المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 361 الى 380 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم :: القرآن الكريم و علومه :: موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحنفي
صفحة 1 من اصل 1
28092023

الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 361 الى 380 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 361 الى 380 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
موسوعة القرآن العظيم ج 1 د. عبد المنعم الحفني
361 . وللّه المثل الأعلى
في الآية :وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى( 60 ) ( النحل ) ، أن أعلى الأوصاف لا تكون إلا له ، وقيل أعلى وصف له هولا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ( 35 ) ( الصافات ) ، فهذا هو معنى الآية . * * *
362 . لا أمثال للّه
اللّه تعالى وحده لا شريك له ولا مثيل ، ولا ند ، والعرب عبدوا ما دون اللّه وشبّهوها به ، فجاء القرآن ينهى عن ذلك قال :فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ( 74 ) ( النحل ) . * * *
363 . ليس كمثله شئ
يأتي في القرآن في وصفه تعالى :لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ( 11 ) ( الشورى ) ، يعنى ليس كذاته ذات ، ولا كاسمه اسم ، ولا كفعله فعل ، ولا كصفته صفة ، ويستحيل أن تكون لذاته القديمة صفة حديثة ، ولا أن تكون للذات المحدثة صفة قديمة . * * *
364 . معنى الاستواء في حق اللّه
يأتي عن اللّه تعالى أنهاسْتَوى إِلَى السَّماءِ( 29 ) ( البقرة ) ،ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ( 59 ) ( الفرقان ) ، والناس مختلفون في « الاستواء » ، لأن الاستواء يعنى الاستقرار وهو صفة للجسمية ، فهل للّه تعالى جسم ؟والقرآن يحفل بأسماء وصفات للّه لا يسع أحد ردّها ، وعلمها لا يدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر ، والمؤمنون على إثبات الصفات وينفون عنه التشبيه كما نفاه عن نفسه ،
فقال :لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، ومذهب أهل السنّة في تفسير :الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى( 5 ) ( طه ) أن الاستواء بلا كيف ، والآية ليست تشبيها كما يقول المشبّهة ، وإنما يكون التشبيه لو قيل : يد كيد ، وسمع كسمع .
وذات اللّه لا تشبه الذوات ، وصفاته لا تشبه الصفات ، لأن صفات كل موصوف تناسب ذاته وتلائم حقيقته ، ولذا يخطئ أيضا من يفسّر « الاستواء » بما يفسّر به عند البشر فيقول إنه الاستيلاء ، ويقول عن « يد اللّه » إنها القدرة ونحو ذلك .
* * *
365 . سمّى نفسه تعالى شيئا
يقول تعالى في الآية :قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ( 19 ) ( الأنعام ) ، فسمّى نفسه شيئا إثباتا لوجوده ونفيا للعدم عنه ، ولم يجعل لفظ « شئ » من أسمائه ، ودلّ على نفسه أنه « شئ » من باب : « ليس كمثله شئ » ،فأخرج نفسه وكلامه من الأشياء المخلوقة ، وإنما كل صفة له تسمى شيئا ، بمعنى أنها موجودة ، وهذا ردّ على كل من يزعم أنه لا يجوز أن يطلق على اللّه « شئ » ، وأن المعدوم « شئ » ، وأهل العلم على أن لفظ « شئ » يقتضى إثبات موجود ، وأن لفظ « لا شئ » تقتضى نفى موجود ، وأما قولهم « ليس بشيء » فإنه بطريق المجاز ويعنى الذمّ .
* * *
366 . اللّه لا تدركه الأبصار
قيل في الآية :إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ( 23 ) ( القيامة ) ، أن المؤمنين يوم القيامة ينظرون إلى ربّهم نظرا ، يعنى يرونه ؛ والناس في ذلك مختلفون بين منكر للرؤية ومثبت لها .وقيل الحديث : « أن تعبد اللّه كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فهو يراك » فيه إشارة إلى انتفاء الرؤية ، والمثبتون يقولون بل الانتفاء في الدنيا لأن الحديث عن الدنيا .
وفي الآية عن المنافقين في الآخرة :إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ( 15 ) ( المطففين ) دليل على أن المؤمنين يرونه في الآخرة ، ويحجب عن ذلك المنافقون ، كما في قوله تعالى :وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ( 77 ) ( آل عمران ) والنظر بمعنى الرؤية هو الذي يتعدى بإلى ، فيثبت أن ناظره بمعنى رائيه ، وطالما أن اللّه موجود فيصحّ أن يرى على سبيل التنزّل ، وإلا فصفات الخالق لا تقاس على صفات المخلوقين .
ومن ينكر الرؤية يقول : إن من شرط المرئى أن يكون في جهة ، واللّه منزّه عن الجهة ، فالرؤية لا تتحقق في معناها . ومن يثبت الرؤية يقول : إن الرائي يحصل له العلم باللّه برؤية العين ، كما في المرئيات ، كما في الحديث النبويّ في الرؤية : « كما ترون القمر » ، إلا أنه تعالى منزه عن الجهة والكيفية .
وقيل : المراد بالرؤية العلم باللّه ، وهي حصول حالة في الإنسان نسبتها إلى ذاته المخصوصة كنسبة الإبصار إلى المرئيات .
وقيل : رؤية المؤمن للّه من نوع الكشف ، والكشف أوضح وأتم من العلم . ويذهب أهل السنة إلى جواز رؤية اللّه في الآخرة ، وأنكر عليهم المنكرون بدعوى أن الرؤية توجب كون المرئى محدثا وحالا في مكان ، وهذا محال على اللّه ، وهو تعالى القائل عن نفسه :لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ( 103 ) ( الأنعام ) ،
وأخبر عن موسى لمّا قال :رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قالَ لَنْ تَرانِي( 143 ) ( الأعراف ) . وردّ المثبتون هذه الحجة بأنه تعالى لا تدركه الأبصار في الدنيا ، إلا أن نفى الإدراك لا يستلزم نفى الرؤية ، لإمكان رؤية الشيء من غير إدراكه ، أي من غير الإحاطة بحقيقته .
وقوله لموسى « لن تراني » يعنى في الدنيا . وعاب المثبتون على المنكرين شروطهم العقلية للرؤية ، كالنظر المخصوص ، والمقابلة المخصوصة ، واتصال الأشعة ، وزوال الموانع كالبعد والحجب .
ولا يشترط أهل السنة شيئا من ذلك سوى وجود المرئى ، ويقولون : إن الرؤية إدراك يخلقه اللّه تعالى للرائي فيرى المرئى ، بدليل الأحاديث مثل : « ستعرضون على ربّكم فترونه » ، ومثل : « إنكم سترون ربّكم عيانا » ، ومثل : « وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربّهم إلا رداء الكبرياء على وجهه » .
وأمثال هذه الأحاديث قالها النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يخاطب بها العرب بما تفهم ، ويخرج لها بها الأشياء المعنوية إلى الحسّ ، ليقرّب تناولهم لها ، فعبّر مثلا عن زوال الموانع عن الرؤية ورفعها عن الأبصار برفع الحجاب من على الوجه .
والعرب كانوا يستعملون الاستعارة كثيرا ، وهي من أرفع أدواتهم في الفصاحة والإيجاز ، ومخاطبة الرسول صلى اللّه عليه وسلم للناس بهذه الأحاديث من هذا المعنى ، ومن لم يفهم ذلك تاه ، ومن أجرى الكلام على ظاهره أفضى به الأمر إلى التجسيم ، ومن لم يتضح له أن اللّه منزه عن الذي يقتضيه ظاهر الأحاديث ، إما أن يكذّب نقلتها ، وإما أن يؤوّلها ، كأن يقول عن رداء الكبرياء كحجاب ، أنه استعارة لضعف إدراك أبصار البشر عن رؤيته تعالى ، فإذا شاء تقوية أبصارهم وقلوبهم كشف عنهم حجاب هيبته وموانع عظمته .
والمراد بالوجه : الذات ، والمراد بالرداء : صفة من صفات الذات المنزّهة له تعالى عما يشبه المخلوقات .
وقيل : تأويل الرداء أنه الآفة الموجودة لأبصار المؤمنين تمنعهم من رؤيته فيزيلها اللّه تعالى ، وإزالتها فعل من أفعاله يفعله في محل رؤيتهم ، فطالما ذلك المانع موجود لا يرونه ، فإذا فعل الرؤية زال ذلك المانع .
* * *
364 . رؤية اللّه بالقلب أو بالإيمان ؟
قال تعالى :لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ( 103 ) ( الأنعام ) والإدراك إحاطة ، وأساسه الرؤية ، واللّه تعالى لا يرى في الدنيا ، لأنه تعالى باق ، والباقي لا يرى بالفاني ، فإذا كانت الآخرة ورزق المؤمنون أبصارا باقية رأوا الباقي بالباقي ، فذلك جائز عقلا ولذلك كانت الآية :كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ( 15 ) ( المطففين )فالمراد الكفار يحجبون عن اللّه ، يعنى عن رؤيته ، بدليل قوله تعالى في الآية الأخرى :وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ ( 22 ) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ( 23 ) ( القيامة ) ،
وهؤلاء هم المؤمنون ينظرون اللّه في الآخرة مكافأة لهم . واستحالة الرؤية لله تعالى في الدنيا من حيث القدرة ، فإذا أقدر اللّه من شاء من عباده عليها في الآخرة لم يمتنع .
وفي الحديث عن أبي أمامة في صحيح مسلم وأخرجه ابن خزيمة قال صلى اللّه عليه وسلم :
« واعلموا أنكم لن تروا ربّكم حتى تموتوا » ، وإذن فالرؤية لا تكون إلا في الآخرة . وقد اختلف الصحابة في رؤية النبىّ صلى اللّه عليه وسلم للّه تعالى في الدنيا ، فذهبت عائشة وابن مسعود إلى إنكارها ، وذهب ابن عباس وعكرمة إلى إثباتها ، وحكى عبد الرزاق عن معمر عن الحسن أنه حلف أن محمدا رأى ربّه ، وجزم به كعب الأحبار ، والزهري ، وهو قول الأشعري وغالب أتباعه .
والاختلاف حول الرؤية : أكانت بالعين أم بالفؤاد ؟ وقال ابن عباس : رأى ربّه بفؤاده مرتين . وفي رواية أخرى قال : رآه بقلبه . وقال كذلك : لم يره بعينه ، وإنما رآه بقلبه .
والرؤية بالقلب أو بالفؤاد جائزة لأنها رؤيا أو حلم ، وما نفته عائشة جزما هي الرؤية بالبصر ، ومحصلة الرأيين من العلم الصميم .
وعندما يؤمن الإنسان على الحقيقة فإنه يرى بنور اللّه ، ورؤيته كالعلم .
ومراد ابن عباس بالقطع أن الرؤية بالقلب أو بالإيمان تخلق عند صاحبها انطباعا كالرؤية بالعين .
ولما سأل أبو ذرّ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : هل رأى ربّه ؟
قال : « نور أنّى أراه » ، أو قال : « رأيت نورا » ، ولابن خزيمة عنه قال : رآه بقلبه ولم يره بعينه ،
والخلاصة : أن رؤيته تعالى سواء في الدنيا أم في الآخرة هي رؤية بالإيمان وليست بالبصر ، وقد نفى اللّه تعالى إمكان أن يراه إنسىّ بالبصر بقوله كما سبق :لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ( 103 ) ( الأنعام ) والحمد للّه ربّ العالمين .
* * *
365 . الدليل على أن اللّه لا يرى يوم القيامة
قيل : الآية :كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ( 15 ) ( المطففين ) دليل على أن الكفّار لا يرونه عزّ وجلّ يوم القيامة ، ولكن ذلك لا يعنى أيضا أن المؤمنين يرونه ،- وقيل الآية :وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ ( 22 ) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ( 23 ) ( القيامة ) دليل على أن المؤمنين ينظرون اللّه تعالى يوم القيامة ، ولكنهم لا يرونه ، والنظر بخلاف الرؤية ، والنظر تفكّر ، والرؤية مشاهدة .
وقيل : إنه تعالى لمّا حجب أعداءه فلم يروه ، تجلّى لأوليائه حتى رأوه ، ولما حجب قوما بالسخط ، دلّ على أن قوما يرونه بالرضا ، ولمّا حجبهم في الدنيا عن نور توحيده ، حجبهم في الآخرة عن رؤيته ، بل عن رحمته ، فلا ينظر إليهم برحمته ، ولا يزكّيهم ، والآخرون وقد رضى عنهم فهم ناظرون نعمه ، وما أعدّ لهم من لطائفه .
والخلاصة : أن النظر إليه يوم القيامة هو نظر إلى نعم اللّه وآلائه ، وليس نظرا إلى اللّه ، وهل اللّه ينظر ، سبحانه ، وإنما ما ينظر هو أفعاله وخلقه وآيات عظمته .
* * *
366 . إشكال المشيئة والإرادة بالنسبة للّه وللإنسان وهل للإنسان مشيئة حيال مشيئة اللّه ؟ وهل له إرادة ؟
يأتي عن المشيئة في القرآن 236 مرة ، بمعنى : أن للّه تعالى مشيئة وإرادة ، وكذلك للإنسان ، وفي مشيئته تعالى قوله :إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ( 54 ) ( الإسراء ) ، وقوله :يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ فِي رَحْمَتِهِ( 8 ) ( الشورى ) ،وقوله :تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ( 26 ) ( آل عمران ) ، وقوله :وَلَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَكُوا( 107 ) ( الأنعام ) ، وفي مشيئة الإنسان :وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ( 29 ) ( الكهف ) ،
وقوله :فَاعْبُدُوا ما شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ( 15 ) ( الزمر ) ، وهناك مع ذلك آيات تنفى المشيئة للإنسان وتثبتها لله وحده ، كقوله :وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ( 30 ) ( الإنسان ) ،
وقوله :وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً ( 23 ) إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ( 24 ) ( الكهف ) .
والمشيئة في الأصل : إيجاد الشيء وإصابته ، والإيجاد من اللّه والإصابة من الناس ؛ والمشيئة تستعمل عرفا في موضع الإرادة .
وأهل السنّة على القول بأن اللّه شاء فخلق الطين تماثيل مثلا ، وأراد أن يخلق منه الخلق فكان . والإنسان شاء كذلك أن يخلق من الطين ، فكان له ما شاء وأراد . وما كان يمكن أن تكون للإنسان مشيئة ولا إرادة لو لم يخلقهما اللّه فيه ، ولو لم يخلق له الأدوات التي يحقق بها مشيئته وإرادته ، واللّه تعالى في النهاية هو خالق كل شئ ، شاء ذلك وأراد ، وما من مخلوق يستطيع أن يخلق شيئا بدون مشيئته وإرادته تعالى ، فمشيئته وإرادته شرط في الخلق ،
ويستحيل ثبوت المشروط بدون شرطه ، والمشكلة في الناس أنهم لا يفهمون أن اللّه بخلاف خلقه ، ويقيسونه وهو الخالق بمقاييس خلقه وهم المخلوقون ، وقياسهم لذلك باطل .
واللّه تعالى لو عاقب من يطيعه لا يعدّ ظالما ، لأن الجميع ملكه ، فله الأمر كله ، يفعل ما يشاء ولا يسأل عمّا يفعل ، وكل أمر موقوف على مشيئته ، وأفعال العباد متعلقة بها .
والمشكلة بين أهل السنّة وغيرهم ، أهل السنّة قالوا إن المشيئة والإرادة بمعنى واحد ، فإرادته صفة من صفات ذاته ، بينما غيرهم يرون أنها صفة من صفات فعله ، فيعنى ذلك أن إرادته محدّثة ، أي أنه يحدثها في نفسه ، وهو تعالى ليس محلا للحوادث ، وإذا كانت لغيره إرادة بطل أن تكون للّه الإرادة الكاملة ، وإذا كان للغير العلم بطل أن يكون هو العالم علما كاملا ، وحقيقة المريد أن تكون إرادته منه دون غيره ،
فلا مندوحة من الإقرار بأن اللّه تعالى - كما يقول أهل السنة - مريد بإرادة قديمة هي صفة قائمة بذاته ، وأنه سبحانه خالق أفعال العباد ، وأنهم لا يفعلون إلا ما يشاء ، وقد دلّ على ذلك قوله :وَلَوْ شاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ( 253 ) ( البقرة ) ،
فثبت بهذه الآية أن كسب العباد بمشيئته تعالى وإرادته ، ولو لم يرد وقوعه ما وقع .
وقال بعض أهل السنة : الإرادة قسمين : إرادة أمر وتشريع ، وإرادة قضاء وتقدير ،
فالأولى : تتعلق بالطاعة والمعصية سواء وقعت أم لا ، كقوله :يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ( 185 ) ( البقرة ) ،
والثانية : شاملة لجميع الكائنات ، ومحيطة بجميع الكائنات الحادثات ، طاعة ومعصية ، كقوله :فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً( 125 ) ( الأنعام ) .
* * *
367 . القرآن كلام اللّهالقرآن كلام اللّه : وكلام اللّه صفة من صفات ذاته ، وليس شئ من صفات ذاته مخلوقا ، ولا محدثا ، ولا حادثا ، وهو تعالى يقول :إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ( 40 ) ( النحل ) ،
فلو كان القرآن مخلوقا لكان مخلوقا بكن ، ويستحيل أن يكون قول اللّه لشئ بقول ، لأنه يوجب قولا ثانيا وثالثا ، فيتسلسل ويفسد .
وفي قوله تعالى :عَلَّمَ الْقُرْآنَ ( 2 ) خَلَقَ الْإِنْسانَ( 3 ) ( الرحمن ) فخصّ القرآن بالتعليم ، لأنه كلامه وصفته ، وخصّ الإنسان بالتخليق ، لأنه خلقه ومصنوعه ، ولولا ذلك لقال : خلق القرآن والإنسان .
وقد أنكر اللّه تعالى قول المشركين :إِنْ هذا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ( 25 ) ( المدثر ) ، ولا يعترض بأنه قال :إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ( 40 ) ( الحاقة )
لأن معناه قول تلقّاه رسول كريم عن اللّه ، كقوله :ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ( 2 ) ( الأنبياء ) فالمراد أن تنزيله إلى الناس هو المحدث لا الذكر نفسه .
وعن علىّ بن أبي طالب قال : القرآن كلام اللّه وليس بمخلوق .
وفي الحديث : لمّا سألوه صلى اللّه عليه وسلم : هذا كلامك أم كلام صاحبك ؟
قال : « ليس كلامي ولا كلام صاحبي ، ولكنه كلام اللّه » .
* * *
368 . أعظم الذنب أن جعل للّه ندّا
سئل النّبى صلى اللّه عليه وسلم : أىّ الذنب أعظم ؟ قال : « أن تجعل للّه ندا وهو خلقك » ، وقرأ :فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ( 22 ) ( البقرة ) .والندّ : هو نظير الشيء الذي يعارضه في أموره ؛ وندّ الشيء من يشاركه في جوهره ، وهو ضرب من المثل ، ولكن المثل يقال في أي مشاركة ، على ذلك يكون كل ندّ مثل ، من غير عكس .
وأما الضدّ : فهو أحد المتقابلين - وهما الشيئان المختلفان اللذان لا يجتمعان في شئ واحد ، ففارق الند في المشاركة ، ووافقه في المعارضة .
ونفى الندّية للّه معناه أن لا ينسب شئ من الخلق لغير اللّه ، فيكون شريكا وندا ومساويا في نسبة الفعل إليه .
* * *
369 . كل يوم هو في شأناللّه تعالى كما قال :كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ( 29 ) ( الرحمن ) : ومن شأنه أن يغفر ذنبا ، ويفرّج كربا ، ويرفع قوما ، ويضع آخرين ، ويجيب داعيا ، ويحيى ويميت ، ويعزّ ويذل ، ويرزق ويمنع ، ويقرّ في الأرحام ما شاء ، ويولج الليل في النهار ، ويولج النهار في الليل ، ويشفى سقيما ، ويسقم سليما ، ويبتلى معافى ، ويعافى مبتلى ، ويفقر غنيا ، ويغنى فقيرا .
قيل : وكيف يكون كل يوم هو في شأن ، والقلم جفّ بما هو كائن إلى يوم القيامة ؟ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ؟ والجواب : أنه في شأن بما جفّ به القلم ، وبما هو من سعى الإنسان ، فإنها شؤون يبديها ولا يبتديها .
* * *
370 . للّه الخلق والأمر
في الآية :أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ( 54 ) ( الأعراف ) : أنه تعالى الذي خلق ، فله الأمر :خلق المخلوقات وأمرهم بما أحب ، وأقامهم بأمره ، وأمره هو كلامه القديم الأزلي غير المخلوق ، ولو كان اللّه مخلوقا لما صحّ أن يخلق المخلوقات ، لأن الخلق لا يخلق بالمخلوق .
وفي القرآن قوله :وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا( 171 ) ( الصافات ) ،
وقوله :وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي( 13 ) ( السجدة ) ،
إشارة إلى السبق في القول في القدم ، وذلك يوجب لذاته وكلامه الأزل في الوجود .
* * *
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع
الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 361 الى 380 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 371 الى 380 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
371 . طاعة اللّه واجبة أبدا
الدين هو الطاعة ، من دان بمعنى أطاع . وفي قوله :وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً أَ فَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ( 52 ) ( النحل ) أن واصبا يعنى واجبا ، من وصب الشيء يصب وصوبا ، أي دام ، ووصب على الأمر إذا واظب عليه ؛ وفي الآية :وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ( 9 ) ( الصافات ) أي دائم ، والآية على ذلك بمعنى : أن طاعة اللّه واجبة أبدا . * * *
372 . حجّة من قال إن اللّه يريد العذاب للناس !
المستشرقون والملحدون على القول بأن اللّه كما جاء في القرآن يريد عذاب الناس ويتفنن فيه ، وأنه نزّاع إلى العذاب ، وأن الجنة والنار أمور حسّية لا تناسبه كما ينبغي له ، والقرآن يردّ على هؤلاء ، يقول :ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ( 147 ) ( النساء ) والاستفهام في الآية بمعنى التقرير ،وتقديره : أي منفعة له في عذاب هؤلاء إن شكروا وآمنوا ، فنبّه تعالى إلى أنه لا يعذّب الشاكر المؤمن ، وأن تعذيبه لعباده لا يزيد في ملكه ، وأن تركه عقوبتهم على كفرهم وإلحادهم لا ينقص من عظمته ، ولا يطعن في هيبته ، ومن كانت له هذه الخصال الأربع فهو حبيب اللّه : الشكر له ، والإيمان به ، والدعاء إليه ، والاستغفار منه
- يقول تعالى :وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ( 33 ) ( الأنفال ) ،
ويقول :قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ( 77 ) ( الفرقان ) ،
ويقول :ما يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ( 147 ) ( النساء ) .
* * *
373 . اللّه رازق حقيقة وابن آدم رازق تجوّزا
الرزق هو الغذاء ، والناس جميعا مرزوقون ، واللّه هو الرازق ، ولا رازق ولا رزّاق سواه ، يقول :هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ( فاطر ) ، ويقول :وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُها( 6 ) ( هود ) ،فاللّه تعالى رازق حقيقة ، وهذا قاطع ، وابن آدم رازق تجوّزا ، لأنه يملك ملكا منتزعا ، وهو مرزوق حقيقة كالبهائم ، وما هو مأذون له فهو حلال حكما ، وما كان غير مأذون له تناوله فهو حرام حكما ، وجميع ذلك رزق ، وهو تعالى يرزق الناس جميعا ، ويوفر الرزق للناس جميعا ، فلو كانوا متساوين فيه لكفاهم جميعا ، ولكن بعضهم يحوز أرزاق العشرات والمئات والآلاف من الناس ويحرمهم حقّهم فيه ، وكذلك الدول الغنية تستأثر بعطايا اللّه دون الدول الفقيرة ، فيكون هذا التفاوت في الأرزاق بين الأغنياء والفقراء ، من الأفراد والدول ، والإسلام اشتراكيته اشتراكية تكافل ، فالغنى يتكفل بالفقير ، والدولة الغنية تتكفل بالدولة الفقيرة ، كقوله تعالى :وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ( 3 ) ( البقرة )
يعنى مما أعطيناهم ، والإنفاق : هو الحقوق الواجبة العارضة في الأموال ، سواء على الأفراد أو الدول أو الجماعات ، وبالإنفاق يكون شكره تعالى على نعمه ، كقوله تعالى :كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ( 15 ) ( سبأ ) ،
فأيّما إنسان أو دولة لا تنفق فهي لا تشكر اللّه ، وهي ليست على الإيمان ، كقوله :وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ( 82 ) ( الواقعة ) أي شكركم التكذيب ، أي تكذيب رسالات اللّه إليكم ، وتكذيب نعمه عليكم .
* * *
374 . اللّه يعلم ما تخفي الصدور
يقول تعالى :يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ( 19 ) ( غافر ) ، فمن صفاته تعالى علمه بهذه الدقائق ؛ وخائنة الأعين مسارقة النظر إلى ما نهى اللّه عنه ؛ ومن ذلك اللّمز بالعين ، والإشارة والرمز بها ، والتجسّس بالنظر ، والنظرة بعد النظرة ؛ وما تخفى الصدور هي السرائر ، وما تكنّه القلوب وتضمره ، وما يلم بالخاطر من الأفكار ، وعلى النفس من الخطرات ؛ وفي الحديث : « إن النبىّ لا تكون له خائنة أعين » أخرجه أبو داود والنسائي . * * *
375 . حجّة البداءة الأولى
حجة البداءة الأولى هي إحدى الحجج التي يحج بها على الناس كافة إذا تشككوا في الإعادة ، كقوله تعالى :يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ( 5 ) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 6 ) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ( 7 ) ( الحج ) ،وفي هذه الآيات يورد أن الخلق كان أولا من تراب ، وما يزال ما نأكله وننمو عليه أصله الزرع وهو من التراب ، وإذا متنا تحللنا إلى ستة عشر عنصرا هي نفسها عناصر التراب ، ولمّا تزاوجنا كنا نطفة من الدم ، ثم علقة أي الدم غير المتخلق ، ثم مضغة أي لحما ، وقوله « مخلّقة » يعنى ظهرت فيها الصورة والتخطيط ، أي صارت مخلوقا ، كقوله :ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ( 14 ) ( المؤمنون ) ،
فإن لم تكن قد ظهرت الصورة فهي غير مخلّقة ، ونعرف ذلك من السقط ، فالمخلّقة لها الأعضاء كلها ، وغير المخلّقة هي الخديج الناقصة . وهذه الأطوار تتم في أربعة أشهر ، ثم تنفخ الروح في العشرة أيام بعد الأربعة أشهر ،
وهذه نفسها هي عدة المتوفى عنها زوجها : بقوله تعالى :وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً( 234 ) ( البقرة ) ولاحظ المشابهة .
فإذا قرّ الجنين في الرحم وأكمل مدته ، خرج طفلا ، يقال على الولد والبنت ، وتكون مراحل النمو إلى البلوغ وكمال القوة والعقل ، وقد يعمر وينكّس في الخلق ثم يموت ويستحيل ترابا كما هو في الأصل . فذلك دليل الخلق من تراب ،
وهناك الدليل الأقوى على البعث : وهو دليل إحياء الأرض بعد همود ويبوس وجفاف ، فبدون الماء - ماء الرجل وماء المطر - لا حياة ولا نبات ، فإذا نزل المطر وتشرّبته الأرض ، اهتزت وتحرّكت وانتفخت ، وأنبتت من كل زوج بهيج ، والبهجة هي الحسن ، وشبيه بذلك إحياء الموتى ، وهو القادر على ذلك ؛ فيثبت مما سبق أنه موجود ، وأن قدرته مطلقة ، وأنه حقيقة كل شئ ؛ وأنه المطلق الوجود ، الغنى بكلّيته ، وأن وجود كل ذي وجود عن وجوب وجوده .
وهو الحق ، أي الموجود الثابت الذي لا يتغير ولا يزول ، وهو الحىّ الذي يحيى ويميت .
ولقد كانت للعالم بداية وحتما ستكون له نهاية ، وهي التي تحين مع الساعة ، والساعة آتية لا ريب فيها ، ومعها يكون الإحياء الثاني ، والبعث من القبور ، ولا جدال في ذلك .
* * *
376 . اللّه الخالق البارئ المصوّر
كذب من قال : أن الخالق البارئ المصور في الآية :هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ( 24 ) ( الحشر ) ألفاظ ثلاثة مترادفة ، والصحيح أنها ألفاظ متباينة ، وأسماء موضوعية ، فكل اسم له معنى ، فالخالق : من الخلق وأصله التقدير ، ويطلق على الإبداع ، وهو إيجاد الشيء على غير مثال ،كقوله :خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ( التغابن 3 ) ؛ وعلى التكوين كقوله :خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ( 2 ) ( العلق ) ؛ والبارئ : من البرء ، وأصله خلوص الشيء عن غيره ، فنقول برأ فلان من مرضه أو من دينه .
والبارئ : البرىء من التفاوت والتنافر وهما اللذان يخلّان بالنظام ؛
والمصوّر : مبدع الصور للمخترعات ، ومرتّبها بحسب مقتضى الحكمة ؛ والمعنى إذن أنه تعالى الخالق لكل شئ :
بمعنى أنه موجود من الأصل ومن غير أصل ، وأنه القادر والعالم ، ومن ثم خلق الخلق والموجودات ؛ وهو البارئ لهذا الكون بما حوى واشتمل : بحسب ما اقتضته الحكمة من غير تفاوت ولا اختلال ؛ وهو مصوّره : في صور تترتب عليها خواصه ويتم بها كماله .
وقيل :الخالق : معناه الذي جعل المبدعات أصنافا ، وجعل لكل صنف منها قدرا ؛
والبارئ : معناه الموجد لما كان في معلومه ؛ والمصوّر : هو المهيئ للأشياء على ما أراده من تشابه وتخالف .
* * *
377 . الإلّ هو اللّه بالعبرية
قيل ذلك في تفسير الآية :كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ( 8 ) ( التوبة ) ، والآية :لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ( 10 ) ( التوبة ) ،وهو تفسير من الإسرائيليات ، وروّجه المفسّرون الذين تلقوا على اليهود ،
قالوا : الإلّ اسم عبرى من أسماء اللّه ، والصحيح أن الإل هو العهد والجوار والقرابة .
والإل بالكسر ، وأما الأل بالفتح فهو من الأليل وهو البريق ، يقال : ألّ يؤلّ ألّا ، أي صفا ولمع ؛ أو أنه الحدّة فيقال للحربة الآلة ، ومنه أذن مؤلّله أي محدّدة .
وقد يسمى العهد ألّا بالفتح لصفاء ظهوره .
* * *
378 . اللّه تعالى يكلّم البشر
في القرآن :وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً( 164 ) ( النساء ) ، وكلّم اللّه تعالى أنبياء دون أنبياء بحسب مقاماتهم ، كقوله :مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ( 253 ) ( البقرة ) ،وغالى السواد فتمنوا لو يكلمهم اللّه ليصدّقوا الأنبياء :وَقالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ لَوْ لا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ( 118 ) ( البقرة ) .
وكلامه تعالى مع البشر حدّده تحديدا علميا يجيزه العقل ، وجعله لذلك مقامات ، فقال تعالى :وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ( 51 ) ( الشورى ) ،
فتارة يقذف اللّه تعالى في روع النّبى وحيا لا يتمارى فيه أنه منه تعالى ، كما قال نبيّنا صلى اللّه عليه وسلم بإخراج ابن حبان : « إن روح القدس نفث في روعى أن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها ، فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب » . وقوله « نفث في روعى » يعنى قذف في قلبي .
وقوله تعالى « أو من وراء حجاب » ، أي كما كلّم موسى عليه السلام ، فإنه لما سأل الرؤية بعد التكليم حجب عنها .
وعن جابر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : « ما كلّم اللّه أحدا إلا من وراء حجاب » . وقوله تعالى :أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ( 51 ) : ( الشورى )
أي كما كان جبريل وغيره من الملائكة إلى الأنبياء . فهذه هي المقامات الثلاثة تحديدا ولا شئ بعدها .
* * *
379 . دعواهم أن الجن شركاء اللّه
في قوله تعالى :وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ( 100 ) ( الأنعام ) أنهم - أي الكفّار - جعلوا الجن شركاء اللّه مع أنه الذي خلق الجن وخلق البشر ، فكأنهم جعلوا من خلقه أندادا وشركاء له يطيعونهم كطاعة اللّه .والآية نزلت في الزنادقة ، قالوا : إن اللّه وإبليس أخوان ، فاللّه خالق الناس والدواب ، وإبليس خالق الجان والشرّ والأشرار في الكون ، وقولهم كقول المجوس ، قالوا : للعالم صانعان ، الإله القديم ، وهو إله الخير والنور ، والآخر محدث ، وهو إله الشر والظلام .
* * *
380 . اختلاقهم البنين والبنات للّه
يقول اللّه عزّ وجلّ مخبرا عن النصارى واليهود :وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ( 100 ) ( الأنعام ) ، فإنهم لمّا لم يستوعبوا التوحيد ، وفكرة أن اللّه لا شريك له ، افتعلوا له البنين والبنات ،فقال النصارى :الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ( 30 ) ( التوبة ) ، وقال اليهود :عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ( 30 ) ( التوبة )
وقال النصارى : من يؤمن بالمسيح ابنا للّه على الحقيقة يصبح هو الآخر ابنا للّه على المجاز ، والنصارى كلهم لذلك أبناء اللّه ، وكذلك اليهود قالوا مثلهم :نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ( 18 ) ( المائدة ) .
ومثلما جعلوا للّه الأبناء جعلوا له البنات ، كقوله تعالى :وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ( 57 ) ( النحل ) ، فادّعوا أن الملائكة بنات اللّه ، وهؤلاء من العرب : « خزاعة ، وكنانة ، وجهينة ، .
وبنو مليح ، وبنو سلمة ، وبنو عبد الدار ، وكانوا يقولون الملائكة مؤنث ، فهم بنات ، ويلحقن بالبنات ، فجعلوا لأنفسهم البنين ، واختاروا له البنات اللاتي يأنفون منهن ،
كقوله تعالى :وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ( 58 ) ( النحل ) ،
يعنى إذا ولدت له أنثى تغيّر وجهه واغتمّ للخبر ،
والعرب يقولون لمن يلقى مكروها : قد اسودّ وجهه ، ولهذا وبّخهم فقال :فَاسْتَفْتِهِمْ أَ لِرَبِّكَ الْبَناتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ ( 149 ) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ ( 150 ) أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ ( 151 ) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ( 152 ) أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ ( 153 ) ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ( 154 ) ( الصافات ) ، وشبيه به قوله تعالى :أَمْ لَهُ الْبَناتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ( 39 ) ( الطور ) ،
وقوله :وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ ( 15 ) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ( 16 ) ( الزخرف ) ،
والجزء هو الولد يولد منه ، سواء كان ذكرا أو أنثى ، وأمثال هذه الأقوال تدل على حمق أصحابها ، وضحالة تفكيرهم ، والشطط في أفهامهم ، والضلال الذي يملأ حياتهم ، وفي كل هذه الآيات ، تسفيه بأحلام من ذهبوا هذا المذهب ، وتوبيخ لهم وتقريع ، سبحانه وتعالى عمّا يصفون .
* * *
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع

» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 299 الى 320 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 321 الى 340 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 341 الى 360 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 381 الى 407 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 408 الى 420 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 321 الى 340 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 341 الى 360 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 381 الى 407 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 408 الى 420 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» الحكم العطائيّة الصغرى للشّيخ تاج الدّين أبى الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الكريم ابن عطاء اللّه السّكندري المتوفى 709 هـ
» الحكم العطائيّة الكبرى للشّيخ تاج الدّين أبى الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الكريم ابن عطاء اللّه السّكندري المتوفى 709 هـ
» الحكم العطائية من 21 الى 30 كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» الحكم العطائية من 11 الى 20 كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» الحكم العطائية من 01 الى 10 كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» المقدمة لكتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2313 إلى 2413 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2351 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2312 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2265 إلى 2281 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2249 إلى 2264 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2211 إلى 2248 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات أولا الإسلام السياسي من 2168 إلى 2210 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب ثانيا الطعام والشراب من 2049 إلى 2083 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات الحادي عشر الذكر والتسبيح والدعاء من 1961 إلى 2001 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات تاسعا صلاة الجمعة من 1903 إلى 1920 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات ثامنا الصلاة من 1826 إلى 1902 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات أولا الوضوء والاغتسال من 1794 إلى 1825 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني "53" المجلس الثالث والخمسون من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سابعا العدّة من 1782 إلى 1793 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سادسا الطلاق من 1744 إلى 1781 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي خامسا الأسرة من 1739 إلى 1743 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي رابعا الأولاد من 1734 إلى 1738 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثالثا الحمل والولادة والرضاع والفطام والحضانة من 1722 إلى 1733 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1681 إلى 1721 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1651 إلى 1680 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1623 إلى 1650 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس عشر الإسلام والحرب من 1547 إلى 1597 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1312 إلى 1342 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1146 إلى 1278 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1190 إلى 1220 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1152 إلى 1189 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1130 إلى 1151 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1126 إلى 1129 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1076 إلى 1125 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1035 إلى 1044 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1026 إلى 1034 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1015 إلى 1017 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 981 الى 1011 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 961 الى 980 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 948 الى 960 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 941 الى 947 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 911 الى 940 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 881 الى 910 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 851 الى 880 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 831 الى 850 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 801 الى 830 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 771 الى 800 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 741 الى 770 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 721 الى 740 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 697 الى 720 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 661 الى 680 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 641 الى 660 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 621 الى 640 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 601 الى 610 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 591 الى 600 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 582 الى 590 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 541 الى 560 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 527 الى 540 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 511 الى 526 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 491 الى 510 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 471 الى 490 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 451 الى 470 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 421 الى 430 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 408 الى 420 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 381 الى 407 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 361 الى 380 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 341 الى 360 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 321 الى 340 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 299 الى 320 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 281 الى 298 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 261 الى 280 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 241 الى 260 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني