اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

14102023

مُساهمة 

الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Empty الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني




الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 1  د. عبد المنعم الحفني

611 . سورة الروم

السورة مكية ، نزلت بعد سورة الانشقاق ، وترتيبها في المصحف الثلاثون ، وفي التنزيل الرابعة والثمانون ، وآياتها ستون ، وسميت « الروم » لأن من أهم موضوعاتها تنبؤها بغلبة الروم في الآيات :
ألم ( 1 ) غُلِبَتِ الرُّومُ ( 2 ) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ( 3 ) فِي بِضْعِ سِنِينَ( 4 ) وكانت فارس يوم نزلت هذه الآيات ظاهرة على الروم ، وكان المسلمون يحبون أن يظهر الروم على فارس لأنهم وإياهم أهل كتاب ، وفي ذلك نزل قول اللّه تعالى :وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ( 4 ) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ( 5 ) ،
وأما قريش فكانوا يحبون ظهور فارس على الروم ، لم يكونوا أهل كتاب ، ولا إيمان لهم ببعث ، فلما أنزل اللّه هذه الآيات خرج أبو بكر يصيح في نواحي مكة :غُلِبَتِ الرُّومُ ( 2 ) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ( 3 ) فِي بِضْعِ سِنِينَ( 4 ) ، فقال ناس من قريش لأبى بكر : فذلك بيننا وبينكم . زعم صاحبك أن الروم ستغلب فارس في بضع سنين ! أفلا نراهنك على ذلك ؟
وكان ذلك قبل تحريم الرهان ، فارتهن أبو بكر والمشركون وتواضعوا الرهان ، وسألوه : كم تجعل البضع ؟
ثلاث سنين أو تسع سنين ؟ فسمّ بيننا وبينك وسطا تنتهى إليه ؟
فسمّوا بينهم ست سنين ، فمضت الست سنين قبل أن يظهروا ، فأخذ المشركون رهن أبى بكر ، فلما دخلت السبع سنين ظهرت الروم على فارس ، وفرح المسلمون ، إلا أنهم عابوا على أبى بكر تسمية « بضع سنين » بست سنين ، لأن البضع من ثلاث إلى تسع . وقيل : إن خبر انتصار الروم جاء إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم يوم الحديبية ، ففرح المسلمون .
وهذه الآيات من البيّنات ، وتشهد بصحة نزول القرآن من لدن اللّه ، وصحة نبوة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، لأن خبر نصرة الروم كان قبل وقوع هذه النصرة بتسع سنوات ، وهي آيات معجزات لذلك ، لأنها إخبار عن غيب ، وفيها أن اللّه لا يخلف وعده ، وأن له الأمر من قبل ومن بعد لو يعلمون ، ولو علموا لما عجبوا ، لأنه تعالى الذي خلقهم وخلق السماوات والأرض ، وقد كان قبلهم مكذّبون عاقبهم اللّه ، وآثارهم تشهد عليهم ، وكما بدأ اللّه الخلق يعيده ، ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون - أي تنقطع حجّتهم ، ويتفرّق الناس ، فإمّا صالحونفَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ( 15 ) وإما كافرون مكذّبون في العذاب محضرون .
والروضة : هي البستان والجنة ، والجمع الرياض : وهي الجنان ؛ والحبور : هو السرور .
وفي الجنات ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر .
والأولى إذن أن يقرّ الناس بوحدانية اللّه ، وبقدرته وعلمه سبحانه ، وأن يسبّحوه صبحا ومساء ، ويحمدوا له عشية وظهرا .
وهو اللّه الذي لا إله إلا هو ، يخرج الحىّ من الميت ، ويخرج الميت من الحىّ ، ويحيى الأرض بعد موتها ، وآياته في الكون لا تحصى ولا تعدّ ، فهو الذي خلق البشر من تراب ، وخلق لكل نفس زوجها ، وخلق السماوات والأرض ، وخالف بين الألسنة والألوان ، وجعل الليل للنوم والنهار معاشا ، وينزّل من السماء ماء يزرع الناس به ، فليس من سبب إذن يجعل المنكرين ينكرون البعث والمعاد ، فكما بدأ الخلق يعيده ، وإعادته أهون من خلقه .
وهو اللّه لا شريك له ، ودينه هو الدين الحنيف المائل عن كل تحريف ، وهو فطرة اللّه في خلقه ، فطر الناس عليه ، وهو الدين القيّم الجاد ، القويم المقصد . والخطاب للمؤمنين : أن يقيموا الصلاة ، ولا يشركوا باللّه ؛ ولا يكونوا كاليهود والنصارى الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا ؛ وأن يؤتوا ذا القربى حقّه والمسكين وابن السبيل ، وأن يمتنعوا عن الربا ، وأن يحذروا الفساد الذي استشرى في الأرض فعمّ البرّ والبحر ، وأن يدركوا أن من يكفر عليه كفره ، ومن يعمل صالحا فلنفسه ، واللّه نعمه كثيرة وجلّى ، فالواجب أن يشكروا ، واللّه تعالى يرسل الرسل بالبيّنات ، فالمنكرون ينتقم منهم ، وينصر المؤمنين ، وكما يحيى الأرض بعد موتها فكذلك النشور ، والناس في الدنيا أموات إذا كفروا ، وأحياء لو آمنوا ، والموتى لا يسمعون ، وهو الذي خلق الناس من ضعف ، ثم جعل من بعد الضعف قوة ، ثم جعل من بعد القوة ضعفا وشيبة ، ويقدر على أن يحيى من في القبور ، ويوم الساعة يقسم المجرمون أن حياتهم في الدنيا ما كانت سوى ساعة ،
قالوا : وفي ذلك ردّ لعذاب القبر ، وكذلك الآية :يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكاذِبُونَ( 18 ) ( المجادلة ) ، فلو كان هؤلاء رأوا عذاب القبر لما أقسموا كذبا يوم القيامة ، ولتعلموا أن لا يكذبوا على اللّه . ويوم القيامة لا ينفع لهم قسم ، ولا معذرة ، ولا يستعتبون - أي يسترضون .
وتختتم السورة بإثبات أن هذا القرآن فيه من كل مثل ما ينبههم إلى توحيده تعالى ، وإلى تصديق المرسلين ، وأنه لا أمل مع المكذّبين حتى ولو تنزّلت عليهم معجزات كمعجزات موسى .
والسورة برمتها تسلية للمؤمنين وللرسول صلى اللّه عليه وسلم ، عمّا يلقاه من أذى المشركين ، ليصبر على ما يقولونه عنه وما يفعلونه به .

ومن مصطلحات هذه السورة قوله تعالى :أَدْنَى الْأَرْضِ( 3 ) وهي أقربها ، وهي في الآية إما أقربها إلى مكة ، أو إلى فارس ، أو إلى الروم ، وقيل : كان انتصار الروم في أذرعات بالشام ؛ وظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا( 7 ) هو معارفها عن المعايش والزراعة والحصاد ، يعنى أن علمهم كان بالقشور وليس باللباب ؛ والسُّواى( 10 ) من السوء على وزن فعلى ، تأنيث للأسوإ ، أي الأقبح ، كما أن الحسنى تأنيث للأحسن ، ويعنى بها في السورة النار ،
وقيل : « السوأى » اسم لجهنم ، كما أن الحسنى اسم للجنة ؛ والإبلاس في قوله :يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ( 12 ) هو انقطاع الحجة ، ومنها إبليس ، لأنه أبلس وانقطعت حجّته ؛ والْبَرْقَ( 24 ) من آياته تعالى ، يريه الناس خوفا وطمعا ، فأما الخوف فهو من صواعقه ، وأما الطمع ففي غيثه ؛ والقنوت : في قوله :كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ( 26 ) هو الإقرار بالعبودية ،
وقيل : كل قنوت بالقرآن يعنى : الطاعة ؛ واللّهوَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى( 27 ) : أي له أعلى الصفات ، والمثل هو الصفة ؛ وذا القرب : هو القريب ؛ والمسكين هو السائل الطوّاف ؛ وابن السبيل : هو الضيف ؛ والربا : ربوان ، ربا حلال ، وربا حرام ، والربا الحلال فهو المال الذي يهدى ويلتمس ما هو أفضل منه عند اللّه ، وأما الربا الحرام هو الذي يؤجر صاحبه وعليه إثم ؛ والْمُضْعِفُونَ( 39 ) هم الذين يريدون بعمل الخير وجه اللّه يضاعف لهم الأجر ؛
وكسف السحاب : قطعه المتفرقة ؛ والودق : المطر ؛ والمبطلون : المتّبعون للباطل .
وللّه الحمد والمنّة ، وبه التوفيق والعصمة .

  * * *

612 . سورة لقمان

سورة مكية ، وقيل إلا الآيات 27 و 28 و 29 فمدنية ، ومع ذلك فهذه الآيات تتفق تماما مع سياق السورة ، ومع مضمونها ومضمون السور المكية ولا تخالفها في شئ ، الأمر الذي يقضى بأن السورة بأجمعها مكية ، وكان نزولها بعد الصافات ، وترتيبها في المصحف الواحدة والثلاثون ، وفي التنزيل السابعة والخمسون ، وآياتها أربع وثلاثون ،
وتستمد اسمها « سورة لقمان » من اسم لقمان الحكيم ، وتورد بعضا من أقواله ، ولمّا كانت هذه الأقوال من أهم ما يرد فيها سميت السورة باسم لقمان ؛ وتبدأ بالحروف المقطّعةألم، للتنبيه على أن القرآن يتركب من الحروف الأبجدية التي هي كالعناصر التي تتركب منها الآيات في الكون ، فكأن كتاب القرآن ككتاب الكون ، وكلاهما معجز .
والحروف المقطّعةألمتبدأ بها ست سور ، هي بترتيب المصحف : البقرة ، وآل عمران ، والعنكبوت ، والروم ، ولقمان ، والسجدة ، وهذه السور جميعها يقسم فيها اللّه تعالى بهذه الحروف تنبيها إلى كتابه تعالى المعجز ، ولذا أعقبها بقوله :تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ( 2 ) ، وتلك للتفخيم ، والكتاب الحكيم عرفهما بأداة التعريف إشارة إلى أنه القرآن ، وهو الكتاب الهادي ، والذي به تتحصّل الرحمة لكل من يعبد اللّه كأنه يراه ، فإن لم يكن يراه هو ، فإنه تعالى يراه .
والسورة تنقسم ثلاثة أقسام ،
في الأول : يتوجه الكلام عن القرآن والكون تنبيها إلى قدرته تعالى ووحدانيته ؛
وفي الثاني : يتحدّاهم اللّه تعالى أن يخلقوا كخلقه ، ويبدعوا كإبداعه ؛
وفي الثالث : تحذّر السورة من يوم القيامة . والناس بحسب القرآن عموما ، وفي هذه السورة ، إما « الموقنون المفلحون » ، وإما « المرتابون الخاسرون » وهم الذين كذّبوا بآياته ، سواء آيات القرآن أم آيات الكون ، وأقبلوا على ما يلهيهم عن طاعته تعالى ، وما يصدّ عن سبيله ، وليس بعد الحق إلا الضلال ؛ و « اللهو » هو الباطل الذي يلهى عن الخير ، وعلامة هؤلاء « اللاهين » أنهم كلما سمعوا القرآن يتلى ولّوا مستكبرين ، لا ينصتون كأن في آذانهم وقر ، أو يدّعوا أنهم غير معنيين ، وهؤلاء وأمثالهم مبشّرون بالعذاب الأليم !
وهو اللّه خلق السماوات بغير عمد ، وجعل في الأرض رواسي حتى لا تميد ، وخلق الكائنات والزروع ، فما ذا خلق الذين من دونه تعالى ؟
وتضرب السورة المثل بلقمان ، أوتى الحكمة فشكر للّه ، ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ، ومن شكره أن وعظ ابنه أن لا يشرك باللّه ، فهذا واجب الآباء نحو أبنائهم والناس جميعا ؛ والشرك ظلم عظيم ، وعقابه بقدر عظمه ، وما ينبغي لإنسان أن يشرك حتى لو حرّضه على الشرك أبواه ، والتوصية بهما في الدنيا من الدين ، ومن يرحم أبويه ويعترف بفضلهما ويشكرهما فإنه حتما سيشكر اللّه ، لأن المقرّ بالفضل لهما ، سيقر بالفضل لصاحب الفضل الأكبر عليهما وعليه ، والإنسان في حياته صغيرا وكبيرا أولى به أن يتّبع سبيل الصالحين والمؤمنين ، وسبيلهم هو الموصّل إلى اللّه ، واللّه لطيف بعباده خبير ، ولا يظلم أحدا ولو بمثقال حبّة من خردل ، وشكره تعالى بأداء الصلوات ، والأمر بالمعروف ، والنهى عن المنكر ، والصبر على المصائب ، وذلك من عزم الأمور - أي من حقيقة الإيمان .
ومن يؤمن باللّه لا يصعّر خدّه للناس ، ولا يمشى في الأرض مرحا .

والمؤمن من صفاته القصد في المشي ، وغضّ الصوت . ويبدو أن مواعظ لقمان لم تنته عند هذا الحد ، وأن الآيات من بعد هي من أقواله لابنه وللناس كافة ، فاللّه سخّر السماوات والأرض للإنسان ، وأسبغ عليه نعمه ، فلما ذا الجدل في اللّه بغير علم ولا هدى ؟ ولما ذا اتّباع السلف والآباء حتى لو كانوا على الباطل ؟
والمؤمن المحسن هو الذي يسلم وجهه للّه ، ويخلص في عبادته وقصده إليه ، ويستمسك بالعروة الوثقى ، وهي شهادة لا إله إلا اللّه ، والكافر يمتّعه اللّه قليلا ثم يضطره إلى العذاب الغليظ . ولو سئل الكفرة : من خلق السماوات والأرض ؟
لقالوا : إنه اللّه . أفهي فقط السماوات والأرض كل معجزات اللّه ؟ بل معجزاته لا تعدّ ولا تحصى ، ولو أن الأشجار صارت أقلاما ، والبحار مدادا ، فكتب بها اللّه تعالى عجائب صنعه الدالة على قدرته ووحدانيته ، لما نفدت تلك العجائب ولنفدت كل الأشجار والبحار .
وإنه لأهون على اللّه أن يعيد الخلق كما بدأه ، وما خلق الخلق ولا بعثهم إلّا كخلق نفس واحدة وبعثها ، وهو القادر الذي يولج الليل في النهار ، والنهار في الليل ، وسخّر الشمس والقمر ، واللّه حقّ وما يدعونه باطل ، وهو العلىّ الكبير ، علىّ في مكانته ، وكبير في ملكه وسلطانه .
وهو الذي يجرى الفلك في البحر ، ويلجأ إليه المضطر إذا غشيه الموج ، وما يجحد بآياته إلا المكذّب الجاحد . وتختتم السورة بدعوة الناس إلى أن يتّقوا ربّهم ، ويخشوا يوما لا يغنى فيه الوالد عن ولده ، ولا يجزى فيه المولود عن والده .

والبعث حقّ فلينفضوا عنهم الغرور ، وهو اللّه عنده علم الساعة ، وينزّل المطر ، ويعلم ما في الأرحام ، ويعلم الغد ، وبأي أرض تموت كل نفس ، وهو العليم الخبير ، كقوله تعالى :وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ( 59 ) ( الأنعام )
وما كان لقمان نبيا وإنما عبد صالح ، كثير التفكّر ، وحسن اليقين ، واختار الحكمة ، وحكمه كثيرة ومأثورة ، والحمد للّه ربّ العالمين .

  * * *

613 . سورة السجدة

السورة مكية ، إلا من ثلاث آيات نزلت بالمدينة ، هي قوله تعالى :أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ ( 18 ) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا بِما كانُوا يَعْمَلُونَ ( 19 ) وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ( 20 ) ،
قيل : نزلت في علىّ بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط ، وذلك أنهما تلاحيا وتخاصما ، فقال له الوليد : أنا أبسط منك لسانا ، وأحدّ سنانا ، وأردّ للكتيبة جسدا . فقال له علىّ : اسكت فإنك فاسق ! فنزلت الآيات .
وقيل : طالما نزلت في علىّ ، وعقبة بن أبي معيط ، فهذه الآيات مكية وليست  مدنية ، لأن عقبة لم يكن بالمدينة ، وقتل في طريق مكة في منصرفه من بدر . والذين قالوا إن الآيات مدنية ، حجّتهم أن الفاسق كان الوليد بن عقبة ، والوليد كان بالمدينة ، غير أن الوليد ما كان يستطيع أن يلاحى عليا بالمدينة ، ومن ثم فالراجح أن الآيات مكية ، والسورة كلها لذلك مكية ، وترتيبها في المصحف الثانية والثلاثون ، وفي التنزيل الخامسة والسبعون ، وكان نزولها بعد سورة المؤمنين ، وسميت « السجدة » من قوله تعالى فيها :إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ( 15 ) ،
حيث السجود هو السمة الكبرى للمؤمنين بالقرآن ، وسورة السجدة ، كسورة مكية ، مدارها حول الإيمان بالقرآن ككتاب من عند اللّه ، وبرسالة محمد كنبىّ مرسل من عند اللّه تنزّل عليه القرآن .

والسورة تستهل بالحروف المقطّعةألم( 1 ) ( ألف لام ميم ) ، وهي الثالثة من ست سور تستهل بهذه الحروف ، تنبيها إلى أن القرآن ، وهو كتاب اللّه ، يتركّب من أمثال هذه الحروف التي يعرفها كل أهل مكة ، حقيرهم وكبيرهم ، ولكنهم لا يستطيعون أن يكوّنوا منها قرآنا كهذا القرآن ، فالقرآن هو كتاب اللّه المعجز ، وهو لا شك من عند اللّه ، وليس بسحر ، ولا بشعر ، ولا بكهانة ، ولا بأساطير ، ولا هو من اختلاق محمد وافترائه ،
وإنما هو نذير لقوم ما أتاهم من قبل نذير ، فالعرب كانوا أمة أميّة ، لم يتنزّل عليهم كتاب ، ولا بعث إليهم رسول ، والقرآن نذير يعنى معلّم مخوّف ، ثم تعرّفهم السورة باللّه الذي أنزل القرآن وأرسل محمدا : فهو الخالق القادر الذي أبدع وأوجد بعد العدم ، وبعد أن لم تكن هذه المخلوقات والكائنات شيئا ،
وقد خلقها في ستة أيام من أيامه تعالى ، ثم استوى على العرش ، وهو الكون ، وليست « ثم » للترتيب وإنما بمعنى الواو . وهو اللّه الذي يدبّر الأمر من السماء إلى الأرض ، والأمر هو القضاء والقدر ، يتنزّل به جبريل من « حول العرش » موضع التدبير ، وأما « ما دون العرش » فهو موضع التفصيل ،وما دون السماوات موضع التصريف .
ويتم التنزّل والصعود في يوم كألف سنة من أيام الأرض ، والألف سنة للتشبيه ، والعرب تعبّر عن طول المدة أو كثرة الشيء بالألف ، وفي سورة المعارج عبّر عن اليوم بخمسين ألف سنة ، ولا تعارض ، وإنما يضرب بهذه الأرقام الأمثال ، وتفيد طول المدة كما ذكرنا ، وكل ذلك من علم الغيب ، ولا يعلمه إلا اللّه ، وهو عالم الغيب والشهادة ، أحسن كل شئ خلقه ، وأحكمه ، وجاء به على ما أراد ، ومن ذلك خلقه تعالى لآدم ، فقد خلقه ابتداء من طين ،ثم جعل خلقه من بعد ذلك من المنى المهين الضعيف ، ولمّا صنعه من طين سوّاه ، ثم ركّب فيه الروح ، وجعل له الحواس ، وعبّرت السورة عن الروح بالنفخ ، لأن الروح من جنس الريح .
ومع كل هذه القدرة له تعالى ، فإنهم أنكروا البعث بدعوى أنه لا خلق جديد  بعد الموت ، وفاتهم أن الموت ليس حدثا كالأحداث ، ولكنه فعل موكول به ملك هو عزرائيل ، يتوفى الناس ، ويستوفى الأرواح ويقبضها .
وتخاطب السورة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، مخاطبة لأمّته ، تقول : لو رأيت هؤلاء المنكرين يوم القيامة لرأيت العجب ، لأنهم يومها يتذللون ويدعون لو يعودوا للدنيا ليفعلوا الخير !
واللّه قد آتاهم الفرصة ولكنهم ضيّعوها وكفروا ، ولو شاء اللّه لهدى الناس ولكنه شاء أن يجعلهم مخيّرين ، فلما اختاروا الضلال أدخلوا جهنم ليذوقوا العذاب ، فقد تركوا طاعة اللّه في الدنيا ، فتركهم اللّه في الآخرة ولم يشملهم برحمته .
ثم تعود السورة تذكّر القرآن ، وأنه الكتاب الذي لا يؤمن به إلا من يترك الاستكبار ، ويخضع للّه ويطيع ، وكان كفّار مكة يستعظمون أن يسجدوا للّه ، والمؤمنون تتجافى جنوبهم عن المضاجع ، ويسهرون الليل يصلّون ويسبّحون بحمد ربّهم ، خوفا وطمعا ، وينفقون مما آتاهم .
وهؤلاء لهم من وجوه النعم يوم القيامة ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، وهذه الكرامة إنما هي لأعلى أهل الجنة منزلا ، والجنة منازل ، والمؤمنون أخفوا أعمالهم فأخفى اللّه تعالى لهم ما فيه قرّة أعينهم .

وليس المؤمن كالفاسق ، ولا يستويان ، والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات المأوى ، يأوون إليها نزلا - أي ضيافة ، والذين فسقوا لهم النار ، كلما أرادوا الخروج منها أعيدوا إليها .
ولهم في الدنيا العذاب الأدنى من المصائب والأسقام والابتلاءات ، وفي الآخرة لهم العذاب الأكبر .
ولا أظلم لنفسه ممن يذكّر بآيات ربّه ثم يعرض عنها . وتضرب السورة المثل في الإيمان بموسى ، تسلية وتذكيرا للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، بأنه سيلقى ما لقاه موسى من التكذيب والأذى ، وأن القرآن سيلقى المعارضة كما لقى التوراة ، وهو كتاب موسى ، من المعارضة ، فأما الذين آمنوا بموسى وكتابه فهؤلاء هم المهديون ، وجعلهم اللّه أئمة للمؤمنين يقتدون بهم لأنهم صبروا ؛ وأما الكافرون فقد أهلكهم اللّه ، وآثارهم تملأ الدنيا ، وتدل على ما لقوا جزاء وفاقا بما كانوا يجحدون ، ودليل الآثار من أدلة وجود اللّه وقدرته .
ودليل آخر على البعث هو دليل الماء ، يسوقه اللّه إلى الأرض الجدباء فتخرج الزرع ، فذلك مثل البعث .

ويوم البعث أو يوم القيامة ، أو « يوم الفتح » ، لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ، ولا هم ينظرون - أي يؤخّرون للتوبة ، لأنه لا توبة يوم القيامة .
وتختتم السورة كما بدأت ، بالكلام إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم :فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ( 30 ) يعنى أعرض عن سفههم ، ولا تجبهم إلا بما أمرت به ، وانتظر يوم الفتح ، يوم يحكم اللّه لك عليهم ، ويوم يهلكون ، وإنهم لأحقّاء بأن ينتظر هلاكهم . والحمد للّه ربّ العالمين .
* * * 

614 . سورة الأحزاب

السورة مدنية ، نزلت في المنافقين وإيذائهم للرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وطعنهم فيه وفي أزواجه ، وتناولت الكثير من الجوانب التشريعية فيما يخصّ الأسرة والمجتمع ، وتطرّقت إلى بعض الآداب الإسلامية ، وأفاضت في الحديث عن غزوة الخندق ، وهي المسماة « غزوة الأحزاب » ، وسميت السورة بها ، لأن المشركين تحزّبوا على المسلمين ،
واجتمعوا عليهم من كل حدب : القرشيون من مكة ، وبنو غطفان ، وبنو قريظة ، وغيرهم كثيرون .
وآيات هذه السورة ثلاث وسبعون ، وكان نزولها بعد آل عمران ، وترتيبها في المصحف الثالثة والثلاثون ، وفي التنزيل المدني الرابعة ، وفي التنزيل عامة التسعون ، وتكثر فيها الإسرائيليات ، بزعم أنها كانت من السور الطوال ، وكانت تعدل البقرة ! وكانت بها آية الرجم التي قيل أنها :

« الشيخ والشيخة إذا زينا فارجموهما البتة نكالا من اللّه واللّه عزيز حكيم » ؟ !
وكل ذلك كذب وزور وبهتان ، فالسورة كما هي ، والأقوال المنسوبة إلى عائشة فيما يخص طول السورة ، جميعها ملفقة ، ومن الغريب أن يقال أن ما نسخ من هذه السورة كان في صحيفة في بيت عائشة فأكلتها الداجن !
وهي تشنيعة من تشنيعات اليهود والملاحدة والشيعة .
وتفتتح السورة تخاطب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن لا يطيع الكافرين والمنافقين ، وأن يتّبع ما يوحى إليه ، وأن يتوكل على اللّه ، فما يصحّ أن يكون للمرء قلبان ، مثلما لا يصحّ أن تكون زوجة الرجل عليه كظهر أمه ، فالأم أم ، وكذلك الزوجة زوجة ، وأيضا لا يصحّ تسمية الابن الدعىّ - أي بالتبني - ابنا ، والأحرى أن يدعى باسم أبيه أو باسم وليّه ،
والنبىّ ليس ولى واحد من المسلمين بعينه دون سائر المسلمين ، وإنما هو وليّهم جميعا ، وزوجاته أمهات للمسلمين جميعا ، والأولى أن ينسب كل ذي رحم إلى رحمه ، فهكذا علّم اللّه نبيّه ، وأخذ ميثاقه على هذا التعليم ، ولسوف يسأل عنه . ثم بدأت السورة بعد هذه المقدمة في سرد وقائع غزوة الخندق أو الأحزاب ،
فقد أحاط الأعداء بالمسلمين من كل مكان ، فمن فوقهم جاءت جنود أسد وغطفان ، ومن أسفلهم أقبلت جنود قريش وكنانة وغيرهم ، وأعان هؤلاء يهود بني قريظة ، فنقضوا عهدهم مع الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وبلغ الرعب في المسلمين منتهاه ، وظنوا أن اللّه تخلّى عنهم ، وابتلوا وزلزلوا ، وانكشف أمر المنافقين فأرادوا الفرار ، على زعم أنهم تركوا أهاليهم بلا حماية ويريدون العودة لحمايتهم ، وهؤلاء المعوّقين يعلم بهم ربّهم .

وتتوالى الآيات في وصف العلامات النفسية للمنافقين المثبّطين للهمم ، الخائفين المذعورين من القتال ، يودّون لو لم يحضروا . وأما المؤمنون فقدوتهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ولما رأوا الأحزاب قالوا هذا ما وعدهم اللّه ورسوله ، وزادهم ما هم فيه من بلاء إيمانا ، ومنهم  صادقون أوفوا بعهدهم مع اللّه ، ومنهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر وما بدّلوا ولا تحوّلوا .
وانتهت الغزوة بدحر الغزاة ، وكفى اللّه المؤمنين شرّ القتال . وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم - لمّا رحلت الأحزاب - قد تجهّز لغزو بني قريظة ، لنقضهم العهد معه ، وعونهم للمشركين ، فأنزلهم من حصونهم ، وقذف اللّه في قلوبهم الرعب ، وقتل المسلمون فريقا منهم وأسروا فريقا ، وورثوا أرضهم وديارهم وأموالهم ،وبذلك ينتهى الكلام عن غزوة الأحزاب .
وهذا المال الذي كسبه المسلمون يذكّر بأحوال بعضهم التي كانت متردّية من قبل ، والمثل على ذلك النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وكان أزواجه قد طالبوه بزيادة النفقة فخيّرهن بين الطلاق وبين الاستمرار معه ، ولهن الدار الآخرة ونعيمها ، وسيجازى اللّه المحسنات منهن . وظنن أن غنائم بني قريظة سيكون له فيها النصيب الأوفى ، وأنه سيوسّع عليهن ،
فأنزل القرآن يحذرهن ، فأيّما ذنب يذنبن له عذاب مضاعف ، فهن لسن كالنساء ، ومن تقنت منهن يؤتها اللّه أجرها مرتين ، ووعظهن أن لا يخضعن في القول ، ولا يترققن في الكلام ، فيطمع الطامعون فيهن ، وأن يقرن في بيوتهن ، ولا يتبرّجن تبرّج الجاهلية من الزمن الغابر ، ولا ينبغي أن نفهم أن لزوم البيت يمنع من أن تشارك المرأة - حتى لو كانت زوجة للرسول صلى اللّه عليه وسلم - في الحياة العامة ، فعائشة كانت تحضر معه صلى اللّه عليه وسلم الغزوات ،
وكانت تمرّض المرضى ، وتحمل السقاء ، وكانت تؤم النساء في الصلاة ، وتؤذّن ، وتخطب في الرجال ، وتشافههم في الفتاوى ، وترسلها إليهم في رسائل ، وتدخّلت في كثير من القضايا لتحلّها وتيسّر على الناس حياتهم ، وخرجت إلى البصرة لتصلح بين المسلمين ، وهاجمها علىّ وجماعته ، فلم تفر وصمدت . ونساء الرسول صلى اللّه عليه وسلم كن يقمن الصلاة ويأتين الزكاة ، ووعظتهن الآيات بطاعة اللّه ورسوله ، وأن يذكرن ما يتلى في بيوتهن من القرآن ،
وما يقال فيها من أحاديث الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وما يجرى من أفعاله ، واللّه أعدّ لهن وللمسلمات عامة أحسن الجزاء . واستطردت الآيات إلى قصة زيد بن حارثة وزينب بنت جحش ، وما كان من أمر قسرها على الزواج من زيد ، ثم ما كان من شكوى زيد منها ، فلما طلّقها زيد تزوّجها الرسول صلى اللّه عليه وسلم بأمر من السماء ، والسبب ليس حبّه لزينب كما قال المرجّفون والمنافقون واليهود ،
وإنما كما يقول القرآن :لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً( 37 ) ، أي لإسقاط نظام التبنّى ، ونظام تحريم زوجة الابن بالتبنّى ، لأنه ليس ابنا على الحقيقة ، فبنوته وهم . فلمّا حرّم اللّه على زيد أن يقدّم نفسه فيقول إنه زيد بن محمد ، عوّضه فذكره في القرآن بالاسم ، يتلوه المسلمون تكريما وتشريفا له ، فذلك قوله تعالى :فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها( 37 ) ،

وكانت زينب تفخر بقوله تعالى : زَوَّجْناكَها وتباهى نساء النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بأن اللّه أنكحها النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من السماء ، وأن السفير كان جبريل ، وأن جدّها وجدّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم واحد .
وانتهت مسألة التبنّي في الإسلام إلى الأبد ، وانتهى أن ينسب زيد أو غيره للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فلم يكن أبا لأحد من الرجال وإنما هو رسول اللّه وخاتم النبيين ، فهذه بركة من السماء تستحق أن نشكره تعالى عليها ، ولذا تأتى الآيات تأمر بذكر اللّه وبتسبيحه بكرة وأصيلا ، وكراماته تعالى كثيرة على المسلمين ، ونعلم أنه تعالى يصلّى علينا وملائكته ، وصلاته هي رحمته وبركاته ، وأنه تعالى يوم يلقانا سيحيّينا تحية السلام ، وسيجازينا الأجر الكريم .
وكل ذلك الكرم من أجل نبيّنا ، يخاطبه اللّه تعالى إبلاغا للأمة ، بأنه : الشاهد ، والمبشّر ، والنذير ، والنبىّ ، والداعي إلى اللّه ، والسراج المنير ، فأعطاه ستة أسماء في آية واحدة ، والآية تأنيس للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم وللمؤمنين ، وبشّرهم ربّهم أن لهم منه الفضل الكبير ، فلا ينبغي له ولهم أن يطيعوا الكافرين والمنافقين ، وعليهم أن يتجاوزوا أذاهم ،
وأن يتوكلوا على اللّه وكفى به وكيلا . وتتحدث السورة في أمر المطلّقات ، فتجعل لهن عدّة إذا دخلوا بهن ، واللاتي لم يدخل بهن لا عدّة لهن ، وينبغي إمتاعهن ، والمتعة : مال يدفع لهن بحسب الميسرة والعسرة .
وحدّدت الآيات اللاتي يحلّ للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم الزواج منهن ، وهن قريباته اللاتي هاجرن معه ، وأيّما امرأة تهب نفسها له إن أرادها ، ولم تكن في حياة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم نساء وهبن أنفسهن له ،
وجعل اللّه له أن يقسم لهن أو لا يقسم ، ولكنه مع ذلك كان يقسم ، ولم يعد له أن يتزوج ولا أن يحل واحدة مكان أخرى يطلقها . ووعظت الآيات الناس فيما ينبغي منهم إذا دخلوا بيوت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فأولا يجب أن يستأذنوا ، وإذا سألوا نساءه شيئا فليسألوهن من وراء حجاب ، وأعلمت المسلمين أنه لا زواج من نساء النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بعد وفاته ، وأن نساءه مباح لهن أن يظهرن على آبائهن وأبنائهن وإخوانهن ، وأبناء إخوانهن ، وأخواتهن ، ونسائهن
- أي عدم الاحتجاب من النساء المؤمنات ، وأمرت المسلمين أن لا يؤذوا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، والأولى بهم أن يصلّوا عليه ويسلّموا تسليما ، وأن لا يؤذوا المؤمنين ولا المؤمنات بغير ما اكتسبوا ، وأن يدنى النساء ، سواء نساء النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أو نساء المؤمنين ، من جلابيبهن ، وحذّرت المنافقين والمرجفين صنّاع الإشاعات ، والإرجاف هو إشاعة الكذب والباطل ، وبيّنت أن الساعة لا يعلمها إلا اللّه ، وأن الخسران للكافرين ،
وأنهم لا يعذرون بأنهم أطاعوا كبراءهم وساداتهم ، وكررت التحذير من إيذاء النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كإيذاء بني إسرائيل لموسى ، فبرّأه اللّه مما قالوا وكان عند اللّه وجيها ، ودعتهم أن يقولوا القول السديد الرشيد ، لتنصلح أحوالهم وتغفر ذنوبهم ، وسمّت هذه التكاليف بالأمانة ، وهي ثقيلة ، ولو عرضت على السماوات والأرض والجبال لأبين أن يحملنها ، والإنسان قبل ذلك ، لأنه لم يحسب حسابها ، فظلم نفسه لجهله بها ،
واختتمت السورة بتوعّد المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ، وببشارة المؤمنين والمؤمنات . فهذه جملة ما في هذه السورة العظيمة من أخبار وروايات وآداب ومواعظ وحكم وتشريعات ، والحمد للّه ربّ العالمين .

  * * *

615 . سورة سبأ

سورة مكيّة ، وقيل إلا الآية :وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلى صِراطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ( 6 ) فإنها مدنية ، والذين قالوا بذلك ساقوا الآية على معنى أن من أوتوا العلم هم أهل الكتاب ، كعبد اللّه بن سلام وغيره ، وهؤلاء كانوا من أهل المدينة ، ومن قال ذلك لم يعتبر أنه كان بمكة من أوتى العلم ، وهذا تجنّ وحطّ من قدر العرب ، فكأن العلم كان وقفا على اليهود بالمدينة لا غير ؟ !
وفي رأينا أن الذين أوتوا العلم هم المؤمنون أصحاب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وكانوا بمكة ، فمن يعلم حقّ العلم يؤدى به علمه إلى أن يؤمن ، ومن يكفر هو الذي لا علم له على الحقيقة ، والآية إذن مكية كالسورة كلها ، ومن بعد هؤلاء المؤمنين أصحاب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، كان العلماء من أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم في كل مكان وزمان .
والسورة نزلت بعد سورة لقمان ، وترتيبها في المصحف الرابعة والثلاثون ، وفي التنزيل هي الثامنة والخمسون ، وآياتها أربع وخمسون ، وموضوعها : الدفاع عن القرآن ، والتعريف باللّه تعالى ، وبالساعة ، والبعث ، وتحفل بالبراهين على حقيقته ، وترد على المنكرين الردود المفحمة ، وتضرب الأمثال بقصص الأنبياء من الماضي كداود وسليمان ، وتعدّد أفضال اللّه عليهما ، فلما ذكرت سليمان استدعى اسمه قصته مع سبأ ،
وأوردت السورة أطرافا مما جرى لأهلها لمّا كانوا على الإيمان ، فكانت بلادهم جنّة ، فلما كفروا بأنعم اللّه دمّر لهم سدّهم ، وجرف السيل العرم البيوت ، وأغرق الغيطان . وتناولت السورة شبهات المشركين حول رسالة النبوّة ، وختمت بدعوتهم إلى الإيمان باللّه الذي بيده أمور الخلق أجمعين .

وتبدأ السورة أول ما تبدأ بالحمد للّه ، والحمد هو الثناء الشامل كله للّه ، لأن كل النّعم منه ، وهو تعالى المحمود دوما في الآخرة والأولى ، وهو يعلم ما يجرى في السماء والأرض ، ويعلم الساعة ، وكان أبو سفيان يقول لكفّار مكة : واللات والعزّى لا تأتينا الساعة أبدا ولا نبعث ! فقال له تعالى مخاطبا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم :بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ( 3 ) ،
وأمثال أبي سفيان هم الذين تخاطبهم السورة باسم المعاجزين ، يعنى يسعون في آيات اللّه ، وفي إبطال أدلة التوحيد ، ويحسبون أنهم يفوتون على اللّه ، ويكذّبون من فرط إنكارهم ، كقولهم :هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ( 7 ) ، لأنه كان ينبئ بالبعث ، فنكّروه ، وأشاروا إليه كأنه مجهول يتكلم في أمر مجهول ، يقصدون السخرية منه والاستهزاء به ، وأخرجوه مخرج التحكّى ببعض الأحاجى ، يتضاحكون بها ويتلهون .
وقوله :مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ( 7 ) يعنى بليتم في القبور ، وصرتم ترابا وعظاما نخرة وأشلاء ، والمزق خرق الأشياء . وقالوا في النبىّ صلى اللّه عليه وسلم :أَفْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَمْ بِهِ جِنَّةٌ( 8 ) ، والافتراء الاختلاق ، والألف المفتوحة للاستفهام ، « وبه جنّة » أي جنون فهو يتكلم بما لا يدرى ، مع أن اللّه تعالى كرّمه أحسن التكلّم ، وهو تعالى يشمل أنبياءه بكرمه ، من هؤلاء داود وسليمان ،
وتقول السورة عن داود :وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلًا يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ ( 10 ) أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ، ونفهم أن الجبال والطير كانت تسبّح معه ، وتسبيحها يعنى ترجيعها ، وإلانة الحديد له تسخيره ، فكان داود يصنع منه الدروع السابغات ، ويقدّر في السرد ، أي يجمع فيها بين الخفة والثقل ، والسّرد هو نسج حلق الدرع ، وصانعه يقال له السرّاد والزرّاد ، والآية دليل على وجوب تعلّم أهل العقل الصنائع ، وأن التحرّف ( يعنى اتخاذ الحرف ) لا ينقص من قدر الكبراء بل يزيدهم فضلا ،
وفي الحديث : « إن خير ما أكل المرء من عمل يده ، وإن نبىّ اللّه داود كان يأكل من عمل يده » . وأما سليمان فقال تعالى فيه :وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ ( 12 ) يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ وَتَماثِيلَ وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ( 13 ) فسخّر اللّه له الريح ، تغدو شهرا وتروح شهرا ، يعنى سخّرت له مرة كل شهر تحمله عليها ؛ وأسال له عين القطر ، أي النحاس ، فاستخدم الجن في صناعته محاريب وتماثيل وجفانا كالجواب ، وقدورا راسيات ؛ والمحراب الذي يصلّى فيه ؛ والتماثيل صور على مثل إنسان أو حيوان ؛ والجفان القدور ؛ والجواب جمع جابية ،
أي القدر العظمة ، كأن تكون أحواضا ؛ والقدور الراسيات لثقلها فهي لا تنقل ، وكانت قدور عبد اللّه بن جدعان في الجاهلية من ذلك ، وكانوا يصعدون إليها بسلم ! ومعنى الآية أن سليمان - وكان يصنع التماثيل - لم يكن ضد الصور ، إلا أنه في التوراة نهى أن تعمل تماثيل للإله ، ومع ذلك الآية دليل على إباحة التماثيل طالما هي ليست للتعبّد . والحكمة في إزالة الصور في عهد النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، أنه بعث والتماثيل والصور تعبد ، فأمر بإزالتها ونهى عنها ؛ وأمّا الآن فالأمر مختلف ، ولا أحد يتعبّد الصّور ولا التماثيل إلا في المسيحية والبوذية . وفي قوله تعالى :وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ( 13 )
تنبيه وتحريض ، وكان عمر يدعو ربّه ويقول : اللهم اجعلني من القليل !
- أي ممن يشكرون . وسليمان هو الذي بنى الهيكل وتفرّغ له ، وكان يجلس قبالته يرقب العمال ويدلّهم ، فما علموا بموته إلا لمّا أكلت الأرضة العصا ، فوقع من طوله . وفي الآية :تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ( 14 ) دليل على أن الجن لا تعرف الغيب ، على عكس ما يدّعى الناس !
وذكر سليمان يستدعى ذكر « سبأ » ، وقصتا داود وسليمان ترويان عن الصالحين إذا وهبوا أنفسهم للصلاح ؛ وقصة سبأ تروى في المقابل ، عن الكافرين ومآلهم ، فكانت سبأ جنة لمّا كان أهلها مؤمنون ، فلمّا كفروا دمّرهم اللّه بسيل العرم ، وهدم لهم سد مأرب ، قيل : بنته بلقيس صاحبة سليمان ، وخرب السيل الزروع والبساتين ، وبدّلهم اللّه بجنتين من الخمط أي شجر الشوك ، والأثل والسّدر وهما نوعان من الأشجار ، ثمارهما عفصة لا تؤكل ، وجزاء سيئة سيئة مثلها :وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ( 17 ) ، والمؤمن يجزى ، والكافر يجازى .
وأمثال هؤلاء :صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ( 20 ) ، وظنّ إبليس فيما قال :لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ( 39 ) ( الحجر ) ، وقوله :لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ( 16 ) ( الأعراف ) ، ويوم القيامة لا تنفعهم شفاعة الشافعين ، ويفتح اللّه بينهم وبين الذين آمنوا بالحق ، والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم أرسل لهؤلاء وهؤلاء ، ويوم القيامة لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ، وهو البشير والنذير لكافة الناس ، والناس إما مستضعفون وإما مستكبرون ، والذين يستكبرون يغوون المستضعفين ، ويصدّونهم عن الهدى ، ولولا مكر الليل والنهار لآمن المستضعفون .
ومن أوصاف الكفّار يوم القيامة هذا المكر بالليل والنهار في الدنيا ، ثم إسرار الندامة في الآخرة ، وإسرارها يعنى أن تكون الندامة في القلب ولا تظهر على السرائر ، وذلك باب من أبواب علم النفس الإسلامي . وفي القرآن يأتي عن « المترفين » ثماني مرات ، وهم الأغنياء أصحاب السلطان ، وفيهم يقول تعالى :وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها( 16 ) ( الإسراء ) ، والأصح في الآية أن تقرأ « أمّرنا » بتشديد الميم ،
يعنى إذا آل الأمر والحكم إلى المترفين ، عمّ فيها الفسق في البلاد فتستحق الخراب . وفي سورة سبأ فإن المترفين هم المعارضون للنبوّة ، وللإصلاح ، وأن تسود القيم والفضيلة ، وهؤلاء يتيهون بأموالهم وأتباعهم ، ويوم القيامة يضاعف لهم العذاب بما عملوا ، وهم فيه محضرون ، تحضرهم الزبانية ، ودأب المترفين الافتراء على اللّه ، وعلى الإسلام ، وتسخيف دلائل وبراهين وجوده تعالى ، وتحقير صفاته . وأما المؤمنون فلهم الغرف في الجنة ، والغرفة هي الموضع والمأوى ، والسورة تأمر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن ينهى المغترّين بأموالهم ، وأن يطلب إليهم أن ينفقوها في سبيل اللّه بدلا من إنفاقها في الإفساد ، وما ينفقون من شئ فاللّه يخلفه . وفي السورة عن « عبدة الجن » ، أو « عبدة الشيطان » كما اشتهر اسمهم في مصر بوجود فرقة لهم فيها ،
أنهم يؤدون الصلوات للشيطان ، بأفعال داعرة ، وسلوكيات ماجنة ، ويفترون على القرآن والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ويخاطبهم اللّه تعالى على لسان رسوله صلى اللّه عليه وسلم يقول :إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ( 46 ) ، والواحدة هي قول « لا إله إلا اللّه » ، وأن يقوموا إلى طلب الحقّ وحدانا ومجتمعين ،
وأن يتفكّروا : هل رأوا في نبيّهم صلى اللّه عليه وسلم كذبا ، أو جنّة ، أو فسادا ؟
أو هل شاهدوه يختلف إلى أحد يدّعى السحر ، أو تعلّم القصص على كافر ؟
ولم يحدث أن سألهم أجرا على ما يبلّغهم به ، ولو كان على الضلال كما قالوا فإنما يضل على نفسه ، ويوم القيامة يبعثون فزعين ، ولا نجاة لهم ، وهم من اللّه قريب ، وعندئذ يؤمنون وأنّى لهم الرجعة إلى الدنيا ليعملوا صالحا ؟
وكانوا كافرين في الدنيا ، ويرجمون بالغيب ، وينكرون أشياء من المستقبل ، ويشكّون في الدين كل الشّك .
ويوم القيامة يقذف اللّه بالحق ، وشعار هذا اليوم :جاءَ الْحَقُّ وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ وَما يُعِيدُ( 49 ) .
والحمد للّه ربّ العالمين ، ونسأله تعالى أن نكون من الناجين ، وأن يجعلنا على الدين وعلى كتابه القرآن المبين .

* * * 
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة السبت 14 أكتوبر 2023 - 21:15 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

616 . سورة فاطر

السورة مكية ، نزلت قبل هجرة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وكان نزولها بعد سورة الفرقان ، وترتيبها في المصحف الخامسة والثلاثون ، وفي التنزيل الثالثة والأربعون ، وآياتها خمس وأربعون ، واسمها « فاطر » لابتدائها بالحمد للّه فاطر السماوات والأرض ، وفاطر يعنى المبتدئ والمخترع ، تقول : أنا فطرتها أي ابتدأتها ،
تنبّه السورة إلى أن من قدر على الابتداء فهو قادر على الإعادة ، وهو منطق صحيح . وهناك خمس سور في القرآن تبدأ بالحمد للّه ، هي : الفاتحة ، والأنعام ، والكهف ، وسبأ ، وفاطر .
ومعنى الحمد للّه : الثناء عليه ، والتعظيم له ، والتبجيل لاسمه تعالى ، لأنه خلق السماوات والأرض على غير مثال ، وخلق الملائكة وسائط لهم أجنحة تتباين أعدادها باختلاف وظائفهم ، وهو اللّه يزيد في الخلق ما يشاء ، وينقص ما يشاء ، ويرزق من السماء بالمطر ، ومن الأرض بالزروع .
وهذه الآيات حجة على القدرية ، لأنها تنفى أن يكون ثمة خالق غير اللّه ، والقدرية يثبتون معه خالقين - وتحفل السورة بالأمثال والحكم .
والرسول صلى اللّه عليه وسلم ليس بدعا بين الرسل ، فإن كان كفّار مكة كذّبوه ، فإن الناس كذّبوا الرسل قبله ، والسورة لتعزية النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وتسليته ، وليتأسّى بمن قبله في الصبر ، وليطمئن أن كل ما وعد به حقّ : سواء البعث ، أو الثواب والعقاب ، فلا ينبغي أن يغرّ أحد بالحياة الدنيا ، وغرورها أن يشتغل بنعيمها ولذّاتها عن عمل الآخرة ، فلا يغرنّه باللّه الغرور ، والغرور هو الباطل ، والشيطان عدو للإنسان فليتخذه عدوا ، فلا يطيعه ؛ والشيطان لا يدعو إلا حزبه ، وهم جماعته وأشياعه ؛ وقوله تعالى لنبيّه :أَ فَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ( 8 ) من الكلام العربي الطريف ، وينهى فيه نبيّه أن يغتم بمن يحسن عمله السيئ في نظره ، ومثله قوله تعالى :فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ( 6 ) ( الكهف ) ،
وسوء العمل هو معاندة اللّه ورسوله . والنشور - أي البعث - الذي ينكرونه ، وهو كإرسال الرياح تثير السحاب وتسوقه إلى بلد ميت ، فيمطر وتحيا به الأرض بعد موتها ، أي تبعث ، والصورة كما ترى - بديعة ، وتدل على قدرته تعالى ، فالأوفق أن يؤمن الإنسان ، وعزّته في الإيمان به تعالى ، ولا ذلّ مع عزّة اللّه ، ومن أحبه اللّه يعزّه في الدنيا والآخرة .
وكل كلام طيّب يصعد إلى اللّه ، ويرفع العمل الصالح ، وما لم يرفق الكلام الطيّب بعمل صالح فإنه لا يرتفع إلى اللّه ، والعمل الصالح شرط في قبول القول الطيب .
والذين يمكرون السيئات هم أصحاب الرياء ، ومكرهم يبور ، يعنى يهلك ويبطل .
ومن التراب كان أصل الإنسان ، ثم كان نطفة ، ثم يكون الناس أزواجا ، وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه تعالى ، وما يعمّر من معمّر ، ولا ينقص من عمره ، إلا في كتاب ، والنقصان هو ما يمضى من العمر ، وأما ما يستقبل فهو الذي يعمره ، وقيل المنقوص من عمره هو من يموت قبل الستين . واللّه خلق البحر المالح والنهر العذب ، ومن كلّ نأكل اللحم الطري ، ونستخرج الحلى نلبسها ، وتمخرهما البواخر .
وهو الذي يولج الليل والنهار ، وسخّر الشمس والقمر ، وما يعبدون من دون اللّه لا يخلقون قطميرا ، والقطمير القشرة بين النواة والتمرة وهي أتفه شئ فيها .

ومن يدعون من دونه لا يسمعون الدعاء ، ولا يستجيبون له ، ويوم القيامة يكفرون بشركهم . والناس هم الفقراء إلى اللّه ، وإن يشأ يذهبهم ويأت بخلق جديد ، وهم مجزيون بأعمالهم ، إن خيرا فخير ، ولا يستوى الأعمى والبصير ، ولا الظلمات ولا النور ، ولا الظل ولا الحرور . والحرور لا يكون إلا مع شمس النهار ، والسموم يكون بالليل .
وما يستوى الأحياء ولا الأموات ، ولا العقلاء والجهّال ، وهذه كلها أمثال ، وما يسمع أهل القبور ، وما محمد إلا نذير وبشير ، ودلائل قدرته تعالى لا حصر لها ، فالثمار من كل لون ، والجبال منها البيض والحمر والسود كأنها الغربان ، والناس والدواب والأنعام أصناف ، ولا يتنبه لذلك إلا أهل العلم ، ولذا فهم أخشى الناس للّه ، ولن تبور تجارة من يؤمن باللّه ويعمل الصالحات ، فإنه اشترى الآخرة بالدنيا ، فربح وفاز .
والقرآن حق ، وكتب اللّه يتوارثها المصطفون ، ومن الناس الظالم لنفسه الذي يعمل الصغائر ، ومنهم المقتصد الذي يؤمن ويعصى ، ومنهم السابق التقىّ على الإطلاق ، والمؤمنون المخلصون لهم الجنة ، وفيها يحمدون اللّه أن أذهب عنهم الحزن والهمّ ، والذين كفروا لهم نار جهنم ،
خالدون فيها ويصطرخون : ربّنا أخرجنا منها نعمل صالحا ، فيقال لهم ذوقوا ما كنتم تعملون ، وله تعالى الغيب ، ويعلم ما في الصدور ، وجعل الناس خلائف في الأرض ، ويمسك السماوات والأرض أن تزولا ، فلما ذا إذن الكفر باللّه ؟
والكافرون لا يزيدهم كفرهم عند ربّهم إلا مقتا ، وكانوا قبل أن يجيئهم النذير يتمنون لو يأتيهم نذير ، فلما جاءهم استكبروا ، ومكروا مكر السوء ، والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله ، فهلا سار هؤلاء في الأرض فنظروا عاقبة عاد وثمود وفرعون من الأمم البائدة لمّا كفروا ؟
واللّه قد سنّ العذاب للكافرين ، ولو أخذ الناس بما كسبوا ما ترك على ظهر الأرض من دابة ، ولكن يؤخّرهم إلى يوم القيامة ، فهذا أجلهم معه تعالى ، والحمد للّه ربّ العالمين .

  * * *

617 . سورة يس

السورة مكية ، وترتيبها في المصحف السادسة والثلاثون ، وفي التنزيل الواحدة والأربعون ، وآياتها ثلاث وثمانون ، إلا الآية 45 فمدنية ، وكان نزولها بعد الجن ، واسمها « يس » مما افتتحت به ، وقيل : يس بمعنى « يا رجل » ، أو « يا سيد » ، أو « يا إنسان » ، أو أنه اسم للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، كقوله تعالى :سَلامٌ عَلى إِل‌ْ ياسِينَ( 130 ) ( الصافات )
أي على آل محمد ، واستدل من قالوا على أن يس اسم للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، أنه تعالى خاطبه بعد ذلك مباشرة فقال :إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ( 3 ) والخطاب للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم . واستدلوا أيضا بالحديث :

« لي عند ربى عشرة أسماء » ، ذكر منها « طه » و « يس » وبالحديث الآخر : « إن اللّه تعالى أسمانى في القرآن ستة أسماء : محمد ، وطه ، ويس ، والمزمّل ، والمدثّر ، وعبد اللّه » .
وقيل : بل يس اسم من أسمائه تعالى ، وأنه أقسم به وإن كان بمعنى النداء .
- والصحيح أن يس من الياء والسين ، حرفان كغيرهما من الحروف المقطّعة في بدايات بعض السور ، مثل ألم ، وكهيعص .

والسورة تستهل بالتذكير بآية اللّه الكبرى : القرآن ، وبها يثبت أن محمدا صلى اللّه عليه وسلم من المرسلين ، لينذر قومه ، ويضرب لهم مثل القرية التي أرسل إليها نبيّان ، وعزّرا بثالث ، فلم يؤمن أهلها ، فأهلكهم اللّه . وتعرض السورة لبعض آياته تعالى في الكون ، وكلها أدلة على قدرته تعالى ، لعل الناس يؤمنون ، ولعلهم يعملون الخير ، فلا هم آمنوا ولا فعلوا الخير ، ولجّوا في طغيانهم .
وتترى الآيات تذكّرهم بيوم القيامة وأهواله ، وما يكون عليه  المؤمنون من طيب العيش ، وما يعذّب به الكافرون ، وتنبّه إلى أن اللّه كان يمكن أن يطمس على أعينهم في الدنيا جزاء وفاقا، ولكنه يتركهم ليطول عمرهم ، ويسوء حالهم ، ثم يكون الحساب في الآخرة.
وتعرض الآيات للقرآن ، وتنفى أنه قول شاعر ، فما يجوز الشعر للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وإنما هو قرآن نذير ، يذكّرهم بنعمه تعالى عليهم ، ويلومهم على عبادة من لا يستطيعون نصرهم ، ويخاطب الرسول صلى اللّه عليه وسلم حتى لا يحزن عليهم ، فهذه هي حال الإنسان ، ما كاد يخلقه من نطفة حتى تحوّل خصيما له تعالى ، وتعلّل لجحده وإنكاره للبعث ، بأن العظام بعد أن تصبح رميما لا تدبّ فيها الحياة ، ونسي خلقه ، فقد كان حفنة من طين ، ونطفة من منىّ ، فصار ما هو عليه ، أفيعجز من صنعه أن يعيده سيرته الأولى ؟

وهو تعالى القادر ، يجعل من الشجر الأخضر نارا مع أنهما متناقضان ، وخلق السماوات والأرض ، فالسماوات في العلا ، والأرض في الدنا ، أفلا يستحق أن يسمّى الخلّاق والعليم ؟
وأمره فيما يخلق أن يقول له كن فيكون ، سبحانه . والسورة حافلة بالبراهين والأدلة على وجود اللّه وقدرته ، وبصور البلاغة ، وتكثر بها المطابقات والجناس والاستعارات ، وتستخدم منطق المتقابلات والمتناقضات ، كالماء يطفئ النار ، واقتداح النار من الشجر الأخضر ، وحال السعداء ونقيضه حال الأشقياء ، والموت ونقيضه الإحياء ، والإنذار كمقابل للإعذار ، وفيها الاستفهام الإنكارى للتوبيخ ،
 كقوله :أَ أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً( 23 ) ، وأَ وَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ( 77 ) ، وأَ فَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ( 62 ) .

ومن محاسن وعظمة البلاغة فيها القصة الموجزة لأهل القرية ، يقصد بها التذكير والاعتبار ، فلم يذكر اسم البلدة ، ولا اسم المؤمن بها ، ولا الرسل المبعوثين إليها ، فيحتمل أنها قرية بعينها ، وربما هي الدنيا بأسرها ، أرسل اللّه لأهلها موسى ثم عيسى ، وأخيرا محمد ، فما آمن إلا القليل .
وفي السورة نفى عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم أنه يقول الشعر ، فما كان شاعر ، وما كان القرآن بشعر ، لأن الشعر كلام منمّق ، وكله خيالات ومبالغات ، وليس كذلك القرآن ، والشّعر أعذبه أكذبه ، والقرآن تنزّه عن مماثلة كلام البشر .

  * * *

618 . سورة الصافات

السورة مكية ، وآياتها اثنتان وثمانون ومائة ، وكان نزولها بعد سورة الأنعام ، وترتيبها في المصحف السابعة والثلاثون ، وفي التنزيل السادسة والخمسون ، وسميت « الصافات » لأنها بدأت هكذا :وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ( 1 ) فَالزَّاجِراتِ زَجْراً ( 2 ) فَالتَّالِياتِ ذِكْراً ( 3 ) إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ ( 4 ) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَرَبُّ الْمَشارِقِ( 5 ) ، وهذا قسم بالملائكة يذكر  بالملإ الأعلى حيث يصفّون في الصلاة كصفوف المؤمنين في الصلاة ، وفي الآية :وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ( 165 )
وصف الملائكة أنفسهم بأنهم يصفون في حضرة اللّه كصفوف أهل الدنيا ، وفي الرواية أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : « ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم ؟ » قالوا : وكيف تصفّ الملائكة عند ربّهم ؟
قال صلى اللّه عليه وسلم : « يتمون الصفوف المتقدمة ، ويتراصون في الصف » .
والزاجرات عطف على الصافات ، فإذا اصطفوا وأدّوا صلواتهم قاموا إلى أعمالهم ، يزجرون ، كأن يزجروا الناس عن المعاصي فيوحون لهم بالخير ، وينهونهم عن الشر ، فإذا أدّوا أعمالهم انصرفوا يتلون أذكارهم ، كقوله تعالى :فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً( 5 ) ( المرسلات ) ،
وكأنه تعالى يدعو المؤمنين أن يتشبّهوا بهم ، فيصطفون للصلاة ، ثم ينصرفون للأعمال ، ثم يتفرغون للذكر ، فهؤلاء الأسوة أقسم بهم لذلك ، إظهارا لعظم شأنهم ، وتنبيها لجلال قدرهم ، والمقسم عليه أنه تعالى لا إله إلا هو ربّ السماوات والأرض وما بينهما ، وربّ المشارق ، كقوله تعالى :فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ( 40 ) ( المعارج ) ،
أي مطالع الشمس ومغاربها ، وقوله :رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ( 17 ) ( الرحمن ) للشمس وللقمر ، وللشتاء وللصيف . وكان الكفار بمكة قد قالوا : أجعل محمد الآلهة إلها واحدا ؟

وكيف يسع الخلق فرد إله ؟ ! فأقسم اللّه بهؤلاء تشريفا ؛ والملائكة هم الملأ الأعلى ، فلما تحدّث عنهم انتقل إلى الحديث عن الشياطين كمقابل للملائكة ،
فقال إن الكواكب في السماء ثلاثة : رجوم للشياطين ، ونور يهتدى به ، وزينة للسماء الدنيا ؛ وأن السماء تحرسها الكواكب عن استراق الشياطين السمع ، والشياطين هم المسمّون المردة ، والمفرد مارد ، أي العاتى ، ومن عتوّه سمّى شيطانا ، والشياطين يحظر عليهم التنصّت :إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ( 212 ) ( الشعراء )، ويرمون لذلك من كل جانب بالشّهب تدحرهم وتطردهم.

ومن خلق كلّ ذلك ، أليس بقادر على النشأة الثانية - أي البعث ؟ !
ومن عجب أن من هو مخلوق من طين لازب ، هو الذي يسخر من الخالق سبحانه وينكر البعث ؟
وإذا ذكّر بالقرآن - كلام اللّه تعالى - أعرض ونأى ؟
وإذا نبّه إلى إحدى آيات اللّه ومعجزاته في الكون استسخر ، ووصم ما يرى بأنه سحر وتهاويل وتخييلات وخداعات ؟ !
ودعواه : أئذا متنا فهل نحن بمبعوثين ؟ وهل يبعث آباؤنا الأولون ؟
وإنما هي زجرة وصيحة واحدة - هي النفخة الثانية في الصور ، سميت زجرة لأنها تزجرهم وتسوقهم كالإبل ، فإذا هم قيام ، شاخصة أبصارهم ، لا يصدقون أن ذلك هو البعث الذي أنكروه ، فيتنادون بالويل وقد أدركوا أنه يوم الدين والحساب والفصل ، يفصل فيه بين الناس فريقين :فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ( 7 ) ( الشورى ) ،
وفريق النار فيه المنكرون ، والغاوون ، والمجرمون ، وكانوا جميعا  يستكبرون ويستعظمون أن يقولوا لا إله إلا اللّه ، وهم لذلك مسؤولون ، ومسئوليتهم أدبية وقانونية وجنائية ، يسألون عن أعمالهم في الدنيا من المعاصي والذنوب ، وعن أقوالهم في اللّه والبعث والحساب والرسول صلى اللّه عليه وسلم ، ومن ذلك قولهم عنه إنه شاعر مجنون ، والشاعر يكون منظوم المعاني والألفاظ ، وينقض ذلك أن يكون مجنونا ، لأن المجنون تختلط عليه المعاني ولا تنتظم ألفاظه ، وتهمتهم له لذلك باطلة ، وداحضة ، ومغلوطة ، ومستقرهم النار ، هم وشركاؤهم وقرناؤهم ، والقرين هو الصاحب الملازم لصاحبه ، وتضرب السورة المثل بقرينين ، أحدهما من أهل الجنة ، والآخر من أهل النار ، وكان الذي من أهل النار لا يصدق بالبعث ولا الحساب ، ويسخر من قرينه لأنه كان من المصدّقين ، وكان يعجب أن يبعث من مات ، وأن تدبّ الحياة مرة أخرى في التراب والعظام .
ويتمنى قرينه في الجنة أن يطّلع في النار ، وإذ يرى فيها قرينة المكذّب يحمد اللّه أنه نجّاه من غوايته ، ولولا ذلك لكان من أهل النار ، ولا يستوى نعيم الجنة وعذاب النار ، فالفواكه والثمار طعام أهل الجنة ، وشجرة الزقوم طعام أهل النار ، والزقوم في اللغة من التزقيم ، وهو البلع على جهد لكراهة طعم ثمر هذه الشجرة وفساد رائحته ، وإنها لشجرة غريبة تحيا بلهب النار ، كما تحيا الأشجار في الدنيا بعذب الماء ، ولم يصدق الكفار أن توجد شجرة كهذه بهذا التناقض ، فكيف يكون في أصل الجحيم شجر والنار لا تحرقه وتأتى عليه ؟
وكان أبو جهل يقول : 
أتدرون ما الزقوم ؟ إنه الزبد والتمر !
ويأتيهم بهما ويقول : تزقّموا هذا الذي يخوّفكم به محمد !
- فهذا هو وصف القرآن لشجرة الزقوم بأنها فتنة ، يعنى اختبار لتصديق المؤمنين ، ويصفها بأن طلعها - أي ثمرها كأنه رؤوس الشياطين ، ونحن لا نعرف كيف هي رؤوس الشياطين ، ولكننا نتصورها من وصف القرآن .

واستبعاد الكفار لوجود شجرة كهذه ، جعل المنكرين يقولون إن بشاعة أوصاف النار ، وجمال أوصاف الجنة إنما لتجسيم العقاب والثواب ، وجعل ذلك بدوره الملاحدة في وقتنا يحملون النار والجنة على المعاناة النفسية أو الانشراح النفسي لما كان من كل إنسان في الدنيا من خير أو شر .
وفي السورة أن كل إنسان ترجع خيريته أو شرّيته لنوع تربيته ، فلو لا أن وجد الضالون آباءهم على الضلال لما ضلّوا :إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آباءَهُمْ ضالِّينَ ( 69 ) فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ( 70 ) ،
إلا المؤمنين ، كانوا كذلك لأنهم مخلصون ، خلصوا من مؤثرات الشر ، ومن مورثاته في الدم والجهاز العصبى والمخ . والأنبياء أئمة المخلصين الذي أخلصوا لمعتقداتهم . وتضرب السورة المثل بثمانية أو سبعة أنبياء ، تروى أطرافا مما جرى لهم ، تسلية للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ولأمّته ، وتحذيرا لمن كفر ،
وهؤلاء السبعة هم : نوح ، وإبراهيم ، وإسماعيل الذبيح ، وموسى وهارون - وهم واحد  بالاعتبار ، لأن رسالتهما كانت واحدة - وإلياس ، ولوط ، ويونس . ولمّا غرق قوم نوح لم يبق إلا ذريته ،
والشائع أن أهل الأرض من ذرية نوح ، من أولاده الثلاثة : سام ، وحام ، ويافث .
وإذا كان إبراهيم هو أبو الأنبياء ، فإن نوحا كان طوق النجاة للمؤمنين ، فالسلام عليه في العالمين ، وكان إبراهيم من شيعته ، يعنى على منهجه وسنّته ، رغم أن بينهما نبيّين هما هود وصالح ، وسنين طويلة ، وتميّز إبراهيم بالقلب السليم ، وكان صاحب الشعار :أَ إِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ( 86 ) ،
والإفك أسوأ الكذب ، تقبيحا على قومه أنهم في شركهم على الباطل يعبدون أصناما ينحتونها ، وأرادوا تحريقه فجعلهم اللّه الأسفلين ، وذهب عنهم مغاضبا يقول :إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ( 99 ) ،
فكان ولوط ابن أخيه أول المهاجرين من الأنبياء ، ووهبه اللّه غلاما أنجبه في شيخوخته هو إسماعيل الذبيح ، لأنه بعد قصته معه في مسألة الذبح ، قال تعالى :بَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ( 112 ) ،
فالبشارة بإسحاق كانت من بعد ، مكافأة لإبراهيم على تصديقه الرؤيا .
وعند علماء التربية وعلم النفس فإن الأبناء أحد ثلاثة :
إما إسماعيل بن إبراهيم : وقد انصاع لأبيه وقال له الجواب المشهور :يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ( 102 ) ،
فهو المطيع ، دمث الخلق ، الحليم ؛
وإمّا ابن نوح : وهو العاصي الكافر : قال له أبوه :يا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكافِرِينَ ( 42 ) قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ( 43 ) ( هود ) ،
ووصفه اللّه تعالى بأقبح وصف لمّا ناداه نوح لينجّيه ، قال :رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحاكِمِينَ ( 45 ) قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ( 46 ) ( هود ) ؛ وإمّا ابن لقمان : المتلقّى عن أبيه الحكيم ، الواعي لوعظه ، والحافظ لحكمه ، كقوله تعالى :وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ( 13 ) ( لقمان ) .
وإسماعيل هو أرفع الثلاثة شأنا ، ففداه ، اللّه بذبح عظيم ، قيل هو عظيم لأنه من الجنة ، وترك اللّه عليه في الآخرين ، أي الذكر الحسن إلى يوم الدين ، وقال :كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ( 105 ) .
ومن ذرية إسماعيل كان العرب ، ومن ذرية إسحاق كان الإسرائيليون ، فمن هؤلاء وهؤلاء كان مؤمنين ومشركين :وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ( 113 ) ،
وقيل : العرب هم الموصوفون بالإحسان ، وكانت منهم أمة الإسلام خير أمم الأرض طالما يتّقون اللّه ، وأمّا الإسرائيليون فهم الظلمة لأنفسهم ظلما بيّنا ، لأنهم قالوا زورا أنهم « أحباء اللّه » ، ففعلوا كل الموبقات ، وألّبوا الأمم على بعضها البعض ، وأشعلوا الحروب ، وفي الآية دليل على أن البرّ يلد الفاجر .
وأما موسى وهارون فقد نجّاهما وقومهما من العبودية للفرعون ، ونصرهم فكانوا الغالبين ، وآتاهم التوراة البليغ في بيانه ، قبل أن يحرّفوه ويكتبه من تأليفه عزير ، فسلام على موسى وهارون لأنهما كان من المؤمنين المحسنين .
وكذلك إلياس بن ياسين ، من سبط هارون ، كان من المرسلين ، ودعا قومه لعبادة اللّه وترك عبادة البعل ، فكذّبوه إلا المخلصين ، فسلام عليه في الآخرين .

وكان لوط من المرسلين ، ونجّاه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين .
ويونس الذي هرب إلى البحر وركب السفينة ، وألقاه أصحابها منها لينجوا ، فالتقطه الحوت وهو الملوم ، فلو لا أنه كان من المسبّحين الذاكرين ، للبث في بطن الحوت إلى يوم البعث ، ولكنه استغفر ربّه ، فنبذه الحوت بالعراء ، ونمت عليه شجرة يقطين تظله وتقيه الشمس ، وأرسل إلى قوم آمنوا به .
فهل بعد هذه القصص يصرّون على الكفر ، وينسبون للّه أن له ولدا ، وأن الملائكة بناته ؟ فسبحان اللّه عما يصفون !
وكانوا قبل القرآن يتمنون كتابا لهم كالتوراة والإنجيل ، فلما تنزّل عليهم القرآن كفروا به ، ولكن اللّه غالب على أمره ، وأنبياءه هم المنصورون ، وفي حالة نبيّنا ما عليه سوى الإعراض عن الكفّار إلى فترة ، ولينتظر يوم ينزل بهم العذاب ، ولسوف يبصرون عاقبة كفرهم ، وساء استعجالهم للعذاب .
واختتمت السورة بالدعاء :سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ( 180 ) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ( 181 ) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ( 182 ) ، فللّه الحمد والمنّة .

  * * *

619 . سورة ص

السورة مكية ، وآياتها ثمان وثمانون ، وكان نزولها بعد سورة القمر ، وترتيبها في المصحف وفي التنزيل الثامنة والثلاثون ، وتسميتها بسورة ص حيث ص حرف من حروف الهجاء التي تتكون منها كلمات وعبارات القرآن المعجز ، ورغم أن حروف الهجاء معروفة للجميع ، إلا أنهم عجزوا أن يركّبوا منها ولو سورة من هذا القرآن المبين .
ومثل ص الحروف المقطّعة « ألم » ، و « المر » في أوائل السور ، ومع ذلك فقد حاول البعض إيجاد تفسير للحرف ص في أول السورة ، فقال : إنه قسم أقسم اللّه به ، وهو من أسمائه تعالى ، حيث يبدأ اسمه الصمد مثلا ، أو اسمه الصانع ، بالحرف ص . وقالوا : هو اسم من أسماء القرآن ، أو أنه فاتحة السورة ، ومما استأثر اللّه بعلمه ، والصحيح هو ما قلناه أولا .
وقسمه تعالى بقوله :وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ( 1 ) ، تنبيه لجلال قدر القرآن ، كقوله :لَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ( 10 ) ( الأنبياء )
أي شرفكم ، والقرآن شريف في نفسه لإعجازه واشتماله على ما لا يشتمل عليه غيره ، أو أنه « ذو الذكر » لأنه يحفل بالمواعظ المذكّرة لهم باللّه ، 
وجواب القسم محذوف تقديره : وإنه للحق من عند اللّه ،بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ( 2 ) : ، أي اختلفوا أنه حقّ من عند اللّه ، فما كفروا به لخلل وجدوه فيه ، وإنما كان كفرهم استكبارا عن الحق ، وخلافا للّه ولرسوله ، كقوله تعالى :وَإِذا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ( 206 ) ( البقرة ) ،
والعزة : هي الغلبة والقهر ، والآية وعيد لأهل مكة على كفرهم واستكبارهم كما كان من سبقهم ، وكم أهلك اللّه منهم حتى تنادوا يستغيثون ويتوبون ،وَلاتَ حِينَ مَناصٍ( 3 ) كما تقول السورة ، يعنى ما كان هذا وقت الاستغاثة أو التوبة ، فقد مضى ذلك وانتهى ، وقيل : ونادوا حين لا مناص ، أي ساعة لا منجى ولا فوت .
والسورة تنبّه إلى أن هذا هو الشأن دائما مع المنكرين ، فالخلاف يدبّ بينهم إزاء الدين ، ويموتون كفارا ثم يكون العذاب فيستغيثون ، وربما العذاب في الدنيا والآخرة ، وقد يكون عذابهم رفضهم لدعاوى الدين ، أن الداعين للدين منهم ، وأن دعاواهم كأنها السحر لإعجازها ، فاتهموهم بأنهم مشعوذون وكذّابون ، وكذلك اتهموا نبيّنا الكريم صلى اللّه عليه وسلم ، وتتضارب دفوع المنكرين ، فبعضهم قد يرى أن الطبيعة هكذا صنعت ولا إله لها ، وبعضهم قد يرى أن التطور هو الغالب ، وأن الصّدفة هي الخالق ، وقد يرى البعض أن للطبيعة قوى مختلفة ، وكل قوة منها كالإله ، وأنها جميعا تصنع الحياة ، وبناء على ذلك قد يرفضون دعوة التوحيد ، ويعجب هؤلاء من منطق التوحيد ، فكيف تجتمع الكثرة في الواحد ؟

والكثرة بينها تعارض ، والواحد ضد التعارض ، وإذن فالقول بإله واحد هو قول لا يستقيم . وصدقت قريش أنهم ما سمعوا في ملّة أخرى أن اللّه واحد ، فاليهود قلّما قالوا أن اللّه واحد ، وعبدوا آلهة الأمم الأخرى ، وادّعوا أنهم أحباب اللّه ، وأنه لا يحاسبهم ، بل ولم يذكروا في كتبهم شيئا عن حساب أو عقاب ، فالحساب والثواب والعقاب في الدنيا ، بما يكون من حياة كريمة للبعض ، وسيئة للبعض ، والدنيا للغالب ، والصفوة هم الغالبون ؛ والنصارى قالوا إن المسيح ابن اللّه ، وألّفوا لذلك تأليفات يفلسفون بها كفرهم ، فقالوا بالتثليث ، وتوّهوا الناس في معاني الأب والابن وروح القدس ، ودعوا لعبادة المسيح ، وسمّوا مسيحيين ، فكان كفرهم كفرا على كفر ، وكانت قريش على حق لمّا وصفوا دعوة محمد بأنها الأولى من نوعها ، واعتبروا ما يقول فلسفة واختلافا . وحجّتهم في رفض النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أنه بشر مثلهم ، فلما ذا اختير دونهم وهو ليس أشرفهم ولا أجدرهم ؟
فلمّا شكّكوا فيه شكّكوا فيما جاء به من القرآن ، ليس عن علم ، بل لمجرد أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قد جاء به ، وكأنهم المختصون بإقرار نبوة هذا النبىّ ، ورفض نبوة ذاك ، وكأنهم الموكلون منه تعالى بأمر الكون والناس والرسالات ، وكأنهم جند لشئ ليس هو اللّه بالتأكيد :جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ( 11 ) ،
أي جنّدوا أنفسهم وتحزّبوا ضد اللّه ، فعمّا قليل يهزمون بإذن اللّه ويولون الأدبار . وتضرب السورة المثل بما عانى الرسل من قبل نبيّنا صلى اللّه عليه وسلم ، من وجوه التكذيب برسالاتهم ، فليس نبيّنا بدعا بينهم ، وإنما جميعهم كذّبوا ، ومنهم نبيّنا ، وكان قوم نوح كأهل مكة ، كما كان فرعون صاحب الأهرامات الشامخة كالجبال ، والثابتة في الأرض وكأنها الأوتاد ، كأبى جهل ، عنادا وكفرا ؛ وثمود ، وقوم لوط ، وقوم شعيب أصحاب الأيكة ، أي البساتين المشجرة ، شكّلوا جماعات متحزّبة ضد رسلهم ، فاستحقوا عقابه تعالى لهم ، وما أمر أهل مكة إلا صيحة واحدة - أي نفخة في النفير ، فتزهق أرواحهم ، وما لهم من عواقب الصيحة فواق ، أي أنها تأخذهم أخذا فلا يفيقون منها .
 وكما ضرب اللّه المثل لنبيّه بهؤلاء الأقوام الكفرة ، ضرب له المثل بغيرهم ممن راعوا حقوق اللّه وعاشوا الحياة الدنيا كما ينبغي ، وهؤلاء هم أنبياء اللّه ، كداود ، وسليمان ، وإبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب ، وإسماعيل ، واليسع ، وذي الكفل ؛ والأوّلان - داود وسليمان ، كانا ملكين نبيين ، وكان داود ملكا مشهودا له بالقوة ، وكثيرا ما كان يزلّ ، إلا أنه سرعان ما يرجع إلى اللّه ويستغفر ويتوب ، فوهبه اللّه علما ، وزاده قوة ، وكان بارع في التراتيل والتسابيح ، ويحب أن ينشد الأناشيد في مدح اللّه والثناء عليه ، وطلب العفو منه ، ويسأله العزة والمنعة ، فإذا انشد اختار أن يكون إنشاده وسط الطبيعة ، وعلى قمم الجبال ، فتردد الجبال إنشاده في الليل والنهار ، وحتى الطير كان يحب إنشاده ، ويجتمع له ينصت ويعجب .
وأضفى اللّه على داود المهابة يشدّ بها ملكه ، وآتاه الحكمة ، فكان إنشاده من وحى اللّه هو ما يعرف الآن باسم « مزامير داود » ، وهي « الزبور » في القرآن ، وعباراته متينة بيّنة . وتقصّ السورة نبأ الخصمين اللذين تسوّرا المحراب للقاء داود ليقضى بينهما ، مما أوردناه ضمن « باب قصص القرآن » ، وما كان لداود أن يظلم وهو المعيّن خليفة من قبل اللّه ليحكم بين الناس بالحق ولا يتّبع نزواته وشهواته فتضله عن سبيل اللّه ، وويل لكل مفسد في الأرض ، والحياة لم يخلقها اللّه عبثا بلا غاية ، ولكنها ابتلاء وامتحان ، ولا يستوى المتّقون والفجّار ، ولا الأخيار والأشرار .
وما كان سليمان إلا كأبيه ، ذرية بعضها من بعض ، فكان يزلّ كأبيه ولكنه يستغفر ويتوب ، وأتاه اللّه الملك والنبوة ، وكانت له حكايات وخبرات وممارسات كاد يفتن فيها ونجّاه اللّه ، مثل قصته مع خيله التي نسي الصلاة بسببها ، فتخلص منها حتى لا يتكرر معه ذلك ،
وكثيرا ما ينتصر حبّه للدنيا على حبه للّه ، ودعا لنفسه فما استطاع أن يتخلص من حب الدنيا مطلقا ، وما كان يصلح أن يكون زاهدا ، فهو ملك رسول ، وكان دعاؤه المشهور :قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ( 35 )
فسخّر له الريح والشياطين ، وملّكه عليهم ، وهذا هو عطاؤه تعالى له ، وكانت له الزلفى - أي القربة عنده تعالى في الدنيا ، وله في الآخرة حسن الثواب . وداود وسليمان من الأوّابين - أي الراجعين إلى اللّه بالتوبة ،
يعنى أنه كانت بهما هنات ، ومثلهما كان أيوب ، قيل أخطأ في حقّ اللّه فعوقب بأن نزعت عنه نعم المال والعيال والصحة ، ولكنه صبر ثماني عشرة سنة ، حتى أعاده اللّه تعالى إلى حظيرة رضاه ، لمّا تضرّع له ودعاه ، فآتاه أهله ومثل عددهم ، وأعاد إليه ماله وأتباعه ، وعوّضه خيرا عن عياله ، فكانت قصته عظة لغيره ، وكان صبره مضرب الأمثال ( انظر قصته في باب قصص القرآن ) .
وكذلك كان إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، أنبياء وأئمة ، وأعطاهم اللّه خير الدنيا والآخرة ، فقال فيهم :أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ ( 45 ) إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ ( 46 ) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ( 47 ) ،
يعنى أنهم كانوا أهل بصيرة وحكمة ، وكانوا أولى بأس وقوة ، فقوتهم هي قوة الحكمة ، وحكمتهم هي حكمة القوة ، فعاشوا في الدنيا ولم ينسوا الآخرة ، وأخذوا من الدنيا ما يؤهلهم للآخرة ، واصطفاهم ربّهم ليكونوا نموذجا للناس يقتدى ، واصطفاؤهم نتيجة لأعمالهم في مجال الخير ، فلأنهم أخيار كانوا المصطفين ، لا كما يقول اليهود اليوم أنهم مصطفون ، سواء كانوا أخيارا أو أشرارا - فهذا هو عهد اللّه لهم ، بئس ما يقولون .

ومن الأخيار أيضا كان إسماعيل واليسع وذو الكفل ، فأمّا إسماعيل فهو الذبيح الذي كانت قصته مع أبيه أساس الحج عند المسلمين ، فشعائر الحج كلها مبنية على هذه القصة ؛ وأما اليسع فقيل هو الخضر ؛ وذو الكفل قيل لم يكن نبيا ولكنه تكفّل بأمر من أمور الأنبياء وقام به فسمّى هكذا .
وهؤلاء الأنبياء يذكرون في الدنيا ولهم في الآخرة الجزاء الأوفى ، جنات عدن مفتّحة الأبواب ، وعدن هي الإقامة ، فهي جنات الإقامة الدائمة والحياة الخالدة ؛ بينما للطاغين شرّ مآب ، أي شرّ المنقلب ، ونقيضه حسن المآب للمتّقين .
وما كان لمحمد منذرا وداعيا إلى اللّه ، وأنه لا إله إلا اللّه الواحد القهّار ، وما كان تنزّل القرآن عليه إلا نبأ عظيما وحادثة فريدة لم يتجاوبوا معها ، وما كان محمد له العلم بالملإ الأعلى - أي الملائكة ، وإنما رسول يوحى إليه ، وما كان بوسعه أن يلمّ بما حدث من إبليس حين خلق اللّه آدم ، لولا ما يوحى اللّه له به من الأخبار والقصص ، واستكبر إبليس أن يسجد لآدم ، بدعوى أنه من نار وآدم من طين ، فكيف يسجد الفاضل للمفضول ، فاستحق اللعن ، وأن يطرد من الجنة مرجوما ، قال إبليس :فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ( 82 ) إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ( 83 )
فكان جوابه تعالى - وهو الحق ولا يقول إلا الحق ، أنه سيملأ جهنم من الشيطان ومن أتباعه ، وما كان بلاغ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لأهل مكة بالقرآن لكي يتقاضى منهم أجرا عليه ، ولا كان من المنتحلين للدعوات حتى يتقوّل القرآن ، ولسوف يعاينون ذلك قريبا ، وفي ذلك وعيد وتهديد ، قيل سيعاينونه عند الموت ، فعند الموت يكون الخبر اليقين . والحمد للّه ربّ العالمين .

  * * *

620 . سورة الزمر

السورة مكية ، نزلت بعد سبأ ، وآياتها خمس وسبعون ، وترتيبها في المصحف التاسعة والثلاثون ، وفي التنزيل التاسعة والخمسون ، وسمّيت « الزمر » لقوله تعالى فيها :وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً( 71 ) ،
ولقوله :وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً( 73 ) ، باعتبار انقسام الناس يوم القيامة إلى جماعات ، يدخلون الجنة أو النار أفواجا ، زمرة وراء زمرة ، أي جماعة بعد جماعة ، فإما أنهم من الأشقياء أو من السعداء .

والسورة تتحدث عن يوم القيامة باستفاضة ، وتقدّم الدليل إثر الدليل على وجود اللّه ، وأنه واحد لا شريك له ، وسيد الأدلة وأولها جميعا هو هذا القرآن المعجزة الكبرى ، والدائمة والباقية ما بقيت الدنيا ، وهذا الرسول الذي أنزل عليه القرآن ، فقام بما فيه ، وبلّغ بمضمونه وعلّمه الناس :
كقوله تعالى :إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ ( 2 ) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ( 3 ) فالقرآن كتاب في الحق وليس الباطل ، ولتعريف الناس باللّه وصفاته ، وأن يعبدوه وحده مخلصين له الدين ،
وفي الحديث : « والذي نفسي محمد بيده ، لا يقبل اللّه شيئا شورك فيه ، »
ثم تلا :أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ. والآية دليل على وجوب النية في كل عمل ، وتنبّه إلى أن التقرّب بالأولياء شرك باللّه ، ومثل ذلك الذين يجعلون مع اللّه ولدا سبحانه ، بزعم أنه شفيع لهم عنده ، ويقرّبهم منه منزلة ، ولو أراد اللّه أن يسمى أحدا من خلقه ابنا أو وليا ، ما أوكل بهم هذه المهمة ، ولجعلها لنفسه ، وهو تعالى المستغنى عن الصاحبة والولد ، وإن يكفر الناس فهو الغنى عنهم ، ولكنه لا يرضى لعباده الكفر ، وإنما طلب إليهم أن يقرّوا بفضله ، ويفردوه بالتوحيد ، وأن يشكروا له نعمه في الكون وفي أنفسهم ، فيثيبهم ، كقوله :لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ( 7 ) ( إبراهيم ) ،
والموحّد ليس كالمشرك ، ولا العابد كاللاهى ، ولا الشاكر كالجاحد ، ولا العالم كالجاهل ، والمسلم الحقّ لسان حاله :إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ ( 11 ) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ( 12 ) ، وعلّم اللّه نبيّنا صلى اللّه عليه وسلم ذلك وأمره أن يقول :اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي( 14 ) ،
وفارق بين من يعبد اللّه وبين من يعبد الطاغوت ، أي الأوثان والأصنام ، أو الشيطان ، وكانوا قديما يتعبّدونها ، وهم الآن يتعبّدون الأبطال والزعماء ، وعقائد الأحزاب ، والمذاهب ، فأن ننخرط في حزب ، أو نعتقد في زعيم ، لدرجة أن ننسى الدين ونعمل ضد تعاليمه ، فذلك هو الطاغوت ، وقول الدين هو أحسن القول ، ولا يستوى من يشرح اللّه صدره للإسلام ، ويجعله له نورا يمشى به في الناس ، كمن مثله في الظلمات ليس يخرج منها ، وقد جمد قلبه لا يلين لذكر ربّه ، ولا يخشع ، ولا يعى ، ولا يفهم . والقرآن أنزله اللّه وفيه أحسن الحديث :اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ( 23 ) ،
والمتشابه بمعنى أن بعضه يشبه بعضه ، ويردّ بعضه إلى بعضه ، ويصادق على كثير مما قال الأنبياء قبل نبيّنا صلى اللّه عليه وسلم : 
كعيسى ، وموسى ، وإبراهيم ، وإسحاق ويعقوب ، وإسماعيل ، ونوح ، وصالح ، وهود . . .
إلخ ، يتلوه المؤمن أو ينصت لقراءته فيخشع قلبه ويلين ، ويخر ساجدا باكيا ، ووصفه تعالى للقرآن بأنه حديث ، كقوله :فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ( 50 ) ( المرسلات ) ،
وقوله :أَ فَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ( 59 ) ( النجم ) ،
وقوله :وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثاً( 87 ) ( النساء ) ،
وقوله :فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهذَا الْحَدِيثِ( 44 ) ( القلم ) ،
وقد ظن به البعض أن الحديث في هذه الآيات من الحدوث ، بمعنى أن كلام اللّه محدث ، كما في الآية :ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ( 2 ) ( الأنبياء ) ،
فالذكر هو المحدث ، أي الأحداث والوقائع التي يتحدث فيها القرآن ، وإنما كلام اللّه تعالى ليس بمحدّث ، لأنه صفة لذاته تعالى .

ويحفل القرآن بالأمثال يضربها اللّه تعالى للناس ، لنفعهم وليرجعوا إليها كلما احتاجوها في أمور حياتهم ودنياهم ، وفيما يتزوّدون به لآخرتهم ، لقوله تعالى :ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ( 38 ) ( الأنعام )
أي ما قصّرنا في شئ ، وجعله اللّه تعالى عربى اللغة والطابع ، لا اختلاف فيه بوجه من الوجوه ، ولا تعارض ولا تناقض ، ولا لبس فيه ولا لحن ، فمن يؤمن به فقد اتّعظ واعتبر ، ومن لا يشرك بربّه فقد اتّقى ، ولا يستوى المؤمّن الموحّد مع المشرك الذي يعبد آلهة شتى ، ومثلهما مثل الرجل الذي منه شركاء متشاكسون ، والرجل السليم لرجل لا يشاركه فيه أحد ، هل يستويان ؟ والمثل حجّة عليهم ، وما أقصر العمر أن يمضوه في المنازعات ومحاولة الإقناع ، وفي البحث عن الحجج لإثبات حقائق بدهية ، وعمّا قليل يموت النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كما يموتون ،
فلا معنى أن يتمنوا له الموت من دونهم ، والخصومة لن تتوقف بموته ، بل ستمتد إلى يوم الدين ، فيفصل فيها أحكم الحاكمين ، ومن أظلم ممن يكذب على اللّه ، وينسب إليه شركاء وأولادا ، ومن يكذّب بالقرآن من غير تدبّر ولا تأمّل ، وإنه لأظلم من كل ظالم ؛ وأما الذين يجيئون بالصدق - وهم الأنبياء ، والذين يصدّقون به
- وهم المؤمنون ، فأولئك هم المتقون الموصوفون بصفات التقوى الحميدة ، وهم المحسنون الذي يستحقون الإحسان والإكرام ، واللّه تعالى يكفى عباده ورسوله صلى اللّه عليه وسلم من شرّ من يريدهم بسوء ،
والذين يكفرون يعملون على مكانتهم - أي طريقتهم من المكر والكيد والخداع ، والذين يؤمنون يعملون على طريقتهم من الدعوة إلى اللّه وإظهار دينه . وهذا القرآن المعجز في بيانه نزل بالحق الساطع في برهانه ، لكل الناس ولجميع الخلق ، فمن اهتدى فلنفسه ، ومن ضلّ فإنما يضل عليها .
وللناس في المنامات آية ، وكما يبعثون من النوم ، فكذلك يبعثون من الموت يوم القيامة .
والنوم وفاة صغرى ، واللّه يتوفى النفوس كاملة في الموت ، ولا يتوفاها كاملة في النوم ، ومن استطاع بعثها بعد النوم يستطيع ذلك بعد الموت ، فالنوم دليل من أدلة وجود اللّه تعالى وصدق البعث ، غير أن هؤلاء المشركين لا يؤمنون باللّه ، ويقولون بشركاء معه ، اعتقادا منهم بأنهم شفعاؤهم ، وهم لا يملكون من اللّه شيئا ، فلا شفاعة إلا للّه وحده ، والتوحيد ليس في صالحهم ، وفي الشرك فوائد ومصالح لهم ، ولهذا فكلما ذكر اللّه وحده اشمأزت قلوبهم ، وانقبضت نفوسهم ،
وما ينجيهم من عذاب الآخرة كل ما يملكون من مال ومثله معه ؛ والإنسان مفطور على المسكنة إذا مسّه الضّر ، فحينئذ يدعو اللّه ، فإذا رفع عنه الضّر وآتاه نعمة ، استكبر وادّعى أن ما أعطاه إنما كان على علم منه ، فأمر هذا وأصحابه في الآخرة المذلة والخسران ، وللمؤمنين الإنابة والتوبة ،
فلا قنوط من رحمة اللّه مهما كان إسراف العبد في الخطايا ، وأولى به أن يتّبع القرآن من قبل أن يأتي يوم القيامة فتسوّد الوجوه ، وأما الذين اتّقوا فينجيهم بفوزهم بالجنة ، لا يمسهم السوء ، فهل إذا أمروا في الدنيا أن يعبدوا غير اللّه ، هل ينكصون ؟
لا ريب أن من يدعون إلى غير اللّه جاهلون ، فلا عبادة للمؤمن لغير اللّه ، ولا شكر إلا شكره للّه أن هداه .
وتختتم السورة بمشهد يوم القيامة ، تصويرا لجلال اللّه وعظمته ، ولأنهم لم يقدروه حقّ قدره ، فالأرض في قبضته ، والسماوات مطويات بيمينه ، سبحانه وتعالى عما يشركون ، وينفخ في الصور نفخة الصعق فيموت كل الأحياء ، إلا من شاء اللّه من الملائكة ، ثم تكون نفخة الإحياء ،
فإذا من كانوا قد ماتوا يقومون يتطلعون فيما حولهم ، وتضيء الأرض بنور اللّه ، وتستحضر الصحائف للحساب ، ويجاء بالنبيين ليشهدوا على أممهم ، ويقضى بين الناس بالحق ، ويجازى كل إنسان بما عمل ، وهو سبحانه أعلم بما كانوا يفعلون ، وما ثمة حاجة له إلى كتاب ، وإنما هو لإلزامهم الحجة ، ويساق الذين كفروا جماعات إلى جهنم ، فإذا بلغوها فتحت لهم أبوابها ،
وسألهم خزنتها : ألم تكن لكم رسل من البشر يتلون عليكم آيات اللّه ، وينذرونكم ؟
ويدخلونهم جهنم مثواهم ، ومحل إقامتهم الدائم ؛ وأما المؤمنون المتّقون فإنهم يرشدون إلى الجنة جماعات ، فتفتح لهم أبوابها ، ويسلّم عليهم خزنتها ، ويدعون لهم بطيب الإقامة ، ويبشرونهم بالخلود ، ويحمد هؤلاء للّه الذي صدقهم وعده ، وأورثهم الجنة يتبوءون منها حيث شاءوا فنعم أجر العاملين .
وغير بعيد يرون عرش اللّه تعالى ، والملائكة يحيطون به من كل جانب ، يسبّحون للّه ويمجّدونه ، وقد ساد السلام ، واستتبّ العدل ، وأقيم الميزان ، فصار لسان حال الجميع :الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ( 75 ) ،
ينطق بها كل الكون ، فلم تنسب لقائل ، فدلّ على أن الكل يشهدون بها .
فللّه الحمد والمنّة .

  * * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الباب السادس موجز سور القرآن من 582 الى 590 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 591 الى 600 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 601 الى 610 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 621 الى 640 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 641 الى 660 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى