اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

02102023

مُساهمة 

الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Empty الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني




الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 1  د. عبد المنعم الحفني

431  . الإسرائيليات : ما المقصود بها ؟ ومن هم واضعوها ؟ وهل أضرّت بالإسلام أم أنها أثرته ؟ وهل هي مباحة ومسموح بها ؟

والإسرائيليات مفردها إسرائيلية ، وهي الخبر يروى عن مصدر إسرائيلي ، والنسبة إلى « إسرائيل » المشهور باسم « يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم » ، والإسرائيليون ينسبون إليه ، وتنسب إليه مختلف الأقوال التي أدخلها المسلمون وغير المسلمين في الإسلام ، عن مصادر أو مزاعم يهودية أو نصرانية ، حيث أن كتب « العهد القديم » هي المرجع لكل ما استدخله اليهود والنصارى على السواء . 
واشتهر عند الغيورين من الإسلاميين أن يطلقوا على جميع ما يستدخل من أفكار أو حوادث أو روايات يدسّها اليهود أو النصارى اسم الإسرائيليات ، ودأبت الكتب التي تناقش الإسرائيليات على أن تمايز بين ما كان منها صحيح في إسناده ومتنه ، وما كان ضعيفا . 
ولكننا وقد تعلمنا اللغات ومنها العبرية ، وصارت لها كليات يتخرّج منها المئات من الطلبة والطالبات سنويا ، قد رجعنا إلى كتب التوراة والأناجيل فما وجدنا مما ينسب إليها أنه صحيح الإسناد أو المتن ، أنه صحيح فعلا ، ومن ذلك الكتب الثقات كالبخاري ، وفيه مثلا عن الآية :يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً( 45 ) ( الأحزاب 45 ) 
أنها في التوراة : « يا أيها النبىّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا وحرزا للأميين . أنت عبدي ورسولي ، سمّيتك المتوكل ، ليس بفظّ ولا غليظ ولا سخّاب بالأسواق ، ولا يدفع السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، ولن يقبضه اللّه حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا لا إله إلا اللّه ، فيفتح به أعينا عميا ، وآذانا صمّا ، وقلوبا غلفا » - ولا يوجد من ذلك شئ البتة في التوراة ! ! وحتى ما ذكر في أشعياء ( 42 / 4001 ) بعيد كل البعد ! 
والحديث من الإسرائيليات ، لأنه يحيل إلى التوراة حتى لو كانت إحالته زائفة .
ومثال آخر عن الإسرائيليات ضعيفة الإسناد أو المتن ، هذا الحديث ، رواه ابن كثير عن كعب الأحبار وأبدى موافقته عليه : أن الملائكة اختاروا منهم اثنين ليهبطا إلى الأرض يرصدان ما يأتي البشر من الذنوب ، فاختاروا « هاروت وماروت » ، وحذّروهما أن لا يزنيا ولا يشربا الخمر ولا يشركا باللّه . 
فما أمسيا من يومهما الذي أهبطا فيه حتى كانا قد ارتكبا كل ذلك ! - وانتقد الكثيرون الإسرائيليات لمخالفتها للعقل ، وما كان أحرى بالمسلمين أن يعرضوا كل ما يقال على العقل أولا ، بدلا من الاكتفاء بتوثيقه عن طريق العنعنة والنقل عن الرواة الموثوقين .

وبعض هذه الإسرائيليات يتوافق مع الشريعة ولكنه مع ذلك منحول وليس من التوراة في شئ ، وبعضها مخالف للشريعة كالحديث عن الزاني والزانية ، وما قال به عبد اللّه بن سلام ، وتأكيده على آية الرجم ، مما ترتب عليه أن وضعت أحاديث في الرجم ، والرجم يخلو منه القرآن ، وليس من الإسلام في شئ . 
وما كان من المعقول أن يرد عن جلد الزاني والزانية في القرآن ولا يرد الرجم ، فالأولى والأهم أن يأتي عن الرجم لا عن الجلد !
وبعض هذه الإسرائيليات فيه تنطّع ولا فائدة منه إطلاقا ، كالقول في أسماء أهل الكهف ، وعددهم ، واسم كلبهم ، أو القول في اسم الذي حاجّ إبراهيم في ربّه ، والادّعاء بأن اللّه عاقبه ، بأن أدخل بعوضة في منخرة ثم خياشيمه ودماغه ، فصارت ترف بأجنحتها فيه فيتعذّب أشد العذاب !
وإنما نحن في زماننا هذا ومنذ ابن حزم وغيره ، لدينا ما يسمى « علم المقارنة بين الأديان » ، فنعرض النصوص عندنا وعندهم لنرى أيهما الأفضل أو الأولى بالاتّباع وما تحصّل من تطور في الفكر والتطبيق . 
وليس ذلك ضمن ما اصطلحوا عليه باسم الإسرائيليات التي هي مستدخلات في الإسلام ، عن طريق يهود أو نصارى أو زنادقة أو رواه مدلّسين ، أسلموا أو لم يسلموا ، وأذاعها عنهم مسلمون ، كما كان الصوفية يفعلون ، وهؤلاء نشروا عن أنبياء اليهود والنصارى وأحبارهما حكايات ، يمكن الموافقة عليها والقبول بها ، لو كانت ضمن باب الحكم والأمثال ، والتربية الأخلاقية ، أو غير ذلك من الموضوعات ، مما يوسّع الأفق ويزيد المعارف ؛ أما إن كانت تفسيرا للقرآن ، أو أن تنسب إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فهذا هو المرفوض ، فلم تكن الإسرائيليات مرجعيات دينية ولا تاريخية ولا علمية ، ولكنها مدلّسات وخرافات ، بعضها كتب اليهود ، وبعضها لا أصل له سوى شروح اليهود على كتبهم ثم استدخلت في الإسلام . 
ومما نسب إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم أو الصحابة ، أحاديث أو خرافات الدجّال الأعور ، ورجوع المسيح ، والمعركة الوهمية التي سيقودها ، وحكومته العادلة ، وألفيّته الموعودة ، فذلك تراث يهودي ونصراني محض وليست له أصول إسلامية من العقيدة ، ولم يتنزّل به القرآن ، ولو كان صحيحا لكان الأولى أن يتنزّل به بدلا من كثير من القصص الأقل أهمية في القرآن .
وساعد على نشر الإسرائيليات أن المجتمع العربي أو الإسلامي كان قريب العهد بالإسلام ، والأقرب إلى ذهنه أن يتقبّل ما يروى له مما يعرف من سالف عقائده باعتباره من عقائد الإسلام . 
وقد كانت العرب أمّة أميّة ، ولم تؤخذ بالتربية الناقدة التي تتعلم منها أن تمايز بين الأشياء ، وتمحّص الوقائع ، وتختبر الكلام ، وتنحّى الزائف المنتحل منه ، فذلك ما روّج للإسرائيليات ، وبعض الذنب يقع على العرب والمسلمين ، وكل الذنب يقع على المغرضين من أصحاب هاتين الديانتين اليهودية والنصرانية الذين غرروا بالمسلمين .
ولقد آن الأوان أن يشمّر المسلمون عن سواعدهم ويغربلوا كتب التراث ويستبعدوا من طبعاتها اللاحقة كل هذا الوسخ من الإسرائيليات . 
وإن المرء ليحار : لما ذا لم يتعهد بذلك الأزهر حتى الآن ؟ 
ولما ذا لم تتوجه رسالات الماچستير والدكتوراه فيه إلى تنقية وتطهير التراث مما يشينه من هذا العار ؟ ؟ . . 
هذا سؤال يحتاج إلى الجواب !
ويبدو أن البعض قد حلّ الإشكال بأن استمسك بأحاديث تجيز أن يستعين بالإسرائيليات وأن يستشهد بها ، ويحضّ على القراءة في كتب اليهود والنصارى ، ومنها أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم قد حكى عن تميم الداري - وكان نصرانيا - أنه حدّثه حديثا يوافق ما كان يتحدّث به الرسول صلى اللّه عليه وسلم عن المسيح الدجّال ، 
وأنه صلى اللّه عليه وسلم قال : بلّغوا عنى ولو آية ، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علىّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار . 
ونحن نشك في الجملة الاعتراضية « حدّثوا عن بني إسرائيل » ، لأنها زائدة على النصّ ، ولا تتوافق مع بدايته ونهايته ، فكأنما هي محشورة قصدا ، وموضوعة عمدا . 
وجواز اللجوء إلى الإسرائيليات شرطه أن تكون هذه الإسرائيليات صحيحة ومن كتب اليهود فعلا ، ولا تكون تلفيقات وتهاويم وخرافات . 
وإيراد الإسرائيليات يحكمه أن يتحصّل من روايتها فائدة ، وأن يكون الحال يستدعيها . والاطّلاع على كتب الديانات الأخرى لا بد أن يكون مباحا وميسرا ، والنهى عنه مضاد للعلم ، والسماح به يوسّع المدارك ويزيد المعرفة ويعمّق الفهم . 
وقد وردت أحاديث تحذّر من الإسرائيليات كالحديث الذي رواه أحمد والبزار ، يقول : « لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فإنهم لن يهدوكم وقد ضلّوا ، وأنكم إما أن تكذّبوا بحق أو تصدّقوا بباطل » ، 
وفي البخاري عن أبي هريرة قال : لا تصدّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم وقولوا :آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا . . . .( الآية - البقرة 136 ) .
والأحسن في باب النظر أن يقرأ المسلمون في اليهودية والنصرانية فيعرفوا بأنفسهم أوجه النقص فيها وما يكتنفها من معايب ، وفي الجدل مع أهل الكتاب ليس من سبيل إلا أن نعرف عنهم من مصادرهم ومراجعهم فنرد عليهم بما يعتقدون صحته ، ونلزمهم الحجة بعباراتهم . وإن المرء ليتشكك في حديث كهذا الحديث عن الرجل الذي جاء إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم يقول له : إني قرأت القرآن والتوراة . 
فقال له : اقرأ هذا ليلة وهذا ليلة ! ومثل ذلك لا يقال لآحاد الناس وإنما للثقاة ، ثم إنه قد ثبت موضوعيا وعلميا تحريف التوراة والأناجيل فلا يستوى القرآن بهما . وربما الرسول صلى اللّه عليه وسلم يحضّه على القراءة في التوراة ليعلم المحرّف
فيها مقارنة بالقرآن ، ويتبصّر فيما تقوم به الحجة على اليهودية من عباراتها ، وليزداد علما بمجادلتهم من معتقدهم . 
والعلم أفضل من الجهل . 
وإذا كان الحديث الذي يقول : و « حدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج » صحيحا فمعناه حتما : حدّثوا عنهم بما تعلمون صدقه ، وبما يوافق القرآن والسنّة الصحيحة . 
ولا يمكن أن يكون المعنى حدّثوا عنهم بكل حديث حق أو باطل . وأما قوله صلى اللّه عليه وسلم : « إذا حدّثكم أهل الكتاب فلا تصدّقوهم ولا تكذّبوهم » فذلك حتما فيما لا يتناقض مع الإسلام ، وليس من سماعه ضرر ولا نفع . 
وقيل إن النهى عن الرجوع إلى كتب اليهود والنصارى كان في أول الإسلام ، فلما رسخ الناس في علوم الشريعة وتمكنوا من معرفة أصولها ، وصار لديهم من قوة النظر ما يؤهّلهم للتمييز بين الحق والباطل ، وتتنامى به لديهم المناعة ضد الخطأ ، أبيح لهم الأخذ عنهم ومطالعة كتبهم .
ولا شك أن النهى كان للتنزيه لا للتحريم . وما كان الرجوع إلى كتبهم المحرّفة وفيها ما فيها من الزيادة والنقص ، إلا سيحدث البلبلة ويؤدى إلى كثير من الفساد .
وفي الحديث : « لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ ، فيخبروكم بحقّ فتكذّبوا به ، أو بباطل فتصدّقوا به » ، أن الخشية من أن يكذّب المسلم بحق ، أو يصدّق بباطل ، إلا لو كان عالما ، فهذا هو الذي بمأمن من ذلك . 
والجائز الرواية عنهم فيه هو المحمول على ما يمكن أن يكون صحيحا ؛ وما يعلم أو يظن بطلانه لمخالفته الحق ، هو المتروك المردود عليه ، أو الذي لا يعرّج عليه . والنهى عن سؤالهم هو نهىّ عن الاهتداء بهم لتحريفهم بعض ما عندهم ، ونسيانهم بعض ما أنزل عليهم . 
وقد نهى عمر كعب الأحبار عن رواية الإسرائيليات ، لأنه خشي على سواء الناس إن سمعوا أحاديث كعب ، أن لا يميزوا فيها بين الحق والباطل ، فتتشوّش عقيدتهم ويهتز إيمانهم .
ويروى ابن تيمية أن ترديد الإسرائيليات إنما للاستشهاد لا للاعتقاد ، فما نعلم صحته مما بأيدينا ويشهد له بالصدق فهو صحيح ، وما نعلم كذبه بما عندنا مما يخالفه فهو متروك مردود . 
وما لا ضرر منه ولا نفع ، نسكت عنه فلا نؤمن به ولا نكذّبه ولا ننقله ، وإن كنا نسمعه . 
ويذهب ابن كثير إلى نفس الرأي كأستاذه ابن تيمية ، ويبيح النقل من الإسرائيليات في حدود ما أذن الشارع في نقله مما لا يخالف الكتاب والسنّة . 
والإمام البقاعى لا يحظر النقل طالما المقصود الاستئناس لا الاعتماد ، والأسلم هو أن نقرأ وأن نلم بمعتقد اليهود والنصارى ولا ننقل البتة ، وإنما نقارن ونوازن . والمعروف عن اليهود أنهم أدخلوا الإسرائيليات في الإسلام للهيمنة على هذا الدين الجديد بعد أن عجزوا عن دحره بالقوة المادية . 
وأدخلوها عن طريق مسلمين كبار ينكر الكثيرون أنهم قالوا بها أو ذكروها ، ومن المتهمين بالإسرائيليات ابن عباس ، قيل أنه كان يرجع إلى كعب الأحبار وعبد اللّه بن سلام اليهوديين ، ويسألهم في معاني ألفاظ القرآن ، ومع ذلك فإن ابن عباس أثر عنه - برواية البخاري - أنه حذّر من الأخذ عن اليهود ، فقال : كيف تسألون أهل الكتاب ، وكتابكم الذي أنزل على نبيّكم صلى اللّه عليه وسلم ، فيه أحدث الأخبار باللّه تقرءونها عن كثب ، وقد حدّثكم اللّه أن أهل الكتاب بدّلوا ما كتبه اللّه ، وغيروا بأيديهم الكتاب ، وقالوا إنه من عند اللّه ليشتروا به ثمنا قليلا ؟
أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم . 
ولا واللّه ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم ؟ !
وفي الحديث كما في القرآن تسرّبت الإسرائيليات ، مثل الحديث : « عمر الدنيا سبعة آلاف سنة » ، والحديث : « بين كل أرض والتي تليها خمسمائة عام ، والعليا منها على ظهر حوت » ، والحديث : « في الجنة شجرة يخرج منها خيل بلق » ، والحديث : « من قال لا إله إلا اللّه خلق اللّه من كل كلمة طيرا منقاره من ذهب وريشه مرجان » !
وقيل : إن مدخل الإسرائيليات في الأحاديث هم الزنادقة ، وكانوا يدسّون الأحاديث المستشنعة ، فمثلا يقولون أنه صلى اللّه عليه وسلم سئل : ممّ ربّنا ؟ قال : « من ماء ممرور ، لا من أرض ولا سماء ، خلق خيلا فأجراها فعرقت ، فخلق نفسه من ذلك العرق » ! ! !
وكذلك فإن القصّاصين أدخلوا على الإسلام حكايات نسبوها إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، يستميلون بها العامة ، ويستدرّون ما عندهم بالمناكير والغريب والأكاذيب .
وأيضا فإن بعض علماء المسلمين كانوا يتورطون في مثل ذلك دون أن يدروا ، برفع الموقوف على الصحابة والتابعين إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ولقد كان الصحابي أو التابعي ينقل ما مصدره الإسرائيليات من غير بيان ، فيغتر بعض الناس ، فيظنون أنه لا بد أن يكون الحديث له أصل مرفوع إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فيعدّون الحديث من الموقوف الذي له حكم المرفوع ، حتى لقد قال بشر بن سعيد وقد استشنع ما يسمع : اتقوا اللّه وتحفّظوا من الحديث ، فو اللّه لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة ، فيحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ويحدّثنا عن كعب الأحبار ، ثم يقوم ، فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن كعب ، وحديث كعب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فاتقوا اللّه وتحفّظوا في الحديث !
وفي تفسير القرآن من أمثلة ذلك تفسير الآيتين :هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ( 189 ) فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ( 190 ) ( الأعراف )
ومعناهما : أن اللّه يجعل الانجذاب بين الاثنين -
الذكر والأنثى - بمثابة النفس الواحدة ، وهو تعالى خلق النفس الواحدة ويشقّها إلى اثنين ، فجعل الأول زوجها ، والأصل الذكورة ومنها الأنوثة ، وسكينة الذكورة بالأنوثة ، والسكينة تصنع المحبة ، فإذا كانت المحبة كانت التغشية ، فيكون الحمل الخفيف ، وتمر به الأنثى ، ثم يثقل ، فيدعوان اللّه أن يكون طفلهما سويا ، فإذا خرج كذلك كان الأولى أن يشكرا اللّه ، ولكنهما أشركا في طفلهما غير اللّه ، بتعليم مناف لتعليم اللّه .
 وعند الإمام أحمد عن الحسن عن سمرة عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « لما ولدت حواء طاف بها - إبليس وكان لا يعيش لها ولد - فقال : سميّه عبد الحارث فإنه يعيش ، فسمّته عبد الحارث فعاش ، وكان ذلك من وحى الشيطان وأمره » ، فنسب الحديث إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وأورده الإمام أحمد طالما أن إسناده إلى الحسن .
والحديث من الإسرائيليات ، وهو موقوف على صاحبه سمرة ، فرفعه الإمام أحمد إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم .
والحديث يطعن في آدم وحواء مع أن الآية لا تقول ذلك ، والمقصود بها أن الناس عموما صار هذا دأبهم : أن يشركوا باللّه برغم ما يأتيهم من النّعم .

وقال ابن كثير عن مثل ذلك الحديث : هذه الآثار يظهر عليها أنها من آثار أهل الكتاب ! !
وهذه الإسرائيليات أو هذا الانتحال ، والتفسير بمنهج الإسرائيليات ، انتشر حتى عمّ وطمّ ، ولمسناه في كتب التاريخ وفي السّير ، وتساهل الأخباريون والمؤرّخون فيما تناقلوه من روايات إسرائيلية مكذوبة ،
حتى أن الإمام أحمد علّق على ذلك فقال : « ثلاثة كتب ليس لها أصل : التفسير ، والملاحم ، والمغازي - يقصد أن مصادرها غير مدقّقة ، وخاصّة فيما قيل من أحاديث وتفاسير عن بدء الخلق ، وأسرار الوجود ، وأحوال الأمم السابقة ، والملاحم ، والفتن المنتظرة .
وما أكثر الأحاديث حول الجنة والنار ، والساعة ، والدجّال ، وآخر الزمان ، ونهاية الإسلام ، وكلها من تأليف أهل الكتاب أو بوحيهم ، ومن ذلك أيضا قصة زينب بنت جحش ، وحديث الغرانيق ، واستدانة الرسول صلى اللّه عليه وسلم من اليهودي ، وبشارة اليهودي بمولده ، ورؤية اليهودي لقدومه إلى المدينة ، وقصة السحر له ، وقصة وضع السمّ له ، وقصة زواجه من صفيه ودخوله بها .
فيا أخي احذر الإسرائيليات ، ولتكن لديك حاسة سادسة خاصة بها ، تعرفها بها بحسّك المسلم وإيمانك الموحّد ، وأعانك اللّه !

  * * *

432 . الإسرائيليات اشترك فيها اليهود والنصارى

المروّجون للإسرائيليات من اليهود : عبد اللّه بن سلام ، ووهب بن منبه ، وكعب الأحبار ، والأخيران من التابعين ، والتابعون الذين رووا الإسرائيليات كثيرون وكانوا تلاميذ لهؤلاء ، منهم : قتادة ، ومسروق ، ومجاهد ، وعكرمة ، والحسن ، والضحّاك ، وسعيد بن جبير ، وزيد بن أسلم وعطاء ، وطاوس ، وغيرهم ، وكعب الأحبار هو رئيس المدلّسين ، وخفى كذبه على كثير من المحدّثين وأخذوا عنه ، ووهب بن منبه كان دعيا كاذبا وليس من شئ يقوله بصادق أبدا .
ومن أتباع التابعين اشتهر بالإسرائيليات ابن جريج وكان نصرانيا روميا ، وكان قبيح التدليس ولا يدلّس إلا فيما يسمعه من المجروح .
والكلبي والسدى كلاهما كذّاب ساقط ، وعرفا في الكوفة بهذه الصفة ، وكان الطبري يتجنب النقل عن الكلبي ومقاتل بن سليمان لأنهما متهمان . 
وكان ابن إسحاق ( المتوفى سنة 151 ه ) يدلّس مع كونه عمدة في المغازي ووثّقه فيها قوم ووهّاه آخرون ، وقيل فيه إنه ليس بحجّة وتضعه روايته عن أهل الكتاب ، وكان مرجعه أمثال وهب بن منبه ، واعتاد أن يقدّم تفاسيره بهذا العبارة : و « عن بعض أهل العلم من أهل الكتاب » ، أو « يزعم أهل التوراة » .
وبلغ من استشراء النفوذ الإسرائيلى في الإسلام ، والغزو الفكري اليهودي للعقلية المسلمة ، أن أحمد بن عبد اللّه بن سلام ترجم التوراة ليجعلها في متناول الناس ، فتركوا القرآن إليها ، فكانت ترجمته طامة كبرى ، وأضيفت كمصدر مباشر للإسرائيليات يطلبها المغرمون بالتفيهق وإظهار العلم بما هو غير مطلوب ولا لازم . 
وحتى صهيب الرومي - بحكم ثقافته غير العربية - شارك في التفسير بالإسرائيليات ، ونسب القول بها إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، منها : قصة الملك والساحر والراهب ، وقصة الأقرع والأبرص والأعمى ، وحديث جريج العابد ، والثلاثة الذين التجئوا إلى الغار ، ولربما يمكن تقبّل هذه القصص لما فيها من مواعظ وعبر توافق آداب الإسلام ، والمشكلة فيما دسّ من القصص التي لا هدف لها ورفعت بعد ذلك إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم ! !
  * * *

433 . ابن مقاتل وكتابه « التفسير الكبير »

هو : مقاتل بن سليمان ، المتوفى سنة 150 ه ( 766 م ) ، وله كتاب « التفسير الكبير » ، مملوء بالإسرائيليات ، كأنما قد استمدّ مقاتل علمه بالقرآن من اليهود والنصارى ، وكان ينسب ما يقول إلى وهب بن منبّه اليهودي الذي أسلم ،
 فقال مثلا في تفسير الكرسي في قوله تعالى :وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ( البقرة 255 ) : أن الكرسي يحمله أربعة ملائكة ، لكل واحد منهم أربعة وجوه ، وأقدامهم تحت الصخرة التي تحت الأرض السفلى مسيرة خمسمائة عام ، وما بين كل أرض مسيرة خمسمائة عام ، وأحد الملائكة وجهه على صورة إنسان يسأل اللّه الرزق للبشر ، والثاني وجهه كالثور سيد الأنعام ، يسأل اللّه الرزق للبهائم ، والثالث وجهه كوجه النسر سيد الطيور ، يسأل اللّه الرزق للطيور ، والرابع وجهه كوجه سيد السباع ، يسأل اللّه الرزق للسباع ! !
وكما ترى - فإن التفسير غارق في الخرافات والأباطيل ، وكلها بتأثير اليهود عن وهب ابن منبه كما أسلفنا ، وأقواله فيها لا فائدة منها ولا دليل عليها من قرآن أو سنّة ، وإنما هي من الموضوعات الإسرائيلية .
ومن أسوأ ما تطرّق إليه مقاتل تفسيره لآيات زواج النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من زينب بنت جحش ، في قوله تعالى :وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا( 37 ) ( الأحزاب ) 
قال : إن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أتى زيدا يوما يطلبه ، فأبصر زينب بيضاء جميلة جسيمة ! وقال إن الهواء رفع سترها ، وكانت زينب متفضّلة ( يعنى تلبس ملابس البيت ) في منزلها ، فرآها فوقعت في نفسه ! 
- وهذا الكلام ظل المستشرقون يردّدونه عنه ، وردّده اليهود والنصارى ، والعلمانيون والتنويريون ، وأصحاب الملل والنحل ، وأعداء الإسلام جميعا ، وذلك لأن تفسير مقاتل هو أقدم تفسير معروف ، فكان له هذا التأثير المدمّر ، وتناقل المبغضون للرسول صلى اللّه عليه وسلم كلامه ونشروه وشنّعوا به ، مع أنه فرية أعظموها عليه ، وليس لها سند واحد من حقيقة ، كما سيجئ من بعد عند مناقشة هذه التشنيعة عن الإسلام . 
وإني لأعجب كيف يقول الإمام الشافعي من بعد عن مقاتل : الناس عيال في التفسير على مقاتل ! ! ؟ 
وكيف يمتدحه عبد اللّه بن المبارك فيقول عن علمه : يا له من علم لو كان له إسناد ! ! 
ويقول : ما أحسن تفسيره لو كان ثقة ! !
وأقول : ما هو العلم فيما يقول ؟ وما الحسن فيما يفترى ويكذب وينقل من الإسرائيليات ؟ 
ولقد ورد عنه أنه مجسّم ومشبّه ، وكذّاب ، ووضّاع ، ولا ثقة فيه !
  * * *

434 . الطبري وكتابه « جامع البيان في تفسير القرآن »

هو : أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد الطبري ، نسبة إلى طبرستان ، حيث ولد بآمل سنة 224 هـ ، وتوفى ببغداد سنة 310 ه ، وكان مؤرّخا ومفسّرا وفقيها جامعا لأشتات العلوم ؛ قيل : كان كالقارئ الذي لا يعرف إلا القرآن ، وكالمحدّث الذي لا يعرف إلا الحديث ، وكالفقيه الذي لا يعرف إلا الفقه ، وكالنحوى الذي لا يعرف إلا النحو ، وأشهر ما اشتهر به : الفقه والتفسير والحديث والقراءات .
وتفسيره من أقدم التفاسير ، وهو مرجع المفسرين النقليين والعقليين على السواء ؛ ومن أقوال النووي : أن كتابه « جامع البيان » قد أجمعت الأمة أنه لم يؤلّف مثله ، وهو أصحّ التفاسير ، ودائرة معارف ، ومع ذلك فلم يخل من الإسرائيليات ، بل إنه يكثر منها ، ولكنه يسندها إلى أصحابها ، وقد يناقشها أحيانا .
وعدّ 
النقاد من عيوبه الإغراق في الإسرائيليات ، فللأسف فإن التأثير اليهودي متمكن من تفكيره الإسلامي . وابن جرير الطبري بعد أن يذكر إسناده ، كأن يقول حدّثنى موسى بن هارون ، عن أسباط ، عن السدى ، في خبر ذكره عن أبي مالك ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، أو عن ابن مسعود ، وعن آخرين من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : أنه كان رجلان . . .
إلخ ، ثم يعقّب : فإن كان ذلك صحيحا - ولست أعلمه صحيحا ، إذا كنت بإسناده مرتابا ، فإن القول الذي روى عنهما هو القول ، وإن كان غير صحيح فأولى بتأويل الآية ما قلنا ! 
- أو يسوق الطبري كل الروايات الواردة ، ويعقّب عليها فيقول : إن مثل هذه المرويات لم يرد فيها نص صريح من كتاب أو سنّة ، ففي خبر البقرة التي ضرب ببعضها القتيل في سورة البقرة الآية 73 ، ذكر أن بعضهم قال إنهم ضربوه بفخذها ، وبعضهم قال بذنبها ، وبعضهم قال بالبضعة بين الكتفين ، ولا شئ تقوم به الحجة على أي أبعاضها أمروا أن يضربوا القتيل به ، وكل أبعاضها جائز ، ولا يضر الجهل بأي ذلك ضربوا القتيل ولا ينفع العلم به .
وكذلك في سورة يوسف الآية 20 يقول : لا خبر عن مبلغ المال الذي شروه به ، وليس في العلم به نفع ، ولا الجهل به في ضرر ، ولكن الإيمان بظاهر التنزيل فرض .
وأيضا في الكلمات التي ابتلى بها إبراهيم في الآية 124 من سورة البقرة ، يقول : لا يجوز أن ينوّه بكلمات بعينها دون كلمات . وبالمثل في الآية 24 من سورة يوسف ، فبعد أن يورد الطبري مختلف الروايات فيها ، ينبّه إلى أن أولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إن كلا منهما همّ بصاحبه لولا أن رأى يوسف برهان ربّه ، فيصحّ أنه صورة يعقوب ، أو صورة الملك ، أو آيات الوعيد عن الزنا ، والأصح أن يقال ما قاله اللّه في ذلك وترك ما عداه .
ومنهج الطبري ، سواء في التفسير أو في التاريخ - وكلاهما يتصل بالآخر بأوثق الروابط ، هو الاعتماد على النقل والرواية ، ولا يهمه نقد الرواية وإنما عمله هو أن يؤدّى الرواية كما نقلت إليه ، وذلك هو سبب تردّيه في حمقة الإكثار من الإسرائيليات ، مع ما في الكثير منها من الغرائب والخرافات ، ولم يعقب عليها .
وهناك روايات عن الأنبياء تتنافى مع عصمتهم ولم يناقشها . كما كانت هناك حكايات لا يقبلها عقل ، كقوله عن وهب بن منبه :

إن ثعبان موسى حمل على الناس فمات منهم 25 ألفا !
وهو كثير الإسناد للأخبار الكاذبة لابن عباس الذي قال عنه إنه يتلقى عن أهل الكتاب . ومن فرط سذاجة الروايات عن ابن عباس ذهبت الظنون بأصحاب العقول من النقاد إلى أن أهل الكتاب كانوا يضحكون على ابن عباس ويكذبون عليه ، وكان الأحرى بالطبرى وهو المؤرّخ المدقق أن يتحرّى الصواب 
فيما يروى وينقل ، وخاصة إذا تعلّق الأمر بهؤلاء الدهاقين من رواة الإسرائيليات ومروّجيها ، كابن عباس ، وابن إسحاق ، والسدىّ ، والضحّاك ، وكعب الأحبار ، ووهب بن منبّه ، وعبد اللّه بن سلام وغيرهم .
  * * *
435 . الثعلبي من المكثرين في الإسرائيليات
من أكثر كتب التفسير إيرادا للإسرائيليات كتاب الثعلبي النيسابوري ، أحمد بن محمد بن إبراهيم ، أبي إسحاق ، المعروف باسم « الكشف والبيان عن تفسير القرآن » ، قال ابن خلكان يمتدح صاحبه دون تمحيص : كان أوحد زمانه في علم التفسير ، وصنّف التفسير الكبير الذي فاق غيره من التفاسير . 
وقال ابن تيمية ينقده عن حق : كان الثعلبي حاطب ليل ينقل ما يوجد في كتب التفسير من صحيح وضعيف وموضوع . وتلميذه الواحدي له التفسير البسيط ، والوسيط ، والوجيز ، وفيه غث وكثير من المنقولات الباطلة .
 - وكانت وفاة الثعلبي سنة أربعمائة وسبع وعشرين . 
وفي تفسيره للآية :فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا( يوسف 80 ) ، قال : إن إخوة يوسف لما يئسوا من أن يجيبهم يوسف إلى ردّ أخيهم ، قال بعضهم لبعض : تعلمون أن أبانا قد أخذ علينا ميثاقا غليظا ، وقد عجزنا عن الإتيان به من جهة المسالمة ، فلا بد أن ندخل على الملك ، فإما أن يردّ علينا أخانا ، وإما أن نقاتل بالقوة التي ركّبها اللّه فينا ، وذلك أن بنى يعقوب كانوا من القوة بحيث إذا غضب واحد منهم اقشعر جلده ، وانتفخ جسده ، وظهرت شعرات ظهره من تحت الثوب حتى يقطّر من كل شعرة قطرة دم . 
وإن ضرب الأرض برجليه تزلزلت وتهدّم البنيان ، وإن صاح لم تسمعه حامل من الإنس والبهائم والطير إلا وضعت ما في بطنها ، فلا يهدأ غضبه إلا أن يسفك دما أو تمسكه يد من نسل يعقوب ! 
فإذا مسّته يد من نسل يعقوب سكن غضبه ، وذهبت قوته ، وصار كرجل من الناس . 
قال : وقال يهوذا لهم - وكان أشدّ إخوته غضبا : إما أن تكفونى الملك ومن معه فأكفيكم أهل مصر ، وإما أن تكفونى أهل مصر ! فبعث واحدا من إخوته ، فعدّوا أسواق مصر ، فوجدوا فيها تسعة أسواق ، فأخذ كل واحد منهم سوقا . 
ثم إن يهوذا دخل على يوسف وقال : يا أيها العزيز ، إن رددت علىّ أخي حمدناك وشكرناك ، وإن لم تردّه بالحسنى صحت صيحة لا تبقى بحضرتك حامل إلا وضعت ما في بطنها ، ورأيت منا ما تكره ! 
- وأغضبه يوسف وأسمعه كلمة فظيعة ، فغضب يهوذا واشتد غضبه ، وانتفخ جسده ، وصار من الحمية والانتفاخ بحيث لا يشبه الناس ، فلما علم يوسف أن غضبه قد تمّ ، قال لابن له صبي : يا بنىّ ، اذهب إلى ذلك الرجل القائم فأتني به ؛ فلما أخذ الغلام بيد يهوذا سكنت نفسه ، وذهب غضبه ، فالتفت يمينا وشمالا لعله يرى أحدا من إخوته فلم ير ، فخرج مسرعا إلى إخوته ، فقال لهم : هل حضرني أحد منكم ؟ قالوا :لا .
قال : فأين ذهب شمعون ؟ قالوا : ذهب إلى الجبل . فخرج ، فلقيه وقد احتمل صخرة عظيمة . قال : ما تصنع بهذه ؟ قال : أذهب إلى السوق الذي وقع فيه نصيبي أشدخ بها رؤوس كل مار فيه . 
قال : فارجع فردّها أو ألقها في البحر ، فو الذي اتخذ إبراهيم خليلا ، لقد مسّتنى كفّ من نسل يعقوب ! 
- ثم دخلوا على يوسف ، وكان يوسف أشد منهم بطشا ، فقال : يا معشر العبرانيين ، أتظنون أنه ليس أحد أشد منكم قوة ؟ ! ثم عمد إلى حجر عظيم من حجارة الطاحونة فركله برجله ، ثم أمسك يهوذا بإحدى يديه فصرعه ، وقال بعض خدمه : هات الحدّادين حتى أقطع أيديهم وأرجلهم وأضرب أعناقهم . 
ثم صعد على سريره - سرير الملك - وجلس على فراشه ، وأمر بصواعه ، فوضع بين يديه ، فنقره نقرة فخرج طنينه ، فالتفت إليهم وقال : أتدرون ما يقول ؟ قالوا : لا . قال : فإنه يقول : إنه ليس على قلب أبيهم همّ ولا غمّ ولا كرب إلا بسببهم . . . إلخ . - ومثل هذا الكلام يعدّ من المصادر الكبرى للإسرائيليات في التفاسير القرآنية . 
والثعلبي ينقل عن وهب بن منبه اليهودي الذي قيل إنه أسلم ، ووهب - كما رأينا - شطح بعيدا في تفسير الآية ، وذهب مذاهب عجيبة ، ومن الواضح أنه يقصد إلى أن يبثّ الرعب من اليهود في نفوس المسلمين ، ويجعل من الإسرائيلى شخصية بطولية خرافية ينسب إليها الخوارق كأبطال السينما الأمريكية . 
وقد يكون لوهب عذره بالنظر إلى أنه يهودي ، ولكن ما عذر الثعلبي في أن يروى عن وهب بلا تمحيص ولا مناقشة ولا تكذيب ، وكأنه عميل إسرائيلي قد أجرى له غسيل مخ ، فراح يردد كالإنسان الآلى ما يملى عليه ؟ ! 
ولنحذر إذن أمثال هذه التفاسير ، وفي علم النفس يقال في تشخيص ذلك أنه « التعيّن بالعدو » ، بمعنى أن الثعلبي قد تعيّن باليهود حتى لكأنه قد صار منهم . وكثير منا حاليا يفعل نفس الشيء فيما يسمى « عقدة الخواجة » ، فيقلّد الأجانب والمستشرقين فيما يفعلون ، ويردّد أفكارهم حتى لو كانت تزرى بنا وبلغتنا وديننا وهويتنا !
  * * *

436 . البغوي تلميذ الثعلبي في الإسرائيليات

يقال عن البغوي أنه محيّى السنّة ، وركن الدين ، وأنه الإمام الجليل ، والمحدّث المفسّر الجامع بين العلم والعمل ، واسمه الحسين بن مسعود بن محمد ، أبو محمد ، وشهرته القرّاء ، والبغوي ، ووفاته سنة خمسمائة وعشر هجرية ، وكتابه في التفسير « معالم التنزيل » مختصر من الثعلبي ، ومن ينقل عنهم فيه ، منهم : مجاهد ، وعكرمة ، وقتادة ، والكلبي ، والضحّاك ، ومقاتل بن سليمان ، ومحمد بن كعب القرظي ، والسدّى ، وابن عباس ، وهم المعروف عنهم الميل إلى الثقافة العبرية والأخذ بما يسمى الإسرائيليات .
ومن غرائب تفاسيره ما قاله في الآية :وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ( 51 ) ( البقرة ) . 
قال : كان بنو إسرائيل قد استعاروا حليا كثيرة من قوم فرعون حين أرادوا الخروج من مصر لعمل عرس لهم ، فأهلك اللّه فرعون ، وبقيت تلك الحلىّ في أيدي بني إسرائيل ، فلما فصل موسى قال السامري لبنى إسرائيل : إن الحلىّ في أيدي بني إسرائيل التي استعرتموها من قوم فرعون ، غنيمة لا تحلّ لكم ، فاحفروا حفرة وادفنوها فيها حتى يرجع موسى فيرى فيها رأيه .
وقال السدى : إن هارون أمرهم أن يلقوها في حفرة حتى يرجع موسى ، ففعلوا ، فلما اجتمعت الحلىّ صاغها السامري عجلا في ثلاثة أيام ، ثم ألقى فيها القبضة التي أخذها من تراب فرس جبريل ، فخرج عجلا من ذهب مرصعا بالجواهر كأحسن ما يكون ، فخار خواره . وقال السدى : كان يخور ويمشى ! !

وقال البغوي في تفسير الآية :وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ( النمل 81 ) ،
 ناسبا ما يقول إلى علىّ بن أبي طالب : الدابة ليست كالدواب لها ذيل ولكن لها لحية - كأنما هي رجل في الحقيقة وليست دابة . وقال ابن جريج ينسب وصفها لابن الزبير : رأسها رأس ثور ، وعينها عين خنزير ، وأذنها أذن فيل ، وقرنها قرن أيل ، وصدرها صدر أسد ، ولونها لون نمر ، وخاصرتها خاصرة هرّ ، وذنبها ذنب كبش ، وقوائمها قوائم بعير ، وبين كل مفصلين اثنا عشر ذراعا ، ومعها عصا موسى ، وخاتم سليمان ، فلا يبقى مؤمن إلا نكتته في مسجده بعصا موسى نكتة بيضاء يضيء بها وجهه ، ولا يبقى كافر إلا نكتت وجهه بخاتم سليمان فيسود وجهه ! ! !

وهذه الخرافات يسميها البغوي تفسيرا ويسوّد بها الصفحات ليقرأها الناس ويتثقّفوا بها ، ولا شئ مما قاله في كتابنا « القرآن » ، فعلى أي شئ اعتمد في روايته ؟ ولما ذا لم يناقشها وهو المحدّث المعتاد على منهج البحث في الأحاديث وإسنادها ؟
ومن غرائب ما قال في الآية :بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ( 21 ) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ( 22 ) ( البروج ) ،
نقلا عن ابن عباس كما يدّعى : أن اللّوح من درّة بيضاء ، طوله ما بين السماء والأرض ، وعرضه ما بين المشرق إلى المغرب ، وحافتاه الدّر والياقوت ، ودفتاه ياقوتة حمراء ، وقلمه نور ، وكلامه قديم ، وكل شئ به مستور ، وأعلاه معقود بالعرش ، وأصله في حجر ملك ! ! ! - فهل من ذلك شئ في القرآن ؟ ! ! !
والبغوي لم يبحث ولا محّص ، ولا ناقش ، ولا فنّد ، وإنما سرد علينا هذا الغثاء سردا !

وعن كعب الأحبار نقل البغوي عن الآية :إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ( الكهف 94 ) : أن يأجوج ومأجوج هم نادرة ولد آدم ، وذلك أن آدم احتلم ذات يوم وامتزجت نطفته بالتراب ، فخلق اللّه من ذلك الماء يأجوج ومأجوج ، فهم يتصلون بنا من جهة الأب دون الأم ! ! - وهذا أغرب كلام ، فلم يبين لنا كيف امتزجت النطفة بالتراب ؟
هل احتلم وألقى بها وهو يحتلم على الأرض ؟
ولما ذا خلق اللّه من هذه النطفة بالذات يأجوج ومأجوج ؟
وهل كان في حاجة إلى مثل هذه النطفة ليخلقهما ؟
- وقال البغوي نقلا عن مجاهد في الآية :وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ( يوسف 24 ) ،
قال :
حلّ سراويله وجعل يعالج ثيابه !
- وعن الضحّاك قال : ضرب الشيطان فيما بينهما . فضرب بإحدى يديه إلى جيد يوسف ، وباليد الأخرى إلى جيد المرأة ، حتى جمع بينهما !
- ونقل عن السدىّ : أن المرأة ظلت به تراوده وتزيّن له اللذة ، وهو شاب ويجد من شبق الشباب ما يجده الرجل ، وهي امرأة حسناء جميلة ، حتى لان لها مما يرى من كلفها به ، وهمّ بها ، لولا أن تداركه ربّه بالبرهان !
- وقال قتادة في البرهان : رأى صورة يعقوب يلومه . - وقال الحسن وسعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة والضحاك : انفرج سقف البيت فرأى صورة يعقوب عاضا على إصبعه ، فضرب بيده على صدره ، فخرجت شهوته من أنامله !
- وعن ابن عباس قال : إن يوسف حلّ الهيمان ( يعنى السراويل ) ، وقعد منها مقعد الرجل من امرأته ، فإذا بكفّ قد بدت بينهما بلا معصم ولا عضد ، مكتوب عليها :وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ ( 10 ) كِراماً كاتِبِينَ ( 11 ) يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ( 12 ) ( الانفطار ) ،
فقام هاربا ، وقامت ، فلما ذهب عنهما الرعب عادت وعاد ، فظهرت تلك الكفّ مكتوبا عليها :وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلًا( 32 ) ( الإسراء ) ،
فقام هاربا وقامت ، فلما ذهب عنهما الرعب عادت وعاد ، فظهرت تلك الكفّ مكتوبا عليها :وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ( البقرة 281 ) ، فقام هاربا وقامت . فلما ذهب عنهما الرعب عادت وعاد ،
فقال اللّه عزّ وجل لجبريل :
« أدرك عبدي قبل أن يصيب الخطيئة » ! فانحط جبريل عاضا على إصبعه يقول : « يا يوسف ! أنت تعمل عمل السفهاء ، وأنت مكتوب عند اللّه من الأنبياء » .
ومسحه بجناحه فخرجت شهوته من أنامله ! ! !

فهذا النوع من الكتابات في تفسير القرآن هو الذي يسمونه الإسرائيليات ، باعتبار صاحبه يتوخى ثقافة أخرى بخلاف الثقافة الإسلامية ، وهي الثقافة الإسرائيلية ، نتيجة قراءاته الكثيرة في تفاسير اليهود للتوراة ، وهي تفاسير تتبع نفس المنهج ، وليست لها مرجعية من القرآن ولا السنّة ، وكثير منها ينافي العقل والشرع ، وتجافى الطبع العربي ، وأصحابها يقال لهم الوضّاعون .
والتفسير المعقول للآية والمتوافق مع الدين أنه : لولا أن يوسف رأى برهان ربّه لكان همّ بها . ويؤوّل جعفر الصادق البرهان بأنه النبوّة التي اختصه بها اللّه ، فهي التي حالت بينه وأن يخطئ .
غير أن البغوي لم يدرك ذلك ، فما ذا يمكن أن نفعل والكثير من الشطح يرتكبه أمثاله ويشيع عنه بين العامة فتكون جهالة بالإسلام تستوى والجهل ؟

والبغوي هو المسؤول عن شيوع هذا التفسير للآية :إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ( 55 ) ( المائدة ) ،
قال : نزلت الآية في علىّ حين مرّ به سائل وهو في الصلاة فطرح له خاتمه . والبغوي روى ذلك عن السدىّ . وأورد ابن كثير تفسير السدىّ وقال إن الآية نزلت في عبادة بن الصامت وليس في علىّ ، وذلك حين تبرأ عبادة من حلف اليهود ورضى بولاية اللّه ورسوله والمؤمنين ، ولهذا تجىء الآية بعد ذلك :كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ( 21 ) لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( 22 ) ( المجادلة ) .

فكما ترون إن تفسير البغوي حاد عن الصواب ، بسبب ثقافة صاحبه الإسرائيلية ، فاحذره يا أخي المسلم ، ولا تجعله من مراجعك في تفسير القرآن ، وحسبنا اللّه !
  * * *

437 . ابن عطية وكتابه « المحرّر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز »

هو عبد الحق بن غالب بن عطية ، أبو محمد ، الأندلسي الغرناطي ، مولده سنة أربعمائة وإحدى وثمانين ، ووفاته سنة خمسمائة وست وأربعين هجرية ، قيل فيه أنه أجلّ من صنّف في علم التفسير ، وكتابه منقول عن الكتب السابقة ، ولكنه هجر فيه الإسرائيليات ما استطاع إلى ذلك سبيلا ، غير أنه لم يتركها تماما ، إلا أنه تحرّى منها ما هو أقرب إلى الصحة ، ولذا أعجب كتابه ابن خلدون ، واعتبره ملخصا لما سبق عليه من التفاسير ، 
واعتبره ابن تيمية « أفضل » من تفسير الزمخشري ، وأنه ابتعد فيه عن البدع وإن اشتمل على بعضها ، وأنه إذا ساق بعض الإسرائيليات فإنه غالبا ينبّه إليها ، كأن يقول في شأن هدية بلقيس إلى سليمان : أكثر بعض الناس في وصفها ورأيت اختصار ذلك لعدم صحته ؛ أو يقول في فتية أهل الكهف : أكثر المؤرّخون في ذلك - أي في الحديث عنهم - ولكنه يختصر من حديثهم ما لا يستغنى عنه ؛ أو يقول بشأن سفينة نوح : وروى غير هذا مما لم يثبت فاختصرت ذكره . وعلّق على تفسير وهب بن منبه للآية :إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا( 18 ) ( مريم ) : أن تقيا اسم فاجر معروف في ذلك الزمن - زمن مريم ، فقال إنه رأى ضعيف وافتراض ذاهب مع التخرّص . 
وقال في قصة سرقة اليهود بقيادة موسى لذهب المصريين كما ترد في التوراة : هذا ما رواه المفسرون . 
وقال في عذاب يوم الظلة : إن الناس لهم تطويلات لا تثبت ، وأورد رأى الطبري عن ابن عباس ، قال : من حدّثك ما عذاب يوم الظلة فقد كذب . وقال في قصة قارون : إن الناس أكثروا في شأنه وذلك كله ضعيف ، والنظر يشهد بفساد هذا الرأي . 
وقال في قصص سفينة نوح : إنها قصص لا تصحّ . 
إلا أن ابن عطية ينسى أن يعلّق أحيانا ، ويورد التشنيعة الإسرائيلية دون أن ينبّه إليها ، كما فعل في هدية بلقيس ، فقد سرد روايات نكرا ولم يعقّب عليها ويبطلها . 
ونفس ما ذكره ابن عطية قاله ابن كثير إلا أنه عقّب عليه يقول : منكر غريب جدا ، والأقرب في مثل هذه السياقات أنها منتقاة من روايات أهل الكتاب مما وجد في صحفهم ، كروايات كعب ووهب ، سامحهما اللّه فيما نقلاه إلى هذه الأمة من أخبار بني إسرائيل من الأوابد والغرائب والعجائب ، مما كان ومما لم يكن ، ومما حرّف وبدّل ونسخ ، وقد أغنانا اللّه عن ذلك بما هو أصحّ منه وأنفع وأوضح : القرآن !
فهذا إذن تقييمنا لكتاب ابن عطية مقارنا بغيره ، نقرأه ونحذر منه أحيانا .
  * * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الثلاثاء 3 أكتوبر 2023 - 20:33 عدل 4 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الإثنين 2 أكتوبر 2023 - 10:55 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

438 . الزمخشري وكتابه « الكشّاف »

هو : محمود بن عمر بن محمد بن عمر ، أبو القاسم ، الزمخشري ، الحنفي المعتزلي ، الملقب بجار اللّه ، والمتوفى سنة خمسمائة وثمان وثلاثين هجرية .
وله كتاب « الكشّاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل » ، وليس أبدع ولا أبرع من الزمخشري يمكن أن يكشف عن سحر بلاغة القرآن لولا أنه من المعتزلة ، وله مكامن وانحرافات عن السنّة ، والاعتزال مذهب عقلي ومع ذلك فإن الزمخشري ينحو نحو التفسير القصصى الأسطورى برغم عقلانيته . . 

وكان النظّام معتزليا كالزمخشرى ، إلا أنه لم يكن يتسامح مع من يورد أساطير أو خرافات إسرائيلية في التفسير ، ويصف هؤلاء بأنهم « المفسرون القصصيون » ، 
ويقول فيهم : لا تسترسلوا إلى كثير من المفسرين وإن نصبوا أنفسهم للعامة وأجابوا في كل مسألة ، فإن كثيرا منهم يقول بغير رواية على غير أساس ، وكلما كان المفسّر عندهم أغرب ، كان أحبّ إليهم ، ومن هؤلاء عكرمة ، والكلبي ، والسدىّ ، والضحّاك ، ومقاتل بن سليمان ، وأبو بكر الأصمّ .

والزمخشري لم يكن يرى بأسا أن يورد أسطورة أو خرافة أو قصة غير مستيقنة ، فمثلا في الآية :فَأَلْقى عَصاهُ فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ( 32 ) ( الشعراء ) ، يروى أن الثعبان كان ذكرا أشعر فاغر الفم ، وبين لحييه ثمانون ذراعا ، ولمّا توجه ناحية فرعون وثب عن عرشه وهرب وأحدث ! !
ويقول في الآية :إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ( 248 ) ( البقرة ) ،
أن السكينة صورة كانت فيه من زبرجد أو ياقوت ، وبها رأس كرأس الهرّ ، وذنب كذنبه ، وجناحان ! !
وينسب الزمخشري لعلىّ أنه قال في وصف السكينة هذه : كان لها وجه كوجه الإنسان ، وفيها ريح هفّافة ! !

وأورد ابن كثير رواية الزمخشري منسوبة لمحمد بن إسحاق عن وهب بن منبه ، مما يدل على أنها من الإسرائيليات . ويبدو أن سند الزمخشري كان حديث أسيد بن حضير عن رؤيته لظل وهو يقرأ ، نفرت منه فرسه ثم سكنت ،
فأخبر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فقال له : « تلك السكينة تنزّلت لقراءتك ، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس لا تستتر منهم » ، يعنى أن « السكينة » جسم يرى ، مع أن الحديث من مجاز الحذف ، وتقديره أن ذلك من أثر السكينة . وحقيقة السكينة سكون القلب ، فحين تلا أسيد نزلت السكينة قلبه ، فتنوّر داخله ، فرأى المكان بنوره متنورا ، فهي مسألة نفسية وليس فيها زبرجد ولا ياقوت ! وكما ترى فإن الزمخشري قد يورد ما لا يرى فيه بأسا ، إلا أن تكون القصة فيها مساس بالأنبياء ، فهنا يتصدّى لها ويفنّدها ويكذّبها ، فعن الآية :هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ( 24 ) ( يوسف ) ، أنكر الزمخشري أن يكون يوسف قد حلّ لباسه وانطرح عليها لولا أن ظهرت له صورة أبيه يعقوب ثلاث مرات ، وفي الثالثة ضربه بيده فخرجت شهوته من أنامله ! ويقول في ذلك إنها مما يورده أهل الحشو والجبر الذين دينهم بهت الناس للّه ولأنبيائه ، وأما أهل العدل والتوحيد - أي المعتزلة الذين هو منهم ، فيتبرّءون من مقالاتهم ورواياتهم .

 * * *

439 . الفخر الرازي وكتابه « مفاتيح الغيب »

هو : محمد بن عمر بن حسين بن الحسن بن علىّ ، أبو عبد اللّه ، الملقّب بفخر الرازي ، المتوفى سنة 606 هجرية ، وله كتاب « مفاتيح الغيب » في التفسير ، ويعتبر موسوعة علمية ، جمع فيه من كل شئ ، وملأه بأقوال الحكماء والفلاسفة ، وكان يرفض الطعن في عصمة الأنبياء ، ولم يقبل ما يروى من الإسرائيليات عن داود ، وأنه قتل أوريا ليبنى بامرأته ، وقال إن هذه التهمة لو نسبت إلى أفسق الخلق وأشدّهم فجورا لاستنكف منها . إلا أنه كان يروى الإسرائيليات مع ذلك . وفي تفسير قوله تعالى :وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ( 35 ) ( البقرة ) 
لما اختلف المفسرون في الشجرة ما هي ، روى عن مجاهد وسعيد بن جبير عن ابن عباس ، أنها البرّ والسنبلة ، وقال السدّى عن ابن عباس وابن مسعود أنها الكرم ، وعن مجاهد وقتادة أنها التين ، وآثر الرازي أن يذهب مذهبا آخر ، فلم يجد من النص القرآني ما يدل على التعيين أو الحاجة إلى بيانه . 
وفي مسألة عصا موسى ، اختلف الوضّاعون في نوع خشبها وطولها ، فأورد الرازي عنهم ، وأكد أن نصّ القرآن يدل على أن مقدارها يجعل من الممكن التوكؤ عليها ، وأن تنقلب حيّة ، فعيّن لها طولا وغلظا يصلحان للمهمتين . 
ومن رأى الرازي مع ذلك السكوت على أمثال هذه المسائل التي لا تقدّم ولا تؤخر ، إلا أنه كان يتساهل فيما دون ذلك مما لا ضرر منه ، ولا يطعن في نبىّ ، ولا يتعارض مع أحكام القرآن ، وفي هذه الحالات كان ينقل عن مقاتل ، ووهب ، والكلبي ، والسدّى ، وأمثالهم ، ولا ينسب إليهم مع ذلك ! وكان يكتفى بأن يقول روى ، فمثلا في تفسير قوله تعالى :أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعادٍ ( 6 ) إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ( 7 ) ( الفجر ) 
قال : روى أنه كان لعاد ابنان : شدّاد وشديد ، فملكا وقهرا ، ثم مات شديد ، وخلص الأمر لشدّاد ، فملك الدنيا ودانت له ملوكها ، فسمع بذكر الجنة ، فقال : أبنى مثلها ، فبنى إرم في بعض صحارى عدن في ثلاثمائة سنة ، وكان عمره تسعمائة سنة ! وهي مدينة عظيمة سورها من الذهب والفضة ، وأساطينها ( يعنى أعمدتها ) من الزبرجد والياقوت . 
والقصة كما ترى من الإسرائيليات ، وتورد تفاصيل لا دليل عليها ، وواضح أن الرازي لم يرفضها كقصة ، ولم يمحّصها ، وقبل ما تقول به من التفسير ، باعتبار أن العماد هي الأساطين أي العمدان ، بما يعنى أن المدينة كانت من المباني الضخمة ، مع أن السياق يدل على أن العماد هي عماد الخيام ، وأنها من ثم مدينة خيام ، وربما المعنى أن أهلها هم أهل عمد ، أي كانوا طوال القامة . وقوله تعالى :الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ( 8 ) ( الفجر ) 
إنما لتخويف المعاندين ، بأنه تعالى قد أهلك من قبلهم وإن كانوا أشد منهم قوة . 
فحتى الرازي كانت له انحرافات في التفسير .
  * * *

440 . القرطبي و « الجامع لأحكام القرآن »

يعتبر كتاب « الجامع لأحكام القرآن » من أجلّ التفاسير وأعظمها نفعا ، وصاحبه أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح ، الأنصاري ، الخزرجي ، الأندلسي ، القرطبي ، المفسّر ، توفى سنة 671 هـ، وكان من عباد اللّه الصالحين ، والعلماء العارفين ، الورعين والزاهدين في الدنيا ، المشغولين بما يعينهم من أمور الآخرة ، وبلغ من زهده أن طرح التكلّف ، واكتفى بثوب واحد يمشى به بين الناس ، وعلى رأسه طاقية ، وخصّ وقته كله للعبادة والتصنيف حتى أخرج للناس ما أخرج من مؤلفات ، منها كتابه هذا الذي أسماه :
« الجامع لأحكام القرآن ، والمبيّن لما تضمّن من السنّة وآي الفرقان » ، أسقط منه القصص والتواريخ ، وأثبت عوضها أحكام القرآن ، واستنباط الأدلة ، وذكر القراءات والإعراب والناسخ والمنسوخ .
وكان شرطه فيه إضافة الأقوال إلى قائليها ، والأحاديث إلى مصنّفيها ، وعنده أن من بركة العلم أن يضاف القول إلى قائله ، إلا أنه قد لجأ إلى التفسير القصصى الأسطورى ، ولم ينج من مزالقه ، وتورط كالباقين فضمّن تفاسيره الكثير من الإسرائيليات التي لم يناقشها ولم يمحّصها ، حتى ليعجب المرء من سكوته عن مناقشتها ، رغم ثقافته الواسعة ، وعقليته الاستدلالية الراجحة ، فمثلا في الآية :ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ( 1 ) ( ق )
قال : واختلف في معنى « ق » ما هو ؟
فقال ابن زيد وعكرمة والضحّاك : هو جبل محيط بالأرض ( جبل قاف ) ، من زمردة خضراء ، اخضرّت السماء منه ، وعليه طرفا السماء ، والسماء عليه مقبية ، وما أصاب الناس من زمرد كان مما تساقط من ذلك الجبل : وقال وهب : أشرف ذو القرنين على جبل قاف ، فرأى تحته جبالا صغارا ، فقال له : ما أنت ؟ قال : أنا قاف .
قال : وما هذه الجبال حولك ؟ قال : هي عروقي ، وما من مدينة إلا وفيها عرق من عروقي ، فإذا أراد اللّه أن يزلزل مدينة أمرني فحرّكت عرقى ذلك ، فزلزلت تلك الأرض .
فقال له : يا قاف ، أخبرني بشيء من عظمة اللّه .قال : إن شأن ربّنا لعظيم .
وإن ورائي أرضا مسيرة خمسمائة عام من جبال ثلج يحطم بعضها بعضا .
لولا هي لاحترقت من حرّ جهنم ، قال : زدني . قال : إن جبريل واقف بين يدىّ اللّه ترعد فرائصه ، يخلق اللّه من كل رعدة مائة ألف ملك ، فأولئك الملائكة وقوف بين يدىّ اللّه تعالى ، منكّسو رؤوسهم ، فإذا أذن اللّه لهم في الكلام قالوا : لا إله إلا اللّه ! - وكما ترى فإن القرطبي يأخذ بالخرافات ، ويعتمد الإسرائيليات !

وفي الآية :ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ( 1 ) ( القلم ) يروى حكايات عجيبة فيها جهل فاضح ، وجرأة على طرق تفسير الظواهر الكونية بالخرافة ، فيقول عن مجاهد - وكذا عن مقاتل ، والهمداني ، وعطاء ، والسدّى ، والكلبي : « ن » هو حوت تحت الأرض السابعة يحمل الأرضين ! !
وعن ابن عباس قال : إن القلم هو أول ما خلق اللّه ، فجرى بما هو كائن ، ثم رفع اللّه تعالى بخار الماء فخلق منه السماء ، ثم خلق النون ( الحوت ) ، فبسط الأرض على ظهره ( ظهر الحوت ) ، فمادت الأرض ، فأثبتت بالجبال ، وإن الجبال لتفخر على الأرض ! وعن الكلبي ، ومقاتل ، قال : الحوت اسمه البهموت !
وعن أبي اليقظان ، والواقدي ، قال :
اسمه ليوثا ، وعن كعب اسمه لوثوثا أو بلهموثا ، وإبليس تغلغل إلى الحوت الذي على ظهره الأرض فوسوس في قلبه وقال : أتدري ما على ظهرك يا لوثوثا من الدواب والشجر والأرضين وغيرها ؟
لو ألقيتهم عن ظهرك أجمع ! فهمّ لوثوثا أن يفعل ذلك ، فبعث اللّه إليه دابة فدخلت منخره ، ووصلت إلى دماغه ، فضجّ الحوت إلى اللّه ، فأذن اللّه لها فخرجت .
وقال كعب : فو اللّه ، إنه لينظر إليها وتنظر إليه ، فإن همّ بشيء من ذلك عادت كما كانت !

وكلمة البهموت هذه عبرية أساسا ، وصحيح نطقها بهيموث ، وترد ضمن سفر أيوب ، الفصل الأربعين ، العبارة 15 ، والفصل 35 العبارة 11 ، والمزامير 73 العبارة 22 ، وقيل هي كلمة مصرية قديمة وتعنى ثور الماء أو فرس النهر مما كان موجودا بكثرة في مصر ، إلا أن المعنى في العبرية ينصرف إلى حيوان كالحوت ، كبير الحجم .
وأما لوثوثا أو بلهموثا ، أو ليوثا ، فهي تحريف للوياثان العبرية ، وتفيد أيضا معنى الحوت الضخم الهائل من نوع التنانين ، وأسفار التوراة حافلة بأمثال ذلك من الأساطير والسخافات ، ولم يكن بالمناسب للقرطبي أن يصدق روايات كهذه وأن يوردها كحقائق ، حتى ليجعل كل من قرأها يسخر من عقلية علماء الإسلام . وكان الأجدر بمن يسخر من المسلمين ، أن يسخر أولا من اليهود وكتبهم لأنهم أصحاب هذه التخرّصات !

وفي الآية :قالُوا يا مُوسى إِنَّ فِيها قَوْماً جَبَّارِينَ( 22 ) ( المائدة )
ذكر القرطبي وآخرين نقلا عن اليهود : أن هؤلاء الجبارين كان منهم عوج الأعنق ، قالوا : طوله ثلاثة آلاف وثلاثمائة وثلاثة وثلاثون ذراعا ، وكان يحتجن السحاب ويشرب منه ، ويتناول الحوت من قاع البحر فيشوبه بعين الشمس ، ويرفعه إليه ثم يأكله ، وأنه حضر طوفان نوح ولم يجاوز الطوفان ركبتيه ، وكان عمره آنذاك ثلاثة آلاف وستمائة سنة ، وأنه قلع صخرة على قدر عسكر موسى ليرضخهم بها ، فبعث اللّه طائرا فنقرها ووقعت في عنقه فصرعته ، وأقبل موسى عليه ، وكان طول موسى عشرة أذرع ، وطول عصاه عشرة أذرع ، وترقى في السماء عشرة أذرع ، فما أصاب موسى إلا كعب عوج ! وأجهز عليه موسى فمات ، ووقع على نيل مصر فجسرهم سنة ، أي صار لهم جسرا يعبرون عليه ! !

وكل هذه الترهات تخالف القرآن والسنة ، وتنافى العقل ، وفي القرآن أن نوحا دعا على أهل الأرض من الكافرين فقال :رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً( 26 ) ( نوح ) ، فأغرقهم اللّه ونجّاه ومن معه ( الشعراء 120 ) ،
فكيف يبقى عوج هذا بعد الطوفان وهو من الكافرين ؟
والقصة كلها ملفقة - قيل : هي من الأدب اليهودي الأسطورى ، وانطلت على القرطبي كحقيقة فأوردها مصدّقا ! !

وفي الآية :وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا( 57 ) ( مريم ) عن إدريس ، يروى القرطبي عن وهب بن منبه ، مقالة عنه غاية في الغرابة ، ينقلها عن كتب اليهود ، وفحواها : أن ملك الموت زار إدريس زيارة عادية ، فطلب منه إدريس أن يذوق الموت ويقبض روحه لمدة ساعة ، ففعل ملك الموت ، ثم طلب إليه أن يرفعه إلى السماء لينظر الجنة والنار ، ففعل ، فلما رأى النار صعق ، فلما أفاق أدخله الجنة ، فتعلق بها ورفض الخروج منها ، ووسّط ملك الموت الملائكة ليخرجوه ، فرفض إدريس بإصرار ، واحتج قائلا لقد قال اللّه :كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ( 185 ) ( آل عمران ) ، ولقد ذقته ،
وقال :وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها( 71 ) ( مريم ) عن النار ، وقد وردتها ، وقال :وَما هُمْ مِنْها بِمُخْرَجِينَ( 48 ) ( الحجر ) عن الجنة ، فكيف أخرج منها ؟

فقال ربّ العالمين لملك الموت : بإذني دخل الجنة ، وبأمري يبقى ، فتركوه هنالك حيا ، فهو تارة يرتفع إلى الجنة ، وتارة يعبد اللّه مع الملائكة ، وهذا تفسير قوله تعالى :وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا( 57 ) ( مريم ) !
والقصة كما ترى فيها نكارة ، وأخلاق شخوصها مقبوحة ، فإدريس محتال ، وملك الموت ساذج ، وما كان يمكن أن تكون لإدريس هذه المكانة العلية بسبب كهذا ! !
وروى ابن كثير عن كعب قصة مشابهة ، والقرطبي أو غيره قد أخطأ إذ يفسر القرآن بالإسرائيليات ، وإذ ينقل عن وهب بن منبه وهو المعروف عنه هذا المذهب في التفسير ، وكان له كتاب اسمه « قصص الأنبياء » ، لم يصلنا لما فيه من أكاذيب ، وكان له تأثير سيّئ على ابن عباس ، وأغراه بالانزلاق إلى طريق الإسرائيليات ، ولازمه ثلاث عشرة سنة ، وكان يزعم أن ما يكتبه من مثل هذه الأساطير تاريخ ، ويقول عن نفسه أنه مؤرّخ ، وتوفى سنة 114 هجرية ، وكان قدريا ، وبسبب هذه الترهات التي كان يرويها حبسه يوسف بن عمر في كبره ، وقيل وأمر بضربه حتى مات !

  * * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الثلاثاء 3 أكتوبر 2023 - 20:34 عدل 1 مرات

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الإثنين 2 أكتوبر 2023 - 19:42 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 441 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

441 . النسفي وكتابه « مدارك التنزيل وحقائق التأويل »

كان النسفي إماما كاملا عديم النظير في زمنه ، واسمه أبو البركات عبد اللّه بن أحمد بن محمود ، ونسبته إلى نسف ببلاد السند من باكستان الآن ، ووفاته سنة 710 هـ ، بإيدج من كور أصبهان بإيران ، وله المصنفات ، منها كتابه في التفسير « مدارك التنزيل وحقائق التأويل » اختصره من تفسيرىّ البيضاوي والزمخشري ، وتجنّب ما ورد بكتاب الزمخشري من دعاوى المعتزلة ، والتزم بمنهج أهل السنة ، وجاء كتابه وسطا في التأويلات ، يحوى البديع من الإشارات ، والدقيق من أوجه الإعراب والقراءات ، ويحفل بأقوال أهل السنة ، ولم يكتبه طويلا مملا ولا قصيرا مخلا ، إلا أنه كذلك أورد الكثير من الإسرائيليات ، وفسّر العديد من الآيات بالخرافات والأساطير التي مرجعها كتب اليهود ورواتهم ، ومع ذلك فإنه كان مقلا في النقل عنها بالقياس إلى غيره ، وهو يوردها ولا يبحث فيها ولا يتعقّبها ، مع أنها تخالف العقل والنقل مخالفة صريحة ، ومن ذلك مثلا ما رواه في تفسير الآية :وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ( 17 ) ( النمل ) ،
قال : كان معسكره مائة فرسخ ، خمسة وعشرون للجن ، وخمسة وعشرون للإنس ، وخمسة وعشرون للطير ، وخمسة وعشرون للوحش ! وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب ، فيها ثلاثمائة منكوحة ( أي زوجة ) !
وسبعمائة سرية ( يعنى أمة ) ، وقد نسجت له الجن بساطا من ذهب وإبريسم ، فرسخا في فرسخ ، وكان منبره يوضع في وسطه ، وهو من ذهب وفضة ، يتصدر هذا الحشد وحوله ستمائة ألف كرسي من ذهب وفضة ، فيقعد الأنبياء على كراسي الذهب ، والعلماء على كراسي الفضة ، وحولهم الناس ، وحول الناس الجن والشياطين ، وتظله الطير بأجنحتها حتى لا يقع عليه حرّ الشمس ، وترفع ريح الصبا البساط فتسير به مسيرة شهر ! ! !

وكما ترى فإن النسفي تابع المفسرين أصحاب الإسرائيليات على ما ذهبوا إليه ، إلا في بعض الحالات التي تطعن في عصمة الأنبياء ، فكان يبين تهافتها ، وينبّه إلى عدم صحّتها ، وأحيانا يفوته ذلك فلا يتعرّض للفرية من قريب أو بعيد !
  * * *

442 . الخازن وكتابه « لباب التأويل »

الخازن من مفسّرى القرآن ، ميلاده ببغداد سنة 678 هـ ، وسكن دمشق مدة ، وكان خازن الكتب بالمدرسة السميساطية فيها ، نسبة إلى أهل سميساط من الأناضول ، وتوفى بحلب سنة 741 هـ ، واسمه : علي بن محمد بن إبراهيم الشيحى ، نسبة إلى شيحة من أعمال حلب ، وله التصانيف ، منها كتابه « لباب التأويل في معاني التنزيل » ،
ويعرف بتفسير الخازن ، جمع فيه بين مسندي الشافعي وأحمد ، والكتب الستة ، والموطأ ، وسنن الدارقطني ، ورتّبه على الأبواب . واختصره من معالم التنزيل للبغوي ، وأضاف إليه ما استطاع من تفاسير من سبقه ، وأكثر من رواية الإسرائيليات فيه حتى أغرب ، ولم يكن في الغالب يتعقّب ما يروى منها ، ونادرا ما يتناولها بالنقد ، وهو أميل إلى النقل بسبب مهنته ، فقد كان « خازن كتب » ، وبوسعه الاطلاع كما يشاء ، كما كان صوفيا يحب القصص ، وأكثر ما تأثّر به تفسير الثعلبي ، وفي تفسيره مثلا للآيات :وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ ( 21 ) إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى بَعْضُنا عَلى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ ( 22 ) إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ ( 23 ) قالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَقَلِيلٌ ما هُمْ وَظَنَّ
داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ( 24 ) ( ص )
يورد الخازن الكثير من الخرافات ، ويحكى عن حمامة من ذهب فيها من كل لون حسن ، وجناحاها من الدّر والزبرجد ، تطير وتسقط بين رجلي داود ، كما يحكى عن المرأة التي رآها داود فوقعت من نفسه فتآمر على زوجها حتى قتل لتسلم له .
ثم بعد أن يتورط في هذا الحمق يعقد فصلا في تبرئة داود ! وكثيرا ما لا يعقّب على ما يروى من حكايات ، كما فعل في الرواية عن ابن عباس عن كلب أهل الكهف ، فنقل أنه أغر ( أي أبيض ) ، وفوق العلطى ( أي شديد البأس ) ، ودون الكرزى ( أي ليس فرّارا ) ؟ !
أو أنه كلب صينى أصفر اللون يضرب إلى الحمرة ، واسمه قطمير ، أو ريّان ، أو صهبان إلخ ! ! !
وقال الخازن في حكاية وادى النمل في قصة سليمان : إنه بوادي السدير في الطائف ، أو بالشام ! ووصف النملة القوّالة بأنها كانت عرجاء وذات جناحين ، واسمها صاحية أو جرس ! !
وفي حكاية الأرضة التي أكلت منسأة سليمان ، قال : إن سليمان دخل المحراب يصلى وله كوة في السقف ، فأثناء قيامه مات متكئا على عصاه ، فكان الجن كلما نظروا من الكوة يرونه واقفا فيعملون ويجدّون ، فظلوا هكذا حولا كاملا بعد موته ، إلى أن أكلت الأرضة عصاه ، فخرّ ساقطا ، فعلموا بموته ،
وقال ابن عباس : فشكرت الجن الأرضة ، فهم يأتونها بالماء والطين في جوف الخشب ! ! !

وفي قوله تعالى :فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ ( 32 ) رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ( 33 ) ( ص ) ،
قال الخازن : يقال إن « الحجاب » جبل دون قاف بمسيرة سنة تغرب الشمس من ورائه ؛ و « ردّوها علىّ » أي الخيل ، فطفق مسحا بالسوق والأعناق أي جعل يضرب سوقها وأعناقها بالسيف .
وقال إن هذا القول لابن عباس وأكثر المفسّرين ، فلما نسي سليمان الصلاة بسببها وهو ذنب ، عاقب نفسه بذنب آخر وهو عقر الخيل أسفا لما فاته من الفرض ، وقيل إنه ذبحها وتصدّق بلحومها ، وقيل حبسها وكوى سوقها وأعناقها بكىّ الصدقة .
وحكى الخازن عن علىّ بن أبي طالب ، أنه قال في معنىرُدُّوها عَلَيَّأن المقصود الشمس ، يأمر اللّه أن تعود القهقرى فيحضر وقت الصلاة ، ويستطيع أن يصلى ما فاته ! !
وقال الرازي بل التفسير المطابق لألفاظ القرآن أن رباط الخيل كان مندوبا إليه ، واحتاج سليمان إلى الغزو ، فأمر بإحضار الخيل وإجرائها أمامه ، وذكر أنه لا يحبها من أجل الدنيا وإنما لأمر اللّه وتقوية دينه ، ثم أمر بإعادتها حتى توارت بالحجاب ، أي حتى غابت الحين عن نظره ، وحينئذ أمر بردّها ، وهذا هو قوله تعالى رُدُّوها عَلَيَّ، فلما عادت طفق يمسح سوقها وأعناقها . ولم يرجّح الخازن أيا من الروايات السابقة الصحيحة والباطلة .

وكذلك فعل في تفسير :وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنابَ( 34 )( ص ) فذكر قصة وهب بن منبه وأقوال المحققين النافية لتسلّط الشياطين عليه .
وفي قصة يوسف في قوله تعالى :وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها( يوسف 24 ) نقل أقوال السلف القبيحة ، وأقوال المحققين المنزّهة .
وفي مسألة بلقيس ذكر أن أمرها انتهى عند إسلامها ولا علم لنا بما جرى بعد ذلك ، وأن بعضهم قال إن سليمان تزوجها ، وكره شعر ساقيها ، وأشار عليها البعض بالموسى لإزالته ، وأنها كرهت ذلك ، وسأل الشياطين فنصحوا بالنّورة والحمّام ، فكانت النورة والحمامات من يومئذ ، وأن سليمان تزوّجها بعد ذلك وأحبّها حبا شديدا .

فكان مذهب الخازن أن يأتي بالتفاسير وضدها ولا يرجّح أيا منها .
وربما كان الخازن لذلك أفضل من غيره الذين اكتفوا بالروايات الفاسدة وتركوا الصحيحة فأضلوا الناس .

  * * *

443 . ابن كثير و « تفسير القرآن العظيم » وأقواله عن أهل الكتاب

لعل تفسير ابن كثير هو الأكثر شيوعا بين الناس ، حتى لا يكاد يخلو بيت مسلم منه في مصر مثلا ، وفي غير ذلك من بلاد الإسلام ، والكتاب متداول بين المطابع في العالم الإسلامي كله ، وضعه الإمام الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير ، القرشي ، الدمشقي ، الشافعي ، تلميذ ابن تيمية ، وكان مولده سنة سبعمائة أو بعدها ، وتوفى سنة سبعمائة وأربع وسبعين هجرية ، وقبره بمدافن الصوفية خارج باب النصر من دمشق ، وكتابه « تفسير القرآن العظيم » من أجود كتب التفسير بعد تفسير القرطبي ، ومنهجه فيه : تفسير القرآن بالقرآن أولا ، ثم بالسّنّة الصحيحة ، ثم بأقوال السلف ، وهو غالبا ما يسند أحاديثه ويكتفى بالصحيح منها دون الضعيف .
ويهتم بالإسرائيليات ويحذّر منها ، وينبّه إلى بطلانها ويعرض عن إيرادها لما تشتمل عليه من أكاذيب ومضيعة للوقت ، إلا أنه كثيرا ما يسرد بعضها ، ولكنه يعقّب عليها بما يفيد بطلانها ، أو لا يعقّب عليها ، ففي الواقع أن كل المفسرين القدامى سواء فيما يخصّ الإسرائيليات ، إلا أن بعضهم قد يورد اللامعقول والخرافى ، والبعض كابن كثير قد يورد ما لا ضرر منه ، فمثلا في قوله تعالى :وَجاءَ مِنْ أَقْصَا الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعى( 20 ) ( يس ) ،
قال عن ابن إسحاق ، فيما بلغه عن ابن عباس ، وكعب الأحبار ، ووهب بن منبه ، قالوا : إن الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى كان اسمه « حبيب » ، وكان يعمل الحرير ، وكان رجلا سقيما قد أسرع فيه الجذام ، وكان كثير الصدقة يتصدّق بنصف كسبه ، مستقيم الفطرة .
وعن مجاهد عن ابن عباس قال : صاحب يس هو حبيب ؛ وعن الثوري عن ابن مجلز : اسمه حبيب بن مرّى ، وعن عكرمة عن ابن عباس : اسم صاحب يس حبيب النجّار ، وكان قصّارا وقتله قومه . وعن عمر بن الحكم :
كان إسكافا .
وفي الآية :وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحابَ الْقَرْيَةِ( 13 ) ( يس ) ، عن ابن عباس وكعب الأحبار ووهب بن منبه ، قال عن القرية : أنها مدينة أنطاكية ، وكان بها ملك يقال له أنطيخس بن انطيخس بن انطيخس ، وكان يعبد الأصنام ،
فبعث اللّه إليه ثلاثة من الرسل هم
صادق ، وصدوق ، وشلوم .
وعن وهب بن منبه : كان اسم الرسولين الأولين شمعون ويوحنا ، واسم الثالث بولس ، والقرية أنطاكية .

وأمثال ذلك كان يرويه ابن كثير عن أهل الكتاب وأشباههم ، وكان ينهى كلامه بمثل ما يقول : وهذا الأثر واللّه أعلم إنما هو مما تلقى من علماء أهل الكتاب ، وهي وقف لا يصدّق منه إلا ما وافق الحق ، ولا يكذّب منه إلا ما خالف الحق ، والباقي لا يصدّق ولا يكذّب .
- أو كان يقول : وما قصّه كثير من المفسرين وغيرهم فعامتها أحاديث بني إسرائيل ، فما وافق الحق مما بأيدينا عن المعصوم قبلناه لموافقته الصحيح ، وما خالف شيئا من ذلك رددناه ، وما ليس فيه موافقة ولا مخالفة ، لا نصدقه ولا نكذبه ، بل نجعله وقفا .
وما كان من الضرب منها فقد رخّص كثير من السلف في روايته ، وكثير من ذلك مما لا فائدة فيه ولا حاصل له مما ينتفع به في الدين ، ولو كانت فائدته تعود على المكلّفين في دينهم لبيّنته هذه الشريعة الكاملة الشاملة .

  * * *

444 . السيوطي وتفسيره « الدر المنثور »

قيل في السيوطي : إنه أعلم زمانه بعلم الحديث وفنونه ؛ وقال عن نفسه أنه يحفظ مائتي ألف حديث !
وقال : ولو وجدت أكثر لحفظت ، فسمّى الحافظ جلال الدين أبو الفضل ؛ وهو السيوطي لأنه من أسيوط أصلا ، وإن كان قد ولد سنة 849 هـ بالقاهرة ، واسمه عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد ، وكان شافعيا ، وتوفى أبوه وله من العمر خمس سنوات وسبعة أشهر ، وختم القرآن وهو ابن ثماني سنين ، وصارت له من المؤلفات ما يزيد على الخمسمائة مؤلف ، وتوفى سنة 911 هـ ، وله من العمر 62 سنة .
وكان قد وضع كتابا سمّاه « ترجمان القرآن » ، جمع فيه تفاسير النّبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، عبارة عن بضع عشر ألف حديث ، ما بين مرفوع وموقوف ، في أربع مجلدات ، فرأى اختصاره ورفع الأسانيد ، والاقتصار على المتون ، وسمّاه « الدر المنثور في التفسير المأثور » .

ومع جلال قدر السيوطي فإنه لم يتحرّ الصحة فيما جمع ، ورصد من الروايات ما ليس بصحيح ، وتطرّق إلى موضوعات قضى فيها ببطلانها .
والكتاب جامع فقط يروى تفاسير السلف ، وينقلها من البخاري ، ومسلم ، والنسائي ، والترمذي ، وأحمد ، وأبى داود ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وعبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا وغيرهم ، ولا يستنكف السيوطي أن يورد 
الإسرائيليات ، فلا يفحصها ويدقق فيها ، ويروى الصحيح منها والباطل ، ولا يميز بينهما ، فمثلا في الآية :فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخاسِرِينَ( 30 ) ( المائدة ) ،
قال عن ابن جرير وابن عساكر عن سالم بن أبي الجعد : أن آدم لمّا قتل أحد ابنيه الآخر ، مكث مائة عام لا يضحك حزنا عليه ، حتى كان رأس المائة فبشّروه بغلام ، فعند ذلك ضحك .
وروى عن ابن جرير منسوبا إلى علىّ بن أبي طالب : لمّا قتل ابن آدم أخاه ، بكى آدم وقال :
تغيّرت البلاد ومن عليها * فلون الأرض مغبر قبيح
تغيّر كلّ ذي لون وطعم * وقلّ بشاشة الوجه المليح
فأجيب بهذه الأبيات :أبا هابيل قد قتلا جميعا * وصار الحىّ كالميت الذبيح
وجاء بشرّة قد كان منها * على خوف فجاء بها يصيح
والسيوطي لم يراجع هذا الكلام ، ولم يطعن فيه ، وهو كلام مطعون فيه حقا ، لأن آدم لا يعرف الشعر العربي ،
وشكّك في الرواية أحمد والجوزجاني والبخاري ، ونقد الشعر الزمخشري والقرطبي والآلوسي ورشيد رضا ، وقالوا الشعر منحول ملحون ، وقال ابن كثير : هذا الشعر فيه نظر ، فقد يكون آدم قد قال كلاما يتحزّن به فألّفه بعضهم شعرا .

وقال القرطبي : آدم ما قال الشعر ، وقال الآلوسي عن ابن عباس : من قال إن آدم قد قال شعرا فقد كذب .
- ولم ير السيوطي بأسا أن يذكر هذه الروايات المكذوبة ، وأن يسرد من الإسرائيليات الباطلة في قصص أيوب وداود ما جعله موضع نقد شديد ، وإن كان قد نبّه في تخريج الأحاديث إلى أنها إسرائيليات عن أهل الكتاب .

وفي قصة يأجوج ومأجوج ، يورد السيوطي حديثا لحذيفة قيل هو عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم :
أن يأجوج أمّة ، ومأجوج أمّة ، وكل أمة أربعة ألف أمة ، لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف رجل من صلبه ، كلّ قد حمل السلاح .
قال : قلت يا رسول اللّه : صفهم لنا .
قال : هم ثلاثة أصناف : صنف منهم أمثال الأرز . قلت : وما الأرز ؟
قال : شجر بالشام ، طول الشجرة عشرون ومائة ذراع في السماء . وصنف منهم عرضه وطوله سواء ، عشرون ومائة ذراع .
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : وهؤلاء الذين لا يقوم لهم جبل ولا حديد . وصنف منهم يفترش إحدى أذنيه ويلتحف الأخرى ، لا يمرون بفيل ، ولا وحش ، ولا جمل ، ولا خنزير ، إلا أكلوه ، ومن مات منهم أكلوه ، مقدمتهم بالشام ، وساقتهم بخراسان ، يشربون أنهار المشرق في بحيرة طبرية ! !
وأمثال ذلك كثير من الأحاديث الموضوعة عند السيوطي ولا ينبّه إليها ، ولا يحذّر منها ، والحذر واجب من كتب التفسير من أمثال « الدر المنثور » .

* * *

445 . الآلوسي وتفسيره « روح المعاني »

الآلوسي ، شهاب الدين السيد محمود بن عبد اللّه الحسيني ، وينسب إلى جزيرة آلوس في وسط نهر الفرات على مقربة من بغداد ، فرّ إليها جدّ هذه الأسرة من وجه هولاكو التترى عندما هاجم بغداد ، وكان ميلاده سنة 1217 هـ ببغداد ، وتوفى بها سنة 1270 هـ عن عمر يناهز الثالثة والخمسين ، وكان علّامة ، محققا ، واشتغل بالإفتاء ،
واشتهر كشيخ لعلماء العراق ، وله مصنفات ، أبرزها كتابه « روح المعاني في تفسير القرآن العظيم » ،
قيل إنه من أجلّ التفاسير وأوسعها وأجمعها ، وله مفاهيم بطريق العبارة والإشارة ، وكان فيه على نهج السلف ، واهتم بتفنيد دعاوى المعتزلة والشيعة والمذاهب الأخرى ، وقيل لو جمعنا ردوده عليها لاجتمع لنا منها الشيء الكثير ، وردّ على النصارى من أقوالهم ، وفنّد عقائدهم ،
وهو ينقل عن التفاسير السابقة وبخاصة البيضاوي ، وابن عطية ، وأبى حيان ، والكشّاف ، وأبى سعود ، والفخر الرازي وغير ذلك ، وغالبا ما يرفض الإسرائيليات ويمحّص الروايات ، ليخليها من أية أباطيل ، فلا تشتمل إلا على حقائق ودقائق ، يجمع بين المنقول والمعقول .
ويسمّى رواة الإسرائيليات باسم « أرباب الأحبار » ، وقد يرصد الرواية ولكنه ينقدها فيقول : ويا ليت كتب الإسلام لم تشتمل على هذه الخرافات التي لا يصدقها العاقل لأنها أضغاث أحلام .
وفي تفسيره مثلا للآية :وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ( 102 ) ( البقرة ) ،
ينقل مما أخرجه ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي ، عن عائشة أنها قالت : قدمت علىّ امرأة من أهل دومة الجندل تبتغى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعد موته ، تسأله عن شئ فيه أمر السحر ولم تعمل به .
قالت : كان لي زوج غاب عنى ، فدخلت علىّ عجوز فشكوت إليها ، فقالت : إن فعلت ما آمرك أجعله يأتيك . فلما كان الليل جاءتني بكلبين أسودين فركبت أحدهما ، وركبت هي الآخر ، فلم يكن كشىء حتى وقفنا ببابل ، فإذا أنا برجلين معلّقين بأرجلهما ، فقالا : ما جاء بك ؟ فقلت : أتعلّم السحر . فقالا : إنما نحن فتنة فلا تكفرى وارجعي .
فأبيت وقلت لا . قالا : فاذهبي إلى ذلك التنوّر فبولى به . . . إلى أن قالت : فذهبت فبلت فيه ، فرأيت فارسا مقنّعا بحديد خرج منى ، حتى ذهب إلى السماء ، وغاب عنى حتى ما أراه ، فجئتهما وذكرت لهما ، فقالا : صدقت ، ذلك إيمانك خرج منك ! وينبّه الآلوسي فيقول : إن اتهام هذه المرأة أولى من اتهام العقل في قبول هذه الحكاية التي لم يصحّ منها شئ عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .

ولكن الآلوسي مع ذلك قد يعمد إلى إنكار التفسير لظاهر الآية ثم يفسّرها تفسيرا إشاريا - يعنى صوفيا ، وفي الآية السابقة ينقل قصة إسرائيلية في معنى الآية السابقة فقال : إن الملائكة لمّا تعجبت من مخالفة بني آدم
وقالوا لو كانوا مكانهم ما عصوا اللّه ، فأمرهم ربّهم أن يختاروا اثنين منهم فيهبطان إلى الأرض ويحكمان في الناس ، فاختاروا هاروت وماروت ، وجاءا الأرض ، فعرضت لهما امرأة يقال لها زهرة ، فطلباها فامتنعت ، إلا أن يعبدا صنما ، أو يشربا خمرا ، أو يقتلا نفسا ، ففعلا . ثم تعلّمت منهما كلمات صعدت بها إلى السماء ، فمسخت إلى نجم الزهرة جزاء صعودها . وأما الملكان فخيّرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا ، فهما الآن يعذّبان فيها .
ولم ينكر الآلوسي القصة ولكنه اختار لها معنى إشاريا ، وقال إن المراد بهاروت وماروت العقلين : العملي والنظري ، وهما من عالم القدس ، وأما المرأة المسماة زهرة فهي النفس الناطقة .
ولو لم تكن نزعة التصوف عند الآلوسي ما انحرف ذلك الانحراف عمّا كان عليه من إنكار الإسرائيليات ، وإيراده لهذه القصة كما يقول : إنما للمعنى الإشارى أو الصوفي بها ، ولولا ذلك لما تعرّض للقصة أصلا .
وقريبا من ذلك إيراده لقصة عن كعب الأحبار وقيس بن خرسة ، فقد مرّا على مكان بالعراق قرب صفّين قبل أن تجرى الوقعة فيها بين علىّ ومعاوية ، وتوقف كعب وقال متنبئا : ليهراقن هنا من دماء المسلمين شئ لا يهراق ببقعة من الأرض ! فقال له قيس : 
ما يدريك ، فإن هذا من الغيب الذي استأثر به اللّه ؟ !
فقال كعب : ما من الأرض شبر إلا مكتوب في التوراة الذي أنزل اللّه على موسى : ما يكون عليه ، وما يخرج منه إلى يوم القيامة ؟ ! ! ولم يرفض الآلوسي القصة ، ولم يسخر منها كعادته ، ولكنه تعلّل لها وقال : لعلّ ذلك من باب الرمز كما ندّعيه في القرآن ! ! !
- فأولا : قال ندّعيه ، ونحن لا ندّعى مثل هذا التفسير ،
وثانيا أنه في القرآن لا يمكن أن يقال فيه ما قاله كعب في التوراة ، أنه ليس في العالم ولا في الأرض شبر إلا قد كتب فيه - أي القرآن - ما يقع فيه ، وما يخرج منه ، فكيف يصدّق ذلك عن التوراة ويسكت عليه ؟ ! !
وشبيه به سكوته عن ماهية ألواح موسى : كم عددها ، ومن أي خشب كانت ؟
وبيّن أنهم اختلفوا في عددها بين اثنين وسبعة وعشرة ، وأنها كانت من الزمرد أو الزبرجد ، أو من ياقوتة ، وروى الحديث الذي ينسبونه إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « الألواح التي نزلت على موسى كانت من سدر الجنة ، وكان طول اللوح اثنى عشر ذراعا »
- ونقول : وهل كان موسى يقدر أن يحملها إذن ؟
وقالوا : إن الألواح كانت من صخرة صماء ، ليّنها اللّه له ، وقطّعها بيده ، وكتب عليها - أي اللّه - بأصابعه ! كل ذلك من الأباطيل كما ترى ، ولولا أمثال كعب الأحبار ووهب بن منبه ، ما عرفها الصحابة البسطاء ، ولأنهم كانوا بسطاء صدّقوا ، ولم يمحّصها الرواة من أمثال الآلوسي .
ومن ذلك ما ذكره أهل الكتاب عن عصا موسى التي ضربت الحجر فانفجرت م
نه اثنتا عشرة عينا ، وقالوا إن العصا من آس الجنة ، وطولها عشرة أذرع هي طول موسى ، ولها شعبتان تتقدان في الظلمة ، وأنه ورثها عن شعيب الذي ورثها عن آبائه ، وليس من ذلك شئ في القرآن ولا في الحديث ،
ولكن الآلوسي أورد الرواية ولم يكذّبها ولا ناقشها ، الأمر الذي يجعلنا نتشكك في قدرته كمفسّر ، على الوفاء بوعده الذي بذله في أول الكتاب ، بأنه لن يورد الإسرائيليات لأنها من الخرافات ، ويبدو أن كل المفسرين ليس بوسعهم أن يمتنعوا عن إشباع محبة الناس للأخبار ، ومن ثم فقد يبذل المفسّر الوعود بأنه سيتخلّص من الأخبار ، ولكنه ينسى وعده ، وينخرط في النقل لها ، لأنه يحب ذلك هو نفسه .
ويقرّ الآلوسي بذلك في تفسير الآية :وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ( 82 ) ( النمل )
فبعد أن يذكر صفات الدابة بحسب الإسرائيليات ، يعتذر قائلا : وإنما نقلت بعض ذلك دفعا لشهوة من يحب الاطّلاع على شئ من أخبارها صدقا كان أو كذبا ! !

  * * *

446 . ابن عباس ترجمان القرآن وحبر الأمة ؟ !

اشتهر ابن عباس بأنه من المدخلين للإسرائيليات في تفسير القرآن ، وهو العمدة في ذلك ورأس الرواة للإسرائيليات ، فهل كان كذلك حقا ، أم أن الوضّاعين نسبوا إليه ما لم يقله ، لأنه من بيت النبوة أولا ، فلو نسبوا إليه أي شئ فلن يكذّبهم أحد ، ثم إنه من العباسيين ، والوضّاعون كانوا يتقرّبون إليهم بأن ينسبوا الأحاديث لعميدهم ، وكذلك فإن ابن عباس كان كثير الرواية حتى لتختلط الأمور على الناس : هل قال ذلك حقا أم لم يقله ؟
وابن عباس اسمه بالكامل : عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، فهو ابن عمّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ولد والنبىّ بمكة ، ولمّا توفى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، كان لابن عباس ثلاث عشرة سنة ، وتوفى بالطائف سنة 68 هـ .
والروايات حوله كثيرة لا حدود لها ، ومن ذلك الحديث الذي نسبوه للرسول صلى اللّه عليه وسلم عنه : « اللهمّ فقّهه في الدين وعلّمه التأويل » ، فكأنما كان الرسول يستقرئ الغيب ، مع أن اللّه تعالى يقول على لسان الرسول صلى اللّه عليه وسلم :قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ( 50 ) ( الأنعام ) ،
ويقول :وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ( 188 ) ( الأعراف ) ،
وما كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يعلم من الغيب إلا ما يفيد الرسالة ، كقوله تعالى :عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ( 26 ) إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ( 27 ) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ( الجن ) ، وكذلك قال :ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ( 42 ) ( آل عمران ) ،
والتنبؤ بمستقبل ابن 
عباس ليس من الرسالة في شئ ، والكثير من هذه الأحاديث قيل في عدد هائل من الصحابة يروّج لهم أتباعهم وأصحاب المصلحة ،
وحديث : « اللهم فقّهه في الدين وعلّمه التأويل » من ذلك ، وأي تأويل أو دين هذا الذي تعلّمه ابن عباس برواية الإسرائيليات ، وإفساد تفسير القرآن على المسلمين ؟ !
ومع ذلك قد كانت هناك محاولات لتبرئته ، فأحصوا له 1660 حديثا من روايته .
منها 234 أخرجها الشيخان ، واتفقا منها على 75 ، وكان نصيب البخاري وحده من أحاديثه 110 ، ولمسلم منها 49 ، وعرفت له الكثير من الروايات ، ونسب إليه تفسير للقرآن باسم : « تنوير المقباس من تفسير ابن عباس » ذكره القيروزآبادي ، صاحب قاموس المحيط ، في أربعمائة صفحة من القطع الكبير ، وإذا كان صحيحا ما يقوله الشافعي نفيا لذلك ، فإنه لم يثبت له إلّا نحو مائة حديث ،
ومع ذلك أذاعوا أن عمر بن الخطاب قال فيه : « إن ابن عباس فتى الكهول ، له لسان قئول ، وقلب عقول » ؟ وكان ابن عباس وقت أن توفى عمر في الخامسة والعشرين من عمره ، ووقت أن توفى الرسول صلى اللّه عليه وسلم في الثالثة عشرة ! وربما كانت لابن عباس موهبة النقل منذ صغره ، وقد يشتهر لذلك بالتفسير فعلا ويعلو ذكره فيه ، وربما لذلك قال فيه شيخ كبير مثل ابن تيمية : « إن أهل مكة أعلم بالتفسير لأنهم أصحاب ابن عباس » !
ويبدو أن واقع الحال يثبت ذلك فقد كانت له مدرسته واتباعه ، وروى عنه كثيرون مثل : علىّ بن أبي طلحة ، وسعيد بن جبير ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، والضحّاك بن مزاحم ، وعطية العوفي ، وابن صالح ، وابن مالك ، والكلبي . وعن أهل الكتاب أمثال عبد اللّه بن سلام ، وكعب الأحبار وغيرهما أخذ ابن عباس علمه بالتفسير ، وقيل : كان رجوعه إليهم لاتفاق القرآن مع التوراة والإنجيل في كثير من المواضع ! !
وهؤلاء كانوا يعلمون من الأدب الشعبي الديني ما يزيد على التوراة والأناجيل ، وإلا كان ابن عباس قد اكتفى بالرجوع إلى هذه الكتب دون هؤلاء الناس ، فأحاديث سليمان مع بلقيس والجن ، والروايات حول داود ويوسف وأهل الكهف وموسى وغير ذلك ، مكانها الأدب الشعبي الديني ( الفولكلور الديني ) وليس التوراة ، وكانت أكثر الكتب اليهودية فيه ووقتذاك ، مثلما نجده الآن عن الجنة والنار وعذاب القبر . . . إلخ ،
من الكتب الذائعة عند سواد الناس عن الإسلام ، وليس شئ منها في القرآن ولا في الحديث الصحيح . وتنسب لابن عباس روايات من الإسرائيليات في غاية السذاجة ، حتى أن بعض النقاذ قالوا إن أهل الكتاب كان يضحكون على ابن عباس ويكذبون عليه ، وكان يصدّقهم وينقل عنهم !
ومصطلح الإسرائيليات لم يكن أصلا عن الاجتهادات في تفسير آيات القرآن القريبة من الروايات في التوراة ، ولكنه كان عن القصص الشعبي الإسرائيلى القريب من هذا 
القصص الموجود في القرآن ، وأكثره كان يؤلف خصيصا لتفسير القرآن . والذين رووا الإسرائيليات كروايات للتفسير ، احتجوا بأن القرآن نفسه ملىء بالقصص الإسرائيلى ، وأطلقوا على رواياتهم اسم الإسرائيليات ، وادّعوا أن نشأة الاسم كانت بسبب الحكايات والمسائل اليهودية في القرآن ، ثم واصلها هؤلاء .
وكان ابن عباس يرى أن القرآن لا يحوى فقط قصصا إسرائيليا ولكنه يتضمن كذلك مصطلحات إسرائيلية ، وقد تكون أصولها عبرانية محضة ! ولذلك لم يكن يرى - كما يقول جولدتسيهر - أية غضاضة في الرجوع إلى اليهود وخاصة كعب الأحبار وعبد اللّه بن سلام يسألهما في ذلك ، ومن هذه الكلمات مثلا : جبريل ، وميكال ، وإسرافيل ، واليمّ ، وأم الكتاب . . . إلخ ،
وهناك مسائل أخذ فيها ابن عباس موقف أهل الكتاب باعتبار أنهم الأحسن فهما للمعاني الدينية ، والأدرى بالأصول ، كما في مسألة ذبيح إبراهيم : هل هو إسماعيل أم إسحاق ؟
وروى ابن عباس أحاديث عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم مفادها أنه إسحق !
وكان من رأيه الشخصي أنه إسحق ! وفي روايات أخرى قال إنه إسماعيل وأن اليهود تكذب إذ تقول إنه إسحاق !

ومن الروايات الشائنة المنسوبة لابن عباس أنه الذي أذاع التفسير القبيح للآية :تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ( 37 ) ( الأحزاب ) وقال : إن الذي أخفاه هو حبّه صلى اللّه عليه وسلم لزينب وهي في عصمة زيد .
وهذا التفسير أخذه عنه قتادة ، وتلقفه منهما يوحنا الدمشقي ، وعنه أذاعه المستشرقون . وابن عباس توفى سنة 688 م ، وقتادة سنة 736 م ، بينما الدمشقي توفى سنة 749 م ، والكثيرون يلقون باللوم على الدمشقي ، بينما اللوم يقع على ابن عباس في الأساس ، وما كان ابن عباس قد رأى الواقعة أصلا ، لأن الرسول صلى اللّه عليه وسلم تزوج زينب بنت جحش في السنة الخامسة للهجرة ، وكان ابن عباس آنذاك في السابعة من عمره !

وتكثر الروايات المتناقضة عن تفسير ابن عباس للآية الواحدة من القرآن ، وبالقطع فإن السبب في ذلك هم أصحاب التفاسير الذين ملئوا كتبهم بروايات الوضّاعين والإسرائيليين ، وقد يحدو ذلك بالبعض إلى طرح كل تفاسير ابن عباس ، والأولى أن لا نحفل منها بما يتضمن إحالات للتراث الديني اليهودي ، وما يشتمل على أخبار ما كان يتسنى لابن عباس أو غيره أن يعرف بها ، وأن نكتفي من تفاسيره بما يقتصر على آيات القرآن لا غير بدون زيادة .
  * * *

447 . هل كان أبو هريرة تلميذا للإسرائيليين ؟ !

أبو هريرة ، عبد الرحمن بن صخر ، أكثر الصحابة حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وكنيته أبو هريرة ، لأنه تعهد قطيطة عثر عليها وهو طفل فكنّوه هكذا لهذا السبب . 
والذي يثير التساؤلات حول أبي هريرة هو : أنه لم يسلم إلا في السنة السابعة من الهجرة ؟ ! 
وقيل إنه أكثر من رواية الحديث لأنه لازم الرسول صلى اللّه عليه وسلم من وقت إسلامه في السنة السابعة حتى وفاة الرسول صلى اللّه عليه وسلم في السنة الحادية عشرة ، وكانت له ذاكرة حافظة ، وبينما كان الناس ينصرفون عن الرسول ليأكلوا أو ليشتروا ويبيعوا ، فإن أبا هريرة لم يكن يبارحه ، وخلال الأربع سنوات التي لازمه فيها ، وعى عنه الكثير من الحديث ، جاء منها في مسند أحمد 3848 حديثا ، وفيها المكرر الكثير باللفظ أو المعنى ؛ وفي مسند بقي بن مخلد 5374 حديثا ، وفي الصحيحين 325 حديثا فقط ، منها 63 عند البخاري ، و 189 عند مسلم .
ومات أبو هريرة سنة 57 هـ ، يعنى ظل يروى بعد الرسول صلى اللّه عليه وسلم 46 سنة !
وليست المشكلة في كثرة رواياته ، وإنما المشكلة أنه كان من تلاميذ كعب الأحبار الذي ادّعى الإسلام ودسّ الإسرائيليات في تفاسير القرآن ، وكان من تلاميذه كذلك ابن عباس ، ومن خلال هذين تمت - في رأى كثير من المستنيرين - أكبر حركة تغلغل للفكر اليهودي في التفاسير الإسلامية ، سواء للقرآن أو للحديث ، من نوع التفسير بالأخبار ، وهو ما تحب العامة والسواد أن يسمعوه من المفسرين والمحدّثين .
وكان أبو هريرة إذا حدّث كعب الأخبار ، عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم لم يتجاوب معه كعب الأحبار وإنما يحدّثه عن التوراة ، حتى صار أبو هريرة يحفظ عن التوراة كأنما قد قرأه ، فكان كعب الأحبار يقول فيه : ما رأيت أحدا لم يقرأ التوراة أعلم بما فيها من أبي هريرة ! ! !

وكان أبو هريرة من فقراء الصفّة ، وبسيط التفكير للغاية ، ولا طموحات له ، وفيه غفلة وغرّة استغلهما كعب الأحبار أسواء استغلال ، وما كانت سذاجة أبي هريرة تستطيع شيئا إلى جوار دهاء كعب .
وقد تنبّه أهل العلم من المسلمين من قديم لمؤامرة كعب ضد الإسلام من خلال شخصيات مثل أبي هريرة ، ومن هؤلاء : النظّام ، والمريسي ، والبلخي ؛ ومن المحدثين رشيد رضا ، وأحمد أمين ، وعبد الحسين العاملي ، ومحمود أبو رية ، ومصطفى محمود .
ويبدو أن أول من انخدع من الصحابة في كعب هو أبو هريرة ، فوثق فيه ، وروى عنه وعن اليهود الآخرين الذين أعلنوا الإسلام تقيّة .
وإنه لأمر غاية في العجب أن يعلّم أبو هريرة التوراة وهو لم يقرأها ، وذلك دليل الصحبة الشديدة ، والملازمة العتيدة لكعب الأحبار ، ولم يكن كعب بالحمق فيعارض أبا هريرة في الصغيرة والكبيرة ، فإذا وجد من أبي هريرة رفضا لكلامه سايره فيما يذهب إليه تألّفا له ، ومن ذلك ما رواه البخاري عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذكر يوم الجمعة فقال : فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو 
قائم يصلى ، يسأل اللّه تعالى شيئا ، إلا أعطاه إياه » .
واختلف السلف في تعيين هذه الساعة ، وهل هي باقية أم أنها رفعت ؟ وإذا كانت باقية فهل هي في جمعة واحدة في السنة أو في كل جمعة منها ؟
وسأل أبو هريرة كعبا عن ذلك ، فأجابه بأنها في جمعة واحدة من السنة ، فردّ عليه أبو هريرة قوله ، وبيّن له أنها في كل جمعة .
وهنا رجع كعب . . . كما قال - إلى التوراة ، فرأى أن الصواب مع أبي هريرة ! !
والحقيقة أنه ليس شئ من ذلك البتة في التوراة ، وأن الحديث أصلا من إيحاء كعب وجعله الرواة على لسان أبي هريرة ، وأذاع كعب هذه الحكاية عن الحديث ليوثقه ، وليصدّقه الناس ، وفي ذلك يقول بشير بن سعيد : اتقوا اللّه وتحفّظوا من الحديث ، فو اللّه لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة فيحدّث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ويحدّثنا عن كعب الأحبار ، ثم يقوم ، فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول اللّه عن كعب ، ويجعل حديث كعب عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .
ومن ذلك الحديث عن أبي هريرة ، عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فيما زعم أنه قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ، اقرءوا إن شئتم وظل ممدود » ، إشارة إلى الآية من سورة الواقعة :وَظِلٍّ مَمْدُودٍ( 30 ) ،
فقال كعب :
والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمد . . . إلخ ، يعنى أنه وافقه .
والقول في أوصاف شجر الجنة من الغيب ولا يعلمه إلا اللّه ، ولا نعلم عن ذلك إلا ما جاءنا به القرآن ، وما أوحى إلى محمد صلى اللّه عليه وسلم من العلم الذي يخدم إبلاغ الرسالة ، كقوله :فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ( 26 ) إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً ( 27 ) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحاطَ بِما لَدَيْهِمْ وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً( 28 ) ( الجن ) .

والرأي إذن أن نتحفظ في كل ما نسمع من الحديث أو التفسير ، وخاصة عندما يتعلق الأمر بأمثال كعب الأحبار ، وعبد اللّه بن سلام ، ووهب بن منبه ، من اليهود السابقين الذين دخلوا الإسلام ، وظهر جليا أنهم إنما فعلوا ذلك تقية ، أو بمن تلقى على هؤلاء وكان به ولع بالثقافة العبرية وعرف عنه تأثره بها ، أمثال ابن عباس ، وأبي هريرة وغيرهما .
  * * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الثلاثاء 3 أكتوبر 2023 - 20:34 عدل 2 مرات

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الإثنين 2 أكتوبر 2023 - 19:50 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 441 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

448 . هل عبد الله بن عمرو بن العاص إسرائيلي الميول ؟ !

أسلم عبد اللّه قبل أبيه ، وروى عنه كثيرون ، منهم سعيد بن المسيب ، وعروة ، وأبو سلمة وحميد ابنا عبد الرحمن ، ومسروق وغيرهم ، وتوفى غالبا بمصر سنة 63 هـ .
وعند البخاري عن أبي هريرة قال : ما كان أحد أكثر حديثا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم منى ، إلا ما كان من عبد اللّه بن عمرو ، فإنه كان يكتب ولا أكتب » ، يعنى كانت لابن عمرو صحيفة يكتب فيها كل ما يسمعه بخلاف أبي هريرة ، وعابوا على عبد اللّه أن يكتب عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم « كل شئ » ، لأنه قد يغضب وقد يرضى ، فلا يصحّ أن يكتب كل ما يسمع ،
وقال عمرو إنه نقل ذلك إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فأومأ بإصبعه إلى فيه ،
وقال : « أكتب فو الذي نفسي بيده ما خرج منه إلا الحق » .
والحديث يتناول ما يقوله الرسول صلى اللّه عليه وسلم عن ربّه وليس أي كلام يقوله ، مثلما أوضح في حديثه عن تأبير النخل ، فليس كل ما يقوله الرسول صلى اللّه عليه وسلم يمكن إذن كتابته .
ومع ذلك فليس هناك ما يشير إلى أن ابن عمرو كان يكتب « كل شئ » ، إلا أنه كان يسمى صحيفته « الصادقة » ، ويقول فيها : « هذه الصادقة ، فيها ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليس بيني وبينه فيها أحد » .
ومعنى ذلك أنه لا يوجد من يشهد على صدق ما يروى ! !
وقيل : إنه تعلم السريانية بعد فتوحات الشام ، وأنه أصاب زاملتين من كتب أهل الكتاب يوم اليرموك ، وأنه كان يحدّث الناس بما فيها ، ولا يوجد ما يدل على صدقه فيما كان يقول ، ولم يوجد من يختبره في علمه هذا ، وكان كلما تحدّث ينسب ما يقول إلى أهل الكتاب فملّه الناس وزهدوا في أحاديثه !
وفي مسند أحمد أن أحد سامعيه قال له : حدّثنى ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ودعني وما وجدت في وسقيك يوم اليرموك ( يعنى الزاملتين أو الحافظتين ) !
وقال له آخر : حدّثنى ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولا تحدثني عن التوراة والإنجيل ! !
وعن ابن حزم أن ما رواه ابن عمرو عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم بلغ سبعمائة حديث ، الأمر الذي يعنى أن أبا هريرة قد بالغ عندما قال إن ابن عمرو أكثر رواية منه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، لأن أحاديث أبي هريرة بلغت في تقدير الكثيرين 5374 حديثا . 
فأين ذهبت هذه الأحاديث ؟
وعابوا على ابن عمرو : أن الناس كانت تجلس إليه ليحدّثهم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فلا يحدثهم إلا عن التوراة والإنجيل ، وفي ذلك قال معاوية بن أبي سفيان : بلغني أن رجالا منكم يتحدّثون أحاديث ليست في كتاب اللّه !
ثم وجّه الحديث لابن عمرو واستطرد : ولا تؤثر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم » ! !
ثم إن ابن عمرو هذا صاحب حديث : « عمّار تقتله الفئة الباغية » ، والرسول صلى اللّه عليه وسلم بهذا الحديث يتنبأ مع أنه لا يعلم الغيب إلا ما كان من أمر الدعوة ، ونحسب أن أمر عمّار ليس من الدعوة في شئ !
ولهذا وأمثاله قال ابن عمرو : قد نهينا عن الحديث .
يعنى أن معاوية نهاه عن الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .
ومما كان يحدّث به : مكتوب في التوراة : من تجر فجر ، ومن حفر حفرة سوء لصاحبه وقع فيها .
والجزء الثاني من هذا الحديث في المزامير وليس في التوراة كما يدّعى ! !

على أن أعظم فرية قالها ابن عمرو ، حديثه عن صفة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم التي جاء عنها في القرآن في الآية :الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ( 157 ) ( الأعراف ) ،
والآية :يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً( 45 ) ( الأحزاب ) ،
فقد قال : أجل واللّه ، إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن ،

وقال : في التوراة : يا أيها النبىّ إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا وحرزا للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سمّيتك المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا سخّاب بالأسواق ، ولا يدفع السيئة بالسيئة ، ولكن يعفو ويصفح ، ولن يقبضه اللّه حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا لا إله إلا اللّه ، فيفتح بها أعينا عميا ، وأذانا صما ، وقلوبا غلفا » .
وكلامه جانبه الصواب ، لأنه ليس في التوراة التي هي كتب موسى الخمسة مثل هذا الكلام البتة ، غير أنه قد ورد كلام يقرب في المعنى من ذلك في سفر أشعياء ، الفصل الثاني والأربعين ، ونصّه : هو ذا عبدي الذي أعضده ، مختارى الذي سرّت به نفسي ، قد جعلت روحي عليه ، فهو يبدي الحكم للأمم ، لا يصيح ولا يجلّب ، ولا يسمع صوته في الشوارع ، قصبة مرضوضة لا ينكسر ، وكتّانا مدخّنا لا يطفئ ، يبرز الحكم بحسب الحق ؛ لا ينى ولا ينكسر ، إلى أن يجعل الحكم في الأرض ، فلشريعته تنتظر الأمم .
هكذا قال الربّ » ( 1 / 5 ) ، فإن كان ابن عمرو يشير إلى هذه العبارات فقد تجاوز في النقل عنها ، وقد أخطأ إذ يذكر أنها من التوراة .
وأشعياء ليس سوى متنبئ ، ونبوءته يفسّرها النصارى بأنها عن المسيح !
وفسّرها ابن عمرو أنها عن محمد صلى اللّه عليه وسلم ! تفسيرا لما جاء في القرآن ، وهذا خطأ لأن حديث القرآن عمّا يرد عن مجىء النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في التوراة وليس في نبوءة لأشعيا ! ولقد جاء نحو حديث ابن عمرو عن كعب الأحبار ، وعن عبد اللّه بن سلام ، وهما يهوديان قبل إسلامهما ، وثقافتهما إسرائيلية ، وتنسب إليهما الكثير من الإسرائيليات ، وكان كعب يرعى ابن عمرو ، وكان يقرّظه كلما يسمعه يرجع إلى التوراة فيما يقول ، فكلما تكلم بفتوى أثنى عليه وقال :

أنت أفقه العرب ! إنها لمكتوبة في التوراة كما قلت » !
وقد نسب إلى ابن عمرو أنه قال :

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يحدثنا عن بني إسرائيل حتى يصبح ، ما يقوم إلا على عظم صلاة » ! ! والثابت غير ذلك تماما ، وحديث « بلّغوا عنى ولو آية ، وحدّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج » ، لا يعنى جواز الدعوة إلى اليهودية !
ناهيك عن أن الحديث أوله لا علاقة له بآخره ، ثم إنه يناقض الحديث الآخر : « ما حدثكم أهل الكتاب فلا تصدّقوهم ولا تكذّبوهم ، وقولوا آمنا باللّه ورسله ، فإن كان باطلا لم تصدّقوه ، وإن كان حقا لم تكذّبوه » ، ولا تعنى الآية :فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ( 94 ) ( يونس )
أن التوراة تهيمن على القرآن وأنها الأصل ، وإلا ما ذكر اللّه تعالى أنها حرّفت ، وإنما تفسير هذه الآية يكون بالذي قبلها ، والذي قبلها كان عن قصة موسى مع فرعون وما وافق ذلك من أحداث ، وما ذكرت التوراة من القصة متوافق مع ما ذكره القرآن ، وإن زاد القرآن هذه الأحداث تفصيلا ، ولو سئل أهل الكتاب عمّا جاء منها في القرآن لأمنّوا عليه وما خالفوه ، فذلك معنى الأمر :فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ( يونس 94 ) :
غير أن ابن عمرو لم يكن يفسّر القرآن بالتوراة ولكنه كان يفسّره بالإسرائيليات ، ولذا قال الثقاة فيه : إن عبد اللّه بن عمرو كان قد أصاب زاملتين من كتب أهل الكتاب ، وكان يرويها للناس ، فتجنّب الأخذ عنه كثير من أئمة التابعين ، وكان يقال له : لا تحدّثنا عن الزاملتين .

فيا أخي ، إن رأيت حديثا به ما يخالف القرآن فلا تصدّقه مهما كانت مكانة صاحبه . وابن عمرو هو صاحب الحديث : إن اللّه لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يترك عالما ، اتخذ الناس رؤساء جهالا ، فسئلوا فأفتوا بغير علم ، فضلّوا وأضلّوا » ، وكما ترى الحديث به الكثير من العور ، لأن اللّه تعالى لا يقبض العلم ، ومع كرّ السنين يزداد وعى الناس ، وتطوّر الروح الذي قال به الفلاسفة هو تطور في الوعي الإنسانى ، وما وجد بلد قطّ إلا واللّه تعالى يقيّض له علماء ، والثقافات تتلاقح ، والعلم ينتقل من البلد الأكثر علما إلى البلد الأقل علما . ويكفى في هذا الحديث أن عائشة استنكرته أشد الاستنكار ! !

ومثل ذلك الحديث عن ابن عمرو : « من مات يوم الجمعة أو ليلة الجمعة وقى فتنة القبر » ، فلا سبب يدعو لأن يوقى هذه الفتنة ، ثم إن فتنة القبر هذه لم يرد عنها شئ في القرآن .

وأيضا حديث : « لا يقتل مؤمن بكافر » ، فلماذا ؟
والقرآن عكس ذلك تماما ، يقول :مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً( 32 ) ( المائدة ) ،
فساوى اللّه تعالى بين نفس المؤمن ونفس الكافر ، ونهى عن القتل كلية ، ولم يفرّق القرآن بين الكافر والمؤمن ، طالما أن الكافر لم يقاتل المؤمنين ، ولم يخرجهم من ديارهم ، فقال :النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ( 45 ) ( المائدة )
فلم يمايز بين المؤمن والكافر في العقاب على الجرم .
ومن أحاديث ابن عمرو المعتبرة من الإسرائيليات ادعاؤه بأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : يخرج الدجّال في أمتي فيلبث فيها أربعين ، لا أدرى أربعين يوما أو شهرا أو سنة ، فيبعث اللّه عيسى ابن مريم فيظهر فيهلكه ، ثم لا يلبث الناس بعده سنين سبعا ، ليس بين اثنين عداوة ، ثم يرسل اللّه ريحا باردة من قبل الشام ، فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضه ، حتى لو أن أحدهم كان في كبد جبل .
ويبقى شرار الناس ، في خفة الطير وأحلام السباع ، لا يعرفون معروفا ، ولا ينكرون منكرا ، فيتمثّل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون ؟
فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها ، وهم في ذلك دارّة أرزاقهم ، حسن عيشهم .
ثم ينفخ في الصور ، فلا يسمعه أحد إلا أصغى له ، وأول من يسمعه رجل يلوط حوضه ، فيصعق ، ثم لا يبقى أحد إلا صعق ، ثم يرسل اللّه قطرا كأنه الطّل أو الظّل ، نعمان الشاكّ ، فتنبت منه أجساد الناس ، ثم ينفخ فيه أخرى ، فإذا هم قيام ينظرون ، ثم يقال : يا أيها الناس ، هلموا إلى ربّكم ، وقفوهم إنهم مسؤولون .
ثم يقال : أخرجوا 
بعث النار ، فيقال كم ؟
فيقال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، فيومئذ يبعث الولدان شيبا ، ويومئذ يكشف عن ساق » !
- فمثل هذا الحديث غريب في بابه وصوره ، ولا نشك أنه من الإسرائيليات ، ومع ذلك فقد تجرّأ عبد اللّه بن عمرو ونسبه إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم !

  * * *

449 . عبد اللّه بن سلام ؟ هل تقبل رواياته ؟ !

ابن سلام إسرائيلي وقيل إنه أسلم ، وكان اسمه قبل الإسلام « الحصين » ، وسمّاه الرسول صلى اللّه عليه وسلم بعد إسلامه « عبد اللّه » ، وتوفى في المدينة سنة 43 هـ .
وقيل في مكانته عند اليهود إنه كان من الأحبار ، ولا شئ مؤكد من ذلك ، وفيه نزلت الآية :وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ( 10 ) ( الأحقاف ) ،
وروى عنه كثيرون ، منهم : أبو هريرة ، وأبو بردة ، وعطاء بن يسار ، وغيرهم ، واتّهم بأنه من مؤلّفى الإسرائيليات ومروّجيها بين المسلمين ، كحديثه الذي نسبه إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « خلق اللّه آدم يوم الجمعة ، وأهبط إلى الأرض يوم الجمعة ، وقبضه يوم الجمعة ، وفيه تقوم الساعة فهي آخر ساعة » !
وفي قول آخر قال : « هي فيما بين العصر والمغرب » ! وكل ذلك من الغيب ، ولا يعلم الغيب ولا الساعة إلا اللّه !

  * * *

450 . وما الشأن مع تميم الدارىّ النصراني ؟

كان تميم من نصارى اليمن ، وأسلم سنة تسع هجرية ، وروى عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وروى عنه ابن عمرو ، وابن عباس ، وأبو هريرة ، وعبد اللّه بن وهب ، وشهر بن حوشب ، وعطاء بن يزيد ، وروح بن زنباع ، وجميعهم متهمون بالإسرائيليات ، وكذلك تميم ، ويبدو أن المسلمين الأوائل كانوا مغرمين بالتهويل ، فقالوا عنه إنه كان يختم القرآن في الركعة ! !
وقالوا هو أول من أسرج السراج في المسجد ؟ !
وأول من قصّ ، وكان ذلك في عهد عمر ، ومن ذلك الفرية الكبرى التي اشتهرت باسم قصة الجسّاسة والدجّال ، والتي قيل أنه هو الذي رواها للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ووافقه عليها . واسم الإسرائيليات يسرى على المستدخلات من الخرافات على الإسلام من أحاديث أو تفسير ، سواء من بني إسرائيل أو من النصارى ،
وقال المفسّرون : إن حديث الجسّاسة يفسّر آية القرآن عن دابة الأرض ، وإن خروج هذه الدابة لمن علامات الساعة ، كقوله تعالى :وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ( 82 ) ( النمل ) ،
وقد وردت في ذكر دابة الأرض أحاديث كثيرة ، جميعها موضوعة ، وسميت الدابة باسم الجسّاسة ، لتجسّسها الأخبار للدجّال ، وقيل : هي دابة أهلب - أي كثيرة الشعر ، 
فلا تدرى ما قبلها من دبرها من كثرة الشعر !
والقصة برمتها كأنها من ألف ليلة وليست من الدين ، ولا تخبر عن شئ من عقيدة الإسلام ، وواضح أن أهل الكتاب وعلى رأسهم تميم الدارىّ هذا أرادوا بغرس قصة الجسّاسة ضمن البناء الديني الإسلامي ، أن يحيدوا بالإسلام إلى الأساطير والخرافة ، ويطمسوا فيه الصفة العقلانية الواضحة ، حتى ليكاد القرآن يكون كتابا في العلم وليس في الدين ، الأمر الذي يؤكد أن أمثال هذه الأحاديث مدسوسة ، ولم يكن تميم في حديث الجسّاسة إلا قصّاصا مدلّسا وليس محدّثا كالمحدّثين . فلتحذر يا أخي أشباه تميم ، وأمثال قصتي الجسّاسة والدجّال !
  * * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 451 الى 470 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 471 الى 490 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 491 الى 510 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 511 الى 526 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 641 الى 660 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى