اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

اذهب الى الأسفل

30122023

مُساهمة 

الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى Empty الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى




الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

الفتوحات الإلهية فى شرح المباحث الأصلية للشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

5 - ما يلزمهم من الآداب عند الاجتماع.
وللطريق ظاهر وباطن ..... تعرف منه صحة البواطن
قلت: المراد بالطريق هو طريق السلوك إلى ملك الملوك, وهي طريق الصوفية, ولها ظاهر وباطن, فظاهرها ما يتعلق بإصلاح الجوارح الظاهرة, وباطنها ما يتعلق بإصلاح العوالم الباطنية.
واخبر أن استقامة الظاهر دليل تعرف منه استقامة البواطن, وعبر عن الاستقامة بالصحة, فصحة الظاهر عنوان صحة الباطن.
قال ابن عطاء الله في الحكم: حسن الأعمال نتائج حسن الأحوال, وحسن الأحوال من التحقق بمقامات الإنزال.
وقال أيضا: ما استودع في غيب السرائر ظهر في شهادة الظواهر, إلا أن ما تعلق بإصلاح الظواهر يسمى شريعة وما تعلق بإصلاح البواطن يسمى طريقه, ثم حقيقة.
ثم بين ما يختص بالظاهر وما يختص بالباطن فقال:
ظاهره الآداب والأخلاق ..... مع كل خلق ما له خلاق
باطنه منازل الأحوال ..... مع المقامات لذي الجلال
قلت: لما أخبر أن الطريق لها ظاهر, وهو ما يظهر على الجوارح من الآداب المرضية والأخلاق السنية والأعمال الزكية ولها باطن, وهو: ما يكمن في القلوب من الواردات الإلهية والأحوال الربانية والمقامات اليقينية والعلوم اللدنية والأسرار القدسية, عين هنا ما يختص به الظاهر وما يختص به الباطن, فأخبر أن ظاهر الطريق: الآداب, وحقيقته عند الصوفية حفظ الحواس, وضبط الأنفاس, أي الأوقات, والحق أنه تهذيب الجوارح وتصريفها في أنواع المصالح.
قال السلمي رضي الله عنه: وعلى كل جارحة آداب تختص به, قال الله تعالى: "إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا".
وقال بعض المشايخ: حسن ـ مع الله تعالى: لا تتحرك جارحة من جوارحك في غير رضي الله عز وجل, فأدب اللسان أن يكون رطبا بذكر الله تعالى, وبذكر الإخوان بخير, والدعاء لهم, وبذل النصيحة, والوعظ, ولا يكلمهم بما يكرهون, ولا يغتب ولا ينم "يعني يمشي بالنميمة" ولا يشتم ولا يخض فيما لا يعنيه, وإذا كان في جماعة تكلم معهم ما داموا يتكلمون فيما يعنيهم, فإذا أخذوا فيما لا يعنيهم تركهم وأمسك, ويتكلم في كل مكان بما يوافق الحال, فقد قيل: لكل مقام مقال, وقيل: خلق الله اللسان ترجمانا للقلب, ومفتاحا للخير والشر وقيل: إذا طلبت صلاح قلبك فاستعن عليه بحفظ لسانك. والزم الصمت, فإنه ستر للجاهل وزين للعاقل, قال صلى الله عليه وسلم: "وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم".
وآداب السمع: ألا تسمع الفحش والخنا والغيبة والنميمة والمناكر, وانشدوا: 
أحب الفتى ينفي المناكر سمعه ..... كأن به عن كل فاحشة وقرا
بل يسمع الذكر والوعظ والحكمة وما يعود إليه بالفائدة دينا ودنيا, ويحسن الإصغاء إلى مكلميه ومخاطبيه, ملتذا بذلك.
وآداب البصر: الغض عن المحارم, وعن عيوب الإخوان, وعن المنكرات والمحرمات, فان الله تعالى: "يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور".
وقيل: من طاوع طرفه تابع حتفه "أي موته" وفي رواية "من أرسل طرفه مات حتفه" وأنشدوا.
وإنك مهما ترسل الطرف رائدا ..... لقلبك يوما أتعبتك المناظر
ترى ما الذي لا كله أنت قادر ..... عليه, ولا عن بعضه أنت صابر
ثم قال السلمي: وقيل من غض طرفه ثم ظرفه, وقيل: من كثرت لحظاته دامت حسراته, ويكون نظره بالاعتبار والاستدلال على قدرة الله تعالى وعظمته وجميل صنعه عاريا عن حظوظ النفس الأمارة بالسوء.
حكى عن بعضهم أنه قال: نظرت إلى شخص نظرة شر, فرأيت في المنام قائلا يقول لي: الدنيا داري, والخلائق فيها عبيدي وإمائي, فمن نظر إلى واحد منهم بغير حق فقد خانني, فانتبهت وآليت إلا أنظر إلى شخص بعد ذلك إلا على حد الأمانة.
وحكا عن أبى يعقوب النهرجوري أنه قال: رأيت في الطواف إنسانا بفرد عين, وهو يقول: أعوذ بك منك, فقلت: ما هذا الدعاء, فقال: اعلم أني مجاور منذ خمسين سنة فرأيت يوما شخصا استحسنته فإذا لطمة وقعت على عيني, فسالت على خدي, فقلت: آخ فقيل لي: لحظة بلطمة, ولو زدت لزدناك.
وقال صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: "إياك أن تتبع النظر فان الأولى لك والثانية عليك".
وآداب القلب مراعاة الأحوال السنية المحمودة, ونفي الخواطر الردية المذمومة, والتفكر في آلاء الله ونعمائه وعجائب خلقه, قال الله تعالى: "الذين يذكرون الله قياما وقعودا على جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار". الآية.
وقال صلى الله عليه وسلم: "تفكر ساعة خير من عبادة سنة".
قلت: وفي رواية: "خير من عبادة سبعين سنة".
فيحمل الأول على تفكر أهل الدليل, والثاني على تفكر أهل الشهود.
ومن آداب القلب: حسن الظن بالله وبجميع المسلمين, وتطهيره من الغل والحسد والخيانة وسوء الظن وسوء المعتقد, فإنها من خياناته, قال الله تعالى: "إنّ السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح بصلاحها سائر الجسد, وإذا فسدت فسد سائر الجسد, إلا وهي القلب".
قال سري السقطي: القلوب ثلاثة, قلب كالجبل لا يحركه شيء, وقلب كالنخلة أصلها ثابت والريح يميل بها يمينا وشمالا, وقلب كالريشة يذهب مع كل ريح ولا يثبت.
وآداب اليدين: البسط بالبر والإحسان, وخدمة الإخوان وألا يستعين بهما على معصية الله تعالى.
وآداب الرجلين: السعي بهما في صلاح نفسه وإخوانه, وألا يمشي بهما مرحا, ولا يختال ولا يتبختر, ولا يزهو, فإنها مما يبغضه الله تعالى, وألا تستعين بهما على المعاصي. انتهى.
وأما الأخلاق, فالمراد بها: حسن الخلق مع كل مخلوق, ومرجعها إلى: الحلم, والعفو, والصبر.
أو تقول: مرجعها إلى أن تعامل الخلق بما تحب أن تعامل به.
أو تقول: مرجعها إلى كف الأذى, وبذل الندى, والإنصاف فيما ظهر وما بدا, وحمل الجفا, وشهود الصفا, ورمي الدنيا بالقفا.
وقال الغزالي: هي ملك النفس عند الشهوة والغضب, ويرجع إلى ما تقدم.
وقوله "مع كل خلق ماله خلاق" معناه: أن تحسن أخلاقك مع من لا خلاق له, أي لا نصيب له عند الله, أمرك أن تحسن أخلاقك مع من لا قدر له, لأنه هو الذي يحتاج إلى تحسين الأخلاق, وأيضا التأدب وحسن الخلق مع من لا خلاق له يتضمن التأدب مع غيره بالأحروية, ومرجع ذلك لقوله تعالى: "خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين".
قال عليه الصلاة والسلام: "أمرني ربي أن أعطي من حرمني, وأعفو عمن ظلمني, وأصل من قطعني".
وقال تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم". ومعناه أن تحسن إلى من أساء إليك.
وقوله: "باطنه منازل الأحوال... مع المقامات" يعني: أن باطن الطريق هو محل تنزل الأحوال والمقامات, وهي القلوب والأسرار, لأنها باطنية لا يعلمها إلا الله, والفرق بين الحال والمقام أن الحال يتحول فيذهب ويجيء, بخلاف المقام, فإنه رسوخ وتمكين.
قال في العوارف: كثر الاشتباه بين الحال والمقام, واختلفت إشارات المشايخ في ذلك ووجود الاشتباه لمكان تشابههما في نفسهما, وتداخلهما فتراءى للبعض الشيء حالا وتراءى للبعض مقاما, وكلا الروايتين صحيح لوجود تداخلهما, ولا بد من ذكر ضابط يفرق بينهما على أن اللفظ والعبارة عنهما تشعر بالفرق.
فالحال سمى حالا لتحوله, والمقام مقامات لثبوته واستقراره, وقد يكون الشيء بعينه حالا, ثم يصير مقاما, مثل أن ينبعث من باطن العبد داعية المحاسبة, ثم تزول الداعية بغلبة صفات النفس, ثم تعود, ثم تزول, فلا يزال العبد حال المحاسبة تعاهده الحال, ثم يحول الحال بظهور صفات النفس إلى أن تتداركه المعونة من الله الكريم, ويغلب حال المحاسبة فتنقهر النفس وتنضبط, وتتملكها المحاسبة, فتصير المحاسبة وطنه ومستقره ومقامه, ثم ينازله حال المراقبة, فمن كانت المحاسبة مقامه تصير له المراقبة حالا, ثم يحول عنه حال المراقبة لتناوب السهو والغفلة في باطن العبد, إلى أن ينقشع ضباب السهو والغفلة, ويتدارك الله عبده المعونة, فتصير المراقبة مقاما بعد أن كانت حالا, ولا يستقر مقام المحاسبة قراره إلا بنازل حال المراقبة,  ولا يستقر مقام المراقبة إلا بنازل حال المشاهدة, فإذا منح العبد نازل حال المشاهدة استقرت مراقبته وصارت مقامه, ونازل المشاهدة أيضا يكون حالا ويحول بالاستتار, ويظهر بالتجلي, ثم يصير مقاما, وتتلخص شمسه من كسوف الاستتار, ثم في مقام المشاهدة أحوال وزيادات وترقيات من حال إلى حال أعلى منه, كالتحقق بالفنا والتخلص  إلى البقاء, والترقي من عين اليقين إلى حق اليقين, وحق اليقين نازل يخرق شغاف القلب, وذلك أعلى فروع المشاهدة. انتهى.
وكذلك التوبة والورع والزهد والتوكل والرضا والتسليم, تكون أحوالا, ثم تصير مقامات, فما دامت مجاهدة فهي أحوال, فإذا كانت ذوقا فهي مقامات.
وقد قالوا: الأحوال مواهب, لأنها موهبة من الله جزاء على الأعمال, والمقامات مكاسب, لأن التمكين منها مكتسب بدوام الأعمال.
وفي التحقيق: كلها مواهب.
وقول سيدنا علي كرم الله وجهه: "سلوني عن طرق السماوات, فإني أعرف بها من طرق الأرض" أشار إلى المقامات والأحوال فإن السالك يصير قلبه سماويا, فهي طرق السماوات, ومستنزل البركات. قاله السهروردي أيضا.
وقوله: "لذي الجلال" يتعلق بمحذوف, أي يستقر بها عند ذي الجلال, وهو الحق تعالى ـ ذو الجلال والإكرام ـ  والله تعالى أعلم.
ولما كان بين الظاهر والباطن تلازم: ما كمن في هذا ظهر في هذا, أشار إلى ذلك بقوله:
والأدب الظاهر للعيان ..... دلالة الباطن في الإنسان

قلت: هذا داخل فيما تقدم من أن صحة الظواهر تدل على صحة البواطن, فما استودع في غيب السرائر ظهر في شهادة الظواهر.
وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: "من أسر سريرة ألبسه الله رداءها".
فأحوال الظاهر تابعة لأحوال الباطن, فالأسرة تدل على السريرة, وما فيك ظهر على فيك, وكل إناء بالذي فيه يرشح, وما خامر القلوب فعلى الوجوه أثره يلوح, فتهذيب الجوارح يدل على تهذيب القلوب, وآداب الظاهر يدل على آداب الباطن.
حُكيَ أن الجنيد دخل على أبى حفص النيسابوري, فرأى أصحابه واقفين عند رأسه كأصحاب الملك, فقال الجنيد: أدبت أصحابك يا أبا حفص أدب الملوك؟ فقال: لا يا أبا القاسم: ولكن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن.
وهو الذي ذكر الناظم هنا, والله تعالى أعلم.
ثم ذكر فضيلته فقال:
وهو أيضا للفقير سند ..... وللغني زينة وسؤدد
وقيل: من يحرم سلطان الأدب فهو بعيد, ما تدانا واقترب.
وقيل: من تحبسه الأنساب فإنما تطلقه الآداب.
قلت: المراد بالفقير هنا: من لا مال له, بدليل مقابلته بالغني وإنما كان الأدب سندا للفقير أي معتمدا عليه, ويرتفع إلى مقام الأكابر دينا أو دنيا, لأن القلوب مجبولة على حب أهل الإحسان والتواضع والحلم, فإن أراد اللحوق بأكابر الدين كان أدبه معهم سببا في التحاقه بهم, وإن أراد اللحوق بأكابر الدنيا, كان أدبه أيضا سببا في لحوقه بهم, لأن القلوب مجبولة على حب أهل الإحسان كما تقدم.
وإنما كان للغني زينة وسؤددا أي شرفا, لأن الغني محبوب بالطبع, فإذا كان أديبا متأدبا زاد عندهم شرفه.
ومن آداب الغني: التواضع والكرم, فإذا خلا من هذين فليس بأديب, وإذا خلا الغني من الآداب التحق بالأراذل, وانخرط في سلك الأنذال, ولذلك قيل: خير ما أعطيَ الإنسان: عقل يزجره, فإن لم يكن فحياء يمنعه, فإن لم يكن فقال يستره, فإن لم يكن فصاعقة تحرقه يستريح منه البلاد والعباد.
والآداب أيضا من موجبات القرب والوصال؛ ولذلك قيل: "من يحرم سلطان الأدب" أي يمنع منه ولم يوجد فيه شيء منه "فهو بعيد ما تدانا" في زعمه "واقترب" في وهمه, فما مصدرية, وتدانا واقترب من عطف التفسير والمرادف, أي فهو بعيد مدة كونه متدانيا قريبا في ظنه.
وأشار بهذا لقول أبى حفص رضي الله عنه: التصوف كله أدب, لكل وقت أدب, ولكل حال أدب, ولكل مقام أدب, فمن لزم آداب الأوقات بلغ مبلغ الرجال, ومن ضيع الآداب فهو بعيد من حيث يظن القرب, مردود من حيث يظن القبول.
وقال ابن عطاء الله: من جهل المريد أن يسيء الأدب, فتؤخر العقوبة عنه, فيقول: لو كان هذا سوء أدب لقطع الإمداد وأوجب العباد, فقد يقطع المدد عنه من حيث لا يدري, ولو لم يكن إلا منع المزيد, وقد يقام مقام البعد من حيث لا يدري, ولو لم يكن إلا أن يخليه وما يريد.
وإنما سمى الناظم الأدب سلطانا لأنه حاكم على الشخص في نفسه, فلا يتركه يميل إلى جهة النقائص والرذائل.
 ومن فضيلة الأدب أنها تلحق من لا نسب له بذوي الأنساب, وتصير الوضيع شريفا والدني رفيعا, ولذلك قيل: "من تحبسه الأنساب الدنية تطلقه الآداب المرضية" أي من يحبسه عن الارتفاع مع الكبراء نسبه الوضيع, يطلقه إلى طلب العلو أدبه الرفيع.
قيل لبعض الملوك في بعض الكتب أنه ليس بحسيب, أي من قوم لهم حسب, فسأله الملك, فقال الملك: أنا حسيب لأولادي, أي يصير أولادي من ذوي الأحساب بسببي, وهكذا كما قال بعضهم: "نحن بنات المجد لغيرنا" أي نحن نؤسس المجد ونبنيه لغيرنا, "ولا نستظل ببناء مجد غيرنا" وفي ذلك قيل:
كن حليما ودع فلان ابن من كان ..... حليما واجمع إلى الحلم علما
ولا تكن سكرا فيأكلك الناس ..... ولا حنظلا تذاق وترمى
ثم تمم فضيلته وشرفه فقال:
فالقوم بالآداب حقا سادوا ..... منه استفاد القوم ما استفادوا
"قلت" السؤدد هو الشرف أي ما ساد القوم وشرفوا إلا بالآداب مع الله ومع رسوله صلى الله عليه وسلم ومع أشياخهم ومع سائر المسلمين, فالأدب مع الله بامتثال أمره واجتناب نهيه, والاستسلام لقهره.
وقال الشيخ زروق رضي الله عنه في شرح الحكم: هو حفظ الحدود, والوفاء بالعهود والنطق بالملك الودود, والرضا بالموجود, وبذلك الطاقة والمجهود.
والأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع سنته وإيثار صحبته, والاهتداء بهديه والتخلق بأخلاقه.
والأدب مع الأشياخ بحفظ الحرمة, وحسن الخدمة, وصدق المحبة.
والأدب مع المسلمين, بان تحب لهم ما تحب لنفسك, أو أكثر.
وتقدمت آداب الجوارح, فلا بد منها, وكذلك آداب الأوقات, وهي تعميرها بالطاعات, فأوقات العبد أربعة كما قال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه: وقت الطاعة, ووقت المعصية, ووقت النعمة, ووقت البلية, فوقت الطاعة مقتضى الحق منك شهود المنة ووقت المعصية مقتضى الحق منك تحقيق التوبة, ووقت النعمة مقتضى الحق منك الشكر, ووقت البلية مقتضى الحق منك الصبر, فإذا قام العبد بهذه الآداب كلها حصل له الشرف التام والمنزلة الكبرى عند الخاص والعام.
قال  الشيخ زروق رضي الله عنه: وكل نسبة لا أدب فيها فصاحبها كذاب, لأن عنوان الصدق وجود المراقبة, وإن كانت الغفلة مع حفظ الأصل غير قادحة, فقد قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه: كل سوء أدب يثمر أدبا فليس بإساءة أدب, يعني من حيث الواقع, لا من حيث القصد, فتأمل ذلك, وبالله التوفيق.
وقوله: "منه استفاد القوم ما استفادوا" يعني من العلوم والمعارف والأنوار والأسرار والكرامات الحسية والمعنوية, والله تعالى أعلم.
ثم ذكر بعض تفاصيل الأدب, فقال:
إذ نصحوا الأحداث والأصاغر ..... وحفظوا السادات والأكابر
قلت: ذكر هنا أربعة أصناف من الناس, ممن يتأدب معهم إذا اجتمعوا معه, أولهم الأحداث: جمع حدث.
قال الشيخ زروق رضي الله عنه: هو من لا نبات له, وهم ثلاث: الحدث سنا, وهو الصغير الذي لم يميز حقائق الأمور, فله ولوع بكل ما يراه أو سمعه من مستحسن, فلا تؤمن غائلته في الانقلاب, ثم للنفوس ولوع به, من حيث الجمال الصوري, أو من حيث التعلق الروحاني, وقد يكون ذلك لا يشعر به الشخص, وقد يكون من حيث شعوره, ولصحبتهم آفات حاضرة من حيث شغل البال وحفظه, ثم من حيث اشتغال النفس بالميل له, ثم من حيث كمون الضرر في النفس بصحبته, فلا خير فيها, ولا بد من نصحه عند إقباله بتعريف الأصول, وترك الفضول.
 قلت: الأصل في صحبته الجواز, وإنما لهذه العوارض التي ذكرها, فمن تحقق سلامته منها فلا يعترض عليه, وقد ذكره التجيبي, واستدل للجواز بخدمة أنس بن مالك رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم, وإن كان عليه الصلاة والسلام معصوما, فالأصل فيما يفعله الاقتداء حتى يرد ما يخصصه به.
القسم الثاني من أقسام الحدث: الحدث عقلا, وهو الذي لا يثبت على حقيقة, ولا ينتهج على طريقة: يتبع كل ناعق, ويتنسم كل ناشق, هذا أعظم ضررا من الذي قبله لفقدان الحقيقة فيه, وانتفاء قابليتها منه, ونصحه بتعريف الوجه الذي يقصده, وبيان الحق بوجه واضح حتى تقوم الحجة وتظهر المحجة, وأكثر ما يوجد هذا في فقراء البادية.
قلت: إن كان على الفطرة سهل علاجه وقربت هدايته.
القسم الثالث: الحدث دينا, وهو مع كل بما هم عليه, يميل مع كل ريح, ويسمى: الإمعة بكسر الهمزة وشدة الميم, ونصحه بدعواه إلى إفراد الوجهة, وتذكيره بما فيه ذلك من الضرر.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "في كل واد من قلب ابن آدم شعب فمن تتبع قلبه تلك الشعب لم يبال الله في أي واد أهلكه".
الثاني: الأصاغر, والمراد بهم: صغار السن الذين لم يبلغوا سن الحداثة والتمكن فيها, ونصحهم بغرس الخير في قلوبهم, كما قال ابن أبى زيد في رسالته: "وأرجى القلوب للخير ما لم يسبق الشر إليها".
وقال السلمي رضي الله عنه: والصحبة مع الأصاغر بالشفقة والإرشاد والتأديب والحمل على ما يوجبه حكم المذهب, ويدلهم على ما فيه صلاحهم, لا على ما فيه مرادهم, وعلى ما يفيدهم لا على ما يحبونه, ويزجرهم عما لا يعنيهم.
الثالث السادات: والمراد بهم: العباد, والزهاد, والصالحون, والعلماء العاملون, والمريدون السالكون, الذين لم يبلغوا مرتبة المشيخة, ونصح الأول بدلالته على الإخلاص وإسقاط الحظوظ النفسانية والروحانية, ونصح الثاني بتصحيح النية وإفراد الوجهة مع ما نصح به الأول, ونصح الثالث بتحقيق التوبة والاستقامة, ونصح الرابع بتحقيق الإخلاص وتوفير الصبر والحلم والتواضع, ونصح الخامس بالغيبة عن السوى, أو بإسقاط الهوى ومحبة المولى, وحفظهم بالتعظيم والتوقير والاحتشام, وبإعطاء الرتبة حقها من كل وجه, ولا يستحقر أحدا أقامه الله في مقام من المقامات كيفما كان.
قال في الحكم: إذا رأيت عبدا أقامه الله بوجود الأوراد, وأدامه عليه مع طول الأمداد, فلا تستحقرن ما منحه مولاه, لأنك لم تر عليه سيما العارفين ولا بهجة المحبين فلولا وارد ما كان ورد.
وقال أيضا: قوم أقامهم الحق لخدمته, وقوم اختصهم بمحبته,  "كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك, وما كان عطاء ربك محظورا".
الرابع: الأكابر, والمراد بهم المشايخ, وحفظهم بثلاثة أمور: الأول: اتباع ما رسموه, وإن لم يفهم معناه, فقد قالوا: "خطأ الشيخ أحسن من صواب المريد" فإن بان غيه توقف من غير اعتراض حتى يظهر أمره.
الثاني: عدم البحث عما جاؤوا به إلا من حيث التفهم, فإن من قال لأستاذه: لِمَ لا يفلح أبدا.
الثالث: موالاة من والاهم ومعاداة من عاداهم, ما لم يكن له مانع شرعي, أو يجره إلى منكر.
قال الشيخ أبو الحسن رضي الله عنه: آداب الفقير المتجرد أربعة: 
الحرمة للأكابر, والرحمة للأصاغر, والإنصاف من نفسه, وعدم الانتصار لها.
ثم ذكر آدابهم في الكلام فقال:
واجتنبوا ما يؤلم القلوب ... وابتدروا الواجب والمندوب
قلت: هذا عام مع جميع المسلمين, فلا يتكلم مع مسلم بما يوجعه في قلبه, ولو كان نصحا, فقد قال تعالى: "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى".
فالوعظ إنما ينفع إذا كان على وجه الملاطفة والسياسة, ويتأكد ترك ما يؤلم مع الزوجة والأهل, وكذلك مع الأخوان, لان جبر القلوب في جبر القلوب, وكسر القلوب في كسر القلوب, فمن جبر قلب عبد بإدخال السرور عليه أو هداية إليه: جبر الله قلبه, ومن كسر قلب عبد بإدخال الحزن عليه أو تنفيره صيّن: كسر الله قلبه, ومن أراد جبر قلوب عباد الله فليغض عن مساويهم, وليسكت عن عيوبهم, ويرحم الله القائل:
إذا شئت أن تحيا ودينك سالم ..... وجاهك موفور وعرضك صيّن
لسانك لا تذكر به عورة امرئ ..... فعندك عورات, وللناس ألسن
وإن أبصرت عيناك عيبا فقل لها ..... أيا عين لا تنظري فللناس أعين
وعاشر بمعروف وجانب من اعتدى ..... وفارق, ولكن بالتي هي أحسن
وقال الشيخ زروق: فهذه الأبيات جامعة لجميع ما يؤلم القلوب بطريق الاجتناب, فمن عمل عليها سلم من هذه الآفات التي أصلها كلها التجسس عن أخبار الناس, وسوء الظن بهم, وقد قال عليه الصلاة والسلام: "ثلاثة لا ينجو منها ابن آدم: الحسد, والطيرة, والنظر, فإذا حسدت فلا تبغ, وإذا ظننت فلا تحقق, وإذا تطيرت فأمض".
ومن خلقه عليه الصلاة والسلام أنه: "كان لا يواجه أحدا بما يكره, إلا أن تنتهك حرمات الله".
ثم ذكر آدابهم في العمل فقال:
واجتنبوا ما يؤلم القلوب ..... وابتدروا الواجب والمندوب

قلت: أشار بذلك إلى كمال عبوديتهم, وأنهم يتبادرون إلى حقوق مولاهم: واجبة كانت أو مندوبة, امتثالا لقوله تعالى: "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض" على اختلاف قصدهم.
فمنهم من يقصد الثواب والنجاة من العقاب عاجلا وآجلا, وهم العوام منهم.
ومنهم من يقصد: تحقيق العبودية والقيام بوظائف الربوبية, وهم الخواص, أو خواص الخواص, والله تعالى أعلم.
ثم ذكر آدابهم مع الأشياخ والإخوان, فقال:
وخدموا الشيوخ والإخوانا ..... وبذلوا النفوس والأبدانا
قلت: خدمة الشيوخ قربة عظيمة ومنقبة جسيمة, وهي سبب الفوز بالوصول إلى معرفة الحق تعالى, ونيل درجات المقربين السابقين.
وفي ذلك يقول سيدي عبد الوارث رضي الله عنه: خدمة الرجال سبب الوصال إلى مولى الموالي.
وقال سيدي عبد الله الهبطي رضي الله عنه:
إن كان الخديم ظنه جميل ..... دل على فلاحه دليل
أهل نفسه لخدمة الرجال ..... لكي ينال من حبيبه الوصال
غيره ذل المحب في طلب القرب ..... عن عزيز عند أهل الحب
وقال أبو عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه: الصحبة مع الأستاذ باتباع أمره ونهيه, وهي في الحقيقة خدمة لا صحبة.  
قيل لأبى منصور المغربي: كم صحبت أبا عثمان؟ فقال: خدمته وما صحبته, يعني أن صحبة الصغير للكبير تسمى خدمة, لا صحبة.
ثم قال: والقيام بخدمة أستاذه واجب, والصبر تحت حكمه, وترك مخالفته, ظاهرا وباطنا, وقبول قوله والرجوع إليه في جميع ما يعرض له, والتبرك به واستماع كلامه, وتعظيم حرمته, ومجانبة الإنكار عليه في شيء من أموره, سرا وجهرا, قال الله تعالى: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم" الآية.
سأل بعض أصحاب الجنيد الجنيد عن مسألة فأجابه, فعارضه في ذلك, فقال الجنيد: فإن لم تؤمنوا فاعتزلوا.
ويكون في صحبته كالصحابة رضي الله عنهم مع النبي صلى الله عليه وسلم, تأديبهم بآداب القرآن في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله" وقوله تعالى: "لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض" الآية, وقوله تعالى: "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا" وما أشبه ذلك.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الشيخ في قومه كالنبي في أمته".
قلت: والحديث قال ابن الجوزي: "إنه موضوع" والله تعالى أعلم.
قال الشيخ زروق رضي الله عنه: خدمة الشيوخ أمر زائد على تعظيمهم.
وأما خدمة الأخوان, فهي إعانة على ما يعرض له من أمور دينية أو دنياوية بنفسه أو بماله أو بجاهه أو بما يقدر عليه.
قال السلمي رضي الله عنه: رأيت جدي إسماعيل في النوم يقول لي: ألست تعلم شيئا من العلوم؟ فقلت: ربما أعلم شيئا, فقال: أليس سئلت أمس عن الاعتقاد في خدمة الفقراء؟ فقلت: نعم, فقال: كتبت ما كتبت ولست بمحتاج إليه, إنما هي ثلاث كلمات, وهي: أن تخدم من فوقك بالحرمة, وأقرانك بالنصيحة, ومن دونك بالشفقة, وانتبهت.
وقال في آداب صحبتهم ما نصه: والصحبة مع الأقران بالبشر والانبساط والموافقة وبذل المعروف والإحسان, والكون معهم على حكم الوقت.
حكي أن العباس ابن عطاء مد رجليه بين يدي أصحابه, وقال: ترك الأدب مع أهل الأدب أدب.
وقال الجنيد رضي الله عنه: إذا صحت المودة سقطت شروط الأدب.
روي عنه صلى الله عليه وسلم انه كان عنده أبو بكر وعمر رضي الله عنهما, فدخل عثمان فغطى ركبتيه, وقال: "ألا أستحيي ممن تستحي منه الملائكة" فحشمه عثمان وإن عظمت فالحالة التي بينه صلى الله عليه وسلم وبينهما: يعني أبا بكر وعمر, أصفى, ثم قال: ولا يداهنهم فيما يخالف المذهب.
وقد قال رويم: ما زالت الصوفية بخير ما تنافروا, فإذا اصطلحوا فلا خير فيهم, ويخضع عند الحق لقائله بالقبول.
روي أن عمر رضي الله عنه أمر بقلع ميزاب كان من دار العباس بن عبد المطلب إلى الطريق بين الصفا والمروة, فقال له العباس: قلعت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وضعه بيده؟ فقال: إذن لا يرده إلى مكانه غيرك, ولا يكون السلم غير عاتق عمر, فقام على عاتقه, فرده إلى موضعه, رضي الله عنهما, انتهى.
وقوله: "وبذلوا النفوس" الخ, والبذل هو الخدمة والمهنة, يقال: ثوب مبتذل, أي مهان بالخدمة, يعني أنهم بذلوا نفوسهم وأهانوها في خدمة الشيوخ والإخوان, فنالوا غاية العرفان, وحازوا أقصى مقام الإحسان, نفعنا الله بهم وخرطنا في سلكهم, آمين, ثم ذكر آدابهم في العلم, فقال:
وأنصتوا عند المذاكرات ..... واحترموا الماضي معا والآت
وسألوا الشيوخ عما جهلوا ..... ووقفوا من دون ما لم يصلوا
وعملوا بكل ما قد علموا ..... وآثروا واغتفروا واحتشموا
قلت: أما الإنصات عند المذاكرة فلأنه يدل على كمال العقل والرزانة, فقد قالوا: من كمل عقله قل كلامه, ومن قل عقله كثر كلامه, وأيضا الكلام إنما يفهم بتمامه, فإذا تم الكلام تكلم بما عنده من غير ملاججة ولا خصام, ولا ينبغي السكوت بالكلية إذ لا يعرف الشيخ حاله ولا مقامه إلا بكلامه.
وقال شيخ شيوخنا سيدي علي رضي الله عنه: تعلم المذاكرة كتعلم الرماية, فلا بد أن يرموا الإشارة, فتارة أمامها وتارة قدامها, حتى يصادفها, أو كلام هذا معناه.
وأما احترام الماضي فالمراد من تقدم من الصحابة والتابعين والأولياء والصالحين والعلماء العاملين, واحترامهم ألا يذكروا إلا بالإحسان وأن يلتمس لهم أحسن المذاهب.
ويرحم الله النووي لما سئل عن ابن العربي الحاتمي: فقال: "الكلام كلام صوفي" "تلك أمة قد خلت, لها ما كسبت ولكم ما كسبتم, ولا تسألون عما كانوا يعملون".
ومن احترامهم الاستغفار والترضي عنهم, قال تعالى: "والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان".
وأما احترام الآتي, فمعناه إلا يقطع المادة ويحجر القدرة, فيقول: انقطعت الأولياء ولم يبق أحد, وانقطعت التربية ولم يبق من يصلح لها, أو كان الناس وليس هذا زمانهم أو نحو ذلك من سوء الظن بالله وبعباده.
وأما "سؤال الشيوخ عما جهلوا, "فلأن طلب العلم واجب على كل مسلم" وهو معلوم من الدين بالضرورة, ووقع الإجماع على أنه لا يحل لامرئ أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه, وإنما يسئلون عما يحتاجون إليه في الحال من عمل أو حال أو مقام دون ما يتعلق بالمستقبل من المقامات, وهو معنى قوله: "ووقفوا من دون ما لم يصلوا" يعني دون الذي لم يدركوه بالمنازلة والذوق, فلا يسئلون عنه, لأنه لا تدركه عقولهم, وإن أدركته اتصلت به على غير وجه التحقق, فكان ضرره أكثر من نفعه.
وأما عملهم بكل ما علموا, فلأن العمل نتيجة العلم, فعلم بلا عمل وسيلة بلا غاية, وعمل بلا علم جناية.
وفي الحديث: "مثل العالم الذي لا يعمل, كالشمعة: تحرق نفسها وتضيء على غيرها".
ولأن "العلم يهتف بالعمل فان وجده وإلا ارتحل" و "من عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم".
فالعلم إذا أيد بالعمل نهض, ثم أنتج نورا تاما, ينتج ذلك النور حكمه, فيكون كل شيء من صاحبه علما وحكمة.
وقوله: "وآثروا" يعني أنهم آثروا على أنفسهم في الكلام, فيقدمون أكبرهم علما أو سنا, ويؤثرون أيضا على أنفسهم في صدور المجالس والمحافل, وكل ما فيه تعظيم.
وقوله: "اغتفروا" أي سامحوا وعفوا عن جفوة الإخوان الذين لم يتهذبوا, وصبروا على غلظتهم في المذاكرة وغيرها.
وقوله: "واحتشموا" أي: تركوا المنازعة والمخاصمة والملاججة بالغضب, لأن ذلك يؤدي إلى الشرور والعداوة والحقد, فتخرج المذاكرة حينئذ إلى المجادلة والمراء.
وقد قال عليه الصلاة والسلام: "من ترك المراء وهو محق بني له بيت في أعلى الجنة, ومن ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في أسفل الجنة".
ثم ذكر آدابهم في المعاشرة فقال:
واحتكموا بالعدل والإنصاف ..... فوردوا كل معين صاف
قلت: أشار رحمه الله إلى أن الفقراء لا يداهن بعضهم بعضا في الحق, ولا ينافق بعضهم بعضا, بل يأتمرون بينهم بالمعروف ويتناهون عن المنكر, فيحكمون بالعدل على بعضهم بعضا, وعلى أنفسهم, ومن توجه عليه حق من الحقوق أنصف وأذعن وانقاد للحق, ولا يتعصب ولا يتحامى حمية الجاهلية, وحقيقة العدل هو: تنفيذ الحق من غير زيادة عليه ولا نقصان منه, والإنصاف هو الاعتراف به من غير توقف, ويقال الإنصاف من شيم الأشراف.
 وقال أبو العباس بن العريف رحمه الله: لا بد لطالب العلم الحقيقي من معرفة الإنصاف ولزومه بالأوصاف.
قلت: ولا بد أيضا للعالم من التحقق بالإنصاف ليرجع للحق أينما ظهر.
وقد قالوا: "إذا أخطأ العالم لا أدري أصيبت مقاتله".
وكان الشيخ عبد العزيز المهدي رحمه الله: إذا سئل عن شيء لا يدريه يقول: لا أدري, وإذا سئل عن شيء يدريه يقول: أحب أن أسمعه من غيري.
قال الشيخ زروق رضي الله عنه: ومن عجيب ما سمع في ذلك أن ابن الحاج حكى في مدخله: أنه لما طلب شيخه ابن أبى جمرة رضي الله عنه في أن يقرأ عليه, قال له: وتترك القضاة والأكابر الذين كنت تقرأ عليهم وتقرأ علي؟ فقال: عزمت, قال: استخر الله, قال: استخرت ثم جئت من الغد, فقال: عزمت, قلت: نعم, قال: لا يخطر على بالك أنك جلست بين يدي عالم ولا إلى عالم وأنت متعلم, ولكنا قوم اجتمعنا لطلب أحكام الله, فإن وجدنا الحق على لسان الصبي من صبيان المكتب اتبعناه.
قلت: فهذا الأمر الذي كان عليه سلف هذه الأمة, وإلا لما صحح مخالفة متأخرهم لمتقدمهم, والله أعلم.
ثم المنصف هو: الذي لا يبالي كان شيخا أو تلميذا أو عالما أو معلما, ظهر الحق على لسانه أو لسان غيره, لأن مقصوده دون ما سواه, وقليل ما هم.
قوله: "فوردوا كل معين صافي" الورود, هو : الشرب, والمعين هو: الماء الجاري, والصافي: لا تغيير فيه, يعني أن الصوفية لما حكموا بالعدل, واتصفوا بالإنصاف شربوا من العلوم أعذبها وأصفاها, لأن القلوب إذا صفت وتزكت وتطهرت من الدعوى والمكابرة أشرقت فيها أنوار العلوم, ولاحت فيها أسرار الفهوم, فأخذت من العلوم أصفاها, ومن الأنوار أبهاها, ومن الأسرار أسناها وأوفاها, فمن صفى صفى له, ومن كدر كدر عليه, فالعلم المكدر هو علم التقليد, أو علم الدليل, والعلم الصافي هو علم الأذواق, أو علم الشهود.
وفي هذا المعنى قال القطب بن مشيش رضي الله عنه: "وانشلني من أوحال التوحيد وأغرقني في عين بحر الوحدة" والله تعالى أعلم.
ثم ذكر شروط الأخوة وآدابها فقال:
وبعضهم كان لبعض عونا ..... يلقى لديه دعة وأمنا
ينصره في الحق حيث كانا ..... فإن أساء قارضه إحسانا
قلت: أشار رحمه الله إلى أن الصوفية رضي الله عنهم "أعني الفقراء" كانوا يتعاونون على البر والتقوى, لأن ذلك لمقصد جمعهم, فيعين أخاه بنفسه وماله وجاهه وعلمه وعمله وهمته وحاله ومناصحته وموداته ومصادقاته إلى غير ذلك, وما كان اجتماعهم إلا ليتعاونوا على ذكر الله وسائر أبواب الخير.
قال تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى" وبذلك التعاون يصير كل واحد منهم في راحة وأمن من حاجته, وهذا معنى قوله: "يلقى لديه دعة وأمنا" أي يلقى عنده راحة فيما يعانيه عند توجه أخيه لذلك الأمر, أو عندما يعينه عليه, وأمنا من فوات مقاصده بسببه, ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: "مثل الأخوين كمثل اليدين تغسل إحداهما الأخرى" وكمثل البنيان يشد بعضه بعضا, وفي معناه قيل:
إن أخاك من كان معك ..... ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك ..... بدد فيك شمله ليجمعك
قوله: "ينصره في الحق" الخ أشار به إلى قوله صلى الله عليه وسلم:
"انصر أخاك ظالما أو مظلوما, قالوا: يا رسول الله, فإذا ننصره مظلوما, فكيف ننصره ظالما؟ قال: تأخذ على يديه فترده عن ظلمه".
وإنما كان رده عن الظلم نصرا, لأن نفسه ظالمة له, وهو مغلوب في يديها, فإذا رددته عن ظلمه فقد نصرته عليها, وإذا تركته يظلم فقد خذلته, وقد تقدم قول رويم لا يزال الصوفية بخير ما تنافروا, فإذا اصطلحوا قل دينهم.
وقوله: "فإن أساء قارضه إحسانا" القرض هو السلف, أطلقه هنا على مطلق العطاء, أي فإن أساء فقير إلى أخيه في قول أو فعل سامحه, وبذل له إحسانا وعفوا, وامتثالا لقوله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام ومن يقتدى به "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم, وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم". أي ادفع السيئة بالتي هي أحسن, وقد تقدم قوله عليه الصلاة والسلام في تفسير قوله تعالى خذ العفو الآية إن الله أمرني أن أعفو عمن ظلمني وأصل من قطعني وأعطي من حرمني.
قلت: وقد رأيت للغزالي كلاما حسنا في آداب الأخوة وشروطها ذكره في الإحياء, فرأيت أن أذكره على وجه الاختصار لما فيه من الفوائد الغزار, قال رضي الله عنه:
"اعلم أن عقد الأخوان رابطة بين الشخصين, كعقد النكاح بين الزوجين, وكما يقتضى النكاح حقوقا يجب الوفاء بها, فكذلك عقد الأخوة, فلأخيك عليك حق في المال وفي النفس وفي اللسان وفي القلب, وبالعفو وبالدعاء.
ثم قال: وذلك يجمعه ثمانية حقوق:
الحق الأول: في المال بالمواساة, وذلك على ثلاث مراتب أدناها أن تنزله منزلة عبدك وخادمك, فتقوم بحاجته بفضلة مالك, فإذا سنحت له حاجة وعندك فضلة أعطيته ابتداء, فإن أحوجته إلى سؤال فهو غاية التقصير.
الثانية: أن تنزله منزلة نفسك, وترضى بمشاركته إياك في مالك, فتسمح له في مشارطته.
الثالثة وهي العليا: أن تؤثره على نفسك, وتقدم حاجته على حاجتك, وهي رتبة الصديقين ومنتهى درجة المتحابين.
ومنها: الإيثار بالنفس أيضا كما روى أنه سعى بجماعة من الصوفية إلى بعض الخلفاء, وهو المتوكل, فأمر بضرب رقابهم, وفيهم أبو الحسن النوري, فبادر إلى السياف ليكون أول مقتول, فقيل له في ذلك: فقال: أحببت أن أوثر إخواني بالحياة في هذه اللحظة, فكان ذلك سبب نجاة جميعهم في حكاية طويلة.
الحق الثاني: الإعانة بالنفس في قضاء الحاجات, والقيام بها قبل السؤال, وتقديمها على الحاجة الخاصة, وهذه أيضا لها درجات كالمواساة, فأدناها: القيام بالحاجة عند السؤال, ولكن مع البشاشة والاستبشار, وإظهار الفرح, وأوسطها أن تجعل حاجته كحاجتك, فتكون متفقدا  لحاجته, غير غافل عن أحواله, كما لا تغفل عن أحوال نفسك, وتغنيه عن السؤال, وأعلاها أن تؤثره على نفسك وتقدم حاجته على حاجتك, وتؤثره على نفسك وأقربائك وأولادك.
كان الحسن يقول: إخواننا أحب إلينا من أهلينا وأولادنا, لأن أهلينا يذكروننا الدنيا وإخواننا يذكروننا بالآخرة.
الحق الثالث: على الإنسان بالسكوت, فيسكت عن التجسس والسؤال عن أحواله, وإذا رآه في طريقه فلا يسأله عن غرضه وحاجته, فربما يثقل عليه أو يحتاج إلى أن يكذب ويسكت عن أسراره, التي بثها إليه, فلا يبثها إلى غيره, ولا إلى أخص أصدقائه, ولا يكشف شيئا منها, ولو بعد القطيعة, ويسكت عن مماراته ومدافعته في كلامه.
الحق الرابع: على اللسان بالنطق, فيتودد إليه بلسانه ويتفقده في أحواله التي يجب أن يتفقده فيها, كالسؤال عن عارض عرض له, وأظهر شغل القلب بسببه, فينبغي أن يظهر بلسانه كراهتها, والأحوال التي يسر بها ينبغي أن يظهر بلسانه مشاركته في السرور بها, فمعنى الأخوة المساهمة في السراء والضراء, ويدعوه بأحب أسمائه في حضوره ومغيبه, ويثني عليه بما يعرف من محاسن أحواله عند من يريد هو الثناء عنده, وكذا على أولاده وأهله حتى على عقله وخلقه وهيئته وخطه وشعره وتصنيفه, وجميع ما يفرح به من غير كذب, ولا إفراط, ويبلغه  ثناء من أثنى عليه, مع إظهار الفرح به, ويذب عنه في غيبته, مهما قصد بسوء أو تعرض بعرضه, بكلام صريح أو تعريض, وتعلمه مما علمك الله, وتنصحه.
الحق الخامس: العفو عن الزلات والهفوات, فإن كانت زلته في الدين بارتكاب معصية فليتلطف في نصحه, فان بقي مصرا فقد اختلف الصحابة في ذلك, فذهب أبو ذر إلى مقاطعته, وقال: إذا انقلب أخوك عما كان عليه فأبغضه من حيث أحببته, وذهب أبو الدرداء وجماعة إلى خلاف ذلك, وقال أبو الدرداء: إذا تغير أخوك عما كان عليه فلا تدعه لأجل ذلك, فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم أخرى, وهذه ألطف وأفقه, وذلك لما في هذه الطريق من الرفق والاستمالة والتعطف المفضي إلى الرجوع والتوبة, وأيضا للأخوة عقد ينزل منزلة القرابة, فإذا انعقدت وجب الوفاء بها, ومن الوفاء ألا يهمله أيام حاجته وفقره, وفقر الدين أشد من فقر المال.
ثم قال: والفاجر إذا صحب تقيا وهو ينظر إلى خوفه رجع عن قريب, ويستحي من الإصرار, بل الكسلان يصحب الحريص في العمل فيحرص حياء منه, وإن كانت زلته في حقك, فلا خلاف أن العفو والاحتمال هو المطلوب.
الحق السادس: الدعاء له في حياته ومماته بكل ما يحب لنفسه وأهله.
الحق السابع: الوفاء والإخلاص, ومعنى الوفاء: الثبات على الحب, وأدامته إلى الممات معه, وبعد الموت مع أولاده وأصدقائه.
الحق الثامن: التخفيف, وترك التكليف والتكلف, فلا تكلف أخاك ما يشق عليه, بل تروح سره عن مهماتك وحاجاتك, وترفهه عن أن تحمله شيئا من أعبائك, ولا تستمد من منه مال وجاه, ولا تكلفه التواضع لك والتفقد والقيام بحقوقك, بل ما تقصد بمحبته إلا الله تعالى.
انتهى المراد منه ببعض اختصار.
ثم ذكر بعض ما يجتنب فعله فقال:
وليس حط الرأس من آدابه ..... بل الصواب كان في اجتنابه
بل هو مبني على القصاص ..... لمن أراد حسبه الخلاص
وليس في قيام الاستغفار ..... أصل صحيح واصطلاح جار
قلت: أما حط الرأس, فهو أن الفقير إذا أساء الأدب مع أحد من الفقراء أو غيرهم يأتي إليه ويحط رأسه بين يديه, ليؤدبه أو يقتص منه, أو يسمح له, وهذا أمر لم يرد في الشريعة, ولا جرى به عمل في الطريقة, فالصواب اجتنابه, لأن ذلك كان عند من قال مبنيا على القصاص ليتخلص المجني عليه من الجاني, فهو من باب التمكين من القصاص, وهو يتأتى بغير حط الرأس, فلا حاجة إلى ابتداع هذا الحط, وقد مكن عليه الصلاة والسلام عكاشة من القصاص, ولم يكن فيه شيء زائد على التمكين من القصاص لمن أراد أن يحتسب لله بخلاص نفسه في الدنيا قبل الآخرة.

يتبع
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة السبت 30 ديسمبر 2023 - 23:14 من طرف عبدالله المسافربالله

الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

وأما قيام الاستغفار, فهو أن الفقير إذا أساء في حق الفقراء أو غيرهم, وأرادته التوبة والاستغفار قام على رؤوس الفقراء معترفا بذنبه ومظهرا للاستغفار, ومعتذرا مما صنع, وهذه الحالة لم يجهر بها عمل فقراء المغرب, ولا مستند لها من السنة, فتركها أولى, إلا لضرورة,
وهذا خلاف ما ذكره أبو مدين بقوله:

وحط رأسك واستغفر بلا سبب ..... وقم على قدم الإنصاف معتذرا
فلعله لم يصحبه عمل بعده, وأراد به المبالغة في الاعتذار, والله تعالى أعلم.
ثم أجمل ما بقي من الآداب بقوله:
والقصد من هذا الطريق الأدب ..... في كل حال منه: هذا المذهب
قلت: أشار رحمه الله إلى أن الطريق مبنية على الآداب, فمن لا أدب له لا طريق له, ومن أساء الأدب مع الأحباب طرد إلى الباب, ومن أساء الأدب في الباب, طرد إلى سياسة الدواب.
وقال بعضهم: اجعل عملك ملحا وأدبك دقيقا, وقد تقدم قول أبي حفص: التصوف كله آداب إلخ.
وقال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه: أربعة آداب إذا خلا الفقير المتسبب منها فلا تعبأن به وإن كان أعلم البرية: مجانبة الظلمة, وإيثار أهل الآخرة, ومواساة ذوي الفاقة, ومواظبة الخمس في الجماعة.
وأربعة آداب إذا خلا الفقير المتجرد منها. فاجعلوه والتراب سواء: الرحمة للأصاغر والحرمة للأكابر, والإنصاف من نفسه, وترك الانتصار لها.
وقال محي الدين بن العربي رضي الله عنه: أربعة من حازها فقد حاز الخير كله: تعظيم حرمات المسلمين, وخدمة الفقراء, والإنصاف من نفسه, وترك الانتصار لها.
وباب الأدب باب كبير قد استوفى جله السلمي والغزالي في الإحياء, وبداية الهداية, ومداره على ما تقدم.
والضمير في "منه" يعود على الطريق, أي: والقصد من هذا الطريق الأدب في كل حال من أحواله, هذا هو مذهبهم الذي تمسكوا به فوصلوا, وبالله التوفيق, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم ذكر الحكم السادس فقال:
السادس في حكم السماع, قلت: السماع هو استماع الأشعار بالنغم والموسيقى, وتكلم هنا على حكمه وأحكامه وآدابه وفوائده, وبدأ بالحكم فقال:

6 - في حكم السماع
 وللأنام في السماع خوض ..... لكن لهذا الحزب فيه روض
قال العراقيون بالتحريم ..... قال الحجازيون بالتسليم
قلت: الخوض في الأصل هو الدخول في الماء, ولما كان الغالب على الماء التغير بالخوض فيه, صار يطلق على الدخول في الأمور المشكلة الملتبسة لكثرة الخوض فيها, والروض معلوم, يجمع على رياض, وهو مكان النزهة والفرجة.
يقول رحمه الله: للناس في السماع خوض كبير في منعه وجوازه, لكن لهذا الحزب "وهي جماعة الصوفية" التي هي حزب الله نزهة وخمرة يجدونها في قلوبهم وأسرارهم, ولذلك لما سئل الجنيد عن السماع قال: كل ما يجمع القلب بالله فهو جائز, أو ما هذا معناه.
ثم ذكر الخلاف, فأخبر بأن العراقيين قالوا بالتحريم, والمراد بهم الحنفية ومن تبعهم, وأهل الحجاز قالوا بالتسليم أي الإباحة أو الوقف, والمراد بهم مالك والشافعي ومن تبعهم فقد روى أبو معصب أن مالكا سئل عن السماع فقال: لم يبلغني فيه شيء إلا أن أهل العلم ببلدنا لا ينكرونه, ولا يقعدون عنه, ولا ينكره إلا غبي جاهل, أو ناسك عراقي غليظ الطبع.
قلت: لا يشك عاقل أن الأصل في السماع هو الجواز, بدليل قضية الجواري اللاتي كن يغنين ويضربن بالدف يوم العيد, والرسول عليه الصلاة والسلام حاضر, وهي البخاري وغيره.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي رضي الله عنه:
وروي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كانت عندي جارية تسمعني فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي على حالها, ثم دخل عمر ففرت, فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم, فقال: ما يضحكك يا رسول الله, فحدثه فقال: لا أخرج حتى أسمع مما سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأمرها فأسمعته.
قلت: وذكره التجيبي أيضا بهذا اللفظ, ثم قال السلمي:
وسئل ذو النون عن السماع, فقال: وارد حق يزعج القلوب إلى الحق. فمن أصغى إليه بحق تحقق, ومن أصغى إليه بنفس تزندق.
قال السري: تطرب قلوب المحبين إلى السماع وتخاف قلوب التائبين, وتكتاب قلوب المشتاقين.
وقيل: مثل السماع مثل الغيث إذا وقع على الأرض المجدبة فتصبح مخضرة, كذلك القلوب الزكية تظهر مكنون فوائدها عند السماع, وقيل يحرك ما ينطوي عليه القلب من السرور والحزن, والرجا والشوق, فربما يخرجه إلى البكاء, وربما يخرجه إلى الطرب.
وقيل: السماع فيه حظ لكل عضو, فربما يبكي وربما يصرخ, وربما يصعق وربما يرقص, وربما يغمى عليه.
وقيل: أهل السماع ثلاثة: تائب, وصادق, ومستقيم.
وقيل: المستمعون ثلاثة: مستمع بربه, ومستمع بقلبه, ومستمع بنفسه.
وقيل: يحتاج المستمع إلى ثلاثة: دقة, ورقة, وحرقة مع فناء الطبع ودخول الحقائق, ولا يصح السماع إلا لمن فنيت حظوظه, وبقيت حقوقه وخمدت بشريته, ثم قال: فكذلك السماع يؤثر على مقدار صفاء الباطن وقوة الوارد.
قال بعض المشايخ: لا يصح السماع إلا لمن كان قلبه حيا ونفسه ميتة, فأما من كان نفسه حية وقلبه ميتا, فلا.
حكى عن بعض الأبدال أنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ما تقول في السماع الذي عليه أصحابنا, فقال: هو الصفاء الذي لا يثبت عليه إلا أقدام العلماء, انتهى المراد منه.
وقد أشبع الكلام فيه ابن ليون التجيبي في الإنالة, قال فيها: فاستماع الشعر لا ينكره إلا جاهل بالسنة, ثم قال: وقال صالح بن أحمد بن حنبل: إنه رأى أباه يستمع من جاره غناء كان في بعض ديار جيرانه, ثم قال: وعن أنس كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزل عليه جبريل فقال: يا رسول الله فقراء أمتك يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام, وهو نصف يوم, ففرح فقال: أفيكم من ينشدنا, فقال بدري:
نعم يا رسول الله, فقال: هات, فأنشد البدري يقول:
قد لسعت حية الهوى كبدي ..... فلا طبيب لها ولا راق
إلا الحبيب الذي قد شغفت به ..... فعنده رقيتي وترياقي
فتواجد عليه السلام وتواجد أصحابه معه, حتى سقط رداؤه عن منكبيه, فلما فرغوا أوى كل واحد إلى مكانه فقال معاوية ما أحسن لعبكم يا رسول الله, فقال: مه مه يا معاوية ليس بكريم من لم يهتز عند ذكر الحبيب, ثم اقتسم رداءه من حضرهم بأربعمائة قطعة, وذكره المقدسي والسهروردي, وتكلم الناس في هذا الحديث.
قلت: والتحقيق في السماع هو التفصيل فأما أهل الحقائق فلا شك في جوازه لهم. أو استحبابه على ما يأتي, ومستندهم ما تقدم, وأما أهل الشرائع فإن خلا المكان من النساء أو الشبان فهو حرام سدا للذريعة, والله تعالى أعلم. وإلى هذا التفصيل أشار بقوله فقال:
وإن للشيوخ فيه فنّا ..... إذ جعلوه للطريق ركنا
وإنما أبيح للزهاد ..... وندبه إلى الشيوخ باد
وهو على العوام كالحرام ..... عند الشيوخ الجلة الأعلام 
قلت: أشار رحمه الله إلى أن السماع فيه للشيوخ العارفين فنون, وزيادات ومواجيد, وأحوال وواردات, فلذلك جعلوه ركنا يأوون إليه, ولا يعتمدون عليه, لأنه رخصة الضعفاء منهم, كما يأتي, وأما الأقوياء فلا يحتاجون إليه, وقد سئل الجنيد رضي الله عنه عن السماع: أمباح هو؟ فقال: كل ما يجمع العبد على ربه فهو مباح, وقد تقدم, والتحرير: هو التفصيل, كما ذكره الناظم, فقسم مباح, وقسم مندوب, وقسم حرام, فهو للزهاد مباح, لأن نفوسهم ماتت عن الشهوات والمستلذات, فلا ضرر لهم فيه حتى يحرم, ولا نفع لهم فيه حتى يندب, إذ لم يبلغوا رتبة التحقيق والذوق, وللشيوخ العارفين مندوب, لأنه يثير فيهم الوجد والوارد حتى ينشر ذلك في عوالم الأجساد, وتتسع ميادين الحضرة, فيكون للحضار منها نصيب, لأن من تحقق بحالة لم يخل حاضروه منها, وكل ما أفضى إلى الكمال فهو كامل, وعلى العوام حرام, أو كالحرام, لأنه ينشر فيهم الشهوات والمعاصي, ويحرك عليهم الطباع الرديئة والعوائد الدنيئة, فإذا انتفت هذه العلل كان مباحا, إلا أن حضره أهل الفساد, فيمنع مطلقا سدا للذرائع, وإنما حرم على العوام لأن الغنا مرقاة الزنا, وأنه ينبت النفاق في القلب.
وقالوا أيضا: السماع راح, تشربه الأرواح, بكؤوس الآدان, على مغاني الألحان, ولكل امرئ ما نوى "ماء زمزم لما شرب له" وهذا وما سمع له.
وقالوا أيضا: من سمع بتزندق تزندق, ومن سمع بتحقق تحقق, وإذا ذكر الهوى فلكل امرئ ما نوى.
وكان بعضهم يقول: أنتم غنوا كما تحبون, ونحن نسمع كما نحب, وبالله التوفيق.
ثم ذكر نتائجه السنية والدنية فقال:
وفيه كان ميلق الأحوال ..... كيما يبين سافل وعال
قلت: الميلق في اللغة هو, السرعة, وفرس ميلق, أي: سريع "قاله في القاموس" يعني: أن السماع سرعة ظهور الأحوال الزكية أو الدنية, فمن كان قلبه مع ربه حركه سريعا إلى حضرة قدسه, ومن كان قلبه مع حظه وهواه حركة إلى حظوظه ومناه, لأجل ذلك يظهر من سقط في أسفل سافلين, ومن ارتفع في أعلى عليين.
ثم أشار إلى نتيجة أخرى فقال:
وهو صراط عندهم محدود ..... يعبره الواجد والفقيد
قلت: السماع عند الصوفية طريق محدود, أي معلوم بحدوده, أي معلوم بحدوده ورسومه, "يعبره": أي يسلكه الواجد لحاله, وهو الذي حجب بالجمع عن الفرق, أو الذي لم يحجبه جمعه عن فرقه ولا فرقه عن جمعه, ويسلكه أيضا الفاقد لحاله, وهو الذي حجب بالفرق عن الجمع, فيظهر على كل واحد ما كن في سره, فالواجد يزيده في حضرة الحق عشقا ووجدا, والفاقد يزيده عن ربه طردا وبعدا, فكل إناء بالذي فيه يرشح.
قال الجنيد رضي الله عنه: كل مريد رأيته يميل إلى السماع فاعلم أن فيه بقية من البطالة.
وقال أيضا: السماع صراط محدود, عليه يعبر صاحب يقين وجود, وصاحب شك وجحود إما أن يرفع سالكه إلى أعلى عليين, أو يكبكبه في أسفل السافلين "فكبكبوا فيها هم والغاوون". "ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون".
 والى هذا أشار الناظم بقوله:
فعابر يحله عليين ..... وآخر يحطه في سجين
قلت: فالعابر الذي يحله في عليين هو: من تحقق بالوحدة, وفهم الإشارة, وذاق حلاوة الخمرة, فلا يزال يسمع بالله, ومن الله حتى يغيب عن حسه, ويغرق في حضرة قدسه, فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين, والآخر الذي يحطه في سجين هو الذي يسمع بنفسه, ويتذكر حظوظه وهواه الذي كان مشغولا به سره ونجواه, فلا يزال يزعجه الشيطان حتى يلقيه في بحر الردى والهوان, فينهض في طلب المعاصي والطغيان فأولئك الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الرحمن أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون, فيكتب مع الفجار "كلا إن كتب الفجار لفي سجين" نسأل لله العصمة بمنه آمين.
ثم ذكر نتيجة أخرى فقال:
وهو سرور ساعة يزول ..... نعم, وسم ساعة قتول
قلت السماع إنما هو فرح ساعة, ثم يذهب, فمن كان فرحه بالله اجتنى ثمرته وجناه, وفاز بمعرفة ربه ورضاه, ومن كان فرحه بهواه فقد باء بغضب من الله, وهو أيضا سم قاتل لمن حركه إلى الهوى والباطل.
قال السلمي رحمه الله: بلغني أن أبا عمرو بن نجيد قال لأبي القاسم النصراباذي: بلغني أنك مولع بالسماع؟ قال: نعم هو خير من أن نقعد فنغتاب, فقال: هيهات يا أبا القاسم زلة في السماع شر من كذا وكذا سنة تغتاب.
قلت: ولعله من جهة الاقتداء به, والله تعالى أعلم.
ثم ذكر نتيجة أخرى من نتائج السماع, فقال:
وهو قياس العقل نقاش القلوب ..... إذ ينزل الحال به ثم يؤوب
قلت: السماع معيار العقول في الخير والشر, فيعرف به الكامل في الخير من الناقص فيه والكامل في الشر من المتوسط فيه.
أما الكامل في الخير فهو المتمكن في المعرفة الراسخ فيها, فهذا كالجبل لا يحركه سماع ولا تهزه ريح: "وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب".
قيل للجنيد: مالك كنت تتحرك في السماع, والآن لا يظهر عليك شيء؟ فقرأ الآية وترى الجبال إلى آخرها.
وأما الناقص في الخير فهو السائر, فهذا إذا سمع تحرك وتواجد, ورقص وشطح, فهذا مغلوب للحال, لكنه في أثر الرجال, فمن دام سيره ظهر خيره, ووصل إلى ما وصل إليه غيره.
وأما الكامل في الشر, فهو المنهمك في الغفلة, إذا سمع هاج شره, وغلبته نفسه, وبطشت في الحين إلى ما تقدر عليه من الفساد.
وأما المتوسط في الشر, فتحركه نفسه, ويغلبها في الوقت, فإذا قامت جمحت إلى طلب ما تحركت إليه, إلا أن يعصمه الله بحفظه.
وهو أيضا "أي السماع" نقاش القلوب, فيخرج ما فيها من خير وشر, كمن ينقش على الماء فيخرجه, إن كان صافيا شرب, وإن كان متغيرا طرح.
وقوله: "إذ ينزل الحال به ثم يؤوب", هو تصوير النقش المذكور, لأن السماع ينقش عن ما فيه من الحال, إما رباني, أو شيطاني, أو نفساني, والجميع يزول ويذهب, فان كان ربانيا بقي أثره من الخشوع والطمأنينة والتواضع والزهد وحسن الخلق, وإن كان شيطانيا أو نفسانيا لم يبق بعده إلا القسوة والغلظة والحرص والطمع وغير ذلك من الأخلاق المذمومة.
وفي الحكم لابن عطاء الله: "لا تزكين واردا لا تعرف ثمرته, فليس المراد من السحابة الإمطار, وإنما المراد منها وجود الإثمار" وهذا مراد من قال: من لم يؤثر فيه السماع زيادة ما عنده فهو نقص في حقه, لأن الواردات لا تراد لذاتها, وإنما تراد لثمراتها, والله تعالى أعلم.
ثم شبه الحال الرباني بالمطر النازل في أصول الشجر كما تقدم في الحكم, فقال:
وآثاره في عرصات القلب ..... كالوبل في الغصن القويم الرطب
قلت: العرصات: جمع عرصه, هو المكان الواسع الذي تغرس فيه الأشجار, كنى به هنا عن سعة القلوب الفارغة من الشواغل والشواغب, وأراد أن السماع يترك آثاره في قلوب العارفين المطهرة من دنس الهوى, الفارغة من حب السوى, كما يترك المطر الغزير آثاره في الغصن القويم الرطب, وهو الزهر أولا, والعقد ثانيا, والثمار ثالثا, فليس المراد من المطر نزوله, وإنما المراد ما ينشأ عنه من الثمار, والله تعالى أعلم.
ثم ذكر آدابه في الجملة, فقال:
ولا يجوز عنده التكلم ..... ولا التلاهي, لا, ولا التبسم
قلت: إنما لا يجوز التكلم عنده, لأنه عند العارفين محل الوجد والخمرة والكلام يشوش القلب ويبعده من الحضرة, ويتلف عن الحقيقة, فالواجب تركه لمن أراد جبر قلبه, وعند غير العارفين رخصة, لأنه قريب من رتبة الباطل, فأقل شيء يرده إليه.
قال السلمي رضي الله عنه: والسكون مع حضور القلب وجمع الهم, والوقوف على أقوال المنشدين أولى من المداخلة, لأنه محل الاستكانة والتمكين, والهدوء والإنصات من آداب المستمعين, قال الله تعالى: "فلما حضروه قالوا أنصتوا" الآية, وقال: "وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا".
وأما التلاهي عنه, فانه يقتضي أنه لا ارب له فيه من جهة قلبه, وإنما مراده راحة نفسه, والفرجة والتلاهي يكون بالالتفات عنه بقلبه أو بدنه, شغلا بغيره.
وأما التبسم فيه, فإن فيه إساءة الأدب, فإن غلبه خرج, وإلا أُخرج وزجر.
قال السلمي رحمه الله: ولا يحضر مجلس السماع من يبتسم أو يتلاهى.
يحكى عن الشيخ أبي عبد الله بن خفيف أنه قال: حضرت مع شيخي أحمد بن يحيى السماع ببشران "اسم موضع" فاتفق فيها سماع أمم بموضع, فطاب وقت الشيخ وتواجد ودار, وكان في ضفة بحذائنا قوم من أبناء الدنيا, فتبسم واحد منهم. فأخذ الشيخ منارة كبيرة كانت هناك فرماه بها, فأصابت الجدار فانغرست أرجلها الثلاث في الحائط, وكان قد صلى ثلاثين سنة الصبح بوضوء العشاء.
ثم نهى عن حضور الأحداث فقال:
ويمنع الأحداث من حضوره ..... وإن يكن ذاك فمن ظهوره
قلت: مما يتأكد في مجلس السماع منع الأحداث من حضوره, إما حدث السن وإما حدث الدين, أو العاقل, وقد تقدم تفسيرهم.
أما حدث السن فلما تحرك مشاهدتهم من الفتنة, لا سيما مع دواعي ذلك من الشعر والأوزان. والترنم بالأصوات الحسان, والنفس لها في هذا الميدان مجال عظيم ومكر كبير.
وأما حديث الدين أو العقل, فان حضور غير الجنس يمنع من المدد, وذلك مجرب في الذكر والمذاكرة, والسماع عند الصوفية ذكر قلبي, فإن ألجأت الضرورة إلى حضورهم فليكونوا صفا من خلف الناس خافضين أصواتهم, وهذا معنى قوله: وإن يكن ذاك فمن ظهوره, أي: يكن ذلك الحضور ولم يمكن التحرز منهم بوجه, فليكن حضورهم من ظهور السماع, أي من وراء ظهور المستمعين, والله تعالى أعلم.
قال السلمي رحمه الله: ولا رخصة للأحداث في القيام والتحرك أصلا, وأكثر المشايخ يكرهون حضورهم مجلس السماع, ولا يرخصون لهم فيه.
سمعت والدي رحمه الله يقول: دخلت بغداد زائرا لجعفر الخلدي, فوجدت أبا العباس النهاوندي عنده, وهو حدث, فكلما حضرنا دعوة فيها سماع أمر أبا العباس بالانصراف, ولم يأمره أن يقعد في مجلس السماع.
ثم نهى عن الرقص والتحرك فيه لغير المغلوب فقال:
والرقص فيه دون هجم الحال ..... ليس على طريقة الرجال
وإن يكن يقوى على السكون ..... فانه أسلم للظنون
قلت: الرقص والترقص هو الارتفاع والانخفاض, يعني أن الرقص في السماع والتحرك دون غلبة الحال, ليس هو طريق الكمال, بل الكمال هو السكون والوقار وخفض الصوت والاستماع, فإنه أسلم لسوء الظنون بمن يفعل ذلك, وإن كان صادقا إذ لا سلامة من الخلق, ثم اعلم أن الرقص وقع فيه اضطراب كبير بين الصوفية وعلماء الشريعة, والتحرير في المسألة أن نقول: "الأصل في الرقص هو الإباحة, إذ لم يرد نص عن الشارع فيه بتحريم ولا إباحة, بل ظواهر النصوص تقتضي الإباحة, وسيأتي ذكرها أن شاء الله, وأيضا الأصل في الأشياء هي الإباحة, وقيل الوقف حتى يأتي الحظر, ولم يرد في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يقتضي التحريم, وإنما حرمته الأئمة لما قارنه من تعاطي أهل الفساد بجمع النساء والشبان وآلة اللهو والعلة تدور مع المعلول وجودا وعدما, فيتحصل في الرقص أنه على ثلاثة أقسام: قسم حرام, وقسم مباح, وقسم مطلوب.
فأما القسم الذي هو حرام, فهو رقص العوام بمحضر النساء والشبان, فهذا حرام لما يؤدي إليه من الفساد, وما يهيج من الطباع الدنية والنفوس الشيطانية, ويلتحق به ما خلا من ذلك, لكن قصد به التصنع والرياء وإظهار الحال, والتظاهر بما ليس فيه حقيقة, فهو حرام أيضا لما داخله من الرياء والتلبيس.
وعلى هذين القسمين يحمل كلام من أطلق التحريم, كصاحب "المعيار" و"النصيحة الكافية" وغيرهما.
وأما القسم المباح, فهو الذي يفعله الصالحون وأهل النسبة من غير وجد ولا تواجد, وإنما يفعلونه راحة لنفوسهم, وتنشيطا لقلوبهم بشرط الزمان والمكان والإخوان, خاليا من حضور ما تقدم من النساء والشبان, فهذا مباح إذ لا موجب للتحريم فيه, إذ علة التحريم هو ما تقدم, وهو خال من ذلك, وأما ما يقال: انه من فعل السامرية حين عبدوا العجل فعلى تقدير صحته فإنما حرم فعلهم لفساد قصدهم, لأنهم قصدوا بذلك تعظيم العجل أو الفرح به, وهذا كفر, ولو كان رقصهم خاليا من ذلك ما حرم عليهم.
وقد ثبت أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عن رقص بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال رسول الله: أشبهت خلقي وخلقي, وذكره السنوسي في "نصرة الفقير" وغيره.
 وقال ابن ليون التجيبي ما نصه: وأما الرقص في المسجد ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:"جاء جيش من الحبشة يزفون يوم عيد في المسجد, فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت كفي على منكبيه, فجعلت أنظر إلى لعبهم", قال ابن عيينة: والزفف الرقص, فثبت أن الرقص في أصله مباح, ولو كان حراما لذاته ما فعل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما القسم المطلوب فهو: رقص الصوفية أهل الذوق والحال, إما وجدا أو تواجدا, وسواء كان ذلك في حضرة الذكر أو السماع, ولا شك أن دواء القلوب من الغفلة وجمعها بالله مطلوب بأي وجه أمكن, ما لم يكن بمحرم مجمع على تحريمه, فلا دواء فيه, وقد تقدم قول الجنيد لما سئل عن السماع, قال: كل ما يجمع العبد على ربه فهو مباح.
وقال الفاسي في "شرح الحصن" عن شيخ الإسلام السيوطي رحمه الله ما نصه: أقول وكيف ينكر الذكر قائما, وقد قال تعالى: "والذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم".
وقالت عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه" وإن انضاف إلى هذا القيام رقص ونحوه فلا إنكار عليهم, وذلك من لذة الشهود والمواجيد:
وقد روى في الحديث رقص جعفر بن أبي طالب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال له: "أشبهت خلقي وخلقي" وذلك من لذة هذا الخطاب, ولم ينكر ذلك عليه النبي عليه الصلاة والسلام, فكان هذا أصلا في رقص الصوفية لما يذكرونه من لذة المواجيد.
وقد صح القيام والرقص في مجالس الذكر والسماع عن جماعة من أكابر الأئمة منهم شيخ الإسلام عز الدين بن عبد السلام.
وهو نحو ما في "الإحياء" وزاد فيه حديث نظر عائشة رضي الله عنها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحبشة وهم يرقصون, وقوله لها: "أتحبين أن تنظري إلى زفف الحبشة" والزفف الرقص انتهى.
وذكره ابن زكري في شرح النصيحة.
قلت: وقد تواتر النقل عن الصوفية قديما وحديثا شرقا وغربا أنهم كانوا يجتمعون لذكر الله, ويقومون ويرقصون ولم يبلغنا عن أحد من العلماء المعتبرين أنه أنكر عليهم.
وقد رأيت بفاس بزاوية الصقليين جماعة يذكرون ويرقصون من صلاة العصر يوم الجمعة إلى المغرب, مع توفر العلماء, فلم ينكر أحد عليهم, وقد بلغني أن شيخنا شيخ الجماعة سيدي التاودي بن سودة كان يحضر معهم في بعض الأحيان, فلا ينكر على الفقراء الرقص في حال ذكرهم إلا مقلد جامد, أو معاند جاحد, يرحم الله الشيخ زروقا رضي الله عنه في بعض شروحه على مقطعات الششتري لما تكلم على هذا المعنى, قال: وإنما أطلت الكلام هنا لوجهين:
أحدهما مخافة أن يغتر الغوغاء, ممن لا خلاق له بهؤلاء السادات فيتعاطونه في غير محله, فيقع في المقت.
ثم قال: والآخر أن يتبع قول الملحدين, أهل العقول الواهية, والأفئدة الخاوية, فيقدح في جملة طريقة أنتجها الصالحون من أولياء الله, وظهرت نتيجتها في كثير من عباد الله واشتملت نسبتها على رجال قاموا بأحكام الشريعة وآداب الحقيقة, وتعلقوا بأسماء رب العالمين, وتخلقوا بأخلاق سيد المرسلين, آثارهم حميدة, وملاقاتهم سعيدة, ترغب الملائكة في خلتهم, واشتاقت الأنبياء والرسل إلى رؤيتهم, كتاب الله مطرز بالثناء عليهم, وبشائر السنة كلها تشير إليهم, عند ذكرهم تتنزل الرحمة, وبسبب وجودهم تدفع النقمة, رغب في اللحوق بعسكرهم خليل رب العالمين حيث قال فيما أخبر الله عنه في كتابه المبين: "رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين" وتبعه الصديق الأمين في ذلك, حيث قال: "توفني مسلما وألحقني بالصالحين" واستشهادنا في معرض الولاية بهاتين الآيتين اللتين سبقتا في مقام النبوة, إنما اقتبسنا الدليل على ذلك, وهذا من باب تناول الأعلى إلى الأدنى بالثناء عليه ليعرف غيره ببعض شواهد فضيلته كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
"اللهم أحيني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين".
أي واجعل المساكين هم قرابتي المحدقون بي يوم المحشر, فقد عرف صلى الله عليه وسلم بفضيلة المساكين, وعظم جاههم عند الله ورسوله, لطلبه من الله أن يكونوا في كفالته, لا أنه في كفالتهم, فكذلك عرف الصديق بفضيلة أمة الإسلام, وخصوصا الصالحين منهم لا أنه طلب من الله اللحوق بعسكرهم لقصوره عن أدراك مقامهم, لكن مبالغة في التعريف بعظيم جاههم عند خالقهم, فعرف أولا بفضيلة الإسلام عموما, وعرف ثانيا بفضيلة الصالحين منهم خصوصا, ملأ الله قلوبنا من محبتهم, وسلك بنا سبيل سيرتهم وحشرنا في زمرتهم, اللهم آمين. انتهى كلامه رضي الله عنه.
ثم أشار إلى أن السماع إنما هو رخصة للضعفاء, فقال:
وليس يحتاج إلى السماع ..... إلا أخو الضعف القصير الباع
قلت: أشار إلى أن السماع لا يحتاجه ويزيد به إلا من كان ضعيف الحال قصير الباع في المعرفة والشهود, وأما القوي المتمكن فلا يحتاج إليه.
قال السلمي رضي الله عنه: وقيل يحتاج إلى السماع من كان ضعيف الحال, فأما القوي فلا يحتاج إلى ذلك.
وقال الحصري, ما أدون حال من يحتاج إلى مزعج يزعجه, ولعمري ما تحتاج الثكلى "بالمثلثة" إلى نائحة, والثكلى هي: التي مات ولدها.
وقيل: هو "أي: السماع" لقوم كالغذاء, ولقوم كالدواء, ولقوم مروحة, كما قال تعالى: "قل هو للذين أمنوا هدى وشفاء". الآية.
وقال في موضع آخر: "وسئل بعض الشيوخ عن شرب القلوب من السماع, وشرب الأرواح والنفوس" فقال: شرب القلوب الحكم, وشرب الأرواح النغم, وشرب النفوس ما يوافق طبعها من الحظوظ, ونعت الحسن والجمال.
ثم أشار إلى علامة الضعف, فقال:
والزعقات فيه والتمزيق ..... ضعف, وهز الرأس والتصفيق
قلت: الزعق هو: الصياح والتمزيق هو: تخريق الثياب, وهز الرأس: تحريكه, والتصفيق الضرب بالكف يعني: أن الصراخ في السماع وتمزيق الثياب وتحريك الرأس والتصفيق باليد إنما يصدر من ضعيف الحال, الذي هو مغلوب للأحوال, وأما القوي المالك للأحوال, فلا يصدر منه شيء من ذلك.
قال السلمي رضي الله عنه: وليس من الأدب استدعاء الحال والتكلف للقيام, إلا من غلبه حال فيه, فينزعج أو يكون على سبيل مساعدة لصادق, أو مطايبة لخاطر من غير تساكر ولا إظهار حال, وترك ذلك أولى.
 روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعظ فصعق رجل من جانب المسجد, فقال: "من هذا الملبس علينا ديننا, إن كان صادقا فقد شهر بنفسه وإن كان كاذبا محقه الله".
ثم قال: حكى أن شابا كان يخدم الجنيد, وكلما سمع شيئا زعق وتغير, فقال: إن ظهر فيك شيء بعد هذا فلا تصحبني, فكان يضبط نفسه, وربما كان يقطر من كل شعرة منه قطرة عرق حتى كان يوم من الأيام زعق زعقة خرجت منها روحه.
والزعقة من وجهين: أحدهما للتوجع, والأخرى للتطلع, زعقة التوجع من حيث الخوف والحزن, وهي نظيرة صيحة المصاب, وزعقة التطلع من المحبة والشوق والرجاء, وهي نظيرة صيحة المتطلعين للإهلاك إذا تحققوا ذلك, وهذا لا يكون إلا عند وجود غائب أو فقدان حاضر, ومثلها كمثل العطسة لا يدري كيف تجيء.
قلت: أما التمايل يمينا وشمالا فلا يدل على الضعف, وقد رأيت شيخنا يفعله عند السماع وهو من لذة التواجد, فلا يدل على الضعف, والله تعالى اعلم.
وقد ذكر ابن عرضون في "مقنعه" أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا ذكروا الله مال بعضهم على بعض كالشجرة في يوم الريح العاصف, أو ما هذا معناه, ثم أشار إلى أن السماع لم يكن عندهم مقصودا للاجتماع, بل حيث ما تيسر, فقال:
ولم يكن لأجله اجتماع ..... ولا لدى غيبته انصداع
قلت: الانصداع هو الافتراق, يعني: أن القوم لم يكن اجتماعهم مقصودا للسماع, بحيث إذا وجد اجتمعوا وإذا غاب افترقوا, بل كانوا إذا اتفق اجتماعهم لأمر من الأمور, أو إذا دعاهم أحد إلى وليمة أو سرور استعملوه, لأنهم أغنياء عنه بحلاوة الذكر والمعرفة والله تعالى أعلم.
ثم ذكر انه لم يكن فيه آلة اللهو, فقال:
ولم يكن فيه مرأسنونا ..... ولا طنابر ومسمعونا
وليس أيضا كان فيه طار ..... ولا مزاهر ولا تنقار
والشمع والفرش والتكالف ..... أحلف ما كانت يمين حالف
قلت: "المرأسنون" بفتح الميم هي الطائفة التي تجيب القوال بالدندنة ونغم الموسيقى, بحيث إذا فرغ القوال من الشعر أجابون بكلام اللهو والنغم المستلذة, وهو من شأن أهل اللهو, فالتشبه بهم هجنة, والطنابير: جمع طنبور, وهو شبيه بالعود في صورته, وقيل هو بنفسه والمسمعون المرصدون للغناء في الولائم, يسمعون الناس غناءهم ولهوهم, والطار معلوم, وهو ذو الشراشر, والمزهر هو المجلد من جهتين, والتنقار هو: فعل النقر, ويكون في نقر الأوتار المعلومة.
يقول رحمه الله: إن سماع القوم لم يكن فيه شيء مما ذكر, مما هو من آلات اللهو, ويلتحق بما ذكر: الرباب, والشبابة, والبندير, والزمارة, وغير ذلك مما يستعمله أهل اللهو فينبغي للفقير أن يجتنبها, وهذه مسألة خلافية, فقد رجح الغزالي في "الإحياء" جواز سماع هذه الأشياء, بشرط خلو المكان والإخوان والزمان, قيل: وهو مذهب الشافعي ورده بعضهم.
والحاصل أن العارف المحقق الذي غرق في عين بحر الوحدة حتى كان سمعه بالله ومن الله وبصره بالله والى الله, ووجده بالله ومن الله, لا يكدره شيء, فلا ينكر عليه شيء.
وقد قالوا إذا ثبتت عدالة المرء فليترك وما فعل.
وهذه مسألة خلافية لم يرد فيها نص من الشارع, والأصل في الأشياء الإباحة حتى يرد الحظر, وما حرم السماع حتى أخذه أهل اللهو, ونقلوه إلى لهوهم وقارنوه مع شرب الخمر والزنا, فحرم حينئذ, سدا للذريعة, والله تعالى اعلم.
 وقد كان بعض علماء الحديث من أهل الحفظ والضبط يستعمل ضرب العود, فعيب عليه فحلف لا يحدث بحديث حتى يضرب العود, فأخبر به السلطان "قيل هارون الرشيد" فأرسل إليه وقال له: حدثني بحديث المخزومية, فقال أحضر العود, فقال له الملك: عود البخور؟ فقال: بل عود الطرب, فضحك الملك, ثم قال: من يحرم السماع من الفقهاء, فقال له: من طبع الله على قلبه, ثم قال له ذلك العالم: لقد حضرت وليمة بالمدينة, وفيها علماؤها, حتى لو سقط البيت لم يبق مغني بالمدينة, وأصغرهم مالك بن انس, فغنوا وهو بمزهره فغنوا وأنشدوا, "ذكره ابن عرفة في باب النكاح" نقلته بالمعنى.
وقوله: الشمع والفرش الخ. يعني أنهم لم يكونوا يتكلفون بالسماع حتى يحضروا الشموع الموقودة, والفرش الممهدة, والوسائد المزوقة, وإنما كانوا يحضرون له على حالة الفاقة, والابتذال, على ما يصادف الوقت والحال, وليس مراده أنها محرمة, وإنما مراده أن طريق القوم عدم التكلف, فإن صادف الحال أنها أعدت فلا يمتنعون منها, لأن الصوفي اتسعت دائرته, فلا يختار شيئا ولا يمتنع من شيء, بل ما أعطاه سيده أخذه بالقبول, إلا ما حرمته الشريعة المطهرة بنص صريح لا تأويل فيه, فهو حينئذ أولى بالأدب من غيره والله تعالى اعلم, ثم قال:
وأمروا فيه بغلق الباب ..... وإنما ذاك للاجتناب
قلت: وإنما أمروا في حال السماع بغلق الباب لئلا يحضر معهم من يجتنب حضوره من الأحداث والعوام والنساء وغير ذلك مما لا يليق حضوره, لأن مجلس السماع إذا كان ربانيا هو كمجلس الذكر والمذاكرة, ومجلس الذكر والمذاكرة غذاء الأرواح ورضاع القلوب, فهي ترضع بعضها بعضا, فإذا حضر صاحب التخويض رضعت منه بعض القلوب ذلك التخويض, فربما يسري في الجماعة, فلا يجدون حلاوة الوجد, ولا لذة الخمرة, ولذلك قال الجنيد رضي الله عنه: المواكلة رضاعة فانظروا من تواكلوا, فيصدق بالحسي والمعنوي.
وقد عقد بعض الشيوخ حلقة الذكر في بيت مظلم فلم يجدوا قلوبهم, فقال لهم الشيخ ائتوني بالمصباح, فلما أتوا به وجدوا معهم طالبا من طلبة المدرسة, فأخرجوه فحينئذ وجدوا قلوبهم.
وحكا عن بعض أشياخنا "وأظنه سيدي محمد بن عبد الله" انه كان في مجلس المذاكرة فجلس معهم رجل عامي, فأزال الشيخ عنه ثوبا, وقال له: قم بع في السوق, فلما خرج قال له: خذ ثمنه ولا تعد, وسد الزاوية.
والحاصل: أن حضور غير الجنس مشوش مانع من زيادة المدد, والله تعالى أعلم.
ثم حرر الخلاف في السماع فقال:
وليس للقائل ما يقول ..... في الشعر إذ سمعه الرسول
قلت: "سماع الشعر من غير ألحان ولا موسيقى لا نزاع فيه, لأنه سمعه عليه الصلاة والسلام وأجاز عليه ودعا لقائله, وإنما النزاع في الترنيم به".
وقوله: "بألحان وموسيقى" فمن كان طبعه جامدا لا يحركه شيء, لا لخير ولا لشر, كان في حقه مكروها إن شغله عن ذكر الله أو مباحا إن لم يشغله, ومن كان طبعه مائلا للهوى وحب الدنيا وعلم انه يحركه للفساد حرم عليه, ومن كان قلبه معمورا بمحبة مولاه, فانيا عما سواه, كلما سمع زاد به إلى مولاه, فهذا يستحب في حقه السماع.
هذا حاصل ما ذكره في "جل الرموز" حين تكلم على السماع.
فقال: السماع ينقسم إلى ثلاثة أقسام: منه ما هو حرام محض, وهو لأكثر الناس من الشبان, ومن غلبت عليهم شهواتهم, وملكهم حب الدنيا, وتكدرت بواطنهم, وفسدت مقاصدهم, فلا يحرك السماع منهم إلا ما هو الغالب عليهم من الصفات المذمومة, سيما في زماننا هذا.
والقسم الثاني: منه مباح, وهو: من لاحظ له منه إلا التلذذ بالصوت الحسن, واستدعاء السرور والفرح.
والقسم الثالث: مندوب, وهو: من غلب عليه حب الله تعالى, والشوق إليه, فلا يحرك السماع منه إلا الصفات المحمودة, وتضاعف الشوق إلى الله, واستدعاء الأحوال الشريفة والمقامات العلية, والكرامات السنية, والمواهب الإلهية.
قال الشيخ ابن ذكرى رحمه الله: فتبين من هذا انه لا نص فيه من الشارع, والذي تقتضيه قواعد الشريعة انقسامه إلى ما ذكر.
ثم ذكر أصل استعمال السماع فقال:
وإنما كان السماع قدما ..... قصد المريد الشيخ يشكو السقما
وجاء هذا, ثم جاء هذا ..... حتى استقلوا عنده أفذاذا
فبث كل ما به قد جاء ..... فعرضوا من دائهم دواء
فعندما نشطت النفوس ..... وزال عنها كسل وبوس
وطابت القلوب بالأسرار ..... واستعملت نتائج الأفكار
ترنم الحادي ببيت شعر ..... فاكتنفته غامضات الفكر
كل له مما استفاد شرب ..... هذا له قشر وهذا لب
فإن تمادى وأتم الشعرا ..... أبدوا من الشرح عليه سفرا
فهكذا كان سماع الناس ..... فهل ترى به كذا من باس
قلت: القدم بكسر القاف معناه: القديم, وهو ظرف, أي في القديم, والسقم: المرض والأفذاذ: الجماعة المتفرقة, جمع فذ, وهو المنفرد, وبث شكواه: أودعها وأخبر بها, والنشاط خفة الأعضاء, والكسل ضده, والباس هو الضر والداء,، والأسرار: الأذواق والأحوال, ونتائج الأفكار: العلوم, والترنم: التغني, والحادي: القوال, واكتنف الشيء: أحاط به, فصار في كنفه, والغامض: الخفي, والشرب "بكسر الشين" النصيب من الماء, والقشر: ظاهر الشيء, واللب باطنه.
يتبع


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في السبت 30 ديسمبر 2023 - 23:22 عدل 1 مرات

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة السبت 30 ديسمبر 2023 - 23:20 من طرف عبدالله المسافربالله

الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (3) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

تابع 6 - في حكم السماع
يقول رضي الله عنه: وإنما كان استعمال السماع في الزمان المتقدم عند قصد المريد الشيخ يشكوا إليه سقمه ومرضه الذي أصاب قلبه من غفلة أو فترة أو قسوة أو كسل أو طغيان أو غير ذلك من العيوب التي لا تحصى, ثم توالى المجيء إلى الشيخ: هذا بعد هذا, حتى استقل عنده جماعة من الفقراء, فشكا كل واحد داءه, لأنه طبيب ماهر, وقد يداوي بالهمة أو بالنظرة, فعندما أحسوا بالشفا ونشطت نفوسهم, وذهب داؤهم وبؤسهم, وطابت قلوبهم بالأذواق, وامتلأت قلوبهم بالأنوار, وأشرقت فيها شموس المعارف والأسرار, واستعملت نتائج أفكارهم, فأبدت من العلوم ما يليق بسعة صفائها: ترنم الحادي بالغزل الرقيق, واستعمل من الشعر ما بالجانب يليق, فإذا سمعته دقائق أفكارهم الصافية, وغوامض فهومهم العلية, وأحاطت بمعاني تلك الأشعار, واستخرجت ما فيها من علوم وأسرار, كل واحد على قدر نصيبه وشربه مما استفاد من شيخه بمحبته وصدقه, وعلى قدر مجاهدته وسيره, فمنهم من يكون حظه معاني الكلام الظاهرة ومنهم من يخوض بفكره إلى المعاني الباطنة, وقد يقع في أسماعهم من كلام واحد ما يليق بحال كل واحد, على حسب مقامه, كالنفر الثلاثة الذين سمعوا قائلا يقول: يا سعترا بري, فبعضهم سمع: اسع ترى بري وبعضهم سمع: الساع ترى بري, وبعضهم سمع: ما أوسع بري, فالأول حاله بداية, والثاني الاستشراف على النهاية, والثالث حاله واصل إلى الغاية.

وفي هذا المعنى قال ابن عطاء الله: العبارة قوت العائلة المستمعين, وليس لك منها إلا ما أنت له آكل, فإن تمادي الحادي على شعره حتى أتمه تكلموا فيه, واستخرجوا ما عندهم فيه من العلوم, كل على قدر وسعه  لينفق ذو سعة من سعته  الواصلون  ومن قدر عليه رزقه  السائرون, فاظهروا من علومهم ما يملأ سفرا أو أكثر, فهكذا كان سماع الناس في الزمان المتقدم, فهل ترى أيها المنكر لهذا الفعل من بأس أو أنت من الحال والوجد من أهل الإفلاس.
قلت: وليس مراد الشيخ الحصر في هذه الكيفية حتى لا يصح السماع, إلا إذا كان هكذا بل كل من وجد في نفسه كسلا أو قبضا: استعمل ما يزيل به كسله أو مرضه.
ثم اعلم أن اعتراض أهل الظاهر على الصوفية لا ينقطع أبدا: سنة ماضية, وخصوصا في السماع والرقص, وهم معذورون, لأنهم لا يشاهدون إلا ذواتا ترقص وتشطح, ولا يدرون ما في باطنها من المواجيد والأفراح, فيحملون ذلك على خفة العقل والطيش, فيقعون فيهم إلا من عصمه الله بالتسليم, ولذلك كان التصديق بطريقة القوم ولاية, والاعتراض جناية, إلا من صحت نيته وحملته الغيرة, فهو مأجور من جهة, محروم من جهة.
وقد رأيت للطرطوشي اعتراضا كبيرا على الصوفية في الرقص, حتى قال فيه: إنه ضلالة وجهالة, وذلك لما قلنا, قال تعالى: "بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله".
وكان الشيخ ابن عباد رضي الله عنه يقول: لا تجعلوا لأهل الظاهر حجة على أهل الباطن, أي: لأنهم لم يدركوا ما أدركه أهل الباطن, فلا تقوم الحجة عليهم بمجرد سوء الظن, ولله در أبي مدين حيث يقول: 
إذا لم تذق ما ذاقت الناس في الهوى ..... فلله يا خالي الحشا لا تعنفنا
إذا اهتزت الأرواح شوقا إلى اللقا ..... نعم: ترقص الأشباح يا جاهل المعنى
إلى آخر كلامه وبالله التوفيق.
ثم أشار إلى مسألة الخلع, وهي خلع الثوب عنه, وإلقاؤه للفقراء فرحا وتواجدا كما فعله عليه الصلاة والسلام, فقال:
وكرهوا الخلع على المساعدة ..... لأن فيه كلفة المعاندة
ومن يكن يخلع عند الحال ..... فلا يجوز رده بحال
إذ كان كل عائد في هديه ..... كالكلب ظل عائدا في قيئه
قلت: الخلع بفتح الخاء وسكون اللام هو: نزع الثوب عند السماع, وهو على ثلاثة أقسام: إما أن يكون مساعدة لغيره, أو لغلبة حال عليه, أو سقط بنفسه, الأول مكروه لما فيه من التكلف والمعاندة, أعنى المنافسة, لأنه لما رأى غيره خلع ثوبه وجدا أو حالا: خلع هو ثوبه مساعدة له, ومنافسة فيما فعل, وهذا لا يخلو من رياء وتصنع, واليه أشار بقوله: "وكرهوا الخلع". الخ.
وإما أن يكون لغلبة حال عليه, فنزعه فرحا بالوجد أو شكرا لما وهبه الله من سني الأحوال, فهذا يأخذه الفقراء, ولا يجوز له الرجوع فيه بحال, لأن فيه الرجوع في الصدقة وقد قال عليه الصلاة والسلام: "والعائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه", والى هذا أشار بقوله: "ومن يكن يخلع عند الحال" الخ.

قال السلمي: وأكثر المشايخ يكرهون طرح الخرقة على سبيل المساعدة, لما فيه من التكلف المخالف للحقيقة, وما كان من معارضة حال أو وقت, فلا يجوز فيه الرد, لأن ذلك شبه هبة وهدية, وقال صلى الله عليه وسلم: "العائد في صدقته كالكلب يعود في قيئه".
وقيل: من رجع في هبته بالغ في خسته.
ثم إلى حكمه, فقال:
وحكمه في أفضل الأحكام ..... رأي العراق ليس رأي الشام
قلت: ظاهر كلامه أن الضمير في "حكمه" يعود على الخلع الذي هو أقرب مذكور, لكن لم يذكر السلمي الذي يعتمده الناظم في هذا النظم هذا الخلاف, وكذلك التجيبي في "الإقالة" مع انه أطال في الكلام, ويحتمل أن يرجع الضمير إلى السماع من أصله, ويكون استدراكا لترجيح أحد القولين المتقدمين, في قوله: "قال أهل العراق بالتحريم, وقال الحجازيون بالتسليم" لكنه بعيد. لأن أهل الحجاز غير أهل الشام, وأيضا السياق يأباه, ولعل الناظم أطلع على خلاف بين أهل العراق وأهل الشام في الخلع بالجواز والمنع.
وجنح الشيخ زروق إلى المنع فقال: تنبيه.
الذي ينبغي الجزم في هذا الزمان منع الخرق, أي خلعها وأخذها والدخول عليها, لما عليه الناس من الشحة والاعتلال.
قلت: بل الظاهر الجواز, وليس في طريق الصوفية صوفي شحيح, بل هو من أقبح القبيح, ومن كان شحيحا تعلم السخاء بهذا وبغيره, ثم أشار إلى ما من يقل بها ومن يستحقها, فقال:
وحكموا الوارد في الخروق ..... للأنس والخبرة بالطريق
قلت: إذا اختلف الفقراء في الخرق التي تخلع في مجلس السماع والذكر, هل ترد لصاحبها أو تقطع وتفرق بينهم أو تعطى لأحوج منهم, وحكموا أول وارد عليهم, فما حكم به اتبعوه وإنما فعلوا ذلك للأنس الذي يحصل بينهم في ذلك الحكم, بحيث لا يتغير قلب أحد.
وقيل: يحكمون من كان أهل الخبرة بطريق القوم, وهذا ما لم يحضر الشيخ, وأما إن حضر فالحكم له, وإذا خلعت على القوال فهي له لقوله عليه الصلاة والسلام: "من قتل قتيلا فله سلبه".
وقيل: إن كان من جملة الفقراء فهو كأحدهم, وإن كان محبا فقط فهي له, وإن كان بأجرة فلا شيء له.
ثم ذكر ما يسقط بنفسه من غير أن يخلعه صاحبه, فقال:
والسقط مردود بلا خلاف ..... وقدر هذا في السماع كاف
قلت: السقط بالكسر بمعنى: المسقوط, يعني أن ما سقط من غير اختيار صاحبه فهو مردود عليه, ولو كان من غلبة حال أو وجد إذا الخلع المتقدم إنما هو ما كان باختيار صاحبه فرحا بالوجد أو الحال, أو شكرا, لا ما سقط بغير اختياره, فلا يحل أخذه, إذ: "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسه".
تتميم: قال ابن ليون التجيبي: ومن أشار بيده أن يخلع, بان عنه ما عليه, ومن دخل الطابق "أي الحلقة" بفرجية غير مزورة بانت عنه, يعنى لتفريطه وعدم جزمه, ومن خلع ما على رأسه بان عنه كل ما عليه, فإن الخزق تابعة للتاج. قلت ولعل هذا حيث جرى به عرف أو عمل, وإلا فالظاهر اختصاصه بما خلع ثم قال: ومن رقص ويده تحته بانت عنه خرقه, ومن عثر في ثوبه أو داسه "أي وطىء عليه برجله" أو أطفأ به السراج, أو آذى به أحدا أو شبه ذلك بان عنه الثوب, وكذلك الإشارة بالكم, فان الفقير محفوظ والسقط بائن عنه, فيبين عنه ثوبه أقل شيء, بخلاف المحب, فانه لا يبين عنه ثوبه إلا باختياره, والعياط الفاحش في السماع يطالب صاحبه, فإن انفصل, وإلا استغفر, وكذلك الوقف الكثير في الطابق "أي الحلقة" ما لم تشهد له البواطن بالصدق, ولا يزاحم محترم محترما في طابقه, ولا يدخل الطابق غير فقير, لأنه لا يدري مشرب القوم, ويحبسه الخادم في موضعه إن غلب عليه وارد, انتهى.
وهذا القدر كاف في السماع, لمن له صدق واستماع, وبالله التوفيق, وهو الهادي إلى سواء الطريق.
ثم أشار إلى الحكم السابع من أحكام الترجمة التسعة, فقال: السابع في حكم السفر والقدوم على المشايخ:
اعلم أن للسفر آدابا تطلب قبل الشروع فيه, وآدابا حال الشروع, وآدابا بعده, فأما التي تطلب قبل الشروع فمنها الاستخارة لقوله عليه الصلاة والسلام:
"ما خاب من استخار, ولا ندم من أستشار".
وروى البخاري عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا الفاتحة,
يقول: إذا هم أحدكم بأمر فليركع ركعتين ثم يقول: "اللهم إني أستخيرك بعلمك, وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم, فإنك تقدر ولا أقدر, وتعلم ولا أعلم, وأنت علام الغيوب, اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري, أو قال عاجل أمري وآجله فاقدره لي ويسره لي, ثم بارك لي فيه, وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري, أو قال عاجل أمري وآجله, فاصرفه عني واصرفني عنه, واقدر لي الخير حيث كان, ثم رضني به", والركعتان, بالكافرين والإخلاص, ويقتصر على هذه الاستخارة دون غيره مما فيها نوم أو غيره, ويكررها ثلاثا أو سبعا إن كان أمرا مهما.

ومنها الاستشارة إن كان له شيخ, فليستشره ولا يسافر بغير إذنه, وإن لم يكن له شيخ فليستشره من اشتهر بالصلاح والخير من العلماء العاملين, وكذلك الوالدين, ومنها النية الصالحة فلا يسافر بقصد الدنيا أو النزهة, وسيأتي الكلام على هذا عند قول الناظم "ولم تكن أسفارهم تنزها, بل كان فيها نحو التوجها" وبقدر ما يعدد من النيات يحصل له من الخيرات وقد قال الشيخ القطب ابن مشيش لأبي الحسن: لا تنقل قدميك إلا حيث ترجو ثواب الله, ولا تجلس إلا حيث تأمن غالبا من معصية الله, ولا تصحب إلا من تستعين به على طاعة الله ولا تصطف لنفسك إلا من تزداد به يقينا, وقليل ما هم, ومنها التماس الصاحب, وفي بعض الآثار "التمسوا الرفيق قبل الطريق" وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن السفر وحده, وقال: الراكب شيطان, والراكبان شيطانان, والثلاثة ركب, ولا يسافر مع غير جنسه, ولا يصحب إلا من يزيد به إلى ربه.
وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم حين قالوا له: من نجالس يا رسول الله؟ قال: "من ذكركم بالله رؤيته وزاد في علمكم منطقه, وذكركم بالآخرة عمله", والمراد بالمجالسة مطلق المصاحبة, فتصدق بالسفر وبغيره.
ومنها قضاء الديون, ورد الودائع, فإن لم تحل وتعذر تعجيلها فليترك وكيلا يؤدي عنه وإن كانت عليه مظالم تحلل منها, لأنه لا يدري: هل يرجع أم لا؟
ومنها استعداده لحمل الماء, فيستصحب قربة أو ركوة يتوضأ منها, قال السلمي رضي الله عنه: ويجب على المسافر استصحاب ركوة أو كوز للطهارة, والركوة أولى, والركوة إناء من جلد, وقال في القاموس: زق صغير, ثم قال: سمعت والدي رحمه الله يقول: كان بعض المشايخ إذا صافحه المسافر تفقد أثر حمله الركوة من كفه وأصابعه, فإن وجده "أي اثر الركوة أحسن قبوله, وإلا ازدراه".
 وقال بعضهم: إذا رأيت الصوفي وليس معه ركوة أو كوز, فأعلم انه عزم على ترك الصلاة وكشف العورة, شاء أم أبى.
ويستحب للمسافر استصحاب العصا والإبرة والخيوط, والمقص والموسى ونحوها, فان ذلك مما يستعين به على أداء الفرائض كما يجب, وإذا أراد أن يسافر فمن الأدب أن يطوف على إخوانه ويعرفهم بسفره ويودعهم, ويستحب لمن هو من صحبتهم تشييعه, كذلك كان أدب المشايخ. انتهى.
وأما التي تطلب حين الشروع في السفر فمنها: صلاة أربع ركعات, فقد روى الديلمي أنه صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد سفرا صلى أربع ركعات, يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب والإخلاص, فإذا سلم قال: "اللهم إني أتقرب بهن إليك, فاجعلهن خليفتي في أهلي ومالي, فإذا نهض للسفر من جلوسه: قال: اللهم بك انتشرت واليك توجهت, وبك اعتصمت, اللهم أنت ثقتي ورجائي, اللهم أكفني ما أهمني وما لا أهتم به, وما أنت أعلم به مني, وزودني التقوى, واغفر لي ذنبي, ووجهني للخير حيث ما توجهت, ثم يقرأ الكافرون والإخلاص والمعوذتين".
ومنها توديعه أهله وجيرانه وأصحابه, يقول: استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه, ويقال له: زودك الله التقوى, وغفر ذنبك, ويسر لك الخير حيث ما كنت.
ومنها توديعه أهله وجيرانه وأصحابه, يقول: استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه, ويقال له: زودك الله التقوى, وغفر ذنبك, ويسر لك الخير حيث ما كنت.
ومنها قراءة ورد السفر, وهو: استغفر الله "عشرا" اللهم صلى على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليما "عشرا" حسبنا الله ونعم الوكيل "عشرا" ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "عشرا".
هكذا تلقيناه من أشياخنا زاد شيخنا البسملة "عشرا".
 قال ينبغي أن تكون بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم, وهذا الورد حفيظة وحصن يقال في كل سفر ولو قرب, وينبغي تقديمه على التوديع, وإذا كان له مركوب قال إذا جعل رجله في الغرز: "بسم الله, وإذا استوى على ظهره  الحمد لله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون  سبحانك إنك ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" هكذا روى الترمذي.
زاد غيره: "الحمد لله الذي حملنا في البر والبحر, ورزقنا من الطيبات, وفضلنا على كثير بمن خلق تفضيلا, اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى, ومن العمل ما ترضى, اللهم هون علينا سفرنا هذا, وأطوعنا بعده, اللهم أنت الصاحب في السفر, والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في المال والأهل.
ويكبر ويسبح ويحمد "ثلاثا وثلاثين" ويهلل "مرة".
وأما التي تطلب بعد الشروع فاشتغاله بذكر الله, وبالتفكر والاعتبار في عظمة الله, وكل ما رأى شيئا عرف فيه صانعه ومولاه, وإذا علا على شرف كبر, وإذا هبط في واد أو مكان منخفض سبح, وإذا انفلتت دابته قال: يا عباد الله احبسوا, وإذا رأى قرية أو مدينة قال: اللهم رب السموات السبع وما أظللن, ورب الأرضيين السبع وما أقللن, ورب الشياطين وما أضللن, ورب الرياح وما ذرين, أسألك خير هذه القرية وخير أهلها, ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها, وإذا وصل وضع يده على سورها, ويقرأ لإيلاف قريش "ثلاثا" فإذا فعل ذلك لم يزل صحيحا جسمه فيها حتى يخرج, وإذا دخلها قال: اللهم بارك لنا فيها "ثلاثا" اللهم أرزقنا جناها وأعذنا من وباها, وحببنا إلى أهلها وحبب صالح أهلها إلينا.
وسيأتي بقية الأدب والآداب التي تطلب حين يصل عند الناظم إن شاء الله.
وينبغي للفقير أن يشد يده على هذه الآداب النبوية, فإنها دليل المحبة, قال الله تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" والله تعالى اعلم.
ثم قدم الحكمة في سفرهم وما المقصود به فقال:
* * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (4) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (2) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الثالث في أحكام التصوف وهي تسعة (1) الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الأول في أصل التصوف الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى
» الفصل الرابع في الرد على من رد التصوف الفتوحات الإلهية فى شرح قصيدة المباحث الأصلية للشيخ ابن البنا السرقسطى شرح الشيخ أحمد بن عجيبة الحسنى

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى