المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
المبحث الثلاثون في بيان حكمة بعثة الرسل في كل زمان وقع فيه إرسال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: الشيخ عبد الوهاب الشعراني :: كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ الشعراني الجزء الأول
صفحة 1 من اصل 1
13092020
المبحث الثلاثون في بيان حكمة بعثة الرسل في كل زمان وقع فيه إرسال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
المبحث الثلاثون في بيان حكمة بعثة الرسل في كل زمان وقع فيه إرسال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
اليواقيت والجواهر وبالحاشية الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للإمام الرباني العارف باللّه الشيخ عبد الوهاب الشعراني
المبحث الثلاثون : في بيان حكمة بعثة الرسل في كل زمان وقع فيه إرسال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
اعلم أن الأصل في هذا المبحث قوله تعالى : وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا [ الإسراء :
15 ] . فما عاند بعد إرسال الرسل إلا من لم ينصح نفسه ممن حقت عليه كلمة العذاب والشقاء الأبدي.
قال الشيخ محيي الدين رحمه اللّه : واعلم أن جميع الحدود التي حدها اللّه . أي :
قدرها الرب سبحانه وتعالى هذه الدار لا تخرج عن قسمين :
قسم يسمى سياسة حكمية بكسر الحاء ، وقسم يسمى شريعة وكلاهما إنما جاء لمصلحة بقاء الأعيان الممكنات في هذه الدار وسلامتها من الفساد
فأما القسم الأول : فطريقه الإلقاء بمثابة الإلهام عندنا ،وذلك لعدم وجود شريعة بين أظهر أهل ذلك الزمان فكان الحق تعالى يلقي في نظر نفوس الأكابر من الناس الحكمة فيحدون الحدود ويضعون النواميس في كل مدينة وجهة وإقليم بحسب المزاج الذي تقتضيه طباع تلك الناحية فانحفظت بذلك أموال الناس ودماؤهم وأهلوهم وأرحامهم وأنسابهم وسموها نواميس ومعناها أسباب خير لأن الناموس في الإصلاح هو الذي يأتي بخير عكس الجاسوس فهذه هي النواميس الحكمية وضعها العقلاء عن إلهام من اللّه تعالى من حيث لا يشعرون لأجل مصالح العالم ونظمه وارتباطه انتهى .
وقال في الباب السابع والستين وثلاثمائة :
اعلم أنه إنما يتعين استعمال النواميس الوضعية والقوانين السلطانية في أيام الفترات وذلك ليجمع اللّه تعالى باستعمالها شمل العالم قال : وما حرم اللّه تعالى كل من وضع ذلك إجراما من باب إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ [ التوبة : 120 ] .
قال : وأما استعمال النواميس والقوانين في زمن الشرائع فلا ينبغي استعمالها إلا إذا وافقت الشرائع لأنه يحرم على كل حاكم أن يتعدى شريعة نبيه صلى اللّه عليه وسلم ،
قال تعالى : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ [ المائدة : 47 ] .
............................................................................
قوله تعالى : وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَ فَلا يُؤْمِنُونَ [ الأنبياء : 30 ] .
اعلم أن العالم كله في قبضة الحق لا يمكنه الانفكاك عن ذلك والانقباض في المقبوض يبس بلا شك فهو يطلب بذاته لغلبة اليبس عليه ما يرطبه وقوله : أَفَلا يُؤْمِنُونَ [ الأنبياء : 30 ]
أفلا يصدقون .
بذلك لجواز خلافه عقلا الذي هو ضد الواقع فإنه لو غلب عليه البرد والرطوبة هلك ولم يكن له شفاء يحيا به إلا الحرارة واليبس ، فكان يقال في ذلك الحال وجعلنا من النار كل شيء حي ولو غلب عليه البرد ، واليبس لكانت حياته بالهواء فيقال في تلك الحالة وجعلنا من الهواء كل شيء حي ولو أفرطت عليه الحرارة والرطوبة لكانت حياته بالتراب وكان يقال في هذه الحالة : وجعلنا من
"293"
وقال أيضا في الباب التاسع والثلاثين وثلاثمائة : اعلم أن الشرع شرعان : شرع منزل إلهي وشرع حكمي سياسي عند فقد هذا الشرع فلا تخلو أمة عن نذير يقوم بسياستها لبقاء المصلحة في حقها سواء كان ذلك الشرع إلهيا أو سياسيا .
( فإن قلت ) : فهل كان لواضعي هذه النواميس علم بأنها مقربة إلى اللّه تعالى أم لا ؟
( فالجواب ) : أنه لم يكن لهم علم بذلك كما أنه لم يكن لهم علم بأنه ثم بعث ولا حشر ولا نشر ولا ميزان ولا حساب ولا صراط ولا جنة ولا نار ولا شيء من أحوال الآخرة جملة لأن ذلك ممكن وعدمه أيضا ممكن ولا دليل لهم في أحد الممكنين بل رهبانية ابتدعوها فلهذا كان مبنى نواميس الحكماء في كل زمان على إبقاء الصلاح في هذه الدار لا غير وغاية علمهم أنهم انفردوا في نفوسهم بالعلوم الإلهية من توحيد اللّه تعالى وما ينبغي لجلاله من التعظيم والتقديس وعدم المثل والشبيه وصاروا يحرضون الناس على النظر الصحيح فكان جل أشغالهم في ذلك فلما عرفوا ذلك شرعوا في البحث عن حقائق نفوسهم حين رأوا أن الصورة الجسدية إذا ماتت ما نقص من أعضائها شيء فعلموا أن المدرك والمحرك لهذا الجسم أمر آخر زائد عليه فبحثوا عن ذلك الأمر الزائد فعرفوا نفوسهم وما حده لهم عقلهم لا غير فأورثهم ذلك ترددا بين التنزيه والتشبيه وحيرة من إثبات المعرفة ونفيها في حق العالم فلما أورثهم ذلك ما ذكر رحمهم اللّه تعالى بإرسال الرسل
وأطال الشيخ في ذلك في الباب التاسع وثلاثين وثلاثمائة فراجعه واللّه تعالى أعلم .
وأما القسم الثاني : المسمى بشريعة حقيقة هو ما جاء على لسان الصادق المصدوق من سائر الأحكام التي ليس للعقل فيها مدخل إلا من حيث قبولها والإيمان بها لا غير ، كما مر في مبحث المعجزات إذ لو اشتغلت العقول بأمور سعادتها لكان وجود الرسل عبثا ، ومعلوم قطعا أن كل إنسان منا يجهل بالضرورة مآله وإلى أين ينتقل كما يجهل أيضا أسباب سعادته إن سعد أو شقاوته إن شقي وذلك لجهله بعلم اللّه السابق منه وبما يريده به ولماذا خلقه فهو مفتقر بالضرورة إلى التعريف الإلهي له بذلك ولولا إرسال الرسل ما عرفنا الفرق بين الطاعة والمعصية ولا تميز أحد من أهل القبضتين عن الآخر .
فعلم أن إرسال الرسل قامت حجة اللّه تعالى على عباده وظهرت وما سعد من سعد إلا بالقسمة الإلهية وما شقي من شقي إلا بها وليس للرسل عليهم الصلاة والسلام أثر في ذلك إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغُ [ الشورى :48 ] إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ [ القصص : 56 ]
وكذلك ليس لإبليس أثر في الإضلال إنما هو موسوس للناس أن يفعلوا ما قدره اللّه عليهم وسوف يخطب في النار ويقول : وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ [ إبراهيم : 22 ] وذلك مكان
..........................................................................................
التراب كل شيء حي . وأطال في ذلك . وقال حيثما أضيف الرزق إلى اللّه تعالى فالمراد به الحلال الطيب من حيث الكسب وكل ما كان به حياة العبد فهو رزق اللّه وليس فيه تحجير ومن هنا كان المضطر لا حجر عليه فعلم أن الحرام لا ينبغي إضافته إلى اللّه تعالى أدبا .
"294"
يصدق فيه الكذوب وكذلك إذا أمر الرسول أمته بفعل شيء مثلا فلسان حالهم يقول : هل نفعل ما قسمه الحق لنا أم لم يقسمه فلا يسع الرسول أن يقول : افعلوا ما قسمه لكم فإذا قالوا : هل نفعله في الوقت الذي قسم لنا الحق تعالى فعله فيه أو قبله يقول لهم الرسول : في الوقت الذي قسم لكم أن تفعلوه فيه ولكن سلطان الأمر الإلهي متوجه عليكم أن تفعلوا ذلك في الوقت المضروب لكم شرعا لا وقت إرادة نفوسكم وهنا تدحض حجتهم .
( فإن قلت ) : فهل للحيوانات رسل منهم كالجن والإنس كما قيل ؟
( فالجواب ) : ليس للحيوانات رسل منهم وإنما ذلك خاص بالجن والإنس وقد أفتى المالكية بكفر من قال : إن في كل جنس من الحيوانات نذيرا منها لها .
( فإن قلت ) : فما تقولون في قوله تعالى : وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ [ فاطر : 24 ] .
وفي قوله : إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ [ الأنعام : 38 ] ؟
( فالجواب ) : إن هذا عام مخصوص بالجن والإنس فإنه قد ورد في الكلاب أنها أمة من الأمم وكذلك النمل والفيران ولم يرد لنا دليل قاطع بأن لها نذيرا منها فإياك والغلط .
( فإن قلت ) : فمتى ينقطع حكم التكليف في حق الأمة ؟
( فالجواب ) : ينقطع التكليف في حق أهل الجنة وأهل النار بالموت ما عدا أهل الأعراف إلا أن يخروا ساجدين يوم القيامة فترجح ميزانهم بتلك السجدة ثم يدخلون الجنة فإنه لولا أن تكليفهم باق إلى ذلك الوقت ما نفعتهم تلك السجدة ولا رجحت ميزانهم بها .
( فإن قلت ) : فما أول وقت كان فيه تكليف الروح ؟
( فالجواب ) : هي مكلفة من يوم أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ [ الأعراف : 172 ]
فلو لا أن تكليفها وفعلها موجود ذلك اليوم ما خوطبت ولا أجابت وعلى ما ورد في الحديث من الامتحان للأطفال والمجانين وأصحاب الفترات على لسان رسول يوم القيامة يرسل إليهم فيقوم بعث ذلك الرسول في ذلك اليوم مقام بعث الرسول إليهم في دار الدنيا فمن أطاعه نجا ودخل الجنة ومن عصاه
..........................................................................
( قلت ) : ومن هنا كان من أدب الفقراء أن لا يأكلوا إلا عند الجوع لتخف الشبهة في الشبهات وليكونوا في حال أكلهم تحت أمر واجب أو مستحب بخلاف الأكل من غير الجوع فافهم وأول مراتب الجوع اشتغال الأمعاء بأكل بعضها بعضا لعدم الطبيعة التي بها غذاؤها واللّه أعلم . وقال في قوله تعالى : إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ [ الأعراف : 27 ] ، الآية .
اعلم أن اللّه تعالى وصف الجن باللطافة وخلقهم من مارج من نار والمرج الاختلاط فهم من نار مركبة فيها رطوبة المواد ولهذا يظهر لها لهب واللهب حار رطب . قال : واعلم أن الشياطين من الجن هم الأشقياء البعداء من رحمة اللّه خاصة وأما السعداء فأبقى عليهم اسم الجنس وهم
"295"
وخالف أمره هلك ودخل النار ليقوم العدل من اللّه تعالى في عباده بعد إقامة الحجة واللّه أعلم .
وقد رأيت في كتاب سراج العقول للإمام أبي طاهر القزويني في الباب الخامس والثلاثين منه ما نصه : اعلم أن اللّه تعالى قد خلق جميع الكائنات من فضله وكرمه بعد أن لم يكن للكون أثر ولا للمكون خبر ثم أنه تعالى لما خلقهم من فضله لم يتركهم سدى هملا غافلين عما يرجع إلى مصالحهم في الأمور الدينية والدنيوية ولما كان الجليل جل جلاله منزها عن المجيء إليهم والنزول عليهم ولم يكن كلامه بحرف ولا صوت حتى يسمعوا كلامه كفاحا بعث إليهم منهم رسلا مبشرين ومنذرين ليبلغوا إلى أسماع عباده كلامه وقد ألم بعض الشعراء بهذا المعنى فقال :
ولما تعذر أن نلتقي * وزاد النزاع وجد القدم
سعيت إليك برجل الرسول * وناجاك عني لسان القلم
قال تعالى : رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [ النساء :
165 ] . إن الحق تعالى من جملة فضله علينا إرسال الرسل إلينا كما أنه خلقنا بفضله من العدم إذ لا يجب عليه تعالى شيء البتة .
( فإن قلت ) : فما حقيقة النبوة ؟
( فالجواب ) : هو خطاب اللّه تعالى شخصا بقوله : “ أنت رسولي واصطفيتك لنفسي “ . كما مر في المبحث قبله اللّه أعلم حيث يجعل رسالته .
( فإن قلت ) : فهل النبوة مكتسبة أو موهوبة ؟
( فالجواب ) : ليست النبوة مكتسبة حتى يتوصل إليها بالنسك والرياضات كما ظنه جماعة من الحمقى فإن اللّه تعالى حكى عن الرسل بقوله : قالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ [ إبراهيم : 11 ] وأمر النبي صلى اللّه عليه وسلم ، أن يقول : سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا [ الإسراء : 93 ]
فالنبوة إذن محض فضل اللّه تعالى كما مر خلافا للمعتزلة ومن تابعهم من قولهم : بوجوب النبوة عقلا من جهة اللطف والحق أنها جائزة عقلا واجبة تواترا ونقلا ينتهي إلى المعاينة وهي من فضل اللّه ورحمته وتدبيره في الملك والملكوت بأوامره ونواهيه على من يشاء كيف يشاء وعلى هذا فالنبوة صفة راجعة إلى اصطفاء اللّه شخصا بخطابه
..........................................................
الجان والجان خلق بين الملائكة والبشر الذي هو الإنسان وهو عنصري ، ولهذا تكبر فلو كان طبيعيا خالصا من غير حكم العنصر ما تكبر وكان مثل الملائكة وهو برزخي النشأة له وجه إلى الأرواح النورية بلطافة النار منه فله الحجاب والتشكل وله وجه إلينا أيضا به كان عنصريا ومارجا فأعطاه الاسم اللطيف أن يجري من ابن آدم مجرى الدم ولا يشعر به وأطال في ذلك ثم قال : فالاسم اللطيف هو الذي جعل الجان يستر عن أعين الناس فلا تدركهم الأبصار إلا متجسدين واللّه أعلم .
[ الباب الثاني ومائتان في حال الأدب ]
وقال في الباب الثاني ومائتين ما نصه اعلم أن آداب الشريعة كلها ترجع إلى ما نذكره وهو أن لا يتعدى العبد في الحكم موضعه في جوهر كان ، أو في عرض ، أو في زمان ،
"296"
ولو بواسطة الملك ولا ترجع إلى نفس ذلك الشخص الذي هو النبي حتى إنه يقال : استحق النبوة لذاته وإذا كانت كذلك فلا تبطل بالموت كما لا تبطل بالنوم والغفلة من قال : أن النبوة مأخوذة من النبأ وهو الخبر إذ هو المخبر عن اللّه تعالى ومن مات لا يخبر نقول له : حكم النبوة باق عليه أبدا حيا وميتا كما أن حكم نكاحه كذلك .
وفي الحديث : “ زوجاتي في الدنيا زوجاتي في الآخرة “ .
وفي الحديث أيضا : “ الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون “ . وقد أفتى المالكية وغيرهم بكفر من قال : إن النبوة مكتسبة واللّه أعلم .
( فإن قيل ) : هلّا أرسل اللّه تعالى الملائكة فإنهم كانوا بهيئتهم الملكية أدعى إلى الحق والاستجابة لهم وكانت الكفرة لا تقول : أَ بَشَراً مِنَّا واحِداً نَتَّبِعُهُ [ القمر : 24 ] .
( فالجواب ) : أن هذا السؤال قد سبق من كفار مكة وأجاب اللّه تعالى عن ذلك بقوله تعالى : قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا ( 95 ) [ الإسراء : 95 ]
وقال تعالى : وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ ( 9 ) [ الأنعام : 9 ] .
والمعنى في ذلك أن في الرسالة امتحانا واختبارا فينظر تعالى وهو العالم بما يكون قبل أن يكون هل يقوم بهم داء الحسد فلا يطيعون ذلك الرسول أو يطيعونه وذلك أن الحسد موضوعه أن يكون بين الجنس الواحد فليس بين البشر والملك حسد ولذلك طلب كفار مكة أن يكون الرسول إليهم ملكا لعدم الحسد بينهم وبين الملك بخلاف محمد صلى اللّه عليه وسلم ، وأيضا فإن عامة البشر لا تطيق أن ترى الملائكة بأعيانهم وصفاتهم في صورهم فضلا عن أخذ الكلام عنهم وإنما يستأنس الجنس بالجنس ولا عجب من أن يفزع الآدمي من صورة الملك الذي يسد الخافقين بنشر جناح واحد .
ولقد بلغنا أن اللّه تعالى خلق عجائب في أعالي الهند وأقاصي بلاد الصين وجزائرها أناسا إذا أبصروا أحدا منا خروا لوجوههم ميتين ولو أبصر منا واحد صورة أحدهم لانشقت مرارته خيفة منه وفي القصر المشيد خلق لا يقع بصر أحد منا عليهم إلا ترامى فمات لوقته ولقد ربطوا إنسانا بحبال وثيقة
وقالوا له : انظر ونحن نمسك فنظر إليهم فتمزع من الحبال ونزل إليهم قطعا قطعا .
وحديث بدء الوحي مشهور فإن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، مع قوته وشهامته لما رأى الملك أولا بحراء قاعدا على كرسي بين السماء والأرض ، وله صوت هائل
......................................................................
أو في مكان ، أو في وضع ، أو في إضافة ، أو في حال ، أو في مقدار ، أو عدد ، أو في مؤثر ، أو في مؤثر فيه فأما أدبه في الجوهر فهو أن يعلم العبد حكم الشرع في ذلك فيجريه فيه ، بحسبه وأما أدب العبد في الأعراض فهو ما يتعلق بأفعال المكلفين من وجوب ، وحظر ، وإباحة ، ومكروه ، وندب وأما أدبه في الزمان فلا يتعلق إلا بأوقات العبادات المرتبطة بالأوقات فكل وقت له حكم في المكلف ومنه ما يضيق وقته ومنه ما يتسع وأما أدبه في المكان كمواضع العبادات مثل بيوت اللّه فيرفعها عن البيوت المنسوبة إلى الخلق ويذكر فيها اسمه وأما أدبه في الوضع فلا يسمى الشيء بغير اسمه ليغير عليه حكم الشرع بتغيير اسمه فيحلل ما كان محرما
"297"
امتلأ منه رعبا وهوى من الجبل إلى الأرض وجاء إلى بيت خديجة وهو يقول : زملوني فعلى هذا لو بعث اللّه تعالى ملائكة رسلا إلى عباده لفروا منهم ولم يطيقوا سماع كلامهم بل ربما صعقوا من هيبتهم وماتوا كما قال تعالى : وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ [ الأنعام : 8 ] .
أي : لماتوا من هيبته في الحال فقد بان لك فائدة كون الرسول من جنس المرسل إليهم وهو تمكنهم من الأخذ عنه لاستئناسهم بحكم الجنسية كما قال تعالى : هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ [ الجمعة : 2 ] . وقال تعالى أيضا : وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ [ إبراهيم : 4 ] .
( فإن قلت ) : فما التحقيق في قوله : أَ فَكُلَّما جاءَكُمْ رَسُولٌ بِما لا تَهْوى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ [ البقرة : 87 ] هل جميع ما جاءت به الرسل مخالف لهوى النفس من كل وجه أم بعضه موافق لهواها ؟
( فالجواب ) : كما قال الشيخ محيي الدين في الباب الثامن والتسعين ومائتين : إن الشرع لم يجئ لنا إلا بمساعدة الطبع فلا ندري من أين جاء الإنسان المشقة والكلفة وإيضاح ذلك أن الصفات التي جبل عليها الإنسان لا تتبدل فإنها ذاتية له في هذه النشأة الدنيوية والمزاج الخاص فلا يكاد يفارق الجبن ، والبخل ، والشح ، والحسد ، والتكبر ، والغلظة وطلب القهر وأمثال ذلك ثم لما سبق في علم الحق تعالى أن هذه الصفات لم تكن تتبدل جعل اللّه تعالى لها مصارف وأمر بصرفها إليها حكما مشروعا فإن تبعت النفس تلك المصارف سعدت ونالت الدرجات العلا ، عن إتيان المحارم لم تتوقعه من المضرة لها دنيا وأخرى وشجت كذلك بدينها أن تقع في شيء ينقصه وحسدت من أنفق المال ابتغاء مرضاة اللّه وطلب العلم على وجه الإخلاص وحرصت على الخير أيضا وتكبرت وتعززت باللّه على من تكبر عن أمر اللّه وأغلظت القول والفعل في المواطن التي أمرها اللّه تعالى بها وطلبت القهر والغلبة لمن ناوأ الحق وقاواه فقد بان لك أن صفات النفس لم تتغير في حد ذاتها وإنما صرفت تلك الصفات في المصارف التي ندب الحق تعالى إليها ليحمدها ربها وملائكته ورسله وبيان ذلك أيضا أن الحق تعالى لم يحجر على العبد ما يقتضيه طبعه بالكلية وإنما حجر عليه البعض وما أهلك الناس إلا سلطان الأغراض فإنه الذي أدخل الألم عليهم والمكروه ولو أنهم كانوا صرفوا أغراضهم إلى ما أراده لهم خالقهم
.............................................................................
ويحرم ما كان محللا كما في حديث سيأتي على أمتي زمان يظهر فيه أقوام يسمون الخمر بغير اسمها أي : فتحا لباب استحلالها بالاسم ، وقد تفطن لما ذكرناه الإمام مالك رحمه اللّه تعالى فسئل عن خنزير البحر فقال : هو حرام فقيل له : إنه من جملة سمك البحر
فقال : أنتم سميتموه خنزيرا فانسحب عليه حكم التحريم لأجل الاسم كما سموا الخمر نبيذا أو تريزا فاستحلوها بالاسم وقالوا : إنما حرم علينا ما كان اسمه خمرا وأما أدب الإضافة فهو مثل قول الخضر فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها [ الكهف : 79 ] وقال : فأردنا أن يبدلهما ربهما وذلك للاشتراك بين ما يحمد
"298"
واختاره لهم لاستراحوا وأطال الشيخ في ذلك .
( فإن قلت ) : قوله تعالى : نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ [ النور : 35 ] .
هل هو نور العقل مع نور الشرع أو غير ذلك ؟
( فالجواب ) : كما قاله الشيخ محيي الدين : أن المراد بهذين النورين نور الشرع مع نور التوفيق والهداية ، فلو لا اجتماع هذين النورين ما كمل حال المكلف وذلك لأن النور الواحد وحده لا يظهر له ضوء ولا شك أن نور الشرع قد ظهر كظهور نور الشمس من حين إرسال الرسل عليهم الصلاة والسلام ، ولكن الأعمى لا يبصر ذلك كما لا يبصر الخفاش شيئا في ضوء النهار ولذلك من أعمى اللّه تعالى بصيرته لا يؤمن به لعدم إدراكه ذلك النور ولو كان نور البصيرة موجودا ولم يظهر للشرع نور لم يدر صاحب نور البصيرة أين يسلك ولا كيف يسلك لأنها طريق مجهولة لا يعرف ما فيها ولا ما تنتهي إليه .
فعلم أن الماشي في هذه الطريق إن لم يحفظ سراجه من الأهواء وإلا هبت عليه رياح زعازع أطفأته وأذهبت نوره ومرادنا بالزعازع كل شيء يؤثر في نور توحيده وإيمانه فإن هبت ريح لينة أمالت سراجه ولسانه يعني : السراج حتى يحار في الطريق فتلك الريح كتبعات الهوى في فروع الشريعة وهي المعاصي التي لا يكفر بها الإنسان ولا تقدح في توحيده وإيمانه انتهى .
( فإن قلت ) : فهل يشترط في وقوع العذاب على من خالف الرسل ثبوت رسالتهم عنده ؟
( فالجواب ) : كما قاله الشيخ في الباب السادس والسبعين وثلاثمائة ، نعم يشترط ثبوت رسالتهم عنده ذلك حتى يبني عليه وجوب امتثال أمره واجتناب نهيه .
( فإن قلت ) : فما صورة ثبوت الرسالة ؟
( فالجواب ) : أن تقوم الدلالة الظاهرة عند كل شخص ممن بعث إليهم سواء كانت بواسطة التواتر وبإشراق نور في القلب ، فرب آية يكون فيها غموض أو احتمال بحيث لا يدرك معناها بعض الناس ولا يعرف وجه دلالتها فلا بد أن يكون الدليل على صحة الرسالة واضحا في غاية الوضوح عن كل من قام له حتى يثبت عنده أنه رسول وحينئذ إن جحد بعد ما تبين وتيقن تعينت مؤاخذته ولذلك قال تعالى : وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا [ الإسراء : 15 ] . ولم
...............................................................................
ويذم وقال : فأراد ربك لتخليص المحمدة فيه فأفاد أن الشيء الواحد يكتسب ذما بالنسبة إلى جهة ويكتسب حمدا بالإضافة إلى جهة أخرى ، وهو هو بعينه وإنما تغير الحكم بالنسبة وأما أدب الأحوال كحال السفر في الطاعة ، وحال السفر في المعصية فيختلف الحكم بالحال وأما الأدب في الأعداد فهو أن لا يزيد في أفعال الطهارة على أعضاء الوضوء ولا ينقص وكذا القول في أعداد الصلوات والزكوات ونحوها وكذلك لا يزيد في الغسل عن صاع والوضوء عن مد وأما أدبه في المؤثر فهو أن يضيف القتل أو الغضب مثلا إلى فاعله ويقيم عليه الحدود وأما أدبه
"299"
يقل : نبعث شخصا لأنه لا بد أن تثبت رسالة المبعوث عند من وجه إليه كما مر ، وفي هذه الآية رحمة عظيمة للأمة لما الخلق عليه من اختلاف الفطر المؤدي ذلك إلى اختلاف النظر وما فعل اللّه ذلك إلا ليفتح باب الرحمة على من يريد أن يرحمه من عباده .
( فإن قلت ) : فما السبب الذي منع العبد من العمل بما سمعه من الدعاء إلى اللّه تعالى مما يجب عليه العمل به وهل حكمه حكم من لم يسمع فيكون الحق تعالى قد تفضل عليه وعفا عنه أو حكمه حكم من علم فلم يعمل فعاقبه اللّه تعالى على ذلك عدلا منه فإنه تعالى قال :
وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ ( 21 ) [ الأنفال : 21 ] .
أي : فإنهم سمعوا ذلك حقيقة وفهموه لأنه بلسانهم ، ثم قال تعالى : وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ . أي : حكمهم حكم من لم يسمع مع كونهم سمعوا .
( فالجواب ) : إن قرائن الأحوال تشهد بالعقوبة لمن يسمع ولم يعمل بما سمع ولكن الإمكان لا يرتفع في نفس الأمر في حق الموحدين لما يعرف من سعة رحمة اللّه وتجاوزه عن سيئات جميع الموحدين إلا من شاء اللّه ولم يخبرنا الحق بحكم من قالوا : سمعنا وهم لا يسمعون هل يعاقبهم أم لا .
( فإن قلت ) : فهل الأولى دعاء الرسول بالإلحاح للمدعو أو من غير إلحاح ؟
( فالجواب ) : أن من شروط الداعي إلى اللّه تعالى نفوذ البصر إلى باطن المدعو وإن رأى المدعو يمكنه الإجابة دعاه بالإلحاح وإلا دعاه بغير الإلحاح لإقامة الحجة عليه خاصة ولذلك لم تبعث الأنبياء بالأمر بالتوحيد إلا للمشركين فقط ،
كما ذكره الشيخ في آخر الباب الثاني والسبعين من “ الفتوحات “ قال : وذلك لأنهم أبعد الخلق عن اللّه تعالى فبعثوا إليهم بالتوحيد ليهدوهم إلى طريق الهدى وهذا هو سر إهداء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم البدن إلى الكعبة مع ذكره فيها أنها شياطين ليثبت عند العقلاء العالمين بذلك أن مقامه صلى اللّه عليه وسلم رد البعداء عن حضرة اللّه وإنما أشعرها في صفحة سنامها الأيمن الذي هو أرفع ما فيها لينبه على كبرياء المشركين التي كانوا عليها في نفوسهم ، وأيضا فإن الصفحة مشتقة من الصفح فكان في ذلك إشعار من اللّه تعالى أن يصفح عمن هذه صفته إذا أراد التقريب من حضرة اللّه تعالى ، وإنما جعل في رقابها النعال إشارة إلى
.....................................................................
في المؤثر فيه كالمقتول قودا فينظر هل قتل بصفة ما قتل به أو بأمر آخر وكالمغصوب إذا وجد بغير يد الذي باشر الغصب فهذه أقسام آداب الشريعة كلها ،
[الباب الثالث ومائتان في حال الرياضة ]
وقال في الباب الثالث ومائتين : من راض نفسه ترقى لمقام رضا اللّه تعالى عنه ، وذلك لأن الرياضة تذليل للنفس شيئا بعد شيء حتى يلتحق بدرجة العبيد الخلص للّه تعالى ولذلك سميت الأرض ذلولا يطؤها البر والفاجر ، ولا تمييز عندها في ذلك بل تحمل البار حبا لما هو عليه من مراضي سيده وتحمل الفاجر حمل اللّه تعالى إياه بكونه يرزقه على كفره به وجحده إياها ونسيان شكر رب النعمة ونحو ذلك .
"300"
زوال الكبرياء والشيطنة التي كانت في البدن إذ لا يصفع بالنعال إلا أخو الهون والذلة ومن كان بهذه المثابة فما بقي عنده كبرياء تظهر وأهدى صلى اللّه عليه وسلم مرة غنما وهي من الحيوان الطاهر من الشيطنة فكان ذلك إشارة منه إلى تقريب الموحدين في ترقيهم في مقامات التوحيد فقد علمت أن من حكمة بعثة الرسل أن يردوا الشاردين عن حضرة اللّه إليها ويرقوا أهلها في درجاتهم واللّه أعلم .
( خاتمة : في آثار بعثة الرسل ) : اعلم أن من آثارها وجود القرينين اللذين هما الملك والشيطان فمن كان من أهل الفترات فلا قرين له بل هو يتصرف بحكم طبعه لأن ناصيته بيد ربه خاصة ، فكل ما تمنى في ذلك الزمان من أحوال الموحدين فهو فيه على صراط مستقيم وأما من كان في أمة بعث فيها رسول أو خلق في أمة بعث فيها رسول فإن القرينين يلزمانه من حين ولادته لأجل وجود الشرع .
( فإن قلت ) : إن المولود غير مكلف حتى يبلغ الحنث فلماذا يقرن به هذان القرينان وهو لم يكلف ؟
( فالجواب ) : إن اللّه تعالى ما جعل هذين القرينين في حق المولود نفسه وإنما ذلك من أجل تربية والديه أو من كان فيهمزه القرين الشيطاني فيبكي أو يلعب بيده فيفسد شيئا مما يكره والداه فساده أو غيرهما فتكون تلك الحركة الموجودة من المولود الغير المكلف شيئا مثيرا في الغير ضجرا أو سخطا كراهية لفعل اللّه وتقديره فيتعلق به الإثم فلهذا قرن بالصغير الشيطان لا لأجل نفسه فإنه ليس له حركة نفسية ولا ربانية حتى يبلغ الحلم .
( فإن قلت ) : فإذا كان المولود في زمن لا شرع فيه فهل يقال : إن حركته نفسية أم لا ؟
( فالجواب ) : إذا لم يكن المولود في أمة لها شرع فحركته كلها نفسية من حال ولادته إلا أن يموت ما لم يرسل إليه رسول أو يدخل هو في دين إلهي يتعبد به ، أي دين كان مشروعا من اللّه أو غير مشروع وحينئذ يوكل به القرينان إذ لم يكن للعقل وحده أن يشرع القربات .
( فإن قلت ) : فما حكم من يكون على مكارم الأخلاق المعتادة في العرف المحبوبة بالطبع المدركة بالعقل ؟
........................................................................
( قلت ) : فعلم أنه كلما اتسعت دائرة العبد في المعارف كلما طولب بتحمل الأذى من جميع العالم على اختلاف طبقاتهم وأنه كلما علت درجة العبد كلما كثر عصيان أتباعه له لكثرة تخلقه بالحلم والرحمة ،
وكانوا قبل ذلك سامعين مطيعين له لضيقه ولو أنهم عصوه أيام ضيق حاله لنفر ولم يصبر وتفسخ عزمه عن تربيتهم هذا مع أن أسباب المخالفات في زيادات لا تنفك حتى تقوم الساعة وكلما كثرت اتسعت دائرة الحلم ، والعارف متخلق بأخلاق الحق في ذلك ،
ويؤيد هذا الذي قررناه أن الحق تعالى حبس تسعة وتسعين جزءا من الرحمة عن أهل الدنيا ثم
"301"
( فالجواب ) : مثل هذا لا يحكم عليه بحكم يقطع به على اللّه تعالى فإن العقل لا يدرك أن ثم آخرة ولا جنة ولا نارا ولا حشرا بعد الموت ولا يعرف هذا المدبر لبدنه ما هو وإنما يدرك ذلك من جهة إخبار الشارع عن اللّه عز وجل ، كما مر في مبحث المعجزات .
( فإن قلت ) : فهل القرينان خاصان بالجن والإنس في دار التكليف أم يكونان لهما ولغيرهما حتى في الجنة ؟
( فالجواب ) : أن القرينين خاصان بالجن والإنس في دار التكليف فقط ، فإن كل مخلوق سوى الإنس والجن مفطور على تعظيم اللّه والتسبيح بحمده لا يعصي اللّه ما أمره وكذلك أعضاء جسد الإنسان وجسد الجني ، ولكن تسبيح هؤلاء الأعضاء لا على جهة للتقريب وابتغاء المنزلة العظمى بل ينتعشون بذلك كالأنفاس الداخلة والخارجة وكما يسبح الجن والإنس في الجنة والنار ، فإنه لا على طريق القربة المكلف بها ولا تنسخ لهم قربة لانقضاء زمن التكليف ، فكل واحد من الخلق هناك على مقام معلوم في تسبيحه وتحميده لكون العادة صارت هناك طبيعية تقتضيها حقيقة كل أحد ويرتفع التكليف والوقوع في المخالفات فلا يصير القرين يجد شيئا يكتبه واللّه تعالى أعلم .
( تم الجزء الأول ويليه الجزء الثاني وأوله المبحث الحادي والثلاثون ).
.......................................................................................
ينشر جميع أجزاء الرحمة في الآخرة فنحن كل قليل نقرب من نشر هذه الأجزاء علينا وما قارب الشيء أعطي حكمه فافهم واللّه أعلم .
[الباب السابع ومائتان في حال العلة ]
وقال في الباب السابع ومائتين : اعلم أن معاصي الخواص ليست كمعاصي غيرهم حتى يقعوا في المعاصي بحكم الشهوة الطبيعية ، وإنما تكون معاصي الخواص بالخطأ في التأويل وإيضاح ذلك أن الحق تعالى إذا أراد إيقاع المخالفة من العارف باللّه زين له الوقوع في ذلك العمل بتأول لأن معرفة العارف تمنعه من الوقوع في المخالفة دون تأويل يشهد فيه وجه الحق فإن العارف لا يقع في انتهاك الحرمة أبدا ثم إذا وقع في ذلك المقدور بالتزيين والتأويل يظهر تعالى له فساد ذلك التأويل الذي أداه إلى ذلك الفعل كما وقع لآدم عليه السلام ، فإنه عصى بالتأويل فعند ذلك يحكم العارف على نفسه بالعصيان كما حكم عليه بذلك لسان الشريعة وكان قبل الوقوع غير عاص لأجل شبهة التأويل كما أن المجتهد في زمان فتواه بأمر ما اعتقادا أن ذلك عين الحكم المشروع في المسألة لا يوصف بخطأ ثم في ثاني الحال إذا ظهر له بالدليل أنه أخطأ حكم عليه لسان الظاهر أنه أخطأ في زمان ظهور الدليل لا قبل ذلك فعلم أنه لا يمكن لعبد أن يعصي ربه على الكشف من غير تأويل ، أو تزيين ، أو غفلة ، أو نسيان أبدا
قال : وأما قول أبي يزيد لما قيل له : أيعصي العارف الذي هو من أهل الكشف فقال : نعم ؟ وكان أمر اللّه قدرا مقدورا فلا ينافي ذلك .
أي : لأن من أدب
.
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
المبحث الثلاثون في بيان حكمة بعثة الرسل في كل زمان وقع فيه إرسال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني :: تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق
مواضيع مماثلة
» المبحث الحادي والعشرون في صفة خلق اللّه تعالى عيسى عليه الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث الحادي والأربعون في بيان أن ثمرة جميع التكاليف التي جاءت بها الرسل عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث التاسع والعشرون في بيان معجزات الرسل والفرق بينها وبين السحر ونحوه كالشعبذة والكهانة .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث السابع في وجوب اعتقاد أن اللّه تعالى لا يحويه مكان كما لا يحده زمان .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث الحادي والسبعون في بيان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان قبل خلق آدم عليه الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث الحادي والأربعون في بيان أن ثمرة جميع التكاليف التي جاءت بها الرسل عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث التاسع والعشرون في بيان معجزات الرسل والفرق بينها وبين السحر ونحوه كالشعبذة والكهانة .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث السابع في وجوب اعتقاد أن اللّه تعالى لا يحويه مكان كما لا يحده زمان .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث الحادي والسبعون في بيان أن الجنة والنار حق وأنهما مخلوقتان قبل خلق آدم عليه الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله