اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

10102023

مُساهمة 

الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Empty الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني




الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 1  د. عبد المنعم الحفني

561 . جرائم اليهود ومخالفاتهم

أثبت القرآن ما ارتكبه اليهود وما يزالون ، في مثل قوله تعالى :فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ( 155 ) وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى مَرْيَمَ بُهْتاناً عَظِيماً ( 156 ) وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً( 157 ) ( النساء ) ،
وقوله :فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ طَيِّباتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيراً ( 160 ) وَأَخْذِهِمُ الرِّبَوا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ( النساء ) ،
فهذه عشر مخالفات وبعضها جرائم صريحة . ثم في قوله :فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلى خائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ( المائدة 23 ) ،
فهذه أربع مخالفات أخرى ، وكلها فعال وخصال نشهدها اليوم بشكل جلى في فلسطين ، فلا هم يحترمون مواثيق ، ولا هم يحافظون على العهود ، وتمتلئ صدورهم بالغل ، وتملأ القسوة قلوبهم ، وتشهد على ذلك كتبهم وأنبياؤهم ، وشهدوا على أنفسهم بالتحريف والتلفيق، ولم يراعوا للّه عهدا، ولا تزال تطلّع على غدرهم ومكرهم وخيانتهم ، فلكل ذلك لعنهم اللّه وأبعدهم عن رحمته.

  * * *

562 . اليهود قتلة الأنبياء

يذكر القرآن قتل اليهود للأنبياء في ثلاث سور ، هي البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، وفي ثمانية مواضع ، كقوله تعالى :وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ( البقرة 61 ) ،
وقوله :فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ( البقرة 91 ) ،
وفي الآيتين يكذّبهما اللّه تعالى في حيثيات قتلهم للأنبياء ، فالنبىّ لا يفعل ما يستوجب قتله ، وإن قتل فقتله عن ظلم ، وهذا هو معنى « بغير الحق » ، ولا يتفق أن يقتل مؤمن نبيا ، فكيف يؤمن إذن إن قتل نبيّه ؟ وبما ذا آمن ؟ وكيف آمن ؟ وأية رسالة آمن بها ؟ ومن بلّغه بها ؟
وفي تاريخ اليهود كما يأتي في كتب العهد القديم أنهم قتلوا النبيين والصالحين أيضا ، كقوله :وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ( آل عمران 21 ) ،
وكانوا إذا قتلوا النبيين ، قام أتباعهم يأمرون بالعدل بين الناس ، ويدعون أن يقوم المجتمع على القسط ، فيقتلونهم أيضا ، وقد قتل إيليا في يوم واحد أربعمائة وخمسين من الأنبياء دفعة واحدة بدعوى أنهم أنبياء زائفون ويدعون للبعل ! ( الملوك الثاني 18 / 40 ) ،
وجاء في سفر الملوك الثالث أن إيليا أتمّ ذبحهم بالسيف فوق نهر جار ، وغير إيليا كثيرون ، وقد اتهمهم بطرس فقال لهم : أسلمتم المسيح وأنكرتموه وقتلتموه وعلّقتموه على خشبة ؛ ورجموا بولس ( 14 / 18 ) ، وتحالفوا لقتله وكانوا أكثر من أربعين يهوديا ( 23 / 13 ) .
وفي رسالة بولس إلى أهل رومية قال إنهم قتلوا أنبياءهم ( 11 / 3 ) ،
إلى آخر ذلك ، ومنه كثير في كتب النصارى .

  * * *

563 . الذلّ لليهود أينما وجدوا

في الآية :ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ( آل عمران 112 ) أن هذا هو قدر اليهود جزاء لهم على ما يفعلون من المظالم والسيئات ، فأينما وجدوا لقوا الذل إلا أن يمدّ الناس لهم أيديهم ويبقونهم في ذمتهم .
وحتى في فلسطين فإنهم يحيون في مذلة ورعب ويحاربون من وراء جدر .

  * * *

564 . اللّه يقاتل عن اليهود

اليهود بهم أنفة من القتال ، وإياس من النصر ، فهذه هي صفتهم الأزلية ، وقالوا لنبيّهم موسى :فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ( المائدة 24 ) ،
فوصفوا اللّه تعالى بالذهاب والانتقال ، وبالجسمية وهو دليل على أنهم ليسوا موحّدين وأنهم مشبّهة ، ومعنى الآية أن موسى ، بما أنه رسول اللّه ، فنصرته له أحق من نصرتهم ، وقتاله معه إن كان رسوله ، أولى من قتالهم معه ، فلما رفض شكّوا في رسالته ، وكانوا قد حرّفوا التوراة ونسبوا فيها إلى موسى قوله : « الربّ يحارب عنكم وأنتم صامتون » ( الخروج 14 / 14 ) ،
وقوله : « فإن الرّب إلهكم السائر أمامكم هو يحارب عنكم كما صنع في مصر على عيونكم » ( تثنية الاشتراع 1 / 30 ) ،
وبمثل ذلك أطمعهم موسى فيه وفي ربّه ، ووافق هواهم ، ووراء ذلك أنهم كانوا يكرهون الموت ، ولا يعرفون الاستشهاد ، ويحبون الحياة .

* * * 

565 . لما ذا انصراف المسلمين عن بيت المقدس قبلة اليهود ؟

كل ما جاء به الإسلام كان على مراحل ، وتمّ على مهل ، واختيار القبلة من ذلك ، وكانت في البداية إلى بيت المقدس ، ثم تحوّلت إلى البيت الحرام ، وجاء هذا التحوّل بعد الهجرة إلى المدينة ، وكان اسمها يثرب ، وأغلب سكانها من اليهود ، وساعد اليهود النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في أول الأمر ، وكانت أمانيهم أن تكون مدينتهم يثرب مدينة الدعوة ،
وأن يكون الدين الجديد هو التوحيد كديانتهم ، وأن يكون نسخة من الديانة اليهودية وإنما نسخة أممية أي للأمم ، وأكدوا أن محمدا صلى اللّه عليه وسلم هو نبىّ الأمم وليس من أنبيائهم ، وذلك أن ديانتهم يهودية محضة ، وكذلك أنبياؤهم يهود خلّص ، فإذا أفلحوا أن يجعلوا يثرب تنافس مكة بكعبتها ، وتستقطب العرب إليها ، فإنهم يكونون قد أفلحوا في تحدّيهم لعظمة قريش الفكرية والتجارية ، وستكون مدينتهم يثرب هي مركز تجمّع العرب ثقافيا واقتصاديا ، وفي ذلك كل الفائدة لهم .
وعن ابن عباس قال كان أول ما نسخ من القرآن القبلة ، وذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لمّا هاجر إلى المدينة ،
وكان أكثر أهلها من اليهود ، فأمره اللّه أن يستقبل بيت المقدس ، ففرحت اليهود ، فاستقبلها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بضعة عشر شهرا ، وكان يحب قبلة إبراهيم ، فكان يدعو اللّه وينظر إلى السماء ، فأنزل اللّه :قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ( البقرة 144 ) ،
أي نحوه ، فارتابت من ذلك اليهود ، وقالوا :ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها( البقرة 142 )
فجاءهم الجواب ، قال :قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ( البقرة 143 ) ، وقالفَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ( البقرة 115 ) ،
وقال :وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ( البقرة 143 ) .
وقال ابن عباس كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إذا سلّم من صلاته إلى بيت المقدس رفع رأسه إلى السماء ، فأنزل اللّه :فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ( البقرة 144 ) ، أي إلى الكعبة . .
وعن ابن عباس أيضا أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « البيت قبلة لأهل المسجد ، والمسجد قبلة لأهل الحرم ، والحرم قبلة لأهل الأرض في مشارقها ومغاربها من أمّتى » .
وعن البراء في رواية عبد الرزاق قال : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلّى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا ، أو سبعة عشر شهرا ، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت ، وأنه صلّى أول صلاة صلّاها قبل البيت صلاة العصر ، وصلّى معه قوم فخرج رجل ممن كان صلى معه فمرّ على أهل المسجد وهم راكعون فقال « أشهد باللّه لقد صليت مع النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قبل مكة » ، فداروا كما هم قبل البيت .
وكان الذي قد مات على القبلة قبل أن تحوّل قبل البيت رجال قتلوا لم ندر ما نقول فيهم ، فأنزل اللّه :وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ( 143 ) ( البقرة 143 ) .
وعن البراء قال كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلى نحو بيت المقدس ، ويكثر النظر إلى السماء ينتظر أمر اللّه ، فأنزل اللّه :قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ( البقرة 144 ) ،
فقال رجال من المسلمين : وددنا لو علمنا علم من مات منا قبل أن نصرّف إلى القبلة ، وكيف بصلاتنا نحو بيت المقدس ؟ فأنزل اللّه :وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ( البقرة 143 ) ،
وقال السفهاء من الناس ( وهم اليهود ) : ما ولّاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ؟ فأنزل اللّه :سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ( 142 ) وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ( 143 ) ( البقرة 143 ) .
والمقصود أن الرسول صلى اللّه عليه وسلم رغم صلاته إلى بيت المقدس لم تفارقه أبدا الرغبة أن تكون صلاته إلى الكعبة ، وهو المراد من قوله تعالى :قِبْلَةً تَرْضاها( البقرة 144 ) ،
وهي ذاتها قبلة إبراهيم عليه السلام ، فأجيب إلى ذلك ، وأمر بالتوجه إلى البيت العتيق ، فخطب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ، فأعلمهم بذلك ، وكان أول صلاة صلّاها إليها صلاة العصر . وقيل إن تحويل القبلة نزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم .
وقد صلى ركعتين من الظهر في مسجد بنى سلمة ، فسمّى المسجد « مسجد القبلتين » ، وأما أهل قباء فلم يبلغهم الخبر إلى صلاة الفجر من اليوم الثاني ، وعن ابن عمر قال : بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن ، وقد أمر أن يستقبل الكعبة ، فاستقبلوها - وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة ، أخرجه الشيخان .
ولمّا حدث ذلك حصل لبعض المسلمين من أهل النفاق شك ، وأرتاب اليهود في نوايا الرسول صلى اللّه عليه وسلم وقالوا :ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ( البقرة 142 ) ، واستنكروا أن يستقبل المسلمون تارة بيت المقدس ، وتارة الكعبة ، فأنزل اللّه جوابهم :قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ( البقرة 142 ) ،فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ( البقرة 115 ) ،
وكان ذلك التوجّه هو التوجّه الحق ، لأنه كان نحو أقدم بيت للّه ، وهو البيت الذي بناه إبراهيم الخليل ، فكان المسلمون به موصولين بأبيهم وأبى الأنبياء والملل ، وأما بيت المقدس فقد صلى له داود ، وبناه سليمان ، وشتان بين عمل أتاه إبراهيم وعمل أتاه داود وسليمان ، والأنبياء والرسل مراتب .
وعن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في اليهود : « إنهم لا يحسدوننا على شئ كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا اللّه لها وضلّوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا اللّه لها وضلّوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام آمين » رواه أحمد.
ولقد حوّلنا اللّه تعالى إلى قبلة إبراهيم واختارها لنا ليجعل من أمة الإسلام خير الأمم ، وفي ذلك أنزل :وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً( البقرة 143 ) ،
يعنى لتكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم ، ففيكم تتمثل تعاليم وأعمال الآباء ، بدءا من إبراهيم ومن أتى بعده ؛ والوسط هنا هو الخيار والأجود ، كما يقال إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان وسطا في قومه ، يعنى أوثقهم نسبا ، يتصل بهؤلاء وهؤلاء ، فالوسط موصول بكل الأطراف ، بينما الأطراف مقطوعة .
وقد جعل اللّه هذه الأمة وسطا - أي موصولة بالجميع ، يقول :قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ( البقرة 126 ) ،
ويقول :هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ( الحج 78 ) ،
فخصّ الله هذه الأمة بأكمل الشرائع ، وأقوم المناهج ، وأوضح المذاهب ، فاستحقّت أن تكون الشاهد على غيرها ، واستحق نبيّها أن يشهد عليها ، وعن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال : « أنا وأمتي يوم القيامة على كوم مشرفين على الخلائق ، ما من الناس أحد إلّا ودّ أنه منا ، وما من نبىّ كذّبه قومه إلّا ونحن نشهد أنه قد بلّغ رسالة ربّه عزّ وجلّ » . رواه أحمد .
وإنه لشئ عجيب اختصّ اللّه به هذه الأمة أن تجتمع جميعها على جهة واحدة ، يقول :وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ( البقرة 150 ) ،
فأمر تعالى باستقبال الكعبة من جميع جهات الأرض ، شرقا ، وغربا ، وشمالا ، وجنوبا ، فأية عظمة هذه ! وأية نعمة ! !
ولا يستثنى من هذا سوى النافلة في حالة السفر ، فإن المسلم يصليها حيثما توجه وقلبه نحو الكعبة ، وفي ساحات الوغى يصلى على أي حال ، وكذلك من جهل جهة القبلة يصلى باجتهاده وإن كان مخطئا ، فالإسلام أيسر الأديان ، واللّه تعالى دائما وأبدا لا يكلف النفوس إلا وسعها .
وكان اليهود على ثقة من أن قبلة المسلمين حتما ستتغير لتكون قبلة الآباء التي عرفوها وحفظوا عنها ، وأكد اللّه تعالى ظنهم وقال :وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ( البقرة 144 ) ،
أي ليعلمون أنه تعالى سيوجه المسلمين إلى الكعبة :وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ( البقرة 148 ) ،
أي لكل أهل ديانة قبلتهم التي يرتضونها ، فلليهود وجهة ، وللنصارى وجهة ، وهذه وجهة أهل الإسلام ، كما في قوله :لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً وَلَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَلكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ( المائدة 48 ) ،
يعنى من الخطأ أن يفرض على الناس شرعة ومنهجا واحدا ، وإنما لكل أمة شرعتها ومنهجها ، وإلّا لكانت أمم العالم أمة واحدة ولما كنا متباينين ، وفي التباين تمايز بحسب حاجات الأمم وخصائصها . وفي التباين بوسع الأمم أن تفعل بما يريحها ، وأن تستبق وغيرها في الخيرات .
واختيار الكعبة قبلة للمسلمين فيه ترسيخ لما اشتهر عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أنه على الحنيفية السمحاء ملّة إبراهيم ، والإسلام هو الصورة العربية للحنيفية ، وكان إبراهيم أول المسلمين ، وهو الذي سمّى المسلمين ، فلا أقل من أن يتوجه المسلمون إلى الكعبة بيت اللّه الذي بناه إبراهيم ،
كقوله تعالى :لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ( البقرة 150 ) ،
أي بتوجّهكم إلى الكعبة تسقط مزاعم الناس عنكم ، ولا يصبح لأحد فضل عليكم ، فلا تخشوا بعد الآن أن يتقوّل المتعنتون ، أو يتأوّل الظالمون ، فلقد تمت عليكم نعمة اللّه ، واستكمل لكم شريعتكم من جميع وجوهها ، وصارت ديانتكم ديانة لها استقلاليتها ، وذاتيتها ، وفرديتها ، وصارت لكم بذلك تسميتكم الخاص بين الأمم والديانات :فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ( البقرة 152 ) ،
فكلما صلّيتم إلى قبلتكم إذن اذكروا هذه النعمة من اللّه ، واشكروه عليها ، وعن زيد بن أسلم أنّ موسى عليه السلام قال : يا ربّ كيف أشكرك ؟
قال له ربّه : « تذكرنى ولا تنسانى ، فإذا ذكرتني فقد شكرتنى ، وإذا نسيتنى فقد كفرتنى » ،
وفي الحديث الصحيح يقول اللّه تعالى : « من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه » ، وعن أنس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال : « قال اللّه عزّ وجل : يا ابن آدم إن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي ، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منه ، وإن دنوت منى شبرا دنوت منك ذراعا ، وإن دنوت منى ذراعا دنوت منك باعا ، وإن أتيتني تمشى أتيتك هرولة » ، نعمة من اللّه أي نعمة ، نشكره عليها ، ونصلى له إليها . ومن اللّه المنة وله الحمد .

  * * *

566 . الخلاف بين اليهود والنصارى والمسلمين حول السبت والأحد والجمعة ؟

السبت في العبرية والعربية والسريانية هو اليوم بين الجمعة والأحد ، وهو الدهر أيضا ، ومنها السبتة أي البرهة من الزمان ، بمعنى استراح ، والكلمة أرسخ في العربية ويتخارج منها نحو خمس وعشرين لفظة بمعان مختلفة ، وليس الأمر كذلك في العبرية ولا في السريانية . ويأتي السبت بمشتقاته في القرآن تسع مرات . وفي التوراة لا يأتي السبت إلا في معنى واحد هو يوم الراحة بين الجمعة والأحد ، ومع ذلك فإن معنى السبت في اللغة يقتضى فعلا أن يكون يوم الراحة ، لأنه اليوم الذي يكون به السبوت من أيام الأسبوع ،
فأما الأحد : فهو اليوم الأول من أسبوع العمل بعد الراحة ؛ والاثنين اليوم الثاني ، والثلاثاء الثالث ؛ والأربعاء الرابع ؛ والخميس : الخامس ؛ فأما الجمعة فهو يوم الجمع أي الصلاة جماعة ، ويوم العيد عند المسلمين من أيام الأسبوع .
وفي اليهودية السبت يوم مبارك ، ويأتي في سفر التكوين : « لذلك بارك اللّه يوم السبت وقدّسه ، ولأن فيه استراح الربّ من جميع أعماله » ( الفصل الثاني / 1 - 3 ) ،
ويعادل ذلك في القرآن قوله تعالى :إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ( الأعراف 54 ) ،
إلا أن معنى الاستراحة هذا في التوراة ليس في القرآن ، وإنما في القرآن أن اللّه انتهى من الخلق في ستة أيام ، ثم إنه تعالى استوى على عرش الوجود ، بمعنى أنه صار له الملكوت والتمكّن ، وآل إليه أمر كل شئ ، يعنى به ويتصرف فيه ، فالنهار أتبعه بالليل ، وسخّر الشمس والقمر والنجوم ، وفي آية أخرى قال :إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ما مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ( يونس 3 ) ،
بمعنى أنه صار له أمر التدبير بعد الانتهاء من الخلق ، والتدبير فيه الحكمة ومطلق التصرف ، ولا شفاعة في التدبير إلا لمن يأذن له . وفي آية أخرى قال :وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا( هود 7 )
فأخبر أن ملكوته كان على الماء قبل خلق السماوات والأرض ، أي لم يكن ثمة إلا الماء ، فخلق الخلق ابتلاء .
وفي آية أخرى قال :الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً( الفرقان 59 ) ،
أي أنه في ستة أيام انتهى من الخلق واستقرت له أحواله ، والاستواء هو الاستقرار ، والاستقرار المكاني محال على اللّه ، والعبارة كناية عن استيلائه على الملك وتصرفه فيه برحمته ، فاسأل العلماء الخبراء عن تدبيره ورحمته بما خلق وسوّى ، يطلعونك على ما يعرفون من عظمة ما خلق ، وحسن التدبير له والتصريف فيه .
وفي آية أخرى قالت :اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ( السجدة 4 ) ،
أي أنه تعالى وقد خلق الكون كله بهذا التقدير الحكيم والتدبير النظيم لا يمكن أن يكون إلا إلها واحدا سبحانه ، فليس هناك من آخر يمكن أن تتوجهوا إليه وتتخذوه مولى وشفيعا من دونه . وفي آية أخرى :وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ( ق 38 ) ،
واللغوب : هو التعب والإعياء ، أي أنه تعالى خلق ولم يمسه التعب ، ولم يلحقه الإعياء ، فلما ذا إذن يستريح كما تقول التوراة ؟ والقرآن في هذه الآيات السابقة وفي هذه الآية ، ينكر على التوراة المعنى الذي تقول به حول يوم السبت من أيام اللّه . وفي آية أخرى قال :هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ( الحديد 4 ) ،
أي أنه وقد خلق السماوات والأرض له مطلق العلم بكل ما فيهما من مجريات ، ومنه تتنزل التدبيرات بمقتضى الحكمة ، وترجع إليه الأمور يقضى فيها ويتصرف بعلمه وتدبيره ، وهو العليم بما يهجس في الصدور ، ويجيش في النفوس ، ويخطر في العقول ، سبحانه ، فهو في عمل دائب ، لا يكلّ ولا يمل ، سبحانه ، فكيف يستريح ؟ ؟
وإنما اليهود قالوا بذلك في التوراة التي كتبها عزرا وآخرون ليشابهوا ذلك بالسبت فيجعلوه يوم راحة ، ومنطقهم في ذلك أن اللّه استراح في السبت بعد ستة أيام عمل ، وكذلك ينبغي أن يفعل الإنسان بعد ستة أيام عمل ، ثم يتأيد معنى الراحة يفرضه اللّه على اليهود ، فيمنع نزول المن لهم في يوم السبت حتى يستريحوا ( الخروج 16 / 22 - 30 ) ،
وبعد ذلك يتطور معنى السبت عندهم فلا يعود يوم راحة وإنما يوم عذاب وشفاء ، وفي الوصية الرابعة من وصايا موسى يأمره اللّه أن يحفظ السبت لأنه يوم مبارك ومقدس - لما ذا ؟ ربما تيمنا بما فعل اللّه فيه ، واحتفالا وإحياء لفعله فيه وهو الراحة .
إلا أنهم جعلوا قداسة السبت سيفا مصلتا على الرقاب ، فلما كسر أحد اليهود يوم السبت رجموه بأمر موسى ( العدد 15 / 32 - 36 ) .
ويقول علماء النصرانية : إن قداسة السبت نقلها اليهود عن البابليين ، وكان البابليون يحفظون اليوم السابع من الأسبوع ، وتقوم شرائعهم على أن لا يتناولوا اللحم المطبوخ يوم السبت ، ولا يغيّروا ثيابهم ، ولا يلبسوا ثيابا نظيفة ، ولا يقدّموا ذبائح ، ولا يركبوا عربات ، ولا يتناولوا مسألة من المسائل ، ولا يتحدثوا في أمر من الأمور ، ولا يتعالجوا ، ولا يتطبّبوا ، ولا يستحموا .
ومن العجيب أن يتهم اليهود الإسلام بأنه ديانة شكلية تهتم بالحرفية والطقوس ولا تهتم بالروح ، مع أنهم حوّلوا السبت إلى عبادة شكلية ولم يحفظوه حفظا روحيا . وفي الإسلام الجمعة هو يوم المسلمين ، يجتمعون فيه كل أسبوع .
والجمعة هو اليوم السادس من الأسبوع ، أي اليوم الذي أتم اللّه فيه خلق العالم ، فالأجدر أن يكون الاحتفال بنهاية هذا العمل العظيم في يوم الانتهاء منه ، وأن يكون ذلك بالحمد للّه والشكر له جماعة .
ولقد اختار اليهود السبت ليقرّوا فيه ويستريحوا ، فألزمهم اللّه به ولم يلتزموا ، وبيّنت أسفار العهد القديم عدم التزامهم ونبّهت إليه ( ملوك ثان 4 / 23 ) - وعاموس 8 / 5 - وهوشع 2 / 11 - وإشعيا 1 / 13 - وحزقيال 46 / 3 ) .
وفي فترة السبي نسوا السبت ( نحميا 10 / 31 - و 13 / 15 - 22 ) ، واشتغلوا بالحرب يوم السبت ( 1 مقابيون 2 / 39 - 41 ) ،
وخالفوا العهد مع اللّه ونقضوا ميثاقه ، وفي ذلك يقول القرآنوَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ( 65 ) ( البقرة ) ،
ويقول :وَقُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً( 154 ) ( النساء ) ، إشارة إلى نقمة اللّه تعالى من أهل القرية اليهودية الساحلية لاحتيالهم في مخالفة السبت ، قال :وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ ( 163 ) وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ( 164 ) فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ ( 165 ) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ( 166 ) ( الأعراف ) .
والقرآن يقرر ما قررته التوراة من قبل : أن اليهود انقسموا إزاء السبت إلى ثلاث فرق :
 ففرقة ارتكبت المحذور واحتالوا على اصطياد السمك يوم السبت ،
وفرقة نهت عن ذلك واعتزلتهم ،
وفرقة سكتت فلم تفعل ، ولم تثنهم ، ولكنها أضمرت الإنكار ،
فهذا ما أورد عنه القرآن عن اللّه تعالى حيث يقول :إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ( 124 ) ( النحل ) ، 
وما يزالون مختلفين في إسرائيل حتى اليوم وسيظلون كذلك إلى أبد الآبدين ، فقد نسوا أن السبت كان رحمة للناس ، وجاء المسيح فنازعهم فيه أشدّ المنازعة ، فقد فهموا أن حفظ السبت مسألة شكلية ، وصاروا عبيدا للسبت ، 
وكان المسيح يعلّم : أن السبت إنما جعل للإنسان وليس الإنسان للسبت ( مرقس 2 / 27 ) ،
وعالج مريضا في السبت فعاتبوه ، فقال أهو خير أم شرّ أن تعالج إنسانا يوم السبت ؟ أيهما الأفضل ، أن تتركه يهلك أو تشفيه ؟ 
فكأن المسيح أراد أن يعيد للسبت معناه الحقيقي : أنه يوم خدمة وشكر للربّ وليس يوم بطالة ، وهو نفس المعنى الذي تنصرف إليه الآيات في القرآن أن اللّه ما كان يمكن أن يخلق العالم ويتركه دون عنايته ورعايته وحفظه وتدبيره ، فإذا كان يوم السبت هو يوم الرّب ، فليكن يوم رحمة وتواصل وتحابّ ومودة بين الناس أجمعين . 
واحتفل النصارى بعد ذلك بالأحد كبداية للأسبوع ، لأنه في الأحد كانت قيامة المسيح ، وفيه كان اجتماعه دائما بتلاميذه . وفي الأحد يصلون للرّب عرفانا بالجميل ، مثلما فعل المسلمون بيوم الجمعة وهو آخر أيام العمل الستة عند اللّه ، يصلون للّه جماعة ، ويشكرونه ويحمدونه ويسبّحون له ، ويذكرونه كثيرا ، ويتواصلون ويتراحمون ويتعاهدون على الخير ،
بما فرض اللّه تعالى عليهم في قوله :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( 9 ) فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ( 10 ) ( الجمعة ) 
والجمعة : سميت جمعة لأنها مشتقة من الجمع ، والجمع هم الأمّة . والجمعة عيد أمة الإسلام ، وكانوا في الجاهلية يسمونه يوم العروبة ، وفلسفة الإسلام فيه أنه اليوم الذي أكمل اللّه فيه الخلائق ، وفيه ستكون نهايتهم في الآخرة يوم ينفخ في الصور ؛ 
وفلسفة اليهود في السبت : أنه اليوم الذي استراح فيه اللّه من الخلق ؛ وفلسفة النصارى في الأحد أنه اليوم الذي ابتدأ اللّه به الخلق ، وفي ذلك جاء عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، قال : « نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا ، ثم إن هذا يومهم الذي فرض اللّه عليهم فاختلفوا فيه ، فهدانا اللّه له ، فالناس لنا فيه تبّع ، اليهود غدا ، والنصارى بعد غد » رواه أبو هريرة وأخرجه البخاري ومسلم .
فافهم يا أخي المسلم ، وافهمى يا أختي المسلّمة ، كم أكرمنا اللّه ، وله الحمد وله المنّة سبحانه وتعالى .

  * * *   

567 . الخلاف حول جبريل وميكال بين اليهود والمسلمين

من أقوال اليهود للنّبىّ صلى اللّه عليه وسلم أنه ليس نبىّ من الأنبياء إلا يأتيه ملك من الملائكة من عند ربّه بالرسالة وبالوحي ، فمن صاحبك حتى نتابعك ؟
قال : « جبريل » ، قالوا : ذاك الذي ينزل بالحرب وبالقتال ، ذاك عدونا ! لو قلت ميكائيل الذي ينزل بالقطر ( أي المطر ) ، وبالرحمة ، تابعناك .
فأنزل اللّه الآيةقُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ( 97 ) مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ( 98 ) ( البقرة ) .
والقرآن عمّ الملائكة وخصّ جبريل وميكال بالذكر كردّ على اليهود . وفي كتبهم لم يذكر هذان الملكان إلا في سفر دانيال ، وهو رؤيا ليهودي من يهود المهجر ممن سباهم نبوخدنصر واقتيد إلى بابل ، والسفر عبارة عن حلم يقظة ، ويرى فيه جبريل يؤمر أن يبيّن لدانيال معنى الرؤيا التي رآها ( 8 / 16 ) . 
وفي نفس السفر يأتي أن ميكال هو رئيس الملائكة ( 10 / 21 ) . ولا شئ أكثر من ذلك .
وفي القرآن : أن جبريل هو روح القدس ، يقول :وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ( 87 ) ( البقرة ) أي أيّد عيسى بجبريل ، ونفخ جبريل في مريم ، ونزل بالقرآن على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وفيه يقول الشاعر :وجبريل رسول اللّه فينا * وروح القدس ليس به خفاء
وسمّى روحا وأضيف إلى القدس ، لأنه كان بتكوين اللّه روحا من غير ولادة والد ولا والدة ، وكذلك سمى عيسى روحا :وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ( 171 ) ( النساء ) لأنه لم يكن له والد وإن كانت له والدة . 
والقدس هو اللّه ، والصفة منه القدّوس أي المطهّر . من أسمائه تعالى الحسنى .

  * * *

568 . الجنة للمتقين وليست لليهود أو النصارى

اليهود والنصارى على الدعوى أنه لن يدخل الجنة سواهم :وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ( 111 ) بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ( 112 ) ( البقرة ) ، 
ودعواهم باطلة ، لأنه لا برهان ولا دليل لهم على صدقها ، وطلب الدليل في الآية يقتضى إثبات النظر ويردّ على من ينفيه ، والآية تكذّبهم وتصحّح ما يقولون ، وكأنهم سألوا : أما يدخل الجنة أحد ؟
فقيل بلى ، من أسلم وجهه للّه وأخلص عمله ، فذلك الذي يدخل الجنة .
وخصّ الوجه بالذكر لأنه أشرف ما يرى في الإنسان ، وموضع الحواس ، وفيه يظهر العز والذل . فالتقوى إذن هي الفيصل ، ولا عنصرية في الآخرة ولا محاباة .

  * * *   

569 . قال اليهود كيف نتبع رجلا لا يدرى ما يفعل به ؟

قالوا ذلك لما نزلت الآية :وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ( 9 ) ( الأحقاف ) ، وفي الرواية من الإسرائيليات أن قولهم اشتد على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ،
فأنزل اللّه تعالى :إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ( 1 ) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ( 2 ) ( الفتح ) .
والصحيح أن الآية الأولى خاصة بنزول القرآن وحيا على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وأنه لا يتّبع إلا ما يوحى إليه ، وأنه لا يدرى ما يفعل به ولا بهم ، فذلك من أمور اللّه سبحانه ، وأنه ليس سوى نذير مبين كغيره من الأنبياء ممن سبقوه .
وأما الآية الثانية فهي لطمأنة المسلمين حيث كانوا قد كرهوا صلح الحديبية ، فنزلت سورة الفتح جميعها لبيان أن هذا الصلح يرقى إلى مقام الفتح ، وأنه ليس إلا مقدمة لفتح أكبر وأكبر ، لمكة ، ثم لخيبر ، ثم لكل بلاد الإسلام من بعد ، شرقا وغربا في كل أقطار الدنيا .

  * * *

570 . الختان من ملة إبراهيم

في اليهودية والإسلام فإن إبراهيم أول من اختتن ، وفي كتب اليهود « وكان إبراهيم ابن تسع وتسعين سنة عند ختنه لحم قلفته » ( التكوين 17 / 24 ) واختتن معه ابنه إسماعيل وكل رجال منزله .
وفي الحديث عن أبي هريرة « اختتن إبراهيم وهو ابن مائة وعشرين سنة ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة » ، وفي كتب اليهود أنه عاش مائة سنة وخمسا وسبعين ( التكوين 25 / 7 ) .
والختان وإن لم يكن في القرآن صراحة إلا أنه ضمن قوله تعالى :أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً( 123 ) ( النحل ) ، وقوله :وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ( 130 ) ( البقرة ) ،
وقوله :وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً( النساء 125 ) ، وذلك دليل على وجوبه ، ويباح عموما لمصلحة الجسم بحسب رأى الطبيب ، وفي الحديث : « الختان سنّة للرجال ، مكرمة للنساء » أخرجه أحمد ، والحديث في إسناده ضعف ، وعن أبي هريرة « الفطرة خمس . . . » أخرجه البخاري ، أولها الاختتان .
والحديث عن ختان النساء عن أم عطية : أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم قال لها : « لا تنهكى فإن ذلك أحظى للمرأة وأحبّ للبعل » أخرجه أبو داود ، وقال فيه ضعف حيث راويه مجهول ، والنهك المبالغة في كل شئ ، وفي رواية أخرى قال لها : « لا تنهكى فإنه أنور للوجه وأحظى عند الرجل » .
وقد يولد الصبى مختونا فيكفي مئونة الختان ، والنبي صلى اللّه عليه وسلم ولد كذلك ، وقيل ختنه عبد المطلب في اليوم السابع من مولده ، وجعل له مأدبة ، وسمّاه محمدا . والحديث مسند غريب .
وختان الصبى في اليوم السابع ، وختن إسحاق بن إبراهيم في اليوم السابع ، وقيل هذا شأن اليهود فلما ذا يلتزم به المسلمون ؟ والجواب ما أسلفنا أنه سنّة ويفهم وجوبا من آيات القرآن السابقة . وفي الإسلام يختن الصبى ما بين سبع إلى عشر سنين ، وقيل لم يكن يختن حتى يدرك أو يقارب الاحتلام .
والمستحب من الكبير إذا أسلم أن يختتن ، ويرخّص عدم اختتانه إذا لم يكن يقدر ،
والخلاصة : أن الاختتان للذكور واجب ، وليس بواجب للإناث ، وإذا اختتنت الأنثى فلا تنهك ، ولم يعرف عن بنات النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أنهن اختتن ، ولا عن عائشة ، ولا زوجات النّبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، والاختتان عند اليهود قاصر على الذكور ولا يسرى على الإناث ، وفي سفر التكوين يأتي عن الربّ لإبراهيم : « فاحفظ عهدي أنت ونسلك من بعدك مدى أجيالهم .
هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم وبين نسلك من بعدك : يختن كل ذكر منكم فتختنون القلفة من أبدانكم ويكون ذلك علامة عهد بيني وبينكم « ( 17 / 9 - 11 ) ،
فقصر الختان ومن ثم العهد على الذكور دون الإناث ، وذلك دليل على تدنّى مكانة المرأة في اليهودية ، وأنه لا عهد لها مع اللّه .

  * * *
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الثلاثاء 10 أكتوبر 2023 - 20:42 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب الخامس اليهود والنصارى في القرآن من 561 الى 581 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني


571 . العداوة والبغضاء حظ النصارى إلى يوم القيامة


النصارى سمّوا كذلك لاتباعهم عيسى الناصري - من بلدة الناصرة ، وبعد عيسى انقسموا فرقا بحسب حوارييهم ، فكل جماعة اتبعت إنجيلا ، وكانت لهم تفسيرات وتأويلات ، فقالوا المسيح ابن اللّه ، وقالت جماعة هو نبىّ ، وقال آخرون هو اللّه ، وخالفوا بعضهم البعض ، حتى في الرواية عن عيسى كانت لهم مخالفات ، وكثرت الأناجيل فأجازت الكنيسة أربعة ، وحرّمت غيرها ، كإنجيل يعقوب ، وإنجيل نيقوديموس ، وإنجيل الأبيونيين ، وإنجيل المصريين ، وإنجيل العبرانيين ، وإنجيل الناسيين ، وإنجيل بطرس ، وإنجيل توما ، وإنجيل الطفولية إلخ ، وأخبر القرآن بذلك كله ، وما كان من الممكن لمحمد صلى اللّه عليه وسلم أن يلم بها ويعلم عنها وهو العربي الأمىّ ، وهذا دليل على نبوته ، وعلى أن القرآن من لدن اللّه العليم ، ومن ذلك وصفه الدقيق لخلاف النصارى حيث يقول :وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ( 14 ) ( المائدة ) ، والعداوة والبغضاء لا توصف بين الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت ، وبين الكنائس الجديدة والكنائس القديمة ، ووصل الحد إلى الاقتتال في أيرلندا ، وخلال الحرب العالمية الأولى والثانية ، فالمحور كانوا بروتستانت ، والحلفاء كانوا غالبا كاثوليك وهكذا ، ولما جاء بابا روما في زيارة لمصر رفض البابا شنودة لقاءه للعداء بين الكاثوليك والأرثوذكس .
  * * *   

572 . قول النصارى المسيح ابن اللّه

يقول تعالى :وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ( 30 ) ( التوبة ) ،
وظاهر النصارى أنها « بنوة النسل » كما قال المشركون في الملائكة أنهم « بنات اللّه » كقوله تعالى :وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ( 57 ) ( النحل ) ،
وقوله :
تعالى :وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَناتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ( 100 ) ( الأنعام )
يعنى اختلفوا وافتعلوا له البنين والبنات . ومقالة النصارى أن المسيح إله وأنه ابن إله ، هي أشنع الكفر ، وقال بعضهم هي « بنوة رحمة » وليست بنوة نسل ، وهو أيضا كفر ، وفي اعتقادهم أنه لا يحق أن تطلق البنوة كلية على نسبة المسيح إلى اللّه .
وهو قول ساذج كما ترى - قولهم بأفواههم - يعنى أنه كلام ، ولا بيان فيه ولا برهان ، ولا معنى تحته صحيح ، لأنهم معترفون بأن اللّه سبحانه لم يتخذ صاحبة فكيف يزعمون أن له ولدا ؟
وإن قالوا إن المسيح نفخة من اللّه في مريم ، فهو من روح اللّه ، وله من ثمّ طبيعتان : طبيعة إلهية عن اللّه ، وطبيعة بشرية عن مريم ، وأن الذي صلب منه لذلك كان البشرى أو الناسوتي ، وأمّا الإلهى أو اللاهوتي فقد ارتفع ، فهو أيضا كلام لا معنى له ولا سند ، لأن آدم نفخ فيه من روح اللّه ، وكذلك حواء ، وكل حيى لا بد فيه من روح اللّه ، فقول النصارى إذن متهافت ، وهو قول لساني فقط ، بخلاف الأقوال الصحيحة التي تقصدها الأدلة ويقوم عليها البرهان .

  * * *

573 . قالوا اتخذ الرحمن ولدا

هؤلاء هم الذين قيل فيهم :وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ( 26 ) ( الأنبياء ) ،
وهم النصارى عبدوا المسيح ، واليهود عبدوا أنفسهم وشعبهم ، وعبدوا عزير وصدّقوا ما كتبه باعتباره التوراة ، وأنه موحى إليه لأنه ابن اللّه يعنى حبيبه وصفيّه وخليله ، وعبد العرب من خزاعة الملائكة ، فكاد الجواب عليهم بل هم عباد مكرمون وليسوا أولادا للّه ، ولا تبنّاهم أولادا ،
ووصفهم فقال :لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ( 27 ) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ( 28 ) وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ فَذلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ( 29 ) ( الأنبياء ) .
ولمّا ادّعى إبليس الشركة مع اللّه ، ودعا إلى عبادة نفسه وهو من الملائكة ، توعّده الله بعذاب مقيم ، وهذا دليل على أن الرسل كالمسيح وإن أكرموا بالعصمة ، إلا أن الناس يعبدونهم ، ولا ذنب للرسل فيما نسبه الناس إليهم .

  * * *   

574 . النصارى جعلوا المسيح شريكا لله مع أنه من عباده

في الآية :ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ( 28 ) ( الروم ) ، 
والمثل يعنى أنكم لا ترضون أن يكون عبيدكم شركاء لكم كأنفسكم فيما تملكون ، ومع ذلك جعلتم من عباد اللّه شركاء له - وهو قول النصارى : المسيح ابن اللّه ، أو هو اللّه . 
والآية أصل في الشركة بين المخلوقين لافتقار بعضهم إلى بعض ، ونفى هذه الشركة عن اللّه . 
وقولهم « المسيح ابن اللّه » ، يعنى هو « شريكه » ، وهو حكم فاسد ، وقلة نظر ، وعمى قلب .
  * * *

575 . النصارى اتخذوا إلها لا يقدر على حماية نفسه ولا من معه

هؤلاء قالوا « المسيح ابن اللّه » ، وأنه « الرّب » ، وما استطاع المسيح أن يحمى نفسه ولا من معه ، وهذا دليل على أنه بشر من بشر ، ومثله مثل آدم وحواء . وفي إنجيل متى ( 27 / 26 - 46 )
يجيء أن اليهود جلدوا المسيح ، ونزعوا ثيابه وألبسوه رداء قرمزيا ، ووضعوا .

إكليلا من الشوك على رأسه ، وهزءوا به ، وبصقوا عليه ، وضربوه بالعصى ، وسقوه خمرا مرّة ، وصلبوه ، فلم يملك إلا أن يقول في عجب : يا إلهي لما ذا هجرتنى ؟ لما ذا تركتني ؟
وفي ذلك دليل أي دليل على أن كل معجزاته كانت بأمر اللّه وإذنه ، وأنه ما كان يستطيع أن يفعل شيئا من تلقاء نفسه ، لأنه ليس إلا بشرا من بشر . 

وما استطاع تلاميذه أن يحموه أو يدفعوا عنه ، ولا هو نجىّ نفسه .
  * * *

576 . النصارى قالوا ثلاثة

اعتقاد النصارى أن آلهتهم ثلاثة ، ويسمون ذلك التثليث ، يريدون بالتثليث : الأب والابن وروح القدس ، ويقولون اللّه جوهر واحد وله ثلاثة أقانيم ، ويجعلون كل أقنوم إلها ، ويعنون بالأقانيم : الوجود والحياة والعلم ؛ فالأب : هو الوجود ؛ والابن : المسيح ؛ والروح :الحياة ؛
ومحصول كلامهم أن عيسى إله بما أجراه اللّه على يديه من خوارق ، ومذهبهم فيه مذهب الهنود في كريشنا : أنه قتل وصلب ليخلّص الإنسان ويفتديه من الخطيئة ، فهو المخلّص الفادي الذي يخلص الناس من عقوبة الخطايا ويفديهم بنفسه - فلا كريشنا خلّص الهنود ، ولا المسيح خلّص النصارى !

  * * *

577 . الأحبار والرهبان والربّانيون والرهبانية

الأحبار : هم علماء اليهود ، جمع حبر - وهو الذي يحسن القول وينظمه ويتقنه بحسن البيان عنه ، ويقال في الواحد حبر بالكسر ، والأصح حبر بالفتح ، مأخوذ من التحبير وهو التحسين ، والأحبار يحبّرون العلم ، أي يبيّنونه ويزيّنونه ، وهو محبّر في صدورهم ؛ وأما الرهبان : فهم مجتهد والنصارى في العبادة ، جمع راهب ، مأخوذ من الرهبة ، لأنه يرهب اللّه ويخافه ، وخوفه هو الذي يحمله على أن يخلص له النية دون الناس ، ويجعل زمانه له ، وعمله معه ، وأنسه به .
والربّانيون : هم علماء اليهود الحكماء ، يسوسون الناس بالعلم ، ويربونهم بدءا من الصغار . وهؤلاء جميعا استحفظوا على التوراة ، واستودعوا من علمها ( المائدة 44 ) ، وأنزلهم الناس منازل عليّة ، وجعلوهم كالأرباب ( التوبة 31 ) ، حتى أطاعوهم في كل شئ ، وسئل حذيفة .
عن معنى :اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ( 31 ) ( التوبة )
هل عبدوهم ؟ فقال : لا ، ولكن احلّوا لهم الحرام فاستحلّوه ، وحرّموا عليهم الحلال فحرّموه .
وفي الآية :إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ( 34 ) ( التوبة ) .
أن هؤلاء كانوا يأخذون من أموال أتباعهم فروضا باسم الكنائس والبيع ، ويوهمونهم أنهم ينفقونها شرعا وتزلفا إلى اللّه ، في حين كانوا يحجبونها . وقيل : كانوا يأخذون من غلات الناس وأموالهم فروضا باسم حماية الدين .
وقيل : كانوا يرتشون كالحكام . ( انظر الرهبانية ) .

  * * *

578 . الرهبانية

الرهبانية نسبة إلى الرهبان ، جمع راهب ، سمّوا كذلك لأنهم حملوا أنفسهم على المشقات بالامتناع من المطعم ، والمشرب ، والمنكح ، وتعلّقوا بالكهوف والصوامع والأديرة ، فلمّا أعمل الرومان القتل في النصارى في بداية الدعوة ، اعتزل الرهبان الناس ولحقوا بالبراري والجبال ، ورفضوا النساء ، وفيهم نزلت الآية :وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ( 27 ) ( الحديد ) ، 
إشارة إلى أنهم أمروا في الإنجيل بالمحبة وعدم إيذاء الناس ، وألان اللّه قلوبهم ، بخلاف اليهود الذين قست قلوبهم وحرّفوا الكلم . غير أن النصارى وقد أعطاهم اللّه عبادته - غيّروا وابتدعوا ، وحملوا أنفسهم على المشقات ، وما كان اللّه ليأمرهم إلا بما يرضى عنه ، ومع ذلك لم يرعوا رضاه تعالى وتسببوا بالترهّب إلى طلب الرئاسة وأكل الأموال ، وفسق منهم كثيرون ،
قال تعالى :يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبارِ وَالرُّهْبانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوالَ النَّاسِ بِالْباطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ( 34 ) ( التوبة ) 

وفي حديث أبى أمامة الباهلي : أن رجلا أتى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يريد الرهبانية ، فقال له : « إني لم أبعث باليهودية ولا بالنصرانية ، ولكني بعثت بالحنيفية السمحة .
والذي نفس محمد بيده لغدوة أو روحة في سبيل اللّه خير من الدنيا وما فيها ، ولمقام أحدكم في الصف الأول خير من صلاته ستين سنة » أخرجه أحمد ،
وفي الحديث عن ابن مسعود في تاريخ الرهبانية : أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال له : « ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسى يعملون بمعاصى اللّه ، فغضب أهل الإيمان ، فقاتلوهم ، فهزم أهل الإيمان ثلاث مرات ، فلم يبق منهم إلا القليل ،
فقالوا : إن أفتونا فلم يبق للدين أحد يدعون إليه ، فتعالوا نفترق في الأرض إلى أن يبعث اللّه النبىّ الأمىّ الذي وعدنا عيسى ، فتفرّقوا في غيران الجبال ، وأحدثوا رهبانية ، فمنهم من تمسّك بدينه ، ومنهم من كفر » ،
قال : ثم تلا « ورهبانية » الآية قال : « أتدري ما رهبانية أمتي ؟
الهجرة ، والجهاد ، والصوم والصلاة ، والحج والعمرة ، والتكبير على التلاع » ،
وقال : « اختلف من كان قبلكم من اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، فنجا منهم فرقة ، وهلك سائرها .
واختلف من كان قبلكم من النصارى على اثنين وسبعين فرقة ، فنجا منهم ثلاثة وهلك سائرهم : فرقة وازت الملوك وقاتلتهم على دين اللّه ودين عيسى حتى قتلوا ؛ وفرقة لم تكن لهم طاقة بموازاة الملوك ، أقاموا بين ظهراني قومهم فدعوهم إلى دين اللّه ودين عيسى ، فأخذتهم الملوك وقتلتهم وقطّعتهم بالمناشير ، وفرقة لم تكن لهم طاقة بموازاة الملوك ، ولا بأن يقيموا بين ظهرانىّ قومهم فيدعوهم إلى دين اللّه ودين عيسى ابن مريم ، فساحوا في الجبال وترهّبوا فيها ، وهي التي قال اللّه تعالى فيهم : « ورهبانية ابتدعوها » الآية ، وحال الرهبانية الآن من أسوأ الأحوال ، ومنذ فترة قريبة اشتهرت في مصر فضيحة كان لها دوى كبير في المحاكم وبين الناس .

  * * *

579 . ميثاق النصارى

يقول تعالى :وَمِنَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى أَخَذْنا مِيثاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ( 14 ) ( المائدة ) ، وميثاق النصارى هو التوحيد والإيمان باللّه ، ففي إنجيل متى ( 4 / 10 ) ، وإنجيل لوقا ( 4 / 8 ) يجيء : « للرّب إلهك تسجد ؛ وإياه وحده تعبد » .
وكما ترى العبارتان تقران أن اللّه واحد . وفي إنجيل مرقس ( 2 / 7 ) ، وإنجيل لوقا ( 5 / 21 ) يجيء : « فمن يقدر أن يغفر الخطايا إلا اللّه الواحد وحده » ؟
وفي إنجيل مرقس ( 12 / 29 ) وإنجيل متى ( 22 / 37 - 38 ) ، وإنجيل لوقا ( 10 / 27 ) يجيء : « إن الرّب إلهنا هو ربّ واحد » . 

وفي إنجيل مرقس ( 12 / 32 ) يجيء : « إن اللّه واحد » .
وفي إنجيل يوحنا ( 5 / 44 5 ) : « اللّه الواحد وحده » . 

وفي الرسالة إلى رومية ( 3 / 30 ) يأتي : لأن اللّه واحد : وفيها أيضا ( 10 / 12 ) : « للجميع ربّ واحد » ؛ وفي الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس يأتي : « لا إله إلا واحد » ( 8 / 4 ) ، « ولنا إله واحد » ( 8 / 6 ) ، « واللّه واحد » ( 12 / 6 ) ؛ وفي الرسالة إلى غلاطية يأتي : اللّه واحد ( 3 / 20 ) ؛
وفي الرسالة إلى أهل إفسس يأتي : « واحد هو اللّه » ( 4 / 6 ) ، 

وفي الرسائل إلى تيموثيئوس : « اللّه وحده » ( 1 / 17 ) ، و - : « اللّه واحد » ( 2 / 5 ) ؛
وفي رسالة يعقوب : « اللّه واحد » ( 2 / 19 ) ،و - : « واحد هو الديّان » ( 4 / 12 ) ؛
وفي رسالة يهوذا : « للإله الوحيد » ( 25 ) ، وفي رؤيا يوحنا : أنا هو الألف والياء ، البداية والنهاية ( 1 / 8 - 22 / 13 ) ، و - « أنا هو الأول والآخر » ( 1 / 17 ) / وكما ترى فإن الواحدية هي الدعوة في كل ما سبق ولكن الأكثرية نسوا حظا مما ذكّروا به - أي هذه الواحدية ،
واختلفوا فيما بينهم حتى صاروا فرقا وشيعا يكره بعضهم بعضا ، ويحرّم بعضهم أن يصلوا مع البعض ، أو يدخلوا كنائسهم ، أو يتزوّجوا منهم ، ومن هذه الفرق الكبرى عندهم : الكاثوليكية ، والأرثوذوكسية ، والبروتستانتيه ،
وليست الحرب بين الإيرلنديين إلا حربا بين كاثوليك وبروتستانت ، ولقد كفروا جميعا لمّا قالوا بالتثليث : الأب ، الابن ، وروح القدس ؛ فالأب أو الأب هو الإله الواحد ، قالوا فيه إنه أحديّ الذات ، مثلث الأقانيم أي الصفات ، فاللّه هو الأصل ، وهو العقل ، والمسيح حكمته ، جسّدت العقل ، فكان الابن ، لا بمعنى الابن ، بل لأنه صورة اللّه ، وهؤلاء الثلاثة واحد ، والأب هو المرسل ، والروح القدس هو المرسل ، والابن سرّ الإرسالية .
وكما ترى هذه فلسفة وليست ديانة ! ومضمونها كله ليس الأب ولا الروح القدس ، وإنما الابن ، ولم يكن من فراغ أن سمّى المسيحيون بهذا الاسم لأنهم عبدة المسيح وليسوا عبّاد اللّه ، ولذلك أخطأ المستشرقون حينما حاولوا أن يسموا المسلمين « المحمديين » ، اعتقادا بأنهم عبدة محمد مثلما المسيحيون عبدة المسيح ، فهل حفظ النصارى ميثاقهم مع اللّه ؟

  * * *

580 . الحواريون : مصطلح إسلامي أم نصراني ؟

يأتي مصطلح « الحواريونapostlesفي القرآن والحديث معا ، والمفرد حواري ، من حار أي جادل وجاوب ، كقوله تعالى :فَقالَ لِصاحِبِهِ وَهُوَ يُحاوِرُهُ( 34 ) ( الكهف ) أي يخاصمه ويردّ عليه . 
والحوارى في اللغة مبيضّ الثياب ، ومجازا هو الذي أخلص واختير ونقّى من كل عيب .
ويقال : هو حواري فلان ، يعنى من أصحابه وأنصاره - والحواريون أصلا هم أنصار عيسى عليه السلام ، وفي الأناجيل المقصود بهم تلاميذه . 

ولا يرد مصطلح « الحواريون » بنصّه في الأناجيل وإنما الذي يرد هو مصطلح « التلاميذ » : وهم المتلقون عن معلّم ؛ وأما الحواريون فهم أرقى من التلاميذ ، لأنهم يناقشون ويحاورون ويتحاورون بغية الوصول إلى الحق ، فمصطلح « الحواريون » القرآني أفضل من مصطلح « التلاميذ » الإنجيلى .
ثم إن من تلاميذ المسيح من غير الاثني عشر من كانوا قصّارين أي مبيّضين وهو معنى لفظة « حواريون » .
والأكثر تداولا في القرآن وعند المسلمين مصطلح « الأنصار » ويقابله مصطلح « المهاجرون » ، كقوله تعالى :وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ( 100 ) ( التوبة ) . 

وحواريو المسيح أو تلاميذه كانوا في المشهور عنهم : اثنى عشر ، يرد عنهم في إنجيل متّى في الفصل العاشر 2 / 5 ، أنهم : سمعان المدعو بطرس ، وأندراوس أخوه ، ويعقوب بن زبدى ، ويوحنا أخوه ، وفيلبس ، وبرتلوماوس ، وتوما ، ومتّى العشّار ويعقوب بن حلفى ، وتداوس ، وسمعان القانوىّ ، ويهوذا الإسخريوطىّ الذي أسلمه ، 
فهؤلاء اثنا عشر حواريا أو تلميذا ، قيل : كانوا يرتدون الملابس البيضاء ، فاسمهم الحواريين لذلك ، لأن الحوارى هو الذي يبيّض ثيابه ، من حوّر الثوب أي بيضه ، والحوارى بخلاف الحواريّ وهو الدقيق الأبيض أو أي شئ أبيض .
وقيل الحوارى هو الصيّاد ، وكان بطرس ، وأندراوس ، ويعقوب بن زبدى من صيّادى الأسماك .

واستخدم الرسول صلى اللّه عليه وسلم مصطلح الحوارى ، وفي الحديث في الصحيحين : أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم لمّا ندب الناس يوم الأحزاب ، انتدب الزبير فقال : « لكل نبىّ حوارىّ ، وحواريّى الزبير » ، فهو حواريه من الرجال مثلما عائشة حواريته من النساء .
وفي الآية :وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي( 111 ) ( المائدة ) ، 
أنه تعالى امتنانا على عيسى جعل له الأصحاب والأنصار ، والوحي مع الحواريين أو الأنصار وحى إلهام ، كقوله تعالى :وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ( 68 ) ( النحل ) ، 
أي ألهموا ذلك فامتثلوا ، لأنهم القوم لا يشقى بهم جليس ، فلما انبسطوا في إحدى المرات - كما يروى القرآن - طلبوا المائدة لتسكن قلوبهم بما يشاهدونه من عظيم الآية وعجيب المعجزة ، فقالوا :يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ( 112 ) ( المائدة ) ، 
فعذروا وأجيبوا إليها ، لأن مرادهم كان اليقين :قالُوا نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْها وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا( 113 ) ( المائدة ) 
وهذا هو الحوار بينهم وبينه ، ولهذا سمّوا « حواريون » ، لأنهم يحاورونه زيادة في البصيرة ، وكلّ يطلب سؤله على حسب ضرورته ، فمنهم من سكونه بمائدة طعام يجدها ، ومنهم من سكونه بفائدة من الموارد يردها ، والعزيز منهم هو الذي يعلو على البرهان يتأمله ، أو الدليل يطلبه . فذلك هو مقصود مصطلح الحواريين في النصرانية والإسلام .
  * * *   

581 . النصارى يحتجون بالمتشابه من القرآن ويتركون المحكم

الذين في قلوبهم زيغ يتبعون ما تشابه من القرآن ، ليمكنهم أن يحرّفوه إلى مقاصدهم الفاسدة ، وينزلوه عليها لاحتمال لفظه لما يصرفونه ، فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه ، لأنه دامغ لهم وحجة عليهم ، ودافعهم إحداث الفتنة والإضلال لتابعيهم ، إيهاما بأنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن ، وهو حجة عليهم لا لهم ، كاحتجاجهم بأن القرآن قد نطق بأن عيسى روح اللّه ،
كقوله تعالى :وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا( التحريم 12 ) ،
وقوله :وَكَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ( 171 ) ( النساء ) ، 

وتركوا الاحتجاج بقوله :إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرائِيلَ( 59 ) ( الزخرف ) ، 
وبقولهإِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ( 59 ) ( آل عمران ) . 
فسبحان الله ولا إله إلا اللّه !
* * *
    انتهى بحمد اللّه ومنّته الباب الخامس ويبدأ إن شاء اللّه الباب السادس « موجز سور القرآن »
* * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى