اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

17092023

مُساهمة 

الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Empty الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني




الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 1  د. عبد المنعم الحفني

121 . هل كلمة فرقان عبرية ؟

المشكلة مع المستشرقين هو تحاملهم المزرى وتعصّبهم المقيت ، ومن هؤلاء جيجر اليهودي صاحب كتاب : « ما ذا اقتبس محمد من اليهودية ؟ » ونولدكه النصراني ، وشفالى ، وهيرشفيلد ، وهوروفيتس ، وآرثر جيفرى ، وآخرون كثيرون ، قالوا جميعا إن كلمة فرقان العربية الواردة في القرآن هي نفسها كلمة « فرقانا » السريانية ، واستخدمها محمد في القرآن بنفس المعنى المستخدمة فيه الكلمة المقابلة في العبرية ، فكأنه صلى اللّه عليه وسلم كان مطّلعا على اللغتين السريانية والعبرية ، وضليعا في مصطلحاتهما الدينية ! !
ونسأل : ولما ذا يلجأ إلى المصطلحات غير العربية ، ويحاول تطويعها للّسان العربي وكلمة فرقان العربية تغنيه عن ذلك ، وكانت معروفة في اللسان العربي قبل نزول القرآن ؟
وفرقان من فرق والمصدر فرقان ، بمعنى فصّل وميّز أحدهما عن الآخر ؛ نقول فرق بين الخصوم ، أي حكم بينهم وفصل . وفي القرآن يأتي منها ستة عشر اشتقاقا ، كقوله تعالى :وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ ( 3 ) مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقانَ( 4 ) ( آل عمران ) ، وقوله :تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً( 1 ) ( الفرقان ) فسمّى اللّه تعالى القرآن فرقانا ، بما يحوى من حجج وبيّنات ، ودلائل واضحات ، وبراهين قاطعات .
ومرة تأتى لفظة فرقان بالإضافة ، كقوله :وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ( 41 ) ( الأنفال ) ، ويوم الفرقان هو يوم بدر ، فرق اللّه فيه بين الحق والباطل ، وبين الهدى والضلال ، وهو أول مشهد شهده الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وكان ذلك ليلة الجمعة لسبع عشرة مضت من رمضان .
ومرة تأتى فرقان كوعد للمؤمنين ، كقوله :إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً( 29 ) ( الأنفال ) أي عرفانا ، تفرقون به بين الحق والباطل .
ومرة تأتى كدعاء ، كقوله تعالى :فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ( 25 ) ( المائدة ) يعنى اقض ، وافتح بيننا وبينهم ، كما قال الشاعر :يا رب فافرق بينه وبيني * أشد ما فرقت بين اثنينومرة تأتى كوصف للحال ، كقوله :فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي( 94 ) ( طه ) أي أشعت الفرقة فيهم ، وكقوله :فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً( 159 ) ( الأنعام ) ، بمعنى فارقوه ، وصاروا فرقا كأهل الملل والنحل والأهواء والضلالات ؛ وقوله :فَالْفارِقاتِ فَرْقاً( 4 ) ( المرسلات ) تفرق بين الحق والباطل ، والهدى والغى ، والحلال والحرام .
وأمثال هذه الاشتقاقات تتكرر اثنتين وسبعين مرة . وأما كلمة الفرقان نفسها فتأتي سبع مرات ، مرتين فيما أنزل اللّه على موسى وهارون ، في قوله تعالى :وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ( 53 ) ( البقرة ) ، وقوله :وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ( 48 ) ( الأنبياء ) ، فالكتاب هو التوراة ، والفرقان هو المعرفة بالتمييز . وفي كل هذه الاستخدامات في القرآن ، يأتي المعنى المشترك فيها جميعا هو « التفرقة بين الحق والباطل » ؛

وأما كلمة فرقاناFurkanaالسريانية بمعنىYeshaالعبرية ، فمعناها الخلاصErlo ? sungكما في الألمانية ، وSalvationكما في الإنجليزية ، وSalutكما في الفرنسية ، وما أبعد المسافة بين المعنى العربي للمصطلح ، ومعاني الألفاظ الأجنبية ؟ !
ومن ثم كان افتئات المستشرقين البيّن ، وحمق ما ذهبوا إليه ، وتخبّطهم فما يدرون كيف ينتقدون القرآن ويطعنون الإسلام ، كالذي يتخبّطه الشيطان من المسّ ، فضلّ عنهم ما كانوا يفترون ، فاحذرهم يا أخي المسلم فهم العدو ، واذكر قوله تعالى :وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ( 120 ) ( البقرة ) ، ولا تتخذ منهم مرجعا ليعلمك ، فهؤلاء لن يألونك خبالا ، واللّه المستعان .

  * * *

122 . الكتاب المبين والقرآن المبين

يأتي عن القرآن أنه الكتاب المبين ثماني مرات ، كقوله تعالى :الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ( 1 ) ( يوسف ) ، والكتاب هو القرآن ، وفي الآية يجمع بين الصفتين ، بأنه قرآن ، وأنه كتاب ، لأنه ما يظهر بالكتابة ، وما يظهر بالقراءة . وفي سورة أخرى قال تعالى :الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ( 1 ) ( الحجر ) ، فأخرج الكتاب بلفظ المعرفة ، والقرآن بلفظ النكرة ، وذلك لأن القرآن والكتاب اسمان يصلح لكل واحد منهما أن يجعل معرفة ، وأن يجعل صفة ، ووصفه بالمبين ، لأنه بيّن فيه أمره ونهيه ، وحلاله وحرامه ، ووعده ووعيده ، وحدوده وأحكامه ، وهداه وبركته .
  * * * 

123 . تلك آيات الكتاب المبين

تتكرر هذه العبارة في القرآن أربع مرات ، كما في سورة يوسف الآية 1 ، يشير « بتلك » إلى ما وعد اللّه تعالى به من الآيات يتكون منها القرآن ، وتلك بمعنى هذه . وقيل :
إن « تلك الآيات » كان اللّه تعالى قد وعد بها في التوراة وأنزلها لذلك في القرآن ، وهذا تفسير من الإسرائيليات ، لأنه لا شئ من ذلك فيما يسمى الآن باسم التوراة .
  * * *
124 . لما ذا القرآن لسانه عربى وأحكامه عربيه ؟
يأتي في القرآن ثماني مرات أن القرآن عربى اللسان ، ففي سورة يوسف يقول تعالى :الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ ( 1 ) إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ( 2 ) ، واللغات تتفاضل كتفاضل الناس والأماكن والأيام والشهور والسنين ؛ ولغة العرب هي أوسع اللغات مفردات ومفاهيم ، وتراكيبها أبين التراكيب ، وعباراتها ومصطلحاتها هي الأفصح والأوفى ، وهي اللغة الأكثر تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس ، ولهذا أنزل بها أشرف الكتب وهو القرآن ، بأشرف اللغات ، وعلى أشرف الرسل ، بسفارة أشرف الملائكة وهو جبريل ، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض مكة ؛ وابتدأ نزوله في أشرف شهور السنة رمضان ، فكمل من كل الوجوه . وفي سورة الرعد يأتي قوله تعالى :وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ حُكْماً عَرَبِيًّا( 37 ) ، 
أي أنزلنا القرآن محكما معرّبا :لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ( 42 ) ( فصلت ) . 
ويأتي في سورة طه :وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً( 113 ) ، فلما كان يوم المعاد والجزاء واقعا لا محالة ، أنزل اللّه القرآن عربيا للعرب أصلا ، متضمنا الكثير من الوعيد والنذير ، لعلهم يعقلون ما فيه ، ويتدبرونه ، ويتذكرونه فيتقون . 
ويأتي في سورة الزمر :وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ( 27 ) قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ( 28 ) ، وأمثلة القرآن يضربها اللّه تعالى للناس ، تبيانا لكل شئ ، ومن باب تشبيه المجرّد بالمحسوس ، وجاء القرآن بالعربية التي لا لبس فيها ولا اعوجاج ولا انحراف ، حتى تكون مراعاته في متناول مفهوم الجميع . وفي سورة فصلت قال تعالى :كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ( 3 ) ، أي بيّنت معانيه ، وأحكمت أحكامه ، وكانت لغته عربية لتبيّن وتوضح . 
وقال في سورة الشورى :وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ( 7 ) ، أي جعل اللّه لغته العربية الجلية ليكون الإنذار بها لأمّ القرى وما حولها ، وهي مكة وأرباضها وسائر البلاد ، جنوبها وشمالها ، وشرقها وغربها ، ينبّه إلى يوم القيامة الذي يجمع فيه الأولون والآخرون . وهذه إذن أسباب النزول بالعربية ، لأنها لغة بيان ، فيكون فهم الناس كافة لمعاني القرآن فيتدبرونه .
* * *

125 . لغة القرآن لغة قريش

اللغة العربية هي لغة القرآن ، وكان نزول القرآن بها ضمانا إلهيا ببقاء اللغة العربية ، كقوله تعالى :إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ( 9 ) ( الحجر ) . 
وكغيرها من اللغات مرت اللغة العربية بأطوار ، ولم تكن في مراحلها الأولى على الصورة التي عليها الآن ، وكانت لها لهجات مثلما لها لهجات الآن ، باختلاف الشعوب والقبائل العربية ، وإختلاف الحواضر والبوادي ، ومن ذلك قديما نطق اللام بالميم ، ومنه حديثا نطق السين شينا ، وكانوا قديما - وما يزالون - ينطقون الكاف شينا ، كقولهم عيناش بدلا من عيناك . وكانت للكلمات دلالات بحسب الاستعمال ، فصارت لها دلالات أخرى وافدة مع التطور .
وقديما كانت من معاني كلمة « أدفأ » القتل ؛ فصارت إلى معنى استجلاب الدفء ، وتعددت المعاني لكلمة عين ، فصار منها الجاسوس ، وأعيان القوم هم كبراؤهم ، وكانت العين قاصرة على آلة البصر وعلى البئر .
وبالتلاحم ، والتقارب ، والتصاهر بين القبائل ، والتجارة بين الناس ، تواجدت لغة مشتركة يقاس إليها حسن القول ، ولم تتوفر هذه اللغة إلا لقريش ، لأنهم سكان مكة حيث الكعبة يتوافد عليها العرب جميعا للحج ، فكانت مكة لهذا مركزا للتجارة ، ومجمعا للقبائل ، ينطلقون منها في رحلتي الشتاء والصيف .
وكان القرشيون أهل حكمة ووقار ، ويتحاكم إليهم المختصمون ، ويقيمون الأسواق كسوق عكاظ ، وفيها تعقد المضاربات ، والمباريات في الشعر والخطابة بلغة قريش ، ولم يكن بهذه اللغة عيوب لهجات البدو ، كالعنعنة عند بني تميم ، والتلتلة عند البهراء ، والكشكشة عند ربيعة ، والكسكسة عند مضر ، والعجرفة عند الضبة ، والاستنطاء عند أهل اليمن ، والعجعجة عند قضاعة . ولم يكن القرشيون على مقربة من شعوب أخرى تؤثر على نطقهم وتدخل عليهم الغريب ، فكانوا بعيدين عن لغات الأعاجم ولم يخالطوهم ، فسلمت لغتهم ، 

وذلك معنى قول أبى بكر : وقريش هم أوسط العرب في العرب دارا ، وأحسنهم جوارا ، وأعربهم ألسنة » .
* * *

126 . الألفاظ الأعجمية : ما حكايتها في القرآن ؟

وإلحاقا بما سبق ، فإذا كان القرآن عربيا مبينا ، لما ذا هذه الألفاظ الأعجمية التي يزعم البعض أن القرآن يحفل بها ؟ وحكاية هذه الألفاظ بزعمهم أن أعجميا كان يعلّم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، ولقد أجبنا على هذا الزعم الأخير ضمن « باب النبوة والقرآن » ، وبقيت حكاية الألفاظ الأعجمية .
ومن الغريب أن هناك من المسلمين من أخذ عن اليهود ، وذهب مذهبهم ، وردد أقوالهم ، مثل : عبد اللّه بن عباس ، وتلميذه عكرمة ، وهذان اشتهرا بالإسرائيليات ، وتفسيرهما لآيات القرآن في الكثير خاطئ أيما خطأ .
ومن الذين ذهبوا إلى إثبات الكلمات الأعجمية بالقرآن الزركشي ، وقد جمع منها خمسا وعشرين كلمة ، وكذلك السيوطي جمع منها 119 كلمة ، وغير هؤلاء تاج الدين السبكي ، وابن حجر ، والأول زعم أن كلمات القرآن الأعجمية 27 كلمة ، والثاني زعم أنها 24 كلمة ، وأضاف الدكتور عبد الرحمن بدوي إلى ما سبق سبع كلمات أخرى ، وكل هؤلاء ذهبوا إلى القول أن هذه الكلمات مصادرها يونانية ، ولاتينية ، وعبرية ، وسريانية ، وآرامية ، وقبطية ، وهندية ، وحبشية ، ونبطية ، وتركية ، وبربرية - ويسمونها أحيانا لسان أهل المغرب ، وأحيانا لسان أهل إفريقيا ، أو 
لغة الزنج .
وأطلق المستشرقون على هذه الكلمات مرة اسم الكلمات الأجنبية ، ومرة اسم المفردات المحولة عن الأصل ، ومرة اسم الكلمات الخليط ، وذهب أحدهم وهو « منجانا » ، إلى زعم أن السريانية طبعت الأسلوب القرآني بأسره !
ولم يكن أىّ من هؤلاء من علماء اللغويات ، ولم يعرف عن عبد اللّه بن عباس ، ولا عكرمة ، معرفته بأىّ من اللغات الأجنبية ، وإنما أحبار اليهود في المدينة - وهم الذين كان يستقى منهم إسرائيلياته - أعلموه بما قال ، فردد ما قالوا ، وهو ما فعلوه أيام الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وردّ عليهم اللّه فيما أوردنا من آيات .
وتخريج المستشرقين لهذه الكلمات عن غير أصول عربية فيه افتئات واعتساف ، والتشابه بينها بعيد الإمكان ، فما دخل كلمة مثلJustidiaاللاتينية بالعدل العربية ، أو كلمة قسطاس العربية بكلمةdikastesاليونانية بمعنى قاض .
وقسطاس معناها الميزان ، ومنها قسط يعنى عدل ، والمقسط من الأسماء الحسنى للّه تعالى ، ولا عبرة بأن تكون قسطاس نهايتها بالسين على طريقة العرب في ترجمة الألفاظ اليونانية ، كسقراط يقولونها سقراطيس ! ولو كان قسطاس وقسط غير عربيتين ، فلما ذا أتيا في القرآن بمختلف أشكال التصريف ، فقال تعالى :وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى( 3 ) ( النساء ) ، وقال :فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ( 9 ) ( الحجرات ) ، وقال :ذلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ( 282 ) ( البقرة ) ، وقال :شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ( 18 ) ( آل عمران ) ، وقال :وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ( 182 ) ( الشعراء ) ،
وفي قوله تعالى :وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً( 14 ) ( الجن ) ، والقاسط هو الجائر عن الحق الناكب عنه ، بخلاف المقسط وهو العادل ، كما في قوله تعالى :إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ( 9 ) ( الحجرات ) .
ولو كانت الكلمتان غير عربيتين ، أكان يكثر استخدامهما بهذا الثراء والتوسع ؟ والمعول عليه في كل اللغات أنه إذا تشابهت كلمتان في لغتين وأحببنا أن نعرف أيهما الأقدم ، وأي اللغتين اقتبست عن الأخرى ، فإننا نتابع استخدامات الكلمة واستعمالاتها في اللغتين ، وفي كلمتي قسطاس وقسط لا يوجد مثل هذا الاستخدام والاستعمال الثرى في أي من اللغات التي قيل إن القرآن اقتبس منها .
والاستخدام الكثير للكلمة وتصريفها على مختلف وجوه الصرف ، هما الفيصل في اعتبارها من الكلمات الأصول في اللغة أو الكلمات المستوردة .

وكلمة أخرى هي برج ، قيل أصلهاburgusاللاتينية ، فهل للكلمة اللاتينية مثل الاستخدامات والاستعمالات والتصريفات التي للكلمة العربية ؟ ومن استخداماتها مثلا :
برج يعنى ظهر وارتفع ، وبرجت العين بمعنى أحدق بياضها بالسواد كله ، وبرج فلان بمعنى تباعد ما بين حاجبيه ، فهو أبرج ، وهي برجاء ، والجمع برج ؛ ونقول أبرج بمعنى بنى برجا ، وأبرج اللّه السماء أي جعلها ذات بروج وزيّنها بالكواكب ، وتبرّجت السماء تزيّنت بالكواكب ، وتبرّجت المرأة أظهرت زينتها ، والبرج الحصن ، والبيت يبنى على سور المدينة ، وبروج السماء اثنا عشر ، وبرج الحمام مسكنه يأوى إليه ، والبارجة الذي يعرف بشرّه ، والبرج ظهور الجمال وحسن الوجه ، ومن ذلك الكثير في لغة العرب .
ومن القرآن من مادة برج يأتي قوله :وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى( 33 ) ( الأحزاب ) ،
وقوله :غَيْرَ مُتَبَرِّجاتٍ بِزِينَةٍ( 60 ) ( النور ) ،
وقوله :وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ( 78 ) ( النساء )
وقوله :وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ( 1 ) ( البروج ) ،
ولذلك أرى أن الدكتور عبد الرحمن بدوي الذي جعل لكلمة برج العربية أصلا لاتينيا قد أخطأ خطأ شنيعا . ومن مثل ذلك قوله إن كلمة كهف منCaveaوكلمة صراط منStrata، من أصول لاتينية وهما كلمتان دارجتان في العربية ، وتستخدمان يوميا . وتأتى كهف في القرآن ست مرات في سورة الكهف ، كما تأتى صراط 45 مرة ! والملاحظ في علم اللغات أن الكلمة المستوردة ( بفتح الراء ) لا ترد في اللغة المستوردة ( بكسر الراء ) بهذه الكثرة ، وفي كتاب واحد كالقرآن . وكلمات مثل : قنطارquintale، ومجوس ، وعدن ، ومرجان ، وياقوت ، ويهود ، وآزر ، وجبريل ، وميخائيل ، وإسرافيل ، وعزرائيل ، وإسرائيل ، وعمران ، ودينار ، ودرهم ، وإستبرق ، وسندس ، وطور ، ورقيم ، ونصارى ، وعيسى ، ونوح ، وإبراهيم ، وإسماعيل ، وإسحاق ، ويعقوب ، ويوسف ، وإدريس ، ويونس إلخ ، من الممكن أن تكون لها أصول غير عربية ، ومن نبت ثقافات أخرى ، ولكنها دخلت في المصطلح العربي بحكم الاطّلاع على تلك الثقافات ، وما دامت الإشارة إلى تلك الثقافات فلا بد من اللجوء إلى مصطلحاتها ، ولا تثريب في ذلك . والتلاقح الثقافي ، والتثاقف ، من مفردات علمىّ الاجتماع والأنثروبولوجيا ، وفي القرآن عن ذلك :وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا( 13 ) ( الحجرات ) ، والتعارف بين الشعوب يترتب عليه التلاقح الثقافي ، ومن غير المعقول أن أعرّب اسم تشرشل ، أو هتلر ، أو لندن ، ولم يحدث أن نقل الإنجليز أو الفرنسيون كلمة مثل : مسلم ، أو شافعي ، أو حنفي إلى لغاتهم بترجمتها ، وإنما هم يوردونها بأشكالها ومعانيها .
ومن الغريب أن يزعم الزركشي أن كلمة مثل طفق يونانية ، وأن أليم بمعنى موجع عبرية ، وأن كفلين ، وناشئة الليل حبشيتان ، وكذلك قسورة بمعنى أسد ، ومشكاة بمعنى طاقة ، وأن سندس هندية ؟ !
ولم يحلنا الزركشي إلى أصول هذه الكلمات ، وهل كان يعرف هذه اللغات ؟ وأي هندية يقصد ، فلغات الهند كثيرة تزيد على المائة والخمسين ؟

وحتى إذا كانت هذه الكلمات وغيرها من أصول غير عربية ، فما ذا يعيب أي لغة في ذلك ، وكل لغات العالم بها المستورد والأصيل ؟ أم أنهم يقصدون بذلك ، إلى أنه طالما أن هذه الكلمات غير العربية في القرآن ، فالقرآن كاذب في قوله :إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ( 2 ) ( يوسف ) ،
وقوله :قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ( 28 ) ( الزمر ) ،
 وقوله :وَهذا كِتابٌ مُصَدِّقٌ لِساناً عَرَبِيًّا( 12 ) ( الأحقاف ) ؟
ثم إنه كاذب إذ ينفى عنه العجمة في قوله :وَلَوْ جَعَلْناهُ قُرْآناً أَعْجَمِيًّا( 44 ) ( فصلت ) ؟ !
فذلك هو مرادهم وليس مجرد البحث العلمي ، ولو كانت هذه الكلمات وغيرها من أصول غير عربية ، فإنما استخدمها القرآن لأنها صارت عربية بالاستعمال ، وفي النظريات الحديثة في اللغويات فإن أصالة الكلمة تقاس باستخداماتها ، والكلمة المستعملة أصل من الأصول اللغوية ، والقواميس في اللغات الأوروبية توضع بحسب الشائع المستعمل يوميا من الكلمات ، شكلا ، ونطقا ، ومعنى . والعرب إن استخدموا هذه الكلمات في كتاباتهم ومحادثاتهم ، فإنما لأنها رسخت في وجدانهم وعقولهم ، وتجنّست بالجنسية العربية .
وكلمات مثل سلسبيل ، وسنا ، وسيد بمعنى زوج ، وشطر ، وصلات ، وطوبى ، وغساق ، وفردوس ، وقوم ، وقراطيس ، وقسورة ، وقمل ، والقيوم ، وكنز ، ولينة ، ومتكأ ، وراعنا ، ودرست ، والتنور ، وحدب ، وجهنم ، والجبت ، وأوّاب ، وأسباط ، وأبّ ، وأرائك ، جميع ذلك كلمات عربية قحّ ولم تؤخذ من أي لغة كانت ، بخلاف ما ذكر السيوطي في كتابه « المهذب فيما وقع في القرآن من المعرب » ، وهذه الكلمات في رأيه معرّبة ، وفي رأينا هي كلمات عربية لها مشتقاتها واستخداماتها ومعانيها ، وعلى عكس ما ذكر السيوطي ، فقد راجعناها عند أصحاب هذه اللغات التي زعم أنها أصولها ، فلم نجدها عندهم .
ومن الكلمات التي زعم أنها قبطية وراجعتها على أساتذة هذه اللغة في مصر : وراء ، وهيت لك ، ومناص ، واليمّ ، وقطّنا بمعنى كتابنا ، وطور ، وسنين ، والأولى والآخرة ، وأكواب ، فتبين كذب هذا الزعم ، كما تبين أن دفاع الدكتور عبد الرحمن بدوي المزعوم عن القرآن دفاع متهافت ، وكان الأحرى به أن يطالع هذه الألفاظ في لغاتها المزعومة ، ويطالعها في المعاجم والقواميس العربية ليعرف أنها عربية صميمة .

وكان الطبري على القول بأنه لا وجود لألفاظ غير أعلام من غير كلام العرب في القرآن .
وأما أن توجد بعض ألفاظ غير الأعلام في القرآن ، وفي العربية عموما ، وفي لغات أخرى غير العربية ، فإنما ذلك لأن اللغة العربية وغيرها من اللغات تستقى ربما من أصول واحدة تأخذ عنها جميعا ، ونحن نعرف أن علماء اللغات يقسمونها إلى أصول ، 
ويقولون بتشابه اللغات التي تندرج معا فيما يسمى باللغات السامية ، كما تتشابه اللغات التي تنتمى إلى مجموعة اللغات الهند وأوروبية .
وكلمة مثل « العرب » التي تطلق على الجنس العربي ، وعلى الشعوب العربية ، أصلها من لغة أم ، كانت العربية أهم روافدها ، واشتق الاسم نسبة إلى يعرب بن قحطان ، أو نسبة إلى بلادهم العربات ، ومنهم العرب العاربة أي الخلّص ، والعرب المستعربة أي الذي تجنّسوا من غير العرب بالجنسية العربية وصار لسانهم عربيا ، وهؤلاء جلبوا بعض الأسماء معهم من ثقافاتهم وأدخلوها إلى العربية ، كما أن العرب العاربة كانوا « رحلا » يشتغلون بالتجارة وغيرها ، فكانوا يحتكون بغيرهم ، ويعرفون عنهم ، ويصاهرونهم ، وروى القرآن عن رحلة قريش في الشتاء والصيف إلى الشام وغيرها ، فكان العرب يخالطون سائر الألسنة ، وكثر الموالى من غير العرب ، ومن المحتم أن يتأثر اللسان العربي بألسنة الموالى .
ونعلم من التاريخ العربي كثرة هجرة العرب إلى الحبشة ، وهناك من المؤرخين من غير العرب ينسبون الأصول العرقية وراء حدود الجزيرة العربية إلى العرق العربي ، فكلما كثر عدد العرب بالجزيرة كان ذلك إيذانا بهجرة إلى خارجها ، ولم تكن الفتوحات العربية إلا هجرة كبرى من هذه الهجرات المتوالية ،
والقرآن قنّن الهجرة بقوله :أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها( 97 ) ( النساء ) ،
وحضّ عليها فقال :وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ( 72 ) ( الأنفال ) ،
وكانت الهجرة في الشعوب السامية ، ومعنى العبرانيين أنهم المهاجرون المرتحلون ، وكان إبراهيم ولوط وإسرائيل من الذين هاجروا ، وفي الهجرات يتمثّل الأفراد ثقافات الآخرين ، وتغلّبت ثقافة الغزاة ، ولذلك طبعت العربية بلاد الإسلام بالطابع العربي ، وفي العصور الوسطى انتقلت الكثير من المصطلحات العربية إلى اللغات الأوروبية ، ولا تثريب في ذلك ، وقد تنتقل حتما مصطلحات وألفاظ غير عربية إلى العربية ، ولو قلنا إن القرآن به مصطلحات غير عربية ، وحسبنا ذلك عيبا فيه ، لكان العيب في فهمنا نحن لقوانين الحضارات والثقافات .
وفي المصطلح الإنجليزى مثلا يوجد لفظanglicize، وترجمته يؤنجلز ، كقولنا يعرّب ، وفي كل اللغات تأخذ إحداها من الأخريات ولكنها تطبعnaturalizeما تأخذ بلسانها ، وفعل العرب نفس الشيء ، وكانوا يطبعون الكلمات الأعجمية بالطابع العربي ليخففوا من عجمتها ، وهذه هي الكلمات التي لم يكونوا ينوّنونها ، وهي أسماء غالبا ، إلا أن هذه الكثرة من الكلمات التي يقول المستشرقون والشعوبيون أن القرآن يحفل بها إنما هي عربية صميمة ، مثل كلمة « فاطر » التي ادّعى ابن عباس أنها غير عربية ، فلما ذا لا يكون العكس ، ويكون وجود هذه الكلمات في اللغات 
الأخرى نتيجة لغلبة العربية كرافد حضارى وافد ودخيل على هذه اللغات ؟
والغزو العربي لبلاد هذه اللغات لم يأت فجأة ، فلا بد أنه كانت له إرهاصات ، وأن العرب كثروا بهذه البلاد حتى صار للسانهم تأثير في أهلها .
ولا معنى للقول بأن العرب تتخاطب بألفاظ ، حتى أن كتابهم الرسمي والمقدس ينقل بعض هذه الألفاظ ، من غير أن تكون هذه الألفاظ من صميم لغتهم . وما كان من الممكن أن لا تكون هذه الألفاظ من لغة العرب ثم يخاطبهم بها اللّه ؟
وما فائدة أن يخاطبهم بألفاظ لا يفهمونها ولا يعرفونها ؟ ومن التعريف بالمنطق أنه العلم الذي يستخدم اللغة المنطوقة للتفاهم .
ولو كان القرآن قد أتى بألفاظ غير منطوقة - أي لا يتحدّث بها ، لسقطت حجته على العرب ومن يكفرون باللّه .

وكل ما ادعى المدّعون أنه من غير كلام العرب - بخلاف الأعلام - هو باطل ويدحضه أن هذه الكلمات الدخيلة في زعمهم هي على أوزان كلام العرب ، ويتداولونها في أشعارهم وأمثالهم وأحاديثهم .
ونخلص من ذلك إلى أن القرآن كما قال ربّ العالمين :بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ( 195 ) ( الشعراء ) ،
 أي بلسان شامل العربية ، وكامل الفصاحة ، لا لبس فيه ولا عجمة ، ليكون بيّنا واضحا ظاهر الوضوح ، وقاطعا للعذر ، ومقيما للحجّة على الكافة ، وحسبنا اللّه .

  * * *

127 . ليس في القرآن ما ليس من لغة العرب

الكلمات التي يتصور البعض أنها غير عربية مثل سندس وإستبرق في قوله تعالى :وَيَلْبَسُونَ ثِياباً خُضْراً مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ( 31 ) ( الكهف )
هي وفاق بين اللغات ، والسندس الرقيق النحيف ، واحده سندسة ، والإستبرق ما ثخن منه ، وهو الحرير ، أو الديباج ، وقيل الكلمتان فارسيتان معرّبتان ، غير أن إستبرق من استفعل ، من البريق ، والكلمتان عربيتان ، وليس في القرآن ما ليس من لغة العرب .

  * * * 

128 . أبلغ لفظة للعرب في معنى التعظيم والإجلال

هي « اللّه أكبر » ، تصفه تعالى بأنه أكبر من كل شئ ، وفي الآية :وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً( 111 ) ( الإسراء )
هي قول « اللّه أكبر » ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إذا دخل في الصلاة قال : « اللّه أكبر » .
وقال عمر بن الخطاب : قول العبد « اللّه أكبر » خير من الدنيا وما فيها .

  * * * 
129 . علوم القرآن
قيل : إن علوم القرآن بقدر عدد كلماته مضروبة في أربعة ، أي أنها سبعون ألف علم ، وسبعة آلاف وأربعمائة وخمسون ، وذلك لأن كل كلمة لها ظاهر وباطن مما لا نعرف له حدودا .
غير أن أم علوم القرآن ثلاثة أقسام : التوحيد ، والتذكير ، والإحكام ؛
فالتوحيد : هو العلم المختص بمعرفة الخلق والخالق بأسمائه وصفاته وأفعاله ؛
والتذكير : هو الوعد والوعيد ؛
والأحكام : هي التشريعات ، والأوامر والنواهي ، ومطلوبات الإيمان والتكاليف على المؤمن ، والعبادات .

وكلّ من هذه الثلاثة يشكل إذن ثلث التفسير ، ولذلك قيل إن الآية :قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌتعدل ثلث القرآن ، أي في المعنى ، وأما الثلث الثاني فهو التذكير ، والثلث الثالث الأحكام .
وجمعت فاتحة الكتاب الأقسام الثلاثة ، ومن ثم كانت جامعة للقرآن ، وأم القرآن ، ففيها من التوحيد الآيات من أولها حتىيَوْمِ الدِّينِ، وفيها من الأحكام :إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، وفيها من التذكيراهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَإلى آخر السورة ، فصارت الفاتحة بهذا أم الكتاب . وقيل غير ذلك من أقسام القرآن ، ففيه مثلا علم النبوة وبراهينها ، وفيه القصص ، والديانات .
وقيل القرآن فيه : إخبار واستخبار ، وإعلام وتنبيه ، وأمر ونهى ، ووعد ووعيد ، ووصف للجنة والنار ، وعلم أسماء اللّه تعالى وصفاته وأفعاله ، والإقرار بنعمه ، والجدل مع المنكرين ، والرّد على الملحدين ، وبيان وجوه الخير والشر ، والظلم والعدل ، والحق والباطل ، والحسن والقبيح ، والكون وعظمته واتساعه ، وإعجاز مكوناته ومخلوقاته ، وعلم الإنسان ، وكيف هو ولما ذا كان ، والمعرفة وفضلها ، والحكمة ونعتها ، وتصنيف الناس إلى مؤمنين وكافرين ومشركين ، ومتّقين وأبرار ومفسدين وفجّار ، وأحداث التاريخ القديم وإحالاتها على الحاضر والمستقبل ، والساعة وعلاماتها ، والبعث والحساب ، وأحوال الكون والناس في الآخرة ، والموت والحياة ، وعلوم الأخلاق والجمال والكمال ، والعلم بأسباب النزول ، وبالأمثال ، والألفاظ ، وبالناسخ والمنسوخ ، والمتشابه والمحكم ، ونظم القرآن وأسلوبه ، وإعراب ألفاظه وتصريفها والبحث في أصولها ، وعلم الاعتبار وهو الاستنباط والاستدلال ، ومن المستحيل إحصاء علوم القرآن ، فهذا شئ لا حدود له ، ويتوقف على ثقافة المحصى ، والقرآن لا يستدرك ، ولا تحصى علومه ، ولا فنونه ، ولا آدابه .

  * * *
130 . ترجمة القرآن : هل هي ممكنة ؟ وما ذا بشأن اللغة المعجزة فيه ؟
لقد ترجم القرآن فعلا إلى خمسين لغة مختلفة ، ولا يرقى هذا العدد إلى ما ترجمت إليه الأناجيل ، فقد قيل أنها ترجمت إلى 176 لغة ، سواء من اللغات الكبرى المعروفة ، أو لغات أقوام من الأقليات المنتشرة في العالم .
ويساعد على ترجمة الأناجيل حركة التبشير التي تعم البسيطة كلها ، واشتغال القساوسة الدعاة بالوعظ بلغات الناس التي يتكلمونها يوميا ، ولذلك فقد ترجموا الأناجيل إليها دون أن يحفلوا بما نسميه بلاغة الترجمة ، فالمهم نقل المعنى بأبسط أسلوب يمكن أن يفهمه الناس .
والقرآن اشتغل بترجمته المستشرقون أولا ، ليطعنوا فيه ، ويردّوا على ما جاء به من تصحيحات للديانات .
وكان أول من بدأ الهجوم على القرآن يوحنا الدمشقي ( نحو 650 - 750 م ) ، وتوجه نقده للنسق العام للقرآن ، وتابعه إيثومس زيجابنيوس في كتابه « العقيدة الشاملة » .
وكانت أول ترجمة للقرآ
141 و 1143 م ،ن بين سنتي 1 وكانت اللغة اللاتينية هي لغة القساوسة والمشتغلين بالدراسات الإنسانية والأدب ، وترجم القرآن بها بناء على توصية من بطرس المبجّل راهب ديركلونى بفرنسا ، وقام بالترجمة روبرت لرتينى الإنجليزى ، وهيرمان الهركاشى الألماني ، وراهب أسبانى عربى ، ولم تنشر هذه الترجمة إلا بعد أربعة قرون .
وتسبب هذا الهجوم على القرآن والإسلام من قبل إمبراطور بيزنطه جان كانتا كوزين ، في إقدام كثيرين من النصارى على نقد القرآن بمختلف اللغات ، حتى باللغات السريانية والإرمينية والعربية .
ولم يتوقف هذا الهجوم المدفوع إليه من قبل الدولة البيزنطية إلا بسقوط هذه الدولة وفتح القسطنطينية سنة 1453 م ، واستمرت الهجمات النصرانية ، تحضّ على كراهية القرآن ، وتضرم نيران البغضاء لأهله ولنبيّه ، وكان للكنيسة الكاثوليكية قصب السبق في ذلك ، وتزعم هذه الحملات الكردينال نيقولا دىكوسا - وهو المعدود من فلاسفة النصرانية ( 1401 م - 1464 م ) ، بإيعاز وتشجيع بابا روما بيوس الثاني ، ونشر رسالته الشائهة « غربلة القرآن » سنة 1543 م ، وتوجه اهتمامه إلى استخراج الإقرارات الواردة في القرآن بالنصرانية وبالمسيح والأناجيل ، واستعرض مخالفات القرآن للنصرانية كما تطرحها الكاثوليكية ، ونبّه إلى ما ظنه تناقضات وردت في القرآن .
وتوالت الكتب المعادية تباعا ، يحبّرها قساوسة الدومينكان والجزويت ، ومن ذلك بالفرنسية كتاب ميشيل نان « ضد القرآن والقرآنيين دفاعا وبرهانا » سنة 1680 م ، غير أن أشرس النصارى هجوما كان لودفيجو ماراتش الإيطالى ( 1612 - 1700 م ) في كتابه « عالم النصّ القرآني » سنة 1698 م في مجلدين ، أعطى الأول اسم « مقدمة في دحض القرآن » ، وقصر الثاني على ترجمة القرآن إلى اللاتينية ، وضمّن الكتاب حواشي للتفسير والشرح والنقد ، وأرفق بالترجمة النص العربي ، وفيما يبدو فإن ماراتش هذا كان يعرف العربية وإنما معرفة عرجاء ، فجاءت ترجمته سيئة للغاية ، وحافلة بالأخطاء ، ونقده ساذجا وغير منطقي ويعتمد على المغالطات .

وترجم القرآن شفيجر النورمبرجى إلى الألمانية سنة 1616 م ، ثم ترجمه سيور دوريز إلى الفرنسية سنة 1649 م ، وعن هذه الترجمة قدّم الإنجليزى الكسندروس ، قسيس كاريسبروك ، سنة 1649 م ، أول ترجمة إنجليزية ، ثم ظهرت ترجمة لاتينية ثانية للأب مارتشى البادوى سنة 1698 م ، وطبعت هذه الترجمة في إنجلترا أربع مرات في السنوات 1734 ، و 1764 ، و 1801 م ، وصدرت أول ترجمة روسية سنة 1776 ، ثم نشرت ترجمة ثانية بالفرنسية سنة 1783 م ، وترجمة ثالثة سنة 1840 ، وأعيد طبعها سنة 1841 ، ثم سنة 1867 . 
وتعتبر الترجمة الألمانية الصادرة سنة 1841 أول ترجمة يمكن أن توصف بالجودة وقد توفر عليها فلوجل ، وتميزت الترجمة الإنجليزية التي أصدرها رودويل سنة 1861 بترتيب السور بحسب نزولها تاريخيا . وفي سنة 1929 صدرت ترجمة أخرى إيطالية لبونللى ، ثم ترجمة تشيكية لنيكل 1934 ، ثم ترجمة شير علىّ الباكستانى الإنجليزية سنة 1955 ، وترجمة بالتيمور الإنجليزية سنة 1956 ، وهناك غير ذلك ترجمة خالد شلدريك الإنجليزى المسلم بلغة الاسبرانتو سنة 1914 ، وتوفر مجمع البحوث الإسلامية في مصر على إصدار ترجمات إنجليزية وألمانية وروسية ، وكانت هناك محاولات ترجمة إلى التركية والأوردية والفارسية والجاوية والملوية والصينية ، بخلاف ترجمات أخرى كثيرة صدرت مؤخرا مثل ترجمة جاك بيرك الفرنسية . 
وكانت أكثر الترجمات بالإنجليزية ، ثم الفرنسية ، فالألمانية ، فالإيطالية ، ويا ليت هناك ترجمات بالسواحلية ، ولغات جمهوريات آسيا الوسطى ، ودول أوروبا الشرقية والغربية ، ودول أمريكا اللاتينية . 
وأحصيت خمس ترجمات بالفارسية وبالتركية ، وأربع بالصينية ، واثنتان بالأفغانية ، وواحدة بالجاوية ، وأخرى بالأوردية .
ولوحظت في كل هذه الترجمات عيوب خطيرة وأخطاء فاحشة مما رجّح الرأي الذي يدعو إلى عدم ترجمة القرآن ، وكثير من هذه الأخطاء متعمدة . 
والترجمة في الاصطلاح تفسير بلغة المترجم ، إلا أن شرط الترجمة أن تفي بجميع معاني النصّ القرآني وبكل مقاصده . 
والترجمة كعلم إما حرفية وإما تفسيرية ؛ والحرفية هي التي يراعى فيها الأصل من حيث نظم الكلام وترتيبه ، وتقوم على اختيار المرادفات للألفاظ الأصلية ، وأما التفسيرية فهي ترجمة للمعاني ، ولذا تسمى كذلك الترجمة المعنوية ، وإنما تسميتها بالتفسيرية لأنها تشبه التفسير . 
ويقتضى حسن الترجمة أن يكون المترجم ملما إلماما واسعا باللغة التي يترجم منها ، واللغة التي يترجم إليها ، وأن يحيط علما بأساليبهما وخصائص كل لغة ، فإذا ترجم استوفى المعاني بأصولها ومقاصدها ، وراعى أن لا تكون الترجمة حرفية أي محاكية للأصل ، وإنما تستقل بنفسها ، كأنما قد ألّفت بهذه اللغة ولم تنقل عن لغة أخرى ، مع الأمانة في النقل وعدم التزيّد في الشرح أو التفسير ، وإنما الاقتصار على الأصل دون استطرادات . 
والمقصود بمعانى القرآن معانيه الأصلية ومعانيه التابعة ، والترجمة التفسيرية هي التي تلزم المعاني جميعها ، ومقاصد القرآن التي ينبغي المحافظة عليها في الترجمة ، مداها أنه كتاب في الهداية ، وأن آياته يتعبّد بها ، وأنه معجزة تشهد بنبوة محمد ، وأنه صاحب رسالة ، وعلى ذلك فإن الترجمة التي تراعى معاني القرآن ومقاصده باعتبارها أداة تبليغ للرسالة ، وتعريف بأحكام الإسلام ، وبيان للناس بمرادات اللّه بالقرآن ، هي ترجمة مشروعة ، فإذا كانت الترجمة تراعى اللفظ أولا دون إخلال بالمعاني ولا المقاصد فإنها جائزة . 
وقد تكون الترجمة تفسير للقرآن بمفهوم المفسّر لكتاب اللّه ، وباللغة التي يتقنها وينقل إليها ، أي أنه يحكى عمّا فهمه من آياته ، وما يعرفه من تاريخه ، ومن حياة النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، والمجريات التي وقعت في مختلف المشاهد ، وهذا جائز كذلك ، لأن التفسير في اللغة هو البيان والتوضيح ، والمترجم استوفى ذلك . 
وفي كل هذه الأحوال ينبغي التنبيه بأن يكون العنوان الوارد على الكتاب هو « ترجمة معاني القرآن » أو « تفسير القرآن بلغة كذا » ، وأن ينبّه إلى ذلك في المقدمة ، فبمثل ذلك يمكن تفادى اللبس على القارئ ، ويتيسر عليه فهمه ، وبذلك يمكن دفع شبهات المتخرّصين على الإسلام وأعدائه ، وتنوير الراغب في التنوير منهم ، وإزالة السدود والعوائق التي زادت وربت على مرّ السنين بتأثير المبشّرين القوّالين . 
ومن الواجب أن يعرف العالم عن القرآن ، وأن نسهّل قراءته على الناس بلغاتهم . والدعوة للإسلام لا تقتصر على العرب ، واللّه تعالى ربّ العالمين ، وهو تعالى خلق الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا ، والأولى أن يعرف الآخر عن الديانة التي نلتزمها ، والتبليغ واجب على كل مسلم ، والمسلمون أمة بلاغ ، وإذا تعذرت الترجمة على المسلم لمعاني القرآن التابعة ، فلا تثريب عليه لو اقتصر على ترجمة المعاني الأصلية ، وإن كان الاقتصار على المعاني الأصلية دون التابعة فإنها لا تسمى ترجمة ، فشرط الترجمة كما قلنا استيفاء المعاني كلها أصلية وتابعة .
وقد روى أن سلمان الفارسي كتب لأهل فارس ترجمة للفاتحة بالفارسية ، فكانوا يقرءون بترجمته في الصلاة ، فمن كان لا يعرف العربية ويتعتع فيها فلا تثريب عليه أن يكون كلامه بالقرآن في الصلاة ترجمة . 
غير أن مختلف المذاهب الإسلامية تحرم ذلك ، فالشافعية قالوا لا تجوز قراءة القرآن بغير لسان العرب ، وقالت المالكية والحنابلة نفس الشيء ، وكذلك الحنفية . 
ومن رأى الشافعي أن قراءة الفاتحة في الصلاة لا بد أن تكون بالعربية ، فإذا
لحن المصلى الأعجمى بلهجته الأعجمية في غير ذلك من القرآن لا تبطل صلاته ، يعنى أن اللسان الأعجمى بعد قراءة المفروض من القرآن وهو الفاتحة ، لا يبطل الصلاة ، وقد عمّم ذلك فصارت أسماء اللّه وصفاته والمتشابه من الحديث لا بد فيها أن تقرأ كما هي بالعربية ، ولا يجوز ترجمة معانيها .
  * * *
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب الأول القرآن من 121 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الأحد 17 سبتمبر 2023 - 19:42 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب الأول القرآن من 131 الى 140 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

131 . ثلاثة ليس لها أصل : التفسير والملاحم والمغازي

هذا كلام أحمد بن حنبل ، وفي رواية أخرى قال : ثلاثة كتب لا أصل لها : المغازي ، والملاحم ، والتفسير . ويقصد بذلك أن ينبّه إلى الوضع في أحاديث هذه الأبواب الثلاثة ، وكذلك ما تخلل هذه الأحاديث والتفسيرات من إسرائيليات . وكلام الإمام أحمد فيه ما يجعل المتلقى للتفسير والملاحم والمغازي لا يأمن الكذب فيها ، إلا أنه قد أورد في مسنده أحاديث كثيرة في التفسير ، فكيف ينفى مصداقية الأحاديث في التفسير وهو نفسه قد اعتقد فيها وأورد عنها وأخرجها ؟
ومن غير المعقول أن كل ما ورد بشأن المغازي والسّير مكذوب ومنتحل ، وفيما يبدو فإن مقصود الإمام أحمد أن ما جاء عن هذه المغازي والسير ، وما ورد من التفاسير للقرآن ، كان مكذوبا في كتب بعينها .
وقول القائلين إن هذا الحديث لا يصحّ ، أو لم يثبت ، هو من اصطلاحات الإمام . وكلامه محمول على كتب بعينها ، أشهرها تفسير الكلبي ، وتفسير مقاتل بن سليمان ، وقال في الأول : من أوله إلى آخره كذب لا يحل النظر فيه .
وعلى ذلك لا يجوز الاستشهاد بعبارة الإمام أحمد للتشكيك في أحاديث التفسير كلها ، وإنما في بعضها .

  * * *

132 . هل يحتاج القرآن إلى تفسير ؟ وهل كانت كتب التفسير مصدر للّبس والخلط ونشر الخرافة والترويج للإسرائيليات ؟

القارئ للقرآن ، الطالب لفهمه واستيعاب معانيه ، في حاجة إلى القراءة في كتب التفسير ، والتفسير مطلب عام لكل الكتب الدينية ؛ وكان لليهود والنصارى فيه باع طويل ، إلا أن كتب النصارى أقل عددا من كتب اليهود في التفسير ، لأن الأناجيل صغيرة الحجم ، والتصدّى لها بالتفسير قد يكشف عن تناقضها وتخالفها .
وأسفار العهد القديم تفرض على القارئ لها أن يلجأ إلى ما يعينه على فهمها ، إلا أن طول الأسفار جعل من الصعب المجازفة بتفسيرها ، والكتب التي تصدّت لذلك قليلة .
وفي الإسلام تكثر كتب التفسير ، وأصبح التفسير عند المسلمين علما من العلوم ، 
وقالوا فيه : إنه العلم الذي يعرف به نزول الآيات وشؤونها وأقاصيصها ، والأسباب النازلة فيها ، ثم ترتيب مكيّها ومدنيّها ، ومحكمها ومتشابهها ، وناسخها ومنسوخها ، وخاصها وعامّها ، ومطلبها ومقصدها ، ومجملها ومفسّرها ، وحلالها وحرامها ، ووعدها ووعيدها ، وأمرها ونهيها ، وأمثالها إلخ .
وذهب آخرون إلى أن التفسير : هو علم كيفية النطق بألفاظ القرآن ، ومدلولاتها ، وأحكامها الإفرادية والتركيبية ، ومعانيها التي يحمل عليها حالة التركيب وتتمّات ذلك .
وقيل التفسير : علم يفهم به كتاب اللّه المنزّل ، وبيان معانيه ، واستخراج أحكامه وحكمه ، واستمداد ذلك من علوم اللغة ، والنحو ، والصرف ، والبيان ، وأصول اللغة ، والقراءات ، ويحتاج إلى معرفة أسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ .
وكلما بعد الناس عن اللغة العربية ظهرت الحاجة أكثر إلى التفسير ، ومثلما على المؤمن أن يقرأ القرآن امتثالا لآيات كقوله تعالى :اقْرَأْ( العلق ) ، وقوله :فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ( 20 ) ( المزمل ) ،
وقوله :فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ( 20 ) ( المزمل ) ،
وقوله :فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ( 98 ) ( النحل ) ،
وقوله :وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً( 45 ) ( الإسراء ) ،
وقوله :وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا( 106 ) ( الإسراء ) ،
فكذلك عليه أن يقرأ في التفسير ليتدبر معاني القرآن وأحكامه ، كقوله :كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ( 29 ) ( ص ) ، وقوله :أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها( 24 ) ( محمد ) ،
واللّه تعالى خاطب الناس بما يفهمونه ، وأرسل إليهم الرسل بألسنة أقوامهم ، وأنزل كتبه على لغاتهم ، وإنما احتيج إلى التفسير والشروح على مرّ الزمان كلما عسر فهم مراد الآيات ، فيكون من الواجب إظهار المعاني الدقيقة .
وقد تكون هناك تتمات للمسائل وشروطها من علوم تغيرت مضامينها وتوسعت مجالاتها ، فيحتاج الشارح لبيان المتروك . وقد يحتمل اللفظ معان عدة فيحتاج الشارح إلى بيان الغرض من اللفظ في سياقه . والقرآن نزل بلسان عربى مبين في زمن فصحاء العرب ، وكانوا يعلمون ظواهره وأحكامه ، وأما بواطنه فكانوا يسألون عنها الرسول صلى اللّه عليه وسلم في الأكثر ، وأما نحن فما أحوجنا إلى الشروح لقصورنا عن مدارك أحكام اللغة .
ولهذا كان علم التفسير من أشرف العلوم عند المسلمين ، ويحتل عندهم مكانة لا يعرفها عند اليهود والنصارى . ويتأتى شرفه من أن موضوعه هو كلام ربّ العالمين ، أصل كل حكمة وفضيلة .
وغرضه من أشرف الأغراض وهو الاعتصام بكتاب اللّه ، والأخذ بما حرّم وحلّل ، وما أمر ونهى . وعلم التفسير عسير يسير ، فأما عسره فلأن القرآن كلام متكلم لم نصل إلى مراده بالسماع منه ، وتفسير القرآن على وجه القطع كان الأحرى أن يسمع به من الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، أو يسمع ممن سمع منه ، وهو متعذّر في كل القرآن ، ولم يبق إلا العلم بالمراد بالاستنباط بالأمارات والدلائل ، والحكمة في ترك ذلك إلى العباد إنما لكي يتفكّروا فيه ، ولذلك لم يأمر اللّه نبيّه صلى اللّه عليه وسلم بالتنصيص على تفسيرات دون تفسيرات ، وإنما كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم يصوّب رأى المفسرين ، فصار ذلك دليلا على جواز التفسير من غير سماع من اللّه تعالى ورسوله صلى اللّه عليه وسلم .

  * * *

133 . من يجوز له الاضطلاع بالتفسير ؟ وهل ذلك جائز لكل أحد ؟ ومن هم أشهر المفسرين ؟

لما كان التفسير علما فالمضطلع به لا بد أن يكون من أصحاب هذا العلم ، وإلا فليس له أن يتقوّل في التفسير إلا بما هو مأثور عن السلف . والتفسير على أقسام ، 
الأول : أن يعرف المسلم الحلال والحرام مما ورد في القرآن ، وهذا لا يعذر أحد بجهالته ؛ 
والثاني : التفسير للألفاظ والعبارات بالمعهود منها في اللغة ؛ 
والثالث : تفسير العلماء . 
وهذه الأقسام الثلاثة محدودة المجال ، ويتجاوزها التفسير الذي يهدف إلى تجلية هدايات القرآن وبيان تعاليمه ، وحكمه ما اشترعه اللّه على الناس ، يدفع به المفسر إلى الاهتداء يهدى اللّه ، وهو التفسير الخليق باسم التفسير ، وبمثله تنكشف كنوز القرآن وذخائره ، ويتوفر فهمه وتدبّر آياته ، واستلهام رشده ، وانطباع مطلوباته في النفوس ، ونقشها بالعقول ، فتعلو بها الهمم ، وتتهذب بها الأخلاق ، ويكون التذكّر والاعتبار .
وقد ذهب البعض إلى تعديد المفسرين بحسب ما ذهبوا إليه في تفاسيرهم ، فالذي يلجأ إلى بيان ما في القرآن بروايات من السنّة ، أو كلام الصحابة فتفسيره بالمأثور ، وكانت لكبار الصحابة تفسيرات للقرآن ، واشتهر من هؤلاء عشرة مفسّرين ، هم : أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلىّ ، ثم ابن مسعود ، وابن عباس ، وأبىّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو موسى الأشعري ، وعبد اللّه بن الزبير .
وكان هناك آخرون من الصحابة أدلوا بدلوهم في التفسير ولكنهم مقلّون .
وليس كل ما يذكر عن التفاسير عن علىّ وابن عباس قد صدر منهما فعلا ، فالمتقوّلون عليهما أكثروا في ذلك ، والوضّاع أسهبوا في الوضع ، والصحيح مما نسب إلى الصحابة قليل بالنسبة لغير الصحيح .
والرواة عن ابن عباس لم يكونوا على درجة كبيرة من الإتقان ، وفي ذلك قال الشافعي : لم يثبت عن ابن عباس إلا شبيه بمائة حديث . 

وعلىّ أسرف الشيعة بشأنه ، فنسبوا إليه ما هو برئ منه ، ودسّوا عليه الكثير .
وكان لمكة مفسروها الذين اشتهرت بهم من التابعين ، وهؤلاء رووا عن ابن عباس ، كمجاهد ، وعطاء بن أبي رباح ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، وطاوس وغيرهم . وكان للمدينة مفسروها المشهورون ، ومنهم : زيد بن أسلم ، ومالك ، وأبو العالية ، ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم .
واشتهر من علماء العراق : مسروق بن الأجدع ، وقتادة ، والحسن البصري ، وعطاء ، ومرّة الهمذاني الكوفي وغيرهم . ويعيب تفسيرات هؤلاء التابعين أن الرأي فيها كثير ، واشتملت على الكثير من الإسرائيليات والخرافات . وكان التفسير بالمأثور فرصة لأعداء الإسلام من اليهود والفرس ، أن يدسّوا ما يشاءون من المرويات ، ولفّق أصحاب المذاهب ما يروّجون به لآرائهم ، واختلط الصحيح بغير الصحيح ، وهيأ لذلك أن العرب كانوا حديثي عهد بالإسلام ، وكانوا أمة أمّية غلبت عليهم البداوة ، فصدّقوا أمثال : كعب الأحبار ، ووهب بن منبّه ، وعبد اللّه بن سلام ، من اليهود الذين أعلنوا إسلامهم ، وأخذوا عنهم مروياتهم بسلامة نية ، ونسب هؤلاء تلك المرويات للتوراة ، ولم نجد منها شيئا في التوراة ! ! 

وتمثّل إسهام التابعين في التفاسير المشهورة المنسوبة لأمثال : ابن عيينة ، ووكيع الجرّاح ، وابن راهويه ، والبخاري وغيرهم . 
وتتابعت المصنفات الكبيرة كما عند : الطبري ، وابن أبي حاتم ، وابن ماجة ، والحاكم ، وابن مردوية ، وابن حبّان ، وأبى الليث السمرقندي ، وابن كثير ، والبغوي وغيرهم . 
وكانت هناك تفاسير أهل الأهواء والبدع كالجبائى ، والقاضي عبد الجبّار . وتروج الآن التفاسير التي تعتمد على الاجتهاد ، وذلك لازم مع تغيّر حاجات المسلمين ، والمجتهد مهما كان ، مأجور وإن أخطأ ، وهو يطلب المعنى من القرآن والسنّة والمأثورات ، ويطابق بين سياق الآيات وما هو معروف من العلوم ، بهدف بيان المعنى والأحكام بحسب العصر . 
ومن أهم تطبيقات الاجتهاد : تفاسير الجلالين ، والبيضاوي ، والرازي ، والطحاوي ، والألوسي ، وتفسير الخازن ، والنيسابوري ، والنسفي وغيرهم . وهناك تفاسير أخرى للفرق المختلفة ، وللصوفية : كتفسير ابن عربى ، وتفاسير المعتزلة ، مثل الكشاف ، وتفاسير الشيعة ، كتفسير الكازلانى ، المسمى مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار .
ومع غلبة التوجهات العلمية الحالية بدأت تظهر الكثير من التفاسير التي تمازج بين معاني القرآن والكشوف العصرية والنظريات الكونية مثل تفسير الدكتور مصطفى محمود ، وأخذ فيه بما يتقن من ثقافة عصرية ، ولغات أجنبية ، واطّلاعات موسوعية ، وما يعرف من العلوم ، والسنن الاجتماعية ، والسياسية والاقتصادية ، والتشريعات المدنية والجنائية . 
ونحا الدكتور زغلول النجّار منحى علميا محضا يفسّر به الآيات الكونية ويستخدم فيه أحدث ما وصلت إليه علوم الفضاء والجيولوجيا ، أطال اللّه في عمره وأثابه عنا خير الثواب . وكان الشيخ طنطاوي جوهري قد بدأ هذا الاتجاه ، ووجد صدى كبيرا لدى المثقفين والمستشرقين وأساتذة الجامعات ، وكان محل دهشة غير المسلمين .
ولم تتوقف حركة التفسير مع استمرار تقدّم العلوم ، وستظهر شروح جديدة مع كل تقدم جديد ، وعلى مدار الأحقاب وتسلسل الأزمان ، وهو الدليل على إعجاز القرآن ، فمثل ما كتاب الكون المنظور لا تنتهى عجائبه ، فكذلك كتاب اللّه المقروء لن تنتهى عجائبه ، وسيجد أهل العلم في ألفاظه وآياته صدى لمعارف الكون وعلومه :وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ ( 41 ) لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ( 42 ) ( فصلت ) ، 

فشرط المفسر للقرآن : هو المعرفة الواسعة ، والصدق في النية والقصد ، والاطّلاع على وجوه النقد التي يتولاها المستشرقون خاصة والعلمانيون ، ممن يقال في تسميتهم الآن أنهم مستشرقون محليون ، أي ميولهم استشراقية وإن كانوا محسوبين على الإسلام ، ولسانهم عربى ، ولهم أسماء مسلمين ، وهؤلاء جعلوا هدفهم الاستخفاف بالقرآن والنبوة ، وانتقاص التراث . 
وصار على القارئ أن يحذر في كتب التفسير القديمة الخرافات والإسرائيليات ، وفي كتب التفسير الحديثة أن يخرج المفسّر عن النص ، ويقنع بالاستطراد في شرح المعارف الجديدة .
  * * *

134 . رشيد رضا وتفسير ( المنار )

السيد محمد رشيد بن السيد على رضا ، من مواليد القلمون من جبل لبنان سنة 1282 هـ ، نشأ في طرابلس الشام ، وهاجر إلى مصر ، واتصل بالشيخ محمد عبده سنة 1315 هـ ، وكان أول ما اقترح عليه أن يكتب تفسيرا للقرآن بطريقته التي عرفت عنه ، والتي كان يكتب بها في جريدة العروة الوثقى .
وبدأ الشيخ في إلقاء دروس التفسير على طلّاب الأزهر ، وكان الشيخ رشيد يحضرها ، ويكتب بعض ما يسمع ويزيد عليه ، ثم قام بنشر ما كتب في مجلة المنار ، وطبعة في أجزاء تحت اسم « تفسير القرآن الحكيم » ، واشتهر باسم « تفسير المنار » ، وظهر منها حتى وفاته سنة 1354 اثنا عشر جزءا ، انتهت عند قوله تعالى :رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ( 101 ) ( يوسف ) .

ولم يتقيّد الشيخ بأقوال السلف من المفسرين ، ولم يستعن بالإسرائيليات ، ولم يحاول أن يتعرّض للمبهمات في القرآن بالحكايات ، واكتفى بشرح الآيات ، والرّد على الشبهات ، واهتم أن يصل بين معاني الآيات والأوضاع الاجتماعية العصرية ، بدعوى أن السابقين عليه انصرفوا إلى أشياء أخرى تشغل عن هذه المعاني وإحالاتها على الواقع ، كاهتمامهم بمباحث الإعراب أو غيره ، مما يحجب مضمون ومقاصد القرآن الحقيقية .
وانتقد الشيخ رشيد انغماس الصحابة في الإخبار عن القصص مما توحى به مجريات الآيات ، وهو ما كان يرويه أمثال كعب الأحبار ، ووهب بن منبه ، وجمع منها السيوطي في كتابه « الدّر المنثور » ست صفحات من القطع الكبير ، ليس منها شئ تصحّ عليه التسمية أنه من الدّر . فمثلا ذكر في تفسير الآية :وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ( 160 ) ( الأعراف ) :
أن كتب التفسير تروى أن موسى كان يحتفظ معه بحجر كان يضرب به الأرض فتنفجر العيون ، فقال رشيد : إن ذلك كان من الخرافات التي اختلقها وهب ، وليس لها أصل عند المسلمين ولا عند اليهود . وقال في تفسير الآية :وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ( 124 ) ( البقرة ) : أن المفسرين لم يألوا في تفسير هذه الكلمات التي أتمها إبراهيم والخبط في تعيينها ، وقال ابن عباس : إنها ثلاثون خصلة من خصال الإسلام ؛ وقال آخرون : إنها مناسك الحج ؛ وقال آخرون : هي خصال الفطرة العشر ؛ وقال رشيد : إن الأولى الأخذ بما أخبر اللّه كما هو ، ولا ينبغي تعيين المراد . ومنهج الشيخ رشيد في التفسير عقلانى ، حتى أنه لينكر الإسرائيليات ، والكثير من القصص ، كقصص الجسّاسة ، والدجّال ، ونزول عيسى ، وأحاديث الفتن ، وأشراط الساعة .

ولجأ في تفسير الآيات المتعلّقة بالبقرة ، مثل :فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ( 73 ) ( البقرة ) إلى المجاز ،
فقال : إن الإحياء معناه يحييها بالشريعة ، كقوله تعالى :وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً( 32 ) ( المائدة ) ، وقوله :وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ( 179 ) ( البقرة ) ، فالإحياء هنا ليس إحياء حقيقيا بعد موت تسلب فيه الروح ، ولكنه إحياء حكمي ، بمعنى الاستبقاء ، ولذلك قال بعد ذلك :وَيُرِيكُمْ آياتِهِ( 73 ) ( البقرة ) ،
يعنى بما يفصل بها في الخصومات ، ويزيل أسباب الفتن والعداوات ، كما في الآية :إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ( 105 ) ( النساء ) ، فالغرض إذن من قصة كقصة البقرة : هو ضرب المثل الحسّى للإحياء المعنوي بالشريعة ، وقصص القرآن على ذلك إنما لتقريب المعاني وتصويرها تصويرا يقرّبها إلى الأفهام .

  * * * 

135 . القشيري والتفسير الصوفي للقرآن

يعدّ كتاب « لطائف الإشارات » من أروع الكتب في التفسير الصوفي للقرآن ، وصاحبه عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة ، ولقبه زين الإسلام ، وشهرته القشيري ، المولود سنة 346 ه ، والمتوفى سنة 465 ه ، ونسبه إلى قبيله قشير العدنانية المتصلة بهوازن ، وعاش في نيسابور من فارس . والتفسير الصوفي سبق إليه سهل بن عبد اللّه التستري ، المتوفى سنة 283 ه ، وكتابه هو « تفسير القرآن العظيم » فيما لا يزيد على مائتي صفحة ، وأبو عبد الرحمن السلمى ، المتوفى سنة 412 ه ، وكتابه هو « حقائق التفسير » يقول في دوافعه إلى تأليفه : لمّا رأيت المتوسمين بعلوم الظاهر قد سبقوا في أنواع فرائد القرآن من قراءات وتفاسير ، ومشكلات وأحكام ، وإعراب ولغة ، ومجمل ومفصل ، وناسخ ومنسوخ ، ولم يشتغل أحد منهم بفهم الخطاب على لسان الحقيقة إلا آيات متفرّقات ، أحببت أن أجمع حروفا استحسنها من ذلك ، وأضم أقوال مشايخ أهل الحقيقة إلى ذلك ، وأرتّبه على السور حسب وسعى وطاقتى .
واتّهم أهل التفسير « السلمى » بالزيغ والابتداع والتحريف ، وبالقرمطة ، والتشيع ، والتأويلات الباطنية ، ووصفه ابن تيمية بالكذب ، وعدّه السيوطي من أهل البدع .
ثم كان كتاب « عرائس البيان في حقائق القرآن » لروزبهان البقلى المتوفى سنة 606 ه ، وكتاب « التأويلات النجمية » لنجم الدين داية ، المتوفى سنة 736 ه ، أبرز كتابين في التفسير الصوفي .
وأما كتاب لطائف الإشارات للقشيرى ، فهو الأفضل في بابه ، من حيث التوفيق بين علوم الحقيقة وعلوم الشريعة ، وباعتبار المصطلح الصوفي الذي أفلح القشيري في ردّه إلى أصوله القرآنية ، فلا تملك إلا أن تحكم بأن علوم الصوفية هي علوم مستقاة من القرآن ، وأما ما يكون من الآيات خاليا من المصطلح فإنه يعمد إلى أن يستخرج منه إشارات في الصحبة الصوفية ، والصاحب ، والشيخ والمريد ، والرياضات والمجاهدات والمواصلات ، والكشوفات .

ورغم أن القشيري اشتهر بالرسالة ، إلا أن كتابه في التفسير الصوفي للقرآن قمة من القمم .
وقيل في تسمية الكتاب : إنه « لطائف الإشارات في حقائق العبارات » ، ومنهجه فيه يعتمد على استبطان خفايا الألفاظ ، والكشف عن معانيها المجردة ، ولطائف أسرارها ، وخفىّ رموزها ، تصعيدا من القلب ، إلى الروح ، إلى السّر ، ثم إلى سرّ السرّ ، أو عين السرّ ، متقيدا مع ذلك بالعلوم العقلية والنقلية ، والحرص على النصّ القرآني ، مستخرجا الإشارات الثمينة مما في الآيات من الأحكام والعبارات ، وأسباب النزول ، والأخبار والقصص .
والعبارات في الآيات للعموم ، والرموز والإشارات للخصوص ، فمثلا استقبال القبلة إشارة إلى أن تكون القبلة مقصود النفس ، واللّه تعالى مقصود ومشهود القلب ، فلا يتعلق القلب بالأحجار والآثار ، وإنما يتفرّد للّه . وأيضا فإن الحج على لسان العلم هو القيام بأركانه وسننه وهيئته ، ولكنه على لسان أهل الإشارة هو القصد ، فقصد إلى بيت الحق ، وقصد إلى الحق ، والأول حجّ العوام ، والثاني حجّ الخواص وهكذا .

وفي الصيام يقول القشيري : الصوم على ضربين ، صوم ظاهر هو الإمساك عن المفطرات مصحوبا بالنية ، وصوم باطن هو صون القلب عن الآفات ، ثم صون الروح عن المساكنات ، ثم صون السرّ عن الملاحظات . وهكذا . .
والخلاصة أن تفسير القشيري للقرآن فريد في بابه ، إلا أنه للصوفية وليس للناس ، كل الناس ، واهتمام القشيري فيه بالمعاني النفسية للألفاظ دون المعاني العقلية ، والقارئ لهذا التفسير لا يخرج منه بشيء مفيد ، وخاصة إن كان من أهل العصر المتخصصين في العلوم ، والذين اعتادوا على المنهج العلمي دون سائر المناهج النفسية التي يعوّل عليها التصوف . ولا يخلو الكتاب مع ذلك من الشطحات والتهويمات .

  * * *

 136 . كم استغرقت " مدة الوحي " بالقرآن ؟

يقول ابن عباس : نبّئ نبيّكم صلى اللّه عليه وسلم يوم الاثنين : ويقول عن أنس : استنبأ النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يوم الاثنين . 
وعن أبي جعفر قال : نزل الملك على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بحراء يوم الاثنين لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة 41 من مولده صلى اللّه عليه وسلم . ويؤرّخ لنزول أولى آيات القرآن من سورة اقرأ بهذا اليوم ، وتؤكد ذلك الآيةإِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( 41 ) ( الأنفال ) ، 
وكان لقاء الجمعان يوم بدر في ذكرى يوم نزول القرآن ويوافق 17 رمضان . وسئل أبو أيوب الأنصاري عن يوم بدر فقال : إما لسبع عشرة خلت ، أو لثلاث عشرة بقيت ، أو لإحدى عشرة بقيت ، أو لتسع عشرة خلت . يعنى إما يوم 17 ، أو 19 من رمضان . - وهذا عن يوم بدر ، ومثله يوم حراء ، إلا أن يوم حراء كان سنة 41 من مولده صلى اللّه عليه وسلم . فإذا كانت آخر آية من القرآن نزلت هي :وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ( 281 ) ( البقرة ) ،
وكان نزولها قبل وفاته بتسع ليال ، وكانت وفاته في يوم الاثنين 12 من ربيع الأول ، فإن تاريخ نزول آخر آية يكون 3 من ربيع الأول سنة 54 من مولده صلى اللّه عليه وسلم ، فتكون مدة البعثة في مكة اثنتي عشرة سنة وخمسة شهور وثلاثة عشر يوما ، ومدة الوحي في المدينة تسع سنوات ، وتسعة أشهر ، وثلاثة أيام ، ويوافق ذلك القول بأن مدة رسالته في مكة كانت نحو ثلاث عشرة سنة ، وفي المدينة نحو عشر سنوات ، وأن مدة الوحي جميعها استغرقت نحو ثلاث وعشرين سنة .

  * * *

137 . معنى النزول

في الآية :وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا مُبَشِّراً وَنَذِيراً( 105 ) ( الإسراء ) يسخر المستشرقون من القول في الإسلام بأن القرآن منزّل على محمد من اللّه ؟ ويتعجّبون من استخدامنا اصطلاح « التنزيل » هذا ، ومقصدهم الخبيث تفويض هذا القول الذي هو أساس الإيمان بالقرآن ، وأساس التصديق بنبوة محمد ، وأساس الاعتقاد بأن الإسلام هو الدين الحق ، فلو أنهم استطاعوا زعزعة هذا اليقين عند المسلمين لتمكنوا من القضاء على الإسلام .
والنزول تأتى في القرآن بمعان شتى ، فمن ذلك قوله تعالى :وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ( 29 ) ( المؤمنون ) ، وقوله :وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً( 53 ) ( طه ) ، وليس كذلك معنى نزول القرآن ، وإنما نزوله بالمعنى المجازى والاستعارى ، بمعنى الإعلام به .

ويروى عن ابن عباس أنه قال : أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر ، ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة ، ثم قرأ قوله تعالى :وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْناكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً( 33 ) ( الفرقان ) ،
وقوله :وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا( 106 ) ( الإسراء ) . أخرجه النسائي والحاكم البيهقي . 

وعن ابن عباس أيضا ، قال : أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا ، وكان بمواقع النجوم ، وكان اللّه ينزّله على رسوله صلى اللّه عليه وسلم بعضه في أثر بعض . أخرجه الحاكم والبيهقي . فلما قيل لابن عباس أن القرآن جاء فيه قوله :شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ( 185 ) ( البقرة ) ، 
وقوله :إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ( 1 ) ( القدر ) ، 
وقوله :إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ( 3 ) ( الدخان ) ، 
أي أن نزوله كان في ليلة القدر ، فكيف يستقيم ذلك مع ما يعرفه المسلمون من أن نزوله تعاقب على الشهور المختلفة ؟ قال ابن عباس : إنه - أي القرآن - أنزل في رمضان في ليلة القدر جملة واحدة ، ثم أنزل على مواقع النجوم رسلا في الشهور والأيام » . أخرجه ابن مردوية والبيهقي .
ورسلا يعنى رفقا ، وعلى مواقع النجوم ، أي نزل على مساقطها مفرقا ، أي منجما على مدار الشهور على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم . وروى الإمام أحمد عن واثلة بن الأسقع : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : « أنزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان ، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان ، والإنجيل لثلاث عشر خلت من رمضان ، وأنزل اللّه القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان » .

والسؤال الآن : من أين أنزلت هذه الكتب ، ومنها القرآن ؟
والجواب عند الأوائل تفسيرا للآية :بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ( 21 ) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ( 22 ) ( البروج ) ،
وفي اللوح المحفوظ يجيء عن ابن عباس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « إن اللّه تعالى خلق لوحا محفوظا من درّة بيضاء ، صفحاتها من ياقوتة حمراء ، قلمه نور ، وكتابه نور ، صلى اللّه عليه وسلم ، فيه كل يوم ستون وثلاثمائة لحظة ، يخلق ويرزق ، ويميت ويحيى ، ويعزّ ويذل ، ويفعل ما يشاء » أخرجه الطبراني .
- وهذا اللوح المحفوظ هو الكتاب المقصود بالآية :ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ( 22 ) ( الحديد ) ، ، وهو المسطور فيه كل شئ كما في الآية :وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ( 53 ) ( القمر ) ، فهو كتاب جامع لكل ما قضى اللّه وقدّر .
والقرآن تنزّل من اللوح إلى السماء الدنيا جملة في ليلة القدر في رمضان ، وهي الليلة المباركة ، ثم تنزّل من بعد على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم مفرّقا على مدى عشرين أو ثلاث وعشرين ، أو خمس وعشرين سنة ، وفي ذلك يقول ابن عباس : فصل القرآن من الذكر ، فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا ، فجعل جبريل ينزل به على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم . أخرجه الحاكم .
ويأتي في القرآن :وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا( 106 ) ( الإسراء ) ،وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ ( 192 ) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ( 193 ) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ( 194 ) بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ( 195 ) ( الشعراء ) .
ولقد تعلمنا أنه كلما كان التفسير بسيطا ومختصرا كلما كان أقرب إلى الصدق ، وهذه التفسيرات موقوفة على ابن عباس وابن الأسقع ، وفيها الكثير من الإسرائيليات ، والأكثر معقولية أن هذه التنزيلات كما جاء في القرآن هي سجل للأحداث ، وتكتب في الألواح وتحفظ ، لتنشر يوم القيامة كتبا لا تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وتحصيها ، وأنها كقرآن يتعبّد به ، وفيه الحكمة للناس ، ينزل كل ليلة قدر بما يناسب السنة ، ثم ينزل بعد ذلك منجما في جميع السنة ، والأكثر معقولية من ذلك أن يقال : إن بداية نزول القرآن كان في الليلة المباركة - ليلة القدر - من رمضان ، ثم تتابع من بعد على الشهور : شوال ، وذي القعدة ، وذي الحجة ، والمحرم ، وصفر ، وربيع . .

فهذه إذن هي حكاية النزول أو التنزّل للقرآن ، وليس من ذلك شئ ، لا في التوراة ، ولا في الأناجيل إطلاقا ، فالتوراة أو الناموس ألّفه عزرا ، وساعده رجال المجمع الكبير وكان ذلك بعد السبي الثاني وعودة عزرا إلى أورشليم سنة 458 قبل الميلاد ، وبقية كتب العهد القديم وهي : أسفار يشوع ، والقضاة ، وصموئيل ، والملوك ، أول وثان وثالث ورابع ، والأخبار أول وثان ، وإشعيا ، وإرميا ، وحزقيال ، والمزامير ، والأمثال ، وأيوب ، والنشيد ، والجامعة ، وراعوث ، ويهوديت ، واستير ، ودانيال ، وعزرا ، ونحميا ، والأحبار - وعدد هذه الأسفار 24 سفرا - وضعها مؤلفوها بعد سنة 458 ق . م
ونسبت إليهم وحملت أسماءهم . وأما الأناجيل الرسمية فهي أربعة ، وتنسب لواضعيها : متّى ، ومرقس ، ولوقا ، ويوحنا . وكلّ من هؤلاء كتب قصة المسيح من وجهة نظره ، فمتّى كتبها من وجه نظر يهودية ؛ ومرقس كتبها من وجهة نظر الرومان ؛ ولوقا كان يكتب للمثقفين من اليونان ؛ وأما يوحنا فكان داعية بسيطا يكتب للناس العاديين . فأن يأتي القرآن وينسبه محمد إلى اللّه ، فهذا ما أوغر صدور اليهود والنصارى على محمد ، ثم كان كتابه في النقد على اليهود والنصارى ، فزاد من بغضائهم .
وكان إنجيل لوقا هو أول الأناجيل المكتوبة ، ووجّهه لوقا إلى شخص يدعى ثاوفيلس من غير اليهود ، ويقدّر النصارى كتابته نحو سنة 60 ميلادية ، وكتابة إنجيل متى نحو 65 ميلادية ، وإنجيل مرقس نحو سنة 68 ، وإنجيل يوحنا حوالي سنة 90 أو ما بعدها ، فلا مجال إذن لمقارنة نزول القرآن وجمعه ورصده بتآليف اليهود والمسيحيين الدينية ، وإظهارها باعتبارها كتبا سماوية تضاهى بالقرآن وحسبنا اللّه .

  * * *
138 . جبريل أخذ القرآن عن الله ، فكيف أخذه عنه ؟ وما الذي أخذه ؟
في الحديث عن النواس بن سمعان ، عن الرسول صلى اللّه عليه وسلم قال : « إذا تكلم اللّه بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف اللّه ، فإذا سمع أهل السماء صعقوا وخروا سجدا ، فيكون أولهم يرفع رأسه جبريل ، فيكلمه اللّه بوحيه بما أراد ، فينتهى به إلى الملائكة ، فكلما مرّ بسماء سأله أهلها : ما قال ربّنا . قال : الحق . فينتهى به حيث أمر » أخرجه الطبراني . وفي الحديث أن اللّه يكلم الملائكة وجبريل وحيا ، وفي القرآن :إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ( 12 ) ( الأنفال ) ،
وفيه أيضا :وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ( 51 ) ( الشورى ) ، وقُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ( 6 ) ( فصلت ) ،
فإن كان القرآن هو كلام اللّه فقد تنزّل منه تعالى على جبريل ، ثم من جبريل على محمد ، وقد وهم من قال إن جبريل كانت معاني القرآن تتنزل عليه فينقلها معان إلى محمد ، فيعبّر عنها محمد بلغته ؛ أو أن جبريل كان يترجم المعاني إلى لغة ويلقيها على محمد ، وتلك أفكار اليهود والنصارى والمستشرقين ، فلو أن جبريل أو محمدا نقل أىّ منهما المعاني إلى لغة من إنشائه ، لما انتسب القرآن للّه ، ولما كان معجزة الإسلام ، وإنما هو معجزة الإسلام لأنه كلام اللّه ، وما من فضل فيه لجبريل إلا أنه نقله إلى الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وما من فضل فيه للرسول صلى اللّه عليه وسلم إلا أنه وعاه ، وحفظه ، وبلّغه ، وقام بتفسيره ، وأجرى أحكامه على الناس ، وما كان له أن يبدّل فيه ، كقوله تعالى :قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ( 15 ) ( يونس ) ، ولا أن يتقوّل على اللّه ما لم يقله ، كقوله :وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ ( 44 ) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ( 45 ) ( الحاقة ) .

  * * * 

139 . الفارق بين القرآن والحديث القدسي والحديث النبوي

القرآن ، والحديث النبوي ، والحديث القدسي ، جميع ذلك من عند اللّه ، والفرق بين الثلاثة : أن القرآن كلام اللّه بألفاظه ، كقوله تعالى :وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ( 6 ) ( النمل ) ؛ والحديث النبوي : كلام اللّه بمعانيه يتنزّل به جبريل أيضا ، ويؤدّيه وحيا بالمعاني وليس بالألفاظ ، كقوله تعالى :وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى( 3 ) ( النجم ) ، فشمل ذلك كل ما ينطق به من قرآن وأحاديث يؤديها بألفاظه ، وبعض هذه الأحاديث يشتهر باسم الأحاديث القدسية ، يحكيها النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عن ربّه ، وأوحيت إليه ألفاظها من اللّه على المشهور ؛ إلا أن القرآن يتميّز عليها بإعجاز ألفاظه وعباراته ، فإذا لم تكن ألفاظ القرآن وعباراته من اللّه لذهب إعجازه .
وعلى عكس كتب العهد القديم اليهودية ، وكتب العهد الجديد النصرانية ، والتلمود ، ورسائل أنبياء النصارى ، فجميعها ألفاظ ومعاني لم تتنزّل من عند اللّه ، ليس فيها أي إعجاز ، والكثير منها ممل وركيك في التركيب ، ومعانيه متهافتة ويرفضها العقل . ونحن نعلم أن أسفار موسى الخمسة كتبها عزرا الكاتب وآخرون ، وأن بقية الأسفار كتبها أصحابها ، كسفر حزقيال كتبه حزقيال ، وسفر إرميا كتبه إرميا ؛ وأن الأناجيل روايات تنسب لمؤلفيها الأربعة : متى ، ومرقس ، ولوقا ، ويوحنا ؛ وأن الرسائل أملاها أصحابها الرسل متضمنة أحكاما صاغوها بأنفسهم .
وهذا هو الفرق ، فلم يكن في كتب اليهود والنصارى تواتر ولا إسناد ، على عكس القرآن والحديث .

والقرآن : هو المسجّل بين دفتي المصحف ، وتحدّى به النبىّ صلى اللّه عليه وسلم المكذّبين ، ولم يحدث ذلك مع التوراة والأناجيل ، والمسلمون يتعبّدون بتلاوة القرآن ، وهو معصوم من اللّه لم يلحقه تحريف ، وسيظل كذلك إلى أبد الدهر ، على عكس الأحاديث القدسية ، فمع أنها من اللّه تعالى ، إلا أنها ليست معجزة في ألفاظها ولا عباراتها ، ولا يتعبّد المسلمون بتلاوتها ، ولا تصحّ بها صلاة ، ولم تصلنا بالتواتر القطعي ، وبعضها صحيح أو حسن ، وبعضها ضعيف أو موضوع ، كالحديث : « عبدي أطعني أجعلك ربّانيا تقول للشيء كن فيكون » .
ومن نماذجها الصحيحة ما أخرجه الترمذي من حديث أنس بن مالك ، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : « قال اللّه : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي ! يا ابن آدم ! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ولا أبالي .
ولو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني ( أو أتيتني ) لا تشرك بي شيئا ، لأتيتك بقرابها مغفرة » . وموضوعات هذه الأحاديث كما - ترى - تتميز بأنها عن اللّه تعالى ؛ بينما الأحاديث النبوية تشتمل على نفس موضوعات القرآن :

في التوحيد ، ومعاني الإيمان والأخلاق ، وأخبار الأمم ، وأنباء الغيب ، وآيات الكون ، والجنة والنار ، ويوم القيامة ، والحشر والنشور ، والحساب والصراط ، والعبادات وثوابها ، والتوبة والذكر ، والجهاد والصبر ، والتحاب في اللّه والأخوة ؛ فكأن الأحاديث النبوية تشرح القرآن وتفسيره ، وتؤكد معانيه ، والجميع - سواء كانت قرآنا ، أو أحاديث قدسية أو نبوية ، فيوضات موحى بها ، إلا أن الوحي بالقرآن بالمعنى واللفظ معا ، وبالحديث القدسي بالمعنى دون اللفظ ، والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم يعبّر عن المعنى ببيانه المفرد ، وأما الأحاديث النبوية فهي ما ينسب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، من قول أو فعل أو حكم أو تقرير ،
ومن ذلك مثلا قوله صلى اللّه عليه وسلم : « خيركم من لم يترك دنياه لآخرته ، ولا آخرته لدنياه ، ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه » ، فالكلام في الحديث النبوي جامع لشروط البلاغة ، وفيه الحكمة العالية ، إلا أنه أقل بلاغة من القرآن ، وكلاهما القرآن والأحاديث النبوية يشكلان معا الإسلام .

والفرق بين التناول القرآني وبين التناول النبوي للموضوعات الواحدة ، أن القرآن يأتي مجملا ، وأن السنّة مجملة ومفصّلة ، ومن ذلك مثلا قوله تعالى :وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( 104 ) ( آل عمران ) ، ونفس المعنى يأتي به الحديث : « من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان » رواه مسلم .
ومعانيه استلهمها النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من القرآن من هذه الآية ، ومن غيرها من الآيات التي يحفل بها القرآن وتتطرق إلى نفس الآداب ؛ ولا غناء عن السنّة لمعرفة القرآن ، ولا مندوحة عن الرجوع إلى القرآن لبيان أصل السنة .

  * * *
140 . ميزة القرآن على سائر الكلام
القرآن قرّة عين المسلم ، وفي الحديث القدسي عن أبي سعيد الخدري : « من شغله القرآن عن ذكرى وعن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطى السائلين » . وفي الحديث عن أبي هريرة « فضل كلام اللّه على سائر الكلام كفضل اللّه على خلقه » . وعن أبي سلمة عن عثمان : « خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه » .
وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري : « مثل الذي يقرأ القرآن كالأترجة ، طعمها طيب وريحها طيب ، والذي لا يقرأ القرآن كالثمرة ، طعمها طيب ولا ريح لها ، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ، ريحها طيب وطعمها مرّ .
ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ، طعمها مرّ ولا ريح لها » . فأقسام الناس من القرآن - وهم مسلمون - أربعة : منهم اثنان مؤمنان ، واثنان فاجران ، فأما المؤمنان : فأحدهما على الإيمان ويقرأ القرآن ويعمل به ، وعمله لذلك طيّب وما يقوله طيب ، والثاني على الإيمان ولكنه أمي لا يقرأ ولا يكتب ، ومن ثم لا يعرف ما عليه عمله ، فلأنه مؤمن فما يصدر منه طيب ، ولأنه أمي لم يقرأ فهو لا يعرف ، وليست له أقوال طيبة تؤثر عنه ؛ وأما الفاجران :

فالذي يقرأ منهما القرآن له أقوال طيبة ، ولكن لا يعمل بها ، والفاجر الذي لا يقرأ لا قول له يؤثر عنه ، ولا عمل يحتسب له . والتشبيه بالأترجة لأن مذاقها حلو ، ورائحتها طيبة ، ولحمها وقشرها وحبّها جميعا ينتفع به .
والحنظلة مرّة المذاق ولا رائحة لها . والتمثيل في الحديث ليس عن الذي يقرأ القرآن وكفى ، وإنما يقرأه ويعمل به ، وتقسيم الناس جاء على هذا الأساس ، والفاجر هو المنافق قد يقرأ ولا يعمل ، وقد لا يقرأ ولا يعمل .
وفي الحديث فضل حامل القرآن ، وفضل العمل به .

وعن سالم بن عبد اللّه ، عن أبيه ، أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، قال : « إنما بقاؤكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس : أوتى أهل التوراة ، التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا ، فأعطوا قيراطا قيراطا ؛ ثم أوتى أهل الإنجيل الإنجيل ، فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا ، فأعطوا قيراطا قيراطا ، ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس ، فأعطينا قيراطين قيراطين . فقال أهل الكتابين : أي ربّنا ، أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين ، وأعطيتنا قيراطا قيراطا ، ونحن أكثر عملا ؟ قال اللّه عز وجلّ : هل ظلمتكم من أجركم من شئ ؟
قالوا : لا . قال : فهو فضل أوتيه من أشاء » ، يعنى أن من أفضال القرآن أن من يعمل به أجره أكبر من أجر من عمل بالتوراة أو بالإنجيل ، وأنه قد يستحق بعمل البعض أجر الكل ، مثل الذي يعطى على عمله من العصر إلى الليل أجر النهار كله .
  * * * 

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 697 الى 720 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 721 الى 740 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 741 الى 770 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 771 الى 800 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى