اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي

اذهب الى الأسفل

14022020

مُساهمة 

22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي Empty 22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي




22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي

كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص الشيخ عبد الغني النابلسي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي

هذا فص الحكمة الإلياسية ، وهي الحكمة الإدريسية المتقدمة فذكرها فيما مر بنصف المعرفة وهنا بنصف المعرفة لاختلاف الاسمين لها فذكر لها اسم إلياس هنا ،
لأنه سيذكر في هذا الفص أن اللّه تعالى أنشأها مرتين كان نبيا قبل نوح عليه السلام ، ثم رفع وهو أمر فصها الأوّل ثم نزل رسولا بعد ذلك وسمى إلياس وهو حال هذا الفص فذكره بعد حكمة زكريا عليه السلام ،
لأن الكلام فيها عن إلياس عليه السلام أنه صار عقلا مجردا عن الشهوة وهو من رحمة اللّه تعالى كما أن زكريا عليه السلام كان عين الرحمة بحكم قوله تعالى : ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا( 2 ) [ مريم : 2].
 
فهو أقرب منه ولهذا قدمه ، وإلياس يليه بالرتبة الملكية وهو المكان العلي الذي رفعه اللّه تعالى إليه من كونه بشرا سويا واسمه إدريس وإلا فإن النبي أرفع من الملك ومن هنا كان يقول النبي صلى اللّه عليه وسلم عند موته اللهم الرفيق الأعلى وعرج به في أطباق السماوات وهو عليه السلام أفضل من الكل وأشرف .
 
(فص حكمة إيناسية) أي منسوبة إلى الإيناس وهو حصول الأنس ضد الوحشة (في كلمة إلياسية).
 
إنما اختصت حكمة إلياس عليه السلام بكونها إيناسية لأنها من مقام الملائكة أصحاب العقول المجردة عن الشهوات الجسمانية فلها الاستئناس باللذائذ الروحانية والمحبة الربانية في شهود الجمال الرحماني والكمال الصمداني في حضرات المعاني على نغمات الأدوار الأمرية برنات المثاني .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( إلياس وهو إدريس عليه السّلام كان نبيّا قبل نوح عليه السّلام ، ورفعه اللّه مكانا عليا ، فهو في قلب الأفلاك ساكن وهو فلك الشّمس ، ثمّ بعث إلى قرية بعلبك ، وبعل اسم صنم ، وبك هو سلطان تلك القرية . وكان هذا الصّنم المسمّى بعلا مخصوصا بالملك وكان إلياس الذي هو إدريس قد مثّل له انفلاق الجبل المسمّى لبنان - من اللّبانة وهي الحاجة - عن فرس من نار ، وجميع آلاته من نار . فلمّا رآه ركب عليه فسقطت عنه الشّهوة ، فكان عقلا بلا شهوة ، فلم يبق له تعلّق بما تتعلّق به الأغراض النّفسيّة . )
 
إلياس النبي المشهور هو إدريس عليه السلام .
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام رحمه اللّه تعالى في تفسير سورة مريم عند قوله تعالى :وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ[ مريم : 56 ] هو أخنوخ جد أبي نوح أوّل مرسل بعد آدم عليه السلام ، وأوّل من خط بالقلم ونظر في علم النجوم والهيئة وخاط اللباس ، واتخذ الموازين والمكاييل والأسلحة فقاتل بني قابيل ، وسمي به لكثرة درسه وقيل : هو إلياس انتهى .
 
وفي صحيح البخاري في كتاب الأنبياء عليهم السلام ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس رضي اللّه عنهم أن إلياس هو إدريس .
وقال الزركشي في شرح البخاري قلت : لكن ظاهر القرآن يدل على أنه غيره وهو قوله تعالى في سورة الأنعام :وَنُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ[ الأنعام : 84 ] إلى قوله :وَإِلْياسَ فهذا تصريح بأن إلياس من ذرية نوح ، وأجمعوا على أن إدريس كان قبل نوح فكيف يستقيم أن يقال إنه إلياس . وقد أشار إلى ذلك البغوي في تفسيره ، انتهى .
 
وقرأت في هامش شرح الزركشي بخط بعض العلماء نقل هذا الإجماع باطل .
وقال البيضاوي في نفسيره وإلياس قيل هو إدريس جد نوح فيكون البيان ، أي بيان ذرية نوح في الآية مخصوصا بمن في الآية الأولى يعني التي آخرها وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ[ الأنعام : 84 ] . وقوله تعالى :وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ[ الأنعام : 85 ].
معطوف على قوله وَنُوحاً هَدَيْنا.
قال البيضاوي : قيل هو يعني إلياس من أسباط هارون أخي موسى ، انتهى .
 
وهو الجواب عن إيراد الزركشي ، وفي حديث الجامع الصغير للسيوطي برواية ابن مردويه عن ابن عباس رضي اللّه عنهما ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : « الخضر هو إلياس » « أورده السيوطي في الدر المنثور ، وعزاه إلى ابن مردويه عن ابن عباس » .
وقال الشارح المناوي رحمه اللّه تعالى أن الخضر لقبه واسمه هو إلياس وهو غير إلياس لمشهور ، فقد اشتهر بلقبه وذلك باسمه ، فلا تدافع بينه وبين ما بعده من قوله عليه السلام : " الخضر في البحر وإلياس في البر » .
يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج ، ويحجان ويعتمران كل عام ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل برواية الحارث بن أبي أسامة عن أنس رضي اللّه عنه .
وفي الشرح المذكور عند حديثه إنما سمي الخضر خضرا لأنه جلس على فروة وهي وجه الأرض فاخضرت .
قال : وهو صاحب موسى عليه السلام الذي أخبر عنه القرآن بتك الأعاجيب ، وأبوه ملكان بفتح فسكون ابن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح .
وقيل : هو ابن حلقيا وقيل : ابن قابيل بن آدم وقيل : ابن فرعون صاحب موسى عليه السلام وهو غريب . وقيل : أمه رومية وأبوه فارسي .
وقيل : هو ابن آدم عليه السلام لصلبه ، وقيل : الرابع من أولاده ، وقيل : هو ابن خالة ذي القرنين ووزيره . انتهى .
 
فتحصل من هذا أن إلياس :
يجوز أن يكون مشتركا بين الخضر اسمه إلياس وبين إلياس النبي المشهور ،
ويجوز أن يكون المراد بإلياس الذي ذكر في القرآن في الآية السابقة : أنه من ذرية نوح عليه السلام هو الخضر الذي ذكره اللّه تعالى أيضا في قصة موسى عليه السلام بقوله :فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً( 65 ) [ الكهف : 65 ] ،
وهو من ذرية نوح عليه السلام ، فسماه في موضع باسمه إلياس ووصفه بصفة العبودية في موضع آخر ، وهو غير إلياس المذكور في القرآن أيضا في قوله تعالى :وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ( 123 ) [ الصافات : 123 ] .
 
كما أنه تعالى ذكر يوسف بن يعقوب في سورته ، وذكر في موضع آخر قوله تعالى :وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّناتِ [ غافر : 34 ] الآية .
وهي من قول موسى : " من آل فرعون " فيوسف هذا بعد يوسف بن يعقوب فهو غيره ، وكذلك ذكر اللّه تعالى يونس في القرآن في موضع آخر ذا النون فقال سبحانه : وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً[ الأنبياء : 87 ] الآية .
فلا يصح إيراد الزركشي الذي ذكر سابقا ، وصح قول ابن مسعود وابن عباس رضي اللّه عنهم : أن إلياس هو إدريس عليه السلام يعني غير إلياس الملقب بالخضر المذكور في سورة الأنعام أنه من ذرية نوح عليه السلام ،
كيف وابن عباس رضي اللّه عنهما ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو ترجمان القرآن وقد دعا له ابن عمه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بقوله : « اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل » « رواه أحمد في المسند » ،
 
أي تأويل القرآن ،فهو أدرى بالقرآن من غيره فقوله : بأن إلياس هو إدريس عليه السلام أصح الأقوال خصوصا وقد وافقه ابن مسعود خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وغيره أيضا ، وجاء الكشف الصحيح المؤيد بالكتاب والسنة بذلك من حضرة المصنف قدس اللّه سره ، وجعل فرادس الجنان مقره وذكر المنلا عبد الرحمن الجامي قدس اللّه سره في رسالته في تحقيق مذهب الصوفية والمتكلمين والحكماء المتقدمين .
 
قال : ثم لا يخفى على من تتبع معارفهم يعني الصوفية المثبوتة في كتبهم أن ما يحكى عن مكاشفاتهم ومشاهداتهم لا يدل إلا على إثبات ذات مطلقة محيطة بالمراتب العقلية والغيبية ، منبسطة على الموجودات الذهنية والخارجية ، ليس لها تعين يمتنع معه ظهورها مع تعين آخر من التعينات الإلهية والخلقية ، فلا مانع أن يثبت لها تعيين يجامع التعينات كلها ، لا ينافي شيئا منها وتكون عين ذاته غير زائدة عليه لا ذهنا ولا خارجا ،
إذا تصوّر العقل هذا التعين امتنع عن فرضه مشتركا بين كثيرين اشتراك الكلي بين جزئياته ، لا أن عين تحوّله وظهوره في الصور الكثيرة والمظاهر الغير المتناهية علما وعينا وغيبا وشهادة بحسب النسب المختلفة والاعتبارات المتغايرة ،
واعتبر ذلك بالنفس الناطقة السارية في أقطار البدن وحواسها الظاهرة وقواها الباطنة بل بالنفس الناطقة الكمالية ، فإنها إذا تحققت بمظهرية الاسم الجامع كان التروحن من بعض حقائقها اللازمة فتظهر في صور كثيرة من غير تقيد وانحصار ، فتصدق تلك الصورة عليها وتتصادق لاتحاد عينها كما تتعدد لاختلاف صورها ،
ولذا قيل في إدريس عليه السلام إنه هو إلياس المرسل إلى بعلبك لا بمعنى أن العين خلع الصورة الإدريسية ولبس الصورة الإلياسية ،
وإلا كان قولا بالتناسخ بل إن هوية إدريس مع كونها قائمة في آنيته وصورته في السماء الرابعة ظهرت وتعينت في آنية إلياس الباقي إلى الآن ، فيكون من حيث العين والحقيقة واحدا ومن حيث التعين الصوري اثنين ، كتحوّل جبرائيل وميكائيل وعزرائيل عليهم السلام يظهرون في الآن الواحد في مائة ألف مكان بصور شتى كلها قائمة بهم ،
وكذلك أرواح الكمل كما يروى عن قضيب البان الموصلي رحمة اللّه تعالى عليه أنه كان يرى في زمان واحد في مجالس متعددة مستقلا في كل منها بعين ما في الآخر ، ولما لم يسع هذا الحديث أوهام المتوغلين في الزمان والمكان تلقوه بالرد والعناد وحكموا عليه بالبطلان والفساد .
 
وأما الذين منحوا التوفيق للنجاة من هذا الضيق فلما رأوه متعاليا عن الزمان والمكان علموا أن نسبة جميع الأزمنة والأمكنة إليه نسبة واحدة متساوية ، فجوّزوا ظهوره في كل زمان وكل مكان بأي شأن شاء وبأي صورة أراد كان ،
 
أي إلياس (عليه السلام نبيا قبل نوح عليه السلام) وهو إدريس ولهذا قال فيه (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) [ مريم : 57 ] . قال تعالى :وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا ( 56 ) وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا( 57 ) [ مريم : 56 - 57 ] ،
فهو ، أي إدريس عليه السلام في قلب الأفلاك السبعة السماوية ساكن وهو ، أي قلب الأفلاك فلك الشمس وهو الفلك الرابع فوقه ثلاث أفلاك وتحته ثلاث أفلاك ثم بعث ،
أي بعثه اللّه تعالى إلى قرية بعلبك وسماه تعالى باسم إلياس ،
قال سبحانه :وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ( 123 ) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ ( 124 ) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ ( 125 ) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ( 126 ) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ( 127 ) إِلَّا عِبادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ ( 128 ) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ( 129 ) سَلامٌ عَلى إِل‌ْياسِينَ ( 130 ) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ( 131 ) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ( 132 ) [ الصافات : 123 – 132].
 
(وبعل اسم صنم وبك هو سلطان تلك القرية) المعروفة بالقرب من دمشق الشام (وكان هذا الصنم المسمى بعلا مخصوصا بالملك) يعبده من دون اللّه والقوم يدعونه في حوائجهم )وكان إلياس الذي هو إدريس عليه السلام قد مثل( بالبناء للمفعول ، أي مثل اللّه تعالى له انفلاق الجبل المسمى بجبل لبنان في بلاد البقاع وهو معروف الآن .
حتى ذكر جدنا العلامة الشيخ إسماعيل بن النابلسي في حاشيته على تفسير البيضاوي في سورة هود عليه السلام : أن نوحا عليه السلام كانت سفينته من العاج وهو شجر عظيم يجلب من بلاد الهند وقيل : من خشب الصنوبر .
وفي تفسير القرطبي عن عمر بن الحارث أنه قال :
عمل نوح عليه السلام سفينته ببقاع دمشق وقطع خشبها من جبل لبنان وهو مشتق (من اللّبانة) بالضم والتخفيف (وهي الحاجة عن فرس) روحاني له جسد (من نار وجميع آلته) كالآكاف واللكام والركاب والحزام من نار أيضا هي وفرس الحياة التي نزل جبريل عليه السلام راكبا عليها حتى قبض السامري في بني إسرائيل قبضة من أثرها فوضعها في العجل من الذهب فصار له خوار ، وإنما انفلق جبل لبنان لإدريس عليه السلام الذي هو إلياس عن جسدها الناري القائم بروحها النورانية التي نزل بها جبرائيل عليه السلام ، فالروحاني حظه منها الجزء الروحاني والجسماني حظه منها الجزء الجسماني .
(فلما رآه) ، أي رآى إدريس عليه السلام ذلك الفرس (ركب عليه فسقطت عنه) ، أي عن إدريس عليه السلام (الشهوة) الجسمانية شهوة البطن والفرج فلم يحتج إلى الأكل والشرب والجماع (فكان عقلا) محضا (بلا شهوة) بمنزلة الملائكة عليهم السلام وكان له صيام الدهر من المقام الصمداني ( فلم يبق له تعلق به بما تعلق الأغراض النفسية) والطبيعة البشرية ولهذا رفعه اللّه تعالى إلى قلب الأفلاك يعبد اللّه تعالى مع الملائكة عليهم السلام بالتسبيح والتقديس .
 
قال الشيخ رضي الله عنه : ( فكان الحقّ فيه منزّها ، فكان على النّصف من المعرفة باللّه ، فإنّ العقل إذا تجرّد لنفسه من حيث أخذه العلوم عن نظره ، كانت معرفته باللّه على التّنزيه لا على التّشبيه.  
وإذا أعطاه اللّه المعرفة بالتّجلّي كملت معرفته باللّه ، فنزّه في موضع وشبّه في موضع .
ورأى سريان الحقّ في الصّور الطّبيعيّة والعنصريّة . وما بقيت له صورة إلّا ويرى عين الحقّ عينها .
وهذه المعرفة التّامّة الّتي جاءت بها الشّرائع المنزلة من عند اللّه وحكمت بهذه المعرفة الأوهام كلّها .
ولذلك كانت الأوهام أقوى سلطانا في هذه النّشأة من العقول ، لأنّ العاقل ولو بلغ من عقله ما بلغ لم يخل عن حكم الوهم عليه والتصوّر فيما عقل . )
فكان الحق تعالى ظاهرا فيه ، أي في إدريس عليه السلام منزها عن كل ما لا يليق به سبحانه تنزيها تاما من غير تشبيه أصلا .
فكان إدريس عليه السلام الذي هو إلياس على النصف من المعرفة باللّه تعالى والنصف الآخر سبق ذكره في الفص الإدريسي ، فكانت معرفته كمعرفة الملائكة باللّه تعالى ، ولهذا يسبحونه ويقدسونه ولا يفترون عن ذلك لأنهم عقول مجرد فإن العقل إذا تجرد عن الشهوة لنفسه من حيث أخذه العلوم الإلهية عن نظره وفكره كانت معرفته باللّه تعالى على جهة (التنزيه) فقط (لاعلى) جهة التشبيه بالصور الظاهرة له وإذا أعطاه ، أي العقل اللّه تعالى المعرفة بالتجلي في الصورة المحسوسة والمعقولة والموهومة كملت معرفته ، أي العقل باللّه تعالى حينئذ .
فنزه اللّه تعالى في موضع يقتضي التنزيه لوروده في الشرع وشبه أيضا اللّه تعالى في موضع آخر يقتضي التشبيه لوروده في الشرع ورأى ، أي ذلك العقل بعين بصيرته سريان الحق تعالى بالوجود المطلق الحقيقي ظاهرا في الصور الطبيعية الروحانية والصور العنصرية الجسمانية وما بقيت له ،
 
أي للعقل (صورة) مطلقا إلا ويرى ذلك العقل (عين الحق) تعالى (عينها) من حيث التجلي بالوجود كما ذكر (وهذه هي المعرفة) باللّه تعالى (التامة الكاملة التي جاءت بها الشرائع المنزلة من عند اللّه) بالملك على النبيين عليهم السلام إلى أممهم وإدريس الذي هو إلياس عليه السلام جاء بها أيضا إلى أمته التي أرسل إليهم ولكن لما كذبوه رفعه اللّه تعالى المكان العلي بانفلاق الجبل عن تلك الفرس ونزع منه المقتضيات الجسمانية بغلبة الروحانية عليه كما فعل تعالى بعيسى ابن مريم لما رفعه إليه .
قال تعالى :يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا[ آل عمران : 55 ] . (وحكمت أيضا بها) ، أي بهذه المعرفة المذكورة من حيث اشتمالها على التشبيه (الأوهام) العقلية (كلها) فبلغت منها الغاية (ولذلك) ، أي لأجل ما ذكر (كانت الأوهام أقوى سلطانا) ، أي أشد تسلطا وقهرا (في هذه النشأة) الإنسانية من إدراك (العقول لأن العاقل) من بني آدم (وإن بلغ من عقله ما بلغ) من رتبة كمال العقل (لم يخل عن حكم) ، أي استيلاء (الوهم عليه) ، أي على عقله وبقدر ذلك يكون القصور « التصور » منه (فيما عقل) من الأمور .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فالوهم هو السّلطان الأعظم في هذه النشأة الصّوريّة الإنسانيّة ، وبه جاءت الشّرائع المنزلة فشبّهت ونزّهت ، شبّهت في التّنزيه بالوهم ، ونزّهت في التّشبيه بالعقل . فارتبط الكلّ بالكلّ ، فلا يمكن أن يخلو تنزيه عن تشبيه ولا تشبيه عن تنزيه .
قال اللّه تعالى :لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌفنزّه وشبّه ،وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[ الشورى : 11 ] فشبّه .
وهي أعظم آية نزلت في التّنزيه ومع ذلك لم تخل عن التّشبيه بالكاف . فهو أعلم العلماء بنفسه ، وما عبّر عن نفسه إلّا بما ذكرناه . ثمّ قال :سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ( 180 ) [ الصافات : 180 ].
وما يصفونه إلّا بما تعطيه عقولهم . فنزّه نفسه عن تنزيههم إذ حدّدوه بذلك التّنزيه ، وذلك لقصور العقول عن إدراك مثل هذا . )
 
(فالوهم هو السلطان الأعظم ) المستولي القاهر في هذه النشأة ، أي الخلقة
 
(الصورية الكاملة الإنسانية وبه) ، أي بالوهم والحكم به في الاعتقاد (جاءت الشرائع المنزلة) من اللّه تعالى (فشبهت) ، أي الشرائع الحق تعالى ونزهت أيضا الحق تعالى ليعرف سبحانه ظاهرا وباطنا وأوّلا وآخرا (فشبهت) الحق سبحانه في حال التنزيه له لحكمها (بالوهم) في الصور (ونزهت) أيضا الحق تعالى في حال التشبيه له لحكمها (بالعقل) في العجز عنه (فارتبط الكل) ، أي جميع صور التشبيه المحسوسة والمعقولة والموهومة (بالكل) ، أي جميع مراتب التنزيه .
 
(فلا يمكن أن يخلو تنزيه) للحق تعالى (عن تشبيه) أصلا ، فإن المنزه للحق تعالى لا بد أن يتصوّر الحق تعالى في خياله وقت الحكم عليه بالتنزيه عن كل ما لا يليق به من كل ما سواه ، فإن الحكم فرع التصوّر لأنه لا يمكن الحكم على شيء بأمر من الأمور إلا بعد تصوّره في الذهن ، وإلا لم يكن حكم أصلا ، وهو بديهي عند العقلاء فقد لزم من التنزيه التشبيه في كل ما وجد تنزيه ولا يمكن أن يخلو أيضا تشبيه للحق تعالى بشيء من الصور عن تنزيه أصلا فإن من شبهه سبحانه بصورة حسية أو عقلية حكم بأنه لا يشبه كل ما عداها من الصور وهو التنزيه للحق تعالى .
 
قال اللّه تعالى :"لَيْسَ كَمِثْلِهِ" سبحانه "شَيْءٌ"[ الشورى : 11 ] بإثبات المثل له فنزّه مثله تعالى عن مشابهة كل شيء بكاف التشبيه المنفية بليس فلزم من ذلك تنزيه نفسه بالأولى وشبّه نفسه تعالى بإثبات المثل له ("وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ")، أي لا سميع ولا بصير غيره تعالى ، فإن تعريف الطرفين يفيد الحصر كقوله تعالى :هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ[ غافر : 65 ] .
فشبه سبحانه نفسه بإثبات صورة كل سميع بصير أنه صورته كما ورد في الحديث : « كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به » .
 
( وهي) ، أي هذه الآية (أعظم آية) في القرآن (نزلت في التنزيه) الإلهي (ومع ذلك) ، أي كونها نزلت في التنزيه لم تخل عن تشبيه للّه تعالى (بالكاف) أي بسببها لأنه يلزم منها ثبوت المثل له تعالى وهو تشبيه ، فلو لم تكن الكاف لانتفى المثل بالكلية والأصل عدم الزيادة في الكاف وفي المثل ، فالتقرير على أصلية كل واحد منهما وهو الأليق ببلاغة القرآن العظيم .
 
(وهو) ، أي اللّه تعالى الذي أنزل هذه الآية أعلم العلماء بنفسه سبحانه ومع ذلك ما عبر تعالى (عن نفسه إلا بما ذكرناه) من الآية المذكورة (ثم قال اللّه) تعالى أيضا عن نفسه (سبحان ربك) والخطاب لمحمد صلى اللّه عليه وسلم ،
 
أي سبح ربك ونزهه وقدسه (رب العزة) ، أي الرفعة عن إدراك العقول والحواس (عما يصفون) ، أي الواصفون له تعالى مع كثرة اختلافهم في أوصافه تعالى وما ينبغي أن يكون عليه تعالى (وما يصفونه) ، أي الواصفون المنزه عن وصفهم إلا بما تعطيه لهم (عقولهم) مما ينبغي أن يكون عليه عندهم لنبذهم الوقوف مع الشرع وما جاء به من الأوصاف .
 
(فنزه) سبحانه نفسه بكلمة سبحان التي هي علم على التسبيح (عن تنزيههم) ، أي تنزيه الواصفين له تعالى إذ ، أي لأنهم (حدوه) ، أي جعلوا له تعالى حدا (بذلك التنزيه) الذي أتوا به في حقه تعالى عندهم فإنهم حكموا عليه بعدم مشابهته لشيء مطلقا وكل محكوم عليه قد تصوّره الحاكم عليه في نفسه بصورة غفل عنها في وقت الحكم عليه لاشتغاله بمضمون الحكم من نفي مشابهة كل شيء له تعالى والتصور بالصورة هو التحديد بالحد (وذلك) إنما كان (لقصور العقول كلها عن إدراك مثل هذا) التعريف الإلهي الوارد عنه تعالى من التنزيه في التشبيه والتشبيه في التنزيه .
 
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ثمّ جاءت الشّرائع كلّها بما تحكم به الأوهام . فلم تخل عن صفة يظهر فيها . كذا قالت ، وبذا جاءت . فعملت الأمم على ذلك فأعطاها الحقّ التّجلّي فلحقت بالرّسل وراثة ، فنطقت بما نطقت به رسل اللّه .اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُفاللَّهُ أَعْلَمُموجّه له وجه بالخبريّة إلى رسل اللّه ، وله وجه بالابتداء إلىأَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ. وكلا الوجهين حقيقة فيه ولذلك قلنا بالتّشبيه في التّنزيه وبالتّنزيه في التّشبيه .
وبعد أن تقرّر هذا فنرخي السّتور ونسدل الحجب على عين المنتقد والمعتقد ، وإن كانا من بعض صور ما تجلّى فيها الحقّ . )
 
(ثم جاءت الشرائع كلها) من عند اللّه تعالى إلى الأمم المكلفين بها على ألسنة أنبيائهم ورسلهم عليهم السلام بما تحكم به الأوهام على العقول الإنسانية من التصوير والتمثيل في حق اللّه تعالى مع التنزيه والتقديس عن جميع ذلك فأقرّ الصور لمحة ونفاها لمحة ، لأن أمره تعالى "كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ"، فيقال فيه هو هذا ثم يقال : ليس (هو) هذا لانتفائه في اللمحة الثانية .
(فلم يخل الحق تعالى عن صفة) عند الأوهام العقلية (يظهر فيها) للعقلاء
 
(كذا قالت ، أي الشرائع كلها بمضمون حكمها وصريح عبارات أدلتها النقلية (وبذا ، أي بما ذكر جاءت ، أي الشرائع من عند اللّه تعالى إلى الأمم بواسطة المرسلين عليهم السلام (فعملت جميع الأمم على ذلك ، أي وصفت الحق تعالى بما تعطيه أوهامها من الأوصاف المختلفة (فأعطاها الحق تعالى (التجلي ، أي الانكشاف في حضرة الأوهام فتكلم كل واحد بما تجلى له في وهمه من الصفات الإلهية (فلحقت تلك الأمم (بالرسل والأنبياء عليهم السلام وراثة نبوية في نفس الأمر من غير متابعة شرعية منهم في البعض فإنهم كفروا وإن وافقوا المقصود ،
لأن المطلوب منهم أخذ المقصود بالمتابعة لا بالاستقلال ، لأن الاستقلال رسالة من اللّه تعالى وهم لم يرسلوا فنطقت ، أي الأمم بما نطقت به يعني الأمم من الصفات الإلهية على حسب ما وقع لهم التجلي الإلهي في أوهامهم وتخيلاتهم فأصابوا الحق ، لأن الكل تجلياته سبحانه وأخطأوا حيث لم يأذن اللّه تعالى فإنه ليس كل صواب مقبولا .
 
قال تعالى :وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ البقرة : 189 ] .
مع أن المقصود إتيان البيوت وقد حصل سواء أتى من الظهور أو من الأبواب الكبرى ، ولكن البر أي الإحسان إلى الشارع الإتيان من الأبواب ، أي المتابعة في ذلك كتارك الأكل نهارا لا يسمى صائما حتى ينوي متابعة الشارع فيما شرعه من ذلك ،
وهكذا جميع المشروعات من الفروض والنوافل ، فالنية شرط في حصول العبادات مطلقا في المأمور والمنهي ، وهو قول النبي صلى اللّه عليه وسلم : " إنما الأعمال بالنيات " .
أو بما نطقت به . رواه البخاري ورواه أبو داود ورواه غيرهما .
 
رسل اللّه فاعل نطقت لأنهم ورثتهم من حيث الأوهام البشرية التي لم تقبل منهم لعدم متابعتهم لهم فيها كما تبعت الأنبياء عليهم السلام ربهم في ذلك .
قال تعالى :قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَّ[ الكهف : 110 ] ،
فالفارق الوحي وهو القذف في القلب والكل يقذف في قلوبهم ولكن المتابعة الإلهية تنتجها المعرفة الربانية وهي المقتضية للقبول على الوجه التام فلولا متابعة الأنبياء عليهم السلام لأمر ربهم على الكشف في نفوسهم لما فرق بينهم وبين أممهم في التجليات الإلهية ومقتضى ما تعطى من الأوصاف وكذلك الوراثة النبوية في الأمم ما قبل منها إلا وراثة أهل المتابعة دون غيرهم ولهذا قال تعالى عن الكافرين :وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ "اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ"[ الأنعام : 124 ] .
بأن يأذن اللّه تعالى لهم بذلك فيكون ما يجدونه من الأوصاف عن الوحي النبوي لا عن وسواس نفوسهم كما قال تعالى :"وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ" [ ق :16] ،
فثبت له تعالى العلم بجعل الرسالة في المرسلين عليهم السلام ، والعلم أيضا بوسواس النفوس في غير أهل المتابعة من الناس . ثم قال تعالى :وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ[ ق : 16]
 
فأثبت القرب إلى الإنسان بجميع أنواع الإنسان على السواء من غير تفاوت ، وبقي التفاوت بوسواس النفس ، ووحي الرب وهو الجعل للرسالة في المرسلين دون غيرهم ، لا العلم بهم فإنه مشترك كما ذكرنا فاللّه أعلم .
 
الواقع في هذه العبارة في هذا الكتاب كلام موجه ، أي ذو وجهين له وجه بالخبرية ، أي موجه بكونه خبرا إلى ، قوله هنا رسل اللّه إذا تم الكلام على قوله بما نطقت به الآية التي سبب نزولها كما ذكر البيضاوي في تفسره :  أن كفار قريش لما قال أبو جهل تزاحمنا بنو عبد مناف في الشرف حتى إذا صرنا كفرسي رهان قالوا : منا نبي يوحى إليه واللّه لا نرضى به إلا أن يأتينا وحي كما يأتيه انتهى .
 
"" أضاف المحقق :
ونص ما أورده البيضاوي في تفسيره كاملا :وَإِذا جاءَتْهُمْ آيَةٌ قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ [ الأنعام : 124 ]
يعني كفار قريش لما روي : أن أبا جهل قال : زاحمنا بني عبد مناف في الشرف حتى إذا صرنا كفرسي رهان قالوا : منا نبي يوحي إليه اللّه لا نرضى به إلا أن يأتينا وحي كما يأتيه ، فنزلت :اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ[ الأنعام : 124 ]
استئناف للرد عليهم بأن النبوة ليست بالنسب والمال وإنما هي بفضائل نفسانية يخص اللّه سبحانه وتعالى بها من يشاء من عباده فيجتبي لرسالاته من علم أنه يصلح لها ، وهو أعلم بالمكان الذي يضعها فيه . تفسير البيضاوي . أهـ ""
 
فيبقى قوله تعالى :قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ[ الأنعام : 124].
، فنائب الفاعل ضمير أوتي راجع إلى نبيهم الذي جاءتهم آيته ، أي معجزته وهو محمد صلى اللّه عليه وسلم ، لأنهم لم يقولوا مثل ما أوتي جميع الأنبياء والرسل ،
وإنما قالوا : إن يأتينا وحي كما يأتيه ، فرسل : مبتدأ ، واللّه : مضاف إليه ، واللّه : خبر المبتدأ كما قال تعالى  :إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ( 49 ) [ القمر : 49 ] .
في قراءة رفع كل على أنها خبر إنّ ثم قوله : اعلم ، صفة للّه بإضمار هو تعالى ، وحيث يجعل رسالته متعلق بأعلم وله ، أي لقوله اللّه وجه آخر موجه أيضا بالابتداء ، أي هو مبتدأ إلى أعلم فأعلم خبر المبتدأ حيث يجعل رسالته متعلق بأعلم أيضا
 
وكلا الوجهين في عبارة هذا الكتاب هنا (حقيقة فيه) ، أي في اللّه تعالى على حسب ما ورد عنه سبحانه (فلذلك) ، أي لكونهما حقيقة لا مجازا (قلنا) في حقه تعالى (بالتشبيه) للّه تعالى (في التنزيه) حيث كان الكلام أنهم نطقوا بما نطقت به رسل اللّه من التجليات في أوهامهم " اللَّهُأَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ" .
فهو تعالى منزه عن كل ما نطقوا به ، لأن اللّه تعالى لم يجعل الرسالة فيهم ، فهو تنزيه اللّه تعالى والتشبيه في ضمنه لمطابقتهم ما نطقت به الرسل عليهم السلام .
 
وقلنا أيضا (بالتنزيه) للّه تعالى (في التشبيه) حيث كان الكلام أنهم نطقوا بما نطقوا به ورسل اللّه هم اللّه وهو تشبيه للّه تعالى والتنزيه في ضمنه حيث أثبت الرسل صورا إنسانية مسماة بأسماء معلومة ، فجعلها مبتدأ والمبتدأ غير الخبر ، وإلا لما صح الحمل ولزم تحصيل الحاصل مثل قولك : زيد زيد فلا فائدة فيه .
 
(وبعد أن نقول) لك يا أيها السالك (هذا) الكلام (فنرخي الستور) على وجوه الأسرار (ونسدل الحجب على عين المنتقد) ، أي المنكر وعين (المعتقد) ، أي المصدق لئلا تفسد المعاني الصحيحة بالأفهام الفاسدة أو يصعب إدراكها فتوجب وقفه فإن وراء ما ذكر أسرار الاتحاد الروحاني وأنوار الاختلاف الجسماني فلا يسعه إلا العبد الفاني والسر المتداني ،
فإن الشريعة مجرد بيان والحقيقة خلاصة عيان ، والكل ثابت فلا يتغير بما هو يكون وما هو كائن وما كان لأنه نفس الأمر في وعائي الزمان والمكان وإن كانا ، أي المنتقد والمعتقد أيضا اللذين نسبة الحقائق عليهما (من بعض صور ما تجلى) ، أي انكشف (فيها الحق) تعالى لأهل الكمال .

.
يتبع 


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في السبت 15 فبراير 2020 - 20:28 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الجمعة 14 فبراير 2020 - 10:44 من طرف عبدالله المسافربالله

22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الجزء الثاني .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي

كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص الشيخ عبد الغني النابلسي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي

22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية                الجزء الثاني
قال الشيخ رضي الله عنه :  ( ولكن قد أمرنا بالسّتر ليظهر تفاضل استعداد الصّور ، فإنّ المتجلّي في صورة بحكم استعداد تلك الصّورة ، فينسب إليه ما تعطيه حقيقتها ولوازمها ولا بدّ من ذلك .
مثل من يرى الحقّ في النّوم ولا ينكر هذا وأنّه لا شكّ الحقّ عينه فتتبعه لوازم تلك الصّورة وحقائقها الّتي تجلّى فيها في النّوم ، ثمّ بعد ذلك يعبّر أي يجاز عنها إلى أمر آخر يقتضي التّنزيه عقلا . فإن كان الّذي يعبّرها ذا كشف أو إيمان ، فلا يجوز عنها إلى تنزية فقط ، بل يعطيها حقّها من التّنزيه وممّا ظهرت فيه .  فاللّه على التّحقيق عبارة لمن فهم الإشارة .)

ولكن قد أمرنا ، أي أمرنا الشارع بالستر فيما لا تبلغه عقول القاصرين من العلوم كما قال صلى اللّه عليه وسلم : « كلموا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون ".أخرجه البخاري في صحيحه بلفظ "" : « حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب اللّه ورسوله » ""

ليظهر بذلك تفاضل استعداد أي تهيئة الصور الإنسانية لقبول فيض التجلي نفسها ، فتذوق تلك الصور حلاوة الوهب الإلهي وليظهر أن المتجلي الحق في صورة إنسانية ظاهر بحكم استعداد تلك الصورة لما قبلته من الإدراك فينسب إليه ، أي إلى المتجلي الحق سبحانه ما تعطيه حقيقتها ، أي حقيقة تلك الصورة فيكون هو تعالى الظاهر بذلك دونها وما تعطيه لوازمها ،
أي لوازم تلك الصورة من نسبة العلم أو الجهل أو نحو ذلك مما هو لازم حقيقة تلك الصور بحيث لا ينفك عنها ، لأنه من جملة أحوالها لا بد من ذلك ،

أي من بقاء حقيقة تلك الصورة ولوازمها ، لأن المتجلي الحق بها هكذا أراد أن يتجلى فلا ينبغي أن تعطيها خلاف ما يظهر منها ، وإن كانت لا تقبل منه إلا مقدار استعدادها فإن استعدادها يقبل من فيض التجلي بحسبه ، وإن كان منامك هو أيضا من فيض التجلي عليها ، ولكنها لا تشعر لوقوفها في الفرق عن شهود الجمع .

مثل من يرى الحق تعالى في النوم ولا ينكر هذا ، الذي رآه أنه الحق سبحانه وأنه لا شك عنده أن الحق تعالى عينه ، أي عين ما رأى فتتبعه ، أي تتبع ذلك المرئي في النوم لوازم تلك الصورة المرئية من الكبر أو الصغر أو الحسن أو ضده ونحو ذلك وحقائقها التي تجلى فيها في النوم كحقيقة غلام أو رجل أو جارية أو امرأة ونحو ذلك من غير الإنسان أيضا .

ثم بعد ذلك ، أي بعد تحققه بصورة ما رأى في النوم وضبطه لوازمها يعبر ذلك الرائي في النوم أي يجاوز عنها ، أي عن صورة ما رأى إلى أمر آخر تناسبه تلك الصورة فتأول رؤياه إليه على أكمل الوجوه بحيث يقتضي ذلك حصول التنزيه للّه تعالى عقلا عن كل ما لا يليق به ، لأنه تعالى نور والنور يكشف عن كل شيء مستور ، ويرجع حسن تلك الصورة أو سوءها إلى حال الرائي وأنه منهمك في الباطل ، وقد استقصينا طرفا واسعا من رؤية اللّه تعالى في النوم في كتابنا تعطير الأنام في تعبير المنام .
فإن كان الذي يعبرها ، أي تلك الرؤيا ذا كشف ، أي بصيرة نافذة في الغيب أو ذا إيمان ، أي تصديق وإذعان من غير كشف فلا يجوز ،

أي لا يتجاوز عنها ، أي عن صورة ما رأى إلى تنزيه اللّه تعالى فقط بل يعطيها ، أي صورة ما رأى حقها ، أي حق تلك الصورة من التنزيه للّه تعالى وحقها أيضا مما ، أي من أمر الصورة التي ظهرت تلك الصورة فيه من التشبيه للّه تعالى فينزه ويشبه ويعمل بالعقل وبمقتضاه وهو التنزيه ، وبالحس وبمقتضاه وهو التشبيه فاللّه ، أي هذا الاسم الجامع على التحقيق في المعرفة عبارة لفظية في اللسان ومعنوية في القلب والجنان عن المرتبة الكلية التي هي مرتبة الألوهية الجامعة للجمعية الأسمائية الإلهية العالمية المظهرية الإمكانية الانفعالية لمن فهم الإشارة الوضعية الإلهية على صفحات المكان والزمان .

قال الشيخ رضي الله عنه :  (وروح هذه الحكمة وفصّها أنّ الأمر ينقسم إلى مؤثّر وموثّر فيه وهما عبارتان : فالمؤثّر بكلّ وجه وعلى كلّ حال وفي كلّ حضرة هو اللّه ، والمؤثّر فيه بكلّ وجه وعلى كلّ حال وفي كلّ حضرة هو العالم .
فإذا ورد أي الوارد الإلهيّ فألحق كلّ شيء بأصله الّذي يناسبه ، فإنّ الوارد أبدا لا بدّ أن يكون فرعا عن أصل .
كما كانت المحبّة الإلهيّة عن النّوافل من العبد .
فهذا أثر بين مؤثّر ومؤثّر فيه كان الحقّ سمع العبد وبصره وقواه عن هذه المحبّة. فهذا أثر مقرّر لا تقدر على إنكاره لثبوته إن كنت مؤمنا.)

(وروح) ، أي سر (هذه الحكمة) الإلياسية (وفصها) ، أي موضع نقش خاتمها يعني زبدتها وخلاصتها (أن الأمر) الإلهي الواحد باعتبار ظهور الخلق عنه (ينقسم إلى مؤثر) بصيغة اسم الفاعل ومؤثر بصيغة اسم المفعول (فيه وهما) ،
أي هذان القسمان (عبارتان) لفظيتان ومعنويتان (فالمؤثر) وهو القسم الأوّل (بكل وجه وعلى كل حال وفي كل حضرة هو اللّه والمؤثر فيه) وهو القسم الثاني (بكل وجه) من وجوهه (وعلى كل حال من أحواله (وفي كل حضرة) من حضراته (هو العالم) بفتح اللام ، أي المخلوقات كلها
(فإذا ورد) عليك يا أيها السالك (ذلك الأمر الإلهي) المنقسم إلى ما ذكر (فألحق) ذلك الأمر عندك (كل شيء) ظهر منه (بأصله) ، أي جعله ملحقا بأصله الذي يناسبه منه كالحياة إذا نشأت في شيء كانت من الأمر المحيي ، والموت من الأمر المميت ، والعز من المعز ، والذل من المذل ، وهكذا .
(فإن) الأمر (الوارد) عليك (أبدا) ، أي دائما في الدنيا والبرزخ والآخرة (لا بد أن يكون) ذلك الوارد ، أي يظهر عندك (فرعا) ناشئا (عن أصل) له غير ذلك لا يكون (كانت) جواب إذا أي وجدت (المحبة الإلهية) ظاهرة (عن) سبب التقرب إليه تعالى بأعمال النوافل من العبد المؤمن كما ورد في الحديث : « لا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به » إلى آخره ،

فهذا ، أي العبد أثر ظاهر من مؤثر فيه هو الحق تعالى وقد كان الحق تعالى حينئذ سمع العبد وبصره وقواه جميعها كما هو في الحديث المذكور ظاهرا ذلك عن هذه المحبة الإلهية للعبد فهذا ، أي كون الحق تعالى سمعا وبصرا وغير ذلك أثر ، أي مضمون حديث مقرر ، أي وارد عن النبي عليه السلام لا تقدر أنت يا أيها الإنسان على إنكاره لثبوته شرعا ، أي صحة سنده إن كنت مؤمنا بكلام النبوّة .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وأمّا العقل السّليم فهو إمّا صاحب تجلّ إلهيّ في مجلى طبيعيّ فيعرف ما قلناه ، وإمّا مؤمن مسلم يؤمن به كما ورد في الصّحيح .
ولا بدّ من سلطان الوهم أن يحكم على العاقل الباحث فيما جاء به الحقّ في هذه الصّورة لأنّه مؤمن بها .
وأمّا غير المؤمن فيحكم على الوهم بالوهم فيتخيّل بنظره الفكريّ أنّه قد أحال على اللّه ما أعطاه ذلك التّجلي في الرّؤيا ، والوهم في ذلك لا يفارقه من حيث لا يشعر لغفلته عن نفسه .
ومن ذلك قوله تعالى :ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [ غافر : 60 ] . قال تعالى :وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ [ البقرة : 186 ] إذ لا يكون مجيبا إلّا إذا كان من يدعوه غيره . )

وأما صاحب العقل السليم من آفات التقليد الرديء والعناد والغرور والأعراض الفاسدة .
فهو إما صاحب كشف عن تجل إلهي ، أي ظهور للحق تعالى عنه في مجلى ، أي مظهر طبيعي كالصور المحسوسة فيعرف ما قلناه من التحاق الفرع بالأصل لانقسام الأمر إلى مؤثر ومؤثر فيه وإما مؤمن ،

أي مصدق (مسلم) ، أي مذعن للوارد عن الشارع (يؤمن) أي يصدق (به) أي بالأثر المذكور والحديث المسطور (كما) أي على حسب (ما ورد) ، أي بالمعنى الذي أراده اللّه تعالى ورسوله في) الإسناد (الصحيح من غير عدول إلى تأويل عقلي ونظر فكري .

(ولا بد من سلطان الوهم أن يحكم) لغلبته (على) هذا (العاقل) المؤمن المسلم للذي ورد على حسب ما ورد الباحث ذلك العاقل (فيما جاء به الحق) تعالى (في هذه الصورة) مما تضمنه الحديث المذكور (لأنه) ، أي ذلك المؤمن المسلم (مؤمن) ، أي مصدق (بها) ، أي بتلك الصورة الواردة ،

ولا يمكن امتناعه من الوهم لغلبته عليه بالضرورة وإن نفى الصورة واحترز من ذلك كمال الاحتراز ، لأن لفظ الحديث يقتضيها ،
فحال هذا المؤمن المسلم مثل حال صاحب التجلي المذكور إلا أنه غير عارف بمن تجلى له ، وهو محترز منه خائف على إيمانه بالغيب من جهله بما الأمر عليه في نفسه وأما العاقل (غير المؤمن) بالوارد في الحديث المذكور (فيحكم) دائما (على الوهم) الغالب فيه (بالوهم) الغالب فيه على عقله فيتخيل بنظره الفكري وقياسه العقلي (أنه قد أحال على اللّه) تعالى ، أي اعتقد أنه محال في حق اللّه تعالى عنده ما (أعطاه ذلك التجلي) الإلهي والانكشاف الرباني لتلك الصورة التي رآها في (الرؤيا) المنامية حيث لا يقدر على إنكارها ولا يستطيع أن يجحد أنه رأى اللّه تعالى في صورة كذا .

(و )لأن (الوهم في ذلك) ، أي فما رآه (لا يفارقه) أصلا لأن ذلك التجلي وجدان عنده وذوق له (من حيث لا يشعر) بحاله وما هو عليه (لغفلته عن نفسه) وذهوله عنها ومن ذلك ،
أي من التحاق الفرع بالأصل وما تقرر فيه قوله تعالى ادعوني يا أيها العباد استجب لكم ما تدعوني فيه ،
فإنه إذا كان لسان الداعي كما ورد في الحديث ، كان هو الداعي تعالى وهو المستجيب ، ولهذا ورد في قوله تعالى :وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ( 25 ) [ يونس : 25 ] ، أي يدل على أنه عين الداعي .

وقال تعالى :اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ[ الشورى : 47 ] ، فهو عكس الأوّل ليتبين العبد ما هو الأمر عليه في نفسه (قال اللّه تعالى : "وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي) ، أي طلبوا منك أن تعرفهم بي وتدلّهم عليّ "فَإِنِّي قَرِيبٌ" إليهم ، ولأني أقرب للشيء من نفسه ؛
ولهذا ورد :"وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ"[ ق : 16 ] وذلك لأن حبل الوريد من الصورة الجسمانية والحق تعالى متجل عليه في صورته النفسانية التي هي حقيقته "أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ" بأن عرف نفسه فعرف ربه فدعاه سبحانه وهو شرط في الآية يعني إذا دعاني لا إذا دعا غيري لجهله بي في صورة التجلي (إذ) ،

أي لأنه تعالى (لا يكون مجيبا) لدعوة الداع (إلا إذا كان) تعالى (هو من يدعوه) ، أي عين الداعي فيكون صدق عليه مقتضى قوله :إِذا دَعانِ[ البقرة : 186 ] ، كما ذكرنا.
""وفي نسخة أخرى : من يدعوه غيره  بدل  هو من يدعوه "".

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإن كان عين الدّاعي عين المجيب فلا خلاف في اختلاف الصّور ، فهما صورتان بلا شكّ .
وتلك الصّور كلّها كالأعضاء لزيد : فمعلوم أنّ زيدا حقيقة واحدة شخصيّة ، وأنّ يده ليست صورة رجله ولا رأسه ولا عينه ولا حاجبه . فهو الكثير الواحد ، الكثير بالصّور ، والواحد بالعين .
وكالإنسان واحد بالعين بلا شكّ . ولا شكّ أن عمرا ما هو زيد ولا خالد ولا جعفر ، وأنّ أشخاص هذه العين الواحدة لا تتناهى وجودا . فهو وإن كان واحدا بالعين ، فهو كثير بالصّور والأشخاص . )

(وإن كان ) حينئذ (عين الداعي) من حيث التجلي بالوجود عين المجيب له دعاه (فلا خلاف في اختلاف الصور) لهما في كل لمحة ، لأن الخلق الجديد يقتضي ذلك ، فإذا كانت الصورة للعبد باعتبار استيلاء نفسه عليها كان هو الداعي والحق تعالى متجل عليه بصورته في مفهوم خياله ،
فإذا تحوّلت صورة العبد في صورة المتجلي الحق باعتبار استيلاء الرب تعالى عليه في ظاهره وباطنه غاب العبد فكان هو المجيب الحق (فهما صورتان) صورة عبد داع وصورة رب مجيب ظهر فيها بطريق التجلي وهو على ما هو عليه من إطلاقه الحقيقي وتنزهه وتقدسه بلا شك عند العارف بذلك أصلا وتلك الصور كلها التي هي للداعي وللمجيب الحق تعالى بل لجميع العالم المحسوس والمعقول الصادرة من الأمر الإلهي الواحد الذي هو كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ كما قال تعالى :وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ( 50 ) [ القمر: 50 ].

وقد قال سبحانه :وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ[ الروم : 25 ] فالكل كلمح بالبصر لقيامه بما هو كلمح بالبصر وهو الأمر الإلهي وذلك قوله تعالى :بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ[ ق : 15 ] .
كالأعضاء المختلفة (لزيد) مثلا (فمعلوم) عند العقلاء (أن زيدا حقيقة واحدة شخصية) ، أي متشخصة في الحس وأن صورة (يده) مثلا (ليست) هي صورة رجله ولا صورة (رأسه ولا) صورة (عينه ولا) صورة حاجبه فهو ، أي زيد الكثير ومع ذلك هو الواحد أما الكثير فهو بالصور المختلفة لأعضائه الجسمانية وأما الواحد فهو بالعين ، أي الذات النفسانية الواحدة .

(وكالإنسان) ، أي جنس الآدمي الكلي وهو الحيوان الناطق فإنه (بالعين) ، أي الماهية المشتملة على الجنس والفصل (واحد) كلي (بلا شك) عند العقلاء في ذلك ولا تشك أيضا أن (عمروا) الذي هو جزئي من جزئيات الإنسان الكلي لزيادة التشخص فيه على ذلك الكلي (ما هو زيد) الذي هو جزئي آخر من تلك الجزئيات غير الجزئي الأوّل (ولا هو) أيضا خالد ،
أي الذي هو جزئي آخر ولا هو أيضا جعفر الجزئي الآخر ولا شك أيضا أن أشخاص) ، أي جزئيات (هذه العين الكلية الإنسانية (الواحدة لا تتناهى وجودا) ، أي من حيث دخولها في الوجود شيئا فشيئا .

(فهو) ، أي الإنسان المذكور (وإن كان واحدا بالعين) ، أي الماهية (فهو) ، أي الإنسان (كثير بالصور والأشخاص) المختلفة القائمة كلها بتلك العين الواحدة في الزمان الواحد والأزمنة الكثيرة .

قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وقد علمت قطعا إن كنت مؤمنا أنّ الحقّ عينه يتجلّى يوم القيامة في صورة فيعرف ، ثمّ يتحوّل في صورة فينكر ، ثمّ يتحوّل عنها في صورة فيعرف ، وهو هو المتجلّي - ليس غيره - في كلّ صورة .
ومعلوم أنّ هذه الصّورة ما هي تلك الصّورة الأخرى : فكأنّ العين الواحدة قامت مقام المرآة فإذا نظر النّاظر فيها إلى صورة معتقده في اللّه عرفه فأقرّ به .
وإذا اتّفق أن يرى فيها معتقد غيره أنكره ، كما يرى في المرآة صورته وصورة غيره فالمرآة عين واحدة والصّور كثيرة في عين الرّائي ، وليس في المرآة صورة منها جملة واحدة .
مع كون المرآة لها أثر في الصّور بوجه ، وما لها أثر بوجه : فالأثر الّذي لها كونها تردّ الصّورة متغيّرة الشّكل من الصّغر والكبر والطّول والعرض ؛ فلها أثر في المقادير ، وذلك راجع إليها).


(وقد علمت) يا أيها الإنسان (قطعا) من غير شك (إن كنت مؤمنا) ، أي مصدقا جازما (أن الحق) تعالى (عينه) ، أي ذاته سبحانه (يتجلى) ، أي ينكشف (يوم القيامة)
لأهل المحشر (في صورة) كما ورد في الحديث الصحيح "" اللفظ للبخاري :  
... فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت،
(وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها)، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون،
فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه، ويضرب جسر جهنم " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم......"" رواه الستة وغيرهم .
(فيعرف) ، أي يعرف فيها من كان يعرفه في الدنيا بتلك الصورة (ثم يتحوّل) سبحانه (في صورة) أخرى (فينكر) فيها ، أي ينكره من لم يعرفه فيها في الدنيا (ثم يتحوّل) سبحانه (عنها في صورة) أخرى (فيعرف) فيها ،

لأنه كان يعرف فيها في الدنيا من حيث التصوّر في الخيال ومع ذلك كله (هو) سبحانه وتعالى (هو) على ما هو عليه في الأزل من تنزهه وتقدسه (المتجلي) في تلك الصورة المتحوّل فيها (ليس غيره) أصلا (في كل صورة) تجلى بها وتحوّل عنها إلى غيرها .

(ومعلوم) عند العقل أن هذه الصورة التي تجلى فيها ما هي عين تلك الصورة الأخرى التي تحوّل عنها ونحو ذلك (فكانت العين) ، أي الذات الإلهية واحدة في نفسها (وقد قامت) لأهل المحشر يوم القيامة الناظرين إليها (مقام المرآة) المجلوة الظاهرة لهم كلهم على ما هي عليه من إطلاقها الحقيقي بحيث لا ينضبط منها عند ظهورها أمر من الأمور في الخيال ولا في الحس أصلا لعدم تقيدها من حيث هي بوجه من الوجوه غير ما استعد له الناظر من الصورة الناشئة عن مقدار قوّته في إدراك ما استطاع منها في الدنيا وهي غيب عنه ومات على ذلك فيظهر له منها في حضورها يوم القيامة مقدار ذلك .

(فإن نظر الناظر فيها) ، أي في تلك العين التي هي كالمرآة (إلى صورة معتقده) بصيغة اسم المفعول أي ما كان يعتقده (في اللّه) تعالى في الدنيا ومات على ذلك .

عرفه ، أي عرف معتقده الذي مات عليه (فأقر) ، أي اعترف (به) أنه ربه تعالى .
(وإذا اتفق أن يرى فيها) ، أي في تلك العين التي كالمرآة (معتقد) ، أي ما يعتقده (غيره) من صورة استعداد ذلك الغير (أنكره) أن يكون ربه وتعوّذ منه كما ورد في الحديث .
وقد ذكرنا فيما مر وغيره بعكسه (كما يرى) الإنسان (في المرآة) المجلوة (صورته و) يرى أيضا (صورة غيره فيها فالمرآة عين واحدة) لم تتغير أصلا في نفسها ، وإن ظهرت فيها الصور المختلفة وتحوّلت منها وعادت إليها ،

وإنما التغير والتحوّل والاختلاف في الصور فقط لا في المرآة (والصور) الظاهرة في المرآة (كثيرة في عين الرائي وليس) حالا (في) تلك (المرآة صورة منها) ، أي من تلك الصور الكثيرة (جملة واحدة مع كون المرآة لها) أثر محقق في ظهور تلك (الصور) فيها (بوجه) إذ لولا وجود المرآة ما كانت تلك الصور والأشكال الظاهرة أصلا ( وما لها) ،

أي لتلك المرآة أثر في الصور أصلا (بوجه) آخر ، لأن المرآة خالية من تلك الصور الظاهرة فيها ، فهي على ما هي عليه كانت لم تتغير عن حالها الأصلي بحركة ولا سكون ولا انحراف ولا أمر من الأمور حتى ظهرت فيها تلك الصور .

(فالأثر الذي لها) ، أي للمرآة في الصور الظاهرة فيها (كونها) ، أي المرآة المذكورة ترد ، أي ترجع الصورة الظاهرة فيها من الشيء الذي يقابلها متغيرة الشكل عما هي عليه في ذات ذلك الشيء المقابل لها من الصغر كالمرآة الصغيرة تظهر فيها الصور الكبار صغار والكبر كالمرآة الكبيرة تظهر فيها الصور الكبار كبارا على أصلها (والطول) هكذا في المرآة الطويلة تظهر فيها الصور المستديرة طويلة (والعرض) كذلك في المرآة العريضة (فلها) ، أي للمرآة من حيث حضراتها التي هي عليها أثر ظاهر منها (في المقادير) ، أي مقادير الصور الظاهرة فيها وذلك الأثر (راجع) من حيث الظهور (إليها) ، أي إلى المرآة لا إلى تلك الصور فالصور في نفسها على ما هي عليه وقد ظهرت المرآة من تلك الصور بما اقتضت حضراتها أن تظهر به لعين الرائي من صغر الصور أو كبرها أو طولها أو عرضها .


قال الشيخ رضي الله عنه :  (وإنّما كانت هذه التّغييرات منها لاختلاف مقادير المرائي .
فانظر في المثال مرآة واحدة من هذه المرائي ، لا تنظر الجماعة ، وهو نظرك من حيث كونه ذاتا . فهو غنيّ عن العالمين ؛ ومن حيث الأسماء الإلهيّة فذلك الوقت يكون كالمرائي .
فأيّ اسم إلهي نظرت فيه نفسك أو من نظر ، فإنّما يظهر للنّاظر حقيقة ذلك الاسم .
فهكذا هو الأمر إن فهمت . فلا تجزع ولا تخف فإنّ اللّه يحبّ الشّجاعة ولو على قتل حيّة)

(وإنما كانت هذه التغييرات) في الصور (منها) ، أي من تلك العين الواحدة التي هي كالمرآة (لاختلاف مقادير المرائي) الموجودة في تلك العين الواحدة ، أي الموجودة المختلفة فكل إنسان ناظر إلى مرآة مخصوصة هي حضرة اسم من أسمائها ، فلها فيه صورة مخصوصة (فانظر) يا أيها السالك (في المثال) المذكور (مرآة واحدة من) جملة (هذه المرائي) المذكورة (لا تنظر الجماعة) من المرائي كلها (وهو) ، أي ذلك النظر المخصوص (نظرك) إليه تعالى (من حيث كونه) سبحانه
(ذاتا فهو) تعالى من هذا الوجه (غني عن العالمين)، أي لا افتقار له ولا احتياج إلى شيء منهم أصلا .

وأما نظرك (من حيث الأسماء الإلهية) المتجلي بها سبحانه على كل شيء فهو ظاهر بصورة كل شيء (فذلك الوقت يكون) تعالى من تلك الحيثية (كالمرائي) الكثيرة المختلفة كل اسم منها بمنزلة المرآة المستقلة (فأي اسم إلهي) من ذلك (نظرت فيه نفسك) من حيث هو كالمرآة المجلوة أو نظرت (من نظر) فيه نفسه من غيرك (فإنما يظهر) من ذلك (في) عين (الناظر حقيقة ذلك الاسم) الإلهي بمقتضى ما هو عليه تلك الصورة من الحالة المخصوصة

(فكهذا) ، أي كما ذكرنا (هو الأمر) الإلهي عليه في نفسه والشأن الرباني (إن فهمت) يا أيها السالك ما قد ذكرنا (فلا تجزع) ، أي لا يقل صبرك (ولا تخف) من تحقيق هذه المعاني الإلهية والأسرار الربانية وإن أزالت ما عندك من الجهل الذي كان بمقتضى نظرك القاصر (فإن اللّه) تعالى (يحب الشجاعة) ، أي قوّة القلب في جميع الأمور (ولو على قتل حية) يجدها الإنسان .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وليست الحيّة سوى نفسك . والحيّة حيّة لنفسها بالصّورة والحقيقة . والشّيء لا يقتل عن نفسه . وإن أفسدت الصّورة في الحسّيّ فإنّ الحدّ يضبطها والخيال لا يزيلها .
وإذا كان الأمر على هذا فهذا هو الأمان على الذّوات والعزّة والمنعة ، فإنّك لا تقدر على إفساد الحدود . وأيّ عزّة أعظم من هذه العزّة ؟ )

(وليست الحية) التي يحب اللّه تعالى الشجاعة في قتلها (سوى نفسك) وهي أنانيتك الوهمية والحية التي هي نفسك (حية لنفسها فليس كونها حية موقوفا عليك فهي حية (بالصورة) ، أي بسبب الصورة التي لها مما يظهر منها الأذى وبسبب (الحقيقة) ، أي ماهيتها التي هي الحيوان المؤذي والشيء لا يقتل بالبناء للمفعول بحيث يهلك (عن نفسه) ،

أي بسبب الصورة تفسد نفسه وتتلف وتنعدم وإنما يقتل غيره وهو صورة الجسد (فإن أفسدت الصورة) الإنسانية الجسمانية الظاهرة (في الحس) فليس ذلك فساد النفس (فإن الحد) ، أي التعريف الذاتي للنفس بأنها الحيوان المؤذي لاتصافها بالغفلة عن خالقها (يضبطها) بعد الموت ، لأنها ليست بعرض حتى تفسد بفساد صورة الجسد ، بل هي باقية بعد الموت وبعد فساد صورة جسدها بالوصف التي كانت فيه حال تصوّرها بالجسد من خير وشر ،

فالغفلة لا تفارقها لم تزل عنها في الحياة الدنيا بالرياضة الشرعية والمعرفة الإلهية (والخيال) الذي كان لها في حياتها وهي منتقشة فيه بجميع أحوالها فإنه (لا يزيلها) ، أي يرفعها منه بعد الموت بل تبقى فيه متخيلة عنده كما كانت (وإذا كان الأمر) في نفسه (على) مقتضى (هذا) الكلام المذكور (فهذا) الحال الذي للنفوس بعد الموت (هو الأمان على الذوات) ، أي نفوس الأشياء كلها حيث قلنا بحياتها وإدراكاتها لأنها مسبحة ، فلا تفسد نفوسها بما هي عليه من الأحوال أصلا وإن فسدت صورها الظاهرة وتفرقت أجزاؤها وفنيت .

وهذه الحالة أيضا هي (العزة) ، أي الرفعة لتلك النفوس (والمنعة) بالكسر أي الحماية والصون لها من الزوال والاضمحلال (فإنك) يا أيها الإنسان (لا تقدر على إفساد الحدود) ، أي التعاريف الذاتية التي للنفوس وهي ماهيتها المقوّمة لها بإفساد أجسادها (وأي عزة) لها (أعظم من هذه العزة ؟) بحيث لا يقدر قاتلها على قتلها ولا إفسادها وإتلافها .

قال الشيخ رضي الله عنه : ( فتتخيّل بالوهم أنّك قتلت ، وبالعقل والوهم لم تزل الصّورة موجودة في الحدّ .
والدّليل على ذلك :"وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى" [ الأنفال : 17 ] .
والعين ما أدركت إلّا الصّورة المحمّديّة الّتي ثبت لها الرّمي في الحسّ ، وهي الّتي نفى اللّه الرّمي عنها أوّلا ثمّ أثبته لها وسطا ، ثمّ عاد بالاستدراك أنّ اللّه هو الرّاميّ في صورة محمّديّة ، ولا بدّ من الإيمان بهذا .
فأنظر إلى هذا المؤثّر حتّى أنزل الحقّ في صورة محمّديّة . وأخبر الحقّ نفسه عباده بذلك ، فما قال أحد منّا عنه ذلك بل هو قال عن نفسه ، وخبره صدق والإيمان به واجب ، سواء أدركت علم ما قال أو لم تدركه ؛ فإمّا عالم ، وإمّا مسلم مؤمن . )

فتتخيل يا أيها الإنسان بالوهم ، أي بسبب القوّة الواهمة المستولية عليك أنك قتلت ، أي نفسك وأفسدتها وأعدمتها وبالعقل والوهم أيضا لم تزل الصورة النفسانية منك موجودة على ما هي عليه في الحد الذاتي أي تعريفها بماهيتها وإن فسدت صورة جسدها واضمحلت ،
ولولا أن النفوس صور الحق تعالى الظاهر بها للأبد بحيث لا تضمحل ولا تزل ما كان لها هذه العزة والمنعة عن أن يصل إليها فساد أو يتطرق إليها فناء أو زوال إلا فيه تعالى كما هو وصفها الحقيقي .

والدليل على ذلك الأمر المذكور قوله تعالى عن نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم لما أخذ كفا من تراب ورمى به في وجوه الأعداء في بعض الغزوات .
وقال : « شاهت الوجوه » .  رواه مسلم وابن حبان في صحيحه ورواه غيرهما .
فانهزموا ولم يبق أحد منهم إلا وصل التراب في عينيه (" وَما رَمَيْتَ") من حيث أن صورتك للّه تعالى تجلى بها ("إِذْ رَمَيْتَ") من حيث أن صورتك لك ظهرت بها ("وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى") [ الأنفال : 17 ] من حيث أن الصورة له ولهذا اخترق العادة في هزم الأحزاب وإيصال التراب وذلك قوله عليه السلام : " وهزم الأحزاب وحده ولا شيء قبله ولا شيء بعده." قال المحقق : رواه ابن سلام في الأموال

.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في السبت 15 فبراير 2020 - 20:28 عدل 2 مرات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الجمعة 14 فبراير 2020 - 10:44 من طرف عبدالله المسافربالله

22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية الجزء الثالث .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي

كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص الشيخ عبد الغني النابلسي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي  


""أضاف الجامع : من الشواهد عليه
1- حديث : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "لا إله إلا الله وحده، أعز جنده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، ولا شيء بعده". رواه احمد بالمسند
2 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:" لا إله إلا الله وحده أنجز وعده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده ولا شيء بعده" رواه الجوزي في جامع المسانيد و شهاب الدين أحمد في إتحاف الخيرة المهرة . ""

(والعين) الناظرة من الحاضرين (ما أدركت) في الظاهر (إلا الصورة المحمدية) ، أي المنسوبة إلى محمد صلى اللّه عليه وسلم (التي ثبت لها الرمي المذكور (في الحس وهي) ، أي تلك الصورة المحمدية (التي نفى اللّه تعالى (الرمي) المذكور (عنها أوّلا) بقوله سبحانه :وَما رَمَيْتَ، أي في نفس الأمر (ثم أثبته) ، أي الرمي سبحانه (لها) ، أي للصورة المحمدية (وسطا) ، أي ثانيا في وسط الكلام بقوله :إِذْ رَمَيْتَ، أي بحسب ما يظهر منك للحس .

(ثم عاد) تعالى (بالاستدراك) آخرا وثالثا إن اللّه تعالى (هو الرامي) وحده (في صورة محمدية) ظاهرة فقال تعالى ولكن اللّه رمى ، أي في نفس الأمر ، لأنه "هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ"[ الحديد : 3 ] .
وقال تعالى أيضا في هذه الآية قبل ذلك في حق الصحابة رضي اللّه عنهم لما كانوا يفتخرون بقتل المشركين في تلك الغزوة فيقول الرجل : أنا قتلت خمسة ،
ويقول الرجل : أنا قتلت عشرة ونحو ذلك على حسب ما ورد في الخبر عنهم .

فقال تعالى لهم كما قال لنبيه عليه السلام :فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ[ الأنفال : 17 ] ، أي من حيث أن صوركم ليست لكم ولكن اللّه قتلهم ،
أي من حيث أن صوركم للّه تعالى تجلى بها فقتل المشركين ، ولم يقل لهم إذ قتلتموهم
كما قال للنبي صلى اللّه عليه وسلم : إذ رميت لأنهم لا يحتاجون إلى إثبات الفرق ، لأنه أصل فيهم فلا يتكلفون لشهوده بخلاف النبي صلى اللّه عليه وسلم ،
فإنه لولا إثبات الفرق له بقوله :إِذْ رَمَيْتَ لوقف في أصله وهو الجمع ، فنفى الفعل عنه بالكلية وأثبته للّه تعالى وحده فقط ،
والكمال بالجمع في الفرق والفرق في الجمع ولا بد من الإيمان ، أي التصديق بهذا الأمر المذكور لأنه قرآن منزل وهو حق لا شبهة فيه فانظر يا أيها السالك إلى هذا المؤثر في رميه المذكور حتى أنزل الحق وهو وجوده تعالى أي أظهره للحس في صورة محمدية يراها كل أحد ولا يعرفها إلا العارفون ويجحده الجاهلون.

قال تعالى :وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ [ الأعراف : 198 ] .
وقال عليه السلام : "من رآني فقد رأى الحق " . رواه احمد بالمسند
وأخبر الحق تعالى نفسه تأكيد للحق عباده مفعول أخبر بذلك ، أي أنه تعالى حق في صورة محمدية كما هو مضمون الآية المذكورة فما قال أحد منا معشر العباد عنه تعالى ذلك الأمر المذكور بل هو سبحانه قال ذلك عن نفسه في كلامه القديم المنزل على نبيه صلى اللّه عليه وسلم وخبره تعالى صدق من غير شبهة كما قال سبحانه :"وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا"[النساء : 122].

(والإيمان) ، أي التصديق (به) ، أي بما قاله تعالى عن نفسه من ذلك (واجب) ، أي فرض على المكلفين بحيث يكفر منكره والشاك فيه (سواء أدركت) يا أيها الإنسان (علم) ، أي مفهوم معنى (ما قال) تعالى من ذلك فإنه يجب الإيمان بذلك العلم المذكور (أو لم تدركه) ، أي علم ما قال سبحانه (فإما) أنك (عالم) بذلك القول الإلهي (وإما مسلم) ، أي مذعن له (مؤمن) ،

أي مصدق به والجاحد له كافر لا محالة والمتأوّل مبتدع لعدوله عن الحق القرآني المؤيد بالسنة من غير ضرورة وليس القصور عن أحوال الكاملين وأذواق السالكين بعد رقي التأويل خصوصا ممن يدعي العلم وينسب نفسه إلى معرفة الكتاب والسنة وليس له حال رباني ولا كشف وجداني فإن الإسلام له أسلم والإيمان بحاله أحكم واللّه أعلم .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وممّا يدلّك على ضعف النّظر العقليّ ، من حيث فكره ، كون العقل يحكم على العلّة أنّها لا تكون معلولة لمن هي علّة له حكم العقل لا خفاء به ، وما في علم التّجلي إلّا هذا ، وهو أنّ العلّة تكون معلولة لمن هي علّة له .
والّذي حكم به العقل صحيح مع التّحرير في النّظر ؛ وغايته في ذلك أن يقول إذا رأى الأمر على خلاف ما أعطاه الدّليل النّظريّ ؛ إنّ العين بعد أن ثبت أنّها واحدة في هذا الكثير ، فمن حيث هي علّة في صورة من هذه الصّور لمعلول ما ، فلا تكون معلولة لمعلولها ، في حال كونها علّة ، بل ينتقل الحكم بانتقالها في الصّور ، فتكون معلولة لمعلولها ، فيصير معلولها علّة لها . هذا غايته إذا كان قد رأى الأمر على ما هو عليه ، ولم يقف مع نظره الفكريّ . )

(ومما يدلك) يا أيها السالك (على ضعف) ، أي قصور وعجز (النظر العقلي من حيث فكره) ، أي العقل وهو الذي يتمسك به المتأوّلون ممن يدعي علوم الأوراق وهو محروم من علوم الأذواق ، فيعدلون عن ظواهر الكتاب والسنة بلا ضرورة تقتضي ذلك غير قصورهم عن مواجيد الرجال وتشتيت أحوالهم في حب الدنيا وكثرة الانكباب على مطالعة القيل والقال (كون العقل) من كل أحد (يحكم على العلة) كحركة اليد مثلا علة لحركة الخاتم الذي فيها ، يلزم من وجودها وجود حركة الخاتم بطريق التأثير ليخرج السبب ، فإنه كذلك بلا تأثير (إنها) ،

أي تلك العلة (لا تكون معلولة) أيضا (لمن هي علة له) فينعكس الأمر برجوع المعلول علة ،

والعلة معلولا فتصير حركة الخاتم علة لحركة اليد هذا الأمر المذكور (حكم العقل لا خفاء فيه) عند العقلاء أصلا (وما في علم التجلي) الإلهي عند العارفين المحققين من أهل اللّه تعالى (إلا هذا) بعكس النظر العقلي (وهو أن العلة تكون معلولة) دائما (لمن هي علة له) كأسماء اللّه تعالى علل للآثار المخلوقة تقتضي إيجادها وكذلك الآثار المخلوقة في حال كونها معلولة لها هي علل للأسماء الإلهية تقتضي تميزها عن الذات الإلهية وإفرازها بالمعاني المختلفة وتميز بعضها عن بعض عند المؤمنين العارفين ،

وإن كانت تلك الأسماء الإلهية قديمة ، فإن تلك الآثار قديمة أيضا في العلم القديم الإلهي وفي أحكام القضاء والقدر والكلام القديم لكن لا أعيان لها متميزة بالوجود في تلك الحضرات ، كما أن الأسماء قبل ظهور آثارها لا تمييز لها عن الذات الإلهية ، ولا تمييز لبعضها عن بعض أيضا .

والحكم الذي (حكم به العقل) من أن العلة لا تكون معلولة لمن هي علة له (صحيح) أيضا (مع التحرير ، أي الاتقان (في النظر) الفكري بالنسبة إليه فإنه يقتضي ذلك (وغايته) ، أي النظر (في ذلك) الحكم المذكور (أن يقول) ، أي العاقل (إذا رأى الأمر) في هذا الحكم (على خلاف ما أعطاه الدليل النظري) على وجه النقص له (أن العين) ، أي الذات الواحدة (بعد أن ثبت أنها واحدة في هذا) الأمر (الكثير) الصور (فمن حيث هي) ، أي تلك العين الواحدة (علة في صورة من هذه الصور) الكثيرة (لمعلول ما) ينسب إلى تلك الصورة من حركة أو سكون مثلا (فلا تكون) ، أي تلك العين الواحدة (معلولة لمعلولها) الذي ينسب إلى تلك الصورة (في حال كونها) ، أي تلك العين الواحدة (علة له) ، أي لذلك المعلول المذكور (بل ينتقل الحكم) في تلك العين الواحدة (بانتقالها) ،

أي انتقال تلك العين أي تكرار ظهورها واستتارها ( في الصور) الكثيرة (فتكون حينئذ (معلولة لمعلولها) المذكور في حال آخر غير الأوّل لانتقال الحكم فيها (فيصير معلولها) المذكور (علة لها) من وجه آخر غير وجه ما هو معلول لها (هذا غايته) ، أي النظر العقلي في إدراك هذه المسألة كالواحد من العشرة مثلا علة لكونها عشرة من وجه ، فهي معلولة له وهو علتها وهي أيضا علة لكونه جزءا من وجه آخر غير وجه كونها عشرة ، بل وجه كونها مركبة ، وليس التركيب خاصا بها بل موجود فيما زاد على الواحد ، فالواحد معلول لها من هذا الوجه أكثر من ذلك لا يدرك العقل في هذا الحكم (إذا كان) ،

أي العاقل (قد رأى الأمر) في هذه القضية (على ما هو عليه) بأن وجد علة المعلول وهي معلولة له (ولم يقف) في ذلك (مع نظره الفكري) المقتضي عنده لامتناع ذلك فإنه يحكم باختلاف الجهة ولا يسعه الحكم باتحادها وإذا اتسع نظره وأبطل العلة من أحد الطرفين فلا إشكال عنده حينئذ .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( وإذا كان الأمر في العلّية بهذه المثابة ، فما ظنّك باتّساع النّظر العقلي في غير هذا المضيق ؟
فلا أعقل من الرّسل صلوات اللّه عليهم وقد جاؤوا بما جاؤوا به في الخبر عن الجناب الإلهي ، فأثبتوا ما أثبته العقل وزادوا بما لا يستقلّ العقل بإدراكه وما يحيله العقل رأسا ويقرّ به في التّجلّي الإلهي .
فإذا خلا بعد التّجلّي بنفسه حار فيما رآه : فإن كان عبد ربّ ردّ العقل إليه ، وإن كان عبد نظر ردّ إلى حكمه .
وهذا لا يكون إلّا ما دام في هذه النّشأة الدّنياوية محجوبا عن نشأته الأخراويّة في الدنيا . فإنّ العارفين يظهرون ههنا كأنّهم في الصّور الدّنياويّة لما يجري عليهم من أحكامها ، واللّه تعالى قد حوّلهم في بواطنهم في النّشأة الأخراويّة ، لا بدّ من ذلك . فهم بالصّورة مجهولون إلّا لمن كشف اللّه عن بصيرته فأدرك . )

(وإذا كان الأمر في العلة) عند العقل (بهذه المثابة) يتسع فيها بنظره الفكري تارة ويضيق أخرى (فما ظنك) يا أيها السالك (باتساع النظر العقلي في غير هذا) الأمر (المضيق) من أمور الغيب الأخروي ونحوه (فلا أعقل) ، أي أكثر عقلا (من الرسل) والأنبياء (صلوات اللّه) وسلامه (عليهم وقد جاؤوا) من عند اللّه تعالى بما

(جاؤوا به في الخبر) ، أي في الإخبار (عن الجناب الإلهي) مما يتعقل بمقتضيات الرضوان والغضب منه تعالى في الأحكام الشرعية ، وما يتعلق بأمور الآخرة والبرزخ وأخبار الأمم الماضية والآتية قبل يوم القيامة (فأثبتوا) لأممهم من ذلك (ما أثبته العقل وزادوا) عليه (بما لا يستقل العقل بإدراكه) بل يحتاج في إدراكه إلى معونة من الخبر (وما يحيله) ، أي يحكم باستحالته (العقل رأسا وإنما يقر) العقل (به) ، أي بذلك المستحيل (في) حالة (التجلي) ، أي الانكشاف (الإلهي) عليه .

(فإذا خلا) ، أي العقل (بعد التجلي) الإلهي (بنفسه حار) ، أي العقل يعني أدركته الحيرة (فيما) ، أي في الأمر الذي رآه من ذلك المستحيل عنده (فإن كان) ، أي صاحب العقل بعد ذلك في حال غفلته (عبد رب) ، أي تابعا لربه سبحانه في كل ما أشكل عليه مفوضا في جميع أموره إليه رد ، أي رجع (العقل) الحاكم منه باستحالته ذلك الأمر وامتناعه (إليه) ، أي إلى ربه تعالى ووقف مع إسلامه لذلك وإيمانه به (وإن كان ، أي صاحب العقل (عبد نظر) فكري ، أي تابعا لنظره الفكري معتمدا عليه في جميع أمور دينه ودنياه كعلماء الظاهر المحجوبين عن معرفة ربهم الذوقية ومن تابعهم رد ، أي أرجع (الحق) الذي حار فيه (إلى حكمه) ، أي حكم نظره الفكري وفهمه بمقتضى عقله وجزم به كذلك .

(وهذا) الأمر المذكور (لا يكون) من العبد (إلا ما دام) واقفا (في هذه النشأة ) الظاهرة للحس والعقل (محجوبا عن) القيام بحكم (نشأته) ، أي خلقته (الأخروية) الغيبية وهو كائن (في) حال الحياة (الدنيا) قبل موته منها وانتقاله إلى البرزخ كما قال سبحانه عمن هذا حاله "يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ"[ الروم  : 7].


(فإن العارفين) باللّه تعالى القائمين بأمره سبحانه بعد العبور عن عالم الخلق (يظهرون ههنا) في هذه الدار الدنيا بين الناس (كأنهم) ،
أي حالهم الظاهر منهم للغافلين المحجوبين يشبه أنهم مثلهم قائمون (في الصور) الخلقية (الدنيوية) الجامدة في العقل والحس (لما يجري عليهم) ، أي على ظواهرهم (من أحكامها) ،

أي الصورة الدنيوية من أكل وشرب ونوم وجماع وطاعة ومعصية ومرض وموت ونحو ذلك (واللّه تعالى قد حوّلهم) ، أي العارفين (في بواطنهم) في الدنيا (في النشأة الأخروية) لقيامهم بأمره تعالى ومفارقتهم أحوال الخلق عن كشف منهم وشهود (لا بد من) ثبوت (ذلك) لهم في طور المعرفة الذوقية .

(فهم) ، أي العارفون (بالصورة) الإنسانية ، أي بسببها وسبب أحكامها الدنيوية (مجهولون) بين الناس كما قال تعالى :" وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ" [ الفرقان : 7 ] ،
وقالوا :ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ( 34 ) [ المؤمنون : 33 - 34 ] ،
وقالوا :إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً[ المؤمنون : 38 ] ، 
وقالوا لرسلهم :ما أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا وَما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ[ يس : 15]

مع أن القائلين من العقلاء البالغين والمقول لهم ذلك من أكمل أهل الأنوار الإلهية وأفضل أولى الصفوة والخصوصية ، فكيف بمن دونهم من أهل الولاية والوراثة المحمدية (إلا لمن كشف اللّه) تعالى (عن بصيرته) من الناس (فأدرك) مقامات الرجال وميز مراتب أهل الكمال كما وفق اللّه تعالى في الزمان السابق جماعة للإيمان بالأنبياء عليهم السلام فجعلهم عمدة في نقل الحق والشرع وتبليغه بعدهم للأمم المؤمنين بهم .


قال الشيخ رضي الله عنه :  (فما من عارف باللّه من حيث التّجلّي الإلهيّ إلّا وهو على النّشأة الآخرة : قد حشر في دنياه ونشر من قبره ؛ فهو يرى ما لا يرون ويشهد ما لا يشهدون ، عناية من اللّه تعالى ببعض عباده في ذلك .
فمن أراد العثور على هذه الحكمة الإلياسيّة الإدريسيّة الّذي أنشأه اللّه نشأتين ، فكان نبيّا قبل نوح عليه السّلام ، ثمّ رفع ونزل رسولا بعد ذلك ، فجمع اللّه له بين المنزلتين فلينزل عن حكم عقله إلى شهوته ، وليكن حيوانا مطلقا حتّى يكشف ما تكشفه كلّ دابّة ما عدا الثّقلين ؛ فحينئذ يعلم أنّه قد تحقّق بحيوانيّته .
وعلامته علامتان الواحدة هذا الكشف ، فيرى من يعذّب في قبره ومن ينعّم ، ويرى الميّت حيّا والصّامت متكلّما والقاعد ماشيا . والعلامة الثّانية الخرس بحيث إنّه لو أراد أن ينطق بما رآه لم يقدر فحينئذ يتحقّق بحيوانيّته . وكان لنا تلميذ قد حصل له هذا الكشف غير أنّه لم يحفظ عليه الخرس فلم يتحقّق بحيوانيّته . ولمّا أقامني اللّه في هذا المقام تحقّقت بحيوانيّتي تحقّقا كلّيا . فكنت أرى وأريد أن أنطق بما أشاهده فلا أستطيع ؛ فكنت لا أفرّق بيني وبين الخرس الّذين لا يتكلّمون . )

(فما من عارف باللّه) تعالى في كل زمان إلى يوم القيامة (من حيث التجلي الإلهي) عليه وانكشاف الأمر الرباني له (إلا وهو) ، أي ذلك العارف قائم (على النشأة) ، أي الخلقة (الأخروية) التي قال تعالى :وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرى [ النجم : 47 ] ،

وذلك لأنه قد مات بالموت الاختياري ، وقبر في ترابه الذي خلق منه وسئل في قبره وتنعم بنعيم القبر وفني جسمه وتفرقت أجزاء تركيبه ونفخ في صوره (وقد حشر) في أرض القيامة كل ذلك وهو (في دنياه) بين الغافلين ولا يشعرون به (ونشر) ، أي خرج (من قبره إلى عالم آخرته (فهو) ، أي ذلك العارف يرى كشفا بحسه وعقله (ما لا يرون) ، أي الناس (ويشهد) ، أي يعاين من عوالم غيب الملكوت والملك (ما لا يشهدون) ، أي الناس وهذا (عناية من اللّه تعالى) ، أي محض فضل ومنة واعتناء (ببعض عباده) تعالى المؤمنين في ذلك الأمر المذكور فمن أراد العثور) ،

أي الاطلاع (على هذه الحكمة) الإلهية (الإلياسية الإدريسية) ، أي المنسوبة إلى إلياس الذي هو إدريس عليه السلام (الذي أنشأه) ، أي خلقه (اللّه تعالى نشأتين) ، أي مرتين (فكان) إدريس عليه السلام (نبيا) فقط (قبل نوح عليه السلام) فهو أحد أجداد نوح عليه السلام واسمه يومئذ إدريس عليه السلام (ثم رفع) إلى السماء الرابعة كما قال تعالى :وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا [ مريم : 57 ] 

وقد ذكر المصنف قدس اللّه سره فص حكمته فيما تقدم بعد فص حكمة نوح عليه السلام ونزل ، أي إدريس عليه السلام من السماء (رسولا بعد ذلك) الرفع إلى أهل قرية بعلبك كما مر ذكره وكان اسمه حينئذ إلياس عليه السلام .

وذكر المصنف قدس اللّه سره هذا الفص لبيان حكمته (فجمع اللّه) تعالى (له) ، أي لإدريس عليه السلام (بين المنزلتين) ، أي منزلة النبوّة أوّلا قبل نوح عليه السلام من غير رسالة ، ومنزلة الرسالة أيضا مع النبوّة بعد نوح عليه السلام (فلينزل) ،
أي أداء العثور على ذلك (عن حكم عقله) عليه بالكلية إلى حكم (شهوته) عليه بما تقتضيه في التناول المباح دون المحظور عليه وليكن في ذلك الحال (حيوانا مطلقا) ،

أي في جميع أموره الظاهرة والباطنة (حتى يكشف) من غيب الملكوت (ما تكشفه كل دابة من الحيوانات (ما عدا الثقلين) ، أي الإنس والجن (فحينئذ يعلم) ، أي ذلك الذي يريد العثور والاطلاع إذا فعل كذلك أنه قد تحقق بحيوانيته في نفسه وخرج عن حكم عقله بالكلية (وعلامته) ،

أي علامة من تحقق بحيوانيته (علامتان) العلامة (الواحدة هذا الكشف) المذكور عما تكشفه كل دابة ما عدا الثقلين (فترى من يعذب في قبره ومن ينعم) في قبره ولا يحجبه عن شهود ذلك إدراك عقله ، لأنه قد تجرد عن حكمه ، ولا يحجب العقلاء عن أمور الغيب والملكوت إلا دخولهم تحت أحكام عقولهم في ظواهرهم وبواطنهم .

(ويرى الميت) المقبور وغيره (حيا و) يرى (الصامت) من حجر أو شجر (متكلما) بنطق عربي فصيح ويرى (القاعد) من الناس وغيرهم (ماشيا) قبل إتيان الزمان الذي قدر مشيه فيه (والعلامة الثانية من ذلك الخرس ، أي عدم القدرة على النطق بالكلية مع سلامة آلة النطق (بحيث أنه لو أراد أن (ينطق بما رآه) من تلك الأمور الملكوتية (لم يقدر) على ذلك من غلبة الحيوانية عليه (فحينئذ) ، أي إذا كان بهذه المثابة فإنه (يتحقق بحيوانيته) كما ذكر .

وقال المصنف قدس اللّه سره : (كان لنا تلميذ) ، أي مريد خادم لطريقنا طالب لعلمنا منا (قد حصل له هذا الكشف) المذكور في العلامة الأولى للتحقق بالحيوانية (غير أنه) ، أي ذلك التلميذ (لم يحفظ عليه الخرس) فكان ينطق ببعض ما يرى من ذلك لفوت العلامة الثانية منه (فلم يتحقق بحيوانيته) على الوجه التام (ولما أقامني اللّه) تعالى .

قال المصنف عن نفسه قدس اللّه سره (في هذا المقام ، أي مقام الكشف المذكور (تحققت بحيوانيتي) في (نفسي تحققا كليا) فكنت في تلك الحال أرى ببصري وببصيرتي (وأريد أن أنطق بما أشاهده) من تلك الأمور (فلا أستطيع) لكمال تحققي بالحيوانية (فكنت لا أفرّق بيني وبين) القوم (الخرس) جمع أخرس (الذين لا يتكلمون) لعدم قدرتهم على الكلام .


قال الشيخ رضي الله عنه :  ( فإذا تحقّق بما ذكرناه انتقل إلى أن يكون عقلا مجرّدا في غير مادّة طبيعيّة ، فيشهد أمورا هي أصول لما يظهر في الصّور الطّبيعيّة فيعلم من أين ظهر هذا الحكم في الصّور الطّبيعيّة علما ذوقيّا .
فإن كوشف على أنّ الطّبيعيّة عين نفس الرّحمن فقد أوتي خيرا كثيرا .
وإن اقتصر معه على ما ذكرناه فهذا القدر يكفيه من المعرفة الحاكمة على عقله : فيلحق بالعارفين ويعرف عند ذلك ذوقا :فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ[ الأنفال : 17 ] .
وما قتلهم إلّا الحديد والضّارب والّذي خلف هذه الصّور . فبالمجموع وقع القتل والرّمي ، فيشاهد الأمور بأصولها وصورها .
فيكون تامّا . فإن شهد النّفس كان مع التّمام كاملا : فلا يرى إلّا اللّه سبحانه عين ما يرى . فيرى الرّائي عين المرئيّ . وهذا القدر كاف ، واللّه الموفّق الهادي .)


(فإذا تحقق) السالك (بما ذكرنا) من حيوانيته على التمام انتقل بعد ذلك إلى أن يكون عقلا مجردا ، أي خالصا قائما (في غير مادة )، أي صورة طبيعية عنصرية فيشهد عند ذلك أمورا كثيرة ملكوتية هي أصول لما يظهر في الصور الطبيعية العنصرية كأرواح الكواكب المسلطة على تدبير الأجسام الإنسانية والحيوانية والنباتية والجمادية وأسرار الحفظة الكرام الكاتبين الذين هم في مواد الأعمال الإنسانية ، وأنوار القبض والبسط والجلال والجمال الساري في عالم القلوب والنفوس البشرية وغير ذلك .

(فيعلم) بذلك (من أين يظهر هذا الحكم) الإلهي المطلق (في الصور الطبيعية) العنصرية مع بعد المناسبة بينهما (علما ذوقيا) ، أي مستندا إلى الذوق وهو الوجدان (فإن كوشف) في هذا المقام بأن كاشفه الحق تعالى أي كشف له (على أن الطبيعة) الكلية السارية في مجموع العالم مادة له في جميع الصور الحسية والعقلية (عين نفس) بفتح الفاء (الرحمن) الوارد في الحديث كما مر ذكره (فقد أوتي) ، آتاه اللّه تعالى (خيرا كثيرا) ، لأن ذلك الكشف حصل له بالنور الذاتي الذي قال تعالى :اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ[ النور : 35 ].

 وهذا النور الذاتي إذا سرى في كلية العبد أبطلها وقام بنفسه فيها ، فكان هيولى كل شيء وتحقيق بالغيب غيبا وبالشهادة شهادة وحاز مرتبة الكمال المطلق للحق بالنقص المحقق للعبد .

(وإن اقتصر) ، أي السالك (معه) ، أي مع عقله المجرد (على ما ذكرنا) من ذلك الكشف السابق (فهذا القدر يكفيه من المعرفة) باللّه تعالى الصحيحة (الحاكمة على عقله) في رتبة التنزيه بالكشف عن حكم الظهور في صور الطبيعة (فيلحق) ، أي صاحب هذه المعرفة المذكورة (بالعارفين) الكاملين (ويعرف عند ذلك ذوقا) ، أي وجدانا من نفسه معنى قوله تعالى : ("فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ") [ الأنفال : 17 ] ،

أي المشركين والخطاب للصحابة رضي اللّه عنهم مع أنهم قتلوهم في الظاهر للحس (ولكن الله قتلهم) بكم وبأسلحتكم (وما قتلهم) بحسب ما يظهر لكل أحد (إلا الحديد) وهو السيف والرمح ونحو ذلك (والضارب) بالحديد وهم الصحابة رضي اللّه عنهم ، والعالم النفساني والروحاني والأمر الإلهي الرباني (والذي خلق هذه الصور) . " وفي نسخة : والذي خلف هذه الصور بدل  الذي خلق هذه الصور".

المذكورة (فبالمجموع) من ذلك كله (وقع القتل) للمشركين من الصحابة رضي اللّه عنهم (و) كذلك (الرمي) من النبي صلى اللّه عليه وسلم .

(فيشاهد) صاحب هذه المعرفة المذكورة جميع (الأمور بأصولها) الروحانية (وصورها) الطبيعية والعنصرية (فيكون) عارفا (تاما) ، أي غير ناقص المعرفة (فإن شهد) مع ذلك عين (النفس) بفتح الفاء الرحماني كما ذكر (كان مع التمام) في المعرفة (كاملا

أي زائدا المعرفة فائضا مكملا لغيره (فلا يرى) في هذا الوجود (إلا اللّه تعالى) فيرى (عين ما يرى) من كل محسوس ومعقول وموهوم مع تميزه تعالى عنده عنها بالوجود المطلق على ما هو عليه أزلا وأبدا ،

وتميزها عنه تعالى بصورها الثابتة في حضرة علمه القديم من غير وجود لها أصلا (فيرى) ببصره وبصيرته الرائي منه ومن غيره هو (عين المرئي) منه ومن غيره ويتحقق بالجمع والفرق (وهذا القدر كاف) في المعرفة (واللّه الموفق والهادي) في النهايات والمبادئ .  

.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» 22 - فص حكمة إيناسية في كلمة إلياسية .كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
» 11 - فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي
» 12 - فص حكمة قلبية في كلمة شعيبية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي
» 18 - فص حكمة نفسية في كلمة يونسية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي.
» 13 - فص حكمة ملكية في كلمة لوطية .شرح النابلسي كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر الحاتمي الطائي

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى