المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
الهوامش والشروح 693 - 1115 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: مولانا محمد جلال الدين الرومي البلخي :: كتاب المثنوي معنوي مولانا محمد جلال الدين الرومي البلخي :: المثنوي الجزء السادس مولانا جلال الدين الرومي ترجمة د. ايراهيم الدسوقي شتا
صفحة 1 من اصل 1
25082020
الهوامش والشروح 693 - 1115 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
الهوامش والشروح 693 - 1115 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
الهوامش والشروح 693 - 1115 على مدونة عبدالله المسافر باللهشرح حكاية قول بلال رضي اللّه عنه أحد أحد
( 897 - 914 ) : كان أبو بكر الصديق يجد رائحة مألوفة لديه أي يجد في صيحة بلال أحد أحد طعم الإيمان الحقيقي ، ولم أجد في السيرة وصية من أبى بكر رضي اللّه عنه لبلال رضي اللّه عنه بأن يكتم إيمانه عن سيده ( انظر ابن هشام القسم الأول ص 317 من طبعة 1955 بتحقيق مصطفى السقا وآخرين )
لكن مولانا يصور بلال في عشقه للأحد ، ذلك العشق الذي يجعله يعود عن نيته في كتم إيمانه حتى يجعل الله له فرجا ، والمقصود بمحمد عدو التوبات ذلك العشق لمحمد صلى اللَّه عليه وسلّم الذي يجعل المؤمنين بدينه يضعونه في موضع بحيث يكون أحب إليهم من أنفسهم ، ويكون البلاء أهون من كتمه وإنكاره ،
فكيف يمكن إنكار عشق فيه حياة الخلود والنجاة من الموت ؟ كيف يمكن التوبة عن عشق يملأ العروق والأوردة بحيث لا يترك مكاناً لأي شعور آخر ؟ وفي البيت رقم 909 إشارة إلى حكاية العبد المؤمن هلال التي سترد فيما بعد
( بداية من البيت 1116 ) ومن الممكن أن تكون أيضاً إشارة إلى ضعف بلال ونحول جسده كالهلال ، وبلال يتحدث عن نفسه وكأنه قمر يستمد نوره من الشمس ، وحينا يكون في اكتمال وحيناً في نقصان بقدر ذلك النور الذي يأخذه من الشمس ( شمس الحقيقة محمد صلى اللَّه عليه وسلّم ) إنه يتبعها كما يتبع الظل الشمس ، وهذا هو قضاء العشق ،
العشق يجعل من المرء كقشة في مهب الريح تتحرك حيثما تحركها الريح ، قيامة تجعل كل مرضعة تذهل عما أرضعت وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، فهل من عزم على أي عمل أو إرادة له والقيامة قائمة ، ويقدم مولانا صورة من الواقع المعاش ، إن العاشق كذلك القط الذي يحمل في
« 472 »
جوال لينقل إلى مكان آخر ، وهو عادة لا يحمل بل يجر ، يكون حيناً في منخفض وحيناً في مرتفع ، لا يملك من أمر نفسه شيئاً ، ولا يملك قراراً ولا راحة .
( 915 - 930 ) : ينطلق مولانا في الحديث المحبب إلى نفسه : العشق ، وإذا حل العشق فانصتوا ، اصمتوا وانصتوا ، ولا حظوا ما تفعله مشيئة الحق ( قضاء العشق ) ، إن العشاق كأنهم حجر الطاحون يدورون ليل نهار وينوحون ، إن هذا الدوران شاهدٌ على وجود النهر الطامى الموجود ، وأصلهم المندفع نحو البحر الكلى ونحو أصل الوجود ، وإذا كنت لا ترى هذا الجدول الكلى ، فانظر إلى ساقية الفلك ، تدور ، فإن لم يكن ثم نهر كلى كيف يدور ؟ !
وإذا كنت تدور ولا يقر لها قرار فكيف تطمع في أن يقر لقلبك قرار ؟ !
( المعنى من ناصر خسرو :
أي استقرار تنشده تحت الفلك * ما دام الفلك نفسه لا يقر له قرار
( ديوان ، ص 9 ) إن العشق لك بالمرصاد ، فلا تنشد فيه الاستقرار ، فهو الذي يحطم كل ما تشبثت به ، وهو يمحو كل ما تتلتفت إليه سواه ، إن هذه العناصر في ترتيبها وفي جيشانها وفي فورانها تدلك على حركة هذا البحر الكلى ، إن كنت لا تدرى عنه شيئاً كل العناصر منجذبة إلى بعضها بالنسق في حركة دائبة
( انظر لتفصيل الفكرة الكتاب الثالث ، الأبيات 4402 - 4423 وشروحها ) أن هذه القذى والغثاء
( العناصر الأربعة ) تتحرك بهذا البحر الشريف بحر العشق وتشبيه الشمس والقمر بثورى الطاحون على أساس أنهما يحفظان دوران الفلك من ناحية ومن ناحية أخرى يمثلان دليلا واضحا على دوران لا تخطئه العين على إسراع الكواكب من منزل لمنزل وتغير تأثيرها من السعد إلى النحس ومن النحس إلى السعد ، وهذا العالم كله في تغير وتبدل .
وعن أن العالم في تغير وتبدل وأن قانونه الأزلي هو الحركة دقت الفلسفات والكتب المقدسة منذ أقدم العصور ففي الريح ويدا كتاب الهنود أن القانون الخالد هو قانون الحركة ومنه ظهرت السماوات والأرضيين كما طرح أرسطو مبدأ الحركة
« 473 »
وهيراكليطوس هو القائل نحن لا ننزل نفس النهر مرتين ففي المرة الثانية نتغير سواء نحن أو النهر ، وقد انتقل المبدأ إلى الفلسفة الإسلامية اعتماداً على بعض نصوص القرآنيَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ( الرحمن / 29 ) .وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ( النمل / 88 ) ( جعفري 13 / 352 - 354 ) .
ويقول السبزواري ( ص 423 / 424 ) : لأن العالم بحسب السلسلة العرضية الزمانية آنا فآنا في حركة وتبدل وبحسب السلسلة الطولية مرتبة فمرتبة في تغير واستكمال ، ففي كل لحظة نزع صورة ناقصة من حيث النقصان وخلع صورة ولبس صورة . وانظر في ذاتك أيها الإنسان إلى الشروق والغروب وإلى النوم واليقظة وانظر في زمانك إلى ربيع وخريف وصيف وشتاء ، وانظر إلى أحوالك هناء وسرور وحزن وشجن وضحك وبكاء ، وكلها بيد المشيئة يقوم بتصريفها كيف تشاء .
( 931 - 943 ) : إذا كانت الكليات ( العناصر ) خاضعة أمام مشيئته بهذا الشكل منجذبة إليه عاشقة له في يد مشيئته كالكرة في الصولجان يوجهها حيث يشاء ، فكيف تكون يا قلب العاشق وأنت بالنسبة لها كذرة في محيط الكون تظل ساكنا أمام هذه المشيئة ؟ !
الست تخشى عقابه وهذه الكواكب تتعرض لعقابه إذا حادت عن الطريق مثقال ذرة ، ألا تعاقب الشمس بالكسوف بواسطة الذنب وتسود فتكون كقاع القدر ؟ !
ألا يعاقب السحاب بالبرق يسوطه بسوط من نار ؟ !
ألا يسبير السحاب ويزجيه كيف يشاء فيمطر على واد ويجدب على آخر بمشيئته هو جل شأنه وبإرادته ؟ ! وهكذا العقل ينبغي أن يكون تحت حكم المشيئة ، فإذا اعوج كان كسوفه ، وإنك لتؤخذ بقدر جرمك فإن الله لا يظلم مثقال ذرةوَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ ما تَكْسِبُونَ( الأنعام / 3 ) .
( 944 - 958 ) : دعك من هذا ، وتحدث عن هداية الحق ورعايته لعبيده وألطافه معهم وتجاوزه عن ذنوبهم ، فهذا هو العيد ، والناس تطيب أفواههم بذكر الحق فكأنهم يتجرعون الشهد ، هذه الرعاية هي الإقبال الحقيقي ، وأي توبة عن العشق تنفع إذا حلت هذه الرعاية ،
« 474 »
في هذه اللحظة لا عقل يراعى أو يهادن أو يكتم خوفا من الكفار ، فقد ثمل العاشق بالفيض الإلهى وغلبه السكر ، وهو مستعد لرهن جسده والتخلي عنه ، فقد صار جسده مفعما بخمر الإله الياقوتية ولم يعد يحس بشئ غيره ، فطاب مجلسه وامتلأ بالوجد والسماع ، فهيا أحرق العود دفعا للحسد ، فالعشاق في البلاء يحسدون ، وعربدتهم تقع منى موقعا حسنا ، والعشاق كلهم صاروا رفاقا ، بلال مع هلال ، وجراح بلال كأنها الورد وزهر الرمان والجسد المحطم روضة إقبال ، ألا فليأت هذا اليهودي الكافر وليحطمه فإن كان الجسد في عذاب فالروح في هناء ، وأشم عبير الحبيب
( الشطرة الثانية من 955 من بيت شهير للرودكى ) لقد امتلأ بلال بالمصطفى والمصطفى ببلال حتى أنه سمع دبيب قدمه ليلة المعراج "
روى أنه صلى اللَّه عليه وسلّم قال : يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دق نعليك بين يدي في الجنة ، ( مولوى 6 / 141 ) .
وعند جعفري ( 13 / 348 ) عن ابن عباس قال : ليلة أسرى نبي الله صلى اللَّه عليه وسلّم ودخل الجنة فسمع من جانبها وجسا قال : يا جبريل :
ما هذا ؟ !
قال هذا بلال المؤذن ، فقال نبي الله صلى اللَّه عليه وسلم لما جاء إلى الناس قد أفلح بلال رأيت كذا وكذا . وهكذا فإن هذه الأقوال جعلت الصديق رضي اللّه عنه متأكدا من أن بلال أن يسمع نصيحته ويكتم إيمانه .
( 959 - 974 ) : يصور أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه الرسول صلى اللَّه عليه وسلّم بأمر بلال رضي اللّه عنه ولكن بأسلوب مولانا جلال الدين الذي يصور بلالا نسيج وحده متعرضا لتعذيب الكفار ، ويصر مولانا على تسميتهم باليهود ، لا لشئ إلا لاختلاف جنسه عن جنسهم فهو طائر ميمون الجناح والقوادم يطير في فضاء الحقيقة ، وهو بازى السلطان وقع في خرابة البوم ( انظر قصة البازي والبوم بداية من البيت 1135
من الترجمة العربية للكتاب الثاني من المثنوى ) ويضرب المثل بغضب اليهود في اللغة الفارسية للحقد المستقر في القلب والذي لا يمضى
« 475 »
ولا يهدأ ، ولا ذنب له إلا كونه بازيا مثلما لم يكن ليوسف عليه السّلام ذنب عند اخوته إلا حسنه ، وهكذا مثلما يفعل البوم بالبازى ، يقوم الكفار بتعذيب بلال ، ولا ذنب لبلال رضي اللّه عنه إلا أنه عاشق حلت به القيامة ولا إمكان في توبته ، وهذا أمر محال جداً .
( 975 - 983 ) : ظاهر الحديث انه حديث أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه لكنه في الحقيقة من إفاضات مولانا جلال الدين عن العشق ، فالعشق من أوصاف الله سبحانه وتعالى ومتوجه إليه ومن ثم فهو خالد وباق ، والتوبة وصف الخلق وهي حادثة وفانية ، فالتوبة بمثابة الدودة والعشق بمثابة أفعى ،
ولهذا قال الجنيد : " إذا فسرت المحدث بالقديم لم يبق له أثر " ( مولوى 6 / 143 ) والعشق إذن من صفات الله الغنى ولهذا فكل عشق غير عشق الله هو عشق مجازى ، والله تعالى هو الذي يخلق عشقه في قلب عبده ،يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ( المائدة / 54 ) ( انظر 2178 الكتاب الخامس ) ،
وذلك أن الجمال الحقيقي هو جمال الله ، وأي جمال آخر إنما يكون شعاع من انعكاس هذا الجمال ، فإذا ذهب افتضح العشق المجازى ، عاد النور إلى أصل النور وبقي الجسد خاليا منه ، مجرد جدار ذهب عنه ضوء القمر ( انظر الترجمة العربية للكتاب الثالث ، الأبيات 552 - 559 وشروحها ) .
( 984 - 993 ) : المبصرون أي العارفون بأسرار الغيب يكون للوجود المطلق ( منجم الذهب ) ذلك أنه أصل الجمال وأصل الغنى الذي لا ريب فيه ولا شك ، وكل من ساوى الزيف ( الدنيا ) بهذا الذهب النضار الحقيقي ، انصرف عنه الذهب الحقيقي ، وانصرف عنه الزيف إلى العدم ، وفنى العاشق للزيف والمعشوق أي الزيف ( ضعف الطالب والمطلوب ) لكن العشق الرباني هو شمس الكمال والروح نوره والأجساد ظله ( مولوى 6 / 145 )
والناس إن حرمت منها ماتت كأسماك حرمت من النبع ، والأمر هو عالم الغيب ، وأمر نوره أي أصل نوره ( سبزوارى / 427 ) ، ونحن وكل المخلوقات ظلال له ( استعلامى 6 / 272 ) ولأن المتحدث وجد مستمعا في مستوى المصطفى صلى اللَّه عليه وسلّم في الوصل إلى عوالم الغيب فقد
« 476 »
أفاض بحيث صارت كل شعرة من جسده لساناً ، وهكذا يستفيض المتحدث إن وجد مستمعا من جنسه ، فإن لم يجد نامت قريحته ، وأسير الله في الأرض أي عاشق الحق الذي يعيش بجسده في سجن هذه الدنيا .
( 994 - 1012 ) : يواصل مولانا قصة شراء أبى بكر لبلال رضي اللّه عنه وعرض الرسول صلى اللَّه عليه وسلّم أن يكون شريكا في الثمن أو شريكا في هذا الإقبال ، وانطلق أبو بكر متفائلا ، فما أيسر هذه الصفقة فاليهودي لا يعرف قيمة بلال مثلما لا يعرف الأطفال قيمة الجوهر ، أليس الشيطان المضل يشترى عقول البشر بمتاع الغرور ؟ ! ألا يأتي الساحر ويبيع للناس ضوء القمر على أنه قماش ؟ ! ( أنظر الكتاب الثالث ، البيت 1164 ) ، ( قصة شراء أبى بكر لبلال رضي اللّه عنه يقصها مولانا طبقا لما ورد في طبقات ابن سعد " 3 / 165 " ) .
لكن الأنبياء يعلمون الناس التجارة الحقيقية ، التجارة مع الله ، ومع ذلك فإن الشيطان قبح في أعينهم هذه التجارة ، وهكذا ديدن الشيطان يفرق بسحره بين المرء وزوجه ، وهذا الجوهر - أي بلال - بيع بثمن بخس لأن الشيطان خاط عين بائعه فلم يشعر بقيمة البضاعة الموجودة في يده ، إنه حيوان فكره منصرف إلى الجسد ، وإلى المرعى فمتى يفكر في جواهر الروح ، التي صار بها الإنسان جديرا بأن يوصف بأنه خلق في أحسن تقويم ( التين / 4 ) ( وانظر 963 من الكتاب الخامس )
ولا يمكن أن يعبر عن معنى هذه الآية الكريمة ومفادها ، فإنك تفسر أحسن التقويم بأن الإنسان خلق في تناسب عضوى وليس الأمر كذلك بل المقصود تلك الروح التي هي النفخة الإلهية وهي عالمٌ من العجائب العظيمة ، ولو أفضت في بيان قيمة هذه الروح وعوالمها لما تحملت أنا ، ولما تحمل المستمع ، فالصمت أولى .
( 1017 - 1019 ) : الصادق في دينه يحترم الصادق في دينه ولو تسلط عليه ، فلو كان هذا اليهودي صادقا في دينه ، لما اضطهد بلالا وعذبه ، لصدقه في دينه ، لكنه لأنه غير صادق في دينه فهو يظن أن باقي الخلق وأهون في دينهم يمكن لهم النكوص عنه ، وهناك
« 477 »
مثل فارسي يقول : " الكافر يظن الناس جميعا على دينه " .
( 1020 - 1029 ) : إن كلام أبى بكر رضي اللّه عنه لم يكن صادرا عنه ، فلإخلاصه في عبادته جرت ينابيع الحكمة من فمه " فمن أخلص لله أربعين يوما ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه " . وإن الله يقول الحق على لسان عبده ( انقروى 6 - 1 / 236 ) . وعند السبزواري ( ص 424 ) : إن روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها . ومن ثم فإن هذه الحكمة التي جرت على لسان أبى بكر لم تكن من قبيل كلام هذا العالم بل من عالم لا جهات فيه ولا زمان ولامكان ، من عالم الغيب ( انظر 351 من الكتاب الخامس )
ولماذا تستغرب أن تفيض الحكمة عن لسان أبى بكر والله سبحانه وتعالى بضربة عصا موسى عليه السّلام فجر الماء من الصخر ولم يستطع أحد أن يقول من أين انفجر هذا الماء ، وإن الأمر هو قدرة الله وما الحجر إلا ذريئة ؟ ! ونور العين هل تراه من شحمة العين ؟ !
وسمع الأذن هل تراه من عظمة الأذن ؟ ! إنها كلها عوامل ظاهرة لتخفى القدرة الإلهية التي هي أساس كل شئ ومنبع كل شئ ومصدره ، والأذنان من الرأس جزء من حديث نبوي [ المضمضة والاستنشاق سنة والأذنان من الرأس ] أي الفروع تابعة للأصل . وعند السبزواري
( 428 ) وفي رواية الأنفان والأنفان هما الأذنان لأنه في تطبيق العالمين الكبير والصغير الأذنان بمنزلة المشرق والمغرب ، وكلها مراتب نازلة للروح أو كما يقول العطار :
الجسد ليس من الروح بل عضو ينفصل عنها والروح ليست من الكل بل جزء منفصل عنه
( 1035 - 1038 ) : لقد تحير اليهودي وتوله عند رؤيته للغلام الأبيض البشرة الأسود القلب لأنه كان من جنسه ، وهكذا عباد الصورة لأنهم صور بلا أرواح يميلون إلى الصورة ولو كانت نتنة الباطن ، لكن الأصل اليهودي في المماحكة والمفاصلة يغلب فعاد إلى العناد حتى زاده أبو بكر رضي اللّه عنه نصابا من الفضة .
« 478 »
( 1046 - 1063 ) : إن بلال من قبيل الذهب النضار سود ظاهره ليخفى عن غير أهله مثلما يسود وجه الذهب ليحفظ من اللصوص ( انظر 2172 من الكتاب الرابع ) وهكذا بصيرة الجسد لا ترى سوى ألوان الجسد لكنها لا تستطيع أن تدرك جمال الروح ، وهكذا فلأنك لم تنظر إلى ما في الصندوق ( الجسد ) من در ( الروح ) فرطت فيه سريعا ، فما أسعدك بجهلك سعادة الزنجي بسواد وجهه لأنه لا يراه ، لقد بعت إقبالك فربما كان وجود هذا الأسود في بيتك سببا في نجاتك من الكفر ، فقد وصلك الإقبال في صورة عبد ( انظر 3510 من الكتاب الثالث )
فهيا اهنأ بعبدك الجديد حلو الظاهر سىء الباطن ، فلكم دينكم ولى دين ، وأي دين عند الكافر ، هو الظاهر حتى ولو كان الباطن شديد السوء ، فما أشبه بجواد خشبى عليه سرج من الأطلس ، وكقبور الكفار ظاهرها الزينة والفخامة ، لكن باطنها جهنم ( انظر الكتاب الثالث ، الأبيات 130 - 137 وشروحها ) وكأموال الظلمة والسحابة الخالية ذات الرعد ، والوعد الكاذب كأي ظاهر مؤمل ، ولكنه لا يسفر عن باطن ذي قيمة .
( 1071 - 1079 ) : إن عناية الحق تجرى على لسان الرسول صلى اللَّه عليه وسلّم ومن ثم فمن العسير التعبير عن هذه العناية الإلهية بالألفاظ الأرضية ، لكن من المناسب أن نذكر بعض الأمثلة الصغيرة لهذه العناية التي لا تحدها حدود ، أرأيت عناية الشمس في إنبات النبات ؟ !
( العارف الكامل في تربية المريدين ) وهل شاهدت فعل الماء الزلال في الرياض ( الفيض الرباني في نفوس العارفين ! )
فهكذا فعل الله في كل أجزاء الأرض دون أسباب وعوامل ظاهرة ، وكلها من الأمور غير المعهودة لكنها من تأثير القدرة ، وكيف يمكن لك أن تقيس القدرة بالعقل ، لقد اتفق الجميع على أن العقل مقلد في الأصول الشرعية أي أن عليه أن يؤمن بها دون مناقشة ، وهو أيضاً مقلد في الحروف وإذا سألك العقل ، ما الهدف من سير أهل الذوق وأرباب القلوب ما عليك إلا أن تجيب عليه قائلًا : بطريقة لا تعرفها ، والسلام ! !
« 479 »
( 1080 - 1099 ) : يعاتب المصطفى صلى اللَّه عليه وسلّم أبا بكر رضي اللّه عنه على أنه لم يجعله شريكا في صفقة شراء بلال ويخاطب أبو بكر رضي اللّه عنه الرسول صلى اللَّه عليه وسلّم قائلًا : هو حر لوجهك فإن كنت اشتريته فأنت السبب في عتقه ، وكلانا عبيد لحيك ( الإسلام ) فاتخذنى عبداً لك ، واتخذني رفيقاً لك ، لا ينفصل عنك
( صديق غار إشارة إلى ثاني اثنين إذا هما في الغار ، وتضرب في الفارسية للصداقة الحميمة ) فالعبودية لك هي حرية بالنسبة لي ، لقد أحييت العالم ، وجعلت جمعا من العوام من خاصة خاصة الله ،
لقد وجدت بلقائى بك كل أحلامى القديمة التي كنت أظنها ضربا من المحال ونوعا من الاختلال ، وبك صار المحال حالا ، كنت أحلم أن الشمس تسلم على ، وتسحبنى إلى عنان السماء ، وعندما لقيتك صار الأمر واقعا ، بل صارت تلك الشمس التي كنت أراها في النوم حقيرة في ناظرى ، الجنة التي فتحتها أمامى جعلت الرياض حقيرة في ناظرى والنور الذي رايته في وجهك أزرى بالنور الذي كنت أبحث عنه ، وكنت أنشد الجنة ، فوجدتها بقربك ،
ووجدتك تحتوى على الجنان ، وفي الأنقروى نقلا عن شرح الحكم ( 6 - 1 / 248 )
قال بعض العارفين : إن في الدنيا لجنة عاجلة من دخلها لا يشتاق إلى الجنة الآجلة ، قيل ما هي ؟ قال : معرفة الله . ما هذا ؟
أتراني بهذا الكلام أمدحك ، إن أي مدح بالنسبة لك هو قدح وهجاء ، وما أشبهنى بذلك الراعي ، الذي كان يثنى على الله بكلام استهجنه موسى عليه السّلام ( انظر الكتاب الثاني الترجمة العربية ، البيت 1724 وما بعده )
ومع ذلك فقد قبله الله سبحانه وتعالى :
فإن فضل رسول الله ليس له حد فيعرب عنه ناطق بفم انقروى 6 - 1 / 250 ( 1100 - 1115 ) : تنتهى قصة بلال وعذابه في سبيل الدين بلقائه بمحمد صلى اللَّه عليه وسلّم ، النعمة المهداة للبشر ، ويجدها مولانا ، فرصة للحديث عن هذه الهداية الجديدة ، وهذا الإقبال الذي وصل إلى البشر من العالم القديم الأزلي الباقي الذي من ديدنه أن يوصل إلى هذا العالم
« 480 »
أنطافه وعناياته أولًا بأول ، وهذه العناية المتمثلة في محمد صلى اللَّه عليه وسلّم هي العلاج لكل مساكين العالم ولكل فاقدى الحيلة " أحيني مسكينا وأمتنى مسكينا واحشرنى في زمرة المساكين " ، إنه السبيل والطريق إلى العالم الحي الباقي ، فها هو الفرج ، وقد زال الجرح ، ورفعت الأغلال والإصر ، وإن لم تكن تبحث عن المساكين فكيف تذهب شمس بهذه العظمة إلى كوخ هلال
( القصة التالية ) أو من صنف بلال ، وكيف تنادى أرحنا يا بلال بآذانك للصلاة لتفرغ من مشاغل هذا العالم ؟ !
هيا يا بلال وأعلنها فلقد صرت معي ونجوت من العدو ، هيا فها هي الصلاة بشرى لكل محزون تنفث في روحه قائلة له : هيا أيها المدبر قم ، فها هو طريق الإقبال قد فتح أمامك ، قم من هذا السجن وهذا العفن وهذا القمل ، هيا اتخذ هذا الطريق ، فلقد نجوت ، أخف سرك هذا واصمت ، ولا تتحدث به إلى من ليس أهلا له ، لكن هيهات ، فالعاشق لا بد أن يتحدث ، كيف يخفى السر وهو يظل قائلا ها أنا ذا ( انظر الكتاب الثالث ، الأبيات 4735 - 4739 وشروحها )
إنها طبول عديدة يدقها هذا العشق ليعلن عن نفسه ، لكن من حرم ومن ليس بأهلها لا يسمع فلا تأبه به ، ولا تهتم ، فإنه حتى إذا حمل إلى الجنان فلن يحس بالريحان والندى ، وإن أخذت الحور بيده لتحمله إلى الجنان لن يحس إلا بأنها تعتصر يده ولن يحس إلا بالألم ، وسوف يتساءل ويندهش ، ما هذا الشد والجذب ؟ !
دعني في نوم الغفلة ( الدنيا ) دعني في أحلامى ، أحلامك ؟ ! إن هذا هو ما تطلبه في أحلامك ، فافتح عينيك لترى هذا القمر الذي تحلم به ، أترى إلى أي مدى أنت تتألم ، وهكذا يتألم الأعزاء ، فهذا الخفاء يكون من دلال المعشوق على العاشقين ، فمهما كنت تطلب فأنت طالبه ، إذ ليس ثمة حق سواه ، وليس ثمة مطلوب سواه ،
والأعزاء يفهمون ويصبرون ويسعدون ، فأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل ، لكن من محيت عن عينه رؤية الحقيقة ، يظل ضائقا بالبلاء ، ومع ذلك فهو يبتليهم لعل وعسى ، ولعله يسمع صراخهم ودعاءهم ، ومن هذا القبيل أيضاً زيارة الرسول صلى اللَّه عليه وسلّم لهلال نزيل منزل أحد عميان القلوب .
.
* * *
* * *
عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 4 سبتمبر 2020 - 10:25 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
الهوامش والشروح 693 - 1115 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا :: تعاليق
الهوامش والشروح 693 - 1115 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
الهوامش والشروح 693 - 1115 على مدونة عبدالله المسافر باللهشرح حكاية قول بلال رضي اللّه عنه أحد أحد
« 457 »
تصاب بها فلك الأقمار والشموس المتلألئة على هذا الفلك ، فإن هذا الجمال يغيبتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَهي غيبة عن الأبصار لا عن الحقيقة والليل هو ليل الاستتار ( في مقابل نهار التجلي ) ، وعند غيبة الجمال يتبجح القبح فتطير الخفافيش ( أي الأنفس التي لا طاقة لها على مواجهة ، نور شمس الجمال المطلق )
ولا تنظر الطواويس أي أهل الكبرياء والتنفج وأولئك الذين زينوا ظواهرهم ، دون بواطنهم إلى أقدامهم أي نفوسهم وهي مواطن القبح فيهم والتي تدلهم ، على حقيقة قبحهم ونقصهم ، كما كان الحذاء الريفي والسترة الجلدية لإياز مملوك محمود الغزنوي يذكره دائما بأصله ، ( انظر لتفصيلات الكتاب الخامس ، الأبيات 1859 وما بعده و 2051 وما بعده و 3253 وما بعده والبيت 390 من الكتاب الذي بين أيدينا وشروحها ) .
ثم إن الرسول صلى اللَّه عليه وسلّم يتجلى بجماله لكي يحس كل قبيح بقبحه ويحاول أن يستمد من هذا الجمال ، ثم يخلص مولانا إلى أن الحديث عن الجمال المحمدي لا يستوعبه مقال ولا يستطيع مقال أن يعبر عنه ، والله تعالى أمرنا بالقصد في كل شئ ، وفي الحديث والكلام بالطبع .
( 693 - 700 ) : في البيتين 691 - 692 يعود مولانا إلى حكايته ، لكنه لا يلبث أن يتركها ليعاود إفاضاته عن الجمال المحمدي وهو الجمال المطلق الساري عن الجمال الكلى في كل الكون ، فهو الجمال الذي يحسده العقل الطالب للكمال والباحث عن المعرفة ( انظر الترجمة العربية للكتاب الثالث الأبيات 2528 - 2538 وشروحها )
وهو يعبر عن هذه الغيرة بكثير من التشبيهات والأمثال ، " أراد أن الولي الكامل عقله كمحمد وروحه كعائشة فكما غار رسول الله صلى اللَّه عليه وسلّم على حسن عائشة ، وعلمت عائشة فأشارت بيدها لتخفى صورتها ، فغيرة العقل على حسن الروح من هذا القبيل ، إذا أرادت التكلم فلعلمها بغيرة العقل من عمى القلوب ، لئلا يعلموا صوتها ، بل مثلت وأشارت وكنت فيفهم العارف .
وهذا المثنوى ناثر لمئات الألوف من أسرار خفية ورموزات علية رحمانية ولو كان مشتملا على بيان حسن
« 458 »
وعز المعشوق الحقيقي جل وعلا لكن على وجه التمثيل والكناية لأن العقل الغيور لا يرضى بالتصريح فيطلع على أسرار العشق المحارم ( من أذن لهم ) لا غير ( مولوى 6 / 105 ) .
ولا حاجة بالعقل إلى هذه الغيرة ما دامت الروح خفية هذا الخفاء ، أتراه من فرط المحبة التي يكنها العقل للروح ؟ ومن هو أهل لها يراها مهما أخفيتها ومن هو غير أهل لها لا يراها مهما كانت واضحة ظاهرة .
وكيف تخفيها أيها العقل الغيور والشمس في كبد السماء لا تجد أثرا منها ما لم يسمح لها ، وكيف تضع النقاب على وجهها ونورها يشع من وراء هذا النقاب ؟ ! والجواب : إنني من فرط الغيرة التي أحس بها تجاه هذا المحبوب أريد أن أخفيه حتى عن نفسي ، أغار عليه من عيني أن تراه ومن أذني أن تسمعه ، إذن فلماذا تتحدث ؟ ! ألست تخاف أن تفصح عما لا يجب الإفصاح عنه أمام من ليس بأهل له ؟ ! فيها أيتها الروح وهيا أيها القلب أصمتا تماماً .
( 701 - 707 ) : يحاور مولانا قلبه وروحه ويسمع الرد منم هذا القلب والروح : إن الصمت عند أهل المعنى حديث ( انظر الكتاب الثالث عن آفة الحال إدراك المقال ، وعن غسل الدم بالدم وعن الصمت المحال والنار في صوف وقطن ، الترجمة العربية ، الأبيات 4725 - 4739 وشروحها )
لكن الأمر هنا ليس على شاكلة النار في صوف وقطن بل هو على شاكلة الشمس التي تحاول أن تداريها فتمزق الحجب ، إن هذا الحديث ضروري ومهم ولا مندوحة عنه ولا محيص عنه ولا مهرب ، إن بحر المعاني تجيش غواربه فيتحول جيشانه هذا إلى زبد على وجهه ، أليست الحقيقة العليا هي القائلة : كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف فخلقت الخلق فبى عرفوني " ، اعرف نفسك إذن أيها المخلوق ، أنت زبد البحر الكلى ، ومن ثم فإن الكلام حجاب واخفاء الكلام هو عين إظهاره ، إنك لا تتحدث بل تشير وتومىء فيزداد الكلام من هذه الإيماءات والإشارات ،
هذا يفسره وهذا يزيد منه ، وهذا يؤوله ، فتحدث أنت إذن حتى ينشغل الناس بكلامك عما تعبر عنه ، فأنت تراهم
« 459 »
ينظرون إلى هذا البلبل الذي يغرد حينا ما بجمال الروضة فينصرفون عن هذا الجمال ، ويتوهون في البحث عن الدليل وينصرفون عن عبير الحقيقة ! !
( 708 - 724 ) : المطلع الموجود في العنوان من غزل لم أعرف قائله وإن كان أقرب ما روى إليه غزل لفخر الدين العراقي مطلعه :
أأنت قلبٌ أم فاتنة أو روح أو أحبة . . . لست أدرى * أنت كل الوجود . . . والخلاصة أنني لست أدرى هذا أو ذاك والشطرة الثانية من البيت وردت بمعناها من نفس هذه الغزلية لفخر الدين العراقي ، في البيت السادس والسابع : ما ذا تريدين من هذا المسكين الحائر ، لست أدرى . . .
( ديوان فخر الدين العراقي ، ط 6 ، تهران ، 1370 ، صص 182 - 183 )
ويعود مولانا إلى قصة ذلك الأمير التركي ومطربه ، والمقصود بالطبع أن على المرء أن يتحدث عما يدريه وإلا فعليه أن يصمت وإلا باخ الحديث وبأخت المعاني ، فما هذا النفي وما هذا السلب ، إنك تسأل سؤالًا مباشراً فأجب عنه بجواب مباشر .
( 725 - 727 ) : لقد وصف التركي من قبل بأنه أعجمي لا يفهم ، وها هو التفسير يأتيه على لسان المطرب ( المرشد ) : إن المقصود بكل هذا النفي هو الوصول إلى الإثبات ، فما لم يصل المرء إلى مرحلة الفناء فإنه لا يصل إلى مرحلة البقاء ( انظر مقدمة الترجمة العربية للكتاب الثالث البقاء في الفناء ) ، ألست تعتبر الموت نفياً للذات ؟ إن الأسرار كلها تتكشف لك بهذا الموت ، ويتحول نفيك إلى إثبات .
( 728 - 735 ) : الحديث المذكور في العنوان يتكرر كثيراً عن الصوفية ومر شرحه في الكتاب الرابع ( أنظر البيت رقم 1372 وشروحه من الكتاب الرابع والأبيات 3672 - 3678 وشروحها من الكتاب الثالث ) والبيت المذكور لسنائى من ديوانه ( ص 52 ) فالفناء ينبغي أن يكون كاملًا حتى يمكن إدراك الحياة الآخرة ، فإياك أن تقف عند درجة وتظن أنك
« 460 »
بها قد أدركت الفناء ، ينبغي ألا تنقص درجة واحدة من درجات الوصول إلى الله تعالى مهما أطلت فيها ومهما بدى لك أنك وصلت " فمن ظن أنه قد وصل فقد انفصل " ، وإنك لن تصل إلى مرحلة غرق السفينة والذي فيه نجاتها من ملك ( نفس ) يأخذ كل سفينة غصبا إلا إذا وضعت فيها الحمل الأخير والحمل الأخير هو آخر وساوس النفس ومغريات الهوى إن هذا بمثابة النجم الطارق الشارق في ليل الضلالة الداجي لمطاردة شيطان النفس ،
أي أن سفينة الوعي أي الحياة المادية ، تتجلى عليها شمس الروح ، فإن لم تمت هذا الموت الإختيارى ، فقد طال عليك نزع الروح ، وطالت عليك سكرات الموت ، لأنك تكون متعلقاً بالدنيا متشبثاً بها . فيا أيها المحبوب ، يا شمعة جميلة حسناء من شموع مدينة طراز ، بادر بالموت الاختياري ، ولن تتجلى لك شمس الحقيقة ما لم تمت أنجم الذات وذهب ليل الجهالة .
( 736 - 740 ) : الحديث من المطرب ( المرشد ) إلى الأمير التركي ( النفس الدنية الجهول ) الذي سحب هراوته ليضرب المطرب يقول له : اضرب نفسك بهذه الهراوة فإن عين جسدك التي هي بمثابة قطنة في إذنك تسد طريق وعيك ، إنك لا تضربني بل تضرب انعكاس وجودك الدنيوي فىّ ، لقد ضايقك منى قولي لست أدرى لست أدرى ، ولم تنتظر حتى أتم ، بل أحسست أنني أقصدك أنت لأنك لا تدرى شيئاً ، وهذا هو ما أغضبك ( انظر لانعكاس شعور الآخرين في الطرف المقابل البيت 3252 من الكتاب الثالث )
والإشارة في البيت 740 إلى ما ورد في الكتاب الأول الأبيات 1304 وما بعده قصة الأرنب والأسد وتكررت في أكثر من موضع من كتب المثنوى الستة ) .
( 741 - 747 ) : هذه الفكرة أيضاً من الأفكار التي تكررت في المثنوى كثيراً : إن الأشياء تتكشف بأضدادها ، وفي هذه النشأة الأولى لا تتميز الأشياء إلا بأضدادها ومن ثم لا إثبات إلا بنفي ، فلا لحظة توجد فيها إلا وفي داخلها من فخاخ الشهوات الكثير ، وذا اللباب خطاب من المطرب للأمير التركي وهو للسخرية لأن الأمير في حالة سكره فاقد للعقل
« 461 »
بالفعل ، إن الحق إذا أردته فهو لا يكون بلا حجاب طالما أنت في حالة الحجب وإن كنت تريده بلا حجاب فاختر الموت ، ليس موت الدفن في التراب بل هو موت الخصال الذميمة والميلاد الثاني في الخصال الحميدة المرغوبة ، مثل موت الطفولة والميلاد في حالة الرجولة ، ومن وصل إليه فقد محيت عنه الألوان وتجلى في النور وصار حزنه سروراً ،
وهو ما يعبر عنه مولانا في ديوان شمس :
كنت ميتاً فأصبحت حياً كنت باكياً فأصبحت ضاحكاً * لقد حلت دولة العشق وللعشق دولة خالدة فلى عين شبعى ولي روح شجاعة * ولي جرأة الأسد وصرت متألقاً ككوكب الزهرة ( غزل 1993 ص 539 )
( 748 - 754 ) : إن لم تكن تصدق أن هناك حياً مات في الله وفنى فيه وولد الميلاد الثاني في هذه الدنيا فاستمع إلى حديث الرسول صلى اللَّه عليه وسلّم بشأن أبى بكر الصديق رضي الله عنه [ من أراد أن ينظر إلى ميت يشمى على وجه الأرض فلينظر إلى أبن أبي قحافة ] كما ورد [ من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشى على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبد الله ]
( أحاديث المثنوى ص 194 ) إن روحه فانية في عالم الغيب وإن كان جسده رضى اللّه عنه لا يزال يدب على الأرض ، ومن ثم فإن الموت بالنسبة لأبى بكر لا يعنى انتقال روحه ، فقد انتقلت ، ولن يفهم أحد هذا إذا قاسه بعقله ، فليس الانتقال هنا انتقالًا بالقدم كما هو مفهوم عند أولئك العوام الذين لا يفهمون المصطلحات الصوفية ، لأنها ذوق ، ومن ذاق عرف ، فلن يكون الأمر مفهوماً ،
( ورد مضمون هذا المعنى أيضاً في الكتاب الثالث : انظر الترجمة العربية ، الأبيات 3431 - 3437 وشروحها ) أنه ليس كسفر المرء من بلد إلى بلد بل كسفر النطفة إلى النهى ، وكسفر البوص إلى مرحلة أن يصبح سكراً ( انظر الكتاب الرابع 553 -
« 462 »
556 وشروحها ) ، أن أبا بكر هو من هنا أمير المحشرين - المحشر الأول إفناء الذات في هذه الدنيا والمحشر الثاني هو محشر الآخرة ، فإن كنت لا تؤمن بالحشر أنظر إلى أبى بكر كي تكتسب هذا الإيمان .
( 755 - 765 ) : إذا كان هذا هو حال أبى بكر الصديق لقربه من محمد صلى اللَّه عليه وسلّم فما بالك بمرتبة محمد صلى اللَّه عليه وسلّم والخلفاء الأربعة نقاط أربعة من عرقه " إن الله تعالى نظر إلى روح رسول اللّه صلى اللَّه عليه وسلّم قبل إيجاد العالم فظهر منها ستة قطرات من العرق النوراني فخلف من الأربع قطرات أرواح الخلفاء الأربعة وخلق من قطرة الأرز ومن قطرة الورد الأحمر "
( مولوى : 6 / 114 ) : فإذا كان أبو بكر أميرا في القيامة فمحمد هو القيامة نفسها إنه القيامة لأنه دائماً ممحو في صلاته ناظر إلى الرفيق الأعلى من الجنة ، فهو الحشر وكان كلما سئل عن القيامة قال : بعثت أنا والساعة كهاتين ويعقد ما بين إصبعيه ( أحاديث المثنوى / 118 ) إنه من عظمته ومهابته قيامة حاضرة
( انظر الأبيات 1480 - 1482 من الكتاب الرابع وشروحها ) وإن سئل صلى اللَّه عليه وسلّم عن القيامة فإن هذا يعنى أن السائل لم يدرك بعد عظمة الرسول وأنه كان قيامة على الكفر وعلى الترفة والاستعباد والطغيان والانتهاز ، ومحمد هو الذي ولد مرة ثانية في هذه الدنيا ، أنه هو الذي ولد مرتين مرة بالجسد ، ومرة بإفناء الصفات وفي عالم الروح ،
ومن هنا قال الرسول صلى اللَّه عليه وسلّم : موتوا قبل أن تموتوا ، ذلك لأنه هو الذي جرب الموت قبل الموت وعرف ما فيه من الفوائد الرحمانية والعطايا الإلهية ، لقد تحدث الرسول صلى اللَّه عليه وسلّم ، إلى أتباعه عن تجربة فقد مات قبل الموت ،
ومن هذه الميتة الأولى كان صيته وكان صوته ، فإن أردت أيها السالك أن تفهم وأن تعرف ، فشرط المعرفة هنا هي الذوق ، كن مثله وسر على منواله حتى تفهمه ، فليس ما تريد أن تفهم سواءً كان نور أو ظلاماً ،
إن سرت على طريق العقل تيسر لك كل ما يمكن للعقل أن ييسره ، وإن سرت على طريق العشق أدركت قبساته ، ويكفيك هذا القدر من الدلائل والبراهين على وجود الموت الاختياري التبديلى ،
« 463 »
فهذا على قدر فهمك وهمتك ، فقد قلت مراراً أنني مت حسرة على الفهم الصحيح ( البيت 2100 من الكتاب الثالث ) وحيثما وجد غذاء يوجد آكلة ولا فائدة من معنى يطرح أمام من لا يدركه .
( 766 - 781 ) : إذن فهذا العالم كله في نزع وفي موت ، تموت خلايا وتتجدد بدلًا منها خلايا أخرى ، وليس الماء الذي يجرى في الجدول هذه اللحظة هو نفس الماء الذي كان يجرى في اللحظة السابقة ، ( انظر الكتاب الأول : البيت 1150 في كل لحظة لك موت ورجعة ) وما دام الناس كل لحظة في نزع وموت فإن كل ما يتشدقون به من ألفاظ يكون من قبيل الوصايا التي يوصى بها المحتضرون أولادهم ، فانظر إلى كل شئ على أنه غارب ومنته ومنقض حتى لا تفاجأ بالنهاية ف :
لو فكر العاشق في منتهى حسن الذي يسبيه لم يسبه ( بيت لأبي العلاء المعرى ) .
ولا تظنن أن النهاية بعيدة فكل آت آت ، وكل آت بعد حين فهو آت ، المهم أن تبعد عن عينيك الأغراض الدنيوية وألا يكون اهتمامك بها فحسب ، وإن عجزت عن ذلك فلا تستسلم لهذا العجز ولا تقف عليه ، فمع عجزك يكون الله معك " ويفعل بالضعيف حتى يتعجب القوى " ، وذوو الأقدام المحطمة الذين سلموا هم أول من وصل إلى المقصد ، هذا العجز قيد ،
فانظر إليه - وتضرع إلى الإله الواحد الذي يستطيع أن يحل عن قدمك هذا العجز ، فالإنسان في خسرإِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ( العصر / 2 ) .
وهذا هو الحكم العام ولا يستطيع أن ينجيه من هذا الخسر إلا الإله ، وراجع نفسك ما الذي قيد قدمك ، أتراه الشر الذي سعيت فيه وأثقلت به هذا القدم ، أو الصمم الذي أصاب أذنك ، أم الادعاء الذي تدعيه من أنك كسرت أصنام الأهواء في حين أنك كنت تنحتها وتقيمها وتزيد فيها ، أكنت منصرفاً إلى صنمك ترى ذكره واجباً ولا ترى ذكر الموت واجباً ، أجل ، الموت أمامك في كل لحظة رأيته وجربته في فقدك الأحباب يذوون أمامك وينتهون أمامك ، وتتسرب منهم الحياة ، لكنك
« 464 »
لا تحس إلا إذا داهمك الموت وأخذ بحلقك ، ومن شدة ضربه لجسدك المنفوخ كالطبل يرتفع صياحك ، وهكذا أنت ضيعت عمرك في كسب العلوم الدنيوية قائلًا إنك محيط بدقائق الأمور ، وغفلت عن سر الموت الذي لم تدركه إلا لحظة وقوعه فحسب .
( 782 ) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت في رأى لاستعلامى أنها لم ترد قبل مولانا في مصدر ما وإن وردت بعده في مصادر عديدة . وإن كانت توحى بان احتفالات الشيعة الباكية بعاشوراء تعود إلى ما قبل العصر الصفوي في القرن العاشر الهجري وإن كان الصفويون قد بلوروها وأضافوا إليها كثيراً من المظاهر والشعائر ( انظر مقال الهوية الشيعية واحتفالات عاشوراء في مجلة الهلال عدد يونيه 1992 لكاتب هذه السطور ) .
( 784 ) : المقصود شمر بن ذي الجوشن قاتل الحسين رضى اللّه عنه في كربلاء وقد صار علماً على الشر في المأثور الشيعي المعاصر ويزيد هو يزيد بن معاوية .
( 796 ) : المقصود كما أن لمحمد بن عبد الله صلى اللَّه عليه وسلّم وزنه وقيمته فللحسين رضى اللّه عنه وشهداء كربلاء قيمتهم ، وإذا كانت الأذن عزيزه يكون القرط عزيزاً أي كل ما يتعلق بالعزيز عزيز وهو مثل فارسي سائر .
( 802 - 810 ) : إذا كانت روح هذا السلطان من سلاطين الدين قد فرت من سجن الدنيا فلم التأسف والبكاء ؟ ولماذا التحسر على أنه قد انطلق من قيود الدنيا إلى عالم لا قيود فيه ؟
إن يوم أن تخلصوا من هذه الحياة الوضرة هو يوم العيد ويوم الحرية ولا ينبغي الاحتفال بالبكاء بل بالفرح والسرور ، بل لتبك جهلك الذي جعلك تنوح هكذا ، إنك تنوح لأنه غادر الدنيا ،
فأنت لا ترى سوى الدنيا ، ولو رأيت الآخرة لضحيت بهذه الدنيا ولصرت شجاعا مقدماً ، وإذا اتصلت ببحر الغيب لصرت سخى الكف ، فمن رأى الجدول لا يبخل بالماء ( انظر لأفكار أخرى في هذا المعنى الكتاب الثالث الأبيات 3421 - 3428 وشروحها والكتاب الخامس الأبيات 3782 - 3787 وشروحها )
« 465 »
( 811 - 825 ) : يضرب مولانا مثالًا للإنسان الذي يقف عند الدنيا وعندما يراه من زينتها وزخرفها بالنملة ( تكرر مثال النملة وإدراكها المحدود في المثنوى انظر على سبيل المثال لا الحصر : الترجمة العربية للكتاب الرابع الأبيات 3721 - 3726 وشروحها ) والحبة هي هذا العالم المحدود الذي نعيش فيه إذا قيس بالبيادر ( الأكوان والدار الآخرة ) ، والإنسان ذرة بالقياس إلى عطارد ونملة عرجاء بالقياس إلى سليمان
( المرشد الكامل والنبي الذي دانت له المخلوقات كلها ) ( انظر الترجمة العربية للكتاب الرابع البيت 1287 والأبيات التي تليه مع شروحها ) وهكذا يقدم مولانا المضادات كلها ( وبضدها تتميز الأشياء ) والإنسان بقدر ما يراه ، وقيمة المرء ما قد كان يدركه ( وفي رواية يعلمه ) ثم يدق مولانا على معنى سبق أن قدمه في الكتاب الأول
( انظر الكتاب الأول - البيت 1416 ولتفصيل الفكرة راجع الأبيات 1406 - 1417 وانظر أيضاً الكتاب الخامس الأبيات 3676 - 3695 وشروحها )
والدن هو الروح الكاملة وهو رجل الحق وهو البصيرة النفاذة والإدراك ، وإذا كان هذا الإدراك متصلًا بعالم الغيب ، فإنه يكون بحراً من المعارف والعلوم والبصائر يزرى بنهر جيحون ، أما الأقوال التي ينطقها فإنها تكون درا لأنه يكون ناطقا بالله معبراً عنه ، يكون نطقه أحمدياً ،وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى، إنه يستمد من البحر مباشرة ،
فكلامه كله در بحر ، وكل من تخلق بخلقه وسار على هدية يكون له نصيب من البحر ، أليس للسمكة في نهاية الأمر نصيب من البحر وهذا النصيب مهما كان ضئيلا فإنه يدل على البحر كله ،
( انظر افتتاحية المثنوى ، مل هذا الماء من ليس بحوته البيت رقم 17 من الكتاب الأول )
ويعود مولانا : إن العين قاصرة ترى في محمد صلى اللَّه عليه وسلّم وسيلة إلى البحر وقمرا إليه بينما هو في الحقيقة هدف ومستقر في حد ذاته ، وهكذا العين الحولاء ترى الدن غير البحر والبحر غير الدن بينما في الحقيقة أنهما واحد لا يتجزأ لا حدود ولا فواصل بين الأول والآخر فالأول هو عين الآخر والآخر هو عين الأول . قال
« 466 »
نجم الدين : هو الأول في عالم لاهوته والآخر في عالم ملكوته والظاهر في عالم ناسوته والباطن في عالم جبروته وهو إشارة إلى وحدانية ذاته المحيط بالكل ولأجل هذا يبتدأ به ويختم عليه ، وفي قوله وهو بكل شئ عليم من الحقائق اللاهوتية والحقائق الجبروتية والدقائق الملكوتية والشقائق الناسوتية وهذا يفيد أن الله عار من التغير والتبدل والتحيز والتحول باق على وصف واحد ( مولوى : 6 / 124 ) .
( 826 - 829 ) : إن هذا الأمر يبدو غامضاً لكن إدراكه لا يكون إلا عن طريق البعث ، أي أن تختار الإرادة الإلهية العبد وتجذبه وتصل به إلى مراتب عليا من مراتب الإدراك ، وهذا يكون بالسير والسلوك ولا يكون عن طريق الجدل وشرطه الأول الفناء ، والناس جميعا قد أخطأوا إذ يخافون من العدم ويخشونه والعدم هو الملجأ والملاذ وهو أصل الوجود ومخزنه ( انظر الكتاب الثالث الأبيات 3772 - 3773 وشرحهما والكتاب الخامس الأبيات 4182 - 4186 وشروحها )
ومن ثم فإن إدراك العلم الباطني لا يكون إلا بترك العلم الدنيوي ( الصبر وانتظار العطايا وعدم التعالم ، كذاك تستطيع أن تصل إلى الوئام والسلام مع الله إذا حاربنا في الدنيا
( وليست النظرية الحربية القائلة أن السلام يفرض عادة بالحروب إلا ترجمة دنيوية لهذه الفكرة ) وهكذا فالوجود الحقيقي تصل إليه عندما تبدأ الوجود العددي والشطرة الثانية تعبير عن مثل فارسي : أن التفاح لم له نصيب فيه وليس لمن طالت يده ، والتفاح بالطبع من نعم الدنيا
( وهنا نعم الدار الآخرة أيضاً عند مولانا ) فالأمر بالتوفيق لا بالجهد ونعوذ بالله من جهد بلا توفيق ( انظر في الكتاب الثالث قصة فرعون مصر وموسى التي تبدأ من البيت 840 ) .
( 830 - 835 ) : إنك أنت أيها الإله الذي تمنح هذه البصيرة الناظرة إلى الوجود الصوري قوة النظر إلى الوجود الحقيقي أي العدم . ولماذا لا تكون البصيرة ناظرة إلى العدم وهي التي جاءت أصلًا من العدم ( كل شئ يحن إلى أصله من الأفكار الرئيسية في المثنوى وفي
« 467 »
الافتتاحية كل من ظل بعيداً عن أصوله ، ظل منجذباً لآنات وصوله البيت رقم 4 من الكتاب الأول )
فإن هذه البصيرة التي تنظر إلى أصلها ترى الوجود كله معدوماً ( من عدم إلى وجود ) ومن وجود إلى عدم في دورة متتالية ) وترى هذا العالم محشراً ( هي أقرب إلى فكرة الآكل والمأكول الواردة في صدر الكتاب الثالث ) لكن هذه الحقائق تظل دوماً محجوبة وناقصة في عيون أولئك الذين لم ينضجوا ، إن هذه الحقائق من قبيل نعم الجنان المحرمة على من كتب عليهم الجحيم ، وإن كان الحق سخياً يهب دنياه للكافر والمؤمن ،
وهكذا هذه النعمة التي بين يديك ، تكون مرة في فمك ، لأن الشهد الخالص يكون مرّاً في فم من لم يكن نصيباً له ، فالخبيثات للخبيثين ، إن ذلك الذي حرم من شهد الجنان هو ذلك الذي لم يكن وفياً للعهد الذي أخذ عليه في يوم العهد والميثاق ، لقد رجع في الصفقة ومن رجع في صفقته لا بد وأن يخسر كل شئ .
( 836 - 850 ) : تعالوا نتحدث معا بالمنطق الذي تفهمونه : إن إدراك عالم الغيب والبعث إنما يشمل به الله من يكون مشترياً جديراً بهذا السوق وهل تتحرك اليد في التجارة إن لم يكن هناك مشتر ( إن لم يكن ثم طالب فلا عطاء ) إن الأحمق يطوف في السوق وكل همه أن يشاهد البضائع ( أولئك الذين يقفون في الدنيا موقف المتفرجين فلا هم باعة ولا هم مشترون همهم المشاهدة فحسب ) لكن نظرة من يريد أن يشترى تختلف في أنه يميز ويقارن ، يكون بأجمعه منتبهاً إلى ما في السوق من بضائع ، أما المتفرج فهو يمضى الوقت
( يحيا حياته ويمضى عنها دون أن يحس بها ) إنه لا يملك ما يشترى به ، فلماذا يجادل في الثمن إلا من أجل السخرية والاستهزاء ، انه يقيس الربح ، انه لا يتاجر فلا رأس مال له ، وليس لديه أي استعداد لأن يكون ممن تنطبق عليهم الآية الكريمة إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ. . .بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ فإن لم تدفع الثمن وقنعت في هذا العالم بدور المتفرج خسرت كل شئ ، والأمر جد لا هزل فيه ، وهكذا فرأس مال الدنيا معلوم ، ورأس مال
« 468 »
الآخرة هو العشق المفنى ، وهو العينان الدامعتان اللتان تعدلان كل ما في الدنيا من نعيم ، فيها أطلب واسع واجتهد وداوم على الخدمة ، فما لم تسع لن يجود هذا المنجم بالياقوت ، وأطلق بازيك في صيد حديث الأرواح ودعك من النتيجة ، وتوخ أسلوب نوح أي قم بالدعوة دون اهتمام بقول الناس وردهم ( انظر الكتاب الرابع الأبيات 3584 - 3587 وشروحها ) ويروى الأنقروى ( 6 - 1 / 202 ) " مروا بالمعروف وإن لم تفعلوه وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه كله " .
( 851 - 865 ) : الحكاية التي تبدأ بهذا البيت وردت في مقالات شمس الدين التبريزي ( انظر مقالات شمس تبريزى تصحيح محمد على موحد 1 / 124 ) والذي يدق للسحور هنا كناية عن الداعي إلى الله وفي منزل خال كناية عن الذي يدعو من لا يستجيب ،
وهو يدعو أيضاً في غير أو ان ، لكن متى كان على الداعي أن ينتظر أواناً لدعوته ثم إنه يدق في صبح الطرب أي صبح انكشاف الأسرار ولا شأن له بحزن الدنيا أو سرورها ومن الأبيات 860 - 865
يتحدث عن معجزات الأنبياء مع الجمادات التي تبدو أمام العوام جثة جامدة وهي مليئة بالحياة بالنسبة للأنبياء ( انظر الكتاب الثالث الأبيات 1008 - 1021 وشروحها والكتاب الرابع 2410 - 2421 وشروحها ) وعن ماء النيل كماء بالنسبة لقوم موسى ودم بالنسبة لقوم فرعون انظر الكتاب الثالث البيت 3030 والكتاب الرابع البيت 3422 ) .
( 866 - 876 ) : يواصل الموقظ للسحور حديثه والحديث هنا لمولانا جلال الدين بالطبع :
أنظر إلى ما يفعله الناس من أجل الحق : إنهم ينفقون الأموال ، يتجشمون المشاق ويتعرضون للأهوال ساعين إلى بيت الله صائحين لبيك اللهم لبيك ، فهل تراهم قالوا ما لهذا البيت خال ، لا ، إنهم يدركون أنه موجود ، لكن
« 469 »
لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُإنه مختبىء كالروح ، انه يرى قلبه مملوءاً بمحبة الله تعالى وهناك الكثير من الدور العامرة بالناس ، لكن أصحاب الأنظار النفاذة يرونها خالية :إني لأفتح عيني حين أفتحها * على الوجود ولكن لا أرى أحداً
إنها مليئة بأولئك الذين لا يعدون أن يكونوا صوراً فانية ، من الذين يعيشون في الدنيا وهي كل همهم ومبلغ علمهم ، وإذا علمت وأدركت أن الكعبة هي بيت الله فإنك إن طلبته تجده أمامك ، فهل تخلو صورة خصها الله بنورة من حضور الله ؟ وهل يخلو ولى من أولياء الله من قبس من النور الإلهى ؟
ألا يكون الله تعالى موجوداً في قلبه حاضراً لديه ، إن الولي دائم الحضور والناس في حاجة إليه ، ألم تسأل نفسك لماذا لا يتساءل الحجيج ما لنا لا نسمع أحداً ينادينا ومع ذلك نقول " لبيك " ؟ بل إنهم يسمعون النداء ، بل أن لبيك هي عين النداء
( انظر الكتاب الثالث الأبيات 189 - 199 وشروحها ) فيها يتولد كل لحظة نداء من الأحد ، وكل ما تريده ابحث عنه في الكعبة يوم عرفة يوم الحجيج ، الوجود كله أم القرى وحكم المكين إلى المكان سرى ( سبزوار / 424 ) وفي المثل الفارسي " الحاج بالحاج يلتقى في مكة " .
( 877 - 883 ) : يواصل الداق للسحور إجابته : إنهم يعلمون بفراستهم ( وهي من نور الله ) أن هذا القصر الخالي من الممكن أن يوصله بالله ، وهو بمثابة الكيمياء القديمة التي تحول النحاس إلى ذهب ، وما هذا الدق إلا وسيلة لتحميس الجذب وهو ما يعبر عنه بأن وترى الجهر والخفيض ( الموسيقى - الشماع ) هي التي من الممكن أن تجعل هذه البحور للعرفة تجيش بالعطاء ، وماذا في هذا ، والناس يضحون بأرواحهم جهاداً في سبيل الحق عندما يقاتلون في سبيله ،
ومنهم من يصبر على البلاء صبر أيوب عليه السّلام وصبر يعقوب عليه السّلام على فراق يوسف عليه السّلام ، ومن صبره هذا بكى حتى على فقد بصره ، إن كل إنسان يبحث عن وسيلة للتقرب إلى الله تعالى ، فمنهم من يتقرب إليه بالصبر على فقد المحبوب ، وهناك طرق إلى الله تعالى بعدد أنفاس بني آدم ، وأنا - والجواب لمن يدق
« 470 »
للسحور - أتقرب إليه بدقى للسحور في هذا المكان الخالي ( انظر في الكتاب الأول حكاية الشيخ العازف للصنج بداية من البيت 2083 ) .
( 884 - 892 ) : إن هذه هي التجارة الرابحة ، وإن كنت تريد مشترياً يجعلك رابحاً في تجارتك فاجعل عبادتك خالصة لله تعالى وقدم إليه بضاعتك واقرأ قوله تعالىإِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ( التوبة 11 )
إنك تقدم إليه مالًا ملوثاً بأدران الدنيا ، يهبك في مقابله نوراً طاهراً مقتبساً من نوره ، نوراً يقتبس العلوم والمعارف ، وتهبه هذا الجسد الفاني شهيداً فيعطيك الخلود الباقي والملك الذي لا يبلى ، وتدمع في مناجاتك دمعا مالحاً يعطيك في مقابله الكوثر الذي لا يعد الشهد إلى جواره شيئاً ، وتذكره فتأوه آهة حرى ، يرفعك بها درجات ودرجات من جاه الآخرة الذي لا يعد جاه الدنيا إلى جواره شيئاً ، أليست الآهة الحرى هي التي فتحت الطريق لإبراهيم عليه السلام إلى أعلى الدرجات ، وسماه الحق تعالى أواهاً فقالإِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ( التوبة 115 - يونس 75 )
إنها هي التي تمنح القرب ، وهل فوق القرب من جاه ، إنك في هذا السوق تعطى علائق الدنيا وتأخذ الملك الحاضر ، وتعلم هذه التجارة من الأنبياء ، هم الوحيدون الذين يستطيعون القيام لك بالدلالة في هذا السوق ، فإن بضاعتهم دائماً في ازدياد وأرباحهم في علو بحيث لا يستطيع الجبل أن يتحملها ، وكل هذا من عطايا الملك .
( 893 ) : العنوان السابق لهذا البيت يتناول جزءاً من سيرة بلال بن رباح رضى اللّه عنه صحابي الرسول صلى اللَّه عليه وسلّم ومؤذنه وأحد السابقين في الإسلام المتعرضين للآلام والتعذيب في سبيله ، ولم يكن سيد بلال يهوديا بل هو أمية بن خلف من رؤوس الكفر في قريش ، لكن مولانا يذكر الكفر كلمة واحدة ، وبالنسبة لسحرة فرعون انظر الأبيات 1723 وما بعده من الكتاب الثالث وشروحها والأبيات 4123 وما بعده من الكتاب الخامس ، وبالنسبة لجرجيس وهو أحد الأنبياء أن الكفار كانوا يقتلونه ثم يعود حياً بالعشق الإلهى ( انظر 1244 من الكتاب
« 471 »
الخامس ) وفي الفارسية مثل يقوله من يتعرض دائماً للعذاب والآلام بأن نبيه جرجيس .
وقد مر في الكتب الأخرى للمثنوى بعض جوانب أخرى من سيرة بلال رضي اللّه عنه ( انظر الكتاب الثالث الأبيات 3519 وما بعده وشروحها ) وسيرة بلال رضي اللّه عنه متعددة المصادر منها سيرة ابن هشام وطبقات ابن سعد وأهم من تناول السيرة من السابقين على مولانا فريد الدين العطار في منظومة منطق الطير .
.
* * *
* * *
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
مواضيع مماثلة
» الهوامش والشروح 01 - 128 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 129 - 439 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 440 - 690 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 1116 - 1488 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 1489 - 1914 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 129 - 439 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 440 - 690 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 1116 - 1488 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 1489 - 1914 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء السادس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله