المواضيع الأخيرة
المواضيع الأكثر نشاطاً
البحث في جوجل
تفسير الآيات من "01 - 31 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
اتقوا الله ويعلمكم الله :: ديوان الشيخ الاكبر محيي الدين ابن العربى الحاتمى الطائى قدس الله روحه :: كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي :: كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الكريم الجزء الثاني من كلمات الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
صفحة 1 من اصل 1
30032021
تفسير الآيات من "01 - 31 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
تفسير الآيات من "01 - 31 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي جمع وتأليف محمود محمود الغراب
( 7 ) سورة الأعراف مكيّة
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 1 إلى 8 ]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
المص ( 1 ) كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ( 2 ) اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ ( 3 ) وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ ( 4 )
فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلاَّ أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ ( 5 ) فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ( 6 ) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ ( 7 ) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 8 ).
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
المص ( 1 ) كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرى لِلْمُؤْمِنِينَ ( 2 ) اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ ( 3 ) وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ ( 4 )
فَما كانَ دَعْواهُمْ إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا إِلاَّ أَنْ قالُوا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ ( 5 ) فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ( 6 ) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَما كُنَّا غائِبِينَ ( 7 ) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 8 ).
ص 123
هي موازين الأعمال ، فإن رجح عمله به ثقل ميزان عمله به وارتفعت الكفة فيه ، فأخذ إلى عليين ، وإن رجح هو بعمله نزل بكفته في سجين ، لذلك قال تعالى .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 9 ]
وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ ( 9 )
الوزن يوم القيامة وزنان : وزن الأعمال بعضها ببعض ، ويعتبر في ذلك كفة الحسنات ، ووزن الأعمال بعاملها ، ويعتبر فيها كفة العمل ، لما كان الحشر يوم القيامة والنشور في الأجسام الطبيعية ظهر الميزان بصورة نشأتهم من الثقل ، فإذا ثقلت موازينهم ، وهم الذين أسعدهم اللّه ، فأرادوا حسنا وفعلوا في ظاهرهم حسنا فثقلت موازينهم ، فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى مائة ألف مما دون ذلك وما فوقه ، وأما القبيح السيئ ، فواحدة بواحدة ، فيخف ميزانه ، أعني ميزان الشقي بالنسبة إلى ثقل السعيد ،
واعلم أن الحق تعالى ما اعتبر في الوزن إلا كفة الخير لا كفة الشر ، فهي الثقيلة في حق السعيد ، الخفيفة في حق الشقي ، مع كون السيئة غير مضاعفة ، ومع هذا فقد خفت كفة خيره ، فانظر ما أشقاه ، فالكفة الثقيلة للسعيد هي بعينها الخفيفة للشقي ، لقلة ما فيها من الخير ، أو لعدمه بالجملة ، مثل الذي يخرجه سبحانه من النار وما عمل خيرا قط ، فميزان مثل هذا ما في كفة اليمين منه شيء أصلا ، وليس عنده إلا ما في قلبه من العلم الضروري بتوحيد اللّه ،
وليس له في ذلك تعمل مثل سائر الضروريات ، فلو اعتبر الحق بالثقل والخفة الكفتين ، كفة الخير والشر ، لكان يزيد بيانا في ذلك ، فإن إحدى الكفتين إذا ثقلت خفت الأخرى بلا شك ، خيرا كان أو شرا ، وأما إذا وقع الوزن به ، فيكون هو في إحدى الكفتين وعمله في الأخرى ،
فذلك وزن آخر ، فمن ثقل ميزانه نزل عمله إلى أسفل ، فإن الأعمال في الدنيا من مشاق النفوس ، والمشاق محلها النار ، فتنزل كفة عمله تطلب النار ، وترتفع الكفة التي هو فيها لخفتها فيدخل الجنة لأن لها العلو ، والشقي تثقل كفة الميزان الذي هو فيها وتخف كفة عمله ، فيهوي في النار ،
ص 124
وهو قوله فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ )فكفة ميزان العمل هي المعتبرة في هذا النوع من الوزن ، الموصوفة بالثقل في السعيد لرفعة صاحبها ، والموصوفة بالخفة في حق الشقي لثقل صاحبها ، وهو قوله تعالى يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ )وليس إلا ما يعطيهم من الثقل الذي يهوي به في نار جهنم .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 10 إلى 11 ]
وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ ( 10 ) وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ( 11 )
قيل لإبليس : اسجد لآدم ، فغاب عن لام الخفض التي هي إشارة إلى لام الإضافة ، واحتجب العلم عنه بذكر آدم ، فلو رأى اللام من قوله لآدم لرأى نور محيا الذات المطلوبة لقلوب الرجال ، فما كانت تتصور منه الإباية عما دعاه إليه ، فاحتجب إبليس واستكبر بنظره إلى عنصره الأعلى عن عنصر آدم الترابي ، فلما رأى الشرف له امتنع عن النزول للأخس ، وما عرف ما أبطن اللّه له فيه من سبحات الأسماء الإلهية والإحاطة .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 12 ]
قالَ ما مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ( 12 )
لما اجتمع النار مع النور في الإحراق وقوة الفعل في بقية العناصر ، نظر إبليس في أصل نشأته وعرف أن عنصره الأعظم النار ، وهو أرفع الأركان مكانا ، وله سلطان على إحالة الأشياء التي تقتضيها الطبيعة ، فإن النار لا تقبل التبريد بخلاف بقية الأركان ، فالهواء يسخن وكذلك الماء وكذلك التراب ، فللنار في نفس الأركان أثر وليس لواحد منها في النار أثر ، وجهل إبليس ما فطر اللّه آدم عليه من كمال الصورة ، فتكبر ،
وأدّاه تأويله أن يفتخر على آدم ويقول :« أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ »أي أقرب إليك من هذا الذي خلقته من طين ،
ثم علل فقال :« خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ »فالنار أقرب في الإضاءة النورية إلى النور ، والنور اسم
ص 125
من أسماء اللّه ، والطين ظلمة محضة ، فجمع إبليس بين الجهل والكذب ، فإنه ما هو خير منه لا عند اللّه ولا في النشأة ، وفضل بين الأركان ولا فضل بينها في الحقائق ، وما علم أن سلطان الماء الذي خلق منه آدم أقوى منه فإنه يذهبه ، وأن التراب أثبت منه للبرد واليبس ، فلآدم القوة والثبوت لغلبة الركنين اللذين أوجده اللّه منهما ، وإن كان فيه بقية الأركان ولكن ليس لها ذلك السلطان ، وهو الهواء والنار ، وإبليس بحكم أصل نشأته بخلقه من لهب النار له عدم الثبوت وعدم البقاء على حالة واحدة ، فهو سريع الحركة بحكم أصل خلقه من لهب النار ، والإنسان له الثبوت فإنه من التراب ، فله البرد واليبس فهو ثابت في شغله .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 13 ]
قالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ( 13 )
أهبط إبليس للأرض عقوبة لما وقع منه فسأل اللّه الإغواء أن يدوم له في ذرية آدم لما عاقبه اللّه بما يكرهه من إنزاله إلى الأرض فقال تعالى مخبرا عنه .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 14 إلى 17 ]
قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( 14 ) قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ( 15 ) قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ( 16 ) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ( 17 )
إن الأعمال هنا في التكليف مقسمة على أربع جهات ، قرن اللّه السعادة والشقاء بها ، وهي اليمين والشمال والخلف والأمام ، لأن الفوقية لا يمشي الجسم فيها بطبعه ، والتحتية لا يمشي فيها الروح بطبعه ، فما جعلت سعادة الإنسان وشقاوته إلا فيما يقبله طبعه في روحه وجسمه ، وهن الجهات الأربع ، وبها خوطب ، ومنها دخل عليه إبليس ، فهي جهات الأهواء ، ولم يقل من فوقهم ولا من تحتهم لأنه لم يقترن بها عمل ،
ص 125
من أسماء اللّه ، والطين ظلمة محضة ، فجمع إبليس بين الجهل والكذب ، فإنه ما هو خير منه لا عند اللّه ولا في النشأة ، وفضل بين الأركان ولا فضل بينها في الحقائق ، وما علم أن سلطان الماء الذي خلق منه آدم أقوى منه فإنه يذهبه ، وأن التراب أثبت منه للبرد واليبس ، فلآدم القوة والثبوت لغلبة الركنين اللذين أوجده اللّه منهما ، وإن كان فيه بقية الأركان ولكن ليس لها ذلك السلطان ، وهو الهواء والنار ، وإبليس بحكم أصل نشأته بخلقه من لهب النار له عدم الثبوت وعدم البقاء على حالة واحدة ، فهو سريع الحركة بحكم أصل خلقه من لهب النار ، والإنسان له الثبوت فإنه من التراب ، فله البرد واليبس فهو ثابت في شغله .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 13 ]
قالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ( 13 )
أهبط إبليس للأرض عقوبة لما وقع منه فسأل اللّه الإغواء أن يدوم له في ذرية آدم لما عاقبه اللّه بما يكرهه من إنزاله إلى الأرض فقال تعالى مخبرا عنه .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 14 إلى 17 ]
قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ( 14 ) قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ( 15 ) قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ( 16 ) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ ( 17 )
إن الأعمال هنا في التكليف مقسمة على أربع جهات ، قرن اللّه السعادة والشقاء بها ، وهي اليمين والشمال والخلف والأمام ، لأن الفوقية لا يمشي الجسم فيها بطبعه ، والتحتية لا يمشي فيها الروح بطبعه ، فما جعلت سعادة الإنسان وشقاوته إلا فيما يقبله طبعه في روحه وجسمه ، وهن الجهات الأربع ، وبها خوطب ، ومنها دخل عليه إبليس ، فهي جهات الأهواء ، ولم يقل من فوقهم ولا من تحتهم لأنه لم يقترن بها عمل ،
فإنها للتنزل الإلهي والوهب الرباني الرحماني الذي له العزة والمنع والسلطان ، فلما علم إبليس بهذه الجهات قال :« ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ »فما جاء إبليس إلا من الجهات التي تؤثر في سعادة الإنسان إن سمع منه وقبل ما يدعوه إليه ، وفي شقاوته إن لم يسمع منه ولم يقبل ما دعاه
ص 126
إليه ، فإن هذه الطرق الأربع هي طرق الشيطان ، قال ذلك لما سمع أمر اللّه( وَاسْتَفْزِزْ )
ص 126
إليه ، فإن هذه الطرق الأربع هي طرق الشيطان ، قال ذلك لما سمع أمر اللّه( وَاسْتَفْزِزْ )
قال :« لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ » ولما قال له وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ )
قال :« وَمِنْ خَلْفِهِمْ » ولما قال له اللّه وَشارِكْهُمْ )
قال الشيطان :« وَعَنْ أَيْمانِهِمْ » ولما قال له وَعِدْهُمْ )
قال الشيطان :« وَعَنْ شَمائِلِهِمْ »
فهي صورة حرب لما كان القلب هو موضع الإمام ، وهو الذي اصطفاه اللّه من نشأة عبده حين قال : [ وسعني قلب عبدي المؤمن ] وليس لعدو اللّه غرض إلا هذا القلب ، فلم يبق للعدو الذي نصبه اللّه إلا أن يأتي من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا يبتغي الاستيلاء على القلب ،
قال :« وَمِنْ خَلْفِهِمْ » ولما قال له اللّه وَشارِكْهُمْ )
قال الشيطان :« وَعَنْ أَيْمانِهِمْ » ولما قال له وَعِدْهُمْ )
قال الشيطان :« وَعَنْ شَمائِلِهِمْ »
فهي صورة حرب لما كان القلب هو موضع الإمام ، وهو الذي اصطفاه اللّه من نشأة عبده حين قال : [ وسعني قلب عبدي المؤمن ] وليس لعدو اللّه غرض إلا هذا القلب ، فلم يبق للعدو الذي نصبه اللّه إلا أن يأتي من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا يبتغي الاستيلاء على القلب ،
فهي حرب سجال بين جند اللّه وبين جند الشيطان ، والذي أراد الشيطان هنا ليس هو يمين الجارحة ، فإنه لا يلقي على الجوارح ، وكذلك ما هو شمال الجوارح ولا أمام الإنسان ولا خلفه ، فإن محل إلقائه إنما هو القلب ما يقدح في أفعال ما يتعلق بيمينه أو شماله أو من خلفه أو من بين يديه ، ويستعين على الإنسان بالطبع ، فإنه المساعد له فيما يدعوه إليه من اتباع الشهوات ،
فقال :« ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ »بظاهر القول الذي يؤدي إلى التجسيم والتشبيه والتشكيك في الحواس ، ويدفعه المؤمن بالعلم فيمنعه أن يصل إليه فبنور علم البرهان يرد به الشبه المضلة القادحة في وجود الحق وتوحيده وأسمائه وأفعاله ،
فبالبرهان يرد على المعطلة ويدل على إثبات وجود الإله ، وبه يرد على أهل الشرك الذين يجعلون مع اللّه إلها آخر ، ويدل على توحيد الإله من كونه إلها ، وبه يرد على من ينفي أحكام الأسماء الإلهية وصحة آثارها في الكون ، ويدل على إثباتها بالبرهان السمعي من طريق الإطلاق ، وبالبرهان العقلي من طريق المعاني ، وبه يرد على نفاة الأفعال من الفلاسفة ، ويدل على أنه سبحانه فاعل وأن المفعولات مرادة للحق سمعا وعقلا ،« وَمِنْ خَلْفِهِمْ »بشبه وأمور من الخيالات الفاسدة ، وهو ما يدعوك إليه أن تقول على اللّه ما لا تعلم ، وتدعي النبوة والرسالة وأن اللّه قد أوحى إليك ، فيقوم التفكر فيدفعه ، فإنك إن لم تتفكر وتبحث حتى تعثر على أن تلك الأشياء شبهات هلكت ، وإن طردته من خلفك لاحت لك علوم الصدق ومنازله وأين ينتهي بصاحبه ،
كما قال تعالى فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ )
فإن القوة لما كانت صفة الصادق حيث قوي على نفسه ، فلم يتزين بما ليس له ، والتزم الحق في أقواله وأحواله وأفعاله ، وصدق فيها ، أقعده الحق عند مليك مقتدر« وَعَنْ أَيْمانِهِمْ »وهذه الجهة هي الموصوفة بالقوة فإنه يأتي منها ليضعف إيمانك ويقينك ، ويلقي عليك شبها في أدلتك
ص 127
ومكاشفاتك ، أو يأتيك بالجنة العاجلة وهي الشهوات واللذات ، فيزينها ويحببها للعبد ، ولكن الخوف يعرض له فيدرأه عنها ، ولولاه لوقع فيها ، وبوقوعه يكون الهلاك« وَعَنْ شَمائِلِهِمْ »
بشبهات التعطيل أو وجود الشريك للّه تعالى في ألوهيته ، فتطرده بدلائل التوحيد وعلم النظر الذي يعلم به وجود الباري ، أو يأتي الشيطان عن الشمال بالقنوط واليأس وسوء الظن باللّه وغلبة المقت ، ولكن الرجاء وحسن الظن باللّه عزّ وجل يدفعه ويقمعه ، فلتجعل الخوف عن يمينك والرجاء عن شمالك ، والعلم بين يديك والتفكر من خلفك ، فهذه الجهات الأربع التي يدخل عليك الخلل منها ، ومن جهة أخرى فإن الخلف للتعطيل ، والشمال للشرك ، واليمين للضعف ، ومن بين أيديهم التشكيك في الحواس
- الوجه الثاني - الشيطان يأتي للمشرك من بين يديه ، فإنه رأى إذ كان بين يديه جهة عينيه ، فأثبت وجود اللّه ولم يقدر على إنكاره ، فجعله إبليس يشرك مع اللّه في ألوهيته ، ويأتي للمعطل من خلفه ، فإن الخلف ما هو محل النظر ،
فقال له : ما ثمّ شيء ، أي ما في الوجود إله ، ويأتي إلى المتكبر عن يمينه ، لأن اليمين محل القوة ، فتكبر بقوته التي أحسها من نفسه ، فادعى الربوبية لنفسه ونفاها عن اللّه ، ويأتي المنافق عن شماله ، فإنه أضعف الطوائف ، كما أن الشمال أضعف من اليمين
- الوجه الثالث - لما سكت إبليس في إتيانه العبد للإغواء عن الفوقية سكت عن التحت ، لأنه على خط استواء مع الفوق ، لأنه لعنه اللّه رأى نزول الأنوار على العبد من فوقه ، فخاف من الاحتراق ، فلم يتعرض في إتيانه من الفوق ، ورأى التحت على خط استواء من فوق ، فإن ذلك النور يتصل بالتحت للاستواء لم يأت من التحت
[ - إشارة - فإن قلت : لم أتى إبليس ابن آدم من جميع جهاته إلا من أعلاه ؟ ]
- إشارة - فإن قلت : لم أتى إبليس ابن آدم من جميع جهاته إلا من أعلاه ؟
قلنا : لئلا يحترق بنور تنزل الأمر من مولاه ، فإن قلت : فهلا أتاه من أسفله فيغويه ؟ قلنا : إليه يدعوه فلا فائدة فيه ، أي السفل مقام الذل والعبودية .
اعلم أن لك ست جهات ، أربعة منها للشيطان ، وواحدة لك وواحدة للّه ، فأنت فيما منها للّه معصوم فمن ثمّ خذ التلقي ، واحذر من الباقي وهو الخمسة ، ولذا جاء الشرع بخمسة أحكام ، منها جهتك وجهات الشيطان منك ، وأما جهته منك فلا حكم فيها للشرع ، وهي جهة معصومة لا يتنزل على القلب منها إلا العلوم الإلهية المحفوظة من الشوب .
ص 128
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 18 ]
قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ( 18 )
لا سبيل لخروج إبليس من جهنم لأنه وأتباعه من المشركين الذين هم أهل النار يملأ اللّه بهم جهنم ولا نقص فيها بعد ملئها فلا خروج.
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 19 ]
وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ( 19 )
« فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما »كلا هو العامل في قوله :« مِنْ حَيْثُ شِئْتُما »، أول نهي ظهر في الوجود قوله تعالى لآدم وحواء :« لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ »وكذلك أول أمر قوله تعالى للملائكة ولإبليس( اسْجُدُوا لِآدَمَ )فكان أول أمر ظهر في الوجود ، ولما كان هذا أول أمر ونهي لذلك وقعت العقوبة عند المخالفة ، والنهي ليس بتكليف عملي ، فإنه يتضمن أمرا عدميا ، وهو لا تفعل ، ومن حقيقة الممكن أنه لا يفعل ، فكأنه قيل له : لا تفارق أصلك ، والأمر ليس كذلك ، فإنه يتضمن أمرا وجوديا ، وهو أن يفعل ،
كما قال تعالى فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ )
فإن القوة لما كانت صفة الصادق حيث قوي على نفسه ، فلم يتزين بما ليس له ، والتزم الحق في أقواله وأحواله وأفعاله ، وصدق فيها ، أقعده الحق عند مليك مقتدر« وَعَنْ أَيْمانِهِمْ »وهذه الجهة هي الموصوفة بالقوة فإنه يأتي منها ليضعف إيمانك ويقينك ، ويلقي عليك شبها في أدلتك
ص 127
ومكاشفاتك ، أو يأتيك بالجنة العاجلة وهي الشهوات واللذات ، فيزينها ويحببها للعبد ، ولكن الخوف يعرض له فيدرأه عنها ، ولولاه لوقع فيها ، وبوقوعه يكون الهلاك« وَعَنْ شَمائِلِهِمْ »
بشبهات التعطيل أو وجود الشريك للّه تعالى في ألوهيته ، فتطرده بدلائل التوحيد وعلم النظر الذي يعلم به وجود الباري ، أو يأتي الشيطان عن الشمال بالقنوط واليأس وسوء الظن باللّه وغلبة المقت ، ولكن الرجاء وحسن الظن باللّه عزّ وجل يدفعه ويقمعه ، فلتجعل الخوف عن يمينك والرجاء عن شمالك ، والعلم بين يديك والتفكر من خلفك ، فهذه الجهات الأربع التي يدخل عليك الخلل منها ، ومن جهة أخرى فإن الخلف للتعطيل ، والشمال للشرك ، واليمين للضعف ، ومن بين أيديهم التشكيك في الحواس
- الوجه الثاني - الشيطان يأتي للمشرك من بين يديه ، فإنه رأى إذ كان بين يديه جهة عينيه ، فأثبت وجود اللّه ولم يقدر على إنكاره ، فجعله إبليس يشرك مع اللّه في ألوهيته ، ويأتي للمعطل من خلفه ، فإن الخلف ما هو محل النظر ،
فقال له : ما ثمّ شيء ، أي ما في الوجود إله ، ويأتي إلى المتكبر عن يمينه ، لأن اليمين محل القوة ، فتكبر بقوته التي أحسها من نفسه ، فادعى الربوبية لنفسه ونفاها عن اللّه ، ويأتي المنافق عن شماله ، فإنه أضعف الطوائف ، كما أن الشمال أضعف من اليمين
- الوجه الثالث - لما سكت إبليس في إتيانه العبد للإغواء عن الفوقية سكت عن التحت ، لأنه على خط استواء مع الفوق ، لأنه لعنه اللّه رأى نزول الأنوار على العبد من فوقه ، فخاف من الاحتراق ، فلم يتعرض في إتيانه من الفوق ، ورأى التحت على خط استواء من فوق ، فإن ذلك النور يتصل بالتحت للاستواء لم يأت من التحت
[ - إشارة - فإن قلت : لم أتى إبليس ابن آدم من جميع جهاته إلا من أعلاه ؟ ]
- إشارة - فإن قلت : لم أتى إبليس ابن آدم من جميع جهاته إلا من أعلاه ؟
قلنا : لئلا يحترق بنور تنزل الأمر من مولاه ، فإن قلت : فهلا أتاه من أسفله فيغويه ؟ قلنا : إليه يدعوه فلا فائدة فيه ، أي السفل مقام الذل والعبودية .
اعلم أن لك ست جهات ، أربعة منها للشيطان ، وواحدة لك وواحدة للّه ، فأنت فيما منها للّه معصوم فمن ثمّ خذ التلقي ، واحذر من الباقي وهو الخمسة ، ولذا جاء الشرع بخمسة أحكام ، منها جهتك وجهات الشيطان منك ، وأما جهته منك فلا حكم فيها للشرع ، وهي جهة معصومة لا يتنزل على القلب منها إلا العلوم الإلهية المحفوظة من الشوب .
ص 128
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 18 ]
قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ ( 18 )
لا سبيل لخروج إبليس من جهنم لأنه وأتباعه من المشركين الذين هم أهل النار يملأ اللّه بهم جهنم ولا نقص فيها بعد ملئها فلا خروج.
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 19 ]
وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ( 19 )
« فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما »كلا هو العامل في قوله :« مِنْ حَيْثُ شِئْتُما »، أول نهي ظهر في الوجود قوله تعالى لآدم وحواء :« لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ »وكذلك أول أمر قوله تعالى للملائكة ولإبليس( اسْجُدُوا لِآدَمَ )فكان أول أمر ظهر في الوجود ، ولما كان هذا أول أمر ونهي لذلك وقعت العقوبة عند المخالفة ، والنهي ليس بتكليف عملي ، فإنه يتضمن أمرا عدميا ، وهو لا تفعل ، ومن حقيقة الممكن أنه لا يفعل ، فكأنه قيل له : لا تفارق أصلك ، والأمر ليس كذلك ، فإنه يتضمن أمرا وجوديا ، وهو أن يفعل ،
فكأنه قيل له :
اخرج عن أصلك ، فالأمر أشق على النفس من النهي ، إذ كلف الخروج عن أصله ، فلو أن إبليس لمّا عصى ولم يسجد لم يقل ما قال « * » من التكبر والفضلية التي نسبها إلى نفسه على غيره ، فخرج عن عبوديته بقدر ذلك ، فحلت به عقوبة اللّه ، وكانت العقوبة لآدم وحواء لما تكلفا الخروج عن أصلهما وهو الترك ، ومن هذه الحقيقة قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : [ إذا أمرتكم بأمر فافعلوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم فانتهوا ]
- إشارة - ما وقع التحجير على آدم إلا في الشجرة ، أي لا تقرب التشاجر ، والزم طريق إنسانيتك وما تستحقه ، ولا تزاحم أحدا في حقيقته ، فإن المزاحمة تشاجر وخلاف ، ولهذا لما قرب من الشجرة خالف نهي ربه ، فكان مشاجرا فذهب عنه في تلك الحال السعادة العاجلة في الوقت .
________________________________________
( * ) جواب لو إما أن يكون محذوفا يفهم من السياق ، أو ساقطا من الأصل ، والمعنى : لو أن إبليس لما عصى ولم يسجد لم يقل ما قال ، ما عوقب ، لأنه لم يخرج عن أصله ، ولكنه لما قال ما قال من التكبر والفضلية . . . إلخ .
ص 129*
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 20 إلى 22 ]
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ ( 20 ) وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ ( 21 ) فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَ لَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ ( 22 )
[ إشارة : سر ظهور سوأة آدم وحواء ]
تقدم الأمر لآدم عليه السلام بسكن الجنة والأكل منها حيث شاء ، ثم نهاه عن قرب شجرة مشار إليها أن يقربها ،
اخرج عن أصلك ، فالأمر أشق على النفس من النهي ، إذ كلف الخروج عن أصله ، فلو أن إبليس لمّا عصى ولم يسجد لم يقل ما قال « * » من التكبر والفضلية التي نسبها إلى نفسه على غيره ، فخرج عن عبوديته بقدر ذلك ، فحلت به عقوبة اللّه ، وكانت العقوبة لآدم وحواء لما تكلفا الخروج عن أصلهما وهو الترك ، ومن هذه الحقيقة قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : [ إذا أمرتكم بأمر فافعلوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم فانتهوا ]
- إشارة - ما وقع التحجير على آدم إلا في الشجرة ، أي لا تقرب التشاجر ، والزم طريق إنسانيتك وما تستحقه ، ولا تزاحم أحدا في حقيقته ، فإن المزاحمة تشاجر وخلاف ، ولهذا لما قرب من الشجرة خالف نهي ربه ، فكان مشاجرا فذهب عنه في تلك الحال السعادة العاجلة في الوقت .
________________________________________
( * ) جواب لو إما أن يكون محذوفا يفهم من السياق ، أو ساقطا من الأصل ، والمعنى : لو أن إبليس لما عصى ولم يسجد لم يقل ما قال ، ما عوقب ، لأنه لم يخرج عن أصله ، ولكنه لما قال ما قال من التكبر والفضلية . . . إلخ .
ص 129*
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 20 إلى 22 ]
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ لِيُبْدِيَ لَهُما ما وُورِيَ عَنْهُما مِنْ سَوْآتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونا مِنَ الْخالِدِينَ ( 20 ) وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ ( 21 ) فَدَلاَّهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَ لَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ ( 22 )
[ إشارة : سر ظهور سوأة آدم وحواء ]
تقدم الأمر لآدم عليه السلام بسكن الجنة والأكل منها حيث شاء ، ثم نهاه عن قرب شجرة مشار إليها أن يقربها ،
فوقع التحجير والنهي في قوله :« حَيْثُ شِئْتُما »لا في الأكل فما حجر عليه الأكل
وإنما حجر عليه القرب منها الذي كان قد أطلقه في( حَيْثُ شِئْتُما )فما أكلا منها حتى قربا ؛ فتناولا منها ، فأخذا بالقرب لا بالأكل
- إشارة - سر ظهور سوءاتهما ، معاينة مكمنات غاياتهما ، ونظيرهما في الوجود ، القلم واللوح المشهود ،
وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ، ليكون لهما عن ملاحظة الأغيار جنة .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 23 ]
قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ( 23 )
« قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا »حيث لم نتفطن لإشارتك بالتحجير والمنع في موطن التسريح والإباحة ، فظلمنا أنفسنا بما اكتسبت من الخطايا ، حيث عرضوها إلى التلف ،
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 23 ]
قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ( 23 )
« قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا »حيث لم نتفطن لإشارتك بالتحجير والمنع في موطن التسريح والإباحة ، فظلمنا أنفسنا بما اكتسبت من الخطايا ، حيث عرضوها إلى التلف ،
وكان حقا عليهم أن يسعوا في نجاتها بامتثال نهي سيدهم« وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا »
أي وإن لم تسترنا عن وارد المخالفة حتى لا يحكم بسلطانه علينا ،فإنه لا يقدر على سترها إلا أنت
« وَتَرْحَمْنا » بذلك الستر« لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ » ما ربحت تجارتنا ،
وهذه هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه أعطاه إياها لما اجتباه من قوله :( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ )
وما زاد آدم عليه السلام على الاعتراف والدعاء ، فلم ير أكمل من آدم معرفة ، حيث اعترف ودعا ، وما عهد مع اللّه توبة عزم فيها أنه لا يعود .
ص 130
[سورة الأعراف ( 7 ) : آية 24 ]
قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ ( 24 )
قيل لإبليس وحواء وآدم« اهْبِطُوا »
[ إشارة : اهبطوا بعضكم لبعض عدو ]
بضمير الجماعة في ضمير واحد ، وهو كان أشد عقوبة على آدم ، ولم يكن الهبوط عقوبة لآدم وحواء ، وإنما كان عقوبة لإبليس ، فإن آدم أهبط لصدق الوعد بأن يجعل في الأرض خليفة ، بعد ما تاب عليه واجتباه ، وتلقى الكلمات من ربه بالاعتراف ، فاعترافه عليه السلام في مقابلة كلام إبليس( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ )
ص 130
[سورة الأعراف ( 7 ) : آية 24 ]
قالَ اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ ( 24 )
قيل لإبليس وحواء وآدم« اهْبِطُوا »
[ إشارة : اهبطوا بعضكم لبعض عدو ]
بضمير الجماعة في ضمير واحد ، وهو كان أشد عقوبة على آدم ، ولم يكن الهبوط عقوبة لآدم وحواء ، وإنما كان عقوبة لإبليس ، فإن آدم أهبط لصدق الوعد بأن يجعل في الأرض خليفة ، بعد ما تاب عليه واجتباه ، وتلقى الكلمات من ربه بالاعتراف ، فاعترافه عليه السلام في مقابلة كلام إبليس( أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ )
فعرفنا الحق بمقام الاعتراف عند اللّه وما ينتجه من السعادة ، لنتخذه طريقا في مخالفاتنا ، وعرفنا بدعوى إبليس ومقالته لنحذر من مثلها عند مخالفتنا ، وأهبطت حواء للتناسل ، وأهبط إبليس للإغواء ، فكان هبوط آدم وحواء هبوط كرامة ، وهبوط إبليس هبوط خذلان وعقوبة واكتساب أوزار - إشارة - جعل بعضهم لبعض عدوا في هذه الدار ، ليستعينا بتأييد اللّه ، فيصح منهما الافتقار ، وينفرد جلاله بالعزيز الغفار .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 25 إلى 26 ]
قالَ فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَمِنْها تُخْرَجُونَ ( 25 ) يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ( 26 )
« يا بَنِي آدَمَ »
[ - إشارة - رحم آدم عليه السلام رحم مقطوعة عند أكثر الناس ]
- إشارة - رحم آدم عليه السلام رحم مقطوعة عند أكثر الناس من أهل اللّه ، فكيف حال العامة في ذلك ؟
فما تفطن الناس لقول اللّه تعالى في غير موضع « يا بني آدم يا بني آدم » يذكّر ، ولا أحد ينتبه لهذه الأبوة والبنوة ، ولا يتذكر إلا أولو الألباب ، جعلنا اللّه وإياكم ممن بر أباه« قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ »وليس إلا ما يسوءكم ما ينظر إليه منكم ، لما نسب إليها من المذام ،
[ - إشارة - فقد سميت السوءة عورة لميلها ]
- إشارة - فقد سميت السوءة عورة لميلها ، فإن لها درجة السر في الإيجاد الإلهي ، وأنزلها الحق منزلة القلم الإلهي كما أنزل المرأة منزلة اللوح لرقم هذا القلم ،
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 25 إلى 26 ]
قالَ فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَمِنْها تُخْرَجُونَ ( 25 ) يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ( 26 )
« يا بَنِي آدَمَ »
[ - إشارة - رحم آدم عليه السلام رحم مقطوعة عند أكثر الناس ]
- إشارة - رحم آدم عليه السلام رحم مقطوعة عند أكثر الناس من أهل اللّه ، فكيف حال العامة في ذلك ؟
فما تفطن الناس لقول اللّه تعالى في غير موضع « يا بني آدم يا بني آدم » يذكّر ، ولا أحد ينتبه لهذه الأبوة والبنوة ، ولا يتذكر إلا أولو الألباب ، جعلنا اللّه وإياكم ممن بر أباه« قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ »وليس إلا ما يسوءكم ما ينظر إليه منكم ، لما نسب إليها من المذام ،
[ - إشارة - فقد سميت السوءة عورة لميلها ]
- إشارة - فقد سميت السوءة عورة لميلها ، فإن لها درجة السر في الإيجاد الإلهي ، وأنزلها الحق منزلة القلم الإلهي كما أنزل المرأة منزلة اللوح لرقم هذا القلم ،
فلما مالت عن هذه المرتبة العظمى والمكانة الزلفى إلى أن تكون محلا لوجود الروائح الكريهة الخارجة منهما ، عن أذى الغائط والبول ، وجعلت نفسها طريقا لما تخرجه القوة الدافعة من البدن ، سميت عورة ، وأمر بستر هذه الحقيقة ، واللباس هو ما
ص 131
يواري ويستر ويمنع من الضرر ، وهو ما زاد على الريش« يُوارِي سَوْآتِكُمْ »فيسترها غيرة« وَرِيشاً »هو لباس الظاهر
ص 131
يواري ويستر ويمنع من الضرر ، وهو ما زاد على الريش« يُوارِي سَوْآتِكُمْ »فيسترها غيرة« وَرِيشاً »هو لباس الظاهر
" وَلِباسُ التَّقْوى " هو لباس الباطن« ذلِكَ خَيْرٌ »
[ « وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ » الآية ]
أي هو خير لباس ، فالتقوى لباس ، لأن الوقاية ستر يتقى به ما ينبغي أن يتقى منه ، فجعل التقوى لباسا ، والبدن هنا هو القلب ، ولذلك قال :« ذلِكَ خَيْرٌ »أي هو خير لباس ، والتقوى في اللباس هنا ما يقي به الإنسان كشف عورته ، ويكون سترا لعورته التي هي مذام الأخلاق ، وما يقى به الإنسان برد الهواء وحره ، فهو خير لباس من الريش . اعلم أن لباس الباطن الغذا ولباس الظاهر ما يدفع به الأذى ، فالجوع ألم يدفعه بالطعام ، والعطش ألم يدفعه بالشراب ، والحر والبرد ألم يدفعهما باللباس ، وسائر الآلام يدفعها بالأدوية التي جعلها اللّه لدفع الآلام ، وما عدا الدفع إما زينة أو اتباع شهوة .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 27 إلى 28 ]
يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ( 27 )
« يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ »فالتحق النساء بالرجال في الأبوة« إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ » مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ »فوصفهم باللطافة ، ويرانا هو وقبيله شهودا عينا ، فإن الاسم اللطيف أورث الجان الاستتار عن أعين الناس ، فلا تدركهم الأبصار إلا إذا تجسدوا .
وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللَّهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ ( 28 )
الأمر من أقسام الكلام ، فما أمر اللّه بالذنوب وإنما أمر بالمسابقة والإسراع إلى الخير وفيه وإلى المغفرة ،
[ أنه تعالى لم يأمر بالفحشاء ، كذلك لا يريدها ]
وكما أنه تعالى لم يأمر بالفحشاء ، كذلك لا يريدها ، لكن قضاها وقدرها ،
ص 132
وبيان كونه لا يريدها ، لأن كونها فاحشة ليس عينها ، بل هو حكم اللّه فيها ، وحكم اللّه في الأشياء غير مخلوق ، لأنه عين علمه بها في هذه الحالة ، فلا يكون مرادا فلا يكون الحكم مأمورا به ، وما لم يجر عليه الخلق لا يكون مرادا ، فإن ألزمناه في الطاعة التزمناه ، وقلنا الإرادة للطاعة ثبتت سمعا لا عقلا ، فاثبتوها في الفحشاء ، ونحن قبلناها إيمانا كما قبلنا وزن الأعمال وصورها مع كونها أعراضا ، فلا يقدح ذلك فيما ذهبنا إليه لما اقتضاه الدليل .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 29 ]
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ( 29 )
اختلف في الإعادة ، هل تكون على صورة ما أوجدنا في الدنيا من التناسل شخصا عن شخص بجماع وحمل وولادة في آن واحد للجميع ؟ وهو مذهب أبي القاسم بن قسي ، فإن إحياء الموتى يوم القيامة يكون في الزمان القليل على صورة ما جاءوا عليها في الزمان الكثير ،
[ « وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ » الآية ]
أي هو خير لباس ، فالتقوى لباس ، لأن الوقاية ستر يتقى به ما ينبغي أن يتقى منه ، فجعل التقوى لباسا ، والبدن هنا هو القلب ، ولذلك قال :« ذلِكَ خَيْرٌ »أي هو خير لباس ، والتقوى في اللباس هنا ما يقي به الإنسان كشف عورته ، ويكون سترا لعورته التي هي مذام الأخلاق ، وما يقى به الإنسان برد الهواء وحره ، فهو خير لباس من الريش . اعلم أن لباس الباطن الغذا ولباس الظاهر ما يدفع به الأذى ، فالجوع ألم يدفعه بالطعام ، والعطش ألم يدفعه بالشراب ، والحر والبرد ألم يدفعهما باللباس ، وسائر الآلام يدفعها بالأدوية التي جعلها اللّه لدفع الآلام ، وما عدا الدفع إما زينة أو اتباع شهوة .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 27 إلى 28 ]
يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ( 27 )
« يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ »فالتحق النساء بالرجال في الأبوة« إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ » مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ »فوصفهم باللطافة ، ويرانا هو وقبيله شهودا عينا ، فإن الاسم اللطيف أورث الجان الاستتار عن أعين الناس ، فلا تدركهم الأبصار إلا إذا تجسدوا .
وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللَّهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ ( 28 )
الأمر من أقسام الكلام ، فما أمر اللّه بالذنوب وإنما أمر بالمسابقة والإسراع إلى الخير وفيه وإلى المغفرة ،
[ أنه تعالى لم يأمر بالفحشاء ، كذلك لا يريدها ]
وكما أنه تعالى لم يأمر بالفحشاء ، كذلك لا يريدها ، لكن قضاها وقدرها ،
ص 132
وبيان كونه لا يريدها ، لأن كونها فاحشة ليس عينها ، بل هو حكم اللّه فيها ، وحكم اللّه في الأشياء غير مخلوق ، لأنه عين علمه بها في هذه الحالة ، فلا يكون مرادا فلا يكون الحكم مأمورا به ، وما لم يجر عليه الخلق لا يكون مرادا ، فإن ألزمناه في الطاعة التزمناه ، وقلنا الإرادة للطاعة ثبتت سمعا لا عقلا ، فاثبتوها في الفحشاء ، ونحن قبلناها إيمانا كما قبلنا وزن الأعمال وصورها مع كونها أعراضا ، فلا يقدح ذلك فيما ذهبنا إليه لما اقتضاه الدليل .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 29 ]
قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ( 29 )
اختلف في الإعادة ، هل تكون على صورة ما أوجدنا في الدنيا من التناسل شخصا عن شخص بجماع وحمل وولادة في آن واحد للجميع ؟ وهو مذهب أبي القاسم بن قسي ، فإن إحياء الموتى يوم القيامة يكون في الزمان القليل على صورة ما جاءوا عليها في الزمان الكثير ،
فإن الإعادة إن لم تكن على صورة الابتداء وإلا ليست بإعادة ، أو يعودون روحا إلى جسم ؟
وهو مذهب الجماعة ، فقوله تعالى :« كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ »
يعني في النشأة الآخرة أنها تشبه النشأة الدنياوية في عدم المثال ، فإن اللّه أنشأنا على غير مثال سبق ، وكذلك ينشئنا على غير مثال سبق ،
فقوله :« كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ »يعني في النشأة الآخرة أنها تشبه النشأة الدنياوية في عدم المثال ،
فإن اللّه أنشأنا على غير مثال سبق ، وكذلك ينشئنا على غير مثال سبق ،
فقوله :« كَما بَدَأَكُمْ »يعني على غير مثال« تَعُودُونَ »على غير مثال ،
يعني في النشأة الآخرة ، فإن الصورة لا تشبه الصورة ، ولا المزاج المزاج ، وقد وردت الأخبار الإلهية بذلك على ألسنة الأنبياء عليهم السلام وهم الرسل ،
فالنشأة الآخرة ليست من مولدات العناصر بل هي من مولدات الطبيعة ،
فلذلك لا تنام ولا تقبل النوم ، فلا ينام أهل الجنة في الجنة ، ولا يعيب عنهم شيء من العالم ، بل كل عالم من حس ومعنى وبرزخ مشهود لهم ، مع كونهم غير متصفين بالنوم ،
فإن قيل : فما فائدة قوله :« تَعُودُونَ »؟
قلنا : يخاطب الأرواح الإنسانية أنها تعود إلى تدبير الأجسام في الآخرة كما كانت في الدنيا ، على المزاج الذي خلق تلك النشأة عليه ، ويخرجها من قبرها فيها ، ومن النار حين ينبتون كما تنبت الحبة تكون في حميل السيل ، مع القدرة منه على إعادة ذلك المزاج ، لكن ما شاء ، ولهذا علق المشيئة به فقال تعالى :« إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ »يعني المزاج الذي كان
ص 133
عليه ، فلو كان هو بعينه لقال ( ثم ينشره ) فكان قوله تعالى :« كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ »
[ « كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ » ]
هو قوله تعالى :« وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ »وقوله :« كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا »
وقد علمنا أن النشأة الأولى أوجدها اللّه على غير مثال سبق ، فهكذا النشأة الآخرة يوجدها اللّه تعالى على غير مثال سبق ، مع كونها محسوسة بلا شك ، وقد ذكر صلّى اللّه عليه وسلم في صفة نشأة أهل الجنة والنار ما يخالف ما هي عليه هذه النشأة الدنيا ، فعلمنا أن ذلك راجع إلى عدم مثال سابق ينشئها عليه ، وهو أعظم في القدرة ، فينشئ اللّه النشأة الأخرى على عجب الذنب الذي يبقى من هذه النشأة الدنيا ، وهو أصلها ، فعليه تركيب النشأة الآخرة ، وهو لا يبلى ولا يقبل البلى ، فإذا أنشأ اللّه النشأة الآخرة وسواها وعدلها ، ينفخ إسرافيل نفخة واحدة ، فتمر تلك النفخة على الصور البرزخية فتطفئها ، وتمر النفخة التالية وهي الأخرى إلى الصور المستعدة للاشتعال وهي النشأة الأخرى فتشتعل بأرواحها ، فإذا هم قيام ينظرون ، فتقوم الصور أحياء ناطقة بما ينطقها اللّه به ، فمن ناطق بالحمد للّه ،
ومن ناطق يقول : من بعثنا من مرقدنا ؟
ومن ناطق يقول : سبحان من أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ، وكل ناطق ينطق بحسب علمه وما كان عليه ، ونسي حاله في البرزخ ، ويتخيل أن ذلك الذي كان فيه منام ، كما تخيله المستيقظ ، وقد كان حين مات وانتقل إلى البرزخ كأن المستيقظ هناك وأن الحياة الدنيا كانت له كالمنام ، وفي الآخرة يعتقد في أمر الدنيا والبرزخ أنه منام في منام ، وأن اليقظة الصحيحة هي التي هو عليها في الدار الآخرة ، وهي يقظة لا نوم فيها ، ولا نوم بعدها لأهل السعادة ،
لكن لأهل النار وفيها راحتهم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : [ الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ]
فالدنيا بالنسبة إلى البرزخ نوم ومنام ، فإن البرزخ أقرب إلى الأمر الحق ، فهو أولى باليقظة ، والبرزخ بالنظر إلى النشأة الأخرى يوم القيامة منام ، واعلم أن الإنسان مقلوب النشأة ، فآخرته في باطنه ودنياه في ظاهره ، ففي نشأة الآخرة باطنه في الدنيا صورة ظاهره في النشأة الآخرة وظاهره في الدنيا باطنه في النشأة الآخرة ، لهذا جاء« كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ »فالآخرة مقلوب نشأة الدنيا ، والدنيا مقلوب نشأة الآخرة ، والإنسان هو الإنسان عينه ، فاجهد أن تكون خواطرك هنا محمودة شرعا ، فتجمل صورتك في الآخرة وبالعكس ، فلا يعلم« كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ »
إلا من علم( وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ )وهو عودة الحق إلى الخلق وإن اختلفت الصور ، ففيه إثبات الغير ، فإثبات الإعادة
ص 134
الإيمان بها يعطي السعادة ، فلا تكرار في الوجود وإن خفي في الشهود ، فذلك لوجود الأمثال ، ولا يعرفه إلا الرجال ، لو تكرر لضاق النطاق ، ولم يصح الاسم الواسع بالاتفاق ، وبطل كون الممكنات لا تتناهى ، ولم يثبت ما كان به يتباهى - وجه آخر -« كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ »اعلم أن الإنسان خلق من ضعف ، صورة ومعنى ، وإلى الضعف يعود ، وإنما يترقى إلى ظهوره في الصور بالعوارض ، فقوته في التوسط بجعل اللّه تعالى ، كما قال سبحانه خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً )فجاء بالجعل لأجل الشيبة ، فأما الضعف فهو أصله عاد إليه ، لذلك قال تعالى :« كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ »وقال مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ )وقال : ( ثم يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا ) وذلك أوان رجوعه إلى المهد ، قال سبحانه وتعالى : ( وجعلنا الأرض مهادا ) .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 30 إلى 31 ]
فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ( 30 )
يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ( 31 )
« يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ »هذا أمر من الحق بالتجمل للّه ، وهو عبادة مستقلة ، ولا سيما في عبادة الصلاة ، فالزينة مأمور بها ، والزينة هو اللباس الحسن ، ومنها لباس التقوى فإنه خير لباس ، فأمرنا اللّه بالزينة عند كل مسجد يريد مناجاته ، وهي قرة عين محمد صلّى اللّه عليه وسلم وكل مؤمن ، لما فيها من الشهود ، فإن اللّه في قبلة المصلي ،
وقد قال : [ اعبد اللّه كأنك تراه ] ولا شك أن الجمال محبوب لذاته ، وفي الحديث أن رجلا قال للنبي عليه السلام : أحب أن يكون نعلي حسنا وثوبي حسنا ، فقال عليه السلام : اللّه أولى من تجمّل له .
ص 133
عليه ، فلو كان هو بعينه لقال ( ثم ينشره ) فكان قوله تعالى :« كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ »
[ « كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ » ]
هو قوله تعالى :« وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ »وقوله :« كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا »
وقد علمنا أن النشأة الأولى أوجدها اللّه على غير مثال سبق ، فهكذا النشأة الآخرة يوجدها اللّه تعالى على غير مثال سبق ، مع كونها محسوسة بلا شك ، وقد ذكر صلّى اللّه عليه وسلم في صفة نشأة أهل الجنة والنار ما يخالف ما هي عليه هذه النشأة الدنيا ، فعلمنا أن ذلك راجع إلى عدم مثال سابق ينشئها عليه ، وهو أعظم في القدرة ، فينشئ اللّه النشأة الأخرى على عجب الذنب الذي يبقى من هذه النشأة الدنيا ، وهو أصلها ، فعليه تركيب النشأة الآخرة ، وهو لا يبلى ولا يقبل البلى ، فإذا أنشأ اللّه النشأة الآخرة وسواها وعدلها ، ينفخ إسرافيل نفخة واحدة ، فتمر تلك النفخة على الصور البرزخية فتطفئها ، وتمر النفخة التالية وهي الأخرى إلى الصور المستعدة للاشتعال وهي النشأة الأخرى فتشتعل بأرواحها ، فإذا هم قيام ينظرون ، فتقوم الصور أحياء ناطقة بما ينطقها اللّه به ، فمن ناطق بالحمد للّه ،
ومن ناطق يقول : من بعثنا من مرقدنا ؟
ومن ناطق يقول : سبحان من أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ، وكل ناطق ينطق بحسب علمه وما كان عليه ، ونسي حاله في البرزخ ، ويتخيل أن ذلك الذي كان فيه منام ، كما تخيله المستيقظ ، وقد كان حين مات وانتقل إلى البرزخ كأن المستيقظ هناك وأن الحياة الدنيا كانت له كالمنام ، وفي الآخرة يعتقد في أمر الدنيا والبرزخ أنه منام في منام ، وأن اليقظة الصحيحة هي التي هو عليها في الدار الآخرة ، وهي يقظة لا نوم فيها ، ولا نوم بعدها لأهل السعادة ،
لكن لأهل النار وفيها راحتهم قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : [ الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا ]
فالدنيا بالنسبة إلى البرزخ نوم ومنام ، فإن البرزخ أقرب إلى الأمر الحق ، فهو أولى باليقظة ، والبرزخ بالنظر إلى النشأة الأخرى يوم القيامة منام ، واعلم أن الإنسان مقلوب النشأة ، فآخرته في باطنه ودنياه في ظاهره ، ففي نشأة الآخرة باطنه في الدنيا صورة ظاهره في النشأة الآخرة وظاهره في الدنيا باطنه في النشأة الآخرة ، لهذا جاء« كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ »فالآخرة مقلوب نشأة الدنيا ، والدنيا مقلوب نشأة الآخرة ، والإنسان هو الإنسان عينه ، فاجهد أن تكون خواطرك هنا محمودة شرعا ، فتجمل صورتك في الآخرة وبالعكس ، فلا يعلم« كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ »
إلا من علم( وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ )وهو عودة الحق إلى الخلق وإن اختلفت الصور ، ففيه إثبات الغير ، فإثبات الإعادة
ص 134
الإيمان بها يعطي السعادة ، فلا تكرار في الوجود وإن خفي في الشهود ، فذلك لوجود الأمثال ، ولا يعرفه إلا الرجال ، لو تكرر لضاق النطاق ، ولم يصح الاسم الواسع بالاتفاق ، وبطل كون الممكنات لا تتناهى ، ولم يثبت ما كان به يتباهى - وجه آخر -« كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ »اعلم أن الإنسان خلق من ضعف ، صورة ومعنى ، وإلى الضعف يعود ، وإنما يترقى إلى ظهوره في الصور بالعوارض ، فقوته في التوسط بجعل اللّه تعالى ، كما قال سبحانه خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً )فجاء بالجعل لأجل الشيبة ، فأما الضعف فهو أصله عاد إليه ، لذلك قال تعالى :« كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ »وقال مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ )وقال : ( ثم يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا ) وذلك أوان رجوعه إلى المهد ، قال سبحانه وتعالى : ( وجعلنا الأرض مهادا ) .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : الآيات 30 إلى 31 ]
فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ( 30 )
يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ( 31 )
« يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ »هذا أمر من الحق بالتجمل للّه ، وهو عبادة مستقلة ، ولا سيما في عبادة الصلاة ، فالزينة مأمور بها ، والزينة هو اللباس الحسن ، ومنها لباس التقوى فإنه خير لباس ، فأمرنا اللّه بالزينة عند كل مسجد يريد مناجاته ، وهي قرة عين محمد صلّى اللّه عليه وسلم وكل مؤمن ، لما فيها من الشهود ، فإن اللّه في قبلة المصلي ،
وقد قال : [ اعبد اللّه كأنك تراه ] ولا شك أن الجمال محبوب لذاته ، وفي الحديث أن رجلا قال للنبي عليه السلام : أحب أن يكون نعلي حسنا وثوبي حسنا ، فقال عليه السلام : اللّه أولى من تجمّل له .
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : [ إن اللّه جميل يحب الجمال ] قال الصاحب لما نزلت هذه الآية :[ إشارة إلى النعلين ]
أمرنا فيها بالصلاة في النعلين
أمرنا فيها بالصلاة في النعلين
- إشارة لا تفسير - إن النعلين إشارة في الاستعانة بالسير إلى اللّه والسفر إليه بالكتاب والسنة ، وهي زينة كل مسجد ، فتزين وتجمل تارة بنعتك من
ص 135
ذلة وافتقار وخشوع وخضوع وسجود وركوع ، وتارة بنعته عزّ وجل من كرم ولطف ورأفة وتجاوز وعفو وصفح ومغفرة وغير ذلك مما هو للّه ، ومن زينة اللّه التي ما حرمها اللّه على عباده ، فإذا كنت بهذه المثابة أحبك اللّه لما جملك به من هذه النعوت ، فزينة اللّه غير محرمة علينا ، والذي وقع عليه الذم زينة الحياة الدنيا ، أي الزينة القريبة الزوال ، أي لا تلبسوا من الملابس إلا ما يكون دائما ، كملابس العلوم والمعارف ، فإنها لا تخلق
ولهذا قال وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ )يعني العلم الذي ألبسك التقوى
من قوله وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ) « وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ »
قال علماء الطبيعة : ما قال أحد في أصل هذا العلم أجمع ولا أبدع من قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذ قال :
[ المعدة بيت الداء ، والحمية رأس الدواء ، وأصل كل داء البردة ]
وأمر في الأكل إن كثر ولا بد فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس ،
وقال صلّى اللّه عليه وسلم : [ بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ] هذا في تدبير هذا البيت الذي هو هذه الأجسام الطبيعية التي خلقها وسواها وعدلها بالبناء لسكنى النفوس الإنسانية المدبرة لها .
ص 135
ذلة وافتقار وخشوع وخضوع وسجود وركوع ، وتارة بنعته عزّ وجل من كرم ولطف ورأفة وتجاوز وعفو وصفح ومغفرة وغير ذلك مما هو للّه ، ومن زينة اللّه التي ما حرمها اللّه على عباده ، فإذا كنت بهذه المثابة أحبك اللّه لما جملك به من هذه النعوت ، فزينة اللّه غير محرمة علينا ، والذي وقع عليه الذم زينة الحياة الدنيا ، أي الزينة القريبة الزوال ، أي لا تلبسوا من الملابس إلا ما يكون دائما ، كملابس العلوم والمعارف ، فإنها لا تخلق
ولهذا قال وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ )يعني العلم الذي ألبسك التقوى
من قوله وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ) « وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ »
قال علماء الطبيعة : ما قال أحد في أصل هذا العلم أجمع ولا أبدع من قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذ قال :
[ المعدة بيت الداء ، والحمية رأس الدواء ، وأصل كل داء البردة ]
وأمر في الأكل إن كثر ولا بد فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس ،
وقال صلّى اللّه عليه وسلم : [ بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ] هذا في تدبير هذا البيت الذي هو هذه الأجسام الطبيعية التي خلقها وسواها وعدلها بالبناء لسكنى النفوس الإنسانية المدبرة لها .
واعلم وفقك اللّه أن النفس العدوة الكافرة الأمارة بالسوء ، لها على الإنسان قوة كبيرة وسلطان عظيم بسيفين ماضيين ، تقطع بهما رقاب صناديد الرجال وعظمائهم ، وهما شهوة البطن والفرج ، اللتان قد تعبدتا جميع الخلائق وأسرتاهم ،
فقد سلط اللّه تعالى على هذا العبد الضعيف المسكين المسمى بالإنسان ، شهوتين عظيمتين وآفتين كبيرتين ، هلك بهما أكثر الناس ، وهما شهوة البطن والفرج ، غير أن شهوة الفرج وإن كانت عظيمة قوية السلطان ، فهي دون شهوة البطن ، فإنها ليس لها تأييد إلا من شهوة البطن ، فإن غلب هذا العدو البطني يقل التعب مع الفرج ، بل ربما تذهب ذهابا كليا ، فهذه الشهوة البطنية تجعل صاحبها أولا يمتلئ من الطعام ، مع علمها أن أصل كل داء البردة ، دينيا كان أو طبيعيا ، فالداء الطبيعي الذي تنتجه هذه البردة ، هو فساد الأعضاء من أبخرة فاسدة ، تتولد عنه آلام وأمراض مؤدية إلى الهلاك ، وأما الداء الديني فإنه يؤدي إلى هلاك الأبد ، فكونه يؤديك إلى فضول النظر والكلام والمشي والجماع وغير ذلك من أنواع الحركات المردية ، وإن كان الأمر على هذا الحد ، فواجب على كل عاقل أن لا يملأ بطنه من طعام ولا شراب أصلا ، فإن كان صاحب شريعة طالبا سبيل النجاة ، فيتوجه عليه وجوبا تجنب الحرام ، والورع في الشبهات المظنونة ، وأما المحققة فواجب عليه تجنبها
ص 136
كالحرام ، على كل حال من الأحوال ، فإنه ما أتي على أحد إلا من بطنه ، منه تقع الرغبة وقلة الورع في الكسب والتعدي لحدود اللّه تعالى ، فاللّه اللّه يا بني ، التقليل في الغذاء الطيب في اللباس والطعام ، فإن اللباس أيضا غذاء الجسم كالطعام ، به ينعم ، حيث يحفظه من الهواء البارد والحار ، الذي هو بمنزلة الجوع والامتلاء والظمأ والري المتفاوت ، فكل واشرب والبس لبقاء جسمك في عبادتك لا لنفسك ، فإن الجسم لا يطلب منك إلا سد جوعة بما كان ، ووقاية من الهواء الحار والبارد بما كان ، وأما النفس فلا تطلب منك إلا الطيب من الطعام الحسن الطعم والمنظر ،
وكذلك المشرب والمركب والمسكن والملبس ، إنما تريد من كل شيء أحسنه وأعلاه منزلة وأغلاه ثمنا ، ولو استطاعت أن تنفرد بالأحسن من هذا كله دون النفوس كلها لم تقصر في ذلك ، والذي يؤديها إلى ذلك طلب التقدم والترأس ،
وأن ينظر إليها ويشار ، وأن لا يلتفت إلى غيرها ، ولا تبالي حراما كان ذلك أو حلالا ، والجسم ليس كذلك ، إنما مراده الوقاية مما ذكرناه ، فصار الجسم من هذه طالبا لما يصونه خاصة ،
من أكل وشرب وملبس ومسكن وأشباه ذلك مما يصلح به ، وصارت النفس أو العقل الشرعي الكاسبة والمطعمة له ، فإن كانت النفس المغذية له والناظرة في صونه خاض في الشبهات وتورط في المحرمات ،
لأنها أمارة بالسوء ومطمئنة بالهوى ، فهلكت وأهلكته في الدارين ، لأنها ربما لا تبلغ هنا مناها وطلبتها ، لأن الأمر الإلهي رزق مقسوم ، وأجل مسمى محدود ، وإن كان العقل الشرعي المغذي له ، تقيّد وأخذ الشيء من حله ووضعه في حقه ،
وترك الشهي من الطعام وإن كان حلالا ، فغذاؤه ما تيسر ، وهمته فيما عند مولاه من رؤيته إلى ما دون ذلك مما يبقى بخلاف النفس ، فإن همتها وإن تعلقت بما هو حسن في الحال ، فمآله عذر نتن ، نسأل اللّه العافية ، والحجة علينا في هذا بيّنة ، لأنه لو كان هذا خبرا لكان بعض عذر وإنما هذا كله معاينة منّا ،
وليت لو وقفت الحال هنا ، ولا تبقى عليه تبعات ذلك في الدار الآخرة ، حين يسأل مم كسبت ؟ وفيما أنفقت ؟
ويسأل عن الفتيل والقطمير ، بل في مثقال ذرة ، فالحجة قائمة للعاقل على نفسه إن طلبت منه هذا ، فما يجب عليك في الطعام من اجتناب المحظور فيه والمتشابه ، يتوجه عليك في اللباس ،
والتقليل من هذا كالتقليل من هذا ، وما ملئ وعاء شر من بطن ملئ بالحلال ، وينبغي أن لا تأكل إلا مما تعرف إذا كنت موكلا لنفسك ، فإن رأس الدين الورع ، والزهد قائد الفوائد ، وكل عمل لا يصحبه
ص 137
ورع فصاحبه مخدوع ، فاسع جهدك في أن تأكل من عمل يدك إن كنت صانعا ، وإلا فاحفظ البساتين والفدادين ، والزم الاستقامة فيما تحاوله على الطريقة المشروعة ، والورع الشافي الذي لا يبقي في القلب أثر تهمة ، إن أردت أن تكون من المفلحين ، وهذا لا يحصل إلا بعد تحصيل العلم المشروع بالمكاسب والحلال والحرام ، لا بد لك منه هذا إذا كنت موكلا لنفسك ، واعلم آن الحلال عزيز المنال على جهة الورع ، قليل جدا ، لا يحتمل الإسراف والتبذير ، بل إذا تورعت على ما لزمه أهل الورع في الورع ، فبالحري أن يسلم لك قوتك على التقتير ، كيف أن تصل به إلى نيل شهوة من شهوات النفس ؟
فاللّه اللّه يا بني ، حافظ على نفسك أن لا تصاحبها في شهوتها لهذه المطاعم الغالية الأثمان ، فإنك إن صاحبتها عليها وتقوى في خاطرك أن لو نلتها لعذوبتها وأن تأخذها على وجه الاعتبار ، أعمت بصيرتك ودلتك بغرور ، وأدخلت عليك ضربا من التأويلات في مكسبك ، ليكثر درهمك بما تلحق تلك الشهوة ، حتى تؤديك إلى التوريط في الشبهات ، وهي تريد الحرام ، فإن الراتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه ، فسد عليها هذا الباب ، ولا تطعمها إلا ما تقوى به على أداء ما كلّفته وتكلفته ، على الشرط الذي ذكرت لك من التقليل ، وهكذا في اللباس ، وإياك والإسراف في النفقة وإن كانت حلالا صافيا ، فإنه مذموم وصاحبه مبذر ملوم ،
قال تعالى إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ )
وقال تعالى :« يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ »
ص 136
كالحرام ، على كل حال من الأحوال ، فإنه ما أتي على أحد إلا من بطنه ، منه تقع الرغبة وقلة الورع في الكسب والتعدي لحدود اللّه تعالى ، فاللّه اللّه يا بني ، التقليل في الغذاء الطيب في اللباس والطعام ، فإن اللباس أيضا غذاء الجسم كالطعام ، به ينعم ، حيث يحفظه من الهواء البارد والحار ، الذي هو بمنزلة الجوع والامتلاء والظمأ والري المتفاوت ، فكل واشرب والبس لبقاء جسمك في عبادتك لا لنفسك ، فإن الجسم لا يطلب منك إلا سد جوعة بما كان ، ووقاية من الهواء الحار والبارد بما كان ، وأما النفس فلا تطلب منك إلا الطيب من الطعام الحسن الطعم والمنظر ،
وكذلك المشرب والمركب والمسكن والملبس ، إنما تريد من كل شيء أحسنه وأعلاه منزلة وأغلاه ثمنا ، ولو استطاعت أن تنفرد بالأحسن من هذا كله دون النفوس كلها لم تقصر في ذلك ، والذي يؤديها إلى ذلك طلب التقدم والترأس ،
وأن ينظر إليها ويشار ، وأن لا يلتفت إلى غيرها ، ولا تبالي حراما كان ذلك أو حلالا ، والجسم ليس كذلك ، إنما مراده الوقاية مما ذكرناه ، فصار الجسم من هذه طالبا لما يصونه خاصة ،
من أكل وشرب وملبس ومسكن وأشباه ذلك مما يصلح به ، وصارت النفس أو العقل الشرعي الكاسبة والمطعمة له ، فإن كانت النفس المغذية له والناظرة في صونه خاض في الشبهات وتورط في المحرمات ،
لأنها أمارة بالسوء ومطمئنة بالهوى ، فهلكت وأهلكته في الدارين ، لأنها ربما لا تبلغ هنا مناها وطلبتها ، لأن الأمر الإلهي رزق مقسوم ، وأجل مسمى محدود ، وإن كان العقل الشرعي المغذي له ، تقيّد وأخذ الشيء من حله ووضعه في حقه ،
وترك الشهي من الطعام وإن كان حلالا ، فغذاؤه ما تيسر ، وهمته فيما عند مولاه من رؤيته إلى ما دون ذلك مما يبقى بخلاف النفس ، فإن همتها وإن تعلقت بما هو حسن في الحال ، فمآله عذر نتن ، نسأل اللّه العافية ، والحجة علينا في هذا بيّنة ، لأنه لو كان هذا خبرا لكان بعض عذر وإنما هذا كله معاينة منّا ،
وليت لو وقفت الحال هنا ، ولا تبقى عليه تبعات ذلك في الدار الآخرة ، حين يسأل مم كسبت ؟ وفيما أنفقت ؟
ويسأل عن الفتيل والقطمير ، بل في مثقال ذرة ، فالحجة قائمة للعاقل على نفسه إن طلبت منه هذا ، فما يجب عليك في الطعام من اجتناب المحظور فيه والمتشابه ، يتوجه عليك في اللباس ،
والتقليل من هذا كالتقليل من هذا ، وما ملئ وعاء شر من بطن ملئ بالحلال ، وينبغي أن لا تأكل إلا مما تعرف إذا كنت موكلا لنفسك ، فإن رأس الدين الورع ، والزهد قائد الفوائد ، وكل عمل لا يصحبه
ص 137
ورع فصاحبه مخدوع ، فاسع جهدك في أن تأكل من عمل يدك إن كنت صانعا ، وإلا فاحفظ البساتين والفدادين ، والزم الاستقامة فيما تحاوله على الطريقة المشروعة ، والورع الشافي الذي لا يبقي في القلب أثر تهمة ، إن أردت أن تكون من المفلحين ، وهذا لا يحصل إلا بعد تحصيل العلم المشروع بالمكاسب والحلال والحرام ، لا بد لك منه هذا إذا كنت موكلا لنفسك ، واعلم آن الحلال عزيز المنال على جهة الورع ، قليل جدا ، لا يحتمل الإسراف والتبذير ، بل إذا تورعت على ما لزمه أهل الورع في الورع ، فبالحري أن يسلم لك قوتك على التقتير ، كيف أن تصل به إلى نيل شهوة من شهوات النفس ؟
فاللّه اللّه يا بني ، حافظ على نفسك أن لا تصاحبها في شهوتها لهذه المطاعم الغالية الأثمان ، فإنك إن صاحبتها عليها وتقوى في خاطرك أن لو نلتها لعذوبتها وأن تأخذها على وجه الاعتبار ، أعمت بصيرتك ودلتك بغرور ، وأدخلت عليك ضربا من التأويلات في مكسبك ، ليكثر درهمك بما تلحق تلك الشهوة ، حتى تؤديك إلى التوريط في الشبهات ، وهي تريد الحرام ، فإن الراتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه ، فسد عليها هذا الباب ، ولا تطعمها إلا ما تقوى به على أداء ما كلّفته وتكلفته ، على الشرط الذي ذكرت لك من التقليل ، وهكذا في اللباس ، وإياك والإسراف في النفقة وإن كانت حلالا صافيا ، فإنه مذموم وصاحبه مبذر ملوم ،
قال تعالى إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ )
وقال تعالى :« يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ »
فهذا قد عم اللباس والطعام والشراب ، فالبطن يا بني أكبر الأعداء بعد الهوى ، والفرج بعدهما ، عصمنا اللّه من الشهوات ، وحال بيننا وبين الآفات .
.
عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع
تفسير الآيات من "01 - 31 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي :: تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق
مواضيع مماثلة
» تفسير الآيات من "32 - 54 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "55 - 143 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "144 - 163 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "164 - 180 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "181 - 206 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "55 - 143 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "144 - 163 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "164 - 180 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير الآيات من "181 - 206 " من سورة الأعراف .كتاب رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن ج 2 من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
الأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله
» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله
» قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله
» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله
» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله
» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله
» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
السبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله
» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله
» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله
» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله
» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله
» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
الأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله
» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
السبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
السبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله
» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله
» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله
» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله
» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
الخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله
» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله
» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله
» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله
» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله
» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله
» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
الإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله
» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله
» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
الأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
السبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله
» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله
» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
الخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله