المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
شرح أبيات قصيدة نظم السلوك من 601 إلى 625 .كتاب منتهى المدارك في شرح تائية سلطان العاشقين ابن الفارض الجزء الثاني للشيخ محمد بن أحمد الفرغاني
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: سلطان العاشقين عمر ابن الفارض :: كتاب منتهى المدارك في شرح التائية الكبرى نظم السلوك لابن الفارض للعارف بالله الشيخ سعد الدين محمد بن أحمد الفرغاني
صفحة 1 من اصل 1
12012021

شرح أبيات قصيدة نظم السلوك من 601 إلى 625 .كتاب منتهى المدارك في شرح تائية سلطان العاشقين ابن الفارض الجزء الثاني للشيخ محمد بن أحمد الفرغاني
شرح أبيات قصيدة نظم السلوك من 601 إلى 625 .كتاب منتهى المدارك في شرح تائية سلطان العاشقين ابن الفارض الجزء الثاني للشيخ محمد بن أحمد الفرغاني
العارف بالله تعالى الشيخ سعد الدين محمد بن أحمد الفرغاني المتوفى سنة 700 ه
601 - وناهيك جمعا لا بفرق مساحتي *** مكان مقيس أو زمان موقّت
يقال : هذا رجل ناهيك من رجل ، يعني غاية في كل ما تطلبه ينهاك بغناية عن تطلب غيره ، وقوله : جمعا أراد به حضرة أحدية الجمع ، وهو منصوب بنزع الخافض ، أو قل لإيصال الفعل والمساحة ،
التقدير : وأصله مسح الأرض بالزراع ، ثم استعمل في المكان المحدود المحصور .
يعني : إن المكان جمع تفرقته بالتقدير مقدر محصور في أربعة آلاف وعشرين ألف فرسخ ، كل فرسخ اثنا عشر ألف خطوة لا يزيد على هذا القدر ، وكذلك الزمان مؤقت بعين معين أوقات آناته بتمام دورة واحدة من الفلك المحدّد بأربع عشرين ساعة ، كل ساعة ستون دقيقة ، كل دقيقة ستون ثانية لا يزيد على هذا ولا ينقص ، فهو - أعني الزمان - جمع هذه التفرقة المحصورة المحدودة ، وكما أن تفرقة هذين الجمعين محدودة محصورة كذلك حكمهما وأثرهما فيما يكون حالا ونازلا فيهما أيضا محدود محصور .
وأما جمعي ، فهو خواصه ما بيّنته من شمول التصرّف في كل شيء كان ما كان ، واشتمال كل شيء فيه على كل شيء ينهاك بكماله وعظمته واشتماله عن التطّلع إلى كل جمع وتفرقة ومحل غيره في حصول مطالبك فهو جمع لا يلحقه ولا يظهر فيه حكم تفرقة تحديد المكان المقدّر المعدود أو الزمان المؤقت المحدود جامع لكل جمع وكل تفرقة ،
وحكم تفرقتي الزمان والمكان غير مؤثر فيه وهو مؤثر فيهما ، لما ذكرنا من بسط زمان بالنسبة إلى البعض وقبضه بحيث يصير ألف فرسخ منه خطوة واحدة ، فهو المؤثر في الكل ،
ولا يؤثر فيه في شيء إلّا هو وصاحبه عند الطلب بحكم الإجابة وقضاء الحاجات ، فكان هو المؤثر نفسه ، وذلك من سعة كماله ولطف اشتماله ،
وكل أثر ظهر في العالم من الأنبياء ومعجزاتهم ، ومن الأولياء وكراماتهم جميع ذلك من سراية أثر من جمعي المذكور في ذواتهم وصفاتهم وأفعالهم وأقوالهم وأحوالهم .
“ 179 “
602 - بذاك علا الطّوفان نوح ، وقد نجا *** به من نجا من قومه في السفينة
603 - وغاض له ما فاض عنه ، استجادة *** وجدّ إلى الجودي بها ، واستقرّت
ضمن في هذين البيتين معنى قوله تعالى : وَقِيلَ يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ( 44 ) [ هود : الآية 44 ]
أي انكشفي واقلعي السحاب ، وغيض الماء وقضي الأمر إلى آخره .
قوله : غاض ، أي : نقص ، وفاض ، أي : سال منصبّا ، وجدّ أي : سار وقطع المسافة ، والجودي جبل بأرض الجزيرة من ديار بكر .
قوله : علا الطوفان جملة فعلية ، وذا إشارة إلى الجمع المذكور ، والباء متعلقة فيه بعلا ، أي علا الطوفان بذاك الجمع ، وجميع الأبيات الآتية التي تتضمّن من الآيات والمعجزات شيئا ،
إلى قوله : ( وما منهم إلا وقد كان داعيا ) ، كلّها عطف على هذه الجملة ، وبذاك مقدّر في كل ما فيها من ذكر الآيات والمعجزات .
وقوله : وغاض له ، أي لأجل خلاصه من مقاساة كرب السفينة ، وقوله : ما فاض عنه ، يعني : ما سال وانصب من الماء عن دعائه ، وقوله : استجادة مفعول له متعلق بما فاض عنه ، والباء في بها متعلقة باستقرّت ، والضمير عائد إلى الجودي ؛ لكونه اسما للجبال .
يقول : علا نوح عليه السلام في السفينة فوق الطوفان ومائه العظيم وأمواجه المتلاطمة بتأثير ذلك الجمع ونجا هو ومن نجا بالإيمان من قومه أيضا بذلك الجمع ، ونقص ذلك الماء الذي سال منصبّا عن وعاية لأجل استجابة هذا الجمع المذكور دعاءه ، وسار نوح في السفينة مع قومه وقطع مسافة سير السفينة إلى جبال الجودي ، واستقرّت السفينة بتلك الجبال كل ذلك بتأثير الجمع المذكور .
604 - وسار ، ومتن الرّيح تحت بساطه *** سليمان بالجيشين ، فوق البسيطة
605 - وقبل ارتداد الطرف أحضر من سبا *** له عرش بلقيس ، بغير مشقّة
المتنان مكتنفا الصلب من العصب واللحم، ويستعمل في الظهر، وهو المراد ، والبسيطة : الأرض المبسوطة.
“ 180 “
يعني : كان سير سليمان بجيشه من الإنس والجنّ حال كون ظهر الريح تحت بساطه الذي يذكر أن طوله مقدار فرسخ تحمله الريح وتسير به وبمن عليه من أهل مملكته فوق الأرض بائنة عنها ، وتقطع بهم الريح مسافة بعيدة على ما حكى الكتاب العزيز بقوله : غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ [ سبأ : الآية 12 ] ،
وذلك لكون الريح مسخّرة لسليمان وحكمه وتصرّفه ، جميع ذلك كان بذلك الجمع ، وأثر سرايته في سليمان عليه السلام ، وكذلك إحضار عرش بلقيس من بلد سبأ اليمن إلى تدمر الشام ، أو إصطخر فارس على يد من عنده علم من الكتاب كتاب القلم أو كتاب اللّوح المحفوظ من غير مشقّة على بعد المسافة قبل ارتداد طرف سليمان ، أي رجوع نور بصره من المنظور إلى ناظره ، كل ذلك كان بذلك الجمع وسراية أثره في سليمان عليه السلام وفي غيره .
قلت : وإنما قدم ذكر سليمان على ذكر إبراهيم وموسى ويوسف وعيسى عليهم السلام لأن أثر هذا الجمع وسرايته بحكم التأثير والتصرّف الذي نحن بصدد ذكره الآن كان ظاهرا في ظاهره بحصول تصرّف وملك ظاهر له بتسخيره الجنّ والإنس والوحش والريح والطير جميعا ، أو في باطنه أيضا من التمكّن من التصرّفات الباطنية المتعلقة بالمعجزات ، فكان جامعا بين شمول التصرّفين والنوعين من أثر هذا الجمع المذكور دون غيره ، وإنما لم يقدمه على نوح ؛ لأن نوحا عليه السلام كان أوّل من بدأ بظهور أثر هذا الجمع فيه ، وأول من ظهرت المعجزة على يده وأثّر دعاؤه في قومه بالإهلاك والإفناء ، وأول المرسلين أيضا ، فكانت البداية بذكره أنسب في هذا المعرض ، واللّه الهادي .
606 - وأخمد إبراهيم نار عدوّه ، وعن *** نوره عادت له روض جنّة
607 - ولمّا دعا الأطيار من كلّ شاهق *** وقد ذبحت ، جاءته غير عصيّة
وكان أيضا بذلك الجمع وسراية أثره في إبراهيم عليه الصلاة والتحيّة أخمد نار عدوّه نمرود التي أوقدها اللّعين شهرا بوقود لا تنضبط كثرته ، واشتعالها بحيث ما كان يتمكن أحد من اقترابها من مسافة ميل أو أكثر ، ورمى إبراهيم عليه السلام فيها بمنجنيق علّمهم الشيطان صنعته ، فجاءه جبريل عليه السلام وهو في الهواء ،
وقال : هل لك حاجة ؟
فقال : أما إليك فلا ، فتوجّه إبراهيم عليه السلام إلى هذا الجمع
وقال بلسانه المعبّر عنه: بقلنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً [ الأنبياء : الآية 69 ] ،
“ 181 “
وبأثر سراية هذا الجمع في إبراهيم الظاهر بصورة نوره صلوات اللّه عليه عادت تلك النار المحرقة روضة مونقة وحديقة جنّة ذات أغصان مزهرة مورقة .
وأيضا بذاك الجمع وسرايته في إبراهيم عليه السلام لما دعا الأطيار الأربعة طاووسا ونسرا وغرابا وديكا من رأس جبل عال حال كونها مذبوحة جاءته مطيعة لأمره غير عصيّة له ، يعني : لما قال إبراهيم رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى [ البقرة :الآية 260 ] ،
يعني : علّمني كيفية إحياء الموتى، قالَ أَ وَلَمْ تُؤْمِنْ [ البقرة : الآية 260 ]، يعني : أما يكفيك الإيمان به ؟
قال : بلى تحقّقت بالإيمان به في مقام الإيمان ، وأريد اطمئنان قلبي بالتجلّي الخاص ، وأنا في مقام الإحسان وسراية جمعيتك في الذي يتعلق به كيفية إحياء الموتى ، فسرى أثر هذا الجمع فيه ، ثم قال له : فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ [ البقرة : الآية 260 ]
على مثال أربعة أركان فَصُرْهُنَّ [ البقرة : الآية 260 ]
أي أملهن إليك من الصور ، وهو الميل ، يقال : صرته وأصرته إذا أملته ، يعني : أملهن إليك بالتصرّف في أجزائهنّ ، وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَ وَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( 260 ) [البقرة : الآية 260]
أي : على كل جبلة وخلقة عالية عن أن تتغيّر عنها أو تتبدّل بعد خلقته عليها تجبك كل واحد عليها عند خلقته ، بحيث لا يظهر في الكون إلّا بتلك الجبلة والطبيعة أصلا ، ثُمَّ ادْعُهُنَّ [ البقرة : الآية 260 ] .
بقول كن إلى التكوّن يأتينك سعيا إلى التكوّن . واعلم أن اللّه من حيث هذا الجمع الذي أنت أحييت به موتى الأطيار عزيز يعزّ ، أي يمتنع على غيره عموم التصرّفات إلا بإذنه حكيم في تصرفاته يضع كل شيء موضعه ، بحيث لا ينبغي أن يكون على غير ذلك الوضع .
608 - ومن يده موسى عصاه تلقّفت *** من السّحر ، أهوالا على النّفس شقّت
609 - ومن حجر أجرى عيونا بضربة *** بها ديما ، سقّت ، وللبحر شقّت
يقال : لقفت الشيء وتلقّفته إذا أخذته أو بلغته ، والديم : جمع ديمة وهي المطر الدائم العزيز تدوم أيّاما ، فاستعار ههنا بها عن الماء الكثير ، وقوله : بها ديما سقت ، يعني : بتلك الضربة سقت العيون قوم موسى ماء كثيرا ، فيكون ديما مفعولا ثانيا لسقت .
“ 182 “
المعنى : ضمن في البيتين معنى آيات من الكتاب العزيز ،
الأولى : قوله تعالى : فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى إلى قوله : تَلْقَفْ ما صَنَعُوا [ طه : الآيات 66 - 69 ] .
والثانية : قوله عزّ من قائل : وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ( 60 ) [ البقرة : الآية 60 ] .
والثالثة : قوله تعالى : فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ [ الشّعراء : الآية 63 ] .
يعني : لما أظهرت السحرة سحرهم ، وانقلب نظر كل ناظر عن إدراك صور الحبال والعصيّ الذي هو الحقيقة إلى إدراك صور الحيّات والأفاعي المهولة ساعية متحرّكة مع أن الصور ما انقلبت ، لكن النظر والإدراك انقلب كما أن في حال النوم ينقلب النظر عن إدراك الصورة الحسية التي هي الحقيقة إلى إدراك خيالية غير حقيقيّة ؛ كإدراك السلطان أو العالم في النوم بصورة البحر ، وإدراك ما تحصل منهما فيه بصورة السمك مع بقاء الصور الحقيقية على حالها ؛ لهذا كان السحر كيدا حيث أظهر صورة غير مرادة وأضمر الصورة المرادة ،
فشقّت على نفس موسى عليه السلام تلك الأهوال خوفا من فساد اعتقاد قومه الموحدين ، واشتباه السحر بالمعجزة لا من غلبتهم لكونه كان على بينة من ربّه ، وظهر أثر هذا الجمع وسرى في باطن موسى عليه الصلاة والسلام بصورة قول : لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى [ طه : الآية 68 ] بسراية أثري فيك ، وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ [ طه : الآية 69 ]
الساري فيها أثر هذا الجمع تبتلع ذلك الكيد ، وترد إدراك الناظرين عن خيال صور الأفاعي والحيّات إلى صور الجبال والعصيّ التي هي الحقيقة ، ثم مع نظر الناظرين جميعهم الأعلى صورة الحبال والعصي الحقيقية ، وغلب حكم الحقيقة على آثار المجاز والكيد جميعها ، ولم يبد في نظر الجميع إلا صور الحبال والعصي الحقيقية ، فكان بطلان كيد السحرة في ضمن إلقاء العصا ومقابلتها وخوف موسى في الابتداء من ظهور كيدهم سبب إيمان السحرة ، وكمال تيقّنهم بحقية نبوّة موسى عليه السلام وصحة معجزته .
وأيضا كان بظهور حكم هذا الجمع وسراية أثره في موسى عليه السلام ، ومنه في عصاه أنه أجرى بضربة بها على حجر صخر عيونا ، وهي اثنتا عشرة عينا سقت تلك العيون تلك الخلائق الكثيرة بواسطة تلك الضربة على الحجر ماء كثيرا ، بحيث
“ 183 “
روى ذلك الجمّ الغفير ، وبظهور هذا الجمع وسرايته في موسى وعصاه أيضا أنها فلقت البحر العظيم وشقّتها بضربة واحدة حتى ظهر قعر البحار يابسا ، فصار كل شقّ منها مثل الزقاق النافذ من أحد جانبي البحر إلى الجانب الآخر ، ودخلت بنو إسرائيل في تلك الأزقّة من البحر من هذا الجانب ، وخرجت منها إلى الجانب الآخر سالمين ، ودخل فرعون وقومه ، فغرقوا بأجمعهم وهلكوا.
610 - ويوسف ، إذ ألقى البشير قميصه *** على وجه يعقوب عليه بأوبة
611 - رآه بعين ، قبل مقدمه بكى عليه *** بها ، شوقا إليه ، فكفّت
قوله : كفّت ، أي قبض بصرها بالكف ، أي بالرفع والمنع عن الإبصار ، وقوله : بأوبة متعلقة بفعل البشير ، والضمير في إليه يرجع إلى يعقوب ، وإلى حرف تعدية الأوبة ، والفاعل في رآه يعقوب ، والضمير في بها عائد إلى العين ، وحرف على متعلقة أيضا ببكى ، والضمير يعود إلى يوسف ، والضمير في مقدمه عائد إلى البشير ، وفاعل بكى يعقوب وحرف إلى في إليه الثانية لتعدية الشوق ، والضمير يعود إلى يوسف ، وشوقا مفعول له متعلق ببكى ، والضمير في كفت يرجع إلى العين ، ويوسف مبتدأ ، وإذ ألقى إلى آخر البيت شرط ، والبيت الثاني جزاؤه ، وهذه الجملة الشرطية مرفوعة المحل بالخبرية للمبتدأ المذكور .
يقول : وبذلك الجمع وسراية أثره في يوسف ، ومن يوسف في قميصه أنه حين أرسل مبشّرا بحياته وسلامته ومملكته وبرجوعه إلى يعقوب عليهما السلام ، وأرسل مع البشير قميصه الساري فيه من أثر جمعية يوسف عليه السلام ليلقيه على وجه يعقوب عليه الصلاة والتحية ليرتدّ إليه بصره من أثر هذا الجمع المذكور ،
ولما التقى البشير برجوع يوسف بحكم الاجتماع إلى أبيه عليهما السلام قميصه على وجه أبيه يعقوب ، فارتدّ بصيرا رأى يعقوب يوسف عليهما السلام بعد الاجتماع بعين كان قبل مقدم البشير إليه بكى يعقوب بعين تلك العين على فقدان يوسف وفراقه لأجل غلبة الشوق ، فقبضت أنوار بصرها ، ثم ردّت أنوار بصرها بوساطة أثر ذلك الجمع في يوسف ، ومنه في قميصه ، فرآه بعد الاجتماع .ضمن في البيت
قوله تعالى : وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ [ يوسف : الآية 84 ] ،
وقوله تعالى : فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً [ يوسف : الآية 96 ] ،
وقوله : اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً [ يوسف : الآية 93 ] .
“ 184 “
612 - وفي آل إسرائيل مائدة من السّماء *** لعيسى ، أنزلت ثمّ مدّت
613 - ومن أكمه أبرا ومن وضح عدا *** شفى وأعاد الطّين طيرا بنفخة
وبذاك الجمع وسرايته في عيسى عليه السلام نزول المائدة من السماء ومدّها بين يدي إسرائيل بدعاء عيسى عليه السلام ، وكذا إبراء الأكمه الذي ولد أعمى وأعطى الشفاء لمن به وضح ، وكذا برص ، وإعادته الطين طيرا ذا حياة بنفخه فيها الحاصل جميع ذلك من عيسى عليه السلام بذاك الجمع وسرايته فيه المعبّر عن ذلك بالإذن في قوله تعالى : وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي [ المائدة : الآية 110 ] ، وإنما خصّ هؤلاء الستة بالذكر ، فإن عيسى عليه السلام مظهر القول ، كما قال تعالى : ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ [ مريم : الآية 34 ] ،
وموسى عليه السلام مظهر السماع ، وإبراهيم عليه السلام مظهر البصر ، ويوسف وسليمان عليهما السلام كانا مظهري القدرة من حيث الظاهر بالملك ، ومن حيث الباطن بالحكم ، وكان الجمع بين كمال القدرة من حيث الظاهر والباطن معا مختصّا بهما ، وأما نوح عليه السلام إنما ذكر لأنه كان أول من تصرف بحكم الرسالة ؛ فلهذا المعنى خصّ هؤلاء الستّة بالذكر . وأما ذكر نبيّنا عليه أفضل الصلوات ، فلأصالته في الوجود وجميع ما يتضمنه صلى اللّه عليه وسلم ، واللّه المرشد.
614 - وسرّ انفعالات الظّواهر باطنا *** عن الإذن ، ما ألقت بأذنك صيغتي
قوله : باطنا حال من فاعلية الإذن المفهومة من قوله : انفعالات الظواهر عن الإذن ، والباء في قوله : بإذنك متعلقة بألقت بتضمين معنى أوصلت ، وصيغتي : أي لفظتي وكلامي .
يعني : كل أثر ظهر من الأنبياء الذين ذكرتهم وممن لم أذكرهم ، ومن صورهم قولا أو فعلا في ظاهر هذا العالم - كما قلنا - جميع تلك الآثار إنما كانت مضافة إلى إذن إلهي حال كون ذلك الإذن باطنا فيهم وفي قواهم وأعضائهم الباطنة والظاهرة ، كما أصل بعض الأكابر من محقّقي أهل اللّه وهو شيخنا صدر الحق والدين محمد بن إسحاق قدّس اللّه سره في كتاب مفتاح سرّ الغيب من مصنّفاته هذا الأصل ، وقال : لا أثر لشيء في شيء إلّا لأمر باطن فيه أو منه ، وذلك الأمر المؤثر الباطن في جميع الظواهر والبواطن هو إذن خاص إلهي بالنسبة إلى أصحاب
“ 185 “
التوقيف ، وهم الأنبياء والمتمكّنون من الأولياء ، وإذن عام بالنسبة إلى أرباب التصرّف من أصحاب الولاية ، وهم المتوسّطون من أهل التمكين الظاهري ، وحقيقة الإذن إنما هو توجّه وحداني مضاف إلى الحضرة الجمعية أو أحدية الجمع إلى إظهار أمر خاص مبنيّ على حكمة ومصلحة خاصّة ، وهو مختصّ بأهل التوقيف أو إلى إظهار أمر عام مبني على حكمة أو مصلحة عامة ، وذلك مختصّ بأهل التصريف من المتوسّطين .
ألا ترى أن كل أثر أضيف إلى عيسى عليه السلام وإلى ظاهر قوله وفعله قرن بذكره ذكر إذن خاص مضاف إلى حضرة الجمع المذكور ، حيث قيل : وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتى بِإِذْنِي [ المائدة : الآية 110 ] ، بهذا قال .
وسرّ الانفعالات الإذن الحاصلة لظواهر الأشياء عن ظاهر آخر صادر فعلها عن إذن خاص حال كون ذلك الإذن باطنا في كل مؤثر ظاهر أو باطن بحيث لا يضاف ذلك التأثير إلّا إلى ذلك الإذن هو ما أوصله بإذنك لفظي ، أي بياني أو قولي الكتاب العزيز بإذني مكرّرا .
إيضاح آخر : إذا أثر مثلا إنسان بفعل ضربة أثرا بيّنا في جسم إنسان آخر بحيث ظهر أثر الانفعال من ذلك الضرب في ذلك الجسم كان ذلك التأثير والفعل لا يضاف إلّا إلى القوة الباطشة الباطنة في يد ذلك الضارب ، وإن كان الضرب لم يبد إلّا من ظاهر يده ، ثم إذا أمعنت النظر لا يضاف ذاك الفعل والضرب إلّا إلى النفس ، التي هي أصل تلك القوّة وباطنها ،
ثم بعد إمعان نظر آخر يظهر لك أن ذلك التأثير والفعل لا يضاف إلّا إلى السرّ الوجودي الذي هو باطن النفس ، ثم أنه لا يضاف إلّا إلى جمعية الوجود التي هي أصل التأثيرات ومنبعها ، فإن كان هذا الضارب من الأنبياء أو الأولياء يشاهد عين ذلك الفعل والضرب حاصلا وظاهرا من عين هذا الجمع الذي هو باطن الجميع ، غير أن صاحب التمكين الأول من الأولياء يضيفه إلى مصلحة عامة في نفس فعل الضرب وحصوله .
وأمّا الأنبياء وأرباب التمكين الثاني والثالث والرابع ينظرون فيه ويرعون فيه مصلحة وحكمة أخرى خاصة بحسب اقتضاء الزمان ، ويتوجّهون في إظهار ذلك الفعل إلى حضرة الجمع المذكور طالبين فيه إذنا خاصّا ، ويظهرون بحسبه وحكمه ، فلا يضاف جميع التأثيرات بالنسبة إلى شهودهم إلّا إلى ذلك الإذن الخاص
“ 186 “
الحاصل من عين الجمع بلا واسط وغيرهم يرونها مضافا إلى عين الجمع ، لكن بوساطة الأسماء واقتضاءاتها العامّة لا الخاصة التي باطنها هذا الإذن الخاص المذكور الظاهر في كل آن بحكم الخلق الجديد .
615 - وجاء بأسرار الجميع مفيضها *** علينا ، لهم ختما على حين فترة
اللام في لهم بمعنى إلى متعلقة بختما ، أي : خاتما بطريق ذكر المصدر وإرادة الفاعل ، وتعلّق اللام التي بمعنى إلى بالخاتم يتضمن معنى الانتهاء إلى آخره ، فإنك إذا قلت : ختمت القرآن ، معناه : انتهيت إلى آخره في التلاوة ، وختما حال من فاعل جاء ،
وتقديره : وجاء مفيض أسرار جميع الأنبياء المذكورين وغير المذكورين علينا حال كونه منتهيا إلى آخر ظهور الأنبياء وانتهاء سلطنة حكم النبوّة والرسالة ،
بحيث لم يأت أحد بعد بالنبوّة ، وكان مجيئه على فترة من مجيء الأنبياء ودعوة الخلق إلى الحق ، وغلبة حكم الضلالة على الهداية ، فكانت الفترة حاصلة في ظهور آثار الهداية وأحكامها بسبب انقطاع الوحي الإلهي وتبليغ الرسل وقيامهم بحق الهداية .
يعني : لمّا لم يحل حكم ذوق أحد من الأنبياء والرسل وأولي العزم منهم من أثر خفي أو جليّ من الأسماء الكلّية والجزئية الداخلة في باطن البرزخية الثانية المسمّاة بالحقيقة الإنسانية التي مقامها مسمّى بمقام قاب قوسين ، وفي ظاهرها المسمّاة بالحضرة العمائية كانت آياتهم ومعجزاتهم وكتبهم وشهودهم ودعوتهم منصبغة بحكم ذلك الأثر الخفيّ أو الجلي الأسمائي ،
وحيث كانت الحقيقة الأحمدية تلك البرزخية الكبرى والقابلية الأولى السوائيّة التي نسبة جميع النسب والشؤون والمفاتيح إليها ، التي هي بواطن جميع الأسماء ومعانيها وجميعها فروعها وأصولها وتفاصيلها على السويّة ، كان ذوقه وشهوده جامعا جميع الأذواق والشهودات وأصلا لها خاليا عن التقيّد بشيء من الآثار ،
وكانت دعوته ورسالته عامّة شاملة جميع الأمم السالفة والخالفة وآثاره ومعجزاته وآياته شاملة جميع الآيات والمعجزات ،
وكان الكتاب المنزّل عليه المبين تفاصيل حقيقته الظاهرة من الابتداء إلى الانتهاء ولأحكامها كتابا مشتملا على جميع الكتب ومضموناتها ، فكان ذلك من أعظم آياته وأعمّ معجزاته حكما وآثارا ، ولما جاء هذا المظهر الجامع جميع أجناس العالم وأنواعه المسمّى بمحمد صلى اللّه عليه وسلم خاتما لجميع هؤلاء
“ 187 “
الأنبياء والرسل وأولي العزم من جهة نبوّاتهم ورسالاتهم ؛ لكونه جامعا بالذات وبالذوق وبالشهود الشامل الجامع جميع العلوم والأسرار والآيات ومغنيا بالكتاب والشرع الكاملين المغنيين بجمعيّتهما واشتمالهما على جميع أنواع البيان والهداية إلى أعلى مراتب الإيمان والإحسان عن كل نبيّ ورسول وأولي عزم ، وكل كتاب وشريعة مقيّد الحكم ، وعن كل هداية مختصّة بأثر اسم خفي أو جلي أفاض علينا أسرار جميع هؤلاء الأنبياء وآثارهم وآياتهم التي جمعها بحقيقته الجامعة أسرار الأوّلين والآخرين ، مع خصوص معجزاته العظيمة وآيته العميمة ،
وهو القرآن الحاوي علوم السابقين واللّاحقين مع إشارات وإلماعات من مقامه الأعلى الذي هو مقام أو أدنى يفهم منها أن جميع الأنبياء والرسل كانوا أتباعا وفروعا لحقيقة هذا الأصل ، وكانت دعوتهم عن نيابة وخلافة من هذا الأصل المحمدي الأحمدي صلى اللّه عليه وسلم ، وأنه كان أصلهم وكلّهم ومنشأ ظهور تفاصيلهم ، واللّه أعلم .
616 - وما منهم إلّا وقد كان داعيا *** به قومه للحقّ ، عن تبعيّة
يعني : لما كان بموجب : “ كنت نبيّا وآدم بين الماء والطين “ “ 1 “ ،
يعني : بين العلم وبين الصورة الطينية الآدميّة لم يكن داع حقيقي من الابتداء إلى الانتهاء ، بل من الأزل إلى الأبد إلّا هذه الحقيقة الأحمدية التي هي أصل جميع الحقائق الفاعلة والقابلة كان جميع هؤلاء الأنبياء ، كالأجزاء والتفاصيل لحقيقته ، فكانت دعوتهم من حيث جزئيتهم عن خلافة من كلّهم لبعض أجزائه ، وكانت دعوتهم دعوة الكل لجميع أجزائه إلى كلّيته ، والإشارة إلى ذلك قوله تعالى : وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ [ سبأ : الآية 28 ] ،
والأنبياء والرسل وجميع أممهم وجميع المتقدمين والمتأخرين داخلون في كافة الناس ، فكان هو داعيا بالأصالة وجميع الأنبياء والرسل يدعون الخلق إلى الحقّ عن تبعيّته ، وكانوا نوّابه وخلفاءه في الدعوة وإظهار آياتهم ومعجزاتهم الجزئية ، وهو أصلهم في الدعوة وإظهار آيته ومعجزته الكلّية التي هي القرآن العزيز المخصوص به لا يشاركه فيه غيره لجمعيته لفظا ومعنى ، جمعا وفرادى .
..........................................................................................
( 1 ) أورده العجلوني في كشف الخفاء ، حديث رقم ( 2017 ) [ 2 / 173 ] .
“ 188 “
617 - فعالمنا منهم نبيّ ، ومن دعا *** إلى الحقّ منّا قام بالرسليّة
يعني : لما كان الأنبياء عليهم السلام مرتفعون بالعلم باللّه وبأسمائه وصفاته الذي هو المقصد الذي لا غنى عن الرجوع إليه بموجب : وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ [ هود : الآية 123 ] ،
وهذا هو علم الحقيقة ، ومرتفعون أيضا بعلم كيفيّة الرجوع إليه ، وطريقة علم الآفات الطارئة على سائري هذا الطريق من دسائس النفس وشهواتها الخفية وشرابها الخفي من كل ما يبدو من الحسنات منها المعنى بما قيل : “ حسنات الأبرار سيئات المقرّبين “ ،
وبإزالة الانحرافات عن الأخلاق وتبديل مذمومها لمحمودها ، وتحقيق المقامات من التوبة ، والزهد ، والمراقبة ، والتفويض ، والتسليم ، والثقة ، والتوكّل ، والرّضا ونحو ذلك ، وهذا هو علم الطريقة الذي يقال إنه علم بكيفيّة تعديل الهيئات النفسانية والروحانية ومرتفعون أيضا بعلم تعديل الهيئات البدنية الجسمانية بطريق إزالة أحكام الانحرافات في القول ، والعمل ، والحركات ، والسّكنات ، وترك العادات ؛ وذلك هو علم الشريعة ،
وكانوا مخبرين كل من يسألهم شيئا مما ذكرنا من كل ما أشكل عليهم بحلية الأمر على ما هو عليه ، وكذلك في هذه الأمّة المحمديّة جماعة أكرمهم اللّه تعالى بمتابعة نبيّهم صلى اللّه عليه وسلم بالتحقيق بالارتفاع بهذه العلوم الثلاثة بعد تحقّقهم بحقيقة تعديل الهيئات البدنية ، وتعديل الهيئات النفسانية والروحانية ، وتحقيق المقامات المذكورة ،
وشهود الحق بموجب كون الحق تعالى سمعهم وبصرهم ولسانهم ويدهم ، فبه يسمعون وبه يبصرون وبه ينطقون وبه يبطشون ؛
لهذا قال : فعالمنا ، يعني بهذه العلوم الثلاثة بطريق التحقّق بأصلها ومنشئها من هذه الأمّة المحمدية هو في حكم النبيّ مما سلف من القرون الماضية ، يعني كل من تحقّق بهذه العلوم الثلاثة من أهل القرون الماضية ،
وارتفع بحكم العناية الأزلية بها كان نبيّا ، وفي الأمّة المحمدية منّا كان عالما كامل العلم ،
وكان كل من ارتفع بهذه العلوم الثلاثة ، ثم أمر بالدعوة إلى الحق كان رسولا ، وكذا كل من دعا من هذه الأمّة منّا إلى الحق بحكم إذن خاص من قبل الحق تعالى كان قائما بحق الرسولية ، مع أنه في الحقيقة لا يكون رسولا .
توضيح : اعلم أن كل اسم من الأسماء الكلّية ، نحو : الحيّ والعالم والمريد وأمثالها له نقطة وسطية نسبة جميع الأسماء المنتشئة من ذلك الاسم إليها على السويّة ألا وهي نقطة الولاية ، ولحقيقة ذلك الاسم الكلّي مثل الحياة والعلم
“ 189 “
والإرادة وأخواتها في كل عالم مظهر خاص ، وخصوصا من السماوات ، فإن كل سماء من السماوات السبع مظهر مختصّ بحقيقة من تلك الحقائق السبع المتوقّف عليها الحكم الإيجادي ، وهي الحياة والعلم والإرادة والقول والقدرة والجود والإقساط ، وكل كوكب مختصّ بكل سماء هو مظهر ذلك الاسم ، فكان نقطة وسطيّة كل كوكب وسماء يكون نسبة ما تنتشىء من أدوار ذلك الكوكب والسماء من الاتّصالات والتشكّلات إلى تلك النقطة على السويّة صورة ومظهرا لنقطة وسطية ذلك الاسم ،
والحقيقة التي كانت هذه السماء والكوكب مظهريهما ، واقتضاءات الأحكام الزمانية متعلّقة بحقيقة تلك النقطة وبسلطنة دورتها من جهة تكميل المظاهر الإنسانية ، ألا وتلك النقطة الوسطية الزمانية مظهر حكم النبوّة والرسالة ، فإن كل من رجع من نقطة الولاية لأجل تكميل نفسه أو غيره قبل ظهور الصورة المحمدية ودعوته ، وظهر في حاق تلك النقطة الوسطية الزمانية عند تنزّله كان نبيّا ،
وإذا أمر بالتبليغ كان رسولا ، غير أن في الدورة المحمدية الكلّية الجمعية اندرجت جميع النقط وأحكامها في الدورة العرشية وحكمها الكلّي الجمعي اندراج الفروع والجزئيّات وأحكامها في الأصول والكلّيات وأحكامها الكلّية ؛ كما أشار صلى اللّه عليه وسلم إلى ذلك بقوله : “ إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق اللّه السماوات والأرض “ “ 1 “ ،
يعني كان في مبدأ خلقهما لم يكن إحكام النقطة إلا مندرجة في حكم النقطة الكلّية العرشية ، فلم يكن تفاوت بالكبائس والنشىء وغير ذلك ، والآن رجع الأمر كما كان ، فلهذا ختمت النبوّة بصاحب هذه النقطة الوسطية العرشيّة المجددية ،
أعني الجناب المحمدي صلوات اللّه وتحيّاته عليه وعلى آله ، ومن بعد كل من نزل وظهر في تلك النقطة لم يكن نبيّا ولا رسولا ، ولكن قائما بحقوق أحكامها بحكم متابعة نبيّه خاتم الأنبياء صلى اللّه عليه وسلم وبحكم خلافته ونيابته وإظهار دعوته وتمشية شريعته وإعلاء كلمة نبوّته ورسالته ؛ لهذا كان قبل هذه الدورة المحمدية حكم النبوّة والرسالة ظاهرا ،
وحكم الولاية مخفيّا مندرجا فيه ، وبعدها كان حكم الولاية ظاهرا ، وحكم النبوّة مخفيّا مندرجا فيه ، فلا نبيّ بعده صلى اللّه عليه وسلم ولا رسول إلا قائمين بأحكامهما ، كما قررنا ، واللّه المرشد .
..........................................................................................
( 1 ) رواه البخاري في صحيحه ، في أبواب عدّة منها : باب ما جاء في سبع أرضين . . . ، حديث رقم ( 3025 ) [ 3 / 1168 ] ؛ ورواه مسلم في صحيحه ، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال ، حديث رقم ( 1679 ) [ 3 / 1305 ] .
“ 190 “
618 - وعارفنا في وقتنا الأحمديّ من *** أولي العزم منهم ، آخذ بالعزيمة
يعني : وعارفنا الأحمدي السير في عدم تقيّده وعدم تقيّد معرفته بحكم اسم مخصوص ووصف معيّن ، بل بحكم ما يفهم من إشارات الكتاب المحكم بنيان جميع الكمالات بحكم جمعية الإشارات والعبادات الجامع الكامل والمعرفة والشهود الذي هو ذو عزيمة صحيحة صادقة على العمل بما فيهم من هذا الكتاب ومن إشاراته ، وعلى أن يحمل غيره على هذا الفهم والعمل ببيانه في وقتنا هو بمنزلة من كان من الأنبياء والرسل آخذ بالعزيمة ، يعني من أولي العزم الذين أوتوا الكتاب المحكم بنيان كمالهم من عند ربّهم ، فعزموا على إمضاء أحكامه ، وتنفيذ مقتضياته من حيث كلّيتهم في أنفسهم ،
ومن حيث جزئيّتهم في قومهم ؛ فلا جرم كل خليفة كامل أو قطب من الأقطاب في هذه الأمة المحمدية هو بمثابة أولي عزم من الرسل ، وكل داع إلى الحق من هذه الأمة بعد تحقّقه بالعلوم الثلاثة ، وكان دعاؤه بإذن خاص من الحقّ ذلك بمنزلة رسول قائم بحقوق الرسالة ، وكل عالم منّا مرتفع بالعلوم الثلاثة علم الشريعة والطريقة والحقيقة مأذون بإذن عام ، لأن يخبر بالحق وبالطريق إليه كل من استخبر عن ذلك ظاهرا أو باطنا هو في حكم نبيّ ؛ كما قال صلى اللّه عليه وسلم : “ علماء أمّتي كأنبياء بني إسرائيل “ “ 1 “ ،
يعني العلماء بالعلوم الثلاثة المذكورة لا مجرد علم الأحكام الفقهيّة أو الأصوليين أو ظاهر التفسير والحديث ، فإن جميعها داخل في علم الشريعة لا يكفي مجرّد هذا العلم في أداء حقوق النبوّة ، فإن النبيّ إذا استخبر عن آفات الطريق وعلاماته ، أو عن حقيقة المقصد لا بدّ له من إخباره بذلك حتى يكون تماما في الإخبار ، وألّا يكون ناقصا فيه ، ولا يستحق الناقص ولا يتأهّل لمقام النبوّة .
يتبع
_________________
شاء الله بدء السفر منذ يوم ألست بربكم
عرفت ام لم تعرفي
ففيه فسافر لا إليه ولا تكن ... جهولاً فكم عقل عليه يثابر
لا ترحل من كون إلى كون، فتكون كحمار الرحى،
يسير و المكان الذي ارتحل إليه هو المكان الذي ارتحل منه،
لكن ارحل من الأكوان إلى المكون،
و أن إلى ربك المنتهى.
عرفت ام لم تعرفي
ففيه فسافر لا إليه ولا تكن ... جهولاً فكم عقل عليه يثابر
لا ترحل من كون إلى كون، فتكون كحمار الرحى،
يسير و المكان الذي ارتحل إليه هو المكان الذي ارتحل منه،
لكن ارحل من الأكوان إلى المكون،
و أن إلى ربك المنتهى.
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع
شرح أبيات قصيدة نظم السلوك من 601 إلى 625 .كتاب منتهى المدارك في شرح تائية سلطان العاشقين ابن الفارض الجزء الثاني للشيخ محمد بن أحمد الفرغاني :: تعاليق

شرح أبيات قصيدة نظم السلوك من 601 إلى 625 .كتاب منتهى المدارك في شرح تائية سلطان العاشقين ابن الفارض الجزء الثاني للشيخ محمد بن أحمد الفرغاني
العارف بالله تعالى الشيخ سعد الدين محمد بن أحمد الفرغاني المتوفى سنة 700 ه
619 - وما كان منهم معجزا صار بعده *** كرامة صدّيق له ، أو خليفة
اللام في له متعلقة بخليفة ، وهي لام الاختصاص ، والضمير عائد إلى نبيّنا محمد صلى اللّه عليه وسلم . واعلم أن الصدق هو مطابقة ما يظهر لما يضمر ، ولما هو واقع في نفس الأمر ،
وهو ثلاثة أنواع :
صدق في القول ، وهو مطابقة الإخبار لما هو
..........................................................................................
( 1 ) أورده العجلوني في كشف الخفاء ، حرف السين ، حديث رقم ( 1744 ) [ 2 / 83 ] والهروي في المصنوع [ 1 / 195 ] .
“ 191 “
الواقع .
وصدق في الفعل ، وهو مثل أنه إن كسب أو عمل مثلا للجمع والادّخار لا يظهر أنه إنما يعمل ويكسب لضرورة الاقتيات وإيصال الخير للغير ، أو إن تعلم للمباهاة وطلب الجاه أو المال أو الرفعة والمناصب لا يظهر أنه يتعلم لرفع الجهل ، أو لنفع الخلق ، أو التخلّق بالحقّ ونحو ذلك .
ونوع ثالث : صدق في الحال ، وهو أن لا يظهر حال الرّضا ، وفي نفسه تسخّط مما يجري عليه من مكروهات النفس أو لا يظهر حال التوكّل ، وفي نفسه تطلع إلى الغير ، وأن لا يظهر الثقة وفي نفسه الثقات إلى السبب ، ولا يظهر الفقر ، وفي نفسه شيء سوى ما هو فقير له وإليه .
وأمّا الصديق ، فهو الذي صار له هذه الأنواع الثلاثة ملكة بحيث لا يتخلّف أصلا ، ثم يصدق قوله فعله وحاله ، ويصدق حاله فعله وقوله ، ويصدق فعله قوله وحاله ، ومقام الصديقية قيل إنه تلو مقام النبوّة ، على معنى أن أقرب وصف إلى النبيّ وأنسب بحاله ومقامه إنما هو الصديقية ، فإن مبنى النبوّة من جهة الإخبار عن الحقّ إنما هو الصدق ؛ لهذا كان مقام الصدّيقية تلو النبوّة ، ويؤيّد هذا ما روي في بعض الأخبار عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال : “ كنت أنا وأبو بكر كفرسي رهان سبقته فاتبعني ، ولو سبقني لاتبعته “ “ 1 “ ،
يعني : أن الصديقية ذاتية له كما أنها ذاتية لي ، ولمّا كان من جملة استعدادات قبول النبوّة هذه الصفة الصديقية ، وكنت أنا وأبو بكر فيها على السواء من جهة أنها من ذاتياتي وذاتياته ، لكن سبقته بالعناية الأزلية ، فأدركت مقام النبوّة واقتضت صديقيته أن يتبعني هو ، ولو سبقني بتلك العناية كانت صديقيّتي تقضي أن أتبعه .
يقول : كل ما كان من الأنبياء والمرسلين وأولي العزم منهم ظاهرا من الآيات وخوارق العادات بصورة المعجزة صار بعد النبيّ الأميّ الأصل الجامع عين تلك المعجزة أو مثلها ظاهرا بصورة كرامة من قبل الحق تعالى مضافة إلى صديق من متابعيه أو خليفة له ، يشير إلى أن الكرامات مختصّة بمقام الصديقية والخلافة بواسطة أو بغير واسطة ، أعني أن الخلفاء على قسمين :
قسم هم الخلفاء بلا واسطة ، من حيث إنهم جامعون جميع الأسماء الإلهيّة الكلّية التي يتوقف عليها الأمر الإيجادي ، وهي الأئمّة السبعة غير أنه يظهر أثر خفيّ
..........................................................................................
( 1 ) هذا الأثر لم أجده بلفظه فيما لديّ من مصادر ومراجع .
“ 192 “
من إحدى هذه الأئمّة في ذوق هذا الخليفة الكامل ، وشهوده مع اشتمال ذلك الاسم على الجميع .
وقسم ثان من الخلفاء هم الخلفاء بواسطة ، وهو أن يكون كل واحد مظهرا لاسم واحد من هذه الأئمّة السبعة ، لكن من حيث تميّزه عن الباقي بأثر ووصف خاص مع أثر خفيّ من حكم الاشتمال ، وكل خليفة من القسم الأول لا بدّ وأن يكون له سبع خلفاء من القسم الثاني ، وهم الأبدال السبعة الذين كانت أربعة منهم أوتادا ، والثلاثة هم الإمامان مع القطب يصل كل واحد منهم في قطبيّته إلى مقام الخلافة من القسم الثاني ، وهو يكون خليفة بواسطة عن خليفة من القسم الأول الذي هو خليفة بلا واسطة .
فالحاصل أن كرامات الأولياء معجزات النبيّ الذي هم أتباعه ، غير أن الفرق بينهما أن تيك بلا واسطة ، وهذه بواسطة المتابعة وشرطها ، وأن التحدّي في الأوّل لازم الإظهار ، وفي الثانية واجب الإخفاء لحكم الواسطة ، ورفع اشتباه الواسطة بمن لا واسطة بينه وبين من أظهر تلك المعجزة بالأصالة .
620 - بعترته استغنت عن الرّسل الورى *** وأصحابه ، والتّابعين الأئمّة
عترة الرجل فيما يقال : أهله الأدنون ماضيهم وغابرهم ، ويقال : بل العترة من ولده وولد ولده وأدنى بني عمّه .
يقول : إن الخلائق صاروا بأولاد هذا النبيّ الذي هو أصل جميع الخلائق والجنّة والنار بأولاد أولاده من الأئمّة المطهّرين من الأرجاس ، وبيني عمّه مثل عليّ وابن عباس وبأصحابه الخلفاء الراشدين والأئمّة المهديين وعظماء التابعين المرشدين مثل الحسن ، وأويس ، وكميل ، وابن واسع ، وسالم ، وعمر بن عبد العزيز ، وابن سيرين ، ومن بعدهم من الأولياء الكاملين والمكمّلين وبإرشادهم الخلق ودعوتهم إلى الحق ،
وبالسير بهم إلى مقامات اليقين مستغنين عن سائر الأنبياء والمرسلين لقيام هؤلاء المذكورين حقّ مقام النبوّة والرسالة ، وبأداء واجب الدعوة والدلالة ،
فإنه لا يضلّ من اتبع هداهم ولا يذلّ من تعزّز باللّياذ إلى حماهم ، وإنما قدّم ذكر العترة على ذكر الصحابة باعتبار أن علوم الحقيقة والطريقة ما ظهرت أولا إلا بوساطتهم ونسبة الولاية بالذكر والخرقة لا يتّصل إلا بهذا رضوان اللّه عليهم أجمعين .
“ 193 “
621 - كراماتهم من بعض ما خصّهم به *** بما خصّهم من إرث كلّ فضيلة
قوله : خصّهم ، أي أعطى كل واحد منهم حصّة ونصيبا من ميراث كل فضيلة وأصل إليه ، فظهر به بعده .
يعني : لما كان مجمع جميع الفضائل والآيات والمعجزات ومظهر جميع تلك الأسماء الذاتية وما تضمّنت من فنون الكمالات ، إنما كان الحبيب الأقدس المحمدي صلى اللّه عليه وسلم قبل كل واحد من العترة والصحابة بقدر استعداده بحسن متابعته شيئا من كمالاته وكراماته ، فالذي ظهر منهم من كراماتهم كان من بعض ما خصّ كل واحد منهم بحسب قابليته واستعداده بسبب تعيينه لكل واحد حصة معينة من كل فضيلة غالب وظاهر حكمها فيه ورثها منه مع مشاركة في غيرها من الفضائل ورثها منه بسراية حكم جمعية متبوعه وأصله فيه ، فكان حصة أبي بكر رضي اللّه عنه منه قوّة اليقين والقدرة بعده على تقوية الدين مع فضائل أخر ، لكن الغالب عليه هذا .
وحصّة عمر رضي اللّه عنه حدّة البصر والبصيرة في رؤية الحق والإبصار على بعد المسافة مع غير هذا من الفضائل ، لكن غلب ظهور هذا عليه .
وحصة عثمان رضي اللّه عنه كمال الاستغراق في سماع القرآن والتفهّم منه والإعراض في تلك الحالة عن غير ذلك واختيار الموت دونه مع غير ذلك من الفضائل ، لكن آخر ما ظهر منه هذا ، والأمور بخواتيهما .
وأمّا حصة عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه ، فالعلم والكشف وكشف معضلات الكلام العظيم والكتاب الكريم الذي هو من أخصّ معجزاته صلى اللّه عليه وسلم بأوضح بيان بما ناله بقوله صلى اللّه عليه وسلم : “ أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها “ “ 1 “ ،
وبقوله : “ من كنت مولاه ، فعليّ مولاه “ “ 2 “ مع فضائل أخر لا تعدّ ولا تحصى .
..........................................................................................
( 1 ) رواه الحاكم في المستدرك في أبواب عدّة منها : باب ذكر إسلام أمير المؤمنين عليّ رضي اللّه عنه ، حديث رقم ( 4637 ) [ 3 / 137 ] ؛ والطبراني في المعجم الكبير ، عن ابن عباس ، حديث رقم ( 11061 ) [ 11 / 65 ] ؛ ورواه غيرهما .
( 2 ) رواه الحاكم في المستدرك ، ومن مناقب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه ، حديث رقم ( 4577 ) [ 3 / 118 ] ؛ والترمذي في السنن الكبرى ، باب مناقب عليّ . . . ، حديث رقم ( 3713 ) [ 5 / 633 ] ؛ ورواه غيرهما .
“ 194 “
وحصّة جميع الصحابة الهداية بقوله : “ أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم “ “ 1 “ ، مع فضائل أخر قبلوها من هذا الأصل بحسب استعداداتهم .
622 - فمن نصرة الدّين الحنيفيّ بعده *** قتال أبي بكر ، لآل حنيفة
الحنف : ميل عن الضلال إلى الاستقامة ، كما أن الجنف ميل عن الاستقامة إلى الضلال ، والحنيف : المائل ، والحنيفي منسوب إلى الدين المحمدي الذي هو مع العدالة والاستقامة والحنفي منسوب إلى مذهب أبي حنيفة رحمه اللّه ، وآل حنيفة هم فرقة الكذاب مسيلمة بن حبيب بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل لعنه اللّه ، وهذا البيت مبتدأ خبره محذوف .
يعني : قتال أبي بكر رضي اللّه عنه لآل حنيفة وأهل الرواة “ 2 “ بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على كثرتهم وعددهم وعدّتهم وقوّتهم وقلّة المسلمين وضعفهم ونقصانهم وانقصام ظهورهم لمفارقة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وقوّة إقدامه على الحرب وثباته وقدرته وتمكّنه على القتال من أجل نصرة الدين المنسوب إلى من هو أصل الميل إلى الاستقامة والعدالة ، يعني النبيّ صلى اللّه عليه وسلم كان مما خصّه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الكرامة وأعطاه حصّة من فضائله ، فورثه ذلك بعده .
623 - وسارية ، ألجاه للجبل النّداء *** من عمر ، والدّار غير قريبة
وكذا هذا البيت مبتدأ ، والخبر محذوف .
يعني : وسارية الذي كان مقدم عسكر بعثه عمر رضي اللّه عنه إلى العراق ، وحين أراد العدوّ عند قرب بلد نهاوند ، وجعل العدوّ عليه كمينا على يسار الجبل ، فرآه عمر رضي اللّه عنه من المدينة ، ورأى الكمين وهو في خطبة يوم الجمعة ، فناداه : يا سارية الجبل الجبل ، يعني : خذ طريق الجبل ، واحذر كمين العدوّ ، وأسمع سارية النداء وألجأه النداء إلى الجبل وسلم المسلمون من نكاية العدو ، والمسافة بين المدينة ونهاوند أكثر من مسيرة شهرين ، كان ذلك ممّا خصّ النبيّ صلى اللّه عليه وسلم
..........................................................................................
( 1 ) أورده الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، في أن النجوم . . . ، [ 3 / 61 ] ؛ ورواه ابن مندة في الفوائد ، حديث رقم ( 11 ) [ 1 / 29 ] .
( 2 ) كذا بالأصل وهي غير ظاهرة المعنى .
“ 195 “
عمر رضي اللّه عنه من خصص الفضيلة التي أنالها إياه من وراثة الفضائل والكرامات والآيات .
624 - ولم يشتغل عثمان عن ورده *** وقد أدار عليه القوم كأس المنيّة
وكذا هذا البيت مبتدأ خبره محذوف ، تقديره : وعلوم اشتغال عثمان رضي اللّه عنه عن ورده الذي هو تلاوة القرآن واستغراقه في ذلك وفي سماعه من لفظه وتفهمه معناه حال إدارة القوم السفهاء كأس الموت عليه بضربات السيوف ، وثباته في تلك الحالة على التلاوة والسماع والفهم كان من جملة ما خصّه النبيّ صلى اللّه عليه وسلم من كراماته وفضائله التي ورثها إياه بعده صلى اللّه عليه وسلم .
625 - وأوضح بالتأويل ما كان مشكلا *** عليّ ، بعلم ناله بالوصيّة
وكذا هذا البيت مبتدأ محذوف الخبر ، تقديره : وبيان عليّ كرم اللّه وجهه وإيضاحه بتأويل ما كان مشكلا من الكتاب والسنّة بواسطة علم ناله ، بأن جعله النبيّ صلى اللّه عليه وسلم وصيّه وقائما مقام نفسه ، بقوله : “ من كنت مولاه فعليّ مولاه “ “ 1 “ ، وذلك كان يوم غدير خمّ على ما قاله كرّم اللّه وجهه في جملة أبيات ، منها قوله :
وأوصاني النبيّ على اختياري * لأمّته رضا منه بحكمي
وأوجب لي ولايته عليكم * رسول اللّه يوم غدير خمّ
وغدير خمّ ماء على منزل من المدينة على طريق يقال له الآن طريق المشاة إلى مكّة كان هذا البيان بالتأويل بالعلم الحاصل بالوصيّة من جملة الفضائل التي لا حصى خصّه بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فورثها منه عليه الصلاة والسلام .
.
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 1 الشيخ سعد الدين الفرغاني Word
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 1 الشيخ سعد الدين الفرغاني PDF
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 1 الشيخ سعد الدين الفرغاني TXT
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 2 الشيخ سعد الدين الفرغاني Word
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 2 الشيخ سعد الدين الفرغاني PDF
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 2 الشيخ سعد الدين الفرغاني TXT
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع

تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 1 الشيخ سعد الدين الفرغاني Word
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 1 الشيخ سعد الدين الفرغاني PDF
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 1 الشيخ سعد الدين الفرغاني TXT
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 2 الشيخ سعد الدين الفرغاني Word
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 2 الشيخ سعد الدين الفرغاني PDF
تحميل كتاب منتهى المدارك في شرح تائية ابن الفارض ج 2 الشيخ سعد الدين الفرغاني TXT
عبدالله المسافر يعجبه هذا الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» مصطلح جليس الحق - الجلال .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح جبريل - جرس - تجريد - الجوع .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح التثليث .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الثبوت - الإثبات .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح تاج الملك .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح التوبة .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح ترجمان الحق .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح تابوت - تحت – التحتية .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح بيّنة اللّه .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح بهيمة - البيت - بيت اللّه - البيت الأعلى - بيت العبد - البيت العتيق - البيت المعمور – بيت الموجودات .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الابن - ابن الرّحمة - ابن الرّوح - ابن الظلمة – ابن المجموع .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح بقيّة اللّه - البلد الأمين - إبليس – بلقيس .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح برنامج - البرنامج الجامع – البرق - البسط - بشر - بشّر - باطل - باطن - البقاء .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الباء - نقطة الباء – بحر - البحران - بدر – الأبدار - بدل - برزخ - البرزخ الأعظم .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح أوّل – اخر .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الإنسان الكامل - الإنسان الكبير - الإنسان الصغير .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الإنس - الإنسان - الإنسان الأزليّ - انسان حيوان .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الأنثى .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الأمّيّة – الأمانة - الأيمان - المؤمن .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الأمّ – أمّهات الأسماء الإلهيّة - أمّ سفليّة - الأمّ العالية الكبرى للعالم - أمّ الكتاب - أمّ الهيّة - أمّ الموجودات - أمّهات الأكوان - أمّهات الوجود .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الإمامة – الأمام - الأمامان - الأمام الأعظم - الأمام الأعلى - الأمام الأكبر - امام مبين - الأمام المهديّ - امام الوقت .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الأمر - الأمر الإلهيّ - الأمر التكوينيّ - الأمر التكليفيّ - الأمر الخفيّ - الأمر الجليّ - أمر المشيئة - أمر الواسطة - الأمر الكليّ الساري .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الألوهيّة أو الألوهة - اله المعتقدات - الإله المخلوق - الإله المجعول - المألوه المطلق .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الله - الاسم الجامع - الاله المطلق - الاله الحق - الاله المجهول .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح المهيم - المهيمون .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الهمّة - الهو - الهوى - الهيبة والأنس .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الاستهلاك في الحق .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح هدى – الهادي الكوني - الهادي التبياني .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الهجير – الهاجس - الهجوم .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الهباء – الهباء الطبيعيّ - الهباء الصّناعيّ .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح وليّ – الولاية - الوهم .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الواعظ الناطق - الواعظ الصامت - الوقت - الوقفة - التوكّل .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الصفة .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الميزان - ميزان العالم .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح وارد - الورقاء .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الإرث – الوارث - ورثة جمعيّة محمّد صلّى اللّه عليه وسلم - وارث المختار - وارث القدم المحمّديّ - الوارث المكمّل - ارث الأسماء الالهيّة .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الود .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الوحي .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الوحشة .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح التوحيد - الاتحاد .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الأحديّة - أحديّة الأحد - أحديّة الكثرة - احديّة الوصف - الوحدانية - الواحدانية .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الوحدة - وحدة الوجود .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح التوجّه الإلهيّ .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح وجه الحق - وجه الحق في الأشياء - الوجه الخاص - وجه الشيء .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الوجود الواحد .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الوجد - الوجود - الوجود الحقيقيّ - الوجود الخياليّ - الوجود الحقيقيّ - أهل الوجود .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح ميثاق - ميثاق الذرّية - وثيقة الحق .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح وتد .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الأيثار - أجير .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الأثر - المؤثّر - المؤثر فيه .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح أبو الأجسام الإنسانيّة - أبو الأرواح - أبو العالم - أبو الورثة .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح أب علوي .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الآب الثاني .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الآب الأول .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح أباؤنا .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الآب .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح إبراهيم .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح الياقوتة الحمراء .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح يد اللّه - اليدان .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» مصطلح اليثربي .موسوعة المصطلحات الصوفية والاشارات
» فهرس موضوعات الكتاب .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 40 - إلهي كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان؟ وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان يا من أذاق أحباءه حلاوة مؤانسته؟ فقاموا بين يديه متملقين؟ .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 39 - إلهي بك أستنصر فانصرني وعليك أتوكل فلا تكلين وإياك أسأل فلا تخيبني وفي فضلك أرغب فلا تحرمني ولجنابك أنتسب فلا تبعدني وببابك أقف فلا تطردني .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 38 - إلهى أنا أتوسل إليك بفقري إليك وكيف أتوسل إليك بما هو محال أن يصل إليك أم كيف أشكو إليك حالي وهو لا يخفى عليك أم كيف أترجم لك بمقالي وهو منك برز إليك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 37 - إلهى أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك ووحدوك وأنت الذي أزلت الأغيار من قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك ولم يلجئوا إلى غيرك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 36 - إلهي قد دفعتني العوالم إليك وقد أوقفني علمي بكرمك عليك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 35 - يا من احتجب في سرادقات عزه عن أن تدركه الأبصار يا من تجلى بكمال بهائه فتحققت عظمته الأسرار كيف تخفى وأنت الظاهر؟ أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر؟ .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 34 - يامن استوى برحمانيته على عرشه فصار العرش غيبا في رحمانيته كما صارت العوالم غيبا في عرشه محقت الآثار بالآثار ومحوت الأغيار بمحيطات أفلاك الأنوار .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 33 - أنت الذي لا إله غيرك تعرفت لكل شيء فما جهلك شيء وأنت الذي تعرفت إلي في كل شيء فرأيتك ظاهرا في كل شيء .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 32 - إلهي كيف لا أفتقر إليك وأنت الذي في الفقر أقمتني أم كيف أفتقر إلى غيرك وانت الذي بجودك أغنيتني .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 31 - إلهي كيف أستعز وفي الذلة أركزتني أم كيف لا أستعز وإليك نسبتني أم كيف لا أستعز في قلبي وروحي وسري وإليك نسبتي .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 30 - إلهي كيف أخيب وأنت أملى أم كيف أهان وعليك متكلي .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 29 - إلهي إن رجائي لا ينقطع عنك وإن عصيتك وإن خوفي لا يزايلني وإن أطعتك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 28 - إلهي اطلبني برحمتك حتى أصل إليك واجذبني بمنتك حتى أقبل عليك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 27 - إلهي أن القضاء والقدر قد غلبني فلا حيلة لي إلا رجاء حولك وقوتك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 26 - إلهي تقدس رضاك عن أن تكون له علة منك فكيف تكون له علة مني؟ أنت الغني بذاتك عن أن يصل إليك النفع منك فكيف لا تكون غنيا عني؟ .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 25 - إلهي أخرجني من ذل نفسي وطهرني من شكى وشركى قبل حلول رمسى .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 24 - إلهي أغنني بتدبيرك عن تدبيري وباختيارك عن اختياري وأوقفني على مراكز اضطراري .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 23 - إلهي حققني بحقائق أهل القرب واسلك بي مسالك أهل الجذب .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 22 - إلهي علمني من علمك المخزون وصني بسر اسمك المصون .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 21 - إلهي هذا ذلي ظاهر بين يديك وهذا حالي لا يخفي عليك منك أطلب الوصول إليك وبك أستدل عليك لا بغيرك فاهدني بنورك إليك وأقمني بصدق العبودية بين يديك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 20 - إلهي أمرت بالرجوع إلى الآثار فأرجعني إليها بكسوة الأنوار وهداية الاستبصار حتى أرجع إليك منها كما دخلت عليك منها مصون السر عن النظر إليها .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 19 - إلهي عميت عين لا تراك عليها رقيبا وخسرت صفقة عبد لم تجعل من حبك نصيبا .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 18 - إلهي كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك؟ .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 17 - إلهي ترددي في الآثار يوجب بعد المزار فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 16 - إلهي كيف أعزم وأنت القاهر؟ أم كيف لا أعزم وأنت الآمر؟ .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 15 - إلهي إنك تعلم وإن لم تدم الطاعة مني فعلا جزما فقد دامت محبة وعزما .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 14 - إلهي كم من طاعة بنيتها وحالة شيدتها هدم اعتمادي عليها عدلك بل أقالني منها فضلك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 13 - إلهي حكمك النافذ ومشيئتك القاهرة لم يتركا لذي حال حالا ولا لذي مقال مقالا .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 12 - إلهي من كانت محاسنه مساوئ فكيف لا تكون مساوئه مساوئ؟ ومن كانت حقائقه دعاوي فكيف لا تكون دعاويه دعاوى .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 11 - إلهي كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك وكلما أيأستني أوصافي أطعمتني مننك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 10 - إلهي قد علمت باختلاف الآثار وتنقلات الأطوار أن مرادك مني أن تتعرف إلى في كل شيء حتى لا أجهلك في شيء .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 09 - إلهي ما أقربك مني وما أبعدني عنك وما أرأفك بي فما الذي يحجبني عنك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 08 - إلهي ما ألطفك مع عظيم جهلي وما أرحمك بي مع قبيح فعلى .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 07 - إلهي كيف تكلني إلى نفسي وقد توكلت لي؟ وكيف أضام وأنت الناصر لي؟ أم كيف أخيب وأنت الحفي بي؟ .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 06 - إلهي إن أظهرت المحاسن مني فبفضلك ولك المنة علي وإن ظهرت المساوئ مني فبعد لك ولك الحجة علي .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 05 - إلهي وصفت نفسك باللطف والرأفة بي قبل وجود ضعفي أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي؟ .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم
» 04 - إلهي مني ما يليق بلؤمي ومنك ما يليق بكرمك .المناجاة العطائية كتاب إيقاظ الهمم في شرح الحكم