المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
المبحث التاسع والعشرون في بيان معجزات الرسل والفرق بينها وبين السحر ونحوه كالشعبذة والكهانة .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: الشيخ عبد الوهاب الشعراني :: كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ الشعراني الجزء الأول
صفحة 1 من اصل 1
13092020
المبحث التاسع والعشرون في بيان معجزات الرسل والفرق بينها وبين السحر ونحوه كالشعبذة والكهانة .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
المبحث التاسع والعشرون في بيان معجزات الرسل والفرق بينها وبين السحر ونحوه كالشعبذة والكهانة .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
اليواقيت والجواهر وبالحاشية الكبريت الأحمر في بيان علوم الشيخ الأكبر للإمام الرباني العارف باللّه الشيخ عبد الوهاب الشعراني
المبحث التاسع والعشرون : في بيان معجزات الرسل والفرق بينها وبين السحر ونحوه كالشعبذة والكهانة وبيان استحالة المعجزة على يد الكاذب كالمسيح الدجال
وذكر نقول المتكلمين من الصوفية وغيرهم وتحرير مسألة ما كان معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي
اعلم أن الحق تعالى ما أرسل الرسل إلا ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم وذلك أنه ما بعث رسول إلا في زمن حيرة وتردد بين التنزيه والتشبيه بعقولهم فمنّ اللّه تعالى عليهم بأن أقام الحق تعالى لهم شخصا ذكر أنه جاء إليهم من عند اللّه تعالى برسالة يزيل بها حيرتهم فنظروا بالقوة المفكرة فرأوا أن الأمر جائز ممكن فلم يعزموا على تكذيبه ولا رأوا علامة تدل على صدقه فوقفوا وسألوه : هل جئت بعلامة من اللّه تعالى يعرف بها صدقك في إرساله لك فإنه لا فرق بيننا وبينك إلا ذلك فجاءهم بالمعجزة فمن الناس من آمن ومنهم من كفر .
فعلم أن كل نبي لم يظهر له شيء من الآيات إلا بقدر إقامة الحجة على قومه لا غير فإن جميع الآيات إنما وقعت على يد الرسول من كونه رسولا رفقا بالمؤمنين من أمته وحجة على الكافر ألا ترى إلى قصة الإسراء لما خرج إلى الناس صباح تلك الليلة وذكر لأصحابه ما جرى له في إسرائه وما وقع له مع ربه كيف أنكر عليه بعض الناس لكونهم ما رأوا لذلك أثرا في الظاهر إنما زادهم حكما في التكليف
وانظر إلى موسى عليه الصلاة والسلام ، لما جاء من عند ربه كساه اللّه نورا على وجهه يعرف به صدق ما ادّعاه فما رآه أحد إلا عمي فكان يمسح وجهه الرائي له بثوب مما عليه فيرد اللّه عليه بصره من شدة نوره ولذلك كان يتبرقع حتى لا يتأذى الناظرون إليه إذا رأوه .
قال الشيخ محيي الدين في الباب الثامن والثلاثين وأربعمائة : وكان شيخنا أبو يعزى المغربي موسوي المقام وكان له هذه الكرامة فكان لا يراه أحد إلا عمي وممن رأى وجهه فعمي شيخنا أبو مدين لما رحل إليه فمسح أبو مدين عينه بثوب أبي يعزى فرد اللّه
.............................................................................................
ذلك أيضا عنه في الباب الثالث والسبعين . ولكن سيأتي في الباب الثالث والثمانين وثلاثمائة .
قوله : بعد كلام طويل :
وليس يدرك ما قلنا سوى رجل * قد جاوز الملأ العلوي والرسلا
وهام فيما يظن الخلق أجمعه * تحصيله وسها عن نفسه وسلا
ذاك الرسول رسول اللّه أحمدنا * رب الوسيلة في أوصافه كملا
فصرح بأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أفضل من الملائكة ومن سائر الرسل وسكت عما عداه ، وتقدم
"282"
عليه بصره . قال الشيخ محيي الدين : وكان أبو يعزى هذا في زماني ولكن لم أجتمع به لما كنت عليه من الشغل وكان غيره من الأولياء المحمديين ممن هو أكبر منه في الحال والعلم والقرب الإلهي لا يعرفه أبو يعزى ولا غيره .
قال الشيخ : من جعل اللّه كرامته في قلبه فقد ملأ يديه من الخير وكان ممن اصطفاهم الحق تعالى لنفسه فلم تعرفه الأبصار في الدنيا ومن جعل اللّه كرامته في الآفاق وخرق العوائد اشتهر ضرورة بين الناس وخيف عليه الفتنة انتهى .
فقد بان لك أن اللّه تعالى ما أيد جميع رسله بالمعجزات الباهرات إلا تأسيسا لانقياد قومهم لهم إذ من شأن البشر أن لا ينقاد لبعضه بعضا إلا بظهور برهان وقد حد جمهور الأصوليين المعجزة بأنها أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي مع عدم المعارضة من المرسل إليهم بأن لا يظهر بينهم ذلك الخارق كما سيأتي بيانه في المبحث بعده والمراد بالتحدي هو الدعوى للرسالة وفيما قلنا تنبيه على أنه ليس الشرط الاقتران بالتحدي بمعنى طلب الإتيان بالمثل الذي هو المعنى الحقيقي للتحدي وإنما المراد أنه يكفي دعواه الرسالة فكل من قيل له : إن كنت رسولا فأتنا بمعجزة فأظهر اللّه تعالى على يديه معجزا كان ظهور ذلك دليلا على صدقه نازلا بمنزلة التصريح بالتحدي
قال الشيخ كمال الدين بن أبي شريف : وأصل التحدي أنه تفعل من الحداء أي :
تكلف الحداء على وجه يباري فيه الحادي شخصا آخر انتهى . وخرج بقولنا : مقرون بالتحدي الخارق المتقدم على التحدي وذلك يتناول ما وجد من النبي قبل النبوة وهو المسمى عند علماء أصول الدين إرهاصا أي : تأسيسا للنبوة من أرهصت الحائط إذا أسسته وخرج بالخارق للعادة غير الخارق كطلوع الشمس كل يوم وكذلك خرج أيضا الخارق من غير تحد ككرامات الأولياء وخرج أيضا المتأخر عنه بما يخرجه عن المقارنة العرفية وخرج أيضا السحر والشعبذة من المرسل إليهم إذ لا معارضة بذلك فعلم أن مرادهم بالخارق للعادة أن يظهر على خلافها كإحياء ميت وإعدام جبل وانفجار ماء من بين الأصابع ونحو ذلك .
( فإن قلت ) : فما القول فيما يظهر على يد المسيح الدجال من دعواه الألوهية وإحياء الموتى وإمطار السماء ونحو ذلك وجعله ذلك دليلا على صدقه في دعواه الألوهية في غاية الأشكال وهو من أكبر القوادح فيما قرره أهل الأصول في العلم بالنبوات من استحالة المعجزة على يد الكاذب وذلك لأنه يبطل بهذه الفتنة كل دليل قرروه وأي فتنة أعظم من فتنة تقدح في
.................................................................................
قوله في الباب الخامس والعشرين أخذ على الخضر العهد بالتسليم لمقالات الشيوخ فلعل ما ذكرناه عنه من التفضيل كان أولا ثم رجع عنه
وكذلك تقدم قوله في الباب التاسع والستين: ليس يصح لأحد منا دخول مقام الرسالة إنما نراه من خارج كما نرى كواكب السماء ونحن في الأرض فراجعه واللّه تعالى أعلم .
وقال نجم الثريا سبعة أنجم : والصرفة اثنان ، والذراع ثلاثة ، والبطين أربعة ، والجبهة خمسة ، والدبران ستة ، والنعائم تسعة .
قال : ولم أر للثمانية صورة في نجوم المنازل ولهذا كان المولود إذا ولد في الشهر الثامن يموت ولا يعيش ويكون معلولا لا ينتفع بنفسه بخلافه إذا ولد في سبعة أو تسعة وذلك لأن الثامن شهر يغلب على الجنين فيه البرد
"283"
الدليل الذي أوجب السعادة للعباد ؟
( فالجواب ) : جميع ما يقال على يد الدجال ليس هو بأمور حقيقية وإنما هي أمور متخيلة يفتن بها ضعفاء العقول بخلاف ما يقع على يد الأنبياء فإنها أمور حقيقية ولذلك كان صلى اللّه عليه وسلم ، يستعيذ تشريعا لأمته من فتنة المسيح الدجال فإن الدجل هو التمويه بإظهار الباطل في صورة حق وما كل أحد يخرق بصره حتى يدرك الأمور المموهة ويميزها عن غيرها إنما ذلك للأنبياء وكمل ورثتهم فإن العقول السليمة إذا شاهدت المعجزات لم يبق عندها شك في أن ما جاء به ذلك الرسول حق من عند ربه عز وجل ، وأما العقول الضعيفة فلم تستجب لذلك الرسول ولم تؤمن به ،
ولهذا قال الشيخ محيي الدين في “ لواقح الأنوار “ : نحن لا نشترط المعجزة عليه الصلاة والسلام لأنها ما خرجت عن كونها ممكنة والقدرة لا تتعلق إلا بإيجاد الممكنات وإذا أتى الرسول بالممكن فإنما يكون المعجز في ذلك عدم الإتيان ممن أرسل إليهم بمثل ذلك الذي تحدى به الرسول مع كون ذلك ممكنا وقوعه في نفس الأمر ثم إذا نظرنا إلى الذين انساقوا بالمعجزة إلى الإيمان فرأينا ذلك إنما كان لاستقرار الإيمان عندهم فتوقفت استجابتهم على المعجزة لضعف إيمانهم وأما غيرهم فما احتاج إلى ظهور ذلك بل آمن بأول وهلة بما جاء به رسوله لقوة نصيبه من الإيمان فاستجاب بأيسر سبب وأما من ليس له نصيب في الإيمان فلم يستجب بالمعجزات ولا بغيرها ، قال تعالى : وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ [ الأنعام : 125 ] انتهى .
وقد نظم بعض اليهود بالشام أبياتا وأرسلها للشيخ صدر الدين القونوي وطلب الجواب عنها . فأجابه الشيخ رحمه اللّه وهي :
أيا علماء الدين ذمي دينكم * تحير دلوه بأوضح حجة
إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم * ولم يرضه مني فما وجه حيلتي
دعاني وسد الباب دوني فهل إلى * الدخول سبيل بينوا لي قضيتي
قضى بضلالي ثم قال ارض بالقضا * فها أنا راض بالذي فيه شقوتي
فإن كنت بالمقضي يا قوم راضيا * فربي لا يرضى بشؤم بليتي
وهل لي رضا ما ليس يرضاه سيدي * وقد حرت دلوني على كشف حيرتي
...................................................................................
واليبس وهو طبع الموت وأطال في ذلك .
وقال : العرش مستدير الشكل وكل ما أحاط به فيه الاستدارة وانظر إلى التشبيه النبوي بأن الكرسي في جوف العرش كحلقة ملقاة في أرض فلاة فشبهه بكل مستدير وهي الحلقة .
وكذلك شبه السماوات في الكرسي كحلقة قال : واعلم أن العرش يوصف تارة بالعظيم ، وتارة بالكريم ، وتارة بالمجيد .
فهو من حيث الإحاطة عظيم لأنه أعظم الأجسام ومن حيث إنه أعطى ما في قوته لمن هو في حيطته وقبضته فهو كريم ومن حيث نزاهته أن يحيط به غيره من الأجسام فهو مجيد لشرفه على سائر الأجسام قال : فإن قلت إذا كان العرش محيطا بجميع الكائنات فأين الخلاء الذي يكون فيه الحافون من حول العرش لأن
"284"
إذا شاء ربي الكفر مني مشيئته * فها أنا راض باتباع المشيئة
وهل لي اختيار أن أخالف حكمه * فباللّه فاشفوا بالبراهين غلتي
فأجاب الشيخ رحمه اللّه بقوله :
صدقت قضى الرب الحكيم بكل ما * يكون وما قد يكون وفق المشيئة
وهذا إذا حققته متأملا * فليس يسد الباب من بعد دعوة
لأن من المعلوم أن قضاءه * بأمر على تعليقه بشريطة
يجوز ولا يأباه عقل كما ترى * حدوث أمور بعد أخرى تأدت
كما الري بعد الشرب والشبع الذي * يكون عقيب الأكل في كل مرة
فليس ببدع أن يكون معلقا * قضاء إله الحق رب البرية
بكفرك مهما كنت بالكفر راضيا * تعاطي أسباب الهدى مع مكنة
فمن جملة الأسباب مما رفضته * مع الأمن والإيمان لفظ الشهادة
فأنت كمن لا يأكل الدهر قائلا * أموت بجوعي إذا قضى لي بجوعة
انتهى فليتأمل الجواب ومن فتح اللّه عليه بجواب أوضح منه فليلحقه بهذا الموضع وقد تقدم في مبحث خلق الأفعال أن هذه المسألة من أشكل الأمور فراجعه واللّه أعلم . ورأيت في كتاب “ سراج العقول “ للشيخ أبي طاهر القزويني رحمه اللّه ما نصه : اعلم أن البرهان القاطع على ثبوت نبوة الأنبياء هو المعجزات وهو فعل يخلقه اللّه خارقا للعادة على يد مدعي النبوة معترفا بدعواه وذلك الفعل يقوم مقام قول اللّه عز وجل له أنت رسولي تصديقا لما ادعاه مثاله قال الإنسان في ملأ من الناس بحضرة ملك مطاع ،
فقال يا معشر الحاضرين إني رسول هذا الملك وإن آية صدقي أن الملك يقوم ويرفع التاج عن رأسه فيقوم الملك في الحال ويرفع التاج عن رأسه عقب دعوى هذا المدعي أليس هذا الفعل منه يتنزل منزلة قوله صدقت أنت رسولي
قال : وإنما يراعي في ذلك ثلاثة أمور الفعل الخارق للعادة واقترانه بالدعوى وسلامته عن المعارضة إذ لو رفع التاج بقول غيره أو بعد ذلك بمدة لا يكون حجة لهذا المدعي فهذه الثلاثة بمجموعها برهان قاطع على دعوى المدعي للرسالة نازلة منزلة التصديق بالقول وهو مثل
......................................................................................
العرش قد عمر الخلاء فالجواب أنه لا فرق بين كونهم حافين من حول العرش وبين الاستواء على العرش فإن من لا يقبل التحيز لا يقبل الاتصال ، والانفصال فعلم أن هذا العرش الذي تحف به الملائكة هو الذي يأتي اللّه فيه للفصل ، والقضاء يوم القيامة ، وليس هو الجسم الذي عمر الخلاء واستوى عليه الرحمن
أما تراه تعالى يقول : وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ( 75 ) [ الزمر : 75 ] عند الفراغ من القضاء .
وقال : زيارة العبد لربه في الجنة تكون على عدد صلاته في دار الدنيا ورؤيته له على قدر حضوره فيها مع ربه وقال : ينبغي لقارىء القرآن إذا لم يكن من أهل الكشف أن يبحث
"285"
حصول العلم لسائر الأشياء من شواهد المقال وقرائن الحال .
( فإن قلت ) : اقتران المعجزة بدعواه لا ينهض دليلا على صدقه لأن نفس الاقتران بالإضافة إلى دعواه وإلى غير دعواه من طريق الأقوال والأفعال بمثابة واحدة .
( فالجواب ) : إن سبيل تعريف اللّه تعالى عباده صدق الرسل بالمعجزات كسبيل تعريفه تعالى ألوهيته بالآيات الدالة عليها وذلك قد يكون مرة بالقول ومرة بالفعل فتصديقه بالقول كقوله للملائكة : إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً [ البقرة : 30 ] وتصديقه بالفعل كما علم آدم الأسماء كلها ثم قال للملائكة أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ [ البقرة : 31 ]
وعلم محمدا القرآن ثم قال : فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ [ البقرة : 23 ]
فكما عجزت الملائكة عن معارضة آدم عليه الصلاة والسلام ، كذلك عجزت العرب عن معارضة محمد صلى اللّه عليه وسلم ، بالقرآن فدلت الأسماء هنالك والقرآن هنا على صدق النبي الذي هو أول الأنبياء وعلى صدق النبي الذي هو آخر الأنبياء ، فعلى هذه الصفة صح أن المقترن بدعواه له تأثير وينهض دليلا بخلاف الاقتران بما لا معجزة للخلق عنه انتهى كلام الشيخ أبي طاهر رحمه اللّه .
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه اللّه يقول : تعرف نبوة النبي بأمور منها أن يدعو إلى طاعة اللّه وينهى عن معاصيه .
ومنها : أن لا يخالف ما يدعو الناس إليه ويعرف هو نبوة نفسه .
ومنها أن يخلق اللّه له علما ضروريا فيعرف أنه رسول .
ومنها أن يظهر اللّه له آيات وكرامات فيضطر إلى العلم أنه من عند اللّه وأن البشر يعجزون عن مثله .
ومنها أن يخبره اللّه بما في قلبه وصدره فيضطر النبي إلى معرفة كلامه إذ الغيب لا يعلمه إلا اللّه تعالى .
واعلم يا أخي أن خرق العوائد يكون على وجوه كثيرة وليس مرادنا هنا إلا خرق العادة من ثبتت استقامته على الشرع المحمدي وإلا فهو مكر واستدراج من حيث لا يشعر صاحبه ،
وقد ذكر الشيخ في الباب السادس والثمانين ومائة أن من الخوارق ما يكون عن قوى نفسية وذلك أن أجرام العالم تنفعل للهمم النفسية هكذا جعل اللّه الأمر فيها ، وقد تكون أيضا عن حيل طبيعية معلومة كالقلفطيريات ونحوها وبابها معلوم عند العلماء وقد يكون عن نظم حروف بطوالع وذلك لأهل الرصد وقد يكون بأسماء يتلفظ بها ذاكرها فيظهر عنها ذلك الفعل المسمى خرق عادة في ناظر عين المرائين لا في نفس الأمر وأطال في ذلك ،
ثم قال : وهذه كلها تحت قدرة المخلوق بجعل اللّه تعالى قال : ولا يكون خرق العادة على
.........................................................................
ويسأل علماء الشريعة عن كل شيء ثبت عندهم أنه كان قرآنا ونسخ فيحفظه ليزيده اللّه بذلك درجات في الجنة حين يقال له يوم القيامة : اقرأ وارق .
قال : وقد زعم بعض أهل الكشف أنه سقط من مصحف عثمان كثير من المنسوخ قال : ولو أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، كان هو الذي تولى جمع القرآن لوقفنا وقلنا هذا وحده هو الذي نتلوه يوم القيامة قال : ولولا ما يسبق للقلوب الضعيفة ووضع الحكمة في غير أهلها لبينت جميع ما سقط من مصحف عثمان رضي اللّه عنه ،
قال : وأما ما استقر في مصحف عثمان فلم ينازع أحد فيه .
"286"
وجه الكرامة إلا لمن خرق العادة من نفسها بإخراجها عن مألوفها الطبيعي إلى الانقياد للشرع في كل حركة وسكون .
قال : وليس خرق العادة إلا أول مودة فإذا عاد ثانيا صار عادة وفي حقيقة الأمر جديدا بدا وما ثم ما يعود فما ثم خرق عادة وإنما هو أمر يظهر زي مثله لا عينه فلم يعد فما هو عادة فلو عاد لكان عادة وقد انحجبت الناس عن هذه الحقيقة بل ما رأيت أحدا اطلع عليها من أهل عصري وقد نبهتك على ما هو الأمر عليه إن كنت تعقل ما أقول فإن اللّه تعالى إذا كان خلاقا على الدوام فأين التكرار انتهى .
( فإن قيل ) : فكم الإعجاز على ضرب ؟
( فالجواب ) : هو على ضربين كما قاله الشيخ في الباب السابع والثمانين ومائة :
( الأول ) : أن يمكن صرفه فيدعي في ذلك أن الذي هو مقدور لكم في العادة إذا أتيت به دليل على صدق دعواي ، فإن الذي أرسلني يصرفكم عنه فلا تقدرون على معارضته وكل من كان في قدرته ذلك يجد العجز في ذلك الوقت فلا يقدر على إتيانه بما كان قبل هذه الدعوى يقدر عليه وهذا أنفع للنفس من الصرف .
( الضرب الثاني ) : أن يأتي بأمر لا يكون في مقدور البشر ولا يقدر عليه إلا اللّه كإحياء الموتى ولكن الوصول إليه على طريق العلم أنه حي في نفس الأمر عزيز لا يدركه إلا أهل الكشف منا فإذا رأينا عصا موسى حية وعصى السحرة حيات ولم يفرق العامة بين الحيتين فلهذا كان الوصول إلى علم ذلك عزيزا جدا انتهى .
( فإن قلت ) : فما المراد بتلقف عصا موسى لما صنعوا ؟
( فالجواب ) : أن المراد به كما قاله الشيخ في الباب السادس عشر والباب الأربعين من “ الفتوحات “ : انكشاف ذلك للسحرة والناس يظنون أن تلك الحيات حبال وعصي لا حيات حين ظهرت حجة موسى عليهم لأن الحبال والعصي انعدمت إذ لو انعدمت لدخل عليهم اللبس في عصا موسى فكانت الشبهة تدخل عليهم في عصا موسى كذا وإيضاح ذلك أن عصا موسى إنما تلقفت صور الحيات من حبال السحرة وعصيهم فقط ، فبدت للناس حبالا وعصيا كما هي في نفس الأمر هذا تلقفها وذلك كما يبطل الخصم بالحق حجة خصمه ويظهر بطلانها ولو أنه كان المراد بتلقفها انعدام الحبال والعصي كما توهمه بعض المفسرين لدخل على السحرة الشبهة
....................................................................................
( قلت ) : ذكر الشيخ محيي الدين في “ الفتوحات المصرية “ إن الذي يتعين اعتقاده أنه لم يسقط من كلام اللّه تعالى شيء لانعقاد الإجماع على ذلك واللّه أعلم .
وقال : لا يعرف حقائق الحروف المقطعة أوائل السور إلا أهل الكشف والوجود فإنها ملائكة وأسماؤهم أسماء الحروف .
قال : وقد اجتمعت بهم في واقعة وما منهم ملك إلا وأفادني علما لم يكن عندي فهم من جمله أشياخي من الملائكة فإذا نطق القارئ بهذه الحروف كان مثل ندائهم فيجيبونه بقول القارئ : ألم فيقول : هؤلاء الثلاثة من الملائكة ما تقول فيقول القارئ ما بعد هذه الحروف فيقولون : صدقت إن كان خيرا ويقولون : هذا مؤمن حقا نطق حقا وأخبر حقا
"287"
في عصا موسى والتبس عليهم الأمر فكانوا لم يؤمنوا فتنبه يا أخي لذلك فإن اللّه تعالى يقول :
تَلْقَفْ ما صَنَعُوا [ طه : 69 ] وما صنعوا الحبال والعصي بسحرهم وإنما صنعوا في أعين الناظرين صور الحيات من الحبال والعصي . وعلى ما توهمه بعضهم يكون المعنى الذي جاء به موسى من قبيل ما جاءت به السحرة إلا أن سحره أقوى من سحرهم .
( فإن قلت ) : فما سبب خوف موسى من عصاه حين ظهرت في صورة حية ؟
( فالجواب ) : إنما خاف موسى من عصاه ليعلم السحرة أن ذلك ليس هو بسحر منه فإن أحدا لا يخاف من فعل نفسه لأنه يعلم أنه لا حقيقة له في نفس الأمر .
( فإن قلت ) : فما وجه من قال : إن من سحر غيره كفر ؟
( فالجواب ) : إن في ضمن السحر الكفر لأن الأرواح الكافرة التي هي المعينة له على السحر إنما تجيبه إذا خرج عن دين الإسلام .
( فإن قلت ) : فلم سمي السحر سحرا ؟
( فالجواب ) : لأنه مأخوذ من السحر الذي هو الزمان وهو اختلاط الضوء والظلمة فما هو بليل لما خالطه من ضوء الصبح ولا هو بنهار لعدم طلوع الشمس وكذلك هذا الذي يسمى سحرا بسكون الحاء ما هو باطل محقق فيكون عدما فإن العين أدركت أمرا ما لا تشك فيه وما هو حق محض فيكون له وجود في عينه فإنه ليس هو في نفس الأمر كما تشهده العين ويظنه الرائي واللّه أعلم ، فعلم أن معجزة كل نبي إنما تكون بحسب ما هو غالب على قومه كما أتى موسى عليه الصلاة والسلام ، بما يبطل السحر لما كان السحر غالبا على قومه وكما أتى عيسى بإبراء الأكمه والأبرص لما كان الطب غالبا على قومه وكما أتى محمد صلى اللّه عليه وسلم ، بالقرآن الكريم المعجز بفصاحته كل بليغ وفصيح لما غلب على قريش التفاخر بالفصاحة والبلاغة .
( فإن قلت ) : قد شرطتم في المعجزة أن تكون فعلا كما مر ثم ادعيتم أن القرآن معجزة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، ومعلوم أن القرآن كلام اللّه والكلام عندكم صفة من صفات الذات كالعلم والقدرة فلو جاز أن تكون صفة الكلام معجزة لجاز أن تكون صفة العلم والقدرة معجزة .
...................................................................
فيستغفرون له وهكذا القول في ألف لام م صاد وأخواتها وهم أربعة عشر ملكا آخرهم نون والقلم وقد ظهروا في منازل القرآن على وجوه مختلفة فمنازل ظهر فيها ملك واحد مثل نون وصاد ومنازل ظهر فيها اثنان مثل طس و يس و حم .
وهكذا وصورها مع التكرار تسعة وسبعون ملكا بيد كل ملك شعبة من الإيمان فإن الإيمان بضع وسبعون شعبة والبضع من واحد إلى تسعة فقد استوفى غاية البضع فمن نظر في هذه الحروف بهذا الباب الذي فتحت له يرى عجائب وتكون هذه الأرواح الملائكة التي هي الحروف أجسامها تحت تسخيره وبما بيدها من شعب الإيمان تمده وتحفظ عليه إيمانه .
وقال في قوله تعالى : وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها
"288"
( فالجواب ) : كما قاله الشيخ أبو طاهر القزويني رحمه اللّه ، أنه لا يخفى أن المعجز حقيقة إنما هو اللّه تعالى فإنه خالق العجز والقدرة وإنما سمي الفعل الخارق للعادة معجزة على طريق التوسع والمجاز لا على الحقيقة كمن نظر إلى صاعقة تقع من السماء
فيقول : انظروا إلى قدرة اللّه تعالى وإنما هي من آثار قدرته وذلك أن العجز إنما يكون عن مقدور عليه وليس إحياء الميت مثلا من مقدور البشر حتى يقال : إن فلانا عجز عن إحياء الموتى والإنسان قد يحس من نفسه عدم القدرة على ذلك وعدم القدرة ليس بعجز كما أن عدم العلم ليس بجهل إذ الجدار مثلا عادم العلم وليس بجاهل لأنه فاقد شرط العلم والجهل معا الذي هو الحياة والعامة يعبرون عن عدم القدرة بالعجز وهو وهم وتخييل لأن العجز لا بد أن يقارن المقدور عليه فعلم مما قررناه أن مرادهم
بقولهم : القرآن معجزة أن نظمه وتأليفه على هذه الهيئة الغريبة والأساليب العجيبة هو فعل اللّه تعالى وذلك معجزة لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، وليس مرادهم أن كلام اللّه الذي هو صفته القائمة بذاته معجزة وقد أعجز اللّه تعالى جميع الخلق عن الإتيان بمثله كل ذلك دلالة على صدقه صلى اللّه عليه وسلم ، ولفظ القرآن في العربية يطلق على القراءة والمقروء كما قدمناه في مبحث اسمه تعالى المتكلم واللّه تعالى أعلم ، ثم اعلم أن جمهور العلماء قائلون بأن ما كان معجزة لنبي جاز أن يكون كرامة لولي وخالف في ذلك المعتزلة والشيخ أبو إسحاق الإسفرايني فقالوا :
لا يجوز أن يكون ما ظهر معجزة لنبي أن يكون مثله كرامة لولي من سائر الخوارق وإنما مبالغ الكرامة إجابة دعوة أو موافاة ماء في بادية لا ماء فيها عادة ونحو ذلك مما ينحط عن خرق العادات قال الشيخ محيي الدين في الباب السابع والثمانين بعد المائة من “ الفتوحات “ : وهذا الذي قاله الأستاذ هو الصحيح عندنا إلا أني أشرط شرطا آخر لم يذكره الأستاذ وهو : أنا نقول : لا يجوز أن تكون المعجزة كرامة لولي إلا أن يقوم ذلك الولي بذلك الأمر المعجز على وجه التصديق لذلك النبي دون أن يقوم به على وجه الكرامة لنفسه فلا يمتنع ذلك كما هو مشهود بين الأولياء ، اللهم إلا أن يقول ذلك الرسول في وقت تحديه بمنع وقوعها في ذلك الوقت خاصة أو في مدة حياته خاصة فإنه جائز أن يقع ذلك الفعل كرامة لغيره بعد انقضاء زمانه الذي اشترطه وأما إن أطلق ذلك النبي ولم يقيد فلا سبيل إلى ما قاله الأستاذ انتهى . قال
.................................................................................
مَنْ يَشاءُ [ الرعد : 13 ] الصواعق أهوية محترقة اشتعلت فما تمر بشيء إلا أثرت فيه ولولا الأثير الذي هو نار بين السماء والأرض ما كان حيوان ولا نبات ولا معدن في الأرض لشدة البرد الذي في السماء الدنيا ، فهو يسخن العالم لتسري فيه الحياة بتقدير العزيز العليم . قال : واعلم أن الأثير الذي هو ركن النار متصل بالهواء والهواء حار رطب فيما في الهواء من الرطوبة إذا اتصل بهذا الأثير أثر فيه لتحركه اشتعالا في بعض أجزاء الهواء الرطبة فبدت الكواكب ذوات الأذناب لأنها هواء محترق لا مشتعل وهي سريعة الاندفاع وإن أردت تحقيق هذا فانظر إلى شرر النار إذا ضرب الهواء النار بالمروحة يتطاير منها شرر مثل الخيوط في رأي العين ثم تنطفىء كذلك هذه الكواكب قد جعلها اللّه رجوما للشياطين الذين هم كفار الجن كما قال اللّه
"289"
اليافعي اليمني رحمه اللّه : ولا يرد على قولهم ما جاز أن يكون معجزة لنبي إلى آخره القرآن العظيم للزوم التحدي فلا يجوز وقوع مثله لأحد بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، بخلاف الكرامة .
( فإن قلت ) : ما الفرق بين الكرامة والمعجزة ؟
( فالجواب ) : الفرق بينهما ظاهر وذلك أنه إذا توقفت الإجابة على المعجزة يجب على النبي أن يتحدى بها ويظهرها بخلاف الكرامة لا يجب على الولي إظهارها لأنه إنما يدعو بحكم التبع بشرع نبيه الثابت عنده فلا يحتاج إلى دليل على صحة طريقه ودعواه بخلاف النبي وكان اليافعي رحمه اللّه يقول : يجب على الولي إخفاء الكرامة إلا عن ضرورة أو إذن أو حال غالب لا يكون له فيه اختيار ولا تعمل ، أو يكون لتقوية يقين بعض المريدين كالذي غرف عسلا من الهواء ووضعه بين يدي مريده انتهى .
وقد فرق الأئمة بين المعجزة والكرامة بفروق كثيرة غير ما ذكرناه فقال بعضهم : من الفرق بينهما : المعجزة تقع عند قصد النبي صلى اللّه عليه وسلم ، وتحديه وأما الكرامة فقد تقع من غير قصد الولي ،
وقال بعضهم : يجوز أن تقع الكرامة أيضا بقصد الولي وإنما الفرق الصحيح بينهما أن المعجزة تقع مع التحدي والكرامة لا يتحدى بها الولي ، وقال بعضهم : يجوز للولي أيضا أن يتحدى بالكرامة على ولايته إذا رأى في ذلك مصلحة ونصيحة للخلق حتى يهديهم إلى الحق وإنما الفرق الصحيح بينهما هو أن المعجزة لا تكون إلا بعد دعوى له ولا تكون مع السكوت معجزة والكرامة يجوز أن تقع مع كلامه ومع سكوته معا وهذا القدر من الفروق كاف وحقيقة ذلك أن الولي إذا ادعى بفعل خارق للعادة أنه ولي فإن ذلك لا يقدح في معجزة النبي بخلاف ما إذا ادعى بمثل ذلك الفعل الآن على أنه نبي فإنه يكذب في دعواه والكاذب لا يكون وليا للّه تعالى فلا يصح أن يظهر على يديه ما يظهر على أيدي الأنبياء والأولياء ، قال الشيخ أبو طاهر : وهو فرق ظاهر وهو معنى قول المشايخ : المعجزات علامات صدق حيث وجدت فلا تظهر على أيدي الأولياء عند دعواهم النبوة لأنها لو وجدت عند ذلك لانقلب الصدق كذبا وهو محال انتهى .
( فإن قلت ) : هذا الفرق بين المعجزة والكرامة فما الفرق بين المعجزة والسحر والشعبذة ؟
( فالجواب ) : كما قاله الشيخ أبو طاهر رحمه اللّه : إن الفرق بين المعجزة والسحر ونحوه
........................................................................
تعالى . قال واعلم أن الهواء لا يسمى ريحا إلا إذا تحرك ، وتموج فإذا اشتدت حركته كان زعزعا وإن لم تشتد كان رخاء وهو ذو روح يعقل كسائر أجزاء العالم وهبوبه تسبيحه تجري به الجواري ، ويطفأ به السراج ، وتشعل النار وتتحرك المياه ، والأشجار ويموج البحر وتزلزل الأرض ويزجي السحاب قال : واعلم أن روح المياه من الهواء ، ولو سكن الهواء لهلك كل متنفس وكل شيء في العالم متنفس وتأمل الإنسان إذا حمي بدنه في زمن الصيف يحرك الهواء بالمروحة ليبرد عنده ما يجده من الحرارة لما في الهواء من برودة الماء فإن صورة الهواء من الماء وقال في قوله تعالى : وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا [ فاطر : 12 ] . اعلم أن اللّه تعالى ما
"290"
أن المعجزة تبقى هي أو أثرها بعد النبي زمانا والسحر سريع الزوال . وأما الفرق بين المعجزة والشعبذة فهو أن المعجزة يظهرها النبي على رؤوس الأشهاد وعظماء البلاد والشعبذة إنما يروج أمرها على الصغار وضعفاء العقول وجهلة الناس . قال القزويني رحمه اللّه وقد اختلف الناس في السحر وأثره فقيل : إنه يمكن به تبديل الصورة فيقلب الإنسان كلبا أو تمساحا أو حمارا قال : والظاهر أن أمثال هذه خرافات العوام وأسمار النسوة وأطال في ذكر النيزنجيات والقلفطيريات في كتابه “ سراج العقول “ قال : والسحر في اللغة إراءة الباطل في صورة الحق ومنه وقت السحر للفجر الكاذب وأما الشعبذة فهي منسوبة إلى رجل اسمه شعبان وهو معرب وأصله خفة اليد في تقليب الأشياء . والسحر عندنا حق على معنى أنه ثابت واقع وأنكر المعتزلة والروافض والدهرية السحر والدليل على صحته إجماع الأمم سلفا وخلفا وإجماع أهل الكتاب كلهم من الهند والروم والفرس وآيات القرآن ناطقة بذلك وقال الشيخ محيي الدين في الباب الأحد والسبعين ومائتين في قوله تعالى : فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [ البقرة : 102 ] : اعلم أن اللّه تعالى إنما كره التفريق وذم فاعله ندبا إلى الألفة وانتظام الشمل ولما علم اللّه تعالى أن الافتراق لا بد منه لكل مجموع مؤلف لحقيقة خفيت شرع الطلاق رحمة بعباده ليكونوا تحت الإذن في جميع أفعالهم محمودين غير مذمومين إرغاما للشيطان ومع هذا فقد ورد أبغض الحلال إلى اللّه الطلاق . وذلك لأنه رجوع إلى العدم إذ بائتلاف الطبائع أظهر وجوب التركيب وبعدم الائتلاف كان العدم وكان تعطيل الأسماء الإلهية عن التأثير في أهل حضراتها فلأجل هذه الرائحة كره التفريق بين الزوجين لعدم الاجتماع انتهى .
( فإن قلت ) : فما الفرق بين المعجزة والكهانة ؟
( فالجواب ) : أن الفرق بينهما هو أن المعجزة فعل خارق للعادة مقرون بالتحدي يقوم مقام تصديق اللّه تعالى النبي بالقول كما مر ، وأما الكهانة فهي كلمات تجري على لسان الكاهن ربما توافق وربما تخالف والنبي لا يكون قط إلا كامل الخلق والخلق وأما الكاهن فيكون مختل العقل ناقص الخلق مزورا فإن ادّعى النبوة بكهانته فربما قابله بدعواها كاهن آخر فلا يوجد الفرق بينهما البتة بخلاف النبوة فإن النبي إذا تحدى بالمعجزة وقابله مدع كاذب لا يجوز أن يظهر له معجزة مثل معجزة الصادق وقد قدمنا أن المعجزة تصديق اللّه للصادق فكيف تكون
......................................................................
جعل تكوين دواب البحر الملح إلا في العذب منه خاصة فإن اللّه تعالى أجرى في قعره عينا وأنهارا عذبة وجعل للأرض نفسا من الهواء فيطرأ التعفين من ذلك فكون حيوانات البحر الملح في الماء العذب ولولا وجود الهواء فيه والماء العذب ما تكون فيه حيوان ألا ترى البخار الصاعد من الأنهار ، والبخار الصاعد من الأرض ومن البحر كيف يخرج كما يخرج النفس من المتنفس فيطلب ركنه الأعظم فيستحيل منه ما يستحيل ويلحق بعنصره ما يلحق على قدر ما سبق في علم اللّه من ذلك فهو دولاب دائر منه يخرج وإليه يعود . وقال في قوله تعالى : اللَّهُ
"291"
تصديقا للكاذب واللّه تعالى لا يصدق الكاذب واللّه تعالى أعلم .
( فإن قلت ) : فما وجه استحالة المعجزة على يد الكاذب ؟
( فالجواب ) : وجه ذلك أن الناس قد أشبعوا القول في استحالة المعجزة على يد الكاذب وكان ذلك كالإجماع على استحالتها .
( فإن قيل ) : إذا جوزتم إضلال اللّه تعالى الخلق وإغواءهم فما يشعركم أنه تعالى يظهر الآيات على أيدي الكاذبين إضلالا وإغواء ومعلوم أن ساحة ربوبيته تعالى بريئة من وجوب إضلال الخلق وهدايتهم .
( فالجواب ) : أننا إنما جوزنا الإضلال لنصوص القرآن مثل قوله : يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً [ البقرة : 26 ] وقوله : وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ [ إبراهيم : 27 ] وغيرهما من الآيات
وإنما نجوزه فيما لا يؤدي إلى المحال فإن كل ما أدى إلى المحال فهو محال والمحال ، لا يكون مقدورا البتة وذلك من وجوه : إما أن يقع على خلاف المعلوم وإما أن يتناقض الدليل والمدلول فيه وإما أن يلتبس الدليل بالمدلول وإما أن يؤدي إلى تعجيز القدرة وتكذيب الحق تعالى فهذه أربعة وجوه تؤدي إلى المحال فلا تتعلق القدرة بها والمعجزة على يد الكاذب من جملته لأن المعجزة مقرونة بالتحدي نازلة منزلة قول الحق تعالى لذلك الرسول : صدقت وأنت رسولي .
كما مر وتصديق الكاذب من المحال لذاته وعينه إذ كل من قال له : أنت رسولي صار رسولا وخرج عن كونه كاذبا والجمع بين كونه كاذبا ورسولا صادقا محال واللّه أعلم .
وقد ذكر الشيخ أبو طاهر أن بعض الأئمة قال : إظهار المعجزة على يد الكاذب من المقدورات بناء على أن ما علم اللّه أنه سيكون لا يخرج عن كونه مقدورا وخلاف المعلوم لا يكون مقدورا ثم الذي نقول به :
إن ذلك ولو كان مقدورا فلا يقع ذلك قطعا كما لا ينقلب العلم جهلا وأطال في ذلك في كتاب “ سراج العقول “ فراجعه إن شئت وحاصله أن شرط المعجز أن يكون ناقضا للعادة لأن الفعل المعتاد يوجد مع الصادق والكاذب وأن يكون في أيام التكليف لأن الذي يظهر في القيامة من انفطار السماء وتكوير الشمس أفعال ناقضة للعادة وليست بمعجزة لأن الآخرة ليست بدار تكليف وأن يكون مقرونا بالتحدي لأنه قد يحصل أحيانا أفعال ناقضة كالزلازل والصواعق
.....................................................................................
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ [ الطلاق : 12 ] .
اعلم أن طبقات الأرض سبع كطبقات السماوات في كونها واحدة فوق واحدة قال صلى اللّه عليه وسلم : “ فيمن غصب شبرا من الأرض طوقه من سبع أرضين “ وذلك أنه إذا غصب شيئا من الأرض كان ما تحت ذلك المغصوب مغصوبا إلى منتهى الأرض السابعة ولو لم تكن طباقا بعضها فوق بعض لبطل المعقول من هذا الخبر
وكذلك الخبر الوارد في سجود العبد على الأرض من أن يظهر اللّه ذلك الموضع بسجدته إلى سبع أرضين وقوله : يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ [ الطلاق : 12 ]
أي : بين السماوات والأرضين ولو كانت أرضا واحدة ، لقال بينهما . قال : وهذا الذي قررناه هو الظاهر ، وهو الذي أعطاه كشفنا واللّه أعلم . وقال في
"292"
وليست بمعجزة لأنها لم تكن مقرونة بذلك وأن يكون على وجه الابتلاء لأنه لو تلقن إنسان سورة من القرآن ثم مضى إلى قبيلة بعيدة لم تبلغهم الدعوة وتنبأ هناك لم تكن معجزة واللّه سبحانه وتعالى أعلم ، فتأمل في هذا المبحث فإنه نفيس واللّه أعلم .
.
المبحث التاسع والعشرون في بيان معجزات الرسل والفرق بينها وبين السحر ونحوه كالشعبذة والكهانة .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني :: تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق
مواضيع مماثلة
» المبحث السادس والأربعون في بيان وحي الأولياء الإلهامي والفرق بينه وبين وحي الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث الثلاثون في بيان حكمة بعثة الرسل في كل زمان وقع فيه إرسال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث الحادي والأربعون في بيان أن ثمرة جميع التكاليف التي جاءت بها الرسل عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث التاسع عشر في الكلام على الكرسي واللوح والقلم الأعلى .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث الثامن والعشرون في بيان أنه لا رازق إلا اللّه تعالى .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث الثلاثون في بيان حكمة بعثة الرسل في كل زمان وقع فيه إرسال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث الحادي والأربعون في بيان أن ثمرة جميع التكاليف التي جاءت بها الرسل عليهم الصلاة والسلام .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث التاسع عشر في الكلام على الكرسي واللوح والقلم الأعلى .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» المبحث الثامن والعشرون في بيان أنه لا رازق إلا اللّه تعالى .كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر للشيخ عبد الوهاب الشعراني
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله