المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
شرح قصيدة سائق الأظعان الأبيات من 51 إلى 75 .شرح ديوان سلطان العاشقين عمر ابن الفارض الجزء الأول للشيخين بدر الدين البوريني وعبد الغني النابلسي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: سلطان العاشقين عمر ابن الفارض :: شرح ديوان سلطان العاشقين عمر ابن الفارض للشيخين بدر الدين البوريني و عبد الغني النابلسي
صفحة 1 من اصل 1
16012021
شرح قصيدة سائق الأظعان الأبيات من 51 إلى 75 .شرح ديوان سلطان العاشقين عمر ابن الفارض الجزء الأول للشيخين بدر الدين البوريني وعبد الغني النابلسي
شرح قصيدة سائق الأظعان الأبيات من 51 إلى 75 .شرح ديوان سلطان العاشقين عمر ابن الفارض الجزء الأول للشيخين بدر الدين البوريني وعبد الغني النابلسي
شرح الشيخان بدر الدين الحسن بن محمد البوريني 1024هـ وعبد الغني بن إسماعيل النابلسي 1143هـ
51 - آه وا شوقي لضاحي وجهها *** وظما قلبي إلى ذاك اللّميّ
[ الإعراب ]
« آه » : بالمدّ والهاء المكسورة كلمة تقال عند الشكاية أو التوجّع ، ولفظة وا داخلة على شوقي مخصوصة بالدخول على المندوب ، ولكن يراد أن يقال الشوق كيف يكون مندوبا والجواب أن المندوب قسمان :
أحدهما : ما يتوجّع لفقده ،
والثاني : ما يتوجّع لوجوده .
فالشوق من القسم الثاني فإنه يتوجع لوجوده عند فقد من يشتاق التوجّع إليه ، هذا إذا قلنا بأن وا لا تدخل إلا على المندوب . وأما إذا قلنا بجواز استعمال وا في النداء الحقيقي فلا حاجة إلى ما ذكرناه من التأويل ، فيكون الشوق منادى حكما ، أي نزل منزلة من له صلاحيّة النداء ، ثم أدخل عليه حرف النداء فهو في حكم من يطلب إقباله . وضاحي وجهها من إضافة الصفة إلى موصوفها .
والمعنى :
لوجهها الضاحي ، والضاحي هو المشرق ، والضمير يعود إلى ميّ .
وظما قلبي عطشه وأصله الهمز فخفّف بقلب الهمزة ألفا لانفتاح ما قبلها ، والظما إلى الشيء الشوق إليه . واللّميّ مصغّر لميّ وهو وإن كان عبارة عن سمرة الشّفة لكن يمكن أن يكون عبارة عن نفس الرّيق للمجاورة إن كان الظما بمعنى العطش ، وإن كان بمعنى الشوق فيبقى اللّميّ على معناه ، وذاك إشارة إلى اللّمى وهو للبعيد فيراد بعد المرتبة لأن كل واحد لا يصل إليه .
( ن ) : المعنى أنه أبدى الشكاية والتوجّع من كثرة شوقه لوجه هذه المحبوبة الظاهر له تحت براقع صور الأكوان ، قال تعالى : فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [ البقرة :
الآية 115 ] ، وقال تعالى : كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ [ القصص : الآية 88 ] ،
وقوله : وظما بحذف ألف النّدبة تخفيفا ، وأصله واظما ، وأضاف الظما إلى القلب لأنه موضع المعرفة الحقيقة . واللّميّ : كناية عن حضرة الكلام الإلهي الذي ليس بحرف ولا صوت . اهـ .
« 82 »
52 - فبكلّ منه والألحاظ لي *** سكرة وا طربا من سكرتيّ
بكل : أي بكل واحد فالتنوين عوض عن المضاف إليه . ومن بيانية ، والمبين المضاف إليه المعوّض عنه التنوين والهاء راجعة للّميّ في البيت قبله . والمراد من « الألحاظ » هنا العيون . و « سكرة » واحدة السكرات .
وقوله « وا طربا » : أصله واطربي فقلبت الياء ألفا تخفيفا لأن الألف والفتحة أخفّ من الياء والكسرة ، والطّرب محرّكة الفرح والحزن من الأضداد والحركة والشوق ، ولعل المراد منه هنا الأخير فتكون الندبة المفهومة من وا توجعا لشدة وجود الشوق الحاصل من سكرة اللّميّ والشوق الحاصل من ملاحظة الألحاظ .
الإعراب :
سكرة : مبتدأ لكونه مصدرا . والباء : سببية . والألحاظ بالجر عطف على الهاء ، فهو بيان أيضا والعطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجارّ جائز في السّعة أيضا .
كما قرىء والأرحام بالجر عطفا على الضمير المجرور في قوله تعالى : وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحامَ [ النساء : الآية 1 ] .
وقوله واطربا في حكم المنادى المضاف فهو منصوب بفتحة مقدّرة على الباء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة . ومن سكرتيّ : متعلق بقوله واطربا وهو مثنى أضيف إلى ياء المتكلم .
المعنى :
لي سكرتان إحداها حاصلة من لميّ الحبيبة والأخرى صادرة من ملاحظة ألحاظها ، وإنما أتوجّع من وجود هاتين السّكرتين لحصولهما حال غيبة الحبيبة ولقد زاد على هاتين السكرتين
في قوله رضي اللّه عنه في الذاليّة :
من فيه والألحاظ سكرى بل أرى * في كل جارحة به نباذا
وما ألطف قول الأمير أبي فراس الحمداني رحمه اللّه تعالى :
سكرت من لحظه لا من مدامته * ومال بالنوم عن عيني تمايله
فما السلاف دهتني بل سوالفه * ولا الشمول أزدهتني بل شمائله
ألوى بقلبي أصداغ له لويت * وغال قلبي بما تحوي غلائله
وقال رضي اللّه عنه :
وبالحدق استغنيت عن قدحي ومن * شمائله لا من شمولي نشوتي
وفي البيت ردّ العجز على الصدر في ذكر سكرة وسكرتي في صدر المصراع الثاني وفي عجزه .
« 83 »
( ن ) : المعنى أن له سكرة باللّميّ الذي هو كناية عن الكلام الإلهي الذي يقع في قلوب العارفين وسكرة أخرى بالألحاظ التي هي كناية عن حقائق المعلومات الإلهية التي ظهرت آثارها في صور عوالم الإمكان . اهـ .
53 - وأرى من ريحه الرّاح انتشت *** وله من وله يعنو الأريّ
« أرى » من الرؤية بمعنى العلم وريحه بمعنى رائحته ، والضمير أيضا للّميّ .
و « الراح » : الخمر . و « انتشت » : أي صارت ذا نشوة . والوله بفتح الواو واللام مصدر وله كورث ، أي تحيّر . و « يعنو » : أي يخضع . و « الأريّ » : بضم الهمزة وفتح الراء وتشديد الياء مصغّر أرى على وزن سمع وهو العسل .
الإعراب :
أرى : مضارع فاعله ضمير المتكلم . ومن ريحه : متعلق بانتشت .
والراح : مفعول أول ، وجملة انتشت ومن ريحه في محل نصب على أنها مفعول ثان لأرى . « وله » : متعلق بيعنو فمحله النصب . و « من وله » : متعلق بيعنو أيضا ، ومن فيه تعليلية . و « يعنو » : مضارع مرفوع بتجرّده . و « الأريّ » : فاعله وتكون الجملة بأسرها عطفا على الجملة السابقة ويمكن أن يقال الأريّ منصوب بالعطف على الرّاح ، وجملة يعنو له من وله معطوف على الجملة الواقعة مفعولا ثانيا ويكون حينئذ فاعل يعنو ضميرا عائدا إلى الأريّ .
المعنى :
واعلم أن الراح اكتسبت نشوة السّكر من رائحة لميّ الحبيب . وكذا اعلم أن العسل يخضع له من تحيّره في لطافته فيكون لماه حائزا الحلاوة ومالكا لكيفية الشراب بل يكون أرجح منهما في لطافتهما فإنه أفاد السكر للشراب وأكسب العسل حلاوة فهو متحيّر فيه خاضع له بلا ارتياب . وفي البيت جناس شبه الاشتقاق بين ريحه والرّاح ، والجناس الملفّق بين وله ووله ، والجناس بين أرى والأريّ .
( ن ) : يعني أن الخمر المسكر قد سكر من رائحة هذا اللّميّ ولم يشربه كما شربناه نحن فإن التجلّي الإلهي ما تحقّق به إلا الإنسان الكامل ، وأما كلّ ما سواه من بقية العوالم فإنما شمّت رائحته فقط فسكرت فغابت عن الإدراك ومن جملتها الخمر المعروفة ، ومن جملة ذلك الحيوانات التي في صور الإنسان من أهل دير الطغيان فقد سكروا من الرائحة .
قال رضي اللّه عنه :
هنيئا لأهل الدير كم سكروا بها * وما شربوا منها ولكنهم هموا
وهكذا الأريّ أي العسل يخضع لهذا اللّميّ من شدة التحيّر فيه لشمّه رائحته ولا يعلمه لأنه ليس من ذوي العلم . اهـ .
« 84 »
54 - ذو الفقار اللّحظ منها أبدا *** والحشا منّي عمرو وحييّ
[ المعنى ]
« ذو الفقار » بالفتح : سيف العاص بن وائل قتل يوم بدر كافرا فصار إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم ثم صار إلى عليّ رضي اللّه عنه . قال الشيخ كمال الدين الدميري رحمه اللّه في حياة الحيوان الكبرى : أفاد السهيلي أن صمصامة عمرو بن معديكرب كانت في حديدة وجدت عند الكعبة من جرهم أو غيرهم وأن ذا الفقار سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان من تلك الحديدة أيضا ، قال : وإنما سمّي ذا الفقار لأنه كان في وسطه مثل فقرات الظهر . اهـ .
و « اللحظ » : العين ، أو مصدر لحظه لحظا ، أي نظر إليه بمؤخر عينه .
و « أبدا » : ظرف لاستغراق ما يستقبل من الزمان . « والحشا » : ما دون الحجاب مما في البطن من كبد وطحال وما يتبع ذلك . و « عمرو » : هو عمرو بن ودّ العامري قتله عليّ رضي اللّه عنه يوم الخندق وكان قد برز معلّما ليرى مكانه فخرج إليه عليّ رضي اللّه عنه في نفر من المسلمين وتجاولا وتقاولا وكان قد قال له عليّ رضي اللّه عنه : إني أحبّ أن أقتلك ، فغضب لذلك فنزل عن فرسه وقتل مع عمرو اثنان من المشركين .
« وحييّ » : هو حييّ بن أخطب وقتلهما عليّ رضي اللّه عنه ، وحييّ هذا هو والد صفية زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم وكانت تحت يهودي يقال له كنانة بن الربيع اصطفاها من سبايا خيبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأعتقها وتزوّجها سنة ستّ ، وتوفّيت سنة ستّ وثلاثين ، وقيل سنة خمس وأبوها حييّ المذكور من سبط هارون النبي .
الإعراب :
ذو الفقار : خبر مقدّم . واللحظ : مبتدأ مؤخّر . ومنها : حال من اللحظ على مذهب من يجوّز الحال من المبتدأ . وأبدا : ظرف متعلق بمعنى ذي الفقار إذ المراد منه القاطع . وعمرو وحييّ : خبر ومعطوف عليه . والحشا : مبتدأ .
والكلام من باب التشبيه البليغ ، أي اللحظ منها كذي الفقار ، والحشا مني كعمرو وحييّ ، أي كما أن ذا الفقار قاتل لعمرو وحييّ كذلك لحظها قاتل لحشاي . وقولنا اللّحظ مبتدأ وكذلك قولنا الحشا مبتدأ بناء على أن المشبّه مبتدأ تقدّم أو تأخّر ، والمشبه به خبر كما نصّوا عليه في قولهم أبو حنيفة أبو يوسف فإنهم ذكروا أن أبا يوسف مبتدأ إذ المعنى أبو يوسف مثل أبي حنيفة .
وقولنا إن الكلام من باب التشبيه البليغ هو مذهب المحقّقين حيث صحّحوا أن المعنى على التشبيه حيث يذكر الطرفان فإذا قلت : زيد أسد ، فالمعنى زيد كأسد ، وإن كان قد ذهب جمع من أهل البيان إلى أن مثل هذا التركيب من باب الاستعارة حتى أن معنى قولنا : زيد أسد زيد شجاع . وانتصر لهذا المذهب المحقّق التفتازاني في مطوّله وقال : من أين لهم أن المعنى زيد كأسد بل المراد من أسد معناه المجازي أعني المجترىء أو الشجاع
« 85 »
بدليل تعلّق الجارّ به في قول من قال :أسد عليّ وفي الحروب نعامة
وفي قول الآخر : والطير أغربة عليه ، أي باكية حزينة ، والمعنى حشاي مقتولة بسيف لحظه ، فحشاي مقتول بلحظ مثل ذي الفقار في القطع ، فحشاي مثل عمرو بن ودّ العامري ، ومثل حييّ بن أخطب ، ولنا في هذا المعنى من أبيات :
رميت بسهم من لحاظك للحشا * فقلبي مقتول ولحظك قاتل
( ن ) : قوله ذو الفقار اللّحظ منها ، أي من هذه المحبوبة كناية عن توجّه الحق تعالى إلى عبده السالك فإنه يتنوّر قلب ذلك العبد السالك بالنور الحقيقي فتضمحل رسوم ذلك العبد فيموت ويفنى كما يفعل السيف الماضي بالحيوان الحيّ فإنه يميته ويفنيه بحسب العادة . اهـ .
55 - نحلت جسمي نحولا خصرها *** منه حالي فهو أبهى حلّتيّ
[ المعنى ]
نحل السقم جسم فلان من باب منع وعلم ونصر وكرم نحولا لكن إذا كان من باب كرم فهو لازم للزوم لزوم هذا الباب ، والحالي معناه المزيّن وهذا ضد العاطل .
« وأبهى » : أفعل التفضيل من البهاء وهو الحسن . و « حلّتيّ » : مثنى حلّة وهو مضاف إلى ياء المتكلم وحذفت النون للإضافة وأدغمت ياء التثنية في ياء المتكلم ، والحلّة كما تقدّم ثوب فوق ثوب أو ثوب له بطانة .
الإعراب :
نحلت : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر يعود إلى ميّ . وجسمي :
مفعول . ونحولا : مفعول مطلق . وخصرها : مبتدأ . ومنه : متعلق بحالي خبره ، وجملة خصرها منه حالي في محل نصب صفة المفعول المطلق وهو مبتدأ . وأبهى :
خبره . وحلّتي : مضاف إليه ، والياء مضاف إليه ، ومعنى قوله أبهى حلّتي أن له حلّة حقيقية وهي ما من شأنه أن يلبسه الرجل من الأثواب ، وله حلّة من السقم وهي التي اكتساها من النحول ، ويقول إن حلّة سقامه أبهى وأحسن وأجمل من حلّته المعتادة لأنها كسوة الحبيب وبرده القشيب ،
ولنا في هذا المعنى :
ليست حلّة سقم فوّفت بدمي * فمن حديث غرامي في الورى سمر
وفي البيت جناس شبه الاشتقاق بين نحلت ونحولا ، وجناس الاشتقاق بين حالي وحلّتي ، وفي البيت من اللطف أنه أشار إلى أن النحول للعاشقين يشين وللمحبوب في خصره يزين ، وما
أحسن قوله في التائية الصغرى :
وأنحلني سقم له بجفونكم * غرام التياعي في الفؤاد وحرقتي
« 86 »
( ن ) : نحلت أي المحبوبة ، وخصرها كناية عن نفس السالك التي هي في وسط عالمه الإنساني حاملة لجميع أحواله الظاهرة والباطنة بمنزلة الخصر للإنسان في وسط صورته الجسمانية حامل لأعلاه وأسفله ، والنحول في خصر المليحة ممدوح معدود من محاسنها البديعة . وكذلك ضعف النفس ونحولها ورقّتها من جملة محاسن هذه الصورة الإلهية المعنوية .
ولهذا قال منه ، أي من ذلك النحول حالي أي متحلي متزيّن ، ثم قال فهو أي ذلك النحول أبهى حلّتي لأن حلّة النحول ناشئة في الحقيقة عن نحول نفسه وضعفها الذي كنّى عنه بنحول خصر هذه المحبوبة . اهـ .
56 - إن تثنّت فقضيب في نقا *** مثمر بدر دجى فرع ظميّ
« تثنّت » : تعطفت وتمايلت . والقضيب : الغصن والشجرة التي طالت وبسطت أغصانها . والنقا : من الرمل القطعة محدودبة ، والتثنية نقوان ونقيان والجمع أنقاء .
والمثمر : فاعل من قولك أثمرت الشجرة إذا خرج ثمرها . والبدر : القمر الممتلىء .
والدجى : جمع دجية وهي الظلمة . و « فرع » : كل شيء أعلاه والشعر التام .
والظّميّ « 1 » : بضم الظاء تصغير أظمى وهو مذكّر ظمياء وهي الحبيبة السمراء .
الإعراب :
إن : حرف شرط . وتثنّت : فعل ماض في محل جزم على أنه فعل الشرط . والفاء : رابطة للجواب ، وقضيب : خبر مبتدأ محذوف ، أي فهي قضيب .
وفي نقا : صفة قضيب وفاعله ضمير مستتر يعود إلى قضيب . وبدر : منصوب على أنه مفعول مثمر وهو مضاف إلى دجى . وفرع : منصوب على أنه صفة بدر إن أريد بالفرع أعلى الشيء فيكون عبارة عن نفس الوجه الذي البدر عبارة عنه ، ويجوز جرّ الفرع على أنه صفة دجى إن أريد بالفرع الشعر التامّ .
المعنى :
إن تعطّفت الحبيبة وتمايلت بقدّها الرطيب فهي في اللّين قضيب قد أثمر بدرا مبتلجا في ليل الشعر إذا سجا ، فالحاصل أن القضيب قدّها ، والبدر المنير خدّها ، والدّجى شعرها الدّاج ، والنقا ردفها الرجراج ، ومعنى قوله فرع ظمى تابع للوجهين السّالفين في إعرابه . وفي البيت المناسبة في ذكر القضيب والثمرة ، والطّباق بين البدر والفرع من حيث إن المراد منهما النور والظلمة على أحد الوجهين في الفرع .
..........................................................................................
( 1 ) قوله والظمي الخ . . . . ليس بشيء لاقتضائه أنه من المعتل وأنه مصغر مرخم لمذكر ولا تليق إضافة الفرع إليه وليس في القاموس تفسير الظمياء بما ذكره فالأوفق ما قاله النابلسي من أنه مشتق من المهموز مصغر ترخيم ظمآنة بمعنى المليحة العطشانة .
« 87 »
( ن ) : قوله : إن تثنّت ، أي مالت وانعطفت ، يعني المحبوبة ، وهو كناية عن إظهار سواها منها فكأنها صارت اثنين وهي واحدة فقضيب ، أي فهي قضيب وهو الإنسان الكامل من قوله تعالى : أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً [ نوح : الآية 17 ] يعني فنبتّم نباتا ، وقوله في نقا النقا كناية عن المقام المحمدي الدائم الترقّي فكان الكامل مقيم فيه .
وقوله مثمر بدر البدر هو القمر التامّ الممتلىء كناية عن قلب الإنسان الكامل الممتلىء من معرفة ربّه وجعله بدرا لأن نور البدر مستفاد من نور الشمس ، أي شمس الحضرة الإلهية من غير أن ينتقل إليه شيء منها ولا حلّ فيه شيء منها ، ثم أضاف البدر إلى الدجى لأن سلطان ظهوره في الدجى فإذا طلعت الشمس عليه لا يظهر له نور كما أن الحق تعالى إذا انكشف لقلب العارف لا يبقى للعارف وجود لأن وجوده كان بطريق ظهور وجود الحق تعالى عليه .
والدجى كناية عن ظلمة الأكوان ، ثم أبدل من الدجى قوله فرع بالجرّ والفرع الشعر ولما نشأ الكون عن تجلّي الحق تعالى وشهده الجاهل والغافل عن المعرفة انقلب نوره ظلمة فصار أسود كالشعر ثم أضاف الفرع إلى ظمى أصله ظمية مصغّر ظمآنة وهي المليحة العطشانة من الشوق والمحبة وبعد التصغير حذف آخره تخفيفا على طريقة الاكتفاء فقيل ظمى كناية عن الحضرة الإلهية المشتاقة إلى الأكوان بالمحبة الحقيقية . اهـ .
57 - وإذا ولّت تولّت مهجتي *** أو تجلّت صارت الألباب فيّ
« ولّت » و « تولّت » : أدبرت ، والمراد من إدبار المهجة ذهابها عن محلها الذي هو البدن . والمهجة : الروح . و « تجلّت » : بمعنى برزت وظهرت . و « الألباب » : جمع لبّ وهو العقل . والفيّ : في آخر البيت الغنيمة ، وأصله الهمز فخفّف بقلبها ياء وأدغمت في الياء التي قبلها ، ومنه الفيء الذي يذكره الفقهاء وهو المال الذي ينال من غير قتال ولا إيجاف خيل وركاب .
الإعراب :
إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه .
وولّت مع فاعله الراجع إلى ميّ في محل جر بإضافة إذا إليها .
وتولّت مهجتي :
جوابها فلا محل لها من الإعراب لكونها شرطا غير جازم ، وأما إذا نفسها ففي محل نصب بجوابها . وأو : حرف عطف . وتجلّت : عطف على ولّت ، أي وإذا تجلّت .
صارت : فصارت جواب إذا التي دلّ عليها بالعطف ، وصار من أخوات كان .
والألباب : اسمها . وفيّ : خبرها ، والوقف عليه لغة .
« 88 »
المعنى :
إعراض الحبيبة موجب لذهاب الأرواح وإقبالها مذهب للعقول ولا جناح :
الموت إن ولّت وإن هي أقبلت * وقع السهام ونزعهنّ أليم
وفي البيت جناس الاشتقاق بين ولّت وتولّت ، والمقابلة بين تولّت وتجلت ،
وقال رضي اللّه عنه في التائيّة الصغرى :
فإن عرضت أطرق حياء وهيبة * وإن أعرضت أشفق فلم أتلفّت
( ن ) : يعني إذا أعرضت عني هذه المحبوبة فإن روحي تذهب وتصير نفسا والروح من أمر اللّه لقوله تعالى : وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [ الإسراء : الآية 85 ] والنفس أمّارة بالسوء وهي تموت بحكم قوله تعالى : كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ [ آل عمران : الآية 185 ] وهي التي تفنى ثم تعود يوم القيامة للجزاء الخير أو الشّرّ ، والروح لا تموت أبدا .
وقوله : وإذا تجلّت ، يعني ظهرت للسالك صارت الألباب ، أي العقول فيا والفيء مهموز حذفت همزته تخفيفا إما بمعنى الظلّ وجمعه أفياء كنّى به عن رسوم الأمر الإلهي وهو ظهور الروح عنه بلا واسطة ، أو كنّى بالفيء عن الغنيمة التي يظفر بها المحارب من مال العدو ، يعني صارت العقول غنائم لها فانتهبتها ،
ويؤيّد الأول إشارة قوله تعالى : أَ لَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ [ الفرقان : الآية 45 ] إلى قوله : ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً ( 46 ) [ الفرقان : الآية 46 ] . اهـ .
58 - وأبى يتلو إلّا يوسفا *** حسنها كالذّكر يتلى عن أبيّ
« أبى » : فعل ماض بمعنى كره . و « يتلو » بمعنى يتبع ، يقال تلا زيد عمرا في صنعه ، تبعه فيه ، وفعل مثل فعله . ويوسف هذا هو ابن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم والضمير في حسنها لميّ . والذّكر بالكسر القرآن الكريم قال اللّه تعالى : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ ( 9 ) [ الحجر : الآية 9 ] .
و « يتلى » بمعنى يقرأ من تلا القرآن . و « أبيّ » : هو أبيّ بن كعب الصحابي رضي اللّه عنه . وروي عن أنس رضي اللّه عنه أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قرأ على أبيّ بن كعب سورة لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا [ البيّنة : الآية 1 ] .
وقال صلى اللّه عليه وسلّم : « أمرني اللّه عزّ وجلّ أن أقرأ عليك » وهي منقبة عظيمة لأبيّ رضي اللّه عنه لم يشاركه فيها أحد من الناس . وكان عمر رضي اللّه عنه يقول أبيّ سيّد المسلمين .
« 89 »
الإعراب :
أبى : فعل ماض . ويتلو : منصوب بأن محذوفة على حدّ رواية النصب في قول الشاعر من أبيات الكتاب :
ألا أيّهاذا الزّاجريّ أحضر الوغا
أي أن أحضر الوغا .
( ن ) : وذلك على حدّ قول العرب : خذ اللص قبل يأخذك ، أي قبل أن يأخذك . اه . وإلا : أداة استثناء . ويوسفا : مفعول ، والاستثناء مفرّغ . وحسنها : فاعل .
وكالذّكر : خبر مبتدأ محذوف ، أي وتبعيّتها ليوسف عليه السلام في الحسن كالذّكر .
وجملة يتلى عن أبيّ من الفعل ونائب الفاعل المستتر العائد إلى الذّكر ومن الجار والمجرور المتعلق بيتلى منصوبة على الحاليّة من الذّكر .
المعنى :
وأبى حسنها أن يتبع أحدا في الحسن إلا يوسف ، كما روى سيّدنا محمد صلى اللّه عليه وسلّم القرآن عن أبيّ بن كعب رضي اللّه عنه . وإذا كان المراد من مرجع الضمير الذات المحدّث عنها كما هو المعلوم من مقاصد الشيخ رضي اللّه عنه فلا إشكال في كون ذلك من رواية الأكابر عن غيرهم كما نصّ عليه علماء الحديث . وفي البيت تلميح إلى قصة أبيّ بن كعب رضي اللّه عنه من جهة قراءة الرسول صلى اللّه عليه وسلّم كما سبق .
وفي البيت جناس التحريف بين أبى وأبيّ ، وجناس الاشتقاق بين يتلو ويتلى .
( ن ) : يعني كره وامتنع حسن هذه المحبوبة أن يكون تابعا إلا ليوسف النبي عليه السلام ، فحسن يوسف في عصره هو جمال هذه المحبوبة ، وقوله كالذّكر الخ هو جواب عن سؤال مقدّر تقديره كيف يجوز أن يكون جمال الحق تعالى تابعا للمخلوق وهو يوسف ؟ فأجاب بقوله : كالذّكر ، أي كالقرآن العظيم الذي نزل على محمد صلى اللّه عليه وسلّم ومع ذلك كان يقرؤه على أبيّ بن كعب أحد أصحابه المؤمنين به وذلك للدلالة على أنه لا يبعد تبعيّة الأعلى للأدنى .
قال الشيخ الأكبر قدّس اللّه سرّه من أبيات له في معنى ذلك :
تطوف بقلبي ساعة بعد ساعة * بوجد وتبريح وتلثم أركاني
كما طاف خير الخلق بالكعبة التي * يقوم دليل العقل فيها بنقصان
وقبّل أحجارا بها وهو ناطق * وأين مقام البيت من قدر إنسان
اهـ .
59 - خرّت الأقمار طوعا يقظة *** أن تراءت لا كرؤيا في كريّ
« 90 »
« خرّت » : أي سقطت من العلوّ إلى أسفل . و « الأقمار » : جمع قمر ، والهلال قمر في الليلة الثامنة . و « طوعا » : أي اختيارا لا كرها . و « يقظة » : لا مناما .
و « أن » بالفتح : مصدرية ، أي لأن . اه . و « تراءت » : أصله تراءيت على وزن تفاعلت فتحرّكت الياء وانفتح ما قبلها فانقلبت ألفا فالتقى ساكنان الألف والتاء فحذفت الألف لذلك فوزنه تفاعلت . والرؤيا : ما يرى في المنام ، جمعه رؤى كهدى .
والكريّ بضم الكاف وفتح الراء وتشديد الياء فالياء الأولى ياء التصغير ، والثانية منقلبة عن الألف التي في آخر الكلمة وهو تصغير كريّ بمعنى النوم .
الإعراب :
خرّت : فعل ماض والتاء علامة التأنيث . والأقمار : فاعل . وطوعا :
مصدر بمعنى اسم الفاعل فهو حال من الأقمار ، أي خرّت الأقمار طائعة ، والمتعلق بخرّت محذوف ، أي خرّت الأقمار لها طائعة . ويقظة : حال من الهاء في لها ، أي مستيقظة أو هي ظرف ، أي خرّت الأقمار لها في اليقظة . وقوله لا كرؤيا في كريّ :
قيد لسقوط الأقمار عند رؤيتها .
والمعنى :
سقطت الأقمار عند رؤيتها سقوطا حقيقيّا لا سقوطا خياليّا نوميّا مثل خيال رؤيا كائنة في النوم ، وهذه التقديرات وإن كانت كثيرة لكن صحة المعنى اقتضتها . وفي البيت تلميح إلى قصة يوسف عليه أفضل السلام من رؤيته الكواكب والشمس والقمر له ساجدة ، وفيه التقارب اللفظيّ بين كرؤيا وكريّ ،
وما أحسن قول القيسراني من قصيدة :
وأهوى الذي أهوى له البدر ساجدا * ألست ترى في وجهه أثر التراب
وهذا البيت والذي قبله والذي بعده الثلاثة مشيرة إلى قصة يوسف عليه أفضل الصلاة وأتمّ السلام ، ومراد الشيخ معلوم من الرجوع إلى اصطلاحات القوم .
( ن ) : الأقمار كناية عن العارفين باللّه تعالى . والمعنى أنه تجلّى لهم وانكشف الوجود الحقيقي فبطل وجودهم الموهوم واضمحلّت رسومهم عندهم اختيارا منهم لانكشافهم على حقيقة الشأن الإلهي باليقظة لا بالحلم . اهـ .
60 - لم تكد أمنا تكد من حكم *** تقصص الرّؤيا عليهم يا بنيّ
« لم » : نافية المضارع جازمة له قالبة معناه إلى المضيّ . و « تكد » : مضارع كاد وأصله تكاد فسكّنت الدال للجازم والألف قبلها ساكنة فحذفت لالتقائها ساكنة مع الدال ، والضمير لميّ . والأمن خلاف الخوف . و « تكد » بضم التاء وفتح الكاف
« 91 »
وسكون الدال وهو مضارع مجهول من كاد زيد عمرو إذا مكر به أو حاربه . وقوله من حكم لا تقصص الرؤيا » على حذف مضاف ، أي من مثل حكم هذا الكلام ، والكلام هو نصيحة يعقوب لولده يوسف وحكمة عدم قبول يوسف له وذلك لسبق القضاء والقدر بأمور تصير وسببها بحسب الظاهر حكاية الواقعة التي رآها يوسف في المنام لإخوته .
الإعراب :
لم تكد : جازم ومجزوم . وتكد : مضارع كاد التي هي من أفعال المقاربة فترفع الاسم وتنصب الخبر واسمها ضمير يعود إلى ميّ ، وجملة تكد من الفعل ونائب الفاعل الراجع إلى ميّ أيضا والجار المتعلق به وهو من حكم لا تقصص رؤياك والحكم مضاف إلى لفظ الكلام الذي بعده على حذف مضاف كما تقرّر في محل نصب على أنها خبر تكد . وأمنا : منصوب على التعليل لفعل محذوف من معنى البيت ، أي سلمت ميّ من حكم إفشاء سر سقوط الأقمار لها عند رؤيتها الأجل كونها آمنة ، ولو جعلناه علّة للفعل المنفيّ للزم توجّه النفي إلى القيد على القاعدة المعروفة وهو فاسد ، هذا واعلم أن تكد المضموم التاء ساكن الأخير وهو مشكل لعدم ما يجزمه ظاهرا ، وغاية ما يقال إنه بدل من تكد أو أن الدال سكّنت للضرورة وتبعها حرف الألف لالتقائها ساكنة مع الدال ، لكن في كونه بدلا بحث ، إذ لا يصلح بدل كل ولا بعض ولا اشتمال ، كما لا يخفى وكونه بدل غلط لا يليق بفصاحة حضرة الشيخ إذ هو لا يقع في فصيح الكلام هذا عند من يشترط في بدل الفعل من الفعل أن يكون واحدا من الأقسام الأربعة كما هو مذهب جماعة منهم الإمام الشاطبي رحمه اللّه تعالى . وأما من يجوّز ذلك من غير اشتراط أن يكون واحدا منها فلا إشكال في البدل حينئذ ، هذا وقد قيل إن كاد التي هي من أفعال المقاربة إثباتها نفي ونفيها إثبات ، وعلى هذا ورد اللغز المشهور لأبي العلاء المعري حيث يقول :
انحوى هذا العصر ما هي لفظة * جرت في لساني جرهم وثمود
إذا استعملت في صورة الجحد أثبتت * وإن أثبتت قامت مقام جحود
[ المعنى ]
والصواب أن حكمها حكم سائر الأفعال في أن نفيها نفي وإثباتها إثبات ، وبيانه أن معناها المقاربة ، ولا شك أن معنى كاد يفعل قارب الفعل ، وأن معنى ما كاد يفعل ما قارب الفعل ، فخبرها منفيّ دائما ، أما إذا كانت منفيّة فواضح لأنه إذا انتفت مقاربة الفعل انتفى عقلا حصول ذلك الفعل ودليله إذا أخرج يده لم يكد يراها ، ولهذا كان أبلغ من أن يقال لم يرها لأن من لم ير قد يقارب الرؤية ، وأما
يتبع
عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في السبت 16 يناير 2021 - 19:15 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
شرح قصيدة سائق الأظعان الأبيات من 51 إلى 75 .شرح ديوان سلطان العاشقين عمر ابن الفارض الجزء الأول للشيخين بدر الدين البوريني وعبد الغني النابلسي :: تعاليق
شرح قصيدة سائق الأظعان الأبيات من 51 إلى 75 .شرح ديوان سلطان العاشقين عمر ابن الفارض الجزء الأول للشيخين بدر الدين البوريني وعبد الغني النابلسي
شرح الشيخان بدر الدين الحسن بن محمد البوريني 1024هـ وعبد الغني بن إسماعيل النابلسي 1143هـ
شرح القصيدة الأولى سائق الأظعان الأبيات من 51 إلى 75« 92 »
إذا كانت المقاربة مثبتة فلأن الإخبار بقرب الشيء يقتضي عرفا عدم حصوله وإلا لكان الإخبار حينئذ بحصوله لا بمقاربة حصوله إذ لا يحسن في العرف أن يقال لمن صلّى قد قارب الصلاة ولا فرق فيما ذكرناه بين كاد ويكاد فإن أورد على ذلك وَما كادُوا يَفْعَلُونَ [ البقرة : الآية 71 ]
مع أنهم فعلوا إذ المراد بالفعل الذبح ، وقد قال تعالى : فَذَبَحُوها [ البقرة : الآية 71 ]
فالجواب أنه إخبار عن حالهم في أول الأمر ، فإنهم كانوا أوّلا بعداء في ذبحها بدليل ما تلي علينا من تعنّتهم وتكذيب سؤالهم ، ولمّا كثر استعمال مثل هذا فيمن انتفت عنه مقاربة الفعل أولا ثم فعله بعد ذلك توهّم من توهّم أن هذا الفعل بعينه هو الدّال على حصول الفعل وليس كذلك وإنما فهم حصول الفعل من دليل آخر كما فهم في الآية من قوله تعالى : فَذَبَحُوها انتهى .
قلت : ومما بنوه على أسلوب اللغز السابق ما روي أن بعض علماء العربية سمع قول ذي الرّمّة غيلان :
إذا غير الهجر المحبين لم يكد * رسيس الهوى من حبّ ميّة يبرح
فاعترض عليه بما حاصله أن كاد ويكاد يوجبان النفي في الإثبات ، والإثبات في النفي والواقع في بيت ذي الرّمّة منفي فيكون مثبتا فيصير المعنى حينئذ رسيس الهوى زال من حبّ ميّة مع أن المراد دعوى عدم ذهابه ، وسلّم ذو الرّمّة له اعتراضه فغيّره بقوله : لم تجد . ثم إن المحقّقين قالوا : المعترض مخطىء وتسليم ذي الرّمّة خطأ أيضا ، والصواب بقاء البيت على ما هو عليه ، ومعناه لم يقرب رسيس الهوى من الزوال إذا زال حبّ المحبّين من البعاد ، بل هذه العبارة أبلغ من قولهم : لم يبرح رسيس الهوى وذلك لأن مقاربة الزوال إذا انتفت فالزوال من باب أولى ، والمعنى هذه الحبيبة قد خرّت لها الأقمار طائعة في اليقظة ومع ذلك فإنها لم يكد بها ولم تحارب بسبب إفشاء سرّ الغرام وإظهار حقيقة المنام .
فالبيت بمنزلة الاحتراس الذي يفيد كمال استيلائها وعدم خوفها من شريك في الحسن أو مناظرة في الجمال أو مقابل في المقام والمقام والحسد إنما يكون للمتقاربين في المراتب ، والمتقارنين في المناصب .
وقد قال ابن الرومي في المعنى وأجاد :
هيهات فتّ الحاسدين فأذعنوا * لك بالفضائل والفعال الأمجد
يتحاسد القوم الذين تقاربت * طبقاتهم وتقارنوا في السّؤدد
وفي البيت الجناس المحرّف بين تكد وتكد والتلميح إلى قصة يوسف .
« 93 »
( ن ) : الضمير المستتر في لم تكد المفتوحة التاء راجع إلى المكنّى عنهم بالأقمار في البيت السابق . وقوله أمنا تمييز يعني لم تقارب من جهة الأمن الحاصل لها من الحق تعالى ، وقوله تكدّ بضم التاء مجزوم على أنه بدل من تكد الأولى بدل غلط والمقام يقتضي الغلط والسهو فكأنه أراد أن يقول ابتداء تكد بضم التاء فقال تكد بفتح التاء وقوله من حكم ( لا تقصص الرؤيا عليهم يا بني ) مقتضى ما وقع ليوسف عليه السلام فيوسف قد تحدّث بما رآه في المنام قبل أن يتمّ فكاده إخوته ، وأما الأقمار المحمديون السالكون في طريق الكشف لم يتحدّثوا بما رأوه قبل الوصول فلم يكدهم كائد .
قال العفيف التلمساني :
لا تنطقوا حتى تروا نطقها بكم * يلوك لكم منكم فتلكم شؤنها اهـ .
61 - شفعت حجّي فكانت إذ بدت *** بالمصلّى حجّتي في حجّتيّ
« شفعت » : ماض من الشّفع خلاف الوتر والحج قصد بيت اللّه تعالى للنّسك .
و « بدت » : ظهرت . والمصلّى على صيغة اسم المفعول ، اسم مكان بنواحي مكة ، والحجّة بالضم البرهان وحجّتي مضاف إلى ياء المتكلم وهو بكسر الحاء للمرة الواحدة وهو شاذ لأن القياس الفتح .
الإعراب :
الفاعل ضمير يعود إلى ميّ . وحجّي : مفعوله ، والفاء عاطفة . وكانت اسمها يعود إلى ميّ كذلك وحجّتي خبرها وإذ متعلق بكانت وهي مضافة إلى ما بعدها وبالمصلى متعلق ببدت ، والباء بمعنى في . وفي حجّتيّ : متعلق بحجّتي .
والمعنى :
صيّرت حجّتي المقصودة بقصد بيت اللّه تعالى مشفوعة بحجة أخرى ، وذلك لأن ظفره بها معادل لأجر حجّ بيت اللّه تعالى ، كيف والمقصود منها الاطّلاع على الواردات الرحمانية والبوارق الصمدانية فلا جرم أنها الدليل القاطع والبرهان الساطع على ثبوت حجّتين له فكان ممّن حجّ في سنة واحدة حجّتين واستفاد الأجر مرتين .
وفي البيت جناس الاشتقاق بين حجّي وحجّتيّ المثنى ، وبينهما وبين حجّتي بمعنى البرهان جناس شبه الاشتقاق .
( ن ) : الضمير في شفعت عائد للمحبوبة أي أنها صيّرت حجّي أي قصدي بيت اللّه تعالى حجّين اثنين حجّا في الظاهر إلى الكعبة وحجّا في الباطن إلى قلبي المتجلية عليه ، ثم بيّن ذلك بقوله : فكانت أي تلك الحضرة المحبوبة إذ انكشفت بالمصلى
« 94 »
كناية عن العقل المهتدي المقبل على الحق تعالى برهاني الساطع بأنها صيّرت حجّي حجّين ولا دليل لي ولا حجة عندي غيرها . اهـ .62 - فلها الآن أصلّي قبلت *** ذاك منّي وهي أرضي قبلتيّ
[ المعنى : ]
الفاء في فلها فصيحة إذ المعنى إذا كانت سببا لحجّة ثانية صارت معادلة للقبلة ، « فلها الآن » أي حين كونها معادلة للقبلة ، « أصلي » وحيث كانت إشارته رضي اللّه عنه إلى ذات واجب الوجود على اصطلاح القوم فالصلاة الحقيقية راجعة إليها ويصدق قوله رضي اللّه عنه فهي أرضي قبلتي .
الإعراب :
وجملة قبلت ذاك مني : جملة معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه لأن قوله وهي أرضي قبلتي عطف على قوله فلها الآن أصلّي ، ولها الآن متعلق بقوله أصلّي وهي مبتدأ وأرضي اسم تفضيل خبر ، وقبلتي مضاف إليه ، وقبلتي مثنى قبلة وهو مضاف إلى ياء المتكلم وحذفت نون التثنية للإضافة .
وفي البيت التجنيس المحرّف بين قبلت وقبلتي ، والمناسبة بذكر الصلاة والقبلة والقبول ، والجملة الاعتراضية إطناب فائدتها الدعاء لتقوية دعواه الصلاة إليها فهي جملة دعائية إنشائية لا محل لها من الإعراب وذاك إشارة إلى صلاته إليها .
( ن ) : يعني أنني أصلّي لهذه المحبوبة لا لغيرها وقد قبلت مني صلاتي لوجهها الظاهر في كل شيء من قوله : فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [ البقرة : الآية 115 ] ،
وهي أكثر رضا منها عني إذا صلّيت إليها أو صلّيت إلى الكعبة فصلاة الظاهر قبلتها الكعبة وصلاة الباطن قبلتها وجه المحبوبة . اهـ .
63 - كحلت عيني عمى إن غيرها *** نظرته إيه عنّي ذا الرّشيّ
« كحلت » على صيغة المجهول . والعمى عدم البصر عمّا من شأنه أن يكون بصيرا ، فبيّن العمى والبصر تقابل العدم والملكة . « إن » : شرطية داخلة على شرط محذوف وهو الناصب لغيرها ويفسّره نظرته ، أي إن نظرت غيرها .
وقوله « إيه » بكسر الهمزة وسكون الياء وكسر الهاء كلمة زجر فيمكن تفسير الزجر في كل مقام بما يناسبه فهنا يناسبه أن يكون بمعنى انصرف عني واذهب عني بدليل عني ، وبدليل أن المراد طرد الرشا عنه لكونه يعمى إن رأى غيرها لكن في القاموس تفسيرها هكذا .
وإيه بكسر الهاء زجر بمعنى حسبك فعلى كونه بمعنى حسبك لا يناسبه أن يتعدّى بعن إذ لا يقال يكفيك عني ، نعم يتعلق به على نوع من التضمين فيفسّر المعنى هكذا حسبك يا رشا من القرب منصرفا عني فيكون متعلقا بمعنى الفعل المضمّن .
و « ذا الرشى » :
« 95 »
منادى شبيه المضاف حذف منه حرف النداء ، والرشى : مصغّر رشا ، والرشأ محرّكة الظبي إذا قوي ومشى مع أمه ، والهمزة تسهّلت وقلبت ياء وأدغمت في ياء التصغير .
الإعراب :
كحلت : فعل ماض مجهول . وعيني : نائب الفاعل . وعمى : مصدر مفعول مطلق على حذف مضاف أي كحل عمى وفعل الشرط محذوف كما تقرر وجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله أي إن نظرت غيرها كحلت عمى .
وقوله إيه عني ذا الرشى : جملة مستأنفة لطرد الرشا عنه كي لا يراه فيثبت ما ادّعاه من دعائه على طرفه بعماه .
والمعنى :
إن نظرت عيني غيرها مطلقا إن أراد نظر الوجود الحقيقي الواجب ، أو إن نظرت غيرها نظر استحسان كحلت بالعمى معاقبة لها برؤية غيرها ، ولذلك طرد الرشا لئلا يراه كما سبق ، وهذا كقوله رحمه اللّه :
عنّي إليكم ظباء المنحنى كرما * عهدت طرفي لم ينظر لغيرهم
ويناسب ذلك قول بديع الزمان الهمذاني على ما رأيته بخطّ بعض الأدباء :
أبادية الأعراب عنّي فإنني * بحاضرة الأتراك نيطت علائقي
وأهلك يا نجل العيون فإنني * كفلت بهذا المنظر المتضايق
وما ألطف قول الشاب الظريف ابن الشيخ العفيف التلمساني رحمهما اللّه تعالى :
ولقد رأيت برامة بان النقا * فمنعت طرفي منه أن يتمتعا
ما ذاك من ورع ولكن من رأى * أشباه عطفك حقّ أن يتورّعا
( ن ) : قوله كحلت عيني عمى الخ . . . هو إما جملة إنشائية دعائية دعا بها على نفسه بقوله فليعم اللّه تعالى عيني إن نظرت إلى غير هذه المحبوبة ، يعني أنه لا ينظر إلا إليها
من قبيل قول العفيف التلمساني من أبيات له :
نظرت إليها والمليح يظنني * نظرت إليه لا ومبسمها الألمى
ولكن أعارته التي الحسن وصفها * صفات جمال فادّعى ملكها ظلما
وإما أنها جملة خبرية عن حاله بأنه متى نظر إلى مليح الكون عميت عينه عن شهود الحق تعالى في الذي نظر إليه وفي غيره .
وقوله إيه عني ذا الرّشيّ ، أي انزجر عنّي وانصرف يكفيك ما اتّهمت به منك عند الغافلين وبين الجاهلين .
والرّشيّ كناية عن الغلام المليح أو الجارية المليحة كما هو المشهور عند الشعراء ،
« 96 »
قال الحاجري :أدعوه إن أبدى التلفّت يا رشا * وأشير بالغصن الرطيب إذا مشا
وهذا أقوى دليل من المصنّف رضي اللّه عنه على أن كل تغزّل يقع في كلامه سواء كان مذكّرا أو مؤنّثا أو تشبيب في رياض أو زهر أو نهر أو طير ونحو ذلك فمراده به الحقيقة الظاهرة المتجلية بوجهها الحقّ الباقي في ذلك الشيء الفاني وليس مراده ذلك الشيء الذي هو في نظره وتحقيقه مجرد رتبة وهميّة وصورة تقديرية.اهـ.
64 - جنّة عندي رباها أمحلت أم *** حلت عجّلتها من جنّتيّ
الجنة في اللغة الحديقة ذات النخل والشجر ، جمعه جنان على وزن كتاب .
والرّبا جمع ربوة : وهي مثلثة الراء ما ارتفع من الأرض ، وقوله تعالى : أَخْذَةً رابِيَةً [ الحاقّة : الآية 10 ] من ذلك لأن المراد أخذة عالية زائدة شديدة . وأمحل المكان فهو ماحل على غير قياس ، وممحل وهو القياس قليل في السّماع ، ومعناه الشدّة والجدب وانقطاع المطر .
و « أم » : استفهامية .
و « حلّت » : فعل ماض من الحلاوة . وقوله « عجّلتها » على البناء للمجهول أي جعلت هذه الجنة معجّلة لي . وقوله « من جنّتي » بصيغة التثنية والمثنّى مضاف إلى ياء المتكلم .
الإعراب :
رباها : مبتدأ . وجنّة : خبر مقدّم . وعندي : متعلق بمعنى الجملة ، أي ثبت عندي أن رباها جنة . وجملة قوله عجلتها من جنتي : صفة جنة . وقوله أمحلت أم حلت معترضة بين الصفة والموصوف .
المعنى :
رباها جنة عندي عجّلت تلك الجنة في الدنيا من جنتي ، أي من جنتي هذه والتي بعدها في الآخرة ، وقد حكمت بكونها جنة عندي سواء كانت ممحلة مجدبة معطّلة من أسباب النفع أم كانت حلوة ، فهي جنة على كل حال في الشدّة والرخاء . وفي البيت الجناس الملفّق بين أمحلت وأم حلت .
( ن ) : يعني أن المحبوبة هي جنة عندي . والرّبا كناية عن المقامات الإلهية والأحوال الربّانيّة التي يكون فيها السّالك في طريق اللّه تعالى وهذه هي جنة المعارف والعلوم كما قال تعالى : وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ ( 46 ) [ الرّحمن : الآية 46 ] ،
يعني جنة الحسن وهي المعروفة في الآخرة وجنة المعاني وتكون في الدنيا والآخرة .
وقوله أمحلت أم حلت ، يعني أجدبت أم أثمرت بما يحلو من لذائذ المناجاة ولطائف الخطابات والمكالمات الحاصلة في الدنيا والآخرة عجّلها اللّه لي من جملة الجنّتين اللتين وعدهما لمن خاف مقامه والتزم شرائعه وأحكامه . اهـ .
« 97 »
65 - كعروس جليت في حبر *** صنع صنعاء وديباج خويّ[ المعنى ]
أي هي كعروس . و « جليت » على البناء للمجهول من الجلوة والضمير عائد لميّ . والحبر بكسر الحاء وفتح الباء جمع حبرة كعنبة وهي ضرب من برود اليمن وصنع صنعاء ، أي الحبر صنع مدينة صنعاء باليمن وهي كثيرة الأشجار والمياه تشبه دمشق . و « صنعاء » أيضا قرية كانت بباب دمشق والنسبة إليها صنعائي أو إليهما صنعاني .
و « ديباج » : معرب ديباه وهو نوع نفيس من الأقمشة ينسج بالحرير والذهب ، وأصل ديباج دبباج بباءين أدغمت إحداهما في الأخرى بدليل جمعه على دبابيج .
و « خويّ » : بضم الخاء المعجمة وفتح الواو على صيغة التصغير بلد بأذربيجان منه قد خرج قوم محدثون .
الإعراب :
كعروس : خبر مبتدأ محذوف ، أي هي كعروس . وجملة جليت في حبر : صفتها . وصنع بالجر : صفة حبر وهو مضاف إلى صنعاء ، أي في حبر من عمل صنعاء . وديباج بالجر : عطفا على حبر ، أي جليت في حبر من عمل صنعاء وجليت في ديباج خويّ وليس ديباج خويّ عطفا على صنعاء فتأمّل . وفي البيت جناس شبه الاشتقاق بين صنع وصنعاء .
( ن ) : يقول إن المحبوبة كعروس جليت الخ . . . . وهو كناية عن التجليات الإلهية المختلفة في أنواع الصور البديعة . اهـ .
66 - دار خلد لم يدر في خلدي *** أنّه من ينأ عنها يلق غيّ
[ الإعراب ]
أي هي دار خلد بإضافة دار إلى خلد ، والخلد بضم الخاء البقاء والدوام كالخلود . و « لم يدر » : أي لم يخطر . « في خلدي » بفتح الخاء المعجمة واللام : وهو البال والقلب والنفس . و « أنّه » أن المفتوحة واسمها ضمير الشأن . و « من » : شرطية .
و « ينأ » : بحذف الألف فعل الشرط . و « عنها » : متعلق به . و « يلق » : بحذف الألف أيضا جزاؤه وفاعل الشرط والجزاء راجع إلى من . و « غيّ » بالغين المعجمة : مفعول يلق ، والوقف عليه على لغة ربيعة ، والغيّ بالمعجمة بمعنى الخيبة ، أي ما دار في بالي أن البعيد عن هذه الجنة يلقى خيبة ويجوز ضبطها بالعين المهملة على أنه من عيي بالأمر إذا لم يهتد لوجه مراده ، وجملة الشرط والجزاء خبر أنه . وفي البيت جناس شبه الاشتقاق بين خلد وخلدي ، وجناس الاشتقاق بين دار ويدر لأن الكل من الدور .
[ المعنى ]
( ن ) : يقول إن المحبوبة دار خلد أي إن عارفيها خالدون في أنواع اللطائف ولذائذ المعارف وهي موصوفة بزيادة الأمان عندي بحيث إنه لم يخطر في بالي أن من
« 98 »
يعرض عنها بغفلة يلق غيّا ، أي ضلالا وحيرة وعمى لأنها جامعة للكل بحيث لا يخرج عن حضرة علمها شيء . اهـ .
67 - أيّ من وافى حزينا حزنها *** سرّ لو روّح سرّي سرّ أيّ
[ المعنى ]
أي من وافى حزنها وهو حزين سرّ بالبناء للمجهول ، أي حصل له السرور .
و « لو » : حرف تمنّ . و « روّح » : أي جلب الراحة خلاف التعب لسرّه ، والسرّ يرد لمعان ؛ فالأول هنا عبارة عن اللبّ والباطن ، والثاني هنا عبارة عن معنى أيّ وما في ضمنها من شرط الموافاة لحزن دار خلده المذكور في البيت قبله .
الإعراب :
أي : شرطية . ومن : مضاف إليه وهي عبارة عن شخص ، أي إن وافى شخص . وافى : فعل الشرط في محل جزم وفاعله ضمير يعود إلى من .
وحزنها : مفعول وافى . وحزينا : حال من الضمير في وافى . وسرّ : جواب الشرط .
ولو : للتمني . وسرّي : مفعول روّح . وسرّ بالرفع : فاعله . وأيّ : مضاف إليه . وفي البيت جناس شبه الاشتقاق بين حزين وحزنها ، وبين سرّ وسرّي وسرّ الجناس المحرّف ، وفيه ردّ العجز على الصدر في لفظة أي أوّل البيت وآخره . وفيه أيضا الطّباق بين الحزن المفهوم من حزين والسرور المفهوم من سرّ .
( ن ) : وافى أتى والحزن بالفتح ضدّ السهل ، يعني أن كل من اقتحم الأمور الصّعاب في محبتها سهلت عليه ودخل عليه السرور من قوله تعالى : وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا [ العنكبوت : الآية 69 ] ، وقوله : لو روّح سرّي الخ . . . . يعني أتمنى أن هذا القول يوجد راحة في قلبي . قال أحمد الغزالي :
ما احترق لسان أحد قال نار * ولا استغنى من قال ألف ديناراهـ .
68 - بئس حالا بدّلت من أنسها *** وحشة أو من صلاح العيش غيّ
[ الإعراب ]
« بئس » كلمة وضعت ثانيا لإنشاء الذّمّ وفيها ضمير عائد إلى مبهم متصوّر في الذّهن يفسّره حالا المنصوبة على التمييز ، أي بئس الحال حالا . و « بدّلت » على صيغة الفاعل ، والفاعل ضمير يعود على الحال . و « من أنسها » متعلق ببدّلت ، والهاء في أنسها على طبق الضمير الذي قبله عائد على دار خلد في الأبيات السابقة . و « وحشة » :
منصوب مفعول صريح لبدّلت . وقوله « أو من صلاح العيش غيّ » بملاحظة بدّلت ، أي وبئس حالا بدّلت غيّا بدلا من صلاح العيش فالوقف على غيّ حينئذ لغة ربيعة ، وغيّ
« 99 »
إن كان بالغين المعجمة فهو بمعنى الضلال أي أذمّ حالا بدّلتني من أنس هذه الحبيبة التي هي دار خلدي بالوحشة وبدّلتني بالضلال بعد الصلاح ومن في قوله أو من صلاح العيش من البدلية ، أي بدلا من صلاح العيش وإن كان بالعين المهملة فهو بمعنى عدم الاهتداء لوجه الشيء وطريقته . وفي البيت الطّباق بين الأنس والوحشة وبين الصّلاح والغيّ في الجملة .
[ المعنى ]
( ن ) : قوله بدّلت على صيغة المبني للمفعول والضمير للحال ، ولما ذكر في البيت قبله أن من اقتحم مشقّاتها وشدائدها فهو مسرور أتمّ السرور ذكر في هذا البيت أن حاله بئس الحال حيث بدّلت الحال عليه من أنسها أي من أنسه بها أي بالمحبوبة وحشة بسبب ملاحظة أغيارها والغفلة عنها . اهـ .
69 - حيث لا يرتجع الفائت و ا *** حسرتا أسقط حزنا في يديّ
« حيث » : ظرف مكان مبني على الضم أو على الكسر أو على الفتح . و « يرتجع » بالبناء للمفعول . و « الفائت » بالرفع نائب الفاعل وهو ما سلف من عيشه مع الأحبّة زمن الصّبا . و « وا حسرتا » : ندبة للتأسّف بسبب طول الحسرة . و « أسقط » في يده بضم الهمزة : زلّ وأخطأ وندم وتحيّر . و « في يديّ » متعلق بأسقط والياء الأخيرة مشددة على إرادة يديه الثنتين .
الإعراب :
حيث : في محل نصب على الظرفية متعلق بما في وا حسرتا من معنى أتحسّر . وجملة لا يرتجع : في محل جر بإضافة حيث إليها . وحزنا : منصوب على التمييز ، أي من جهة الحزن أسقط في يديه .
والمعنى :
أتأسف لعدم ارتجاع الفائت من عيش الأحباب ، وأتحسّر لدوام البعد عن معاهد الأحباب ، ففي ذلك المكان تأسّفي ، وعلى ذلك العهد تلهّفي .
( ن ) : قوله الفائت هو ما وقع منه من الزّلّة الموجبة للغفلة والذهول عن ملاحظة الحق في حال سلوكه كما وقعت الإشارة منه إلى ذلك في صدر الديوان بقوله :
من ذا الذي ما ساء قطّ * ومن له الحسنى فقط
حتى سمع الهاتف الغيبيّ يقول له :
محمد الهادي الذي * عليه جبريل هبط
ثم قال هنا : وا حسرتا ندبة لحاله بالتأسّف بسبب ذلك .
وزلّة هذا الشيخ رضي اللّه عنه تحتمل أن تكون غفلة أو هفوة لأن العصمة من الذنوب أمر مخصوص بالأنبياء
« 100 »
والمرسلين ، وأما الأولياء فهم الورثة لهم في العلوم النبوية لا في الوحي ولا في العصمة من الذنوب ، وإنما لهم الإلهام في مقابلة الوحي والحفظ في مقابلة العصمة فيصدر منهم الذنوب ويحفظون من شؤم ذلك بالتوبة وعدم الإصرار حتى يترقّى الأمر في حقّهم فيصيرون يعدّون الغفلات ذنوبا ، ولذا اشتهر قولهم : حسنات الأبرار سيئات المقرّبين . اهـ .
70 - لا تملني عن حمى مرتبعي *** عدوتيّ تيّما لربع بتميّ
اعلم أن قوله : « لا تملني » بتقديم التاء المثناة من فوق وهي مضمومة والميم بعدها مكسورة واللام ساكنة جزما للنهي من الإمالة بمعنى تصيير الشيء مائلا إلى الشيء . و « عن حمى » : متعلق بتملني . والحمى : المرعى المحمي ، أي الممنوع ممّن يريد أن يرعى فيه .
و « مرتبعي » بضم الميم وفتح التاء والباء على صيغة اسم المفعول : مصدر ميمي من ارتبع المكان أقام فيه زمن الربيع ، أو مطلقا وهو مضاف إلى فاعله وهو الياء .
و « عدوتي تيّما » : أي طرفي ذلك الموضع ، أي لا تملني عن حمى ارتباعي إلى ربع . « بتميّ » وتميّ : قيل مصر أو اسم مكان تابع لمصر .
الإعراب :
لا : حرف نهي . وتملني : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه سكون اللام . وعن حمى : متعلق بتملني . ومرتبعي : مضاف إليه ، ومرتبعي مصدر ميمي بمعنى ارتباعي مضاف إلى الفاعل وهو الياء . وعدوتيّ مثنى عدوة :
مفعول به كمل به عمل المصدر . ولربع : متعلق بقوله لا تملني . وبتميّ : متعلق بمحذوف على أنه وصف لربع .
المعنى :
لا تملني أيّها العاذل عن إقامتي في حمى ارتباعي عدوتي تيّما ، أي طرفي جانب ذلك الموضع وتكون إمالتك عن الحمى المذكور إلى ربع كائن بتميّ لأني لا أترك هذا لهذا فإمالتك إيّاي منه إليه ليست من مقاصد أرباب العقول ، ولا توافق ما أطبق عليه أهل المعقول .
( ن ) : هذا بيان لزلّته بأنها ميل خاطره عن جناب الحق تعالى بإمالة حصلت له من جهة عذوله المعادي له في نفسه وهي قرينه ، فقال له : لا تملني عن عدوتي تيّما عن شاطىء المحل المسمّى تيّما ، وكنى بذلك عن طرفيه اليمين والشمال ، ففي اليمين النشأة النفسانية ، وفي الشمال النشأة القلبية ، والمعنى لا تعرض بي عن دوام مراقبة نفسي وقلبي لأشهد بهما تجلّي ربّي ، ولا تملني إلى تميّ وهو اسم مصر ، أو اسم
« 101 »
تابع لمصر ، يعني لا ترجع بي إلى أوطان طبيعتي ومساكن عاداتي فتقطعني عن ذلك الجناب العالي والكوكب المتلالي . اهـ .71 - فلباناتي لبانات ترا *** ضعنا فيها لبان الحبّ سيّ
[ الإعراب ]
اللبانات بالضم جمع لبانة ، وهي الحاجات من غير فاقة ، بل من همّة . وقوله « لبانات » : اللام حرف جر ، والبانات جمع بانة وهي واحدة البان وهو شجر الخلاف .
وقوله « تراضعنا » : مصدر تراضع القوم اللبن تراضعا إذا تشاركوا في رضاعه ، ونا :
مضاف إليه وهو الفاعل ، وفيها متعلق به . ولبان بكسر اللام جمع لبن، وهو المعروف ، وهو مفعول المصدر.
و « الحب » : مضاف إليه وهو بضم الحاء بمعنى المحبة . و « سيّ » بكسر السين بمعنى سواء ، وهو مرفوع على أنه خبر المبتدأ ، أي تراضعنا في البانات لبان المحبة سواء . وجملة قوله فلباناتي : جملة تعليلية لقوله لا تملني الخ . . . وفي البيت التجانس بين لباناتي بضم اللام ولبانات بكسر اللام ولبان بكسر اللام أيضا . ويجوز أن يقرأ تراضعنا على أنه فعل ماض من باب التفاعل ويكون على هذا سيّ منصوبا على أنه نعت لمصدر محذوف ، أي تراضعنا لبان الحب فيها تراضعا سواء والوقف عليه حينئذ لغة ربيعة .
[ المعنى ]
( ن ) : كنّى بالبانات عن مشايخه العارفين وأمثاله من السالكين الصادقين من قوله تعالى : وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً ( 17 ) [ نوح : الآية 17 ] .
وقال عفيف الدين التلمساني مخاطبا عالم الروح الشريف بقوله في مطلع أبيات له :
أسكرت بان الحمى يا نسمة السّحر * فهل أتيت من الأحباب بالخبر
فكنى عن رفقائه من العارفين ببان الحمى . وكلمة سيّ بفتح السين قال في القاموس : وقع في سيّ رأسه بالفتح وسوائه ويكسر أي حكمه من الخير أو في قدر ما يغمر رأسه أو في عدد شعره انتهى . فمعناه تراضعنا الذي وقعنا به في سيّ رؤوسنا ، أي قدر ما يغمر رؤوسنا أو عدد شعر رؤوسنا رضعات يعني المحبة الإلهية التي تشاركنا في تراضع لبانها والإيواء إلى منازل بأنها . اهـ .
72 - مللي من ملل والخيف حيف *** تقاضيه وأنّى ذاك ويّ
« مللي » : سأمي . و « ملل » الثاني على وزن جبل كالأوّل : اسم موضع .
و « الخيف » بالخاء المعجمة والياء المثنّاة من أسفل ما انحدر من غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء وكل هبوط وارتقاء في سفح جبل وغرّة بيضاء في الجبل الأسود الذي خلف أبي قبيس وبها مسجد الخيف ، والمراد هنا الأخير . وقوله « حيف » بالحاء
« 102 »
المهملة والياء المثناة من أسفل : أي جور وظلم . والتقاضي : مصدر تقاضى الدّين طلبه . وقوله « وأنّى » بفتح الهمزة وتشديد النون والألف المقصورة بمعنى كيف ، وهو استفهام تعجّبي . و « ذاك » : اسم إشارة والمشار إليه الخيف . وقوله « ويّ » : كلمة تعجّب كما في القاموس .
الإعراب :
مللي : مبتدأ . ومن ملل : خبر . والخيف : يجوز فيه الرفع على أنه مبتدأ أول ، ويجوز فيه الجرّ على أنه معطوف على ملل ، فعلى الأول الخيف مبتدأ أول . وتقاضيه : مبتدأ ثان . وحيف : خبر عن الثاني ، والجملة خبر الأول وعلى الثاني الخيف بالجرّ عطف على ملل ، وحيف خبر مقدم ، وتقاضيه مبتدأ مؤخر ، أي تقاضيه وطلبه وإرادة الرجوع إليه حيف وجور .
ثم استبعد ذلك الحصول فقال : وأنّى ذاك ، وزاده استبعاد في الحصول بكلمة التعجب في قوله : ويّ . وفي البيت الجناس التام في ملل وملل ، وجناس التصحيف بين خيف وحيف .
( ن ) : ملل اسم جبل كنى به عن هذا الجسم الطبيعي المركّب من العناصر الأربع الكثيف الحجاب ، وكنى بالخيف عن حضرة الجلال الإلهيّ .
والمعنى :
أن هذه الحضرة الجلالية إذا تجلّت بالحقيقة الأمريّة محقت الأكون وأفنت جميع الأعيان فتقاضى ديون دعوها بالوصال حيف ومطال وهو من قسم المحال إذ لا ثبوت فيه لشيء ولا مجال حتى تتجلّى تلك الحضرة الجمالية بتلك الحقيقة أيضا فتثبت الأعيان ويتحقّق الخلق بأمركنّ فكان وأنّى للاستفهام التعجّبي وذاك اسم إشارة والمشار إليه التقاضي . اهـ .
73 - بالدّنا لا تطمعنّ في مصرفي *** عنهما فضلا بما في مصرفيّ
الدنا جمع دنيا نقيض الآخرة وقد ينوّن . وقوله في « مصرفي » بفتح الميم وكسر الراء بمعنى الانصراف . و « عنهما » : أي عن ملل والخيف أو عن عدوتي تيماء . وقوله « فضلا » بالفاء والضاد المعجمة ، واعلم أنه مصدر منصوب بفعل محذوف وهو أبدا يتوسّط بين أعلى وأدنى للتنبيه بنفي الأدنى واستبعاده على نفي الأعلى واستحالته ويقع بعد نفي صريح أو نفي ضمنيّ وقد يقع بعد النهي كما في البيت .
والمعنى :
أنا لا أنصرف عنهما بالدنيا بل بكل ما يسمى دنيا فكيف انصرافي عنهما بما في مصر من الفيء والغنيمة أو الخراج ، فإن الفيء يطلق بمعنى الغنيمة وبمعنى الخراج ، وأصله مهموز فقلبت الهمزة ياء وأدغمت الياء في الياء .
« 103 »
الإعراب :بالدّنا : متعلق بتطمعن ، أي لا تطمعن في انصرافي عنهما بالدنيا كلها فكيف بما في مصر من الفيء . فضلا : مفعول مطلق . وما : في بما موصولة . وفي مصر : صلتها ، وفي مجرور لأنه بدل من ما ، والمعنى ظاهر . وفي البيت الجناس المحرّف الملفّق بين مصرفي ومصر فيّ .
( ن ) : عنهما أي عن ملل والخيف كناية عن عالم جسمانيته وعن عالم روحانيته الأمري الإلهي ، يعني أنني بالدنيا كلها لا أنصرف عن مقام فرقي النازل به الفرقان من قوله تعالى : تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً ( 1 ) [ الفرقان : الآية 1 ] ولا أنصرف أيضا عن مقام جمعي النازل به القرآن من قوله تعالى : الرَّحْمنُ * ( 1 ) عَلَّمَ الْقُرْآنَ ( 2 ) [ الرحمن : الآيتان 1 ، 2 ] ،
أي أوصل إلى مقام الجمع ، وفي الجمع لا شيء غير الوجود الحقّ ، فكيف أنصرف بسبب ما في مصر من ظل الأغيار والاحتماء بأرباب المناصب الكبار . اهـ .
74 - لو ترى أين خميلات قبا *** وتراءين جميلات القبيّ
75 - كنت لا كنت بهم صبّا يرى *** مرّ ما لاقيته فيهم حليّ
[ الاعراب ]
« لو » : شرطية . و « ترى » : مضارع من الرؤية . و « أين » استفهام عن المكان مبني على الفتح . و « خميلات » بالخاء المعجمة جمع خميلة ، وهي المنهبط من الأرض مكرمة للنبات أو رملة تنبت الشجر أو الشجر الكثير الملتفّ أو الموضع الكثير الشجر حيث كان . و « قبا » بالضم : موضع قرب المدينة ويجوز فيه التذكير والقصر .
وقوله « وتراءين » فعل ماض يقال تراءى فلان ، أي تصدّى لي لأراه من باب التفاعل ، والنون للنسوة فاعله وجميلات بالجيم جمع جميلة وهي المرأة الحسناء .
و « القبيّ » بضم القاف وفتح الباء وياء التصغير مدغمة في الياء التي كانت همزة فانقلبت أصله قباء كسماء من الثياب فعلى هذا يكون الأول ترى كلمة مستقلة وأين كلمة مستقلة بخلاف الثاني فإن تراءين فعل ماض اتصل به فاعله .
وأقول هذا هو المشهور في ضبط البيت ولك أن تقرأ الكلمتين على نمط واحد ، وذلك بأن يكون تراءين فعلا ماضيا مع نون النسوة وذلك بأن يريد بالخميلات شجر النخل .
وقد قال في القاموس : وتراءى النخل : ظهرت ألوان بسره ، أي لو ظهرت ألوان بسر الخميلات التي هي النخل وتصدّت جميلات القباء لمن يراهنّ . وقوله « كنت » بفتح تاء الخطاب جواب الشرط .
و « بهم » متعلق بقوله صبا وهو خبر كنت ، وجملة لا كنت : جملة معترضة بين كنت وخبرها وهي دعائية على العاذل بأن لا يكون في الوجود . و « يرى » بمعنى يعتقد ،
« 104 »
وفاعله ضمير الصب . و « مرّ » بالنصب مفعوله الأول . و « ما » : مضاف إليه . وجملة « لاقيته » صلتها . و « حليّ » تصغير حلو ، وهو مفعول ثان ليرى والوقف عليه على لغة ربيعة . وجملة « يرى مرّ ما لاقيته فيهم حليّ » في محل نصب على أنها صفة صبا .
وفي البيتين الجناس التام بين ترى أين وتراءين أو بين تراءين وتراءين على القولين ، وجناس التصحيف بين خميلات وجميلات ، وبين قبا وقبى الجناس اللاحق ، والطّباق بين المرّ والحلو ، والإثبات والنفي بين كنت ولا كنت .
والمعنى :
لو رأيت ما رأيت من حسن الجميلات ولطف الخميلات لكنت مثلي تعتقد مرّ جفاهم حاليّا وعاطل إعراضهم حاليّا ولكن لا نلت أيّها العاذل ذلك المقام ولا تقرّبت منه ولا في المنام لأنك لست أهلا لذلك ولا سلكت في الحب أصعب المسالك أو تعتقد مساواة المرّ للحال ، والحمد للّه على كل حال .
( ن ) : كنى بخميلات قبا وجميلات القبيّ عن منازل الحقيقة المحمدية وورثتها من الأولياء العارفين فإنهم ثابتون في أصلها الثابت والخطاب للعذول والجاهل ، فالجميلات هي نفوس وأرواح الورثة المحمديين المستترة بالقباء الجسماني ، والخميلات بالخاء هم الأجسام . اهـ .
.
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
مواضيع مماثلة
» شرح قصيدة سائق الأظعان الأبيات من 01 إلى 25 .شرح ديوان سلطان العاشقين عمر ابن الفارض الجزء الأول للشيخين بدر الدين البوريني وعبد الغني النابلسي
» شرح قصيدة سائق الأظعان الأبيات من 26 إلى 50 .شرح ديوان سلطان العاشقين عمر ابن الفارض الجزء الأول للشيخين بدر الدين البوريني وعبد الغني النابلسي
» شرح قصيدة سائق الأظعان الأبيات من 76 إلى 100 .شرح ديوان سلطان العاشقين عمر ابن الفارض الجزء الأول للشيخين بدر الدين البوريني وعبد الغني النابلسي
» شرح قصيدة سائق الأظعان الأبيات من 101 إلى 125 .شرح ديوان سلطان العاشقين عمر ابن الفارض الجزء الأول للشيخين بدر الدين البوريني وعبد الغني النابلسي
» شرح قصيدة سائق الأظعان الأبيات من 126 إلى 151 .شرح ديوان سلطان العاشقين عمر ابن الفارض الجزء الأول للشيخين بدر الدين البوريني وعبد الغني النابلسي
» شرح قصيدة سائق الأظعان الأبيات من 26 إلى 50 .شرح ديوان سلطان العاشقين عمر ابن الفارض الجزء الأول للشيخين بدر الدين البوريني وعبد الغني النابلسي
» شرح قصيدة سائق الأظعان الأبيات من 76 إلى 100 .شرح ديوان سلطان العاشقين عمر ابن الفارض الجزء الأول للشيخين بدر الدين البوريني وعبد الغني النابلسي
» شرح قصيدة سائق الأظعان الأبيات من 101 إلى 125 .شرح ديوان سلطان العاشقين عمر ابن الفارض الجزء الأول للشيخين بدر الدين البوريني وعبد الغني النابلسي
» شرح قصيدة سائق الأظعان الأبيات من 126 إلى 151 .شرح ديوان سلطان العاشقين عمر ابن الفارض الجزء الأول للشيخين بدر الدين البوريني وعبد الغني النابلسي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله