المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
تفسير الآيات من "01 - 110 " من سورة المؤمنون .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان الشيخ الاكبر محيي الدين ابن العربى الحاتمى الطائى قدس الله روحه :: كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي :: كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم الجزء الثالث من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
صفحة 1 من اصل 1
04042021
![مُساهمة مُساهمة](https://2img.net/i/empty.gif)
تفسير الآيات من "01 - 110 " من سورة المؤمنون .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 110 " من سورة المؤمنون .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي جمع وتأليف محمود محمود الغراب
(23) سورة المؤمنون مكيّة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 1 إلى 2 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ( 1 ) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ ( 2 )
[ الخشوع ]
الخشوع مقام الذلة والصغار ، وهو نعت محمود في الدنيا على قوم محمودين ، وهو نعت محمود في الآخرة في قوم مذمومين شرعا بلسان حق ، وهو حال ينتقل من المؤمنين في الآخرة إلى أهل العزة المتكبرين الجبارين ، الذين يريدون علوا في الأرض من المفسدين في الأرض ، فالمؤمنون في صلاتهم خاشعون ، وهم الخاشعون من الرجال والخاشعات من النساء ، الذين أعد اللّه لهم مغفرة وأجرا عظيما ، ولا يكون الخشوع حيث كان إلا عن تجل إلهي على القلوب في المؤمن عن تعظيم وإجلال ، وفي الكافر عن قهر وخوف وبطش ،
قال عليه السلام حين سئل عن كسوف الشمس [ إن اللّه إذا تجلى لشيء خشع له ] - أخرجه البزار –
وإذا وقع التجلي حصل الخشوع ، وخشوع كل خاشع على قدر علمه بربه ، وعلمه بربه على قدر تجليه له .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : آية 3 ]
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ( 3 )
« وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ »أي عن الذي أسقطه اللّه عن أن يعتبر« مُعْرِضُونَ »لكون الحق أسقطه ، يقال لما لا يعتد به في الدية من أولاد الإبل لغو ، أي ساقط ، ومنه لغو اليمين لإسقاط الكفارة والمؤاخذة بها ، فأثنى اللّه عليهم بالإعراض عما أمرهم اللّه بالإعراض عنه ، فأعرضوا بأمره ولم يعرضوا بأنفسهم ، إذ المؤمن لا نفس له ، فإن اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 4 إلى 5 ]
وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكاةِ فاعِلُونَ ( 4 ) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ ( 5 )
راجع الأحزاب آية 35 .
ص 185
[سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 6 إلى 8]
إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ ( 6 ) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ ( 7 ) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ ( 8 )
بكلاءته .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 9 إلى 10 ]
وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلَواتِهِمْ يُحافِظُونَ ( 9 ) أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ ( 10 )
وهم أصحاب الصفات المرضية التي ذكرها تعالى والتي يحمدها ، ثم بشرهم تعالى بأنهم الوارثون .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : آية 11 ]
الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ ( 11 )
الفردوس هي أوسط الجنات« هُمْ فِيها خالِدُونَ »يبشرهم بالبقاء والدوام في النعيم .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 12 إلى 13 ]
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ ( 12 ) ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ( 13 )
وهو آدم الأب عليه السلام هنا .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : آية 13 ]
ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً فِي قَرارٍ مَكِينٍ ( 13 )
« ثُمَّ جَعَلْناهُ نُطْفَةً »وهو الماء المهين ، فهو طور آخر« فِي قَرارٍ مَكِينٍ »وهي نشأة الأبناء في الأرحام مساقط النطف ، فكنى عن ذلك بالقرار المكين.
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : آية 14 ]
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ ( 14 )
" ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً »وهو طور آخر« فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً »وهذا طور آخر« فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً، وهذا طور آخر« فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً »هذا طور آخر ، وهذا كله إنما ذكره ليعدد نعمه التي اختصك بها وحباك ، وهذه كلها أشياء علّق وجود بعضها
ص 186
على بعض ، وقد تم البدن على التفصيل ، وهو الخلق الترابي الآدمي ، فهو مسبب عن أشياء هي أمهات الجسد الآدمي وهي كثيرة ، انتقل في أطوار العالم من شكل إلى شكل حتى صار على هذه الصفة ، فالجسد الآدمي أصله شيء والصورة عرض فيه ، ثم أجمل خلق النفس الناطقة الذي هو بها إنسان في هذه الآية
فقال« ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ »وهو طور آخر ، عرّفك بذلك أن المزاج لا أثر له في لطيفتك وإن لم يكن نصا لكن هو ظاهر ،
وأبين منه قوله( فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ )
فالظاهر أنه لو اقتضى المزاج روحا خاصا معينا ما قال( فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ )
وأي حرف نكرة مثل حرف ( ما ) ،
فإنه حرف يقع على كل شيء ، فأبان لك أن المزاج لا يطلب صورة بعينها ، ولكن بعد حصولها تحتاج إلى هذا المزاج وترجع به ، فإنه بما فيه من القوى التي لا تدبره إلا بها ، فإنه بقواه لها كالآلات لصانع النجارة أو البناء مثلا ،
فبيّن لك الحق بهذه الآيات مرتبة جسدك وروحك ، لتنظر وتتفكر فتعتبر أن اللّه ما خلقك سدى وإن طال المدى ،
فإن النشأة الإنسانية مكونة من حس وخيال وعقل ، تجول بكلها أو ببعضها ،
فإما أن يجول الإنسان بحسه وهو الكشف ، وإما أن يجول بعقله وهو حال فكره وتفكره ،
وإما أن يجول بخياله ، ثم أثبت اللّه للعالم الخلق وجعل نفسه أحسن لأوليته في ذلك ، إذ لولاه ما ظهرت أعيان هؤلاء الخالقين
[ " فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ " ]
فقال« فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ »إثباتا للأعيان ليصح قوله ( لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )
*وأثنى على نفسه يعلمك صورة الثناء عليه لتشكره لا لتكفره فقال« فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ »
تقديرا وإيجادا ، فذكر أن ثمّ خالقين اللّه أحسنهم خلقا ، فإنه تعالى نسب الخلق إلى عباده فقال( وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ )
فهو تعالى أحسن الخالقين لأنه تعالى يخلق ما يخلق عن شهود ، والخالق من العباد لا يخلق إلا عن تصور ، يتصور من أعيان موجودة يريد أن يخلق مثلها أو يبدع مثلها ، وخلق الحق ليس كذلك ، فإنه يبدع أو يخلق المخلوق على ما هو ذلك المخلوق عليه في نفسه وعينه ،
فما يكسوه إلا حلة الوجود بتعلق يسمى الإيجاد ، فأضاف الحق الحسن إلى الخالقين غير أن اللّه أحسن الخالقين ، والخلق من خصوص وصف الإله ، ومن الناس من يقيم من أعماله وأنفاسه نشأة ذات روح وجسد ، فبها يكون الإنسان خالقا ، ويكون الحق أحسن الخالقين ،
وهذه الطبقة التي وصفها الحق بالحسن هم أهل الإحسان ، فإن الإحسان في العبادة أن تعبد اللّه كأنك تراه ، فتعلم من هو الخالق على الحقيقة ، فلما كان
ص 187
نعت الخلق من خصوص وصف الإله ، وقد أضاف الخلق إلى الخلق ، انفرد هو بالنظر إلى ما أثبت من الخلق للخلق بالأحسن في قوله« أَحْسَنُ الْخالِقِينَ »
وهو معنى قوله « فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ »
والبركة الزيادة ، فزاد ( أحسن ) في قوله « أَحْسَنُ الْخالِقِينَ »
وقال تعالى في الرد على عبدة الأوثان ( أفمن يخلق كمن لا يخلق ) فنفى الخلق عن الخلق ،
فلو لم يرد عموم نفي الخلق عن الخلق لم تقم به حجة على من عبد فرعون وأمثاله ممن أمر من المخلوقين أن يعبد من دون اللّه ، ولم يكن هؤلاء ممن يدخل في عموم الخالقين في قوله« أَحْسَنُ الْخالِقِينَ »فإنهم لم يتصفوا بالإحسان في الخلق ، ومن وجه آخر« فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ »خلق الناس التقدير ، فللخلق التقدير وليس لهم إمضاؤه ، والخلق
في قوله تعالى( أَ فَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ )الإيجاد .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 15 إلى 18 ]
ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ ( 15 ) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ تُبْعَثُونَ ( 16 ) وَلَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَما كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ ( 17 ) وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ ( 18 )
قال تعالى( إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ )
*فعلق الذهاب بالمشيئة ، وهنا قال تعالى« وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ »فعلق الذهاب بالاقتدار ، فما به قدرته أراد وشاء ، فاعلم أن متعلق القدرة الإيجاد لا الإعدام ، فيتعرض هنا أمران :
الأمر الواحد أن الذهاب المراد هنا ليس الإعدام وإنما هو انتقال من حال إلى حال ،
فمتعلق القدرة ظهور المحكوم عليه بالحال التي انتقل إليها ، فأوجدت القدرة له ذلك الحال ، فما تعلقت إلا بالإيجاد ،
والأمر الآخر أن وصفه بالاقتدار على الذهاب ، أي لا مكره له على إبقائه في الوجود ،
فإن وجود عين غير القائم بنفسه ، أي بقاءه ، إنما هو مشروط بشرط ، بوجود ذلك الشرط يبقى الوجود عليه ، وذلك الشرط يمده اللّه به في كل زمان ، وله أن يمنع وجود ذلك الشرط ، ولا بقاء للمشروط إلا به ، فلم يوجد الشرط فانعدم المشروط ،
وهذا الإمساك ليس متعلق القدرة ، وقد وصف نفسه بالقدرة على ذلك ، فلم يبق إلا فرض المنازع الذي يريد بقاءه ، فهو قادر على دفعه لما لم
ص 188
يرد اللّه بقاءه ، فهو يقهر المنازع ، فلا يبقى ما أراد المنازع بقاءه ، والقهر حكم من أحكام الاقتدار .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 19 إلى 27 ]
فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ ( 19 ) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ ( 20 ) وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِها وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ ( 21 )
وَعَلَيْها وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ ( 22 )
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ ( 23 )
فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ( 24 )
إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ ( 25 ) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ ( 26 ) فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ( 27 )
« فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ »قيل فيه يراد ضوء الفجر ، وهو المعلوم من لسان العرب ، فإذا فار التنور أي ظهر الفجر .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 28 إلى 53 ]
فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانا مِنَ الْقَوْمِ
ص 189
الظَّالِمِينَ ( 28 ) وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ( 29 ) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ( 30 ) ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ ( 31 ) فَأَرْسَلْنا فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَ فَلا تَتَّقُونَ ( 32 )
وَقالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْناهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ( 33 ) وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ ( 34 ) أَ يَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُراباً وَعِظاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ ( 35 ) هَيْهاتَ هَيْهاتَ لِما تُوعَدُونَ ( 36 ) إِنْ هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ( 37 )
إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً وَما نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ ( 38 ) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ ( 39 ) قالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ ( 40 ) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْناهُمْ غُثاءً فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( 41 ) ثُمَّ أَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُوناً آخَرِينَ ( 42 )
ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ ( 43 ) ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَنا تَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ فَبُعْداً لِقَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ( 44 ) ثُمَّ أَرْسَلْنا مُوسى وَأَخاهُ هارُونَ بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ ( 45 ) إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً عالِينَ ( 46 ) فَقالُوا أَ نُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ ( 47 ) فَكَذَّبُوهُما
ص 190
فَكانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ ( 48 ) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ( 49 ) وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْناهُما إِلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ وَمَعِينٍ ( 50 ) يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ( 51 ) وَإِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ( ( 52 فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ( 53 )
« كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ »وما وقع ذلك إلا من تعشق كل نفس بما هي عليه ، فلو تبيّن لكل حزب مآله وما له ، لفرح من ينبغي له أن يفرح ، وحزن من ينبغي له أن يحزن ،
« كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ »وكل له شرب معلوم ، وسيردون فيعلمون ، كأنهم ما سمعوا( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ )
- إشارة لا تفسير -« كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ »إن العارفين كما هم اليوم يكونون غدا ، أجسامهم في الجنان ، وقلوبهم في حضرة الرحمن .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 54 إلى 57]
فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ ( 54 ) أَ يَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ ( 55 ) نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ ( 56 ) إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ( 57 )
[ المشفقون ]
يقال : أشفقت منه فأنا مشفق إذا حذرته ، ولا يقال : أشفقت منه إلا في الحذر ، ويقال : أشفقت عليه إشفاقا من الشفقة ، والأصل واحد أي حذرت عليه ، فالمشفقون من أولياء اللّه من خاف على نفسه من التبديل والتحويل ، فإنه أمّنه اللّه بالبشرى مع إشفاقه على خلق اللّه ، مثل إشفاق المرسلين على أممهم ، ومن بشّر من المؤمنين ، وهم قوم ذوو كبد رطبة ، لهم حنان وعطف ، إذا أبصروا مخالفة الأمر الإلهي من أحد ارتعدت فرائصهم إشفاقا عليه أن ينزل به أمر من السماء ، ومن كان بهذه المثابة فالغالب على أمره أنه محفوظ في أفعاله ، لا يتصور منه مخالفة لما تحقق به من صفة الإشفاق ، فلما كانت ثمرة الإشفاق الاستقامة على
ص 191
طاعة اللّه ، أثنى اللّه عليهم بأنهم مشفقون ، للتغير الذي يقوم بنفوسهم عند رؤية الموجب لذلك ، والإشفاق مأخوذ من الشفق الذي هو حمرة بقية ضوء الشمس إذا غربت ، أو إذا أرادت الطلوع .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 58 إلى 60 ]
وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ( 58 ) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ ( 59 ) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ( 60 )
[ الوجلون ]
إن القلوب مع الخيرات في وجل *** وإنها عندما تلقاه في خجل
اعلم أن السبب الموجب لوجلهم قول اللّه عنهم« الَّذِينَ يُؤْتُونَ »وجعل هنا ما بمعنى الذي ، ثم جاء ب « أتوا » بعد « ما » وكلامه صدق ، فأدركهم الوجل إذ قطعوا أنهم لا بد أن يقوم بهم الدعوى فيما جاءوا به من طاعة اللّه ، فيكشف اللّه لهم إذا خافوا ووجلوا من ذلك ، وتبديل اللّه لفظة « ما » التي بمعنى الذي بلفظة « ما » النافية مثل قوله تعالى ( وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى ) هكذا يكون كشفه هنا للوجل ، ما يؤتون الذي أتوا به ، ولكن اللّه أتى به ، فأقامهم مقام نفسه فيما جاءوا به من الأعمال الصالحة ، فإن اللّه تعالى علل بقوله« أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ »فيما أتوا به ، مع كون اللّه وصفهم بأنهم الذين أتوا به ، فانظر ما أدق نظرهم في السبب الذي جعل في قلوبهم الوجل » .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : آية 61 ]
أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ ( 61 )
" أُولئِكَ " إشارة إلى هؤلاء الذين يسارعون في الخيرات ، والإسراع لمن أتى هرولة فافهم ، فهم« يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ »بالحق ،« وَهُمْ لَها سابِقُونَ » أي يسبقونها ويسبقون إليها ،
فالخيرات ثلاثة :
خيرات يكون السباق والمسارعة فيها ،
وخيرات يكون السباق بها ،
وخيرات يكون السباق إليها ،
وهي قوله ( سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ ) ( وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ )
والسرعة في السباق لا بد منها ، لأن السباق يعطي ذلك ، وهو فوق السعي ، فإتيانهم بسرعة ، والزائد على السعي ما هو إلا الهرولة وهي نعت إلهي.
" أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ " وهي الطاعات التي أمر اللّه بها عباده ، ولأنهم السعداء سارعوا لما أبصروا حسن
ص 192
النهاية بعين الموافقة والهداية« وَهُمْ لَها سابِقُونَ »على نجب الأعمال إلى مرضاته كما قال( وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ )
والمسارعة في الخيرات هي كونه لا يتصرف في مباح ، بل هو في الواجبات ، فإذا خطر له فرض قام إليه بلا شك ، وإذا خطر له خاطر في مندوب فليحفظ أول الخاطر ، فإنه قد يكون من إبليس فيثبت عليه ، فإذا خطر له أن يتركه إلى مندوب آخر هو أعلى منه وأولى فلا يعدل عن الأول ، وليثبت عليه ويحفظ الثاني ، ويفعل الأول ولا بد ، فإذا فرغ منه شرع في الثاني ليفعله أيضا ،
فهو في خير على كل حال ، ويرجع الشيطان خاسئا حيث لم يتفق له مقصوده ، ومن جهة أخرى فإن المغفرة لا تصح إلا بعد حصول فعل الخير الموجب لها ، فنحن نسارع في الخيرات إلى المغفرة ، ولما كانت المسارعة إلى الخيرات وفي الخيرات تتضمن المشقة والتعب ، لأن سرعة السير تشق ، أعقب اللّه هذه المشقة رحمة ، إما في باطن الإنسان ، وهو الذي رزقه اللّه الالتذاذ بالطاعات ، فتصرّفه المحبة فلا يحس بالمشقة ولا بالتعب في رضى المحبوب ، وإن كان بناء هذا الهيكل يضعف عن بعض التكاليف ، فإن الحب يهونه ويسهله ، وإما في الآخرة فلا بد من الراحة ، ومن وصل إلى تحصيل الخير المحض ،
وهو قوله تعالى : كنت سمعه وبصره وأمثال هذا ، فقد وصل إلى السعادة الأبدية ، وهو الوصول المطلوب .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 62 إلى 80 ]
وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ( 62 ) بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هذا وَلَهُمْ أَعْمالٌ مِنْ دُونِ ذلِكَ هُمْ لَها عامِلُونَ ( 63 ) حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ ( 64 ) لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنْصَرُونَ ( 65 ) قَدْ كانَتْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ تَنْكِصُونَ ( 66 )
مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ ( 67 ) أَ فَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ( 68 ) أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ ( 69 ) أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ
ص 193
بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ ( 70 ) وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ ( 71 )
أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَراجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ( 72 ) وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 73 ) وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ( 74 ) وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ( 75 ) وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ ( 76 ) حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ( 77 ) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ ( 78 ) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ( 79 ) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ ( 80 )
للعقل نور يدرك به أمورا مخصوصة ، وللإيمان نور به يدرك كل شيء ما لم يقع مانع ، فبنور العقل تصل إلى معرفة الألوهية وما يجب لها ويستحيل ، وما يجوز منها فلا يستحيل ولا يجب ، وبنور الإيمان يدرك العقل معرفة الذات وما نسب الحق إلى نفسه من النعوت .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 81 إلى 86 ]
بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ ( 81 ) قالُوا أَ إِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ( 82 ) لَقَدْ وُعِدْنا نَحْنُ وَآباؤُنا هذا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ( 83 ) قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيها إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( 84 ) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ ( 85 )
قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ( 86 )
ص 194
وصف العرش بالعظيم جرما وقدرا .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 87 إلى 88 ]
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَ فَلا تَتَّقُونَ ( 87 ) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( 88 )
وصف الحق نفسه تعالى في هذه الآية بأنه قاهر كل شيء بقوله تعالى« مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ »فبيده تصريف كل شيء ، إذ هو موجد الأسباب ، فهو محرك العالم ظاهرا وباطنا« وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ »فلا يفتقر ولا يذل إلا للّه« إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ »فالناس في واد والعلماء باللّه في واد .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 89 إلى 91 ]
سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ ( 89 ) بَلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ ( 90 ) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ( 91 )
قوله تعالى« إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ »هذا الاستدلال بالتنبيه على موضع الدلالة ، فلم يقتصر على التعريف على طريق التسليم .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : آية 92 ]
عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ( 92 )
راجع سورة الأنعام آية 73 .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 93 إلى 96 ]
قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي ما يُوعَدُونَ ( 93 ) رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( 94 ) وَإِنَّا عَلى أَنْ نُرِيَكَ ما نَعِدُهُمْ لَقادِرُونَ ( 95 ) ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ ( 96 )
ادفع بالتي هي أحسن من الإحسان
ص 195
[سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 97 إلى 101 ]
وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ ( 97 ) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ( 98 ) حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ( 99 ) لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها وَمِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( 100 ) فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ ( 101 )
يقول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : يقول اللّه تعالى : ( اليوم ) يعني يوم القيامة ( أضع نسبكم وأرفع نسبي أين المتقون ) .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 102 إلى 107 ]
فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 102 ) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خالِدُونَ ( 103 ) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ ( 104 ) أَ لَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ ( 105 ) قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ ( 106 ) رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ ( 107 )
لولا أن نشء الآخرة مثل نشء الدنيا ذو جسم طبيعي وروح ، ما صح من الشقي طلب ولا تضرع ، إذ لو لم يكن هناك أمر طبيعي لم يكن للنفس إذا جهلت من ينبهها على جهلها لعدم إحساسها ، إذ لا حس لها إلا بالجزء الطبيعي الذي هو الجسد المركب .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : آية 108 ]
قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ ( 108 )
وهو خطاب الجبار لأهل النار الذين هم أهلها ، يقول لهم : سخطي عليكم لا رضى
ص 196
بعده ، فلا أشد عليهم عذابا من هذا الخطاب ، وخطاب اللّه تعالى هذا هو كلام الملك عن اللّه تعالى ، لأن كلام اللّه تعالى عباده شرف ، قال تعالى وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ )
وقد يكون خطابا من الحق لهم وهم في النار ، فخاطبهم وهم يسمعون .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : آية 109 ]
إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ( 109 )
سبحانه وتعالى خير الراحمين من باب المفاضلة ، وما جاء قط عنه تعالى أنه خير الآخذين ، ولا الباطشين ولا المنتقمين ولا المعذبين كما جاء خير الفاصلين ، وخير الغافرين ، وخير الراحمين ، وخير الشاكرين ، وأمثال هذا ، مع كونه يبطش وينتقم ويأخذ ويهلك ويعذب ، لا بطريق الأفضلية فتدبر ذلك .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : الآيات 110 إلى 115]
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ ( 110 ) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ ( 111 ) قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ ( 112 ) قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ ( 113 ) قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ((114 أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ ( 115 )
« أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً »
هو قوله تعالى( ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ )
ومن هنا وقع التنبيه على معرفة الحكمة التي أوجد اللّه لها العالم ، فإن الحق مع غناه في نفسه عن العالمين ، لما خلقهم لم يمكن إلا الرجوع إليهم والاشتغال بهم ، وحفظ العالم فإنه ما أوجده عبثا ، فيرجع إليه سبحانه بحسب ما يطلبه كل شخص شخص ،
فلم يكن ذلك إلا إظهارا لحكمة عموم الرجوع الإلهي إلى العباد بحسب أحوالهم ، فإنه عام الرجوع ، فرجع على الطائعين بما وعد ، ورجع على العاصين بالمغفرة وإن عاقب ،
فإن الحال الذي قام فيه العبد إذا كان سوءا فإن لسان الحال يطلب من الحق ما يجازيه به ويرجع به عليه ، إما على التخيير ،
وذلك ليس إلا لحال المعصية القائم بالعاصي ، وإما على الوجوب بالتعيين ، فالرجوع الإلهي
ص 197
على العاصي إما بالأخذ وإما بالمغفرة ، والرجوع على الطائع بالإحسان ، ولما كان الحكم للمشيئة الإلهية كان اللّه أكثر رجوعا إلى العباد من العباد إليه ، فإن رجوع العباد إلى اللّه بإرجاع اللّه ، فما رجعوا إلى اللّه إلا باللّه .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : آية 116 ]
فَتَعالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ ( 116 )
[ توحيد الحق ]
هذا هو التوحيد الحادي والعشرون في القرآن ، هو توحيد الحق ، وهو توحيد الهوية ، فلا إله إلا هو من نعوت الحق ، فالأمر الذي ظهر فيه وجود العالم هو الحق ، وما ظهر إلا في نفس الرحمن ، وهو العماء فهو الحق« رَبُّ الْعَرْشِ »
*الذي أعطاه الشكل الإحاطي لكونه بكل شيء محيطا ، فالأصل الذي ظهر فيه صور العالم بكل شيء من عالم الأجسام محيط ، وليس إلا الحق المخلوق به ، فكأنه لهذا القبول كالظرف ، يبرز منه وجود ما يحوي عليه طبقا عن طبق ، عينا بعد عين على الترتيب الحكمي ، فأبرز ما كان فيه غيبا ليشهده فيوحده ، فيوحده مع صدوره عنه ،
قال تعالى( وَما خَلَقْنَا السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلًاما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ )فهو عين واحدة وإن تعددت الصور فيه ، ثم تمم تعالى فقال« الْكَرِيمِ »
*وصف العرش بأنه كريم لأنه بحركته أعطى ما في قوته لمن هو تحت إحاطته وقبضته .
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : آية 117 ]
وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ ( 117 )
اعلم أن الشبهة تأتي في صورة البرهان ، وهذه الآية ذم للمقلدة لا لأصحاب النظر وإن أخطئوا والحضرة الإلهية تقبل جميع العقائد إلا الشرك فإنها لا تقبله ، فإن الشريك عدم محض ، والوجود المطلق لا يقبل العدم ، والشريك لا شك أنه خارج عن شريكه بخلاف ما يعتقد فيه مما يتصف به الموصوف في نفسه ، فلهذا قلنا لا يقبل الشريك لأنه ما ثمّ شريك حتى يقبل ، وهذه أرجى آية للمشرك عن نظر جهد الطاقة ،
وتخيله في شبهه أنها برهان ، فيقوم له العذر عند اللّه قال تعالى« وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ »يعني في زعمه ، فإنه ما اتخذه إلها إلا عن برهان في زعمه ، فدل على أنه من قام له برهان في نظره أنه غير
ص 198
مؤاخذ وإن أخطأ ، فما كان الخطأ له مقصودا ، وإنما كان قصده إصابة الحق على ما هو عليه الأمر ، فالحق عند اعتقاد كل معتقد بعد اجتهاده ، إلا أن المراتب تتفاضل ، واللّه أوسع وأجل وأعظم أن ينحصر في صفة تضبطه ، ومن استند إلى معبود موضوع فإنما استند إليه بظنه لا بعلمه ، فلذلك أخذ به فشقي ، إلا أن يعطي المجهود من نفسه في نفي الشريك ، فلم يعط فكره ولا نظره ولا اجتهاده نفيه جملة واحدة ، ولم يبعث إليه رسول ولم تصل إليه دعوته ، فإن جماعة من أهل النظر قالوا بعذر من هذه حالته ، وهو مأجور في نفس الأمر مع أنه مخطئ ، وليس بصاحب ظن ، بل هو قاطع لا عالم ، والقطع على الشيء لا يلزم أن يكون عن علم ، بل ربما يستروح من قول اللّه تعالى« لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ »
أن اللّه يعذره ، ولا شك أن المجتهد الذي أخطأ في اجتهاده في الأصول يقطع أنه على برهان فيما أداه إليه اجتهاده ونظره ، وإن كان ليس ببرهان في نفس الأمر ، فقد يعذره اللّه تعالى لقطعه بذلك عن اجتهاد ،
كما قطع الصاحب أنه رأى دحية وكان المرئي جبريل ، فهذا قاطع على غير علم فاجتهد فأخطأ ، وقد رأى بعض العلماء أن الاجتهاد يسوغ في الفروع والأصول ، فإن أخطأ فله أجر وإن أصاب فله أجران ، وهذه الآية تعطي النظر في معرفة اللّه جهد الاستطاعة ، أصاب في ذلك المجتهد أو أخطأ ، بعد بذل الوسع في الاجتهاد في ذلك ، فقد يعتقد المجتهد فيما ليس ببرهان أنه برهان ، فيجازيه اللّه مجازاة أصحاب البراهين الصحيحة ،
وقد نبه سبحانه على ما يفهم منه ما ذكرناه بهذه الآية بقوله« لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ »
يريد بالبرهان هنا في زعم الناظر ، فإنه من المحال أن يكون ثمّ دليل في نفس الأمر على إله آخر ، فإنه في نفس الأمر ليس إلا إله واحد ، ولم يبق إلا أن تظهر الشبهة بصورة البرهان فيعتقد أنها برهان ، وليس في قوته أكثر من هذا ، فهو في زعمه أنه برهان ، ولم يكن برهانا في نفس الأمر فهو قد وفّى وسعه ، فإن اللّه ما كلف نفسا إلا ما آتاها ، وهو أمر يتفاضل فيه الناس فقال« فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ »
هل وفّى ما آتاه من النظر في ذلك أم لا ؟
« إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ »وليس الكافر إلا من علم ثم ستر ، وإن لم يعلم فما هو كافر ، فهذه الآية رحمة من اللّه بمن لاحت له شبهة في إثبات الكثرة فاعتقد أنها برهان ، بأن اللّه يتجاوز عنه ، فإنه بذل وسعه في النظر ، وما أعطته قوته غير ذلك ، فليس للمشركين عن نظر أرجى في عفو اللّه من هذه الآية ، وبقي الوعيد في حق المقلدين ، فبهم ألحق الشقاء ، حيث أهلهم اللّه للنظر وما نظروا
ص 199
ولا فكروا ولا اعتبروا ، فإنه ما هو علم تقليد ، فالمخطئ مع النظر أولى وأعلى من الإصابة والمصيب مع التقليد ، إلا في ذات الحق فإنه لا ينبغي أن يتصرف مخلوق فيها بحكم النظر الفكري ، وإنما هو مع الخبر الإلهي فيما يخبر به عن نفسه لا يقاس عليه ، ولا يزيد ولا ينقص ولا يتأول ، ولا يقصد بذلك القول وجها معينا ، بل يعقل المعنى ويجهل النسبة ، ويرد العلم بالنسبة إلى علم اللّه فيها ، ثم أمر نبيه .
يتبع
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
تفسير الآيات من "01 - 110 " من سورة المؤمنون .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي :: تعاليق
![عبدالله المسافربالله](https://2img.net/u/4111/50/38/89/avatars/2-39.gif)
تفسير الآيات من "01 - 110 " من سورة المؤمنون .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي جمع وتأليف محمود محمود الغراب
(23) سورة المؤمنون مكيّة
[ سورة المؤمنون ( 23 ) : آية 118 ] وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ( 118 )
[ « وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ » ]
فأمر نبيه أن يقول« رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ »هذه الفرق التي وفّت النظر استطاعتها التي آتيتها ، فلم تصل إلا إلى التعطيل أو الشرك« وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ »فإنهم ما تعدوا ما آتاهم اللّه ، فيشفع هنا فيهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم من حيث لا يشعرون ، فإذا نالتهم السعادة بالخروج من النار ، وقد غفر لهم اللّه بسؤال الرسول فيهم إذ قال« رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ »حين أمره اللّه بذلك ، وما أمره بهذا الدعاء إلا ليجيبه ، فأجابه في ذلك ،
فعرفوا قدر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم عند ذلك إذا دخلوا الجنة ، فينتمون إليه فيها لأنه السيد الأكبر ، وهذا الدعاء يعم كل من هو بهذه المثابة من وقت آدم إلى نفخة الصعق ، لأنه ما خصص في دعوته إلا من هذه صفته ، ومن ينبغي أن يرحم ويغفر له ، فكل موحد للّه ولو بدليله وإن لم يكن مؤمنا ففي الجنة ، يدخله اللّه خاصة لا غيره ، ويشفع المؤمنون والأنبياء في أهل الكبائر من أهل الإيمان ، لأن الأنبياء بعثت بالخير وهو الإيمان ، والموحدون الذين لم يؤمنوا لكونهم ما بعث إليهم رسول ، أو كانوا في فترة ، فهم الذين يحشر كل واحد منهم أمة وحده ،
فإن بعث في أمة - هو فيهم - رسول فلم يؤمن به مع علمه بأحدية خالقه دخل النار ، فما يخرج منها إلا بإخراج خالقه ، لأن الخلود في النار لا يكون بالنص لأهل التوحيد بأي وجه حصل لهم ، قال صلّى اللّه عليه وسلم [ من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا اللّه دخل الجنة ]
ولم يقل يقول ولا يؤمن ، وإنما ذكر العلم خاصة ، فلا يبقى في النار إلا مشرك أو معطل لا عن شبهة ولا عن نظر مستوف في النظر قوته ، فلم يبق في النار إلا المقلدة الذين كان في قوتهم واستعدادهم أن ينظروا فما نظروا
- مسئلة - قوله تعالى : « خَيْرُ الرَّاحِمِينَ » من باب المفاضلة ، فمعلوم أنه ما يرحم أحد من المخلوقين أحدا إلا بالرحمة التي أوجدها الرحمن فيه ، فهي رحمته تعالى ، لا رحمتهم ، ظهرت
ص 200
في صورة مخلوق ، كما قال في [ سمع اللّه لمن حمده ] أن ذلك القول هو قول اللّه على لسان عبده ،
فقوله تعالى الذي سمعه موسى أتم في الشرف من قوله تعالى على لسان قائل ، فوقع التفاضل بالمحل الذي سمع منه القول المعلوم أنه قول اللّه ،
وكذلك أيضا رحمته من حيث ظهورها من مخلوق أدنى من رحمته بعبده في غير صورة مخلوق ، فتعيّن التفاضل والأفضلية بالمحال ،
إلا أن رحمة اللّه بعبده في صورة المخلوق تكون عظيمة ، فإنه يرحم عن ذوق ، فيزيل برحمته ما يجده الراحم من الألم في نفسه من هذا المرحوم ، والحق ليس كذلك ، فرحمته خالصة لا يعود عليه منها إزالة ألم ، فهو خير الراحمين ، فرحمة المخلوق عن شفقة ورحمة اللّه مطلقة .
.
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الرحمن .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 4 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 88 " من سورة ص .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 54 " من سورة سبأ .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 83 " من سورة يس .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 42 " من سورة عبس .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 4 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 88 " من سورة ص .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 54 " من سورة سبأ .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 83 " من سورة يس .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 42 " من سورة عبس .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 4 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي