اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

اذهب الى الأسفل

04042021

مُساهمة 

تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي Empty تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي




تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي جمع وتأليف محمود محمود الغراب

( 22 ) سورة الحج مدنيّة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[ سورة الحج ( 22 ) : الآيات 1 إلى 2 ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ 
يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ( 1 ) يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ( 2 ) 
إذا كان يوم العرض ، ووقع الطلب بالسنة والفرض ، وذهلت كل مرضعة عما أرضعت ، وزهدت كل نفس فيما جمعت ، وألجم الناس العرق ، وامتازت الفرق ، واستقصيت الحقوق ، وحوسب الإنسان على ما اختزنه في الصندوق ، زال الريب والمين ، وبان الصبح لذي عينين ، وندم من أعرض وتولى ، وفاز بالتجلي السعادي كل قلب بالأسماء

ص 153

الحسنى تحلى ، فإن الأمر جليل مهم ، وخطب ملم ، فزلزلة الساعة ، مذهلة عن الرضاعة ، مع الحب المفرط في الولد ، ولا يلوي أحد على أحد ، فإن عذاب اللّه شديد .

 [سورة الحج ( 22 ) : الآيات 3 إلى 5 ] 
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ ( 3 ) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ ( 4 ) يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ( 5 ) 
" يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ »من عناية اللّه بنا لما كان المطلوب من خلقنا عبادته أن قرب علينا الطريق ، بأن خلقنا من الأرض التي أمرنا أن نعبده فيها ، فخلقنا من تراب الأرض ، أنزل موجود خلق ، ليس وراءها وراء ، فقرّب علينا الطريق لعبادته ، فخلقنا من تراب في تراب ، وهي الأرض التي جعلها اللّه ذلولا ، والعبادة الذلة ، فنحن الأذلاء بالأصل( ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ )أي تامة الخلقة وغير تامة الخلقة ، 
والغير تامة الخلقة داخل في قوله تعالى :« أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ »فأعطى النقص خلقه أن يكون نقصا ، ولما كان الجسد للروح كالآلة للصانع يعمل بها في صنعته ، يصرف كل آلة لما هيئت له فمنها مكملة وهي المخلقة يعني التامة الخلقة ، ومنها غير المكملة وهي غير المخلقة ، فينقص العامل من العمل على قدر ما نقص من جودة الآلة ، 
ذلك ليعلم أن الكمال الذاتي للّه سبحانه ، ولتنظر في مرتبة جسدك وروحك وتتفكر ، فتعتبر أن اللّه ما خلقك سدى ، وإن طال المدى ،( لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ

ص 154

ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ) الطفل مأخوذ من الطفل وهو ما ينزل من السماء من الندى غدوة وعشية ، وهو أضعف ما ينزل من السماء من الماء ، فالطفل من الكبار كالرش والوبل والسكب من أنواع نزول المطر ، ولما كان بهذا الضعف كان مرحوما أبدا ،( ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً ) 
وذلك لأنه من عالم الطبيعة يتنوع ويستحيل باستحالاتها ، فالمواد التي حصل له منها هذا العلم استحالت ، فالتحقق العلم بها بحكم التبعية ،
[ « وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً » ]
« وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً »فإن الأرض فراش« فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ »فإذا نكح الجو الأرض وأنزل الماء« اهْتَزَّتْ »تحركت ودبرت الماء في رحمها آثار الأنواء الفلكية ،« وَرَبَتْ » وهو الحمل فحملت شبه حمل المرأة« وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ » فأولدها توأمين ، فضحكت الأرض بالأزهار ، وإنما كان زوجا من أجل ما يطلبه من النكاح ، إذ لا يكون إلا بين زوجين ، والمخلقة من النبات هو ما سلم من الجوائح ، وغير المخلقة ما نزلت به الجائحة ، واللّه على كل شيء قدير .

[ سورة الحج ( 22 ) : الآيات 6 إلى 7 ] 
ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 6 ) وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ( 7 ) 
إن اللّه لما خلق الإنسان خلقه مستقبلا الآخرة ، والساعة تستقبله ، ولذا سميت ساعة ، أي تسعى إليه .

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 8 ] 
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ ( 8 )
« وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ »وهو ما أعطاه الدليل النظري دليل فكره « وَلا هُدىً » يعني ولا بيان أبان له كشفه ،« وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ »وهو ما وقع به التعريف مما هو الحق عليه من النعوت ، لما نزلت به الآيات من المعرفة باللّه في كتبه المنزلة الموصوفة بأنها نور ليكشف بها ما نزلت به ، لما كان النور يكشف به ، فنفاهم عن تقليد الحق وعن التجلي والكشف وعن النظر العقلي ، ولا مرتبة في الجهل أنزل من هذه المرتبة ، ولهذا جاءت من الحق في معرض الذم يذم بها من قامت به هذه الصفة .

ص 155

[سورة الحج ( 22 ) : الآيات 9 إلى 10 ] 
ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ ( 9 ) ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ ( 10 ) 
يقول تعالى في الحديث القدسي : « إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد اللّه ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه » ، فما نرى من الحق إلا ما نحن عليه ، فمن شاء فليعمل ومن شاء لا يعمل ، فإنه لا يرجع إلى الإنسان إلا ما خرج منه ، فاجهد أن لا يخرج عنك إلا ما تحمد رجوعه إليك ، فهذه كلمة نبوية حق كلها فإن العمل ما يعود إلا على عامله ، 
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : " لا تكونوا ممن خدعته العاجلة وغرته الأمنية واستهوته الخدعة ، فركن إلى دار سريعة الزوال وشيكة الانتقال ، إنه لم يبق من دنياكم هذه في جنب ما مضى إلا كإناخة راكب أو صر حالب ، فعلام تعرجون ، وما ذا تنتظرون ، فكأنكم واللّه بما قد أصبحتم فيه من الدنيا كأن لم يكن ، وما تصيرون إليه من الآخرة كأن لم يزل ، فخذوا الأهبة لأزوف النقلة ، وأعدوا الزاد لقرب الرحلة ، واعلموا أن كل امرئ على ما قدّم قادم ، وعلى ما خلّف نادم " .

[ سورة الحج ( 22 ) : الآيات 11 إلى 14 ] 
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ( 11 ) يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ ( 12 ) يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ ( 13 ) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ ( 14 )

ص 156

[سورة الحج ( 22 ) : الآيات 15 إلى 18 ] 
مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ ( 15 ) وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ ( 16 ) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ( 17 ) أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ ( 18 )
[ سجود كل شئ ] 
قال اللّه تعالى خطابا لمحمد صلّى اللّه عليه وسلم صاحب الكشف حيث يرى ما لا نرى« أَ لَمْ تَرَ »رؤية مشاهدة واعتبار ، لما أشهده سجود كل شيء« أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ »فأطلق وعم ثم فصل فقال« وَالشَّمْسُ »في غروبها« وَالْقَمَرُ »في محاقه« وَالنُّجُومُ »في مواقعها« وَالْجِبالُ »في إسكانها« وَالشَّجَرُ »في إقامتها على سوقها« وَالدَّوَابُّ »في تسخيرها ، فعم الأمهات والمولدات وما ترك شيئا من أصناف المخلوقات ، ولم يبعض فإن كل شيء في العالم يسجد للّه تعالى من غير تبعيض إلا الناس ، 
فلما وصل بالتفصيل إلى ذكر الناس قال :« وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ »فبعض ولم يقل كلهم ، وهم من لهم الشهود ، فإنه تعالى قال : كذبني ابن آدم ولم يكن ينبغي له ذلك ، وشتمني ابن آدم ولم يكن ينبغي له ذلك ، 
ولذلك قال :« وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ »، وسبب ذلك أن وكله من حيث نفسه الناطقة بما جعل اللّه فيها من الفكر ، فسجد للّه في صورة غير مشروعة ، فأخذ بذلك مع أنه ما سجد إلا للّه في المعنى« وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ ما يَشاءُ »فجعل ذلك من مشيئته ، وأشهد اللّه سبحانه نبيه صلّى اللّه عليه وسلم سجود كل شيء فما ترك أحدا ، فإنه ذكر من في السماوات ومن في الأرض فذكر العالم العلوي والسفلي ، فإن اللّه دعا العالم كله إلى معرفته وهم قيام فإن اللّه أقامهم بين يديه حين خلقهم ، فأسجدهم فعرفوه في سجودهم ، فلم يرفعوا رؤوسهم أبدا ، فكل ما سوى اللّه ما عدا الثقلين على معرفة باللّه ،

ص 157

ووحي من اللّه وعلم بمن تجلى له ، مفطور على ذلك سعيد كله ، فإن تجلي الحق دائم أبدا ، فيبادر العبد بالسجود في هذه الآية ليكون من الكثير الذي يسجد للّه لا من الكثير الذي حق عليه العذاب ، فإذا رأى العبد أن اللّه قد وفقه للسجود ولم يحل بينه وبين السجود علم أنه من أهل العناية الذين التحقوا بمن لم يبعض سجودهم ، فهذه السجدة هي سجود المعادن والنبات سجود المشيئة ، والحيوان وبعض البشر وعمار الأفلاك والأركان سجود مشاهدة واعتبار .

[ سورة الحج ( 22 ) : الآيات 19 إلى 25 ] 
هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ ( 19 ) يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ ( 20 ) وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ ( 21 ) كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ ( 22 ) إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ ( 23 ) 
وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلى صِراطِ الْحَمِيدِ ( 24 ) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ الَّذِي جَعَلْناهُ لِلنَّاسِ سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ ( 25 ) 
الإلحاد الميل عن الحق شرعا ولذلك قال :« وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ »فذكر الظلم وهو هنا الهم الذي هو الإرادة ، فإنه سواء وقع منه ذلك الظلم الذي أراده أو لم يقع في الحرم المكي فإنه محاسب عليه ، وأما في غير المسجد الحرام المكي فإنه غير مؤاخذ بالهم ، فإن لم يفعل ما هم به كتب له حسنة إذا ترك ذلك من أجل اللّه خاصة ، فإن لم يتركها

ص 158

من أجل اللّه لم يكتب له ولا عليه ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : احتكار الطعام بمكّة إلحاد فيه ، وكان ابن عباس يسكن الطائف لأجل هذه الآية احتياطا لنفسه فإن الإنسان ما في قوته أن يمنع عن قلبه الخواطر فإنه تعالى نكّر الظلم ، فخاف مثل ابن عباس وغيره

[ الإرادة ] 
- بحث في الإرادة - 
اعلم أن اللّه تعالى إذا أراد إيجاد فعل ما بمقارنة حركة شخص ما بعث إليه رسوله المعصوم وهو الخاطر الإلهي المعلوم ، ولقربه من حضرة الاصطفاء هو في غاية الخفا ، فلا يشعر بنزوله في القلب إلا أهل الحضور والمراقبة في مرآة الصدق والصفا ، فينقر في القلب نقرة خفية ، تنبيها لنزول نكتة غيبية ، فمن حكم به فقد أصاب في كل ما يفعله ، ونجح في كل ما يعمله ، 
وذلك هو السبب الأول ، عند الشخص الذي عليه يعوّل ، وهو نقر الخاطر ، عند أرباب الخواطر ، وهو الهاجس ، عند من هو للقلب سائس ، فإن رجع إليه مرة أخرى فهو الإرادة ، فإن عاد ثالثة فهو الهم ، 
فإن عاد رابعة فهو العزم ، ولا يعود إلا لنفوذ أمر جزم ، فإن عاد خامسة فهو النية ، وهو الذي يباشر الفعل الموجود عن هذه البنية ، وبين التوجه إلى الفعل والفعل يظهر القصد ، واعلم أن النية إذا كان معناها القصد أصل في إقامة كل بنية ، وليس للحس في النية مدخل لأنها من وصف العقل المتخيل.

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 26 ] 
وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ( 26 )

يا كعبة طاف بها المرسلون *** من بعد ما طاف بها المكرمون
ثم أتى من بعدهم عالم *** طافوا بها من بين عال ودون
أنزلها مثلا إلى عرشه *** ونحن حافون لها مكرمون
فإن يقل أعظم حاف به *** إني أنا خير فهل تسمعون
واللّه ما جاء بنص ولا *** أتى لنا إلا بما لا يبين
هل ذاك إلا النور حفت به *** أنوارهم ونحن ماء مهين
فانجذب الشيء إلى مثله *** وكلنا عبد لديه مكين
هلا رأوا ما لم يروا أنهم *** طافوا بما طفنا وليسوا بطين
لو جرد الألطف منا استوى *** على الذي حفوا به طائفين

ص 159

قدّسهمو أن يجهلوا حق من *** قد سخر اللّه له العالمين
لما نسب اللّه تعالى البيت إليه بالإضافة في قوله :« وَطَهِّرْ بَيْتِيَ » جعله نظيرا ومثالا لعرشه ، 
وجعل الطائفين به من البشر كالملائكة الحافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم ، أي بالثناء على ربهم تبارك وتعالى .

قلت عند الطواف كيف أطوف *** وهو عن درك سرنا مكفوف
جلمد غير عاقل حركاتي *** قيل أنت المحير المتلوف
انظر إلى البيت نوره يتلألأ *** لقلوب تطهرت مكشوف
نظرته باللّه دون حجاب *** فبدا سره العلي المنيف
وتجلى لها من أفق جلالي *** قمر الصدق ما اعتراه خسوف
لو رأيت الولي حين يراه *** قلت فيه مدله ملهوف
يلثم السر في سواد يميني *** أي سر لو أنه معروف
جهلت ذاته فقيل كثيف *** عند قوم وعند قوم لطيف
قال لي حين قلت لم جهلوه *** إنما يعرف الشريف الشريف
عرفوه فلازموه زمانا *** فتولاهم الرحيم الرؤوف
واستقاموا فما يرى قط فيهم *** عن طواف بذاته تحريف
قم فبشر عني مجاور بيتي *** بأمان ما عنده تخويف
إن أمتهم فرحتهم بلقائي *** أو يعيشوا فالثوب منهم نظيف

ولنا أيضا :
أرى البيت يزهو بالمطيفين حوله *** وما الزهو إلا من حكيم له صنع
وهذا جماد لا يحس ولا يرى *** وليس له عقل وليس له سمع
فقال شخيص هذه طاعة لنا *** قد أثبتها طول الحياة لنا الشرع
فقلت له هذا بلاغك فاستمع *** مقالة من أبدى له الحكمة الوضع
رأيت جمادا لا حياة بذاته *** وليس له ضر وليس له نفع
ولكن لعين القلب فيه مناظر *** إذا لم يكن بالعين ضعف ولا صدع

ص 160

يراه عزيزا إن تجلى بذاته *** فليس لمخلوق على حمله وسع
فكنت أبا حفص وكنت عليّنا *** فمني العطاء الجزل والقبض والمنع

- إشارة لا تفسير - 
لما جعل اللّه قلب عبده بيتا كريما وحرما عظيما ، ذكر أنه وسعه حين لم يسعه سماء ولا أرض ، علمنا قطعا أن قلب المؤمن أشرف من هذا البيت ، وجعل الخواطر تمر عليه كالطائفين ولما كان في الطائفين من يعرف حرمة البيت فيعامله في الطواف به بما يستحقه من التعظيم والجلال ، ومن الطائفين من لا يعرف ذلك فيطوفون به بقلوب غافلة لاهية وألسنة بغير ذكر اللّه ناطقة ، بل ربّما يطوفون بفضول من القول وزور ، كذلك الخواطر التي تمر على قلب المؤمن منها مذموم ومنها محمود ، وكما كتب اللّه طواف كل طائف للطائف بالبيت على أي حالة كان ، وعفا عنه فيما كان منه ، 
كذلك الخواطر المذمومة عفا اللّه عنها ، ما لم يظهر على ظاهر الجوارح إلى الحس ، فقلب العبد المؤمن أعظم علما وأكثر إحاطة من كل مخلوق ، فإنه محل لجميع الصفات ، وارتفاعه بالمكانة عند اللّه لما أودع اللّه فيه من المعرفة به ، 
ولما كان للبيت أربعة أركان ، فللقلب خواطر أربعة ، خاطر إلهي وهو ركن الحجر ، وخاطر ملكي وهو الركن اليمني ، وخاطر نفسي وهو الركن الشامي ، وهذه الثلاثة الأركان هي الأركان الحقيقية للبيت من حيث أنه مكعب الشكل ، 
وعلى هذا الشكل قلوب الأنبياء مثلثة الشكل ، ليس للخاطر الشيطاني فيها محل ، ولما أراد اللّه ما أراد من إظهار الركن الرابع جعله للخاطر الشيطاني ، وهو الركن العراقي ، 
وإنما جعلنا الخاطر الشيطاني للركن العراقي ، لأن الشارع شرع أن يقال عنده : أعوذ باللّه من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ، 
وبالذكر المشروع عند كل ركن تعرف مراتب الأركان ، وعلى هذا الشكل المربع قلوب المؤمنين ، وما عدا الرسل والأنبياء المعصومين ، ليميز اللّه رسله وأنبياءه من سائر المؤمنين بالعصمة التي أعطاهم وألبسهم إياها ، 
فليس لنبي إلا ثلاثة خواطر ، إلهي وملكي ونفسي ، وكما أن اللّه تعالى أودع في الكعبة كنزا كذلك جعل اللّه في قلب العارف كنز العلم باللّه ، فشهد للّه بما شهد به الحق لنفسه من أنه لا إله إلا اللّه ، ونفى هذه المرتبة عن كل ما سواه ، فقال تعالى شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ ) 
فجعلها كنزا في قلوب العلماء باللّه:
 فاللّه بيته قلب عبده المؤمن ، 
والبيت بيت اسمه تعالى ، 
والعرش مستوى الرحمن ، 
فبين القلب والعرش في المنزلة ما بين الاسم اللّه والاسم الرحمن ، فإن مشهد الألوهية أعم ، لإقرار


ص 161   

الجميع ، فما أنكر أحد اللّه ، وأنكر الرحمن ، فإنهم قالوا : [ وما الرحمن ؟ ] 
ولما كان الحج لبيت اللّه الحرام تكرار القصد في زمان مخصوص ، كذلك القلب تقصده الأسماء الإلهية في حال مخصوص ، إذ كل اسم له حال خاص يطلبه ، فمهما ظهر ذلك الحال من العبد طلب الاسم الذي يخصه ، فيقصده ذلك الاسم ، فلهذا تحج الأسماء الإلهية بيت القلب ، وقد تحج إليه من حيث أن القلب وسع الحق ، والأسماء تطلب مسماها ، فلا بد لها أن تقصد مسماها ، فتقصد البيت الذي ذكر أنه وسعه السعة التي يعلمها سبحانه ، والعمرة التي هي الزيارة بمنزلة الزور الذي يخص كل إنسان ، فعلى قدر اعتماره تكون زيارته لربه . فالطائفون بالكعبة كالحافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم ، فيلزم الطائف التسبيح في طوافه والتحميد والتهليل وقول : [ لا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم ] 
جسم يطوف وقلب ليس بالطائف *** ذات تصدّ وذات ما لها صارف
يدعى وإن كان هذا الحال حليته *** هذا الإمام الهمام ألهمهم العارف
هيهات هيهات ما اسم الزور يعجبني *** قلبي له من خفايا مكره خائف
ولما كان الحج تكرار القصد سمي تكرار الخواطر حجا . 

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 27 ]
وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)
روي عن إبراهيم الخليل عليه السلام أنه لما بنى البيت أمره ربه تعالى أن يصعد عليه وأن يؤذن في الناس بالحج ، فقال يا رب وما عسى يبلغ صوتي فأوحى إليه عليك النداء وعلي البلاغ ، فنادى إبراهيم عليه السلام يا أيها الناس إن للّه بيتا فحجوه ، قال فأسمع اللّه ذلك النداء عباده ، فمنهم من أجاب ومنهم من لم يجب ، وكانت إجابتهم مثل قولهم بلى حين أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم ، فمنهم من سارع إلى إجابة الحق وهم الذين يسارعون في الخيرات ، والقائلون بأن الحج على الفور للمستطيع ، ومنهم من تلكأ في الإجابة فلم يسرع إلا بعد حين ، وهو الذي يقول الحج مع الاستطاعة على التراخي ، 
ثم إن الذين أجابوه منهم من كرر الإجابة ومنهم من لم يكرر ، فمن لم يكرر لم يحج إلا واحدة ، ومن كرر حج على قدر ما كرر وله أجر فريضة في كل حجة ،« يَأْتُوكَ رِجالًا »يريد على أرجلهم لا يركبون« وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ».

ص 162

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 28 ]
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)
" لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ " قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه .« وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ »سميت البهائم بهائم لإبهام أمرهم علينا« فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ". 

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 29 ]
ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)
" ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ »أي ليلقوا الوسخ ، وإزالة الشعث من الحاج لحفظ القوى مما ينالها من الضرر لسد المسام وانعكاس الأبخرة ، المؤذية لها المؤثرة فيها وما في معناها ، لأن الطهارة والنظافة مقصودة للشارع لأنه القدوس ،« وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ »التطوع قد يكون واجبا بإيجاب اللّه إذا أوجبه العبد على نفسه كالنذر ، فإن اللّه أوجبه بإيجاب العبد 
- نصيحة - 
لا تزد في العهود ويكفيك ما جبرت عليه ، ولهذا كره رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم النذر وأوجب الوفاء به ، لأنه من فضول الإنسان
"وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ " الطواف ثلاثة ، طواف القدوم وطواف الإفاضة ويقال له طواف الزيارة وطواف الوداع ، 
وقد أجمع العلماء على أن الواجب من هذه الأطواف الثلاثة هو طواف الإفاضة ، فإن المعرّف إذا قدم مكة بعد الرمي أجزأه طواف الإفاضة عن طواف القدوم وصح حجه وإن المودع إذا طاف في زعمه طواف الوداع ولم يكن طاف طواف الإفاضة كان ذلك الطواف طواف إفاضة أجزأ عن طواف الوداع ، لأنه طواف بالبيت معمول به في وقت طواف الوجوب الذي هو الإفاضة ، فقبله اللّه طواف إفاضة وأجزأ عن طواف الوداع ، والمتمتع إن لم يكن قارنا فعليه طوافان ، وإن كان قارنا فطواف واحد ، والمكي عليه طواف واحد ، 
وليست الطهارة شرطا في صحة الطواف ، فإنه يجوز الطواف بغير وضوء للرجل والمرأة ، إلا أن تكون حائضا فإنها لا تطوف ، وإن طافت لا يجزئها وهي عاصية لورود النص في ذلك ، وما ورد شرع بالطهارة للطواف إلا ما ورد في الحائض خاصة ، وما كل عبادة يشترط فيها هذه الطهارة الظاهرة ، ويجوز الطواف

ص 163

في الأوقات كلها وبعد صلاة الصبح والعصر ، إلا أني أكره الدخول في الصلاة حال الطلوع وحال الغروب إلا أن يكون قد أحرم بها قبل حال الطلوع والغروب ، وصفة الطواف أن يجعل البيت على يساره ويبتدئ فيقبل الحجر الأسود إن قدر عليه ، ثم يسجد عليه أو يشير إليه إن لم يتمكن له الوصول إليه ، ويتأخّر عنه قليلا بحيث أن يدخله في الطواف بالمرور عليه ، 
ثم يمشي إلى أن ينتهي إليه يفعل ذلك سبع مرات ، يقبل الحجر في كل مرة ويمس الركن اليماني الذي قبل ركن الحجر بيده ولا يقبله ، فإن كان في طواف القدوم فيرمل ثلاثة أشواط ويمشي أربعة أشواط ، ولكن في أشواط رمله يمشي قليلا بين الركنين اليمانين 
ويقول :« رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ »إلى أن تفرغ الأشواط السبعة ، 
كل ذلك بقلب حاضر مع اللّه ويتخيل أنه في تلك العبادة كالحافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم ، فيلزم التسبيح في طوافه والتحميد والتهليل وقول لا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم ، جاء في الخبر أن جبريل طاف بآدم حين أنزله اللّه بالكعبة ، فسأله آدم ما كنتم تقولون في طوافكم بهذا البيت ، 
فقال جبريل عليه السلام كنا نقول في طوافنا بهذا البيت سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر ، فقال آدم لجبريل عليهما السلام وأزيدكم أنا 

[ ولا حول ولا قوة إلا باللّه ] 
فبقيت سنة في الذكر في الطواف لبنيه ولكل طائف به إلى يوم القيامة ، فأخبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أن هذه الكلمة أعطيها آدم من كنز من تحت العرش . 
واعلم أن اللّه لما نسب العرش إلى نفسه وجعله محل الاستواء الرحماني جعل الملائكة حافين به من حول العرش بمنزلة الحرس حرس الملك والملازمين بابه لتنفيذ أوامره ، وجعل اللّه الكعبة بيته ، ونصب الطائفين به على ذلك الأسلوب ، وتميز البيت على العرش وعلى الضراح وسائر البيوت الأربعة عشر بأمر ، ما نقل إلينا أنه في العرش ولا في غير هذا من البيوت ، وهو الحجر الأسود يمين اللّه في الأرض لنبايعه في كل شوط مبايعة رضوان وبشرى بقبول ما كان منا في كل شوط مما هو لنا أو علينا ، فما لنا فقبول وما علينا فغفران ، 
فإذا انتهينا إلى اليمين الذي هو الحجر استشعرنا من اللّه سبحانه بالقبول فبايعناه وقبلنا يمينه المضافة إليه قبلة قبول وفرح واستبشار ، 
هكذا في كل شوط ، فإن كثر الازدحام أشرنا إليه إعلاما بأنا نريد تقبيله ، وإعلاما بعجزنا عن الوصول إليه ولا نقف ننتظر النوبة حتى تصل إلينا فنقبله ، لأنه لو أراد ذلك منا ما شرع لنا الإشارة إليه إذا لم نقدر عليه فعلمنا أنه يريد منا اتصال المشي في السبعة

ص 164

الأشواط من غير أن يتخللها وقوف إلا قدر التقبيل في مرورنا إذا وجدنا السبيل إليه ، وكل طواف قدوم فيه رمل هكذا السنة لمن أراد أن يتبعها ، وأجمع العلماء على أن الركوع بعد الطواف من سنن الطواف ، وهو أن يركع ركعتين ، 
والأولى أن يصلي عند انقضاء كل أسبوع ( أي سبعة أشواط ) فإن جمع أسابيع فلا ينصرف إلا عن وتر ، 
فإن النبي صلّى اللّه عليه وسلم ما انصرف من الطواف إلا عن وتر فإنه انصرف عن سبعة أشواط أو عن طواف واحد ، فإن زاد فينصرف عن ثلاثة أسابيع وهي واحد وعشرون شوطا ولا ينصرف عن أسبوعين ، فإنه شفع ، وبالأشواط الأربعة عشر شوطا وهي شفع فجاء بخلاف السنة في طوافه من كل وجه ، والأولى أن لا يؤخر الركعتين عن أسبوعهما ، وليصلهما عند انقضاء الأسبوع
 - إشارة - طواف القدوم يقابل طواف الوداع ، فهو كالاسم الأول والآخر ، وطواف الإفاضة بينهما برزخ ، فلطواف الزيارة وجه إلى طواف الوداع ووجه إلى طواف القدوم ، كالعقل إذا أقبل على اللّه بالاستفادة ، وطواف الوداع إذا أراد الخروج إلى النفس بالإفادة ، والبرزخ أبدا أقوى في الحكم لجمعه بين الطرفين ، فيتصور في أي صورة شاء ، ويقوم في حكم أي طرف أراد ، ويجزئ عنهما ، فله الاقتدار التام ، والرمل إسراع في نفس الخير إلى الخير فهو خير في خير . 

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 30 ]
ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30) 
العالم حرم الحق ، والكون حرمه الذي أسكن فيه هؤلاء الحرم ، وأعظم الحرم ما له فيه أثر الطبع النكاحي لأنه محلّ التكوين ، فمن عظم حرمة اللّه فإنما عظم اللّه ، ومن عظم اللّه كان خيرا له ، وهو ما يجازيه به من التعظيم ، واعلم أن كل شعائر اللّه في دار التكليف قد حد لها للمكلف في جميع حركاته الظاهرة والباطنة حدودا عمت جميع ما يتصرف فيه روحا وحسا بالحكم ، وجعلها حرمات له عند هذا المكلف ، 
فقال :« وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ »وتعظيمها أن يبقيها حرمات كما خلقها اللّه في الحكم ،( فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ )فمن يسقط حرمات اللّه في دار التكليف فلا يرفع بها رأسا ولا يجد لها تعظيما يفقد خيرها إذ

ص 165

لم يعظمها عند ربه ونحن في دار التكليف ، فما فاتنا في هذه الدار من ذلك فاتنا خيره في الدار الآخرة 
- وجه آخر -« وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ » يعني خيرا له ممن يعظم شعائر اللّه إذا جعلنا خير بمعنى أفعل من ، ليميز بين تعظيم الشعائر وتعظيم حرمات اللّه ، فإن حرمة اللّه ذاتية فهو يقتضي التعظيم لذاته ، بخلاف الأسباب المعظمة ، فإن الناظر في الدليل ما هو الدليل له مطلوب لذاته ، فينتقل عنه ويفارقه إلى مدلوله ، فلهذا العالم دليل على اللّه لأنا نعبر منه إليه تعالى ، ولا ينبغي أن نتخذ الحق دليلا على العالم فكنا نجوز منه إلى العالم وهذا لا يصح قال تعالى :« أَ فَلا يَنْظُرُونَ »إلى كذا ، وعدّد المخلوقات لتتخذ أدلة عليه لا ليوقف معها ، فهذا الفرق بين حرمات اللّه وشعائر اللّه 
 –وجه آخر - العامل في ظرف « عند ربه » أي من يعظم حرمات اللّه عند ربه أي في المواطن التي يكون العبد فيها عند ربه كالصلاة مثلا ، فإن المصلي يناجي ربه فهو عند ربه ، فإذا عظم حرمة اللّه في هذا الموطن كان خيرا له ، والمؤمن إذا نام على طهارة فروحه عند ربه ، فيعظم هناك حرمة اللّه فيكون الخير الذي له في مثل هذا الموطن المبشرة التي تحصل له في نومه أو يراها له غيره ، والمواطن التي يكون العبد فيها عند ربه كثيرة فيعظم فيها حرمات اللّه فليبحث العبد عن المواطن التي يكون فيها عند ربه فيعظم حرمة اللّه في تلك المواطن ، وتعظيمها أن يتلبس بها حتى تعظم« وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ »لأنه مال بصاحبه عن الحق الذي هو الأمر عليه وزال عن العدل . 

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 31 ]
حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31)
" حُنَفاءَ لِلَّهِ »فيكون العبد من المخلصين ويكون الدين مستخلصا من الشيطان ، أو من الباعث عليه من خوف ورغبة وجنة ونار ، فيميل العبد به عن الشريك ولهذا قال فيه :« حُنَفاءَ لِلَّهِ »أي مائلين إلى جانب الحق - الذي شرعه وأخذه على المكلفين - من جانب الباطل
« وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ » وهو مثل قوة حكم النفس « فِي مَكانٍ سَحِيقٍ ».

ص 166

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 32 ] 
ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ( 32 )
[ شعائر اللّه أعلامه ] 
شعائر اللّه أعلامه ، وأعلامه الدلائل الموصلة إليه ، وكل شعيرة منها دليل على اللّه من حيث أمر ما خاص أراده اللّه وأبانه لأهل الفهم من عباده ، فيتفاضلون في ذلك على قدر فهمهم ، والشعائر ما دق وخفي من الدلائل ، وأخفاها وأدقها في الدلالة الآيات المعتادة ، فهي المشهودة المفقودة ، والمعلومة المجهولة ، فإذا رأيت ما يقال فيه إنه من شعائر اللّه وتجهل أنت صورته من الشعائر ، ولا تعلم ما تدل عليه هذه الشعيرة فاعلم أن تلك الشعيرة ما خاطبك الحق بها ولا وضعها لك ، وإنما وضعها لمن يفهمها عنه ، ولك أنت شعيرة أيضا غيرها ، 
وهي كل ما تعرف أنها دلالة لك عليه ، فقف عندها وقل رب زدني علما ، فيقوى فهمك فيما أنزله ويعلمك ما لم تكن تعلم ، فليس في العالم عين إلا وهو من شعائر اللّه من حيث ما وضعه الحق دليلا عليه ، ولما كان الشرف للموجودات إنما هو من حيث دلالتها على اللّه وجب تعظيمها ، فوصف من يعظم شعائر اللّه بقوله :« وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها »أي الشعائر عينها ، 
وهي الأعلام والدلالات والأسباب التي وضعها اللّه تعالى في العالم شعائر وأعلاما لما يريد تكوينه وخلقه من الأشياء ، لما سبق في علمه أن يربط الوجود بعضه ببعضه ، ودل الدليل على توقف وجود بعضه على بعضه ، فالتعظيم لها ضرب من العلم به تعالى ،« مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ » فمن عظمها فهو تقي في جميع تقلباته ، فإن القلوب من التقليب ، 
لأنه لما كان الدليل يشرف بشرف المدلول ، والعالم دليل على وجود اللّه ، فالعالم شريف كله ، فلا يحتقر شيء منه ولا يستهان ، فإن اللّه ما حقره لما علق القدرة بإيجاده ، فما ثم تافه ولا حقير ، فإن الكل شعائر اللّه ، فإن احتقار شيء من العالم لا يصدر من تقي يتقي اللّه . 
- الوجه الثاني -« فَإِنَّها » يعني العظمة ، والعظمة راجعة لحال المعظم بكسر الظاء اسم فاعل ، لذلك فهي حالة القلب فقال :« مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ »أي فإن عظمتها من تقوى القلوب ، فإن كل شيء من العالم إذا نظرته بتعظيم اللّه لا بعظمته فهو عظيم وهو الأدب ، فإنه لا ينبغي أن ينسب إلى العظيم إلا ما يستعظم ، فإنه تعظم عظمته في نفس من نظره بهذا النظر ، وما قال سبحانه إن ذلك من تقوى النفوس ، ولا من تقوى الأرواح ، ولكن قال من تقوى القلوب ، لأن الإنسان يتقلب في الحالات مع الأنفاس ، ومن يتق اللّه في كل

ص 167

تقلب يتقلب فيه فهو غاية ما طلب اللّه من الإنسان ، ولا يناله إلا الأقوياء الكمل من الخلق ، لأن الشعور بهذا التقليب عزيز ، ولهذا قال شعائر اللّه أي هي تشعر بما تدل عليه ، وما تكون شعائر إلا في حق من يشعر بها ، ومن لا يشعر بها وهم أكثر الخلق فلا يعظمها ، فإذا لا يعظمها إلا من قصد اللّه في جميع توجهاته وتصرفاته كلها ، ولهذا ما ذكرها اللّه إلا في الحج الذي هو تكرار القصد ، ولما كان القصد لا يخلو عنه إنسان كان ذكر الشعائر في آية الحج وذكر المناسك ، وهي متعددة أي في كل قصد ، ثم إن كل شعائر اللّه في دار التكليف قد حد لها للمكلف في جميع حركاته الظاهرة والباطنة حدودا عمت جميع ما يتصرف فيه روحا وحسا بالحكم ، وجعلها حرمات له عند هذا المكلّف ، 
فقال :« وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ »وتعظيمها أي يبقيها حرمات كما خلقها اللّه في الحكم ، وهذا لا يكون إلا من تقوى القلوب ، 
فكل شيء في العالم أوجده اللّه لا بد أن يكون مستندا في وجوده إلى حقيقة إلهية ، فمن حقره واستهان به فإنما حقر خالقه واستهان به ، لأن كل ما في الوجود حكمة أوجدها اللّه ، لأنه صنعة حكيم ، فلا يظهر إلا ما ينبغي لما ينبغي كما ينبغي ، فمن عمي عن حكمة الأشياء فقد جهل ذلك الشيء ، 
ومن جهل كون ذلك الأمر حكمة فقد جهل الحكيم الواضع له ، ولا شيء أقبح من الجهل ، ولا تكون التقوى من جاهل ، والشعائر وإن كانت عظيمة في نفسها بما تدل عليه وعظيمة من حيث إن اللّه أمر بتعظيمها ، فموجدها وخالقها الآمر بتعظيمها أكبر منها وأعظم ، وما يقوم بحق التعظيم إلا من عظمه باستمرار الصحبة ، لا من عظمه عندما فجأه ، ذلك تعظيم الجاهل ، 
فمن عاين الخلق الجديد لم يزل معظما للشعائر الإلهية .

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 33 ] 
لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ( 33 )
« لَكُمْ فِيها »يعني البدن« مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ، ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ »اعلم أن البدن جعلها اللّه من شعائره ، ولهذا تشعر ليعلم أنها من شعائر اللّه ، وما وهب للّه لا رجعة فيه ، ألا تراها إذا ماتت قبل وصولها إلى البيت كيف ينحرها صاحبها ويخلي بينها وبين الناس ولا يأكل منها شيئا ، وما عظم اللّه شعائره سدى ، لأنه ما عظم إلا من يقبل التعظيم ، وأما العظيم فلا يعظم ، فاللّه عظيم والعالم كله لإمكانه حقير ، إلا أنه يقبل التعظيم ، ولم يكن له طريق في التعظيم إلا أن يكون من شعائر اللّه عليه
 - إشارة - البيت العتيق عند أهل

ص 168

الإشارات هو بيت الإيمان ، وليس إلا قلب المؤمن الذي وسع عظمة اللّه وجلاله ، والشعائر هي الدلائل الموصلة إليه تعالى وإلى معرفته .

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 34 ] 
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ( 34 )
« وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ »فنؤمن به من حيث ما جاء به الخبر لا من حيث الدليل ، فذلك التصديق هو الإيمان ، والمخبتون هم الذين تولاهم اللّه بالإخبات وهو الطمأنينة ، والخبت المطمئن من الأرض ، فالذين اطمأنوا باللّه من عباده وسكنت قلوبهم لما اطمأنوا إليه سبحانه فيه وذلوا لعزته أولئك هم المخبتون الذين أمر اللّه نبيه صلّى اللّه عليه وسلم في كتابه أن يبشرهم فقال له :« وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ »، فإن قيل ومن المخبتون قل .

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 35 ] 
الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ ( 35 )
 [ صفات المخبتين ] 
فهذه صفات المخبتين أي كانوا ساكنين فحركهم ذكر اللّه بحسب ما وقع به الذكر ، وصبروا أي حبسوا نفوسهم على ما أصابهم من ذلك ولم يمنعهم ذلك الوجل ولا غلبة الحال عن إقامة الصلاة إذا حضر وقتها على أتم نشأتها لما أعطاهم اللّه من القوة على ذلك ، ثم مع ما هم فيه من الصبر على ما نابهم من الشدة فسألهم سائل - وهم بتلك المثابة في رزق علمي أو حسي من سد جوعة أو ستر عورة - أعطوه مما سألهم منه ، فلم يشغلهم شأن عن شأن ، فهذا نعت المخبتين الذي نعتهم اللّه به ، وهم ساكنون تحت مجاري الأقدار عليهم راضون بذلك ، من خبت النار إذا سكن لهيبها .

ص 169
يتبع
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الأحد 4 أبريل 2021 - 11:16 من طرف عبدالله المسافربالله

تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الحج .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي جمع وتأليف محمود محمود الغراب

( 22 ) سورة الحج مدنيّة
[سورة الحج ( 22 ) : آية 36 ] 
وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 36 )
[ البدن ] 
النعم كلها من شعائر اللّه ، فإن كل شعيرة منها دليل على اللّه من حيث أمر خاص أراده اللّه وأبانه لأهل الفهم من عباده ، والبدن هي الإبل وجعلها من شعائر اللّه عند كل حليم أواه ، ولم يكن المقصود منها إلا أنتم ، بقوله :« لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ »فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر » يعني من البدن التي جعلها سبحانه من شعائر اللّه ، والقانع السائل والسّؤال من اللّه لا من غيره ، 
يقال قنع قنوعا إذا سأل وهو الذي رفع سؤاله إلى اللّه ، ومن سأل غير اللّه فليس بقانع ويخاف عليه من الحرمان والخسران - اعتبار من إشعار البدن - اعلم أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قد ذكر في الإبل أنها شياطين وجعل ذلك علة في منع الصلاة في معاطنها ، 
والشيطنة صفة بعد من رحمة اللّه لا من اللّه ، لأن الكل في قبضة اللّه وبعين اللّه ، والإشعار الإعلام ولا أبعد من شياطين الإنس والجن ، والهدية بعيدة من المهدى إليه لأنها في ملك المهدي فهي موصوفة بالبعد ، وما يتقرب المتقرب إلى اللّه من أهل الدعاء إلى اللّه بأولى من رد من شرد عن باب اللّه وبعد إلى اللّه ليناله رحمة اللّه ، فإن الرسل ما بعثت بالتوحيد إلا للمشركين وهم أبعد الخلق من اللّه ليردوهم إلى اللّه ويسوقوهم إلى محل القرب وحضرة الرحمة ، فلهذا أهدى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم البدن مع ذكره فيها أنها شياطين ، ليثبت عند العالمين به أن مقامه صلّى اللّه عليه وسلم رد البعداء من اللّه إلى حال التقريب ،
 ثم إنه أشعرها في سنامها الأيمن ، وسنامها أرفع ما فيها ، فهو الكبرياء الذي كانوا عليه في نفوسهم ، فكان إعلاما من النبي صلّى اللّه عليه وسلم لنا بأنه من هذه الصفة أتي عليهم ، لنجتنبها ، فإن الدار الآخرة إنما جعلها اللّه للذين لا يريدون علوا في الأرض ، والسنام علو ، ووقع الإشعار في صفحة السنام الأيمن ، 
فإن اليمين محل الاقتدار والقوة ، والصفحة من الصفح ، إشعار من أن اللّه يصفح عمن هذه صفته إذا طلب القرب من اللّه وزال عن كبريائه الذي أوجب له البعد ، لأنه أبى واستكبر ، وجعل صلّى اللّه عليه وسلم الدلالة على إزالة الكبرياء في شيطنة البدن جعل النعال في رقابها ، إذ لا يصفع بالنعال إلا أهل الهون والذلة ، 
ومن كان بهذه المثابة فما بقي فيه كبرياء يشهد ، وعلق النعال في قلائد من عهن وهو الصوف ليتذكر بذلك ما أراد اللّه بقوله وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ ) *فإذا كانت هذه صفته كان قربانا من التقريب إلى اللّه ،

ص 170

فحصلت له القربة بعد ما كان موصوفا بالبعد إذ كان شيطانا ، فإذا كانت الشياطين قد أصابتهم الرحمة فما ظنك بأهل الإسلام - نحر البدن - خرج أبو داود أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم وأصحابه كانوا ينحرون البدنة معقولة اليد اليسرى ، قائمة على ما بقي من قوائمها .

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 37 ] 
لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ( 37 ) 
ولذلك قال تعالى في الآية السابقة « وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ »من حيث أن الإنفاق له وجهان وجه إلى الحق ووجه إلى الخلق« لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها » بل عادت منفعتها علينا من أكل لحومها والأجر الجزيل في نحرها والصدقة بلحومها« وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ »فنالنا منها لحومها ونال الحق منها التقوى منا فيها ، 
فالحق تناله التقوى أعني تقوى القلوب ، فإنها شعائر اللّه ، ومن تقوانا تعظيمها ، وهو ضرب من العلم باللّه من تقوى القلوب ، 
واعلم أن المراد بإثبات النيل هنا وعدم النيل في جانب الحق أن اللّه سبحانه ما يناله شيء من أعمال الخلق ، مما كلفهم العمل فيه نيل افتقار إليه وتزين به ليحصل له بذلك حالة لم يكن عليها ، ولكن يناله التقوى وهو أن تتخذوه وقاية مما أمركم أن تتقوه به على درجات التقوى ومنازله ، فمعنى يناله التقوى أنه يتناولها منك ليلبسك إياها بيده تشريفا لك حيث خلع عليك بغير واسطة ، 
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : إنما هي أعمالكم ترد عليكم ، فيكسوكم الحق من أعمالكم حللا على قدر ما حسّنتموها واعتنيتم بأصولها ، فمن لابس حريرا ، ومن لابس مشاقة كتان وقطن وما بينهما ، فسواء كانت الخلعة من رفيع الثياب أو دنيئها فذلك راجع إليك ، فإنه ما ينال منك إلا ما أعطيته ، وإن جمع ذلك التقوى ، فإنه لا يأخذ شيئا سبحانه من غير المتقي ، فلهذا وصف نفسه بأن التقوى تناله من العباد ، والتقوى من المتقين من خلقه ،« وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ »الذين أشهدهم كبرياءه .

[ سورة الحج ( 22 ) : الآيات 38 إلى 39 ]
إِنَّ اللَّهَ يُدافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ( 38 ) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ( 39 )

ص 171

[سورة الحج ( 22 ) : آية 40 ]
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ( 40 )
[ « وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ » ]
« وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ »فالحمد للّه واضع الملل وشارع النحل ، تارة بالوحي وتارة بالإلهام ، فوقتا خلف حجاب الإشراق ووقتا خلف حجاب الظلام ، فأضل وهدى ، وأنجى وأردى ، 
وأقام أعلام الضلالة والهدى ، ففصل بها بين الأولياء والأعداء ، فجعل الهدى لحزب السعادة سلما ، ونصب الضلالة لحزب الشقاوة علما ، وأوقع بينهما الفتن والحرب ، في عالم الشهادة والغيب ، وثبتت في صدورهم الشحناء ، وبدت بينهم العداوة والبغضاء ، 
فسفكت الدماء ، واتبعت الأهواء ، فالسعيد منا من ناضل عن شرعه المؤيد بالآيات ، وقاتل عن وضعه المقرر بالمعجزات ، والشقي من احتمى بحمى الضلالات ، ودافع عنها بمجرد الحمايات ، وأعمى نفسه عن ملاحظة الصواب ، فيما وقع به الخطاب ، 
فبادروا إلى نصرة الدين المكي ، وقاتلوا بما ثبت في نفوسكم من اليقين اليمني ، وقد خاب من طلب أثرا بعد عين ، ورجع بعد معرفته بعلو مرتبة الصدق إلى المين ، جعلنا اللّه وإياكم ممن ذب عن شرعه المعصوم ، وناضل عن دينه المعلوم .

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 41 ] 
الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ ( 41 ) 
وهو الحمد فإن عواقب الثناء كله يرجع إلى اللّه لا إلى غيره .

[ سورة الحج ( 22 ) : الآيات 42 إلى 43 ] 
وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ ( 42 ) وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ ( 43 )

ص 172

[ سورة الحج ( 22 ) : الآيات 44 إلى 46 ] 
وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ ( 44 ) فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ( 45 ) أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ( 46 )
[ عماء البصر والقلب ]
« أَ فَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها »ما جعلها عقلا إلا ليعقل عنه العبد بها ما يخاطبه بها ، فاعلم أيدك اللّه أن العلم تحصيل القلب أمرا ما على حد ما هو عليه ذلك في نفسه ، معدوما كان ذلك الأمر أو موجودا ، فالعلم هو الصفة التي توجب التحصيل من القلب ، والعالم هو القلب والمعلوم هو ذلك الأمر المحصل ، 
فالقلب مرآة مصقولة كلها وجه لا تصدأ أبدا ، فإن أطلق يوما عليها أنها صدئت كما قال عليه السلام إن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد - الحديث - 
وفيه أن جلاءها ذكر اللّه وتلاوة القرآن ، فليس المراد بهذا الصدأ أنه طخاء طلع على وجه القلب ، ولكنه لما تعلق واشتغل بعلم الأسباب عن العلم باللّه كان تعلقه بغير اللّه صدأ على وجه القلب لأنه المانع من تجلي الحق إلى هذا القلب ، لأن الحضرة الإلهية متجلية على الدوام لا يتصور في حقها حجاب عنا ، فلما لم يقبلها هذا القلب من جهة الخطاب الشرعي المحمود لأنه قبل غيرها ، عبر عن قبول ذلك الغير بالصدإ والكن والقفل والعمى والران وغير ذلك ، فالقلوب أبدا لم تزل مفطورة على الجلاء مصقولة صافية ، 
فكل قلب تجلت فيه الحضرة الإلهية فذلك قلب المشاهد المكمل العالم ، ومن لم تتجل له من كونها من الحضرة الإلهية فذلك هو القلب الغافل عن اللّه تعالى المطرود من قرب اللّه تعالى 
- تحقيق - 
اعلم أن اللّه تعالى ابتلى الإنسان ببلاء ما ابتلى به أحدا من خلقه ، إما لأن يسعده أو يشقيه ، على حسب ما يوفقه إلى استعماله ، فكان البلاء الذي ابتلاه به أن خلق فيه قوة تسمى الفكر ، وجعل هذه القوة خادمة لقوة أخرى تسمى العقل ، وجبر العقل مع سيادته على الفكر أن يأخذ منه ما يعطيه ، ولم يجعل للفكر مجالا إلا في القوة الخيالية وجعل سبحانه القوة الخيالية محلا جامعا لما تعطيه القوة الحساسة ، وجعل له قوة يقال لها المصورة ، فلا يحصل في القوة الخيالية إلا ما أعطاه الحس ، أو أعطته القوة المصورة من المحسوسات ، وذلك

ص 173

لأن العقل خلق ساذجا ليس عنده من العلوم النظرية شيء ، وقيل للفكر ميز بين الحق والباطل الذي في هذه القوة الخيالية ، فينظر بحسب ما يقع له ، فقد يحصل في شبهة ، وقد يحصل في دليل عن غير علم منه بذلك ، 
ولكن في زعمه أنه عالم بصور الشبه من الأدلة ، وأنه قد حصل على علم ، ولم ينظر إلى قصور المواد التي استند إليها في اقتناء العلوم فيقبلها العقل منه ويحكم بها ، 
فيكون جهله أكثر من علمه بما لا يتقارب ، ثم إن اللّه كلّف هذا العقل معرفته سبحانه ليرجع إليه فيها لا إلى غيره ، 
ففهم العقل نقيض ما أراد به الحق ، فاستند إلى الفكر وجعله إماما يقتدى به ، وغفل عن الحق في مراده بالتفكر ، أنه خاطبه أن يتفكر فيرى أن علمه باللّه لا سبيل إليه إلا بتعريف اللّه ، 
فيكشف له عن الأمر على ما هو عليه ، فلم يفهم كل عقل هذا الفهم ، إلا عقول خاصة اللّه من أنبيائه ، وأوليائه ، فالذي ينبغي للعاقل أن يدين اللّه به في نفسه أن يعلم أن اللّه على كل شيء قدير ، نافذ الاقتدار ، واسع العطاء ، ليس لإيجاده تكرار ، بل أمثال تحدث في جوهر أوجده ، وشاء بقاءه ، ولو شاء أفناه مع الأنفاس« أَوْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ »فإنها أدركت بلا شك ، 
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : لولا تزييد في حديثكم وتمريج في قلوبكم لرأيتم ما أرى ولسمعتم ما أسمع« وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ » وهي أعين البصائر ، تعمى عن النظر في مقدمات الأدلة وترتيبها« وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ »فبين مكان القلوب ، وهذا يؤيد ما ذهبنا إليه ، من أن مركز الروح وهو الخليفة المستخلف على الجسم إنما هو القلب ، فليست الإشارة للقلب النباتي فإن الأنعام يشاركوننا في ذلك ، لكن للسر المودع فيه وهو الخليفة ، والقلب النباتي قصره ، 
قال صلّى اللّه عليه وسلم : إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإذا فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب ، فالقلب النباتي لا فائدة له إلا من حيث هو مكان لهذا السر المطلوب ، المتوجه عليه الخطاب ، والمجيب إذا ورد السؤال ، والباقي إذا فني الجسم والقلب النباتي ، فنقول كذلك إذا صلح الإمام صلحت الرعية وإذا فسد فسدت ، بذا جرت العادة وارتبطت الحكمة الإلهية ، فالقلب ما دام في الصدور فهو أعمى لأن الصدر حجاب عليه ، فإذا أراد اللّه أن يجعله بصيرا خرج عن صدره فرأى ، فالأسباب صدور الموجودات ، والموجودات كالقلوب ، فما دام الموجود ناظرا إلى السبب الذي صدر عنه كان أعمى عن شهود اللّه الذي أوجده ، فإذا أراد اللّه أن يجعله بصيرا ترك النظر إلى السبب الذي أوجده

ص 174

اللّه عنده ، ونظر من الوجه الخاص الذي من ربه إليه في إيجاده جعله اللّه بصيرا ، فالأسباب كلها ظلمات على عيون المسببات ، وفيها هلك من هلك من الناس ، فالعارفون يثبتونها ولا يشهدونها ، 
ويعطونها حقها ولا يعبدونها ، وما سوى العارفين يعاملونها بالعكس ، يعبدونها ولا يعطونها حقها ، بل يغصبونها فيما تستحقه من العبودية التي هي حقها ويشهدونها ولا يثبتونها ، 
والعالم لم يزل في المعنى تحت تأثير الأسباب ، فإن الأسباب محال رفعها ، وكيف يرفع العبد ما أثبته اللّه ليس له ذلك ، ولكن الجهل عم الناس فأعماهم وحيرهم وما هداهم ، واللّه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، بالروح الموحى من أمر اللّه ، فيهدي به من يشاء من عباده ، فقد أثبت الهداية بالروح ، 
وهذا وضع السبب في العالم ، فالوقوف عند الأسباب لا ينافي الاعتماد على اللّه ، ولهذا جعل سبحانه الأسباب مسببات لأسباب غيرها من الأدنى حتى ينته فيها إلى اللّه سبحانه ، فهو السبب الأول لا عن سبب كان به ، فالقلب في الصدور هو الرجوع لا واحد الصدور ، فإنا عن الحق صدرنا من كوننا عنده في الخزائن ، كما أعلمنا فعلمنا ، فهو صدور لم يتقدّمه ورود ، فالحق المعتقد في القلب هو إشارة إلى القلب ، فاقلب تجد ما ثبت في المعتقد ، 
فقوله تعالى :« وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ »
على الوجهين الواحد من الوجهين للحصر وهي الصدور المعلومة والثاني للرجوع إلى الحق ، ومن وجه آخر تعمى القلوب التي في الصدور عن الحق والأخذ به ، فلو كانت غير معرضة عن الحق مقبلة عليه لأبصرت الحق فأقرت له بالربوبية في كل شيء ، فلما صدرت عن الحق بكونها ولم تشهده في عينها عميت في صدورها عمن أوجدها ، 
فإن عمى القلوب أشد من عمى الأبصار ، فإن عمى القلوب يحول بينك وبين الحق ، وعمى البصر الذي لم يرقط صاحبه ليس يحول إلا بينك وبين الألوان خاصة ، ليس له إلا ذلك ، وهذا العمى من الحجب التي احتجب بها الخلق عن اللّه ، وكذلك الصمم والقفل والكن .

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 47 ] 
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ( 47 ) 
يعني من أيامنا هذه المعلومة المعروفة وهو هذا اليوم الصغير الذي من شروق الشمس إلى شروق الشمس ، فبهذا الليل والنهار الموجودين في المعمور من الأرض بهما تعد أيام الأفلاك

ص 175

وأيام الرب ، ونحن نعلم قطعا أن الأماكن التي يكون فيها النهار ستة أشهر والليل كذلك أن ذلك يوم واحد في حق ذلك الموضع ، فيوم ذلك الموضع ثلاثمائة وستون يوما مما نعده .

[ سورة الحج ( 22 ) : الآيات 48 إلى 52 ] 
وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها وَهِيَ ظالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُها وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ ( 48 ) قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ ( 49 ) فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ( 50 ) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ ( 51 ) وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آياتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( 52 ) 
الأنبياء لهم العصمة من الشيطان ظاهرا وباطنا وهم محفوظون من اللّه في جميع حركاتهم ، وذلك لأنهم قد نصبهم اللّه للناس ولهم المناجاة الإلهية ، فالأنبياء المرسلون معصومون من المباح أن يفعلوه من أجل نفوسهم ، لأنهم يشرعون بأفعالهم وأقوالهم ، فإذا فعلوا مباحا يأتونه للتشريع ليقتدى بهم ويعرفون الأتباع الحكم الإلهي فيه ، فهو واجب عليهم ليبينوا للناس ما أنزل إليهم ، والأنبياء معصومون أن يلقي الشيطان إليهم ، 
وكذلك الأنبياء يعطى لكل نبي أجر الأمة التي بعث إليهم سواء آمنوا به أو كفروا ، فإن نية كل نبي يود لو أنهم آمنوا ، فيتساوى الأنبياء في أجر التمني ، ويتميز كل واحد عن صاحبه في الموقف بالأتباع ، فالنبي يأتي ومعه السواد الأعظم ، وأقل وأقل حتى يأتي نبي ومعه الرجلان والرجل ، 
ويأتي النبي وليس معه أحد والكل في أجر التبليغ سواء ، 
وفي الأمنية « وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ »فإن الحق لم يأت بالمعجزة إلا لمن يعلم أن في قوّته قبولها بما ركب اللّه فيه من ذلك، 
ولذلك اختلفت الدلالات من كل نبي وفي حق كل طائفة ، ولو جاءهم بآية ليس في وسعهم أن يقبلوها لجهلهم ما آخذهم اللّه بإعراضهم ولا بتوليهم عنها ، فإن اللّه عليم حكيم عادل .

[ سورة الحج ( 22 ) : الآيات 53 إلى 54 ] 
لِيَجْعَلَ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ ( 53 ) وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 54 )

ص 176

وصف الحق نفسه بأنه الهادي ، والهادي هو الذي يكون أمام القوم ليريهم الطريق ، وهو قوله :« إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ »فتقدم تعالى الأشياء ليهديها إلى ما فيه سعادتها ، 
وتأخر عنها بقوله :« مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ »، ليحفظها ممن يغتالها وهو العدم ، فإن العدم يطلبها كما يطلبها الوجود ، وهي في محل قابل للحكمين ليس في قوتها الامتناع إلا بلطف اللطيف .

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 55 ] 
وَلا يَزالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ( 55 ) 
العقيم ما يوجب أن لا يولد منه ، فلا تكون له ولادة على مثله ، وسمى اليوم عقيما لأنه لا يوم بعده أصلا ، وهو من يوم الأسبوع يوم السبت ، وهو يوم الأبد ، فنهاره نور لأهل الجنة دائم لا يزال أبدا ، وليله ظلمة على أهل النار لا يزال أبدا .

[ سورة الحج ( 22 ) : الآيات 56 إلى 60 ] 
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ( 56 ) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ ( 57 ) وَالَّذِينَ هاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ ماتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ( 58 ) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ( 59 ) ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ بِمِثْلِ ما عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ( 60 )
« لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ »ولو بعد حين« إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ »كل عاص ما اجترأ على اللّه إلا بما أشهده من نعوته تعالى ، من العفو والتجاوز والصفح والمغفرة وعموم الرحمة ولا سيما العفو .

ص 177

[سورة الحج ( 22 ) : آية 61 ]
ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ( 61 )
[ ايلاج الليل والنهار] 
اعلم أن الأيام في الدنيا كل يوم هو ابن اليوم قبله ، وهما توأمان ليلة ونهار ، فالليلة أنثى والنهار ذكر ، فيتناكحان فيلدان النهار والليل اللذين يأتيان بعدهما ، ويذهب الأبوان فإنهما لا يجتمعان أبدا ، وفي غشيان الليل النهار وإيلاج بعضهما في بعض يكون ولادة ما يتكون في كل واحد منهما من الأمور والكوائن التي هي من شؤون الحق ، 
فيكون الليل ذكرا والنهار أنثى لما يتولّد في النهار من الحوادث ، ويكون النهار ذكرا والليل أنثى لما يتولد في الليل من الحوادث ، فهذا التوالج لإيجاد ما سبق في علمه أن يظهر فيه من الأحكام والأعيان في العالم العنصري ، 
فنحن أولاد الليل والنهار ، فما حدث في النهار فالنهار أمه والليل أبوه ، وما ولد في الليل فالليل أمه والنهار أبوه ، ولا يزال الحال في الدنيا ما دام الليل والنهار يغشى أحدهما الآخر .

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 62 ] 
ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ( 62 )
« هُوَ الْعَلِيُّ »لذاته لا بالإضافة ، لأن الكل تحت ذل الحصر والتقييد والعجز ، لينفرد جلال اللّه بالكمال على الإطلاق فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية والنسب العدمية ، بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها ، وليس ذلك إلا لمسمى اللّه خاصة ، وليس علوه بالمكان ولا المكانة ، 
فإن علو المكانة يختص بولاة الأمر كالسلطان والحكام والوزراء والقضاة وكل ذي منصب ، سواء كان فيه أهلية ذلك المنصب أو لم يكن ، والعلو بالصفات ليس كذلك .

[ سورة الحج ( 22 ) : الآيات 63 إلى 65 ] 
أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ( 63 ) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ( 64 ) أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ( 65 )

ص 178

لرحمته بمن في الأرض من الناس مع كفرهم بنعمه ، فلا تهوي السماء ساقطة واهية حتى يزول الناس منها ، 
لذلك تمم« إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ »فيمسك اللّه صورة السماء على السماء لأجل الإنسان الموحد الذي لا يمكن أن ينفي فذكره اللّه للّه ، لأنه ليس في خاطره إلا اللّه ، فما عنده أمر آخر يدعي عنده ألوهية فينفيه بلا إله إلا اللّه ، فليس إلا اللّه الواحد الأحد ، 
ولهذا قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض من يقول اللّه اللّه ، فهذا هجير هذا الإمام الذي يقبض آخرا وتقوم الساعة فتنشق السماء ، فهذا وأمثاله كان العمد لأن اللّه ما أمسكها إلا من أجله أن تقع على الأرض .

[ سورة الحج ( 22 ) : الآيات 66 إلى 74 ] 
وَهُوَ الَّذِي أَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسانَ لَكَفُورٌ ( 66 ) لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً هُمْ ناسِكُوهُ فَلا يُنازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلى هُدىً مُسْتَقِيمٍ ( 67 ) وَإِنْ جادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما تَعْمَلُونَ ( 68 ) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ( 69 ) أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ( 70 ) 
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَما لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ( 71 ) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا قُلْ أَ فَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( 72 ) يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ( 73 ) ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ( 74 )

ص 179

[ المعرفة تتعلق بأمرين من كل معروف ] 
المعرفة تتعلق بأمرين من كل معروف ، الأمر الواحد الحق والآخر الحقيقة ، فالحق من مدارك العقول من جهة الدليل ، والحقيقة من مدارك الكشف والمشاهدة ، وليس ثم مدرك ثالث البتة ، فلهذا قال حارثة أنا مؤمن حقا ، فأتى بالمدرك الأول فكان عنده مؤيدا بالمدرك الثاني ، ولكن سكت فقال له النبي عليه السلام فما حقيقة إيمانك ، يرى إن كان عنده المدرك الثاني ، فأجابه بالاستشراف والاطلاع والكشف ، فقال له النبي عليه السلام عرفت فالزم ، فلا تصح المعرفة للشيء على الكمال إلا بهاتين الحقيقتين الحق والحقيقة ، 
فإذا أخبر اللّه تعالى بأنا عاجزون عن إدراك حق قدره ، فكيف لنا بحقيقة قدره ، وليس القدر هنا إلا المعرفة بما يقتضيه مقام الألوهية من التعظيم ، ونحن قد عجزنا عنه فأحرى أن نعجز عن معرفة ذاته جلت وتعالت علوا كبيرا ، فلما عاين المحققون هذا الإجلال وقطعوا أنهم لا يقدرون قدره مع ما تقرر عندهم من التعظيم ، وقدر ما هم بالتقصير، 
فعرفوا أنه ليس في وسع المحدثات أن تقدر قدر القديم ، لأن ذلك موقوف على ضرب من المناسبة الحقيقية ، ولا مناسبة في مفاوز الحيرة لهذا الجلال، 
وما قدروا اللّه حق قدره فيما كيّف به نفسه مما ذكره في كتابه وعلى لسان رسوله من صفاته ، فالحق ذكر عن نفسه أن العبد يتحرك بحركة يضحك بها ربه ، ويتعجب منها ربه وتبشبش له من أجلها ربه ، ويفرح بها ربه ويرضى بها ربه ويسخط بها ربه ، وهذا حكم أثبته الحق ونفاه دليل العقل ، 
فعرفنا أن العقل قاصر عما ينبغي للّه عزّ وجل ، وأنه لو ألزم نفسه الإنصاف للزم حكم الإيمان والتلقي ، وجعل النظر والاستدلال في الموضع الذي جعله اللّه ، ولا يعدل به عن طريقه الذي جعله اللّه له ، وهو الطريق الموصل إلى كونه إلها واحدا لا شريك له في ألوهيته ، ولا يتعرض لها لما هو عليه في نفسه ، فالحق قد أخبر عن نفسه أنه يجيب عبده إذا سأله ، ويرضى عنه إذا أرضاه ، ويفرح بتوبة عبده إذا تاب ، فانظر يا عقل لمن تنازع ، فالحق أعلم بنفسه ، فهو الذي نعت نفسه بهذا كله ،

ص 180

ونعلم حقيقة هذا كله بحده وماهيته ، ولكن نجهل النسبة إلى اللّه في ذلك لجهلنا بذاته وقد منعنا وحذرنا وحجر علينا التفكر في ذاته ، وأنت يا عقل بنظرك تريد أن تعلم حقيقة ذات خالقك ، لا تسبح في غير ميدانك ، ولا تتعد في نظرك معرفة المرتبة ، لا تتعرض للذات جملة واحدة ، ومن أراد الدخول على اللّه فليترك عقله ويقدّم بين يديه شرعه ، فإن اللّه لا يقبل التقييد ، والعقل تقييد ، بل له التجلي في كل صورة كما له أن يركبك في أي صورة شاء ، فله سبحانه التحول في الصور ، وما قدروا اللّه حق قدره ، وما ثم حجاب ولا ستر ، فما أخفاه إلا ظهوره ، ولو وقفت النفوس مع ما ظهر لعرفت الأمر على ما هو عليه ، لكن طلبت أمرا غاب عنها فكان طلبها عين حجابها ، فما قدرت ما ظهر حق قدره لشغلها بما تخيلت أنه بطن عنها .

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 75 ] 
اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ( 75 )
« اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا »الملائكة خاصة هي الرسل منهم ، وهم المسلمون ملائكة ، وكل روح لا يعطى رسالة فهو روح لا يقال فيه ملك إلا مجازا ، والرسالة في الملائكة دنيا وآخرة ، لأنهم سفراء الحق لبعضهم وصنفهم ولمن سواهم من البشر في الدنيا والآخرة ،« وَمِنَ النَّاسِ » 
*والرسالة في البشر لا تكون إلا في الدنيا ، وينقطع حكمها في الآخرة ، وكذلك تنقطع في الآخرة بعد دخول الجنة والنار نبوة التشريع ، والرسالة لا يقبلها الرسول إلا بواسطة روح قدسي أمين ينزل بالرسالة على قلبه ، وأحيانا يتمثل له الملك رجلا ، وكل وحي لا يكون بهذه الصفة لا يسمى رسالة بشرية ، وإنما يسمى وحيا أو إلهاما أو نفثا أو إلقاء أو وجودا ، ولا تكون الرسالة إلا كما ذكرنا ، ولا يكون هذا الوصف إلا للرسول البشري ، وما عدا هذا من ضروب الوحي فإنه يكون لغير النبي والرسول ، 
والفرق بين النبي والرسول أن النبي إذا ألقى إليه الروح ما ذكرناه اقتصر بذلك الحكم على نفسه خاصة ، ويحرم أن يتبع غيره ، فهذا هو النبي فإذا قيل له بلغ ما أنزل إليك إما لطائفة مخصوصة كسائر الأنبياء ، وإما عامة للناس ولم يكن ذلك إلا لمحمد صلّى اللّه عليه وسلم ، لم يكن لغيره قبله ، فسمي بهذا الوجه رسولا ،
والذي جاء به رسالة ، وما اختص به من الحكم في نفسه وحرم على غيره من ذلك الحكم هو نبي مع كونه رسولا ، وأعني بالنبوة هنا نبوة التشريع ، فالرسالة والنبوة

ص 181

التي انقطعت هي تنزّل الحكم الإلهي على قلب البشر بواسطة الروح .

[ سورة الحج ( 22 ) : الآيات 76 إلى 77 ] 
يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ( 76 ) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ( 77 ) 
هذه سجدة خلاف مختلف فيها ، وهي سجدة الفلاح والإيمان عن خضوع وذلة وافتقار ، فكان فعل الخير بمبادرته للسجود عندما سمع هذه الآية تتلى سببا لإيمانه ، إذ كان اللّه قد أيه بالمؤمنين في هذه الآية وأمرهم بالركوع والسجود له ، فالتحق بالملائكة من كونهم يفعلون ما يؤمرون ، فسجد العبد فأفلح بالفوز والنجاة« وَافْعَلُوا الْخَيْرَ ».

لا تندمن على خير تجود به *** وإن أغاظك من تعطيه واقترفا
فاللّه يرزق من يعطيه نعمته *** سواء أنكرها كفرا أو اعترفا
" لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " الفلاح هو البقاء والفوز والنجاة .

[ سورة الحج ( 22 ) : آية 78 ] 
وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ( 78 )
« وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ »الهاء من جهاده تعود على اللّه ، أي يتصفون بالجهاد ، أي في حال جهاده صفة الحق ، أي لا يرون مجاهدا إلا اللّه ، وذلك لأن الجهاد وقع فيه ، ولا يعلم أحد كيف الجهاد في اللّه إلا اللّه ، فإذا ردوا ذلك إلى اللّه وهو قوله :« حَقَّ جِهادِهِ »فنسب الجهاد إليه بإضافة الضمير ، فكان المجاهد لا هم ، أي لا يرون لأنفسهم عملا وإن كانوا محل ظهور الآثار . قال اللّه لموسى عليه السلام يا موسى اشكرني حق الشكر ، قال يا رب ومن يقدر على ذلك ، قال إذا رأيت النعمة مني فقد شكرتني حق الشكر - أخرجه

ص 182

ابن ماجة في سننه - قال تعالى :« فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ »فكل عمل أضفته إلى اللّه عن ذوق ومشاهدة ، لا عن اعتقاد وحال بل عن مقام وعلم صحيح فقد أعطيت ذلك العمل حقه حيث رأيته ممن هو له« وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ »تأمل هذه الآية 
فإن لها وجهين كبيرين قريبين خلاف ما لها من الوجوه ، أي خففت عنكم في الحكم ، وما أنزلت عليكم ما يحرجكم ، 
وينظر إلى هذا قوله تعالى :« لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها »
وقوله تعالى :« لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها »
وقوله عليه السلام : [ بعثت بالحنيفية السمحاء ] 
وقوله عليه السلام : [ إن الدين يسر ] 
فلا يكون الحق يراعي اليسر في الدين ورفع الحرج ويفتي المفتي بخلاف ذلك ، فإن النفوس أبت أن تقف عند الأحكام المنصوص عليها ، فأثبتت لها عللا وجعلتها مقصودة للشارع وطردتها ، وألحقت المسكوت عنه في الحكم بالمنطوق به بعلة جامعة اقتضاها نظر الجاعل المجتهد ، ولو لم يفعل لبقي المسكوت عنه على أصله من الإباحة والعافية ، فكثرت الأحكام بالتعليل وطرد العلة والقياس والرأي والاستحسان ، 
وما كان ربك نسيا ، ولكن بحمد اللّه جعل اللّه في ذلك رحمة أخرى لنا ، لولا أن الفقهاء حجرت هذه الرحمة على العامة ، بإلزامهم إياها مذهب شخص معين لم يعينه اللّه ولا رسوله ، ولا دل عليه ظاهر كتاب ولا سنة صحيحة ولا ضعيفة ، 
ومنعوه أن يطلب رخصة في نازلته في مذهب عالم آخر اقتضاه اجتهاده ، وشددوا في ذلك وقالوا هذا يفضي إلى التلاعب بالدين ، وتخيلوا أن ذلك دين، 
وقد قال النبي صلّى اللّه عليه وسلم : [ إن اللّه تصدق عليكم فاقبلوا صدقته ] 
فالرخص مما تصدق اللّه بها على عباده ، وقد أجمعنا على تقرير حكم المجتهد وعلى تقليد العامي له في ذلك الحكم لأنه عنده عن دليل شرعي ، سواء كان صاحب قياس أو غير قائل به ، فتلك الرخصة التي رآها الشافعي في مذهبه على ما اقتضاه دليله ، 
وقد قررها الشرع فيمنع المفتي من المالكية المالكي المذهب أن يأخذ برخصة الشافعي التي تعبده بها الشارع – 
وإنما أضفناها إلى الشارع لأن الشرع قررها - بمنعه مما يقتضيه الدليل في الأخذ به بأمر لا يقتضيه الدليل الذي لا أصل له ، وهو ربط الرجل نفسه بمذهب خاص لا يعدل عنه إلى غيره ، 
ويحجر عليه ما لم يحجر الشرع عليه ، وهذا من أعظم الطوام وأشق الكلف على عباد اللّه ، 
فالذي وسع الشرع بتقرير حكم المجتهدين في هذه الأمة ضيقه عوام الفقهاء ،
وأما الأئمة مثل أبي حنيفة ومالك وأحمد بن حنبل والشافعي فحاشاهم من هذا ،

ص 183

ما فعله واحد منهم قط ، ولا نقل عنهم أنهم قالوا لأحد اقتصر علينا ، ولا قلدني فيما أفتيك به ، بل المنقول عنهم خلاف هذا رضي اللّه عنهم ، 
والوجه الآخر في قوله تعالى :" وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ " رفع الحديث من النفس عند توجه الحكم بما لا يوافق الغرض وتمجه النفس ، فكأنه خاطب المؤمنين ومن وجد الحرج ليس بمؤمن ، 
وهذا صعب جدا ، فإذا قال تعالى :« وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ »فللإنسان إذا توجه عليه حكم بفتيا عالم من العلماء تصعب عليه أن يبحث عند العلماء المجتهدين ، 
هل له في تلك النازلة حكم من الشرع أهون من ذلك ، فإن وجده عمل به وارتفع الحرج ، وإن وجد الإجماع في تلك النازلة على ذلك الحكم الذي صعب عليه ، قبله إن كان مؤمنا طيب النفس ، وعادت حزونته سهولة ، 
ودفعه له قبولا لما حكم عليه به اللّه ، فيصح بذلك عنده إيمانه ، وهي علامة له على ثبوت الإيمان عنده ، ولما كان هذا المقام شامخا عسيرا على النفوس نيله ، 
أقسم بنفسه جل وتعالى عليه ، ولما لم يكن المحكوم عليهم يسمعون ذلك من اللّه وإنما حكم عليهم بذلك رسول اللّه الثابت صدقه ، النائب عن اللّه وخليفته في الأرض ، 
لذلك أضاف الاسم إليه عناية به وشرفا له صلّى اللّه عليه وسلم ، 
فقال :« فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً »
« مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ »، 
فإبراهيم عليه السلام هو أبونا في الإسلام وهو الذي سمانا مسلمين« وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ »فنشهد نحن على الأمم بما أوحى اللّه تعالى به إلينا من قصص أنبيائه مع أممهم ، فالشهادة بالخبر الصادق كالشهادة بالعيان الذي لا ريب فيه ، مثل شهادة خزيمة ، بل الشهادة بالوحي أتم من الشهادة بالعين ، لأن خزيمة لو شهد شهادة عين لم تقم شهادته مقام اثنين ،« فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ »الاعتصام باللّه هو قوله صلّى اللّه عليه وسلم في الاستعاذة « وأعوذ بك منك » 
فإنه لا يقاومه شيء من خلقه ، فلا يستعاذ به إلا منه« هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ".

ص 184
.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» تفسير الآيات من "01 - 78 " من سورة الرحمن .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 4 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 88 " من سورة ص .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 54 " من سورة سبأ .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 83 " من سورة يس .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 3 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "01 - 42 " من سورة عبس .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم ج 4 من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى