اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

اذهب الى الأسفل

21032020

مُساهمة 

25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي Empty 25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي




25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

شرح الشيخ داود بن محمود بن محمد القَيْصَري كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  

الفص الموسوي على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الجزء الأول
إنما اختص موسى ، عليه السلام ، بالحكمة ( العلوية ) ، لقوله تعالى : ( لا تخف إنك أنت الأعلى ) . فعلى بالحق على من ادعى العلو بقوله : ( أنا ربكم الأعلى ) ولعلو مرتبته عند الله اختص بأمور : منها أنه تعالى كلمه بلا واسطة الملك .
ومنها ما جاء في الحديث الصحيح أنه تعالى كتب له التوراة بيده ، وغرس شجرة طوبى بيده ، وخلق جنة عدن بيده ، وخلق آدم بيديه .
ومنها قرب نسبته من المقام الجامعية التي اختص بها نبينا ، صلى الله عليه وسلم .
ومنها كثرة أمته . كما جاء في حديث ( العرض ) في القيامة الكبرى ومنها قوله ، عليه السلام : " لا تفضلوني على موسى : فإن الناس يصعقون ، فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطشا بقائمة العرش . فلا أدرى أجوزي بصعقة الطور ، أو كان ممن استثنى الله تعالى " . وبكمالات أخرى يظهر لمن يتأمل في قصته في القرآن .


قال الشيخ رضي الله عنه :  (حكمة قتل الأبناء من أجل موسى ليعود إليه بالإمداد حياة كل من قتل من أجله . لأنه قتل على أنه موسى ، وما ثمة جهل ، فلا بد أن يعود حياته على موسى ، أعني حياة المقتول من أجله . وهي حياة ظاهرة على الفطرة، ولم يتدنسها الأغراض النفسية،
بل هي على فطرة "بلى " ، فكان موسى مجموع حياة من قتل على أنه هو ، فكل ما كان
مهيئا لذلك المقتول مما كان استعداد روحه له ، كان في موسى ، عليه السلام . )
 
اعلم أنه ، قد مر في المقدمات أن الوجود حقيقة واحدة لا تعدد فيها ولا تكثر ، وتتعدد بحسب التجليات والتعينات ، فتتكثر وتصير أرواحا وأجساما ومعاني روحانية وأعراضا جسمانية . والأرواح منها كلية ومنها جزئية .
فأرواح الأنبياء ، عليهم السلام ، أرواح كلية يشتمل كل روح منها على أرواح من يدخل في حكمه ويصير من أمته ، كما أن الأسماء الجزئية داخلة في الأسماء الكلية على ما بينا في فصل الأسماء . وإليه أشار بقوله تعالى : " إن إبراهيم كان أمة قانتا واحدة لله حنيفا " .
وإذا كان الأمر كذلك ، يجوز أن يتحد بعض الأرواح مع بعض بحيث لا يكون بينهما امتياز ، كاتحاد قطرات الأمطار وأنوار الكواكب مع نور الشمس في النهار .
 
فإذا علمت هذا ، فلنرجع إلى المقصود فنقول : الحكمة في قتل الأبناء على يد فرعون هي أن تعود أرواحهم مع الروح الموسوي ويمدونه في الغلبة على فرعون وقومه ، وكل من قتل من الأبناء على أنه موسى رجع مع الروح الموسوي ، وأعانه في هلاك فرعون ، لتحصل المجازاة والقصاص الذي لا بد منه الوجود .
 
وقوله : ( وما ثمة جهل ) معناه أن فرعون كان يقتلهم على أنهم موسى ، وما كانوا عين موسى ، ولا يقتل الشخص لغيره ، كما قال : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) .
والفاعل الحقيقي هو الحق ، وهو العليم الخبير ، لا يجهل على ما يجرى في وجوده ، ولا يفعل إلا ما ينبغي أن يفعل ، فقتل الأبناء في المادة الفرعونية على أنها موسى كان لعلمه في الأزل على أنهم يجتمعون مع الروح الموسوي في هلاك فرعون ،
فما كان الهلاك عن جهل ، بل عن علم متقن بما هو الأمر عليه ، وإن كان لا يشعر فرعون بذلك تفصيلا ، ويشعر به إجمالا ، لذلك أمر بقتلهم .
 
فاجتمعت أرواحهم واتحدت ، فظهرت بالصورة الموسوية استيفاء لحقوقهم وإعانة لربهم ومددا لنبيهم ، إذ كانوا على الفطرة الأصلية والطهارة الأزلية ، ما عملوا شيئا يجب به قتلهم .
فإذا اتحدت وظهرت في الصورة الموسوية ، ظهرت معها جميع ما كانت مهيئا لهم من الاستعدادات والكمالات المترتبة عليها .
 
( وهذا اختصاص إلهي لموسى لم يكن لأحد من قبله ) أي ، هذا الاجتماع للإمداد والاتحاد للأرواح اختصاص إلهي لأجل موسى ، عليه السلام ، ولم يكن ذلك لأحد من الأنبياء ، عليهم السلام ، قبل موسى .
 
ولما كان هذا حكمة من جملة الحكم التي خصه الله بها ، قال : ( فإن حكم موسى كثيرة . وأنا إن شاء الله تعالى أسرد منها في هذا الباب على قدر ما يقع به الأمر الإلهي في خاطري . ) أي ، عينه في قلبي للإظهار .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فكان هذا أول ما شوفهت به من هذا الباب . ) أي ، أول ما خوطبت به في المكاشفة من الحضرة المحمدية في هذا الفص الموسوي كان هذا المعنى المذكور ، وهو اتحاد أرواح الأبناء المقتولين وعودهم في المادة الموسوية .
فالشيخ ، رضى الله عنه ، مأمور بإظهار هذا المعنى ، والمأمور معذور .
 
قال رضي الله عنه :  (فما ولد موسى إلا وهو مجموع أرواح كثيرة) باتحاد بعضها مع بعض . ويعلم سر هذا الاتحاد من يعلم كيفية تنزل الأرواح والمعاني من الحضرة العلمية في
مراتب الجبروت والملكوت إلى أن يظهر في الصورة المشهودة من عالم الشهادة ( جمع ) على البناء للمفعول .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( قوى فعالة ) وإنما قال : فعالة : ( لأن الصغير يفعل بالكبير . ) أي، في الكبير بالتصرف فيه. (ألا ترى أن الطفل يفعل في الكبير بالخاصية فينزل الكبير من رياسته إليه فيلاعبه) الكبير . ( ويزقزق له ) أي ، يتكلم بلسانه .
( ويظهر له بعقله ) أي ، ينزل إلى مبلغ عقله . ( فهو تحت تسخيره ، وهو لا يشعر ) أي، الكبير تحت تسخير الطفل ولا يشعر أنه يسخره أو الطفل لا يشعر أنه يسخره (ثم ، يشغله) أي ، الطفل يشغل الكبير .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( بتربيته وحمايته وتفقد مصالحه وتأنيسه حتى لا يضيق صدره . هذا كله من فعل الصغير بالكبير . وذلك لقوة المقام : فإن الصغير حديث عهد بربه ، لأنه حديث التكوين ، والكبير أبعد ، فمن كان من الله أقرب، يسخر من كان من الله أبعد.)
لطهارة نفسه ونسبته إلى منبع القوى والقدر ، ولهذا كانت الأرواح المجردة فعالة في النفوس الناطقة ، وهي في النفوس المنطبعة ، وهي في الأجسام .
( كخواص الملك المقرب منه يسخرون الأبعدين ) كذلك تصرف الكمل من الأنبياء والأولياء في غيرهم .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  (كان رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، يبرز بنفسه للمطر إذا نزل ، ويكشف رأسه له ) أي ، للمطر ( حتى يصيب منه ، ويقول : إنه حديث عهد بربه . فانظر إلى هذه المعرفة بالله من هذا النبي ما أجلها وما أعلاها وأوضحها . فقد سخر المطر أفضل البشر لقربه من ربه قد فكان مثل الرسول الذي ينزل إليه بالوحي . )
أي ، كان المطر بالنسبة إليه مثل الملك الذي أرسل إليه بالوحي . فإن الكمل يجدون في جميع ما يدركونه بالحواس الظاهرة معاني نزلت إليهم من الحضرة الإلهية في صور المحسوسات وخصوصا المطر ، فإنه صورة العلم النازل من الحضرة والبروز إليه .
هو إشارة إلى تلقى الروح الكامل إلى ما يفيض عليه . و ( كشف الرأس ) إشارة إلى رفعه الموانع عن ظهور الحقائق والعلوم ، وإلى أن محل ظهور المعاني الكلية والجزئية الدماغ ، كما أن محل حصول الوجدانيات هو القلب .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فدعاه بالحال بذاته ) أي ، دعا المطر الرسول بلسان الحال وذاته . ( فبرز إليه ليصيب منه ما أتاه به من ربه . ) أي ، فبرز رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، إلى المطر ليصيب منه ما أتى المطر به من حضرة ربه من المعاني والأسرار ، كالحياة والعلم والرزق وغير ذلك .
 
وعدى (أتى) بنفسه، كما قال تعالى : (هل أتيك حديث الغاشية) . وب‍ (الباء) كما يقال : أتيت زيدا بفلان .
و(من ربه) متعلق ب‍ (أتى) . كما يقال : أتيتك بزيد من البصرة . وليس بيانا ل‍ ( ما ) .
( فلولا ، ما حصلت له منه الفائدة الإلهية بما أصاب منه ما برز بنفسه إليه . )
( الفائدة ) عطف بيان ( ما ) . أي ، فلولا الفائدة الإلهية التي حصلت له من المطر بواسطة ما أصاب إليه من المطر ، ما برز الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، إليه بنفسه .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فهذه رسالة ماء ، جعل الله تعالى منه كل شئ حي . فافهم . ) لما كان الماء أصل الأشياء ومظهرا للحياة وحاملا للأسرار الإلهية التي هي فيه بالقوة ، جعله رسولا ونبه على كونه أصل كل شئ حي . فافهم .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما حكمة إلقائه في التابوت ورميه في اليم : فالتابوت ناسوته ) أي ، التابوت إشارة إلى ناسوته .
( واليم ) إشارة إلى ( ما حصل له من العلم بوساطة هذا الجسم مما أعطته القوة النظرية الفكرية والقوى الحسية والخيالية التي لا يكون شئ منها ) أي ، من تلك القوى .
( ولا من أمثالها لهذه النفس الإنسانية إلا بوجود هذا الجسم العنصري . ) لأن كل واحدة منها حقيقة برأسها ، كالنفس الإنسانية نزلت لخدمتها في هذه النشأة العنصرية وسجدت لها وانقادت بأمر ربها.
 
قال الشيخ رضي الله عنه :   (فلما حصلت النفس في هذا الجسم وأمرت بالتصرف فيه وتدبيره ، جعل الله لها هذه القوى آلات يتوصل بها إلى ما أراده الله منها ) أي ، من النفس .
( في تدبير هذا التابوت الذي فيه سكينة الرب . ) وإنما كانت السكينة فيه ، لأن الأمور الكلية
والمعاني الحقيقة لا تزال تتحرك بالمحبة الذاتية إلى أن تصل إلى الحضرة الشهادية وتدخل تحت الاسم ( الظاهر ) ، فيجد السالك فيها المعاني بصورها ويسكن إليها .
 
لذلك كانت المحسوسات أجلى البديهيات . فاليقين والعلم الذوقي والإيمان الغيبي والتجلي الشهودي لا يحصل إلا في هذه الحضرة وبواسطتها ، لذلك صارت الدنيا مزرعة الآخرة فصارت سكينة الرب (فرمى به في اليم ليحصل بالقوى) المذكورة (على فنون العلم.) أي ، ليكون بها مستعليا على أنواع العلوم الحاصلة بالحواس الظاهرة والباطنة .
يقال : حصل فلان على عرشه . إذا استعلى عليه .
( فأعلمه ) أي ، الحق. ( بذلك ) أي ، بذلك الرمي موسى بوضعه في التابوت وإلقائه في اليم ( أنه ) أي، الشأن . (وإن كان الروح المدبر له هو الملك ، فإنه لا يدبره إلا به.) أي ، فإن الروح المدبر له لا يدبره إلا بواسطة هذا  التابوت .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فأصحبه هذه القوى الكائنة في هذا الناسوت الذي عبر عنه ب‍ ( التابوت ) في باب الإشارات والحكم.) على صيغة الجمع .
أي ، جعل الله الروح مصاحبا لهذه القوى الحالة في البدن الذي عبر الحق سبحانه عنه ب‍ (التابوت) في باب الإشارة ، أي ، هذا المقول ثابت في باب الإشارة الربانية والحكم الإلهية .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  (كذلك تدبير الحق العالم : فإنه ما دبره إلا به. أو بصورته.) أي ، بالعالم . إذ لولا الأعيان القابلة للتدبير ، ما كان التدبير ، ومن تدبير الحق العالم بالعالم ، جعل بعضها متوقفا على البعض كتوقف المسببات على أسبابها .
 
والمراد بقوله : ( أو بصورته ) الأعيان الثابتة التي هي الصور العلمية للعالم ، كما فسره من بعد وجعل الأعيان عين الأسماء الحسنى . ولولا تفسيره ، رضي الله عنه ، قوله : ( أو بصورته ) بما ذكر ، لفسرناه بالإنسان الكامل . فإنه على صورة الحق وصورة العالم . وكان حسنا .
 
فشبه تدبير الحق للعالم بتدبير الروح للبدن ، فكما أن الروح يدبر بدنه بعين البدن - إذ لولا الأعضاء البدنية وقواها ما كان يحصل التدبير كذلك الحق روح العالم يدبر العالم بعين العالم  وكما أن الروح يدبر لبدنه بقواه ، كذلك الحق يدبر العالم بأسمائه وصفاته . فنسبة الحق إلى العالم ونسبة العالم إليه كنسبة الروح إلى البدن ونسبة البدن إلى الروح .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فما دبره إلا به) أي ، ما دبر الحق العالم إلا بالعالم . (كتوقف الولد على إيجاد الوالد ، المسببات على أسبابها والمشروطات على شروطها والمعلولات على عللها والمدلولات على أدلتها والمحققات ) على صيغة المفعول ( على حقائقها . وكل ذلك من العالم . ) أي ، جعل بعضها واسطة في تدبير البعض الآخر وسببا .
 
( وهو تدبير الحق فيه ، فما دبره إلا به ) وضمير ( هو ) عائد إلى ( التوقف ) . أي ، جعله
بعض العالم موقوفا على البعض ، تدبير من الحق في العالم ، فما دبر الحق العالم إلا
بالعالم .
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما قولنا : "أو بصورته" أعني صورة العالم فأعني به ) أي ، بقولنا صورة العالم .
( الأسماء الحسنى والصفات العلى التي تسمى الحق بها واتصف بها ) أطلق الأسماء على الأعيان التي هي صور الأسماء في العلم ، وهي النسب المعنوية ، كما مر مرارا .
فالحق يفيض المعاني على الأعيان القابلة لها بواسطة أسمائه وصفاته
التي هي النسب العقلية ، ويدبر بواسطة الأعيان العلمية الأرواح الخارجية ، وبواسطتها النفوس المنطبعة ، وبها الأبدان الشخصية .
فالأعيان أرواح للأرواح ، وهي لها كالأبدان للأرواح . كما مر في المقدمات . فتظهر ربوبية الرب في جميع مراتب الوجود ، فما دبر العالم إلا بالعالم .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فما وصل إلينا من اسم تسمى به وجدنا معنى ذلك الاسم وروحه في العالم . فما دبر العالم أيضا إلا بصورة العالم . ) معنى ( الاسم ) وروحه الصفة التي هي المميزة له عن غيره . وجميع الصفات التي هي أرواح الأسماء الواصلة إلينا ، من الحياة والعلم والإرادة والقدرة وغير ذلك ، حاصلة في العالم ، ثابتة له ، والأسماء والصفات من حيث تكثرها وامتيازها عن الذات الأحدية ملحقة بالعالم ، فصح أنه تعالى ما دبر العالم إلا بالعالم .
 
( ولذلك ) أي ، ولأجل أنه تعالى دبر العالم بالعالم ، جعل آدم خليفة على العالم ودبر العالم به . ( قال في حق آدم الذي هو البرنامج ) ( البرنامج ) فارسي معرب أصله : ( البرنامه ) . و ( بر ) بالفارسية هو ( الصدر ) . أي ، صدر المكتوب .
والمراد به ( الأنموذج ) وهو أيضا معرب ( نمودار ) بالفارسية ( الجامع لنعوت الحضرة الإلهية التي هي الذات والصفات والأفعال "إن الله خلق آدم على صورته " .
وليست صورته ) أي ، صورة الحق ( سوى الحضرة الإلهية ) وهي حضرة الأسماء
والصفات .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأوجد في هذا المختصر الشريف الذي هو الإنسان الكامل جميع الأسماء الإلهية ) التي هي النسب الذاتية ( وحقائق ما خرج عنه في العالم الكبير المنفصل ، وجعله روحا للعالم ، فسخر له العلو والسفل لكمال الصورة . ) التي خلقه الله عليها .
 
وإنما قال رضي الله عنه  : ( وحقائق ما خرج عنه في العالم الكبير ) لأن جميع ما في العالم ليست موجودة في الإنسان بحسب صورها ، بل بحسب حقائقها وأعيانها التي هي بها هي .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فكما أنه ليس شئ في العالم إلا وهو يسبح الله بحمده ، كذلك ليس شئ في العالم إلا وهو مسخر لهذا الإنسان لما تعطيه حقيقة صورته . )
إنما شبه تسخر العالم للإنسان بتسبيحه وتحميده للحق ، لأن تسخره للإنسان عبادة منه له ، وتلك العبادة يستلزم التنزيه والتحميد ، لأنه بعبادته للإنسان يوصل الهوية الإلهية الظاهرة في الصورة الإنسانية إلى الكمال الحقيقي والمقام الجمعي الإلهي ، وهو عين التنزيه من النقائص والاتصاف بالمحامد .
 
فكأنه قال : فكما أنه يسبح للحق سبحانه ، كذلك هو يسبح الخليفة الذي هو الإنسان .
وفي الحقيقة تنزيهه للإنسان وتسبيحه له ، أيضا تنزيه للحق وتسبيح له . ولا يعطى هذا التسخير إلا حقيقة الصورة الإنسانية ، لأن لها مقام الجمع الإلهي ، وجميع الأسماء سدنة ربه الذي
هو الاسم الأعظم ، فمظاهرها أيضا مسخرة له .
 
ثم استشهد بالآية تأنيسا للمحجوبين وتنبيها للطالبين : ( فقال : " وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه" ) .
فكل ما في العالم تحت تسخير الإنسان ، علم ذلك من علمه - وهو الإنسان الكامل - ) إذ هو الذي يعلمه بالكشف والعيان والذوق والوجدان ( وجهل ذلك من جهله ، وهو الإنسان ) صورة ( الحيوان ) معنى .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فكانت صورة إلقاء موسى في التابوت ، وإلقاء التابوت في اليم ، صورة هلاك في الظاهر ، وفي الباطن كانت نجاة له من القتل . ) إذ كان خلاصه من فرعون بذلك .
 
( فحيى ) موسى بالإلقاء في اليم ، ( كما تحيى النفوس بالعلم من موت الجهل . ) إنما شبه الحياة الحسية الموسوية الباقية بواسطة اليم بالحياة العقلية الحاصلة بالعلم تنبيها على أن الماء صورة العلم الذي به حياة النفوس ، كما أن حياة الأبدان بالماء الذي منه كل شئ حي .
 
ثم ، استشهد بالآية وفسرها بمقتضى الباطن
بقوله رضي الله عنه  : ( كما قال تعالى : "أو من كان ميتا" . يعنى بالجهل. " فأحييناه" يعنى بالعلم. "وجعلنا له نورا يمشى به في الناس" وهو الهدى. "كمن مثله في الظلمات" وهي الضلال. "ليس بخارج منها " أي لا يهتدى أبدا .) أي العالم بالحقائق لا يكون كالجاهل بها .
 
ثم علل قوله رضي الله عنه   : (لا يهتدى أبدا) بقوله : (فإن الأمر في نفسه لا غاية له يوقف عندها.) أي، فإن الأمر الإلهي لا نهاية له ليقف عنده. أي، الذي في الظلمات لا يخلص من الضلال ولا يهتدى أبدا. أي ، الضال الحائر من الجهالة لا يحصل له العلم بالحقيقة .
 
ولما فسر (الضلال) في مواضع من قبل ب‍ (الحيرة) والحيرة قد تحصل من العلم ، كما يحصل من الجهل ، فيقع الضلال أيضا للعالم ، كما يقع للجاهل أراد أن يفرق بينهما
 
فقال رضي الله عنه  : ( فالهدى هو أن يهتدى الإنسان إلى الحيرة ، فيعلم أن الأمر حيرة ) وإنما جعل الاهتداء إلى الحيرة عين الهداية ، لأن الحيرة الحاصلة من الهداية والعلم إنما يحصل من شهود وجود التجليات المتكثرة المحيرة للعقول والأوهام وظهور الأنوار الحقيقة العاجزة عن إدراكها البصائر والأفهام ، وذلك عين الهداية .
 
لذلك قال أكمل البشر "رب زدني فيك تحيرا" . أي هداية وعلما .
فإن وجود اللازم يستلزم وجود الملزوم . بخلاف الحيرة الحاصلة من الجهل ، فإنها الحيرة المذمومة .
لذلك جعل الضلال الموجب للحيرة المذمومة في مقابلة الهدى الموجبة للحيرة المحمودة (والحيرة قلق وحركة) أي ، تعطى القلق والاضطراب (والحركة حياة) . أي، يستلزم الحياة . لأن الحركة لا تحصل إلا من الحي .
(فلا سكون، فلا موت) أي، فإذا كانت الحركة حاصلة دائما ، فلا سكون لمن يتحرك ، وإذا لم يكن له السكون ، فلا موت له ، لأن السكون من لوازم الموت . ألا ترى أن سكون النبض كيف يصير علامة للموت .
(ووجود، فلا عدم) عطف على قوله : (حياة) . أي، الحركة حياة ووجود. وإذا كانت الحركة مستلزمة للوجود ، فلا عدم ، لأنهما لا يجتمعان في محل واحد . والحاصل أن الهداية تعطى البقاء الأبدي .
 
قال رضي الله عنه :  (وكذلك في الماء الذي به حياة الأرض) أي، كما أن الحياة العلمية تعطى الهداية والسير في الناس فتؤدى إلى البقاء الأبدي ، كذلك الأمر في الماء الطبيعي الذي به حياة الأرض ، وهي البدن (وحركتها قوله : "واهتزت") أي ،
 
فالإشارة إلى حركتها، أي إلى حركة الأرض التي هي البدن الإنساني، قوله : ( فاهتزت ) في قوله تعالى : ( وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ) .
 
قال رضي الله عنه :  (وحملها قوله : "وربت ".) أي، الإشارة إلى حملها، أي حمل الأرض التي هي البدن ، قوله: ( وربت ) . أي ازدادت .
 
قال رضي الله عنه :  (وولادتها) أي، والإشارة إلى ولادة الأرض المذكورة. (قوله:"وأنبتت من كل زوج بهيج " . أي ، أنها ) أي ، أن الأرض ( ما ولدت إلا من يشبهها ، أي طبيعيا مثلها . فكانت الزوجية التي هي الشفعية لها ) أي ، الأرض البدن .
 
قال رضي الله عنه :  (بما تولد منها وظهر عنها.) أي ، كما حصلت الزوجية التي هي المسماة ب‍ (الشفعية) بواسطة ما تولد منها وظهر عنها (كذلك وجود الحق كانت الكثرة له ، وتعداد الأسماء أنه كذا وكذا بما ظهر عنه من العالم الذي يطلب بنشأته حقائق الأسماء الإلهية.)
أي ، كذلك الكثرة حصلت لوجود الحق بواسطة ما ظهر منه من وجود العالم ، لأنه يطلب بحقيقته ونشأته المرتبية حقائق الأسماء الإلهية ، وهي الأرباب المتكثرة .
(فثبت به وبخالقه أحدية الكثرة.) أي ، فثبت بالعالم والحق الذي هو خالقه ، أي بهذا المجموع ، أحدية الكثرة .
 
كما مر في (الفص الإسماعيلي) أن مسمى الله أحدي بالذات كل بالأسماء والصفات .
وصحف بعض الشارحين قوله : (وبخالقه) وقرأ (يخالفه) من (الخلاف) . وهو خطأ
 
قال رضي الله عنه :  ( وقد كان أحدي العين من حيث ذاته ، كالجوهر الهيولاني أحدي العين من حيث ذاته ، كثير بالصور الظاهرة فيه الذي هو حامل لها بذاته . ) أي ، وقد كان الخالق أحدي العين من حيث ذاته ، كثيرا من حيث أسمائه وصفاته ، كما أن الجوهر الهيولاني الحامل لصور  الأشياء كلها أحدي بالذات ، كثير بالصور الظاهرة فيه.
 
( كذلك الحق بما ظهر منه من صور التجلي . ) أي ، كذلك الحق أحدي من حيث ذاته ، كثير بسبب ما ظهر منه من صور تجلياته التي هي الأسماء والصفات .
 
قال رضي الله عنه :  ( فكان ) الحق . ( مجلي صور العالم مع الأحدية المعقولة . ) وذلك باعتبار أن ذاته مرآة تظهر فيها صور الأعيان العلمية والعينية .
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فانظر ما أحسن هذا التعليم الإلهي الذي خص الله بالاطلاع عليه من شاء من عباده . ) ( التعليم الإلهي ) إشارة إلى قوله تعالى : ( اتقوا الله يعلمكم الله ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) . فمن اتقى ولم يثبت لغيره وجودا ، يستحق بأمثال هذه اللطائف والمعارف .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولما وجده آل فرعون في اليم عند الشجرة ، سماه فرعون "موسى" . و"المو" هو "الماء" بالقبطية . و"السا" هو الشجر ، فسماه بما وجده عنده : فإن التابوت وقف عند الشجر في اليم . فأراد قتله . فقالت امرأته وكانت منطقة بالنطق الإلهي )
أي ، كانت ممن أنطقه الله بالنطق الإلهي من غير اختيارها ، كما قال تعالى من لسان الأعضاء : ( أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ ) .
وكانت مؤيدة من الله ( فيما قالت لفرعون إذ كان الله تعالى خلقها للكمال كما قال ، عليه السلام ، عنها حيث شهد لها ولمريم بنت عمران بالكمال الذي هو للذكران ) أي ، بحسب الغلبة . وهو إشارة إلى قوله عليه السلام : ( كملت من النساء أربع : مريم بنت عمران ، وآسية امرأة
فرعون ، وخديجة ، وفاطمة ، رضى الله عنهن ) . ولهذا الكمال قال تعالى في مريم : ( وكانت من القانتين ) . فجعلها في زمرة الرجال .
وصرح الشيخ في الفتوحات ، في باب الأولياء : ( إن هذه المقامات ليست مخصوصة بالرجال ، فقد تكون للنساء أيضا ، لكن لما كانت الغلبة للرجال ، تذكر باسم الرجال .
( فقالت لفرعون في حق موسى إنه "قره عين لي ولك" . فيه ) أي ، في موسى
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( قرت عينها بالكمال الذي حصل لها كما قلناه . وكان قرة عين لفرعون بالإيمان الذي أعطاه الله له عند الغرق . ) وذلك لأن الحق تكلم بلسانها من غير اختيارها وأخبر بأنه قرة عين لها ولفرعون ، فوجب أن يكون كذلك في نفس الأمر .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فقبضه ) أي ، الحق . ( طاهرا مطهرا ، ليس فيه شئ من الخبث ، لأنه قبضه عند إيمانه قبل أن يكتسب شيئا من الآثام والإسلام يجب ما قبله وجعله آية على عنايته سبحانه بمن شاء حتى لا ييأس أحد من رحمة الله . فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون . فلو كان فرعون ممن ييأس ، ما بادر إلى الإيمان ).
لما كان إيمان فرعون في البحر ، حيث رأى طريقا واضحا عبر عليه بنوا إسرائيل ، قبل التغرغر وقبل ظهور أحكام الدار الآخرة له مما يشاهدونه عند الغرغرة ، جعل إيمانه صحيحا معتدا به ، فإنه إيمان بالغيب ، لأنه كان قبل الغرغرة .
وهو بعينه كإيمان من يؤمن عند القتل من الكفار . وهو صحيح من غير خلاف  وإنما كان إيمان المتغرغر غير صحيح لظهور أحكام الدار الآخرة له ، من النعيم والجحيم والثواب والعذاب .
 
وجعله ( طاهرا مطهرا ) من الخبث الاعتقادي ، أي ، من الشرك ودعوى الربوبية ، لأن الإسلام يجب ما قبله - كما جاء في الخبر الصحيح - ولم يكتسب بعد الإيمان شيئا من الآثام والعصيان .
وقوله تعالى : "الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين" .
أي ، آمنت الان ، وكنت من العاصين المفسدين من قبل ، نوع من العتاب عند التوجه إلى الحق والإيمان به . وهو لا ينافي صحة إيمانه .
وما جاء من قوله : "يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود" . الضمير "القوم " و "المورد" الذي هو فرعون ، لا يجب دخوله فيهم .
وقوله : "واتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود" .
وقوله : " وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين " . الضمير " القوم " و "اللعنة" ودخول النار لا ينافي الإيمان ، لأن اللعنة هي البعد ، وهي تجتمع مع الإيمان .
 
كما في المحجوبين والعصاة والفسقة من المسلمين .
والورود في النار ليس مخصوصا بهم ، بل عام شامل للكل ، كما قال : "وإن منكم إلا واردها" . فهو لا ينافي الإيمان .
وليس بكفر فرعون بعد إيمانه نص صريح فيه . وما جاء فيه كان حكاية عما قبل .
وقوله رضي الله عنه  : ( وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب ) . صريح في آله ، لا في فرعون .
وفائدة إيمانه ، على تقدير التعذيب ، عدم الخلود في النار . والتعذيب بالمظالم وحقوق العباد ، مما لا يرتفع بالإسلام ، لا ينافي أيضا الإيمان والطهارة من الشرك وخبث العقيدة .
فلا ينكر على الشيخ ما قاله مع أنه مأمور بهذا القول ، إذ جميع ما في الكتاب مسطور بأمر الرسول ، صلى الله عليه وسلم فهو معذور .  كما أن المنكر المغرور معذور .
 
وقوله : "وجعله آية على عنايته " إشارة إلى قوله تعالى : "فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية " . وهذا أيضا صريح في نجاته ، لأن (الكاف)
خطاب له . أي ، ننجيك مع بدنك من العذاب ، لوجود الإيمان الصادر منك بعد العصيان . والله أعلم بالسرائر من كل مؤمن وكافر .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فكان موسى ، عليه السلام ، كما قالت امرأة فرعون فيه : " إنه قرة عين لي ولك عسى أن ينفعنا " . وكذلك وقع : فإن الله نفعهما به ، عليه السلام ، وإن كانا ) أي ، فرعون وامرأته .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ما شعرا بأنه هو النبي الذي يكون على يديه هلاك ملك فرعون وهلاك آله . ولما عصمه الله من فرعون : " أصبح فؤاد أم موسى فارغا ". من الهم الذي كان قد أصابها . ) ظاهر .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  (ثم إن الله حرم عليه المراضع حتى أقبل على ثدي أمه فأرضعته، ليكمل الله لها سرورها به.) أي ، من جملة الاختصاصات والنعم التي كان في حق موسى وأمه أن الله حرم عليه المراضع حتى لا يقبل إلا ثدي أمه ، فإن الطفل لا يوافقه شئ مثل لبن أمه .
فجعل رضاعته وربوبيته على يد أمه ليكمل الله لها سرورها بولدها .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( كذلك علم الشرائع ، كما قال تعالى : "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ". أي ، طريقا ومنهاجا من تلك الطريقة جاء . فكان هذا القول إشارة إلى الأصل الذي منه جاء . ) ولما كان اللبن صورة العلم - كما أوله رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، في رؤياه به - مثل وشبه تعليم الشرائع بتحريم المراضع .
أي ، كما حرم أن لا يشرب موسى لبن أحد غير أمه التي هي أصله ، كذلك علم الشرائع من لدنه ، وجعله نبيا صاحب شريعة غير متابع لشريعة غيره ، فكان يأخذ الشريعة والعلم من الله منبع العلوم ومحتد الشرائع ، وكان يكلمه كفاحا ، أي ، من غير حجاب .
ثم ، استدل بقوله : ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ) . وفسر (الشرعة) بالطريق ، و (المنهاج) أيضا هو الطريق . لكن لما يوقف عليه ، يصير منهاجا ،
فشبهه بالكلمتين : إحديهما : ( منها ) ، والآخر : ( جاء ) .
فأخذ عليهما وفسر بقوله : أي من تلك الطريقة جاء . فصار قوله منهاجا إشارة إلى الأصل الذي منه جاء ونزل إلى هذا العالم ، وليس إلا الحق ، فإنه منه بدأ كل شئ وإليه يعود ، فهو المبدأ والمعاد .

.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد 22 مارس 2020 - 9:16 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة السبت 21 مارس 2020 - 22:24 من طرف عبدالله المسافربالله

25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية الجزء الثاني .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

شرح الشيخ داود بن محمود بن محمد القَيْصَري كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  

الفص الموسوي على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم 
الجزء الثاني
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فهو غذاؤه ، كما أن فرع الشجرة لا يتغذى إلا من أصله . ) أي ، فالأصل الذي منه جاء موسى وحصل في هذه النشأة العنصرية هو غذاؤه ، لا يتغذى إلا منه .
أي ، لا يستفيض المعاني وما به قوامه ولا يجد المدد إلا من أصله ، كما أن فرع الشجرة لا يتغذى ولا يجد المدد إلا من أصله .
ولما جعل الأصل غذاءا للفرع ، والغذاء قد يكون حلالا وقد يكون حراما ، نقل الكلام إليهما

بقوله رضي الله عنه  : ( فما كان حراما في شرع، يكون حلالا في شرع آخر ، يعنى في الصورة : أعني قولي يكون حلالا. وفي نفس الأمر ما هو عين ما مضى، لأن الأمر خلق جديد ولا تكرار . فلهذا نبهناك . ) أي ، الذي كان حراما في شريعة ثم صار حلالا في شريعة أخرى ، أو بالعكس ، ليس إلا بحسب الصورة .
وأما في نفس الأمر ، فليس هذا الحلال عين ما كان حراما ، لأن الخلق لا يزال جديد ولا يقع التكرار في التجلي أبدا .
( فكنى عن هذا في حق موسى بتحريم المراضع . ) ( عن هذا ) إشارة إلى
قوله : ( كذلك علم الشرائع . ) أي ، كنى عن علم الشرائع في حق موسى بتحريم المراضع ، أي ، أرضعته أمه الحقيقي التي ولدته ، لا غيرها .
وإرضاعها إشارة إلى ربوبية الذات الإلهية بإعطائه العلم الشرعي ليجعله نبيا بين عباده .

وتحريم إرضاع غير أمه ، إشارة إلى عدم تحققه بعلوم ما يتعلق بالولاية وأسرار الباطن ، إذ كان الغالب عليه علوم ما يتعلق بالنبوة والظاهر ، لذلك قال له الخضر ، عليه السلام : ( وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ) .
وقيل : قال له الخضر : إن الله قد أعطاك علما لم يعطني إياه ( وهو علم الظاهر ) ، وأعطاني علما لم يعطك إياه . ( وهو علم الباطن ) .

( فأمه ) أي ، فأم الولد . وليس المراد به موسى ، لأنه ما أرضعته غير أمه ، بل أورده تحقيقا لحق المرضعة على الولد .
لذلك قال : فجعل الله ذلك لموسى في أم ولادته بعد هذا التحقيق ( على الحقيقة من أرضعته لا من ولدته ، فإن أم الولادة حملته على جهة الأمانة ، فتكون فيها وتغذى بدم طمثها من غير إرادة لها في ذلك حتى لا يكون لها عليه امتنان ، فإنه ما تغذى إلا بما أنه لو لم يتغذ به ولم يخرج عنها ذلك الدم ، لأهلكها وأمرضها .
فللجنين المنة على أمه بكونه تغذى بذلك الدم فوقاها بنفسه من الضرر الذي كانت تجده لو امتسك ذلك الدم عندها ولا يخرج ولا يتغذى به جنينها . والمرضعة ليست كذلك ، فإنها قصدت برضاعته حياته وإبقائه .) أي ، قصدت برضاعها للولد حياته . فالإضافة إضافة إلى المفعول.

 
قال الشيخ رضي الله عنه :  (فجعل الله ذلك لموسى في أم ولادته ، فلم يكن لامرأة عليه فضل إلا لأم ولادته ، لتقر عينها أيضا بتربيته وتشاهد انتشائه في حجرها ، " ولا تحزن " و نجاه الله من غم التابوت . ) أي ، من هم بدنه للخلاص من الهلاك .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فخرق ظلمة الطبيعة بما أعطاه الله من العلم الإلهي ، وإن لم يخرج عنها ) أي ، خرق حجاب الطبيعة الظلمانية بالعلم الحاصل لروحه من الحضرة الإلهية ، وحصل في العالم النوراني كما أشار إليه بقوله : ( فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى ) .  وإن لم يخرج عن الطبيعة بالكلية وأحكامها ( وفتنه فتونا.) إشارة إلى
قوله تعالى : (وفتناك فتونا) . ( أي، اختبره في مواطن كثيرة، ليتحقق في نفسه صبره على ما ابتلاه الله به.) ويصير ذلك سببا لكمالاته .

 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأول ما ابتلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله ووفقه له في سره وإن لم يعلم بذلك ، ولكن لم يجد في نفسه اكترائا بقتله ) أي ، قتله القبطي إنما كان بأمر الله وإلهامه على قلبه وتوفيقه له بذلك في سره ، ولكن ما علم موسى بذلك ، لذلك نسبه إلى الشيطان بقوله : ( هذا من عمل الشيطان ) .

 
ولكن لم يجد في نفسه اكترائا بقتله ، أي ، مبالاة والتقاتا إليه ( مع كونه ما توقف حتى يأتيه أمر ربه بذلك ) ( ما ) للنفي . أي ، ما صبر حتى يأتيه الأمر الإلهي والوحي في ذلك ، لأنه ما قتله بنفسه ، بل قتله الحق على يده من غير اختياره .
كما قال لنبيه ، صلى الله عليه وسلم : ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى )  وقال الخضر ، عليه السلام : ( ما فعلته عن أمري ).


وقوله رضي الله عنه  : ( لأنه النبي معصوم الباطن من حيث لا يشعر حتى ينبأ ، أي ، يخبر بذلك . ) دليل قوله : ( فأول ما ابتلاه الله به قتله القبطي بما ألهمه الله ) أي ، قتله  بالأمر الإلهي ، وإن لم يعلم ذلك ، لأن النبي معصوم من الكبائر في الباطن ، لكنه لا يشعر على أنه قتله بالأمر الإلهي حتى يخبر به .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولهذا ) أي ، ولهذا الشعور والاطلاع ( أراه الخضر ، عليه السلام ، قتل الغلام ، فأنكر عليه قتله ولم يتذكر قتله القبطي . فقال له الخضر : " ما فعلته عن أمري " . ينبهه على مرتبته قبل أن ينبأ أنه كان معصوم الحركة في نفس الأمر ، وإن لم يشعر بذلك . وأراه أيضا خرق السفينة التي ظاهرها هلاك وباطنها نجاة من يد الغاصب . جعل له ذلك في مقابلة التابوت الذي كان له في اليم مطبقا عليه : فظاهره هلاك وباطنه نجاة . ) أي ، الخضر إنما أراده قتل الغلام وقال : ( ما فعلته عن أمري ) .


لينبه موسى عليه السلام ، على أن قتله القبطي أيضا كان كذلك بالأمر الإلهي ، لا من الشيطان ونفسه ، بل هو نبي معصوم عن الكبائر .
وأراه خرق السفينة التي ظاهرها هلاك وباطنها نجاة من الغاصب في مقابلة التابوت الذي كان له في اليم .
فإن خرق ظلمة هذه الطبيعة والبدن بالتوجه إلى الله وقهر النفس في الموت الإرادي ، بالأمراض والمحن في الموت الطبيعي ، وإن كان ظاهره مشعرا بالهلاك ، ولكن باطنه عين النجاة.


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإنما فعلت به أمه ذلك خوفا من يد الغاضب فرعون أن يذبحه ضيرا وهي تنظر إليه )
قوله : "ضيرا " ب‍ "الضاد"المعجمة و "الياء" المنقوطة من تحت بنقطتين ، أي خوفا من أن يذبحه ذبحا مشتملا على الضرر العظيم لأمه ، لأن ذبح الولد على نظر أمه أشد إيلاما للأم من ذبحه على غير نظرها .

في بعض النسخ : ( صبرا ) ويلائمه قوله : ( مع الوحي ) أي ، وإنما فعلت ما فعلت بالوحي ( الذي ألهمها الله به من حيث لا تشعر . فوجدت في نفسها أنها ترضعه ) أي ، علمت بالوجدان بأنها ترضعه وتربيه .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فإذا خافت عليه ، ألقته في اليم ، لأن في المثل "عين لا ترى قلب لا يفجع " فلم تخف عليه خوف مشاهدة عين ولا حزنت عليه حزن رؤية بصر، وغلب على ظنها أن الله ربما رده إليها لحسن ظنها به . ) أي بالله .
( فعاشت بهذا الظن في نفسها ، والرجاء يقابل الخوف واليأس . وقالت حين ألهمت لذلك : لعل هذا هو الرسول الذي يهلك فرعون والقبط على يديه . فعاشت وسرت بهذا التوهم والظن بالنظر إليها . )
أي ، كون هذا المعنى توهما وظنا إنما هو بالنظر أي بالنسبة إلى أم موسى ، لا بنفس الأمر ، لذلك قال : ( وهو علم ) أي ، ذلك التوهم والظن كان علما ( في نفس الأمر . ) .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ثم إنه لما وقع عليه الطلب، خرج فارا خوفا في الظاهر وكان في المعنى حبا في النجاة ، فإن الحركة أبدا إنما هي حبية. ويحجب الناظر فيها بأسباب أخر وليست تلك.) أي ، ومن جملة العناية الإلهية أن موسى خرج فارا من خوف القتل ، وكان ذلك الفرار في الحقيقة حبا في الحياة والنجاة من الهلاك .
ثم بين أن الحركة لا تحصل أبدا إلا عن محبة، وإن كان في الظاهر لها أسباب أخر، كالخوف والغضب وغير ذلك، فيحجب من يعلم الحقائق بالأسباب الظاهرة ويسندها إليها، وليست أسبابها في الحقيقة تلك الأسباب الظاهرة . قوله : ( ويحجب ) مبنى للمفعول .


قال الشيخ رضي الله عنه :  (وذلك لأن الأصل حركة العالم من العدم الذي كان ساكنا فيه إلى الوجود ولذلك يقال إن الأمر حركة عن سكون فكانت الحركة التي هي وجود العالم حركة الحب. وقد نبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك . ) رواية من الله تعالى .
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( بقوله : "كنت كنزا مخفيا، لم أعرف فأحببت أن أعرف". فلولا هذه المحبة، ما ظهر العالم في عينه . ) أي ، وجوده العيني .
( فحركته من العدم إلى الوجود حركة حب الموجد لذلك ) أي ، لوجود العالم ، إذ به تظهر كمالات ذاته وأنوار أسمائه وصفاته .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولأن العالم أيضا يحب شهود نفسه وجودا ، كما شاهدها ثبوتا ، فكانت بكل وجه حركته من العدم الثبوتي إلى الوجود العيني حركة حب من جانب الحق وجانبه . ) أي ، من جانب العالم : ( فإن الكمال محبوب لذاته ) وهو لا يظهر إلا بالوجود العيني .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وعلمه تعالى بنفسه من حيث هو غنى عن العالمين هو له . وما بقي إلا تمام مرتبة العلم بالعلم الحادث الذي يكون من هذه الأعيان أعيان العالم إذا وجدت. فتظهر صورة الكمال بالعلم المحدث والقديم، فتكمل مرتبة العلم بالوجهين.) هذا جواب عن سؤال مقدر.

وهو أن يقال : الحق، سبحانه وتعالى، قديم، عالم بذاته وبكمالاته كلها، فهي حاصلة له قبل الظهور ووجود العالم في العين، فما فائدة الظهور؟
فقال : علمه بذاته من حيث غنائه عن العالمين حاصل له أزلا وأبدا ، لكن تمام مرتبة العلم هو العلم في صور المظاهر الذاتية، وهو العلم الحادث الذي يظهر في الأعيان عند وجودها. وهو المشار إليه بقوله تعالى : " لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ".
 

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وكذلك يكمل مراتب الوجود : فإن الوجود منه أزلي، ومنه غير أزلي، وهو الحادث. فالأزلي وجود الحق لنفسه، وغير الأزلي وجود الحق بصورة العالم الثابت، فيسمى حدوثا لأنه يظهر بعضه لبعضه، وظهر لنفسه بصور العالم. فكمل الوجود، فكانت حركة العالم حبته للكمال . فافهم.)

أي ، كما قلنا في العلم ، كذلك نقول في الوجود وجميع مراتبه ولوازمه ، لأن الوجود أزلي وغير أزلي : والأزلي هو الوجود عينه مع كمالاته ، وغير الأزلي هو الوجود المتعين بتعينات خاصة ظاهرة على صور الأعيان الثابتة . والأول قديم ، والثاني حادث ، فكمل الوجود ومراتبه بالعالم ، فظهر أن حركة العالم حبية .

( إلا تراه كيف نفس عن الأسماء الإلهية ما كانت تجده من عدم ظهور آثارها في عين مسمى العالم ) أي ، ألا ترى الحق كيف نفس عن أسمائه الإلهية ما كانت تجد الأسماء الإلهية من الكرب حين عدم الظهور بكمالاتها في أعيان العالم ( فكانت الراحة محبوبة لها ) أي ، للحق .
( ولم يوصل إليها إلا بالوجود الصوري ) أي ، الظاهر الشهادي (الأعلى والأسفل. فثبت أن الحركة كانت للحب.) أي ، ثبت أن أصل الحركة وحقيقتها حصلت من الحب ( فما ثمة حركة في الكون إلا وهي حبية . ) لأن الجزئي مشتمل على كليه .


( فمن العلماء من يعلم ذلك ) وهو العالم بالحقائق ( ومنهم من يحجبه السبب الأقرب ) وهو العالم بالأحكام ، لا بالحقائق الناظر في الأسباب الظاهرة ( لحكمه في الحال واستيلائه على النفس ) أي ، لغلبة حكم ذلك السبب القريب واستيلائه على نفس المحجوب .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فكان الخوف لموسى ، عليه السلام ، مشهودا له بما وقع من قتله القبطي ، وتضمن الخوف حب النجاة من القتل . فقر لما خاف ) في الظاهر (وفي المعنى ففر لما أحب النجاة من فرعون وعمله.) لأنه ما كان على طريق الحق ( به ) أي ، بالفرار
حصل النجاة من فرعون وعمله . لذلك قال له شعيب ، صلوات الله عليه : ( لا تخف نجوت من القوم الظالمين ) . تنبيها لسبب حركته .


( فذكر ) موسى ( السبب الأقرب المشهود له في الوقت ) أي ، في وقت الملاقاة معه ( الذي هو كصورة الجسم للبشر . وحب النجاة تضمن فيه تضمين الجسد للروح المدبر له . )
قوله : ( الذي ) صفة ( السبب الأقرب ) . أي، هو كالصورة، وحب النجاة مدرج فيه كالروح ، كما أن الصورة الجسمية متضمنة لروحها.


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( والأنبياء ، صلوات الله عليهم لهم لسان الظاهر به يتكلمون لعموم أهل الخطاب ، واعتمادهم على فهم السامع العالم . فلا تعتبر الرسل ، عليهم السلام ، إلا العامة ، لعلمهم بمرتبة أهل الفهم ، كما نبه ، عليه السلام ، على هذه الرتبة في العطايا ، فقال : " إني لأعطي الرجل ، وغيره أحب إلى منه ، مخافة أن يكبه الله في النار " . )
تقديره : أنى لأعطي الرجل مخافة أن يكبه الله في النار ، والحال أن غيره أحب إلى منه . ومعنى ( يكبه ) يدخله فيها 
وقال أيضا : ( لو كان العلم في الثريا ، لناله رجال من فارس ) .

قال رضي الله عنه :  ( فاعتبر ) أي النبي ، صلى الله عليه وسلم : ( الضعيف العقل والنظر الذي غلب عليه الطمع والطبع ) بفتح ( الباء ) ، أي الرين . إشارة إلى قوله : ( وطبع الله على قلوبهم ) . كما قال : ( كلا ، بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) .


قال رضي الله عنه :  ( فكذا ما جاؤوا به من العلوم ) أي ، فكذا حال ما جاء الأنبياء به من العلوم والحقائق ( جاؤوا به ) أي ، جاؤوا بما جاؤوا به (وعليه خلعة أدنى الفهوم.) أي ، وعليه خلعة ولباس يفهمه من له أدنى فهم (ليقف من لا غوص له عند الخلعة) أي ، الصورة الظاهرة .
فلما استعار لها لفظ ( الخلعة ) ، رشح بقوله : ( فيقول : ما أحسن هذه الخلعة قد ويراها غاية الدرجة . ويقول صاحب الفهم الدقيق الغائص على درر الحكم بما استوجب هذا ) أي ، المعطى له .


قال رضي الله عنه :  ( هذه الخلعة من الملك . فينظر في قدر الخلعة وصنفها من الثياب ، فيعلم منها قدر من خلعت عليه ، فيعثر على علم لم يحصل لغيره ممن لا علم له بمثل هذا . ) وهذا مثال لعلماء الظاهر والباطن .
والخلعة مثال لظاهر الآيات والأخبار ، فإن صاحب أدنى الفهوم يقف على ظواهرها ، ولا
يغوص في قعر بحرها ، وصاحب الفهم الدقيق يستخرج منه لآلئ المعاني ودرر الحكم والمعارف .

قال رضي الله عنه :  ( ولما علمت الأنبياء والرسل والورثة أن في العالم وفي أمتهم من هو بهذه المثابة ، عمدوا في العبارة إلى اللسان الظاهر الذي يقع فيه اشتراك الخاص والعام ، فيفهم منه الخاص ما فهم العامة منه وزيادة مما صح له به اسم أنه خاص ، فيتميز به عن العامي . فاكتفى المبلغون العلوم بهذا . ) أي ، بلسان الظاهر .

قال رضي الله عنه :  ( فهذا حكمة قوله عليه السلام : "ففررت منكم لما خفتكم" . ولم يقل ، ففررت منكم حبا في السلامة والعافية ) رعاية لجانب الظاهر ولسان العامة .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فجاء إلى مدين فوجد الجاريتين "فسقى لهما" من غير أجر ، "ثم تولى إلى الظل " الإلهي ، فقال : "رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير" . فجعل عين عمله السقي.) و (السقي) بدل عن ( عمله ) ، أو عطف بيان .

(عين الخير الذي أنزله الله إليه، فوصف نفسه بالفقر إلى الله في الخير الذي عنده.) إنما جعل عين السقي عين الخير الذي أنزل الله إليه ، لأن الخير المنزل إليه كانت النبوة وعلومها .
والماء صورة العلم لذلك فسر ابن عباس رضي الله عنهما، قوله تعالى : ( وأنزلنا من السماء ماءا ) . أي علما
فأفاض بعلمه على الجاريتين عين ما استفاض من الله تعالى في الحقيقة ، وإن كان في الصورة غيره .
ولأن التوفيق والقدرة بذلك العمل ما كان إلا من الله ، فاستفاض ذلك منه وأفاض أثره عليهما ، ووصف نفسه بالفقر إلى الله في الخير الذي عنده ، لأن الفيض إنما يحصل بحسب الاستعداد ، ومن جملة شروطه خلو المحل عما ينافي المعنى الفائض ، بل عن كل ما سوى الله .
والفقير التام هو الكامل المطلق من النوع البشرى.

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فأراه الخضر إقامة الجدار من غير أجر ، فعتبه موسى على ذلك ) بقوله : ( لو شئت لاتخذت عليه أجرا ) . فذكره الخضر ( بسقايته من غير أجر إلى غير ذلك مما لم نذكره . ) أي، في، هذا الكتاب واطلعنا عليه في الكشف عند شهود الخضر عليه السلام .

وقد روى عنه أنه اجتمع بالخضر في الكشف . فقال له الخضر : كنت قد أعددت لموسى بن عمران ألف مسألة مما جرى عليه من أول ما ولد إلى زمان الاجتماع بينهما ، فلم يصبر على ثلاثة مسائل منها قد ( حتى تمنى رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، أن يسكت موسى ، عليه السلام ، ولا يعترض حتى يقص الله تعالى عليه من أمرهما ) .

بقوله رضي الله عنه  : ( رحمة الله علينا وعلى موسى ، ليته صبر حتى يقص علينا من أنبائهما )
وفي رواية أخرى متفق على صحتها أيضا : " لو صبر أخي موسى، لرأى العجب، ولكن أخذ به من صاحبه دمامة " . - الحديث .
( فيعلم بذلك ما وفق إليه موسى ، عليه السلام ، من غير علم منه ) " فيعلم " ب‍ " الياء " عطف على " يقص ". أي ، حتى يقص الله ، فيعلم رسول الله الذي وفق إليه موسى من الأعمال من غير علم منه واختيار منه .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( إذ لو كان عن علم ، ما أنكر مثل ذلك على الخضر الذي قد شهد الله له عند موسى وزكاه وعدله . ومع هذا غفل موسى عن تزكية الله وعما شرطه ) الخضر .
(عليه في اتباعه رحمة بنا إذا نسينا أمر الله.) أي ، تلك الغفلة رحمة من الله بنا إذا نسينا حكم الله ، حتى لا نؤاخذ بالنسيان .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولو كان موسى عالما بذلك، لما قال له الخضر : "ما لم تحط به خبرا" . أي ، إني على علم لم يحصل لك عن ذوق، كما أنت على علم لا أعلمه أنا. فأنصف. ) أي، الخضر .
( وأما حكمة فراقه ، فلأن الرسول يقول الله فيه ) أي ، في حقه .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( "وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" . فوقف العلماء بالله الذين يعرفون قدر الرسالة والرسول عند هذا القول، وقد علم الخضر أن موسى رسول الله، فأخذ يرقب ما يكون منه ) أي ، ما يصدر منه ( ليوفى الأدب حقه مع الرسول ) أي، وقف العلماء بالله، كالخضر وغيره، عند هذا القول، وهو : ( ما آتاكم الرسول فخذوه ) ليوفى الأدب حقه مع الرسول .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فقال له : "إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني". فنهاه عن صحبته . فلما وقعت منه الثالثة، قال : "هذا فراق بيني وبينك". ولم يقل له موسى لا تفعل، ولا طلب صحبته، لعلمه بقدر الرتبة التي هو ) أي ، الخضر
( فيها التي أنطقته بالنهي عن أن يصحبه ) أي ، ولكون موسى عالما بالمرتبة التي حكمت عليه وأنطقته بالنهي عن المصاحبة . وتلك المرتبة هي مرتبة النبوة . فضمير ( علمه ) و ( هو ) عائدان إلى ( موسى ) .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فسكت موسى ووقع الفراق . فانظر إلى كمال هذين الرجلين في العلم وتوفية الأدب الإلهي حقه ) أي ، وتوفيتهما الأدب الإلهي حقه وإلى.


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( إنصاف الخضر ، عليه السلام ، فيما اعترف به عند موسى ، عليه السلام ، حيث قال : " أنا على علم علمنيه الله لا تعلمه أنت ، وأنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا " فكان هذا الإعلام من الخضر لموسى عليها السلام دواء لما جرحه به في قوله : "وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا " . مع علمه بعلو رتبته بالرسالة ، وليست تلك الرتبة للخضر . وظهر ذلك في الأمة المحمدية ) .

أي ، ظهر مثل ذلك الإنصاف من نبينا ، صلى الله عليه وسلم ، بالنسبة إلى أمته ( في حديث ( إبار النخل ) : فقال، عليه السلام، لأصحابه : "أنتم أعلم بأمور دنياكم " .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولا شك أن العلم بالشئ خير من الجهل به، ولهذا مدح الله تعالى نفسه بأنه بكل شئ عليم .
فقد اعترف، صلى الله عليه وآله، لأصحابه بأنهم أعلم بمصالح دنياهم منه، لكونه لا خبرة له بذلك، فإنه علم ذوق وتجربة، ولم يتفرع، عليه السلام، لعلمه ذلك، بل كان شغله بالأهم فالأهم فقد نبهتك على أدب عظيم تنتفع به إن استعملت نفسك فيه.) وتأديت بين يدي عباد الله بعدم الظهور بالدعوى والأنانية .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وقوله : " فوهب لي ربى حكما " يريد الخلافة . " وجعلني من المرسلين" يريد الرسالة . فما كل رسول خليفة : فالخليفة صاحب السيف والعزل والولاية .
والرسول ليس كذلك ، إنما عليه البلاغ لما أرسل به . فإن قاتل عليه وحماه بالسيف ، فذلك الخليفة الرسول . فكما أنه ما كل نبي رسولا ، كذلك ما كل رسول خليفة . )
أي ( ما أعطى الملك ولا التحكم فيه . ) كل غنى عن الشرح .

 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما حكمة سؤال فرعون عن الماهية الإلهية ) بقوله : ( ما رب العالمين ؟ )
( فلم يكن عن جهل ، وإنما كان عن اختبار حتى يرى جوابه مع دعواه الرسالة عن ربه -
وقد علم فرعون مرتبة المرسلين في العلم ) بالله .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فيستدل بجوابه على صدق دعواه ، وسأل سؤال إيهام من أجل الحاضرين حتى يعرفهم من حيث لا يشعرون بما شعر هو في نفسه في سؤاله )

من أنه لا بد أن يكون لكل شئ حقيقة يكون بها هو ، فأوهم الحاضرين بقوله : ( ما رب العالمين ؟ ) إن جوابه حينئذ هو الحد المشتمل على الجنس والفصل، لأن الحاضرين كانوا أرباب نظر وعقل ومعتادين أن يعلموا الأشياء بحدودها .
وهو كان عارفا يعلم أن حقيقة الحق لا يمكن أن تكون مركبة من الجنس والفصل ، لكنه تسلط عليه الشيطان فظهر بالأنانية .
( فإذا أجابه جواب العلماء بالأمر ) أي ، فإذا أجابه موسى بما في نفس الأمر


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( أظهر فرعون إبقاء لمنصبه أن موسى ما أجابه على سؤاله ، فيتبين عند الحاضرين لقصور فهمهم أن فرعون أعلم من موسى . ولهذا لما قال له في الجواب ما ينبغي.) أن يجاب به .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وهو في الظاهر غير جواب على ما سئل عنه ، وقد علم فرعون أنه لا يجيبه إلا بذلك ، فقال لأصحابه : " إن رسولكم الذي أرسل إليكم " على ما يزعم أنه رسول " لمجنون " . مستور عنه علم ما سألته عنه ، إذ لا يتصور أن يعلم أصلا . ) أي ، حقيقة الحق لا يتصور أن تعلم لغيره أصلا .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فالسؤال صحيح : فإن السؤال عن المهية سؤال عن حقيقة المطلوب، ولا بد أن يكون على حقيقة في نفسه . وأما الذين جعلوا الحدود مركبة من جنس وفصل، فذلك في كل ما يقع فيه الاشتراك، ومن لا جنس له لا يلزم أن لا يكون على حقيقة في نفسه لا تكون تلك الحقيقة لغيره. فالسؤال صحيح على مذهب أهل الحق والعلم الصحيح والعقل السليم. والجواب عنه لا يكون إلا بما أجاب به موسى.) فإن تعريف البسائط لا يكون إلا بلوازمه البينة.


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وهاهنا سر كبير . فإنه أجاب بالفعل لمن سأله عن الحد الذاتي ، فجعل الحد الذاتي عين إضافته إلى ما ظهر به من صور العالم ، أو ما ظهر فيه من صور العالم ).
أي ، أجاب لمن سأل عن الحد الجامع لجميع ذاتيات الرب ، بفعله وهو ربوبيته للسموات والأرض .

والمراد ( بالفعل ) المفعول . وهو السماوات والأرض . فجعل إضافة الرب إلى ما ظهر الرب بواسطته . أو إلى ما ظهر فيه من صور العالم عين الحد الذاتي .

( فكأنه قال له في جواب قوله : "وما رب العالمين ؟" قال : الذي يظهر فيه صور العالمين من العلو وهو السماء ، والسفل وهو الأرض " إن كنتم موقنين " . )
وقوله : ( أو يظهر هو بها ) عطف على قوله : ( الذي يظهر فيه ) أي ، كأنه قال في جواب ( ما رب العالمين ؟ ) هو الذي يظهر فيه صور العالمين . أو الذي يظهر هو بصور العالمين .
فضمير ( بها ) ( للصور ) .


قال الشيخ رضي الله عنه :  (فلما قال فرعون لأصحابه : "إنه لمجنون". كما قلنا في معنى كونه مجنونا) وهو أنه غير عالم بما سألته . ( زاد موسى في البيان ليعلم فرعون مرتبته ) أي ، مرتبة موسى .
( في العلم الإلهي ، لعلمه بأن فرعون يعلم ذلك ) أي ، ذلك المعنى .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فقال : "رب المشرق والمغرب" . فجاء بما يظهر ويستتر ، وهو الظاهر والباطن وما بينهما ، وهو قوله : "بكل شئ عليم إن كنتم تعقلون". أي، إن كنتم أصحاب تقييد، فإن العقل يقيد).
لما كان المشرق موضع ظهور الشمس والمغرب موضع استتارها وبطونها ،

قال : ( فجاء بما يظهر ويستر ) أي ، جاء به تنبيها على أن كل ما ظهر من عالم الشهادة وعلى كل ما بطن من عالم الغيب ، والحق هو الظاهر والباطن ، كما أخبر عن نفسه بقوله : ( وهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم ) .

فيكون عليما بما بين المشرق والمغرب ، وبما بين الظاهر والباطن من لوازمهما وعوارضهما ، كالتأثير والتأثر والفيض والاستفاضة في العلوم وغيرها .
وإنما جاء بقوله : "إن كنتم تعقلون " . لأن العقل يعطى التقييد ، والتقييد إما في الظاهر ، وهو الأجسام ولواحقها ، وإما في الباطن ، فهو المجردات وتوابعها . فإن كنتم تعقلون ، فاعلموا أن الحق هو الذي ظهر بالظاهر والباطن وجميع الصور المقيدة .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فالجواب الأول جواب الموقنين ، وهم أهل الكشف والوجود . فقال لهم : "إن كنتم موقنين" . أي ، أهل كشف ووجود ، فقد أعلمتكم بما تيقنتموه في شهودكم ووجودكم . ) .


لأن ما لا يكون التركيب في ذاته لا يمكن أن يجاب عنه بالجنس والفصل، فما أجبتكم به ، هو جواب العارفين بالأمر، أصحاب اليقين والعيان .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فإن لم تكونوا من هذا الصنف ، فقد أجبتكم في الجواب الثاني ، إن كنتم أهل عقل وتقييد وحصر . ثم ، الحق فيما تعطيه أدلة عقولكم . فظهر موسى بالوجهين ليعلم فرعون فضله وصدقه . وعلم موسى أن فرعون علم ذلك ، أو لم يعلم ذلك . ) .
أي ، علم موسى أن فرعون عالم بفضل موسى وصدقه فيما أجاب به . أو سيكون عالما بذلك من الجواب . إذ الجواب الحق ينبه السائل بما ليس عنده .

( لكونه سئل عن المهية . فعلم ) موسى ( أن سؤاله ليس على اصطلاح القدماء في السؤال ب‍ " ما هو " ، فلذلك أجاب . فلو علم ) موسى ( منه غير ذلك ، لخطأه في السؤال . ) اصطلاح القدماء في السؤال ب‍ ( ما ) طلب الجواب بالأجزاء الذاتية .

 
فلما علم موسى منه أنه ما سئل بذلك الاصطلاح ، أجاب بما أجاب . ولو علم أنه سئل عن الاصطلاح ، لخطأ فرعون في سؤاله .
أي ، كان يقول له : كيف تسأل بما عن شئ ليس له أجزاء ذاتية ، فسؤالك ليس بسؤال العالمين بالاصطلاح .


 قال الشيخ رضي الله عنه : ( فلما جعل موسى المسؤول عنه عين العالم ، خاطبه فرعون بهذا اللسان والقوم لا يشعرون ، فقال له : "لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين ". ) أي ، فلما جعل موسى عين الحق ظاهرا في أعيان العالمين ، خاطبه فرعون بهذا اللسان . أي ، فإذا جعلت عينه عين العالم ، وأنا نسخة العالم ، فأنا عينه .
وذلك قوله تعالى : "لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين " . والقوم لا يشعرون بما جرى بينه وبين موسى من الأسرار .
.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد 22 مارس 2020 - 9:16 عدل 1 مرات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة السبت 21 مارس 2020 - 22:33 من طرف عبدالله المسافربالله

25 - فص حكمة علية في كلمة موسوية الجزء الثالث .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

شرح الشيخ داود بن محمود بن محمد القَيْصَري كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي  

الفص الموسوي على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم 
الجزء الثالث
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( و"السين" في السجن من حروف الزوائد . أي ، لأسترنك : فإنك أجبت بما أيدتني به أن أقول لك مثل هذا القول . ) اعلم ، أن الحروف كلها دالة على المعاني الغيبية في مفرداتها ومركباتها ، كما هو مقرر عند العلماء بالأسرار الإلهية .
ومن عرف أن الكلمات الموضوعة إنما وضعت بإزاء الحقائق الإلهية والكونية ، وعرف أن الواضع الحقيقي في المظاهر الإنسانية هو الحق سبحانه وتعالى ، عرف ذلك .
وبعض علماء الظاهر أيضا وقفوا على ذلك ، وقالوا إن بين الأسماء ومسمياتها مناسبات ووضعت الألفاظ بإزائها .

ف‍ ( السين ) التي في ( السجن ) من حروف الزوائد ، وهي مع أنها من حروف الزوائد يدل على معنى الستر ، لأنه حرف من حروفه . وكونه زائدا أيضا إشارة إلى تعينات الحاصلة على الذات التي هي وجوه العبودية الزائدة على وجوه الربوبية من وجه . فبقى ( الجيم ) و ( النون )
وهو يدل على الستر ، كما قال تعالى : ( فلما جن عليه الليل رأى ) أي ، ستر . فصار معنى قوله : ( لأجعلنك من المسجونين ) لأسترنك . لأنك جعلت عين الحق ظاهرا في صور العالم ، فيكون ظاهرا في صورتي .
وهذا تأييد لي في دعواي ، ولى عليك حكم وسلطنة في الظاهر ، لأني صاحب الحكم ، فقولي لك مثل هذا ، وجعلي لك من المسجونين حق على قولك وعقيدتك .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فإن قلت لي : قد جهلت يا فرعون بوعيدك إياك والعين واحدة ، فكيف فرقت ؟ فيقول فرعون : إنما فرقت المراتب العين ، ما تفرقت العين ولا انقسمت في ذاتها . ومرتبتي الآن التحكم فيك يا موسى بالفعل ، وأنا أنت بالعين وغيرك بالرتبة . )
أي ، وإن قلت لي يا موسى : كيف فرقتني عنك وأوعدتني بالسجن ، والعين في ذاتها واحدة لا كثرة فيها وتجعلني من الجاهلين ؟
أقول : إنما فرقت المراتب بحسب ظهورات عين الحق فيها ، فالذات وإن كانت واحدة ، لكن
المراتب متفرقة ، ومرتبتي الان يقتضى أن أحكم فيك وفي مرتبتك ، وإن كنت عيني من حيث العين ، لكنك غيري من حيث المرتبة .

( فلما فهم ذلك موسى منه ) أي ، فهم ذلك الحكم والتسلط بحسب المرتبة منه . ( أعطاه حقه في كونه يقول له : لا تقدر على ذلك . ) أي، أعطى لفرعون حقه حال كونه. أي، كون موسى يقول له : لا تقدر على ذلك.


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( والرتبة ) الفرعونية ( تشهد له بالقدرة عليه وإظهار الأثر فيه، لأن الحق في رتبة فرعون من الصورة الظاهرة لها التحكم على الرتبة التي كان فيها ظهور موسى في ذلك المجلس.) لكن ليس له سلطنة على موسى ورتبته ، لأنه أعلى منه مقاما وأرفع منه درجة ، كما أخبره بقوله : ( لا تخف إنك أنت الأعلى ) أي في العاقبة .
ولما كان له التحكم في ذلك المجلس ، جعل موسى يدافعه ، ( فقال له ) حال كونه ( يظهر له المانع من تعديه عليه : "أو لو جئتك بشئ مبين" . )


قال الشيخ رضي الله عنه :  (فلم يسع فرعون إلا أن يقول له : "فأت به إن كنت من الصادقين". حتى لا يظهر فرعون عند  ضعفاء الرأي من قومه بعدم الإنصاف فكانوا يرتابون فيه، وهي الطائفة التي استخفها فرعون وأطاعوه "إنهم كانوا قوما فاسقين" أي، خارجين عما تعطيه العقول الصحيحة من إنكار ما ادعاه فرعون باللسان الظاهر في العقل، فإن له ).

أي ، للعقل ( حدا ، يقف عنده ، إذا جاوزه صاحب الكشف واليقين . ) أي ، ولأجل أن
للعقل حدا ، يقف عنده ، وصاحب الكشف يتجاوز عنه ، وليس للكشف نهاية ، لأنه بحسب التجلي ولا نهاية للتجلي ( ولهذا جاء موسى في الجواب بما يقبله الموقن ) صاحب الكشف واليقين . وهو الجواب الأول . ( والعاقل خاصة . ) وهو الجواب الثاني .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( "فألقى عصاه"  وهي صورة ما عصى به فرعون موسى في إبائه عن إجابة دعوته ، "فإذا هي ثعبان مبين" أي ، حية ظاهرة . ) لما كان ( عصا ) مأخوذا من ( العصيان ) وفرعون هو الذي عصى ربه وأبى، جعل العصا صورة ما تحقق به إباء فرعون وعصيانه عن إجابة الدعوة.
وليس ذلك إلا النفس الأمارة، فالعصا صورة النفس الأمارة . فإذا انقلبت حية ، صارت صورة النفس المطمئنة المفنية للموهومات والمتخيلات .
لذلك قال : "هي عصاي أتوكأ عليها" أي ، استعين
بها على مطالبي وسلوكي . ( وأهش بها على غنمي ) أي ، على رعاياي وعلى ما هو تحت يدي من القوى البدنية .

( ولى فيها مآرب أخرى ) أي ، مقاصد لا تحصل إلا بها من الكمالات المكتسبة ( فانقلبت المعصية التي هي السيئة طاعة أي حسنة ، كما قال : "يبدل الله سيئاتهم حسنات " ) أي ، انقلاب العصا حيوانا ايماء إلى انقلاب المعصية طاعة حسنة فإن العصا من المعصية والمعصية إذا انقلبت صارت طاعة ، كما قال تعالى : " أولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات " ولما كان تبديل السيئة حسنة عبارة عن ترتب حكم الحسنة عليها ، إلا أن عينها تصير حسنة ،
قال : ( يعنى في الحكم . ) كما جاء في الخبر من أن المحبوبين يعد قتلهم بالإحياء وإفسادهم بالإصلاح .


وعلى هذا ( فظهر الحكم هاهنا عينا متميزة في جوهر واحد . ) أي ، ظهر حكم العصيان المنقلب إلى الطاعة على صورة عين الثعبان ، وهي متميزة عن صورة أخرى ، وكلها تظهر في جوهر واحد لا تعدد فيه حقيقة .

( فهي العصا والحية والثعبان الظاهر ) أي ، فتلك العين هي العصا بحكم العصيان ، وهي الحية والثعبان بحكم الطاعة للرحمن .
( فالتقم ) الثعبان ( أمثاله من الحيات من كونها حية ، والعصى من كونها عصا . فظهرت حجة موسى على حجج فرعون في صورة عصى وحيات وحبال . ) .

لأن الحق أراد تصديق نبيه وتغليبه على فرعون ، فظهرت العين الظاهرة بالصورة العصائية على الصورة الثعبانية ، فالتقم أمثالها من الحيات من كونها حية والعصى من كونها عصى في الأصل .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فكانت للسحرة الحبال، ولم يكن لموسى حبل. و "الحبل" التل الصغير . أي، مقاديرهم بالنسبة إلى قدر موسى بمنزلة الحبال من الجبال الشامخة. ) .
أي ، حبال السحرة الظاهرة على صورة الحيات إشارة إلى صغر قدرهم بالنسبة إلى قدر موسى ، لأن ( الحبل ) في أصل اللغة التل الصغير . فنسبة مقاديرهم إلى قدر موسى عند الله كنسبة التلال الصغيرة إلى الجبال الشامخة .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فلما رأت السحرة ذلك ، علموا رتبة موسى في العلم ، وأن الذي رأوه ليس من مقدور البشر ، وإن كان مقدورا لبشر ، فلا يكون إلا ممن له تميز في العلم المحقق عن التخيل والإيهام ، فآمنوا برب العالمين ، رب موسى وهارون . أي ، الرب الذي يدعو إليه موسى وهارون ، لعلمهم بأن القوم يعلمون أنه ما دعا لفرعون . ) .

أي ، لأن السحرة علموا أن موسى ما يدعو الخلق إلى فرعون ، بل إلى الحق المطلق . ف‍
( اللام ) في قوله : ( لفرعون ) بمعنى ( إلى ) .

( ولما كان فرعون في منصب التحكم صاحب الوقت وأنه الخليفة بالسيف) أي ، خليفة الدولة الظاهرية . ( وإن جار في العرف الناموسي ، لذلك قال : "أنا ربكم الأعلى" أي ، وإن كان الكل أربابا بنسبة ما ، فأنا الأعلى منهم بما أعطيته في الظاهر من التحكم فيكم . ) .

( جار ) من ( الجور ) . وهو إشارة إلى ما قال رسول الله ،
صلى الله عليه وسلم : ( أطيعوا أميركم وإن جار ) أي، وإن ظلم  ولذلك قال : ( في العرف الناموسي). وقوله : ( في العرف ) متعلق بمحذوف. تقديره : كما ثبت في العرف الناموسي .

و ( قال ) جواب ( لما ) : أي ، لما كان في منصب التحكم وخليفة في الظاهر بالسيف ، قال : " أنا ربكم الأعلى " واعلم ، أن الرب المطلق ، بمعنى المالك والمصلح والسيد وغيرها من المعاني التي يطلق ( الرب ) عليها ، هو الله تعالى وحده ، لا اشتراك فيه لأحد . والرب المضاف يطلق على الحق تعالى ،

كقوله : (الحمد لله رب العالمين) ويطلق لغيره أيضا، كقولهم : رب الدار ورب الغلام و رب القوم . وهذا الإطلاق أيضا هو للحق ، لأنه هو الذي يرب عباده في صور مظاهره ومجاليه . فلكل من العباد نوع من الربوبية .
وأعلى أنواعه في صور التفاصيل للخليفة على العالم كله ، ثم للخليفة في الباطن وحده ، ثم للخليفة في الظاهر وحده .

لذلك قال : ( أنا ربكم الأعلى ) فأضاف إليهم وجعل لنفسه ما هو أعلى منهم ، لتحكمه عليهم بالسيف ، وإن كان لكل منهم نصيبا من الربوبية .
وقد مر في المقدمات تنبيه في هذا المعنى ، فليطلب هناك تحقيقه .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولما علمت السحرة صدقه فيما قاله ، لم ينكروه وأقروا له بذلك ، فقالوا له: " إنما تقضى هذه الحياة الدنيا فاقض ما أنت قاض " فالدولة لك . فصح قوله: "أنا ربكم الأعلى". ) أي ، من حيث الربوبية الإضافية الحاصلة في المظاهر .

( وإن كان عين الحق ، فالصورة لفرعون . ) جواب عن سؤال مقدر .
تقديره : أنك جعلت الحق عين الأعيان في الكتاب كله ، فصح إطلاق الربوبية المطلقة عليه لأنه عينه . فأجاب بأنه وإن كان عينه عين الحق من حيث الأحدية ، كن الصورة الفرعونية تعينه وتجعله متميزا عنه باعتبار ، فلا يصح ذلك الإطلاق .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فقطع الأيدي والأرجل وصلب بعين حق ) وهو الهوية الإلهية الظاهرة بكل شئ وفي كل شئ . ( في صورة باطل ) وهي الصورة الفرعونية الفانية .
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( لنيل مراتب لا تنال إلا بذلك الفعل . فإن الأسباب لا سبيل إلى تعطيلها ) يجوز أن يكون تعليلا لقوله : ( فاقض ما أنت قاض ) . أي ، قالوا ذلك لعلمهم بأن تعذيبه إياهم موجب لنيل المراتب الكمالية التي لا تنال إلا بذلك التعذيب .
فإن درجة الشهادة لا تنال إلا بالقتل ظلما ، لأن الأسباب وسائط للوصول إلى المسببات .
ويجوز أن يكون تعليلا لقطع وصلب .

فمعناه : قطع ليظهر تحكمه وسلطنته عليهم ، فينقادوا لحكمه في الدنيا ويصل إلى مقتضى عينه ونتائج طبعه ونشأته العنصرية في الآخرة من العذاب بالنار وغيرها . ويجوز أن يكون تعليلا لهما . ( لأن الأعيان الثابتة اقتضتها ، ) أي ، اقتضت الأسباب والوسائط .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فلا تظهر ) الأعيان ( في الوجود إلا بصورة ما هي عليه في الثبوت ، إذ " لا تبديل لكلمات الله " . وليست كلمات الله سوى أعيان الموجودات ، فينسب إليها القدم من حيث ثبوتها ، وينسب إليها الحدوث من حيث وجودها وظهورها ، كما تقول : حدث اليوم عندنا إنسان أو ضيف ، ولا يلزم من حدوثه أنه ما كان له وجود قبل هذا الحدوث . لذلك قال تعالى في كلامه العزيز ، أي في إتيانه مع قدم كلامه : "ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون " ، "وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين " و "الرحمن" لا يأتي إلا بالرحمة ، ومن أعرض عن الرحمة ، استقبل العذاب الذي هو عدم الرحمة . ) ظاهر .


قال رضي الله عنه :  (وأما قوله : "فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده" إلا قوم يونس ، فلم يدل ذلك على أنه لا ينفعهم في الآخرة بقوله في الاستثناء : "إلا قوم يونس".)
ولما ذكر الحكم والأسرار التي تضمنت الآيات في موسى وفرعون ، شرع في بيان أن مثل هذا الإيمان وإن لم يكن نافعا في الدنيا ، نافع في الآخرة ، أعني ، إيمان فرعون وغيره ممن آمن عند اليأس من غير أن يقع في الغرغرة ويرى العذاب الآخرة وبأسها وإن لم يكن نافعا في الدين نافع في الآخرة .

وأما قوله : ( فلم يك ينفعهم إيمانهم ) . الآية فلا يدل على أنه لا ينفعهم في الآخرة مطلقا ، إذ معناه أن إيمانهم لا يدفع عذابنا الذي أنزلنا عليهم في الدنيا .
وقوله تعالى : ( إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ) .
دليل على أن عدم نفعه في الدنيا لا في الآخرة . أي ، ليس هذا حكما كليا أيضا في الدنيا ، لقوله تعالى : "فلولا كانت قرية آمنت" يعنى ، عند رؤية العذاب ،
فنفعها إيمانها ، إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا .

قال رضي الله عنه :  ( فأراد ) أي الحق ( أن ذلك الإيمان لا يرفع عنهم الأخذ في الدنيا ، فلذلك ) أي ، فلأجل أنه لا يرفع العذاب في الدنيا ( أخذ فرعون مع وجود الإيمان منه . هذا إن كان أمره ) أي ، أمر فرعون ( أمر من تيقن بالانتقال في تلك الساعة ) أي ، هذا على تقدير أنه تيقن بالانتقال . وأما على تقدير عدم تيقنه بذلك ، فبالطريق الأولى ينفع إيمانه .


قال رضي الله عنه :  ( وقرينة الحال تعطى أنه ما كان على يقين من الانتقال ، لأنه عاين المؤمنين يمشون في الطريق اليبس الذي ظهر بضرب موسى بعصاه البحر . فلم يتيقن فرعون بالهلاك إذا آمن ، بخلاف المحتضر حتى لا يلحق به . ) أي ، لم يتيقن فرعون بالهلاك إذا آمن ، فلا يلحق بالمحتضر لأنه متيقن بهلاكه ، فاستعمل "حتى" موضع " الفاء" .

قال رضي الله عنه :  ( فآمن بالذي آمنت به بنو إسرائيل على اليقين بالنجاة ، فكان كما تيقن ) أي، حصل النجاة كما تيقنها .
قال رضي الله عنه :  ( لكن على غير الصورة التي أراد ) لأنه أراد أن ينجو في الحياة الدنيا ( فنجاه الله من عذاب الآخرة في نفسه ، ونجى بدنه كما قال تعالى :"فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية " )

أي، فاليوم ننجي روحك من عذاب التعلق بالبدن وغواشيه الظلمانية من الكفر والشرك والاحتجاب بالحجب المبعدة ، وبدنك بالقذف إلى الساحل ، ليظهر على الصورة المعهودة ميتا .


قال رضي الله عنه :  ( لأنه لو غاب بصورته وبما قالوا قومه ، احتجب ) أي ، عن الأعين فتقوى عقيدتهم بربوبيته ، لكنه أظهر ليكون آية لمن خلفه من الأمم ، فلا يدعى أحد بالربوبية .
( فظهر بالصورة المعهودة ميتا ليعلم أنه هو . فقد عمته النجاة حسا ) من حيث البدن .
( ومعنى ) من حيث الروح .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ومن حقت عليه كلمة العذاب الأخراوي لا يؤمن ، ولو جائته كل آية ) كأبي جهل وأضرابه ، فإنه قال لقاتله حال القتل : قل لصاحبك ( يعنى محمد ) ما أنا بنادم عن مخالفتك في هذا الحال أيضا .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( حتى يروا العذاب الأليم ، أي يذوقوا العذاب الأخراوي ) عند الموت الطبيعي
( فخرج فرعون من هذا الصنف . هذا هو الظاهر الذي ورد به القرآن . ثم ، إنا نقول بعد ذلك : والأمر فيه إلى الله بما استقر في نفوس عامة الخلق من شقائه )

في الآخرة (وما لهم نص في ذلك يستندون الشقاء إليه.) لا إلى الله .
(وأما آله ، فلهم حكم آخر ليس هذا موضعه.) أي، حكم فرعون حكم المؤمنين الطاهرين المطهرين ، إذ ما وقع بعد الإيمان منه عصيان ، والإسلام يجب ما قبله .
وأما حكم آله ، فحكم الكافرين من وجه ، لأنهم جعلوا الرب المطلق
والمعبود الحق مقيدا في صورة فرعونية فستروا الحق في صورته الباطلة ، وحكم
المؤمنين من وجه ، لأنهم ما عبودا في صورته إلا الهوية الإلهية الظاهرة في المجالي
المختلفة . فرضي الله عنهم من هذه الحيثية ورضوا عنه ، وإن كان من حيث
تقيدهم إياه يعذبهم . ولما لم يكن هذا موضع بيانه ، قال : ( ليس هذا موضعه . )

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ثم ، ليعلم أنه ما يقبض الله أحدا إلا وهو مؤمن ، أي مصدق بما جاءت به الأخبار الإلهية ) لأنه يعاين ما أخبر به الأنبياء ، عليهم السلام ، من الوعد والوعيد .
( وأعنى من المحتضرين . ) أي ، وأعنى بهذا القول من يكون من المحتضرين لا من يموت مطلقا .

 
قال الشيخ رضي الله عنه :  (ولهذا يكره موت الفجأة وقتل الغفلة . فأما موت الفجأة فحده أن يخرج النفس الداخل ولا يدخل النفس الخارج . فهذا موت الفجأة . وهذا غير المحتضر .
ولما خص المحتضر بالذكر ، أراد أن يفرق بينه وبين غيره فقال : ( كذلك قتل الغفلة بضرب عنقه من ورائه وهو لا يشعر ، فيقبض على ما كان عليه من إيمان أو كفر .
ولذلك قال ، عليه السلام : "ويحشر على ما مات عليه" كما أنه يقبض على ما كان عليه . والمحتضر ما يكون إلا صاحب شهود ، فهو صاحب إيمان بما ثمة . فلا يقبض إلا على ما كان عليه ، لأن "كان" حرف وجودي ) .

أي ، لفظ ( كان ) كلمة وجودية وإطلاق الحرف عليه مجاز ( لا ينجر معه الزمان إلا بقرائن الأحوال . ) أي ، ( كان ) يدل على وجود الصفة المذكورة في موصوفه ، ولا تدل على الزمان ، والاستدلال بالزمان يحصل من قرائن الأحوال . كما تقول : كان زيد صاحب المال والجاه .
فمن شهودك في الحال فقره ، تستدل على أن غناه كان في الزمان الماضي .
وكذلك في قولك : كان فلان شابا قويا . أي ، في الزمان الماضي ، واليوم شيخ ضعيف .
ولعدم دلالته على الزمان ، يطلق على الله في قوله : ( وكان الله عليما حكيما ) وعلى غيره من الأمور الثابتة أزلا وأبدا ، كما قال في قوله : ( وكان ذلك في الكتاب مسطور )

قال الشيخ رضي الله عنه :  (فيفرق بين الكافر المحتضر في الموت، وبين الكافر المقتول غفلة، أو الميت فجأة. كما قلنا في حد الفجأة . )
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأما حكمة التجلي والكلام في صورة النار ، فلأنها كانت بغية موسى ، فتجلى له مطلوبه ليقبل عليه ولا يعرض عنه ، فإنه لو تجلى له في غير صورة مطلوبة ، أعرض عنه لاجتماع همته على مطلوب خاص . )

أي ، وأما حكمة تجلى الحق وكلامه مع موسى ، عليه السلام ، في الصورة النارية ، فلأنه ، عليه السلام ، كان يطلب النار لحاجته إليها ، فتجلى له الحق في صورتها ليقبل موسى ، عليه السلام ، على الحق المتجلي الظاهر على صورة مطلوبه ولا يعرض عنه ، إذ لو تجلى له في
صورة غير الصورة النارية ، لكان يعرض عنه وكان يشتغل على مطلوبه لاجتماع
همته على المطلوب الخاص .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولو أعرض ، لعاد عمله عليه ، فأعرض عنه الحق ) أي ، ولو أعرض ، لعاد حكم عمله الذي هو الإعراض عليه ، فكان يعرض عنه الحق أيضا مجازاة له .
( وهو مصطفى مقرب ، فمن قربه أنه تجلى له في مطلوبه ، وهو لا يعلم . ) 
أي، فمن قربه وكونه محبوبا عند الله تعالى، تجلى له الحق وهو طالب للنار غير طالب للتجلي .
وهذا مخصوص بالمحجوبين المعتنى بهم .
شعر :
(كنار موسى يراها عين حاجته   ..... وهو الإله ولكن ليس يدريه ) ظاهر .
وتذكير الضمير في قوله : ( وهو الإله ) وفي قوله : ( ولكن ليس يدريه ) لتغليب الخبر واعتباره .

والله الهادي .
.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» 07 - فص حكمة علية في كلمة إسماعيلية .شرح داود القيصرى فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» 16 - فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» 24 - فص حكمة إمامية في كلمة هارونية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» 15 - فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» 18 - فص حكمة نفسية في كلمة يونسية .شرح داود القيصري فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى