المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
ترجمة حياة العارف بالله الشيخ عبد الكريم الجيلي من كتاب المناظر الإلهية تحقيق د. نجاح الغنيمي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان أعلام التصوف و أئمة الصوفية رضى الله عنهم :: سيدي عبد الكريم الجيلي :: كتاب المناظر الإلهية عبد الكريم الجيلي
صفحة 1 من اصل 1
30052018

ترجمة حياة العارف بالله الشيخ عبد الكريم الجيلي من كتاب المناظر الإلهية تحقيق د. نجاح الغنيمي
ترجمة حياة العارف بالله الشيخ عبد الكريم الجيلي من كتاب المناظر الإلهية تحقيق د. نجاح الغنيمي
كتاب المناظر الإلهية العارف بالله الشيخ عبد الكريم الجيلي رضي الله عنه
حياة الشيخ عبد الكريم الجيلي رضي الله عنه
اسمه ولقبه ونسبه وأصله :يعرفنا الجيلى بنفسه فيذكر أنه : عبد الكريم بن ابراهيم بن عبد الكريم بن خليفة بن أحمد بن محمود ، الكيلاني نسبا ، البغدادی اصلا ، الربيعي عريا ، الصوفى حسبا(انظر : قاب قوسين ، مخط - ق ۳۱) .
و « الكيلاني » نسبة الى جيلان التي يذكر ياقوت أنها : اسم لبلاد كثيرة من وراء بلاد طبرستان ، والعجم يقولون : كيلاني ..
واذا نسب الى البلاد قبل لا جيلاني ،. وإذا نسب إلى رجل منهم ، قيل : جيلي . وأهل جيلان هم الجيل .
والجيل ايضا قريبة من أعمال بغداد ، تحت المدائن ، بعد زرارين يسمونها الكيل. (انظر : ياقوت الحموي : معجم البلدان ، ج ۲، ص 179 - 180
وقد استند جولد زيهر .. وكذلك حاجي خليفة ، في نسبتهما الجيلى الى بغداد - الى هذا الموضع الأخير الذي ذكره ياقوت (انظر : حاجي خليفة : كشف الظنون ، برقم ۱۰۹۸۹). .
ولكن ليس لدينا من المصادر ما يدلنا على أن الجيلي ولد ، او نشا في هذه البلاد ، أو أن صلته بها تجاوزت مجرد النسبة الاسمية .
والاشارة الوحيدة التي قابلتنا في أحد مؤلفات الجيلي تدل على أنه زار هذه البلاد في سفرة من سفراته العديدة ، ولا شيء غير ذلك .
فهو يذكر أنه سافر بعيدا ، فلم ير اشر من طائفة من الصوفية تدعى الكمال ، رغم أنها لا تؤمن بالله ورسوله ، ولا تتقيد بالتكاليف الشرعية .
وقد رأى كثيرا منه في هذه البلاد القاصية التي سافر إليها ، ومنها جيلان .
وهو يحذر قراءة من السكن في بلدة فيها واحد من هذه الطائفة ، أو مجاورتهم ، أو رؤيتهم ، أو معاشرتهم ، أو مخالطتهم. ( انظر : شرح رسالة الأنوار ، ص 25 - 26 مخط طلعت برقم 1277) .
واشارة الجيلى الى (جيلان) ووصفه لها بأنها « أقصى البلاد » ، وكذلك حين يستخدم الفعل « سافر » اشارة الى حال ذهابه اليها - يعني أن هذه البلاد بعيدة عن موطنه الأصلي، بل لا تمت له بصلة ما ، فضلا عن أن تكون مسقط رأسه .
وأذن فالآراء التي قررت أن الجيلي ولد بجيلان ، هي آراء لا أساس لها من الصحة ولا سند لها .
أما عبارة « البغدادی اصلا »، التي استخدمها الجيلي في التعريف بنفسه ، فإنها تشير إلى أن والد الجيلى بغدادی ، الأمر الذي يذكرنا بعبارة ياقوت الحموي ، من أن " الجيل أيضا. قرية من أعمال بغداد" أما عبارة « الربيعي عربا » فهي نسبة الى عدة قبائل عربية اشتق اسمها من أصل هذه النسبة .
اقربها صلة بالجيلى : واليس : هي قبيلة ربيعة بن نزار، وحسب تفصيل ابن حزم في (جمهرة أنسابه ) حيث أورد جملة من أبناء هذه القبيلة ، وقال ومنهم:«بنوه باليمن».
( ابن حزم الأندلسي : جمهرة أنساب العرب ، ص 292).
وقد أكد المذحجی النسابة اليمنى هذه النسبة. (محمد بن على المذحجی القرشی النسابة : رسالة في انساب القبائل التي سكنت مدينة زبيد باليمن ، مخط دار الكتب برقم 140 بتاريخ ، ق.۱۰۲. ظ.) .
واذا عرفنا أن قبيلة ربيعة بن نزار ترجع الى معد بن عدنان. (ابن حزم : المصدر السابق ، ص 484) .
وأن عدنان هذا هو ولد اسماعیل بن ابراهيم ، صراحة بلا شك ، وفقا لما ذكره القلقشندي. (نهاية الأرب في أنساب العرب، ص. ۸-۱۰).
وصحت نسبة الجيلي الى هذه القبيلة - فان هذا يعني أن الجيلي ينشب الى أحسن الأصول العربية ارومة وحسبا ونسبا ، ومن هنا يحق له أن يفخر بنسبته عربا ، و أن يفخر بنسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم - إذ ينتهى نسب كليهما الى عدنان من ولد إسماعيل.
- وذلك حين يقول شعرا :
ياسيد الرسل الكرام ومن له ……. فوق المكان مكانة الإمكان
انت الكريم فخذ فلى بك نسبة ……. عبد الكريم أنا المحب الفاني
(الانسان الكامل ، ج ۱ ص ۱۳)وإذا كان والد الجيلى بغداديا ، فمن المرجح أن يكون نسب الجيلي العربي من طريق والدته ، لا من طريق والده ، وإن لم يكن هناك مانع من أن يكون والد الجيلي بدوره عربيا ، كفرد من أفراد قبيلة ربيعة التي انتشرت في موجة من موجات الهجرة ، إبان عصور الفتوحات الاسلامية ، واستقر بعدها في بغداد ، أو في قرية الجيل من أعمال بغداد .
أما عبارة الجيلي « الصوفي حسبا » فهي قاطعة في الدلالة على مشربه الروحي ، وذوقه الباطني الصوفي .
أسرة الجيلى ومولده :
وفيما يتعلق بوالد الجيلي ، فيذكر الخزرجي ، المؤرخ اليمني ، أن الفقيه الصالح عفيف الدين ابراهيم الجيلي ، كان في بداية حياته "سفلوتا " من السفاليت ، يخدم من جملة العسكر الذين يحملون السلاح.
ويعملون في خدمة علماء السلطان والأمراء وغيرهم ، وكان في غاية من الغفلة ، واقام على ذلك مدة ، ثم أقلع عن ذلك كله ، وترك الخدمة وحمل السلاح ، وأقبل على خدمة الله تعالى ، وعبادته والانقطاع إليه .
وكان زاهدا ، قانعا من الدنيا العولة منها ، صابرا على ذلك ، وكان كثير الاجتهاد في عبادة الله تعالى ، وظهرت عليه أمارات القبول ، وكانت له ?رامات كثيرة ، وصحب الشيخ اسماعيل بن ابراهيم الجبرتي .
وكان إبراهيم الجيلي محبوبا عند الناس ، حسن الخلق ، لين الجانب .
وقد استوطن في آخر عمره قرية « أبيات حسين » ، وترك زبيد ، وهناك تزوج ، وأنجب ذرية ، وظل مقيما بها حتى توفي في ۱۲ رجب من عام 790 هـ . (العقود اللؤلؤية ، ج ۲ من ۲۰۰ . وانظر : طراز أعلام الزمن ، مخط دار الكتب ج ۲، ص ۱۸ ، ۱۹ ).
و ابيات حسين هي قرية تتبع الوادی سردد ، وقصبنها المهجم من أرض زبید.
( انظر : طراز اعلام الزمن ، ترجمة ابن سرداب ، وانظر كذلك: یاقوت ، معجم البلدان ، ج 3 ص 73 - 74 .) .
أما الشيخ الجبرتي ، فهو من كبار صوفية اليمن ، وسنعرف بعد أنه كان شيخا مرشدا للجيلي ، بل ابرز شيوخه على الاطلاق، وقد اشار اليه الجيلى في كتابه الحالي ( المناظر الألهية ) في منظر ( التلامت )..
ولم يوضح لنا الخزرجي تفاصيل تأهل ابراهيم الجيلي حين استوطن ابيات حسين ، ولم يعرض. كذلك بتفصيل أولاده الذين ظهروا له، أنجبهم من هذا الزواج ، وهل كان الجيلى واحدا منهم ؟
وليست هناك مصادر ترشدنا إلى جواب حاسم على هذه الأسئلة .
ولكن حيث سبق لنا استنتاج أن عبد الكريم الجيلي عربي من قبيلة ربيعة بن نزار ، من فرع والدته ، أي أن والدته عربية ، وهذا هو كل ما نعرفه عنها حاليا .
وربما أمكننا استنتاج أنها توفيت بعد ولادة عبد الكريم بزمن قليل ..
وهذا الاستنتاج مستخلص من نص لعبد الكريم تحدث فيه عن رؤيا رأى فيها امراة وصفها بأنها ربته صغيرا .
فيقول : « رأيت مرة في المنام ، وانا بصنعاء اليمن ، بتاريخ سنة خمس وثمانمائة ، امرأة كانت قد ربتني ، وأحسنت إلى في صغري ، وكانت قد ماتت ۰۰۰».
(شرح مشكلات الفتوحات ، مخط برلين برقم 2874 ، ق 32 و).
وهذا النص قد يسمح لنا - وقد لا يسمح - استنتاج أن والدة الجيلى ماتت وهو صغير ، بحيث قامت بتربيته امرأة اخرى .
وهذا هو كل ما لدينا من معلومات عن هذا الجانب .
ولا نعرف عن حياة الجيلي في أبيات حسين شيئا ؛ خاصة طفولته .
ولم يعتن هو بذكرها أو بالحديث عنها في مؤلفاته ، على غير ما اعتاد من ذكر كثير من البلدان التي زارها او مكث فيها .
ولكن إذا كان تاریخ ولادة الجيلى صحيحا حسبما ذكر في قصيدته العينية المشهورة ،وهو سنة 767 هـ .(القصيدة العينية ، ق ۱۷ ، مخط تيمور . تصوف برقم ۷۱).
فان هذا يعني أن والده قد تأهل بوالدته قبله بعام على الأقل .
وإذا كان تاريخ وفاة إبراهيم هو عام ۷۹۰? ، فإن عدد سنين استيطانه أبيات حسين هو على الأقل ، حوالي أربعة وعشرين عاما ، وهو رقم ليس بالهين ، ولا تستقيم معه عبارة الخزرجي السابقة من انه « : استوطن أبيات حسين في آخر عمره » ، إلا إذا افترضنا أن ابراهيم الجيلي كان من المعمرين ، أو أنه لا توجد صلة أبوة بينه وبين عبد الكريم :
وهناك أخيرا نص الحسين بن الأهدل اليمني ، وهو عالم يمنى معاصر للجيلى ، والوحيد الذي أشار للجيلي من بين معاصريه ، وذكره بالاسم ، وذلك حين يقول :
« ۰۰۰ عبد الكريم الجيلاني العجمي ، اجتمعت به ، قبل أن أعرف مذهبه ، بابيات حسين ، وبها توفي ، وهو مدفون في تربة الشيخ إبراهيم الجيلي ..".
( انظر : كشف الغطاء عن حقائق التوحيد : ق 184 ط).
فالأهدل لقب الجيلي بالعجمي ، ثم يذكر مكان دفنه ، دون إشارة بسيطة ، أو ما يفيد إدراكه ، إلى أن عبد الكريم هو ابن إبراهيم صاحب التربة المذكورة .
وهذا يضعنا في حيرة شديدة ، لأن هذا النص وان كان يفيدنا بمكان دفن الجيلي بدقة ، فإنه يشككنا في صلته بابراهيم ، بحيث يمكن أن يكونا شخصين غريبين عن بعضهما تماما .
وهذه المشكلة ستظل دون حسم إلى أن تظهر نصوص جديدة تغير من ذلك الموقف.
وحين يتحدث الجيلي عن أسرته في القصيدة العينية نراه يقدم لنا صورة غيبية ميتافيزيقية لا تفيدنا في مجال الحقائق التاريخية ، بل لعلها تثير مشاكل مذهبية عديدة ، ليس المقام مناسبا لمناقشتها ، أو حتى إيرادها .
وعلى كل حال ، فإن حديث الجيلي ، في قصيدته العينية ، عن والديه يتسم بطابع التبجيل والاحترام ، وذلك حين يصفهما بقوله « أبواي الأطهران » وحين يصف زواجهما بقوله « تجامعا بعقد حلال نعم ذاك التجامع ». ( انظر : القصيدة العينية ، مخط دار الكتب ، ق 51 ظ - 52 و.) ۰
وهذا هو كل ما نظفر به من حديث الجيلي في قصيدته عن والديه وأسرته من الناحية الواقعية والتاريخية ، ونحن في انتظار نصوص جديدة تسد هذا النقص ، ومن المؤكد أن نشر تراث الجيلي، وظهور مؤلفاته المفقودة ،سيفيدنا الكثير في هذا المجال.
نشأته :
ليس لدينا الكثير في هذا المجال كذلك. وكل ما لدينا لا يريد عن نصين أو ثلاثة :
أولهما : النص الذي سبق وأن أوردناه في الحديث عن أسرته ، وتتعلق برؤيا رآها الجيلي في نومه لامرأة ربته صغيرا ، واستتجنا منه ان الجيلي قد فقد أمه وهو صغير ، بحيث تولت تربيته امرأة أخرى ،
.. والنص الثاني : هو بعض أبيات قصيدته العينية التي وصف فيها أحواله من طفولته الى أن اكتمل فوقا وسلوكا ،.
وأصبح من أصحاب المقامات والسلوك، وهذا الجانب يعرضه الجيلي في صوره مقبولة نوعا ما ، وان كان ذلك لا يخلو من طابع التعميمات المبالغة والميتافيزيقية ، وهو يقول :
ومذ كنت طفلا فالمعالي تطلبني …… وتأنف نفسي كل ما هو واضع
ولی همة كانت وها هي لم تزل …… على أن لى فوق الطباق صوامع
وقد كنت جماحا الى كل هيئة .. الأبيات » (القصيدة العينية) ويعقب الشيخ عبد الغني النابلسي على هذه التعميمات بقوله :
« ... ذكر بمن أوصافه أنه من حين كان طفلا وهو يطلب المراتب العلية ، وتأنف نفسه من الأمور البنية الحسية .... الخ » (القصيدة العينية) .
والفكرة العامة التي يوحي بها النصان السابقان ، هو أن الجيلي منذ طفولته قد اتجه كلية صوب ميدان الحقائق والرقائق .
وتطلع بأنظاره إلى الوصول لأعلى المراتب الروحية ، وتجاهل عالم الماديات بكل ما فيه .
وفاته : مكانا ، وتاريخا :
وكما لم يكن هناك اتفاق بين الباحثين ، حول أصل الجيلي ، وموطنه ،فهناك كذلك اختلاف حول تاريخ وفاته ، ومكان دفنه:
وقد ذكر الأستاذ ماسينيون ما يفيد دفن الجيلي في بغداد .
فقال ما ترجمته : « نقرا على شاهد قبره ، ببغداد ، ما نصه فقط : ( سنة اثنين ۰۰۰. بعد الهجرة ... »(۱۸) .
وقد وثق الأستاذ بترت هذا الادعاء فقال ما ترجمته :
«...لقد استطعت أن أزور ضريح الجيلي في بغداد في ۱۳ أغسطس عام 1955 م غير أنه أصبح يستخدم للسكان ، وموقعه هو : شارع النعمان بجوار مسجد السلطان على شارع الرشید ۰۰۰ » (۱۹) .
ولكن نص الأهدل المشهور يثبت خطأ ذلك ، فيقول :
« ۰۰. وكان من أهلهم في ذلك البحر عبد الكريم الجيلاني العجمي اجتمعت به قبل أن أعرف مذهبه بأبيات حسين ، وبها توفي ، وهو مدفون في تربة الشيخ ابراهيم الجيلي ۰۰۰ » ( كشف الغطاء ، ق 184 ظ) .
فالجيلى إذن توفي ، ودفن بأبيات حسين باليمن ، وليس ببغداد العراق ، وهذا نص قاطع بصم هذه المشكلة للأبد .
أما تاريخ وفاته ، فليس لدينا نص قاطع به ، ولكننا اذا تمعنا في نص الأهدل السابق ، فإننا نلاحظ أن مضمونه يشير الى وفاة الجيلي قبل ان يكتب الأهدل كتابه هذا ، الذي أورد فيه النص السابق ، وهو ( كشف الغطاء) .
وهذا لا يمنع من أن يكون الجيلي توفي أثناء تحرير الأهدل الكتاب المذكور .
وإذا عرفنا أن آخر تاريخ ذكره الجيلي في كتبه هو سنة 805 هـ .(انظر : حقيقة الحقائق . ق 35 ظ - 36 و . وفيه ذكر لهذا التاريخ . مخط دار الكتب .).
وأن الأهدل فرغ من تحرير كتابه هذا في ثاني عشر ذي الحجة سنة 829 هـ . وأنه استغرق في كتابته حوالي عشر سنوات ،حسب ما يذكره هو بنفسه ( ?شف الغطاء ، ق 249 ظ ) .
فإن النتيجة المباشرة لذلك هو أن الجيلي يمكن أن يكون قد توفي ما بين سنة 805 هـ ، وبين سنة 829 هـ . على كل الأحوال ، وليس بعد سنة ۸۲۹. هـ .
بأي حال من الأحوال ، وهذا هو أقصى ما نستطيعه الى ان تظهر نصوص أخرى .
على أنه اذا كانت كل الدلائل تشير إلى أن الجيلي ولد ، ونشأ ، وتوفي في اليمن ، فإن هذا سبب كاف يدعونا إلى التوقف قليلا عند هذا البلد ، وهو بيئته وموطنه ، لنعرف خصائصه ودقائقه في عصر الجيلي ، وانعكاس ذلك على الجيلى نفسه . وهذا هو موضوع الفقرة التالية .
اليمن في عصر الجيلي
والحديث عن موطن الجيلي في عصره يشمل جوانب عدة :
الجانب الجغرافي ، و الجانب السياسي ، والجانب الاجتماعي والعلمي.
والجانب الديني والرومى والصوفي ، وهو آخر الجوانب في هذا المجال : الجانب الجغرافي :
واقرب الجغرافيين المعاصرين للجيلي هو ، بلا شك ، أبو العباس أحمد القلقشندي ، المتوفى سنة 821 هـ .. ومن ثم فهو مصدرنا الأساسي في جغرافية اليمن .
ويعتبر القلقشندي أن اليمن قطعة من شبه جزيرة العرب ، يحدها من الغرب : بحر القلزم ( البحر الأحمر ) .
ومن الشرق : حدود مكة ، حيث الموضع المعروف بطلحة الملك ، وما على سبب ذلك الى بحر فارس(۲۳) .
وقد تحدث القلقشندي بعد ذلك عن سبب تسمية هذا البلد باليمن ، وعن جوه ، وخصوبة ارضه ، بما هو معروف عنه ولا حاجة بنا إلى ذكره (24) . .
ويقسم القلقشندي اليمن الى قسمين رئيسيين :
القسم الأول - التهائم :
وهي المنخفض من البلاد ، وهي باردة الهواء ، طيبة المسكن : وتشتمل على عدة بلاد ، وقلاع ، وحصون حصينة ، بفضل البر ما بين بعضها عن بعض ، وبها قاعدتان ( أی عاصمتان ) :
۔ تعز : وهي مصيف صاحب اليمن ومقر ملوكهم . وهی حصن في الجبال ، مطل على التمائم ، وارض زبيد ، وفوقها منتزه يقال له مهلة ، قد ساق له صاحب اليمن المياه من الجبال التي فوقها ، وبنى فيها ابنية عظيمة ، في غاية الحسن ، وفي وسط بستان هناك (۲۰) .
ومع أهمية هذه المدينة ، فإننا لا نراها تتردد في كتب الجيلي ، وفي نصوصه ، وإن لم يخل الامر من اشارة اليها هنا أو هناك فی ?تب معاصریه .
أما القاعدة الأخرى فهي المهمة ، وهي التي تقابلنا كثيرا في كتب صوفية اليمن عموما ،وكتب الجيلي بصفة خاصة ،وهي:
زبيد : وهي مشتی صاحب اليمن ، بناها زياد بن أبيه ، في خلافة المأمون، ثم غلب عليها بنو الصليحي ، ثم صارت قاعدة بني رسول، وهم الحكام المعاصرون للجيلي ، وهي قصبة التهائم ، مبنية في مستوى من الأرض عن البحر على أقل من يوم ، وماؤها من الآبار ، وبها نخيل كثيرة ، وعليها سور به عدة أبواب (۲۹) .
ويتعرض المقدسي لذكر أهم الأبواب، التي فتحت في أسوارها ، فيحصيهم أربعة ، أهمهم بالنسبة لنا : باب سهام ، وهو ينفد الى الشمال ، إلى وادي ربع وسهام.. وترجع أهمية هذا الباب الى قربه من جبانة علماء وصوفية زبيد ومنهم شيوخ الجيلي في الطريق الصوفي (۲۷) .
إلى جانب أنه بدأ رحلاته ببلدة الأنفة من قرى الوادي سهام حيث قابل الشيخ المكدش وذكر ذلك في كتابه ( المناظر الالهية ) منظر البيت . وسنرى تفصيل ذلك بعد في موضعه .
وتشتهر زبيد كذلك بمساجدها الكثيرة التي بناها حكام اليمن وساداته على مر العصور ، مثل مسجد الأشاعر ومسجد معاذ في راس الوادي ، ومسجد أبي الغيث بن جميل ، ومسجد الشيخ الجبرتي ، وعشرات غيرها من المساجد (۲۸) .
وقد ورد اسم مسجد الجبرتي عديد المرات في مؤلفات الجيلي سواء في مجالس السماع الذي كانت تعقد فيه ، او في تأليف كتاب فيه (حقيقة الحقائق ، مخط دار الكتب .. ق 36 و . والكهف والرقيم ، ص 24 - 25 ) ، وغير ذلك .
وكذلك هناك العديد من المدارس الدينية ، والخانقاوات والزوايا الصوفية ، وهذا كله يعكس صورة النشاط المعماري والعلمي والديني الذي كان يسود زبيد في عصر الجيلي .
وهناك مدن أخرى في اليمن التهامي سوى القاعدتين السابقتين أهمها :
عدن ، وظفار ، وحلى ، والمهجم ،. و حصن الدملوة ، والشرجة ، وهي موطن المؤرخ اليمني المشهور صاحب ( طبقات الخواص ) ، وجبلة ، والجند ، وسيرين، ومرباط، وبلاد مهرة، والشخر .
وقد اشار الجيلي في كتابه الى بعض هذه المدن ، خاصة عدن .
القسم الثاني - من اليمن :
النجود : وهي ما ارتفع من الأرض ، وهي مقر . أئمة الزيدية .
وهي شديدة الحر، وقد انطوى فيها جزء من اليمن ، وإن كان ما بيد أولاد رسول هو الجزء الوافر الأعظم ..
فاليمن منقسم الى قسمين : سواحل ، وجبال .
والسواحل كلها لبنی رسول.
والجبال كلها او. غاليها للإشراف.
وهي أقل دخلا من السواحل ، لمدد البحر لتلك ، واتصال سبيلها عنه ، وانقطاع المدد عن هذه البلاد ، لانقطاع سبيلها من كل جهة ۰۰۰(۳۰) .
ويشتمل هذا القسم على قاعدة ، وعدة حصون ، وبلاد مخضبة :
فالقاعدة هي صنعاء : وهي مدينة من نجود اليمن .
وقد ذكرها الجيلي في الحد مؤلفاته ، حيث شاهد فيها رؤيا بخصوص المرأة التي ربته
صغيرا (۳۱) .
أما الحصون والبلاد فمنها : كحلان، ونجران ، وصعدة ، وخيوان ، وجرش ، ومأرب ، وحضرموت (۳۲) .
وتشتهر اليمن بريح الجنوب المنسوبة إليها ، وهي ريح تشتهر بصلتها بالسحاب : تجمعه ، و تؤلفه، وتسوقه ، وتلقح الأشجار .
وقد ورد في الحديث الشريف : أنها من ريح الجنة (۳۳) .
وقد أحب الجيلى اليمن ، وتجول بمعظم أرجائه في عصره ، وإن لم يذكر معظم هذه المدن في كتبه التي وصلتنا باستثناء زبيد التي ذكرها مرارا وتكرارا .
وعلاوة على ذلك ، فقد أظهر الجيلي تعلقة بطبيعة اليمن ورياحها ،بحيث نراه ينشد شعرا فيقول:
وأهوى نسيم الريح هب يمانيا ….. وان هب من شام فاني على الود
وفي تعقيبه ، هو بنفسه ، على هذا البيت ، يفسر الريح اليماني بالخير ، او النفحات الرحمانية ، بينما يفسر ريح الشام بغير ذلك ، أو بالشفر(34).
إلى جانب كثرة : تكرارها و إيراده للحديث المشهور ( إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن ) .
وهذا كله يدلنا على شغف الجيلى باليمن الأمر الذي يؤكد من جديد أنه مسقط رأسه ، وموطنه .
وهذا ينقلنا إلى الجانب الثاني:
الجانب السياسي :
لن نطيل في هذا الجانب ، خاصة وأن الجيلي لم يعرض له إلا بطريق غير مباشر ، من خلال صلات اليمن بغيره من البلاد ، في سفرات قصيرة عابرة ، وان كانت لها أهميتها .
على حين أن إبراهيم الجيلي - ابوه ؟
- كان يعمل في خدمة حكام اليمن في ذلك الوقت .
كانت اليمن في عصر الجيلي تخضع لحكم بنی رسول أو الرسوليين ( ۳۵ ) .
وقد أورد المستشرق زامباور ثبتا بأسماء ملوك اليمن من بنی رسول وتاريخ توليهم الملك .
سنقتصر على ذكر من عاصرهم الجيلي ووالده إبراهيم ، وهم :
- الملك المجاهد سيف الدين على بن داوود ... ذو الحجة سبلة 721 هـ .
- الملك الأفضل ضرغام الدين العباسی بن علی ۰۰۰ جمادى الأخيرة سنة 764 هـ.
- الملك الأشرف ممهد الدين إسماعيل ( الأول ) بن العباس رمضان سنة 778 هـ.
- الملك الناصر صلاح الدين احمد بن اسماعيل .. ربيع الثاني سنة 803 هـ .
- الملك المنصور عبد الله بن أحمد ۰۰۰ جمادى الأولى سنة 827 هـ .
- الملك الأشرف إسماعيل ( الثاني ) بن احمد ... جمادى الأولى سنة 830 هـ .
وكانت لليمن علاقات متصلة بمصر، كما ذكر القلقشندي (۳۷) واستفاد الجيلي من ذلك ، فقد كان في القاهرة في سلخ رجب من سنة 803 هـ .
وفيها انتهى من تأليف كتابه الهام ( غنية أرباب السماع ) (۳۸) . كما أشار الخزرجي كذلك .
الى علاقات اليمن الطيبة بالهند ، وحكامها المسلمين (۳۹) .
ومن هنا ، لم يكن غريبا أن نری الجيلي في الهند سنة 790 هـ ، وهو يقص علينا مشاهداته ، وانطباعاته المثيرة عما رآه هناك في عدة من كتبه (40) .
وفي عصر الجيلي كان سلاطين اليمن الرسوليين في حرب ومعارك شبه دائمة مع الأشراف الزيديين ، وهم - كما قلنا - يسيطرون على الأجزاء المرتفعة من اليمن او النجود .
كذلك شغل السلاطين بقمع الفتن والثورات المحلية التي كانت تقوم ، بين الحين والآخر ، في الجهات التي خضعت لحكمهم ، ولا يعنينا تفصيل هذه الجوانب ، بقدر ما يعنينا ذكر أن إبراهيم الجيلي -والد الجيلي- وقد كان سفلوتا من سفاليت السلطان.
ای جنديا بسيطا ، فمن المؤكد أنه اشترك في هذه المعارك ، وقمع الفتن .
كذلك كان الجبرتي - شيخ الجيلي - مشاركة ، بطريقة ما ، في احد المعارك التي دارت بين احد أئمة الزيدية وبين السلطان الرسولي في ذلك الوقت (41) .
أما الجيلي فلم يزد مشاركته في هذا الجانب السياسى ، عن استفادته بطريق غير مباشر ، من حسن العلاقات ، بالسفر لبعض البلاد خ ارج اليمن ، وهذا كل ما لدينا في هذا الجانب .
الجانب الاجتماعي والعلمي :
وصف الرحالة المغربي ابن بطوطة في رحلته الى اليمن ، في القرن الثامن الهجري ، وكان مارا بها سنة 731 هـ ، ما شاهده في المجتمع اليمني ، والمدن اليمنية ، ثم زار زبيد ، وتحدث عن طباع اهلها ، والعلاقات الاجتماعية بينهم ، ومراتبهم ، واحتفالاتهم ، وأسلوب معاملتهم للغرباء ، وجمال نسائهم ، وحسن عشرتهن لأزواجهن - بما يعطي انطباعا طيبا عن كل ما ذكره (انظر : ابن بطوطة : تحفة النظار ، ج ۱، ص ۱۰۹ - ۱۰۷ ) .
ثم تحدث عن مقابلته لبعض علماء زبيد وفقهائها ، وأثنى على صلاحهم وحسن دينهم وأمانتهم وم?ارم أخلاقهم ، ثم وصف حديثهم عن كرامة للصوفي اليمني الكبير احمد بن العجيل مع بعض فقهاء الزيدية ، الذين ينكرون عقيدة القدر ، ويرون أن المكلف يخلق افعاله .
فجعلتهم هذه الكرامة يقتنعون ببطلان عقيدتهم ، ويعودون الى الحق (۶۳) .
وانتقل ابن بطوطة الى تعز ، لمقابلة السلطان ، فوصف أهل تعز وتحدث عن فظاظتهم وتكبرهم وتجبرهم ، وذكر أن ذلك حال البلاد التي يسكنها الملوك .
ثم تحدث عن احيائها السكنية، ثم تحدث عن البلاط السلطاني ، ونظامه ، وترتيبه ، وبروتوكول الحضرة السلطانية ، وما في ذلك من شكليات ورسميات (44) . ويفصل القلقشندي أرباب الوظائف والرتب في اليمن في عصره ، ولكنه يبدو متحاملا بعض الشيء في اتهامه لسلطان اليمن بالتشبه « بالديار المصرية »، وفي اتهامه له بامتناعه عن مقابلة ولاة الأمور ببابه ، وولاة المظالم ، بل يكتفي بالتأشير بخطه على رقعة بها ترفع إليه (45) ...
ومهما يكن من أمر فان ابراهيم الجيلي - والد عبد الكريم -. عاش في جو البلاط السلطاني هذا ، وانتهى به الأمر إلى أن رفض كل ما ينكره به ، واختار حياة الزهد والتصوف ، وغادر زبيد الى أبيات حسين ، حيث تأهل ، وظهر له اولاد ، وتوفي هنالك.
وحين بدأ عبد الكريم الجيلى ان يصور مرتبة الأنبياء والأولياء من محمد صلى الله عليه وسلم ، لم يتردد في اختيار مصطلحات وظائف البلاط السلطاني .
وذلك حين يقول : « ... فالأنبياء والرسل ، صلوات الله وسلامه عليهم ، كانوا لمحمد ، صلى الله عليه وسلم ، كالحجاب ، لمزورهم قبله في العالم الدنياوی ، كما، يمر الحاجب قبل الملك .
والأولياء المحمديون ، رضوان الله عليهم ، هم لمحمد ، صلى الله عليه وسلم ، كالخدم والخواص ، الذين يكونون حول الملك ، على خزائنه ، ومراتبه ۰۰۰.» (سر النور المتمكن ، مخط برلين برقم 3024) . .
وكذلك حين اشار في المنظر الثاني ( منظر المراقبة ) من كتابنا الحالي إلى ملك الروم بين عسا?ره وحشمه .
ولا يمكن أن يكون عبد الكريم قد اختار هذه المصطلحات دون علم بدقائق أعمال أصحابها .
وإنما هو يعرف حدود عمل كل من الحاجب والخادم ، والعساكر والحشم ، وهكذا ؛ وهذه الامور تتطلب الاتصال بمن له دراية بها ، وهذا ، من جديد ، يؤكد الصلة الاسرية بين عبد الكريم وبين ابراهيم والده . .
أما الجانب العلمي ، فقد كان اليمن عموما ، وزبيد بصفة خاصة ، يعيش حياة علمية مزدهرة ، قبل وإبان عصر الجيلي ، في جميع فروع العلم والمعارف الإسلامية والعربية ، ولا يستثنى من ذلك علم التصوف والحقائق .
وكثر العلماء والفقهاء بها ، سواء من ابنائها الخلص ، أو من الوافدين عليها . وشجع ملوك بني رسول العلم والعلماء ، بل كان منهم من شارك بنفسه في حركة التأليف والكتابة : كالملك المؤيد هزبر الدين داود بن يوسف الرسولي ، الذي كانت خزانته تشتمل على مائة ألف مجلد ، وكان على صلة دائمة طيبة بالشيخ تقي الدين بن دقيق العيد (47) .
وذكر السخاوي ، وكذلك بروكلمان ، عن الملك الأشرف اسماعیل بن العباس ، أنه اشتغل بالعلم وصنف العديد من الكتب (48) .
وذكر بروكلمان كذلك أن الملك الأفضل عباس بن الملك المجاهد ، وهو ابو الملك الأشرف السابق ، قد ألف عدة كتب في الأنساب ، والمناقب اليمنية ، والتاريخ (الخزرجي : العقود ، ج 2، ص 188 .) .
وأشار الخزرجي الى تشجيع ملوك اليمن واكرامهم للعلماء سواء من ابناء اليمن ، كما فعل من تكريم للقاضي محمد بن عبد الله الريمي على تصنيفه ( التفقيه في شرح التنبيه ) (الخزرجي : العقود ).
أو من العلماء الزائرين كالفيروز آبادی ، عالم اللغة المشهور ، حين قدومه إلى اليمن ، وحين فراغه من تصنيفه ( الاصعاد ) (الخزرجي : العقود ، ج ۲، ص 264 , 297) .
أما عدد علماء اليمن ، فهم كثيرون كثرة جمة ، يستحيل حصرها ، في جميع فروع العلم ، ويكفينا أن تقول أن معظم مؤلفات المؤرخين اليمنيين في عصر الجيلى ليست ، في غالبها ، إلا ثبتا سرديا بأسماء علماء اليمن ، وترجمة حياتهم ، وأعمالهم ، وتاريخ وفاتهم ۰۰۰. وهكذا .
ويبرز من بين كتب هؤلاء المؤرخين ، أشهر كتابين للمؤرخ اليمنی الخزرجي ، وهما: ( العقود اللؤلؤية ) ، و ( أعلام الزمن ).
ثم تاريخ الجندي ( السلوك )، وغيرهما الكثير لمؤرخين وكتاب آخرین .
واذا اضفنا الى ذلك ، ما ذكرناه عن كثرة المدارس والمساجد ، والزوايا والخوانق - لاكتملت الصورة للجو العلمي في اليمن في عصر الجیلی.
وقد أشار الجيلى الى العديد من الفقهاء ، وان كان ذكره لهم باعتبارهم صوفية ، وسنرى تفصيل ذلك بعد . .
ومع ذلك ، فقد كان هناك تيار آخر ، يضاد هذا التيار العلمي ، يستشري بين أهل اليمن بجميع طبقاتهم ، الا وهو : تيار الخرافات والخزعبلات .
ولا يمكن أن يكون ذلك نتاجا لعقلية علمية ، أو بتأثير من التيارات العلمية التي ازدهرت في ذلك العصر .
وانما الأدعي الى القبول أن يكون ذلك وليد تراث بدائي من العصور الأولى نمته التيارات الصوفية العديدة في اليمن ، في ذلك الوقت ، خاصة تبار مدرسة ابن عربی ، بغيبياته ، وتصوراته الخطيرة ، حتى وإن كان ذلك بطريق غير مباشر . وكتب المؤرخين اليمنيين تفيض بقصص الجان ، ومشاركتهم للانس في كثير من الأحداث اليومية : ولقد أورد الخزرجي قصة مؤداها ان السلطان وجنوده كانوا محصورين في الحصن من قبل بعض الأعداء.
وذات يوم برز للسلطان من جدار الحصن غلام احتضنه وطار به الى مكان آخر في الحصن .
وما أن فعل ذلك حتى سقط على المكان الذي كان يقف فيه السلطان حجرا كبيرا من حجارة المنجنيق !
ولما سأله السلطان عن هويته ، اخبره انه ابنه من فلانة ، ولكن الجن كان قد اختطفه من بطن أمه قبل ولادته وقدم له يد المساعدة في الحرب الى أن انتصر السلطان .!
والغريب أن الخزرجی يذكر القصة كما لو كانت حقيقية وصادقة ، وهذا غريب.!
ويحكي المؤرخ الجندي قصة فقيه يمني كان يحضر دروسه جنی فمر بهم صائد احناش ، فرجا الجنى الشيخ أن يأمره بمسكه عندما يتحول الى حنش .
وعندما تحول الجني وأمسكه الرجل ، رجا الشيخ وتلاميذه الصائد ، فترك لهم الحنش ، وغاب الجنى ، وظهر بعد خمسة عشر يوما وقد احترق جسده ، وحكي تجربته ... وهي شيء غريب .
ومبعث الغرابة هنا أن الجندي المؤرخ يحكي القصة نقلا عن فقيه عالم ، وليس عن واحد من العوام ، وهذا يعني توثيق القصة ، ومن ثم توثيق الإيمان بالخرافات في البيئة اليمنية في عصر الجيلي .
ويقص الخزرجي قصة أخرى عن فقيه آخر اختطفه الجن الى مملكته لمحاكمته على قتله واحدا منهم كان يتخفى في صورة « حنش » ، وذكر وقائع المحاكمة ، وتفاصيلها العجيبة ، واخيرا صدر حكم البراءة ، فعاد الى البشر ليحكي قصته . ويذكر الخزرجي أن الملك المظفر لما سمع قصة الفقيه ، سأل عنه ، فأخبروه أنه فقير ، ای صوفی ، فاثنى عليه ، وحمد الله أن جعل مثل هذا في بلاده !.
و تعقيب الملك الأشرف يعني ان الايمان بهذه الخرافات ليس قاصرا على العامة ، وإنما يمتد كذلك الى الملوك وسلاطين اليمن .
ومن هنا لم يكن غريبا أن نرى الجيلى ، وهو يشارك في هذا المجال بنصيب وافر ، فقد ذكر الجن ، مؤمنهم ، وكافرهم ، وصنف انواعهم ، وفصل كل نوع في نصوص طويلة للغاية ، يخرجنا إيرادها عن مجال البحث الأصلي ، و نكتفي بالاحالة على مصدرها وموضعها ( الانسان الكامل ، ج ۲، ص ۱۰۹ ، ۱۱۰ ، ۱۱۱) .
وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على تفاعل الجيلى و تأثره ببيئته وموطنه ، وليس هذا هو الجانب الوحيد من جوانب تعلق أهل اليمن بالخرافات والترهات .
فهناك الكثير ، والكثير جدا من القصص التي تشير الى أعمال غير طبيعية وغير منطقية ، فهى تجاوزات واضحة في الملوك والفكر ، صدر معظمها من صوفية ، وعدها أهل اليمن من باب الكرامات والعنايات ، وسنرى تفصيل ذلك في الجانب التالي والأخير .
الجانب الديني والروحي والصوفي :
منذ مطالع عصر الوحي ، وأهل اليمن يشتهرون بحميتهم الدينية ، وشدة ايمانهم ، ورقة قلوبهم وأفئدتهم ، وقد ورد في صحيح مسلم عن الرسول عنه أنه قال : ( جاء اهل اليمن ، هم أرق افئدة ، الايمان يمان ، والفقه يمان ، والحكمة يمانية ) (صحيح مسلم بشرح النووي) .
وقد وصف الرحالة الأندلسي ابن جبير الحجاج اليمنيين أثناء أدائهم المناسك ، في رحلته للحج ، في نهاية القرن السادس الهجري ، وصفا مشوقا مبينا صدقهم ، وإخلاصهم ، وحرارة إيمانهم : فهم يطوفون وقد تشابكت ايديهم ، بعضهم البعض الآخر ، بحيث اذا وقع واحد منهم ، وقع الباقون معه ! ... الخ .
وهذه الروح الفطرية جعلت من اليمن تربة صالحة للتصوف ، وانتشرت الطرق الصوفية في ربوع اليمن ، كما ذاع صيت الكثير من الشخصيات الصوفية اليمنية ، وان كان غالب تراثهم جملا شفاهية .
والقليل منه كتب مدونة ، لم يصلنا غالبها كذلك ، وهذا يعني انهم كانوا يهتمون بالسلوك ، اولا وقبل كل شيء ، ولا يعنيهم ، في كثير أو قليل ، تدوین قواعد هذا السلوك ، بالاضافة الى أن الكثيرين منهم كانوا أميين ، لا يقرأون ولا يكتبون ، وهذا بالطبع سينعكس على الكم الضخم من الأساطير التي راجت عنهم ، واشتهروا بها .
ومن الطرق التي كانت موجودة في اليمن :
القادرية : نسبة الى عبد القادر الجيلاني ، وقد أشار الجيلى الى مقامه ورتبته في كتابه الحالي ( المناظر ) في حديثه عن ( منظر الخلع ومنظر خلع العذار ) .
ومن شعبها :
(أ) الزيلعية ، نسبة إلى الشيخ أحمد بن عمر الزيلعي .
(ب) طريقة ابن عجيل الزوالي اليمني ، المتوفی 690 هـ ، ( ج ).
(ج) الغيثية ، نسبة إلى الشيخ أبي الغيث بن جميل . وقد أشار له الجيلي ، وبين مرتبته وقدره الروحى في الكتاب الحالي ( منظر خلع العذار ).
( د ) الأهلية ، نسبة الى الشيخ أبي الحسن علي بن عمر الأهدل الحسيني .
( هـ ) البجلية ، نسبة الى الشيخ محمد بن حسين البجلي .
( و ) الطواشية ، نسبة الى نور الدين علي بن عبد الله الطواشي .
(ز) الحكمية ، نسبة إلى محمد بن أبي بكر الحكمي .
(ح) النهارية ، نسبة إلى عمر بن موسى النهاري الحسيني . . وغير ذلك من الطرق ، من غير طريق القادرية. (انظر : اليافعي : مرآة الجنان ، ج 3 ، ص 355 ومواضع اخرى كثيرة . البهاء الجندي : السلوك ، ج 2، ص 71) .
وهناك شخصيات أخرى صوفية يمنية لها ثقلها في تحديد الاطار العام للتصوف في اليمن على مشارف عصر الجيلي .
من أشهرها : أبو الذبيح اسماعيل بن محمد بن إسماعيل ، المشهور بالحضرمي. ، وغيره الكثير ، وكراماتهم امتلأت بها مصادر التاريخ اليمنی.
( انظر : اليافعی ، مرآة الجنان ، ج ۳ ص ۳۵۵. ومواضع اخرى كثيرة ، البهاء الجندي : السلوك ، ج ۲، ص ۷۱).
ومن الظواهر البارزة في تصوف مطلع عصر الجيلى :
انتشار ظاهرة ( السماع الصوفي ) ومجالسه وحلقاته ، بمظاهره العديدة من الجذب والوجد والحركة البدنية العنيفة ، وهو من أهم عناصر مذهب الجيلى ، وأساس تشقيقاته ، وتخريجاته ، وتأويلاته الروحية والفكرية. ( انظر : دراستنا ( عبد الكريم الجيلي ومكانته في الفكر الإسلامي الصوفي ) ج ۲، الفصل الأول ( السماع ) .) .
وقد أشار في كتبه الى العديد من مجالس السماع التي كانت تعقد في مسجد شيخه الجبرتي ، ومنزل العديد من اخوانه ، كالرداد وغيره من أصحابه ..
ومن الانصاف ان نذكر انه كان هناك من الصوفية اليمنيين من رفضوا هذه الرياضة الروحية ، منهم : أبو الغيث بن جميل ، والحسين السودي ، وأبو الحسن على التباعی ، وغيرهم كثيرون .(اليافعی : روض الرياحين ، ص ۲۷۸ .. الخزرجي :العقود ، ج ۱، ص ۳۱۹ .الجندي :السلوك ،ج ۲، ص ۱۲۹ - ۱۳۰).
ومن هذه الظواهر كذلك ، ظاهرة الرؤى والمنامات الكشفية ، وقد حفلت بها كذلك المصادر اليمنية ، بحيث يعجز الباحث عن اختيار مثال يخصه بالذكر ، دون سواه ، وقد شارك الجيلى بنصيب وافر في هذا المجال ، وامتلأت مؤلفاته بالعديد من الرؤى والأحلام ذات المغزى .
وقد أشرنا إلى إحداها في فقرة ( أسرته ) حين رأى في نومه المراة التي كانت تربيه صغيرا .
ومن هذه الظواهر كذلك شيوع تراث التصوف الجذبي و الشطحي ، ?تراث الحلاج ، وأبي يزيد البسطامي ، والشبلي ، وعين القضاة الهمذاني ، وغيرهم من الشطاح . الى جانب تراث التصوف السني المعتدل ، ولكن الغلبة كانت للتراث الجذبي ، وهو المناسب لطبيعة البيئة اليمنية .
وهذا واضح تماما في مؤلفات الجيلي عموما ، وفي كتابه ( المناظر ) بصفة خاصة ، ومن كم نقوله العديدة وكيفها .
وفي عصر الجيلي سيطرت أفكار ابن عربي ومدرسته الصوفية الفلسفية .
ولكن هذه الأفكار اختلطت بالتيارات الأسطورية والخرافية لليمنيين ، فابتعدت كثيرا عن رصانة طابع فكر ابن عربي الذي يكاد أن يكون فلسفيا .
واقتربت كثيرا من طابع التصوف اليمني الذي يتميز بالتلقائية والانطلاق بلا ضوابط من أي نوع ، وفي كل الاتجاهات .
وكان أبرز مشايخ هذا الاتجاه في عصر الجيلي هو الشيخ إسماعيل الجبرتي وتلاميذه العديدون : ومن بينهم عبد الكريم الجيلي ، مؤلف (( المناظر الالهية ) ، وأبو بكر الزداد ، وقد ذكره الجبلي في كتبه ، ومنها ( المناظر ) .
وأبو بكر الحكاك ، الشاعر الصوفي اليمنى ، وقد ذكره الجيلى كذلك في (المناظر): ( منظر الحضائر ) .
و أحمد الحبايبی ، وغيرهم الكثير .
وقد كان لهؤلاء الصوفية تجاوزات سلوكية وعقدية عديدة ، وسنرى نماذج لبعضها لدى الجيلي في كتابه الحالي.
استفزت مشاعر الفقهاء وعلماء السنة العقدين المعاصرين : كالحسين بن الأهدل ، صاحب ( كشف الغطاء عن حقائق التوحيد والعقائد ) والمتوفى سنة 855 هـ ، واحمد بن أبي بكر الناشري ، المتوفى سنة 845 هـ .
وإسماعيل بن أبي ب?ر المقرى ، المتوفى سنة 897 هـ .
ثم أبي بكر الخياط ، المتوفى سنة 839 هـ .
واستعرت الحرب الفكرية بين الجانبين ، واستمرت الملاحاة بينهما مدة طويلة ، وقام الفقهاء الكلاميون بالتشهير بالجبرتي وتلاميذه ، واتباع مدرسة ابن عربی عموما .
وقد حفظ لنا الأهدل في كتابه السابق ، وقائع كثيرة من هذه الحرب الضروس ، وكذلك ابن حجر ، وتلميذه السخاوى ، وغيرهم .
وأهم أوجه النقد التي وجهوها للصوفية هي :
السماع ، والقول بالحلول والاتحاد (انظر : كشف الغطاء ، مواضع عديدة ، وابن حجر : المعجم المفهرس ، مخط، ص ۳۹۲ ، أنباء الغمر ، ج ۲، ص ۵۲۰ ، السخاوي : الضوء اللامع، ج۱، ص ۲۵۷ - ۲۰۸ ، عبد الغني النابلسي : الرد المتين ، مخط، في 44. وانظر أخيرا : دراستنا عن الجيلى السابقة ، ج۱، معاصروه ، ومواضع اخرى . ) .
وإيراد تفاصيل هذه المعارك هنا يخرج هذه الدراسة عن غايتها ، فليرجع القارئ للمصادر التي ذكرناها في الحاشية .
ومهما يكن من أمر ، فقد نال الجيلى نصيبه من هذه المعارك الدامية ، إذ أن الأهدل خصه بالذكر ، في نص رهيب مفزع ، رغم انه افادنا كثيرا في جلاء نقاط كثيرة في ترجمة حياة الجيلي ، ويقول الأهدل : « ... وكان من أهلكهم في ذلك البحر : عبد الكريم الجيلاني العجمي ، اجتمعت به قبل أن أعرف مذهبه بأبيات حسين ، وبها توفي ، وهو مدفون في تربة الشيخ إبراهيم الجيلي ، ح?ی لی عنه فقيه صادق متقن انه صحبه في بعض أسفاره ، فسمع منه الثناء العظيم على ابن عربی ، وعلومه ، وكتبه ، وسمع منه التصريح بربوبية كل من يلقاه في الطريق من إنسان ، او طائر ، أو شجر :.. » ( ?شف الغطاء : ق ۱۸ ط .) .
ومن الواضح أن الجيلى حين قابل الأهدل داراه واخفي عنه حقيقة حاله ، ونجح في ذلك ، إلى أن تمكن من معرفة مذهبه عن طريق شخص آخر صحب الجيلي في بعض أسفاره ، ولازمه مدة تمكن فيها من معرفة حقيقة مذهبه ، وهو شيء رهيب .
وقد أظهر الجيلى ردود فعل كثيرة ، في العديد من مؤلفاته ، الموقف هؤلاء الفقهاء والعلماء المناوئين لتيار صوفية مدرسة ابن عربی في اليمن :
مثل تكراره نفي ادعاء الحلول او الاتحاد عن نفسه ، أو عن كتبه ومؤلفاته ، وقد فعل ذلك في كثير من كتبه عموما .
وكتابه الحالی ( المناظر الالهية ) خصوصا ، في خطبة الكتاب ، وفي ثنايا العديد من المناظر ، وسنرى تفصيل ذلك في الفقرة الخاصة بتحليل الكتاب ودراسته به
وفي منظر ( الإيمان ) يبين خشيته من علماء عصره ، فيمسك عن ذكر ما كان بصدد ذكره ، وهو يقول : « ... وكنت قد سطرت كلمات في هذا المنظر ، من قبيل ما يجده صاحب هذا المنظر ، وأسندته على حسب ما فتح الله به على ، فيما بيني وبينه تعالى .
فوجدت هذا لا يكاد العقل يقبله ، وربما علمت به نزاعا من بعض علمائنا في ذلك : فاستخرت الله تعالى ، وعزمت على ذلك ، وعلمت أن الله تعالى لم يكتم ذلك ، الا غيرة عليه ممن ليس من أهله ... ».
ورغم ذلك ، فقد أورد الجيلي في مناظره ما لا يصدقه عقل ، وما لا يقبله منطق ، ومن المؤكد أن علماء اليمن لو كانوا قد قرأوا كتب الجيلي عموما ، و كتابه (المناظر) بصفة خاصة لاشتدوا في موقفهم منه عن الأهدل .
وعلى كل ، فإن هذا تراثنا ، بقضه وقضيضه ، ونحن مطالبون بمعرفته ، بايجابياته وسلبياته ، فهو تراث الأجداد .
وهذا القدر يكفينا لكي ننتقل لدراسة شيوخ الجیلی …
شيوخ الشيخ الجيلي
ترجمة حياة العارف بالله الشيخ عبد الكريم الجيلي من كتاب المناظر الإلهية تحقيق د. نجاح الغنيمي :: تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق

» مقدمة المحقق كتاب المناظر الإلهية للشيخ عبد الكريم الجيلي د. نجاح الغنيمي
» مقدمة كتاب المناظر الإلهية العارف بالله الشيخ عبد الكريم الجيلي
» فهرس المناظر الإلهية كتاب المناظر الإلهية بترتيب العارف بالله عبد الكريم الجيلي
» المنظر الرابع منظر الشهود كتاب المناظر الإلهية العارف بالله عبد الكريم الجيلي
» المنظر الثانى عشر منظر البقاء كتاب المناظر الإلهية العارف بالله عبد الكريم الجيلي
» مقدمة كتاب المناظر الإلهية العارف بالله الشيخ عبد الكريم الجيلي
» فهرس المناظر الإلهية كتاب المناظر الإلهية بترتيب العارف بالله عبد الكريم الجيلي
» المنظر الرابع منظر الشهود كتاب المناظر الإلهية العارف بالله عبد الكريم الجيلي
» المنظر الثانى عشر منظر البقاء كتاب المناظر الإلهية العارف بالله عبد الكريم الجيلي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» مقدمة المصنف كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه
» مقدّمة التّحقيق و ترجمة المؤلّف كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه
» مقدمة كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني رضي الله عنه
» فهرس بشرح المصطلحات الصوفية عند الشيخ ابن عطاء اللّه السكندري كما وردت في الحكم لمؤلف اللطائف الإلهية
» مكاتبات للشّيخ تاج الدّين أحمد بن محمّد بن عبد الكريم ابن عطاء اللّه السّكندري المتوفى 709 هـ إلى بعض إخوانه ومريديه
» المناجاة الإلهيّة للشّيخ تاج الدّين أبي الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الكريم ابن عطاء اللّه السّكندري المتوفى 709 هـ
» الحكم العطائيّة الصغرى للشّيخ تاج الدّين أبى الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الكريم ابن عطاء اللّه السّكندري المتوفى 709 هـ
» الحكم العطائيّة الكبرى للشّيخ تاج الدّين أبى الفضل أحمد بن محمّد بن عبد الكريم ابن عطاء اللّه السّكندري المتوفى 709 هـ
» الحكم العطائية من 21 الى 30 كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» الحكم العطائية من 11 الى 20 كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» الحكم العطائية من 01 الى 10 كتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» المقدمة لكتاب اللطائف الإلهية في شرح مختارات من الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري شرح د. عاصم إبراهيم الكيالي
» فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» فهرس موضوعات القرآن موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2313 إلى 2413 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2351 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2282 إلى 2312 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2265 إلى 2281 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2249 إلى 2264 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات ثانيا الإسلام الاقتصادي من 2211 إلى 2248 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن عشر المعاملات أولا الإسلام السياسي من 2168 إلى 2210 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر الثالث عشر الحجّ والعمرة من 2084 إلى 2167 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب ثانيا الطعام والشراب من 2049 إلى 2083 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر اثنى عشر الصيام والفطر والطعام والشراب أولا الصيام والفطر من 2002 إلى 2048 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات الحادي عشر الذكر والتسبيح والدعاء من 1961 إلى 2001 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات عاشرا السجود والمساجد والقبلة من 1921 إلى 1960 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات تاسعا صلاة الجمعة من 1903 إلى 1920 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات ثامنا الصلاة من 1826 إلى 1902 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع عشر العبادات أولا الوضوء والاغتسال من 1794 إلى 1825 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني "53" المجلس الثالث والخمسون من عبد الله بجهل كان ما يفسد أكثر مما يصلح
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سابعا العدّة من 1782 إلى 1793 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي سادسا الطلاق من 1744 إلى 1781 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي خامسا الأسرة من 1739 إلى 1743 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي رابعا الأولاد من 1734 إلى 1738 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثالثا الحمل والولادة والرضاع والفطام والحضانة من 1722 إلى 1733 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1681 إلى 1721 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1651 إلى 1680 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي ثانيا النكاح والزواج في القرآن من 1623 إلى 1650 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس عشر الإسلام الاجتماعي أولا المرأة في الإسلام من 1598 إلى 1622 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس عشر الإسلام والحرب من 1547 إلى 1597 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس عشر الإسلام و الحرب من 1519 إلى 1546 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1505 إلى 1518 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن ثانيا الأدب والأخلاق من 1480 إلى 1504 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع عشر القرآن والفنون والصنائع والآداب والأخلاق من 1462 إلى 1479 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1436 إلى 1461 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم ثانيا علم النفس في القرآن من 1419 إلى 1435 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1396 إلى 1418 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1375 إلى 1395 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث عشر القرآن والعلم أولا العلم في القرآن من 1343 إلى 1374 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1312 إلى 1342 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثاني عشر عن الساعة والقيامة والجنة والنار والموت من 1179 إلى 1311 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1146 إلى 1278 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1121 إلى 1245 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الحادي عشر مصطلحات من القرآن من 1190 إلى 1220 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1152 إلى 1189 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1130 إلى 1151 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب العاشر النّسخ في القرآن من 1126 إلى 1129 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1076 إلى 1125 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1059 إلى 1075 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1045 إلى 1058 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1035 إلى 1044 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1026 إلى 1034 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1018 إلى 1025 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1015 إلى 1017 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب التاسع في أسباب نزول آيات القرآن من 1013 إلى 1014 موسوعة القرآن العظيم الجزء الثاني د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 981 الى 1011 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 961 الى 980 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثامن أمثال وحكم القرآن من 948 الى 960 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 941 الى 947 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 911 الى 940 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 881 الى 910 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 851 الى 880 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 831 الى 850 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 801 الى 830 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 771 الى 800 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 741 الى 770 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 721 الى 740 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السابع القصص في القرآن من 697 الى 720 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 681 الى 696 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 661 الى 680 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 641 الى 660 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 621 الى 640 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 611 الى 620 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 601 الى 610 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 591 الى 600 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب السادس موجز سور القرآن من 582 الى 590 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 541 الى 560 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 527 الى 540 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 511 الى 526 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 491 الى 510 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 471 الى 490 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 451 الى 470 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الرابع الإسرائيليات والشبهات والإشكالات من 431 الى 450 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 421 الى 430 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام ثانيا الإسلام في القرآن من 408 الى 420 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 381 الى 407 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني
» الباب الثالث الإيمان والإسلام أولا الإيمان في القرآن من 361 الى 380 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني