المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
العهود من 321 - 340 .كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود الشيخ عبد الوهاب الشعراني
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: الشيخ عبد الوهاب الشعراني :: البحر المورود في المواثيق والعهود
صفحة 1 من اصل 1
23062020
العهود من 321 - 340 .كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود الشيخ عبد الوهاب الشعراني
العهود من 321 - 340 .كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود الشيخ عبد الوهاب الشعراني
البحر المورود في المواثيق والعهود عبد الوهاب الشعراني
العهود والمواثيق التي اخذت علينا من السادات والمشايخ
إذا علمت ذلك فأقول وباللّه التوفيق :
321 - أخذ علينا العهود أن لا نجلس قط للوعظ إلا بعد قولنا دستور يا أصحاب النوبة دستور يا رسول اللّه في النيابة عنك في نصح أمتك
وذلك ليمدنا أصحاب النوبة من الأولياء ولا يقع منا تلجلج ولا ارتجاج في الكلام وتبعين ذلك على الخطيب لغلبة الدهشة عليه حين يرى جميع الحاضرين من الأكابر وغيرهم ناظرين اليه لخبر للداخل دهشة فتلقوه بالترحيب .
وأما أخذ الدستور من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ففائدته التأييد وعدم الزيغ عن السنة في التعليم والإرشاد لأن مدد جميع الخلايق إنما هو من مدد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حقيقة ثم يجب علينا ان نرى نفوسنا دون من يسمع وعظنا من السوقة والعوام .
وقد كان الحسن البصري يقول الواعظ ينتظر المقت والسامع ينتظر الرحمة ويجب علينا ان لا نكشف لأحد من الحاضرين عورة بذكر الصفات التي يتبادر إلى الأذهان إلحاقها بشخص معين من الحاضرين .
وإنما الواجب أن نذكر الكلام عاما للمتكلم والسامع واللّه عليم حكيم .
322 - أخذ علينا العهود أن نهرب من طريق الناموس جهدنا وكذلك نهرب من التكلم بما يقع لأركان الدولة من تولية أو عزل
لأن ذلك كله من اهوية النفوس وربما جر ذلك إلى القتل أو النفي من تلك البلاد كما وقع للشيخ أويس بالشام وللشيخ على الكازوانى بمدينة حماه تجاه السلطان سليمان بن عثمان إلى رودس فمكث فيها سنتين حتى شفع فيه الأمير حاتم الحمزاوي دفتدار مصر فرد إلى الحجاز بشرط ان لا يعقد له ناموسا ولا يمكن الناس من الوقوف بين يديه ولا يعارض الولاة في شئ والقانون العثماني جواز قتل كل من تظاهر بصفات الملوك من الفقراء وكثر أتباعه لأنه ربما نازع السلطان في المملكة وركب معه العوام لقتال السلطان .
وقد وقع ذلك للشيخ عز الدين بن عبد السلام شيخ الاسلام بمصر المحروسة وأرادوا نفيه أيام السلطان الملك الصالح فخرج الشيخ مغضبا وحمل أمتعة داره على حمارته وركبت زوجته عليها فقيل للملك الصالح ان خرج الشيخ من مملكتك ذهب ملكك فإن الناس لا يخرجون عن طاعته فإذا امرهم بأمر في السلطان بادروا اليه فخرج السلطان إلى ناحية بلبيس وصالحه ورده مكرما .
فرحم اللّه تلك الأرواح الطاهرة فإياك يا أخي وطريق الناس في هذا الزمان واللّه يتولى هداك .
323 - أخذ علينا العهود إذا الفنا كتابا ان لا نبالغ في تحريره بحيث لا يجد الشارح له بعدنا مطعنا أو إيراد بل نتنزل في العبارة أسوة أضعف المصنفين
إيثارا لجناب اللّه عز وجل قال تعالى وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ
اخْتِلافاً كَثِيراً ومفهومه من العلم إذا كان من اللّه عز وجل لم يجد أحد فيه اختلافا كثيرا فأفهم .
وكذلك نتنازل عند التذاكر في المحافل في معنى آية وحديث
بحيث يعلونا جميع الحاضرين ونصير في أعينهم كأضعف الطلبة في الفهم فإذا انقضى ذلك المحفل وتفرق الناس ذكرنا لإخواننا ما من اللّه به علينا من الحقائق والإشارات التي ليس عندهم منها علم فتنفعهم بذلك ولا يحصل لهم تنقيص في ذلك المحفل كل ذلك سد الباب الشهرة والكبر على الإخوان والأعمال بالنيات والسلام .
324 - أخذ علينا العهود أن لا نمكن أحدا من المريدين يحاكى بنا في تقريرنا للأحكام
لأن ذلك من أكبر القواطع له عن درجات القوم
لأن المريد إنما ينقل كلامنا من غير تحقيق يمنعه وربما أدعى مقالات الأشياخ في تلك المقامات فيعدم النفع بشيخه
ومن الواجب أمتحان المريدين شفقة عليهم ومتى ترك الشيخ امتحان المريد شفقة فقد غشه وخان عهد الفقراء واللّه لا يحب الخائنين .
وأعلمك أيها المريد ميزانا تشرف بها على أدنى درجات الكمال فإن من لم يفرغ من علاج نفسه لا يصلح لعلاج غيره ولا يهتدى لطريق ارشاده .
فإن وجدت يا أخي تلك الصفات فيك فتصدر لنصبح غيرك وإلا فارجع إلى نفسك فانفذها من الغرق فإذا نجوت فخذ بيد غيرك والصفات المذكورة هي ترك الدنيا بأسرها وعدم الفرار من سائر البلايا والمحن بحيث يتساوى ملء داره ذهبا وملئها زبلا على حد سوى رضى منه بتقدير ربه عز وجل .
وكان سيدي إبراهيم المتبولى رضى اللّه عنه يقول لما خلق اللّه الخلايق تسارعوا للوقوف في حضرته الخاصة فقال لهم تعالى : من أنتم ؟ وهو أعلم بهم ،
فقالوا عبيدك ومحبوك فقال تعالى انظروا ما تقولون فإن المحب لا يصرفه صارف ولا ترده السيوف والمتالف
فقالوا يا ربنا امتحنا بما شئت فخلق لهم الدنيا ففر إليها منهم تسعة اعشارهم وبقي العشر
فقال تعالى للعشر من أنتم وهو أعلم بهم فقالوا عبيدك وأحباؤك فقال انظروا ما تقولون فإن المحب لا يصرفه صارف ولا ترده السيوف والمتالف وقد نظرتم أصحابكم كيف ذهبوا إلى الدنيا فقالوا يا رب امتحنا بما شئت
فخلق لهم الجنة فزينها في أعينهم فذهب إليها تسعة أعشار العشر ثم نظر تعالى إلى عشر العشر فقال من أنتم وهو اعلم بهم فقالوا أحباؤك فقال انظروا ما تقولون فإن المحب لا يصرفه صارف ولا ترده السيوف والمتالف فقالوا امتحنا بما شئت فضربهم بأنواع من البلايا فقطع أطرافهم فثبتوا لذلك وهو الذي ثبتهم فقال أنتم عبيدي حقا لا إلى الدنيا ملتم ولا إلى الجنة ذهبتم ولا من البلاء فررتم أنتم أهل حضرتي رضيتم عنى ورضيت عنكم رضى اللّه عنهم .
325 - أخذ علينا العهود إذا دخلنا على ولى اللّه حي وميت ان لا نزيد في الاطراق والخشوع على الحالة التي كنا عليها قبل الدخول فإن ذلك معدود من النفاق .
بل الأدب أن ندوم على الحالة التي كنا عليها فإن ذلك أقوى في الاستعداد .
وقد كان الفضيل بن عياض رضى اللّه عنه يقول واللّه لو قيل لي أن أمير المؤمنين
يدخل عليك الان فسويت لحيتي بيدي لأجل دخوله لخفت أن أكتب في جريدة المنافقين .
قلت : ولعل هذا في حق من يراعى مراتب الخلق لغير اللّه أما من يراعيهم تعظيما للّه وإكراما لهم من حيث كونهم عبيد فذلك محمود واللّه اعلم
326 - أخذ علينا العهود ان لا ننهمك في محبة أحد من المعتقدين فينا والمحسنين لنا فإن ذلك سوء أدب منا في حق اللّه وفي حقهم
إذ من شرط الفقير أن يغار للّه عز وجل ويكره أن يرى محبته في وسط قلب تلميذ أو يرى محبة تلميذه في وسط قلبه وهو وفي الحديث أن اللّه عز وجل يحب ان لا يرى في قلب عبده المؤمن غيره .
وقد مر إيضاح هذا العهد مرارا واللّه غنى حميد .
327 - أخذ علينا العهود إذا أعطانا الحق تعالى مددا وفاض ان نمد به كل مسلم ولا تحجره على أصحابنا الخاصين
فإن دين الإسلام واحد فإذا جاء شخص يريد التوبة والأدب وهو في صحبة شخص غيرنا وجب علينا نصحه وتأدبه ولا نترك النصح أدبا مع ذلك الشيخ وما كان عطاء ربك محظورا والكمل على الاخلاق الإلهية لا يحجرون رضى اللّه عنهم لكن لا باس بإستئذان أحدنا بالقلب شيخ ذلك المريد ونقول دستور في النيابة عنك في نصح مريدك واللّه غنى حميد :
328 - أخذ علينا العهود ان نبسط لكل من تعرف بنا من ابنا الدنيا بساط التشويق إلى طريق الفقراء ومحبة ذكر اللّه عز وجل صباحا ومساء ليلا ونهارا
فإن أحب ذلك ووقفنا عليه قربناه وعددناه من جملة الأصحاب وان لم يجب إلى ذلك واستثقل جلوسه معنا في مجالس ذكر اللّه وغيرها وتعلل بالنوم مثلا فهو من معارفنا لا من أصحابنا لان من شرط الصاحب أن يشرب من مسقات صاحبه من ماء واحد وان يرتفع الحاجز بين قلبه وقلب صاحبه كما يرفع الحاجز بين حوضي الماء فيصيرا لماء واحد فافهم قال اللّه تعالى فإن تابوا وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة فإخوانكم في الدين وقال تعالى ولذكر اللّه أكبر اى أكبر ما في الصلاة فشرط تعالى في الإخوان في الدين الموافقة في الاعمال ولم يكتف بالاسم والدعوى فاعلم ذلك .
329 - أخذ علينا العهود أن نعلم كل من رأيناه في بلاء من أهل القرى والأمصار طريق الخلاص منه وأعظم طريق إلى رفع البلا عن الناس الإحسان إلى بعضهم بعضا
لان ذلك مما يؤلف بين قلوب المنافقين وفي الحديث جبلت القلوب على حب من أحسن إليها وإذا حصل الائتلاف والود ارتفع البلاء عن تلك البلد كالبرق الخاطف
ثم إذا قدر نزوله ثانيا لا ينزل بل يقف بين السماء والأرض ولو مائة عام حتى يجد تنافرا بين الناس فينزل وقد علمت ذلك لبعض أهل القرى فخفف البلاء عنهم سنين بعد ان كان مترادفا عليهم بالقتل والنهب والخروج من الأوطان وغير ذلك فلا ينزل بلاء قط على قوم وهم على قلب رجل واحد ابدا .
فعلم أن سبب اغلال القلوب بعضهم من بعض عدم تعاطى أسباب أرتباطها من البر والهدايا والصدقات والخيرات وغير ذلك والأمر في زيادة فلا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم وانظر يا أخي كيف صار جارك
وصاحبك لا تنظر منه قط لقمة ولا حزقة ولا مرقة ولا حسنة من حسنات الدنيا إلى أن تموت وإن وقع ذلك من صاحب أو جار فهو من غلطات الزمان وقد صار الأمر روايات وأخبارا كأنه لم يقع في الوجود .
وقد كان سيدي خضر الذي كفلنى يتيما يقول لي واللّه يا ولدى ما أتذكر قط أن اشترى لي شاشا ولا جوخة ولا قميصا ولا نعلا ولا زيتا ولا صابونا ولا قمحا ولا شعيرا ولا سكرا ولا عسلا ولا أضحية ولا حلاوة ولا شيئا من أمتعة أهل البيت انما يأتينا كل ذلك من هدايا الأصحاب وقد أخبرني رحمه اللّه عن بنى الجيعان وناظر الخاص وأركان الدولة في مصر بأمور كالكذب عند الناس الآن ثم لا يخفى عليك أيها الأخ ارتباط الوجود بعضه ببعض من حيث المقابلات من الحضرات الإلهية إلى السلطان إلى نوابه على اختلافهم في الطبقات إلى جندي القرية إلى غفير الحارة إلى صبيان المكس وما بقي للناس الآن إلا تجرع مرارات الصبر وكل انسان في ظهره دقماق يدق فإذا قلنا للذي يدق في ظهرنا لا تدق يقول لنا حتى يترك الذي خلفي دق ظهري فأنا أدق في ظهرك ما دام الذي خلفي يدق في ظهري فأفهم وأعتبر .
وقد سمعت سيدي عليا الخواص رحمه اللّه يقول قد صار الخلق الأن كالسمك الذي كان في بركة ماء فنشف عنه الماء فالحدادى والكلاب يفسخه بالنهار والذئاب والثعالب تفسخه بالليل وما بقي يرجى عود الماء الذي هو كناية عن الرحمة لينغمروا فيه انتهى فتدبر ذلك واعرف زمانك .
واللّه يتولى هداك .
330 - أخذ علينا العهود إذا حصل لنا جاه عند الحكام أن لا نتخلف عن نصرة مظلوم
وذلك لعلمنا أن اللّه عز وجل إنما يعطى بعض عبيده الجاه لأجل كرب المكروبين لا غير وإلا فمن أين لأمثالنا أن يقبل الأمر أو الأكابر يده فأفهم .
واعلم يا أخي أن السوقة الآن والمتسببين والمتعيشين والفلاحين وسائر الرعية قد صاروا عزبا لا ناصر لهم من الناس عند الحكام ولا يجدون لهم واسطة خير ولا ولى حميم ولو بذلوا لهم جميع الأموال بل يأخذون من صاحب الحاجة فلوسه بدخلة منه لا يلتفتون إليه وإذا قال لهم بعد ذلك اقضوا حاجتي وإلا ردوا فلوسى ينصرون خصمه عليه حتى يهلكوه فهو لا يتنغس إلا بالزفير والشهيق كأهل النار فلا حول ولا قوة الا باللّه العلي العظيم وقد مر تقرير هذا العهد في مواضع واللّه اعلم .
331 - أخذ علينا العهود ان لا نسرع بالغضب على أحد من إخواننا ما دامت قابليته ثابتة بل محتمله
إذا أكثر المخالفة لنا ثم نسارقه قليلا حتى يطيع فإن لم تكن قابليته ثابتة تركناه تحت قضاء اللّه وقدره لان ذلك علامة على شقائه
ومن هنا قالوا إن لم يكن الداعي إلى اللّه على بصيرة فلا ينبغي له الدعا لأنه ربما يدعو أهل قبضة الشقاء إلى قبضة السعادة فلا يكون لدعائه ثمرة إلا إقامة الحجة على ذلك المدعو لا غير
والمقصد الأعظم إنما هو رجوع العاصي إلى الطاعة لإقامة الحاجة عليه فأعلم ذلك لكن لا يخفى ان احتمالنا لمن خالفنا إنما هو في الأمور المستنبطة بالفهم من الكتاب والسنة إماما جاء صريحا فيهما فلا نحتمله منه إذا خالف بل تجاهده كما نجاهد الكفار لان ما جاء صريحا هو الذي كلف اللّه به عباده .
وكان شيخنا رضى اللّه عنه يقول لو اقتصر العلماء على العمل بما جاء صريحا في السنة لكان أكمل لأنهم في الصريح تابعون للشارع وفي غيره لم يكونوا تابعين له حقيقة إنما ذلك مجازا وليقدر أحدهم نفسه لو كان في زمن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فليفعل ذلك الآن واللّه اعلم .
332 - أخذ علينا العهود إذا علمنا العلم الخليفة أو أمير أو كبير ان لا نطمع في شئ من ماله ونظهر له الزهد في الدنيا لينقاد لقولنا
فإنه إذا ظهر له منا الرغبة في ماله صرنا معدودين عنده من جملة العيال والخدم وازدرانا ضرورة وكذلك لا نعلمه في ملاء ولا نذكره في خلا ولا نبدأه بالعلم بل نصير حتى يبتدى هو بالسؤال وإذا بلغنا في الجواب حد الاستحقاق لا نرد عليه إلا أن يستدعى هو ذلك منا وذلك لأن وقته ضيق لاشتغاله بجميع نظام المملكة والإمارة واستخراج الأموال التي تصرف على ذلك فما هو معد لتعلم العلم فقط كالعلماء فافهم .
وإذا رأيناه قد انعوج عن الحق قومناه بضرب الأمثلة ما استطعنا من غير تقرير له على خطاء ولا اضجار به بكثرة التردد بقصد التعليم لأن ذلك يزيل هيبة العلم والمعلم .
ثم اعلم يا أخي أنك ولو كنت أعلم من الأسير فهو أعقل منك ولذلك كنت معدودا من ورعيته فافهم واللّه عليم حكيم .
333 - أخذ علينا العهود إذا قضينا لمكروب حاجة أو حملنا عنه بلية ان لا نقبل منه في نظير ذلك هدية
فإن ذلك حرام وهذا يقع فيه كثير من مشايخ عصرنا هذا فإياك ثم إياك .
وقد كان ابن عباس رضى اللّه عنهما يقول من شفع شفاعة فاهدى له هدية على ذلك فقبلها فقد أتى بابا من الكباير .
قلت : وهذا لا ينافي في قول عائشة رضى اللّه عنها مفتاح الحاجة الهدية بين يديها لان معناه ان القلوب لا تحتفل باأمر إلا أن أردت له جزاء عاجلا أو آجلا كالقاضي إذا أخذ الرشوة فإنه يبادر إلى قضاء الحاجة بكليته مع تحريم ذلك المال عليه ثم إن كان ولا بد لنا من الترخص في قبول الهدية فنقبلها على اسم الفقراء والمساكين لا على اسم أحد من أولادنا وذلك لأن الصدقة تدفع البلايا عن صاحبها وأما من يحمل الحملة فأجره على اللّه عز وجل فاعلم ذلك .
334 - أخذ علينا العهود ان نجيب العباد إلى ربهم ونجيب ربهم إليهم ما أمكن
وذلك بأن نذكر لهم كثرة نعم ربهم عليهم ليلا ونهارا مع كثرة تقصيرهم في خدمة اللّه وقلة شكرهم له
فإذا عرفوا نعمة عليهم ما لو إلى محبة ربهم ضرورة ورضوا عنه وأحبهم واحبوه وهذا من السياسة الإلهية للعالم وتأمل الحق تعالى مع وسعة كيف ساق بعض عباده إلى حضرته بقوله اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وساق بعضهم إلى خدمته وعدهم على ذلك بالجنة ونعيمها وساق بعضهم إلى حضرته بالسيف في الدنيا ودخول جهنم في العقبى فمن لم يجئ بشراب الليمون جاء بحطبه فافهم واعتبر .
335 - أخذ علينا العهود أن لا نأمر أحدا من العوام يعيد صلاة صحت على مذهب من المذاهب المعتبرة دون الباقي إلا على وجه الاستحباب خروجا من الخلاف
لأن مثل التراسين والنواتية والفلاحين وصبيان المصامت ونحوهم لا ينضبطون على مذهب
فإن وقع أن أحدا منهم تقيد بمذهب امرناه بالإعادة لتلك الصلاة التي حصل فيها الخلل على قاعدة مذهبه كل ذلك هروبا من حديث من شق على أمتي فاشقق اللهم عليه وكذلك لا نأمرهم بإعادة صلاة لم يحصل لهم فيها خشوع وحضور فإن ذلك لو كان من مرتبتهم ما اخلوا به ثم إنهم لا يعيدونها إلا على صورة أقبح من الأولى إما لقلة الخشوع فيها أو لاستحسانها والاعجاب بها فحسب العبد الصلاة مع الاستغفار واللّه سبحانه وتعالى اعلم
336 - أخذ علينا العهود ان نعامل جميع الوجود بالأدب اللايق بكل مرض منه
فنعامل الحق تعالى بالاعتراف له بالنعم وكثرة الذكر له وعدم الغفلة عن ملاحظة نظره الينا وكثرة المراقبة لبابه فإن حاجتنا في الدنيا والآخرة لا تخرج الا من بابه
ونعامل الآيات التي في الوجود بالتفكر فيها والاعتبار بها ونعامل الرسل وكمل ورثتهم من العلما والصالحين بالاقتداء بهم بمكارم الأخلاق وأجتناب سفاسفها
ونعامل الملائكة بدوام الطهارة الظاهرة والباطنة وعدم الروايح الكريهة الحادثة من الاكل والشرب أو الحادثة من الأقوال والأفعال كما ورد أن الملائكة تناذى من الكلمة القبيحة
وكما أنهم لا يؤذوننا فذلك ينبغي لنا أن لا نؤذيهم ولا نملى عليهم الاخيرا فإن لم يتيسر لنا ذلك أكثرنا من الاستغفار وذكر اللّه عز وجل ونعامل السفهاء بالحلم لا بالمقابلة والسفه فإن ذلك مما يقوى دخيرة الأذى لنا ولهم .
ثم إن ذلك يجر إلى اننا نصير سفهاء مثلهم من حيث المقابلة ونعامل الجهلاء بالسياسة ولين القول ونعامل شرار الناس ببشاشة الوجه ولو كان قلبنا يلعنهم ونكثر من البر والإحسان إليهم ما استطعنا فلعلنا نكفى شرهم إن شاء اللّه تعالى .
ثم يحصل لنا ثواب منعهم عن الاثم الحاصل من وقوعهم في اعراضنا ومنع السامعين لهم عن سماع غيبتنا وتنقيص عرضنا وكشف عوراتنا فإن أحب عباد اللّه إلى اللّه اشفقهم على عباده وأخوفهم عليهم أن يقعوا في شئ ينقص دينهم ونعامل الأولياء بالتسليم والتصديق في كل ما يخبرونا به في حق الوجود
لأنه تعالى ما أعطاهم الكشف حتى احكموا مقام الصدق ولولا صدقهم ما سموا صادقين فافهم ونعامل إخواننا من المريدين بالتفتيش عن أحوالهم الناقصة والاخذ عليهم في جميع حركاتهم المذمومة نصحا لهم لكوننا مسؤولين عنهم ونعامل أولادنا بالإحسان إليهم وزوجاتنا بحسن الخلق والتنزل لعقلهن جهدنا كما كان يفعل الرسول صلى اللّه عليه وسلم .
ونعامل المال بالإنفاق في سبيل اللّه حتى يفارقنا وهو شاهد لنا لا علينا ولا يتم لنا ذلك إلا بأن ننفقه بإنشراح صدر فإن المتكره للإنفاق ناقص الإيمان والثواب بل هو إلى الاثم أقرب .
ونعامل الناصح لنا من سائر الناس بالقبول والإصفاء وإن كان من أراذل الناس أو نصحنا بأمر قد ترقينا عن شهوده أو الوقوع فيه فيقول له جزاك اللّه خيرا لأنه نصح بما وصل إليه علمه ولا نقول نحن ترقينا عن شهوده أو الوقوع فيه ونعامل الأسماء الإلهية كلها بالتخلق بها فعلا وتركا فالفعل كالرحيم والقدوس والسلام والمؤمن ونحو ذلك والترك كالمتكبر والمتعال والعظيم ونحو ذلك واللّه اعلم .
337 - أخذ علينا العهود أن ننبه كل من عمل شيخ سوق من إخواننا على أدب المشيخة
لأنه على صورة مشيخة أهل الطريق في السياسة والنصح إذا علمت ذلك فنقول وباللّه التوفيق من أدب شيخ السوق أو شيخ الدلالين أو شيخ علم الأدب أو سلطان الحرافيش أن لا يظهر التعصب مع أحد على أحد بغير حق كائنا من كان فإن ذلك مما يسقط حرمته ويخرب ما بينه وما بين اللّه عز وجل ويسرع بعزله عن تلك المشيخة ويوجب عدم تنفيذ قوله .
وتأمل البهلوان كيف يمشى على الحبل من رأس جبل إلى راس جبل بالميزان ولولا هي لسقط وتكسر ومال إلى جانب دون جانب .
وليحذران يجب الحكم في رعيته ويولع بالمخالفة لمن هو أعلى من سوقه من الفقهاء وأهل الخير والمعروف والصدقات الذين لا يحسدون أحدا من جيرانهم إذا أقبل الناس عليه بالفوائد والربح ولا يؤذون أحدا من خلق اللّه تعالى
فإن هؤلاء وإن كانوا تحت حكم شيخ السوق ظاهرا فما هم داخلون تحت حكمه باطنا ثم إنه إذا كان كبراء السوق عليه بقلوبهم لا يستقيم له مشيخة في السوق وما ارتفع الناس على بعضهم إلا بالصبر على الأذى وعدم الحسد وكثرة المعروف .
والصدقات وعدم مقابلة السىء بإسائته قال تعالى وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وليحذر من البحث عن عيوب أهل سوقه وليعلم أنه إذا ستر عورتهم ستر اللّه عورته وإذا كشفها كشف اللّه عورته وإذا كشف عورته ذهبت رياسته وحرمته واستحق العزل .
ليحذر أيضا من أن يصدق أحدا منهم في حق أحد من غير تثبت وذلك
لغلبة الحقد والحسد على غالب الناس وكثرة محبتهم للتميز على أقرانهم وليحذران يحرج أحدا بزلة سبقت له أيام الشباب لينكس رأسه بين الناس ويقيم الحجة على أن غضبه عليه بحق فإن ذلك حرام ولو أن كان على سبيل التعريض
كقوله ما أنا مثل غيرى كبسوه بجارية فلان مثلا فإن الحاضرين يفهمون أنه هو المقصود بالتجريح كما يفهمون من التصريح لأن التصريح سواء بل قال بعضهم ان التعريض أشد في الأذى من التصريح ربما يقام على صاحبه الشرع أو السياسة فيؤدب على ذلك ويحصل للمجروح بتبريد الخاطر ولا هكذا التعريض فإن الحاكم لا يقدر على تحريره وتحقيقه .
وكان عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه يضرب من قذف شخصا تعريضا فإذا قال لم اقصده يقول له وركه على من شئت وليحذر من أن يكثر من الاستدلال على كل واقعة وقعت له في السوق كما يقع فيه كثير من المتفقهين
فإن ذلك مما يورث الاستخفاف برتبته بغلبة عسرات اللسان حال الغضب في المحافل وكذلك لا ينبغي له الإكثار من السبب لمن وقع من أهل السوقة في خيانة من دلال أو تاجر لأن ذلك مما يذهب بهاء مشيخته وليحذر أن يتشبه في حكمه على أهل سوقه بأهل المراتب العالية كالوالى والقاضي والمحتسب فيطرح الشخص على الأرض ويمد ويضربه فإن رتبة شيخ السوق دون ذلك
وانما عمدته الصلح بين الناس بالمعروف ومساعدته الضعيف على القوى إذا نقص القوى من حق الضعيف شيئا مثلا ويحذران يبلص أحدا من التجار أو الدلالين في شئ ولو على سبيل الهدية فإن ذلك حرام وليحذر ان يفعل في السوق شيئا من الأمور العظام من غير مشاورة لكبراء السوق من الفقهاء
ولمن طعن في السن وجرب حوادث الدهر فإن مشورة هؤلاء مما يطيب نفوسهم ويؤيده في تنفيذ الكلمة قال تعالى وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ .
أي قوتكم وإذا تكرر من أحد من التجار أو الدلالين الأذى لجيرانه ورفقته ولم ينزجر بكلام شيخ السوق فليرفعه إلى بيت حاكم أقوى منه لكن بعد مشاورة عصبة ذلك المرفوع فإن ذلك أبلغ في زجره
وإذا وصل شيخ السوق إلى بيت الحاكم فاليحك الواقعة للحاكم بصدق ورحمة وعدم تعصب لان الشيخ إذا ذكر كلاما في حق أحد بغير تحقيق أخذت كلمته وفسد نظامه وصار من الباغين والباغي لا يفلح ابدا وليحذران يقيد على أحد بأن لا يقف للدلالة مثلا الأبضا من مع تقدير الضمان في هذا الزمان الذي شرره متطاير على جميع الخلق فمن قطع بر انسان قطع اللّه بره
بل الواجب على شيخ السوق أن يترك الناس يسترزقون وإذا خرج المبيع بعد ذلك حراما مثلا يفعل مع الدلال الشرع أو العرف أو القانون على حسب ما يغلب استعماله في ذلك الزمان فإن الحكم
وقد سألوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يسعر للناس حين غلا السعر فأبى وقال دعوا الناس يرزق اللّه بعضهم من بعض وليحذر ان يفتح على أهل سوقه بابا يأكل منه الحكام رجاء أن ينصروه على أهل سوقه إذا احتاج إلى ذلك
فإن ذلك يسرع بعزله باذن اللّه عز وجل مع حصول الإثم عليه من كل من تبعه من مشايخ الأسواق وليحذر ان يسهر النداء بالمنع لأحد من أهل سوقه من التجار والدلالين بأن لا يبيع في ذلك السوق لا سيما ان كان يألفه ويجئ اليه فيه الزبونات دون غيره من الأسواق فله منعه بشرط ان يكون أهل السوق كلهم سائلين في ذلك وليحذر ان يسرع
في الحكم بين اثنين من غير تأمل وانشراح صدر ولو قامت البينة فيتمهل ولا يحكم بها إلا أن يشهد قلبه بصدق النية لأن شهادة أهل الحرف على بعضهم بعضا لا ينبغي المبادرة إلى قبولها لغلبة الضغاين والحسد على قلوبهم لا سيما من له زبونات كثيرة وذلك لأنه ما تم قط حال مشترك بين اثنين فيه رياسة أو جلب أو جلب دنيا الا وكان الغالب بينهم التنافر أمر قهريا شاؤوا امر أبوا بخلاف الحال المشترك الذي لا يطلب صاحبه فيه رياسة ولا جلب دنيا فافهم .
وليحذر ان يصغى إلى شكوى شخص ثم يحكم بأنه مظلوم بل يتأمل في السبب الذي أحوج ذلك الشخص إلى هذه المقابلة الشديدة يجده قد اذاه قبل ذلك فإنه لولا الدخيرة ما أوقدت النار ولا هاجت فكلما أكثر شخص تلك الشكوى من انسان فكأنه يشهد على نفسه بأنه ظالم على خصمه وهذا ميزان تطيش على الذر وإذا حصلت رمية أو مظلمة فيها غرامة على أهل سوقه فليجتمع بأكابر سوقه وليشاورهم في فعل ما يكون اصلح لأهل السوق كلهم فإذا اجتمع رأيهم كلهم على فعل شئ فليوافقهم عليه .
وليحذر من مخالفتهم فإنه إن خالفهم خذل وعدم وقال أهل التجارب افسد برأي غيرك ولا تصلح برأيك وليكن جانب أهل سوقه أرجح عنده من جانب الظلمة فيكون مع الظلمة بلسانه دون قلبه ثم يجتمع بفقراء أهل سوقه ويخبرهم بما اتفق عليه رأى أكابر السوق فإن لم يوافقوه فليحذرهم ويخبرهم انه يرفع يده هو وأكابر السوق ويدع الظلمة فيحكمون فيهم من غير شفقة ولا رحمة فإن فعل ذلك كان اسرع لانقيادهم إلى فعل ما وقع الاتفاق
عليه ويسلم هو من الورطة وإضافة الظلم إليه وحده ثم إذا وزنوا الغرامة فليكن أول الناس وزنا ولا يحمى ماله بما لهم وينبغي له وزن غرمات الفقراء من جيرانه ولو لم يشكوا ذلك ولم يسألوه فيه فإن المعاملة مع اللّه عز وجل وما سلك أحد هذا المسلم الا وكان اللّه عز وجل نصيره وكافيه .
وليحذر ان يقول له إبليس لا تعطى عنهم شيئا يظنوا بك إنك تعطى خوفا منهم ويرد وسوسته في وجهه فإن اللّه أصدق القائلين وقد جعل النصر والتأييد مع من يحسن إلى أعدائه .
وليحذر أن يقيم الحجة على عدوه حتى ينكس رأسه بين الناس ويظهر لهم كلهم ان عدوه هو الظالم فإن ذلك يقوى العداوة وكأنه جنى عليه جناية جديدة بل الواجب عليه إذا علم من عدوه البغض أن يغالطه ويقول أنا قلبي يشهد بأنك تحبني وأنا ما أرجع الا لقلبى لا لقولك أنت انك تبغضني وكذلك يفعل مع أصحاب عدوه واحدا بعد واحد حتى يكونوا كلهم من عصبته ان شاء اللّه تعالى وأما إذا عادى من راه يضحك مع عدوه أو يشاوره فإن اعداه تكثر ،
ومن كلام أهل التجارب :
وأحسن العشرة مع بعضهم * يعينك البعض على كلهم
ومن أعوان الأمور لزوال العداوة وتحميد نار الفتنة وإبطال كلام الناقلين ذهاب الخصم إلى مكان عدوه ومجالسته فإن الناس إذا رأوهم مجتمعين يتكلمان ويضحكون خمدوا أجمعين فالحمد للّه رب العالمين .
338 - أخذ علينا العهود إذا عملنا مشايخ على مجاورين أو خرقة من خرق الفقراء كالاحمدية والرفاعية والقادرية والبرهانية ونحوهم أن لا نخصص نفوسنا عنهم بشئ
سواء كانوا على ما يفتح اللّه عز وجل به أو لهم وقف يأكلون من ريعه وإذا اتاهم شئ من أكابر الدولة مثلا على نية ان يتحملوا حملتهم ويفرجوا كربهم فلا ينبغي للشيخ ولا للفقراء الاكل من ذلك حتى تقضى الحاجة فمن أكل من ذلك شيئا قبل قضائها .
فقد مرض بدنه للحكة والجرب والحب الفرنجى وظلمة القلب وإذا أظلم القلب نقص الإيمان حتى يذهب منه في الأودية وتجرع غصصها أضعاف ما كان اكل واما إذا اتى الفقراء شئ على أمم الهدية
فإن كان من الفواكه والأشياء التي تفرق في العادة فللشيخ أن يفرق على الفقراء أو يشرك أهل بيته معهم وإن كان يدخر في العادة فله ادخاره على اسم الفقراء والمساكين وان كانت القراين تعطى ان ذلك الشئ إنما جاء به صاحبه على اسم الشيخ وحده كالصوف والعمامة والتعل
فللشيخ ان يتخصص به ويخص به من شاء من الفقراء ويجب على الشيخ ان يعظ إخوانه ويزهدهم في الدنيا وزينتها ويقرر لهم انه ما أحب عبد الدنيا إلا سقط من عين رعاية اللّه عز وجل وصار مهينا في ملكوت السماوات والأرض
فإذا أجابوا الطرح الدنيا والخروج عن امساكها لغير حاجة ضرورية فليكن الشيخ أو لهم وليحذر ان يأمرهم بترك الدنيا ويرغب هو فيها كما عليه جماعة من الوعاظ ومسلكى الزمان
فإن الفقراء إذا رأوا شيخهم يزاحم على الدنيا ويخاصم على معلوم وظيفة أو مشيخة أو نظر أو يسافر إلى البلاد البعيدة وفي طلب رزقه أو جو إلى أو مسموح كيف يجيبونه إلى تركها هذا من عكس الموضوع وما هكذا
كان الأشياخ بل ولا أحد من المريدين لأن أول المراتب الإرادة الزهد في الدنيا
ويجب على الشيخ أن يعلم الفقرا من المجاورين وغيرهم ان كل لقمة نزلت في جوفهم من أوقاف الناس وأوساخ صدقاتهم تسترقهم لأصحابهم
وإذا استرقوا لأصحاب تلك اللقمة صارت خدمتهم لأصحاب تلك اللقيمات واجبة قياسا على عبيد الرق سواء وذلك من أكبر قواطع الطريق إلى اللّه تعالى لان المريد في مرتبة الضعف لا يحتمل قلبه غير التوجه لحق اللّه وحده دون خلقه
ولو أمكن المريدون القيام بحقوق الخلق مع السير إلى ما أوجب الشارع الزهد في الدنيا والتقلل منها فافهم ثم إذا لم يخدموهم ولم يلتزموا طاعتهم صاروا كالابقين ولا يرفع للأبق عمل ما دام خارجا عن طاعة سيده فافهم .
وكان سيدي على الخواص رحمه اللّه يقول أنا ما أحب للفقير
أن يتعبد إلا أن كان له حرفة تغنيه عن صدقات الناس فإن لم يعمل حرفة وجلس في زاوية كان أجر عبادته لأصحاب تلك اللقم التي يأكلها فإن كل عبادة نشأت من طعمة فأجرها لصاحب تلك الطعمة لتقويه بها على العبادة
ولولا هي ما قدر على التعبد فيجب على الشيخ أن يعلم الفقرا ان الواجب عليهم ان يبنوا أمورهم في الدنيا كلها على التحقيق
وأن لا يمسكوا من المأكول إلا ما لا بد منه في قيام بينهم وستر عورتهم كالخبز الخشن بيسيرا دام ولو ملحا وكالجبب والبشوت
ويأمرهم بلبس السوه في ثيابهم وعمائهم حتى لا يحتاجوا في غسلها إلى صابون ونحوه ويأمرهم باجتناب لبس الجوخ والمضربات والأصواف الرفيعة
ويقول لهم ان الفقراء إذا لبسوا ملابس أهل الدنيا وأكثروا
من العلائق احتاجوا ضرورة إلى الحرف والتجارات أو ذهاب غالب الليل والنهار في حضور الوظايف في المساجد وغيرها كما عليه طائفة من الفقهاء
وإذا احترفوا كما ذكر ليحصلوا ما يشروا تلك الملابس والأمتعة
فكأنهم ما خرجوا من حب الدنيا بل هم أسوء حالا ممن لم يدخل في صحبة الفقراء لأنهم قالوا حكم الفقير قبل صحبته للفقراء حكم الجديد النقرة وبعد مفارقة طريقهم حكم النصف الزعل
وبالجملة فكل فقير جلس في زاويته بالاشتغال بالقرآن والذكر وكان له في خلوته أو بيته من متاع الدنيا أكثر مما يحمله المسافر الماشي إلى البلاد البعيدة فهو خارج عن طريق القوم كما أشار إليه
قوله صلى اللّه عليه وسلم لمن أوصاه ليكفك من الدنيا كزاد الراكب
فتأمل ويجب على شيخ الزاوية والحرفة أن ينفق هو وجميع الفقراء الذين تحت حكمه وتربيته على أنهم يردوا كل شئ جاءهم من زكاة الناس وصدقاتهم ويظهروا التقطيب في وجه كل من أتاهم بمال ليفرقه عليهم ويقولون له بحق وصدق إخراجك الزكاة على مثلنا لا يسقط عنك الواجب
وذلك لئلا يعود إليهم ثانيا بصدقة ويريح الشيخ من تفرقة أوساخ ذنوب الناس فإن من يقول للشيخ خذ زكاتى فرقها على الفقراء كمن يقول له خذ غائطى وبولي ودمى ومخاطى وصنانى وبصاقى فكل منه وأطعم عيالك وجماعتك ولطخ بذلك يديك وجسمك وثيابك وقلبك
أو كمن يقول له اجلس يا سيدي الشيخ أبول وأمخط وأبصق عليك
وقد أشار إلى كل هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بقوله إن الصدقة أوساخ الناس وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد
ولما سأله الفضل بن العباس أنه يستعمله على الصدقات
قال له صلى اللّه عليه وسلم معاذ اللّه ان استعملك على غسالة ذنوب الناس
وقد قال بعض أئمة اللغة ان الوسخ يشمل الغائط فما دونه
ولكنه صلى اللّه عليه وسلم كان يكنى عن القبيح ما أمكن
ثم اعلم يا اخى ان الوسخ يزيد في القبح وينقص بحسب كسب المتصدق فإن كان يرابى ويغش في المعاملة ويأخذ المكس من التجار ويأكل الرشوة فحكمه كالخرا والقبح وإن كان ينصح في المعاملة ولكنه يبيع على من يفعل ذلك من الظلمة والقضاة فحكمه كالبول والدم وقس على ذلك
وأقل المراتب أن يكون كالبصاق وقد رأيت مرة شخصا جاء إلى سيدي على الخواص بمال والشيخ رمد وهو جالس يضفر الخوص فقال له يا سيدي خذ هذه الدراهم فاستعن بها على نفقة البيت واترك الضفر حتى تبرأ فرده
وقال واللّه انى كما تراني اضفر في هذا الرمد ولا يطيب لي ان اكل من كسبى هذا فكيف أكل من كسبك أنت فقال يا سيدي إن مثلك لا يغش في صنعته فكيف لا تطيب نفسك أن تأكل من صنعتك فقال صحيح
ما تم إن شاء اللّه تعالى غش ولكن أبيع على من وجميع الفقهاء والتجار والزياتين وغيرهم إذا اتاه مكاس أو قاض يشترى منه شيئا لا يرده قط بل يفرح بفلوسه غاية الفرح وإذا أخذنا فلوس الظلمة والمكاسين فنحن سواء لإتحاد العين المتداولة بأيديهم فقال يا سيدي هذا شئ ما كان لي على بال وتركه وانصرف وهو يقول للّه يا أولياء اللّه
واعلم يا اخى انه يفتح على من يعمل شيخ مشايخ على الفقراء أن يأخذ من معلوم الفقرا شيئا ليتوسع به في نفقة بيته لأنه ما اصطاد ذلك إلا بهم وعلى اسمهم ولا ينبغي له ولا لأحد من أعوانه أن يعمل له من شئ من ذلك مضربة ولا صوفا ولا شاشا ولا جوخة ولا بساطا ولا كساء ولا يبنى به بيتا
ولا يبيض به خلوة ولا يكسو به أولاده ولا يشترى له به حمارا ولا بغلا ولا فرسا ولا يزرع به شيئا على اسمه واسم أولاده فإن ذلك كله ممحوق البركة في رزق الزاوية ولو صار لها كل يوم مائة دينار
فالشيخ وجميع أعوانه مكشوفون الحال ضيقون الرزق غالب أكلهم من السوق وكذلك يقبح على من عمل شيخا أن يقبل مسموح السلطان أو مرتبه على البساط فإن المال الذي يصرف على البساط لا يكون إلا من جهات الوزر والخمور وغيرها من المحرمات ومن شك في ذلك
فليسأل أرباب الديوان هذا لو عرض عليه بدخلة من أعوان السلطان فكيف من يسافر لأجله إلى بلاد الروم والعجم
.
يتبع
عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الثلاثاء 23 يونيو 2020 - 19:15 عدل 2 مرات
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
العهود من 321 - 340 .كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود الشيخ عبد الوهاب الشعراني :: تعاليق
العهود من 321 - 340 .كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود الشيخ عبد الوهاب الشعراني
العارف بالله الشيخ عبد الوهاب الشعراني قدس الله روحه
الجزء الثانيالعهود والمواثيق التي اخذت علينا من السادات والمشايخ
إذا علمت ذلك فأقول وباللّه التوفيق :
وكيف يليق بمن يقول أنا شيخ مشايخ أن يزاحم أرباب الوزر على جيف الدنيا وسحتها ويقول لهم اتركوا ذلك لآخذه أنا لأنى شيخ من الصالحين وكان الأولى أن يقول من الصالحين ثم إنه لا بد للشيخ من النصب على أعوان السلطان باظهار الصلاح والاتفاق على العميان والمساكين والمحاويج .
وينهى ذلك في قصته كما مر أوائل هذه العهود فإذا حصل المسموح مثلا انفق منه مدة على الفقراء ثم اتاه أبو مرة فأمره بتغيير ذلك وأن يخص نفسه وعياله وأولاده به ويحرم الفقراء فهو ولو قدر ان يكون حلالا فهو حرام من حيث النصب
لأن أعوان السلطان لا يسمحون لانسان قط بأربعين نصفا كل يوم وهو يخص بها نفسه بدا لأنها جامكية أمير كبير يسافر بالتجاريد في مصالح المسلمين
فباللّه يا سيدي الشيخ أيش نفعك أنت في الوجود ثم ليعلم سيدي الشيخ ان محبته لحلال الدنيا يستحق بها العزل من المشيخة
على طائفة الفقراء فكيف بمحبته لحرامها وهذا الأمر قد حدث في المتشبهين بالفقراء في هذا الزمان كما مر ويجب على الشيخ إذا كان تاجرا على وقف الفقراء ان يحميه من الظلمة وطريق حمايته أن لا يتخصص بشئ منه وأن يصرفه في مصارفه المعينة في كتاب الوقف وأن يأمر الفقراء القاطنين عنده في الزاوية بالاشتغال باللّه عز وجل وكثرة الذكر وتلاوة القرآن لتقع الحماية لهم ويستحقوا تسخير الحق تعالى لهم رزقهم ومتى احتاج الشيخ والفقراء إلى حماية وقفهم من أعوان الظلمة إلى خروج مرسوم يحميهم منه فهم كاذبون في دعوى الفقير والتجريد محتاجون إلى زيادة الاشتغال باللّه تعالى زيادة على ما هم عليه فإن اللّه تعالى ما ضمن تسخير الأرزاق إلا لمن هو مقبل على عبادة ربه ليلا ونهارا واما البطال الكسلان فلم يضمن له ذلك وإنما أمره بالتكسب وعمل الحرف على طريق أبناء الدنيا
وكذلك يجب على الشيخ أن يعلمهم بأنهم إذا قصروا في خدمة ربهم صاروا كلا على إخوانهم المجتهدين في الخدمة فينقص رأس مالهم ولا يرجى لهم نفع
وفي الحديث من جعل الآخرة همه جمع اللّه شمله واتته الدنيا وهي راغمة ومن جعل الدنيا همه شتت اللّه شمله
وفي بعض الكتب المنزلة يا دنيا من خدمنى فاخدميه ومن خدمك فأستخدميه فعلم أن من خص نفسه بمال الوقف أو زوج به أولاده أو بناته أو حلى به نساءه أو ركب منه الخيول المسومة أو نكح به النساء الجميلات أو أنفقه على موالح الرقية من الفقراء البطالين الكسلانين
فطريق الحماية لذلك الوقف بعيدة ولو كان معه مرتعات السلاطين ويا طول ما يبرطل الظلمة والحكام كما هو مشاهد ويجب على شيخ الفقراء المجاورين
إذا رأى نفسه قد صار قليل الصيد لهم أن يعلمهم بالسبب ويقول ارجعوا إلى ربكم بالخدمة له حتى اصطاد لكم والا فلا تلوموا إلا أنفسكم واعلم يا أخي أن اللّه عز وجل قد تكفل لطالب العلم برزقه
فكيف بطالب اللّه عز وجل وإنما يتوقف عليه رزقه ويتعسر من عدم إخلاص نيته منه وقد كثر عدم الإخلاص الأن في طلبه العلم وصار شيخهم لا يقدر يصطاد لهم رغيفا الا بالنصب والحيل والكذب وأقل مراتب الإخلاص أن يصير طالب العلم يحب رفعة جميع أقرانه عليه في العلم والعمل ويفرح بنسبتهم له إلى الجهل وعدم الفهم
وإذا حضر في محفل وهو يعلم ما لم يعلموه لم يتكلم به في ذلك المحفل خوفا أن يعلوهم ولا يعد نفسه أنه من أهل العلم قط في ساعة من ليل أو نهار هذا من أقل درجات المخلصين في العلم ويجب على شيخ المحاورين أن يشتغل بالعلم وتفسير القرآن ومعرفة طريق القوم حتى يكون اعلم من جميع من هم تحت تربيته ولا يحوجهم إلى الخروج إلى غيره من العلماء يستعلموا منه العلم فإن ذلك قصور عن مشيخته عليهم وسبب لإتلاف أحوالهم لاختلاف المشارب عليهم فإن اختلاف المشارب في الفهم يضر كما يضر اختلاف الأطعمة فافهم .
ومن هنا عمل سيدي يوسف العجمي في زاويته بالقرافة منبرا وأقام الجمعة لهم فيه خوفا من تفرقة جماعته إذا خرجوا الأمكنة الجمعة البعيدة
ولو كانت أكثر جماعة من الزاوية وليعلم سيدي الشيخ أنه إذا كان جاهلا بالكتاب والسنة فكلمته على الفقراء قاصرة لكثرة تخريجهم عليه لا سيما إن كان المجاورون أعرف منه بالسنة وأكثرهم منه حفظا للقران والأحاديث النبوية
فإن كلمته لا تسمع بالكلية ولو كان صالحا في نفس الأمر فصلاحه غير مشهور لتعلقه بالباطن فلا تكمل مشيخة شيخ على غيره إلا أن كان اعرف منه بطريق القال وبطريق الحال .
ويجب على الشيخ إذا وقع على يده قسمة دنيا بين الفقراء أن لا يخص أحدا منهم بشئ زائد على غيره إلا أن تكون حاجته ظاهرة للفقراء كلهم بحيث يحثوا عليه ويرقوا حاله .
وليحذران يأخذ مع الفقراء نصيبا له أو لولده فيكون كأحدهم في دناة المروءة وتذهب رياسته عليهم بل يجب عليه أن يفرق كلما دخل على المساكين والأرامل وغيرهم ولا يلحس منهم لحسة ولا يأخذ منه فليسا ولا يدخله بيته ابدا ثم يخرجه للفقرا بعد ذلك فإنهم يتهمونه في الأخذ منه قياسا على نفوسهم لو خلوا به فمن فعل ما ذكر مع الفقرا عظم في أعينهم وهذه شروط خاصة بالفقراء الصادقين أما غيرهم فلا كلام لنا معهم لأنهم قوم ينصب بعضهم لبعض باتفاق منهم ويجب على الشيخ إذا رأى من المجاورين مزاحمة على الدنيا ولو بقلوبهم أن يحكى لهم حكايات الصالحين والزهاد الذين يدعون أنهم منتسبون لطريقهم ويذكر لهم ما كانوا عليه من رفض الدنيا وشهواتها اختيار الاضطرار أو يعلمهم ان الفقراء ما تميزوا عن أبناء الدنيا الا بزهدهم فيها اختيار أو الا فإذا تركوها اضطرار فهم وابتاء الدنيا على حد سوى .
ثم إذا طلب الشيخ تخصيص أحد من الإخوان بقميص أو درهم أو غيرها فليكن ذلك سرا بحيث لا يدرى به فإن طبع البشر كامن فيه الحسد
وكراهة التميز ولو لم يظهر ذلك على الفقراء وإذا كان بعض الصحابة يقول لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم واللّه ان هذه قسمة ما أريد بها وجه اللّه حتى تمعر وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكيف بأمثالنا اليوم نسأل اللّه اللطف وسمعت شيخنا رضى اللّه عنه يقول لابد لكل داع إلى اللّه تعالى أن تنقسم جماعته على أقسام قسم يقولون سمعنا وأطعنا وقسم يقولون سمعنا وعصينا وقسم يقولون سمعنا وأطعنا نفاقا كما انقسم الناس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سواء .
فليوطن الشيخ نفسه على هذا التقسيم فإنه لابد له منه في جماعته شاؤوا أم اأبوا ولو قدر أن قسم المنافقين تاب من نفاقه تولد النفاق في قوم آخرين من أصحابه وليس في الصحبة أشد من صحبة المنافقين لكثرة روغانهم وعدم اعترافهم بنفاقهم فليعذر الشيخ الفقراء في تنكر قلوبهم من بعضهم بعضا إذا دخلت عليهم الدنيا
فإن ذلك امر قهري على أمثالهم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما دخلت الدنيا بين قوم إلا القى اللّه بينهم العداوة والبغضاء يعنى شاؤاام أبوا لكن لا يخفى أن المراد بهؤلاء القوم الذين أشار إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم انما هم أبناء الدنيا الذين اقتصروا على شهود ظاهرها وما لو إلى زخرفها وإلا فالأنبياء والأولياء لا يقع بينهم عداوة بدخولها عليهم كما هو مشاهد فافهم
لأنها عندهم كالتراب وما رأينا أحدا قط عادى أخاه على أردب تراب أو قتله لأجله وإنما أخرجنا الأنبياء والأولياء من ذلك لان الدنيا ما خوذة من الدناءة والدنو والقرب من مقام الطينية ومعلوم أن جميع الأنبياء وكمل ورثتهم من الأولياء قد خرجوا إلى مقام الروحية والأرواح لا ميل عندها للشهوات لعدم ذوقها لها كالملائكة ويؤيد ما أولناه قوله صلى اللّه عليه وسلم لو أن
لابن ادم وأديان من ذهب لأبتغى ثالثا ولو أن له ثالثا لأبتغى رابعا ولا يملأ عين ابن آدم الا التراب لأن المراد بابن آدم من اقتصر على ظاهر الدنيا ووقف عنده إذا لادم هو ظاهر الجلد فكأنه صلى اللّه عليه وسلم جعل الحكم مقصورا على محب الدنيا والا فالأولياء فضلا عن الأنبياء لا يبتغون أن يكون عند هم منها دينارا واحدا قافهم .
ويجب على الشيخ ان لا يغفل عن مراعاة الفقراء القاطنين في الزاوية وغيرها فإنهم غنمه ولا يغفل عن ردهم عن مواضع الهلكة ليلا ونهارا وينبغي له أن يضرب من لم يرتد منهم عن ما يؤذيه إلا بالضرب ويهش على من يكتفى بالهش ويجب على الشيخ إذا أراد ان يغرق عليهم فتوحا أن يقدم لهم مقدمة لكي ينتهوا لكذبهم في دعواهم أنهم تركوا محبة الدنيا فيقول لهم ورد في الحديث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يكثر العطاء لقوم ويقول لهم الذي امنع أحب إلى من الذي اعطى وإنما اعطى العطاء الكثير لقوم يتألفهم على الايمان واقلل العطا لقوم لما علم من قوة ايمانهم وقوة جزمهم فأيكم أيها الفقراء الأقوى إيمانا حتى اقلل له العطاء أو أعطى حصته لأخيه فإذا سكنوا فليقل لهم أيكم ضعف يقينا باللّه وأقل إيمانا به وأقل دينا حتى أعطيه أكثر فكل من شهد على نفسه بشئ فليعامله بما يليق به ولعله يفتضح في ذلك المجلس كذا وكذا واحدا وكان ينبغي لهم كلهم ان يحموا الخرقة ويقول كل واحد نصيبي لاخى فإن أحد إلا يأخذ إلا نصيبه الذي قدره عز وجل له ولكن غلبة الأوهام توهم الإنسان أنه متى لم يزاحم على نصيبه أخذه غيره وقد فرقت مرة مالا على الفقراء وأحرمت منه شخصا كان يدعى أنه من خواص
أصحابي فتغير وزهد في صحبتي فقلت له إنما احرمتك من هذا المال لمحبتي لك فلم يقبل وصار يقول للناس الشيخ ما يعطى إلا بالغرض ويستدل على بكلام بعض المغفلين بقولهم من أحبك أطعمك ومن بغضك احرمك ثم ترك اصحبتى إلى أن مات ويجب على الشيخ إذا قسم بين الفقراء الدنيا ان يصبر على سماع الكلام الجافي منهم كما يجب عليه إذا قسم بين كلاب الدنيا جيفتها أن يوطن نفسه على هبتهم عليه وعضهم له للجناية وظنهم فيه أنه لا بد ان يكون خباء عنهم منها شيئا فإنهم لا يقيسونه الا على أنفسهم وهم لو كانوا هم القاسمين لسرقوا منها من وراء إخوانهم
على طائفة الفقراء فكيف بمحبته لحرامها وهذا الأمر قد حدث في المتشبهين بالفقراء في هذا الزمان كما مر ويجب على الشيخ إذا كان تاجرا على وقف الفقراء ان يحميه من الظلمة وطريق حمايته أن لا يتخصص بشئ منه وأن يصرفه في مصارفه المعينة في كتاب الوقف وأن يأمر الفقراء القاطنين عنده في الزاوية بالاشتغال باللّه عز وجل وكثرة الذكر وتلاوة القرآن لتقع الحماية لهم ويستحقوا تسخير الحق تعالى لهم رزقهم ومتى احتاج الشيخ والفقراء إلى حماية وقفهم من أعوان الظلمة إلى خروج مرسوم يحميهم منه فهم كاذبون في دعوى الفقير والتجريد محتاجون إلى زيادة الاشتغال باللّه تعالى زيادة على ما هم عليه فإن اللّه تعالى ما ضمن تسخير الأرزاق إلا لمن هو مقبل على عبادة ربه ليلا ونهارا واما البطال الكسلان فلم يضمن له ذلك وإنما أمره بالتكسب وعمل الحرف على طريق أبناء الدنيا
وكذلك يجب على الشيخ أن يعلمهم بأنهم إذا قصروا في خدمة ربهم صاروا كلا على إخوانهم المجتهدين في الخدمة فينقص رأس مالهم ولا يرجى لهم نفع
وفي الحديث من جعل الآخرة همه جمع اللّه شمله واتته الدنيا وهي راغمة ومن جعل الدنيا همه شتت اللّه شمله
وفي بعض الكتب المنزلة يا دنيا من خدمنى فاخدميه ومن خدمك فأستخدميه فعلم أن من خص نفسه بمال الوقف أو زوج به أولاده أو بناته أو حلى به نساءه أو ركب منه الخيول المسومة أو نكح به النساء الجميلات أو أنفقه على موالح الرقية من الفقراء البطالين الكسلانين
فطريق الحماية لذلك الوقف بعيدة ولو كان معه مرتعات السلاطين ويا طول ما يبرطل الظلمة والحكام كما هو مشاهد ويجب على شيخ الفقراء المجاورين
إذا رأى نفسه قد صار قليل الصيد لهم أن يعلمهم بالسبب ويقول ارجعوا إلى ربكم بالخدمة له حتى اصطاد لكم والا فلا تلوموا إلا أنفسكم واعلم يا أخي أن اللّه عز وجل قد تكفل لطالب العلم برزقه
فكيف بطالب اللّه عز وجل وإنما يتوقف عليه رزقه ويتعسر من عدم إخلاص نيته منه وقد كثر عدم الإخلاص الأن في طلبه العلم وصار شيخهم لا يقدر يصطاد لهم رغيفا الا بالنصب والحيل والكذب وأقل مراتب الإخلاص أن يصير طالب العلم يحب رفعة جميع أقرانه عليه في العلم والعمل ويفرح بنسبتهم له إلى الجهل وعدم الفهم
وإذا حضر في محفل وهو يعلم ما لم يعلموه لم يتكلم به في ذلك المحفل خوفا أن يعلوهم ولا يعد نفسه أنه من أهل العلم قط في ساعة من ليل أو نهار هذا من أقل درجات المخلصين في العلم ويجب على شيخ المحاورين أن يشتغل بالعلم وتفسير القرآن ومعرفة طريق القوم حتى يكون اعلم من جميع من هم تحت تربيته ولا يحوجهم إلى الخروج إلى غيره من العلماء يستعلموا منه العلم فإن ذلك قصور عن مشيخته عليهم وسبب لإتلاف أحوالهم لاختلاف المشارب عليهم فإن اختلاف المشارب في الفهم يضر كما يضر اختلاف الأطعمة فافهم .
ومن هنا عمل سيدي يوسف العجمي في زاويته بالقرافة منبرا وأقام الجمعة لهم فيه خوفا من تفرقة جماعته إذا خرجوا الأمكنة الجمعة البعيدة
ولو كانت أكثر جماعة من الزاوية وليعلم سيدي الشيخ أنه إذا كان جاهلا بالكتاب والسنة فكلمته على الفقراء قاصرة لكثرة تخريجهم عليه لا سيما إن كان المجاورون أعرف منه بالسنة وأكثرهم منه حفظا للقران والأحاديث النبوية
فإن كلمته لا تسمع بالكلية ولو كان صالحا في نفس الأمر فصلاحه غير مشهور لتعلقه بالباطن فلا تكمل مشيخة شيخ على غيره إلا أن كان اعرف منه بطريق القال وبطريق الحال .
ويجب على الشيخ إذا وقع على يده قسمة دنيا بين الفقراء أن لا يخص أحدا منهم بشئ زائد على غيره إلا أن تكون حاجته ظاهرة للفقراء كلهم بحيث يحثوا عليه ويرقوا حاله .
وليحذران يأخذ مع الفقراء نصيبا له أو لولده فيكون كأحدهم في دناة المروءة وتذهب رياسته عليهم بل يجب عليه أن يفرق كلما دخل على المساكين والأرامل وغيرهم ولا يلحس منهم لحسة ولا يأخذ منه فليسا ولا يدخله بيته ابدا ثم يخرجه للفقرا بعد ذلك فإنهم يتهمونه في الأخذ منه قياسا على نفوسهم لو خلوا به فمن فعل ما ذكر مع الفقرا عظم في أعينهم وهذه شروط خاصة بالفقراء الصادقين أما غيرهم فلا كلام لنا معهم لأنهم قوم ينصب بعضهم لبعض باتفاق منهم ويجب على الشيخ إذا رأى من المجاورين مزاحمة على الدنيا ولو بقلوبهم أن يحكى لهم حكايات الصالحين والزهاد الذين يدعون أنهم منتسبون لطريقهم ويذكر لهم ما كانوا عليه من رفض الدنيا وشهواتها اختيار الاضطرار أو يعلمهم ان الفقراء ما تميزوا عن أبناء الدنيا الا بزهدهم فيها اختيار أو الا فإذا تركوها اضطرار فهم وابتاء الدنيا على حد سوى .
ثم إذا طلب الشيخ تخصيص أحد من الإخوان بقميص أو درهم أو غيرها فليكن ذلك سرا بحيث لا يدرى به فإن طبع البشر كامن فيه الحسد
وكراهة التميز ولو لم يظهر ذلك على الفقراء وإذا كان بعض الصحابة يقول لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم واللّه ان هذه قسمة ما أريد بها وجه اللّه حتى تمعر وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكيف بأمثالنا اليوم نسأل اللّه اللطف وسمعت شيخنا رضى اللّه عنه يقول لابد لكل داع إلى اللّه تعالى أن تنقسم جماعته على أقسام قسم يقولون سمعنا وأطعنا وقسم يقولون سمعنا وعصينا وقسم يقولون سمعنا وأطعنا نفاقا كما انقسم الناس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سواء .
فليوطن الشيخ نفسه على هذا التقسيم فإنه لابد له منه في جماعته شاؤوا أم اأبوا ولو قدر أن قسم المنافقين تاب من نفاقه تولد النفاق في قوم آخرين من أصحابه وليس في الصحبة أشد من صحبة المنافقين لكثرة روغانهم وعدم اعترافهم بنفاقهم فليعذر الشيخ الفقراء في تنكر قلوبهم من بعضهم بعضا إذا دخلت عليهم الدنيا
فإن ذلك امر قهري على أمثالهم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ما دخلت الدنيا بين قوم إلا القى اللّه بينهم العداوة والبغضاء يعنى شاؤاام أبوا لكن لا يخفى أن المراد بهؤلاء القوم الذين أشار إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم انما هم أبناء الدنيا الذين اقتصروا على شهود ظاهرها وما لو إلى زخرفها وإلا فالأنبياء والأولياء لا يقع بينهم عداوة بدخولها عليهم كما هو مشاهد فافهم
لأنها عندهم كالتراب وما رأينا أحدا قط عادى أخاه على أردب تراب أو قتله لأجله وإنما أخرجنا الأنبياء والأولياء من ذلك لان الدنيا ما خوذة من الدناءة والدنو والقرب من مقام الطينية ومعلوم أن جميع الأنبياء وكمل ورثتهم من الأولياء قد خرجوا إلى مقام الروحية والأرواح لا ميل عندها للشهوات لعدم ذوقها لها كالملائكة ويؤيد ما أولناه قوله صلى اللّه عليه وسلم لو أن
لابن ادم وأديان من ذهب لأبتغى ثالثا ولو أن له ثالثا لأبتغى رابعا ولا يملأ عين ابن آدم الا التراب لأن المراد بابن آدم من اقتصر على ظاهر الدنيا ووقف عنده إذا لادم هو ظاهر الجلد فكأنه صلى اللّه عليه وسلم جعل الحكم مقصورا على محب الدنيا والا فالأولياء فضلا عن الأنبياء لا يبتغون أن يكون عند هم منها دينارا واحدا قافهم .
ويجب على الشيخ ان لا يغفل عن مراعاة الفقراء القاطنين في الزاوية وغيرها فإنهم غنمه ولا يغفل عن ردهم عن مواضع الهلكة ليلا ونهارا وينبغي له أن يضرب من لم يرتد منهم عن ما يؤذيه إلا بالضرب ويهش على من يكتفى بالهش ويجب على الشيخ إذا أراد ان يغرق عليهم فتوحا أن يقدم لهم مقدمة لكي ينتهوا لكذبهم في دعواهم أنهم تركوا محبة الدنيا فيقول لهم ورد في الحديث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يكثر العطاء لقوم ويقول لهم الذي امنع أحب إلى من الذي اعطى وإنما اعطى العطاء الكثير لقوم يتألفهم على الايمان واقلل العطا لقوم لما علم من قوة ايمانهم وقوة جزمهم فأيكم أيها الفقراء الأقوى إيمانا حتى اقلل له العطاء أو أعطى حصته لأخيه فإذا سكنوا فليقل لهم أيكم ضعف يقينا باللّه وأقل إيمانا به وأقل دينا حتى أعطيه أكثر فكل من شهد على نفسه بشئ فليعامله بما يليق به ولعله يفتضح في ذلك المجلس كذا وكذا واحدا وكان ينبغي لهم كلهم ان يحموا الخرقة ويقول كل واحد نصيبي لاخى فإن أحد إلا يأخذ إلا نصيبه الذي قدره عز وجل له ولكن غلبة الأوهام توهم الإنسان أنه متى لم يزاحم على نصيبه أخذه غيره وقد فرقت مرة مالا على الفقراء وأحرمت منه شخصا كان يدعى أنه من خواص
أصحابي فتغير وزهد في صحبتي فقلت له إنما احرمتك من هذا المال لمحبتي لك فلم يقبل وصار يقول للناس الشيخ ما يعطى إلا بالغرض ويستدل على بكلام بعض المغفلين بقولهم من أحبك أطعمك ومن بغضك احرمك ثم ترك اصحبتى إلى أن مات ويجب على الشيخ إذا قسم بين الفقراء الدنيا ان يصبر على سماع الكلام الجافي منهم كما يجب عليه إذا قسم بين كلاب الدنيا جيفتها أن يوطن نفسه على هبتهم عليه وعضهم له للجناية وظنهم فيه أنه لا بد ان يكون خباء عنهم منها شيئا فإنهم لا يقيسونه الا على أنفسهم وهم لو كانوا هم القاسمين لسرقوا منها من وراء إخوانهم
وليعلم الشيخ أن الكلاب لا تزدحم قط إلا على من بين يديه جيفه وإلا فلا يقفون قط عليه ولو كان بين يديه قنطار من المسك والعنبر فإن الشيخ الذي لا بر من جهته ولا يأتي على يديه شئ من الصدقات لا يزدحم عليه كلب ولا يكثر من مجالسته أحد
فإن أردت أيها الشيخ محبة الفقراء لك أشد المحبة فأكثر لهم من صيد الدنيا ولو بالنصب والحيل وذل النفس على الأبواب والسفر إلى القرى والبلاد فإنك إذا فعلت ذلك أحبوك أكثر من محبتهم لك إذا أوصلتهم إلى حضرة الأولياء .
وقد تناظر كلب السوق مع كلب الصيد فقال أنا كلب وأنت كلب فلما ذا يقربوك ويجلسونك على فراشهم وانا كلما راؤنى طردونى واخرجوني إلى المزابل فقال كلب الصيد الفرق بيني وبينك واضح لأنى اصطاد لهم وأنت تصطاد لنفسك انتهى فافهم واعتبر ويجب على الشيخ أن يمنع من المجاورة عنده كل من لا يحضر مع الفقراء في أوراد هم وأذكارهم وصلاة جماعتهم
لأن إقامة مثل هؤلاء في الزاوية مما يفسد أحوال أهلها لكثرة تشبه الفقراء الضعاف بأهل الكسل والخمول حتى يصيروا عن قريب مثلهم وليكن الشيخ أول حاضر المجلس وصلاة الجماعة تقوية لعزم الفقراء وإن لم يكن الحضور لازما للشيخ فهو من سنة الأشياخ السابقين في اورادهم وما جعل الأشياخ هذه المجالس الا لتقوى بعض الفقراء ببعض فإن منهم من يصبح كسلانا ومنهم من يصبح نشطا ولو انفرد وربما كسل النشط ذلك اليوم .
وقد حكى أن فقيرا جاء إلى سيدي مدين رضى اللّه عنه ليجاور عنده فحضر مع الفقراء في مجالس الذكر أياما ثم أنقطع فقتل له في ذلك فقال انا ما احتاج إلى من ينشطنى فلا حاجة لي بالاجتماع بأحد
فبلغ ذلك سيدي مدين فأخرجه من الزاوية وقال مثل هذا يتلف الفقراء فيصير كل واحد يدعى أن قلبه حي وبدنه نشيط فينفرد ويترك شعار الزاوية ويجب على الشيخ الناظر على زاوية الفقراء أيضا ان يمنع كل من يريد الاشتغال بغير العلوم الشرعية وهي القرآن وتفسيره والفقه والحديث من الإقامة عنده لأن أوقات الفقراء ضيقة لا تسع الاشتغال بغير ذلك
وهكذا كان سيدي أحمد الزاهد وبعده سيدي مدين وسيدي محمد الغمرى يفعلون
وذلك لأن المريد لا يقدر على الجمع بين الاشتغال بطريق الظاهر والباطن معا ولو أن المريد قدر على الجمع بينهما لم يمنعوه من الاشتغال بعوضه علوم الشريعة
فلذلك كانوا يأمرون التلامذة بأن لا يزيد أحدهم في التعليم على معرفة الفرائض وما لا بد منه من السنن فقط ثم يشغلونه بالذكر كما أوضحنا ذلك في رسالة أداب المريدين وقد عمل سيدي أحمد الزاهد لهم ستين مسألة لأجل ذلك ويجب على الشيخ أن يخرج من الزاوية كل من غير
وبدل عهود الفقراء التي دخل الزاوية على نيتها كما إذا دخل في العهود مع الشيخ أن يرضى باللقمة والخلقة ثم طلب زيادة على ذلك وقال هكذا ما يكفيني لأن جلوس مثل هذا في الزاوية ضرر بلا نفع وقد صارت الزوايا الان مصيدة للدنيا لا غير بعد بان كانت مصيدة لأعمال الآخرة .
وتأمل يا أخي رهبان النصارى لا يدخل أحدهم في الرهبانية حتى يترك جميع ملاذ الدنيا كلها ويرضى بالخشن من الاكل واللباس ومتى طلب زيادة على ذلك أخرجوه من الكنيسة والرهبانية فما جعلت المساجد والزوايا الا للمنقطعين إلى اللّه فمن لا ينفطع فلا حق له في صدقات الفقراء واللّه عزيز حكيم
وينبغي للشيخ أن لا يتكدر من الفقراء القاطنين عنده إذا رأى منهم قلة اعتراف له بالفضل والرتبة فإن هذا الزمان ما بقي أهله يحتملون إقامة الميزان عليهم فليعامل الشيخ ربه فيهم إذ الأمور كلها قد صارت على وجه الختام والناس في دهليز القيامة ولا تقوم الساعة حتى تستوفى هذه الأمة جميع الذنوب التي هلكت بها الأمم السالفة
كان ذلك على ربك وعدا مفعولا وليتامل الشيخ في جماعة الأشياخ الذين هم في عصره يلقن أحدهم الألف مريد والعشرة آلاف مريد وأكثر ولا يفتح على شخص منهم بسوء شقشقة اللسان
ويقول اخذت عن سيدي الشيخ فلان وبعده عن فلان وبعده عن فلان لا غير كل ذلك لعدم انقيادهم للشيخ وعدم الصدق في الطلب والامر إلى وراء لا إلى قدام وقد صار الشيخ يطعم جماعته ويكسوهم من حين كانوا أطفالا ويتامى إلى أن يصيروا رجالا ويزوجهم ويقريهم العلم ويسمعهم أدآب القوم
فلا يحفظ أحدا منهم له حرمة ولا يتذكر له جميلا وإذا مات الشيخ وترك أطفالا صغار إلا معلوم لهم فلا يفتقدهم أحدا منهم بحسنة من حسنات الدنيا التي أسسها الشيخ لهم وتسبب في وقفها عليهم فلا حول ولا قول الا باللّه العلي العظيم .
339 - أخذ علينا العهود ان نحسن ظننا في اللّه عز وجل ولا نسىء به الظن ولو فعلنا جميع المحرمات الإسلامية
وبهذا العهد يكون ختام العهود إن شاء اللّه تعالى .
اعلم يا اخى ان حسن الظن باللّه عز وجل هو محط رحال الأولين والآخرين وقد حث الحق تعالى على حسن الظن به
فقال في الحديث القدسي أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا انتهى وفي ذلك بشرى من اللّه عز وجل عظيمة لأن في الظن نوع ترجيح إلى جانب العلم الشامل ذلك الظن للخير والشر ولكن الحق تعالى ما وقف هنا
لان من رحمته سبقت غضبه بل قال معلما لعباده فليظن بي خيرا بصيغة الامر فكل من لم يظن باللّه خيرا فقد عصى امر اللّه عز وجل وجهل ما يقتضيه الكرم الإلهى يوم القيامة حين يبسط الحق تعالى بساط الكرم فيدخل ذنوب الأولين والآخرين من المسلمين في حواشيه ويقول الملائكة ما بقي لغضب ربنا موضع
لكن هناد دقيقة وهو ان المدار على حصول حسن الظن حال طلوع الروح لأن الحكم له وهو أمر مغيب لا يعرف العبد هل يوفى به أم لا وما قبل طلوع الروح لا مدار عليه وان كان محمودا
ومن هنا خاف الأكابر من سوء الخاتمة وهي أن يموت وهو يظن باللّه سوء نسأل اللّه العافية قالوا جب على الإنسان دوام حسن الظن ليلا ونهارا
فإنه عنوان السعادة فإن قيل العلماء يقولون أن ترجيح جانب الرجاء وحسن الظن لا يؤمر به العبد إلا إذا كان مختصرا
والا فترجيح جانب الخوف أولى قلنا والوفاة حاضرة عند العبد في كل نفس من أنفاسه وليس هو على يقين من الحياة نفسا واحدا فلا يجوز له سوء الظن باللّه ابدا في نفس من الأنفاس لاحتمال أن يكون ذلك النفس هو اخر العمر فتخرج روحه على تلك الحالة فيلقى اللّه تعالى وهو ظان به السوء
فيجنى ثمرة ذلك من أنواع العقوبات والخزي في البرزخ ويوم القيامة فما عاد على العبد الا سوء ظنه بربه لا غير
فإن ظننت يا اخى بربك خيرا فإنك تشاهد من كرم اللّه تعالى ما لم يخطر لك على بال فإن ظننت به انه لا يضيعك في الدنيا ولا يكلك إلى نفسك طرفة عين فعل
وإن ظننت به أنه يوفى عنك ما عليك من حقوق العباد في الأموال والاعراض ولا يؤاخذك بحقوقه تعالى فعل
وان ظننت به انه يميتك على التوحيد وكمال الايمان والأحوال فعل
وان ظننت به انه لا يفتنك في قبرك ويلقنك حجتك فعل
وان ظننت به انه لا يشهد أهوال يوم القيامة بل تقوم من قبرك فتركب براق اعمالك إلى الجنة فعل .
وإن ظننت به أنه لا يحاسبك عن شئ ولا يسألك عن تقصير فعل
وإن ظننت به انه يثبت قدميك على الصراط ولا يوقعك في نار جهنم فعل
وإن ظننت به أنه يدخلك الجنة ويعطيك فيها ما لا عين رأت وإلا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فعل والحمد للّه رب العالمين .
ولنشرع بعون اللّه في الخاتمة الجامعة لعهود كل الأولياء فنقول وباللّه التوفيق .
الخاتمة :
في ذكر جملة من العهود الخاصة بأهل دائرة الولاية الخاصة على مصطلح القوم أعلم يا أخي أن عهود الأولياء لا يحضرها ديوان
ولكن نذكر لك منها جملة صالحة من أخلاقهم لتستدل بذلك على علو مقامهم وغزارة علمهم رضى اللّه عنهم أجمعين فنقول وباللّه التوفيق .
340 - أخذ علينا العهود إذا دخلنا في دائرة الولاية إن شاء اللّه أن يكون أحدنا مسلوب الحقيقة والاسم
بأن يفنى مراده في مراد اللّه فارغا مما ليس له بوصف ملأنا بما قسم له وقدر عليه ان تكلم فكلام لا يفهم منه الا العجز وإن سكت فلا يجد في باطنه ما يتفكر فيه يتوجه لقضاء حوائجه بجميع قوى حسه لا يجرح ولا يرجح إلا لمصلحة شرعية .
ولا يكثر وصف أحد بحق ولا بغيرة يتكلم مع الوقت والحال لا بهما ولا لهما يكثر الدعاء لنفسه ولجميع خلق اللّه مع كثرة التفرغ والأدب متقلبا في علم اللّه تعالى لا يطابق قوله وفعله زمانين ماض وات على الكشف والشهود .
ليس عنده من العلم بالحق تعالى إلا الكون فقط يتعاطى لنفسه ولغيره ما يحتاج إليه مما يكره طبعا واصطلاحا بقصد صحيح يتغير مع الكون إذ هو نازل تحت حكمه كنزول القلب في باطن تجويف الجسد الذي هو محل الاستحالة والتغير وفساد الأمزجة فرحه للكون فرحه لنفسه حقيقة يضع الأشياء في محلها الشرعي الا بطريق التحجير على الأشياء بمحلات مخصوصة يتحللها من عند نفسه يقيم الميزان بغير صنج توجب تعديلا أو ترجيحا بل تكون ميزانه كميزان الحق تعالى تطيش على الذر ولا يظهر فيها
حكم زيادة ولا نقص يتكلم مع العامة والخاصة بكلام يسع عقولهم لا يتميز ولا يمل ولا يراعى في الكلام مصلحة أحد بعينه يأمر فيما طريقه الاجتهاد في حين بما ينهى عنه في حين اخر للسبب المخصص لا يحكم برتبة لاحد دون أن يظهر أثر الرتبة في الكون لا يحكم بحال وله عليه إلا بحكم سببه أو ظهوره لا يأتي من العبادات النفلية ما يشق إلا في حين يشكر لإخوانه بقدر طاقته لا بقدر مرتبة للشكور ويكره جوارحه إذا نقلت له عيب أحد من إخوانه يتأدب مع الخلق لا لهم ولا لأجلهم بل لإعطاء الوجود والموجود حقه من الأدب لا يصلى نفلا قط إلا مقيدا في شكر يعود عليه أو على الكون أثره يقدم مصلحة معيشته على سائر الطاعات لا يبالي بما فات من نوافل العبادات في طلب ذلك يراشى الظلمة إذا قصدوه بأذى ولا يتصرف فيهم بعزل ولا نكال إذا جاروا عليه فإن جاروا على غيره من الرعية فله ذلك لا يبدأ بالإحسان من لا يبدؤه إلا أن يكون المبدؤ فقيرا وذلك لئلا يتكلف المبدؤ بالمكافأة يحب العلماء والصلحاء وإن كانوا على غير قدم كامل لا يداهن أحدا من أخواته ولو كبيرا أحب اخوانه إليه من يرشده إلى عيوبه
وقد تناظر كلب السوق مع كلب الصيد فقال أنا كلب وأنت كلب فلما ذا يقربوك ويجلسونك على فراشهم وانا كلما راؤنى طردونى واخرجوني إلى المزابل فقال كلب الصيد الفرق بيني وبينك واضح لأنى اصطاد لهم وأنت تصطاد لنفسك انتهى فافهم واعتبر ويجب على الشيخ أن يمنع من المجاورة عنده كل من لا يحضر مع الفقراء في أوراد هم وأذكارهم وصلاة جماعتهم
لأن إقامة مثل هؤلاء في الزاوية مما يفسد أحوال أهلها لكثرة تشبه الفقراء الضعاف بأهل الكسل والخمول حتى يصيروا عن قريب مثلهم وليكن الشيخ أول حاضر المجلس وصلاة الجماعة تقوية لعزم الفقراء وإن لم يكن الحضور لازما للشيخ فهو من سنة الأشياخ السابقين في اورادهم وما جعل الأشياخ هذه المجالس الا لتقوى بعض الفقراء ببعض فإن منهم من يصبح كسلانا ومنهم من يصبح نشطا ولو انفرد وربما كسل النشط ذلك اليوم .
وقد حكى أن فقيرا جاء إلى سيدي مدين رضى اللّه عنه ليجاور عنده فحضر مع الفقراء في مجالس الذكر أياما ثم أنقطع فقتل له في ذلك فقال انا ما احتاج إلى من ينشطنى فلا حاجة لي بالاجتماع بأحد
فبلغ ذلك سيدي مدين فأخرجه من الزاوية وقال مثل هذا يتلف الفقراء فيصير كل واحد يدعى أن قلبه حي وبدنه نشيط فينفرد ويترك شعار الزاوية ويجب على الشيخ الناظر على زاوية الفقراء أيضا ان يمنع كل من يريد الاشتغال بغير العلوم الشرعية وهي القرآن وتفسيره والفقه والحديث من الإقامة عنده لأن أوقات الفقراء ضيقة لا تسع الاشتغال بغير ذلك
وهكذا كان سيدي أحمد الزاهد وبعده سيدي مدين وسيدي محمد الغمرى يفعلون
وذلك لأن المريد لا يقدر على الجمع بين الاشتغال بطريق الظاهر والباطن معا ولو أن المريد قدر على الجمع بينهما لم يمنعوه من الاشتغال بعوضه علوم الشريعة
فلذلك كانوا يأمرون التلامذة بأن لا يزيد أحدهم في التعليم على معرفة الفرائض وما لا بد منه من السنن فقط ثم يشغلونه بالذكر كما أوضحنا ذلك في رسالة أداب المريدين وقد عمل سيدي أحمد الزاهد لهم ستين مسألة لأجل ذلك ويجب على الشيخ أن يخرج من الزاوية كل من غير
وبدل عهود الفقراء التي دخل الزاوية على نيتها كما إذا دخل في العهود مع الشيخ أن يرضى باللقمة والخلقة ثم طلب زيادة على ذلك وقال هكذا ما يكفيني لأن جلوس مثل هذا في الزاوية ضرر بلا نفع وقد صارت الزوايا الان مصيدة للدنيا لا غير بعد بان كانت مصيدة لأعمال الآخرة .
وتأمل يا أخي رهبان النصارى لا يدخل أحدهم في الرهبانية حتى يترك جميع ملاذ الدنيا كلها ويرضى بالخشن من الاكل واللباس ومتى طلب زيادة على ذلك أخرجوه من الكنيسة والرهبانية فما جعلت المساجد والزوايا الا للمنقطعين إلى اللّه فمن لا ينفطع فلا حق له في صدقات الفقراء واللّه عزيز حكيم
وينبغي للشيخ أن لا يتكدر من الفقراء القاطنين عنده إذا رأى منهم قلة اعتراف له بالفضل والرتبة فإن هذا الزمان ما بقي أهله يحتملون إقامة الميزان عليهم فليعامل الشيخ ربه فيهم إذ الأمور كلها قد صارت على وجه الختام والناس في دهليز القيامة ولا تقوم الساعة حتى تستوفى هذه الأمة جميع الذنوب التي هلكت بها الأمم السالفة
كان ذلك على ربك وعدا مفعولا وليتامل الشيخ في جماعة الأشياخ الذين هم في عصره يلقن أحدهم الألف مريد والعشرة آلاف مريد وأكثر ولا يفتح على شخص منهم بسوء شقشقة اللسان
ويقول اخذت عن سيدي الشيخ فلان وبعده عن فلان وبعده عن فلان لا غير كل ذلك لعدم انقيادهم للشيخ وعدم الصدق في الطلب والامر إلى وراء لا إلى قدام وقد صار الشيخ يطعم جماعته ويكسوهم من حين كانوا أطفالا ويتامى إلى أن يصيروا رجالا ويزوجهم ويقريهم العلم ويسمعهم أدآب القوم
فلا يحفظ أحدا منهم له حرمة ولا يتذكر له جميلا وإذا مات الشيخ وترك أطفالا صغار إلا معلوم لهم فلا يفتقدهم أحدا منهم بحسنة من حسنات الدنيا التي أسسها الشيخ لهم وتسبب في وقفها عليهم فلا حول ولا قول الا باللّه العلي العظيم .
339 - أخذ علينا العهود ان نحسن ظننا في اللّه عز وجل ولا نسىء به الظن ولو فعلنا جميع المحرمات الإسلامية
وبهذا العهد يكون ختام العهود إن شاء اللّه تعالى .
اعلم يا اخى ان حسن الظن باللّه عز وجل هو محط رحال الأولين والآخرين وقد حث الحق تعالى على حسن الظن به
فقال في الحديث القدسي أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا انتهى وفي ذلك بشرى من اللّه عز وجل عظيمة لأن في الظن نوع ترجيح إلى جانب العلم الشامل ذلك الظن للخير والشر ولكن الحق تعالى ما وقف هنا
لان من رحمته سبقت غضبه بل قال معلما لعباده فليظن بي خيرا بصيغة الامر فكل من لم يظن باللّه خيرا فقد عصى امر اللّه عز وجل وجهل ما يقتضيه الكرم الإلهى يوم القيامة حين يبسط الحق تعالى بساط الكرم فيدخل ذنوب الأولين والآخرين من المسلمين في حواشيه ويقول الملائكة ما بقي لغضب ربنا موضع
لكن هناد دقيقة وهو ان المدار على حصول حسن الظن حال طلوع الروح لأن الحكم له وهو أمر مغيب لا يعرف العبد هل يوفى به أم لا وما قبل طلوع الروح لا مدار عليه وان كان محمودا
ومن هنا خاف الأكابر من سوء الخاتمة وهي أن يموت وهو يظن باللّه سوء نسأل اللّه العافية قالوا جب على الإنسان دوام حسن الظن ليلا ونهارا
فإنه عنوان السعادة فإن قيل العلماء يقولون أن ترجيح جانب الرجاء وحسن الظن لا يؤمر به العبد إلا إذا كان مختصرا
والا فترجيح جانب الخوف أولى قلنا والوفاة حاضرة عند العبد في كل نفس من أنفاسه وليس هو على يقين من الحياة نفسا واحدا فلا يجوز له سوء الظن باللّه ابدا في نفس من الأنفاس لاحتمال أن يكون ذلك النفس هو اخر العمر فتخرج روحه على تلك الحالة فيلقى اللّه تعالى وهو ظان به السوء
فيجنى ثمرة ذلك من أنواع العقوبات والخزي في البرزخ ويوم القيامة فما عاد على العبد الا سوء ظنه بربه لا غير
فإن ظننت يا اخى بربك خيرا فإنك تشاهد من كرم اللّه تعالى ما لم يخطر لك على بال فإن ظننت به انه لا يضيعك في الدنيا ولا يكلك إلى نفسك طرفة عين فعل
وإن ظننت به أنه يوفى عنك ما عليك من حقوق العباد في الأموال والاعراض ولا يؤاخذك بحقوقه تعالى فعل
وان ظننت به انه يميتك على التوحيد وكمال الايمان والأحوال فعل
وان ظننت به انه لا يفتنك في قبرك ويلقنك حجتك فعل
وان ظننت به انه لا يشهد أهوال يوم القيامة بل تقوم من قبرك فتركب براق اعمالك إلى الجنة فعل .
وإن ظننت به أنه لا يحاسبك عن شئ ولا يسألك عن تقصير فعل
وإن ظننت به انه يثبت قدميك على الصراط ولا يوقعك في نار جهنم فعل
وإن ظننت به أنه يدخلك الجنة ويعطيك فيها ما لا عين رأت وإلا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فعل والحمد للّه رب العالمين .
ولنشرع بعون اللّه في الخاتمة الجامعة لعهود كل الأولياء فنقول وباللّه التوفيق .
الخاتمة :
في ذكر جملة من العهود الخاصة بأهل دائرة الولاية الخاصة على مصطلح القوم أعلم يا أخي أن عهود الأولياء لا يحضرها ديوان
ولكن نذكر لك منها جملة صالحة من أخلاقهم لتستدل بذلك على علو مقامهم وغزارة علمهم رضى اللّه عنهم أجمعين فنقول وباللّه التوفيق .
340 - أخذ علينا العهود إذا دخلنا في دائرة الولاية إن شاء اللّه أن يكون أحدنا مسلوب الحقيقة والاسم
بأن يفنى مراده في مراد اللّه فارغا مما ليس له بوصف ملأنا بما قسم له وقدر عليه ان تكلم فكلام لا يفهم منه الا العجز وإن سكت فلا يجد في باطنه ما يتفكر فيه يتوجه لقضاء حوائجه بجميع قوى حسه لا يجرح ولا يرجح إلا لمصلحة شرعية .
ولا يكثر وصف أحد بحق ولا بغيرة يتكلم مع الوقت والحال لا بهما ولا لهما يكثر الدعاء لنفسه ولجميع خلق اللّه مع كثرة التفرغ والأدب متقلبا في علم اللّه تعالى لا يطابق قوله وفعله زمانين ماض وات على الكشف والشهود .
ليس عنده من العلم بالحق تعالى إلا الكون فقط يتعاطى لنفسه ولغيره ما يحتاج إليه مما يكره طبعا واصطلاحا بقصد صحيح يتغير مع الكون إذ هو نازل تحت حكمه كنزول القلب في باطن تجويف الجسد الذي هو محل الاستحالة والتغير وفساد الأمزجة فرحه للكون فرحه لنفسه حقيقة يضع الأشياء في محلها الشرعي الا بطريق التحجير على الأشياء بمحلات مخصوصة يتحللها من عند نفسه يقيم الميزان بغير صنج توجب تعديلا أو ترجيحا بل تكون ميزانه كميزان الحق تعالى تطيش على الذر ولا يظهر فيها
حكم زيادة ولا نقص يتكلم مع العامة والخاصة بكلام يسع عقولهم لا يتميز ولا يمل ولا يراعى في الكلام مصلحة أحد بعينه يأمر فيما طريقه الاجتهاد في حين بما ينهى عنه في حين اخر للسبب المخصص لا يحكم برتبة لاحد دون أن يظهر أثر الرتبة في الكون لا يحكم بحال وله عليه إلا بحكم سببه أو ظهوره لا يأتي من العبادات النفلية ما يشق إلا في حين يشكر لإخوانه بقدر طاقته لا بقدر مرتبة للشكور ويكره جوارحه إذا نقلت له عيب أحد من إخوانه يتأدب مع الخلق لا لهم ولا لأجلهم بل لإعطاء الوجود والموجود حقه من الأدب لا يصلى نفلا قط إلا مقيدا في شكر يعود عليه أو على الكون أثره يقدم مصلحة معيشته على سائر الطاعات لا يبالي بما فات من نوافل العبادات في طلب ذلك يراشى الظلمة إذا قصدوه بأذى ولا يتصرف فيهم بعزل ولا نكال إذا جاروا عليه فإن جاروا على غيره من الرعية فله ذلك لا يبدأ بالإحسان من لا يبدؤه إلا أن يكون المبدؤ فقيرا وذلك لئلا يتكلف المبدؤ بالمكافأة يحب العلماء والصلحاء وإن كانوا على غير قدم كامل لا يداهن أحدا من أخواته ولو كبيرا أحب اخوانه إليه من يرشده إلى عيوبه
لا ينفر من شئ ولا يرغب في شئ ولا يزهد في شئ الا تبعا للشارع يكره كل من ينقل اليه عيوب ويهجره
ولو كان صديقه يصحب الناس على قدر أخلاقهم ولا يصحبه هو أحد لا يسبق قوله فعله ولا يزور أحدا من الفقراء إلا بغالب ما يقتات به
لا يشغل نفسه بالرد على أحد من أهل الإسلام لأن الإسلام يعمهم كلهم لا يكذب بما تحيله العقول فإن اللّه على كل شئ قدير لا يخوض قط فيما لا يعلم يحب التكبير إلى سببه الذي أقامه اللّه فيه ويكره
البطالة يكره العزلة عن الناس وإن كانت في طاعة لأنها فرع من شهود نفسه خيرا منهم ولو شهدهم خيرا منه لاستغنهم مجالستهم كالصالحين لا يخرج لصلاة غير الجمعة إلا بعد سماع حي على الصلاة
وذلك حتى لا يأتي إلا بأذن يرى جميع الاعمال تحت المشيئة قبولا وردا يدور مع الحق حيث دار لا يعتب على أحد جفاه ولا يقول لاحد لم لا تتردد الينا احتقار النفسه لا يوبخ قط أحد على ذلة ولا يكتم عن أحد ما أعطاه له من العلوم والمعارف اظهارا للشكور يتكلم من تحت العوائد باللّه واللّه يحب سماع القليل من القران دون الكثير خوفا من حصول الملل لا يرى مفتاح الغيب إلا من عالم الغيب والشهادة عنده من الخوف ما يشغله عن الرجاء يشهد جميع ما في الوجود بعين واحدة
يتبع الجميع يخرج عند نزول البلاء فإن كان معروفا تعظيما لأمر اللّه عز وجل لا يتحجب عنه أوصاف عبوديته طرفة عين لا يكون له عائق عن حضرة اللّه صلى اللّه عليه وسلم في ساعة من ليل أو نهار ومن هنا قلل الأكابر الأكل والشرب لئلا يحتاجون إلى البول والغائط ولا يشهد غير اللّه عند استيلاء ذكره يخشع
بحيث يذكر اللّه تعالى عند رؤيته دائما مع اللّه بلا وصل وبلا فضل لا يأخذ أعماله إلا عن اللّه ولا يرجع فيها إلا إلى اللّه لا يفارقه شهود الافتقار إلى اللّه تعالى طرفة عين لئلا يحرم مدد اللّه المتنزل قال تعالى انما الصدقات للفقراء والمساكين الآية
لا يأسف قط على شئ فإن من امر الدنيا والآخرة لأنه لو كان له ما فات يطاءه البر والفاجر كالأرض لا يتكدر ممن حضره فوق ما يقول قلبه حاضر مع اللّه تعالى في سائر الأحوال فيفتح له في حال جماعة ما يفتح له في حال صلاته له وقت لا يسعه فيه غير
ربه لا يتعمل ولا يجتلب يسع الأشياء ولا تسعه هي يصادف في احكامه الشريعة من غير قصد لحفظه من الزيغ يكرم كل وارد ويتأدب مع كل شاهد يرى رجوعه عن حضرة الحق سلوكا وحجابه عنه شهودا وسره لا يعلمه زرة يوحد اللّه تعالى بالكثرة يعلم ما وراء الحجب من غير رفع حجاب ومريد لكل ما يراد منه ولا يقول قط بالايجاد لأنه سوء أدب يغار على اسرار الحق أن تذاع بين المؤمنين لا العارفين وطرفاه مستويان نازل مثل أبده سواء تدور عليه حميع المقامات
ولا يدور هو عليها لا يعرف له مقام فيوصف به ولا يفارق العوايد فيمير على غيره مخمول الذكر بين الأولياء والاخوان لا يعدوه منهم لما هو عليه من الخفاء عام الشفقة على جميع الخلق لكنه يفرق بين الرحمة بين من أمره الحق تعالى برحمته
وبين من لم يأمره ليجعل لذلك الشخص خصوصا لأجل الأمر يعلم مكارم الأخلاق من سفسافها فينزل لها منازلها تنزيل حكيم يتبراء ممن يتبراء منه ويحسن اليه انتهى .
البطالة يكره العزلة عن الناس وإن كانت في طاعة لأنها فرع من شهود نفسه خيرا منهم ولو شهدهم خيرا منه لاستغنهم مجالستهم كالصالحين لا يخرج لصلاة غير الجمعة إلا بعد سماع حي على الصلاة
وذلك حتى لا يأتي إلا بأذن يرى جميع الاعمال تحت المشيئة قبولا وردا يدور مع الحق حيث دار لا يعتب على أحد جفاه ولا يقول لاحد لم لا تتردد الينا احتقار النفسه لا يوبخ قط أحد على ذلة ولا يكتم عن أحد ما أعطاه له من العلوم والمعارف اظهارا للشكور يتكلم من تحت العوائد باللّه واللّه يحب سماع القليل من القران دون الكثير خوفا من حصول الملل لا يرى مفتاح الغيب إلا من عالم الغيب والشهادة عنده من الخوف ما يشغله عن الرجاء يشهد جميع ما في الوجود بعين واحدة
يتبع الجميع يخرج عند نزول البلاء فإن كان معروفا تعظيما لأمر اللّه عز وجل لا يتحجب عنه أوصاف عبوديته طرفة عين لا يكون له عائق عن حضرة اللّه صلى اللّه عليه وسلم في ساعة من ليل أو نهار ومن هنا قلل الأكابر الأكل والشرب لئلا يحتاجون إلى البول والغائط ولا يشهد غير اللّه عند استيلاء ذكره يخشع
بحيث يذكر اللّه تعالى عند رؤيته دائما مع اللّه بلا وصل وبلا فضل لا يأخذ أعماله إلا عن اللّه ولا يرجع فيها إلا إلى اللّه لا يفارقه شهود الافتقار إلى اللّه تعالى طرفة عين لئلا يحرم مدد اللّه المتنزل قال تعالى انما الصدقات للفقراء والمساكين الآية
لا يأسف قط على شئ فإن من امر الدنيا والآخرة لأنه لو كان له ما فات يطاءه البر والفاجر كالأرض لا يتكدر ممن حضره فوق ما يقول قلبه حاضر مع اللّه تعالى في سائر الأحوال فيفتح له في حال جماعة ما يفتح له في حال صلاته له وقت لا يسعه فيه غير
ربه لا يتعمل ولا يجتلب يسع الأشياء ولا تسعه هي يصادف في احكامه الشريعة من غير قصد لحفظه من الزيغ يكرم كل وارد ويتأدب مع كل شاهد يرى رجوعه عن حضرة الحق سلوكا وحجابه عنه شهودا وسره لا يعلمه زرة يوحد اللّه تعالى بالكثرة يعلم ما وراء الحجب من غير رفع حجاب ومريد لكل ما يراد منه ولا يقول قط بالايجاد لأنه سوء أدب يغار على اسرار الحق أن تذاع بين المؤمنين لا العارفين وطرفاه مستويان نازل مثل أبده سواء تدور عليه حميع المقامات
ولا يدور هو عليها لا يعرف له مقام فيوصف به ولا يفارق العوايد فيمير على غيره مخمول الذكر بين الأولياء والاخوان لا يعدوه منهم لما هو عليه من الخفاء عام الشفقة على جميع الخلق لكنه يفرق بين الرحمة بين من أمره الحق تعالى برحمته
وبين من لم يأمره ليجعل لذلك الشخص خصوصا لأجل الأمر يعلم مكارم الأخلاق من سفسافها فينزل لها منازلها تنزيل حكيم يتبراء ممن يتبراء منه ويحسن اليه انتهى .
.
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
مواضيع مماثلة
» العهود من 61 - 80 .كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود من 21 - 40 .كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود من 81 - 100 .كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود من 101 - 120 .كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود من 121 - 140 .كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود من 21 - 40 .كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود من 81 - 100 .كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود من 101 - 120 .كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود الشيخ عبد الوهاب الشعراني
» العهود من 121 - 140 .كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود الشيخ عبد الوهاب الشعراني
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله