اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي

اذهب الى الأسفل

16062020

مُساهمة 

رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي Empty رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي




رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي

الإمام أبو القاسم الجنيد بن محمد ابن الجنيد الخراز القواريري قدس اللّه روحه 

رسائل الإمام الجنيد على مدونة عبدالله المسافر بالله 

رسالة الجنيد إلى عمرو بن عثمان المكي « 1 »
أوتيت من العلم أعلى منازله ، وتناهيت من الرّسوخ في المعرفة إلى غاية أماكنها ، وأدنيت في مجالس القرب إلى أزلف مواطنها ؛ وتبوئ بك من كمال جوامع الأنباء إلى استيعاب معالمها ، فجرى ذلك لك بالتمكين وأنت مستبصر ، وعلوت في سمو انتهائه مشرفا مستظهرا ، قد تضمنته بقوة الاشتمال عليه فأفضي إليك ، واستغنيت عن السعاية إليه بمنيع صولة التمكين ، لأنك لذلك كله بواضح الحق مستبين ، ولأنك فيما اختلف فيه من العلم على صحة اليقين .
وجعلك اللّه مع ذلك ممن سعد به إخوانه ، ونالوا البغية من العلم بوصفه وبيانه ، وانكشفت لهم الحقائق المشفية من تعبير لسانه ، وأنس منهم من غاب أو حضر بشرف مكانه .
.......................................
( 1 ) من نشرة عبد القادر عن المخطوط رقم ( 227 ) .


 
بل جعلك اللّه نورا يملأ بسنا ضيائه الخافقين ، ويلوح مضيئا طالعا على سائر الثقلين ، فينال عند ذلك كل فريق منهم حظه الكامل ، ويصل إلى مراده الشامل الفاضل ، حتى تكون هذه الظواهر أموره التي ألبسها ، وبوادي أحواله التي أريد بها ، وقد نظر فيها فوقفت به الضنة عن ظهوره ، وتضمنه الصون والحجبة والكتم عن حضوره .
وذلك سر تضل العقول عن الإشارة إليه ، وتنقطع الفهوم عن شيء من الورود عليه .
هيهات ، هيهات ، طمست عن ذلك أطواق كوامل العلماء ، وضلت عنه مقاليد أكابر الفهماء . فهو في تفرد توحده عليّ ، ويعزل قيوميته تجرّده ، فكم من مومئ إليه بتوهمه ، ومن مظهر التحقق به بالطيب عنده ، أن يعرض لينطق به وتلجلج لسانه ، وتحيّر عند الإيماء إلى بيانه .
ويظن الجاهل إذا سمعه أنه قد أصاب ، وهو في عمياء مظلمة عند الخطاب ويكون في دعواه وحقيقة الحق تدفعه ، ويوهم بوصفه السامع في القصد إلى ما يقع الفهم به في النفاذ فيما أمر به ، والترك لما نهي عنه ، وذلك بعض حق العلم على من حمله .
فمتى اقتضيت لنفسك يقع العلم له قبل إعطائك منها حقّ ما للعلم واجب ، احتجب عنك نفعه ونوره ، وبقي عليك رسمه وظهوره وذلك حجة للعلم عليك وإن كان رسمه ظاهرا لديك .
فاحذر أيها الرجل الذي قد لبس من العلم ظاهر حليته ، وأومأ المشيرون إليه بجميل لبسته ، وقصر عن العمل بمحض حقيقته ما وقعت به الإشارة إليك ، وانبسطت به الألسن من الثناء عليك ، فإن ذلك حتف لمن هذه الصفة صفته ، وحجة من اللّه تعالى عليه في عاقبته .
فلمّا سمع العالم من الحكيم ما نطق به ، وقرع سمعه بيان ما شرحه له أطرق مفكرا ، ثم انتحب بعد الفكرة باكيا ، فطال بكاؤه ، وعلا نحيبه واشتد اضطرابه ، فأقبل عليه عند ذلك الحكيم ، فقال له : الآن حين بدت شمس الحكمة تطلع عليك وواضح نورها يصل إليك ، وعند ذلك تنجلي عنك ظلمات ما أعرضت عنه من علمك ، وأغفلته من موانع العلل لفهمك ، وإني أؤمّل بذلك صلاح ما أفسدته ، والتلافي لحفظ ما ضيعته .
فلما سمع العالم إقبال الحكيم عليه بذلك ، سكّن من اضطرابه ، وهدّا من شدة بكائه ، ثم أقبل على الحكيم ، فقال : زدني من دوائك هذا فقد لاوم جراحي ، وقويت الأطماع في


 
الوقوع لحجتي ، فتخلّصني بلطيف حيلتك ورفق حكمتك من وبال ما أنت أعلم بما كمن منه في سري ، واستتر عني من خفيّ هوى الشر ، فقد انطوى عني في سالف الأوقات الماضية خفيّ مستبطنات كانت في السرائر كامنة وكشفت لي عنها بجميل نعتك ، وأوقفني على ما بطن منها بلطيف رفقك ، فقال له الحكيم : تحمد اللّه أبدا فيما أنعم به عليك من اطلاعه إياك على ذلك ، وإيقافه لك على مواضع خللك ، فكن بالذل بين يديه خاضعا ، وافتقر إليه بالاستكانة والخضوع ضارعا ، فإنك تلقاه لخفيّ مناجاتك له سامعا ، وإنك إذا كنت كذلك كان لك إليه شافعا .
واعلم مع ذلك أن ألسنة الحكمة لا تنطق إلا من بعد أن يؤذن لها ، وإذا نطقت وقع النفع لمن أسمع بها . وإنما مثل ذلك من فضل اللّه على خلقه ، مثل غيث سمائه الذي إذا أنزله أحيا به ميت أرضه . أما سمعت اللّه تعالى يقول :فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[ الروم : 50 ] ، وكذلك يحيي اللّه تعالى بألسنة الحكمة ما أمات الإعراض عنه من قلوب أهل الغفلة .
قال العالم للحكيم : أجل ، إن الذي وصفته كما وصفته ، وإني أومّل من الذي انتدبني بلسان حكمتك ، وجاد عليّ تعطّف رحمتك أن تستنفذني من وبال التقصير بدلالتك ، وتخرجني من ذلة التخلف بمصادفة رؤيتك ، وقد علمت الآن أن أربي إلى التكشف لي عما لزمني من وبال تركي للعمل بعلمي ، وتخلّفي عما أوجبه حقّ العلم عليّ ، وعما استتر في نفسي ، وانطوى بالاستخفاء في سري ، ما لم أكن له مدركا ، ولا بما معي من العلم عليه واقفا .
وقد أشرقت الآن بقدر ما أيدني اللّه تعالى به منك ، ومنّ به عليّ ، وكشفه لي بأسبابك على بعض ذلك ، فبعلمي بالقليل من ذلك علمت أن عليّ منه كثيرا لم أدركه ، وخفيّ مستبطنا لم أره ولم أعرفه فاكشف لي أيها الحكيم من أمري ، عما أنت أعلم به مني ، فإن الطبيب أعلم بداء السقيم من نفسه ، وأحق أن يصف له من الدواء ما يكون سببا لبرئه .
قال له الحكيم : قد بدت مطالعات الفهم تلحقك بمعرفة ما عليك من ذلك ولك ، وبدت أوائل معاني الصحو تلوح لعقلك ، وبدت أوائل الإفاقة تسعى بحركاتها لبعض ما في سرك .


 
واعلم أن ضرر الأديان أشر من ضرر الأبدان ، وسقم الجوارح والأجسام أسهل من سقم القلوب والأفهام ، لأن علل الدين والآفات المعترضة على اليقين سبب للبوار ، وموردة لأهلها على النار ، مؤدية إلى سخط الجبار وما عدا ذلك إلى غيره ، وكان واقفا فيما سواه من الأمراض والأسقام الكائنة في الجوارح والأجسام ، فذلك ضرر يؤمل برؤه ، ويزول مكروهه وشره ، ويرجى من اللّه تعالى ثوابه وأجره .
واعلم أن الطبيب العالم المجرب ، والحكيم الناصح المؤدب ، أعلم بدنف الأبدان والعلل المخامرة بآفاتها للأديان ، لأن المعبر عنهما يعبر عما يجد من ذاته ، والواصف لما حل به من بلائه ، مقصر عن بلوغ نعته لذلك ، مختلف عن الوصف لما هنالك . 
ووصف المتطبب الخبير ، والمجرب البصير ، يكشف لأهل الأمراض عما وجدوه ، وينبئهم عن زوال ما فقدوه ، حتى كان الموصوف بعبارة اللسان ، منظور إليه بحقيقة العيان ، وإني أصف لك على أثر ذلك أمورا تقوي لك حالك ، وتبلغك غاية البغية من سؤالك ، والقوة باللّه العظيم .
اعلم أيها المنسوب إلى العلم ، بوقوع الصحو لك تتبين حيرة السكرة ، وبكون الإفاقة تقف على وقت الغمرة ، هو بصحبة الذكر ينكشف لك وبال الغفلة ، وبالسلامة والعافية يتميز وقت العلة .
فاعلم أن ذلك كله ، مشغل في حين كونه عن حقيقة معرفته ، ضارّ لأهله بما لبسهم منه عن وجود حيرته إلا بحمله علم مزاجه اللبس والظلمة ، ليثبت اللّه تعالى بذلك عليهم الحجة فخلّ عن نفسك أيها المعني بها والحريص على تعجيل استنقاذها وبال السكرة والغمرة والغفلة والحيرة باستعمال ما أصفه لك والإسراع إلى ما أحثك عليه ، والمبادرة إلى ما أشير به إليك . فإن صحة الصدق وجودة القصد ، يؤديانك إلى المحل الذي هو باب المدخل فيما تحبه ، والمخرج مما تكرهه ، ولن يحجبك عن بلوغ ما تريد - والقوة باللّه - إلا بتقصيرك عن المجاهدة في واجب حق السعي عليك فاحذر ، ثم احذر ، أن تكون على شيء من ذلك مقصرا ، أو ألفاك وقتا وأنت عنه فاتر راجع ، فإن مطيتك الموصلة لك إلى بغيتك ، صدقك في إقامة المناصحة في محل مجاهدتك قد أوقفتك على وجه المنهج والمدرجة وقربتك من المسير على أوضح المحجّة .
واعلم أيها الرجل الحاذر ، المحثوث المبادر ، أن الإقامة المانعة لك ولنظرائك بعد الحمل للعلم ، وطول السعاية فيه ، ودوام العناية بجمعه ، والاستكثار من الحمل له ، والميل إلى التأويل ، والدخول به فيما خفي من النفس من الميل إلى الدنيا والركون إليها .


 
وهم أي المتأولون في ذلك على معان مختلفة : فمتأول متبين الإغماض والأغراض فيما استكنّ في خفايا نفسه ، فمضى فيه على ما عليه منه والعلم بنكته ، ولا يتركه في كثير من الأوقات ، ويستتر ذلك عليه في بعض أوقاته .
ومتأول قصد الصحة والتحقيق فيما تأوله ، ولحقه في ذلك الميل من حيث لم يستدركه ، وانطوى عليه ما عليه فيما قصد له ، وكان عنده أن الذي عمد له وتأوله أولى به من غيره ، فمضى على ذلك ، وهذا نعت حاله ، فكان مما قصد له في التأويل على معنى الصفة الأولى ، والتي تبين لصاحبها خفي أغماضه وطويّ ما في نفسه ، إذ جعل العلم ذريعة وسببا إلى ذلك ، فلبس حليته وتجمل بلبوسه ، وأظهر بالتأويل أثر العلم ، ودعا إليه ، ونصب نفسه للشهرة له ، ليعلم الناس ما علم منه ، فلما عرف موضعه ومكانه ، وسمع منه
وأقبل الناس عليه نحوه ، استحسن اجتماع العوام عليه وثناء الجاهلين بما ليس فيه ، فقوي عليه بذلك سلطان التأويل ، وأوهم نفسه حظ اجتماعهم ، وانبساط ثنائهم ، وكثرة تعظيمهم ، وحسن قبولهم له بما ظهر من نفسه وتحسن به مما يعلم اللّه تعالى منه خلاف ما أسره وأضمره .
فما استوى له ذلك عند العوام والجهلة ، وكثرة حمد الحامدين بالغلط والغفلة ، مال إلى ما في نفسه من أخذ العوض على ما نشر من علمه ، ورضي بما تعجله من ذلك ثوابا لعلمه ، وصار بائعا للعلم بالثمن اليسير والخطر القليل ، ورضي بالدنيا عوضا من الآخرة ، ومن ثواب اللّه تعالى على الأعمال الصالحة ، فأصبح في جملة من ذمه اللّه تعالى في كتابه وقص علينا من بيانه على لسان نبيه صلى اللّه عليه وسلّم قال اللّه عز وجلّ :وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ[ آل عمران : 187 ] ،
وقال تعالى :فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ[ الأعراف : 169 ] .
فذمّهم اللّه تعالى وقص علينا في كتابه ، وصرح بذلك إلى العقلاء من عباده ، وبينه بيانا محكما قويا لئلا يكون لمحتج في ذلك حجة ، ولا لقائل فيه مساغ ولا مدافعة .
ثم إن اللّه تعالى قص علينا قصص الأنبياء عليهم السلام ، وأخبرنا بما نعتهم به ، وبما أخذ عليهم من ترك الدنيا ، والتشمير إلى الآخرة ، وألا يأخذوا على شيء من ذلك ثمنا ،


 
ولا يريدون عليه أجرا ولأن حق العلم وحق تأديته إلى الخلق ، ألا يكون لشيء منه جزاء إلا ثواب اللّه عز وجل عليه ، والجنة التي جعلها دار من اتقاه وأطاعه ، وقال اللّه تعالى لنبيّه صلى اللّه عليه وسلّم :قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ[ ص : 86 ] ، وقال تعالى :قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى[ الشورى : 23 ] .
وكذلك قصّ علينا في قصص الأنبياء عليهم السلام ، قول نوح :وَما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ[ الشورى : 86 ] ،وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ[ هود : 88 ] ،
وقالإِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي[ هود : 51 ] ، ومثل هذا كثير في كتاب اللّه تعالى .
وهذه سيرة الأنبياء عليهم السلام في الأمم ، وسيرة العلماء في الناس ، ألا يأخذوا على شيء من العلم ثمنا ، ولا يطلبوا على شيء مما يعلمون أجرا ، وسيما ما أخذه العلماء على العلم سحتا ، وسيما ما أخذه الربانيون والأحبار مع نهيهم عن ذلك ، فقال تعالى :لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ[ المائدة : 63 ] ،
والأخبار في النهي عن ذلك كثيرة ، والاستقصاء في ذلك من الحجة يطول وصفه ، وقد تبين لك بعض ما فيه كفاية وبلاغ ، واللّه الموفق .
وأما الطوائف التي تأولت ، ورأت أن الذي تأولته هو الحق ، فإنهم قوم لحقهم الزلل من حيث غاب عنهم علم الحقيقة ، ونالهم من المشكلات التي لا تبين لأهلها إلا بعد التورط فيها والانغماس في مكروهها .
جعل القوم أئمتهم فيما تأولوه رجالا قلّت مناصحتهم لأنفسهم ، ولم يصادفوا صواب الحقيقة فيما عمدوه . قالوا : للخلق إلينا فيما علمناه أشد الحاجة ، وعلمنا إقامة الحق في سائر الخلق . فمن ذلك تقديم الأئمة ، والمشورة عنهم ، والتقوي بهم ، وكذلك الأمراء والروؤساء وعظماء أبناء الدنيا . فجعلوا السعي إلى الخلفاء والأمراء والحكماء وعظماء أبناء الدنيا عملا لهم يحتسبون به ، ويؤملون ثوابه وجعلوه من أجلّ الأعمال ، وأعظمها قدرا ، وأوفرها عندهم ثوابا . فحملوا العلم إلى الخلفاء والأمراء وعظماء أبناء الدنيا . وطرقوا به أبوابهم ، وسعوا بما حملوه منه إلى من لم يطلبهم له ، ولم يدعهم إليه ، ولم يعرفهم به .
فلحقهم في أول الأمر ذل السعاية ، والتوسل إلى الحجاب ، ومهانة الوقوف على أبوابهم .
فمن بين مأذون له ومن بين مردود ، قد لحقتهم المذلة ، وعلتهم العقوبة ، ولبستهم الذلة ورجعوا بخضوع المذلة . فلم يزالوا كذلك في نصب الغدو والرواح ، وذلك سبب الهلكة والاجتياح ، حتى وصلوا إلى الذي قصدوا ، ونسوا الإله الذي عبدوا . وأوردتهم الغفلة


 
والنسيان موارد الأموات ، وغمرتهم كثرة العلل والآفات ، واتصلت بأبصارهم وقلوبهم فتنة ما أعد أبناء الدنيا لأنفسهم ، وآثروه على أمور آخرتهم ، من بهجة رونقها ، ونضرة زينتها ، ولوعة زهرتها .
واعلم أيها الباحث عن واجب العلم وشرفه ، والطالب للمصافاة بخالص الأعمال لسيده ، أن أقدام القوم عن مناهج الحقيقة انحرفت ، وأن قلوبهم على صحيح الإرادات ما استوت ، وأنهم مالوا بخفي ما في النفوس على جميل ما أظهروه ، وإلى محبة علم الخلق به وتعظيمهم عليه وإجلالهم من أجله . 
وأحبوا اجتماع الخلق عليهم ، وإشارتهم إليهم ، حتى تصوب آراؤهم ، وتصدق أقوالهم ، وتكبر غايتهم ، ويتصل الثناء لهم ، وإن قصر الخلق في شيء من ذلك عنهم كرهوا ، وإن لم يقع لهم ما يحبون غضبوا ، ولا تسل عن فرط الغضب منهم ، والرضا والتعتب منهم على من خالف مواقع الهوى . ووصفهم بكل ما هم فيه يطول به الشرح ، ويطول به الكلام ، وقد شرحت لك من وصفهم ما انبسط به لساني ، وأجري لك من نعتي وبياني ، وفي ذلك كفاية .


فالبس الآن أنت جلابيب الحذر ، وتدرع بأدرع الخوف ، وخذ على نفسك جنة التقوى ، وقم للّه تعالى على نفسك بدوام الرعاية ، ودوام التفتيش ، وشدة المحاسبة ، وجودة التحصيل ، وصدق البحث ، وصل سرك مع ذلك بدوام الذكر وقوي الفكر . فكن ممن جاهد في اللّه عز وجل حق جهاده ، وممن أثنى اللّه تعالى عليه من صالحي عباده ، مع ما يقع لك من الوعد الجميل والثواب الجزيل .
قال اللّه تعالى عز وجلّ :وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [ العنكبوت : 69 ]
، وقال اللّه تعالى :وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا ما يُوعَظُونَ بِهِ لَكانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً[ النساء : 66 ] . فهاتان آيتان موجبتان لمنالات الخير ، ووقوع الهداية والرشد فخذ بحظك الأوفر من العمل بهما ، واللزوم لما أمر اللّه تعالى فيهما .
وكن على حذر من موافقة شيء مما تقدم به النعت ، من ذلك التأويل وخطأ الرأي ، فإن ذلك مؤد إلى إحباط العمل وشدة الندامة في المنقلب .
قال له العالم : أيها الحكيم ، قد أتيت على الذي في نفسي ، وبلغت مدى ما كان يجول في صدري ، وزدت على ذلك من الوصف أشياء عرفت فضلها ، وانكشف لي صواب


 
العلم به . وأرجو أن يكون ذلك من فضل اللّه تعالى علي ورحمته لي ، وقد جعلك اللّه تعالى سببا لتنبهي على أمور ، لولا منة اللّه تعالى علي بك فيها ، لذهب بي التقصير عن العلم بها حيث ذهب بمن تقدم وصفك له ، فأوقفتني حقيقة علمك بها على زلله وخطأ رأيه . وقد أنعم اللّه علي بما أيدني به منك ، وعظم عندي قدر ما جعلك اللّه له أهلا ، وموضعا من شرحك لما تقدم من نعته ووصفه ، من أحوال الطبقات الثلاثة المتأولين ، وما وقع لهم من الخطأ في القصد والميل بالعمل إلى غير منهجه ، وإلى الانحراف فيه عن سواء السبيل .
وقد احتجت أن تصف لي مقام العاملين للّه تعالى بحقيقة العلم ، والقائمين بحقه ، الصادقين فيما حملوا فيه ، وفيما قلدوه من تأديته ، الممدوحين بنشره ، وبما نقلوا إلى من دونهم منه ، والمحتسبين في تعليمهم الناس على صحة الإرادة ، وإصلاح النية ، وجميل السيرة ، واللذين لم تمل بهم الأطماع ولم يفتنهم الاختداع ، ولم تعرج بهم الأهواء ، ولم تسترقهم إرادات النفوس ، ولم تعطف بهم الدنيا ، ولم يجر عليهم الزلل والخطأ ، وكانوا في ذلك كله على صحة المعنى .
قال الحكيم : أبشر بما فتح اللّه تعالى لك من باب السؤال ، ويسرك له من صحة المقال ، فإن ذلك إن شاء اللّه تعالى سبب إلى ركوب الأعمال ، ومباشرة جميل الأفعال ، ومؤديا لما أؤمله لك إلى تمهيد صدقك . فأخلص لإرادة للّه تعالى في حقيقة قصدك ، واجعل توسلك إلى الحكمة ، واستدعائك لما تحب منها ، تحصين سرك من العلل المانعة عنها ، وأصلح الضمير بإجمامه لما يجب لها . فإن الحكمة لمن اشتملت عليه فيها الرغبة ، واستولت على خالص سره المحبة ، وأشد عطفا وحنينا وميلا منا للأم الشفيقة ، والأب الرفيق .
وكأني مع ذلك أرى سحابا من العلم غدقة منبسطة عليك ، مونقة قد أظلك غمامها ، وقويت لك الآمال باستتمامها . 
فاستمطر الغيث الكائن فيها ، بدوام الوقوف بحضرة فنائها ، وأدم الاستغاثة بمنزل الغيث ، ومنشر السحاب ، وكاشف الضر ومعتق الرقاب ، واعلم أنه جل ثناؤه يحيي بقطرة من غيث رحمته ، موات ما أنزلها عليه بريته . 
فتحرى طلب الحياة تكون السقيا ، فإن أوائل تلك الغمام توجدك الشفا ، وإن غدق ما بها يغسل عن سرك الميل إلى الدنيا ، ومباشرته بجسمك يغسل عنك سائر الأدواء ، وذوقك لسائغ طعمه يميت من نفسك الهوى .
واعلم أن اللّه تعالى إذا أراد عبدا سهل له السبيل ، ووطأ له التثقيل ، وأسرع به في


 
الترحيل ، وبلغه المنزل الفضيل ، ومنحه الحظ الجزيل . وإني أؤملك من الذي عرضك لنجاح السؤال ، وصحيح القصد في المقال ، أن يبلغك بفضله عليك ورحمته إياك منازل المنتجين من أوليائه والأصفياء المستخلصين من عباده .
وأنا واصف لك إن شاء اللّه تعالى ما سألت عنه من نعت أهل الحقائق من أهل العلم ، العاملين به ، والصادقين في القصد إليه ، المجتهدين في إقامة حقه ، المريدين للعلم لما وجب عليهم منه ، الذين لم تفتنهم فيما قصدوه أطماع الدنيا ، ولم تمل بهم عن الأخذ بحقيق ، ولم يستفزهم الغواة من الأعداء ،أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[ المجادلة : 22 ] .
اعلم أن أول ما أوتي المحققين من أهل العلم من العمل في أول الطلب إصلاح النية ، وصحة المراد ، والموافقة فيه للنفوس فيما بدا من إرادة الطلب ، فلم يبيحوا أقدامهم السعي ولم يتحركوا في ذلك بالجوارح ، إلا من بعد ما أحكم جميل النظر لهم بالانبساط فيه فسعوا فيه على أصل ما أدبهم العلم به في أول الأمر ، ومضوا على صحبة الحال وشهادة العلم بذلك .
وألزم صحة ما يبدو به الحق قلوبهم المحققين من أهل العلم ، والإشفاق والحذر والتقية .


فضمهم وجود ذلك ، وألزمهم حصر الجوارح وضبط السرائر ودوام الصمت ، وخافوا مع ذلك أن يكونوا قد قصروا عن واجب حق السعي في طلب العلم ، واشتد تحصيلهم على النفوس ، وصحبتهم جميل الذكر ، ودوام الفكر في مواطن السعي ، فحماهم ذلك عن الانبساط عن معاشرة الطالبين له ، والساعين معهم فيه ، فكانوا بحال والحاضرين معهم بحال ،
كلما بدا من غيرهم لغو أعرضوا ، وكلما بدا من سواهم غفلة أو لعب خافوا وحذروا ، وكلما ظهر لهم من غيرهم مزعج يجري إلى تأكيد حالهم ، وتشديد ضبطهم لما عليهم يدعون لمن حضرهم بالسلامة ، ويحبون لهم الصلاح والاستقامة .
لا يؤذون الناس ، ولا يحقرونهم ، ولا يغتابونهم ، ولا يذمونهم ، بل يشفقون عليهم إذا رأوا منهم الزلل ، ويدعون لهم إذا بدا منهم الخلل ، يعرفون المنكر وينكرونه ويتجنبونه ، ويعرفون المعروف ويحبونه ويستعملونه ، ولا يزدرون المقصرين لكثرة وجوده ، ولا يغمصون من دونهم لما به من حالهم حمدوه ، بل يعرفون ذلك بدلالة العلم عليه ، ولا يخفى عليهم من القوم ما نسبهم الحق إليه . فصواب ذلك وخطؤه لهم بالعلم مميز ، والسلامة من رؤية مكروه ذلك لهم صاحب ، وفيها ألزمهم الإشفاق والتقوى شاغل ، ولهم على طلب العلم مقبل .


 
ألسنتهم بحمد ربهم عند سماع العلم ناطقة ، وقولهم إلى اعتقاد العمل به مبادرة ، وآذانهم بحسن الإصغاء إليه سامعة وأبدانهم بالخدمة للّه تعالى ساعية ، أحسنوا على جميل السيرة جمعه ، وبالوفاء بفضل اللّه تعالى عليهم فهمه ، ولم يزالوا بدوام السعي إليه ، وشدة الإقبال عليه ،
وبكثرة اللزوم لمن العلم حاضر لديه ، حتى أخذوا منه بالخط الأوفر والنصيب الأكبر ، فلما بلغوا منه إلى ما به يستعينون ، وغاية ما إليه يحتاجون ، وبحقائقه في سائر الأوقات يعملون ، رجعوا إلى تفتيش ما كتبوا ، وإلى البحث عما منه طلبوا ، فكان ذلك مانعا لهم من السعاية ، جامعا لهم إلى الخلوة بالعبادة .
ووقفت بالناس إليهم الحاجة ، وعرف موضعهم بحمل الإرادة ، وعرفت أماكنهم من العلم ، وشرفت أحوالهم من الفضل ، وانبسط ذلك ونشأ ، وظهر ذلك وبدا .
فمن بين خال بعلمه ، متشاغل عن الخليقة بعبادته ، مؤثر للعمل فيما فتح اللّه تعالى عليه منه ، ولا يريد بإدامة الخدمة للّه تعالى بدلا ، ولا بالخلوة بما فتح اللّه تعالى له من ذلك حولا .
ومن بين من حضرته في نشره العلم النية ، وقويت له على تعليمه العزيمة ، وسنحت له في ذلك رؤية الفضيلة ، فانبسط في نشر العلم محتسبا ، وكان في العمل من اللّه تعالى بذلك مخلصا ، يرغب إلى اللّه عز وجل في جميل الثواب ويؤمل من اللّه تعالى جميل العائدة في المآب ، مصحوبا في ذلك بمصادفة الصواب .
إذا قال ، نطق بقوة العلم . وإذا سكت ، سكت بوقار الحلم . 
وإذا قصد إلى البيان ، قرب منال الفهم .
وإذا كثروا عليه أحب نفعهم ، وإذا تفرقوا عنه نصحهم يؤدي إليهم ما حمل من العلم بلسان فصيح وبيان صحيح ، بقلب نصوح وقول صدوق ، ولا يعجل على من جهل ، ولا يكافئ من زل وأخطأ ، ولا يوافق بالمراءاة أحدا .
يعفو عمن ظلمه ، ويعطي من حرمه ، ويحسن من أساء إليه ويتجاوز عمن يتعدى عليه ، ولا يريد على شيء من أعماله من الخلق أجرا ، ولا يميل إلى مدحة ولا ثناء ، يجتهد للّه تعالى في إخلاص أعماله ، ويريد وجهه بجميل أفعاله .
لا يقبل الدنيا ممن يبذلها له ، ولا يعارج على من انبسط بها إليه . يضع الدنيا حيث وضعها خالقه ، ويغنيه منها ما قسمه له رازقه . لا يشغل منها بما يزول ، ولا يعمل فيها بما لا يدوم . منصرف بقلبه عن زينتها ، منحرف عن كل ما دعي إليه من بهجة رونقها . يكفيه


 
ما قل وصفا ، ويجزيه ما سلم واستوى . يقف منها عند الشبهات وينصرف عن الأمور المشكلات بل هو للحلال البين تارك ، وفي الأخذ لم لا بد له منه مقتصد . قد آثر فيها وفي كل ما دعي إليه الزهادة ، ولزوم الكد والعبادة .
يرحم من مال برغبته إليها ويرثى لمن أقبل بطلبه عليها لا يراها حظّا لمن طلبها ، ولا ثمنا لسعي من اشتعل بها ، ينظر إليها بعين زوالها ، وبقرب انتقالها . فهذا محل الدنيا عنده ، ومكانها في العلم بها لديه .
وهو مع ما وصفته لك دائم العزلة ، كثير الخلوة ، متصل الجد والخدمة . يجد راحة قلبه ، وقرة عينه ، وسرور فؤاده ، فيما خلص من صالح العمل على سيده ، وأمل عائدة ثوابه في معاده . فإذا ظهر للناس في وقت اجتماعهم عليه ، وطلبهم للعلم العتيد لديه ، ظهر بجميل النية وصحيح الإرادة .
فكان ذلك عنده بعض الأعمال المقربة الصالحة ، فهو لا يخلو من حال هو بها في الخلوة متعبدا ، وإلى اللّه تعالى فيما يقرب إليه مجتهدا ، ومن حاله أن تكون قد حضرته النية . ويبرز للخلق فيكون لعلمه ناشرا ، ولهم مما علمه اللّه تعالى معلما .
والوجل والخوف من اللّه عز وجلّ في أحواله ، والحذر والإشفاق دائما لا يفارقه ، يقوم بشرائط علمه ، ويعدل في قوله وحكمه .
هو من أقوم الناس بالأحكام ، وأعلمهم بالحلال والحرام ، وأبصرهم بشرائع الإسلام .
يقع على آثار المرسلين ، ويتبع سنن الأنبياء والصالحين . لا يميل إلى بدعة ، ولا يقصر عن الأخذ بالسنة ، بعلم بارع محكم قويّ ، وحال واضح بيّن مستو متوسط بجميع المذاهب ، متحرّ لأقوم الآراء ، لا يميل إلى الكلام ، ولا يخطر به منه اهتمام ، لا يطعن على الأئمة ولا يذمها ، ويجب لها من الصلاح ما يعمها .
يرى السمع والطاعة ، ولا ينزع يدا من جماعة يرى أن الخروج على الأئمة من فعل الجهلة الفاسقين ، والغواة المارقين ، والذين يريدون الفتن ، ويبتغون الفساد في الأرض .
أولئك العداة والفساق ، والظلمة المرّاق ، الذين سلكوا غير سبيل الهدى ، واستصحبوا الغواية والردى ، ومالوا بالفتنة إلى الدنيا ، وقد رفع اللّه عز وجل عن ذلك أقدار العلماء ، وجعلهم أئمة هداة نصحاء أخيارا أبرارا أتقياء ، خلصاء سعداء نجباء ، وسادة أجلة عظماء ، حلماء كرماء أولياء جعلهم اللّه أعلاما من الحق منشورة ومنارا للهدى منصوبة ، ومناهج للبرية مضروبة .
أولئك علماء المسلمين ، وأمناء المؤمنين ، وأجلة المتقين . فبهم في نوائب الدين يقتدى ، وبنورهم في ظلمات الجهل يهتدى ، وبضياء علمهم في الظلماء يستضاء . جعلهم


 
اللّه عز وجل رحمة لعباده ، وبركة على من شاء من بريته يعلم بهم الجاهل ، ويذكر بهم الغافل ، ويرشد بهم السائل ، ويعطي بهم النائل ، ويزيد بهم العامل ، ويبلغ بهم إلى المحل الفاضل ، ويحث بهم الراحل ، ويمكن بهم القوي الكامل .
أولئك الذين عمّروا بالذكر للّه تعالى أعمارهم ، وقطعوا بالعمل الفاضل الذكي آجالهم ، وبقوا بذلك للخليقة محمودة آثارهم ، ووضحت للبرية ضياء أنوارهم ، فمن اقتبس من سنا نورهم استضاء ، ومن قفا على آثارهم اهتدى ، ومن اتبع سير ما هم عليه سعد ، ولم يشق .
أحياهم اللّه تعالى حياة دائمة ويتوفاهم وفاة سالمة . وأنسوا بما قدموا به إلى الآخرة ، جعل اللّه خواتم أمورهم أفضلها ، وأحوالهم التي قبضوا عليها أجملها .
وبعد ، أيها السائل عن نعت المحققين ، من العلماء العاملين بالعلم في مدة البقاء ، فقد وصفت لك بعض أحوالهم ، ونعت لك كثيرا من جميل أفعالهم ، ولو أردت بلوغ الاستقصاء لوصفهم ، وذكر ما يستحقونه من نعتهم ، لطال بذلك كتابي ، واتسع به جوابي ، وفيما أجرى اللّه تعالى ذكره من ذلك كفاية لمن اهتدى ، وبلاغا لمن عمل بما هو أولى .
قال العالم للحكيم : أيها الأستاذ العطوف الرحيم ، والمعلم الناصح الحكيم لقد أزعجت بوصفك للقوم قلبي ، وملأت بالخيفة صدري ، وعرفت بذلك موضعي وقدري ، وخفت أن يعجز عن حمل ما عرفته صبري ، لما بينته من شدة تقصيري ، ودوام تخلفي ، فاحتقرت عند المعرفة نفسي ، وأيقنت بليتي ونقصي .
فكيف لي بما أكون به من ذل التخلف خارجا ، وعن مذموم أخلاق نفس راحلا وفي أوائل طريق القوم داخلا ، فإني أرى الوقوف عن ذلك مأثما ، والبقاء مع الحال التي أنا عليها مغرما .
قال له الحكيم : لقد سألت عن شأن عظيم ، وأمر عال جسيم ، يسهل على العالمين بفضله ، وركوب الأهوال في طلبه ، وحمل الأثقال ، والتغرّب من الأوطان ، والخروج عن الأموال ، وقلّ من قويت فيما عند اللّه تعالى رغبته ، وإلا سهل عليه بذل بدنه ومهجته ، ولم يعظم عليه شيء في بلوغ بغيته .
فكن أيها السائل عن منازل النجباء ، ودرجات العلماء ، وأحوال الأئمة العظماء ، المقفين على آثار الأنبياء ، على ترك لكل سبب عن منهاج القوم يعطفك عن سبيل الهداية والرشد ويمنعك .
فكن إلى اللّه تعالى راغبا فيما إليه يرفعك ، واعلم أن ملاحظتك بالرغبة إلى ما قل من الدنيا أو كثر ، حجاب لك عن


 
الآخرة ، وعلة على ملامحتك في حين نفاذ البصيرة . فنح عن ملاحظة الضمير ما يورثك رؤيته النقص والتقصير ، وصف الضمائر ، وطهر السرائر ، بتجريد الاعتزام ، وإجمام الاهتمام ، تفردا منك بما له قصدت ، وفي إدراكه رغبت ، فإن في إصلاحك لما بطن من سرك ، إحكام لما علن وظهر من جهرك . فإيّاك أن تميل إلى شيء وإن قل خطره ، فيميل بك عن محمود وضح لك أمره . فإن أغبن الغبناء من باع كثير ما يبقى ، بقليل ما يفنى ، ومن شغل نفسه عن أمور الآخرة بأمور الدنيا .
واجعل أيها الرجل الطالب لفضل الأحوال والمذاهب ، وأول ما تبدأ من عملك ، وتقرب بفعله إلى ربك ، الزهد في الدنيا ، والإعراض عن كل ما مالت إليه النفس من قليل أو كثير .
فإن قليل ما ملت له إليها ، يأخذ من سرك ، ويشغل من قلبك ويعترض على ذكرك .
وعلى قدر قوة ما معك من مواد القليل منها وضعفه ، كذلك تكون قوة المعترض منه وضعفه ، وعلى حسب الواقع من ذلك يحتجب عنك فهم ما قصدت الهمة ، وإنما تؤثر الأعمال وتحصن القلوب ، إذا انقطعت عوارض الدنيا عنها ، فإذا اعترض منها شيء وإن قل ، فهو المراد والعمل معا ، وكان ذلك يبعد المحاضر والأفهام ، ويوقف الحال عن لحوق الاستتمام .
فاحذر ما عاطفك منها ، ومال بك وإن قل قدره إليها ، تخلص بتخلصك من ذلك إلى سوي الحال والفعل والمقال .
فقال له العالم : وضعت لنصحك خدي ، وجمعت له همي ، وفرغت له قلبي وتبينت فيه رشدي ، وقد أملت برشد هدايتك ، وحقيقة دعايتك ، وصدق مناصحتك ، أن يبلغني اللّه تعالى إلى كل ما أؤمله وغاية ما أطلبه .
وقد رأيت ينابيع الحكمة الجارية من مكنون سرك على لسانك ، واصلة إلي ببعض ما تقصدني به وقد ذقت سائغا من مائه ، فأوجدني انتعاش تبينه محبة نفعك لي به ، فزدني منه ما تقوي به الحياة الباعثة لي ، من موت ما مضى من الحال ، إلى مستقبل ما وقع من الانتقال ، فإني لم أجد شيئا أرجع به فيك إلى اللّه تعالى ، إلا مناجاتي له بجميل مجازاتك عني ، ومكافأته لك بما هو له أهل وأولى .
وبعد إيقاظك لي أيها الحكيم من رقدة الغفلة ، وإنباهك لي من وسن السهو والسنة فقد وجدت استقلالا إلى استدراك الفهم عنك ، يحملني ما وجدت منه إلى العمل ببعضه ، ووجدت مطالعات ما بقي على من التقصير ، يزجرني عن الوقوف عنها لمحكم بيان وعلم إيقان .
فإما ما بين ما سنح من تيسير اللّه تعالى للعلم ، وبين ما نبه العلم عليه من النهوض إلى ما بقي  
* * *


 
رسالة الجنيد إلى أبي إسحاق المارستاني « 1 »
يا أبا إسحاق لا ضيع اللّه ميلي إليك ، ولا إقبالي عليك ، وأنا عليك عاتب واجد ، ولما تقدّم من فعلك غير حامد . أرضيت أن تكون لبعض عبيد الدنيا عبدا ؟
أو يكون بطاعاتك له عليك مهيمنا وربّا ؟
يتخولك ببعض ما يعطيك ، ويمتهنك بيسير ما يزريك ، مبتذلا لك .
ثم يدنسك بأوساخ وضره ، ويجتذبك بمأثور ضرره ؟
فسبحان من بسط إليك به رحمته ورأفته ، فاستنقذك بذلك من وبال ما اخترته لنفسك وملت إليه ! لقد كدت أن تغرق في خلجان بحرها ، أو تهلك في بعض مفاوزها ، لقد أوجب عليّ من الشكر لما جدّد من النعمة عليك ، ووهب لي من السلامة فيك ، ما لا أقوم به عجزا عن واجب حقه إلا يقوم به لي عني .
وأنا أسأل المنان المتطول بفضله ، المبتدي بكرمه وامتنانه ، أن يقوم لي عني بما قصر له به شكري ، بادئا في ذلك بالحمد والجود كما هو أهله ، بل ما لا أحصيه من نعمه .
فليت شعري أبا إسحاق ! كيف معرفتك بما جدد لك من نعمه وآلائه ، وزوى عنك من عطب فرط بلائك ، وكيف علمك بعد معرفتك ، فيما ألزمك المنعم عليك ، والمنّان بفضله وإحسانه فيما أسدى إليك ؟
ألك ليل ترقده ، أم نهار تمهده ، أم مستراح عن الجد تجده ، أم طعام تعهده ، أم سبب من الأسباب دون ذلك تقصده ؟
على أن ذلك غير نائب عنك في وجوب حق النعمة عليك ، فيما جدد به من عتيد البر لديك ، لكنه الغاية الممكنة من فعلك ، والاجتهاد في بلوغ الأجر من عملك .
فكن له بأفضل ما هيّأ لك عاملا ، وعليه به في سائر أوقاتك مقبلا ، ثم كن له بعد ذلك خاضعا مذعنا ضارعا معترفا ، فإن ذلك يسير من كثير وجب له عليك .
وبعد يا أخي فاحذر ميل التأويل عن الحقائق ، وخذ لنفسك بأحكم الوثائق .
فإن التأويل كالصّفاة الزلال ، الذي لا تثبت عليه الأقدام . وإنما هلك من هلك من المنسوبين إلى العلم ، والمشار إليهم بالفضل ، بالميل إلى خطأ التأويل ، واستيلاء ذلك على عقولهم ، وهم في ذلك على وجوه شتى .
وإني أعيذك باللّه وأستعينه لك وأعيذك به من ذلك كله ، وأسأله أن يجعل عليك جنة من جنته ، وواقية من واقيته وإحسانه .
……………………….................................
( 1 ) من نشرة عبد القادر عن المخطوط رقم ( 227 ) ، وحلية الأولياء لأبي نعيم ( 10 / 276 ) .


 
يا أخي كيف أنت في ترك مواصلة من عرّضك للتقصير ، ودعاك إلى النقص والفتور ، وكيف ينبغي أن تكون مباينتك له وهجرانك ، وكيف إعراض سرّك ونبوّ قلبك وعزوف ضميرك عنه .
حقيق عليك على ما وهبه اللّه لك ، وخصك به من العلم الجليل والمنزل الشريف أن تكون عن المقبلين على الدّنيا معرضا ، وأن تكون لهم بسرّك وجهرك قاليا ، وأن تكون لهم في بلائهم إلى اللّه شافعا ، فذلك بعض حقك لك .
وحريّ بك أن تكون للمذنبين ذائدا ، وأن تكون لهم بفهم الخطاب على اللّه رائدا وفي استنقاذهم وافدا ، فتلك حقائق العلماء ، وأماكن الحكماء ، وأحب الخلق إلى اللّه انفعهم لعياله ، وأعمهم نفعا لجملة خلقه .
جعلنا اللّه وإياك من أخص من أخصه بالإخلاص إليه ، وأقربهم في محل الزلفى لديه .
أيحسن بالعاقل اللبيب ، والفهم الأديب ، الطالب المطلوب المحب المحبوب ، المكلأ المعلم ، المزلّف المقرّب ، المجالس المؤانس ، أن يعير الدنيا طرفة ، أو يوافقها بلحظة ؟ !
وقد سمع سيده ومولاه وهو يقول لأجلّ أصفيائه وسيد رسله وأنبيائه :وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِطه : 131 ] ،
أفشاهد أنت لفهم الخطاب ، وإمكان ردّ الجواب ؟ فترك حظه من اللّه مما فاته ، ومصافاته ومكافأته ، ومكانه منه وموالاته ، أن يوادّ من لا يوادّه أو يألف من لا يوافقه .
غضّ يا أخي بصر سرّك ، وبصيرة قلبك عن الإيماء إلى النظر إليهم ، دون المواصلة لهم ، وصن بالمضمون من ضميرك عن أن يكون بالقوم مؤالف .
فواللّه لا والى اللّه من يحادّه ، ولا أقبل على من يبغضه ، ولا عظّم من يعظم ما صغره وقلله إلا أن ينزع عن ذلك . فكن من ذلك على يقين ، وكن لأماكن من أعرض عن الحق مستهينا .
وبعد يا أخي فتفضل باحتمالي إن غلظ عليك مقالي ، وتجشم الصبر على أن يوافق قلبك ما في كتابي ، فإن المناصحة والمفاصحة خير من الإغضاء عن المتاركة ، وإني أختم كتابي واستدعي جوابي بقوله :الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللَّهُ[ الأعراف : 43 ] .
وصلّى اللّه على سيدنا محمّد المصطفى وعلى آله وسلّم تسليما كثيرا .
.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الثلاثاء 16 يونيو 2020 - 17:44 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الثلاثاء 16 يونيو 2020 - 13:28 من طرف عبدالله المسافربالله

رسائل الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي

الإمام أبو القاسم الجنيد بن محمد ابن الجنيد الخراز القواريري قدس اللّه روحه  

رسائل الإمام الجنيد على مدونة عبدالله المسافر بالله 

الجزء الثاني

رسالة الجنيد إلى أبي يعقوب يوسف بن الحسين الرازي « 1 »
كشف الحقّ لك عن حقيقة أنبائه ، وتولاك بعظيم مننه وآلائه ، وتضمّنك في ضمه إياك إلى سوابغ نعمائه ، وجرت النعم عليك برفعه لك إليه وإعلائه لك ، فكنت بحيث لا تكون لك إليه سببا ، بل تكون بما يوجد به منك منتسبا .
قد أخلصك بما اصطفاك له من خلصاء صفوته ، وأوحدك بالانتحال ممن خصّه بولايته وتخيّرك بالاجتباء من كبراء أهل مودته ، والذين آثرهم بالاصطفاء لعظيم خلّته .
فكانت أوائل أقدامهم كبراء أهل المودة المصطفين للخلّة المجردة لديه ، الموضوعة على مناهج الورود عليه ، والنزوع عمّا دونه إليه ، فسبقت إليه به كل سابق ، وسمت إليه وحده عن سنيّات المطالب ، على أنوار فواتح البذل ، تخرّ الأنوار عليهم خريرا ، وتدرّ بمنائح الفضال عليهم درورا ، بسكب غيث هاطل منهمل ، ومدرار غلف بغرائب البر متصل ، يذهل ببوادي وروده عقول من لاحظه به ، ويبهر بأوائل شهوده من أراده له .
فإلى أين ، وبماذا يتخطى ذلك قلوب المكرمين به ، وكيف ، وأنى تتحاماه عقول المصادفين له ؟ !
وذلك لا يكون بفعل مكون وإن كان مكرما ، ولا ينفذ عنه بتخطيه سر ولي وإن كان ممكنا ، ولن يحمل ذلك عن أهل مجالسه وأنسه إلا الحامل بقوته وقدرته حملة عرشه ، فهو تعالى ولي المحاماة عمن اصطنعه لنفسه .
فعند ذلك إذا أراد تعالى ذلك دعا الخلق إلى إخلاص ذكره ، وأقبل بمن تفرد به عليه ، واوى بمن استأثر بمكنون سره إليه ، فكان ما جمعه لأهل الزلفى لديه والمقربين عنده لهم تبعا ، وسائر أوليائه فيما عاطفوا من ذلك شيعا .
لهم منه ما بذله من عظيم عطائه ، وجاد به من جليل مننه وآلائه ، فذلك حظهم المبذول ، وعطاؤهم الدائم الموصول . وذلك كله على عظيم قدره وجليل ما خصهم اللّه تعالى به من نفيس بره ، حجاب عما أخلص به المنفردين بخالص ذكره ، مع حقيقة وجود ذلك ، والكون بالنزول فيما هنالك يبدو أوائل علم من تفرّد به ، وأراده بالاختصاص لما يوجد له .
ولن يصلح لمعاينة ذلك عين بقيت عليها منها بقية ، ولن يلامح ذلك طرف مواقع لرزيّة ، جعلنا اللّه وإياك يا أخي ممن اصطنعه لنفسه ، واستأثر به عمن دونه كتابي إليك يا أخي ، وسبل الحق مسهلة المناهج ، وطرق الرشد زاهرة قد وطئت بالتمهيد لأقدام
..................................................
( 1 ) من نشرة عبد القادر عن المخطوط رقم ( 227 ) .


 

السالكين ، وفسحت بالتوسعة لسير الطالبين ، وزينت ببهجات الأنوار لقلوب الراغبين ، وهو مع ذلك لقلة القاصدين إليها ، ولقلة السائرين بالصدق عليها ، كالعشار المتعطلة ، والمواطن القفار الخربة ، ليس لها على ما عظم اللّه من قدرها ، ووعد من جزيل الثواب على سلوكها ، من أكثر الناس عامر ، ولا في عظيم خطرها من الخلق راغب .
وإني أرى العلم ، مع كثرة منتحليه وانتشار طالبيه بقلة صدقهم في قصده ، وتركهم العمل بواجب حقه ، كالعازب المتغرب البعيد المنفرد ، ورأى الجهل والدعاوي على كثير من الناس غالبا ، وقلة العلم للمنتحلين للعمل بينة .
وأرى هموم أكثر الخليقة على الدنيا عاكفة ، ولما تعجل من حطامها طالبة ، ولقليل ما تعجل منها مؤثرة ، وقد انكفّت العقول والقلوب بالانكباب على طلبها ، وانصرفت إلى الرغبة في القليل منها . وأراهم بسوء المراد ، وكثرة الفساد ، وقلة العمل للمعاد ، في غمرة سكرتها ، وحيرة هوالك ما استولى عليهم منها ، ليس فيهم لغلبة ذلك عليهم مفيق ، ولا راجع إليك إن وعظته بتحقيق ، قد اشتملت عليهم الفتنة بالعاجلة فتحيرت عقولهم عن أمور الآجلة .
والخلق يا أخي إذا كانوا كذلك أشد الحاجة إلى عالم رفيق ، ومؤدّب مناصح شفيق ، وواعظ يدلهم على الطريق ، وأنت يا أخي رضي اللّه عنك بقية ممن مضى ، وأحد يشار إليه من العلماء ، وجليل من أكابر الحكماء .
وقد علمت رضي اللّه عنك أن اللّه عزّ وجلّ قد أخذ الميثاق على أهل معرفته ، وأولى العلم به الذين آثرهم بكتابه ، وفتح لهم في الفهم عنه ، وخصهم بما استخلصهم به من تبيان ، وقلدهم من عظيم أماناته ، أن يبينوه للناس ولا يكتموه ،
وقال جلّ ثناؤه :وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ[ آل عمران : 187 ] ، وقال جلّ ثناؤه :وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ[ المائدة : 44 ] ، وقال جل ثناؤه :لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ ما كانُوا يَصْنَعُونَ[ المائدة : 63 ] .
وأنت يا أخي أحد من بقي ممن قلّد من ذلك ما قلدوه ، وعرف من أبناء الحكم بعض ما عرفوه .
وعليك عندي تبيان ما وهبه اللّه جل ثناؤه لك ، والقول بعظيم ما أنعم به عليك .
فاعدل رضي اللّه عنك إلى المريدين بهمك ، وأقبل عليهم بوجهك ، وانصرف إليهم بحجتك ، واعطف عليهم بفضلك ، وأثّر على غيرهم بدلالتك ، وجميل دعايتك ، وابذل لهم منافعهم من علمك ومكين معرفتك ، وكن معهم في ليلك ، ونهارك ، وخصهم بما عاد به


 

عليك ولك ، فذلك حق القوم منك ، وحظهم مما وجب لهم عليك . أما سمعت اللّه عزّ وجلّ ثناؤه وذكره ، وهو يقول لأعظم خلقه عنده قدرا ، وأعلاهم لديه منزلا :وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً[ الكهف : 28 ] .
فهذه وصية اللّه جلّ ثناؤه لنبيه المجتبى محمد صلى اللّه عليه وسلم المصطفى .
يا أخي رضي اللّه عنك لم أنبهكم على حظ كنت عنه غافلا ، ولا على أمر رأيتك عنه مقصّرا ، وأعيذك باللّه من كل هفوة وتقصير ، وعن كل نقص وفتور ، لكن اللّه عز وجلّ يقول :وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ[ الذاريات : 55 ] ،
وقد بدأتك بكتابي هذا متوسلا به على مواصلتك ، ومستزيدا به من إقبالك على ومؤانستك ، ومتسببا إلى مكاتبتك ، فكن حيث منك ، وزدني فيما رغبت فيه إليك . جعلك اللّه سببا لنفع إخوانك .
ومع ذلك يا أخي هديت لرشدك ، فقد سنح لي شيء أريد أن أقوله ، بدأت بنفسي فيه قبلك ، وأحب أن أكون فيه تبعا بعدك ، وأقدم مع ذلك الاعتذار إليك ، إن لم يقع مقبولا لديك ، فخذه إن كان له في الحق موضعا ، وكن له على المناصحة مستمعا ، فهو لك مني على المناصحة مبذول ، وإن رددته عليّ فهو لدي مقبول .
يا أخي رضي اللّه عنك كن على علم بأهل دهرك ، ومعرفتك بأهل وقتك وعصرك ، وابدأ في ذلك أولا بنفسك ، وكن عاطفا بعد إحكامك فيه بحالك .

* * *

الرسالة الرابعة من الجنيد إلى يحيى بن معاذ الرازي « 1 »

1 - لا غبت بك عن شاهدك ، ولا غاب شاهدك بك عنك . ولا حلت بتحويلك عن حالك ، ولا حال حالك بتحويله عنك . ولا بنت عن حقيقة أنبائك ، ولا بانت أنباؤك بغيبة الأنباء منك .
ولا زلت في الأزل شاهد الأزل في أزليّتك ، ولا زال الأزل يكون لك مؤيدا لما زال منك .
فكنت بحيث كنت ، كما لم تكن ثم كنت ، بفردانيّتك متوحدا وبوحدانيتك مؤيدا ، بلا شاهد من الشواهد يشهدك .
ولا غبت لدي الغيب من الغيب
.............................................................
( 1 ) من نشرة عبد القادر عن المخطوط رقم ( 227 ) ، اللمع للسراج الطوسي ( ص 434 ) .


 

بغيبتك ، فأين ما لا أين لأينه ، إذ مؤيّن الأيّنات مبيد لما أيّنه ، وإذ الإبادة مبادة في تأييد مبيد الإبادات ، وإذ الاجتماع فيما تفرق ، والتفريق فيما جمع ، فرق في جمع جمعه ، وإذا الجمع بالجمع للجمع جمع فيما جمعه .

2 - ثم أدمس شاهده الاندماس ، وأرمس مرمسه في غيب غافر الارتماس ، وأخفى في إخفائه عن إخفائه ، ثم قطع النسبة عن الإشارة إليه وعن الإيماء بما تفرد له منه به .

* * *

رسالة الجنيد إلى بعض إخوانه « 1 »
صفا لك من الماجد الجواد جميل ما أولاك . وأخلصك بما خصّك به وحباك . وكشف لك عن حقيقة ما به بداك . وآثرك بما استأثر به عمّن سواك . وقرّبك في الزلفى لديه وأدناك . وبسطك بالتأنيس في محل قربه وناجاك .
وانتجبك بجميل أمره وصافاك .
وأيّدك في عظيم تلك المواطن وقريب تلك الأماكن بالقوّة والتمكين والهدوء والدّعة والتسكين ؛ لئلا تقوى عليك البداءة الواردة ، والأنباء الغربية القاصدة .
فيلزمك لقوة ذلك عليك في ابتداء خلوصه إبهات الذّهل لما لا يجد لما لا يقال منه محتمل .
فكيف يحتمل ذلك ، أوتقف العقول بضبط ما هنالك ، إن لم يمسكها بالكلاية ، ويكتنف سرائرها بالرّعاية ؟ !
فأين أنت ؟ ! وقد أقبل بك كلّك عليه ، وأقبل بما يريده منك لديه . وقد بسط لك في استماع الخطاب ، وبسطك إلى رد الجواب .

فأنت حينئذ يقال لك وأنت قائل ، وأنت مسؤول عن أنبائك وأنت مساءل ، في درر الفرائد ، وترادف الشواهد ، بدوام الزوائد ، واتّصال الفوائد ، تهطل بعزّ من المجيد عليك من كلّ جانب .
فلو لا إحلاله عليك النعمة وتمسيكه لقلبك بالسكينة لذهلت عند كون ذلك القلوب ، ولتمزقت عند حضوره العقول .
لكنه جلّ ثناؤه وتقدست أسماؤه جاد بالفضل على من أخلصه ، وعاد بالعطف على من اصطنعه .
فحمل عنهم ما تحمّله إياه ، وحملوا ما أراده لهم ، وتفضّل به من إدراكهم له .
جعلنا اللّه وإيّاك من أقرب أوليائه لديه منزلا ؛ إن ربّي سميع قريب .

* * *
............................................
( 1 ) من نشره عبد القادر ، عن المخطوط ( 226 ) .


 

من الجنيد إلى أبي العباس الدينوري « 1 »

من استخلصه الحق بمفرد ذكره وصافاه يكون له وليا منتخبا مكرما مواصلا ، يورثه غرائب الأنباء ويزيده في التقريب زلفى ، ويثبته في محاضر النجوى ، ويصطنعه للخلّة والاصطفاء ويرفعه إلى الغاية القصوى ، ويبلغه في الرفعة إلى منتهى ، ويشرف به ذروة الذرى ، على مواطن الرشد والهدى ، وعلى درجات البررة الأتقياء ، وعلى منازل الصفوة والأولياء .
فيكون كله منتظما ، وعليه بالتمكين محتويا ، وبأنبائه خبيرا عالما . وعليه بالقوة والاستظهار حاكما ، وبإرشاد الطالبين له إليه قائما ، وعليهم بالفوائد والعوائد والمنافع دائما ، ولما نصب له الأئمة من الرعاية لديه به لازما .
وذلك إمام الهداة السفراء ، والعظماء الأجلّة الكبراء ، الذين جعلهم للدين عمدا ، وللأرض أوتادا .
جعلنا اللّه وإيّاك من أرفعهم لديه قدرا ، وأعظمهم في محل عزّه أمرا ؛ إن ربّي قريب سميع .

* * *

رسالة الجنيد إلى بعض إخوانه « 2 »
الحمد للّه الذي استخلص لنفسه صفوة من خلقه ، وخصّهم بالعلم والمعرفة به ، فاستعملهم بأحب الأعمال إليه ، وأقربها من الزلفى لديه ، وبلّغهم من ذلك الغاية القصوى والذّروة المتناهية العليا ، وبعد :
فإني أوصيك بترك الالتفات إلى كلّ حال ماضية ؛ فإن الالتفات إلى ما مضى شغل عمّا يأتي من الحالة الكائنة . وأوصيك بترك الملاحظة للحال الكائنة ، وبترك المنازلة لها ، بجولان الهمّة لملتقى المستقبل من الوقت الوارد بذكر مورده ، ونسق ذكر موجوده . فإنّك إذا كنت هكذا ، كنت تذكر من هو أولى ، ولا تضرّك رؤية الأشياء .
وأوصيك بتجريد الهم ، وتفريد الذكر ، ومخالصة الرب بذلك كله . واعمل على تخليص همّك من همّك لهمّك ، واطلب الخالص من ذكر اللّه جلّ ثناؤه بقلبك ، وكن حيث يراك لما يراد لك ، ولا تكن حيث يراد لك لما تريد لنفسك .
واعمل على محو شاهدك من شاهدك ، حتى يكون الشاهد عليك شاهدا لك بما خلص
..................................................
( 1 ) النص من الحلية ( 10 / 265 ) .
( 2 ) النص من الحلية ( 10 / 279 ) .


 

من شاهدك . واعلم أنه إن كنت كلّك له كان لك بكل الكل فيما تحبه منه . فكن مؤثرا له بكل من انبسط له منك ، ومنه بدا لك ومنه به ، يبسط عليك ما لا يحيط به علمك ، ولا تبلغ إليه أمانيك وآمالك .
وإذا بليت بمعاشرة طائفة من الناس ، فعاشرهم على مقادير أماكنهم ، وكن مشرفا عليهم بجميل ما آتاك اللّه وفضّلك به .
وصلّى اللّه على سيدنا محمّد النبيّ الأميّ ، وعلى آله وصحبه وسلّم .

* * *

رسالة الجنيد إلى بعض إخوانه « 1 »
من أشار إلى اللّه ، وسكن إلى غيره ابتلاه اللّه تعالى ، وحجب ذكره عن قلبه وأجراه على لسانه ، فإن انتبه وانقطع ممن سكن إليه ، كشف اللّه ما به من المحن والبلوى .
وإن دام على سكونه إلى الخلق ، نزع اللّه من قلوب الخلق الرّحمة عليه ، وألبس لباس الطمع ، فتزداد مطالبته منهم ، مع فقدان الرحمة من قلوبهم ، فتصير حياته عجزا ، وموته كمدا ، ومعاده أسفا ، ونحن باللّه من السّكون إلى غير اللّه .

* * *

رسالة الجنيد إلى بعض إخوانه « 2 »
إن اللّه جلّ ثناؤه لا يخلي الأرض من أوليائه ، ولا يعرّيها من أحبّائه ؛ ليحفظ بهم من جعلهم سببا لحفظه ، ويحفظ بهم من جعلهم سببا لكونه .
وأنا أسأل المنّان ، بفضله وطوله أن يجعلنا وإياك من الأمناء على سرّه ، الحافظين لما استحفظوه من جليل أمره ، تجميلا منه لنا بأعظم الرّتب ، وإشرافا بنا على كل ظاهر ومحتجب .
وقد رأيت اللّه تعالى وتقدّست أسماؤه زيّن بسيط أرضه ، وفسيح سعة ملكه بأوليائه وأولي العلم به ، وجعلهم أبهج لامع سطع نوره ، وعنّ لقلوب العارفين ظهوره .
وهم أحسن زينة من السماء البهجة بضياء نجومها ، ونور شمسها وقمرها .
أولئك أعلام لمناهج سبيل هدايته ، ومسالك طرق القاصدين إلى طاعته ، ومنار نور
........................................................
( 1 ) النص من طبقات السلمي ( ص 162 ) ، والحلية ( 10 / 278 ) .
( 2 ) الرسالة من الحلية ( 10 / 280 ) .


 

على مدارج السّاعين إلى موافقته . وهم أبين في منافع الخليقة أثرا ، وأوضح في دفاع المضار عن البريّة خبرا ، من النجوم التي بها في ظلمات البر والبحر يهتدى ، وبآثارها عند ملتبس المسالك يقتدى .
لأن دلالات النجوم تكون بها نجاة الأموال والأبدان ، ودلالات العلماء بها تكون سلامة الأديان . وشتّان ما بين من يفوز بسلامة دينه ، وبين من يفوز بسلامة دنياه وبدنه ! .

* * *

رسالة الجنيد إلى بعض إخوانه « 1 »
اعلم رضي اللّه عنك أن أقرب ما استدعي به قلوب المريدين ، ونبّه به قلوب الغافلين ، وزجرت عنه نفوس المتخلّفين ، ما صدّقته من الأقوال جميع ما اتبع به من الأفعال .
فهل يحسن يا أخي أن يدعو داع إلى أمر لا يكون عليه شعاره ، ولا تظهر منه زينته وآثاره ، وألا يكون قائله عاملا فيه بالتحقيق ، وبكل فعل بذلك القول يليق ؟ !
وأفك من دعا إلى الزهد وعليه شعار الراغبين ، وأمر بالتّرك وكان من الآخذين ، وأمر بالجدّ في العمل وكان من المقصّرين ، وحثّ على الاجتهاد ولم يكن من المجتهدين ! ألا قلّ قبول المستمعين لقيله ، ونفرت قلوبهم لما يرون من فعله ، وكان حجة لمن جعل التأويل سببا إلى اتّباع هواه ، ومسهّلا لسبيل من آثر آخرته على دنياه ؟

 

أما سمعت اللّه تعالى يقول ، وقد وصف نبيّه شعيبا ، وهو شيخ الأنبياء ، وعظيم من عظماء الرسل والأولياء ، وهو يقول :وَما أُرِيدُ أَنْ أُخالِفَكُمْ إِلى ما أَنْهاكُمْ عَنْهُ[ هود : 88 ] ، وقول اللّه جلّ ذكره لمحمد المصطفى صلى اللّه عليه وسلّم :قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ[ سبأ : 47 ] ،
وأمر اللّه له بالدعاء إليه ، بقوله عز وجلّ من قائل :ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[ النحل : 125 ] ، فهذه سيرة الأنبياء والرسل والأولياء .
والذي يجب يا أخي على من فضّله اللّه بالعلم به ، والمعرفة له ، أن يعمل في استتمام واجبات الأحوال ، وأن يصدق القول منه الفعل بذلك أولا عند اللّه ، ويحظى من اتبعه آخرا .
.......................................................
( 1 ) الرسالة من الحلية ( 10 / 260 ) .


 

واعلم يا أخي أن للّه ضنائن من خلقه ، أودع قلوبهم المصون من سرّه ، وكشف لهم عن عظيم أثرهم به من أسره .
فهم بما استودعهم من ذلك حافظون ، وبجليل قدر ما أمّنهم عليه علماء عارفون . قد فتح لما اختصّهم به من ذلك أذهانهم ، وقرّب من المحل الأعلى بالإدناء إلى مكين الإيواء حبّهم ، وأفرد بخالص ذكره قلوبهم .
فهم في أقرب أماكن الزلفى لديه ، وفي أرفع مواطن المقبلين به عليه . أولئك الذين إذا نطقوا فعنه يقولون ، وإذا سكتوا فبوقار العلم به يصمتون ، وإذا حكموا فبحكمه لهم يحكمون .
جعلنا اللّه يا أخي ممن فضّله بالعلم ، ومكنه بالمعرفة ، وخصّه بالرفعة ، واستعمله بأكمل الطاعة ، وجمع له خيري الدنيا والآخرة .

* * *

رسالة الجنيد إلى أبي بكر الكسائي « 1 »
أخي أين محلك عند تعطيل العشار ؟ وأين دارك وقد خرجت الديار ؟
وأين منزلك والمنازل قاع صفصف قفار ؟
وأين مكانك والأماكن عواف دوارس الآثار ؟
وماذا خبرك عند ذهاب جوامع الأخبار ؟
وفيم نظرك عند اصطلام محاضر النظّار ؟
وفيم فكرك وليس بحين نظر ولا افتكار ؟
وكيف هدوؤك على ممر الليل والنهار ؟
وكيف حذرك عند وقوع فواجع الأقدار ؟
وكيف صبرك ولا سبيل إلى عزاء ولا اصطبار ؟ .
فابك الآن إن وجدت سبيلا إلى البكاء ، بكاء الوالهة الحزينة الموجعة الثكلى ، بفقد أعزّة الآلاف ، وفناء أجلّة الأخلاف ، وإبادة ما مضى من الاكتناف ، وذهاب مشايخ الاعتطاف ، وورود بداية الاختطاف ، وروادف عواصف الارتجاف ، وتتابع قواصف الانتساف ، وبواهر قواهر الاعتكاف ، وثواقب ملامح الاعتراف .
فإلى أين موئلك ، وإلى ما يبلغ مصدرك ، والأحلام متمزقة ، والقلوب متصدّعة ، والعقول منخلعة ، والأنباء كلها مرتفعة ، وأنت في أوابد مندمسة ونجوم منطمسة ، وسبل ملتبسة ؟ قد أضلك في اختلاف مناهجها ظلماؤها ، وانطبقت عليك أرضها وسماءها ، ثم أفضى بك ذلك إلى لجّة اللجج ، والبحر الزاخر الغامر المختلع ، الذي كل بحر دونه أو لجة
...........................................
( 1 ) النص من اللمع ( ص 311 ) .


 

فهو فيه كتفلة أو مجّة ، فقد قذف بك في كثيف أمواجه ، وتلاطم عليك بعظيم هوله وارتجاجه .
فمن مستنقذك من متلفات المهالك ، أو مخرجك مما هنالك ؟
كتابي إليك أبا بكر ، وأنا أحمد اللّه حمدا كثيرا ، وأساله العفو والعافية في الدنيا والآخرة .

وصل إليّ منك كتب فهمت ما ذكرت فيها ، ولم يمنعني من إجابتك عليها ما وقع في وهمك ، وشقّ عليّ ما ذكرت من غمك .
وليس حالك عندي حال معتوب عليه ، بل حالك عندي حال معطوف عليه ، وبحسبك من بلائك أن أكون سببا للزيادة في البلاء عليك ، وإني عليك لمشفق .
وإنما منعني من مكاتبتك ، لأني حذرت أن يخرج ما في كتابي إليك إلى غيرك بغير علمك .
وذلك أني كتبت منذ مدة كتابا إلى أقوام من أهل أصبهان ، ففتح كتابي ، وأخذت نسخته ، استعجم بعض ما فيه عليّ قوم ، فأتعبني تخلصهم ، ولزمني من ذلك مؤنة عليهم .
وبالخلق حاجة إلى الرفق ، وليس من الرفق بالخلق ملاقاتهم بما لا يعرفون ، ولا مخاطبتهم بما لا يفهمون ، وربما وقع ذلك من غير قصد إليه ، ولا تعمّد له ، جعل اللّه عليك واقية وجنّة ، وسلمنا وإياك .
فعليك رحمك اللّه بضبط لسانك ، ومعرفة أهل زمانك ، وخاطب الناس بما يعرفون ، ودعهم مما لا يعرفون ، فقلّ من جهل شيئا إلا عاداه .
وإنما الناس كالإبل ، المائة ليس فيها راحلة . وقد جعل اللّه تعالى العلماء والحكماء رحمة من رحمته ، وبسطها على عباده . فاعمل على أن تكون رحمة على غيرك ، وإن كان اللّه قد جعلك بلاء على نفسك .
واخرج إلى الخلق من حالك بأحوالهم ، وخاطبهم من قبلك على حسب مواضعهم ، فذلك أبلغ لك ولهم ، والسلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته .

* * *

رسالة الجنيد إلى بعض إخوانه « 1 »

لا زلت أيّها الموجود بباب اللّه راتبا ، وبه منه إليه لما يحبّه طالبا ، وله في آلائه وغريب أنبائه راغبا . فحبّك به عليه فيما يحبّه لك ويبلّغك إليه ، باصطفائه إلى ما يريده منك ، ليصطفيك فيما يولّيك ، بما ينتخبه لك ويجتبيك .
ثم يبديك فيما يولّيك ، ويخفيك في عزيز ما يبديك إعلاء لك عن مصادفة النواظر لحقيقتك ، وضنّا بك عن معرفة القلوب
......................................................
( 1 ) النص من طبقات السلمي ( ص 162 ) ، والحلية ( 10 / 278 ) .


 

لمكانتك ، وضمّا لك بالاشتمال عليك إلى مصون منزلك .
فكنت عند ذلك بحيث أرمس المكان مكونه ، وطمس الدّلائل عليه من وهم متوهّمه ، فكنت فيما هنالك بغيب لغيب ، انتفت عن حقائقه الشكوك والريب .
كما أن الحقائق بحق اليقين تعلم ، وملاحظة العيان لها محتجبة لا تتوهّم . ومن وراء ذلك توحيد الموحّد ، وربّانيّة الألوهيّة المتفرّد ، على أوليّة أزليّة ، وبقاء سرمد الأبديّة .
وهنالك ضلّت مقاليد الفهماء ، ووقفت علوم العلماء ، وانتهت إليه غايات حكمة الحكماء . وهذه غاية لما هذه نعته وسنا ذروه ، وانتهت الصفة إلى صفته ، ومن وراء ذلك برزخ إلى يوم يبعثون .
وإذا بعث الخلق بعد انقضاء مدة برزخهم ، وأحيوا لحقيقة البعث بعد ميتتهم عرفوا إحياء الحيّ لمن أحياه ، وتركه في سرمد البقاء لمن أبقاه .
وفيما أشرت به من ذلك شرح يطول وصفه ، ولا يحتمل الكتاب نعته على كنهه .
يا أخي رضي اللّه عنك وصل كتابك السّارّ ظاهره وباطنه ، وأوّله وآخره . وسررت بما ضمّنته من علم غريب ، وحكم عزيزة ، وإشارات واضحة منيرة .
ولم يخف عليّ ما عرّضت به مع ما صرّحت به ، وكل ذلك على علمي به ، وسبقي إلى فهم ما قصدت له ، بيّن عندي إلى أين موئله ، وإلى أين نهايته ومصدره ، ومن أين أوّله وآخره ، وكيف جرى على من جرى الحكم به .
لا عدمت استعصامك به تعالى منه ، وقيام عصمتك به له .
غلبت غوالب قاهرة ، وبدهت بواده باهرة ، أودت بقوّة سلطانها ، تقاوم سلطانها بالتقاهر فيما قام منها ، ثم حمل بعضها على بعض ، فركدت متوارية ، وهي في الحقيقة بالقوة متظاهرة ، تحكمت بمنيع عز التصاول ، بلا أين ولا أين ، متكون بكنه نهاية ، ولا هو إلى مواضع محدودة ، فتعرف لها غاية ، إبادتها إبادة مستظلمة ، وسطوتها للكلّ منتظمة . هيه ثم ماذا بعد ذلك ، نصبهم غرضا للبلاء ، وعرضهم للحين والجلاء ، وأنفذ عليهم المكاره بماضي القضاء ، وجرّعهم الموت صرفا ، وأجرى عليهم بقدرته ما يشاء . فمن بين متمانع مستعصم مغلوب ، ومن بين مستسلم مسلوب .

فلا المستسلم فيها باستسلامه ناجيا ، ولا المتمانع بالاستعصام من طلبها خارجا .
حبست أنفاسهم ، فهم على فرط البلاء كاظمون .
وتغصّصوا بتجرع المرّ المتلف ، فهم على التلف مشرفون .
فلو أطلقت الأرواح أن تفيض لكان في ذلك راحتها ، لكنه في الموت ألم مذاق الموت حابسها .
لا يأملون بعد الموت


 

فرحا ، ولا لهم قبل الموت من فرط البلاء مخرج .
يا أخي هؤلاء قوم هذه بعض صفاتهم ، وكرهت الإطالة عليك في نعت حالهم ، وسمع سامعون ببعض نعت ما بلغ القوم إليه ، وما القوم من حقائق ذلك كائنون لديه ، فسموا بالهموم انتهاء إلى مطالبته ، قبل النزول بالكون في محض حقيقته .
وشبّه عليهم فيه كائنات المخطى ، وخفي عليهم المعزز من كون التولّي ، وجرت عليهم أحكام أولئك في أحكامهم ، واستمر مترادف الزّلل على مضي أيامهم .
وكان عندهم أنهم أولئك وليسوا بأولئك ، وقوي عليهم موهم حالهم أنهم فيما هنالك . هيهات ، هيهات ، ما أبعد من ذلك منالهم .
وما أعظم ما يجري عليهم من الخلل في توهم حالهم .
أعاذنا اللّه وإياك يا أخي من كلّ حال لا تكون لمحض الحقيقة متصادفة ، ولا تكون لما أحكمه الحقّ مؤالفة .
ومع ما ذكرته من هذه الحال وما فيها ، فهي واسطة بين حالين ، والذي جرى منها فرق إذا انكشفت بين منزلتين ، وليس مراد الحق بها هي بعينها ، لكن ذلك على صحة كونه ليكشف بها ما وراءها . وعلم الأكابر ، ومنازل العظماء ، وأماكن الحكماء ، وصريح حقيقة فهم الفهماء ، بعد عبور ذلك ، وتجاوزها إلى ما لو سنح سانح لتعبيره ، وجرى الحكم ببعض وصف تفسيره ،وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً[ طه : 111 ] .

يا أخي لا عدمت إشارتك بالحق على ما بسط الحق إليك ، وقرّت عيني فيك ببلوغ النهاية إلى ما أطلعك الحق عليه ، وأنت بعض أناسي ، وشركاء رغبتي ، وكبير من كبراء إخوتي ، وخلّ من أخلاء قلبي بخالص محبتي .
ألست أحد من بقي من كبراء إخواننا ، وأحد المشار إليهم من أبناء جنسنا ، ومن عظمت نعمة اللّه علينا فيه فيما وهبه لنا منه ؟ ! ،
لا تدع يا أخي متفضّلا متطوّلا محسنا ، مكاتبتنا ومواصلتنا نستريح عند ذلك إلى طيب خبرك ، ونتفرّج ببقاء أثرك ، ونبتهج بعظم ما وهبه اللّه لك ، فإن كان ذلك عندك مما نستحقّه فعلته ، وإلا جعلت ذلك تطوّعا منك علينا ، وامتنانا يصل منك إلينا .
وعليك سلام اللّه ، ورحمته ، وعلى جميع إخواننا .

* * *


رسالة الجنيد إلى علي ابن الأصبهاني « 1 »
اعلم يا أخي أن الحقائق اللازمة ، والقصور القوية المحكمة ، والعزائم الصحيحة المؤكدة ، لم تبق على أهلها سببا إلا قطعته ، ولا معترضا إلا منعته ، ولا أثرا في خفيّ السرائر إلا أخرجته ، ولا تأويلا موهما لصحة المراد إلا كشفته .
فالحق عندهم بصحة الحال مجرّدا ، والجد في دوام السير محددا ، على براهين من العلم واضحة ودلائل من الحق بيّنة .

* * *

رسالة الشبلي إلى الجنيد « 2 »
« يا أبا القاسم ، ما تقول في حال علا فظهر ، وظهر فقهر ، وقهر فبهر ، فاستناخ واستقر ؟
فالشواهد منطمسة ، والأوهام خنسة ، والألسن خرسة ، والعلوم مندرسة ، ولو تكاثفت الخليقة على من هذا حاله ، لم يزده ذلك إلا توحشا ، ولو أقبلت الخليقة إليه تعطفا ، لم يزده ذلك إلا تبعدا ، فالحاصل في هذا الحال قد صفد بالأغلال والأنكال ، وغلبه على عقله فحال وحادّ الحق بالحق ، وصار الخلق عقالا ،

وكتب تحتها هذين البيتين :
يا هلال السّماء لطرف كليل * فإذا ما بدا أضا طرفيه
كنت أبكي عليّ منه فلمّا * أن تولّى بكيت منه عليه
فترك الجنيد الرقعة عنده من الأربعاء ، وكتب تحتها :
« أبا بكر ، اللّه اللّه في الخلق ، كنّا نأخذ الكلمة فننقشها ، ونقرظها ، ونتكلم بها في السراديب ، وقد جئت أنت فخلعت العذار بينك وبين أكابر الخلق ألف طبقة ، في أوّل طبقة يذهب ما وصفت » .
..................................................
( 1 ) النص من اللمع للطوسي ( ص 310 ) .
( 2 ) النص من اللمع ( ص 305 ) 

.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» كتب الإمام أبو القاسم الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي
» ترجمة الإمام الجنيد سيد الطائفتين .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد وتحقيق الشيخ أحمد فريد المزيدي
» شيوخ سيد الطائفة الإمام الجنيد .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي
» مقدمة المحقق المزيدي .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد وتحقيق الشيخ أحمد فريد المزيدي
» تلاميذ وأولاد الجنيد سيد الطائفة في الطريق إلى اللّه .كتاب الإمام الجنيد سيد الطائفتين إعداد الشيخ أحمد فريد المزيدي

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى