اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية

اذهب الى الأسفل

15082020

مُساهمة 

الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية  Empty الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية




الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية 

الطبقات الكبرى للإمام الرباني العارف باللّه الشيخ عبد الوهاب الشعراني 

ومنهم السيد الحسيب النسيب
أبو العباس سيدي أحمد البدوي الشريف
رضي الله تعالى عنه
وشهرته في جميع أقطار الأرض تغني عن تعريفه، ولكن نذكر جملة من أحواله تبركاً به فنقول: وبالله التوفيق: مولده رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدينة فاس بالمغرب لأن أجداده انتقلوا أيام الحجاج إليها حين أكثر القتل في الشرفاء فلما بلغ سبع سنين سمع أبوه قائلا يقول: له في منامه يا علي انتقل من هذه البلاد إلى مكة المشرفة فإن لنا في ذلك شأناً، وكان ذلك سنة ثلاث، وستمائة قال: الشريف حسن أخو سيدي أحمد رضي الله عنه فما زلنا ننزل على عرب ونرحل عن عرب فيتلقوننا بالترحيب، والإكرام حتى وصلنا إلى مكة المشرفة في أربع سنين فتلقانا شرفاء مكة كلهم، وأكرمونا، ومكثنا عندهم في أرغد عيش حتى توفي والدنا سنة سبع، وعشرين وستمائة، ودفن بباب المعلاة، وقبره هناك ظاهر يزار في زاوية قال: الشريف حسن فأقمت أنا، وأخوتي وكان أحمد أصغرنا سناً، وأشجعنا قلباً.
 
وكان من كثرة ما يتلثم لقبناه بالبدوي فأقرأته القرآن في المكتب مع ولدي الحسين، ولم يكن في فرسان مكة أشجع منه، وكانوا يسمونه في مكة العطاب فلما حدث عليه حادث الوله تغيرت أحواله، واعتزل عن الناس، ولازم الصمت فكان لا يكلم الناس إلا بالإشارة، وكان بعض العارفين رضي الله عنه يقول: إنه رضي الله تعالى عنه حصلت له جمعية على الحق تعالى فاستغرقته إلى الأبد، ولم يزل حاله يتزايد إلى عصرنا هذا ثم إنه في شوال سنة ثلاث، وثلاثين وستمائة رأى في منامه ثلاث مرات قائلا يقول: له قم، واطلب مطلع الشمس فإذا وصلت إلى مطلع الشمس فاطلب مغرب الشمس، وسر إلى طندتا فإن بها مقامك أيها الفتى فقام من منامه، وشاور أهله وسافر إلى العراق فتلقاه أشياخها منهم سيدي عبد القادر، وسيدي أحمد بن الرفاعي فقالا: يا أحمد مفاتيح العراق، والهند، واليمن، والروم، والمشرق، والمغرب بأيدينا فاختر أي مفتاح شئت منها فقال لهما سيدي أحمد رضي الله عنه لا حاجة لي بمفاتيحكما ما آخذ المفتاح إلا من الفتاح قال: سيدي حسن فلما فرغ سيدي أحمد من زيارة أضرحة أولياء العراق كالشيخ عدي بن مسافر، والحلاج، وأضرابهما خرجنا قاصدين إلى ناحية طندتا فأحدق بنا الرجال من سائر الأقطار يعاندوننا، ويعارضوننا، ويثاقلوننا فأومأ سيدي أحمد رضي الله عنه إليهم بيده فوقعوا أجمعين فقالوا له: يا أحمد أنت أبو الفتيان فانكبوا مهزومين راجعين، ومضينا إلى أم عبيدة فرجع سيدي حسن إلى مكة وذهب سيدي أحمد رضي الله عنه إلى فاطمة بنت بري وكانت امرأة لها حال عظيم، وجمال بديع، وكانت تسلب الرجال أحوالهم فسلبها سيدي أحمد رضي الله عنه حالها، وتابت على يديه أنها لا تتعرض لأحد بعد ذلك اليوم، وتفرقت القبائل الذين كانوا اجتمعوا على بنت بري إلى أماكنهم، وكان يوماً مشهوداً بين الأولياء، ثم إن سيدي أحمد رضي الله عنه رأى الهاتف في منامه يقول له: يا أحمد سر إلى طندتا فإنك تقيم بها، وتربي بها رجالا، وأبطالا عبد العال، وعبد الوهاب، وعبد المجيد، وعبد المحسن، وعبد الرحمن رضي الله عنهم أجمعين، وكان ذلك في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين، وستمائة فدخل رضي الله عنه مصر ثم قصد طندتا فدخل على الحال مسرعاً دار شخص من مشايخ البلد اسمه ابن شحيط فصعد إلى سطح غرفته وكان طول نهاره، وليله قائماً شاخصاً ببصره إلى السماء، وقد انقلب سواد عينيه حمرة تتوقد كالجمر وكان يمكث الأربعين يوماً، وأكثر لا يأكل، ولا يشرب، ولا ينام ثم نزل من السطح، وخرج إلى ناحية فيشا المنارة فتبعه الأطفال فكان منهم عبد العال، وعبد المجيد فورمت عين سيدي أحمد رضي الله عنه فطلب من سيدي عبد العال بيضة يعملها على عينه فقال: وتعطيني الجريدة الخضراء التي معك فقال: سيدي أحمد رضي الله عنه له: نعم فأعطاها له فذهب إلى أمه فقال هنا بدوي عينه توجعه فطلب مني بيضة وأعطاني هذه الجريمة فقالت: ما عندي شيء فرجع فأخبر سيدي أحمد رضي الله عنه فقال: اذهب فأتني بواحدة من الصومعة فذهب سيدي عبد العال فوجد الصومعة قد ملئت بيضاً فأخذ له واحدة منها، وخرج بها إليه ثم إن سيدي عبد العال تبع سيدي أحمد رضي الله عنه من ذلك الوقت ولم تقدر أمه على تخليصه منه فكانت تقول: يا بدوي الشوم علينا فكان سيدي أحمد رضي الله عنه إذا بلغه ذلك يقول: لو قالت: يا بدوي الخير كانت أصدق ثم أرسل لها يقول: إنه ولدي من يوم قرن الثور، وكانت أم عبد العال قد وضعته في معلف الثور، وهو رضيع فطأطأ الثور ليأكل فدخل قرنه في القماط فشال عبد العال على قرنيه فهاج الثور فلم يقدر أحد على تخليصه منه فمد سيدي أحمد رضي الله عنه يده، وهو بالعراق فخلصه من القرن فتذكرت أم عبد العال الواقعة، واعتقدته من ذلك اليوم فلم يزل سيدي أحمد على السطوح مدة اثنتي عشرة سنة، وكان سيدي عبد العال رضي الله عنه يأتي إليه بالرجل أو الطفل فيطأطئ من السطوح فينظر إليه نظرة واحدة فيملأ مدداً ويقول لعبد العال اذهب به إلى بلد كذا، أو موضع كذا فكانوا يسمون أصحاب السطح وكان رضي الله عنه لم يزل متلثماً بلثامين فاشتهى سيدي عبد المجيد رضي الله عنه يوماً رؤية وجه سيدي أحمد رضي الله عنه فقال: يا سيدي أريد أن أرى وجهك أعرفه فقال: يا عبد المجيد كل نظرة برجل فقال: يا سيدي أرني، ولو مت فكشف له اللثام الفوقاني فصعق ومات في الحال.ات في الحال.


وكان في طندتا سيدي حسن الصائغ الإخنائي، وسيدي سالم المغربي فلما قرب سيدي أحمد رضي الله عنه من مصر أول مجيئه من العراق قال: سيدي حسن رضي الله عنه ما بقي لنا إقامة صاحب البلاد قد جاءها فخرج إلى ناحية إخنا، وضريحه بها مشهور إلى الآن ومكث سيدي سالم رضي الله عنه فسلم لسيدي أحمد رضي الله عنه، ولم يتعرض له فأقره سيدي أحمد رضي الله عنه، وقبره في طندتا مشهور، وأنكر عليه بعضهم فسلب، وانطفأ اسمه وذكره، ومنهم صاحب الإيوان العظيم بطندتا المسمى بوجه القمر كان ولياً عظيماً فثار عنده الحسد ولم يسلم الأمر لقدرة الله تعالى فسلب وموضعه الآن بطندتا مأوى للكلاب ليس فيه رائحة صلاح ولا مدد، وكان الخطباء بطندتا انتصروا له، وعملوا له وقفاً، وأنفقوا عليه أموالا، وبنوا لزاويته مئذنة عظيمة فرفسها سيدي عبد العال رضي الله عنه برجله فغارت إلى وقتنا هذا، وكان الملك الظاهر بيبرس أبو الفتوحات يعتقد في سيدي أحمد رضي الله عنه اعتقاداً عظيماً، وكان ينزل لزيارته، ولما قدم من العراق خرج هو، وعسكره من مصر فتلقوه، وكرموه غاية الإكرام. وكان رضي الله عنه غليظ الساقين طويل الذراعين كبير الوجه أكحل العينين طويل القامة قمحي اللون، وكان في وجهه ثلاث نقط من أثر جدري في خده اليمين واحدة، وفي الأيسر ثنتان أقنى الأنف على أنفه شامتان من كل ناحية شامة سوداء أصغر من العدس، وكان بين عينيه جرح موسى جرحه ولد أخيه الحسين بالأبطح حين كان بمكة، ولم يزل من حين كان صغيراً باللثامين، والغرزتين، ولما حفظ القرآن العظيم اشتغل بالعلم مدة على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه حتى حدث له حادث الوله فترك ذلك الحال، وكان إذا لبس ثوباً، أو عمامة لا يخلعها لغسل، ولا لغيره حتى تذوب فيبدلونها له بغيرها، والعمامة التي يلبسها الخليفة كل سنة في المولد هي عمامة الشيخ بيده، وأما البشت الصوف الأحمر فهو من لباس سيدي عبد العال رضي الله عنه، 
وكان رضي الله عنه يقول: وعزة ربي سواقي تدور على البحر المحيط لو نفد ماء سواقي الدنيا كلها لما نفد ماء سواقي.
مات رضي الله عنه سنة خمس، وسبعين، وستمائة، واستخلف بعده على الفقراء سيدي عبد العال، وسار سيرة حسنة، وعمر المقام، والمنارات، ورتب الطعام للفقراء وأرباب الشعائر، وأمر بتصغير الخبز على الحال الذي هو عليه اليوم، وأمر الفقراء الذين صحت لهم الأحوال بالإقامة في الأماكن التي كان يعينها لهم فلم يستطع أحد أن يخالفه فأمر سيدي يوسف أبا سيدي إسماعيل الإنبابي أن يقيم بإنبابة، وسيدي أحمد أبا طرطور أن يقيم تجاه إنبابة في البرية، وسيدي عبد الله الجيزي أن يقيم في البرية تجاه الجيزة، وأمر سيدي وهيباً، بالإقامة في برشوم الكبرى، فأما سيدي يوسف رضي الله عنه، فأقبلت عليه الأمراء، والأكابر من أهل مصر، وصار سماطه في الأطعمة لا يقدر عليه غالب الأمراء، فقال الشيخ أحمد أبو طرطور يوماً لأصحابه: اذهبوا بنا إلى أخينا يوسف ننظر حاله.
 
فمضوا إليه فقال لهم: كلوا من هذه الماوردية، واغسلوا الغش الذي في بطونكم من العدس، والبسلة لسيدي أحمد فغضب الشيخ أبو طرطور من ذلك الكلام، 
وقال: ما هو إلا كذا يا يوسف فقال: هذه مباسطة فقال أبو طرطور: ما هو إلا محاربة بالسهام، فمضى أبو طرطور إلى سيدي عبد العال رضي الله عنه، وأخبره الخبر فقال: لا تتشوش يا أبا طرطور نزعنا ما كان معه، وأطفأنا اسمه وجعلنا الاسم لولده إسماعيل، فمن ذلك اليوم انطفأ اسم سيدي يوسف إلى يومنا هذا، وأجرى الله على يدي سيدي إسماعيل الكرامات، وكلمته البهائم، وكان يخبر أنه يرى اللوح المحفوظ، ويقول: يقع كنا، وكذا لفلان فيجيء الأمر كما قال: فأنكر عليه شخص من علماء المالكية، وأفتى بتعزيره فبلغ ذلك سيدي إسماعيل، فقال: ومما رأيته في اللوح المحفوظ أن هذا القاضي يغرق في بحر الفرات فأرسله ملك مصر إلى ملك الإفرنج ليجادل القسيسين عندهم، فإنه، وعد بإسلامه إن قطعهم عالم المسلمين بالحجة فلم يجدوا في مصر أكثر كلاماً، ولا جدلا من هذا القاضي فأرسلوه فغرق في بحر الفرات. وأما ترتيب الأشاير المشهورة في بيت سيدي أحمد رضي الله عنه إلى الآن من أولاد الفران، وأولاد الراعي، وأولاد المعلوف، وأولاد الكناس، وغيرهم فرتبهم كذلك سيدي عبد العال رضي الله عنه، ولم يكن أحد من أولاد الأشاير يدخل راكباً حوش الخليفة بلا إذن إلا أولاد المعلوف لما كانوا يعلمون من حب سيدي أحمد رضي الله عنه لهم.


وكان سيدي عبد الوهاب الجوهري رضي الله عنه المدفون قريباً من محلة مرحوم إذا جاءه شخص يريد الصحبة يقول: له دق هذا الوتد في هذه الحائط فإن ثبت الوتد في الحائط أخذ عليه العهد، وإن خار، ولم يثبت يقول له: إذهب ليس لك عندنا نصيب، وقد دخلت الخلوة، ورأيت الحائط غالبها شقوق، وما ثبت فيها إلا بعض أوتاد، وكان الشيخ رضي الله عنه يعلم من هو من أولاده بالكشف، وإنما كان يفعل ذلك إقامة حجة على المريد ليقضي بذلك على نفسه، ولا تقوم نفسه من الشيخ. وأما أمر سيدي الشيخ محمد المسمى بقمر الدولة فلم يصحب سيدي أحمد زماناً إنما جاء من سفر في وقت حر شديد فطلع يستريح في طندتا، فسمع بأن سيدي أحمد رضي الله عنه ضعيف فدخل عليه يزوره، وكان سيدي عبد العال، وغيره غائبين فوجد سيدي أحمد قد شرب ماء بطيخة، وتقايأه ثانياً فيها، فأخذه سيدي محمد المذكور، وشربه فقال له سيدي أحمد: أنت قمر دولة أصحابي فسمع بذلك سيدي عبد العال، والجماعة فخرجوا لمعارضته، وقتله بالحال فرمح فرسه في البئر التي بالقرب من توم التربة النفاضة فطلع من البئر التي بناحية نفيا فانتظروه عند البئر التي نزل فيها زماناً فجاء الخبر أنه طلع من تلك البئر التي قرب نفيا فرجعوا عنه، فأقام بنفيا إلى أن مات لم يطلع طندتا من سيدي عبد العال. وكان رضي الله عنه من أجناد السلطان محمد بن قلاوون، وعمامته، وثوبه، وقوسه، وجعبته، وسيفه معلقات في ضريحه بنفيا رضي الله عنه. قلت: وسبب حضوري مولده كل سنة أن شيخي العارف بالله تعالى محمد الشناوي رضي الله عنه أحد أعيان بيته رحمه الله قد كان أخذ علي العهد في القبة تجاه وجه سيدي أحمد رضي الله عنه وسلمني إليه بيده فخرجت اليد الشريفة من الضريح وقبضت على يدي.
 
وقال: سيدي يكون خاطرك عليه، واجعله تحت نظرك فسمعت سيدي أحمد رضي الله عنه من القبر يقول: نعم ثم إني رأيته بمصر مرة أخرى هو، وسيدي عبد العال وهو يقول: زرنا بطندتا، ونحن نطبخ لك ملوخية ضيافتك، فسافرت، فأضافني غالب أهلها، وجماعة المقام ذلك اليوم كلهم بطبيخ الملوخية، ثم رأيته بعد ذلك، وقد، أوقفني على جسر قحافة تجاه طندتا فوجدته سوراً محيطاً، 
وقال: قف هنا ادخل على من شئت وامنع من شئت، ولما دخلت بزوجتي فاطمة أم عبد الرحمن وهي بكر مكثت خمسة شهور لم أقرب منها، فجاءني، وأخذني، وهي معي، وفرش لي فرشاً فوق ركن القبة التي على يسار الداخل، وطبخ لي حلوى، ودعا الأحياء، والأموات إليه، وقال: أزل بكارتها هنا، فكان الأمر تلك الليلة، وتخلفت عن ميعاد حضوري للمولد سنة ثمان، وأربعين، وتسعمائة وكان هناك بعض الأولياء فأخبرني أن سيدي أحمد رضي الله عنه كان ذلك اليوم يكشف الستر عن الضريح 
ويقول: أبطأ عبد الوهاب ما جاء، وأردت التخلف سنة من السنين فرأيت سيدي أحمد رضي الله عنه، ومعه جريدة خضراء، وهو يدعو الناس من سائر الأقطار، والناس خلفه، ويمينه، وشماله أمم وخلائق لا يحصون فمر علي، وأنا بمصر، فقال: أما تذهب فقلت بي وجع فقال: الوجع لا يمنع المحب ثم أراني خلقاً كثيراً من الأولياء، وغيرهم الأحياء، والأموات من الشيوخ والزمني بأكفانهم يمشون ويزحفون معه يحضرون المولد ثم أراني جماعة من الأسرى جاءوا من بلاد الإفرنج مقيدين مغلولين يزحفون على مقاعدهم، فقال: انظر إلى هؤلاء في هذا الحال، ولا يتخلفون فقوي عزمي على الحضور فقلت له إن شاء الله تعالى نحضر فقال: لا بد من الترسيم عليك فرسم على سبعين عظيمين أسودين كالأفيال، وقال: لا تفارقاه حتى تحضرا به، فأخبرت بذلك سيدي الشيخ محمد الشناوي رضي الله عنه فقال: سائر الأولياء يدعون الناس بقصادهم.
 
وسيدي أحمد رضي الله عنه يدعو الناس بنفسه إلى الحضور ثم قال: إن سيدي الشيخ محمد السروي رضي الله تعالى عنه شيخي تخلف سنة عن الحضور فعاتبه سيدي أحمد رضي الله عنه، وقال: موضع يحضر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأنبياء عليهم الصلاة، والسلام معه، وأصحابهم، والأولياء رضي الله عنهم ما تحضره، فخرج الشيخ محمد رضي الله عنه إلى المولد فوجد الناس راجعين، وفات الاجتماع فكان يلمس ثيابهم، ويمر بها على وجهه انتهى، 
وقد اجتمعت مرة أنا، وأخي أبو العباس الحريثي رحمه الله تعالى بولي من أولياء الهند بمصر المحروسة فقال رضي الله عنه: ضيفوني فإني غريب وكان معه عشرة أنفس فصنعت له فطيراً وعسلاً فكل فقلت له من أي البلاد فقال: من الهند فقلت: ما حاجتك في مصر فقال: حضرنا مولد سيدي أحمد رضي الله عنه فقلت له: متى خرجت من الهند فقال: خرجنا يوم الثلاثاء فنمنا ليلة الأربعاء عند سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وليلة الخميس عند الشيخ عبد القادر ببغداد، وليلة الجمعة عند سيدي أحمد رضي الله عنه بطندتا فتعجبنا من ذلك فقال: الدنيا كلها خطوة عند أولياء الله عز وجل واجتمعنا به يوم السبت انفضاض المولد طلعة الشمس فقلنا لهم: من عرفكم بسيدي أحمد رضي الله عنه في بلاد الهند فقالوا: يا لله العجب أطفالنا الصغار لا يحلفون إلا ببركة سيدي أحمد رضي الله عنه، وهو من أعظم إيمانهم، وهل أحد يجهل سيدي أحمد رضي الله عنه إن أولياء ما وراء البحر المحيط، وسائر البلاد والجبال يحضرون مولده رضي الله عنه، وأخبرني شيخنا الشيخ محمد الشناوي رضي الله عنه أن شخصاً أنكر حضور مولده، فسلب الإيمان، فلم يكن فيه شعرة تحن إلى دين الإسلام، فاستغاث بسيدي أحمد رضي الله عنه فقال: والنساء فقال له سيدي أحمد رضي الله عنه: ذلك واقع في الطواف، ولم يمنع أحد منه، 
ثم قال: وعزة ربي ما عصى أحد في مولدي إلا وتاب، وحسنت توبته، وإذا كنت أرعى الوحوش والسمك في البحار، وأحميهم من بعضهم بعضاً أفيعجزني الله عز وجل عن حماية من يحضر مولدي، وحكى لي شيخنا أيضاً أن سيدي الشيخ أبا الغيث بن كتيلة أخذ العلماء بالمحلة الكبرى، وأحد الصالحين، لما كان لمصر فجاء إلى، بولاق، فوجد الناس، مهتمين بأمر الولد، والنزول في المراكب، فأنكر ذلك، وقال: هيهات أن يكون اهتمام هؤلاء بزيارة نبيهم صلى الله عليه وسلم مثل اهتمامهم بأحمد البدوي فقال له شخص: سيدي أحمد ولي عظيم فقال: في هذا المجلس من هو أعلى منه مقاماً، فعزم عليه شخص، فأطعمه سمكاً فدخلت حلقه شوكة تصلبت، فلم يقدروا على نزولها بدهن عطاس، ولا بحيلة من الحيل وورمت رقبته حتى صارت كخلاية النحل تسعة شهور، وهو لا يلتذ بطعام، ولا شرب، ولا منام، وأنساه الله تعالى السبب.
 
فبعد التسعة شهور ذكره الله بالسبب، فقال: احملوني إلى قبة سيدي أحمد رضي الله عنه، فأدخلوه فشرع يقرأ سورة يس فعطس عطسة شديدة، فخرجت الشوكة مغمسة دماً فقال: تبت إلى الله تعالى يا سيدي أحمد، وذهب الوجع، والورم من ساعته، وأنكر ابن الشيخ خليفة بناحية إبيار بالغربية حضور أهل بلده إلى المولد فوعظه شيخنا الشيخ محمد الشناوي، فلم يرجع فاشتكاه لسيدي أحمد فقال: ستطلع له حبة ترعى فمه، ولسانه فطلعت من يومه ذلك، وأتلفت وجهه، ومات بها، ووقع ابن اللبان في حق سيدي أحمد رضي الله عنه فسلب القرآن، والعلم، والإيمان، فلم يزل يستغيث بالأولياء فلم يقدر أحد أن يدخل في أمره فدلوه على سيدي ياقوت العرشي فمضى إلى سيدي أحمد رضي الله عنه وكلمه في القبر، وأجابه، 
وقال له: أنت أبو الفتيان رد على هذا المسكين رسماله فقال: بشرط التوبة فتاب ورد عليه رسماله، وهذا كان سبب اعتقاد ابن اللبان في سيدي ياقوت رضي الله عنه، وقد زوجه سيدي ياقوت ابنته، ودفن تحت رجليها بالقرافة رحمه الله تعالى، ووقعة ابن دقيق العيد، وامتحانه لسيدي أحمد رضي الله عنه مشهورة، وهو أن الشيخ تقي الدين أرسل إلى سيدي عبد العزيز الدريني رضي الله عنه، وقال له: امتحن لي هذا الرجل الذي اشتغل الناس بأمره عن هذه المسائل، فإن أجابك عنها فهو ولي الله تعالى، فمضى إليه سيدي عبد العزيز، وسأله عنها، فأجاب عنها بأحسن جواب، وقال: هذا الجواب مسطر في كتاب الشجرة فوجدوه في الكتاب كما قال: وكان سيدي عبد العزيز إذا سئل عن سيدي أحمد رضي الله عنه يقول: هو بحر لا يدرك له قرار، وأخباره، ومجيئه بالأسرى من بلاد الإفرنج، وإغاثة الناس من قطاع الطريق، وحيلولته بينهم، وبينهم، وبين من استنجد به لا تحويها الدفاتر رضي الله عنه قلت: وقد شاهدت أنا بعيني سنة خمس، وأربعين، وتسعمائة أسيراً على منارة سيدي عبد العال رضي الله عنه مقيداً مغلولاً وهو مخبط العقل، فسألته عن ذلك فقال: بينا أنا في بلاد الإفرنج آخر الليل توجهت إلى سيدي أحمد فإذا أنا به، فأخذني، وطار بي في الهواء، فوضعني هنا، فمكث يومين، ورأسه دائر عليه من شدة الخطفة رضي الله عنه.


ومنهم الشيخ العارف الكامل المحقق المدقق أحد أكابر العارفين بالله
سيدي محيي الدين ابن العربي
رضي الله عنه
بالتعريف كما رأيته بخطه في كتاب نسب الخرقة رضي الله عنه أجمع المحققون من أهل الله عز وجل على جلالته في سائر العلوم كما يشهد لذلك كتبه، وما أنكر من أنكر عليه إلا لدقة كلامه لا غير فأنكروا على من يطالع كلامه من غير سلوك طريق الرياضة خوفاً من حصول شبهة في معتقده يموت عليها لا يهتدى لتأويلها على مراد الشيخ، وقد ترجمه الشيخ صفي الدين بن أبي المنصور، وغيره بالولاية الكبرى، والصلاح، والعرفان، والعلم، 
فقال: هو الشيخ الإمام المحقق رأس أجلاء العارفين والمقربين صاحب الإشارات الملكوتية، والنفحات القدسية، والأنفاس الروحانية، والفتح المونق، والكشف المشرق، والبصائر الخارقة، والسرائر الصادقة، والمعارف الباهرة، والحقائق الزاهرة له المحل الأرفع من مراتب. القرب في منازل الأنس، والمورد العذب في مناهل الوصل، والطول الأعلى من معارج الدنو، والقدم الراسخ في التمكين من أحوال النهاية، والباع الطويل في التصرف في أحكام الآية، وهو أحد أركان هذه الطريق رضي الله عنه.
 
وكذلك ترجمه الشيخ العارف بالله سيدي محمد بن أسعد اليافعي رضي الله عنه، وذكره بالعرفان، والولاية، ولقبه الشيخ أبو مدين رضي الله عنه بسلطان العارفين، وكلام الرجل أدل دليل على مقامه الباطن، وكتبه مشهورة بين الناس لا سيما بأرض الروم فإنه ذكر في بعض كتبه صفة السلطان جد السلطان سليمان بن عثمان الأول، وفتحه القسطنطينية في الوقت الفلاني، فجاء الأمر كما قال: وبينه، وبين السلطان نحو مائتي سنة، وقد بنى عليه قبة عظيمة، وتكية شريفة بالشام فيها طعام، وخيرات، واحتاج إلى الحضور عنده من كان ينكر عليه من القاصرين بعد أن كانوا يبولون على قبره رضي الله عنه، وأخبرني أخي الشيخ الصالح الحاج أحمد الحلبي أنه كان له بيت يشرف على ضريح الشيخ محيي الدين، فجاء شخص من المنكرين بعد صلاة العشاء بنار يريد أن يحرق تابوت الشيخ، فخسف به دون القبر بتسعة أذرع، فغاب في الأرض، وأنا أنظر ففقده أهله من تلك الليلة، فأخبرتهم بالقصة، كجاءوا، وحفروا، فوجدوا رأسه.
فكلما حفروا نزل، وغار في الأرض إلى أن عجزوا، وردموا عليه التراب، وكان رضي الله عنه أولاً يكتب الإنشاء لبعض ملوك العرب، ثم تزهد، وتعبد، وساح، ودخل مصر، والشام، والحجاز، والروم، وله في كل بلد دخلها مؤلفات، وكان الشيخ عز الدين بن عبد السلام شيخ الإسلام بمصر المحروسة يحط عليه كثيراً، فلما صحب الشيخ أبا الحسن الشاذلي رضي الله عنه، وعرف أحوال القوم صار يترجمه بالولاية، والعرفان، والقطبية، مات رضي الله عنه سنة ثمان وثلاثين، وستمائة، وقد سطرنا الكلام على علومه، وأحواله في كتابنا تنبيه الأغبياء على قطرة من بحر علوم الأولياء، فراجعه، والله تعالى أعلم،
 
ومنهم الشيخ داود الكبير بن ماخلا
رضي الله تعالى عنه
شيخ سيدي محمد، وفا الشاذلي رضي الله عنه، كان رضي الله عنه شرطياً في بيت الوالي بالإسكندرية، وكان يجلس تجاه الوالي، وبينهما إشارة يفهم منها وقوع المتهوم، أو براءته، فإن أشار إلي أنه بريء عمل بإشارته، أو أنه فعل ما اتهم به عمل بذلك، وكانت إشارته أنه إن قبض على لحيته، وجذبها إلى صدره علم أنه وقع، وإن جذبها إلى فوق علم أنه بريء، وله كلام عال في الطريق، وكان أمياً لا يكتب، ولا يقرأ، ومن كلامه رضي الله عنه في كتابه المسمى بعيون الحقائق في قوله: " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى " ، على قدر ارتقاء همتك في نيتك يكون ارتقاء درجتك عند عالم سريرتك، وكان رضي الله عنه يقول: إنما كانت العلل، والأسباب لوجود البعد، والحجاب، ومن استنار قلبه علم أن الخضوع لرب الأرباب حتم لازم للعبد من غير العلل.
وكان رضي الله عنه يقول: للولي نوران نور عطف، ورحمة يجذب به أهل العناية ونور فيض، وعزة، وقهر يدفع به أهل البعد والغواية لأنه يتصفح بين دائرتي فضل وعدل، فإذا أقيم بالفضل ظهر فجذب فنفع هو إذا أقيم بالعدل، والعز حجب، فخفي، ودفع، ولذلك أقبل بعض، وأدبر بعض، 
وكان رضي الله عنه يقول: كلما ازداد علم العبد زاد افتقاره، ومطلبه، وعلت همته لأنه في حال جهله يطلب العلم، وفي حال علمه يطلب جلاء العلوم، والمعلومات درجات لا غاية لمنتهاها، ولا حد لعلو مرماها، فواعجباً من لوعة كلما ارتوت زاد تأججها، وضرامها، وكان يقول: أسرار يتنزل العلم عليها، وأسرار تترقى هي إليه، وأعلاهما أولاهما لأن العلم إذا ورد عليها صارت هي عيناً فيه فتخفي رسومها، وتتضح علومها، وتحق شواهدها، وأما إذا ترقت الأسرار إلى العلوم، فإن طعم كأسها يشوب طعمها، وتتنزل خلع مواهبها قريباً من جنس لباسها، فيحصل فيها ضرب من الإخفاء، والإشكال، 
وكان يقول: عالم الظاهر كلما اتسع علمه اتسع في الوجود، وفشا، وعالم الباطن كلما اتسع علمه، وعلا دق من الإدراك، ومال إلى الخفاء لأن العالم بالخفاء خفي عكس الظاهر، وأيضاً، فإن عالم الظاهر ينقضي علمه بانقضاء هذه الدار لأنه منوط بالتكليف، وإنما يبقى له إذا صدق، وأخلص لله الجزاء، والثواب، وكان يقول: من أعظم المواهب بعد الإيمان بالله تعالى وملائكته، وكتبه، ورسله الإيمان بنور الولاية في خلقه سواء ظهرت في ذات العبد، أو في غيره من العباد، فإنه كما هو مطلوب أن يؤمن بها في غيره كذلك مطلوب أن يؤمن بها في نفسه.
 
وكان رضي الله عنه يقول: الناس صنفان صنف اشتغل بالدنيا وإقامة دولتها، وشعائر دينها فهو في كفالة علماء المسلمين، وصنف سمت هممهم بعد أن حصلوا ما حصل الأولون إلى فهم الأسرار، وطلبوا من يسير بها في منازل التحقيق فهم في كفالة العارفين، وكان رضي الله عنه يقول: لا يكن كبر همك من العبادة إلا القرب من المعبود دون الأجر، والثواب، فإنه إذا من عليك بالدخول إلى حضرته فهنالك الأجور، وأعلى منها ثم ينعم عليك حتى تكون أنت منعماً على ذلك، وكان يقول: الجزء لا يطيق حمل الكل، وكان رضي الله عنه يقول: من صحت ولايته من رجل كبير أحاط نوره بسره سراً، وجهراً وكان لا يدخل حضرة من حضرات القرب إلا، وهو معه، وكان رضي الله عنه يقول: إذا نطق المحجوب بغرائب العلوم، وعجائب الفهوم، فلا تستغربن ذلك، فإن مداد قلم الغيوب فياض، وكان يقول: حاشى قلوب العارفين أن تخبر عن غير يقين، وكان يقول: لسان العارف قلم يكتب به في ألواح قلوب المريدين فربما كتب في لوح قلبك ما لم تعلم معناه، وبيانه عند ظهور آياته وكان رضي الله عنه يقول: القلب ظل نور الروح، والروح ظل نور السر، والسر مظهر تجلي أشعة الحقيقة الأولى، في أوائل عوالم التكوين، والنفس عبارة عن توجه القلب إلى سياسة العالم الشهادي والتفاته إلى تدبير عالم شهادته، وكان يقول: إقبال القلب مع لا إله إلا الله خير من ملء الأرض عملاً مع الإعراض عن الله عز وجل، وكان يقول: العارف أثره في الآخذين عنه بإمداده وأنواره كثر من آثارهم فيهم بأذكارهم، وأعمالهم، وكان رضي الله عنه يقول: قلب العارف كالنار لواحة للبشر لا تبقى، ولا تفر، وكان يقول: الذنب الأعظم شهود ما سوى الله أي شهوده ثابتاً بنفسه.
وكان يقول: إقبال القلب على الله حسنة يرجى أن لا يضر معها ذنب، وإعراض القلب عن الله سيئة لا يكاد ينفع معها حسنة، وكان رضي الله عنه يقول: شهود الغافل سم قاتل، وكان يقول: إذا أكرم الله عز وجل عبداً طوى عنه شهود خصوصيته، وأقامه في تحقيق عبوديته، فالعبد، إذا كان غائباً عن مراعاة حقوق عبوديته خيف عليه من الشطح، والانبساط، وتعدى عن حدود الأدب، والعدول عن سواء الصراط وكان يقول: النبي صلى الله عليه وسلم يؤمر والولي يلهم وكان رضي الله عنه يقول: قلوب المؤمنين تحت ظل قلوب الأولياء، وقلوب الأولياء تحت ظل قلوب الأنبياء عليم الصلاة والسلام، وقلوب الأنبياء تحت ظل أنوار العناية، والإمداد تتنزل، فيما بين ذلك، ويتلوها الشاهد منه، وكان يقول: ليس الشأن الخفاء في الخفاء إنما الشأن الخفاء في الظهور، وكان يقول: من أعظم أبواب الفتح يقظة العبد من غفلته، وكان يقول: احذروا هذه النفوس، فإن لها في الطاعات غوائل، وآفات، وكان يقول: من نظر إلى الأكوان نظر قلب عوقب بالحجاب، أو بالحساب، أو بالعذاب، وكان يقول: بنور النبوات يتضح الإيمان، وتثقل الأعمال، وبنور الولاية تزكو العبادات، وتثمر الأحوال، وكان رضي الله عنه يقول: إذا لم يكن ابن آدم عمالاً في مصالح الدنيا، والآخرة، فهو كالجماد في ذلك الوقت، وإن اشتغل بالمعصية، والشر، فهو كالشيطان، وإن اشتغل بأمر الدنيا، والآخرة، فهو كالحيوان، وإن اشتغل بفكره فيما هو لله تعالى، فهو كذلك، فانظر رحمك الله تعالى إلى درجة من تريد أن تلحق، وكان يقول: من الأولياء من يتكلم من خزانة قلبه، ومنهم من يتكلم من خزانة غيبه فالمتكلم من خزانة قلبه محصور، والمتكلم من خزانة غيبه غير محصور، وكان يقول: كما قويت الظلمة في قلوب الخلائق نطقت ألسنة العارفين بصرائح الحقائق، وذلك لأنها أمنت من ملاحظة النظار، وكان يقول: إن سكنت إلى ما نلت، فما نلت لأن العطاء يحرك الأشواق إلى لقاء المعطى وإن نلت فهيجك العطاء إلى المعطى فتلك بشارة على وجود العطاء، ومن هنا قال: بعضهم ليس لله على كافر نعمة إنما هي نقمة، وكان يقول: جلت الحقيقة أن تكون البشرية محلاً لتلقيها، ولكن إذا أراد أن يوصلها إليك انبسط شعاع سلطان شعاعها، فمهد في قلبك محلاً لتلقيها فبها وجدتها لا بك:
أعارته طرفاً رآها به ... فكان البصير بها طرفها
 
وكان رضي الله عنه يقول: جلت الحقيقة أن يكون لها جزاء من المخلوقين إنما يطلب جزاؤها من رب العالمين، وكان يقول: لا يصح من مريد أن يجازي أستاذه الذي أخذ عنه أبداً لأن ما استفاده منه لا يقابل بالأعراض، وكان يقول: قلوب علماء الظاهر، وسائط بين عالم الصفاء، ومظاهر الأكدار رحمة بالعامة الذين لم يصلوا إلى إدراك المعاني الغيبية، والادراكات الحقيقية، وكان رضي الله عنه يقول: أهل التصوف قوم ساروا عن الأجساد إلى ما وراءها فنزلوا في حضرة الوفاء، وحلوا في محل الصفاء وكان يقول: من أعجب العجب محب وقف بباب غير باب الحبيب.
وكان رضي الله عنه يقول: ألح على الكرام في السؤال، وإن لم تكن أهلاً للعطاء، فإن لهم أخلاقاً جميلة، وكان رضي الله عنه يقول: ما ذل قلب قط لبارئه إلا أفاده نوراً، وخيراً وكان رضي الله عنه يقول: ما وقفت همة مريد في سيرها إلى الله تعالى عند كون لكون قط إلا ناداه منادي التحقيق أثبت وجود ما أنت واقف معه، وكان يقول: لا تجعل مستند إيمانك نتائج الفكرة البشرية بل فر من ذلك إلى الله تعالى، إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، واستعذ بالله منه، واطلب ذلك من مدد الله عز وجل.
وفي رواية أخرى عنه إن أدرت سلوك المحجة البيضاء، والوصول إلى ذروة أهل التقى، والاقتداء بأهل الرتبة الأولى، فإياك أن تجعل دينك وإيمانك من نتائج العقول، والأفكار، أو مستنداً إلى أدلة النظار بل عرج إلى المحل الأعلى، والمنزل الأعز الأحمى، واستمد البركات، والأنوار من رسول الله صلى الله عليه وسلم واسأل الله تعالى أن يمن عليك بمدد من عنده يغنيك به عن كل شيء سواه، ويهديك بنوره إليه حتى، لا تشهد في ذلك إلا إياه وقل رب إني أعوذ بك أن يكون إيماني بك، وبما أنزلت، وبمن أرسلت مستفاداً من فكرة مشوبة بالأوصاف النفسية، أو مستنداً إلى عقل ممزوج بأمشاج الطينة البشرية بل من نورك المبين، ومددك الأعلى، ونور نبيك المصطفى وكان رضي الله عنه يقول: إن أردت الوصول إلى معرفة نور الولي، فاطلب الله تعالى، فهناك تجده لأنهم، ودائع غيبه، وخبايا حضرته، وكان يقول: لا تطلب من الأعمال، والعلوم والأحوال خلوصها من كل الشوائب البشرية لئلا تكلف شططاً، وتظن وجود ما لا يمكن، وجوده سهواً، وغلطاً بل من بين فرث الماء، والطين، ودم ذلك الأمر الخفي عن إدراك المدركين لبناً خالصاً سائغاً للشاربين، وكان رضي الله عنه يقول: لا يهولنكم كثرة عدد الفجار، وقلة عدد الأخيار، فإن أولئك، وإن كثر عددهم أمرهم صغير حقير، وهؤلاء، وإن قل عددهم، فأمرهم واسع كبير أولئك كثرت ظلال ظواهرهم، ومعانيهم الزائلة الدنية التي هي غير حقيقية، فهم كالعالم الثاني من نبات، وخشاش، ونحو ذلك من نبات قوالب خالية من المعاني العلية النورانية سكانها لوم النفوس الخسيسة الأرضية، ومعالم عمارها رذائل المعاني الحيوانية، وصفات الأشكال الشيطانية كثيرهم قليل، وعزيزهم ذليل: " أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون " " الأعراف: 179 " ، وهؤلاء الأخيار قل عدد ظواهرهم، وكثر مدد سرائرهم بوزن الرجل منهم بعدد كثير من جنسه الأبرار، فما ظنك بأولئك الذين لهم بالنسبة إلى سعة أنواره، وما قدر أولئك الذين لا قدر لهم مع عظيم مقداره، وكان رضي الله عنه يقول: كلما جدد العبد المؤمن بالصدق حقيقة الإيمان اقتضى تجديده ذلك فناء عوالم الأكوان، وكان يقول: النعمة العظمى الانطواء بالفناء الأكبر في ظل الغنى الأعظم قال تعالى: " قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون " " الأنعام: 91 " وفي الحديث: " كان الله ولا شيء معه " ، وقالوا:
تسترت من دهري بظل جناحه ... فصرت أرى دهري، وليس يراني
فلو تسئل الأيام ما اسمي ما درت ... وأين مكاني ما عرفن مكاني
 
وكان يقول: ليس الرجل من يصف لك دواء تستعمله إنما الرجل من داواك في حضرته، وكان يقول: أعلى النور ما غاص في القلوب والأسرار، ولم يظهر إلى انقضاء هذه الدار، وذلك لأنه أثبت وأقوى وأرفع، وأعلى مما يسرع ظهوره، وتأمل حبات النبات البطيء ظهوره تجدها أثبت، وأقوى وأرقى وأرفع مما ليس كذلك، وكان يقول: لا تبع ذرة من المحبة لله تعالى أوفى الله بقناطير من الأعمال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المرء مع من أحب " . وكان يقول: إن الرجل ليعانق الرجل، وإن بينه وبينه لأبعد مما بين المشرق، والمغرب، وكان رضي الله عنه يقول: للسر لسان، وللروح لسان وللقلب لسان، وللعقل لسان علموا ذلك من مواطن أصول لسانهم، وغيوبهم الأصلية، والعارف الكامل يخاطب كلا منها بلسانه، ولغته، ويسقيه بكأسه من شرابه، وكان رضي الله عنه يقول: ما ظهر متلصص كون إلا عند غيبة حارس المعرفة، ولولاها ما لاح متلصص كون أبداً، وإن شئت قلت: تنويعاً لمثل التوصيل ما لاح كوكب كون إلا عند غيبة شمس المعرفة ومتى طلعت شمس المعرفة من مشارق التوحيد أفلت كواكب الآثار، وغابت نجوم الأغيار، ولو علم الناس قدر الولي لتأدبوا مع كل إنسان لأنه لابس مثل لبسته، وظاهر في مثل صورته، وكان يقول: إذا أمرك آمر العلم، وزجرك زاجره، فائتمر لأمره وقف عند وجود زجره، وإن كان مقامك أعلى، ورتبتك في منازل القرب أدنى أدباً مع الله تعالى ووفاء بحق حكمته، ووقوفاً مع حدود الأوامر الإلهية، إذ من تمام أدب جليس الملك أن يتأدب، إذا زجره صاحب الباب تتميماً لدوائر الملك، وتأدباً بآدابه، وكان رضي الله عنه يقول: ما ظهر كون قط علوي ولا سفلي إلا، وهو دليل، أو مثال على حضرة ربانية، ونور معرفة خفية، وثم معارف لم يظهر لها مثال، ولا تخطر لذي بصيرة على بال، وكان يقول: سهم المعرفة متى وقف أمامه هدف إيمان قلب أصابه، ولم يخطئه، وكان يقول: نشأ هذا العالم على التدريج، فإذا توجه الإنشاء للدائرة الآخرى والنشأة الثانية عادت السماء كالأب، والأرض كالأم، وكان المتولد واحداً دفعة واحدة، وثبتت حبات نبات الآدميين عن بطن الأرض نباتاً واحداً، وكان يقول: إذا نطق لسان العارف بالمعرفة صمت، وجوده كله، وكان يقول: لو علمت النفوس قدر ما تدعي إليه لكانت تسابق داعيها إليه، وكان يقول: لا تشرب من شراب الدنيا إلا بعد أن تمزجه بشراب الآخرة، وذلك لتكون محفوظاً، وكان رضي الله عنه يقول: ما من وقت جديد إلا وفيه مدد جديد يتلقاه كبراء الوقت، ووسائطه، وهم أرباب التلقي للمدد الوقتي وسفراؤه، وقد ورد الأثر: " إن لربكم في دهركم هذا نفحات ألا فتعرضوا لنفحات رحمة الله تعالى " فأشار إلى المدد الوقتي، وكان رضي الله عنه يقول: ما وردت حقيقة على عارف قط إلا وذهب شاهده تحت سلطان أنوارها، وأما السامع منه فيمكن بقاء شاهده مع وجود تلقيها منه لأنها وردت من بشير إليه، وكان يقول: خفيت الأرواح في الأشباح لظهور الأشباح في هذه الدار، فوقع الاعتناء بالظواهر فشغل العبد بشهوده ظاهره عن مراعاة القلوب، والسرائر، والموفق لسعيد من زاحم لروحه، فأظهرها وجاهد في إصلاح حقيقته فخلصها، وحررها، وكان يقول: ليس الشأن من تغرب عليك بتستير أمر بشريته إنما الشأن من أظهر أمرها، وأوصافها ثم أبى لك آثار التحقيق عليها، وأبرز لك من مكنوناتها ذخائر الغيوب، وفي ذلك إشارة لفهم قوله تعالى: " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي " " الكهف: 110 " وكان يقول: العارف لا يبقى مع غير الله تعالى بحال، ولا يقف مع ما بدا له من الحق، ومتى وقف معه حجب به عن ربه تعالى، وكان يقول: رب شارب دواء نافع ظن الشارب أنه ماء لكونه على صورته، فكان فيه شفاؤه من جميع الأمراض كذلك الولي ربما عثر عليه من رآه في صورة العوام، فوصله إلى حضرة ربه، وهو عنه غافل لا يدري مقامه، ثم إذا استنار قلبه عرفه. وكان يقول: إنما ثبت البشر لسلطان نور التجلي، وتدكدك الجبل لأن طينة البشر عجنت من أصل أصيل بخلاف الجبل وكان يقول: الألسنة ثلاثة لسان نقل عن لسان، ولسان نقل عن قلب، ولسان نقل عن غيب، فالناقل عن لسان حاك، والناقل عن قلب عالم، والناقل عن غيب عارف، فلسان اللسان هواء عن هواء، ولسان القلب داع إلى هدى، ولسان الغيب يشير إلى عالم المحق، والفناء، وانطوى الفرع الأدنى في الأصل الأعلى.
 
وكان يقول: مهر العلوم حسن الفهوم، ومهر الحقائق الفناء تحت قهر سلطانها وكان يقول: نفس العارف المجعولة لسياسة معيشة الحياة الدنيا تلميذ تحت نور معرفته، ومريد تحت يد أستاذ روحه، وحقيقته تأخذ عنه مع جملة الآخذين، وتستفيد منه مع جملة المستفيدين، وتربى عنه كما يربي غيره من المريدين، وتؤمن بخصوصيته كما يؤمن به من شاء الله من المؤمنين، وهو معزول عن معرفة حقائق علومه الربانية، ومقاماته العلوية لأن ذلك كله من الأسرار المغيبة التي لا يطلع علماء الظواهر منها إلا على ظواهر آثارها، وكان يقول: إن لم يسمعك الغيب بالتجليات، والأنوار فاسمعه أنت بالطاعة، والأذكار وكان يقول: من تجددت له يقظات في وقت فذلك دليل على أن له غفلات وأهل التخصيص لا يقظة لهم لأنه لا غفلة لهم وكان رضي الله عنه يقول: إذا كنت مفتقراً في إنشاء نطفتك الإنسانية إلى خلقه، وتصويره فكيف لا تكون مفتقراً في هداية حقيقتك الأصلية إلى لطفه، وتنويره وكان يقول: قال الله عز وجل: " يا عبدي إذا لقيتني، وأنت لي عارف كتبت لك بعدد الأكوان حسنات " وكان يقول: رب عبد كان يستصغر نفسه أن يكون موجوداً، فلما كسى خلعة الفضل صار يستحي من الله أن يرى الوجود الكوني مع الله شيئاً مشهوداً، وكان رضي الله عنه يقول: عليك باستماع الأخبار الطرية التي لم تحدث عن وجود فكر، وروية، فإنها دواء للقلوب، وكان يقول: ذاتك مرآة، وشكل ذاتك مرآة ذاتك، وكان يقول: إذا رأيت من رأى، فقد رأيت، وكان يقول: كل حقيقة بدت، فغاب تحت سلطانها شاهد شاهدها، فذلك مشهد حق، وإن لم يغب، ففي شهود ذلك مزج، وتلبيس، وكان يقول: الأرواح في عين ذاتها لا صورة لها، وإنما ذلك من حيث أشباحها، ولذلك لما عصى بنو آدم بدت السوءة لانطواء الأرواح، فإن عالم الأرواح إذا ظهر يشهد ربه، ولا عصيان مع وجود ذلك، وكان رضي الله عنه يقول: أعز الأشياء وجود الصدق في الطلب، ويليه في العزة القبول، وأعز منهما الظفر بالوصول وكان يقول: شيئان لا يكاد القلب يثبت عليهما معرفة الله، والخروج عما سوى الله تعالى، وكان يقول: ليس الشأن تجلي حبيبك مع وجدان رقيبك إنما الشأن تجلي حبيبك مع فقدان رقيبك، وكان يقول: العارف إن لم يطلبه الخلق ليصلوا بواسطته إلى الله تعالى طلبهم هو لاقتضاء حق الله تعالى، وكان يقول: الجنة مطلوبة والنار طالبة، ولهذا تعامل هذه بالطلب، وهذه بالهرب، وكان رضي الله عنه يقول: يرسل الوالد الشفوق ولده الطفل إلى الطبيب من حيث لا يشعر الطفل، ويقال له: تلطف به ولا تشقق عليه، وإكرامك علينا، ولا تكلفه معرفة دائه، ولا معرفة مداواته كذلك يقال: للعارف داو مرضى عبادنا إذا أتوك بتيسيرنا، وهم لا يشعرون ولا تكلفهم معرفة دائهم، ولا معرفة مداواتهم، فإنهم ربما شق ذلك عليهم، وعاملهم كما عاملناهم، فإنك داع إلينا، ومطالب بحقنا، فقد دعوناهم إلى حضرتنا، وجنتنا، وهم بها غير عالمين، وبكنه حقائقها على الحقيقة غير عارفين، وكان يقول: تتصارع الأسرار، والأنوار، ويدير كل واحد منهما كأسه على الآخر، فيسكران من كأسهما، فيغيبان عن وجودهما، فلا أسرار، ولا أنوار، وكان يقول: نعمة، وأي نعمة خطابهم لك ولو كلمة، وكان يقول: إنما زهد العارفين في الدارين لرؤية ما هو أشرف، وأعلى، وأجل، وكان يقول: العابد يعادي فعل نفسه، والعارف يعادي ذات نفسه، وكان يقول: " لازم على قول لا إله إلا الله " حتى تغيب عن لا إله إلا الله بلا إله إلا الله، وكان يقول: إنما صد عن العارف المحقق، وجود شركهم لأن العارف يدفع بهم في حضرات الجمع، والتفريد، فتفر نفوسهم من حر نار الأنوار إلى ظل ظلال الأغيار، وكان رضي الله عنه يقول: من أحب الله تعالى أحب كل ما كان سبباً منه كما قال: مجنون بني عامر:
أحب لحبها السودان حتى ... حببت لحبها سود الكلاب

وكان رضي الله عنه يقول: للعارف إذا اشتكى آثار بشريته إنما نريد أن نعمر بك دوائر الحس كما عمرنا بك دوائر القدس، وكان يقول: خرج ابن آدم إلى الدنيا بجناح لحمي، وفوقه سماء، وتحته نار، فإن ربى جناحه، وريشه طار، وإن أهمله وتركه سقط في النار، وقد جاء في الحديث: " إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة " .
.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأربعاء 16 ديسمبر 2020 - 14:44 عدل 2 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة السبت 15 أغسطس 2020 - 7:36 من طرف عبدالله المسافربالله

الفقرة التاسعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية 

الطبقات الكبرى للإمام الرباني العارف باللّه الشيخ عبد الوهاب الشعراني 

وكان يقول: من قهر القهار أن يشهدك ما يشهدك، ولا تستطيع أن تسلكه، ولا تعمل على مقتضاه إلا إذا شاء، وأراد، وكان رضي الله عنه يقول: كل شيء أردته، وأنت محجوب، فليس هو عين الأمر المطلوب وكان يقول: كلما ازداد عبد بالحضور ازداد الوقت به نوراً وكان يقول: لا تأكل النار إلا محل الشرك إن كان كلا، فكلا، وإن كان جزءاً، فجزءاً، وإنما نالت النار من بعض المؤمنين لأنهم كانوا بعصيانهم على خفاء من الشرك مشتملين، وكان رضي الله عنه يقول: حقيقة السر لا تظهر لأحد في الدارين، وكان يقول: لا يباح إظهار الأسرار عند الاضطرار إلا بفتاوى علمائها، وكان يقول: لا يظهر لب حقيقة الإنسان إلا بإزعاج ظاهر طينته، كما لا يظهر باطن لب إلا بعد إزعاج ظاهر قشرته، وكان يقول: لا يلزم من ذكر أوصاف آداب المعاملات وجود الاتصاف بها لكنها من المتصف بها أنفع لسامعها، فإن غير المتصف بها قصده مدخول ونشر علمه في ذلك معلول.
وكان يقول: يقول الحق تعالى لبني آدم ملأتم الأرض طولا، وعرضاً ولم يأتنا منكم إلا القليل، وكان يقول: ما سكت عارف قط، ولو نفساً لا عقوبة لأهل زمانه، وما تكلم قط كلمة إلا انتفع بها كل من سمعها وكان رضي الله عنه يقول: من غفلة العبد، وعمى قلبه نسبته الأشياء لغير ربه، وكان يقول: لن تستطيع أن تسلم من الشيطان الملصق بذات وجودك الملتقم بإذن قلبك الجاري منك مجرى الدم إلا برجوعك إلى من هو أقرب إليك منه وهو الله تعالى، وكان يقول: سيئات الظواهر في طريق المعاملات في معرض العفو لكونها مخالفة للأوامر السمعية الواردة على الخلق من وراء الحجاب، بخلاف أنوار القلوب، والأسرار إذا حصل فيها خلل، فلا مغفرة لسيئاتها، ولا عوض من فواتها، قيل لبعضهم حين كان عنده خلل:
كل ذنب لك مغفو ... ر سوى الإعراض عنا
قد غفرنا لك ما فا ... ت بقي ما فات منا
وكان يقول: ما تعقب ندامة قط وقتاً فارغاً، أو مظلماً إلا ملأته، أو نورته، وكان رضي الله عنه يقول: أولا تسمع ثانياً تفهم ثالثاً تعلم رابعاً تشهد خامساً تعرف، وكان يقول: ابن آدم ذو عوالم ثلاث عالم إنساني وعالم شيطاني، وعالم روحاني، فله من حيث المعنى الطيني الجهل، والنسيان، ومن حيث الريح الشيطاني التكذيب، والكفران، والجحود، والطغيان، ومن حيث الوصف الروحاني التصديق، والإذعان ثم اليقين والعرفان، ثم الشهود، والعيان، وكان يقول: القلوب ثلاثة قلب أرضي، فالشيطان يأوي إليه، وربما استحوذ بالإغواء عليه، وقلب سماوي، فهو يلقى إليه، ويسترق السمع من نواحيه، فهو ينال من سماع أخباره، وربما رجم بشهاب من أنواره، وقلب عرشي، فهو أبداً لا يدانيه، ولا يصل أبداً إليه.
وكان يقول: أول مراتب السماع للقرآن غيبة السامع عن شهود الأكوان، وكان يقول: إذا أراد الله بعبد خيراً أوصل إلى قلبه العلوم الحقيقية المتلقاة من حضرة الربوبية بطريق ليس فيه إشكال على الظواهر الشرعيات، ولا تعدي القواعد العقليات، وكان يقول: الكون الشهادي كله منطو في ظاهرية آدم، وظاهريته منطوية في معنى روحه غيب في طي النفخ فيه، والنفخ منطو في الإفاضة، وذلك منقطع الإشارة، وكان يقول: لما شهد الكون انفاني بعين الغفلة موجوداً مع الله تعالى قضى الله عز وجل بفنائه غيرة لأحديته وكان يقول: لو نطق العارف بلسان حقيقته لم يسع الكون الشهادي كلمة من كلماته، وكان يقول: كان الحق تعالى يقول: يا من طلب مني خذ، ويا من طلبني قف، وكان يقول: من مزج لك كأساً من التذكرة بذرة من بشريته فقد آذاك وكان يقول: لو خير العارف بين مائة ألف خصوصية لو كشف حجاب لا اختار أن يكشف له ذرة من حجاب.
 
وكان يقول: الحال ما جذبك إلى حضرته، والعلم ما ردك إلى خدمته، وكان يقول: لولا ضيق المجاري كنت ترى الرز جاري، وكان يقول: ما منعك من شم نسيم القرب إلا زكامك، ولا حجبك عن شهود النور إلا ظلامك، وكان يقول: من تزايد له حب في محبوبه بسبب جديد فهو في دعوى نهاية المحبة بعيد، وكان يقول: الحالة التي لا اعتراض عليها من ظاهر، ولا باطن جمع لا شطح فيه، وفرق لا شرك فيه، وكان يقول: من أبدى من أسرار الله تعالى ما لا يليق إبداؤه وأفشى من العلم المكنون ما لا يناسب إفشاؤه عوقب بسوء الظنون فيه، أو بما هو فوق ذلك من العقوبات، وكان يقول: لو زال منك أنا للاح لك من أنا، وكان يقول: لا ينال الشيطان من آدمي نيلا إلا إن نزل إلى أرض شهوته، وكان يقول: إنما نفر العباد من الخلق لجهلهم بأسرار الله فيهم، ولو عرفوا أسرار الله فيهم لأنسوا بهم كما أنس بهم العارفون.
وكان يقول: كلما دق الكشف الغيبي، وخفي كان أعلى، وكان يقول: كل دليل تستدل به على معرفة الله تعالى، فأنت أظهر منه، وكان يقول: ما عمل العارفون في هذه الدار على حال ولا مقام وإنما عملوا على تحقيق انحيازهم إلى الله تعالى وأن الكل في طي ذلك، وكان يقول: كل ما كان من الموجودات بعيداً عن شهود الاختيار في أفعاله طال بقاؤه كالسماء، والأرض، والجبال، والبحار، وكل ما كان قريباً من شهود اختياره قصر بقاؤه كالآدمي، والحيوان تذكرة لأولي الألباب، وكان يقول: سوابق العناية قبل نواطق الهداية، وكان يقول: أنت في الدنيا غير قار فيها، والآخرة لم تصل بعد إليها، فلم يبق إلا رجوعك إلى القريب المجيب، وكان يقول: ما أكرم الله عز وجل عبداً بمثل نور أهبطه على قلبه، وكان يقول: إذا تكلم العارف بكلمة غاب فيها وجود المستمع، وذلك لأن الكلام ذكر، والسماع أنثى، والرجال قوامون على النساء، وكان رضي الله عنه يقول: لو تنفس عارف في بلدة ثبت إيمان كل عبد فيها، وكان يقول: أمام كل وصول غيبي عارض شهواني وكان يقول: كل عارف لا يميت وجوده أمام مريده لا يصل مريده إلى الله تعالى، وكان يقول: لا يصل إلى حضرات الأنوار إلا الخالص من الأسرار، وكان يقول: ما نظر مريد لعارف بعين توقير، ووداد إلا كان سالكاً سبيل حق، ورشاد، وكان رضي الله عنه يقول: لا يباح التوحيد بالفهم إلا في محل التكليف خاصة وكان يقول: من تواجد بالفهم في موطن لم يصل إليه زل به قدمه عما كان فيه إلى أسفل منه وإنما يباح ذلك لمأذون له أو لمن هو تحت إشارة عارف، وكان يقول: الواردات الربانية لا تصل إلى الفهوم، وما وصل إلى الفهوم إنما هو من رشاش مائها، ومن شعاع ضيائها، وكان يقول: لا يلوح لك نور حقائق الإيمان حتى تخرج عن عامة الأكوان.
 
وكان يقول: من علامة العلم الحقيقي، إذا ورد على القلب أن تذهب الأمثال، والصور، وإن كانت الأمثال الظنية سبباً لأخذ الحقائق الأصلية، وكان يقول: إنما خلق فيك ما خلق لتعرف به الأكوان لا المكنون، فإنه لا يعرف الكون إلا به تعالى، وكان يقول: مواد الحكمة منطوية في القوة الإنسانية، وإنما يفضل الحكيم على غيره باستخراجها من قوته إلى فعله وكان يقول: الآدمي لا تقع عليه الإشارة لأنه نسبة تاهت في أنوار الفناء، وكان يقول: إن كان لك في الوصول نية فلا تبقى منك بقية وكان يقول: ابن آدم ذو وجودات مطوية، فتبصروا في خلالها فعسى يلوح لكم شيء من جمالها وكان يقول: لا يظهر جواهر الإيمان إلا وجود الامتحان وكان يقول: نيل الشهوات في الحياة الدنيا عذاب معجل مستور، وكان يقول: الحقائق كلما بدت بوصفها خفاء في ظهور وظهور في خفاء ومددها من الواو في قوله: " هو الأول والآخر والظاهر " " الحديد: 3 " وكان يقول: ما ورد وارد عال، وله نهية قط " وكان يقول: المحققون قسمان مأذون له في الدلالة، والإفصاح، وغير مأذون له في ذلك، وكان يقول: أمتعة الدنيا فيها لطف وبركة لأنها بساط لعطاء لا ينقطع، وفضل لا ينحصر وإطلاق في عوالم البقاء، والفسيح الأعلى، وكان يقول: إذا مرت بك سحابة حقيقية غيبية فقف تحتها فهي إما أن تظلك، وإما أن تبلك، وكان يقول: من علامة عدم حرية الرجل نقله قدمه حيث قاده هواه وكان يقول: اثبت على حسن قصدك لتحقق حصول مقصودك، وكان يقول: من دليل استقامة المؤمن شوقه لما ليس فيه هوى نفسه، وخوفه، ورجاؤه مما لا يلائم نفسه، وكان يقول: من عصر لك من ما ظاهر بشريته، فإياك أن تشرب منه، فإنه يجرك إلى اتباع الهوى، وركوب الضلال، ومن عصر لك من باطن خصوصيته، فاشرب هنيئاً مريئاً، فإنه الشراب النافع.
وكان يقول: كل كلام كنت مختاراً في قبوله ودفعه فنفعه عندك قليل، وكل كلام قهرك على قبوله، فذاك الذي يدفع بك إلى الأمر الحسن الجميل وكان يقول: المريد سيره بباطنه، وظاهره تبع، والعابد سيره بظاهره، وباطنه تبع، فالعابد يراقب، أوراده والمريد يراقب، وارداته، وكان يقول: ما تعلم العلماء ليعصموا، وإنما تعلموا ليرحموا، وما تعلموا ليتحصنوا بعلمهم من الأقدار، وإنما تعلموا ليفروا إلى الله تعالى باللجأ، والافتقار، وكان يقول: أحوال أهل المعرفة غريبة جداً، فإنهم إن كانوا مع بشريتهم، فحيتان في ماء، وإن كانوا مع خصوصياتهم، فطيور في هواء فهم إذا كانوا بوصف نفوسهم غرقى في بحار الدنيا، وإذا كانوا بوصف أرواحهم جوالون في أفق العوالم الأعلى، وأقل مكثاً في الدنيا من العوالم كلها ما كان أكثر شبهاً بالعالم الأعلى، وأقوى في الأصالة، وكان يقول: كل ما كان فوق إدراك العقل لا يمشي فيه إلا بأحد أمرين إما بالنور، أو بالاعتقاد، وكان يقول: كلما قلت: الحيلة من المخلوقات كثر من الخالق التوفيق، والإعانات، وكان يقول: أصل حجاب بني آدم وقوفهم مع الظلال مع غيبتهم عن شهود حقائقها كما أنهم إنما حجبوا بالعلم لوقوفهم خلف حجابه دون حقائقه.
 
وكان رضي الله عنه يقول: للشاكر في حال شكره لسان ينطق عن ربه إن الله تعالى يقول: على لسان عبده سمع الله لمن حمده، وكان يقول: العارف في الدنيا لغيره لا لنفسه وغيره لنفسه لا لغيره، وكان يقول: كلما وجه العبد قلبه إلى الله تعالى انجمع، وكلما وجه قلبه إلى الخلق تفرق وكان يقول: كل سبب فرقك فقد أفناك وأماتك، وكل سبب جمعك، فقد أحياك وأثبتك، وكان يقول: المحبة جسد لأرواح الحقائق، وباب لحضراتها، وكان رضي الله عنه يقول: إنما فر العباد من الناس لأنهم، وجدوا منهم نتن جيفة الدنيا لظواهر بشرياتهم، وإنما أقبل العارفون عليهم لأنهم، وجدوا منهم طيب ريح الأرواح لباطن خصوصياتهم، وكان يقول: إن الله عز وجل ليغار على وليه أن يعرفه غيره، وكان يقول: لا يعرف الولي حتى يعرف الله تعالى لأنه عنده فلا يعرف إلا بعد معرفته، ولو عرف قبل معرفته لكان حجاباً عن الله تعالى، وكان يقول: للعلم بالله تعالى في هذه الدار طريقتان العلم الإلهامي للأولياء، والوحي للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وكان رضي الله عنه يقول: الأعين في مناظرها عين صحيحة الذات قوية النظر، وهي عيون الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وعين صحيحة الذات ضعيفة النظر، وهي عيون الأولياء رضي الله تعالى عنهم، وعين موجودة الذات محجوبة النظر، وهي عيون المؤمنين الغافلين، وعين عمياء، وهي عيون الكافرين الجاهلين وكان يقول: منذ حصر الآدميون في قوالب البشريات، وسجنوا في سجون المظاهر الحسيات لم يأتهم نفس العالم الغيبي، ولا شيء من شعاع أنوار المحل الكوني، ولا علم حقيقي جديد إلا على أيدي. الأنبياء والمرسلين ثم بوسائط أتباعهم من الأولياء، والصديقين، والعلماء العارفين، وليس مع أحد منهم زيادة على ذلك إلا ما أوتوه في أوائل فطرتهم فليس لهم علوم جديدة طرية إلا من تلك المنابع العلية القدسية وكان يقول: من عرف العارف تعب به العارف لأنه يصير حامل أثقاله في جميع تقلباته، ومن جهل العارف استراح به العارف، وكلما قويت معرفة العارف زاد افتقاره، وإفلاسه، وذلك لأنه كلما ازداد معرفة ازداد قرباً، وعند القرب نزول النسب، إذ وجود النسب، والأسباب لا يمون إلا مع البعد، وإرخاء الحجاب وكان يقول: العارف في الدنيا كشمعة تضيء مع خفائها وكان يقول: لا نجاة يوم يخسر المبطلون إلا لنبي أو تابع لنبي أو محب، وكان يقول: الأمثال للمريدين، والحقائق للعارفين، ومثال العارف مثال رجل عند البحر، فهو يغترف منه حيث شاء، ومثال المريد مثال رجل عنده جمد ماء قليل، فهو ينتظر حله ليسيغه، وكان يقول: إذا حاولت نفسك في فهم القرآن، فذاك من عجيب حالك لأنك تريد أن تفعل، فيما هو فاعل فيك، وكان يقول: إذا بقي المؤمن يوماً واحداً في الإيمان تمسك بأكثر منا مائة ألف عروة كل عروة منها لا انفصام لها، وكان يقول: إذا قاد الشيطان الإنسان إلى الذنوب، والعصيان، ولم يصر بل رجع، وتاب، فكأنه ما انقاد له قط، وكان يقول: إذا دعوت عبداً لغير هوى نفسه، فاتقه ما أمكنك، فإنه يعاديك بنفسه، ويواليك بإيمانه، وكان يقول: إذا أصلحت عملك أقبلت الجنة عليك، وإذا أصلحت قلبك أقبل الحق سبحانه وتعالى بإحسانه إليك، وكان يقول: إذا أجنب العبد ألف جنابة كفاه غسل واحد، وأباح له الدخول في الصلوات، وكذلك العبد، إذا أجنب بالغفلة ألف جنابة، ثم ذكر الله تعالى مرة واحدة، واستغفره كان ذلك مطهراً له من تلك الجنابات، ومبيحاً له الدخول، في الحضرات، وكان يقول: إذا حصل لك الأطيبان فلا تبال الإيمان بالله، والعود بعد العود لله، وكان يقول: والله لولا أن الله تعالى يريد ستر أوليائه في هذه الدار ما سلط عليهم أحداً يؤذيهم، وكان يقول: استمع الكلمات الرادعة عن الغي، والنصائح النافعة في زمن الرخاء قبل أن تبدو الحقائق بذواتها، فإن أولها كتاب، وثانيها خطاب، وثالثها عتاب، ورابعها حجاب وخامسها عذاب. " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها " الآية، وكان يقول: نسبتك إلى الله تعالى بالتقصير خير من نسبتك إلى غيره بالوفاء، والصدق، وكان يقول: كأن الحق تعالى يقول: من طلب مني بما يبدو منه، فقد طلب مني بوصفه، فالحرمان إليه أقرب، ومن طلب مني بوصفي فالكرم إليه أقرب، وكان يقول: إذا نهيت النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى، وإذا سعيت بقدم التقوى بما ليس للنفس فيه
 
هوى كانت الحضرة هي المأوى، وكان يقول: لو رفعت لك الستور لاحت لك السطور، وكان يقول: الأنبياء عليهم الصلاة، والسلام استقرت حقائهم في دوائر الغيب فهم بذواتهم هنالك، ولهم رقائق في عوالم الشهادة، وفاء بحق دوائر الظواهر، والأولياء استقرت حقائقهم في عوالم الشهادة، ولهم رقائق. جوالة في عوالم الغيب، فالأنبياء تعدوا الحجاب بحقائقهم، والأولياء تعدوا الحجاب برقائقهم، وكان رضي الله عنه يقول: إنما يستجيب لمن دعاهم إلى الله تعالى بالاختيار العبيد الأحرار وكان يقول: رأس مالك في صلاح حالك وجود إقبالك، وكان يقول: الصلاة المقبولة قطعاً هي التي اتصلت بالمتابعة الحقيقية، وكان يقول: لو أن عارفاً بالله تعالى في مشرق الشمس ينطق بحقيقة، ورجل محب له في مغربها لكان له نصيب من ذلك على حسب قسمته، وتهذيب محبته، وكان يقول: كل عمل، فهو موعود بجزائه آجلا إلا التذكرة، فإن جزاءها عاجل مع مالها آجلا قال تعالى: " وذكر الذكرى تنفع المؤمنين " " الذاريات: 55 " وكان يقول: عزت معرفة العارفين أن تكون هذه الدار لآثارها مظهراً، وكان يقول: لأن تلقى الله تعالى، وقلبك مستنير خير من أن تلقى الله تعالى وعملك كثير، وكان يقول: لسان الحس أعجمي، ولسان القلب عربي فمهما وقع لك شيء بعجمة حسك ففسره بعربية قلبكم تجد الهدى والبيان، وكان يقول: القلوب على أصل سذاجتها لم تزل، ولكنها إذا حركت بالتذكرة، فإما تستقيم فيعينها الله تعالى، وإما أن تعوج، فيزيدها الله عوجاً قال تعالى: " وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيماناً " " التوبة: 124 " الآيتين، وكان يقول: القول بالحق، وسماعه عبادة عمل به عامل، أو لم يعمل، وكان يقول: إنما اضطر العارفون إلى ملابسة الخلق، والدنيا لإنقاذ من فيها من الغرقى، وتخليص من بها من الأسرى وليتحملوا كثيراً من أكدارها عن الضعفاء، وكان يقول: لسان التوحيد في الدنيا غراب ينعق بفنائها وزوالها، وكان يقول: لما كانت هذه الأمة أقوى الأمم بحقائق التوحيد كانت لذلك أضعف الأمم أجساداً وأقلها أعماراً، وكان يقول: لا واسطة في شيء من الأسرار المبثوثة في خواص بني آدم للملأ الأعلى، وإنما الحق يوصلها إلى سرائرهم بقدرته، وما عدا الأسرار، فلا يصل قط منها شيء إلى الأسفل إلا بواسطه العالم الأعلى، وكان يقول: ما خاطبك قط كوناً، وخاطبك إلا بغير حقيقتك الأصلية إلا الحقائق، فإنك لا تتلقاها إلا بغير ذاتك الأصلية، وكان يقول: لو باشر صريح الحقائق قلب المريد الصادق لم تسعه الأكوان، وكان يقول: إذا علمت الحقيقة لم تظهر إلا على أشرف الخليقة كما أن نور النبي صلى الله عليه وسلم لما كان أعلى الأنوار لم يظهر إلا على أشرف الأبشار صلى الله عليه وسلم وكان يقول: استقرار الحقيقة في ذهن السامع أكثر من استقرارها في ذهن الناطق لأن الناطق بها يشاهدها عيناً فيقل زمن مكثها عنده، والسامع يأخذها من شهادة، فيطول زمن مكثها عنده، وكان يقول: متى لاح لك نور، فاستصحب منه شهوداً، أو محبة فقد حصل لك نصيب من ذلك، وكان يقول: الأنوار العرفانية بارزة من غير محل البشرية، فإن أردت أن تلقيها، فلا تجعل البشرية شرطاً فيها، وكان يقول: متى سمعت كلاماً عن رجل في كتاب، أو نقل، فإن لم يكن له نسبة في شهود حقيقته لم تنتفع بكلامه، وكان يقول: إذا عرض الكون الدنيوي حجب، وإذا عرض الكون الآخروي، أوقف، وكان يقول: لا يطفئ نور الحقيقة، وشمسها هبوب هواء النفوس، والدنيا لأن جواهرها مستقرة في قعر بحار القلوب، ولا يصل إليها غواص النفس، والهوى، وكان يقول: لو لم يبعد العارف الحقيقة عن ذاته قليلا ما أمكنه التعبير عنها، وكان يقول: إذا نظر العارف بين بصيرته غابت الدنيا في مراته لأن حدقة بصيرته أوسع منها، وكان يقول: العالم الدنيوي محل ظهور المعنى الإنساني، ومن بعد الموت إلى آخر المحشر محل ظهور النور الإيماني، ومن مبتدأ دخول الجنة محل ظهور السر العرفاني، وكان يقول: لله تعالى في كل حقيقة علم لا يعلمه فيها غيره، والناس، فيما دون ذلك متفاوتون، وكان رضي الله عنه يقول: القلوب الغافلة إذا سمعت الحقائق نفرت، ولا يثبت لسماع الحقائق إلا قلب أراد الحق ترقيه، وكان يقول: لا يظهر ولي في الدنيا قط بحقيقته، وإنما يظهر بعلمه لا بعينه، فإذا كان يوم القيامة أظهرهم الله بحقائقهم
 
وأعيانهم وكان رضي الله عنه يقول: يا بن آدم ما أنصفت يدعوك داعي الدنيا بكلمة واحدة لشيء ذاهب كدر، فان فتجيبه ألف يوم، ويدعوك داعي الآخرة لشيء باق صاف ثابت ألف يوم، فلا تجيبه يوماً واحداً فليتك إذا لم تقدر الآخرة سويت بينهما، وكان رضي الله عنه يقول: من العجب كون الإنسان ينظر لشمس الدنيا فيستضيء بنورها، وينتفع بآثارها، وفي سر، وجوده شمس أنوار، وهو غافل عن شهود حقيقتها لظلمة ذاته الطينية.انهم وكان رضي الله عنه يقول: يا بن آدم ما أنصفت يدعوك داعي الدنيا بكلمة واحدة لشيء ذاهب كدر، فان فتجيبه ألف يوم، ويدعوك داعي الآخرة لشيء باق صاف ثابت ألف يوم، فلا تجيبه يوماً واحداً فليتك إذا لم تقدر الآخرة سويت بينهما، وكان رضي الله عنه يقول: من العجب كون الإنسان ينظر لشمس الدنيا فيستضيء بنورها، وينتفع بآثارها، وفي سر، وجوده شمس أنوار، وهو غافل عن شهود حقيقتها لظلمة ذاته الطينية.
وكان رضي الله عنه يقول: ديننا هذا قسمان ظاهر علم، وباطن حقيقة، فظاهره مضبوط بالأصول، والنقول، وباطنه مضبوط بأنوار القلوب، فمن أتاك بشيء منه، فاستشهد عليه بما هو منه فالظاهر بشواهده، والباطن بشواهده، فمن قبل شيئاً من ظاهر بغير نقل ثقة زل، ومن قبل شيئاً من باطن بغير شهود قلب ضل، وكان يقول: من أحسن الأنوار نور يرد على قلب المريد ولا يلوث بظلمة الدعوى، وكان يقول: والله ليس قصد الدعاة إلى الله تعالى علوماً، ولا أحوالاً، ولا مقامات، ولا خصائص ولا غير ذلك، وإنما قصدهم جمع كلمة الدين باطناً كما هي مجموعة ظاهراً، وكان يقول: لولا أن الله تعالى قيد الأرواح بقيدين ثقيلين لطارت إلى الله تعالى طيراناً.
قلت: ولعل المراد بالقيدين الأمر والنهي، وكان يقول: قلب العارفين يكتب، وقلب المريدين يكتب فيه، وقلب الغافلين لا يكتب، ولا يكتب فيه، وكان يقول: إذا بدت لك الحقائق كان علماً، وإذا بدت فيك كان كشفاً، وكان يقول: العالم الرباني في الوجود كالقلب والوجود له كالجوف، وما جعل الله تعالى لرجل من قلبين في جوفه، ولو أن المدد الحقيقي ورد في هذا العالم من عارفين على السواء لسري في قلوب الآخذين وجود الشرك الخفي، فافهم. قلت: مراده أن المرتبة في كل عصر لواحد في نفس الأمر، والزائد أعوان له، والله تعالى أعلم، وكان يقول: ما ثبت على عبد خصوصية نفسين إلا طغى بها.
فإن أراد الله تعالى به خيراً طهره من شهود أوصافه، وكان يقول: المؤمن الذي يجاهد نفسه يختم الله له بالإسلام أكثر من مائة ألف مرة لتكرار موته في ذات الله تعالى بسيوف المجاهدة، وكان يقول: سيرك قدماً واحداً على أثر قدم عارف أحسن من مائة ألف فرسخ تسيرها بهواك، وكان يقول: كلمة الحكمة عروس كريمة، فإن لم تجد كفؤاً رجعت إلى بيت أبيها وكان يقول: أعلى مقامات المغفرة في الدنيا وجود الفتح الحقيقي، وهو توقيع الولاية، وكان يقول: العابد يسلم في عمره مرة واحدة، والمريد يسلم في عمره كذا كذا مرة، وكان يقول: أتباع كل طائفة يأخذون بالإيمان، وأتباع هذه الطائفة يأخذون بالعيان، وكان يقول: العارف لا قلب له يعيش به لأنه بربه لا بقلبه وكان بعض العارفين يقول: عاش من لا قلب له، وأنشدوا في معناه:
يقولون لو راعيت قلبك لا رعوى ... فقلت: وهل للعارفين قلوب
 
وكان يقول: مكث الوارد يدل على علوه، وكان يقول: لو كشف للعبد المؤمن، أو العارف على ما في طي قلبه لأشرقت منه الأكوان، وكان يقول: لا بد أن يجلس العارفون في الجنة، ويحدثون الناس حديثاً فوق هذا من حديث الجنة، وعملها، وآدابها، وكان يقول: أكثر الناس عطاء، وكرماً من جعل الله على يديه أرزاق عباده، وكان يقول: لولا روح الحقائق ماتت الخلائق، وكان يقول: لو علمت قدرك قبل أبيك آدم لندمت إلى الممات، وكان يقول: لا تقنع قط بسمعت، ورويت بل شهدت، ورأيت، وكان يقول: يتكلم العارف مائة ألف سنة، ثم إنه لا يقدم على الله تعالى إلا بوصف السكوت قال الله تعالى: " يوم يجمع الله الرسل فيقول مذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب " " المائده: 159 " وكان يقول: لا بد للعارف من التنزل من على همته إلى درجة مريده ليربيه، وكان يقول: الرجل الكامل يربى بالدائرتين بالأبوة والأمومة، وكان يقول: لو لم يصبح واحد الزمان يتوجه في أمر الخلائق من البشر لفجأهم أمر الله عز وجل، فأهلكهم، وكان يقول: لأن تبيت وأنت في فضل الله طامع خير لك من أن تبيت، وأنت ساجد راجع، وكان يقول: من حضر في الحضرات، فلا اسم له، ولا صفة، وكان يقول: إن الله تعالى يكسو خواص أهل الجنة خلعاً لا لون لها، وكان يقول: لو تجلت شجرة في الجنة بحقيقتها ما استطاع أهل الجنة أن ينظروا إليها، وكان يقول: اليوم أنت تقول: للكون أخبرني عن مكوني، وفي الآخرة يقول: هو لك اخبرني عن مكوني، وكان يقول: من خرج عن محبة الدنيا سمي عابداً زاهداً، ومن خرج عن نفسه وعوالمها سمي عارفاً، وكان يقول: من عرف ما دون الله قبل معرفته لله حجب، ومن عرف الله قبل معرفته لخلقه لم يحجب، وكان يقول: لا تنظر في أفعال الواعظين تحجب عن فوائد أقوالهم، ولا تنظر لذات العارفين تحجب عن فهم إشاراتهم، وكان يقول: كيف تعرف خالقك بشيء هو خلقه فيك، إذ كل مدرك له سلطان على ما أدركه: " وهو القاهر فوق عباده " " الأنعام: 18 " وكان يقول: كل من ظن أن الحروف تثبت في خزانة حفظه فهو محجوب، وكان يقول: الجنة حقيقة هي إشراق عوالم الوصول، وكان يقول: الناس حول صاحب الكلام الرباني كالعجم حول الفصيح، فلا يشترط معرفتهم لذلك، وكان يقول: خدمة أستاذك مقدمة على خدمة أبيك لأن أباك كدرك، وأستاذك صفاك، أباك سفلك، وأستاذك علاك، وأباك مزجك بالماء، والطين وأستاذك رقك إلى أعلى عليين.
وكان يقول: من دخل الدنيا، ولم يصادف رجلاً كاملاً يربيه خرج منها وهو متلوث، ولو كان على عبادة الثقلين، وكان يقول: إنما كان العبد يدخله الوسواس في الصلاة، ولا يدخله إذا سمع كلام عارف، وهو بين يديه لأن المصلي يناجي ربه، والمستمع للعارف يناجي ربه، وكان يقول: من أعظم منن الله تعالى على العباد أن يظهر بينهم عارفاً، وإن لم يعرفوه، ولم يروه وكان يقول: إذا عرفت الله، فلا تظن شراً، فما هناك بعد معرفته شر.
 
وكان يقول: إنا لله تعالى ليستر عن العارفين كثيراً من مقاماتهم وكراماتهم حتى لا تخطر الدعوى على بالهم، وكان يقول: إن الرجل العارف ليكون في سفينة، والأولياء حوله مشاة على الماء يتلقون عنه، ويأخذون منه، وهو لو نزل معهم لغرق وكان يقول: كل ما حجبك عن الله تعالى، فهو ذنب، وكان يقول: أعظم ما يتنعم به أهل الجنة العلم الذي يعطيه الله تعالى لهم هناك، وكان يقول: إذا دخلت حضرة لا أين، فأين الأين أنظر، وكان يقول: الكامل من يستر باطنه بظاهره، وكان يقول: إذا نفخ في الصور قال: المريد الصادق سمعت هذا منذ زمان، وكان يقول: معاصي أهل السعادة كالأوهام، ومعاصي أهل الشقاوة تحقيق، وكان يقول: سماعك من العارف كلمة أدب في لحظة أفضل من أدب أبيك لك، ومعلمك في الأمر الظاهر عشرين سنة لأن العارف يؤدب روحك وغيره يؤدب نفسك، وكان يقول: إذا حضر أحد من الأغيار مجلس العارف قيل له: أنفق الآن من خزانة فكرك واستر ما في خزانة قلبك حتى يحضر أخصاء مجلسك، وتحضر قلوبهم معهم، وكان يقول: من سقاك من جسدك فقد ظلمك، ومن سقاك من نفسك،. فقد ظلمك، ومن سقاك من عقلك، ومن سقاك من شراب قلبك، فقد أحياك، وكان يقول: العلوم ثلاثة علم سلوكي، فيجب إبداؤه، وعلم كشفي، فقد لا يباح إبداؤه وعلم سري، فلا يباح إظهاره قط، وكان يقول: الاطلاع على كنه صفة أفعال الحق، وأسرار تدبيره في مكنوناته وربط الأسباب بعضها ببعض، والإشراف على وجه الحكم المبثوثة فيها مع تحقيق العلم بها، وبأوصافها ونسبها متعذر على جنس البشر إلا من أيد بنور من الله تعالى، فلم تزل النفوس البشرية مستشرفة لعلم ذلك، فإذا لاح لها بحسب ما ركب في طباعها أمور ظنية، أو خيالية، أو وهمية، أو تجريبية، أو تقليدية سارعت إلى ادعاء علم ذلك، وهو غلط، وكان يقول: ما من عبد يتوجه إلى الله تعالى بعمل إلا وينادي عليه أين قلب هذا العبد أثبتوا ديوان عمله أين كان قلبه، وكان يقول: لا عذاب على أهل النار أعظم من عذاب حرمان الجنة، وكان يقول: أول ما يجيب العارف، إذا دعى إلى الله تعالى من الإنسان روحه فإذا سلمت من العوارض تبعت، وإلا رجعت، وكان يقول: شكل الآدمي ما عدا أهل العصمة صنمي فمن أقبل عليه عبده، ومن أعرض عنه وجد الله تعالى، وكان يقول: إذا كان انطوى في ظل موسى عليه السلام سبعون رجلاً فسمعوا الكلام الرباني، فكيف لا ينطوي في ظل المحمدية سبعمائة ألف، وكثر مع أن بعض أولئك حرفوا، وكل هؤلاء عرفوا.
وكان يقول: ما أعز طريق القوم، وما أعز من يطلبها وما أعز من يجدها، وما أعز من ثبت عليها بعد، وجودها، وكان يقول: إذا حضر المريد الصادق مجلس العارف سمع كلامه من جهاته الست، وكان رضي الله عنه يقول: لا يزال الوجود يمحو ما هو لوح قلبك والنور يكتب فيه.
وكان يقول: مراد العارف أن يخرج المريد من الضيق إلى السعة في عالم الغيب، وإن لم يشعر المريد بذلك، وكان يقول: العارفون يتكلمون مع الخلق، وهم بالحق مع الحق كما حكي عن أبي القاسم الجنيد رضي الله عنه أنه قال: لي ثلاثون سنة أتكلم مع الله تعالى، والناس يظنون أني أتكلم معهم، وكان يقول: إن لله عباداً لا يستطيع مريد أن يدخل تحت حكمهم لما هم عليه من الأعمال، ولو أنهم حطوا عليه عبئاً من أعبائهم لذاب كما يذوب الرصاص، وكان يقول: لا يوزن عمل عبد إلا إذا تعرى من أنوار التجليات، فإن لبس أنوار التجليات لم يسع عمله الميزان، وكان يقول: من الرجال من يتمثل له المقام ومنهم من يشاهد المقام، ومنهم من يذوق المقام، وكان يقول: من أنفق عليك من خزانة نفسه فلا تقبل منه شيئاً، ومن أنفق عليك من خزانة عقله، فاقبل، أو اترك على حسب ما تلقح بنور الحكمة، ومن أنفق عليك من خزانة قلبه، فاقبل واستكثر، ولا ترد من ذلك شيئاً، ومن أنفق عليك من خزانة غيبه، فذاك الكنز الأكبر الذي يتنافس فيه.
 
وكان رضي الله عنه يقول: داعي الدنيا يدعوك من حيث تشتهي، وتميل، وداعي الآخرة يدعوك من حيث تنفر، وتكره، وداعي الحقيقة يدعوك من حيث تغنى، ويذهب شاهدك، فلهذا تستجيب النفس سريعاً للأول، وتستصعب لاستجابة الثاني وتمتنع من الاستجابة للثالث إلا إن حفت العناية، وكان يقول: لو أنطق الله لك صامت، وجودك، أو صامت الأكوان لقالوا لك مثل ما يقول: العارف، وكان يقول: والله ليس قصدي أن أذهب إلى الله بصحف أكتبها وإنما قصدي أن أذهب إليه بقلوب أجذبها وأميلها إلى ما عنده وأحببه إليها، وكان يقول: أعظم من الحجاب الحجاب عن الحجاب وكان يقول: لو صاح العارف ما وسع الكون صوته، وكان يقول: إن الله قضى أن لا يصل إلى العلم الحقيقي إلا من أخذ قلبه عن شهود الأكوان، وكان يقول: لو ذكر كون بكونه بالحقيقة لأحرقته أنوار التوحيد، ولتلاشى، وجوده حتى لا وجود له.
وكان يقول: من تكلم على الغيب من حيث هو هو لم يصح لأحد أن يأخذ عنه إلا القوي من الرجال، ومن تكلم على القلوب من حيث هي هي صح عنه أخذ المريدين وتدرب السالكين، وكان يقول: كأن الحق تعالى يقول: لعباده العارفين بلغوا عني حجتي وأوضحوا لعبادي محجتي، وأنا أكتب لكم ما لا تبلغونه بأعمالكم، ولا بمحاسن أحوالكم، وكان يقول: وجودك هذا البشري قذى في عين بصيرتك، فلو زال عن عين بشريتك قذاها رأت ماءها، ومرعاها وأبصرت رشدها، وهداها وكان يقول: أهل كل زمان يحتجون بأصوات مختلفة، والمحق الصادق، والواصل منهم قليل، وكان يقول: حقيقة الطريق أن تكون مفلساً، وأن تكون طالباً للأعلى أبداً، ومتى ظننت أنك وصلت، فما وصلت، ومتى ظننت أنك ظفرت، فما ظفرت، ومتى ظننت أنك حصلت لك حال، فلا حال لك، وكان يقول: العارف يتلون في اليوم، والليلة مائة مرة، والعابد يقيم على حالة واحدة كذا، وكذا سنة، وذلك لأن العارف مائل إلى دائرة التصريف، والعابد مائل إلى دائرة التكليف، وكان يقول: علامة الفتح أن ترى الناس كلهم نياماً، وكان يقول: لما صاح العارفون في الدنيا صاحت لهم الحقائق في الملأ الأعلى ولو أنهم سكنوا لم تسكت حقائقهم، وكان يقول: كل كون في الجنة، فهو غيب من غيوب الله عز وجل.
وكان يقول: أول هذا الأمر سماع، وتصديق، ثم فهم، وتدقيق، ثم شهود، وتحقيق، وكان رضي الله عنه يقول: في قول سيدي أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه طوبى لمن رآني، أو رأى من رآني، أو رأى من رأى من رآني: فالرائي على ثلاثة أقسام راء محجوب، وراء نافذ، وراء، وارث، فالرائي المحجوب لا عبرة به والرائي النافذ هو المقصود، والرائي الوارث يقول: مثل قوله: وكان يقول: كل كون يسبح يقول في تسبيحه: أنزه خالقي عن إدراكي له، وكان يقول: إذا نودي عليك في السماء ليعرفك أهل السماء ماذا عليك أن ينادي في الأرض أن يعرفوك، فكل من جهلك، فقد فاته حظه منك، فأضر بنفسه لا بك، وكان يقول: لو دخل الخاص طريق العام احترق إلا أن يقع التنزل بأمر من الله عز وجل، وكان يقول: من عبر عن التصوف فليس بصوفي، ومن شهد التصوف، فليس بصوفي إنما التصوف أن يغيب العبد عن التصوف، وكان يقول لأصحابه: من يبشرني بحضور قلبه أبشره بالوصول إلى أمر عظيم، وكان يقول: من الكلم كلمة تحتها ألف كلمة، وإن من الكلم كلمة تحتها مائة ألف كلمة، وإن من الكلم كلمة تحتها بحار لا يحاط بقطراتها، ولا يدرك عظيم غاياتها، وكان يقول: قلب كل مؤمن ليلة قدر جسده، وليلة قدر كل سنة قلب عامها، وكان يقول: المريدون على قسمين مريد يعرض ما يرد عليه من مربيه على عقله قبل أن يصل إلى قلبه، ومريد ألا يعرض ذلك على عقله بل يصل إلى قلبه ببادئ الرأي، وهذا أقرب إلى النفع، وفي كل خير، وكان يقول: إذا اعترضت النفوس للسالكين، أوقفتهم عن مزيد الأذكار، وتحصيل الطاعات، وإذا اعترضت للعارفين حجبتهم عن لذيذ المشاهدات، والارتقاء إلى أعلى الدرجات، فالنفس مانعة للفريقين عن السير، وكان يقول: ألجمت النفوس في مفتاح التوحيد بلجام لا حتى ترجع عن جميع دعاويها، وكان يقول: الكأس العلياء هي التي لا يشربها صاحبها وحده.
وليكن ذلك آخر ما التقطناه من كلامه رضي الله تعالى عنه.
 
؟ومنهم العارف بالله تعالى الشيخ محمد بن عبد الجبار النفري رحمه الله: كان من أهل القرن الرابع رضي الله عنه، ولكن هكذا وقع لنا ذكره، وإن كنا لم نلتزم ذكرهم على ترتيب الزمان. وكان له رضي الله عنه كلام عال في طريق القوم، وهو صاحب المواقف نقل عنه الشيخ محي الدين بن العربي رضي الله تعالى عنه، وغيره، وكان إماماً بارعاً في كل العلوم. ومن كلامه رضي الله عنه في المواقف يقول: الله عز وجل كيف لا تحزن قلوب العارفين، وهي تراني أنظر إلى العمل، فأقول: لسيئه كن صورة تلقى بها عاملك، وأقول لحسنه كن صورة تلقى بها عاملك، وكان يقول: قلوب العارفين تخرج إلى العلوم بسطوات الإدراك، وذلك كفرها، وهو الذي ينهاها الله عنه، وكان يقول: كأن الحق تعالى يقول: إذا تعلق العارف بالمعرفة، وادعى أنه تعلق بي هرب من المعرفة كما هرب من النكرة، وكان يقول: كأن الحق تعالى يقول: لقلوب العارفين أنصتوا، واصمتوا لا لتعرفوا، وإن ادعيتم الوصول إلي فأنتم في حجاب بدعواكم، ووزن معرفتكم كوزن ندمكم، فإن عيونكم ترى المواقيت، وقلوبكم ترى الأبد، فإن لم تستطيعوا أن تكونوا من وراء الأقدار، فكونوا من وراء الأفكار، وكان يقول: التقطوا الحكمة من أفواه الغافلين عنها كما تلتقطونها من أفواه العامدين لها، فإنكم ترون الله وحده في حكمة الغافلين لا في حكمة العامدين.
وكان يقول: حق المعرفة أن تشهد العرش، وحملته، وما حواه من كل في معرفة يقول: بحقائق إيمانه ليس كمثله شيء، وهو أي العرش في حجاب عن ربه، فلو رفع حجابه لاحترق العالم بأسره في لمح البصر، أو أقرب، وكان يقول: لا تفارق مقامك يميد بك كل شيء، وليس مقامك إلا رؤيته تعالى، فإذا دمت على رؤبته رأيت الأبد بلا عبارة، إذ الأبد لا عبارة فيه لأنه وصف من أوصاف الله عز وجل لكن لما سبح الأبد خلق الله من تسبيحه الليل، والنهار، وكان يقول: إذا اصطفيت أخاً فكن معه فيما أظهر، ولا تكن معه فيما أسر، فإن ذلك له من دونك سر، فإن أشار إليه فأشر إليه، وإن أصفح به فأفصح عنه، وكان يقول: كأن الحق تعالى يقول: اسمي وأسمائي عندك، ودائعي لا تخرجها، فأخرج من قلبك، فإذا خرجت من قلبك عبد ذلك القلب غيري، وأنكرني بعد المعرفة وجحدني بعد الإقرار، فلا تخبر باسمي، ولا بمعلوم اسمي، ولا تحدث من يعلم اسمي، ولا بأنك رأيت من يعرف اسمي، وإن حدثك محدث عن اسمي، فاسمع منه، ولا تخبره أنت، وكان يقول: علامة الذنب الذي يغضب الله عز وجل أن يعقب صاحبه الرغبة في الدنيا، ومن رغب فيها، فقد فتح باباً إلى الكفر بالله عز وجل لأن المعاصي بريد الكفر، وكل من دخل ذلك الباب أخذ من الكفر بقدر ما دخل، والله تعالى أعلم، وقد ذكرنا جملة صالحة من كلامه في مختصر المواقف، والله تعالى أعلم.
؟ومنهم الشيخ أبو الفتح الواسطي رضي الله عنه: شيخ مشايخ بلاد الغربية بأرض مصر المحروسة، وكان من أصحاب سيدي أحمد بن الرفاعي، فأشار إليه بالسفر إلى مدينة الإسكندرية فسافر إليها، وأخذ عنه خلائق لا يحصون منهم الشيخ عبد السلام القليبي، والشيخ عبد الله البلتاجي والشيخ بهرام الدميري، والشيخ جامع الفضلين الدنوشري، والشيخ علي المليجي، والشيخ جماد الدين البخاري والشيخ عبد الوهاب، والشيخ عبد العزيز الدريني، وأضرابهم، وكان مبتلي بالإنكار عليه، وعقدوا له المجالس بالإسكندرية، وهو يقطعهم بالحجة، وكان خطيب جامع العطارين من أشدهم عليه فبينما هو يوماً فوق المنبر والأذان بين يديه تذكر أنه جنب، فمد له الشيخ أبو الفتح كمه فوجده زقاقاً فدخله، فرأى فيه ماء ومطهرة، فاغتسل، وخرج، فجلس على المنبر فلما ستره الشيخ هذه السترة اعتقده، وصار من أجل أصحابه رضي الله عنه. مات في نحو الثمانين والخمسمائة، ودفن بالإسكندرية، وقبره بها ظاهر يزار رضي الله عنه.
 
؟ومنهم الشيخ علي المليجي رضي الله تعالى عنه ورحمه: أحد أصحاب سيدي الشيخ أبي الفتح المذكور آنفاً. كان رضي الله عنه معاصراً لسيدي أحمد البدوي رضي الله عنه، وكان سيدي أحمد رضي الله عنه إذا أرسل سيدي عبد العال له في حاجة يقول له: إذا وصلت إلى جمزور، فاخلع نعلك فإن هناك خيام المليجي، وكان عند سيدي أحمد رجل بناء يبني عنده، فطلبه سيدي علي ورغبه بزيادة أجرة، فخرج إلى ناحية مليح، فلما دخلها وقعت يد البناء، فأخذها سيدي علي، وبصف عليها ولصقها فالتصقت وأرسل يقول: لسيدي أحمد أنت تقطع ونحن نوصل يباسطه في الكلام رضي الله عنه ومولده كل سنة يعمل قبل مولد سيدي أحمد بجمعة، ويحصل فيه جمعية كبيرة، وتنفيق سلع الناس ومدد كبير. رضي الله عنهم.


ومنهم سيدي عبد العزيز الدريني
رضي الله عنه
هو الشيخ العابد الزاهد القدوة ذو الحالات الفاخرة، والأحوال الشريفة، والكرامات المشهورة، والمصنفات الكثيرة في التفسير، والفقه واللغة، والتصوف، وغير ذلك، وله نظم كثير شائع، صحبه جماعة كثيرة من العلماء، وانتفعوا بصحبته وكان مقامه ببلاد الريف من أرض مصر، وكان الناس يقصدونه للتبرك من سائر الأقطار، ويرسلون له من مصر مشكلات المسائل، فيجيب عنها بأحسن جواب، وكان يزور سيدي علياً المليجي كثيراً فذبح له سيدي علي يوماً فرخاً، فأكله، وقال: لسيدي علي لا بد أن أكافئك، فاستضافه يوماً فذبح لسيدي علي فرخة، فتشوشت امرأته عليها، فلما حضرت قال لها سيدي علي: هش، فقامت الفرخة تجري، وقال: يكفينا المرق، ولا تتشوشي، وطلب جماعة من الفقراء كرامة من سيدي عبد العزيز فقال: لهم سيدي عبد العزيز يا أولادي وهل ثم كرامة أعظم من أن الله تعالى يمسك بنا الأرض، ولم يخسفها، وقد استحقينا الخسف.
مات رضي الله عنه سنة سبع وتسعين، وستمائة، وقبره بديرين ظاهر يزار إلى عصرنا هذا رضي الله عنه.


ومنهم الشيخ عبد الله بن أبي جمرة الأندلسي المرسي
رحمه الله
الإمام القدوة الرباني رضي الله عنه قدم مصر، وله زاوية بخط جامع المقسم، وكان ذا تمسك بآثار النبي صلى الله عليه وسلم وحالة، وجمعية على العبادة، وشهرة كبيرة بالإخلاص، والاستعداد للموت، والفرار من الناس، وانجماع عنهم إلا في الجمع، وابتلى بالإنكار عليه حين قال: إنه يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة، ويشافهه، وقام عليه بعض الناس، فانقطع في بيته إلى أن مات سنة خمس، و سبعين، و ستمائة.
قلت: ولهم ابن أبي جمرة آخر اسمه أحمد، حفظ المدونة على مذهب الإمام مالك رضي الله عنه. ومات سنة تسع وتسعين، وخمسمائة بمرسية رضي الله عنه.


ومنهم الشيخ عبد الله بن محمد العرشي المرجاني
رضي الله عنه
هو الإمام القدوة الواعظ المفسر أحد الأعلام في الفقه، والتصوف قدم مصر، ووعظ بها، واشتهر في البلاد ومات رضي الله عنه بتونس سنة تسع، وستين، وستمائة، وامتحن، وأفتى العلماء بتكفيره، ولم يؤثروا فيه، فعملوا عليه الحيلة، وقتلوه رضي الله عنه.


ومنهم الشيخ عبد الحق بن سبعين المرسي
رحمه الله
قطب الدين كان من المشايخ الأكابر. مات بمكة سنة سبع وستين وستمائة عن خمس وخمسين سنة.


ومنهم الشيخ محمد القونوي الصوفي
رحمه الله
صاحب ابن العربي له تفسير الفاتحة في مجلد وله مؤلفات أخر عاش نيفاً، وستين سنة، ومات سنة اثنتين، وسبعين، وستمائة بقونوية، وأوصى أن ينقل تابوته إلى دمشق يدفن عند الشيخ محي الدين بن العربي شيخه، فلم يتفق، وكان مبتلى بالإنكار عليه إلى أن مات رضي الله عنه.


ومنهم الشيخ محمد العبدري
رضي الله عنه
الفاسي، ثم المصري المالكي المعروف بابن الحاج. كان رضي الله عنه عالماً صالحاً يقتدى به، وهو أحد أصحاب أبي عبد الله بن أبي جمرة السابق آنفاً، وهو صاحب كتاب المدخل في الحوادث، والبدع. عاش بضعاً، وثمانين سنة، ومات سنة سبع، وثلاثين وسبعمائة رضي الله عنه.


ومنهم الشيخ إبراهيم الجعبري
رضي الله عنه
ابن معضاد بن شداد الزاهد العابد ذو الأحوال الغربية، والمكاشفات العجيبة، وكان مجلس، وعظه يطرب السامعين، ويستجلب العاصين، أخبر بموته قبل وفاته، ونظر إلى موضع قبره، وقال يا قبير جاءك دبير، وكان يضحك أهل مجلسه إذا شاء في حال بكائهم، ويبكيهم إذا شاء في وسط ضحكهم، وكان يعظ، وهو يمشي بين أهل مجلسه يسدي، وينير وكان له مريدة تسمع، وعظه، وهو بمصر، وهي بأرض أسوان من أقصى الصعيد فبينما هو يعظ الناس وهم يبكون أنشد:
قاعدة في الطاقة ... والكلب يأكل في العجين
يا كلب كل وتهنى ... ما للعجين أصحاب
فالتفتت المريدة، فإذا الكلب يأكل في عجينها، وأرخوا الحكاية، فجاء الخبر بذلك، وكان من أصحابه الشيخ كمال الدين بن عبد الظاهر، وقبره بالصعيد يزار، وكان يوماً. يعظ، والناس يبكون، فقال: لهم قولوا معي شقع بفع بالله يقع، فجاء الخبر أن القاضي المالكي نزل من باب الدرج من قلعة مصر، فوقع، فانكسرت رقبته فجاء الخبر أنهم عقدوا للشيخ عقد مجلس في منعه من الوعظ، وقالوا: إنه يلحن في القرآن وفي الحديث، فامتنع القضاة الثلاثة، وأفتى المالكي بمنعه، فجاء القضاة الثلاثة، وقبلوا رجل الشيخ، وقالوا كلنا كنا هالكين لو أفتينا فيك بشيء، فقال: الشيخ نحن لا نلحن إنما سمعكم هو الذي يلحن، ويسمع الزور، والباطل، وكان يكاتب السلطان: من إبراهيم الجعبري إلى الكلب الزوبري، فكان السلطان يقول: من أطلع هذا على اسمي في بلادي إنه، والله اسمي في بلادنا قبل أن أجيء، فعقد العلماء له مجلساً وأفتوا بتعزير الشيخ، فحبس الشيخ بولهم، وبول السلطان، فعجزوا عن إطلاقه بكل حيلة، فنزلوا إليه واستغفروا، فأمرهم بالاستنجاء من إبريقه، فأطلق بولهم، وشوش نصراني الطور على جماعة من أصحابه فأرسل إليه، وقال: أقسم بالله إن عدت إلى أذاهم لأقطن هذا القلم، فقال النصراني بقلبه: وما تقطه فقط القلم، فسقطت رأس النصراني، وكان رضي الله عنه ناراً موقدة على الظلمة، والولاة أماراً بالمعروف وله نظم، وسجع كثير، وتصوف، وشطح.
مات في الحرم سنة سبع، وثمانين، وستمائة، ودفن بزاويته خارج باب النصر، وقبره بها ظاهر يزار رضي الله تعالى عنه آمين.
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأربعاء 16 ديسمبر 2020 - 14:45 عدل 1 مرات

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الفقرة الخامسة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
» الفقرة الأولى .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
» الفقرة الثانية .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
» الفقرة الثالثة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية
» الفقرة الرابعة .الطبقات الكبرى للشعراني الجزء الأول المسمى لواقح الأنوار القدسية في مناقب الأخيار والصوفية

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى