيم هو نعيم المتكاثرين المتباهين المترفين ، وفي القرآن أن الإنسان لا يسأل يوم القيامة عمّا كان يسد به جوعه ، ويروى عطشه ، ويستر عورته ، ويحتمى تحت سقفه ، بدليل أن آدم أسكنه اللّه الجنة وقال له :إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى ( 118 ) وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى( 119 ) ( طه )
فكانت هذه الأشياء الأربعة مضمونة له ولأبنائه من بعده ، وليست من النعيم ، ولا يسأل عنها ، ولا يحاكم أو يقاضى بها لو حصّلها من أي طريق : ما يسدّ به الجوع ؛ وما يدفع عنه العطش ؛ وما يقيه سقفه الأعين والبرد والحرّ ؛ وما يستر عورته من اللباس .
فهذه هي الضروريات التي تقوم على القول بها الفلسفة الاشتراكية للإسلام ، وأضيف إليها خمسة أشياء : ما يتعلمه ويقيه الجهل ؛ وما يعمله ويقيه البطالة ؛ وما يتداوى به ويقيه المرض ؛ وما يعيله في شيخوخته ويقيه الحاجة ؛ وأن تكون له زوجة وأولاد . فهذه أشياء لا بد منها ، وما زاد عليها فهو من النعيم حقا .
وفي اشتراكية الإسلام لا بد أن توفر الحكومة ، أو الدولة ، أو المجتمع ، أو النظام العام ، هذه الأشياء للجميع ، لأن فيها الحدّ الأدنى لإنسانية الإنسان ، ولن يكون الإنسان إنسانا إلا بها ،
وفي الحديث : « ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال : بيت يسكنه ، وثوب يوارى عورته ، وجلف الخبز ( أي الخبز وإن كان بلا إدام ) ، والماء » وفي الحديث الآخر : « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : 
الصحة والفراغ » ،
فنعلم : أن ما يحتاجه الإنسان في شطر منه ضروريات ، وفي شطر منه لوازم ، وفي شطر منه كماليات . ومضمون السورة يتحدث عن الكماليات التي هي مدار التكاثر عند الأغنياء .
على أن الجميع من النعم :إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا( 36 ) ( الإسراء )
وفي الحديث : « يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقول له : ألم نجعل لك سمعا وبصرا ومالا وولدا ؟ » فهذه جميعا من النعم تكون للمؤمن والكافر ، فأما المؤمن فيستخدمها في الصلاح فلا يسأل عنها ، وأما الكافر فاستعماله لها في الفساد فهو عنها مسؤول . والسورة على ذلك فيها الكثير من التعليم وفلسفة الاجتماع والفلسفة الاشتراكية ، وفيها الوعظ ، والتوبيخ ، والتهديد ، والإنذار .

  * * *

685 . سورة العصر

السورة مكية ، وآياتها ثلاث ، نزلت بعد الشرح ، وترتيبها في المصحف الثالثة بعد المائة ، وفي التنزيل الثالثة عشرة ، وتعتبر وسورة التكاثر أصغر سورتين في القرآن ، وموضوعها سعادة الإنسان وشقاوته ، ونجاحه وخسرانه ، وفيها قسم بالعصر ، أي الزمان الذي دأبه النقصان ، فينصرم بسرعة ولمّا يستعد الإنسان لآخرته ، ويفجؤه الموت ولم يلحظ أن عمره ينقضى ، وحياته إلى زوال ، وأنه الخسران في نهاية المطاف ، فلا هو كسب الدنيا ، ولا فاز بالآخرة ،
كقول القائل : إنا لنفرح بالأنام نقطعها * وكل يوم مضى نقص من الأجل
والخسران : هو الذي يفضّل العاجلة على الآجلة ، وليس صحيحا أن القسم في السورة بصلاة العصر ، كقسمه تعالى بالضحى ، وبالفجر ، فالسياق العام لا يتفق مع هذا التفسير ، وإنما القسم بالزمان ، لأن وجود الإنسان في العالم وجود زماني ، ووجوده تعالى لا زماني ، ولا يجرى الزمان عليه ولا يتعين وجوده به .
والزمان هو أخطر وأهم ما في وجود الإنسان ، فالإنسان يعيش في الزمان ، والزمان يطبق عليه ، ولا يوجد الإنسان بدون الزمان ، ولذلك يقسم اللّه تعالى به .
والسورة من الإعجاز الفلسفي والنفسي للقرآن ، لأن الزمانية فيها ليست مجرد ماض وحاضر ومستقبل ، وليست زمانية ستاتيكية ، لأن الزمان في السورة سيّال ، ومجراه مستمر ، وزمانيته ديناميكية ، وشعورنا بالزمان الذي يجرى هو ما أسميه الزمانية النفسية ، ودليلها الاستثناء في السورة من الخسران بأربعة أشياء : بالإيمان ؛ والعمل الصالح ؛ والتواصى بالحق ؛ والتواصى بالصبر ؛ فنجاة الإنسان تكون بأن يعيش الزمان لا كميا وإنما نفسيا .
بالإيمان والعمل الصالح ، يكمّل بهما نفسه ، وينصح الغير بطلب الحقّ والصبر عليه ، فيكون قد جمع بين حقّ اللّه وحقّ العباد ، وهذه هي الزمانية المعاشة كأعمق ما يمكن أن تعاش ، وهي زمانية المؤمن ، وهي زمانية سرمدية ، فمن يريد ألا يخسر الزمان ، وأن يحياه عن حق ، فليؤمن .

  * * *

686 . سورة الهمزة

السورة مكية ، وترتيبها في التنزيل الثانية والثلاثون ، وترتيبها في المصحف الرابعة بعد المائة ، وآياتها تسع ، وكان نزولها بعد سورة القيامة ، وموضوعها أخلاقي : يتناول المشّائين بالنميمة ،
وفي الحديث : « شرار عباد اللّه : المشّاءون بالنميمة ، المفسدون بين الأحبّة ، الباغون للبرآء العيّب » ، والهمزة : الذي يغتابك من ورائك ؛ واللّمزة : الذي يغتابك في وجهك ،
كقول القائل : تدلى بودّى إذا لاقيتنى كذبا * وإن أغيب فأنت الهامز اللّمزة
وقيل : السورة نزلت في الأخنس بن شريق وكان يلمز الناس ويعيبهم ، ولكنها مرسلة على العموم من غير تخصيص ، لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .

وتذمّ السورة الذين همّهم الأكبر في الحياة جمع المال وتكديسه ، يحسبون أنهم بالمال سيخلّدون في الدنيا ، وتختم السورة بتحذيرهم وتوعّدهم بأقسى النار عذابا ، وهي الحطمة : التي تحطم من يلقى فيها ، وتكسر عظامه ، وتحرقه فيكون حرقه كالفرقعات ، فيه تهشيم وتحطيم وتكسير ، ولا يستطيع الإفلات منها ، لأنها تحيط به ، وتحبسه داخلها ، وتربطه إلى أعمدتها ، وبقدر ما في قلبه من عصيان بقدر ما يلقى فيها من عذاب ، لأنها نار تطّلع على الأفئدة ، وتعرف ما بداخلها من أسرار ونوايا وخفايا ، نسأل اللّه العافية ، ونعوذ به من هذا العذاب المهين .
  * * *

687 . سورة الفيل

السورة مكية ، وآياتها خمس ، وكان نزولها بعد « الكافرون » ، وترتيبها في المصحف الخامسة بعد المائة ، وفي التنزيل التاسعة عشرة والسورة من النّعم التي امتنّ بها اللّه على قريش ، وتحكى عن قصة أصحاب الفيل ، وتستفتح باستفهام تقريرى :أَ لَمْ تَرَ، وهو من أساليب القرآن المكررة ويأتي 31 مرة ، والخطاب خاص للنّبى صلى اللّه عليه وسلم ، ولكنه عام لكل المسلمين ، تقول السورة : ألم تروا ما فعل اللّه بأصحاب الفيل ؟
ولقد رأى العرب حدث الفيل وعاينوه ، وكانت ولادة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عام الفيل ، وقيل : يوم الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ؛ وقيل : يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول ؛ وقيل : إن عام الفيل كان قبل مولده صلى اللّه عليه وسلم بأربعين سنة ، وقيل بثلاث وعشرين سنة .
وروى عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قوله : « ولدت عام الفيل » ، أو قال « يوم الفيل » ؛ وقيل : كانت ولادته يوم عاشوراء من شهر المحرم .
ومناسبة هذه الاجتهادات والاختلافات ، قوله تعالى في السورةأَ لَمْ تَرَ؟ يعنى يا محمد ، وهو لم ير ، ولكنه سمع وفهم ووعى ، والرؤية هنا المقصود أنها : بالبصيرة .
ولقد أكرم اللّه قريشا بسبب بيته « الكعبة » ، فكان وجود الكعبة في مكة نعمة لم تقدّرها قريش ، فبسبب البيت حفظت من العدوان ، ومن كراماته أن دعا لهم إبراهيم ، لأنهم حوله ، قال :رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ( 126 ) ( البقرة ) ، فكان الحجاج يأتون من كل فجّ ومعهم من كل الثمرات ، وبورك لهم في رحلتي الصيف والشتاء ، فكأن سورة قريش هي المكملة لسورة الفيل ؛ والفيل : حيوان ضخم الجثة ضعيف العقل ، وكذلك أصحاب الفيل ، كانوا كثرا ، ولكن قيادتهم كان بها حمق وبله ، والعرب تقول : رجل فيل الرأي ، أي ضعيف الرأي ، والجمع أفيال ،
ويقولون : فال - أي ضعف عقله . وأصحاب الفيل كانوا على الحقيقة يتخذون الفيل سلاحا يخيفون به العرب ، وكانوا أيضا مجازا ضعاف العقول ، يظنون أن الكثرة والقوة سبب للنصر ، ولم يعوا أن النصر بيده تعالى ، يعزّ من يشاء ، ويذلّ من يشاء ، فمن تكون له عزّة يعزّ بها الناس ، وينتصف بها للمظلوم من الظالم ، ويمنع بها استقواء المستقويين ، أعزّه اللّه ؛ ومن تكون العزّة فيه تجبّرا وطغيانا وظلما وعسفا بالناس ، أذلّه اللّه ، وأصحاب الفيل كانوا جبابرة ، ويرأسهم أبرهة ، وكان من الطواغيت ، فلما قدم مكة غازيا يريد هدم البيت ، عاب على عبد المطلب أن يكلمه فيما استولى عليه أبرهة من إبل قريش ، ولا يكلّمه بشأن البيت ، فردّ عليه ردّه المأثور : إني أنا ربّ الإبل ، وإنّ للبيت ربّا سيمنعه ! ولقد كان ، وتحقق ما قاله عبد المطلب ، فأرسل اللّه تعالى على جيش أبرهةطَيْراً أَبابِيلَ( 3 ) ، أي كالجراثيم الكثيرة ،تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ( 4 ) ،
أي بحجارة من جهنم ، يعنى لها تأثير قاتل ، لقوله في قوم لوط :وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ( 74 ) ( الحجر ) ،
فقيل : هي حجارة من طين حمى عليها بنار جهنم ، كقوله تعالى :لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ ( 33 ) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ( 34 ) ( الذاريات ) ،
أي تسومهم وتترك بهم علامات الموت ، وقيل : كان جلدهم ينفط منها كنفط الجدري ، ولربما كان ابتلاؤهم بالجدرى ، وربما بما هو ألعن ، وربما كانت الطير الأبابيل هي فيروس هذا المرض ، أو مرض غيره ، وكأن الحرب المعلنة على جيش أبرهة كانت حربا بيولوجية ، أو حربا جرثومية ، فلم يكن بوسعهم أن يدفعوا عن أنفسهم ابتلاء السماء ، فكانوا كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ- أي كورق الشجر المأكول الذي تهرّأت بقاياه ، فإن كان ذلك ممكنا الآن لدول كأمريكا وإنجلترا وحتى إسرائيل ، أفلا يكون ذلك محققا للّه تعالى وهو ربّ القدرة والإمكان ؟
والسورة على ذلك من معجزات القرآن العلمية ، وكان تفسيرها قديما يشق على الناس ، ولكنه يتيسّر الآن : بالمخترعات العلمية والكشوف في مجال البيولوجيا الحربية والحرب الميكروبية .

فهل يتعظ أصحاب المزاعم العريضة كأمريكا وإسرائيل ، وأىّ من الطغاة المعادين للإسلام ، فإن اللّه مع الحق ، والمسلمون في حرمه تعالى سواء في مكة أو في خارجها ، فالأرض كلها والكون ، بيت محرّم من بيوت اللّه ، وكل بيت مسلم هو حرم آمن بإذن اللّه ، واللّه مع الصابرين .وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ( 227 ) ( الشعراء ) .
( انظر قصة أصحاب الفيل ضمن باب قصص القرآن ) .

  * * *

688 . سورة قريش

السورة مكية ، وآياتها أربع ، نزلت بعد « التين » ، وترتيبها في المصحف السادسة بعد المائة ، وفي التنزيل التاسعة والعشرون ، وفيها إخبار بما كانت عليه قريش من نعم ، وعمّا اختصت به من أمن وأمان وخير وسعة ، بسبب أنهم كانوا أهل بيت اللّه ، ولولا البيت ما كانت لهم هذه النّعم ، فالبركة بسبب البيت ، والأمر كله موكول برضاء اللّه .
وتتصل معاني السورة بمعانى سورة الفيل التي تأتى قبلها في المصحف وفي التنزيل ، حتى لكأنما هما سورة واحدة ، لولا أن فصلت بينهما « بسم اللّه الرحمن الرحيم » .
فلولا حماية اللّه للبيت ما انهزم أصحاب الفيل ، وبسببه كانت معجزة الطير الأبابيل ، ونعمة الأمن والخير كانا بسبب البيت ، وسورة الفيل تبدو كافتتاحية لسورة قريش ، وسورة قريش كتكملة لسورة الفيل ، إلا أن السورتين منفصلتان ، وكان عمر يقرأ سورة قريش في الصلاة كسورة مستقلة ، وقرأ المسلمون سورة الفيل كسورة مستقلة كذلك ، ومع ذلك فالسورتان متصلتان ، ولم يهلك أصحاب الفيل إلا لتأمن أو تألف قريش ، وبسبب أنهم أهل بيت اللّه أمنوا الناس ، وألفوا أن يقوموا برحلتين للتجارة في الصيف والشتاء .
وفي مكة يشكل الشتاء نصف السنة ، والصيف نصفها الآخر ، وكان جلّ قريش تجارا ، وأسفارهم في الصيف إلى بلاد باردة كالشام ، وفي الشتاء إلى بلاد حارة كاليمن ، وفي الحالتين يكون سفرهم للمنافع ، وما يربحونه اعتادوا أن يقسموه بينهم وبين الفقراء ، حتى صار فقيرهم كغنيّهم ، وجاء الإسلام وهم على هذا الحال ، فلم يكن من العرب من هو أكثر منهم مالا وأعزّ نفرا ، ببركة بيت اللّه .
وكان أصحاب الإيلاف أربعة إخوة من بنى مناف : هاشم ، وعبد شمس ، والمطلب ، ونوفل ؛ فأما هاشم فإيلافه أو اختصاصه الأمنى : الشام ؛ وإيلاف عبد شمس الحبشة ؛ والمطلّب اليمن ؛ ونوفل : فارس .
ومعنى يؤلفون الناس : أن يؤمّنوهم الناس ويجيروهم ؛ فكأن هؤلاء الإخوة يدعون المجيرين ، أي الحرّاس على أمن الناس ، ومعنى « يجيرونهم » أن يسكنوهم إلى جوارهم ويقبلوا جيرتهم فيكونون لهم عونا وغوثا ونجاة . وكان كل التجار يسافرون تحت مظلتهم فلا يتعرض لهم أحد ، وما كان لسكان مكة زرع ولا ضرع ، فكانوا يميرون في الشتاء والصيف آمنين ، بينما الناس من حولهم يتخطّفون ، كقوله تعالى :أَ وَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ( 67 ) ( العنكبوت )
فكانوا إذا عرض لهم عارض قالوا : نحن أهل حرم اللّه ، فلا يتعرض الناس لهم .
ومن اللّه تعالى عليهم بالبيت ، وبالرحلتين ، وبنعمتي الأمن والغنى .
ونفيد من ارتحالهم في الشتاء والصيف جواز أن يرتحل أهل الإسلام في الزمانين بين محلين ، يكون حالهما في كل زمان أنعم من الآخر .

وحقّ على قريش بما خصّوا به أن يؤمنوا باللّه ، كقوله :فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ( 3 ) وقولهإِنَّما أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَها( 91 ) ( النمل ) ،
وحقّ عليهم أن يوحّدوه ، وأن يحمدوه ويثنوا عليه ، ولكنهم لم يفهموا ولم يعوا سبب ما هم فيه من نعم ، ولم يقدّروا أن للبيت ربّا ، وأنهم به شرفوا على سائر العرب ، فكان عليهم أن يهجروا ما وضعوا في البيت من أوثان ، وأن يجرّدوا عبادتهم للّه وحده ، والأوثان ليست فقط ما نعرف من الأحجار المرسومة والموسومة ، ولكنها المعاني والأسماء التي مدارها الكفر والإلحاد والشكر لغير اللّه ، والأسماء نخترعها بأنفسنا ونجعل لها المعاني - كالعولمة والليبرالية ، وبعد أن نصنعها نتعبّدها ، ونجمد على تقديسها : والسورة تعلن الثورة على أصنام الحضارات ، وأوثان الثقافات ، وتردّ الأمور إلى نصابها ، وإلى خالق كل شئ ، العلىّ العظيم ، والواحد الكريم ؛ بديع السماوات والأرض ، الذي يطعم من جوع ويؤمن من خوف ، لا لقريش وحدها ، وإنما لكل من كان في مكة وما حولها ، والحرم ليس الكعبة وحدها ، ولكنه مكة أو بكّة والقرى من حولها ، ومكة بالنسبة لهذه القرى كالأم ، وكانت بحق أم القرى ، وأىّ من كان طالما هو في هذه القرى فهو ، في حرم اللّه .
وكان العرب يغيرون على بعضهم ، فأمنت قريش دون العرب لأنهم أهل الحرم ، وأكرمهم اللّه ببيته في بلدهم ، كقوله :أَ وَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِنْ لَدُنَّا وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ( 57 ) ( القصص ) ،
بدعوة نبيّنا إبراهيم :رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ( البقرة ) ،
فلما لم يعلموا ، ولم يحمدوا اللّه ويعبدوه ، وأنكروا القرآن وآذوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، صدق فيهم قوله تعالى :وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ( 112 ) ( النحل ) فكانت دعوة الإسلام ،
وقوله صلى اللّه عليه وسلم يخطب في قريش ، يقول :لِإِيلافِ قُرَيْشٍ ( 1 ) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ( 2 ) ، ويحكم يا معشر قريش ، اعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمكم من جوع وآمنكم من خوف » .
فهكذا يجزى المؤمنون لأنهم في ذمة اللّه ، والسورة بآياتها تخصّ ، وبمعانيها تعمّ .

  * * *

689 . سورة الماعون

عدد آيات السورة سبع ، ونزلت بعد التكاثر ، وقيل : إن الآيات الثلاث الأولى منها مكية ، والآيات الأربع الباقية مدنية ، إلا أن مناسبة نزول السورة تجزم بأنها مكية ، فقد نزلت في العاص بن وائل السّهمىّ ؛ وقيل : نزلت في الوليد بن المغيرة ؛ وقيل في أبى جهل ؛ وقيل في عمرو بن عائذ ؛
وقيل : في أبي سفيان ، وهؤلاء جميعا كانوا من نزلاء مكة ، وكان أهلها لا يورثون النساء ولا الصغار ، ويقولون : إنما يحوز المال من يطعن بالسنان ويضرب بالحسام ! ودعّ اليتيم : هو نهره ؛ والمسكين : هو من لا يجد قوت يومه ، فلمّا حضّ اللّه تعالى على إطعام المساكين قالوا مقالة أهل الكفر :أَ نُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ( 47 ) ( يس )
وهاتان الصفتان نهر اليتيم ، وعدم الحضّ على طعام المسكين ، من صفات المكذّب بالدين ، الذي لا يؤمن بالآخرة والبعث والحساب . وقد يعتنق الدين لسبب من الأسباب ، فتلزمه الصلاة ، ولكن لأنه في باطنه كافر وإن أظهر التقوى شكلا ، فإنه يسهو دوما عن الصلاة ، فلا يصليها لوقتها ، ولا يتذكر هل أتمّها أو لم يتمها ، وهل سجد سجدة أو سجدتين ، ولا يهمه إن تركها ، ولا يعتقد أن لها أجرا ،
فصدق عليه قوله تعالى :فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا( 59 ) ( مريم ) ، وقولهوَإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا( 142 ) ( النساء ) ،
ولو كان الكلام في السورة عن الساهين عن صلاتهم فقط ، لكان المقصود بهم المؤمنون ، ولكنه حدّدهم فقال :الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ، فنعلم أنهم المنافقون . والسهو « عن » الصلاة فعل المنافقين ، وأما السهو « في » الصلاة فهو فعل المؤمنين ، لأنه ما من مؤمن إلا ويسهو « في » صلاته ، والسلامة من السهو محال .
والمنافقون يصلون تقيّة ، ليقال أنهم يصلون . والمراءاة أو النفاق أسلوب حياة ، يمارسه المنافق إذا لبس ، أو صلّى ، أو تصرّف مع الغير .
والمنافق في مجال العلم يتعالم . والإظهار نفاقا أو رياء ليس كالإظهار لصالح الأعمال . والرياء : هو طلب الشهرة والسّمعة .
وكلمة رياء تعنى : أن يرى الناس بعيونهم المصلّى وهو يصلّى ، فيثنون عليه .
والصلاة كفريضة فيها العلن ، ولكن الزكاة تفعل سرّا ، ولهذا يظهر المرائي الصلاة ويمنع الزكاة ، وهو معنى :وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ( 7 ) .
والماعون هو الزكاة ، فلو خفيت الصلاة كما خفيت الزكاة ، ما صلى المراءون .
وقيل الماعون إطعام الطعام ، أو هو المعونة أيا كانت .

  * * *

690 . سورة الكوثر

السورة مكية ، وآياتها ثلاث ، وكان نزولها بعد « العاديات » ، وترتيبها في المصحف الثامنة بعد المائة ، وفي التنزيل الخامسة عشرة ، وكان الرسول صلى اللّه عليه وسلم قد توفى ابنه القاسم فشمت فيه الكفّار ، وتحدّثوا بأنه قد صار أبتر ،
أي منقطع الولد ؛ وقيل : إن الذي وصفه بذلك العاص بن وائل ؛ وقيل : عقبة بن أبي معيط ، أو أبو لهب ؛ وقيل : أبو جهل ؛ وقيل : إن قريشا لمّا أوحى إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم ودعا إلى اللّه ،
قالوا : انبتر محمد ، أي انقطع عنا وخالفنا ، فنزلت السورة تخبر أنهم هم المبتورون ، وأن من يكرهه ويكنّ له البغض هو الأبتر ، بتر نفسه عن رحمة اللّه .
ويناسب ذلك أن يخير اللّه تعالى نبيّه بأنه في المقابل قد أعطاه نقيض ما ذكروا عنه ، وهو الكوثر ، أي كثرة الأصحاب والأتباع ، والمؤمنين برسالته إلى يوم الدين ، وهؤلاء في كل أنحاء العالم لا يعدّون ولا يحصون ، وكلهم إذا ذكر اسمه تلهج ألسنتهم بالصلاة والسلام عليه ، ويحيون سنته .
والكوثر في لغة العرب : هو الشيء الكثير : يقال : عنده المال كوثرا ، وهو رجل كوثر ، أي خيره عميم . ومن قال : إن الكوثر نهر في الجنة ، أو حوض فيها ترد عليه أمته ، أو أنه الخير ، أو الشفاعة ، أو الهداية ، أو النبوة ، أو القرآن ، أو السنّة ، فقد ذهب بعيدا ، فالسورة يتطابق الكوثر في أولها مع الأبتر في آخرها ، على معنى الكثرة العددية من الأصحاب والأتباع ، مقابل الانفراد ، والوحدة ، والانقطاع ، فلا يكون له من يذكّر به في الدنيا وينسب إليه ، وأحسب لذلك أن كل الأحاديث في أوصاف الكوثر ، كالقول بأنه نهر في الجنة يجرى على الدر والياقوت ، وتربته من المسك ، وماؤه أحلى من العسل - أحاديث مادية من الإسرائيليات ، إذ ما ذا سيفعل النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بنهر هذه أوصافه ؟
وأمّا أن يكون له المؤمنون به في كل الآماد ، وعلى دوام الآباد ، وإلى يوم الميعاد ، فذلك الأليق والأصح والأنزه ، وهو معنى الكوثر . وفي قوله :فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ( 2 )
يعنى صلّ له شكرا لتفضّله عليك بنعمة رضاه عنك ، وكان المشركون إذا صلّوا يصلون مكاء وتصدية ، أي كالصفير أو رجع الصدى ، وإذا نحروا ينحرون للأصنام ، فأخبر اللّه تعالى نبيّه أن تكون صلاته له وحده ، وأن ينحر لوجهه لا لغيره ، وهو أمر بالتوحيد والإخلاص فيه ، فلا يكن عمله إلا لمن خصّه بالكوثر . وقالوا :

إن الصلاة المقصودة هي صلاة الصبح المفروضة بجمع ، والنحر هو نحر البدن بمنى ، وهي إذن ليست الصلوات الخمس لأنه لا نحر فيها ، وليس صلاة العيد لأنه ما كانت هناك صلاة عيد في مكة ، حيث السورة مكية ولا يتبقّى إلا أنها الصلاة بالمزدلفة المقرونة بالنحر ، ولا صلاة غير هذه الصلاة في يوم النحر قبل النحر ، وخصّها بالذكر من دون الصلوات لاقترانها بالنحر . وقوله : « فصلّ لربك وانحر » فيه البدء بالصلاة ثم النحر، والمقصود بالآية حجّاج بيت اللّه ، لأنه لا يصلّى في المزدلفة غيرهم.
وكان الرسول صلى اللّه عليه وسلم يصلّى العيد ثم ينحر نسكه ويقول : « من صلّى صلاتنا ونسك نسكنا ، فقد أصاب النّسك ، ومن نسك قبل الصلاة فلا نسك له » .

  * * *

691 . سورة الكافرون

السورة مكية ، نزلت بعد الماعون ، وآياتها ست ، وترتيبها في المصحف التاسعة بعد المائة ، وفي التنزيل الثامنة عشرة ، وفي الحديث عن أنس : « قل يا أيها الكافرون - تعدل ربع القرآن » ، وعن ابن عمر : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلى بأصحابه الفجر في سفر فقرأ « قل يا أيها الكافرون » ، و « قل هو اللّه أحد » ( الإخلاص ) ،
ثم قال : « قرأت بكم ثلث القرآن وربعه » ، فالثلث : « قل هو اللّه أحد » ، والربع « قل يا أيها الكافرون » ، وتوصف بأنها سورة البراءة ، أو سورة البراءة من الشرك ؛
وقيل : هي توحيد وبراءة من الشرك . وقيل : السورتان اللتان تبرئان « قل هو اللّه أحد » و « قل يا أيها الكافرون » ، ويقال لهما « المقشقشتان » ، من قولنا : تقشقش المريض ، يعنى : تقشّر جلده إذا برأ ، وقوله « يا أيها الكافرون » تشمل كل كافر على وجه الأرض ، سواء المخصوصون بخطاب السورة : وهم كفّار قريش في الماضي ، أو أي كفّار من المستقبل .

والسورة هي جوابه تعالى على طلب كفّار مكة ، أن يتبادلوا مع المسلمين العبادة للّه وللأصنام ، فيعبدوا اللّه جميعا لمدة سنة ، ثم يعبد الرسول وأصحابه آلهتهم لمدة سنة ، وهكذا ، فأنزل اللّه هذه السورة ،
وأمر رسوله صلى اللّه عليه وسلم أن يتبرّأ من دينهم بالكلية فقال :لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ( 2 ) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ ( 3 ) وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ ( 4 ) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ( 5 ) وهو غاية التبرؤ من الكفر والكفّار، والتأكيد على عبادة اللّه الواحد القهّار.

ومعنى الجملتين الأوليين :لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ( 2 ) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ( 3 ) الاختلاف التام في المعبود ، ومعنى الجملتين الأخريين «وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ ( 4 ) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ( 5 ) الاختلاف التام في العبادة ، وكأنه يقول : لا معبودنا واحد ، ولا عبادتنا واحدة .
والتكرار في « لا أعبد ما تعبدون » لأن الكفار كرروا عليه عرضهم المرة بعد المرة ، فكرر عليهم الردّ تغليظا ، فقال : « لا أعبد » حاليا ، « ما عبدتم » ماضيا ، « ولا أنتم عابدون » مستقبلا .
« ما » لأن ما يعبدونه أصنام وأوثان ولا يصلح لها « من » . وفي قوله « لا أعبد ما تعبدون » : نفى الفعل حيث الجملة فعلية ، وأما في قوله « ولا أنا عابد ما عبدتم » : نفى الجملة الاسمية ، ونفيها أكد من نفى الجملة الفعلية ، فكأنه نفى بالكلية إمكان أن يعبدوا ما يعبدون ، واقعا وشرعا .
وفي قوله « لكم دينكم ولي دين » معايشة بين الأديان ، وقيل : كان هذا قبل الأمر بالقتال فنسخت بآية السيف وقيل : السورة كلها منسوخة ، وهو غير صحيح تماما في الحالتين ، فلا هي منسوخة جزئيا ولا كليا ، لأنها خبر ، والخبر لا ينسخ ، والسورة جواب لمسألة ، وما اشتهر باسم آية السيف جواب لمسألة أخرى ، والقتال في آية السيف ليس هو الحلّ للكفر ، والقتال غير مباح في الإسلام إلا دفاعا .
وفي آية السيف يقول تعالى :فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ( 5 ) ( التوبة )
وواضح أن المقصود بها أعداء الإسلام أينما كانوا ، لما استحرّ القتال بينهم وبين المسلمين ، وصارت المسألة بينهما : إما نحن وإما أنتم ، وإلا فلا عدوان ولا قتل في الإسلام : وقوله « لي دين » لم يقل « ديني » لأن الآيات بالنون فحذفت الياء ، كقولهفَهُوَ يَهْدِينِ( 78 ) ( الشعراء ) ، ووَيَسْقِينِ( 79 ) ( الشعراء ) ،يَشْفِينِ( 80 ) ( الشعراء ) . . .

  * * *   

692 . سورة النصر

السورة مدنية ، وهي آخر ما نزل من السور ، وكان نزولها في منى في حجّة الوداع بعد أيام التشريق ، تبشّر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بفتح مكة ، ولذلك سميت سورة الفتح ، ولأن البشارة فيها كانت بالنصر فسميت « سورة النصر » .
فلما فتحت مكة صار العرب يقدمون إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أفواجا أفواجا يعلنون إسلامهم ، وأمره اللّه إذا وجد ذلك وفتح عليه ، أن يستغفره ويتوب إليه.
وتساءل المستشرقون والمشركون : لا بد أنه أذنب قبل الإسلام وبعده وإلّا فلما ذا يؤمر بالاستغفار ؟

والجواب : الاستغفار كان دأبه صلى اللّه عليه وسلم ، فكان يدعو : ربّ اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافى في أمرى كله ، وما أنت أعلم به منى .
اللهم اغفر لي خطئى وعمدى ، وجهلي وهزلى ، وكل ذلك عندي . اللهم اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت ، وما أعلنت وما أسررت ، أنت المقدّم وأنت المؤخّر ، إنك على كل شئ قدير » . أخرجه البخاري ،
فكأنه كان يستقصر نفسه لعظم ما أنعم اللّه عليه ، وكان يرى قصوره عن القيام بحق الشكر فيستغفر ، والاستغفار تعبّد يجب إتيانه ، ليس طلبا للمغفرة وإنما تعبدا ، وهو تنبيه لأمة الإسلام حتى لا تترك الاستغفار .
فإذا كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم - وهو المعصوم - يؤمر بالاستغفار فما الظن بغيره ؟
وفي رواية للبخاري عن عائشة : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يكثر بعد نزول هذه الآية - أن يقول في ركوعه وسجوده : « سبحانك اللهم ربّنا وبحمدك . اللهم اغفر لي » ،
وفي رواية أخرى قالت : كان يكثر في آخر أمره من قول : « سبحان اللّه وبحمده استغفر اللّه وأتوب إليه » ، وكان يقول : « إن ربّى كان أخبرني أنى سأرى علامة في أمّتى ، وأمرني إذا رأيتها أن أسبّح بحمده وأستغفره إنه كان توّابا ، فقد رأيتها :إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ( 1 ) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْواجاً ( 2 ) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً( 3 ) . 

وفي رواية أم سلمة قالت : كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم آخر أمره لا يقوم ولا يقعد ، ولا يجيء ولا يذهب ، إلا قال : سبحان اللّه وبحمده ؛ استغفر اللّه وأتوب إليه - فإني أمرت بها » . 
وفي رواية أبي هريرة قال : اجتهد النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بعد نزول سورة الفتح حتى تورّمت قدماه ، ونحل جسمه ، وقلّ تبسّمه ، وكثر بكاؤه » . 
وقيل : إنه ما كان قط أشد اجتهادا في أمور الآخرة ما كان منه عند نزولها - أي نزول سورة النصر . ولما نزلت سورة النصر ، قرأها على أصحابه ففرحوا واستبشروا ، إلا العباس فإنه بكى ، وسأله النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « ما يبكيك يا عمّاه ؟
قال : نعيت إليك نفسك ! » فكأن السورة كانت علامة تؤذنه بحضور أجله ، وأسرّ بذلك لعائشة .
وقيل إنه بعد نزولها ، نزلت :الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي( 3 ) ( المائدة ) فعاش بعدها ثمانين يوما ،
ثم نزلت آية الكلالة ، تقول :يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ( 176 ) ( النساء ) فعاش بعدها خمسين يوما ،
ثم نزلت :لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ( 128 ) ( التوبة ) ، فعاش بعدها خمسة وثلاثين يوما ،
ثم نزلت :وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ( 281 ) ( البقرة ) ، فعاش بعدها واحدا وعشرين يوما . والسورة لذلك تسمّى سورة التوديع .

  * * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الثلاثاء 17 أكتوبر 2023 - 22:58 عدل 2 مرات

عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافر

مُساهمة الثلاثاء 17 أكتوبر 2023 - 22:39 من طرف عبدالله المسافر

الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

693 . سورة المسد

السورة مكية ، وآياتها خمس ، نزلت بعد الفاتحة ، وترتيبها في المصحف الحادية عشرة بعد المائة ، وفي التنزيل السادسة ، وتسمى « سورة اللهب » ، و « سورة المسد » ، و « سورة تبّت » ، وكلها أسماء من السورة نفسها . 
وأبو لهب كان اسمه عبد العزّى ، وكان عمّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وامرأته هي أم جميل وكانت أخت أبي سفيان ، وكما غلبت عليها كنيتها : « أم قبيح » أو « العوراء » ، كما غلبت على زوجها كنيته : « أبو لهب » ، فقد كان غضوبا فيحمر وجهه كاللهب ، فكان اسمه أشرف من كنيته ، وحققت له الكنية نسبته بأنه من أصحاب النار ، بل وأبّ لها ، 
فكانوا يتطيّرون به لهذا السبب ، أو أنهم كانوا يتطيّرون به فسمّوه لذلك أبا لهب ، وكانت زوجته شديدة العداوة للنّبى صلى اللّه عليه وسلم ، وسبّه أبو لهب مرة وقال له : تبا لك ! فنزلت :تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ( 1 ) 
ومعناها خسرت يداك ، وضلّ سعيك وعملك ، وتبّ الثانية أي وتحقق هذا فعلا . 
وكانت امرأته تسيء إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فتقول فيه إنه : مذمّم وليس محمدا ، باعتبار مذمم هي النقيض لمحمد ، وكانت تمشى بين النساء تحمل له الذمّ ، وتنمّ عليه ، فقد توعدها اللّه بأن تحمل الحطب ، وأن تربط من عنقها بحبل من المسد أو الليف ، وقد كان في عنقها عقد من خرز فباعته لتنفقه في عداوة محمد كما قالت . وكان من الممكن أن يعلن أبو لهب وامرأته إسلامهما بعد هذه السورة ، ليظهرا كذب القرآن ، وأن تقرير النار لهما هو دعوى لا غير ، فلم يفعلا ، وماتا على الكفر ، فصدق فيهما القرآن ، أنهما يصليان النار . 
وفي الإخبار عن كفرهما الدائم معجزة للقرآن ، وقيل ماتت امرأة أبى لهب مخنوقة بحبل ، ومات أبو لهب بالطاعون ، وتركوه ثلاثة أيام حتى أنتن ، يخشون العدوي ، واجتمع أولاده على جثته يرشونها بالماء من بعيد ، ورموا عليه ما يبعد عنهم العدوي ، ثم احتملوه إلى أعلى مكة وردموا عليه بالحجارة . والدرس المستفاد : أن أعداء الإسلام ما يفيدون قط من عداوتهم للإسلام ، وأنهم على الباطل وضد الحق ، والباطل هو جحود الخالق وإنكار أنه الواحد ، والحق أن ندين له بالعبودية ونشهد بوحدانيته ، والحق يعلو ولا يعلى عليه ، وإنّ ربّك لبالمرصاد .
  * * *   

694 . سورة الإخلاص

السورة مكية ، نزلت بعد « الناس » ، وآياتها أربع ، وترتيبها في المصحف الثانية عشرة بعد المائة ، وفي التنزيل الثانية والعشرون ، وكان نزولها جوابا لأهل الشرك لما قالوا للرسول صلى اللّه عليه وسلم : صف لنا ربّك ، أو انسب لنا ربّك ؟
فنزلت السورة بالردّ عليهم ، وتحدّثت عن صفاته تعالى ، فهو : واحد ، وتر ، وصمد ، لم يزل ولا يزال ، ولم يلد ولم يولد ، فما من شئ يولد إلا سيموت ، وليس شئ يموت إلا ويورّث ، وهو تعالى لا يموت ولا يورّث ، فهو صمد ، ولا شبيه له ، ولا عدل ، وليس كمثله شئ .
وهو تعالى لم يلد كما ولدت مريم ، ولم يولد كما ولد عيسى وعزير ، والسورة لذلك فيها ردّ على النصارى واليهود ، فالنصارى قالوا عيسى ابن اللّه ، واليهود قالوا عزيز ابن اللّه ، أو اليهود أبناء اللّه ، وهو تعالى لا يلد ولا يولد، وكيف تولد بشرية من إلهية؟!
فشأن سورة الإخلاص عظيم لذلك ، لأنها في التوحيد ، والتوحيد ثلث القرآن ، وهذه السورة تعدل ثلث القرآن ، وقد أقرّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن يقرأها أحد صحابته على الناس في كل صلاة ، فكان هذا دليلا على أنه يجوز تكرار السورة في كل ركعة .

  * * *

695 . سورة الفلق

السورة مكية ، وآياتها خمس ، نزلت بعد الفيل ، وترتيبها في التنزيل العشرون ، وفي المصحف الثالثة عشرة بعد المائة ، وكان الرسول صلى اللّه عليه وسلم يتعوّذ بها ، وبسورتىّ « الناس » و « الإخلاص » .
واشتهرت سورتا الفلق والناس بأنهما المعوّذتان ، وكان يقرأ بهما في الصلاة ، وعن عائشة أنه كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث ، وكانت تقرأ عليه بهما لما اشتد وجعه في مرضه الأخير ، وتمسح عنه بيده .

والتعوّذ في سورة الفلق من الشرور كافة ، ومما يمكن أن يأتي به الليل من أنواعها ، مما يخفى على الناس أمره ، ويطويه الظلام بحجابه فلا تبصره عيونهم ، ومن الوحشة تشتد كلما أوغل الليل وغاب القمر ، فيفاجئنا اللصوص ، وتتبعنا السباع ، وتغشانا الهوام ، وتقطع الطرق ، ويروّع الآمنون ، ويقل الغوث مع ندرة الناس .
والسحر ليس من العلم في شئ ، والقرآن يتعوّذ من السحرة وليس من السحر ، ومن الحاسدين وليس من الحسد ، والتعوّذ منهم لما يعنيه ما يمارسونه من طوايا خبيثة ونوايا فاسدة .
وكل حديث عن سحر اليهود للنّبى صلى اللّه عليه وسلم كذب وافتراء ، فكيف يؤتمن على التبليغ عن ربّه إذا كان من الممكن أن يسحر له ؟ ولما ذا اليهود بالذات ؟ 

أليس ليظهر من هذه الأحاديث أن اليهود مهيمنون على النّبى صلى اللّه عليه وسلم ، ومن ثم على الإسلام ؟
وأحاديث السحر له جميعها من الإسرائيليات ( انظر باب الإسرائيليات ) وكذلك أحاديث الحسد . 

ومن شرّ ما خلق في السورة هو إبليس ، وهو الشرّ عموما في الكون ، سواء كان أذى ، أو مرضا ، أو عوزا ، أو ظلما . 
والنفث في العقد : من طقوس السحر سواء كان أبيض أو أسود . ( انظر أيضا السحر والحسد ضمن باب المصطلحات ) .
  * * *

696 . سورة الناس

السورة مكية ، وآياتها ست ، وكان نزولها بعد « الفلق » ، وترتيبها في المصحف الرابعة عشرة بعد المائة ، وفي التنزيل الواحدة والعشرون ، وهي مثل الفلق ، إحدى المعوّذتين ، وفيها التعليم للمسلمين بأن يكون تعوّذهم من اثنين من أعدائهم :
هما شياطين الإنس وشياطين الجن ، بل إنهما لأعدى الأعداء ، يوسوسون خفية ، ويوعزون ويغمزون ويوغرون الصدور . 

والوسوسة : من مصطلحات التحليل النفسي ، يقال وسوست إليه نفسه ، يعنى همست إليه ، والوسوسة في اللغة هي أصوات الحلىّ ، وفي الخبر : أن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا غفل عن ذكر اللّه وسوس إليه ، وإذا ذكر اللّه خنس ، أي خرس ولم ينطق ، وتأخر أو أقصر ،
ولذا كان التعوّذ باسمه تعالى ، الذي من صفاته : الربوبية ( ربّ الناس ) ، والملك ( ملك الناس ) ، والإلهية ( إله الناس ) ، وذكره تعالى لصرف الوسوسة هو من نوع العلاج الطبي النفسي الديني .

* * *
    انتهى « باب موجز سور القرآن » ، فالحمد للّه ، وله المنّة ، ويبدأ إن شاء اللّه « باب قصص القرآن » ، وهو الباب السابع من الموسوعة   
* * *

عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الباب السادس موجز سور القرآن من 601 الى 610 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 621 الى 640 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 641 الى 660 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 661 الى 680 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى