المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
16 - ختام الكتاب بجملة صالحة في الكلام على يوم القيامة وما يقع فيه .كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: الشيخ عبد الوهاب الشعراني :: الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
صفحة 1 من اصل 1
18092020
16 - ختام الكتاب بجملة صالحة في الكلام على يوم القيامة وما يقع فيه .كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
16 - ختام الكتاب بجملة صالحة في الكلام على يوم القيامة وما يقع فيه .كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية للشيخ عبد الوهاب الشعراني
ولنختم الكتاب بجملة صالحة في الكلام على يوم القيامة وما يقع فيه وعلى الجنة والنار أعاذنا اللّه تعالى منها بفضله وكرمه آمين ملخصا من أبواب “ الفتوحات المكية “ مشيدا بكلام بعض مشايخنا :
اعلم أن اللّه تعالى إذا أمر إسرافيل أن ينفخ في الصور بعثر ما في القبور ثم حشر الخلق من الناس والوحوش بعد أن أخرجت الأرض أثقالها ولم يبق في بطنها سوى عينها جيء بالعالم كله إلى الظلمة التي دون الحشر فألقوا فيها حتى لا يرى بعضهم بعضا ولا يبصرون كيفية التبديل في السماء والأرض حين تقع فتمد الأرض مد الأديم وتبسط حتى لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ،
وسميت ساهرة لأنه لا نوم فيها إذ لا نوم لأحد بعد زوال الدنيا ثم وضع الصراط من الأرض علوا على استقامة إلى سطح الفلك المكوكب فيكون منتهاه إلى المرج الذي هو خارج سور الجنة .
قال : وأول جنة يدخلها الناس جنة النعيم وأما المأدبة فتكون في المرج وهي در مكة بيضاء نقية فيأكل منها أهل المأدبة ثم يقوم بعضهم فيقطف من الثمار المدلاة من فروع أشجار الجنة على السور وتوضع الموازين في أرض المحشر لكل مكلف ميزان تخصه ويضرب سور الأعراف بين الجنة والنار ، وقد جعله اللّه مكانا لمن اعتدلت كفتا ميزانه فلم ترجح إحداهما على الأخرى ،
واعلم أن معنى قولنا : أن لكل مكلف ميزانا تخصه أن كل واحد يتلون له الميزان بصورة ما كان العبد عليه في دار الدنيا وهو واحد في نفسه لا موازين متعددة هكذا أطلعنا اللّه عليه في واقعة من الوقائع وقد خلق اللّه تعالى جسد الإنسان على صورة الميزان وجعل كفتيه يمينه وشماله وجعل لسانه قائمة ذاته فهو لأي جانب مال ،
قال تعالى :وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ( 9 ) [ الرحمن : 9 ]
يعني بالميل إلى المعاصي والوقوع فيها وقد قرن اللّه تعالى الساعدة بالكفة اليمين والشقاء بالكفة اليسار ، فالاعتدال سبب البقاء والانحراف سبب الهلاك ،
قال : وموازين الآخرة كلها تدرك بحاسة البصر كموازين أهل الدنيا ولكنها ممثلة عكس الدنيا فهي كتمثل لأعمال سواء ثم إذا وضعت الموازين لوزن الأعمال جعلت فيها كتب الخلائق الحاوية لجميع أعمالهم لكن الظاهرة فقط دون الباطنة لأن الأعمال الباطنة لا تدخل الميزان المحسوس أبدا لكن يقام فيها العدل وهي الميزان الحكمي المعنوي فمحسوس لمحسوس ومعنى لمعنى يقابل كل بمثله
قال : وآخر ما يوضع في الميزان الحمد للّه ولهذا ورد “ والحمد للّه تملأ الميزان
قال : وإنما لم تكن لا إله إلا اللّه تملأ الميزان كالحمد للّه لأن كل عمل من أعمال الخير يقابله عمل آخر من جنسه ليجعل هذا الخير في موازنته ولا يقابل لا إله إلا اللّه إلا الشرك ولا يجتمع توحيد وشرك في ميزان واحد من الخلق أبدا ، بخلاف غير الشرك من سائر المعاصي
فإن الإنسان إن كان يقول : لا إله إلا اللّه معتقدا لها فما أشرك وإن أشرك فما اعتقد لا إله إلا اللّه ، فلما لم يصح الجمع بينهما لم تدخل لا إله إلا اللّه الميزان لعدم ما يعادلها في الكفة الأخرى .
( قال ) : وأما صاحب السجلات فإنما دخلت لا إله إلا اللّه ميزانه لأنه كان يقول : لا إله إلا اللّه معتقدا لها لكنه لم يعمل معها خيرا قط إنما عمل معها سيئات فتوضع لا إله إلا اللّه في مقابلة التسعة وتسعين سجلا من السيئات فترجح كفة لا إله إلا اللّه بالجميع وتطيش السجلات فلم ينقل مع اسم اللّه شيء فإذا فرغ الناس من الموازين وقفت الحفظة بأيديهم الكتب التي كتبوها في الدنيا من أعمال المكلفين وأقوالهم ليس فيها شيء من اعتقادات قلوبهم إلا ما شهدوا به على أنفسهم بما تلفظوا به من ذلك ، فعلقوها في أعناقهم بأيديهم فمنهم من يأخذ كتابه بيمينه ومنهم من يأخذه بشماله ومنهم من يأخذه من وراء ظهره وهم الذين نبذوا الكتاب وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا وليس أولئك إلا الأئمة المضلين الضلال الذين ضلوا وأضلوا
قال : واعلم أن الذي يعطى كتابه بيمينه هو المؤمن وأما الذي يعطى كتابه بشماله فهو المنافق لأن المشرك لا كتاب له يقرأ ولذلك يقول اللّه عز وجل للمنافق : اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ( 14 ) [ الإسراء : 14 ].
وقد عقب اللّه عز وجل الذي يأخذ كتابه بشماله بقوله :إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ( 33 ) [ الحاقة : 33 ] فسلب عنه الإيمان دون الإسلام ، لأنه كان منقادا للإسلام في ظاهره ليحفظ أهله ودمه وماله وهو في باطنه إما مشرك أو معطل أو متكبر أو كافر بخلاف الإيمان فإنه من أعمال القلوب لا يطلع عليه أحد .
قال : وأما الذين يأخذون كتبهم من وراء ظهورهم فهم الذين أوتوا الكتاب فنبذوه وراء ظهورهم فإذا كان يوم القيامة قيل للواحد منهم : خذ كتابك من وراء ظهرك أي من الموضع الذي نبذته فيه في حياتك الدنيا فهو كتابهم المنزل إليهم لا كتاب الأعمال فإنه حين نبذه وراء ظهره ظن أن لن يحور
أي : تيقن أن لن يرجع ، وهذا هو الذي يقول اللّه عز وجل له يوم القيامة حين يعاتبه ويقرره : أظننت أنك ملاقي الحديث ثم جيء بالحوض يتدفق ماؤه عليه من الأواني على عدد الشاربين منه لا تزيد ولا تنقص يرمى فيه أنبوبان أنبوب ذهب وأنبوب فضة وهو لزيق بالسور ، ومن السور ينبعث الأنبوبان فيشرب منه المؤمنون ،
واعلم أن الحوض والصراط يتلونان لشاكلة العلم والعمل وهما حقيقتا الشريعة وعلومها فالحوض علومها والصراط أفعالها فعلى مقدار الإحاطة بعلم الشريعة يكون الشرب من الحوض ،
وعلى مقدار اتباع الشريعة يكون المشي والاستقامة على الصراط فكل من ضيق على نفسه بالورع عن كل ما كرهه اللّه اتسع عليه الصراط وكل من ترك الورع هنا ضاق عليه الصراط هناك بقدر ما فر ،
فالصراط حقيقة إنما هو هنا لا هناك لأنه لا يمشي العبد هناك إلا على الصراط الذي أنشأه بأعماله في دار الدنيا من الأعمال الصالحة أو غيرها فهو في دار الدنيا باطن لا يشهد له صورة حسية يمد للعبد يوم القيامة جسرا ممدودا على جسر جهنم محسوسا أوله في الموقف وآخره على باب الجنة كما مر يعرف كل عبد إذا شاهده أنه بناؤه بجوارحه وصنعته بيده .
( قال ) : ولا يمشي كل إنسان على الصراط إلا في نور نفسه فقط لأن الصراط لا نور له في نفسه ولا يمشي أحد عليه في نور أحد نسأل اللّه اللطف ،
ثم يؤتى بمنابر من نور مختلفة في الإضاءة واللون فتنصب في تلك الأرض ويؤتى بالأنبياء يقومون فيقعون عليها قد غشيتهم الأنوار لا يعرفهم أحد في رحمة إلى الأبد عليهم من الخلع الإلهية ما تقر به أعينهم ويأتي كل إنسان معه قرينه من الشياطين والملائكة وتنشر الألوية ذلك اليوم للسعداء والأشقياء بأيدي أئمتهم الذين كانوا يدعونهم إلى الحق أو الباطل وتجتمع كل أمة إلى رسولها من آمن منهم ومن كفر ،
وتحشر الأفراد والأنبياء بمعزل من الناس بخلاف الرسل فإنهم أصحاب العساكر فلهم مقام يخصهم ،
وقد عين اللّه عز وجل في هذه الأرض بين يدي عرض الفصل والقضاء مرتبة عظمى امتدت من الوسيلة التي في الجنة تسمى المقام المحمود وهو لمحمد صلى اللّه عليه وسلم خاصة ،
ويأتي ملائكة كل سماء على حدة متميزة عن غيرها فتكون سبع صفوف أهل كل سماء صف والروح قائم مقدم الجماعة وهو الملك الذي نزل بالشرائع على الرسل ،
ثم يؤتى بالكتب المنزلة والصحف المكرمة وخلف كل كتاب من نزل من أجلهم فيمتازون عن أصحاب الفترات وعمن تعبد نفسه بكتاب لم ينزل من أجله وإنما دخل فيه وترك ناموسه لكونه من عند اللّه وكان ناموسه عن نظر فكري من عاقل مهدي ، ثم يأتي اللّه عز وجل على عرشه وملائكته الثمانية تحمله فيضعونه في تلك الأرض والجنة عن يمين العرش والنار من الجانب الأخر ،
وقد عمت الهيبة الإلهية قلوب أهل الموقف من إنسان وملك وجان ووحش فلا يتكلمون إلا همسا بإشارة عين وخفي صوت ثم ترفع الحجب بين اللّه وبين عباده وهو كشف الساق
ويأمرهم داعي الحق بالسجود المعهود فلا يبقى أحد سجد للّه خالصا إلا سجد ولا سجد رياء اتقاء الآخر على قفاه وبهذه السجدة ترجح ميزان أهل الأعراف لأنها سجدة تكليف فيسعدون ويدخلون الجنة
ويشرع الحق تعالى في الفصل والحكم بين عباده فيما كان بينهم ، وأمّا ما كان بينهم وبين اللّه فإن الكرم الإلهي قد أسقطه فلا يؤاخذ اللّه من عباده بذلك ذلك الوقت .
فهنيئا لمن لم يشهد مخاصمة بينه وبين أحد من الخلق ولم يقع له ذنب إلا بينه وبين اللّه ولن يقع له ذنب مطلقا ويختلف ذلك باختلاف المشاهد في التوحيد ثم تقع الشفاعة الأولى من محمد صلى اللّه عليه وسلم في كل شافع أن يشفع فيشفع الشافعون ،
ويقبل اللّه تعالى من شفاعتهم ما شاء ويرد من شفاعتهم ما شاء وقد بسط اللّه الرحمة في قلوب الشفعاء في ذلك اليوم ومن رد اللّه شفاعته من الشافعين فليس انتقاصا ولا عدم رحمة بالمشفوع فيه وإنما ذلك إظهارا للمنة الإلهية على عباده فيتولى اللّه سعادتهم ورفع الشقاوة عنهم .
واعلم أن الشافعين في ذلك اليوم واحد وثلاثة فالواحد أرحم الراحمين والثلاثة هم الملائكة والنبييون والمؤمنون .
يقول اللّه تعالى في ذلك اليوم : شفعت الملائكة والنبييون والمؤمنون وبقي أرحم الراحمين فلكل شافع طائفة تخص حضرته فأرحم الراحمين يشفع في الذين لم يعملوا خيرا قط غير توحيدهم للّه فقط فهم كصاحب السجلات .
( قال ) : وهؤلاء هم الذين شهدوا مع شهادة اللّه والملائكة أنه لا إله إلا هو ، وأما الملائكة فتشفع فيمن كان على مكارم الأخلاق شفاعتهم تكون على الترتيب وآخرهم شفاعة التسعة عشر فإن الملائكة إذا شفعت لن تشفع هذه التسعة عشر ،
بل تتأخر إلى أن تنقضي مدة المؤاخذات كلها ويتصفون بالرحمة وذلك عندما يرون أن غضب اللّه قد ارتفع عن عصاة الموحدين ،
وأما النبييون فيشفعون في المؤمنين خاصة ، والمؤمنون طائفتان مؤمن عن نظر وتحصيل دليل فالشافع فيه النبييون فإن الأنبياء جاءوا بالخير إلى أممهم وذلك هو متعلق بالإيمان ومؤمن مقلد بما أعطاه أبواه أو أهل الدار التي نشأ فيها فالشافع في هذا المؤمنون الذين فوقه في الدرجة بعد أن خلصوا بشفاعة رسول اللّه فيهم يعني في الشافعين .
قال : وصورة شفاعة أرحم الراحمين أن تشفع أسماء الحنان والرحمة واللطف عند الاسم الشديد العقاب والمنتقم والجبار فهي مراتب أسماء الإلهية لا شفاعة محققة فيتولى الحق تعالى بنفسه إخراج من شاء من النار إلى الجنة ويملأ اللّه تعالى جهنم بغضبه وعقابه والجنة برضاه تعالى ورحمته ، وقد اختلف الناس في الجنة والنار هل خلقتا الآن أم لا والخلاف مشهور وأقام كل طائفة الدليل على قوله بما رآه حجة عنده وأطال الشيخ محيي الدين رحمه اللّه الكلام على ذلك في الباب الحادي والستين من « الفتوحات » ثم قال : وأما عندنا وعند أصحابنا من أهل الكشف والتعريف فهما مخلوقتان غير مخلوقتين ، فأما قولنا غير مخلوقتين فكرجل أراد أن يبني دارا فأقام حيطانها كلها الحاوية عليها خاصة فيقال : قد بنى دارا فإذا دخلها أحد لم ير إلا سورا دائرا على فضاء وساحة ثم بعد ذلك ينشئ بيوتها على أغراض الساكنين فيها وتفاوت مراتبهم ودرجاتهم أو دركاتهم من قصور وغرف وسراديب ومهالك ومخازن وما ينبغي أن يكون فيها مما يريده الساكن من الآلات التي تستعمل فيها وأطال في ذلك .
ثم قال : فقوله تعالى : أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [ آل عمران : 133 ] ، إشارة إلى تعيين أماكن كل إنسان في الجنة أو النار كما يعلم المهندس جدران البناء بالجص قبل بناء الأساسات ثم يشرع بعد ذلك في بناء السور ثم الدهاليز ثم أشجار الفواكه ثم القصور أو الدركات .
قال : فإن كانت الدار هي الجنة بنى سورها من التوحيد ، وإن كانت الدار هي النار بنى سورها من الشرك أو الكفر أو النفاق أو التكبر ونحو ذلك على حسب دركات سكانها في طبقاتها فلا ينتهي بناء جنة كل إنسان إلا بآخر أعماله في دار الدنيا فإذا انتهى البناء فما بقي إلا السكنى
فيقال له : اخرج إلى دارك فقد كمل بناؤها ، فإذا طلعت روحه حبس في البرزخ حتى يتكامل عدد السكان وتنتهي مددهم
فينادي المنادي : اخرجوا جميعا إلى مساكنكم ، فمعنى أعدت على هذا التقرير أي أعدت لهم قبل دخولهم لها لا قبل خلقهم وإيجادهم ما عدا السور المتقدم ويؤيد ذلك قوله صلى اللّه عليه وسلم : “ من فعل كذا بنى اللّه له بيتا في الجنة “ فعلق وجود ذلك البيت على فعل ذلك الأمر فدل على أنه لم يكن مبنيا قبل ذلك
وكذلك يؤيده أيضا قوله صلى اللّه عليه وسلم : “ إن الجنة طيبة التربة عذبة الماء وإنها قيعان وغراسها سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر “ ونحو ذلك .
( قال ) : وأما ما ورد في الصحيح “ أن اللّه عز وجل خلق جنة عدن بيده وشق فيها أنهارها وأدلى فيها ثمارها “ فهو صحيح لأن حضرة الحق لا ماضي فيها ولا آتي ولا صباح ولا مساء فهو كقوله تعالى :أَتى أَمْرُ اللَّهِ [ النحل : 1 ]
فله تعالى أن يخبر عن حضرته المذكورة بما شاء لأنها لا تتقيد بزمان كالخلق في مصطلحهم في الألفاظ واللّه أعلم .
( قلت ) : ويحتمل أن اللّه تعالى خلق الجنان على ما شاء من الأوصاف التي تسمى بها جنانا من أشجار وأنهار وأتراب ، ثم أبقى فيها أماكن خالية قابلة لما يبنى فيها ويغرس من تناهي أفعال المكلفين غير ما ينعم اللّه
قال الشيخ : واعلم أن خواص المؤمنين ليس لهم بناء من أعمالهم إلا في الجنة ، وأما غير الخواص فيبنون بأعمالهم في الجنة تارة وفي النار أخرى على حسب طاعاتهم ومعاصيهم .
وقال الشيخ في الباب التاسع والثمانين ومائتين ما نصه : روينا عن الشيخ أبي مدين إمام الجماعة رضي اللّه عنه أنه كان يقول : يدخل السعداء الجنة بفضل اللّه والأشقياء النار بعدل اللّه وكل منهم ينزل في داره بالأعمال ويخلد فيها بالنيات التي مات مصرّا عليها بمعنى أنه لو مات وهو مؤمن عازم على ارتكاب ذنب سنة مثلا خلد في النار قدر سنة أو وهو عازم على عدم التوبة منه إلى أن يموت خلد في النار قدر عمره وكل ذلك إن شاء اللّه تعالى
ثم إن شاء غير ذلك فعفوه أوسع واللّه تعالى أعلم ، غير أن الذي وصل إلى علمنا أطول الناس مكثا في جهنم من عصاة الموحدين من يمكث نحو خمسين ألف سنة ولعله كان يفرض أنه لو عاش إلى القدر المذكور لبقي على معصيته ، إلا أن يعتقد أن أحدا يريد منهم على ذلك أبدا لا بنص .
قال : وهو كشف صحيح وكلام حر عليه حشمة انتهى .
قال : الشيخ محيي الدين رحمه اللّه : وأصناف أهل الجنة أربع :
الأول : الأنبياء والرسل .
والثاني : أتباعهم بشرط أن يكونوا على بصيرة وبينة من ربهم وهم الأولياء والعلماء والعاملون .
الثالث : المؤمنون أي المصدقون بالأنبياء وبما جاءوا به من الشرائع .
الرابع : العلماء بتوحيد اللّه من أنه لا إله إلا هو بالأدلة العقلية .
قال : ومقام كل صنف متميز عن الآخر هناك بالنزول وإن كان نازلا في الدرجة بالعلو إن كان عاليا ولا حسد بين الأدنى والأعلى هناك بخلاف الدنيا .
قال : وإذا وقع التجلي الإلهي للرؤية ويكونون جلوسا على مراتبهم فالأنبياء على المنابر والأولياء على الأسرة والعلماء باللّه على الكراسي ، والمؤمنون المقلدون في توحيدهم على مراتب وذلك الجلوس كله يكون في جنة عدن على الكثيب الأبيض . قال : وأما من كان موحدا من طريق النظر في الأدلة فيكون جالسا على الأرض وإنما نزل على هذا عن الرتبة التي للمقلد في التوحيد لأنه يطرقه الشبه من تعارض الأدلة والمقالات في اللّه وصفاته فمن كان تقليده جزما هو أوثق إيمانا ممن يؤخذ توحيده من النظر في دلالة يؤولها .
قال : كان ضيافة أهل الجنة زيادة كبد الحوت إذا دخلوها بشرى لأهل الجنة ببقاء الحياة لهم فيها لأن الحوت حيوان بحري مائي من عنصر الحياة المناسب للجنة بخلاف ضيافة أهل النار تكون بطحال الثور الذي هو بيت الغم ومجمع أوساخ البدن .
قال : وخلق اللّه تعالى الجنة بطالع الأسد الذي هو الأقليد لأنه برج ثابت ، فللجنة الدوام وللأسد القهر ولذلك يقول أهلها للشيء كن فلا يتخلف عن التكوين وليس في البروج من له السطوة مثل الأسد . قال :
وأما الجنة المعنوية التي هي كالروح للجنة المحسوسة فخلقها اللّه تعالى من الفرح والسرور والابتهاج فأجسام أهل الجنة تتلذذ بالأمور الجسمانية وأرواحهم تتلذذ بالأمور المعنويات كالروائح والنغمات الطيبة والصور الحسان وغير ذلك .
قال : لو كانت الأجسام تتلذذ بالمعاني لكان كل حيوان من البهائم يتلذذ برؤية كل وجه جميل وليس الأمر كذلك فما كل نعيم أهل الجنة إلا بتلذذهم بها حسا ومعنى لأنها دار الحيوان بل نقول : هي أشد تنعما بأهلها الداخلين فيها
كما ورد أنها تقول : “ يا رب ائتني بأهلي فقد كثر حليي وعبقريي “ . الحديث .
قال : الناس في الشوق على أقسام فعصاة المؤمنين يشتاقون إلى الجنة وهي لا تشتاق إليهم وأرباب الأحوال من الأولياء تشتاق إليهم الجنة وهم لا يشتاقون إليها لسكرهم بحلالهم والمكذبون بيوم الدين والقائلون بنفي الجنة المحسوسة لا تشتاق إليهم الجنة ولا يشتاقون إليها
وقد بسط الشيخ الكلام على أحوال الجنة في الباب الخامس والستين من “ الفتوحات “ .
قال : ومن أعظم النعيم لأهل الجنة تنعمهم بالتمني فما يتوهم أحد منهم نعيما فوق نعيمه ويتمناه إلا حصل ووجد نفسه فيه بحسب ما توهمه ، إن توهمه معنى كان معنى وإن توهمه حسا كان محسوسا فهو تمن محقق لوجود ما يتمناه ،
قال : وما جاءهم هذا النعيم المقيم والجزاء على مدة طاعاتهم في دار الدنيا
إلا من حيث نيتهم الصالحة التي كانوا نووها في دار الدنيا وهو أن أحدهم كان يتمنى أن لو قسم اللّه تعالى له جميع الطاعات حتى فعلها وداوم عليها مدى الدهر ، فلما قصرت به العناية في دار التكليف أعطاه اللّه تعالى نظير هذا التمني في الجنة فيكون له فيها ما تمناه فلحق بأصحاب تلك الأعمال في الدرجات الأخروية مع راحته في دار الدنيا من التعب كما ورد « أنه من نام على نية أنه يقوم من الليل فأخذ اللّه بروحه إلى الصباح كتب له قيام ليلة » الحديث بمعناه .
قال : ولنا جنة برزخية أشار إليها القرآن العظيم في قوله تعالى : مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى [ محمد : 15 ] .
قال : وإنما كانت برزخية لأنها لا هي محسوسة لقوله تعالى : مُتَّكِئِينَ عَلى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ [ الطور : 20 ]
ولا روحانية كقوله تعالى : فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ( 55 ) [ القمر : 55 ] فوصف اللّه تعالى الجنان على حسب تفاوت عقول الناس .
قال : وقد صرح المسيح عليه السلام بما أومأنا إليه من النعيم الروحاني .
فقال يوما للحواريين حين أوصاهم وفرغ من وصيته : فإذا فعلتم ما أمرتكم به كنتم غدا معي في ملكوت السماء عند ربي وربكم وترون الملائكة حول عرشه تعالى يسبحون بحمده ويقدسونه ، وأنتم هناك متلذذون بجميع اللذات من غير أكل ولا شرب .
قال : وإنما صرح المسيح بذلك ولم يرمزه لأن خطابه كان مع قوم قد هذبتهم التوراة وكتب الأنبياء وكانوا متهيئين لتصورها وقبولها بخلاف نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم فإنه اتفق مبعثه في قوم أميين أهل براري غير مرتاضين بعلوم ولا مقرين ببعث ولا نشور ، بل ولا عارفين بنعيم ملوك الدنيا فضلا عن نعيم ملوك الجنة فلذلك جاء أكثر أوصاف الجنان في كتابهم جثمانية تقريبا لفهم القوم وترغيبا لنفوسهم .
قال : ولما كانت أنهار الجنة أربعة أنهار لا غير علمنا قطعا أن التجلي العلمي لا يقع إلا في أربع صور ماء ولبن وخمر وعسل ،
فأنهار الماء لأصحاب العلوم التي تدخلها الآراء وأما أنهار اللبن الحليب الذي لم يتغير طعمه لعقده أو مخضه أو تربيته فهي لأصحاب العلم بأسرار الشرع من الأئمة المجتهدين وأما أنهار الخمر فهي للأمناء من أصحاب العلوم الذوقية كعلم الخضر عليه السلام وأما أنهار العسل المصفى فهي لأهل العلم بطريق الوحي والإيمان وصفاء الإلهام ، وأطال الشيخ في ذلك في الباب التاسع والأربعين ومائة .
( قال ) : واعلم أن أهل الجنة يعطون في الجنة التكوين ، فكل ما خطر له تكوينه كونه أسرع من لمح البصر فلا يزال أهل الجنة خلاقين دائما بإرادة اللّه تعالى ذلك لارتفاع الافتقار والذلة هناك ، إذ الجنة ليست بمحل لذلك وإنما محله الدنيا أو النار وأطال في ذلك .
قال : وفاكهة الجنة كما وصف اللّه تعالى لا مقطوعة ولا ممنوعة أي تؤكل من غير قطع فيقطف الإنسان ويأكل من غير قطع فالأكل موجود والعين باقية في غصن الشجرة ، وليس المراد بأن الفاكهة غير مقطوعة في شتاء ولا صيف أو يخلف مكان قطعها أخرى على الفور كما فهمه بعضهم ،
فعين ما يأكله العبد هو عين ما يشهده ونظير ذلك سوق الجنة يظهر فيه صور حسان فإذا نظر أهل الجنان فكل صورة اشتهاها أحدهم دخل فيها فيلبسها ويظهر بها ملكه ولعينه وهو يراها في السوق ما انفصلت ولا فقدت ولو اشتهاها كل من في الجنة دخل فيها وهي على حالها في السوق ما برحت .
ذكره الشيخ في الباب التاسع والتسعين من “ الفتوحات “ . قال : وأقرب شيء شبها بذلك في الدنيا تصور الولي أي وجوده في عدة أماكن وهو ذات واحدة حقيقة في مظاهر متعددة في رأى العين ، ويليه بقرب الشبه صورة ما تراه في المرآة المقابلة لك فقد تكون في يدك تفاحة فتراها في المرآة لا تشك أنها صورة ما في يدك إلا أن الأول أشبه واللّه أعلم .
وقال في الباب الثاني والثمانين وثلاثمائة منها : اعلم أن الصور التي في سوق الجنة مباحة فكل من اشتهى صورة دخل فيها وينصرف بها إلى أهله كما ينصرف بالحاجة مشتريها من السوق ما خرجت منه ولا يعلم حقيقة هذا الأمر إلا من أطلعه اللّه من طريق كشفه على نشأة الدار الآخرة واللّه أعلم .
قال : والذي أعطاه الكشف الصحيح أن أجسام أهل الجنة تنطوي في أرواحهم فتكون الأرواح ظروفا للأجسام عكس ما كانت في الدنيا فيكون الظهور والحكم في الدار الآخرة للروح لا للجسم ،
قال : ولهذا يتحولون في أي صورة شاءوا كما هم اليوم عندنا الملائكة وعالم الأرواح .
وقال : وتجوهر أبدان أهل الجنة بحسب صفاء أعمالهم الصالحة في دار الدنيا من الشوائب فكل من كان أكثر إخلاصا في علمه وعمله كان بدنه أشف وأنور .
قال : وإذا اشتهى أهل الجنة التناسل حصل ، فيجامع الرجل زوجته الآدمية أو الحوراء فيوجد اللّه تعالى عن كل دفعة ولدا وذلك لأن اللّه تعالى قد جعل هذا النوع الإنساني غير متناهي الأشخاص لشرفه عنده .
قال : ولذة الجماع هناك تضاعف على لذة جماع أهل الدنيا أضعافا مضاعفة فيجد كل من الرجل والمرأة لذة لا يقدر قدرها لو وجداها في الدنيا غشي عليهما من شدة حلاوتها ولكن تلك اللذة إنما تكون بخروج ريح إذ لا منيّ هناك كالدنيا كما صرحت به الأحاديث فيخرج من كل من الزوجين ريح مثيرة كرائحة المسك فيلقيان في الرحم فيتكون من حينه فيها ولد وتكمل نشأته ما بين الدفعتين فيخرج ولدا مصورا مع النفس الخارج من المرأة ولا يزال هذا الأمر لهم دائما كلما شاءوا .
قال : ويشاهد هذان الأبوان كل من تولد عنهما من ذلك النكاح في كل دفعة ثم إن الأولاد يذهبون فلا يعودون إليهم أبدا كالملائكة المتطورين من أنفاس بني آدم في دار الدنيا لا يعودون إليهم ، كالملائكة السبعين ألفا الذين يدخلون البيت المعمور كل يوم .
قال : ولا حظّ لهؤلاء الأولاد في النعيم المحسوس ولا المعنوي إنما نعيمهم برزخي كنعيم صاحب الرؤيا .
وقال : وقد يقع مثل ذلك لبعض الأولياء في دار الدنيا فينكح الولي من حيث روحه زوجته من حيث روحها فيتولد بينهما أولاد روحانيون بأجسام وصور محسوسات ، قال : وقد وقع لنا ذلك مرات وأطال في ذلك في الباب التاسع والستين وثلاثمائة .
( قلت ) : وليس لأهل الجنة أدبار مطلقا لأن الدبر إنما خلق في الدنيا مخرجا للغائط ولا غائط هناك ولو أن ذكر الرجل أو فرج المرأة يحتاج إليه في جماعهم وفي ولادتها إن وقعت لما كان وجد في الجنة فرج لعدم البول فيها واللّه أعلم .
قال : ونعيم أهل الجنة مطلق والراحة فيها مطلقة إلا راحة النوم فليس عندهم من نعيم راحته شيء لأنهم ينامون ولا يعرف شيء إلا بذوق ضده .
وقال : وأما أهل النار فينامون في أوقات ببركة محمد صلى اللّه عليه وسلم وذلك هو القدر الذي ينالهم من النعيم ونسأل اللّه العافية آمين .
قال الشيخ محيي الدين : وهذا يدلك على أن النار محسوسة بلا شك كما أشار إليه قوله تعالى :كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً[ الإسراء : 97 ]
فإن النار ما تتصف بهذا الوصف إلا من كون قيامها بالأجسام لأن حقيقة النار لا تقبل هذا الوصف من حيث ذاتها ولا تقبل الزيادة ، وإنما الجسم المحرق بالنار هو الذي يسجر بالنار ، ذكره في آخر الباب الخامس والستين من “ الفتوحات “ .
قال : واعلم أن عدد الجنات من حيث المراتب ثلاثة . جنة اختصاص وجنة ميراث وجنة أعمال ولكل واحدة منها أهل كما ذكره الشيخ في الباب السابع والسبعين ومائتين من “ الفتوحات “ .
فأهل جنة الاختصاص الأنبياء والأطفال والمجانين أهل التوحيد العلمي ومن لم تبلغه دعوة نبي ، وسميت بجنة الاختصاص لأنها لم تكن عن عمل سابق ، وأهل جنة الميراث هم كل من دخل الجنة ممن ذكرنا ومن المؤمنين وهي الأماكن التي كانت معينة لأهل النار لو دخلوها
كما ورد أنه يقال للمؤمن : “ هذا مكانك من النار قد أبدلك اللّه به مكانا من الجنة “ وسبب وقوع هذا القول للمؤمن أن الوجود كله يطلب الإنسان وليس بعض الوجود في حقه أولى من بعض فإذا أمر اللّه بعبده إلى الجنة بفضله وكرمه بقيت نسبته من النار تستدعي حظها وملأها وكذلك من يدخل النار تبقى نسبته في الجنة تستدعي حظها وملأها فيقال له : انظر مكانك في الجنة ، لو كنت آمنت باللّه تعالى لدخلتها فيزداد حسرة وندامة .
( قال ) : وأما أهل جنة الأعمال فهم أهل الأعمال الصالحة ، فمن لم يكن له عمل صالح في دار الدنيا لا يكون له في جنة الأعمال نصيب ، لأن الناس إنما ينزلون فيها بأعمالهم فقط ،
قال تعالى في هذه الجنة: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [ النحل : 32 ] .
وقال : تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[ الأعراف : 43 ].
قال : وهذه الجنة مشتملة على بضع وسبعين جنة على عدد شعب الإيمان لا يزيد على عددها ولا تنقص ، والبضع من الواحد إلى التسع فمن جمع شعب الإيمان كلها فهو الذي يتبوأ من الجنة حيث يشاء .
قال : وصورة مجاورة الجنان الثمانية لبعضها بعضا دوائر ثمانية جنة في قلب جنة ، أعلاها عدن وهي قصبة الجنة بمنزلة دار الملك يدور عليها ثمانية أسوار بين كل سورين جنة ، ويلي جنة عدن في العلو والفضل جنة الفردوس ثم جنة الخلد ثم جنة النعيم ثم جنة المأوى ثم دار السلام ثم دار المقامة .
قال : وكل جنة يصدق عليها اسم أخواتها ، فجنة النعيم جنة خلد ودار سلام وجنة مأوى ودار مقامة وهكذا .
قال : والوسيلة الخاصة برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في أعلى جنة عدن تسمى فيها دار المقامة .
قال : ولسائر الجنان اتصال بهذه الوسيلة ليتنعموا بشهوة طلعة صاحبها صلى اللّه عليه وسلم ويتفرع منها سائر الجثاب ، فلها شعبة في كل جنة ومن تلك الشعبة يظهر محمد صلى اللّه عليه وسلم لأهل تلك الجنة فهي في كل جنة أعظم منزلة تكون فيها .
قال الشيخ في الباب السادس والتسعين ومائتين : ودرجات الجنة على عدد دركات النار ، لأنه ما من درجة إلا ويقابلها درك من النار حتى أنه تعالى لما قال في أهل الجنة : وَلَدَيْنا مَزِيدٌ [ ق : 35 ] ،
قال في أهل النار : زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ [ النحل : 88 ]
إلا أنه ليس في النار دركة اختصاص كما سيأتي ، وإيضاح ذلك أن الأمر والنهي لا يخلو العبد إما أن يعمل بهما أو لا يعمل ، فإن عمل بالأمر كانت له درجة في الجنة معينة لذلك العمل خاصة ، وفي موازنة هذه الدرجة المخصوصة لهذا العمل الخاص إذا تركه الإنسان درك في النار لو سقطت حصاة من تلك الدرجة في الجنة لوقعت على خط استواء في ذلك الدرك من النار ، فإذا سقط الإنسان من العمل بما أمر فلم يعمل كان ذلك الترك لذلك العمل عين سقوطه إلى ذلك الدرك .
قال : واعلم أن الأعراف هو درج العمل بالأمر والنهي ودرك ترك العمل بهما فما منع صاحب الأعراف من النزول إلى درك تلك الأعمال السيئة إلا التوحيد وأطال في ذلك .
ثم قال : واعلم أن محمدا صلى اللّه عليه وسلم ملء الجنان ، فلا ولي يتنعم بجنته إلا وهو صلى اللّه عليه وسلم متنعم بنعمته مشارك له فيها لأن الولي ما وصل إلى ذلك إلا باتباعه له صلى اللّه عليه وسلم فلهذا كان سر النبوة قائما به في تنعمه
وهو معنى قوله صلى اللّه عليه وسلم : “ من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها “ فله صلى اللّه عليه وسلم أجر جميع الأنبياء من تبعهم لكونه نبي الأنبياء ، لكل نبي أجر من تبعه من غير أن ينقص من أجرهم شيء .
وقال : وأما منزلته صلى اللّه عليه وسلم يوم الزور الأعظم على يمين العرش ، ومنزلته يوم القيامة بين يدي الحكم العدل من حضرات الأسماء الإلهية لتنفيذ الأوامر الإلهية ، فكل أهل موقف يأخذون عنه في ذلك الموطن لأنه وجه كله يرى من جميع جهاته وله من كل جانب أعلام من اللّه تعالى يفهم عنه ما يريد على لسان ملك بصوت وحرف لكمال النعيم والأنس ،
وأما شجرة طوبى فهي في منزل الإمام علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه وهي حجاب مظهر نور فاطمة الزهراء رضي اللّه عنها ،
فما من جنة ولا درجة ولا بيت ولامكان إلا وفيه فرع من شجرة طوبى وذلك ليكون سر كل نعيم في كل جنة ،
ونصيب كل ولي فيها من نور فاطمة رضي اللّه عنها في حجاب ذلك الفرع ، وأطال الشيخ في ذلك في الباب الحادي والسبعين وثلاثمائة .
وقال : فشجرة طوبى لجميع شجر الجنات كلها كآدم لما ظهر فيه من البنين ، وذلك أن اللّه تعالى لما غرس شجرة طوبى بيده ونفخ الروح زينها بثمر الحلى والحلل اللذين هما زينة لكل لابس ، فنحن على التحقيق أرضها
كما قال تعالى : إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها [ الكهف : 7 ] .
وأعطت من حقيقتها ثمار الجنة عين ما هي عليه ، كما أعطت النواة النخلة وما تحمله مع النوى الذي في ثمرها انتهى .
قال : واعلم أن جميع التفاضل الواقع في النعيم بين الأنبياء إنما هو من حيث جنة الاختصاص ، وأما جنة الأعمال فهم فيها متساوون من حيث أن كل عامل لخير له جنة جزاء عمله ويقع التفاضل بحسب المشاهد في الأعمال وقوة الاستعداد وضعفه .
وقال : وأما الطائفة الذين يعطيهم اللّه تعالى في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فهم أهل التوحيد في الأفعال الذين يشهدون أعمالهم خلقا للّه لا لهم حال مباشرة الأعمال فيفعلونها امتثالا لأمر اللّه من غير أن يعينوا لهم في أنفسهم جزاء فكان جزاؤهم غير محدود ،
وذلك لأن عيونهم لم تر عملهم وآذانهم لم تسمع به ولم تخطر أعمالهم على قلب بشر من غيرهم أو منهم لتجردهم عنها للّه وحده ما عدا نسبة التكليف .
قال : ويعرف أهل الجنة فيها الليل والنهار بالكشف والرؤية والمقادير التي في الفلك الأطلس المعبر عنها بالبروج ، فيعلمون بذلك حد ما كان عليهم في دار الدنيا مما يسمى بكرة وعشيا وكان لهم في هذا الزمان في الدنيا حالة تسمى الغذاء والعشاء فيتذكرونها هنالك فيأتيهم اللّه تعالى برزق خاص في ذلك الوقت الخاص فلذلك قال تعالى : وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا [ مريم : 62 ] .
إذ لا شمس هناك ولا قمر . قال : ومعنى قوله تعالى : في الجنة أُكُلُها [ الرعد : 35 ] دائم أن الأكل لا ينقطع عنهم متى اشتهوه ، ولا أنهم يأكلون دائما فالدوام في الأكل هو عين التنعيم بما يكون به الغذاء للجسم ، فإذا أكل الإنسان حتى شبع فليس ذلك بغذاء ولا بأكل على الحقيقة وإنما هو كالجابي الجامع للمال في خزانته ، والمعدة جامعة لما جمعه هذا الآكل من الأطعمة والأشربة فإذا اختزن ذلك في معدته ورفع يده فحينئذ تتولاها الطبيعة بالتدبير وينتقل ذلك الطعام من حال إلى حال ، ويغذيه بها في كل نفس فهو لا يزال في غذاء دائم ولولا ذلك لبطلت الحكمة في ترتيب نشأة كل متغذ ، ثم إن الخزانة إذا خلت من الأكل حرك الطبع الجابي إلى تحصيل ما يملؤها به وهكذا على الدوام .
قال : فهذا معنى قوله : أُكُلُها دائِمٌ [ الرعد : 35 ]
وأطال الشيخ في ذلك في الباب الثامن والتسعين وثلاثمائة فراجعه .
قال : واعلم أن الحركة التي كانت تسير بالشمس ويظهر من أجلها طلوعها وغروبها موجودة في الفلك الأطلس الذي هو سقف الجنة ، وجميع الكواكب السيارة في النار كلها سابحة فيها كسباحتها الآن في أفلاكها على حد سواء . قال :
ولولا ذلك ما عرف أهل التقويم الآن متى يكون الكسوف ، ولا كم يذهب من ضوء الشمس عن أعيننا فلو لا المقادير الموضوعة والموازين المحكمة التي قد علمها اللّه تعالى للمقومين ما علم أحد منهم ذلك .
قال : واعلم أن الكثيب الذي في جنة عدن هو مسك أبيض وجنة عدن هي قصبة الجنان وقلعتها وحضرة الملك الخاصة ولا يدخلها غير الخواص إلا بحكم الزيارة .
وقال : وفي هذا الكثيب منابر وأسرة وكراسي ومراتب لأنّ أهل الكثيب أربع طوائف :
رسل وأنبياء وأولياء ومؤمنون ، وكل صنف منها متفاضل وإن اشتركوا في المنابر
مثلا قال تعالى : تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ [ البقرة : 253 ] .
وقال : وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ [ الإسراء : 55 ]
وقال : وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ [ الأنعام : 165 ] يعني الخلق فدخل فيه جميع بني آدم دنيا وآخرة ، فإذا أخذ الناس منازلهم في الجنة استدعاهم الحق تعالى إلى رؤيته فيسارعون على قدر مراتبهم ومشيهم هنا في طاعة ربهم ، فإن منهم البطيء ومنهم السريع ومنهم المتوسط ويجتمعون في الكثيب وكل شخص يعرف مرتبته علما ضروريا يجري إليها ولا ينزل إلا فيها كما يجري الطفل إلى الثدي لو رام أحدهم أن ينزل في غير مرتبته لما قدر ولو رام أن يتعشق بغير منزلته لما استطاع بل يرى في منزله أنه قد بلغ منتهى أمله وقصده فهو يتعشق بما هو فيه من النعيم تعشقا طبيعيا ذاتيا ولولا ذلك لكانت دار ألم وتنغيص ولم تكن جنة ولا دار نعيم ، غير أن الأعلى له نعيم بما هو فيه في منزلته وعنده نعيم الأدنى .
قال : وأدنى الناس منزلة مع أنه ليس هناك أدنى من لا نعيم له إلا بمنزلة خاصة ، وأعلاهم الذي لا أعلى منه من له نعيم بالكل ، فعلم أن كل شخص نعيمه مقصور عليه فما أعجب هذا الحكم ، ثم إذا نزل الناس في الكثيب للرؤية وتجلى الحق تعالى تجليا عاما كان التجلي واحدا من حيث العين وكثيرا من حيث اختلاف الصورة ، فإذا رأوه انصبغوا عن آخرهم بنور ذلك التجلي فمن علمه في كل معتقد شرعي فله كل معتقد من علمه في اعتقاد خاص لم يكن سوى نور صورة ذلك المعتقد .
قال : واعلم أن الخلق في حال الرؤية لا بد أن يفنوا عنهم ، فلم يقع لهم لذة في زمان رؤيتهم فإن اللذة عند أول التجلي حكم سلطانها عليهم فأفنتهم عنها وعن أنفسهم فهم في اللذة في حال فناء لعظيم سلطانها قال : وهذا ذوق غريب لا يعرفه إلا من ذاقه لا يقدر على إنكاره من نفسه.
قال : وإذا وقع لأهل الجنة رؤية اللّه عز وجل كان الناس فيها على أقسام : فمنهم من يرى ربه بباصر العين ومنهم من يراه بكلها ، ومنهم من يراه بجميع وجهه ومنهم من يراه بجميع جسده وهذه تكون للأنبياء وكمل ورثتهم بحكم التبع لهم .
وقال : وليس بين الخلق وبين ربهم هناك إلا حجاب العظمة لا غير . وهو أنهم يرونه بقدر وسعهم وطاقتهم لا غير من غير إحاطة ، فقصورهم عن الإحاطة هو حجاب العظمة .
قال : وتشبيهه صلى اللّه عليه وسلم رؤيتنا للّه تعالى برؤيتنا للشمس والقمر ليس المراد بها رؤيتنا لهما حال ضوئهما ، وإنما المراد رؤيتنا لهما حال كسوفهما لأن البصر عند ذلك يدرك ذات الشمس والقمر التي لا تقبل الزيادة النورية ولا النقصان فهذا هو الإدراك المحقق لذات الشمس ، ولذلك لما قيل له صلى اللّه عليه وسلم أرأيت ربك يا رسول اللّه فقال : نور أنّى أراه؟
يعني : كيف أراه ونوره شعشعاني يخطف الأبصار لأنه ليس من جنس النور المخلوق بالتشبيه من حيث إدراك الذات ليكمل به النعيم لا من حيث الإحاطة فتحيط بالحق تعالى كما تحيط بالشمس والقمر حال الكسوف وغيره فافهم .
ثم قال : فعلم أن نور الرب الذي يقع فيه التجلي يوم القيامة وفي الجنة لا شعاع له فلا يتعدى ضوؤه نفسه وذلك ليدركه البصر وهو في غاية الوضوح .
قال : وأقسام الناظرين إلى الحق تعالى لا تنحصر ، إذ الرؤية تابعة لاعتقادهم في دار الدنيا سعة وضيقا إجلالا وتعظيما وذلك ليجني كل أحد ثمرة اعتقاده ، فمنهم من حظه النظر إلى ربه لذة عقلية ومنهم من حظه لذة نفسية ومنهم من حظه لذة حسية ومنهم من حظه لذة خيالية ومنهم من حظه لذة مكيفة ،
ومنهم من حظه لذة غير مكيفة ومنهم من حظه لذة ينقال تكييفها ومنهم من حظه لذة لا ينقال تكييفها وهكذا ، فهم درجات عند اللّه كما كانوا في الدنيا والفطر مختلفة من أصل المزاج الذي ركبها اللّه عز وجل عليه .
قال : وهذا هو السبب في اختلاف نظر الخلق بأفكارهم في المعقولات فحظ هؤلاء في لذة النظر مثل ما تخيل إليهم في نظرهم سواء .
قال : واعلم أن خواص الأولياء والعلماء لا ينظرون ربهم إلا في مرآة نبيهم صلى اللّه عليه وسلم لكونها أكمل المرايا إذ هي حاوية لجميع المرايا .
يتبع
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
16 - ختام الكتاب بجملة صالحة في الكلام على يوم القيامة وما يقع فيه .كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الوهاب الشعراني :: تعاليق
16 - ختام الكتاب بجملة صالحة في الكلام على يوم القيامة وما يقع فيه .كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية للشيخ عبد الوهاب الشعراني
ولنختم الكتاب بجملة صالحة في الكلام على يوم القيامة وما يقع فيه وعلى الجنة والنار أعاذنا اللّه تعالى منها بفضله وكرمه آمين ملخصا من أبواب “ الفتوحات المكية “ مشيدا بكلام بعض مشايخنا :
قال : وغير الخواص من الأولياء والعلماء ينظرون في مرايا من هم على أقدامهم من الأنبياء السابقين وذلك لأن تجليه تعالى في معارف قلوب الأنبياء أتم وأكمل من تجليه في قلوب غيرهم ، لا سيما في باب الإيمان بما جاءت به الرسل من الصفات التي تخيلها العقول فالكامل من لا يطأ مكانا لا يرى فيه قدم الاتباع لنبيه صلى اللّه عليه وسلم أبدا .
قال : ومن الأولياء من يطلعه اللّه تعالى على مستند كل معتقد فهذا يشارك الكل في نعيم الرؤية ، فما أعظمها من لذة ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم .
قال الشيخ رحمه اللّه : وأما النار أعاذنا اللّه منها . فاعلم يا أخي أن اللّه تعالى خلقها من تجلي قوله تعالى في الحديث القدسي : جعت فلم تطعمني وظمئت فلم تسقني ، الحديث .
وهذا من أعظم تنزل تنزل الحق تعالى به لعباده لطفا بهم ورحمة ، فمن هذه الصفة خلقت النار ولذلك تجبرت على الجبارين وقصمت المتكبرين .
قال : واعلم أن عذاب أهل النار إنما هو بما يكون في النار لا بنفس النار إذ النار إنما هي دار سجن أهلها وسكناهم لا غير وإنما عذاب أهلها بما يخلقه اللّه تعالى فيهم من الآلام متى شاء ، فعذابهم حقيقة من اللّه تعالى وهم محل له ،
قال : ونضج الجلود في جهنم ليس عن النار حقيقة وإنما هو متولد بين النار وأهلها نشأ من مجاورتهما لأن نفس جمرات النار محرقة بالنار فما هي النار انظر وتأمل .
وقال : وما في النار من الزمهرير هو أحد أركان النار لأن الحقائق لا تتبدل وقد خاطب اللّه تعالى النار بقوله : قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلى إِبْراهِيمَ ( 69 ) [ الأنبياء : 69 ] فلو لا أن من حقيقتها البرد ما بردت فالنار تقبل البرد كما تقبل الحرارة سواء ،
قلت : وهذا المحل يحتاج إلى تأمل وتحرير ، وقد أطال الشيخ الكلام على النار في الباب الحادي والستين والباب الثاني والستين من « الفتوحات » ، واللّه أعلم .
قال : واعلم أن النار لا تحرق من عصاة الموحدين إلا جوارحهم الظاهرة فقط لأن إيمانهم يمنع من تخلصها إلى قلوبهم ،
فانظر يا أخي عناية التوحيد بأهله كيف أمات جوارح جسده حتى لا تحس بالنار فهم كالنائم سواء حتى تأتيهم الشفاعة فإذا بعثهم اللّه من تلك النومة وجدوا إيمانهم على باب النار ينتظرهم فإذا غمسوا في نهر الحياة الذي على باب الجنة دخلوا الجنة ، فلا يبقى في النار من علم أن اللّه إله واحد جملة واحدة ،
قال : ومحل ظهور سلطان الغضب في جهنم إنما هو إذا دخل أهلها إليها ، أما إذا لم يكن فيها أحد فلا ألم فيها في نفسها ولا في نفس ملائكتها بل هي ومن فيها منهم متنعمون متلذذون يسبحون اللّه لا يفترون .
قال :وإنما احتاجت النار إلى جرها بالسلاسل كما ورد لغلبة الرحمة منها على الموحدين
فتقول : أتسلل شيئا فشيئا لعل اللّه تعالى أن يتطاول بالرحمة على عباده كما هو شأن بطانة الخير عند الملك ، فإذا حق الغضب الإلهي على قوم غضبت لغضب الحق
كما أنه صلى اللّه عليه وسلم يقول : سحقا سحقا لمن أخذ بهم ذات الشمال من أمته حين يقال له : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك بعد أن كان قال : أمتي أمتي أول ما رآهم وهم يسحبون إلى النار .
وقال : في موضع آخر إنما امتنعت جهنم من الإتيان بسرعة واحتاجت إلى جرها بالسلاسل للرحمة القائمة بها على من تنتقم منه وذلك لأنها ما فتحت عليها من حين خلقت إلا على مسبح للّه بحمده ، لا نعرف ما هي الأحكام التي استحق بها المكلف النار إلا أن تعلم ذلك بإعلام من اللّه تعالى ، فإذا جيء بها وأمرت بالانتقام من الجبابرة والعصاة جذبت إليها أهلها بالخاصية جذب المغناطيس للحديد ،
وذلك لأن الشهوات والأفعال المحرمة كانت تجذبهم إلى النار ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم آخذ بحجزهم عنها وهم يتفلتون من يده ،
قال : وقد أوجد اللّه تعالى جهنم بطالع الثور ولذلك كان صورتها الجاموس ، وكان طعام أهلها إذا دخلوها طحال الثور الذي هو بيت الدم والأوساخ ومحل يجتمع فيه الدم الفاسد إذ الثور حيوان ترابي طبعه البرد واليبس ، فناسب ذلك أهل النار أشد مناسبة فيما فيه من الدمية ، لا يموت أهل النار بما فيه من أوساخ البدن والدم الفاسد المؤلم لا يحيون ولا ينعمون ، بل كلما أكلوا من ذلك ازدادوا مرضا وسقما .
( قال ) : واعلم أن محل النار وما تحت مقعر أرض الجنة الذي هو سقف النار وبهذه النار يكون صلاح ما في الجنة من المأكولات والفواكه كما تؤثر الشمس النضج في فواكه أهل الدنيا والشمس والقمر والنجوم كلها في النار تفعل في الأشياء هنالك النضج في العلو ، كما كانت تفعل النضج هنا في السفل ، وكما هو الأمر هنا كذلك ينتقل الأمر هناك بالمعنى وإن اختلفت الصور والأحكام .
ألا ترى أن أرض الجنة مسك وهو حار بالطبع لما فيه من النارية وأشجار الجنة مغروسة في تلك التربة المسكية ، فالمسك هناك بمثابة الزبل هنا في تعفين الأرض
لتصيب الثمار كما ذكره الشيخ في الباب السادس والثمانين .
قال : واعلم أن جميع الكواكب التي في جهنم مظلمة الأنوار لا نور لها فالقمر والشمس يطلعان ويغربان في النار لكن بلا نور فصورة الكواكب فيها كصورة الكسوف التام عندنا ، فشمس جهنم شارقة لا مشرقة .
قال : وإنما لم يكن أهل النار يشهدون نور الكواكب لما في الدخان من الكدورة ، وكما كانوا في الدنيا عميا عن إدراك ما جاءت به الشرائع من الحق كذلك صاروا عميا في النار عن إدراك الأنوار ، فليل أهل النار لا صباح له كما أن نهار أهل الجنة لا ليل له،
قال : ولا يزال هذا الأمر للفريقين أبد الآبدين ، ولذلك سمى اللّه تعالى يوم القيامة باليوم العقيم لأنه لا يوم بعده .
قال : هو يوم السبت لأن القيامة تقوم يوم الجمعة وما يجيء وقت الضحى من يوم السبت حتى يقع جميع ما في يوم القيامة من الحساب وتعمر الداران بأهلهما من ذلك الوقت ، وتغلق جهنم على أهلها غلقا لا فتح بعده وترى الخلق والشياطين فيها كقطع اللحم في القدر إذا أوقدت تحته نار قوية نسأل اللّه العافية .
( قلت ) : وتمام استقرار أهل كلّ من الدارين فيها قبل انتهاء ضحى ذلك اليوم على ما سيأتي في إنهاء الكتاب عند قول الشيخ وينقضي بيوم القيامة جميع ما فيه من المؤاخذات . قال : واعلم أن الفلك المكوكب مخلوق في جوف الفلك الأطلس وما بينهما من خلق الجنات بما فيها ، فهذا الفلك أرضها والأطلس سماؤها قال : ومقعر فلك الكواكب هو الدار الدنيا ومن هناك إلى ما تحته يكون استحالة جميع ما تراه إلى الآخرة ، فينتقل من ينتقل من الدنيا إلى الجنة من إنسان وغير إنسان وما بقي بعد ذلك فهو في النار .
ذكره في الباب الحادي والسبعين وثلاثمائة ، فعلم أن حد النار من مقعر فلك الكواكب الثابتة إلى أسفل سافلين وذلك بعد فراغ الناس من الحساب .
قال : واعلم أن أهل النار الذين لا يخرجون منها أربع طوائف : المتكبرون والمعطلة والمنافقون والمشركون ويجمعها كلها المجرمون
قال : تعالى : وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ( 59 ) [ يس : 59 ] أي المستحقون لأن يكونوا أهلا لسكنى النار فهؤلاء الأربع طوائف هم الذين لا يخرجون من النار من إنس وجن .
قال : وإنما جاء تقسيمهم إلى أربع طوائف من غير زيادة لأن اللّه تعالى ذكر عن إبليس أنه يأتينا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ولا يدخل أحد النار إلا بواسطته ، فهو يأتي للمشرك من بين يديه ويأتي للمتكبر من عن يمينه ويأتي المنافق من عن شماله ويأتي للمعطل من خلفه .
قال : وإنما جاء للمشرك من بين يديه لأن المشرك رأى بين يديه جهة غيبته فأثبت وجود اللّه ولم يقدر على إنكاره فجعله إبليس يشرك باللّه في ألوهيته شيئا يراه ويشاهده ، وإنما جاء للمتكبر من جهة اليمين لأن اليمين محل القوة
فلذلك تكبر لقوته التي أحس بها من نفسه ، وإنما جاء للمنافق من جهة شماله الذي هو الجانب الأضعف لكون المنافق أضعف الطوائف كما أن الشمال أضعف من اليمين ، ولذلك كان في الدرك الأسفل من النار ويعطى كتابه بشماله .
قال : وإنما جاء للمعطل من خلفه لأن الخلف ما هو محل نظر ، فقال له : ما ثم شيء،
قال : فهذه أربع مراتب لأربع طوائف ولهم من كل باب من أبواب جهنم جُزْءٌ مَقْسُومٌ [ الحجر : 44 ] ،
قال : وهي منازل عذابهم ، فإذا ضربت الأربعة التي هي المراتب في السبعة أبواب كان الخارج ثمانية وعشرين منزلا عدد منازل القمر وغيره من الكواكب السيارة .
قال : وكان مما ظهر من تسيير هذه الكواكب السيارة وجود ثمانية وعشرين حرفا ، منها ألف اللّه تعالى الكلمات وظهر بها الكفر والإيمان في العالم فترجم بها كل شخص عما في نفسه من إيمان وكفر وكذب وصدق لتقوم حجة اللّه على عباده ظاهرا بما تلفظوا به .
قال : وإنما كان لجهنم سبعة أبواب لأن أبواب الجنة كذلك سبعة ، وأما الباب الثامن فخاص بجنة الرؤية وهو الباب المغلق في النار ، ويسمى باب الجحيم فلا يفتح أبدا ،
قال : وإنما كان الأمر كما ذكرنا لأن صورة هذه الأبواب صورة الباب الذي إذا انفتح انسد به موضع آخر فعين غلقه لمنزل فتحه منزلا آخر ، فأبواب النار إذا غلقت عين فتح أبواب الجنة .
( قلت ) : وأهل كل باب مبينون ، ففي القرآن فأهل جهنم هم الذين كفروا بربهم ، وأهل السعير هم الشياطين وأهل لظى هم كل من أدبر وتولى وجمع فأوعى ، وأهل سقر هم كل من لم يصل ولم يطعم المسكين وخاض مع الخائضين وكذب يوم الدين ، وأهل الجحيم كل همّاز مشاء بنميم منّاع للخير معتد أثيم إذا تتلى عليه آيات اللّه
قال : أساطير الأولين ، وأهل الحطمة هم كل هماز لماز جماع للمال يحسب أن ماله أخلده ، وأهل الهاوية هم كل من خفت موازينه واللّه أعلم .
( قال ) : وإذا دخل إبليس النار يكون ملأها ، فإنه لا يعذب أحد فيها إلا وإبليس سبب تعذيبه ومشارك له فيه .
قال صلى اللّه عليه وسلم : “ ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها “ فبهذا الاعتبار كان ملء النار بحقيقته فإنه ما دخل أحد النار إلا لموافقته له .
قال : وهذا سر كون مستقره في النار في الطابقة الرابعة فليس هو تخفيفا عنه بالنسبة للدركات السفلية وإنما ذلك للإحاطة والشمول .
قال : ويكون عذابه في النار تارة بالزمهرير المضاد لنشأته ، وتارة بالنار .
قال : ونظير ذلك الجسم الحساس يكون حياته بخروج النفس ، فإذا منع بالشنق أو الخنق انعكس راجعا إلى القلب فأحرقه فمات ، وأهل النار من الجن هم الكفار لا غير لأنه ليس في الجن مشرك ولا معطل ولا منافق
ولهذا قال اللّه تعالى : كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ [ الحشر : 16 ] الآية .
فألحق اللّه تعالى الشيطان بالكفار ولم يلحقه بالمشركين ، وإن كان هو الذي يوسوس للإنس بالشرك حتى يشركوا ، فكل مشرك كافر وليس كل كافر مشركا ، أما كفر المشرك فلعدوله عن أحدية الإله الحق ليسترها عن النظر في الأدلة والآيات وتعيينها في عيسى مثلا وأما شركه فباتخاذه مع اللّه إلها آخر
ويلحق به من آمن ببعض وكفر ببعض وتأمل قوله تعالى : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ [ المائدة : 72 ]
ما قال : لقد أشرك لأنه لم يجعل مع اللّه إلها آخر انتهى ، فليحرر هذا المحل فإنه دقيق .
قال : واعلم أن أهل النار يتزاورون لكن على حالة مخصوصة وهي أن لا يتزاور إلا أهل كل طبقة مع طبقته كالمحرور يزور المحرورين والمقرور يزور المقرورين فلا يزور مقرور محرورا وعكسه بخلاف أهل الجنة للإطلاق والسراح الذي لأهلها المشاكل للنعيم ضد ما لأهل النار من الضيق والتقييد .
وقال : اعلم أنه ليس في النار من دركة اختصاص كما في الجنة لأن الناس إنما يعذبون في النار بأعمالهم لا غير وما أخبرنا الحق تعالى قط أنه يختص بنقمته من يشاء أبدا فما نزل من نزل النار إلا بأعماله فقط .
قال : ولهذا يبقى فيها أماكن خالية فيخلق اللّه تعالى لها خلقا يعمرونها وهو قوله تعالى : فيضع الجبار فيها قدمه فتقول قط قط أي حسبي حسبي .
قال : وإنما دخل زيادة العذاب على الطائفة التي قال اللّه تعالى فيهم : زِدْناهُمْ عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ [ النحل : 88 ]
من جهة أنهم أضلوا غيرهم وأدخلوا عليهم الشبه فالزيادة المذكورة خاصة بالأئمة المضلين وإضلالهم من أعمالهم حقيقة فما ثم زيادة إلا من هذه الحيثية فافهم .
قال : وأشد العذاب على أهل النار ما يقع في بواطنهم من التوهمات ، فإنهم لا يتوهمون قط عذابا أشد مما هم فيه إلا تكون في نفوسهم لوقته وإليه الإشارة بقوله تعالى : نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ ( 6 ) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ ( 7 ) [ الهمزة : 6 - 7 ] .
قال : واعلم أن أطول الناس مكثا في جهنم من عصاة الموحدين هو من يمكث فيها نحوا من خمسين ألف سنة ثم يخرج منها بالشفاعة ،
قال : وإنما قلنا نحوا من خمسين ولم نقل خمسين لأنا لسنا من كمال الخمسين على يقين وإنما استروحنا إلى ما قلناه من قوله تعالى : فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [ المعارج : 4 ] والمقدار إنما يكون تقريبا ولا يقطع بتحديده .
قال : وينقضي بيوم القيامة جميع ما فيه من المؤاخذات لعصاة الموحدين فلا يبقى في النار بعد ذلك اليوم أحد ممن وحد اللّه تعالى ولو مرة في عمره ومات على ذلك فيوم القيامة متصل بيوم الدنيا وليس بينهما إلا ليل البرزخ وفي فجر هذه الليلة تكون نفخة البعث وفي طلوع شمس يومه يكون إتيان الحق تعالى للفصل والقضاء كما يليق بجلاله وفي قدر ركعتي الإشراق ينقضي الحكم وتعمر الداران بأهلهما كما مر فكل منهم خالد فيما هو فيه .
قال : وليس عند أهل النار الذين هم أهلها نوم وإنما يكون النوم فيها لعصاة الموحدين فقط وهذا القدر الذي يتنعمون به في النار ويستريحون فمنهم من ينام الألف سنة ومنهم من ينام الأحد عشر ألفا ومنهم إلى قريب الخمسين ألف سنة على ما مر ،
قال : وذلك من رحمة اللّه بعصاة الموحدين ،
قال : فعلم أن أهل النار الذين هم أهلها لا ينامون
لقوله تعالى : لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ( 75 ) [ الزخرف : 75 ]
يعني العذاب : وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ [ الزخرف : 75 ] .
ذكره في الباب العشرين من « الفتوحات » ،
قال : وإذا نام عصاة الموحدين يكون نعيمهم في منامهم بالرؤية الحسنة فيرى نفسه مثلا أنه خرج من النار وصار في فرح وسرور وأكل وشرب وجماع ، ثم إذا استيقظ لا يرى شيئا كما يرى أهل الدنيا ذلك في منامهم سواء .
قال : ومنهم والعياذ باللّه من يرى نفسه في منامه ذلك في بؤس وضر وعقوبات وفراش من شوك ونحو ذلك نسأل اللّه العافية .
( قلت ) : فقد كذب واللّه وافترى من نقل عن الشيخ محيي الدين أنه كان يقول : إن أهل النار يتلذذون بدخولهم النار وأنهم لو أخرجوا منها تعذبوا بذلك الخروج وإن وجد نحو ذلك في شيء من كتبه فهو مدسوس عليه ،
فإني مررت على كتابه “ الفتوحات المكية “ جميعه فرأيته مشحونا بالكلام على عذاب أهل النار وهذا الكتاب من أعظم كتبه وآخرها تأليفا ، وأنا أسأل باللّه العظيم ، كل ناظر في هذه الخاتمة إذا وجد دليلا لكلام الشيخ من الكتاب أو السنة فليلحقه بموضعه أو دليلا على ضد كلامه فليكتبه
كذلك في موضعه فإن كلام أهل الكشف لا يتمشى كله على ظاهر النقول ، على أن أكثر اختلاف أهل النقل وأهل الكشف إنما هو في الكيفيات والعلل ،
وأما الأحكام فلا خلاف عندهم فيها إذ الكشف الصحيح لا يجيء قط إلا مؤيدا للشريعة ولا يقبل من صاحبها إن قدر مخالفته لها .
واعلم يا أخي أني لم أذكر عن الشيخ رحمه اللّه في هذه الخاتمة إلا بعض الأمور التي تحتملها العقول وأما ما لا تحتمله العقول فتركناه حتى يشاهده أهل الجنة إذا دخلوها وأهل النار إذا دخلوها والحمد للّه رب العالمين .
والحمد للّه الذي هدانا إلى هذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا اللّه ، وقد جاء بحمد اللّه
تعالى كتابنا نفيسا يخضع له عنق كل مصنف ترك التعصيب والحمية للنفس ، فإن الشيخ رضي اللّه عنه كان من أكبر الوارثين كما ذكرنا ذلك في خطبة الكتاب ،
وقد أخبرني شيخ الإسلام الشيخ شهاب الدين الحنبلي الفتوحي رحمه اللّه بعد أن اطلع عليه وكتب عليه وبعد حلفه باللّه عز وجل أنه طول عمره ما مر على خاطره حكم واحد مما فيه ولا مما في “ الجواهر والدرر “ فرضي اللّه عن أهل الإنصاف ،
وأرجو من مدد اللّه ثم من مدد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يكون جميع ما رقمناه بأناملنا منقوشا في نفوسنا ومحفوظا في أرواحنا ليكون ذلك وسيلة إلى العمل ببعض ما فيه من الأخلاق المحمدية والآداب الشرعية ،
ونسأل اللّه تعالى أن يخلصنا من الدنيا على الرضا والتسليم وأن يخلص أهلها منا بالنظر إلى عوراتنا دون عوراتهم وأن لا يفضحنا بظنوننا ودعوانا ولا بما خفي علمه علينا من عظيم زلاتنا وقبيح إرادتنا ودقيق خطراتنا وكيف لنا بذلك في هذا الزمان الذي هو محل ظهور العجائب والأحوال الرديئة ،
وقد استوفينا غالب الأعمال التي أهلك اللّه بها الأمم السالفة والقرون الماضية وحلت بنا نبأتنا وتحكمت عما لنا فينا بأعمالنا ،
وقد قرب انشقاق الفجر الأخروي بقوة عسكر الظلم والصلال وقبض العلوم عن العمل بها وفيض الصلال ، فلا تختم الدنيا إلا على حثالة كما لا يرتفع في منخل التحليل إلا النخالة وقد وصف بعض أهل المائة السادسة زمانه
فقال : قد صارت حكماء أهل زماننا ذبابا وعلماؤنا ذئابا وقروده فضلاء وفهوده عقلاء وتجاره حوفية وفجاره صوفية وثعالبه زهادا وثعابينه عبادا وأتقياؤه فصاحا وأشقياؤه نصاحا وعقاربه وعاظا وحيّاته حفاظا ، استغنوا بالفضائح عن النصائح وعن المعارف بالمغارف وعن الطيبة بالغيبة وعن أسرار الغيوب بأشرار العيوب فلا الآيات السماوية تذكرهم ولا الآيات النفسانية تحجبهم .
فلا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم .
أقول قولي هذا وأستغفر اللّه تعالى من كل خطأ وزلل وقع من جوارحي الظاهرة والباطنة إلى وقتي هذا عدد كل ذرة في الوجود ، قال ذلك وكتبه مؤلفه العبد الفقير إلى عفو ربّه ومغفرته ومسامحته عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني عفا اللّه عنه وعن والديه وعن مشايخه وجميع المسلمين .
وكان الفراغ من تأليفه في يوم الأحد حادي عشر شهر رمضان المعظم قدره سنة اثنتين وأربعين وتسعمائة من الهجرة الشريفة وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا دائما أبدا إلى يوم الدين وحسبنا اللّه ونعم الوكيل ،
وأنا أستغفر اللّه العظيم وأتوب إليه من الأقوال والأفعال ،
والحمد للّه رب العالمين .
*
تم بحمد الله تعالى رب العالمين
عبدالله المسافر بالله
.
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
مواضيع مماثلة
» 12 - الأبواب من 389 - 460 .كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» 13 - الأبواب من 462 - 556 .كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» 14 - الأبواب من 559 - 559 .كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» 15 - الأبواب من 560 - 560 .كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» 02 - الأبواب من 02 - 50 .كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» 13 - الأبواب من 462 - 556 .كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» 14 - الأبواب من 559 - 559 .كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» 15 - الأبواب من 560 - 560 .كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» 02 - الأبواب من 02 - 50 .كتاب الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله