المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
الهوامش والشروح 1739 - 2201 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: مولانا محمد جلال الدين الرومي البلخي :: كتاب المثنوي معنوي مولانا محمد جلال الدين الرومي البلخي :: المثنوي الجزء الرابع مولانا جلال الدين الرومي ترجمة د. ايراهيم الدسوقي شتا
صفحة 1 من اصل 1
20082020
الهوامش والشروح 1739 - 2201 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
الهوامش والشروح 1739 - 2201 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
الهوامش والشروح 1739 - 2201 على مدونة عبدالله المسافر باللهشرح حكاية ذلك المداح الذي أخذ يثنى على ممدوحه على سبيل الفخر ،
بينما كانت رائحة همه وحزنه الداخلي وخلافة ثوبه تبدى
هذا الشكر كذبا وبهتانا
( 1739 - 1751 ) على مستوى آخر من التعبير مستوى السخرية القائمة التي تحتوى في ثناياها على المعاني العميقة ، لكن الصورة في مستوى المريدين العاديين . إن فحوى الحكاية من ذلك الشاعر الذي رد خائبا من خليفة العراق ، ومع رثاثة مظهره يسوق لرفاقه الأحاديث الطوال عن عطايا الخليفة له ، ويبدو فيما يقول فروزانفر أن الحكاية استيحاء من بيتي بشار بن برد :أثنى عليك ولي حال تكذبني * فيما أقول فأستحى من الناس
قد قلت إن أبا حفص لأكرم من * يمشى فخاصمنى في ذاك افلاسى
والبيت :
فإذا نطقت بشكر برك جاهدا * فلسان حالي بالشكاية ينطق
( مآخذ 4 / 140 ) .
وكذا المنافق تظهر على هيئته من آثار ما يكذب ظاهر أقواله إن لسانه يمدح ، لكن أعضاءه كلها تشكو وعندما يسأله الناس : « ألم يعطك الخليفة فيما أعطى نعلا وسروالا . . . ويظل سادرا في غيه ولم لا ؟ ! أعطاني ولكني آثرت به الفقراء والأيتام . . لقد أعطيت المال وظفرت بالعمر الطويل فالصدقة تزيد العمر » .
( 1752 - 1762 ) كل هذا الكلام جميل . . لكنه من علامات الذي يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة ذلك الرضا الذي يفيض من داخله على ظاهره . . إن كنت قد أخذت . . وآثرت بما أخذت ، فقد قمت بالرضا مرتين مرة الأخذ ومرة بالايثار فلماذا إذن هذا الدخان الذي يتصاعده من النار المستعرة في داخلك . . لماذا هذا الانقباض ؟ !
إن هناك كراهة في باطنك تخزك كأنها الشوك . . وعلى وجهك الهم فمتى كان الهم هو دليل الاستبشار ؟ !
أين أمارات العشق والإيثار والرضا إذا كان ما قلته فيما مضى صحيحا ؟ !
نفرض أن المال قد أخذته وأنفقته فأين غنى القلب وميله إلى الملأ الأعلى ؟ !
إن السيل ليترك أثره حينما يمر . . فأين أثر ذلك
« 498 »
السيل الذي تتحدث عنه ؟ وإذا كانت عينك سوداء فانتبه . . فلماذا هي الآن زرقاء كدرة بلا نور ؟ ! أيها العبوس أين أمارات الاخلاص ؟ إنك تجدف وتدعى . .
فاصمت . . فهناك مئات العلامات للإيثار في القلب وهناك مئات العلامات تراها على وجه المحسن « سيماهم في وجوههم » . .
إن العمل وإن كان مخلصا فإن سيماه على الوجه بشارة وتهلل وارتياح ورضا يشمل وجود المرء كله ، إن الذي أضاع ماله وأتلفه إيثارا يسمع من داخل قلب أن الله سبحانه وتعالى سوف يخلف عليه . . الحبة . . بسبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء فهل يمكن أن تكون هناك زراعة في أرض الله ثم لا يكون منها ربع ؟ ! أليس الصدقات والخيرات زراعة في أرض الله ؟
وإن لم يزدد ريع العناقيد والسنابل فمتى كان الله سبحانه وتعالى يصف أرضه بأنها واسعة ؟ !
وإذا كانت هذه الأرض الفانية أرض الدنيا تغل فيخلف عليك في الدنيا ، تزرعها وتحصد منها . . فكيف إذن تكون غلة الأرض الواسعة ؟ ! قارن وتصور ! !
( 1763 - 1772 ) عودة إلى خطاب الشاعر : لقد قلت الحمد فأين أمارته ؟
لا هي موجودة داخلك ولا هي ظاهرة عليك . . وذلك الغلام الأحمق قربه من السلطان قرب ظاهري لكنه بعيد بعد المشرقين ، « من لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلائي ولم يشكر على نعمائي فليخرج من أرضى وسمائي وليطلب ربا سواي » والرضا على الله تعالى في كل ما فعل أمات أو أحيى أفقر أو أغنى أبلى أو ابتلى أبهج أو أشجى فإن جميع ما يفعله فضل وعدل وكله عاقبته حميدة ، . .
وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : إذا أنعم الله على عبده نعمة فيقول العبد الحمد لله فيقول الله تعالى : أنظروا إلى عبدي أعطيته مالا قدرة له عليه فأعطاني ما لا قيمة له عندي ( انقروى 4 / 386 )
وقيل الشكر ثلاثة أنواع شكر باللسان وشكر بالقلب وشكر يجمع الجوارح على ما يليق بكل جارحة ، فشكر العينين غضهما عن محارم الله وعن عيوب الناس ، وشكر
« 499 »
الأذنين التصامم عن عيوبهم وعما لا يحل سماعه ، وشكر اليدين كفهما عن أموال الناس ، وشكر الرجلين كفهما عن المشي في المعصية ، وشكر العقل المعرفة وشكر اللسان الذكر والثناء ، وشكر الأعضاء الخشية من الله تعالى وشكر النفس العبادة والفناء ، وشكر الروح الخوف والرضا وشكر القلوب الصدق والوفاء ، وشكر العقل التعليم والسخاء ، وشكر المعرفة التسليم والرضا ، والحمد يوضع موضع الشكر وإن كان الحمد أعم من الشكر ، لأن الشكر هو الثناء على المنعم بما أولاك من النعمة والحمد الثناء على الذات لصفاتها الحميدة كائنة ما كانت وفي الصحيح أن أول من يدخل الجنة الحامدون لله على كل حال وقال عليه السلام : الحمد لله شكر على كل نعمة ( مولوى 4 / 248 - وهذا المعنى وارد في شرح التعرف 3 / 137 مع بعض التفصيل ) ،
والحمد الحقيقي إنما يتأتى من العارف بالله تعالى بحيث تكون يده وقدمه شاهدين على هذا الحمد ، وإنما ذكر هنا البعض دلالة على الكل . . أي تكون كل جوارحه شاهدة على هذا الحمد وبهذا الحمد الذي يزيد النعم سحب العارف بالله من بئر جسده المظلم واشتراه من قيد سجن الدنيا ، وآية حمده التقوى بادية كأنها عباءة من الأطلس يضعها على كتفه والنور المؤتلف معه حيثما يمضى ولقد نجا في الدنيا فهو دائما في نزهة في بستان الطاعات وشارب من العين الجارية
وقال نجم الدين : العين الجارية من المعرفة والسرر المرفوعة أي الأسرار الرفيعة التي يصل إليها المقربون عبادة وهم أيضا في « مقعد صدق عند مليك مقتدر » « إن حمدهم بادي الأثر يفعل بالنفوس فعل الربيع بالرياض وله مئات الأمارات » والعلامات ، ومن حمده أي العارف آثار معنوية تفوق العيون والنخيل والزرع والأشجار من العارف تجلو بجلاء المعرفة وصقلت بصقال العلم والحكمة وشواهد حمده أكثر من أن تعد وتحصى لاحقة لهم كشهادة الدر على وجوده في الصدف أو قل : إنها مخفية كالدر الغالي في الصدف الرث المظهر .
« 500 »
( 1773 - 1786 ) ها هو يخاطب النفاج الذي يثرثر بما لا يفهم ويدعى ما ليس فيه قائلا : إن رائحة الكراهية وعدم الرضا تفوح من فمك كأنها رائحة الثوم ، ومن رأسك ووجهك يتأجج حزنك أيها النفاج ، وهذه المعركة فيها علماء حاذقون بالروائح ذوو فراسة ، ينظرون بنور الله ، ويدركون ما تحت الظاهر الخلاب من فقر مدقع . إنها معركة ، فإياك أن تظهر من نفسك شجاعة ليست فيك وجلدا ليس من خلقك وإلا فضحك هؤلاء ، لا تتحدث عن المسك بينما يفوح منك البصل وكيف تقول لقد طعمت الورد المطبوخ بالسكر بينما تفوح منك رائحة البصل قائلة لك : لا تهرف ولا تجدف ولا تتحدث عبثا وهذرا ، ها أنت تتحدث عن الباقيات الصالحات وعن الطيبات وتصعد إلى سماوات من صنع خيالك ، وتحاكى الطبيعة متحدثا عن عالم لم تدرك منه لمحة واحدة لكن قدمك الثابتة في الطين تكذبك ، إن ما تفعله ليس إلا من قبيل تعلقك بالدنيا أيضا ، ثم أين ذلك النور الذي يشع من الأخيار الطيبين . . لعلك . .
تظن أن أحدا ليس مطلعا على قلبك ، ألا فاعلم أن لهذا البيت الواسع الموجود داخلك جيرانا حقيقيين يطلعون على أسراره وعلى ما يظن أنه خفى ، هم جواسيس القلوب يعرفون الناس بالتوسم ، يطلعون على القلوب من كوة لا اشتراك لك فيها ولا حصة لك منها ولا تدرى عنها شيئا هي حصة القلب المستنير بنور الله وإن كنت لا تصدق ذلك . . أن هناك من يرونك دون أن تراهم ، ومن يطلعون على أسرارك دون أن تعرف عنهم شيئا . فاقرأ في القرآن الكريم «إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ» ( الأعراف : 27 )
فها هو طريق لا يعرفه الإنس . . لأنه خارج نطاق معرفتهم وحواسهم فإياك والاحتيال والتصنع والتكلف في وسط هؤلاء الناقدين الذين ينقدون الزيف من الصحيح ، هم المحك المعنوي ، أليس المحك يكون عالما بسر القلب ، إذ جعله الله تعالى لكي يطهر القلوب ويجذب الأدران خارجها ، وكل هذا إنما يتم بالفراسة « واتقوا فراسة العبد المؤمن فإنه ينظر بنور الله » وإذا
« 501 »
سألت كيف ذلك ؟ ! أقول لك ولم لا ؟ ! ألم ينص القرآن على أن الشياطين مع غلظة طبعها تطلع على أمورنا من حيث لا نراها ؟ !
وألم يقل الرسول - صلى الله عليه وسلم - « إن الشيطان يجرى من بن آدم مجرى الدم » وألا تتسلل الشياطين إلينا في مسارب عديدة إلى وجودنا وبواطننا فهل اطلعت أنت على مداخلها إلينا ؟ !
هل تتبعت تخريبها وتقليبها وتحطيمها لنا وأخذها لنا من الداخل ؟ إنها معروفة وبديهية فهل تدرى عنها شيئا ؟ ! !
( 1787 - 1794 ) فإذا كان الأمر كذلك . . فلماذا تكون الأرواح التي استضاءت بنور الله من الأولياء والمرشدين بلا علم عن أحوال باطنك ؟ !
لقد نجحت هذه الأرواح فيما لم تنجح فيه الشياطين ، لقد وجدوا طريقا إلى الفلك ، واستقروا فوق قمة الكون . .
ووصلوا إلى ما لا يتوهمه بشر ، بينما أغلق الملأ الأعلى أمام الشياطين الذين كانوا يتسمعون فيتبعهم شهاب ثاقب . . الشيطان لا يستطيع إذن أن يذهب إلى الملأ الأعلى إذ يتبعه في هذه الحالة شهاب ثاقب قينقلب كطعين السنان في الحرب . . فإذا كنت مشلول الفكر والخيال وأعمى البصيرة واهما . .
« لك عين لا تبصر بها وأذن لا تسمع بها » فلا تظنن أن أولياء الله مثلك وحذار أن تظن فيهم هذا الظن ، واخجل ولا تقامر بنفسك ، ولا تجلب على نفسك المشقة فمن الناحية الأخرى للجسد . . في الباطن . .
هناك جواسيس القلوب من أهل الصدق ، فإذا جالستموهم فجالسوهم بالصدق والخلوص فإنهم جواسيس القلوب داخلون في أسراركم من حيث لا تشعرون فإذا تأدبت معهم عالجوك ( مولوى 4 / 253 )
قول أبى يعقوب السوسي ( انقروى 4 / 396 ) على فحوى « وإذا جالستم أهل الصدق فجالسوهم بالصدق » .
( 1795 - 1801 ) إن أطباء القلوب هؤلاء لم يأتوا بجديد بل كل ما يقومون به وارد في القرآن الكريم وفي الطب النبوي الشريف ، إنهم يعالجون
« 502 »
المريض دون نبض أو قارورة كالأطباء الجسمانيين ، يعرفونه من لحن قوله . . «وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ» ( سورة محمد آية / 30 ) أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم - كان يعرف المنافقين من لهجتهم في الحديث والألفاظ التي يستخدمونها بل وطريقتهم في النطق ، ورواية الرسول عليه السلام إذ قال لعائشة رضي الله عنها : « إني لأعلم إذا كنت عنى راضية أو إذا كنت على غضبى قالت : فقلت ومن أين تعرف ذلك فقال عليه السلام وإذا كنت عنى راضية تقولين لا ورب محمد وإذا كنت علىّ غضبى قلت لا ورب إبراهيم - قالت : أجل والله لا أهجر إلا اسمك » وفي القرآن الكريم أيضا يخاطب رسوله عليه السلام « ولتعرفنهم بِسِيماهُمْ» ( سورة محمد آية 30 ) كما قال تعالى «وَإِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ» ( الزمر اية 45 )
وقد فسر أبو طالب المكي هذا بقوله :
وقد جعل الله وصف الكافرين أنهم إذا ذكر الله وحده في شئ انقبضت قلوب الكافرين وإذا ذكر غيره في شئ فرحوا وجعل من نعوتهم أنهم إذا ذكر الله بتوحيده وإفراده عظموا ذلك وكرهوه وإذا أشرك غيره في ذلك صدقوا ، وفيه دليل على أن المؤمنين إذا ذكر الله بالتوحيد والإفراد في شئ انشرحت صدورهم واتسعت قلوبهم واستبشروا بذكره وتوحيده وإذا ذكرت الأواسط والأسباب التي دونه كرهوا ذلك واشمأزت قلوبهم ، وهذه علامة صحيحة فاعرفها من قلبك ليستدل بها على حقيقة التوحيد في غير القلب لأن أجود خفاء الشرك والنيات في السر « وحديث عثمان رضي الله عنه عن معرفة مرتكب المعصية بالنظرة في عينيه مشهور ففي الرواية دخل عليه رجل وعندما وقعت عليه عينه قال : يا سبحان الله ما بالرجال لا يغضون أبصارهم عن محارم الله وكان ذلك الرجل قد أرسل نظره إلى ما لا يحل وقال له الرجل : أوحى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ولكنها فراسة ، ألم تسمع قول رسول صلى الله عليه وسلم :
اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله » . ( شرح الأنقروى 4 / 395 - 396 ) .
« 503 »
وكذلك يكون للأطباء الإلهيين من المرشدين الصالحين الحقيقيين ما يكون للأنبياء والأولياء ، بل إنهم بمجرد سماع اسمك يغوصون إلى أعماق وجودك ، بل إنهم يرون بعد أحوالك قبل ميلادك بسنوات . . وتنبؤاتهم صادقة تماما لأن الوجود منذ الأزل إلى الأبد مكشوف أمام عيونهم وإن لم تصدق فاقرأ الحكاية التالية .
( 1802 - 1824 ) الرواية هنا منقولة عن تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار ( الجزء الثاني ص 169 ) وفحواها أن الشيخ أبا يزيد البسطامي كان يخرج كل عام لزيارة دهستان حيث كانت قبور بعض الشهداء وعندما كان يمر على خرقان كان يقف ويتنفس نفسا عميقا وعندما يسأله المريدون : أيها الشيخ نحن لا نشم شيئا قال نعم إنني أشم من قرية اللصوص هذه رائحة رجل اسمه على وكنيته أبو الحسن يفضلنى بثلاث درجات ، يتحمل مئونة العيال ويزرع ويغرس الأشجار . . روى إن الشيخ ظل طيلة عشرة سنة يصلى العشاء في خرقان في جماعة ثم يتجه إلى قبر أبى اليزيد في بسطام ويقف ويدعو قائلا : « يا إلهي من تلك الخلعة التي أعطيتها لأبى اليزيد اعط بضعة قليلة لأبى الحسن ثم يرجع ويعود إلى خرقان عند الصبح »
وعن قاعدة أن ما يكون للأنبياء يكون للأولياء يبشر الأولياء بظهور بعضهم البعض ، وهنا يختلف التعبير بالطبع عند مولانا جلال الدين : فأبو يزيد يمر في سواد الري » يقول استعلامى أن ذكر الري هنا خطأ جغرافى لأن خرقان من أعمال بسطام ( 4 / 289 )
وكأنه ينبغي أن يشم أبو اليزيد رائحة الخرقانى الذي سوف يولد بعد عشرات السنين من وفاة أبى يزيد بالقرب من خرقان ، وفي سواد الري تفوح رائحة طيبة من خرقان ، يستنشقها أبو يزيد بحب ووجد وأنة مشتاق ، وكأنه يشرب من هذه الريح خمرا زلالا ، امتلأ بها بحيث طرب بها كما يظهر أثر الماء المثلج على ظاهر الإناء وليس ذلك من داخل الإناء بل من الهواء ، وعندما فاض الوجد والسكر بأبى يزيد سأله أحد المريدين عن سر ذلك الحال الذي لا تستطيع الحواس إدراكه . . فهذا الوجه . . وجه الولي تظهر عليه
« 504 »
الأحوال في صورة ألوان تتغير بين لحظة وأخرى ، يتخذ وجهك أمارات البشارة ، تتنسم رائحة ولا ورود هناك . . فقل يا راو الواصلين . . هل تصلك كل لحظة رسالة من عالم الغيب أما أن البشرى تأتيك مع الرياح « في قول لسعد الدين الفرغاني : إعلم أن النفس الرحماني هو عين الرحمة السابقة الشاملة على كل شئ ظاهرا أو باطنا لما بدا من باطن الغيب بحكم اقتضاء فانبجست » ( انقروى 4 / 405 ) .
إما أنك كيعقوب يصلك من يوسف إلى مشامك شفاء في كل لحظة طالما كان القميص مع حامله يسرع إليك ، فهيا أيها المراد أعطنا قطرة من هذه الجرة . . وتحدث معنا بلمحة عن هذه الروضة ، أعطنا نصيبا قليلا من الانعامات الإلهية التي تفيض عليك . . وليس من عادتنا أيها السيد العظيم . . . أن تأكل أنت وحدك . . ونبقى نحن جياع . . فهيا يا طاوى الأفلاك . . ويا واصلا للمراحل قاطعا إياها بخطوات سريعة ، هبنا جرعة مما أكلت فلا شيخ سواك ولا أمير سواك في هذا الزمان يا سلطان العارفين وملك الطريق ،
فانظر إلى أحبابك وارحهم واجعلهم موضع نظرك ، وكيف يمكن لك أيها الشيخ العظيم أن تشرب هذا الشراب خفية ولا شراب هناك إلا بافتضاح وشهرة ، إنك تستطيع أن تخفى الرائحة لكن هل تستطيع أن تخفى خمار عينيك ؟ أعشق وإخفاء ؟ !
« وعندما يتحدث اللسان عن سره وعن لطفه تتلو السماء قائلة : يا جميل الستر ! ! أي ستر ؟ !
والنار في صوف وقطن مهما تخفيها تكون أكثر ظهورا ، وكيف أسعى في اخفاء سره ؟ وهو يطل كالعلم قائلا : ها أنذا : إنه يأخذ رغم أنفى بكلتا أذني قائلا : أيها الغبي ؟ ! كيف تخفيه ؟ ! اخفه إذن ( 3 / 4735 - 4738 وشروحها )
آلاف الحجب في الدنيا لا تستطيع أن تخفى سر العشق . . وسر هذا النفس الرحماني الذي امتلأت به الآفاق وجاوز الأفلاك الستة ، فهذا الدن مهما أغلق تفوح رائحة خمره ويسمع غليانها .
هنا تتجلى ضراعة المريد . . إنه يسأل فحسب ، بل ساق كما يستدعى أدب المريد
« 505 »
مع الشيخ دلائل من الطريق ، دلائل أحقية سؤاله للشيخ ودلائل واجب الشيخ في أن يقتسم ما وصل إليه مع مريديه ، دلائل هذا هو الأمر الطبيعي فإن ما يصل إليه الشيخ أمور غير قابلة للإخفاء لأنها تظهر مهما أخفيتها .
( 1825 - 1832 ) يربط أبو اليزيد البسطامي بين ما يظهر له وبين ما ورد في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من قوله : إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن - يريد أويسا القرني . . وكل إنسان إنما يفوح برائحة المحبوب فرائحة رامين تصل إلى ويس لأنه فان فيها فكأنما رائحتها رائحته لقد طرب الرسول صلى الله عليه وسلم من رائحة جاءته من قرن اليمن لقد صار أويس سماويا وكان قد فنى عن نفسه . . ذلك الأرضي الإنسى كان قد صار سماويا وعلم الرسول - صلى الله عليه وسلم - خبره قبل أن يولد أو يوجد كبشر ، كما أن أويسا استطاع أن يعلم الطريق ويطوى درجاته دون أستاذ أو مرشد ، وبقي أويس القرني عند الصوفية رمزا للذي يستطيع بنور الباطن أن يصل دون أستاذ ودون مرشد ، وماذا في ذلك ،
إن ذلك النبات المر الذي يوضع في السكر لا يفقد مرارته بعد ، وذلك النبات المر الذي يخلص من الكبر والغرور بقيت له صورة النبات المر لكن طعمه تغير .
كثيرة هي هذه الأمثال عن التغير وعن التبدل في الطبع والطبيعة وإن لم تتغير الصورة فدعك من هذه الأمثال ولتنظر إلى ما قاله الرجل العظيم أبو اليزيد البسطامي .
( 1833 - 1848 ) قال أبو اليزيد : إن هذه الرائحة التي تهب من ذلك الصوب تنبىء أن سلطانا عظيما من سلاطين الطريقة سوف يولد فيها ، بعد كثير من السنين ، وسوف يكون مقره أعلى من الأفلاك » وجهه يكون مفعما بالحمرة من بستان ورد الحق ، سوف يكون مقبولا من الحق عاليا عنى في المقام . .
سوف يكون اسمه أبو الحسن وأخذ أبو يزيد في تعداد صفاته الجسمية
« 506 »
ووصف حلية الحاجب والذقن وقده ولونه وشكله . . كما بين حلية روحه . . أي ما سوف تتحلى به روحه وهي الدرجات الثلاث المذكورة في رواية العطار .
ويعلق مولانا على حديث الحلية . .
ويرى أن جمال الجسد عارية كالجسد فلا تتعلق فإن عمره ساعة وينتهى . . كا أن حلية الروح الطبيعية فانية أيضا . .
أي تلك الروح المتعلقة بالجسد والمعاونة له ، لكن اطلب حلية تلك الروح التي هي فوق السماء . .
إن ذلك الجسم الذي تسكنه تلك الروح الموجودة على السماء كأنه المصباح فوق الأرض ونور هذا الجسم الذي نورته هذه الروح فوق السماء السابعة . .
تماما كشعاع الشمس هذا الذي تراه في بيتك ، إن مصدره موجود على الفلك الرابع ، وهكذا الكامل من المرشدين الأولياء وشعلة أنواره في بيت جسده وأصلها في وسط الأفلاك الروحانية وكذلك الزهور تراها تحت أنفك لكن رائحتها تنبعث إلى أعلى الرأس ، أليس ذلك الرجل النائم يحلم بشئ يخيفه فإذا بجسده يعرق . . ويصحو فيجد العرق على جسده . .
وهكذا حال الجسم مع الروح فإنها وأن كانت بعيدة عن الجسم لكنها في تأثيرها ليست بعيدة عنه ، وكذلك الروح بعد الموت ولو كانت فوق الأفلاك التسعة - وانظر إلى قميص يوسف ، إنه في مصر لكن رائحته ملأت أرض كنعان أوصلته الصبا بإذنه تعالى من مسيرة شهر فلم يحجب أنف سيدنا يعقوب عليه السلام بعد المسافة . . أية مسافة ؟ !
إن المسافات أمر نسبى أما أولئك الذين ارتفعوا عن الحس فإنها لا تعنى عندهم شيئا ( انظر الكتاب الثالث شرح الأبيات 4532 ) ثم عودة إلى نبوءة أبى يزيد البسطامي أخبرهم أبو يزيد بالتاريخ الذي سوف يولد فيه أبو الحسن فكتبوه وعندما حل ذلك التاريخ ولد ذلك السلطان .
( 1849 - 1855 ) لقد ولد أبو الحسن في نفس التاريخ ( توفى سنة 425 ه - ) وكانت كل صفاته كما أخبر بها أبو يزيد البسطامي . . نعم كان أبو اليزيد
« 507 »
يقرأ من اللوح المحفوظ ، وما وصف هذا اللوح بالمحفوظ إلا لأنه محفوظ من السهو والخطأ . . اللوح المحفوظ في رأى لابن عباس ومجاهد عبارة عن صفحة بيضاء بطول ما بين السماء والأرض وعرض ما بين المشرق والمغرب عليها كل الأحداث الكلية والجزئية لعالم الوجود من مبدئه إلى منتهاه ( جعفري 10 / 289 )
فإذا أراد الله أن يطلع الملائكة على غيب له أو يرسلهم إلى الأنبياء بذلك أمرهم بالاطلاع في اللوح المحفوظ محفوظا مما يؤدونه إلى من أرسلوا إليه وعرفوا منه ما يعلمون » ( عن جعفري 10 / 290 )
ويستطيع الملائكة قراءته بتجردهم وشرط الاطلاع عليه التجرد فيحدث الشهود المباشر ، وهو أعلى درجات الكشف عند الصوفية يقول « ابن سينا » ولنفسك أن تنتقش بنقش ذلك العالم بحسب الاستعداد وزوال الحائل وقد علمت ذلك فلا تستنكرن أن يكون بعض اليغب ينتقش فيها من عالمه ( عن جعفري 10 / 291 ) .
لم يكن الأمر بالتنجيم ولا بالرمل ولا بتعبير الرؤيا كان وحيا من الله سبحانه وتعالى في قلب أبى يزيد ، إن الصوفية خوفا من العوام وتعمية عليهم وخشية من التهم التي من الممكن أن توجه إليهم يسمونه « وحى القلب » وهكذا فعندما يكون القلب مرآة قد صقلت من الأدران والآفات والعلل فإنها تعكس المعرفة الإلهية ( انظر الكتاب الأول شرح الأبيات 20 - 30 )
وهكذا فاعتبره أنت أيضا وحى قلب والقلب هو موضع تجلى الله سبحانه وتعالى وهو موضع نظره فكيف يكون خطأ ما يظهر في قلب العارف بالله وما دام المؤمن ينظر بنور الله فإنه يكون امنا من الخطأ ومن النقصان .
( 1856 - 1863 ) لم يترك مولانا فرصة دون أن يهتبلها لكي يقدم تعليمه للمريدين فالمثنوى كتاب تعليمي في الأصل وإن كان يقدم تعليمه على مستويات عديدة من التعبير . . فغير ذلك الغلام الذي ملأ الدنيا بالشكوى وحقد
« 508 »
على المليك لأنه قدر عليه رزقه وأنقص أجره هناك قوم جوعهم هو عين الشبع وفقرهم هو عين الغنى ، والافتقار إلى الله تعالى هو منتهى أملهم ففي نقصان الطعام الجسماني زيادة في الطعام الروحاني ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - « أبيت عند ربى يطعمني ويسقيني » قالوا : الظاهر والباطن كالليل والنهار كلما نقص من أحدهما زاد في الآخر » ( مولوى 4 / 261 )
ومن هنا فقد حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات » والرحمة مدخرة للعاجز المنكسر » « أنا عند المنكسرة قلوبهم » وذلك لأن في طبيعة النفس أن تعصى وتتمرد ، وأن تتكاسل في أداء التكاليف الشرعية ، كما أن الكبر والعنجهية يسدان باب الرحمة فالكبرياء هو إزار الخالق ، والعظمة رداؤه وحده جل شأنه ، إن الرحمة لا تقترب من ذلك الذي من علوه وتجبره يكسر رؤوس الناس ، لا يرحمه الحق بل يحيق به سخط من الله ولا رحمة من الخلق . .
وانظر إلى مولانا جلال الدين لا يفرق عند الحديث عن الظلمة والعالمين في الأرض بين رحمة الحق ورحمة الخلق فألسنة الخلق أقلام الحق والحق لا يغفر لمن يتجاوز حق الناس ويقطع مولانا كعادته عندما لا يريد الخوض في موضوع ما ، تكفيك هذه الإشارة فهذا الحديث لا نهاية له . .
لقد نسينا ذلك الشاب الذي صار عاجزا من تقليل أجره ومع ذلك لم يعد إليه مولانا جلال الدين على الفور بل استمر في الحديث عن الصوفي ، والتناسب العلمي بين الانعامات الإلهية وقلة الرزق .
إن ذلك الصوفي الذي يقل رزقه يكون ذلك الخرز أي الغذاء بالنسبة له كأنه الدر ويكون هو كأنه اليم يحتوى هذا الدر أي أن يتبدل إلى روحانية خالصة ، وفي قلة الغذاء منافع كثيرة منها أن يكون الرجل أصح جسما وأجود حفظا وأذكى فهما وأجلى قلبا وأقل نوما وأخف نفسا وأحد بصرا وأسمى طبيعة وأقل مئونة وأوسع مواساة وأكرم خلقا ( مولوى 4 / 261 ) وكل من علم قيمة هذا
« 509 »
الغذاء الروحاني فإنه جدير بالقرب ولائق ويكون كل خوفه ورعبه من نقصان هذه الإنعامات والإلطافات الإلهية الروحية، لأن ذلك معناه أنه قد أخطأ خطأ ما فنقص رضاء الله تعالى عليه.
( 1864 - 1873 ) هكذا فإن صاحب هذه الكراية التي نقصت كتب رقعة إلى صاحب البيت ورفعت إلى أمير العطايا ، لكنة لم يوقع بشئ على الرقعة لقد أهملها تماما ، فقد أدرك طبيعة هذا الغلام ، إنه لم يهتم بأن غضب السلطان قد يكون لخطأ قد بدر منه ، فلم يسأل عن خطئه ، إن كل ما يهتم به هو الطعام ، إن همه كله هو نقصان الكراية لا غضب السلطان ، إنه مهتم بالفروع وليس بالأصول ، إنه لا يهتم بالفراق والوصال إنه أحمق مستغرق في ذاته يرى نفسه طرفا والسلطان طرفا آخر فمن كثره اهتمامه بالفروع لا فراغ عنده لكي يهتم بالأصول .
وانظر إلى هذا المثال يقدمه مولانا جلال الدين لكي يبين أنه لا خطر لكل الفروع أمام الأصل ، إن وجود الكون كله بما فيه من سماوات وأراضين بمثابة تفاحة نبتت من شجرة قدرة الله ، فالتفاحة فرع وشجرة القدرة هي الأصل ، وأنت مجرد دودة في هذه التفاحة لا علم لك بالشجرة ولا علم لك بالبستانى وتظن أن كل عالمك هو هذه التفاحة الضئيلة ( انظر مثال القلم والكاتب والنملة الكتاب الرابع أبيات 3721 وما بعدها ) .
وهناك دودة أخرى موجودة أيضا في التفاحة لكنها تعرف خبرا عن العالم خارج هذه التفاحة . . إن حركتها الذاتية ومجاهداتها تشق فرجة في هذا العالم الضيق تطلع منه على العالم الواسع . . إن هذه الحركة منها تمزق الحجب ، إنها مجرد دودة حقيرة بالصورة . . لكنها تبين في الواقع الجرم الصغير الذي انطوى فيه العالم الأكبر .
« 510 »
( 1874 - 1885 ) انظر إلى كل شئ في هذا العالم يبدأ صغيرا ضعيفا واهنا ، لكنه في النهاية يكون صاحب تأثير قوى وخطر عظيم ، تلك الشرارة التي تنطلق من اصطدام قطعتى حديد ، إذا اقترب منها قليل من القطن سرعان ما يندلع لهيبها حتى الأثير ، وهكذا الإنسان يبدأ جنينا ، وتبدو أمارات الحياة ضعيفة فيه لكنه إن وجد الظروف المناسبة ، ومثيل للقطن والكبريت ( الأم والأب ) ينمو ويترعرع ويصل طموحه وعلمه ونوره حتى السماوات العلا ، يترك هذه الأرض ، ويتمرد على الطين الذي منه خلق ويثور على الظلمة التي تحيط به ، يملأ العالم بالنور ويقوم بكل معجز من الأعمال حتى ليقتلع قطعة الحديد الضخمة بإبرة ( وينسف الجبال ويخترقها بالأنفاق ، ويصعد إلى السماء حقيقة لا مجازا وبجسده هذه المرة لا بروحه بل بجسده وروحه ويتنقل بين الكواكب ويرسل عنها الصور إلى الأرض . . .
ويهبط إلى سابع أرض ويبنى المدن تحت المدن ويقوم بما كان يحسب في يوم من الأيام حلما من الأحلام ومن يدرى ؟ !
لكن ألم تكن كلها أحلاما نحلم بها الروح والفكر والخيال والوهم في البداية ؟ !
هذا الحلم الإنسانى ميدان من ميادين العرفان .
الحلم بالعودة إلى الجنة ، أو على الأقل الخروج عن مقررات الجسد وما يستدعيه ولا يعنى الإنسان في كل طموحاته هذه إلا ذلك ما العالم العظيم الذي يسع الألوان كلها وهو الروح ، هي السارية في الأكوان سريان النار التي وإن كانت تسرى فهي ليست روحانية ، هي مجرد جسم سريانها ينتهى عند نهايته ، لكن الروح هي المختصة بهذا العز ولا نصيب لأي جسم كان فهو بالنسبة للروح كالقطرة أمام المحيط ، وهو الذي تحيا به بالروح ،
وإلا فانظر إلى الجسد عندما تغادره الروح إلى أي شئ ينقلب وماذا يصبح . .
ومن هنا فالجسد محدود بذراع أو بذراعين أي أن إدراك قدر قامته لا يتجاوز هذا الذراع أو الذراعين أما الروح فهي تقوم بجولات واسعة في السماوات . .
تستطيع أن تكون في مقامك هذا ( في قونية )
« 511 »
وتهاجر روحك في رحلة إلى سمرقند أو إلى بغداد وفي الفصوص : كل إنسان يخلق في قوة خياله ما لا وجود له إلا فيها وهذا هو الأمر العام لكل إنسان والعارف يخلق بالهمة ما يكون له وجود من خارج محل الهمة ( سبزوارى 4 / 299 ) .
فمتى كانت الحواجز تقف أمامها ، ومتى كانت المسافات حائلا أمامها . .
وكل أجزاء جسدك . . إذا نظرت إليها كجسد فهي لا شئ لكن إذا نظرت إلى الروح الكامنة خلفها والتي تقوم بالعمل في خلالها لاستطعت أن تدرك قوتها ، إليك على سبيل المثال لا الحصر : عينك هذه التي لا يزيد وزنها عن درهمين إلا أن النور المنبعث من روحها يصل إلى عنان السماء . .
وعندما تغمض هذه العين فإن الروح الكامنة فيها ترى ومن هنا ترى في النوم . . وبلا هذه الروح فإن العين لا شئ .
( 1886 - 1890 ) ولا علاقة لهذه الروح بقوة الجسد ولا بشكله ولا مظهره العام ( بل قد يكون العكس هو الصحيح إذا غالبا ما يخفى الاهتمام بقوة الجسد وحسن المظهر خواء بلقعا في الروح ) أي أن الروح لا تعتمد على الجسد في شئ وإن كان الجسد هو الذي يعتمد على الروح في كل شئ - وهذا هو ديدن ( برنامج ) الروح الحيوانية إذ أن الله سبحانه وتعالى أمرها بأن تترقى وتتقدم لتعاين جمال الروح الإنسانية ، ذلك لأن الإنسان لا يكون إنسانا كاملا إلا بالروح فهيا اعبر أيها الإنسان مرتبة القيل والقال ، ومرتبة العلوم النقلية والجدل اللفظي وكن رجل عمل ، ولا تقنع بترديد ما قاله الآخرون ، واعبر مرتبة عالم الناسوت إلى مرتبة عالم الملكوت . . المكنى عنه هنا بشاطىء بحر روح جبريل ومن بعدها تشير إليك روح أحمد ( التي عبرت هذا البحر ) ويتقهقر جبريل مثلما تقهقر عندما وصل مع أحمد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى . . وتقهقر وقال : ( لو دنوت خطوة لاحترقت )
« 512 »
ويستدل الصوفية في هذه الرواية على عظم مقام النبي - صلى الله عليه وسلم - ( وبالتالي الأولياء ) عن مقام الملائكة المقربين .
( 1891 - 1896 ) عودة إلى قصة الغلام الذي أنقصت كرايته ويوهمنا مولانا هنا أن التعرض هنا هو قصة الغلام وأن الإفاضات الربانية هي مجرد حاشية على القصة . . والعكس بالطبع هو الصحيح . . وهذا هو الغلام يتساءل :
عجبا كيف لم يجبني الملك ؟ !
وها هو من سوء طويته لا يتخيل أن الملك ربما يكون غاضبا عليه . . بل يتعلق بأسباب أخرى ويتهم حامل الرقعة بأنه خان ولم يوصل الرقعة ، هيا فلأكتب رقعة أخرى وأبحث عن رسول آخر إنه لا يستطيع أن يعترف بالجهل على نفسه فهو بيد أمير الأرزاق والرسول . . إنه لا يفكر في أنه أخطأ وأتى سلوكا فيه اعوجاج كعابد الصنم .
( 1897 - 1912 ) إن هذا الغلام الجهول يظن نفسه أعلى من سليمان عليه السلام ، فإن سليمان عليه السلام لما افتتن سقط الخاتم من يده وكان فيه ملكه فأخذه سليمان وإعادة عليه فسقط من يده فلما رآه سليمان لا يثبت في يده أيقن بالفتن فقال آصف لسليمان إنك مفتون بذنبك والخاتم لا يتماسك أربعة عشر يوما ففر إلى الله تائبا من ذنبك وأنا أقوم مقامك وأسير في عملك وأهل بيوتك بسير إلى أن يتوب الله عليك ويردك إلى ملكك ففر سليمان هاربا إلى ربه وأخذ آصف الخاتم فوضعه في يده فثبت
( قصص الأنبياء للثعالبي ص - 322 من طبعة البابي الحلبي )
إلا أن مولانا هنا استبدل الرياح بالخاتم فإن الرياح أنى كانت في طوع سليمان عليه السلام كانت في طوعه هو ما دام في طاعة الله فلما فتن ( بالنسبة للفتن انظر قصص الأنبياء ص - 320 وما بعدها )
خرجت عن طاعته ، وهكذا أيضا مال التاج على رأسه وكلما أصلحه على رأسه مال .
وقد روى مولانا القصة في المجالس السبعة أن سليمان عليه السلام كان ذات يوم
« 513 »
جالسا على عرشه وكانت الطيور قد وصلت ما بين أجنحتها وحومت على رأسه فيما يشبه المظلة وفجأة عبر خاطره فكر غير لائق بشكر هذه النعمة . . فمال التاج فقال له أيها التاج استقم . . فقال التاج . . إلى آخر الرواية الواردة هنا ( جعفري 10 / 304 ) وما ميل التاج إلا رمز لقرب زوال السلطة فكان التاج لا يريد أن يبقى على رأس الذي خرج عن طاعة الله ، فلما علم سليمان سر الفتنة وصحح باطنه ، استقامت له الريح واستقام التاج على رأسه مهما كان هو يضعه مائلا والصورة مليئة بالحوار الحي بين سليمان والريح وسليمان والتاج والتاج يعتذر له بأنه مأمور بألا يستقيم فوق رأسه ويرجوه ألا يطلب منه تفصيلا أكثر فإن الإنسان بما أكتسب رهين وتعالى الله جل شأنه عن ظلم أحد من عبيده علوا كثيرا .
( 1913 - 1924 ) وهكذا فإياك أن تسىء الظن في الآخرين وترى أنهم السبب لما حاق بك يا تابعا لنفسه الأمارة بالسوء ولا تفعل من مكر ما فعله ذلك الغلام . . .
أحيانا يكون قتاله مع الطباخ وأحيانا مع الرسول وأحيانا مع الملك نفسه ، إنه يصب جام غضبه على الجميع دون أن يحاسب نفسه دون أن يصحح باطنه ربما كان العيب منه إنه كفرعون في تخبطه كأن يقتل أطفال الخلق وترك موسى
( انظر لتفصيلات الكتاب الثالث ابيات 963 - 968 وشروحها ) . إنه مثل فرعون وجسمه يكون له بمثابة موسى ( عدو ) وهو يعدو في الخارج قائلا أين العدو ؟
( 2 / 774 ) كان عدوه الحقيقي في صدر منزله لكنه من عمى قلبه كان يقتل الأطفال الآخرين ، الحقيقة أن عمى القلب هذا من ختم الله على قلبه لكي يجرى ما كتب في سابق علمه ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )
وهكذا أنت أيضا يا من صرت في هوى نفسك أنت تعادى الناس لكنك تصاحب نفسك التي بين جنبيك وهي أعدى أعدائك وهي التي
« 514 »
توقعك في كل هذه الشرور ، أنت تدللها . . وتضع التهم على الناس من حولك وهكذا أنت كفرعون أعمى وأعمى القلب . . تصاحب عدوك وتعادى الأبرياء . .
وكفاك يا فرعون ، كفاك هذا التناقض وهذا السوء الذي أصابك فمن نفسك ، إنه ختم الحق ختم على سمعه وبصره وختم الحق إن ختم على عين وعلى سمع لا ينفع بعدها علم أو عقل أو ذكاء أو وعى حتى ولو كان أفلاطون وحكم الحق ظاهر فوق اللوح المحفوظ وحكم الحق نافذ . . كما أن نبوءة أبى يزيد بظهور أبى الحسن لا بد وأن تحدث ولا محل هنا للمقارنة بين حكم الحق ونبوءة أبى اليزيد لكن مولانا أراد أن يربط بين الموضوع الذي كان يتحدث عنه وبين الموضوع التالي له في الحديث .
( 1925 - 1934 ) عودة إلى نبوءة أبى يزيد ، بظهور أبى الحسن الخرقانى لقد ظهر أبو الحسن كما تنبأ به أبو يزيد تماما ، كما سمع أبو الحسن هذه الرواية من الناس وسمع هو نفسه هذه النبوءة من أبى اليزيد في رؤيا ( رؤيا الأولياء كرؤيا الأنبياء صدق ) بأن أبا الحسن سوف يكون مريدا لأبى اليزيد وسوق يتلقى درسا من قبره . . فكان كل صباح يتجه نحو القبر ويقف في غاية الانتباه حتى الضحى يستمع من الشيخ أبى اليزيد فإما يتمثل له الشيخ أو يرى المشكلات التي في صدره تحل دون سؤال وجواب ، وحتى جاء صباح وغطى الثلج المقابر فسمع صوتا يناديه بألا ينكص عن محضر الشيخ وإن كان الثلج قد غطى العالم بأجمعه ومنذ ذلك اليوم بلغ أبو الحسن الخرقانى من الولاية ما بلغ . . .
ماذا يريد مولانا جلال الدين بهذه الرواية ؟ !
من نافلة القول بالطبع أن أول ما يتبادر إلى الذهن من هذه الحكاية أن الأولياء كلهم روح واحدة وأن ليس في عالمهم تلك الفرقة الموجودة في عالم البشر العاديين « انظر الكتاب الثالث الأبيات 31 - 35 وشروحها » ، هذا من ناحية ومن
« 515 »
ناحية أخرى فإن الولي لا يموت بل ينتقل من دار ويظل حيا إما أن يتمثل أو يحل في القلب عن طريق الاستحضار . . . واستحضار الشيخ أو صورة الشيخ عندما يكون المريد مضطربا . . . تقليد صوفي معروف ويظل الغامض في هذه الحكاية ما هو موقعها هنا ؟ ! إنها تكاد تكون خارجة عن السياق تماما .
( 1935 - 1945 ) عودة إلى رواية الغلام الذي أنقصت كرايته ، ان الملك لا يرد فالغلام مصر على حمقه ، ولا خير في جواب للأحمق إلا بسكوت ، فإنك إن رددت عليه لن يقتنع ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإنني إن سامحته فكأننى أكثر حماقة وهذا هو معنى أن إصابه الملك بالعدوى من علة الغلام إن الحمق أكثر خطرا من الجرب ، فبالحمق يمتنع الناس عن الدعاء فيجف السحاب وانظر إلى ما حاق بالبشر من كوارث أليس كل هذا من حمقهم ، أليس الكفر من الحمق في النهاية وأليس من الكفر كان طوفان نوح ؟ !
( 1946 - 1951 ) وما دام الحديث عن الحمق وعواقبه فلا بد من حديث عن العقل ، وبالطبع ليس المقصود هنا هذا العقل الجزئي الذي يتلقى من الحواس ولا يحيط إلا بمقدار ما تحيط به هذه الحواس لا بل المقصود به ذلك العقل الذي هو قبس من العقل الكلى وجزء منه ، هو عقل القلب وعقد الروح الذي يمكن له الإحاطة دون استعانة بالحواس وخارج منطقة الحواس ومن هنا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم « الأحمق عدوى والعاقل صديقي » وقد سبق في الكتاب الثالث شرح المقصود بالحمق في قصة سيدنا عيسى عليه السلام وهروبه من الأحمق ( انظر شروح الأبيات 1027 وما بعده من الكتاب الثالث ) .
فالعاقل روح وريحان لصاحبه والعاقل حتى وإن شتم فإن شتائمه تتقبل بالرضا لأنه العاقل يستفيض من الفياض « العقل الكلى » أما الأحمق فإن حلواه مرض وصحبته لا متعة فيها ولا لذة ، فإن كلامه كضراط الحمار قبيح نتن إنه
« 516 »
يصيب شاربك بالنتن ولن تحصل على فائدة منه إلا على سواد الثوب ، فقد أشار عبد الباقي ( 283 / 4 ) إلى أن بعض هذه المعنى مأخوذ من بعض ما نسب إلى الامام على رضي الله عنه « يا بنى احفظ عنى أربعا وأربعا لا يضرك ما عملت معهن إن أغنى الغنى العقل وأكبر الفقر الحمق وأوحش الوحشة العجب وأكرم الحسب حسن الخلق ،
يا بنى إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك وإياك ومصادقة البخيل فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه ، وإيك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه وإياك ومصادقة الكذاب فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب » ( نهج البلاغة - فيض الاسلام / 1104 - 1105 ) ( 1954 - 1959 )
إن لذة مائدة العقل ليس بما تقدمه من خبز وشواء إن الطعام الذي يقدمه العقل هو النور ( لتعريف النور انظر كفافى الكتاب الأول ص 496 ) والانسان الحقيقي يرى أنه روح يحيط بها جسد ويحبسها وليس مجرد جسد هو الذي يتغذى بهذا النور ، أما هذه الأطعمة الصورية فعليك أن تنقطع عنها فهي طعام الحمير وليست للانسان الحر الذي حرره الله من كل العلائق الأرضية ، ومن هنا فإن الجوع هو طعام الصديقين وعن الجوع تحدثنا آنفا
( انظر شرح الأبيات 1856 - 1863 من هذا الكتاب )
هذا البعد عن الغذاء الجسماني يجعلك قابلا لطعام النور فهذا النور هو غذاؤك الأمثل قبل أن تنزل إلى هذا العالم ،
وما هذا الخبز الذي نتناوله إلا انعكاس لهذا النور فإذا الذي تطلبه من صنع هذا الخبز هو العلم والمعرفة والعقل والحكمة وكلها وسائط قامت بنور العقل ومن فيض تلك الروح الكلية التي هي نفخة الهية فإن تلك الروح الحيوانية عن طريق النطقة أإن كل ما لديك هو قبس من ذلك الكل ( مولوى 4 / 273 )
فلماذا ترضى بهذا القبس إنك إن ذقت مرة خبز النور وطعام الإله « أبيت عند ربى يطعمني ويسقيني » ، فإنك لن تستطيع أن تتلذذ بهذا الخبز الصوري « خبز التنور » مرة أخرى فسوق تعتاد على غذاء النور .
.
الهوامش والشروح المجمعة فى المثنوي المعنوي الجزء الرابع د. أبراهيم الدسوقي شتا
* * *
أبيات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة د. إبراهيم الدسوقي شتا
* * *
الهوامش والشروح المجمعة فى المثنوي المعنوي الجزء الرابع د. أبراهيم الدسوقي شتا
* * *
أبيات المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة د. إبراهيم الدسوقي شتا
* * *
يتبع
عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 4 سبتمبر 2020 - 8:14 عدل 2 مرات
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
الهوامش والشروح 1739 - 2201 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا :: تعاليق
الهوامش والشروح 1739 - 2201 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
الهوامش والشروح 1739 - 2201 على مدونة عبدالله المسافر باللهشرح حكاية ذلك المداح الذي أخذ يثنى على ممدوحه على سبيل الفخر ،
بينما كانت رائحة همه وحزنه الداخلي وخلافة ثوبه تبدى
هذا الشكر كذبا وبهتانا
« 517 »
( 1960 - 1967 ) يقسم مولانا جلال الدين العقل على أساس شعر للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه :رأيت العقل عقلين فمطبوع ومسموع * ولا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع
كما لا تنفع الشمس وضوء العين ممنوع( أنقروى 4 / 433 ) فالعقل المسموع هو ما يسميه مولانا بالعقل الجزئي وهو من الكتاب والأستاذ والذكر والفكر والحفظ والقراءة والكتب بها يمكن بك أن تتفوق على الآخرين ،
لكنها قد تثقل عليك وقد تقعدك عن الطريق إذا ظننت أنها كل شئ في هذه الحالة تكون لوحا حافظا واللوح الحافظ كما فسر أستاذنا كفافى هو العقل المفعم بالمعارف فإذا أصبح العلم بالنسبة للطلب لوحا محفوظا فقد بلغ أسمى مراتب المعرفة الروحية ( أول كفافى ص - 493 شرح البيت 1064 )
أي تتكشف له المعارف المسجلة في اللوح المحفوظ ومن هنا يوهب عقلا من لدن الحكيم الخبير هو مظهر الوحي الإلهي به تبدو خفايا الأسرار ، هذا هو الماء النابع من الداخل الذي لا يسد طريقه ولا يأسن ، هو العين المنحدرة من داخل القلب ، هو بعكس العقل الكسبى أو التحصيل الذي يشبه الجداول التي تشق في الشوارع لتدخل البيوت إذا انقطع طريقها تنقطع عن البيوت .
( 1968 - 1992 ) لم يذكر فروزانفر أصلا للحكاية التي تبدأ بهذا البيت ومن الواضح أنها أقرب إلى المثل منها إلى الحكاية وترجمة للمثل الشائع عدو عاقل خير من صديق جاهل ، لأن العدو العاقل سوف يمنعه عقله عن ايذائك لكن مولانا يتخذ من المثل تكئة للحديث عن موضوعين الأول هو موضوع الصحبة وكيف أن أضيق السجون هي معاشرة الأضداد ، ولو كان ذلك في
( 1960 - 1967 ) يقسم مولانا جلال الدين العقل على أساس شعر للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه :رأيت العقل عقلين فمطبوع ومسموع * ولا ينفع مسموع إذا لم يك مطبوع
كما لا تنفع الشمس وضوء العين ممنوع( أنقروى 4 / 433 ) فالعقل المسموع هو ما يسميه مولانا بالعقل الجزئي وهو من الكتاب والأستاذ والذكر والفكر والحفظ والقراءة والكتب بها يمكن بك أن تتفوق على الآخرين ،
لكنها قد تثقل عليك وقد تقعدك عن الطريق إذا ظننت أنها كل شئ في هذه الحالة تكون لوحا حافظا واللوح الحافظ كما فسر أستاذنا كفافى هو العقل المفعم بالمعارف فإذا أصبح العلم بالنسبة للطلب لوحا محفوظا فقد بلغ أسمى مراتب المعرفة الروحية ( أول كفافى ص - 493 شرح البيت 1064 )
أي تتكشف له المعارف المسجلة في اللوح المحفوظ ومن هنا يوهب عقلا من لدن الحكيم الخبير هو مظهر الوحي الإلهي به تبدو خفايا الأسرار ، هذا هو الماء النابع من الداخل الذي لا يسد طريقه ولا يأسن ، هو العين المنحدرة من داخل القلب ، هو بعكس العقل الكسبى أو التحصيل الذي يشبه الجداول التي تشق في الشوارع لتدخل البيوت إذا انقطع طريقها تنقطع عن البيوت .
( 1968 - 1992 ) لم يذكر فروزانفر أصلا للحكاية التي تبدأ بهذا البيت ومن الواضح أنها أقرب إلى المثل منها إلى الحكاية وترجمة للمثل الشائع عدو عاقل خير من صديق جاهل ، لأن العدو العاقل سوف يمنعه عقله عن ايذائك لكن مولانا يتخذ من المثل تكئة للحديث عن موضوعين الأول هو موضوع الصحبة وكيف أن أضيق السجون هي معاشرة الأضداد ، ولو كان ذلك في
« 518 »
الحدائق والرياض ( مولوى 4 / 275 ) والثاني أن ذلك العقل الموهوب من لدن الله سبحانه وتعالى سوف يتغلب على الهوى ، وسوف يتغلب على الطبيعة نفسها فمن الطبيعة ألا يترك المرء فرصة دون أن يهتبلها لايذاء عدوه ، إلا أن العاقل يمسكه عقله من ايذاء من جاء يسترشد به ويستشيره ، فهذا العقل الذي يسميه مولانا العقل الإيمانى هو بمثابة الشرطي لمدينة القلب وبمثابة الحاكم العادل فهو لا يدع النفس والطبيعة تتجاوز حدودهما ، إنه بمثابة القط والنفس بمثابة الفأر تظل في مكمنها ما دام القط مفتوح العينين ثم يستدرك مولانا : أي قط ؟ بل إن هذا العقل أسد يجندل الأسود وهو حاكم على طبيعة البدن وزئيره يمنع بهائم السيرة من الرعى في مملكة القلب ، ولا بد لمدينة وجودك من وجود هذا العقل فهي مليئة باللصوص الذين يتسلطون على وجودك ويبدلون أمنك خوفا .
( 1992 - 2000 ) الحكاية التي تبدأ بهذا البيت كما أشار فروزانفر مأخوذة عن الرواية التالية : بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا وامر عليهم أسامة ابن زيد فطعن بعض الناس في إمارته فقال النبي إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبله وأيم الله إنه كان خليقا بالإمارة وإنه كان لمن أحب الناس إلى وإن هذا لمن أحب الناس إلى بعده ( مآخذ 141 )
يقول مولانا إن لم ترزق هذا العقل الإيمانى فلا محيص من مرشد عاقل يأخذ بيدك فهو رئيسك كما أن الجيش بقائده والقوم بإمامهم ، إنك هكذا تبدو ذابلا ميتا لأنك تركت مرشدك كبرياء وأنانية ، وما أشبهك إذن بتلك الدابة التي تفر من صاحبها إلى الجبل ويكون الذئب في انتظارها .
تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يؤخذ الشاة القاصية ويترك الدانية فإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة ( مولوى 4 / 277 ) .
« 519 »
( 2003 - 2016 ) ينصرف مولانا جلال الدين كعادته عن قصة تأمير الشاب الهذلي متتبعا الفكرة متقصيا إياها : وأنت أيضا دابة يا من غلبت عليك نفسك فصرت مركبا لها ولم تصر هي مركبا لك ، والحكم للغالب ومن ثم فإن من غلبت عليهم طبيعة الملائكية يكونون أقرب إلى الملائكية ومن تغلبت عليهم أحوال البهائم والسباع يكونون أقرب إليها وهلم جرا ( شرح السبزواري 4 / 300 ) هذا في حين أن الله يخاطبك بتعال وهذا الذي يخاطب به الجياد لا الحمر إن الله يعتبرك جوادا أصيلا يقول لك «قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً» الأنعام / 151 )
وما أشبه الرسول صلى الله عليه وسلم بكبير رائضى ذلك الإصطبل المسمى بالدنيا ، إنما أرسل لهذه الدواب الجامحة القاسية التي تظن نفسها بشرا يدعوها قائلا «قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً» إنه يناديكم ليروضكم والرياضة كما ورد في الفتوحات تذليل النفس والجامها بالعبودية وهي عند القوم قسمان رياضة الأدب ورياضة الطلب : فرياضة الأدب هي الخروج عن طبع النفس ورياضة الطلب هي صحة المراد أي بالطلب اما الرياضة عندنا فهي تهذيب الاخلاق
وقال شيخ الإسلام في منازل السائرين : والرياضة على ثلاث درجات : رياضة العامة وهي تهذيب الأخلاق بالعلم وتصفية الأعمال بالاخلاص وتوفية الحقوق في المعاملات ، ورياضة الخاصة حسم التفرق وقطع الالتفات إلى المقام الذي جاوزه ، ورياضة خاصة الخاصة تجريد الشهود عن ثبوت الشاهد والمشهود والصعود إلى الجمع ورفع المعارضات ( عن مولوى 4 / 379 )
كما يشير هذا البيت إلى ما شاع عند الصوفية من اعتبار الرسول صلى الله عليه وسلم رأسا لكل الطرق الصوفية ومنبعا لها فهو المرشد الأول لكل المسلمين ولأن الرائض غالبا ما يتعرض للركل من الدواب الجامحة الشموس فإن أغلب البلاء يتنزل بالأنبياء مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم . « أشد
« 520 »
الناس بلاء الأنبياء ثم الأولياء ثم الأمثل فالأمثل » كما ورد « ما أو ذي نبي قط مثلما أوذيت » ( مولوى 4 / 379 ) وهكذا فإنكم دواب كسولة بطيئة متعثرة لكنكم بترويضى وبشريعتى تسيرون على الجادة وتصبحون جديرين بالانقياد والطاعة لسلطان الحقيقة ، فهيا تعالوا ، هكذا يقول لكم ربكم ، لكن ان لم يأتوا أيها الرسول لا تكن محزونا عليهم «وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ» ( آل عمران / 176 )
وإياك أن تكون غاضبا أو في باطنك شئ أن نفرت منك تلك الفرقتان « اليهود والنصارى » الذين لا تمكين لديهم ولا ثبات «قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ( آل عمران / 64 )
فإن هناك من لهم آذان لا يسمعون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم قلوب لا يفقهون بها أولئك كالأنعمام بل هم أضل ، وكل دابة من هذه الدواب لها اصطبل خاص بها كما أن لكل طائر قفصه الخاص ، به هكذا أراد الله الناس . . فلا تنظر إلى هذه التفرقة ولو شاء الله لهداهم أجمعين .
بل إن الملائكة وهم أرواح خالصة عملهم هو أنهم «يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ» الأنبياء / 20 قد انقسموا صفوفا صفوفا كما ورد في سورة الصافات حاكيا سبحانه وتعالى عن الملائكة «وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ» الصافات / 164 - 166
وتتجلى في هذه الأبيات نظرة مولانا جلال الدين إلى الأديان : فليس الأمر كما يدعى بعضهم انه كان ينظر إلى الأديان كلها نظرة واحدة على أساس أنها طرق فاضت من نبع واحد ، لا بل كان يرى أن الدين عند الله هو الإسلام لكن كل دابة لها حظيرتها الجديرة بها . .
وإن الهدى هو هدى الله . . وان كفر الكافر لن ينقص من ملكوته سبحانه وتعالى مثقال ذرة .
« 521 »
( 2016 - 2024 ) لا يزال مولانا جلال الدين يعبر عن نفس الفكرة بمستويات أخرى من التعبير وذلك لبيان أن الاختلاف في الأديان ورفض أهل الكتاب الدخول في دين الله ليس لأنهم رأوا عيبا في الرسالة فهم أدرى الناس بحقيقتها ، بل إن الأمر في رأى مولانا أن الناس يتفاوتون في تقبل الهدى كما تتفاوت مستويات التلاميذ الصغار في المدارس ( انظر الكتاب الثالث الأبيات 1523 وما بعدها ) ثم يضرب مولانا أمثلة يدق عليها كثيرا . فلكل حس من الحواس منصب منوط به وعمل كل حس لا تستطيع أحاسيس كثيره ولو اجتمعت ان تقوم به . . . وهكذا الأحاسيس العشرة : الخمسة الظاهرة والخمسة الباطنة كلها في صف ولكل منها درجة . . وكل من تمرد عن صف الدين القويم آخر إلى صف آخر به « ليست وحدة بين الأديان إذن حتى ابن عربى
قال : لقد صار قلبي قابلا كل صورة . . صورة . . صورة وليست حقيقة فالحقيقة واحدة ، أجل لكن لها صورة نهائية لها صورة نهائية لها صورة ناسخة لكل الصور لها صورة لم تعرف »
( 2025 - 2029 ) إذا كان الأمر كذلك فحذار من أن تعطى أمر الله سبحانه وتعالى ( تعالوا ) أذنا بها وقر ، فإذا كانت الكيمياء تحول المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة وتبدل طبيعة الأشياء فإن هذا الكلام الذي نزل على محمد بن عبد الله كيمياء شديدة العجب « وأي عجب أشد من تحويل جندب بن جنادة إلى أبي ذر الغفاري ووائد البنات إلى عمر بن الخطاب ؟ ! !
حتى وإن نفر منك ومن كلامك نحاسى بطبعه فلا تبخل بالكلام عنه . . فمن يدرى ؟ ! !
إن كانت نفسه الساحرة قد سدت عليه الطريق . . فربما يجدى كلامك فيه في النهاية ، أليس من العجيب انه لا يكاد يوجد صوفي واحد من كبار الصوفية لم يكن في هوى نفسه قبل ان تنزل عليه
« 522 »
الهداية ؟ ! ألم يسرف الكثيرون منهم على أنفسهم ؟ ! فهيا أيها الغلام ( لعله يخاطب غلاما من المريدين ) ادع الناس إلى هذه الحضرة «وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» ( يونس / 25 ) وأنت يا من تظن بنفسك الرئاسة . هذا الكلام موجه إليك أنت أيضا . . ارجع عن كبريائك وسيادتك وتعال إلى حضرة المرشد .
( 2030 - 2046 ) عودة إلى قصة تأمير الرسول للشاب الهذلي : فها هو أحد أولئك الفضوليين الذين يتدخلون فيما لا يعنيهم وفي ما لا يفهمون قد اعترض لا عن سبب بل لمجرد الحسد ، ولا يترك مولانا هذا المعترض على علم الهدى ورحمة العالمين وخير البشر دون تعليق . .
يقول : انظر كيف ان الخلق في ظلمة وكيف فنوا في هذا المتاع الفاني . . وكيف انهم في تفرقة من كبريائهم وكيف انهم بجوار محيى الأرواح ومع ذلك أرواحهم ميتة يحيون بالشعوذة وفي عالم الطبيعة ( سبزوارى 4 / 300 ) أرواحهم في سجن ( انظر 1 / 525 )
ومفاتيح السجن في أيديهم وما هذا السجن الا سجن الدنيا ، وما المفتاح إلا أن يتدبروا في أنفسهم وفي خلقهم «وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَ فَلا تُبْصِرُونَ» ( الذاريات / 21 )
« دواؤك فيك ولا تبصر ( منسوب إلى الامام على ) لكن هيهات : فما أشبه هذا المعترض بغريق في الدنس والعصيان والشر ونهر الهداية والهدى يجرى إلى جانبه ، وها هو يتقلب ذات اليمين وذات اليسار وبجواره موضع الراحة والتطهير والملجأ لكل البشر . . فالنور خفى . .
لكن سعيهم في البحث عنه دليل على وجوده ، ليس كل ما يخفى غير موجود ، بل إنه عندما يبحث يبحث عن المجاز دون الحقيقة فطالب الغنى وطالب البقاء إنما يصلان إلى غنى مجازى هو عين الفقر وبقاء مجازى هو عين الفناء . .
( سبزوارى 4 / 301 ) « عن الطلب انظر الكتاب الثالث شروح 979 و 1435 وما بعدهما « وإذا لم
« 523 »
يكن هناك مناص من سجن الدنيا ( سجن المؤمن وجنة الكافر ) لو لم يكن وراءها دار أخرى أبقى هل كانت تبدو بهذا الهول وكان القلب يبحث عن خلاص منها ؟ ! إن وحشتك من الدنيا لدليل آخر يطلب منك أن تبحث عن دار الآخرة وتطلبها وهكذا فإن هذا الطريق اللائح المضئ كامن . . ومن جد وجد فاسع كثيرا وابحث كثيرا فإن العثور على الطريق رهن بالبحث فإنما تعرف الأمور بأضدادها ، انظر إلى النباتات التي كانت قد ماتت في البستان قد نهضت كأنها تقول لك : ها نحن شهود على أن الذي أماتنا يحيينا فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها ، إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» ( الروم / 50 ) :
وفي الكتاب الأول :
- أوليست جملة الأفكار والعقول خاصة تصبر كل ليلة غرقى في بحر عميق .
- وفي الخريف تذهب آلاف الأغصان والأوراق منهزمة إلى بحار الموت .
- وبينما الغراب يرتدى السواد كالحزين وينوح على الخضرة في البستان .
- وثانية يجئ الامر من سيد الأرض فيقول للعدم : رد ما أكلت .
- أيها الموت الأسود رد ما أكلت من زرع وأعشاب وورق وحشائش .
- فيا أخي اجعل عقلك معك لحظة واحدة إن بك كل لحظة ربيعا وخريفا .
- وانظر بستان قلبك أخضر ريانا حافلا ببراعم الورد والسرو والياسمين .
( أول ابيات 1890 - 1897 ) وانظر إلى السجناء « سجناء الدنيا » أليست أعينهم مركزة كل لحظة على باب السجن . . متى كانوا يركزون أبصارهم هكذا على الأبواب إن لم يكن هناك مبشر بأن ثمة خلاصا قادما في الطريق ؟ ! ! وآلاف الماوثين المدنسين
« 524 »
يطلبون ماء النهر يطلبون الهداية والتوبة . . كيف يطلب هؤلاء ما ليس له وجود ؟ ! ! وهل يستقر لك قرار إن طلب منك أن تنام على الأرض بلا فراش أو لحاف وفي منزلك فراش ولحاف وكونك لا تريد أن تنام على الأرض دليل على انك لست معتادا على هذا النوم ؟ !
وهل يمكن أن يكون هناك قلق يكون قلقاً وهو لا يعرف لنفسه مقرا ؟ وهل يمكن أن يسكر انسان دون أن يعلم أن هناك مزيلا لخمار قد يصيبه ؟ ! ألا يدل كل هذا على وجود ما لا تراه لمجرد طلبك إياه وجودا حقيقيا لا لبس فيه ولا شبهة ولا شك .
( 2047 - 2059 ) عودة إلى قصة المعترض الذي اعترض على تأمير الشاب الهذلي والواقع ان المعترض يثير هنا قضية عامة تثار في كل زمان ومكان . .
لمن تكون القيادة . . هل تكون للشيوخ المجربين أو للشباب المجددين . . .
والمعترض في أعتراضه على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم درسا في المعارضة إنه يعلم إنه يعارض الذي يوحى إليه . .
مع ذلك فهو يحاول أن يلزمه الحجة من كلامه هو عليه السلام والإشارة هنا إلى حديث منسوب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم « كبروا الكبر أو الكبر الكبر ( استعلامى 4 / 301 )
على أن الرياسة تحتاج إلى شيخ والجيش ملىء بالشيوخ ، صحيح أن أوراق أشجارهم قد تبدو صفراء لكن ثمار أفكارهم ناضجة وما الأوراق الصفراء إلا علامة النضج والكمال والورقة الصفراء في الشجرة هي بمثابة اللحية البيضاء التي هي علامة على النضج . .
أما العيدان الخضراء فلا تدل إلا على فجاجة الثمرة . . . لكن القدرة على الاستغناء
( تعبير من سنائى والواقع أن التلاعب هنا لفظي من برك بمعنى ورقة وبرك بمعنى زاد ) هي من علامات الكمال من الأولياء ولا يعيب صفرة الذهب الصيرفي « فالصفرة خضاب المؤمن والحمرة خضاب المسلم » ( انقروى 4 / 460 )
ويستمر الهذلي من المقارنة بين الشباب والشيوخ : قد تكون أقدام
« 525 »
الشيوخ مرتعدة لكنهم يطيرون بجناح من العقل فوق الأوج . . تماما مثلما رزق الله جعفر ابن أبي طالب جناحين بدلا من يديه وقدميه اللذين قطعا في غزوة مؤتة قبل استشهاده ( انظر 2 / 577 ) .
( 2060 - 2064 ) يعبر مولانا عن حرجه عندما ورد مدح الشيخ والشيوخ في كلام هذا الفضولي الذي وجهه في حضرة المصطفى عليه الصلاة والسلام فكأنه حتى لم يكن يرضى بأن يمدح الشيخ أو المرشد في موضع اعتراض على خاتم الأنبياء ورأس المرشدين صلى الله عليه وسلم ما كان أحرى به أن يصمت .
فإذا كان الكلام كالنهر فالصمت بحر . وكل كلام مهما كان حسنا مآله إلى الفناء والصمت ، فإياك أن تتمرد على إشارات البحر . . والبحر هنا هو محمد عليه الصلاة والسلام وربما كما فسر المولوي اترك الفرع أي جدول الكلام وتمسك بالأصل أي بحر الصمت ( 4 / 387 ) .
( 2065 - 2074 ) عودة إلى القصة إن الخلاف هنا بين خبر ونظر فالمعترض يعطى الكلام حقه وحديثه ظاهر الإقناع . .
لكن هل هو أدرى بالمصلحة عمن يعاين الأمور برأي العين أو يكون الخبر كالمعاينة وبالطبع يريد مولانا جلال الدين أن يشير إلى موضع آخر إلى المريد الذي يعترض على تصرفات الشيخ التي قد تكون ظاهرة الخطأ فالمريد لا يرى الأمور إلا مجزأة وطبقا لمعطياته وعقله القاصر لكن الشيخ يعاين الأمور . . المريد يرى الأمور الحاضرة . . .
لكن الشيخ يضع في الحسبان ما غاب من أمور ومن ثم فلا أحد يشاهد ما يشاهدة الشيخ فالشيخ أشبه بمن بلغ وصال المحبوب والمريد يريد أن يتحدث عن « الدلالة » و « الواسطة » وما هذا إلا من قبيل اللغو عند من بلغ مرتبة الرجولة في الطريق وترك مرتبة الطفولة ، تكون الكتب عنده ذات قيمة وإلا فما طلب الدليل بعد الوصول إلى المقصود ( انظر الكتاب الثالث شروح أبيات
« 526 »
( 1401 - 1046 ) وفي تعليق للأفلاكى : من عرف الله كل لسانه ( مناقب العارفين 1 / 279 ) . ومن الحماقة المؤكدة أن تذكر خبر الشئ أمام من عاينه . . . فليس على المريد إلا الطاعة إن أمر بالصمت أن يصمت وإن قال لك أفض ، فتكلم لكن تكلم بحياء وخجل وأدب وكن مطيعا .
( 2075 - 2080 ) يسمى مولانا المثنوى هذه التعويذة أو الرقية الجميلة إنه يضرب مثالا حيا على الشيخ والمريد . . لكنه يجعل من حسام الدين شيخا له . .
إنه هو الذي يغريه بالمقال وبالتطويل والبسط كلما أراد الاختصار للمصلحة ويخاطبه قائلا : يا حسام الدين . . يا ضياء ذي الجلال . . أي حاجة بك إلى المقال . . .
ما دمت تعاين الأمور وتشاهدها . . . لعل هذا لأنك تحب أن تسمع . .
وأن تعطى الأذن حقها من المتعة . . تماما كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أن يتلى عليه القرآن وعليه أنزل . . أو كأنك ذلك الشاعر الذي
قال « هو أبو نواس »
ألا فاسقنى خمرا وقل هي الخمر * ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهر
وبح باسم من أهوى ودعني عن الكنى * فلا خير في اللذات من دونها ستر( ديوان أبى نواس . . انقروى 4 / 366 مولوى 4 / 389 )
ويعلق الأنقروى بأن الأولياء على نوعين عند المشاهدة ، نوع لا يحب أن يتحدث مصداقا ل - ( من عرف الله كل لسانه ) ونوع آخر ينطلق في الحديث ( من عرف الله طال لسانه ) . . .
فعندما يكون كأس الأسرار الإلهية على اللسان نضبح الأذن : وأين نصيبي ، . . ألا يكفيك أن يكون نصيبك هو هذا السكر وتلك الحرارة . . لا . .
إن هذا لا يكفى ، ينبغي أن تسمع الأذن أيضا ويعلم الجميع أن المتعة تتضاعف عندما تشارك الأذن .
« 527 »
( 2081 - 2088 ) عودة إلى قصة المعترض على رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما زاد المعترض عن حده فإن من نزلت فيه الآيتان الكريمتانوَالنَّجْمِ إِذا هَوى . ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ وَما غَوى( النجم / 1 - 2 ) وعَبَسَ وَتَوَلَّى . أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى( عبس / 1 - 2 )
أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم بالرغم من أن القرآن نزل بعضه يبرؤه من الضلال فإنه تذكر أنه أخطأ ذات مرة عندما أشاح بوجهه عن ابن أم مكتوم فنزلت الآية الكريمةعَبَسَ وَتَوَلَّى .
أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى. فعض شفتيه ، لكنه الآخر لم يفهم فأخذ يضع يده على فمه الشريف بما يوحى له بأن يمتنع وهذا هو الأدب النبوي العظيم في معاملة الرعية لم يأمر بالقبض عليه في المجلس أو حتى إخراجه من المجلس ، كل ما فعله أن وضع يده على فمه هو بما يوحى بأنه يريد أن يقول : ماذا تريد أن تقول أمام العالم بالأسرار ، وأي حديث هذا الذي تتشدق به ؟
كأنك تضع بعرا تحت أنفك وتقول ما أجمله وما أحسنه ؟
هكذا وتستحسن هذا القول لكي تروج بضاعتك من الكلام المنمق وتتظاهر وأنت تشم هذا البعر بأنك أيضا تشم ما بلغ المشام النبوية الشريفة من زهور الأفلاك والعلوم اللدنية . . لقد كان حلم الرسول عظيما لكنه كان يريد الرحمة حتى لذلك المعترض بأن يعرفه بقدر نفسه « رحم الله امرئ عرف قدر نفسه » .
( 2089 - 2096 ) لكن إياك أن تغتر بهذا الحلم بل عليك أن تستحى ، فإذا انبسط الولي وانشرح عليك ألا تسيىء الأدب . . وهذا العظيم وإن تناوم فلا تسىء الأدب معه وتظنه نائما ، فهو شديد اليقظة ويخاطب مولانا المعترض على المصطفى : حتام تتحدث بهذا المكر أمام المصطفى عليه الصلاة والسلام ؟
إن هذه الجماعة أي جماعة العارفين تعرف آلاف الأنواع من الحلم كل منها كالجبل وهكذا فإن هذا الحلم يجعل الذكي أبله أي يعتمد على هذا الحلم فيعتمد على
« 528 »
ذكائه فيقع في عين البله . . وكذلك أيضا يجعل ذلك الأديب الذي له مائة عين يضل ، فما تنفع كل هذه العيون الحسية . . دون عين من تشرف على الأمور تقوده . وحلمهم كالشراب الخالص المنقى غير المغشوش يذهب أعلى الرأس لكنه رويدا رويدا فيصاب بالسكر ويفقد وعيه ويمشى بشكل معوج كحركة « الحصان » في الشطرنج فيقع الملىء بالعجب بنفسه مجندلا .
( 2097 - 2101 ) هذا الشراب متعدد لكن أقواه ذلك الشراب الذي يشرب من دن « بلى » أي دن الإقرار بالعبودية منذ الأزل في يوم ألست ( انظر شروح الأبيات 12341 - 2110 - 2111 من الكتاب الأول والأبيات 1667 - 2970 - 3137 من الكتاب الثاني والأبيات 2344 - 2348 - 2470 من الكتاب الثالث )
هذا هو شراب العشق الأزلي هو ذلك الذي سلب الوعي من أصحاب الكهف ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا ، ومنها أيضا شرب نسوة مصر فقطعن أيديهن قال نجم الدين كبرى : فلما وقعن على جماله وكماله أكبرن أن يكون جماله جمال البشر ( مولوى 4 / 391 )
كما آمن السحرة بموسى عليه السلام لأنهم شربوا من هذا الشراب ولم يأبهوا بتهديد فرعون فقد توصلوا إلى الروح ولم يعد يهمهم الجسد إن قطع أو صلب . .
ومن هذا الشراب أيضا شرب جعفر الطيار فضحى بذراعيه وساقيه . . .
البيت 2102 : الحكاية التي بدأت بهذا البيت وردت في تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار على النحو التالي : كان ذات يوم في الخلوة فقال سبحانى ما أعظم شأني وعندما أفاق حدثه المريدون قائلين : ما هذا الذي تفوهت به ؟
فقال : ناشدتكم الله ، وأنا لكم خصم إن سمعتمونى أتفوه بهذا الحديث هلا مزقتمونى إربا ، وكان أن رددها مرة أخرى فهم المريدون بقتله ، فملئت الدار بأبى يزيد فأخرج المريدون لبنة من الجدار وطعنه كل منهم بسكين : فكأنهم طعنوا بها ماء ، وعندما مرت بضع لحظات وأخذت الصورة أي صورة أبى يزيد تصغر ظهر أبو
« 529 »
يزيد صغيرا كصعوة جالسا في المحراب فسأله المريدون عن هذا الأمر فقال لهم يا يزيد هو ما ترونه ، ولم يكن الآخر أبو يزيد ثم قال : نزه الجبار نفسه على لسان عبده ( تذكرة الأولياء 1 / 134 ) كما وردت في تلبيس إبليس لابن الجوزي 324 - 345 والفتوحات المكية 1 / 354 ( عن مآخذ 4 / 142 ) وواضح أن القصة عند مولانا تختلف عن هذا الأصل .
( 2103 - 2121 ) يرى مولانا أن أبى يزيد البسطامي قال ما قاله وهو في حالة سكر صوفي . . لقد كان فانيا في الله سبحانه وتعالى فنطق بما نطق به . .
وهو ما ذهب إليه الشيخ الأكبر ولا بد من إثبات عين العبد في الفناء في الله وحينئذ يصح أن يكون الحق سمعه وبصره ولسانه ، كأن الحق قال على لسان با يزيد لا إله إلا أنا فاعبدون وهذا هو تفسير السراج والهجويرى . لقد أمرهم با يزيد بأن يعملوا مديهم في بدنه إن تفوه بهذا ، فإن كل القائل جسدا فسوف يقتل وإن كان القائل روحا فلن تؤثر فيه المدى شيئا . . . وهذه زيادة في الحكاية من مولانا جلال الدين وهي بالطبع في إطار الموضوع موضع الكلام . . أي عدم الاعتراض على الشيخ الذي يشاهد من المريد الذي يحكم طبقا لمعطياته ، وعندما ثمل أبو يزيد من شراب العشق الإلهى ضاع منه العقل ، فالعقل كالشمع والعشق كالصبح وإذا طلع الصباح بطل المصباح ، ويدق مولانا جلال الدين على هذا المعنى : إن العقل كالشرطى والعشق كالسلطان وأي قيمة للشرطى في حضرة السلطان والعقل هو ظل الحق . . والحق هو الشمس وأي بقاء للظل عندما تطلع الشمس . . .
وإذا كنت لا تصدق غلبة العشق . . فكيف تصدق غلبة المصروع ، ألست تقول أن جنيا تلبسه ؟ ! فهو لا يقول إلا ما يقوله ذلك الجنى .
وإذا كان هذا شأن الجنى فما بالك بخالق الجنى ؟ أليس المصروع يتحدث أحيانا بلغة لا يعرفها وهو مفيق مثاله ما ورد في تائية ابن الفارض :
« 530 »
وأثبتت بالبرهان قولي ضاربا * مثال محق والحقيقة عمدتى
بمتبوعة ينبئك في الصرع غيرها * على فهمها في مسها طيف جنة
ومن لغة تبدو بغير لسانها * عليه براهين الأدلة صحت انقروى 4 / 475 - 476
أليس من شرب خمرا دنيوية وأبدى ضروب الشجاعة تقول إن الخمر هي التي فعلت ذلك وإن تحدث حديثا فصيحا تقول إن الخمر هي التي ساعدته وأطلقت لسانه ؟ !
أتقول بكل هذه القدرة لخمر دنيوية ولا تعترف بهذه القدرة لنور الله تعالى ؟ !
ثم أليس القرآن من فم محمد صلى الله عليه وسلم . وكل من لا يقول إنه كلام الله على لسان محمد فقد كفر .
ويشير في الشطرة الثانية في 2115 إلى ما قاله أبو الوفاء الكردي البغدادي ومنسوب أيضا إلى بابا طاهر أمسيت كرديا وأصبحت عربيا ( استعلامى 4 / 305 ) ومن بحث لجعفرى في هذا الموضوع أن ما يراه جلال الدين هنا إن الجانب الإنسانى في أبى اليزيد أدنى من أن يتفوه بمثل هذه العبارة والقائل في الحقيقة هو الله سبحانه وتعالى . .
مثلما نطقت الشجرة عند اقتراب موسى «إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي» ( طه / 14 ) . . ويقول محمود الشبسترى في هذا المجال أيليق هذا من شجرة ولا يليق من مقبل من المقبلين ؟ ( جعفري 10 / 350 - 351 ) .
( 2122 - 2130 ) عودة إلى قصة أبى يزيد مع مريديه : عندما فنى أبو اليزيد عن نفسه بدأ مرة ثانية في التفوه بأمثال هذه العبارات فقال هذه المرة « ما في الجبة غير الله » وهذا القول منسوب أيضا إلى أبي سعيد بن أبي الخير لقد كان بايزيد يقصد أنه امتلأ بالله بحيث لم يعد يحس بأي شئ سواه لقد نفى
« 531 »
الغيرية نفيا تاما وهي قمة من قمم التوحيد ومنتهاه وردت في الحديث النبوي . . .
فإذا أحببته كنت له يدا وقدما وسمعا وبصرا فبى يبطش وبي يسعى وبي يبصر وبي يسمع ، ومع ذلك فإن المريدين الذين يقفون عند ظاهر العبارات ويعرفون ظاهرا من القول وليس هذا بمستبعد عن الفانين في الله الباقين به ، عندما يستغرقون استغراقا كليا ، ولعل المريدين لم يشاهدوا طوال أعمارهم نور الله متجلبا في خلقه الله ( الولي الفاني في الله ) فهذا ليس بمستغرب عليهم . . . . .
مع أنك إن أردت السعادة فعليك بأن تتجاوز العادة ( سبزوارى 4 / 302 )
وهكذا فإن هؤلاء المريدين الذين لم يفهموا من كلام ابن اليزيد إلا ظاهره شرعوا مديهم كملاحدة كردكوه ( وهو جبل في مازندران كان سكنا لطائفة من إسماعيلية إيران المشهورين بالحشاشين وبالملاحدة )
وأخذوا يطعنونه بالمدى وما الطعن بالمدى هنا إلا سوء الظن والوقوف على الظاهر ، وهنا يأتي التجديد في تناول مولانا جلال الدين للحكاية فإن هذا الجسد الذي ضربوه بالمدى لم يكن جسدا . .
بل كان روحا خالصة وبالطبع فإن الذي يهاجم روحا خالصة إنما يرتد كيده إلى نحره . .
ويجسد مولانا جلال الدين هذه الصورة تماما فالذي يطعن صدر الولي يرتد طعنه إلى صدره هو ، والذي يطعن جنبه يرتد الطعن إلى جنبه هو وهلم جرا وما القتل الذي حاق بالمريدين إلا ذلك القتل المعنوي . . . القتل في الطريقة . . فليس هناك من ذنب أفظع من الشك في المرشد والتطاول على مقامه وكان الذي نجا هو الذي لم يبالغ في طعن شيخه .
( 2137 - 2147 ) يتحدث مولانا عن الفانين في الله المنسلخين عن ذواتهم ويحذر من أنه لا شأن لك بهؤلاء فهؤلاء في أمان وطمأنينة لأن الأذى إنما يحيق بالجسد وهؤلاء لا شأن لهم بالجسد ، لقد انقلب إلى مرآة تتجلى فيها كل ما ينظر إليها فحذار من إبداء الرأي السىء فيه ، فهذه الصورة القبيحة صورتك أنت
« 532 »
قد تجلت في مرآة وجوده لقد حدثتك قبل ذلك عن أبي جهل عندما نظر إلى أحمد المصطفى عليه السلام فقال له « ما أقبحك » فقال له أحمد صدقت ثم رآه الصديق فناداه يا شمس الروح فقال صدقت وكان تعليق الرسول عندما سئل عن السبب في تصديقه هذين الرأين المتناقضين : إنني مرآة صقلتها يد العرش الإلهية فالترك والهنود يشاهدون في حقيقة كيانهم ( مثنوى . . أول . . الأبيات 2365 - 2370 وانظر أيضا الكتاب الثالث شرح الأبيات 488 - 496 )
ويرى مولانا نفسه مقبلا على شرح مزيد من الأسرار ويعبر عن هذا الخطر بأنه على حرف السطح أي معرض للسقوط . . . فزم شفتيك وأغلق فمك . . . وما دمت ثملا بخمر العشق الإلهى . . . فحاول أن تجلس في مكان منخفض وأن تخاطب كل امرئ بقدر فهمه .
( 2148 - 2152 ) يفسر مولانا جلال الدين ما الذي يعنيه بقوله على حرف السطح . . فهذا البسط الذي يحدث للصوفى الثمل من تواتر الألطاف الإلهية والكشوف الإلهية عليه هو حافة الخطر ومن ثم فهذا الذي يعبر عنه الصوفية بالوقت والوقت العزيز والوقت الحلو ( انظر شرح الأبيات 1427 من الكتاب الثالث ) هو مكمن الخطر ، وهو السيف القاطع . . .
هذا الفرح بالكشف والفرح بالوصول والفرح بالإنعامات الإلهية قد ينسى العارف نفسه فيبوح بما لا ينبغي البوح به ومن ثم يستحب الحزن : هنا في هذا الوقت ينبغي الخوف والحذر من الغيرة الإلهية والخشية من مصير كمصير إبليس الذي أعجب بنفسه فعند الولاء يأتي البلاء . . .
واحذر زوال هذه الدولة في قمتها ، فإن الشئ إذا تم نقص ودنا زواله وإن لم تصدقني فانظر إلى كل نكال أصاب قوما ما إنما أصابهم بغتة وهم في سرورهم ولهوهمحَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها . . . .
« 533 »
( سورة يونس / آية 24 ) وطالع مصائر الأمم السالفة كقوم نوح وقوم لوط فلولا خافوا ما سقطوا .
( 2152 - 2160 ) أتدري لم تخبط ذلك الشاب الذي اعترض على رسول الله صلى الله عليه وسلم وسقط كل هذا السقوط ؟ ! لقد حدث له كل هذا من فرط سروره وانبساطه ونشوته وسكره لأن قبسا من النبوة قد سطع على روحه بينما كان جالسا في محضر النبي صلى الله عليه وسلم ولم تكن روحه مستعدة له . . . فضل هكذا حتى خسر الدنيا . . . ولإنها تزيد المؤدب الوقور الأصيل أدبا ووقارا ونجابة ، وهكذا بالنسبة لوضع المهذار . . تزيده وضاعة وهذرا من هنا حرمت الخمر لأن أغلب الناس من هذه الطينة الوضيعة التي تزيدها الخمر شرا وشررا والشرع عادة ما يكون في سبيل الأغلبية أو الأكثرية ولا يشرع في الإسلام لمصلحة أقلية من الناس وليسلب هذا السيف من يد قاطع الطريق لأنه توسل بالقوة لا بالبيعة ! !
( 2161 - 2169 ) من الأوفق أن يبدأ ما تحت العنوان بهذا البيت وهو ما اتبعه يوسف بن أحمد والأنقروى . . وها هو الرسول عليه الصلاة والسلام يفسر ما هو المقصود بالشيخ المجرب ( انظر الكتاب الثالث شرح الأبيات 2282 - ومن 1791 إلى 1800 )
فليس الأمر هنا مما يؤخذ على ظاهره فليست الشيخوخة بمظاهرها ، فرب شاب أكثر تجربة وعلما وحكمة من كثير من الشيوخ ، ورب شيخ أشيب الشعر لكنه أسود القلب ، فالشيخ هو شيخ العقل وترى من كان أكثر طعنا في السن وله مظاهر الشيوخ أكثر من إبليس ؟ ألم يعبد الله ألف عام ؟ !
وألم يكن عيسى طفلا ومع ذلك أوتى الحكم صبيا . . .
إن الأمر كما يبدو في الظاهر فحسب وعند من ينظر إلى ظاهر الأمور يبدو العقل والنضج مرتبطا بالشيخوخة وهذا له قيمته عند المقلد وليس المحقق ( انظر للمقلد والمحقق 2 / 490 - 494 ) .
« 534 »
( 2170 - 2176 ) المقلد هو الذي يبحث عن الأمارات والعلامات والدلائل أما المحقق فهو الذي ينظر بنور الله ويشق حجب المظاهر والدلائل نافذا فيما وراءها إلى لب الحقيقة ، إن الزيف والنقد أمام المقلد الذي ينظر إلى الألوان سيان ، لكن المحقق يعرف ما في داخل القوصره « القوصرة : صندوق يوضع فيه البلح »
سبزوارى ( 4 / 304 ) وما أكثر الأشياء التي تعمى ظواهرها وتخفى ملامحها الثمينة لتنجو من يد كل عدو ، أليس الملامتية من أهل التصوف هم الذين يخفون حقيقتهم عن الناس بكل ما يستوجب اللوم ؟
إنما نحن فقط أهل التحقيق الذين ننظر إلى الباطن ولا ننظر إلى الظاهر ، أما القضاة فهم الذين يحكمون على الظاهر وروى أبو سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إني لم أؤمر أن أنقب على قلوب الناس ولا أشق بطونهم ، وما أكثر المنافقين الذين استفادوا من هذا وأراقوا دماء المؤمنين ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ( البقرة / 8 ) .
فجاهد إذن حتى تكون شيخا من شيوخ العقل حتى تكون كالعقل الكلى ( للعقل الكلى انظر 1 / 1899 وانظر الكتاب الثالث 2529 ) ، أو من لهم نصيب من العقل الكلى ناظرا إلى الأشياء كما هي وإلى بواطنها .
( 2177 - 2187 ) فصل في مدح العقل . . . وعندما أسفر عن وجهه أي خلقه أعطاه الله ألف اسم على أسمائه هو جل شأنه هذا في رأى للسبزواري ( 4 / 303 )
وفي رأى يوسف بن أحمد فإن علماء الرسوم قالوا لهذه العزيزة العقل النظري والعلمي والكسبى والحصولي والعقل بالفعل والعقل المستفاد والعقل المنفعل والفعال والكلى ، وقالت الحكماء : الجوهر المفارق وقالت الصوفية القلب ،
وقال بعضهم نور القلب والروح والنفس الناطقة ، وقالت المشايخ المستقدمون لهذه العزيزة القلم والروح القدسي وباعتبار أنه منور الباطن ومظهر صور
« 535 »
العقول واللمات الملكية لوح ( نجم الدين كبرى ومجد الدين البغدادي وعلاء الدولة السمناني ) وباعتبار تحريره التجليات ونقشه الحروف العاليات والواردات الإلهية على صحائف قلوب أهل الكمال : قلم ، وباعتبار أنه منشأ النزاهة من شوائب أدناس البهيمية وأوساخ الطبيعية والشيطان روح القدس ، وبهذه المناسبة قال سهل بن عبد الله التستري : للعقل ألف اسم ولكل اسم ألف اسم ذكر منها القليل ليدل على الكثير ( 4 / 301 وانقروى 4 / 490 - 491 )
وأقل هذه الألفاظ أنه المستغنى عن كل شئ بالله تعالى وأنه لا يحتاج إلى أحد ، وهو وإن تمثل نوره جسدا سويا لأزرى بنور الشمس ،
وهذا كما قال أبو الحسن الشاذلي قدس الله سره فلو كوشف أنوار القلوب لانطوى نور الشمس والقمر مشرقات أنوار قلوب أولياء الله فقلوب أولياء الله لا كسوف لها ولا غروب
( ينظر عجائب القلب في الإحياء للغزالي ) كما قيل :
إن شمس النهار تغرب بالليل وشمس القلوب ليست تغيب كما قال ابن الفارض :فبدرى لم يأفل وشمسي لم تغب * وبي تهتدى كل الدراري المنيرة( الانقروى 4 / 492 )
وإذا كان العقل نورا فالحمق ظلام ، لا يعيش الأحمق إلا في الظلام كالخفاش فائتلف بالنور ، وإلا كنت خفاشا عاشقا لكل مكان تكون فيه العقبات والمشاكل عدوا لكل مكان فيه مصباح ، عابدا للدنيا جامعا لفتاتها غافلا عما فيك من سوء وجبلة سيئة .
( 2188 - 2201 ) يقسم مولانا جلال الدين البشر إلى ثلاثة أصناف ، عاقل ونصف عاقل وشقى مغرور : والعاقل هو ذلك الذي يملك الشعلة أي شعلة
.يتبع
عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 4 سبتمبر 2020 - 8:14 عدل 2 مرات
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
الهوامش والشروح 1739 - 2201 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
الهوامش والشروح 1739 - 2201 على مدونة عبدالله المسافر باللهشرح حكاية ذلك المداح الذي أخذ يثنى على ممدوحه على سبيل الفخر ،
بينما كانت رائحة همه وحزنه الداخلي وخلافة ثوبه تبدى
هذا الشكر كذبا وبهتانا
« 536 »
المعرفة ونور الهداية ، فهو بذلك دليل القافلة وذلك الإمام يقتدى بنور ذاته ويتبع تلك الذات التي أفناها في ذات الله ، فآمنوا أنتم أيضا أنه يستطيع أن يقودكم لتصلوا إلى ذلك النور الذي وصل إليه ، وهناك نصف العاقل وهو الذي يتخذ من عاقل عينه التي ينظر بها . .
لقد أمسك به كما يمسك الأعمى بدليله فهو يبصر ويتحرك ويحفظ توازنه ووقاره به ، أما الثالث فهو الذي ليس لديه نور يهتدى به كما أنه لا يمسك بأحد العقلاء ، إنه لا يعرف الطريق لكنه يحس بالعار من أن يتبع أحدا ، يمنعه كبرياؤه من التعلم ، ويملى عليه عجبه إن على الناس أن يتعلموا منه ، وهو ينطلق كيفما اتفق في هذه الصحراء القاحلة ، يسرع حينا ويبطىء حينا دون أن يعلم متى يبطىء ومتى يسرع ، فلا نور لديه من عقل . .
ولا نصف شمعة من سؤال ، فلا هو بالعاقل ليعيش بالعلم كالأحياء ، ولا بنصف عاقل لكي يبحث عمن يكمل له عقله ينقذه من الحضيض الذي يعيش فيه إلى السطح ، فإن لم يكن لك عقل عامل فاعتبر نفسك ميتا في حضرة العقلاء الذين يحيون بكلامهم موتى القلوب ، إن مثل هذا كمثل الذي لا هو بالحي لكي يكون لائقا بصحبة من هم في قوة عيسى الروحية ، وليس بالميت لكي يحاول هؤلاء إحياءه .
إن روحه العمياء تخبط خبط عشواء ، إنها تسعى كثيرا وتكد كثيرا لكنها لا تصل إلى نتيجة ترجى ولا تنجو بسعيها هذا .
( 2202 ) يقدم مولانا مستوى آخر من التعبير عن الفكرة السابقة والحكاية التي تبدأ بهذا البيت من الحكايات المشهورة في كليلة ودمنة باب الأسد والثور قال ومنه : زعموا أن غديرا كان فيه ثلاث سمكات : كيسة وأكيس منها وعاجزة ، وكان ذلك الغدير بنجوة من الأرض لا يكاد يقربة أحد ، وبقربة نهر جار فاتفق أنه اجتاز بذلك النهر صيادان ،
فأبصرا الغدير ، فتواعدا أن يرجعا إليه بشباكهما يتصيدا ما فيه من السمك ، فسمعت السمكات قولهما ،
« 537 »
فأما الأكيس لما سمعت قولهما وارتابت لهما وتخوفت منها ، فلم تعرج على شئ حتى خرجت من المكان الذي يدخل منه الماء من النهر إلى الغدير ، وأما الكيسة فإنها مكثت مكانها حتى جاء الصيادان فلما رأتهما وعرفت ما يريدان ، هبت لتخرج من حيث يدخل الماء فإذا بهما قد سدا ذلك المكان فحينئذ قالت :
فرطت وهذه عاقبة التفريط فكيف الحيلة على هذه الحال ؟ !
وقلما تنجح حيلة العجلة والإرهاق ، غير أن العاقل لا يقنط من منافع الرأي ، ولا ييأس على حال ولا يدع الرأي والجهد ، ثم إنها تماوتت فطفت على وجه الماء متقلبة على ظهرها تارة ، وتارة على بطنها ، فأخذها الصيادان فوضعاها على الأرض بين النهر والغدير فوثبت إلى النهر فنجت .
أما العاجزة فلم تزل في اقبال وإدبار حتى صيدت ( كليلة ودمنة - ترجمة ابن المقفع ص 43 من طبعة دار الشعب )
كما اشتق المراد بهذه الحكاية من قول منسوب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه : الرجال ثلاثة رجل ينظر في الأمور قبل أن تقع فيصدرها مصدرها ، ورجل متوكل لا ينظر فإذا نزلت به نازلة شاور أهل الرأي وقبل قولهم ، ورجل حائر بائر لا يأتمر رشدا ولا يطيع مرشدا
( البيان والتبيين للجاحظ / 3 ص - 182 طبعة مصر 1932 بتحقيق حسن السندوبى ( مآخذ 4 / 142 - 143 ) وقد ذكر مولانا مصدر الحكاية لكنه استدرك بأنها في كليلة ودمنة مجرد صورة لكنها في المثنوى روح ومعنى .
( 2206 - 2212 ) السمكة العاقلة الحازمة لم تقدم حتى بمجرد استشارة رفيقتها فهي بعقلها وحزمها أدركت أن مشورة من يقل عقلا أو يعدمه خالية من القيمة وإنه من الممكن أن يثبطاها عما عزمت عليه . .
ومن ناحية أخرى كانت تعلم أنها سوف يحدثانها عن حب الوطن وأن الهجرة عن هذا الوطن أمر صعب على نفسيهما : فالمسافر عليه أن يستشير مسافرا مثله ، استشر عموما من هو
« 538 »
في مثل حالتك أو من خبرها أو من مرت عليه ، سل حكيما وسل عالما ، إن هاتين السمكتين سوف تتعللان بحب الوطن وحب الوطن من الإيمان حديث صحيح لكن متى كان المقصود هو هذا المكان الذي نعيش فيه وهل نسيت أن وطنك الحقيقي هو في تلك الناحية ، هو ذلك الذي خلقت أولا فيه ونفيت عنه ومن واجبك أن تعود إليه ، فاقرأ الحديث لكن لا تقرأه مقلوبا ، إن الله يرغبك في أن تعمل لكي تعود إلى وطنك لا أن يكون همك هذا التراب الذي تعيش عليه والدنيا التي تحجب عنك الوطن الحقيقي وقد أشار عبد الباقي
( 4326 ) إلى أن المعنى مأخوذ من قول للإمام على « إن الدنيا والآخرة عدوان متفاوتان وسبيلان مختلفان فمن أحب الدنيا وتولاها أبغض الآخرة وعاداها وهما بمنزلة المشرق والمغرب وما شئ بينهما كلما قرب عن واحد بعد منى الآخر وهما بعد ضرتان ( نهج البلاغة - فيض الإسلام / 1003 ) أدرك هذا وإلا صرت مثل الذي قلب الدعاء عند الوضوء .
( 2213 - 2220 ) الخبر الذي يشير إليه مولانا جلال الدين في هذه الأبيات :
إذا أردت الشروع في الوضوء تقول أولا : نويت الوضوء لله تعالى ورفعا للحدث والاستباحة للصلاة ، ثم بعد الاستعاذة والبسملة تقول : اللهم إني أسألك اليمن والبركة وأعوذ بك من الشؤم والهلكة ،
فإذا تمضمضت تقول :
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وأعنى على تلاوة كتابك وكثرة الذكر لك ،
فإذا استنشقت بأنفك اطلب من الرب الغنى رائحة الجنان وقل اللهم أرحنى رائحة الجنة وارزقني من نعيمها ولا ترحنى رائحة النار ،
وإذا غسلت وجهك تقول :
اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، وإذا غسلت يدك اليمنى تقول اللهم أعطني كتابي بيميني وحاسبنى حسابا يسيرا ،
وإذا غسلت يدك اليسرى تقول : اللهم إني أعوذ بك أن تعطيني كتابي بشمالي وتحاسبنى حسابا
« 539 »
عسيرا ، وإذا مسحت رأسك تقول : اللهم غشني برحمتك وأنزل على من بركاتك وأظلنى تحت ظل عرشك ، وإذا مسحت أذنيك تقول : اللهم اجعلني ممن يستمع القول فيتبع أحسنه وأسمعنى منادى الجنة مع الأبرار ، وإذا مسحت رقبتك تقول اللهم فك رقبتي من النار وأعوذ بك من السلاسل والأغلال ، وإذا غسلت رجلك اليمنى تقول اللهم ثبت قدمي على الصراط مع أقدام المؤمنين ، وإذا غسلت رجلك اليسرى تقول اللهم أعوذ بك من أن تزل قدمي على الصراط يوم تزل أقدام المنافقين ، وروى عنه صلى الله عليه وسلم « من ذكر الله عند الوضوء طهر جسده فإن لم يذكر اسم الله لم يطهر منه إلا ما أصاب الماء ( مولوى 4 / 306 )
وعند الاستنجاء يستحب أن يدعى الله سبحانه وتعالى بأن يطهر النفس من جنابتها وأن ينقى الباطن من الأدران : اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين واجعلني من العلماء الراشدين واجعلني من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( أنقروى 4 / 499 ) .
.
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
مواضيع مماثلة
» الهوامش والشروح 521 - 780 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 01 - 36 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 37 - 520 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 781 - 1262 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 1263 - 1738 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 01 - 36 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 37 - 520 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 781 - 1262 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» الهوامش والشروح 1263 - 1738 المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الرابع ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله