المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 201 الى 220 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم :: القرآن الكريم و علومه :: موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحنفي
صفحة 1 من اصل 1
20092023

الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 201 الى 220 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 201 الى 220 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
موسوعة القرآن العظيم ج 1 د. عبد المنعم الحفني
201 . مكروا به صلى اللّه عليه وسلم ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه
في الآية :وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ( 30 ) ( الأنفال ) ، إخبار بما اجتمع عليه المشركون من المكر بالنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في دار الندوة ، فاجتمع رأيهم على قتله ، فبيّتوه ، ورصدوه على باب منزله طوال ليلتهم ليقتلوه إذا خرج ، فأمر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم علىّ بن أبي طالب أن ينام على فراشه ، ودعا أن يعمى عليهم أثره ، فطمس على أبصارهم وغشى عليهم النوم ، فخرج ، فلما أصبحوا فتح لهم علىّ ، فعلموا منه أنه قد رحل ، والخبر مشهور في السيرة ، ومعنى « ليثبّتوك » يقال أثبته إذا حبسه وسجنه ، و « المكر » التدبير في الأمر خفية ، والمكر من اللّه هو إفشال مخططهم . * * *
202 . ابن جحاش اليهودي يحاول قتله
هو عمرو بن جحّاش من بنى النضير ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قد جاء بنى النضير يستعينهم في دية فهمّوا بقتله ، وحاول ذلك ابن جحاش ، تقدّم واخترط سيف النبىّ صلى اللّه عليه وسلم- أي اختطفه وجرّده منه ، وقال : من يعصمك منى يا محمد ؟
فعصمه اللّه منه ، وقيل ضرب اليهودي من بعد برأسه في ساق شجرة حتى مات .
* * *
203 . حاولوا قتله عشر مرات ؟
المؤامرات على الإسلام قديمة وليست بنت اليوم ، وما يفعله اليهود والمسيحيون ، والإمبرياليون ، والمستشرقون ، والعلمانيون ، والملاحدة ، اليوم وغدا ، من التنكيل بالمسلمين ، وإيقاع الفتن بينهم ، والتأليب عليهم ، والغدر بهم ، إنما هو تكرار لما فعله أجدادهم بالأمس . فلما كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم بين المسلمين حاولوا قتله كرمز للإسلام ، وبلغ عدد محاولاتهم عشر مرات :* ففي المرة الأولى لمّا عرفوا أن الإسلام انتشر اعتناقه ، وكثر أتباعه ، خافوا أن تصير للمسلمين منعة ، فأجمعوا على الكيد لهم ، وأن يحاربوهم نفسيا ، وسياسيا ، وعسكريا ، واقتصاديا ، فوضعوا أعينهم على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فلو قتلوه لتفرّق أشياعه أيدي سبا ، وتحلّقوا لذلك في دار كانت لقريش اسمها دار الندوة ، وهي دار قصىّ بن كلاب التي كانت اجتماعهم تعقد فيها ، وتشاوروا هناك فيما يصنعون في أمر هذا الدعىّ
- كما كانوا يسمونه ، وكان مجيئهم من كل حدب وصوب ، وكانوا جميعهم من الكبار ، منهم من بنى عبد شمس : عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو سفيان بن حرب ؛
ومن بنى نوفل بن عبد مناف : طعيمة بن عدي ، وجبير بن مطعم ، والحارث بن عامر بن نوفل ؛
ومن بنى عبد الدار بن قصىّ : النضر بن الحارث بن كلدة ؛
ومن بنى أسد بن عبد العزى : أبو البختري بن هشام ، وزمعة بن الأسود بن الحطاب ، وحكيم بن حرام ؛
ومن بنى مخزوم : أبو جهل بن هشام ؛
ومن بنى سهم ، : نبيه ومنبّه ابنا الحجاج ؛ ومن بنى جمح : أمية بن خلف ، وغيرهم كثير وإن كانوا نكرات ، وبلغ عدد كبار المتآمرين أربعة عشر ، وتداولوا فيما بينهم ، وأشار عليهم أبو جهل أن يأخذوا من كل قبيلة فتى ، شابا ، جليدا ، نسيبا ، وسيطا ، ويعطون كلا منهم سيفا صارما ؛ فيعمدون إليه فيضربونه بها ضربة رجل واحد ، فيقتلوه ، فيستريحون منه ، فإن فعلوا ذلك تفرّق دمه بين القبائل جميعا فلم يقدر أهله بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا .
واجتمع من اختاروهم على بابه يقودهم أبو جهل ، وخرج عليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وفي يده حفنة من تراب ، فجعل ينثرها في وجوههم ويتلو :وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ( 9 ) ( يس ) ، فلم يبق منهم من لم يصبه التراب ، وانسلّ هو من بينهم إلى حيث أراد ، وتطلّعوا حولهم وقد شاهت وجوههم وكساها التراب ، وتسلقوا الجدار يفتشون عنه بعيونهم ، فرأوا علي بن أبي طالب ينام مكانه ، ويتسجّى ببرده .
ونزل القرآن في هذه المؤامرة التي أفشلها اللّه تعالى قال :وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ( 30 ) ( الأنفال ) ، وقالأَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ( 30 ) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ( 31 ) ( الطور ) .
والبرد عباءة ويلتحف بها ، وتسجّى تغطّى ؛ وتربّص انتظر ؛ والمنون الموت ؛ وريب المنون ما يريب ويعرض منها .
* وكانت المحاولة الثانية أثناء خروجه صلى اللّه عليه وسلم من مكة مهاجرا إلى المدينة ، يصحبه أبو بكر ومولاه عامر بن فهيرة ، وكان المتربصون به قد جعلوا مائة ناقة جائزة لمن يردّه عليهم ، فخرج سراقة بن مالك بن جعشم على فرسه وراء ركب الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وقد لبس لأمته ، واشتد في أثرهم ، واستقسم بقداحه يقرأ طالعه ،
فخرج السهم « لا يضرّه » ، وعثر به فرسه وأسقطه عنه ، وعاد إليه يشتد في أثرهم ، واستقسم قداحه مرة ثانية فخرج السهم في هذه المرة أيضا « لا يضره » ، وعثر الفرس من جديد وسقط سراقة ، ثم عاد إلى الركوب ، واستقسم قداحه فخرج السهم للمرة الثالثة « لا يضره » ، واشتد مع ذلك في أثرهم ، فعثر الفرس ، وسقط سراقة عنه ، وتعجّب ، ولكنه أصر السعي خلف الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، إلى أن تراءى له ركبهم ، فعثر به فرسه وغاصت رجلاه في الرمال ، وسقط هو على الأرض ، وقام يستنهض الفرس ، ونظر فرأى دخانا كالإعصار قد حال بينه والركب ، فنادى بأعلى صوته :
أنه سراقة بن جعشم ، لا يريبهم ولا يأتيهم منه شئ يكرهونه ، وأنه يريد أن ينظروه ليكلّمهم ،
وطلب أن يكتب له الرسول صلى اللّه عليه وسلم كتابا يكون آية بينهم وبينه ، وكتب له الرسول صلى اللّه عليه وسلم الكتاب على عظم أو في رقعة ، أو خرقة ، وألقاه إليه ، فجعله سراقة في كنانته ثم رجع . فلما كان فتح مكة ، ثم حنين والطائف ، خرج إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم يلقاه في الجعرانة ، وأسلم سراقة وحسن إسلامه .
* والمحاولة الثالثة لقتله صلى اللّه عليه وسلم قام بها عمير بن وهب الجمحي ، وكان من شياطين قريش ، وممن آذوا الرسول صلى اللّه عليه وسلم أشد الأذى ، ولقى منه أصحابه من مكة أشد العنت ، وخطط لها معه صفوان بن أمية بعد مصاب أهل بدر من قريش . وكان ابنه وهب بن عمير من أسارى بدر ، فقال لصفوان : لولا دين علىّ ، له عندي قضاء ، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدى ، لركبت إلى محمد حتى أقتله ، فإن لي قبلهم علّة : ابني أسير في أيديهم ! واغتنمها صفوان وقال : علىّ دينك أقضيه عنك ! وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا ، لا يسعني شئ ويعجز عنهم ! فقال له عمير : فاكتم شأني وشأنك ! - وتمت المؤامرة .
وشحذ عمير سيفه وسمّه وقدم المدينة ، فرآه عمر ينيخ على باب المسجد متوشحا السيف ، وللتو قال : هذا الكلب عدو اللّه عمير بن وهب ! واللّه ما جاء إلا لشر ، وهو الذي حرّش بيننا وحززنا للقوم يوم بدر ! ( يعنى أفسد بيننا وبينهم وحدد لهم عددنا تخمينا ) .
وأسرع إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعلنه بالأمر ، ولم يفعل الرسول صلى اللّه عليه وسلم إلا أن قال له : « أدخله علىّ » .
وأقبل عمر على عمير ، وأخذ بحمالة سيفه في عنقه فلبّبه بها ، وأمر بعض الأنصار أن يدخلوا على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ويحيطوا به حذر هذا الخبيث ، ثم إنه أتى به إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم . وأمر الرسول صلى اللّه عليه وسلم عمر أن يرسله ، وخاطب عمير قال : « ادن يا عمير » ، فدنا وقال له : انعموا صباحا ! وهي تحية الجاهلية ،
فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « أكرمنا اللّه بتحية خير من تحيتك يا عمير ، بالسلام - تحية أهل الجنة .
فما جاء بك يا عمير ؟ » قال : جئت لهذا الأسير في أيديكم فأحسنوا فيه .
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « فما بال السيف في عنقك ؟ » قال :
قبّحها اللّه من سيوف ! وهل أغنت عنا شيئا ! قال : « أصدقنى ما الذي جئت له » ؟ قال : ما جئت إلا لذلك .
قال : « بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر ، فذكرتما أصحاب القليب من قريش ، ثم قلت : لولا دين علىّ وعيال عندي ، لخرجت حتى أقتل محمدا ، فتحمّل لك صفوان بدينك وعيالك ، على أن تقتلني له ، واللّه حائل بينك وبين ذلك » ! قال عمير : أشهد أنك رسول اللّه ، قد كنا نكذبك بما كنت تأتينا به من خبر السماء وما ينزل عليك من الوحي ، وهذا أمر لم يحضره إلا أنا وصفوان ، فو اللّه إني لأعلم ما أتاك به إلا اللّه !
فالحمد للّه الذي هداني للإسلام وساقنى هذا المساق ، ثم إنه شهد شهادة الحق ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « فقّهوا أخاكم في دينه ، وأقرئوه القرآن ، وأطلقوا له أسيره » ! ففعلوا ، ثم إن عمير استأذن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يقدم مكة يدعو الناس إلى اللّه لعلّهم يهتدون ، وإلّا آذاهم كما كان يؤذى أصحاب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في دينهم ، وأذن له ، فكان يدعو الناس بمكة إلى الإسلام ، ويؤذى من يخالفه أذى شديدا ، وأسلم على يديه ناس كثير .
* وجرت المحاولة الرابعة يوم أحد ، وقام بها ثلاثة : عتبة بن أبي وقّاص ، رمى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكسر رباعيته اليمنى السفلى ، وهي السن التي بين الثنية والناب ، وجرح شفته السفلى ؛ وعبد اللّه بن شهاب الزهري شجّه في جبهته ؛ وعبد اللّه بن قمئة جرح وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته ؛ والمغفر درع من حديد يوضع عند الرأس ليحميه من ضرب السلاح في الحرب .
ووقع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حفرة كانوا قد احتفروها ليقع فيها المسلمون وهم لا يعلمون .
واجتمع خمسة من الأنصار يزودون عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، رأسهم زياد بن السكن ، أو عمارة بن يزيد بن السكن ، وقتلوا دونه ، وقاتلت عنه أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية ، وكانت تذبّ بالسيف ، وترمى عن القوس ، حتى أصابها بن قمئة ، وكان قد أقبل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول : دلّونى على محمد فلا نجوت إن نجا ! فاعترضت له أم عمارة ومصعب بن عمير ، وأناس ممن ثبتوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وضربها ابن القمئة وجرحها جرحا غائرا ، وترّس دون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أبو دجانة ، ورمى سعد بن أبي وقاص دون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وكان الرسول صلى اللّه عليه وسلم يناوله النبل وهو يقول : إرم فداك أبي وأمي ! » حتى كان يناوله السهم ما له نصل فيقول : « إرم به » .
ورمى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن قوسه حتى اندقّت ، وظن أنس بن النضر ، عم أنس بن مالك ، أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم قد قتل ، وذهبت الإشاعة أنه قد قتل ، ورآه كعب بن مالك فأشار إليه ، وزعق يبشّر المسلمين ، واندفع رهط من المسلمين إلى حيث أشار ، ومنهم أبو بكر ، وعمر ، وعلىّ بن أبي طالب ، وطلحة بن عبيد اللّه ، ومالك بن سنان ، وأبو عبيدة الجرّاح ، والزبير بن العوام ، والحارث بن الصّمة ، وأسرع إليه علىّ بن أبي طالب يأخذ بيده ، وأنهضه طلحة ، ومسح مالك بن سنان الدم عن وجهه وكان يلعقه ويزدرده تبركا ، ونزع أبو عبيدة بثنيته إحدى الحلقتين من وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فسقطت الثنية ، ثم نزع الحلقة الأخرى بثنيته الأخرى فسقطت هي أيضا ، فكان أبو عبيدة ساقط الثنيتين .
* وأما المحاولة الخامسة لقتل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقد جرت في الشّعب يوم أحد ، ذلك أن أبىّ بن خلف كان يقابل الرسول صلى اللّه عليه وسلم أيام مكة فيقول له : يا محمد ! إن عندي العوذ ، فرسا أعلفه كل يوم فرقا ( والفرق مكيال ) من ذرة ، أقتلك عليه !
فيقول الرسول صلى اللّه عليه وسلم : « بل أنا أقتلك إن شاء اللّه ! فلما كان يوم أحد وما جرى فيه ، وتراجع المسلمون إلى الشّعب ، والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم مثخن بالجراح وقد أسندوه ، أدركه ابن خلف هذا وهو ينادى عليه : أي محمد ! لا نجوت إن نجوت ! فقال القوم : يا رسول اللّه ! أيعطف عليه رجل منا ؟
فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « دعوه »
- فلما دنا تناول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصّمة ، واستقبله بها وانتفض بشدة ثم طعنه في عنقه ، وخدشته الطعنة ولم تقتله ، ودأدأته عن فرسه ، فلما كان في طريق عودته إلى مكة مات من الجرح بسرف وهم قافلون إلى مكة .
* وجرت المحاولة السادسة لقتله صلى اللّه عليه وسلم في العام الرابع الهجري ، وقام بها بنو النضير من اليهود .
وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قد أرسل بعثة من أربعين رجلا من أصحابه من خيار المسلمين إلى أهل نجد يدعوهم إلى الإسلام ، فغدر بهم عامر ، بن الطفيل وقتلهم ، إلا عمرو بن أمية الضّمرى ورجلا من الأنصار ، وكان ابن طفيل قد حاول أن يستعين عليهم أولا ببنى عامر ، فرفضوا للعقد الذي بينهم وبين النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فلجأ إلى بنى سليم فقاموا معه وأجهزوا على البعثة . وصمم عمرو بن أمية على الانتقام ، وقد ظن أن بنى عامر هم الذين قتلوا أصحابه ببئر معونة ، والتقى قرب المدينة برجلين من بنى عامر نزلا في ظل هو فيه فقتلهما ، وخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى بنى النضير يستعينهم في دية القتيلين من بنى عامر اللذين قتلهما عمرو بن أمية ، فطبقا للجوار الذي كان قد عقده لبنى عامر يحقّ لهم الدية عن القتيلين .
وكان بين بنى النضير وبنى عامر عقد وحلف ويحق له من ثم أن يستعينهم .
فلما أتاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعرض عليهم الأمر رضوا ، ثم إنهم خلوا إلى بعضهم البعض ، وكانت فرصة لهم أن يقتلوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عندهم وهو في نفر من أصحابه قليل ، منهم أبو بكر وعمر وعلىّ ، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد قعد إلى جنب جدار من بيوتهم ، فائتمروا أن يعلو رجل البيت الذي يقعد تحته فيلقى عليه صخرة ، وانتدبوا لذلك عمرو بن جحّاش بن كعب أحدهم ، « ليريحهم منه » كما قالوا ، ولكن اللّه ألهم رسوله صلى اللّه عليه وسلم أن ينهض راجعا إلى المدينة ، وأعلمه بأمرهم ، فلما بلغ المدينة أخبر أصحابه وأمرهم بالتهيؤ لحرب بنى النضير جزاء وفاقا ، ثم سار بأصحابه لحصارهم ، وكان ذلك في شهر ربيع الأول ، واستمر الحصار ست ليال ، وكانت جماعة من الخزرج - منهم عبد اللّه بن أبىّ بن سلول ، ووديعة ، ومالك بن أبي نوفل ، وسويد ، وداعس قد بعثوا إلى بنى النضير :
أن اثبتوا وتمنّعوا فإنا لن نسلمكم .
إن قوتلتم قاتلنا معكم ، وإن أخرجتم خرجنا معكم » ،
وأنزل اللّه تعالى :أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ( 11 ) لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ ( 12 ) لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ ( 13 ) لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ ( 14 ) كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيباً ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ( 15 ) ( الحشر )
وهو ما حدث ، فقذف اللّه في قلوبهم الرعب ، وسألوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يجليهم ويكفّ عن دمائهم ، على أن لهم ما حملت الإبل من الأموال إلا السلاح ، ففعل ، وكان قوله :كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ( 15 ) ( الحشر ) ، يعنى بنى قينقاع الذي كان الرسول قد أجلاهم قبل هذا .
واحتمل بنو النضير من أموالهم ما استقلت الإبل ، فكان الرجل منهم يهدم بيته ويستولى على بابه يضعه على ظهر بعيره . وانطلقوا فخرجوا إلى خيبر ، ومنهم من سار إلى الشام .
* والمحاولة السابعة قام بها رجل من بنى محارب يقال له غورث ، قال لقومه من غطفان ومحارب : ألا أقتل لكم محمدا ؟ قالوا : بلى ، وكيف تقتله ؟ قال : أفتك به !
- فأقبل إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو جالس وسيف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حجره ، فقال : يا محمد ! أنظر إلى سيفك هذا ؟ قال : « نعم »
- وكان محلّى بفضة ، فأخذه فاستلّه ، ثم جعل يهزّه ، ثم قال : يا محمد ! أما تخافني ؟ قال : « لا ، وما أخاف منك » ، قال : أما تخافني وفي يدي السيف ؟
قال : « لا ، يمنعني اللّه منك ! » فكفّ الرجل وعمد إلى سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يردّه إليه ، وأنزل اللّه :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ( 11 ) ( المائدة ) ، قيل وربما أنزلها اللّه في عمرو بن جحّاش متآمر بنى النضير وما هم به ، واللّه أعلم .
* وكانت المحاولة الثامنة لقتله عام الفتح ، قام بها فضالة بن عمير ، أراد الفتك بالنبىّ صلى اللّه عليه وسلم وهو يطوف بالبيت ، فلما دنا منه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « أفضالة » ؟ قال : نعم فضالة يا رسول اللّه ، قال : « ما ذا كنت تحدّث به نفسك » ؟ قال : لا شئ ! كنت أذكر اللّه !
فضحك النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ثم قال : « استغفر اللّه » ، ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه ، فكان فضالة يقول : واللّه ، ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق اللّه شئ أحبّ إلىّ منه !
* وكانت المحاولة التاسعة لقتله يوم حنين ، قام بها شيبة بن عثمان بن أبي طلحة ، أخو بنى عبد الدار ، وكان أبوه قد قتل يوم أحد ، فأراد أن يأخذ بثأره ، وكان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد فرّوا أمام هوازن ، حتى لم يبق معه منهم إلا ثمانية ، وانحاز رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذات اليمين ، ثم قال : « أين أيها الناس ؟ هلموا إلىّ !
أنا رسول اللّه ! أنا محمد بن عبد اللّه » ! وعندئذ تقدّم شيبة يدور حول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وأتاه من خلفه ، فلما همّ به التفت إليه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وعرف الذي أراده وتبسّم له ، ومسح صدره فذهب عنه الشك ، وفي رواية أخرى أن شيبة لما نظر إليه وانقبض فؤاده تغشّاه شئ ، ولم يطق أن يفتك بالرسول صلى اللّه عليه وسلم ، يقول : وعلمت أنه ممنوع منى !
* وأما المحاولة العاشرة لقتله فكانت من تدبير عامر بن الطّفيل عدو اللّه ، وزيد بن قيس ، وكانا ضمن وفد بنى عامر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وقال عامر لأربد : إذا قدمنا على الرجل - يقصد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - فإني سأشغل عنك وجهه ، فإذا فعلت ذلك فاعله بالسيف ! فلما قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال له : « يا عامر ! إن الناس قد أسلموا فأسلم !
فجعل يقول للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : خالنى - يعنى اتخذني خليلا ، وجعل يكلّمه وينتظر من أربد ما كان أمره به ، فجعل أربد لا يحير شيئا .
فلما رأى عامر ما يصنع أربد قال : يا محمد ! خالنى ! قال : « لا ، حتى تؤمن باللّه وحده لا شريك له » . وألحّ على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وهو يأبى عليه ، فقال له : أما واللّه لأملأنها عليك خيلا ورجالا .
وولى عامر فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « اللهم اكفى عامر بن الطفيل » .
ثم إن عامرا التقى بأربد فعاتبه وقال : أين ما كنت أمرتك به ؟ قال له : لا تعجل علىّ : ما هممت بالذي أمرتني به من أمره إلا دخلت بيني وبين الرجل حتى ما أرى غيرك .
أفأضربك بالسيف ؟ - وخرجا راجعين إلى بلادهما ، فلما كانا ببعض الطريق بعث اللّه على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه ، فقتله في بيت امرأة من بنى سلول ، وهو يقول : أغدة كغدة الإبل ، وموتا في بيت سلولية ! !
- وبعد موت ابن الطفيل توجه أربد إلى أرض بنى عامر وكذب على قومه عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وقال في حقه : لوددت أنه عندي الآن فأرميه بالنبل حتى أقتله ! فخرج بعد مقالته بيوم أو يومين ومعه جمل له يتبعه ، فأرسل اللّه عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما .
وأنزل اللّه تعالى في ابن الطفيل وأربد :سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ ( 10 ) لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ( 11 ) ( الرعد ) .
وقيل إن اللّه أنزل في أربد وابن الطفيل :وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ( 13 ) ( الرعد ) ، وأن ابن الطفيل وأربد لما قدما المدينة سألا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن يجعل لهما نصف الأمر ، فأبى عليهما ، فقال له عامر : أما واللّه لأملأنها عليك خيلا جردا ورجالا مردا . فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « يأبى اللّه عليك ذلك وأبناء قيلة » يعنى الأنصار .
ثم إنهما هما بالفتك برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فجعل أحدهما يخاطبه ، والآخر يستل سيفه ليقتله من ورائه ، فحماه اللّه وعصمه ، فخرجا من المدينة ، فانطلقا في أحياء العرب يجمعان الناس لحربه صلى اللّه عليه وسلم ، فأرسل اللّه على أربد سحابة فيها صاعقة فأحرقته ، وأما ابن الطفيل فأرسل اللّه عليه الطاعون ومات .
* * *
204 . الردّ على من قال أن الأنبياء تعلم الغيب
كان هذا الردّ من طائر صغير الشأن ، كبير القدر ، هو الهدهد ، وكان هو قول الهدهد لسليمان :أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ( 22 ) ( النمل ) ، فأعلمه ما لم يكن يعلمه سليمان . وفي الآية دليل على أن العلم ليس احتكار العلماء ، ولا الأنبياء ، وأنه لا النبىّ ولا العالم يمكن أن يعلما الغيب إلا ما يأذن به اللّه . * * *
205 . محمد لا يعلم الغيب
ما كان محمد صلى اللّه عليه وسلم يعلم ما تخبئه المقادير ، ولا ما ذا يجرى له غدا ، ولو كان يعرف ما يراد منه من قبل أن يعرفه لفعله ، كقوله :وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ( 188 ) ( الأعراف ) ،والقائد إذا تسنّى له أن يعرف الغيب انتصر في الحروب ، وبعض الحروب خسرها النبي صلى اللّه عليه وسلم ، والتاجر الذي يعرف الغيب يتاجر بثقة ويعرف متى يقبل على الاتجار ومتى ينكص ، ومحمد صلى اللّه عليه وسلم ما كان يجد قوت يومه ، وكان أصحابه يشكون الجوع فما يملك ما يسدّ به جوعهم ، إلا أن يطلب منهم أن يصبروا .
ولو كان يعلم الغيب لكانت الساعة ضمن علمه ، ولاستكثر من عمل الصالحات . ولو كان علم الغيب من علومه لاستطاع أن يجيب على كل ما سألوه عنه ، ولما استطاع أحد أن يؤذيه أو يكيد له ، وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل .
* * *
206 . محمد صلى اللّه عليه وسلم بشر
في التراث الإسلامي أن إبليس رفض أن يسجد لبشر :قالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ( 33 ) ( الحجر ) ، وورث الناس عن إبليس هذه الدعوى ، ورفضوا أن يكون الرسل من البشر :قالُوا ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ( 15 ) ( يس ) ، وشكّكوا في رسالاتهم ، قالوا :أَ بَشَرٌ يَهْدُونَنا( 6 ) ( التغابن ) ، واستكبروا أن يتّبعوا رسولا من البشر :فَقالُوا أَ بَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ( 24 ) ( القمر ) ، وقالوا عن كل نبىّ :ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا( 27 ) ( هود ) ،وزادوا فقالوا :ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ( 24 ) ( المؤمنون ) ،
وزادوا أكثر فقالوا :ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ( 33 ) ( المؤمنون ) ،
وأقرت الرسل ببشريتهم ولم يدّعوا خلاف ذلك :قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ( 11 ) ( إبراهيم ) ،
وأكد النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ذلك عن نفسه فقال :قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ( 110 ) ( الكهف ) ،
وقال أهل مكة عنه :هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ( 3 ) ( الأنبياء ) ، يعنى أنه لا يتميز عنهم بشيء ، فما ينبغي أن يكون لهم نبيا ، وما علموا أن اللّه تعالى ما كان ليرسل إلى البشر إلا بشرا مثلهم ، ليفهموا عنهم ويعلّموهم ، ولو كان الناس ملائكة لأرسل إليهم ملكا ، ولكنهم بشر من بشر ، فكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم - وكل نبىّ - منهم وإليهم .
* * *
207 . النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أليس بشرا ؟ فلما ذا هذه الصفات ينسبها إليه البعض فتخرجه عن البشرية ؟ !
ذلك دأب العامة في الديانات المختلفة ، وفي المذاهب المتباينة ، أن ينسبوا لأنبيائهم وكبرائهم وعظمائهم ، أفعالا وأقوالا وصفات تخرجهم عن البشرية ، ويطلق علماء النفس والطب النفسي على ذلك اسم « عبادة البطل » ، واليهود ألّهوا نبيّهم عزيز :وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ( 30 ) ( التوبة ) ،وكذلك فعل النصارى :قالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ( 30 ) ( التوبة ) ،
واتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ( 31 ) ( التوبة ) ،
وإنما محمد صلى اللّه عليه وسلم أكد على بشريته وقال : « أنما أنا بشر أضيق بما يضيق به البشر » رواه أحمد بطريق عائشة ، وفي رواية أخرى قال : « إني بشر أغضب كما يغضب البشر » . واللّه تعالى لم يرسل إلى الناس رسلا إلا من البشر ، يقول :قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ( 11 ) ( إبراهيم ) ،
وأمر اللّه تعالى نبيّه أن يقول :إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ( 6 ) ( فصّلت ) ،
وقال له :قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَما مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ( 188 ) ( الأعراف ) ،
وقال عنه :وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ( 144 ) ( آل عمران ) ، فإذا كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يخبر أحيانا ببعض الغيوب ، فإنما يخبر بها بإعلام اللّه تعالى إياه ، لأنه تعالى يستقل بعلم ذلك ، كما وصف نفسه :عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً ( 26 ) إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً( 27 ) ( الجن ) .
والمسلم الذكي هو الذي يتحرّج أن يقع في الخطأ الذي وقع فيه اليهود والنصارى ، وإنه لأمر جلل أن ننسب إلى رسولنا صلى اللّه عليه وسلم ما ليس فيه ، ونحسب أننا بذلك نكرمه ، أو نجلّه ، أو ننزله المنزلة الواجبة ، والرسول صلى اللّه عليه وسلم من كل ذلك براء .
* * *
208 . محمد واحد من العرب وبشر مثلهم
عن عائشة رضى اللّه عنها أن قوله تعالى :لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ( 164 ) كان للعرب خاصة » ،وقال آخرون : الآية لكل المؤمنين أينما كانوا ، ينبّههم أن نبيّهم صلى اللّه عليه وسلم من أنفسهم ، أي واحد منهم ، وبشر مثلهم ، وإنما امتاز عليهم بالوحي ، وخصّ المؤمنين بالذكر لأنهم المنتفعون به ، فالمنّة عليهم أعظم .
* * *
209 . النبىّ صلى اللّه عليه وسلم خليله اللّه تعالى
في الحديث : « وقد اتخذ اللّه صاحبكم خليلا » أخرجه مسلم .يعنى اصطفاه اللّه خليلا ، والخليل هو الذي يوالى في اللّه ، ويعادى في اللّه ، والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم كانت هذه أبرز صفاته ، فلما اتخذه اللّه خليلا استحال عليه أن يشرك في نفسه أحدا مع اللّه ، فقال : « لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا » أخرجه مسلم ،
يعنى لم يكن له خليل إلا اللّه ، شأنه شأن إبراهيم الخليل :وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا( 125 ) ( النساء ) .
* * *
210 . الردّ على من قال إن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أختص أحدا بشيء قبل مماته
الدليل عليه قوله صلى اللّه عليه وسلم : « لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا » أخرجه مسلم ،أي : لو كنت مختصا أحد بشيء ، لاختصصت أبا بكر ، وفي هذا ردّ على من زعم أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم اختص بعض الصحابة - وبالتحديد عليا - بشيء من الدين .
* * *
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 201 الى 220 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 211 الى 220 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
211 . محمد صلى اللّه عليه وسلم أول من أسلم أمره للّه من أمّته
لمّا أصرّوا على تكذيب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، أنزل اللّه تعالى عليه سورة الأنعام ، يسلّيه عن تكذيب من كذبه ، فصار خطابه له « بقل » تتكرر كل حين ، ومن ذلك :قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ( 14 ) ( الأنعام ) ،يعنى الأول من هذه الأمة ، كقول موسى :وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ( 143 ) ( الأعراف ) ،
والإسلام هو أن تسلم أمرك للّه ، وأول المسلمين يعنى أول من يسلم أمره للّه ، وزيد له الأمر وضوحا فقيل له أن يقول :قُلْ أَ غَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا( الأنعام 14 ) ، وأن يقول :لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ( 163 ) ( الأنعام ) ،
وانتقد المستشرقون هذه الآيات ، بأن إبراهيم والأنبياء قبله كانوا من المسلمين ، ومن الدعاة كذلك ، وكانوا تاريخيا قبل النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فكيف يكون هو أولهم مع أنه آخرهم ؟
والجواب : أن الآية من التعليم الإلهى له ، بأن يردّ على المكذّبين إذا جادلوه وكذّبوه ، بأنه آمن باللّه لا شريك له ، وأنه أول المسلمين إعلانا وتأكيدا له ، ونشرا لعبادته وتوحيده ، فإن كان إبراهيم قد سبقه فلم تكن له جماعة سوى عشيرته ، وموسى اقتصر على بني إسرائيل ،
وعيسى قال عن نفسه : إنه ما جاء إلا لخراف بني إسرائيل الضالة ، وكلّ نبىّ كان له قومه يدعوهم بدعوته ، إلا محمدا صلى اللّه عليه وسلم ، فإنه أول من دعا إلى ربّ العالمين ، وأول من ينزل عليه كتاب مدوّن محفوظ ، وأمته من بعده خلفاء له ، وهي الأمة الشاهدة على الأمم ، وأمة البلاغ عنه ، والمسلمون فردا فردا ، ورثوا عنه الرسالة والتبليغ ، فكل من يقوم مقامه في التبليغ فهو أول المسلمين مثله - أي في المقام الأول من حيث الاعتبار بما قد كلّف به ، وما أدّاه منه .
وفي الحديث عنه صلى اللّه عليه وسلم لفاطمة ، أنه أمرها أن تقول ما خصّ به أن يقوله هو عن نفسه :قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ( 162 ) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ( 163 ) ( الأنعام ) ، ولما سأله عمران عن هذه الآية : يا رسول اللّه ! هذا لك ولأهل بيتك خاصة ، أم للمسلمين عامة ؟
قال : « بل للمسلمين عامة » ، فكل من يؤمن به تعالى ، ويدعو إليه ، ويؤدى تكاليف الإيمان ، فهو من « أوائل المسلمين » ، وفي صفّهم .
وفي الحديث عن أبي هريرة أنه صلى اللّه عليه وسلم قال : « نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ، ونحن أول من يدخل الجنة » ، يعنى إن كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم هو آخر الأنبياء ، وأمته هي آخر الأمم ، فإنه وأمته إن شاء اللّه ، هم الأولون يوم القيامة وعند دخول الجنة ، بأعمالهم وصلاحهم ، وإخلاصهم ، وبرواية أبى حذيفة قال : « نحن الآخرون من أهل الدنيا ، والأولون يوم القيامة ، المقضى لهم قبل الخلائق » ، وبالتعبير القرآني أنهمالسَّابِقُونَ( 10 ) ( الواقعة ) ، سبقوا الأمم بالإيمان ، وكانوا أول الناس رواحا للصلاة ، وجهادا بالنفس والمال ، وأخذا بالتوبة ، وعملا بالبر والإحسان ، فلما أسلموا للّه كانوا من الأولين ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أولهم في السبق ، لأنه نبىّ الأمة ورسوله تعالى .
كما قال : « نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ، ونحن أول من يدخل الجنة » أخرجه مسلم ، و « نحن الآخرون من أهل الدنيا ، والأولون يوم القيامة المقضى لهم قبل الخلائق » أخرجه مسلم .
وهو أول الخلق لتقدّمه على الخلق ، وأول المسلمين في أمة الإسلام ، ولما سئل في الآية :قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ( 162 ) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ( 163 ) ( الأنعام ) ،
هل هذه لك خاصة أم للمسلمين عامة ؟
قال : « بل للمسلمين عامة » أخرجه الحاكم ، فالأولية جائزة لكل مسلم يقوم بفروض دينه وطاعة ربّه ونبيّه ، وهي أولية على الخلق وعلى سائر المسلمين الأقل منه التزاما بدينهم وبالطاعة لربّهم ، ولرسوله .
وقال : « والذي نفسي بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، يهودي ولا نصراني - ثم لم يؤمن بالذي أرسلت به ، إلا كان من أصحاب النار » أخرجه مسلم ، يعنى رغم أنه أرسل باللسان العربي ، إلا أنه للكافة ، وفي ذلك دلالة على أن العربية ستصبح لغة دولية وقد صار لسانها - اللسان العربي - لسانا عالميا ، وللّه الحمد والمنّة .
وكذلك كان نوح ، وإبراهيم ، وهود ، وصالح ، وشعيب ، ويعقوب ، وموسى ، أرسلوا جميعا إلى أقوام لا يتعدّوهم ، إلا محمدا ، فإنه الوحيد الذي أرسل إلى العالمين ،
يقول ربّنا :وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ( 28 ) ( سبأ ) ، أي إلى جميع الخلائق والأمم والشعوب ، كقوله تعالى :قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ( 158 ) ( الأعراف ) ،
ولما سئل ابن عباس : فيم فضل محمد عن الأنبياء ؟ قال : إن اللّه تعالى ذكر الرسل ، فقال :وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ( 4 ) ( إبراهيم ) ،
وقال للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم :وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ( 28 ) ( سبأ ) . وفي الحديث ، قال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، أنه أعطى خمسا ، لم يعطهن أحد من الأنبياء ، وذكر من بينها : « وكان النبىّ يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس عامة » أخرجه البخاري ومسلم .
وقال : « بعثت إلى الأسود والأحمر » - يعنى للناس عامة ، يجمعهم جميعا بالإنذار والإبلاغ ، ويكفّهم جميعا عمّا هم فيه من الكفر ، ويدعوهم جميعا إلى الإسلام .
وفي الحديث الصحيح : « مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأتمها وأكملها ، إلا موضع لبنة ، فجعل الناس يدخلونها ويتعجّبون منها ويقولون : لولا موضع اللبنة » !
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « فأنا موضع اللبنة ، جئت فختمت الأنبياء » أخرجه مسلم . أو قال : « فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيّين » .
« لبيك » ، وقالت : كان خلقه سورة « قد أفلح المؤمنون » إلى عشر آيات .
وانتقد المستشرقون هذه الآيات ، بأن إبراهيم والأنبياء قبله كانوا من المسلمين ، ومن الدعاة كذلك ، وكانوا تاريخيا قبل النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فكيف يكون هو أولهم مع أنه آخرهم ؟
والجواب : أن الآية من التعليم الإلهى له ، بأن يردّ على المكذّبين إذا جادلوه وكذّبوه ، بأنه آمن باللّه لا شريك له ، وأنه أول المسلمين إعلانا وتأكيدا له ، ونشرا لعبادته وتوحيده ، فإن كان إبراهيم قد سبقه فلم تكن له جماعة سوى عشيرته ، وموسى اقتصر على بني إسرائيل ،
وعيسى قال عن نفسه : إنه ما جاء إلا لخراف بني إسرائيل الضالة ، وكلّ نبىّ كان له قومه يدعوهم بدعوته ، إلا محمدا صلى اللّه عليه وسلم ، فإنه أول من دعا إلى ربّ العالمين ، وأول من ينزل عليه كتاب مدوّن محفوظ ، وأمته من بعده خلفاء له ، وهي الأمة الشاهدة على الأمم ، وأمة البلاغ عنه ، والمسلمون فردا فردا ، ورثوا عنه الرسالة والتبليغ ، فكل من يقوم مقامه في التبليغ فهو أول المسلمين مثله - أي في المقام الأول من حيث الاعتبار بما قد كلّف به ، وما أدّاه منه .
وفي الحديث عنه صلى اللّه عليه وسلم لفاطمة ، أنه أمرها أن تقول ما خصّ به أن يقوله هو عن نفسه :قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ( 162 ) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ( 163 ) ( الأنعام ) ، ولما سأله عمران عن هذه الآية : يا رسول اللّه ! هذا لك ولأهل بيتك خاصة ، أم للمسلمين عامة ؟
قال : « بل للمسلمين عامة » ، فكل من يؤمن به تعالى ، ويدعو إليه ، ويؤدى تكاليف الإيمان ، فهو من « أوائل المسلمين » ، وفي صفّهم .
وفي الحديث عن أبي هريرة أنه صلى اللّه عليه وسلم قال : « نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ، ونحن أول من يدخل الجنة » ، يعنى إن كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم هو آخر الأنبياء ، وأمته هي آخر الأمم ، فإنه وأمته إن شاء اللّه ، هم الأولون يوم القيامة وعند دخول الجنة ، بأعمالهم وصلاحهم ، وإخلاصهم ، وبرواية أبى حذيفة قال : « نحن الآخرون من أهل الدنيا ، والأولون يوم القيامة ، المقضى لهم قبل الخلائق » ، وبالتعبير القرآني أنهمالسَّابِقُونَ( 10 ) ( الواقعة ) ، سبقوا الأمم بالإيمان ، وكانوا أول الناس رواحا للصلاة ، وجهادا بالنفس والمال ، وأخذا بالتوبة ، وعملا بالبر والإحسان ، فلما أسلموا للّه كانوا من الأولين ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أولهم في السبق ، لأنه نبىّ الأمة ورسوله تعالى .
* * *
212 . محمد صلى اللّه عليه وسلم أول الخلق أجمع
قالوا في قوله تعالى :وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ( 163 ) ( الأنعام ) ، أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أول الخلق أجمع ، وفي نداء الفجر يقال : « يا أول خلق اللّه » ، والمقصود أنه فعلا أول الخلق معنى ،كما قال : « نحن الآخرون الأولون يوم القيامة ، ونحن أول من يدخل الجنة » أخرجه مسلم ، و « نحن الآخرون من أهل الدنيا ، والأولون يوم القيامة المقضى لهم قبل الخلائق » أخرجه مسلم .
وهو أول الخلق لتقدّمه على الخلق ، وأول المسلمين في أمة الإسلام ، ولما سئل في الآية :قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ( 162 ) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ( 163 ) ( الأنعام ) ،
هل هذه لك خاصة أم للمسلمين عامة ؟
قال : « بل للمسلمين عامة » أخرجه الحاكم ، فالأولية جائزة لكل مسلم يقوم بفروض دينه وطاعة ربّه ونبيّه ، وهي أولية على الخلق وعلى سائر المسلمين الأقل منه التزاما بدينهم وبالطاعة لربّهم ، ولرسوله .
* * *
213 . محمد أرسل بلسان قومه
النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عربىّ بعث باللسان العربي ، كقوله تعالى :وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ( 4 ) ( إبراهيم ) ، يعنى أنه تعالى يرسل الرسل بلغات أقوامهم ، ليبيّنوا أمر دينهم ، ومع ذلك فلا حجة للأقوام الأخرى ، لأن كل من ترجم له ما جاء به النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ترجمة يفهمها ، لزمته الحجة ، ولا تكون ملزمة إلا أن يسمعوا به وتبلغهم رسالته ، وقد قال تعالى :وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ( 28 ) ( سبأ ) ، وقال صلى اللّه عليه وسلم : « أرسل كل نبىّ إلى أمته بلسانها ، وأرسلني اللّه إلى كل أحمر وأسود من خلقه » ،وقال : « والذي نفسي بيده ، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة ، يهودي ولا نصراني - ثم لم يؤمن بالذي أرسلت به ، إلا كان من أصحاب النار » أخرجه مسلم ، يعنى رغم أنه أرسل باللسان العربي ، إلا أنه للكافة ، وفي ذلك دلالة على أن العربية ستصبح لغة دولية وقد صار لسانها - اللسان العربي - لسانا عالميا ، وللّه الحمد والمنّة .
* * *
214 . محمد رسول لكافة الناس
كل الرسل أرسلوا إلى أمم بعينها ولم يرسلوا لغيرها ، ولما أتت الكنعانية إلى عيسى ليشفى ابنتها ، رفض ولم يعرها التفاتا ، ثم قال : « لم أرسل إلا إلى الخراف الضالة من بني إسرائيل » ، وقال : « ليس حسنا أن يؤخذ خبز البنين ويلقى للكلاب » ( متّى 15 / 24 - 26 ) ،وكذلك كان نوح ، وإبراهيم ، وهود ، وصالح ، وشعيب ، ويعقوب ، وموسى ، أرسلوا جميعا إلى أقوام لا يتعدّوهم ، إلا محمدا ، فإنه الوحيد الذي أرسل إلى العالمين ،
يقول ربّنا :وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ( 28 ) ( سبأ ) ، أي إلى جميع الخلائق والأمم والشعوب ، كقوله تعالى :قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً ( 158 ) ( الأعراف ) ،
ولما سئل ابن عباس : فيم فضل محمد عن الأنبياء ؟ قال : إن اللّه تعالى ذكر الرسل ، فقال :وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ( 4 ) ( إبراهيم ) ،
وقال للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم :وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ( 28 ) ( سبأ ) . وفي الحديث ، قال النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، أنه أعطى خمسا ، لم يعطهن أحد من الأنبياء ، وذكر من بينها : « وكان النبىّ يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس عامة » أخرجه البخاري ومسلم .
وقال : « بعثت إلى الأسود والأحمر » - يعنى للناس عامة ، يجمعهم جميعا بالإنذار والإبلاغ ، ويكفّهم جميعا عمّا هم فيه من الكفر ، ويدعوهم جميعا إلى الإسلام .
* * *
215 . النبىّ صلى اللّه عليه وسلم خاتم النبيين
في الآية :ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ( 40 ) ( الأحزاب ) نصّ على أنه لا نبىّ بعده صلى اللّه عليه وسلم ، وفي الحديث : « لا نبوة بعدى إلا ما شاء اللّه » زيدت « إلا ما شاء الله » وهي تناقض بداية الحديث ، لأن معناها أن بعده سيكون أنبياء والذين وضعوا هذه الزيادة كانوا يرجون بها أن يقنعوا الناس بأنه بعد النبىّ صلى اللّه عليه وسلم سيكون هناك أنبياء ، يقصدون بهم أئمة الشيعة والروافض .وفي الحديث الصحيح : « مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بنى دارا فأتمها وأكملها ، إلا موضع لبنة ، فجعل الناس يدخلونها ويتعجّبون منها ويقولون : لولا موضع اللبنة » !
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « فأنا موضع اللبنة ، جئت فختمت الأنبياء » أخرجه مسلم . أو قال : « فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيّين » .
* * *
216 . كان خلقه القرآن
قالت عائشة عن خلقه : ما دعاه أحد من الصحابة ولا من أهل بيته إلا قال :« لبيك » ، وقالت : كان خلقه سورة « قد أفلح المؤمنون » إلى عشر آيات .
وفي الحديث : إن اللّه بعثني لأتمم مكارم الأخلاق » .
وشرح صلى اللّه عليه وسلم ذلك فقال : « أدّبني ربى تأديبا حسنا إذ قال :خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ( 199 ) ( الأعراف ) ، فلما قبلت ذلك منه قال :وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ( 4 ) ( القلم ) .
ومن تعليمه : « اتق اللّه حيثما كنت ، واتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن » .
ومن تعليمه : « اتق اللّه حيثما كنت ، واتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن » .
وقال : « ما من شئ أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن ، وإن اللّه تعالى ليبغض الفاحش البذيء » . وسئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ فقال : « تقوى اللّه ، وحسن الخلق » .
وسئل عن أكثر ما يدخل النار ؟ فقال « الفم والفرج » ؛ وقال : « إنّ من أحبّكم إلىّ وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقا ، وإن أبغضكم إلىّ وأبعدكم منى مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدّقون والمتفيقهون » قالوا : يا رسول اللّه ، قد علمنا الثرثارون ، والمتشدّقون ، فما المتفيهقون ؟ قال : « المتكبّرون » .
والثرثارون : هم المتكلمون في الكلام خروجا عن الحق ؛ والمتشدّقون : هم المتوسّعون في الكلام من غير احتراز ولا احتياط ، وهم المستهزءون بالناس يلوون أشداقهم ؛ والمتفيهقون : المدّعون العلم والحذق .
والثرثارون : هم المتكلمون في الكلام خروجا عن الحق ؛ والمتشدّقون : هم المتوسّعون في الكلام من غير احتراز ولا احتياط ، وهم المستهزءون بالناس يلوون أشداقهم ؛ والمتفيهقون : المدّعون العلم والحذق .
* * *
217 . محمد رحمة للعالمين
في الحديث : « إنما أنا رحمة مهداة » رواه أبو هريرة ، ومثله الحديث عند ابن عمر : « إن اللّه بعثني رحمة مهداة . بعثت برفع قوم وخفض آخرين » ، وأصل ذلك في القرآن الآية :وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ( 105 ) إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ ( 106 ) وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ( 107 ) ( الأنبياء ) وقوله هذا بلاغ لقوم عابدين ،جعل من قوله :الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ بلاغا عاما ، وقضية مسلّمة صحيحة ، فيها بشارة للصالحين ، والمبلّغ وهو محمد كان المبشّر ، ولأنه كذلك فقد كان رحمة لهم ،
ثم قال تعالى :قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ( 108 ) ( الأنبياء ) ، فأصل الدعوة كلها أن لا إله إلا اللّه ، وهي مضمون الوحي إلى محمد صلى اللّه عليه وسلم ، والإيمان بلا إله إلا اللّه هو التسليم بالوحي ومضمونه ، والبشارة أن يرث المؤمنون الأرض ، يعنى أن يؤول إليهم الحكم وتصبح لهم الغلبة والسيادة .
وإذن فالقول في النبىّ صلى اللّه عليه وسلم :رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ هو من علم السياسة الإسلامية ، لأنه برحمة من اللّه بشّر المستضعفين ، وكما في الحديث : « بعثت برفع قوم وخفض آخرين » .
والحديث : « إني رحمة بعثني اللّه ولا يتوفانى حتى يظهر اللّه دينه » . ويظهره في حياته وبعد مماته ، معناه من الناحية السياسية كقوله تعالى :فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ( 56 ) ( المائدة ) ،
ومعناه من الناحية الأخلاقية : أن من آمن باللّه كتب له الرحمة ، ومن لم يؤمن عوقب مما أصاب الأمم من الخسف والقذف .
وفي هذه الناحية أيضا قال : « أيّما رجل سببته في غضبى أو لعنته لعنة ، فإنما أنا رجل من ولد آدم ، أغضب كما تغضبون ، وإنما بعثني اللّه رحمة للعاملين ، فأجعلها صلاة عليه يوم القيامة » ، يعنى سببا لأن تحط عنه بعض سيئاته . وفي ذلك رحمة وأي رحمة ؛ ولأنه رحمة قال : « وأنا الماحي الذي يمحو اللّه بي الكفر » ،
وفي هذه الناحية أيضا قال : « أيّما رجل سببته في غضبى أو لعنته لعنة ، فإنما أنا رجل من ولد آدم ، أغضب كما تغضبون ، وإنما بعثني اللّه رحمة للعاملين ، فأجعلها صلاة عليه يوم القيامة » ، يعنى سببا لأن تحط عنه بعض سيئاته . وفي ذلك رحمة وأي رحمة ؛ ولأنه رحمة قال : « وأنا الماحي الذي يمحو اللّه بي الكفر » ،
يعنى من يؤمن به فإن إيمانه يكون له رحمة . والآية إذن :أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ ( 105 ) إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ ( 106 ) وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ( 107 ) ( الأنبياء )
تؤكد القول بأن الإسلام دين ودولة ، وأن ما في القرآن ويخصّ السياسة هو من الدولة ، وما فيه يخصّ الأخلاق هو من الدين .
* * *
218 . محمد أولى بالمؤمنين
في الحديث : « إنما مثلي ومثل أمتي ، كمثل رجل استوقد نارا ، فجعلت الدواب والفراش يقع فيه ، وأنا آخذ بحجزكم ، وأنتم تقحمون فيه » ، ومعنى بحجزكم أي يمنعهم عنه ، وهذا مثل لاجتهاده صلى اللّه عليه وسلم في نجاة أمته ، وحرصه على تخليصهم من الهلكات ، فوصفه ربّه فقال :النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ( 6 ) ( الأحزاب ) ،فقال صلى اللّه عليه وسلم : « أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فمن توفى وعليه دين ، فعلىّ قضاؤه ، ومن ترك مالا فلورثته » ، فإن ترك المتوفى مالا يسلّم لورثته ، وإن ترك دينا قضاه عنه الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، فهذه هي الولاية - من أولى المذكورة في الآية بمعنى نصر ، وبتفسيره صلى اللّه عليه وسلم بمعنى أدعى وأحفظ لهم من أنفسهم ، وفي الأمثال : لا عطر بعد عروس ، وهو أولى بهم من أنفسهم ، لأن أنفسهم تدعوهم إلى الهلاك وهو يدعوهم إلى النجاة ، وهذه هي ولاية النبوة ، وإن شئت فهي الأبوة الدينية .
والإنسان الأذن هو الذي يسمع كلام كل أحد ، وقد ردّ اللّه عليهم فقال :وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ( 61 ) ( التوبة ) ، فأمّن اللّه تعالى على قولهم ، واستثنى فقال هو أذن خير لا أذن شر ، فيسمع الخير ولا يسمع الشر ، وهو يستمع للمؤمنين ولا يصدق الكافرين ، وسماعه للمؤمنين رحمة لهم .
* * *
219 . النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أذن خيرا
قال المنافقون في النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أنه أذن ، يعنى سماع لكل أحد ، وكانوا يبسطون ألسنتهم بالوقيعة في أذيته ، فيقولون : إن عاتبنا حلفنا له فيصدّقنا ويقبل منّا ، فإنه أذن سامعة .والإنسان الأذن هو الذي يسمع كلام كل أحد ، وقد ردّ اللّه عليهم فقال :وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ( 61 ) ( التوبة ) ، فأمّن اللّه تعالى على قولهم ، واستثنى فقال هو أذن خير لا أذن شر ، فيسمع الخير ولا يسمع الشر ، وهو يستمع للمؤمنين ولا يصدق الكافرين ، وسماعه للمؤمنين رحمة لهم .
* * *
220 . وعظه لهم بواحدة
الرسالة بلاغ ، والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم أتم الحجّة على المشركين ، بقوله تعالى :قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ( 46 ) ( سبأ ) ،والواحدة التي يعظهم بها ، وينصحهم أن يأتوها ، هي أن يتفكّروا ، سواء أكانوا وحدهم أم مع غيرهم ، هل جرّبوا على صاحبهم الذي يدعوهم إلى الإسلام ، كذبا ، أو رأوا فيه جنونا أو انحرافا ، أو شاهدوا عليه فسادا ، أو وجدوه يختلف إلى من يدّعون العلم بالسحر أو القصص ، أو عرفوا فيه الطمع إلى المال ، أو قدروا على معارضته ولو بسورة واحدة ؟
فإذا تحققوا من صدق ما يقول ، فلما ذا العناد وهو ليس إلا نذيرا بما ينتظر الكافرين من العذاب الشديد ؟
وقيل : لما نزلت :وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ( 214 ) ( الشعراء )
خرج رسول اللّه حتى صعد الصفا فهتف : يا « صباحاه » ! ! ( يقسم بالصباح تنبيها ) فقالوا : من هذا الذي يهتف ؟ قالوا : محمد . فاجتمعوا إليه فقال : « أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقىّ » ؟
قالوا : نعم . ما جرّبنا عليك كذبا .
قال : « فإني نذير لكم بين يدىّ عذاب شديد » .
خرج رسول اللّه حتى صعد الصفا فهتف : يا « صباحاه » ! ! ( يقسم بالصباح تنبيها ) فقالوا : من هذا الذي يهتف ؟ قالوا : محمد . فاجتمعوا إليه فقال : « أرأيتم إن أخبرتكم أن خيلا تخرج من سفح هذا الجبل أكنتم مصدقىّ » ؟
قالوا : نعم . ما جرّبنا عليك كذبا .
قال : « فإني نذير لكم بين يدىّ عذاب شديد » .
* * *
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2313 إلى 2413 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2351 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2312 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2265 إلى 2281 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2249 إلى 2264 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2211 إلى 2248 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات أولا الإسلام السياسي من 2168 إلى 2210 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب ثانيا الطعام والشراب من 2049 إلى 2083 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات الحادي عشر الذكر والتسبيح والدعاء من 1961 إلى 2001 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات تاسعا صلاة الجمعة من 1903 إلى 1920 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات ثامنا الصلاة من 1826 إلى 1902 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات أولا الوضوء والاغتسال من 1794 إلى 1825 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني "53" المجلس الثالث والخمسون من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سابعا العدّة من 1782 إلى 1793 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سادسا الطلاق من 1744 إلى 1781 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي خامسا الأسرة من 1739 إلى 1743 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي رابعا الأولاد من 1734 إلى 1738 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثالثا الحمل والولادة والرضاع والفطام والحضانة من 1722 إلى 1733 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1681 إلى 1721 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1651 إلى 1680 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1623 إلى 1650 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس عشر الإسلام والحرب من 1547 إلى 1597 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1312 إلى 1342 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1146 إلى 1278 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1190 إلى 1220 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1152 إلى 1189 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1130 إلى 1151 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1126 إلى 1129 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1076 إلى 1125 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1035 إلى 1044 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1026 إلى 1034 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1015 إلى 1017 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 981 الى 1011 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 961 الى 980 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 948 الى 960 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 941 الى 947 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 911 الى 940 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 881 الى 910 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 851 الى 880 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 831 الى 850 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 801 الى 830 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 771 الى 800 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 741 الى 770 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 721 الى 740 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 697 الى 720 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 661 الى 680 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 641 الى 660 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 621 الى 640 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 601 الى 610 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 591 الى 600 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 582 الى 590 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 541 الى 560 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 527 الى 540 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 511 الى 526 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 491 الى 510 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 471 الى 490 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 451 الى 470 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 421 الى 430 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 408 الى 420 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 381 الى 407 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 361 الى 380 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 341 الى 360 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 321 الى 340 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 299 الى 320 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 281 الى 298 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 261 الى 280 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 241 الى 260 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 201 الى 220 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 179 الى 200 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 161 الى 178 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 141 الى 160 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني