اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

اذهب الى الأسفل

21092023

مُساهمة 

الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني Empty الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني




الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

موسوعة القرآن العظيم ج 1  د. عبد المنعم الحفني

221 . أجره على اللّه

جعل البلاغ على الأنبياء بلا أجر لهم عند المشركين ، كقوله تعالى :قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ( 47 ) ( سبأ ) ، وإنما أجرهم عند ربّهم ، وقوله :فَهُوَ لَكُمْيعنى لو كان له أجر عندهم فهو متنازل عنه لهم ، لأنه أصلا لا أجر له على المشركين .
  * * *

222 . له المقام المحمود

يأتي مصطلح « المقام المحمود » في القرآن مرة واحدة في قوله تعالى :وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً( 79 ) ( الإسراء ) ،
والخطاب في الآية للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وقوله تعالى :وَمِنَ اللَّيْلِ، من للتبعيض ؛ و « التهجد » من الهجود ، أي النوم ، وهو من الأضداد ، يقال هجد أي نام ، أو على الضد سهر .
والتهجّد هو التيقّظ والصلاة بعد رقدة ، وهو القيام إلى الصلاة من النوم ، وأما القيام كل الليل فليس تهجدا ، والذي يقوم من النوم إلى الصلاة هو المتهجّد ؛ و « النافلة » هي الفريضة الزائدة ، اختص بها النبىّ صلى اللّه عليه وسلم كرامة له في قوله لَكَ، وفي الحديث : « ثلاث علىّ فريضة ولأمتي تطوع : قيام الليل ، والوتر ، والسواك » ،
وفي رواية أخرى : « ثلاث هن علىّ فريضة ، وهن لكم سنّة : الوتر ، والسواك ، وقيام الليل » . وعلى ما جاء في سورة المزمل : أن صلاة الليل كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يؤديها وطائفة من المسلمين على جهة الوجوب ، فأمر بالتنفّل على جهة الندب ، لأنه مغفور له ، فإذا تطوع بما ليس بواجب عليه ، كان ذلك زيادة في الدرجات ، ولغيره كفاة وتدارك لما يمكن أن ينتقص من الفرض ، وعلى هذا كان قيام الليل بالنسبة له سببا لنيله المقام المحمود عند البعث .
وقد يكون معنى يبعثه مقاما محمودا ، يبعثه من نومه عند يقظته ليؤدّى قيام الليل ، فلأنه عندئذ يكون دون الناس في خلوة ومناجاة مع ربّه ، فقد أعطى بهما مقاما محمودا ، وفي مقام القرب منه تعالى يتفاضل الناس بحسب درجاتهم ، ونصيب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من الدرجات العلى هو النصيب الأوفى ، وقيل إنه لذلك مقام الشفاعة ، فلا أحد يمكن أن يشفع لأحد يوم القيامة إلا النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، وفي الحديث : « المقام المحمود هو 
المقام الذي أشفع فيه لأمتي » ، فالمقام إذن هو الموضع الذي يقوم فيه الإنسان للأمور الجليلة ، كالمقامات بين يدىّ الملوك ، وليس أرفع من مقام الشفاعة يعطاه عبد من عباده تعالى .
وعن ابن عمر في صحيح البخاري ، قال : إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا ( أي جماعات ) ، كل أمة تتبع نبيّها ، تقول : يا فلان اشفع ، حتى تنتهى الشفاعة إلى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فذلك يوم يبعثه اللّه المقام المحمود .
- وفي الحديث عن أنس أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم حدّثهم ، قال : « إذا كان يوم القيامة ، ماج الناس بعضهم إلى بعض ، فيأتون آدم فيقولون له اشفع لذريتك ، فيقول :

لست لها ، ولكن عليكم بإبراهيم عليه السلام فإنه خليل اللّه ، فيأتون إبراهيم عليه السلام .
فيقول : 
لست لها ، ولكن عليكم بموسى كليم اللّه ؛ فيؤتى موسى فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بعيسى عليه السلام فإنه روح اللّه وكلمته ؛ فيؤتى عيسى فيقول : لست لها ولكن عليكم بمحمد صلى اللّه عليه وسلم ، فأوتى فأقول أنا لها » ، وفي الحديث عن أبي هريرة : أنه صلى اللّه عليه وسلم سئل في قوله تعالى :عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً( 79 ) ( الإسراء ) فقال : « هي الشفاعة » .
وقيل إن للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ثلاث شفاعات : واحدة عامة ؛ وشفاعة في السبق إلى الجنة ؛ وشفاعة في أهل الكبائر .
وقيل له شفاعتان : واحدة عامة للأنبياء في إخراج المذنبين من النار ، وأما الشفاعة الثانية فإنها له ، وللأنبياء ، والملائكة ، والعلماء .
وقيل بل شفاعات النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يوم القيامة خمس شفاعات : واحدة عامة ؛ والثانية في إدخال قوم الجنة دون حساب ؛ والثالثة في قوم من موحّدى أمته استوجبوا الناس بذنوبهم فيشفع فيهم ؛ والرابعة فيمن دخل النار من المذنبين فيشفع فيهم وغيره من الأنبياء والملائكة والمؤمنون ؛ والخامسة في زيادة الدرجات في الجنة لأهلها .
وفي الحديث برواية البخاري : « من قال حين يسمع النداء : اللّهم ربّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ، آت محمدا صلى اللّه عليه وسلم الوسيلة والفضيلة ، وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته ، حلت له شفاعتي يوم القيامة » .
وبحسب هذه الأحاديث فإن المقام المحمود : مقام الشفاعة ، يؤتاه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم دون الأنبياء جميعا ، ولا يتوافق ذلك مع الكثير من آيات القرآن ، ومع مقتضيات العقل ، فعلى أي أساس شرعي أو عقلي يشفع لمذنب يورده ذنبه النار ؟
وما الشأن إذن مع الذنوب ؟
وكيف تكون المساواة والعدل بين الناس ؟ ولما ذا يكون الحساب إذن ؟

وقال بعض المفسرين : إنهم يكرهون الشفاعة لأنها لا تعطى إلا للمذنبين ، وهم لا يحبون أن يكونوا منهم .
واستنكر المعتزلة والخوارج الشفاعة على أساس قاعدة الاستحقاق العقلي المبنى على التحسين والتقبيح .
وفي الآيات :يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً ( 85 ) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً ( 86 ) لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً( 87 ) ( مريم ) ، فالذين لا يملكون الشفاعة ولا تجوز لهم هم العصاة ، وقوله :إِلَّا مَنِ 
اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً فيه أن العهد هو الشفاعة ، وأنه تعالى قد وعد البعض أن يكونوا شفعاء للناس ، وهؤلاء هم الأنبياء والعلماء والمكرمون ،
وفي الحديث : « لا أزال أشفع حتى أقول يا ربّ شفّعنى فيمن قال : لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه ، فيقول : يا محمد ! إنها ليست لك ولكنها لي » ، أي أن الشفاعة لا تكون إلا لمن يأذن له اللّه ، كقوله تعالى :وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ( 23 ) ( سبأ ) ، فمقام الرسول صلى اللّه عليه وسلم المحمود - بحسب ذلك - هو هذه الشفاعة المأذون بها له . وغالى بعض المفسرين في معنى المقام المحمود ، حتى قالوا هو أن يجلس اللّه تعالى محمدا على كرسيه ! ! !
وهذا أغرب التفاسير ، لأن إقعاد النبىّ صلى اللّه عليه وسلم على عرشه تعالى لا يوجب له ربوبية ولا ينزع عنه عبودية ! ! !
والصحيح في كل ما سبق :
أن المقام المحمود هو الرتبة والمنزلة والحظوة والدرجة الرفيعة ، وليس العرش والجلوس عليه .
ولا يعقل أن تكون صلاة الليل ، كما في الآية السابقة على آية المقام المحمود ، سببا لأن يكون للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم المقام المحمود بمعنى الشفاعة .
وأما الآية اللاحقة على آية المقام المحمود ، وهي :وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً ( 80 ) وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً( 81 ) ( الإسراء )
فهي عبارة عن دعاء أن يميته اللّه إماتة صدق ، ويبعثه يوم القيامة مبعث صدق ، وبذلك يتصل المعنى بقوله تعالى :عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً( 79 ) ( الإسراء ) ،
فلما وعده ذلك ، أمره أن يدعو لينجز له الوعد . والمدخل والمخرج الصدق هما أن يدخله في المأمور ويخرجه من المنهى ، أو هو بالمعنى المادي التاريخي : خروجه من مكة يوم الهجرة ، ودخوله يوم الفتح آمنا ؛ وأصحّ من ذلك متوافقا مع معاني الآيتين : أن المقام المحمود هو أن يكرمه بإتمام النبوة عليه وذلك هو مدخل الصدق ، ويكرمه عند موته وبعثه يوم النشور ، وذلك هو مخرج الصدق ، على ذلك فالمعنى الإجمالي للمقام المحمود هو كقوله :أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً( 29 ) ( المؤمنون ) . ومن المقام المحمود أن يجعل له نصيرا ، أي حجة ثابتة ، أو أن يؤتيه النصر والعزّ ، ولذا كان قوله بعدها مباشرة :وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً( 81 ) ( الإسراء ) .
فذلك إذن هو المقام المحمود بحسب السياق القرآني وليس من ذلك شئ عن الشفاعة .

  * * *

223 . قوله صلى اللّه عليه وسلم رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ ( 112 ) ( الأنبياء )

كان الأنبياء يقولون :رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ( 89 ) ( الأعراف ) ، وأمر نبيّنا أن يقولرَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ( 112 ) ( الأنبياء ) ، فكان إن لقى العدو يقول - وهو يعلم أنه على الحق وعدوه على الباطلرَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ- أي اقض به .
  * * *   

224 . إن كان لله ولد فمحمد أول العابدين

ما كان للّه ولد ؛ فإن كان له ولد على سبيل الافتراض فالناس جميعا له عابدون ، وفي الآية :قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ ( 81 ) سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ( 82 ) ( الزخرف ) ،
والخطاب للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، أن يقول لهم إن كان للّه ولد ، فالنبىّ صلى اللّه عليه وسلم أول من يعبد ولده ، لأن تعظيم الولد تعظيم للوالد ، ولكن يستحيل أن يكون له ولد ، ولا دليل على أن اللّه تعالى له ولد .
وقوله :فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَمبالغة في الاستبعاد ، أي لا سبيل إلى اعتقاده .

  * * *

225 . أسماء ستة للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في آية واحدة

هي الآية :يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ( 45 ) وَداعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِراجاً مُنِيراً( 46 ) ( الأحزاب ) ، وفيها ستة أسماء من أسمائه صلى اللّه عليه وسلم ، فهو النبىّ ، والشاهد ، والمبشّر ، والنذير ، والداعي إلى اللّه بإذنه ، والسراج المنير .
والسراج المنير استعارة للنور الذي يتضمنه الشرع الذي جاء به .

  * * *

226 . لو كان هو مؤلف القرآن لما امتن على نفسه

الآيات كثيرة في القرآن تمتن على الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، وذلك دليل على أنه لم يؤلف هذا الكتاب ، فلو كان هو المؤلف لما امتن على نفسه ،
وكمثال على ذلك قوله تعالى :وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَما يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً( 113 ) ( النساء ) ،
وقوله وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ( 52 ) ( الشورى ) ،
وقوله :وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ( 86 ) ( القصص ) ،
وقوله :وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلًا ( 86 ) إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كانَ عَلَيْكَ كَبِيراً( 87 ) ( الإسراء ) ،
وقوله :وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً ( 90 ) أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً ( 91 ) أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلًا ( 92 ) أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولًا( 93 ) ( الإسراء ) .
فهل يعقل أن يكون هو مؤلف القرآن ويأتي فيه بعبارات يدين بها نفسه ؟

  * * *   

227 . استتاره صلى اللّه عليه وسلم بأربع آيات

قيل كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم يستتر من المشركين بأربع آيات : الآية التي في سورة الكهف :إِنَّا جَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً( 57 ) ؛
والآية التي في سورة النحل :أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ( 108 ) ؛ والآية التي في سورة الجاثية :أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ( 23 ) ؛
والآية التي في أول سورة يس :وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ( 9 ) ،
وألزم الآيات الأربع للاستتارة هي آية سورة يس ، وكان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم إذا قرأ هذه الآيات لم يمكّن اللّه المشركين من رؤيته ، ولمّا عزم الهجرة وخرج يقصد المدينة ، كان المشركون من حول بيته ، فجعل يتلو آية سورة يس ، وينثر التراب على رؤوسهم ، ثم انصرف إلى حيث أراد الذهاب .

  * * *

228 . ضربوا الأمثال للرسول صلى اللّه عليه وسلم

عجب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم من صنع أهل مكة ، فمرة يقولون هو ساحر ، ومرة يقولون هو مجنون ، وتارة يقولون هو كاهن ، وتارة يقولون هو شاعر ، فقال تعالى يخاطبه :انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا( 48 ) ( الإسراء ) ، فسمّوه الأسماء لا تصدق عليه ، حتى لم تعد لهم حيلة فيه يصدّون الناس بها عنه .
  * * *

229 . ما أقسم اللّه بحياة أحد غير محمد صلى اللّه عليه وسلم

قال :لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ( 72 ) ( الحجر ) ، ولعمرك تعنى و « حياتك » ، فأقسم تعالى بحياة محمد ، وهذا نهاية التعظيم ، وغاية البرّ والتشريف ، وما أقسم اللّه بحياة أحد غير محمد صلى اللّه عليه وسلم ، 
لأنه أكرم البرية عنده . ولقد أعطى اللّه تعالى لإبراهيم الخلّة ، ولموسى التكليم ، وأعطى هذا الشرف لمحمد فأقسم بحياته .
  * * *

230 . أمر أن يقسم بربّه ثلاث مرات

في القرآن أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أمر أن يقسم بربّه ثلاث مرات - ق سم إيجاب وتحقيق وتأكيد ،
في الأولى : سأله الذين كفروا عن البعث ، ووعد اللّه تعالى به : هل هو حقّ ؟ 

فأعاد عليهم - تأكيدا - أنه حق ، وهو قوله تعالى :وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ( 53 ) ( يونس ) ، فأقسم بقوله « إي وربّى » ؛
وفي الثانية : أنكروا أن تأتى 
الساعة ، فأمره أن يقسم لهم أنها آتية لا ريب فيها ،
وهو قوله تعالى :وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ( سبأ ) فأقسم بقوله :بَلى وَرَبِّي؛
وفي المرة الثالثة : عادوا إلى إنكار البعث ، فأمره تعالى أن يقسم لهم أنه واقع وحق ، وهو قوله تعالى :زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ( 7 ) ( التغابن ) ،
فأقسم بقوله : « بلى وربّى » وكما ترى ، كان قسمه أن قال : « إي وربّى » ، و « بلى وربّى »

  * * *
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 221 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الخميس 21 سبتمبر 2023 - 15:41 من طرف عبدالله المسافربالله

الباب الثاني النبوّة والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم في القرآن من 231 الى 240 من موسوعة القرآن العظيم الجزء الأول د. عبد المنعم الحفني

231 . قولهم : الساحر الكذّاب

هذه الفرية قالها الكافرون أيام الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، ويرددها النصارى الآن ويطبعونها في كتيبات يوزعونها ، ويصفه بها المستشرقون ،
وعند مكدونالد : أن العرب كانوا يخلطون بين أسماء النبىّ ، والكاهن ، والساحر ، ومكدونالد لم يعتبر النبىّ صلى اللّه عليه وسلم نبيا ، ولم يعدّه من الكهّان ، وتحدّث عنه كساحر كذّاب .
ويحكى القرآن عن هذه التهمة التي ألصقه بها العرب أولا ، يقول تعالى :وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ ( 4 ) أَ جَعَلَ الْآلِهَةَ إِلهاً واحِداً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ( 5 ) ( ص ) ،
يقصدون بساحر أنه يجيء بكلام مموّه يخدع به الناس ، وقالوا « كذّاب » لأنه ادّعى النبوة ، ووجه العجب عندهم أنه وصف نفسه بأنه منذر وهو منهم يعرفونه ، وبشر من بشر ، والمنذرون طالما أنهم من السماء فلا أقل أن يكونوا ملائكة ، وردّ كل الآلهة إلى إله واحد وهذا لا يجوز ، فقوى الطبيعة متعارضة وغير متوافقة ، ولكل قوة إله يتحكم فيها ، وبقدر عدد قوى الطبيعة بقدر عدد الآلهة ، فأن يجعل محمد كل القوى واحدة ، وكل الآلهة إلها واحدا ، فهذا شئ عجيب يعجب منه فيقال عجب وعجاب ، ولما مرض أبو طالب ذهب الرسول صلى اللّه عليه وسلم يعوده والتقى هناك بكبراء قريش ، وقام إليه أبو جهل ، ومنعه أبو طالب ، وسأل أبو طالب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، قال : ابن أخي ، ما تريد من قومك ؟
قال : « يا عم ، إنما أريد منهم كلمة تذلّ لهم بها العرب ، وتؤدّى إليهم بها الجزية العجم » ، فقال : « وما هي ؟ قال : « لا إله إلا اللّه » ، فقالوا : أجعل الآلهة إلها واحدا ، فنزل بها القرآن ، وفيه :ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ( 1 ) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ( 2 ) ( ص ) .
والحقّ أن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لم يحدث أن قال يوما : أن لا إله إلا اللّه يذلّ بها العرب لقريش ، ويؤدى بسببها العجم الجزية لهم ! !
وهو كلام منحول يجعل للإسلام أهدافا أخرى سياسية بخلاف الدعوة ، ويجعل الدعوة وسيلة للأهداف السياسية ، وهذا قول المستشرقين ! وما كانت الدعوة لقريش أو للعرب وإنما للّه تعالى !

  * * *   

232 . قولهم : محمد الساحر المبين

يقول تعالى منكرا على تعجّب الكفار - والمستشرقين منهم :أَ كانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ( 2 ) ( يونس ) ، فقد تعجبوا أن يكون الرسول بشرا ، كقول القرون الماضية :ذلِكَ بِأَنَّهُ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَقالُوا أَ بَشَرٌ يَهْدُونَنا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ( 6 ) ( التغابن ) ، وكقول هود وصالح لقومهما :أَ وَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ( 63 ) ( الأعراف ) ،
وكذلك لما بعث اللّه محمدا صلى اللّه عليه وسلم رسولا ، أنكروا عليه أن يكون الرسول بشرا ، وقالوا : اللّه أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد !
فنزلت الآية :أَ كانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ . .، وكأنهم كانوا يريدون أن يدعوا لمحمد دعوى النصارى لعيسى ، فيزعمون أنه الربّ ، وأنه ابن اللّه .

ووصفوا دعوى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بأنها سحر ، لأنه ينتحل لنفسه مقاما ليس إلا للآلهة ، وهذا لا يفعله إلا السحرة ، وخصّوه بأنه ساحر مبين ، لأن البيان صنعته ، والقرآن بيانه ، والبيان في اللغة ما يتبين به الشيء من الدلالة والفصاحة والمنطق المعبر ، وإن من البيان لسحرا ، ولذا كان النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في اعتبارهم ساحرا مبينا .
  * * *

233 . قالوا عنه : مجنون ، ومفتون ، وشاعر ، وساحر ، وكاهن

كان كفار مكة يزدرون النبىّ صلى اللّه عليه وسلم بأعينهم ، ويؤذونه بألسنتهم ، وقالوا له :يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ( 6 ) ( الحجر ) ، وقالوا :أَ إِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ( 36 ) ( الصافات ) ؛ وقالوامُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ( 14 ) ( الدخان )
أي علّمه بشر أو علّمه الكهنة والشياطين ، ووصفوه بالجنون وهو زوال العقل أو فساده ؛ ونفى اللّه تعالى أن يكون كما وصفوه ، فلا هو بشاعر ، ولا ساحر ، ولا مجنون ، ولا معلّم من تلاميذ الكهّان ، كقوله تعالى :فَذَكِّرْ فَما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكاهِنٍ وَلا مَجْنُونٍ ( 29 ) أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ( 30 ) ( الطور ) ،
وقوله :وَإِنْ يَكادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ( 51 ) ( القلم ) ؛ وفي نوح قال قومه مثل ذلك :مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ( 9 ) ( القمر )
يعنى زجروه عن أن يدعو كنبىّ ؛ وفي موسى قال قوم فرعون :إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ( 27 ) ( الشعراء ) ، وقال تعالى في فرعون :فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ( 39 ) ( الذاريات ) ،
وقال تعالى في استقبال كل الشعوب لرسلهم :كَذلِكَ ما أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قالُوا ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ( 52 ) ( الذاريات ) ،
وأما عن نبيّنا صلى اللّه عليه وسلم فقد نفى اللّه عنه الجنون تماما ، فقال :وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ( 22 ) ( التكوير ) .

  * * *   

234 . هل كان محمد نبيّا أميا ؟

قيل إن الدليل على نبوّته صلى اللّه عليه وسلم أنه لم يكن يقرأ ولا يكتب ولا يخالط أهل الكتاب ، ولم يكن بمكة أهل كتاب ليعلّموه ، وفي القرآن :وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ الْمُبْطِلُونَ( 48 ) ( العنكبوت ) ، أي ما كنت قبل القرآن تقرأ الكتب ، ولا تختلف إلى أهل الكتاب ، وإذن لارتاب المبطلون أنه تعلّمه منهم ومن الكتب .
وقيل : إن النبي لم يمت حتى كتب ، وأنه قرأ صحيفة لعيينة بن حصن .
وقيل إنه في صلح الحديبية رفض علىّ أن يمحو أنه صلى اللّه عليه وسلم رسول اللّه ، فطلب النبىّ صلى اللّه عليه وسلم أن يريه مكانها ، فأراه فمحاها ، وكتب بدلا من « محمد رسول اللّه » : محمد بن عبد اللّه ، وقال بعضهم : إن الرسول صلى اللّه عليه وسلم أخذ الكتاب فكتب بيده ، وليس معنى قوله : « إنّا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب » ، أنه هو نفسه أمي لا يكتب ولا يحسب .
وقيل . أجل ، كان يقرأ ويكتب ، وإنما كان ذلك بعد نزول القرآن ، ونفهم ذلك من ظاهر الآيات :وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ( 48 ) ( العنكبوت ) ،
وقوله :اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ( 3 ) ( العلق ) ،
وقوله :وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ وَنَزَّلْناهُ تَنْزِيلًا( 106 ) ( الإسراء ) ،
وقوله :فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ( 98 ) ( النحل ) ،
وقوله :عَلَّمَ الْقُرْآنَ( 2 ) ( الرحمن ) ، وكلها تثبت إنه كان يقرأ ويكتب وإنما بعد القرآن .
وقيل : كتب وقرأ من اللّه من غير تعلّم ولا تعاط لأسباب الكتابة والقراءة ، وإنما أجراهما اللّه على يده وقلمه ، فكان ذلك خارقا للعادة ، وليس فيه معجزة ، فنحن نصادفه في الحياة العامة للموهوبين وخارقى الذكاء من الموصوفين بالعباقرة ؛ أو أنه تعلّمهما بمعجزة ، كتعلمه لعلم الأولين والآخرين من غير تعلّم ولا اكتساب .
وليس الأمى في الآية :الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ( 157 ) ( الأعراف )
أنه الذي لا يعرف القراءة ولا الكتابة ، فالأمى في السياق القرآني في هذه الآية وغيرها من الآيات ، يعنى أنه الرسول النبىّ « الأغيار » ، أي « من غير اليهود والنصارى » ، وليس بمعنى الذي لا يعرف القراءة والكتابة ، والثابت أنه كان يعرف القراءة والكتابة بعد نزول القرآن عليه ، ولا يعتد بالقول بأنه كان له الكتّاب يكتبون ما يمليه ، فذلك لا ينفى أنه كان يكتب ويقرأ ، ومع ذلك يكون له كتبة للوحي ، قيل : بلغ عددهم ستة وعشرين كاتبا .
وكان معاوية منهم ، فكان صلى اللّه عليه وسلم يأمره فيقول : « أقم الباء ، وحرّف السين ، ولا تعوّر الميم ، وحسّن اللّه ، ومدّ الرحمن ، وجوّد الرحيم » ، فهل هذه وصايا أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة ؟ ! !
أم هي إرشادات عارف متعمّق المعرفة ؟ ! ولما ذكر صلى اللّه عليه وسلم الدجّال قال : « مكتوب بين عينيه : ك ا ف ر » يعنى أنه تهجّى كلمة « كافر » .
فكيف لا يكون إذن كاتبا وقارئا ؟ !

  * * *   

235 . النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : كيف تكون له كل هذه الأحاديث ، وجميع ذلك العلم ، ويقال إنه أمىّ ؟ !

عند الكثير من المفسرين والمستشرقين أن كلمة أمىّ التي ترد في وصفه صلى اللّه عليه وسلم في الآية :الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( 157 ) ( الأعراف ) ،
والآية التي تليها :فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ( 158 ) ( الأعراف )
تعنى الجهل بالقراءة والكتابة ، فهل كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم جاهلا بالقراءة والكتابة ؟ والحقّ أن منطق الحال يدحض هذا الزعم ، وقد قال صلى اللّه عليه وسلم عن نفسه : « أنا أفصح العرب » ! ! وقال له أبو بكر : يا رسول اللّه ! ما رأينا من هو أفصح منك ! وقالت عنه عائشة : كان يتكلم بكلام بيّن فصل ، يحفظه من جلس إليه !
وقالت عنه أم معبد : هو حلو المنطق . والمنطق لا يكون إلا للعارف بأصول الكلام ، كتابة وقراءة . ووصف القاضي عيّاض بلاغته ، فقال : أوتى جوامع الكلم ، وخصّ ببدائع الحكم ، وعلّم ألسنة العرب ، فكان يخاطب كل أمة منها بلسانها ، ويحاورها بلغتها ، ويباريها في منزع بلاغتها ، ومن نماذج بلاغته قوله صلى اللّه عليه وسلم : « إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى » ؛ و « الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبين ذلك أمور متشابهات » ؛ و « من يحم حول الحمى يوشك أن يقع فيه » ؛ و « من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه » ؛ و « دع ما يريبك إلى ما لا يريبك » ومن كان هذا هو حاله من البلاغة والحكمة فكيف يكون أميا ؟ ! !

وما المقصود إذن من كلمة أمىّ في الآيتين ؟
والكلمة تفسرها ثلاث آيات أخرى من القرآن ، الأولى قوله تعالى :هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ( 2 ) ( الجمعة ) ؛ والثانية :فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَ أَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ( 20 ) ( آل عمران ) ؛ والثالثة :وَمِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا ما دُمْتَ عَلَيْهِ قائِماً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ( 75 ) ( آل عمران ) .
وفي الآيات الثلاث فإن الأميين هم المقابل لأهل الكتاب ، وهؤلاء الأخيرون هم اليهود والنصارى أصحاب التوراة والإنجيل وإذن فمعنى الأمى : أنه من كان من غير هؤلاء ، ويصف ذلك القرآن فيقول :وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَارْتابَ 
الْمُبْطِلُونَ( 48 ) ( العنكبوت ) ، والكتاب في الآية هو الكتاب المقدس - أي التوراة أو الإنجيل ، والآية تنفى أن يكون قد قرأ أيا من الكتابين ، أو نقل عنهما كتابة نصا من النصوص .
وفي الآية :وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ( 78 ) ( البقرة )
يعنى من أهل الكتاب من هم كالأميّين ، لا يعلمون الكتاب ، وإن كان من المفروض أن يعلموه ، وعلمهم به مجرد دعوى وليس حقيقة ، وعن ابن عباس ،
قوله :إِلَّا أَمانِيَّيعنى يقولونه بأفواههم كذبا . وقيل : هؤلاء جماعة من اليهود لم يكونوا يعلمون من الكتاب شيئا - أي أنهم والأميون أو الأغيار سواء ، وكانوا يتكلمون بالظن بغير ما في كتاب اللّه ، ويقولون هو من الكتاب ، مجرد أماني يتمنونها .
والتمنّى هو التخلّق بالكذب وتخرّصه . أو أن قوله :إِلَّا أَمانِيَّيعنى كانوا يعرفون الكتاب تلاوة فقط من غير فهم للمعنى ولا عمل بمقتضاه كما في الآية :مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ( 5 ) ( الجمعة ) ، فتوعدهم اللّه في الآية :فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ( 79 ) ( البقرة ) .

وهذا إذن هو حال الأميين من أهل الكتاب ، ومحمد صلى اللّه عليه وسلم لم يكن من أهل الكتاب ، وكان مع ذلك من الأميّين - واختير نبيا مرسلا للناس كافة ، ولو كان من أهل الكتاب لأرسل إليهم مكملا للتوراة والإنجيل عندهم ، وإنما هو من الأغيار - مفرده الغيرnokri- أو كما يقول اليهود من الأممgentiles، أو الجويم ، مفرده جوىgoi، وهم من ليسوا من الجنس العبراني ، فالناس قسمان : عبرانيون وهم الصفوة ، وغير عبرانيين ، وهم « الأمم » ، ومحمد صلى اللّه عليه وسلم من الأمم ، ومرسل إلى الأمم ، وهو لذلك النبىّ الأمّى ، ومن ثم فقد جاء يبشّر بربّ العالمين ، يتوجه بدعوته إلى العالمين أو الأمم ، أو الأغيار ، يعنى للكافة ، كما في الآية :وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ( 28 ) ( سبأ ) ،وَأَرْسَلْناكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً( 79 ) ( النساء ) ،
والناس يعنى الجميع كما في الآية :قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِماتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ( 158 ) ( الأعراف ) .
والأمية إذن بالنسبة للرسول هي الأممية أو العالمية ، ويشرحها الرسول صلى اللّه عليه وسلم فيقول : « بعثت إلى الناس كافة ، الأحمر والأسود » ، ويقول : « والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة - يهودي أو نصراني - ثم يموت ولا يؤمن بالذي أرسلت به ، إلا كان من أصحاب النار » رواه أحمد .
واختصاصه صلى اللّه عليه وسلم بأنه أمي يشرحه في الحديث عن جابر قال : 
« وكان النبىّ يبعث إلى قومه ، وبعثت إلى الناس عامة » . وقد أرسل اللّه الرسل قبل محمد صلى اللّه عليه وسلم ، كلّا إلى قومه ، فنوح أرسله إلى قومه ( قوم نوح - الأعراف 69 ) ، وهود إلى عاد ( هود 60 ) ، ولوط ، وصالح ، ويونس ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، أرسلوا إلى أقوامهم ، إلا محمدا فكان نبىّ الكافة ، والجميع ، والناس كلهم ، ولذلك أرسل سنة 628 ميلادية إلى ملوك العالم الأربعة ، وهم الذين كانوا على سدّة العالم في زمنه :
 1 - هرقل الثاني إمبراطور بيزنطة ،
 2 - وكسرى أنو شروان ملك فارس ،
 3 - والمقوقس حاكم مصر ،
 4 - وملوك الحبشة ، وعمان ، واليمامة ، والبحرين ، والشام ، واليمن ، وأوصى مبعوثيه إليهم فقال : « إن اللّه بعثني رحمة وكافة » .
والخلاصة : أن كلمة « أمي » تعنى « الأممى » أي « العالمي » ، وما كان اللّه الذي يدعو إليه محمد هو « ربّ اليهود » كما في التوراة ، أو « ربّ عيسى » كما في الإنجيل ، وإنما هو « ربّ العالمين » .
  * * *

236 . ما وجه الامتنان أنه كان أميا ؟

في الآية :هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ( 2 ) ( الجمعة ) ،
والأمّيون هم العرب ، من كتب منهم ومن لم يكتب ، لأنهم لم يكونوا أهل كتاب ، وكانوا أغيارا ، أي غير يهود ، واسمهم في التوراة أميون ، والنبىّ صلى اللّه عليه وسلم كان عربيا خالصا ، لم يخالط دمه دم أممى ، وكان أميا لم يقرأ الكتاب أي التوراة والإنجيل ، فإن قيل : وما وجه الامتنان أن يبعث نبىّ أمي ؟

والجواب من ثلاثة أوجه :
أحدها : لموافقته ما تقدمت به بشارة الأنبياء ؛
والثانية : لمشاكلة حاله لأحوال العرب فيكون أقرب إلى موافقتهم ؛
والثالثة : لينتفي عنه سوء الظن بأنه تعلّم مما قرأ من الكتب السابقة على القرآن ، ووعى ما فيها من حكم وقصص وأخبار وأحكام .

ومصطلح « أمي » إذن يعنى أنه كان من ثقافة مختلفة عن الثقافة اليهودية النصرانية . وهذا كله دليل معجزته وصدق نبوته : وأن القرآن لم يكن مسبوقا ، وأن محمدا لم يتلق علومه عن أحد سوى اللّه .
  * * *

237 . هل افترى القرآن ؟

البرهان العقلي على كذب هذا الادعاء تنبّه إليه الآية :أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ( 8 ) ( الأحقاف ) ،
فإن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وحده لا يقدر على افترائه ، فالمطلوب كتيبة من العلماء ، ومن أهل اللغات المختلفة ، ومكتبات كاملة من المراجع ، للقيام بالمطلوب ، وحتى لو تحقق لهم ذلك فلن يستطيعوه ، لأنه لن تكون به الوحدة التي هو عليها الآن ، ولن يكون على هذا النسق الواحد ، والقدر العالي من البيان ، فإذا كانت أمة العرب بأسرها قد عجزت أن تأتى بمثله ، ولو حتى بآية ، وكان هو وحده الذي استطاع أن يقوم به ، فإن ما فعله يكون معجزة لا شك فيها ، وشيئا خارقا للعادة . وإذا كان كاذبا وافتراه ، فكيف صدّقته غالبيتهم وكانوا من الحكماء ، وعهدنا بالحكماء أن لا يصدّقوا الكذّاب ؟ !
ولو كان قد افتراه فما ذا عاد عليه ؟
لا أصبح سلطانا ، ولا صارت له الأموال ! وعاش في ضنك وفي مسغبة وتعب لا ينتهى !
وكيف يكذب عليهم وعلى نفسه وهو يؤمن بإله سيحاسب الكذّاب ، أفلا يخشى الحساب ؟ !
وإذا كان يؤمن بإله ويؤمنون بآلهة ، فاللّه يشهد بينهما ، وهو الأعلم بما يقولون ، وبما يفيضون فيه ، وكفى باللّه شهيدا .

  * * *

238 . دعواهم بتقوّله

قالوا : إنه صلى اللّه عليه وسلم ليس بنبىّ ولا رسول :وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا( 43 ) ( الرعد ) يقصدون أنه متقوّل .
  * * *

239 . أليس طول انتظاره لنزول القرآن دليلا على أنه ليس كلامه ؟

من دلائل نبوة محمد ، وأنه لم يؤلف القرآن ، وإنما القرآن منزّل عليه من عند اللّه ، أنهم كانوا يسألونه صلى اللّه عليه وسلم عما يريدون أن يعرفوه ، فيستأذنهم أن يسأل ربّه ، ويطول انتظارهم وقد أبطأ عليه الوحي ، فلو كان هو الذي يؤلف القرآن فلما ذا ينتظر ؟ وما ذا ينتظر ؟
وما الذي يجعله بقلق كل هذا القلق أثناء ذلك حتى ليستبطئ الوحي ، بينما الكفار يسخرون منه وقد أبطأ عليهم ، ويهزءون به ، وأصحابه قد استبدّ بهم القلق كذلك ، وبعضهم ذهبت به الظنون بعيدا ، وبدأت تساوره الشكوك في النبىّ صلى اللّه عليه وسلم وأنه يوحى إليه فعلا ؟ والانتظار شاق ، وخاصة إذا تعلق الأمر بالعقيدة .
وفي تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة ، نزل قوله تعالى :قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ( 144 ) ،
وكان النبي يستقبل المشرق في صلاته في مكة ، وظل على ذلك بضعة عشر 
شهرا ، وكان المأمول أن تؤمن اليهود فما آمنوا ، وكره أن يولى وجهه إلى بيت المقدس ، وطمع أن تكون قبلته عربية ، وتمنّى لو ولّى وجهه للبيت الحرام ، وكان يقلّب نظره في السماء عسى ربّه يهديه إلى ما ينبغي ، وأضمر رجاءه أن يتوجه إلى الكعبة ، فكانت ضربة قاصمة لليهود ، ونزل قوله :وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ( 143 ) قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ( 144 ) ( البقرة ) .
وقيل : كان يحب قبلة إبراهيم ، فكان يدعو اللّه وينظر إلى السماء ، وظل يصلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا ، أو سبعة عشر شهرا ، ولكنه كان يتمنى لو يصلى إلى الكعبة ، فلما ذا انتظر إذن مدة سنة ونصف ليتحول إلى البيت الحرام لو كان التشريع بيده ، وكان القرآن من تأليفه ؟
ولو فعل لكان قد نفّس عن رغباته المكبوتة ، وحقق ما يصبو إليه ويحبه العرب منه ، لاعتزازهم بالكعبة وافتخارهم بها . وهذا التأخير إذن يدل على أن القرآن من عند اللّه ، وأن محمدا ليس بيده شئ من الأمر .

وحادثة الإفك التي اتّهمت فيها زوجته : الحصان ، الطاهرة ، عائشة بنت أبي بكر ، وظلوا يتهمونها أربعين يوما ، وكانوا أثناءها يلوكون سيرتها ، ويهتكون عرضه صلى اللّه عليه وسلم ، فلو كان هو الذي يؤلف القرآن فما أحراه أن يسرع بآيات تنفى هذه الشبهة عن حليلته ؟ وما كان الأمر بيده ، فلمّا نزل القرآن يبرئها فرح بما جاء به كفرحة عائشة ومن حولها ، وجاءت البراءة من القرآن بعد هذه المدة الطويلة ،
يقول :إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذابٌ عَظِيمٌ ( 11 ) لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقالُوا هذا إِفْكٌ مُبِينٌ ( 12 ) لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَداءِ فَأُولئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكاذِبُونَ ( 13 ) وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذابٌ عَظِيمٌ ( 14 ) إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْواهِكُمْ ما لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ( 15 ) وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ ما يَكُونُ لَنا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهذا سُبْحانَكَ هذا بُهْتانٌ عَظِيمٌ ( 16 ) يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ( 17 ) وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ( 18 ) إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ( 19 ) وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ ( 20 ) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 21 ) وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ 
مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى وَالْمَساكِينَ وَالْمُهاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَ لا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 22 ) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ( 23 ) ( النور ) .
ولو كان محمد هو مؤلف هذا الكلام الشديد العنيف القاسى ، لكانت له مواقف مع عائشة ومع عصبة الإفك ، ولكن ما أثر عنه من أحاديث ، كان فيها شديد التحفظ ، ولما سئل عما يعلم من هذا الأمر قبل نزول البراءة قال : « إني لا أعلم إلا خيرا » ، وقبل نزول هذه الآيات مباشرة سأل هو نفسه عائشة في تؤدة : « يا عائشة ، أما إنه قد بلغني كذا وكذا ، فإن كنت بريئة فسيبرئك اللّه ، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري اللّه » فشتّان بين أسلوب الآيات وأسلوبه صلى اللّه عليه وسلم مع عائشة ، وطريقة القرآن في عرض الواقعة ، والجزاء المقترح ، وطريقته هو في استقبال الحدث ، ويظهر جليا أن قائل القرآن بخلاف قائل هذه الأحاديث ، وأن القرآن ليس من تأليف النبىّ صلى اللّه عليه وسلم .

وسألوه عن أصحاب الكهف وذي القرنين ، والروح ، فقال لمن سأله : « ائتوني غدا أخبركم » ، ولم يقل « إن شاء اللّه » ، فأبطأ عليه الوحي حتى كذّبته قريش ، وشقّ على المؤمنين الأمر ، وقال المنكرون : قلاه ربّه - أي تركه ، فأنزل اللّه :وَالضُّحى ( 1 ) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى ( 2 ) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى( 3 ) ( الضحى ) ،
وجاء تعليمه تعالى :وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً ( 23 ) إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ وَقُلْ عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً( 24 ) ( الكهف ) .
ولما نزل عليه جبريل بعد هذا الإبطاء عاتبه ، فأفهمه جبريل وقال بلسان القرآن :وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا( 64 ) ( مريم ) ،
ومرة أخرى فلو كان هو مؤلف القرآن لأسرع بالردّ عليهم كما وعدهم ، ولما انتظر كل هذه المدة الطويلة ، فأحرج نفسه ومن معه ، ولما ردّ على نفسه هذا الردّ المفحم على لسان جبريل !

وفي سورة البقرة نزلت الآية :لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ( 284 ) ( البقرة )
فذعر أصحابه أن يحاسبهم اللّه على ما في ضمائرهم ، وما يكون من وساوسهم وهواجسهم ، وما يجول بخواطرهم ، فشكوا إليه أن الآية تكلّفهم من أمرهم عنتا ، ولا يطيقون تكاليفها ، فقال لهم النبىّ صلى اللّه عليه وسلم : « أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتاب من قبلكم : سمعنا وعصينا ، بل قولوا : سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير » .

أخرجه مسلم ، فجعلوا يضرعون بها إلى اللّه حتى نزلت الآية من أواخر سورة البقرة :آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقالُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ( 285 ) لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما كَسَبَتْ وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ( 286 ) ( البقرة ) ،
فما قاله لهم النبىّ يختلف عمّا جاء في الآية ، فلم يبين لهم هذا البيان ، ولو كان هو المؤلف لما كان هناك فرق بين الكلامين ، وهذا دليل آخر على أن القرآن ليس من لدن محمد صلى اللّه عليه وسلم ، ولو كان كل ما في الآية في باله وقتها لقاله وما كان يكتمه .

ونحن نعلم عن عبد اللّه بن أبي بن سلول أنه كان رأس النفاق في المدينة ، فتوفى فكفنه النبىّ صلى اللّه عليه وسلم في قميصه ، وأراد أن يصلى عليه ويستغفر له ، فاعترضه عمر وقال : أتستغفر له وتصلى عليه وقد نهاك ربّك ؟ ! فقال له : « إنما خيّرنى ربّى فقال :اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ( 80 ) ( التوبة ) ،
وسأزيده على السبعين » ، ثم صلى عليه ، فأنزل اللّه تعالى الآية يأمر فيها من بعد :وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ( 84 ) ( التوبة ) ،
فترك الصلاة عليهم . ولو كان محمد هو مؤلف هذا الكلام ، أكان من الممكن أن يدين نفسه به ؟

ولقد فهم من الآية خلاف ما فهم عمر ، وثبت أن عمر كان فهمه هو الأدق والأضبط ، وجاءت الآية موافقة مع رأيه ، فهل كان عليه أن يذيع ذلك ويعرّف به الناس ، لو كان هو مؤلف القرآن ؟
وهل كان ينتظر نزول الآية ليعرف الصواب من الخطأ وهو المؤلف ؟ !

ومن أجل ذلك ، وبالنظر إلى كل ما سبق ، فإن طول انتظار نزول القرآن ، لدليل على أن القرآن ليس من عند محمد صلى اللّه عليه وسلم ، ولكنه تنزيل من ربّ العالمين .
  * * *
240 . النبىّ صلى اللّه عليه وسلم لا يغلّ
الغلول هو الخيانة في المغانم ، ويغلّ يعنى يخون ، وكان المنافقون قد دأبوا مع الكفار واليهود على أن يشنّعوا على النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، فقالوا إنه ساحر ، وقالوا إنه كاهن ، وشاعر ، ومجنون ، وبعد وقعة أحد جاء التشنيع عليه بأنه غلول ، يعنى يؤثر نفسه ببعض المغانم ويخفيها عن المسلمين ، فنزلت الآية :وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ( 161 ) ( آل عمران ) .
فالغلول لا يناسب النبوة ، وفي الحديث : « لا إغلال ولا إسلال » .
أي لا خيانة ولا سرقة ، ويقال : ولا رشوة ، وقال : « ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن » .
والآية تردّ عن النبىّ صلى اللّه عليه وسلم مزاعم الكفار ، وتنهى 
المسلمين عن الغلول ، وتتوعدهم عليه .
وكما لا يجوز أن يخون النبىّ صلى اللّه عليه وسلم ، لا يجوز أن يخونه غيره ، ولا يجوز أن تمارس الخيانة أصلا بين الناس جميعا .
والآية تنفى بالكلية الغلول عن الأنبياء .

  * * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى