اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

اذهب الى الأسفل

05042021

مُساهمة 

تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Empty تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي




تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي جمع وتأليف محمود محمود الغراب

( 33 ) سورة الأحزاب مدنيّة
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
[ سورة الأحزاب ( 33 ) : الآيات 1 إلى 4 ] 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 
يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً حَكِيماً ( 1 ) وَاتَّبِعْ ما يُوحى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً ( 2 ) وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلاً ( 3 )  ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَما 

ص 377

جَعَلَ أَزْواجَكُمُ اللاَّئِي تُظاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهاتِكُمْ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ( 4 )
" وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ "أي يبينه لتمشي عليه فإنه الكفيل .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 5 ] 
ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آباءَهُمْ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً ( 5 ) 
لا يقال ابن إلا لبنوة الصلب وإن جازت بنوة التبني ولكن قول اللّه أولى ، جاء في الخبر النبوي [ من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة اللّه ] 
فبنوة التبنّي بالاصطفاء والمرتبة واللفظ ، ولفظة الابن هي المنهي عنها .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 6 ]
النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً ( 6 )
[ إشارة : الأب في الولادة الدينية ]
« النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ »
- إشارة - فإنه صلّى اللّه عليه وسلم الأب في الولادة الدينية ، فلذلك كان أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأزواجه في هذه الولادة المعنوية النفوس الطاهرات الصالحات لأن تكون موردا لأسراره ، وهم الرجال العلماء ، والمؤمنون ليسوا رجالا بهذا الاعتبار لأنهم أطفال في الرضاع ، فأعط الطين حقه وإن جاهدك على أن تشرك باللّه ما ليس لك به علم فلا تطعه ، وصاحبه في الدنيا معروفا ، وانفر إلى رحمك الديني الذي هو أولى بك من نفسك، 
قال تعالى في الرحم الديني :« النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ

ص 378

أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ »وقال إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )- 
- إشارة ثانية - الحق أولى بعباده المضافين إليه المميزين من غيرهم ، وهم الذين لم يزالوا عباده في حالة الاضطرار والاختيار ، من نفوسهم ، وما هو مع من لم يضف إليه بهذه المثابة ، فلكل عالم حظ معلوم من اللّه لا يتعدى قسمه .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 7 ] 
وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً ( 7 ) 
وكان هذا الميثاق قبل وجود جسد آدم وهو الميثاق الأول فإن الرسل خلفاء اللّه في الأرض ، فلا بد لهم من ميثاق خاص في التبليغ ، حتى يمتاز التابع من المتبوع ، والميثاق الثاني لما وجد آدم وقبض الحق على ظهره واستخرج منه بنيه كأمثال الذر وأشهدهم على أنفسهم .


[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 8 ] 
لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً ( 8 )
[ « لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ " الآية ]"
"  لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ "
- الوجه الأول - ليسأل الصادقين فيما صدقوا فيه ، هل صدقوا فيما أمروا به وأبيح لهم ؟ 
أو هل صدقوا في إتيان ما حرم عليهم إتيانه مع كونهم صادقين ؟ 
فيقال لهم : فيما صدقتم ؟ فإن النمامين صادقون ، والمغتابين صادقون ، وقد ذمّهم اللّه وتوعد على ذلك مع كونه صادقا ، فيسأل الصادق عن صدقه ولا يسأل ذو الحق إذا قام به ، 
فالغيبة والنميمة وأشباههما صدق لا حق إذ الحق ما وجب ، والصدق ما أخبر به على الوجه الذي هو عليه ، وقد يجب فيكون حقا وقد لا يجب ويكون صدقا لاحقا ، فلهذا يسأل الصادق عن صدقه إن كان وجب عليه نجا ، وإن كان لم يجب عليه بل منع من ذلك هلك فيه ، فمن علم الفرق بين الحق والصدق تعيّن عليه أن يتكلم في الاستحقاق ، 
فإن اللّه يسأل الصادقين عن صدقهم فيما صدقوا 
- الوجه الثاني - سؤال الصادقين عن صدقهم من حيث إضافة الصدق إليهم ، لأنه قال« عَنْ صِدْقِهِمْ »وما قال عن الصدق ، فإن أضاف الصادق إذا سئل صدقه إلى ربه لا إلى نفسه ، وكان صادقا في هذه الإضافة أنها وجدت منه في حين صدقه في ذلك الأمر في الدنيا ، ارتفع عنه الاعتراض ،

ص 379

فإن الصادق هو اللّه ، وهو قوله المشروع : [ لا حول ولا قوة إلا باللّه ] 
فإذا كانت القوة به - وهي الصدق - فإضافتها إلى العبد إنما هو من حيث إيجادها فيه وقيامها به ، وإن قال عند سؤال الحق إياه عن صدقه : إنه لما صدق في فعله أو قوله في الدنيا ، لم يحضر في صدقه أن ذلك باللّه كان منه ، كان صادقا في الجواب عند السؤال ، ونفعه ذلك عند اللّه في ذلك الموطن وحشر مع الصادقين ، وصدق في صدقه ، 
لهذا قال تعالى :« لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ »فإذا ثبت لهم جازاهم به وهو قوله تعالى :« لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ »
- إشارة - من لا قدم له عند الحق لا صدق له ، ومن لا صدق له سقط حظه من الحق ، والصدق مسؤول عنه ، فكيف غير الصدق ؟ ! .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : الآيات 9 إلى 13 ]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً ( 9 ) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا ( 10 ) هُنالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً ( 11 ) وَإِذْ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً ( 12 ) وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاَّ فِراراً ( 13 ) 
حقيقة العورة الميل ، فقالوا :« إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ »أي مائلة تريد السقوط لما استنفروا ، فأكذبهم اللّه عند نبيه بقوله :« وَما هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِراراً »يعني بهذا القول مما
[ إشارة : " يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ "] 
دعوتهم إليه - إشارة -« يا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ »« أَهْلَ يَثْرِبَ »هم المحمديون من العارفين ، 
ولكن من باب الإشارة لا من باب النص والتفسير ،« لا مُقامَ لَكُمْ »لا نهاية لما تطلبون« فَارْجِعُوا »بالعجز عن الوصول أصلا ، لتحقق المعرفة بالجناب الأعز ، وهو

ص 380

قول الصديق الأكبر : العجز عن درك الإدراك إدراك ؛ فما رأى شيئا عند ذلك إلا ورأى اللّه قبله ، 
فرجوعهم سفر لاقتناص علوم لم ينالوها في العروج ، فما لهم غاية يقفون عندها ، فهم يظهرون في كل مرتبة بما تقتضيه تلك المرتبة ، 
وإذا تكمل العبد كانت المراتب عنده على السواء ، ومتى نسبت الشخص إلى مقام بعينه فقد رجحته في ذلك المقام ، 
وإذا كان حكمه في كل مقام حكمه في الباقي كان ذلك عظيما .
نفي المقام هو المكان وإنه *** لليثربي بسورة الأحزاب
من كان فيه يكون مجهولا لذا *** ما ناله أحد بغير حجاب
رب المكان هو الذي يدعى إذا *** دعي الرجال بسيد الأحباب
وله الوسيلة لا تكون لغيره *** وهو المقدّم من أولي الألباب
وهو الإمام وما له من تابع *** وهو المصرف حاجب الحجاب

اعلم أن عبور المقامات والأحوال هو من خصائص المحمديين ، ولا يكون إلا لأهل الأدب ، جلساء الحق على بساط الهيبة مع الأنس الدائم ، لأصحابه الاعتدال والثبات والسكون ، غير أن لهم سرعة الحركات في الباطن في كل نفس ، 
فترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مرّ السحاب ، إن تجلّى لهم الحق في صورة محدودة أطرقوا ، فرأوه في إطراقهم مقلبا أحوالهم على غير الصورة التي تجلى لهم فيها فأورثهم الإطراق ، فهم بين تقييد وإطلاق ، لا مقام يحكم عليهم ، فإنه ما ثمّ ، 
فهم أصحاب مكان في بساط النشأة ، وهم أصحاب مكانة في عدم القرار ، فهم من حيث مكانتهم ومن حيث مكانهم ثابتون ، 
فهم بالذات في مكانهم وهم بالأسماء في مكانتهم ، والمكان ثبوت في المكانة ، فمن الأسماء لهم المقام المحمود ، والمكانة الزلفى في اليوم المشهود ، والزور والوفود ، 
ومن الذات لهم المكان المحدود والمعنى المقصود والثبات على الشهود وحالة الوجود ، ورؤيته في كل موجود ، في سكون وخمود ، والأمر الحقيقي للمكانة فإنه لا يصح الثبوت على أمر واحد في الوجود ، 
فالمكان ثبوت في المكانة كما نقول في التمكين : إنه تمكين في التلوين ، لا أن التلوين يضاد التمكين . 
- نصيحة - لا راحة مع الخلق ، فارجع إلى الحق فهو أولى بك ، إن عاشرتهم على ما هم عليه بعدت منه ، فإنهم على ما لا يرضاه ، وإن لم تعاشرهم وقعوا فيك ، فلا راحة .

ص 381

[سورة الأحزاب ( 33 ) : الآيات 14 إلى 21 ] 
وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطارِها ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْها وَما تَلَبَّثُوا بِها إِلاَّ يَسِيراً ( 14 ) وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُلاً ( 15 ) قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً ( 16 ) قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً ( 17 ) قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقائِلِينَ لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً ( 18 ) 
أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً ( 19 ) يَحْسَبُونَ الْأَحْزابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بادُونَ فِي الْأَعْرابِ يَسْئَلُونَ عَنْ أَنْبائِكُمْ وَلَوْ كانُوا فِيكُمْ ما قاتَلُوا إِلاَّ قَلِيلاً ( 20 ) لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ( 21 )
[ « لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ » الآية ]

« لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ »لمن سمع القول فاتبع أحسنه ، وبهذه الآية ثبتت وتأيّدت عصمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ، فإنه لو لم يكن معصوما ما صح التأسي به ، فنحن نتأسّى برسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم في جميع حركاته وسكناته وأفعاله وأحواله وأقواله ، ما لم ينه عن شيء من ذلك على التعيين في كتاب أو سنّة ، فإن اللّه جعله أسوة يتأسى به ، فلو لم يقمه اللّه في مقام العصمة للزمنا التأسي به فيما يقع منه من الذنوب إن لم ينص عليها ، كما نصّ

ص 382

على نكاح الهبة أن ذلك خالص له مشروع ، وهو حرام علينا ، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم [ خذوا عني مناسككم ] فإن اللّه تعالى يقول :« لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ »
وقال : [ من رغب عن سنتي فليس مني ] فأبان بفعله صلّى اللّه عليه وسلم عن مراد اللّه منا في العبادات ، 
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : [ العلماء ورثة الأنبياء ] 
فاعلم أن الورث على نوعين : معنوي ومحسوس ، 
فالمحسوس منه ما يتعلق بالألفاظ والأفعال وما يظهر من الأحوال ، فأما الأفعال فإن ينظر الوارث إلى ما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يفعله مما أبيح للوارث أن يفعله اقتداء به - لا مما هو مختص به عليه السلام مخلص له في نفسه ومع ربه - وفي عشرته لأهله وولده وقرابته وأصحابه وجميع العالم ، 
ويتبع الوارث ذلك كله في الأخبار المروية عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ، الموضحة لما كان عليه في أفعاله من صحيحها وسقيمها ، فيأتيها كلها على حدّ ما وردت لا يزيد عليها ولا ينقص منها ، وإن اختلفت فيها الروايات فليعمل بكل رواية ، وقتا بهذه ووقتا بهذه ولو مرة واحدة ، ويدوم على الرواية التي ثبتت ، ولا يخلّ بما روي من ذلك وإن لم يثبت من جهة الطريق فلا يبالي ، إلا أن يتعلق بتحليل أو تحريم فيغلب الحرمة في حق نفسه فهو أولى به ، فإنه من أولي العزم ، وما عدا التحليل أو التحريم فليفعل بكل رواية ، 
وإذا أفتى - إن كان من أهل الفتيا - وتتعارض الأدلة السمعية بالحكم من كل وجه ، ويجهل التاريخ ولا يقدر على الجمع ، فيفتي بما هو أقرب لرفع الحرج ، ويعمل هو في حق نفسه بالأشد فإنه في حقه الأسدّ ، وهذا من الورث اللفظي فإنه المفتى به ، فيصلي صلاة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم في ليله ونهاره ، وعلى كيفيتها في أحوالها وكمياتها في أعدادها ، ويصوم كذلك ، ويعامل أهله من مزاح وجدّ كذلك ، ويكون على أخلاقه في مأكله ومشربه وما يأكل وما يشرب ، كأحمد بن حنبل فإنه كان بهذه المثابة ، روينا عنه أنه ما أكل البطيخ حتى مات ، 
وكان يقال له في ذلك فيقول : 
ما بلغني كيف كان يأكله رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ، وكلّ ما كان من فعل لم يجد فيه حديثا يبين فيه أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فعله بكيفية خاصة ، وإن كان من الكميات بكمية خاصة ولكن ورد فيه حديث فاعمل به ، كصومه صلّى اللّه عليه وسلم ، 
كان يصوم حتى نقول : إنه لا يفطر ، 
ويفطر حتى نقول : إنه لا يصوم ، ولم يوقت الراوي فيه توقيتا ، فصم أنت كذلك وأفطر كذلك ، 
وأكثر من صوم شعبان ولا تتمّ صوم شهر قط بوجه من الوجوه إلا شهر رمضان ، وكل صوم أو فعل مأمور به وإن لم يرو فيه فعله فاعمل به لأمره ، وهذا معنى قول اللّه :

ص 383

( إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) 
فلتتبعه في كل شيء لأن اللّه يقول :« لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ »ما لم يخصص شيئا من ذلك بنهي عن فعله ، 
وقال صلّى اللّه عليه وسلم : [ صلوا كما رأيتموني أصلي ] وقال في الحج [ خذوا عني مناسككم ] وإن حججت فإن قدرت على الهدي فادخل به محرما بالحج أو العمرة ، وإن حججت مرة أخرى فادخل أيضا إن قدرت على الهدي محرما بالحج ، وإن لم تجد هديا فاحذر أن تدخل محرما بالحج ، 
ولكن ادخل متمتعا بعمرة مفردة ، فإذا طفت وسعيت فحل من إحرامك الحل كله ، ثم بعد ذلك أحرم بالحج وانسك نسيكة كما أمرت ، 
واعزم على أن لا تخلّ بشيء من أفعاله وما ظهر من أحواله مما أبيح لك من ذلك ، والتزم آدابه كلها جهد الاستطاعة ، لا تترك شيئا من ذلك إذا ورد مما أنت مستطيع عليه ، فإن اللّه ما كلفك إلا وسعك ، فابذله ولا تترك منه شيئا ، فإن النتيجة لذلك عظيمة لا يقدر قدرها ، وهي محبة اللّه إياك ، وقد علمت حكم الحب من المحب - الحديث – 
وأما الورث المعنوي فما يتعلق بباطن الأحوال من تطهير النفس من مذام الأخلاق وتحليتها بمكارم الأخلاق ، وما كان عليه صلّى اللّه عليه وسلم من ذكر ربه على كل أحيانه ، وليس إلا الحضور والمراقبة لآثاره سبحانه في قلبك وفي العالم ، فلا يقع في عينك ولا يحصل في سمعك ولا يتعلق بشيء قوة من قواك ، إلا ولك في ذلك نظر واعتبار إلهي ، 
تعلم موقع الحكمة الإلهية في ذلك ، فهكذا كان حال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فيما روت عنه عائشة ، وكذلك إن كنت من أهل الاجتهاد في الاستنباط للأحكام الشرعية ، فأنت وارث نبوة شرعية ، فإنه تعالى قد شرع لك في تقرير ما أدى إليه اجتهادك ودليلك من الحكم ، 
أن تشرعه لنفسك وتفتي به غيرك إذا سئلت ، وإن لم تسأل فلا ، فإن ذلك أيضا من الشرع الذي أذن اللّه لك فيه ، ما هو من الشرع الذي لم يأذن به اللّه ، ومن الورث المعنوي ما يفتح عليك به من الفهم في الكتاب وفي حركات العالم كله ، 
فالرسول صلّى اللّه عليه وسلم ما بعثه اللّه تعالى إلا ليتمم مكارم الأخلاق ، فأحواله كلها مكارم أخلاق ، فهو مبين لها بالحال وهو أتم وأعدل وأمضى في الحكم من القول : .


[ سورة الأحزاب ( 33 ) : الآيات 22 إلى 23 ] 
وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلاَّ إِيماناً وَتَسْلِيماً ( 22 ) مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ( 23 )

ص 384

" وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا »في أخذ الميثاق الذي أخذ عليهم ، فوفوا به ، وقيل فيهم : صدقوا ، لأنهم غالبوا فيه وفي الوفاء به الدعاوى المركوزة في النفوس ، التي أخرجت بعض من أخذ عليه الميثاق أو أكثره عن الوفاء بما عاهد عليه اللّه ، فليس الرجل إلا من صدق مع اللّه في الوفاء بما أخذ عليه ، والصدق سيف اللّه في الأرض ، ما قام بأحد ولا اتصف به إلا نصره"
[  فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ » الآية ] 
اللّه ، لأن الصدق نعته ، والصادق اسمه ، فقوله تعالى :« فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ »أي من وفي بعهده ، وهو العهد الخالص في أخذ الميثاق ، فإن النحب العهد« وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ »لأن العبد ما دام في الحياة الدنيا لا يأمن التبديل ، فإن اللّه يفعل ما يريد ، فلا يأمن مكر اللّه لعلمه باللّه« وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا »فلله رجال بهذه المثابة جعلنا اللّه منهم ، فما أعظم بشارتها من آية ، ولا بلغ إلينا تعيين أحد من أهل هذه الصفة إلا طلحة بن عبيد اللّه من العشرة ، صح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أنه قال : [ هذا ممن قضى نحبه ] وهو في الحياة الدنيا فأمن من التبديل .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 24 ] 
لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً ( 24 )« 
لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ »بعد أن يسأل الصادقين عن صدقهم ، فإذا ثبت لهم جازاهم به ، وجزاؤهم به هو صدق اللّه فيما وعدهم به ، فجزاء الصدق الصدق الإلهي ، وجزاء ما صدق فيه من العمل والقول بحسب ما يعطيه ذلك العمل أو القول ، فهذا معنى الجزاء .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : الآيات 25 إلى 26 ]
وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ وَكانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزاً ( 25 ) وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ صَياصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً ( 26 )

ص 385

إذا كانت اليد بالنواصي أنزلت العصم من الصياصي ، ولم تغنها ما عندها من الصياصي .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : الآيات 27 إلى 29 ] 
وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَؤُها وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ( 27 ) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها فَتَعالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَراحاً جَمِيلاً ( 28 ) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً ( 29 ) 
لما جرى من نساء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ما جرى ، أداه ذلك إلى الانفراد مع اللّه وهجرهن ، فآلى من نسائه شهرا ، فلما فرغ الشهر ناجاه الحق بآية التخيير ، فخيّر نساءه ، فإنه كان المطلوب بذلك التوقيت ما فتح له به ، فإن الحق يجري مع العبد في فتحه على حسب قصده والسبب الذي أداه إلى الانفراد به .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 30 ]
يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً ( 30 )
" يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ »وذلك لمكانة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ولفعل الفاحشة .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 31 ] 
وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً (31)
القنوت هو الطاعة للّه ورسوله ، والأجر هنا للعمل الصالح الذي عملته ، وكان مضاعفا للعمل الصالح ومكانة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ، في مقابلة قوله تعالى في حقهن :« يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ ».

ص 386

[سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 32 ] 
يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ( 32 ) 
كلام المرأة يثير الشهوة بالطبع ، ولا سيما إن كان في كلامها خضوع وانكسار ، وفي خيال السامع أنها أنثى وفي قلبه مرض ، واللّه قد نهاهن عن الخضوع في القول ، ففي هذه الآية إباحة كلام النساء الرجال على وصف خاص .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 33]
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الْأُولى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ( 33 )
[ « إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ . . . » الآية ]
« يا نِساءَ النَّبِيِّ »أعلمهن أن ذلك كله مما ورد في هذه الآية وما قبلها بكونهن أزواجه صلّى اللّه عليه وسلم حتى لا ينسبن إلى قبيح ، فيعود ذلك العار على بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم« إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ »الرجس هو القذر عند العرب ، 
هكذا حكى الفراء ، والمعني به هنا الفحش« وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً »من دنس الأقوال المنسوبة إلى الفحش ، 
فطهر اللّه رسوله صلّى اللّه عليه وسلم وأهل بيته تطهيرا ليذهب عنهم الرجس وهو كل ما يشينهم ، فلا يضاف إليهم إلا مطهر ، 
مثل سلمان الفارسي الذي قال فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم [ سلمان منا أهل البيت ] 
وشهد اللّه لهم بالتطهير وذهاب الرجس عنهم ، وإذا كان لا يضاف إليهم إلا مطهر مقدس ، وحصلت لهم العناية الإلهية بمجرد الإضافة ، فما ظنك بأهل البيت في نفوسهم ؟ فهم المطهرون بل هم عين الطهارة ، 
فهذه الآية تدل على أن اللّه قد شرك أهل البيت مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم في قوله تعالى لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ )وأي وسخ وقذر أقذر من الذنوب وأوسخ ، فلا رجس أرجس من المعاصي ، وقد طهر اللّه أهل البيت تطهيرا ، 
وهو خبر والخبر لا يدخله النسخ ، وخبر اللّه صدق وقد سبقت به الإرادة الإلهية ، فكل ما ينسب إلى أهل البيت مما يقدح فيما أخبر اللّه به عنهم من التطهير وذهاب الرجس ،

ص 387

فإنما ينسب إليهم من حيث اعتقاد الذي ينسبه ، لأنه رجس بالنسبة إليه ، وذلك الفعل عينه ارتفع حكم الرجس عنه في حق أهل البيت ، فطهر اللّه سبحانه نبيه صلّى اللّه عليه وسلم بالمغفرة من الذنوب ودخل الشرفاء أولاد فاطمة كلهم ومن هو من أهل البيت مثل سلمان الفارسي إلى يوم القيامة في حكم هذه الآية من الغفران ، فهم المطهرون اختصاصا من اللّه وعناية بهم ، 
لشرف محمد صلّى اللّه عليه وسلم وعناية اللّه به ، ولا يظهر حكم هذا الشرف لأهل البيت إلا في الدار الآخرة ، فإنهم يحشرون مغفورا لهم ، 
وأما في الدنيا فمن أتى منهم حدا أقيم عليه ، وينبغي لكل مسلم مؤمن باللّه وبما أنزله أن يصدق اللّه تعالى في قوله :« لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً »فأخبر اللّه تعالى أنه طهرهم وأذهب عنهم الرجس ، وخبره صدق ، وهذا يدل على عصمة أهل البيت في حركاتهم ، وحفظ اللّه لهم في ذلك ، وليس ذلك لغيرهم ، فيعتقد في جميع ما يصدر من أهل البيت أن اللّه قد عفا عنهم فيه ، فلا ينبغي لمسلم أن يلحق المذمة بهم ، 
ولا ما يشنأ أعراض من قد شهد اللّه بتطهيره وذهاب الرجس عنه ، لا بعمل عملوه ولا بخير قدموه ، بل سابق عناية من اللّه بهم ، فبالنسبة لحقوقنا وما لنا أن نطالبهم به ، فنحن مخيرون إن شئنا أخذنا وإن شئنا تركنا ، والترك أفضل عموما ، فكيف في أهل البيت ؟ 
فإذا نزلنا عن طلب حقوقنا وعفونا عنهم في ذلك ، أي فيما أصابوا منا كانت لنا بذلك عند اللّه اليد العظمى والمكانة الزلفى ، فإن النبي صلّى اللّه عليه وسلم ما طلب منّا عن أمر اللّه إلا المودة في القربى ، وفيه سر صلة الرحم ، ومن لم يقبل سؤال نبيه فيما سأل فيه مما هو قادر عليه بأي وجه يلقاه غدا أو يرجو شفاعته ؟ وهو ما أسعف نبيه صلّى اللّه عليه وسلم فيما طلب منه من المودة في قرابته ، فكيف بأهل بيته ؟ 
فهم أخصّ قرابته ، وأرجو أن يكون عقب علي بن أبي طالب وسلمان تلحقهم العناية كما ألحقت أولاد الحسن والحسين وعقبهم وموالي أهل البيت لقوله صلّى اللّه عليه وسلم : [ مولى القوم منهم ] 
فإن رحمة اللّه واسعة واعلم أن الشياطين ألقت إلى أهل البدع والأهواء أصلا صحيحا لا يشكون فيه ، ثم طرأت عليهم التلبيسات من عدم الفهم حتى ضلوا ، وأكثر ما ظهر ذلك في الشيعة ولا سيما الإمامية منهم ، فدخلت عليهم شياطين الجن أولا بحب أهل البيت واستفراغ الحب فيهم ، ورأوا أن ذلك من أسنى القربات إلى اللّه ، وكذلك هو ، لو وقفوا ولا يزيدون عليه ، 
إلا أنهم تعدوا من حب أهل البيت إلى طريقين : منهم من تعدّى إلى بغض الصحابة وسبهم حيث لم يقدموهم ، وتخيلوا أن أهل البيت أولى بهذه المناصب

ص 388

الدنيوية ، فكان منهم ما قد عرف واستفاض ، وطائفة زادت إلى سب الصحابة القدح في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وفي جبريل عليه السلام وفي اللّه جل جلاله ، حيث لم ينصوا على رتبتهم وتقديمهم في الخلافة ، 
حتى أنشد بعضهم [ ما كان من بعث الأمين أمينا ] 
وهذا كله واقع من أصل صحيح ، وهو حبّ أهل البيت ، أنتج في نظرهم فاسدا فضلوا وأضلوا ، فانظر ما أدى إليه الغلو في الدين ، أخرجهم عن الحدّ فانعكس أمرهم إلى الضد 
- إشارة - إذا كانت عناية اللّه بأهل البيت النبوي المحمدي كما ذكر اللّه في كتابه لنا ، فما ظنك بأهل القرآن الذين هم أهل اللّه وخاصته ؟ 
وأقل الأهلية في ذلك حمل حروفه محفوظة في الصدور ، فإن تخلّق بما حمل وتحقق به وكان من صفاته فبخ على بخ ، 
ومن عناية اللّه تعالى بسلمان الفارسي أن قال فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : [ سلمان منّا أهل البيت ] وإذا كانت منزلة مخلوق عند اللّه بهذه المثابة بأن يشرف المضاف إليهم بشرفهم ، وشرفهم ليس لأنفسهم ، 
وإنما اللّه تعالى هو الذي اجتباهم وكساهم حلة الشرف ، كيف يا ولي بمن أضيف إلى من له الحمد والمجد والشرف لنفسه وذاته ؟ 
فهو المجيد سبحانه وتعالى ، فالمضاف إليه من عباده الذين هم عباده ، وهم الذين لا سلطان لمخلوق عليهم في الآخرة ، وما تجد في القرآن عبادا مضافين إليه سبحانه إلا السعداء خاصة ، وجاء اللفظ في غيرهم بالعباد ، فما ظنك بالمعصومين المحفوظين منهم القائمين بحدود سيدهم الواقفين عند مراسمه ؟ فشرفهم أعلى وأتم .

[ سورة الأحزاب ( 33 : (آية 34 ] 
وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً ( 34 ) 
من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ، وكان اللّه به لطيفا خبيرا ، لطيفا من حيث أنه علّمه من حيث لم يعلم فعلم ، وما علم أن اللّه هو المعلم ، ثم اختبره فكان خبيرا ، وكان اللّه على كل شيء قديرا ، فمن سأل الحكمة ، فقد سأل النعمة ، ومن أعطي الحكمة ، 
فقد أوتي الرحمة ، فإن سرمد العذاب بعد ذلك هذا المالك ، فما هو ممّن عمت وجوده الرحمة ، ولا كان من أهل الحكمة ، فإن قال بالرجوع إليها ، وحكم بذلك عليهم وعليها ، فذلك الحكيم العليم ، المسمى بالرءوف الرحيم ، وهو الشديد العقاب ، لأنه لشدته في ذلك أعقب أهل النار حسن المآب .

ص 389

[سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 35 ] 
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ( 35 )
[ « إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ . . . » الآية طبقات الأولياء] 
نعت اللّه أقواما من النساء والرجال بصفات ومنزلة ، فما نعتهم اللّه بهذه النعوت سدى ، والمتصفون بهذه الأوصاف قد طالبهم الحق بما تقتضيه هذه الصفات ، وما تثمر لهم من المنازل عند اللّه ، فقال تعالى :« إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ »وهؤلاء تولاهم اللّه بالإسلام وهو انقياد خاص لما جاء من عند اللّه لا غير ، فإذا وفّى العبد الإسلام بجميع لوازمه وشروطه وقواعده فهو مسلم ، وإن انتقص شيئا من ذلك فليس بمسلم فيما أخلّ به من الشروط ، 
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : [ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ] 
واليد هنا بمعنى القدرة ، أي سلم المسلمون مما هو قادر على أن يفعل بهم مما لا يقتضيه الإسلام ، من التعدي لحدود اللّه فيهم ، فأتى بالأعم ، وذكر اللسان لأنه قد يؤذي بالذكر من لا يقدر على إيصال الأذى إليه بالفعل ، وهو البهتان هنا خاصة لا الغيبة ، 
فإنه قال : المسلمون ولو قال : الناس لدخلت الغيبة وغير ذلك من سوء القول ، فلم يثبت الشارع الإسلام إلا لمن سلم المسلمون ، وهم أمثاله في السلامة ، فالمسلمون هم المعتبر في هذا الحديث ، وهم المقصود ، فإن المسلمين لا يسلمون من لسان من يقع فيهم إلا حتى يكونوا أبرياء مما نسب إليهم ، ولذلك فسرناه بالبهتان ، 
فإن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال : [ إذا قلت في أخيك ما ليس فيه فذلك البهتان ، وفي رواية فقد بهته ] فخاب سهمك الذي رميته به ، 
فإنه ما وجد منفذا ، فإنك نسبت إليه ما ليس هو عليه ، فسماهم اللّه مسلمين ، فمن وقع فيمن هذه صفته فليس بمسلم ، لأن ذلك الوصف الذي وصف المسلم به ورماه به ولم يكن المسلم محلا له عاد على قائله ، فلم يكن الرامي له بمسلم ، فإنه ما سلم مما قال إذ عاد عليه سهم كلامه الذي رماه به ، 
قال صلّى اللّه عليه وسلم : [ من قال لأخيه كافر فقد باء به أحدهما ] 
وقال تعالى في حق قوم قيل لهم آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَ نُؤْمِنُ

ص 390

كَما آمَنَ السُّفَهاءُ ) قال اللّه فيهم ( أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ )  
فأعاد الصفة عليهم لما لم يكن المسلمون المؤمنون أهل سفه ، فليس المسلم إلا من سلم من جميع العيوب الأصلية والطارئة ، فلا يقول في أحد شرا ولا يؤثر فيه إذا قدر عليه شرا أصلا ، وليس إقامة الحدود بشر فإنه خير فلا يخرجه ذلك عن الإسلام ، فإن النبي صلّى اللّه عليه وسلم اشترط سلامة المسلمين ، ومن آذاك ابتداء عن قصد منه فليس بمسلم ، 
فإنك ما سلمت منه ، 
والنبي صلّى اللّه عليه وسلم يقول : [ من سلم المسلمون ] فلا يقدح القصاص في الإسلام ، 
فإنك ما آذيت مسلما من حيث آذاك ، فإن المسلم لا يؤذي المسلم ، بل أسقط القصاص في الدنيا القصاص في الآخرة ، فقد أنعم عليه بضرب من النعم ، فإن عفا وأصلح ولم يؤاخذه وتجاوز عن سيئته فذلك المقام العالي وأجره على اللّه ، بشرط ترك المطالبة في الآخرة ، وحق اللّه ثابت قبله لأنه تعدى حده ، فقدح في إسلامه قدر ما تعدى ، فإن قيل : إن عصى المسلم ربه في غير المسلم هل يكون مسلما بذلك أم لا ؟ 
قلنا : لا يكون مسلما ، فإن اللّه يقول إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ ) والمسلم لا يكون ملعونا ، 
فلقائل أن يقول : هنا بالمجموع كانت اللعنة ، ونحن إنما قلنا : من آذى اللّه وحده ، قلنا : كل من آذى اللّه وحده في زعمه فقد آذى المسلمين ، فإن المسلم يتأذى إذا سمع في اللّه من القول ما لا يليق به ، فهو مؤاخذ من جهة ما تأذى به المسلمون ، من قولهم « 1 » في اللّه ما لا يليق به ، فإن قيل : فإن لم يعرف ذلك المسلمون منه حتى يتأذوا من ذلك ، 
قلنا : حكم ذلك حكم الغيبة ، فإنه لو عرف من اغتيب تأذى ، وهو مؤاخذ بالغيبة فهو مؤاخذ بإيذائه اللّه وإن لم يعرف بذلك مسلم ، 
قال صلّى اللّه عليه وسلم : [ لا أحد أصبر على أذى من اللّه ] ، فالمسلم من كان بهذه المثابة ، وهو السعيد المطلق 
وقليل ما هم :« وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ »المؤمنون والمؤمنات تولاهم اللّه بالإيمان الذي هو القول والعمل والاعتقاد ، وحقيقته الاعتقاد شرعا ولغة ، وهو في القول والعمل شرعا لا لغة ، فالمؤمن من كان قوله وفعله مطابقا لما يعتقده في ذلك الفعل ، فأولئك من الذين أعد اللّه لهم مغفرة وأجرا عظيما ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : [ المؤمن من أمنه الناس على أموالهم ] 
وقال صلّى اللّه عليه وسلم : [ المؤمن من أمن جاره بوائقه ] ولم يخصّ مؤمنا ولا مسلما ، 
بل قال : الناس والجار من غير تقييد ، فإن المسلم قيّده بسلامة المسلمين ، ففرق بين المسلم
________________________________________
( 1 ) الضمير هنا يعود على غير المسلمين الذين آذاهم المسلم .

ص 391

والمؤمن بما قيده به وبما أطلقه ، فعلمنا أن للإيمان خصوص وصف ، وهو التصديق تقليدا من غير دليل ، ليفرق بين الإيمان والعلم ، والمؤمن الذي اعتبره الشرع من أهل هذه الآية له علامتان في نفسه إذا وجدهما كان من المؤمنين ، 
العلامة الواحدة أن يصير الغيب له كالشهادة ، من عدم الريب فيما يظهر على المشاهد لذلك الأمر الذي وقع به الإيمان ، من الآثار في نفس المؤمن كما يقع في نفس المشاهد له ، فيعلم أنه مؤمن بالغيب ، والعلامة الثانية أن يسري الأمان منه في نفس العالم كله ، 
فيأمنوه على القطع على أموالهم وأنفسهم وأهليهم ، من غير أن يتخلل ذلك الأمان تهمة في أنفسهم من هذا الشخص ، وانفعلت لأمانته النفوس ، فذلك هو المشهود له بأنه من المؤمنين ، ومهما لم يجد هاتين العلامتين فلا يغالط نفسه ولا يدخلها مع المؤمنين ، 
قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ ) 
فمن ادعى الإيمان وزعم أن له نفسا يملكها فليس بمؤمن« وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ »هم الذين تولاهم اللّه بالقنوت ، وهو الطاعة للّه في كل ما أمر به ونهى عنه ، وهذا لا يكون إلا بعد نزول الشرائع ، قال تعالى وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ ) أي طائعين فأمر بطاعته ، 
والساجدون للّه على قسمين :  منهم من يسجد طوعا ، ومنهم من يسجد كرها ، 
فالقانت يسجد طوعا ، وتصحيح طاعتهم للّه وقنوتهم أن يكون الحق لهم بهذه الموازنة ، كما قال : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ )
[ ومن تقرب إليّ شبرا تقربت إليه ذراعا ] فالحق مع العبد على قدر ما هو العبد مع الحق ، ومن شرط القانت أن يطيع اللّه من حيث ما هو عبد اللّه ، لا من حيث ما وعده اللّه به من الأجر والثواب لمن أطاعه ، وأما الأجر الذي يحصل للقانت ، 
فذلك من حيث العمل الذي يطلبه لا من حيث الحال الذي أوجب له القنوت ، 
قال اللّه تعالى في القانتات من نساء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ
) فالأجر هنا للعمل الصالح الذي عملته ، وكان مضاعفا في مقابلة 
قوله تعالى في حقهن يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ ) 
لمكانة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ولفعل الفاحشة ، كذلك ضوعف الأجر للعمل الصالح ومكانة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ، وبقي القنوت معرى عن الأجر ، فإنه أعظم من الأجر فإنه ليس بتكليف ، وإنما الحقيقة تطلبه ، وهو حال يستصحب العبد في الدنيا والآخرة ، والقنوت مع العبودية في دار التكليف لا مع الأجر ، ذلك هو القنوت المطلوب ، والحق إنما ينظر للعبد في طاعته بعين باعثه على تلك الطاعة ، 
ولهذا قال تعالى آمرا :

ص 392

يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الإثنين 5 أبريل 2021 - 20:34 عدل 2 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الإثنين 5 أبريل 2021 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

تفسير الآيات من "01 - 43 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي جمع وتأليف محمود محمود الغراب

( 33 ) سورة الأحزاب مدنيّة
(وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ ) ولم يسم أجرا ، ولا جعل القنوت إلا من أجله لا من أجل أمر آخر« وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ » هم الذين تولاهم اللّه بالصدق في أقوالهم وأفعالهم 
فقال تعالى رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ) فهذا من صدق أحوالهم ، والصدق في القول معلوم وهو ما يخبر به ، وصدق الحال ما يفي به في المستأنف ، وهو أقصى الغاية في الوفاء لأنه شديد على النفس فلا يقع الوفاء به في الحال والقول إلا من الأشداء الأقوياء ، ولا سيما في القول ، فإنك لو حكيت كلاما عن أحد كان بالفاء فجعلت بدله واوا لم تكن من هذه الطائفة ، فانظر ما أغمض هذا المقام وما أقواه ، فإن نقلت الخبر على المعنى تعرّف السامع أنك نقلت على المعنى ، فتكون صادقا من حيث إخبارك عن المعنى عند السامع ، ولا تسمى صادقا من حيث نقلك لما نقلته ، 
فإنك ما نقلت عين لفظ من نقلت عنه ، ولا تسمى كاذبا فإنك قد عرفت السامع أنك نقلت المعنى ، فأنت مخبر للسامع عن فهمك لا عمن تحكي عنه ، فأنت صادق عنده في نقلك عن فهمك ، لا عن الرسول أو من تخبر عنه أن ذلك مراده بما قال ، 
فالصدق في المقال عسير جدا ، قليل من الناس من يفي به ، إلا من أخبر السامع أنه ينقل على المعنى فيخرج من العهدة ، فالصدق في الحال أهون منه إلا أنه شديد على النفوس ، فإنه يراعي جانب الوفاء لما عاهد من عاهد عليه ، 
وقد قرن اللّه الجزاء بالصدق والسؤال عنه فقال : ( ليجزي الصادقين بصدقهم ) 
ولكن بعد أن يسأل الصادقين عن صدقهم ، وجزاؤهم به هو صدق اللّه فيما وعدهم به« وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ »هؤلاء تولاهم اللّه بالصبر ، وهم الذين حبسوا نفوسهم مع اللّه على طاعته من غير توقيت ، فجعل اللّه جزاءهم على ذلك من غير توقيت ، 
فقال تعالى إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) فما وقّت لهم فإنهم لم يوقتوا ، فعم صبرهم جميع المواطن التي يطلبها الصبر ، فكما حبسوا نفوسهم على الفعل بما أمروا به ، حبسوها أيضا على ترك ما نهوا عن فعله ، فلم يوقتوا فلم يوقّت لهم الأجر ، وهم الذين أيضا حبسوا نفوسهم عند وقوع البلايا والرزايا بهم عن سؤال ما سوى اللّه في رفعها عنهم ، بدعاء الغير أو شفاعة أو طب ، إن كان من البلاء الموقوف إزالته على الطب ، 
ولا يقدح في صبرهم شكواهم إلى اللّه في رفع ذلك البلاء عنهم ، 
ألا ترى إلى أيوب عليه السلام سأل ربه رفع البلاء عنه بقوله مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) ومع هذا أثنى عليه بالصبر وشهد له به ، فلو كان الدعاء إلى اللّه في رفع الضرر

ص 393

ورفع البلاء يناقض الصبر المشروع المطلوب لم يثن اللّه به على أيوب بالصبر وقد أثنى عليه به ، بل من سوء الأدب مع اللّه أن لا يسأل العبد رفع البلاء عنه ، لأن فيه رائحة من مقاومة القهر الإلهي بما يجده من الصبر وقوته ، 
وهذا لا يناقض الرضا بالقضاء ، فإن البلاء إنما هو عين المقضي لا القضاء ، فيرضى بالقضاء ويسأل اللّه في رفع المقضي عنه ، فيكون راضيا صابرا« وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ » 
قوم تولاهم اللّه بالخشوع من ذل العبودية القائم بهم ، لتجلي سلطان الربوبية على قلوبهم في الدار الدنيا ، فينظرون إلى الحق سبحانه من طرف خفي ، يوجده اللّه لهم في قلوبهم في هذه الحالة ، خفي عن إدراك كل مدرك إياه ، بل لا يشهد ذلك النظر منهم إلا اللّه ، فمن كانت حالته هذه في الدار الدنيا من رجل أو امرأة فهو الخاشع وهي الخاشعة ، فيشبه القنوت من وجه إلا أن القنوت يشترط فيه الأمر الإلهي ، والخشوع لا يشترط فيه إلا التجلي الذاتي ، 
وكلتا الصفتين تطلبهما العبودية ، فلا يتحقق بهما إلا عبد خالص العبودية والعبودة ، 
وله حال ظاهر في الجوارح التي لها الحركات ، وحال باطن في القلوب ، فيورث في الظاهر سكونا ويؤثر في الباطن ثبوتا ، والقنوت يورث في الظاهر بحسب ما ترد به الأوامر من حركة وسكون ، فإن كان القانت خاشعا فحركته في سكون ولا بد إن ورد الأمر بالتحرك ، ويورث القنوت في الباطن انتقالات أدق من الأنفاس ، متوالية مع الأوامر الإلهية الواردة عليه في عالم باطنه ، فالخاشع في قنوته في الباطن ثبوته على قبول تلك الأوامر الواردة عليه من غير أن يتخللها ما يخرجها عن أن تكون مشهودة لهذا الخاشع ، 
فالخاشع والقانت خشوعه وقنوته أخوان متفقان في الموفقين من عباد اللّه« وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ »وهم الذين تولاهم اللّه بجوده ليجودوا بما استخلفهم اللّه فيه مما افتقر إليه خلق اللّه ، فأحوج اللّه الخلق إليهم لغناهم باللّه ، فالكلمة الطيبة صدقة ، 
ولما كان حالهم التعمل في الإعطاء لا العمل ، دل على أنهم متكسبون في ذلك ، لنظرهم أن ذلك ليس لهم وإنما هو للّه ، فلا يدعون فيما ليس لهم ، فلا منة لهم في الذي يوصلونه إلى الناس أو إلى خلق اللّه من جميع الحيوانات ،
وكل متغذ عليهم لكونهم مؤدين أمانة كانت بأيديهم أوصلوها إلى مستحقيها ، 
فلا يرون أن لهم فضلا عليهم فيما أخرجوه ، وهذه الحالة لا يمدحون بها إلا مع الدوام والدءوب عليها في كل حال« وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ » قوم تولاهم اللّه بالإمساك الذي يورثهم الرفعة عند اللّه تعالى عن كل شيء أمرهم الحق أن يمسكوا

ص 394

عنه أنفسهم وجوارحهم ، فمنه ما هو واجب ومندوب ، والصوم المعهود داخل فيه ، والمقام الأكمل لمن تحقق بهذا الإمساك ، فأورثه الرفعة عند اللّه ، فإن الصوم هو الرفعة ، قال الشاعر : إذا صام النهار وهجر ؛ أي ارتفع النهار« وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ »وهو خصوص من عموم حفظ حدود اللّه ، 
ولهذا قال فيهم :« أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً »أي سترا ، لأن الفرج عورة تطلب الستر ، فهو إنباء عن حقيقة والحافظون فروجهم على طبقتين : منهم من يحفظ فرجه عما أمر بحفظه منه ولا يحفظه مما رغب في استعماله ، لأمور إلهية وحكم ربانية أظهرها إبقاء النوع على طريق القربة ، ومنهم من يحفظ فرجه إبقاء على نفسه لغلبة عقله على طبعه ، وغيبته عما سنه أهل السنن من الترغيب في ذلك ، فإن انفتح له عين وانفرج له طريق إلى ما تعطيه حقيقة الوضع المرغب في النكاح فذلك صاحب فرج فلم يحفظه الحفظ الذي أشرنا إليه ، وأما صاحب الشرع الحافظ به فلا بد له من الفتح ، ولكن إذا اقترنت مع الحفظ الهمة« وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ »وهم الذين تولاهم اللّه بإلهام الذكر ليذكروه فيذكرهم ، 
قال تعالى : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) 
وقال : [ من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ] والذكر أعلى المقامات كلها ، ولما كان الذاكرون أعلى الطوائف لأن اللّه جليسهم ، لهذا ختم اللّه بجلسائه وبذكرهم صفات المقربين من أهل اللّه ، ذكرانهم وإناثهم ، فالذاكر هو الرجل الذي له الدرجة على غيره من أهل المقامات ، فإن اللّه تعالى مع الذاكرين له بمعية اختصاص ، وما ثمّ إلا مزيد علم ، به يظهر الفضل ، فكل ذاكر لا يزيد علما في ذكره بمذكوره فليس بذاكر ، وإن ذكر بلسانه ، لأن الذاكر هو الذي يعمه الذكر كله ، فذلك هو جليس الحق ، فلا بد من حصول الفائدة ، لأن العالم الكريم الذي لا يتصور فيه بخل لا بد أن يهب جليسه أمرا لم يكن عنده ، إذ ليس هنالك بخل ينافي الجود ، فلم يبق إلا المحل القابل ، ولا يجالس إلا ذو محل قابل ، فذلك هو جليس الحق ، وهم على الحقيقة جلساء اللّه من حيث الاسم الذي يذكرونه به ، 
وهذه مسئلة لا يعرفها كثير من الناس ، وما ذكر اللّه بعد الذاكرات شيئا ، فالذاكرون اللّه كثيرا والذاكرات آخر الطوائف ، ليس بعدهم أحد له نعت يذكر ، فختم بهم جلساءه ، 
وقوله تعالى :« كَثِيراً »أي في كل حال ، هذا معنى الكثير ، فإنه من الناس من يكون له هذه الحالة في أوقات ما ، ثم ينحجب ، ومن ذلك أن كل صفة علوية إلهية لا تنبغي إلا للّه ويكون

ص 395

مظهرها في المخلوقين ( مثل الغنى والعزة والجبروت ) ، فإن العلماء باللّه يذلون تحت سلطانها ولا تحجبهم المظاهر عنها ولا يعرف ذلك إلا العلماء باللّه ، وأعلى الذكر أن نذكره بكلامه من حيث علمه بذلك لا من حيث علمنا ، فيكون هو الذي يذكر نفسه لا نحن« أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً »هؤلاء أعد اللّه لهم المغفرة والأجر العظيم قبل وقوع الذنب المقدر عليهم عناية منه ، فدلّ ذلك على أنهم من العباد الذين لا تضرهم الذنوب التي وقعت منهم بالقدر المحتوم ، لا انتهاكا للحرمة الإلهية ، وقد ورد في الصحيح في الخبر الإلهي [ اعمل ما شئت فقد غفرت لك ] .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 36 ] 
وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً ( 36 )
[ لم لم يقل اللّه تعالى : ومن يعص الرسول فقد عصى اللّه ؟ ] 
ولم يقل تعالى : ومن يعص الرسول فقد عصى اللّه ، كما أنزله في الطاعة ، لأن طاعة المخلوق للّه ذاتية وعصيانه بالواسطة ، فلو أنزل الرسول هنا كما أنزله في الطاعة لم يكن إلها ، وهو إله ، فلا يعصى إلا بحجاب ، وليس الحجاب سوى عين الرسول ، ونحن اليوم أبعد في المعصية للرسول من أصحابه إلى من دونهم إلينا ، فنحن ما عصينا إلا أولي الأمر منا في وقتنا ، وهم العلماء منا بما أمر اللّه به ونهى عنه ، فنحن أقل مؤاخذة وأعظم أجرا ، لأن للواحد منا أجر خمسين ممن يعمل بعمل الصحابة ، 
يقول صلّى اللّه عليه وسلم : [ للواحد منهم أجر خمسين يعملون مثل عملكم ] « فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِيناً »الضلال هو الحيرة .
وقال تعالى :« مُبِيناً »لأنهم أوقعوا أنفسهم في الحيرة لكونهم عبدوا ما نحتوا بأيديهم ، وعلموا أنه لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنهم من اللّه شيئا ، فهي شهادة من اللّه بقصور نظرهم وعقولهم .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 37 ]
وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضى زَيْدٌ مِنْها وَطَراً زَوَّجْناكَها لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ( 37 )

ص 396

[ ابتلى اللّه تعالى نبيه بنكاح زوجة من تبناه ] 
ابتلى اللّه نبيه صلّى اللّه عليه وسلم بنكاح زوجة من تبناه ، وكان لو فعله عند العرب مما يقدح في مقامه ، وهو رسول اللّه ، وما بعثه اللّه تعالى إلا ليتمم مكارم الأخلاق ، فأحواله كلها مكارم أخلاق ، فهو مبين لها بالحال ، والرجل الكامل واقف مع ما تمسك عليه المروءة العرفية حتى يأتي أمر اللّه الحتم ، فإنه بحسب ما يؤمر ، فإن كان عرضا نظر إلى قرائن الأحوال ، فإن كانت قرينة الحال تخيره بقي على الأمر العرفي الذي يشهد له بمكارم الأخلاق ، 
ولذلك قال ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ )فهو واقف مع حكم اللّه ، وكانت خشيته صلّى اللّه عليه وسلم حتى لا ترد دعوة الحق ، فأبان اللّه لهم عن العلة في ذلك ، وهو رفع الحرج عن المؤمنين في مثل هذا الفعل ، وكل معلل علّه الحق فإنه واقع ، كما أنه كل ترج من اللّه واقع .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 38 ]
ما كانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيما فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً ( 38 ) 
الكامل له الوجود والجلال والهيبة ، لأن موطن الحكم عند المتحقق الكامل لا ينبغي أن يلحظ فيه الإرادة العاصية ، وإنما ينبغي أن يلحظ فيه الإرادة الآمرة ، ومرتبة الآمر من كونه آمرا لا من كونه مريدا ، فالنبي واقف مع حكم اللّه« وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً »وهكذا المؤمن الكامل الإيمان ما هو مع الناس ، وإنما هو مع ما يحكم اللّه به على لسان رسوله صلّى اللّه عليه وسلم الذي بالإيمان به ثبت الإيمان له .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : الآيات 39 إلى 40 ] 
الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفى بِاللَّهِ حَسِيباً ( 39 ) ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً ( 40 )

ص 397

لما ادّعي في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أنه أبو زيد بن حارثة ، نفى اللّه تعالى عنه أن يكون أبا لأحد من رجالنا ، لرفع المناسبة وتمييزا للمرتبة ، ففصل بينه وبينهم بالرسالة والختم ، ألا تراه صلّى اللّه عليه وسلم ما عاش له ولد ذكر من ظهره تشريفا له ، لكونه سبق في علم اللّه أنه خاتم النبيين .
 - أولاده صلّى اللّه عليه وسلم : الذكور منهم : القاسم ، وبه كان يكنّى ، ثم الطيب ، ثم الطاهر ، وعبد اللّه ، وجميع أولاده عليهم السلام من خديجة رضي اللّه عنها ، غير سيدنا إبراهيم عليه السلام فأمه مارية القبطية ، سريته صلّى اللّه عليه وسلم« وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ »فثبت بهذه الآية أن محمدا صلّى اللّه عليه وسلم آخر الأنبياء ، 
قال صلّى اللّه عليه وسلم : [ كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ] فبطن كونه خاتم النبيين في هذا الحديث ، وكان من ظهوره نبيا وآدم بين الماء والطين أن استفتح به مراتب البشر ، 
فقال [ أول ما خلق اللّه نور نبيك يا جابر ] 
وختم اللّه به النبيين بعد بعثته صلّى اللّه عليه وسلم ببشريته ، 
فظهر كونه خاتم النبيين بقوله : [ إنّ الرسالة والنبوة قد انقطعت فلا نبي بعدي ولا رسول ] 
يعني أن الرسالة - وهي البعثة إلى الناس بالتشريع لهم - والنبوة قد انقطعت ، 
أي ما بقي من يشرع له من عند اللّه حكم يكون عليه ليس هو شرعنا الذي جئنا به ، فلا رسول بعدي يأتي بشرع يخالف شرعي إلى الناس ، ولا نبي فلا نبوة تشريع بعده ولا نبي يكون على شرع ينفرد به عند ربه يكون عليه ، فصرح أنه خاتم نبوة التشريع ، 
ولو أراد غير ما ذكرناه لكان معارضا لقوله : [ إن عيسى عليه السلام ينزل فينا حكما مقسطا يؤمنا بنا ] 
أي بالشرع الذي نحن عليه ، ولا نشك فيه أنه رسول ونبي ، فعلمنا أنه صلّى اللّه عليه وسلم أراد أنه لا شرع بعده ينسخ شرعه ، ودخل بهذا القول كل إنسان في العالم من زمان بعثته إلى يوم القيامة ، فإن كان عيسى عليه السلام بعده ، وهو من أولي العزم والرسل وخواص الأنبياء ولكن زال حكمه عن هذا المقام لحكم الزمان عليه الذي هو لغيره ، 
فينزل فينا وليا وارثا خاتما ذا نبوة مطلقة ، يشركه فيها الأولياء المحمديون ، قد حيل بينه وبين نبوة التشريع والرسالة ، ولا ولي بعده أي عيسى عليه السلام بنبوة مطلقة ، كما أن محمدا صلّى اللّه عليه وسلم خاتم النبوة نبوة التشريع خاصة .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 41 ] 
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ( 41 ) 
أي في كل حال .
فالحمد للّه الذي قد وقى *** من شر ما يمكن أن يحذرا

ص 398

لولا كتاب سابق فيكمو *** نبذتمو لفعلكم بالعرا
ما شرع الرحمن أذكاره *** إلا لكي تعصمكم كالعرى
لأنها أعصم ما يتقى *** لما به الرحمن قد قدّرا
تعوذوا منه به أسوة *** بسيد يعلم ما قررا
[ الذكر بالاسم المفرد : اللّه اللّه ] 
واعلم أن كلام اللّه لا يضاهيه شيء من كل كلام مقرب إلى اللّه ، فينبغي للذاكر إذا ذكر اللّه متى ذكره أن يحضر في ذكره ذلك ذكرا من الأذكار الواردة في القرآن ، فيذكر اللّه به ليكون قارئا في الذكر ، وإذا كان قارئا فيكون حاكيا للذكر الذي ذكر اللّه به نفسه ، فلا يحمد اللّه ولا يسبحه ولا يهلله إلا بما ورد في القرآن عن استحضار منه لذلك - بحث في الذكر بالاسم المفرد - ما أمر اللّه بالكثرة من شيء إلا من الذكر ، فقال :« اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً »
وقال وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ )
وما أتى الذكر قط إلا بالاسم اللّه خاصة معرى عن التقييد ، فقال« اذْكُرُوا اللَّهَ »
وما قال : بكذا وقال وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ )
وما قال : بكذا ، ومثل ذلك من الآيات التي أمر فيها بالذكر ، 
وقال تعالى : في الحديث القدسي [ من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه » 
فقوله تعالى :« اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً »هو تكرار هذا الاسم ولم يذكر إلا الاسم اللّه خاصة ، وقد قال صلّى اللّه عليه وسلم : [ لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض من يقول اللّه اللّه ] 
فأتى به مرتين ولم يكتف بواحدة ، وأثبت بذلك أنه ذكر على الانفراد ، ولم ينعته بشيء ، وسكّن الهاء من الاسم ، وهو صلّى اللّه عليه وسلم مأمور أن يبيّن للناس ما نزّل إليهم ، فلو لا أن قول الإنسان اللّه اللّه له حفظ العالم الذي يكون فيه هذا الذكر ، لم يقرن بزواله زوال الكون الذي زال منه ، وهو الدنيا ، 
وقال تعالى وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ )
فلهذا الذكر المفرد إنتاج أمر عظيم في قلب الذاكر به لا ينتجه غيره وما قيد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم الاسم اللّه في هذا الحديث بأمر زائد على هذا اللفظ ، لأنه ذكر الخاصة من عباد اللّه الذين يحفظ اللّه بهم عالم الدنيا ، وكل دار يكونون فيها ؛ فإذا لم يبق منهم أحد لم يبق للدنيا سبب حافظ يحفظها اللّه من أجله ، فتزول وتخرب وكم من قائل اللّه باق في ذلك الوقت ، ولكن ما هو ذاكر باستحضار ، فلا يعتبر اللفظ دون استحضار ، 
وقد قال بعض العلماء بالرسوم : إنه لم ير هذا الذكر لارتفاع الفائدة عنده فيه ، إذ كل مبتدأ لا بد له من خبر ، 
فيقال له : لا

ص 399

يلزم ذلك في اللفظ ، بل له خبر ظاهر لا في اللفظ ، كإضافة إلى تنزيه أو ثناء بفعل ، ومعلوم أنه إذا ذكر أمر ما ، وكرر على طريق التأكيد له ، أنه يعطي من الفائدة ما لا يعطيه من ليس له هذا الحكم ، فمن هذه الآية وأمثالها ومن الحديث الذي ذكرناه ، رجّح أهل اللّه ذكر لفظة اللّه اللّه ، وذكر لفظه ( هو ) على الأذكار التي تعطي النعت ، ووجدوا لها فوائد ؛ 
واعلم أن الذكر ليس بأن تذكر اسمه ، بل لتذكر اسمه من حيث ما هو مدح له وحمد ، إذ الفائدة ترتفع بذكر الاسم من حيث دلالته على العين ، وما قصد أهل اللّه بذكرهم اللّه اللّه نفس دلالة اللفظ على العين ، وإنما قصدوا هذا الاسم أو الهو ، من حيث أنهم علموا أن المسمى بهذا الاسم أو هذا الضمير هو من لا تقيده الأكوان ومن له الوجود التام ، فإحضار هذا في نفس الذاكر عند ذكر الاسم بذلك وقعت الفائدة ، فإنه ذكر غير مقيد ، فإذا قيده بلا إله إلا اللّه لم ينتج له إلا ما تعطيه هذه الدلالة ، وإذا قيده بسبحان اللّه لم يتمكن أن يحضر إلا مع حقيقة ما يعطيه التسبيح ، وكذلك اللّه أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا باللّه ، وكل ذكر مقيد لا ينتج إلا ما تقيد به ، لا يمكن أن يجني منه ثمرة عامة ، فإن حالة الذاكر تقيده ، وقد عرفنا اللّه أنه ما يعطيه إلا بحسب حاله في قوله : [ إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ] - الحديث – 
فلهذا رجحت الطائفة ذكر لفظة اللّه وحدها أو ضميرها من غير تقييد ، فما قصدوا لفظة دون استحضار ما يستحقه المسمى ، وبهذا يكون ذكر الحق عبده باسم عام لجميع الفضائل اللائقة به ، التي تكون في مقابلة ذكر العبد ربه بالاسم اللّه ، فالذكر من العبد باستحضار والذكر من الحق بحضور ، لأنا مشهودون له معلومون ، وهو لنا معلوم لا مشهود ، فلهذا كان لنا الاستحضار وله الحضور 
 –شروط الذكر - قوله تعالى :[ شروط الذكر ] اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً. ما قيّد حال طهارة من حال ، فكما قال النبي صلّى اللّه عليه وسلم : [ إني كرهت أن أذكر اللّه إلا على طهر ، أو قال : على طهارة ] 
فقد قال صلّى اللّه عليه وسلم : [ الحمد للّه على كل حال ] 
وقالت عائشة رضي اللّه عنها : [ كان النبي صلّى اللّه عليه وسلم يذكر اللّه على جميع أحواله لا تمنعه إلا الجنابة ] 
لذلك فإن الذكر في طريق اللّه لا يختص بالقول فقط ، بل تصرف العبد إذا رزق التوفيق في جميع حركاته ، لا يتحرك إلا في طاعة اللّه تعالى من واجب أو مندوب إليه ، ويسمى ذلك ذكرا للّه ، أي لذكره في ذلك الفعل أنه للّه بطريق القربة سمي ذكرا ، 
لذلك قالت عائشة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : [ إنه كان يذكر اللّه على كل أحيانه ] فعمّت جميع أحواله

ص 400

في يقظة ونوم وحركة وسكون ، تريد أنه ما تصرف ولا كان على حال من الأحوال إلا في أمر مقرب إلى اللّه فجميع الطاعات كلها من فعل وترك إذا فعلت أو تركت لأجل اللّه ، فذلك من ذكر اللّه أي اللّه ذكر فيها ومن أجله فعلت أو تركت على حكم ما شرع فيها ،
[ إشارة للعارفين : الغيرة ] 
وهذا هو ذكر الموفقين من العلماء باللّه 
- إشارة للعارفين - يغار أكثر أهل الطريق ولا سيما أهل الورع منهم أن يذكر اللّه بين العامة ، فيذكرونه بقلوب غافلة عن الحضور عما يجب للّه من التعظيم ، وقد أخطئوا في ذلك ، فإن القلب وإن غفل عن الذكر الذي هو حضوره مع المذكور ، فإن الإنسان من كونه سميعا قد سمع ذكر اللّه من لسان هذا الذاكر ، فخطر بالقلب ووعى ما جاء به هذا الذاكر ، ولم يجئ إلا بذكر اللسان الذي وقع بالسمع ، فجرد له هذا القلب ما يناسبه من الذاكرين منه وهو اللسان ، فذكر اللّه بلسانه موافقة لذكر ذلك المذكّر له ، والقلب مشغول في شأنه الذي كان فيه ، مع أنه لم يشتغل عن تحريك اللسان بالذكر ، فلم يشغله شأن عن شأن ، فما ذكر أحد اللّه عن غفلة قط ، وما بقي إلا حضور باستفراغ له أو حضور بغير استفراغ ، بل بمشاركة ، ولكن زمان أمره اللسان بالذكر ما هو زمان اشتغاله بغيره ، فما ذكره غافل قط أي عن غفلة في حال أمر القلب اللسان بالذكر إلا في حال ذكر اللسان ، ثم إن اللسان قد وفّى حقه في العلانية من الذكر ، فإنه من الأشياء المسبحة للّه ، فمن غار على اللّه لم يعرفه ، وإنما يغار له لا عليه .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 42 ] 
وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ( 42 )
« وَسَبِّحُوهُ »أي صلوا له ، ولهذا قال :« بُكْرَةً وَأَصِيلًا »يعني صلاة الغداة والعشي ، فأمرنا هنا بالصلاة بكرة وأصيلا ، فإن في ذلك غذاء العقول والأرواح ، كما أن غذاء الجسم في هذه الأوقات في قوله لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا ) ورزق كل مخلوق بحسب ما تطلبه حقيقته ، فالأرواح غذاؤها التسبيح ، فقيل لها : سبحه أي صل له في هذه الأوقات واذكره على كل حال ، فقيد التسبيح وما قيد الذكر ، فعلمنا أن التسبيح ذكر خاص مربوط بهذه الأوقات .

[ سورة الأحزاب ( 33 ) : آية 43 ] 
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً ( 43 )

ص 401

مسمى الصلاة يضاف إلى ثلاثة وإلى رابع ثلاثة بمعنيين ، بمعنى شامل وبمعنى غير شامل ، فتضاف الصلاة إلى الحق بالمعنى الشامل ، والمعنى الشامل هو الرحمة ، فإن اللّه وصف نفسه بالرحيم ووصف عباده بها فقال أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :[ « هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ . . . » الآية]
[ إنما يرحم اللّه من عباده الرحماء ] 
قال تعالى :« هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ »أي يرحمكم بأن يخرجكم من الظلمات إلى النور ، يقول من الضلالة إلى الهدى ، ومن الشقاوة إلى السعادة ، وتضاف إلى الملائكة بمعنى الرحمة والاستغفار والدعاء للمؤمنين ، 
قال تعالى :« هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ »فصلاة الملائكة ما ذكرناها ، 
قال اللّه عزّ وجل في حق الملائكة( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا (ويقولون فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِوَقِهِمُ السَّيِّئاتِ )اللهم استجب فينا صالح دعاء الملائكة ، وتضاف الصلاة إلى البشر بمعنى الرحمة والدعاء والأفعال المخصوصة المعلومة شرعا ، فجمع البشر هذه المراتب المسماة صلاة ، قال تعالى آمرا لنا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ) 
*وتضاف الصلاة إلى كل ما سوى اللّه من جميع المخلوقات ملك وإنسان وحيوان ونبات ومعدن بحسب ما فرضت عليه وعيّنت له ، 
قال تعالى أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ )
فأضاف الصلاة إلى الكل والتسبيح ، أما قوله تعالى هنا :« هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ »فتفسيره من وجوه 
- الوجه الأول -« هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ »الصلاة المنسوبة إلى الحق هي رحمته بعباده ، فأخبر أنه يصلي علينا ، والمفهوم من هذا أمران : 
الأمر الواحد أنه يصلي علينا فينبغي لنا أن نذكره بالمدح والثناء ونصلي له بكرة وأصيلا ، والأمر الآخر أنكم إذا صليتم وذكرتم اللّه فإنه يصلي عليكم ، فإنه لما أمرنا بالذكر والصلاة قال :« هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ »فصلاتنا وذكرنا له سبحانه بين صلاتين من اللّه تعالى ، صلى علينا فصلينا فصلى علينا ، فمن صلاته الأولى علينا صلينا له ، 
ومن صلاته الثانية علينا كانت السعادة لنا بأن جنينا ثمرة صلاتنا له وذكرنا ، 
لذلك جاءت إقامة الصلاة المفروضة بالفعل الماضي [ قد قامت الصلاة ] 
أراد قيام صلاة اللّه على العبد ليقوم العبد إلى الصلاة ، فيقيم بقيامه نشأتها
- الوجه الثاني–" هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ »أي يؤخر ذكره عن ذكركم

ص 402

حتى تذكروه ، قال تعالى فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ )
وقال صلّى اللّه عليه وسلم مخبرا عن ربه : [ من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ] 
فهو المصلي عن سابق ذكر العبد ، ولا تذكرونه حتى يوفقكم ويلهمكم ذكره ، فيذكركم بذكره إياكم ، فتذكرونه به أو بكم ، فيذكركم بكم وبه
 - الوجه الثالث - لما وصل الرسول صلّى اللّه عليه وسلم في عروجه إلى المقام الذي لا يتعداه البراق وليس في قوته أن يتعداه ، تدلى إلى الرسول صلّى اللّه عليه وسلم الرفرف ، فنزل عن البراق واستوى على الرفرف ، وصعد به الرفرف وفارقه جبريل ، فسأله الصحبة فقال : إنه لا يطيق ذلك ؛ وقال له وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ )
ولما وصل المعراج الرفرفي بالرسول صلّى اللّه عليه وسلم إلى مقامه الذي لا يتعداه الرفرف ، زجّ به في النور زجة غمره النور من جميع نواحيه ، ولم ير معه أحدا يأنس به ولا يركن إليه ، وقد أعطته المعرفة أنه لا يصح الأنس إلا بالمناسب ، ولا مناسبة بين اللّه وعبده ، فأعطته صلّى اللّه عليه وسلم هذه المعرفة الوحشة لانفراده بنفسه ، وهذا مما يدلك أن الإسراء كان بجسمه صلّى اللّه عليه وسلم ، لأن الأرواح لا تتصف بالوحشة ولا الاستيحاش ، فلما علم اللّه منه ذلك وكيف لا يعلمه وهو الذي خلقه في نفسه ؟ ! 
وطلب عليه السلام الدنو بقوة المقام الذي هو فيه ، فنودي بصوت يشبه صوت أبي بكر ، تأنيسا له إذ كان أنيسه في المعهود ، فحنّ لذلك وأنس به ، وتعجب من ذلك اللسان في ذلك الموطن ، وكيف جاءه من العلو وقد تركه بالأرض ؟ 
وقيل له في ذلك النداء : [ يا محمد قف ، إن ربك يصلي ] فأخذه لهذا الخطاب انزعاج وتعجب ، كيف تنسب الصلاة إلى اللّه تعالى فتلا عليه في ذلك المقام« هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ »فعلم ما المراد بنسبة الصلاة إلى اللّه ، فسكن روعه مع كونه سبحانه لا يشغله شأن عن شأن ، ولكن قد وصف نفسه بأنه لا يفعل أمرا حتى يفرغ من أمر آخر فقال سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ )
فمن هذه الحقيقة قيل له : [ قف إن ربك يصلي ] أي لا يجمع بين شغلين ، يريد بذلك العناية بمحمد صلّى اللّه عليه وسلم ، حيث يقيمه في مقام التفرغ له ، فهو تنبيه على العناية به ، واللّه أجل وأعلى في نفوس العارفين به من ذلك ، فإن الذي ينال الإنسان من المتفرغ إليه أعظم وأمكن من الذي يناله ممن ليس له حال التفرغ إليه ، لأن تلك الأمور تجذبه عنه ، فهذا في حال النبي عليه السلام وتشريفه ، فكان معه في هذا المقام بمنزلة ملك استدعى بعض عبيده ليقربه ويشرفه ، فلما دخل حضرته وقعد في منزلته طلب أن ينظر إلى

ص 403

الملك في الأمر الذي وجه إليه فيه ، فقيل له : تربص قليلا فإن الملك في خلوته يعزل لك خلعة تشريف يخلعها عليك ، فما كان شغله عنه إلا به ، ولذلك فسّر له صلاة اللّه بقوله تعالى :« هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ »
فشرف بأن قيل له : إنما غاب عنك من أجلك وفي حقك - الوجه الرابع -« هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ »عموما 
وقال إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) خصوصا بخصوص صلاة ، وقد جاء بالملائكة في قوله :« هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ »بعد ما ذكرنا وفصل بنا بين صلاته وبين الملائكة ، بقوله« عَلَيْكُمْ »ثم قال :« لِيُخْرِجَكُمْ »فأفرد الخروج إليه ، وما جاء بضمير جامع يجمع بين اللّه وبين الملائكة في الصلاة على المؤمنين 
كما فعل في قوله يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ) فعمنا كلنا والنبي صلّى اللّه عليه وسلم من جملتنا بقوله :« هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ »وأفرد نفسه في ذلك ثم قال :« وَمَلائِكَتُهُ »فأفرد الملائكة بالصلاة على العباد وفيهم النبي صلّى اللّه عليه وسلم ، فلجميع الخلق توحيد الصلاة من اللّه وتوحيد الصلاة من الملائكة ، وخصّ النبي صلّى اللّه عليه وسلم وحده فيما أخبرنا به ، 
وأما قوله« وَمَلائِكَتُهُ »أي أيضا يصلون عليكم بما قد شرع لها من ذلك وهو قوله( رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً )الآية فصلاة الملائكة علينا كصلاتنا على الجنازة سواء لمن عقل ، فهي شفاعة ، 
ثم قال :« لِيُخْرِجَكُمْ »بلام السبب« مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ »ابتداء منه ومنّة ، وبدعاء الملائكة وهو قولهم وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ )
فإن السيئات ظلمات ، فمنهم من يخرج من ظلمات الجهل إلى نور العلم ، ومن ظلمات المخالفة إلى نور الموافقة ، ومن ظلمات الضلال إلى نور الهدى ، ومن ظلمات الشرك إلى نور التوحيد ، ومن ظلمات الشقاء والتعب إلى نور السعادة والراحة ، فكما أن الصلاة الإلهية وهي عموم رحمته بمخلوقاته ، كذلك صلاة الملائكة تامة الخلقة ، فإنها دعت للذين تابوا وقالت أيضا( وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ )فعمت ، فما بقي أمر إلا دخل في صلاة الملائكة من طائع وعاص على أنواع الطاعات والمعاصي ، 
ثم قال :« وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ »أي المصدقين« رَحِيماً »أي رحمهم لما صدقوا به من وجوده الذي هو أعم من التصديق بالتوحيد ، فإنه يندرج بعد الإيمان بالوجود الإلهي كل ما يجب به الإيمان على طبقاته ثم قال :
.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» تفسير الآيات من "44 - 73 " من سورة الأحزاب .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الرحمن .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 4 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 88 " من سورة ص .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 54 " من سورة سبأ .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 83 " من سورة يس .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى