اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي

اذهب الى الأسفل

كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Empty كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي

مُساهمة من طرف عبدالله المسافربالله الجمعة 3 أغسطس 2018 - 19:01

كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي

تعليقات د. أبو العلا عفيفي دكتوراة فى الفلسفة من جامعة كمبردج

الجزء الأول 

الفصوص و مذهب ابن العربي فيه

1 - مؤلفات ابن العربي

للشيخ أبي بكر محمد بن علي الملقب بمحيي الدين ابن العربي المتوفى سنة 638 هـ 1240 م
من المؤلفات ما لا يكاد العقل يتصور صدوره عن مؤلف واحد لم ينفق كل لحظة من لحظات حياته في التأليف و التحرير، بل شغل شطرا غير قليل منها فيما يشغل به الصوفية أنفسهم من ضروب العبادة و المجاهدة و المراقبة و المحاسبة.
و لو قيس ابن عربي بغيره من كبار مؤلفي الإسلام المتفلسفين أمثال ابن سينا و الغزالي لبذهم جميعا في ميدان التأليف من ناحية الكم و الكيف على السواء.
أما من ناحية الكم، فقد ألف نحوا من مائتين و تسعة و ثمانين كتابا و رسالة على حد قوله في مذكرة كتبها عن نفسه سنة 632، أو خمسمائة كتاب و رسالة على حد قول عبد الرحمن جامي صاحب كتاب نفحات الأنس، أو أربعمائة كتاب كما يقول الشعراني في اليواقيت و الجواهر.
و قد وصفه بروكلمان (ج 1 ص 441) بأنه مؤلف من أخصب المؤلفين عقلا و أوسعهم خيالا، و ذكر له نحوا من مائة و خمسين مؤلفا لا تزال باقية بين مخطوط و مطبوع.
و مهما يكن من التضارب بين الكتاب في عدد مؤلفات ابن عربي و أحجامها، فليس هناك من شك في أن هذا الرجل كان من أغزر كتاب المسلمين علما و أوسعهم أفقا و أدناهم إلى العبقرية و التجديد في ميدان دخل فيه كثيرون غيره، و لم يخرجوا منه بمثل ما خرج، و لا بلغوا فيه الشأو الذي بلغ.
و لا جدال في أن مؤلفاته تربو على المائتين على أقل تقدير، من بينها «الفتوحات المكية»، تلك الموسوعة الصوفية العظيمة التي لم تلق بعد من العناية و الدرس ما هي جديرة به.
و منها تفسيره الكبير للقرآن الذي يقول فيه صاحب فوات الوفيات (ص 301 - 2) إنه يبلغ خمسا و تسعين مجلدة، و منها: «فصوص الحكم» و «محاضرة الأبرار»، و «إنشاء الدوائر» و «عقلة المستوفز» و «عنقاء مغرب» و «ترجمان الأشواق» و غيرها.
و أما من ناحية الكنيف، فإن كتب ابن عربي جميعها فيما أعلم من واد واحد هو وادي التصوف الذي لزمه طول حياته و عاش في جوه العملي و النظري.
فلم يخض في الفلسفة و الطب و الرياضة و التصوف كما فعل ابن سينا، و لم يشغل نفسه بمشاكل الفلاسفة و الرد عليهم و على غيرهم من الملاحدة.
و بالتأليف في أصول الفقه و المنطق و التصوف كما فعل الغزالي.
و إنما كرس جهده للكتابة في التصوف في شتى نواحيه، مبتدئا بالكتب ذات الموضوعات الخاصة أمثال «التدبيرات الإلهية» الذي وضعه في المملكة الإنسانية و المقابلة بين الإنسان و العالم، و كتاب «مواقع النجوم» الذي وضعه في قواعد أهل الطريق، و رسالة الخلوة التي وضعها في نصح المريد و ما يجب عليه في خلوته، و «عنقاء مغرب» الذي وضعه في الولاية.
ثم عقب بالكتب المطولة الشاملة لنواحي التصوف النظرية و العملية ككتاب الفتوحات المكية الذي ألفه بين سنة 598 و سنة 635.
فقد جمع في هذا الكتاب أشتاتا من المعارف تمثل الثقافة الإسلامية بأوسع معانيها، و حشدها جميعها لخدمة العلم الأساسي الذي ندب نفسه للكتابة فيه، و هو التصوف.
و انتهى في دور نضجه العقلي و الروحي بتأليف كتاب فصوص الحكم الذي يمثل خلاصة مذهب ظل يضطرب في صدره نيفا و أربعين عاما، و هو لا يجرؤ على الجهر به في جملته.
و لا يخرجه في صورة كاملة محكمة التأليف إلى أن صاغه آخر الأمر في هذا الكتاب الذي طلع به على الناس فأذهلهم و أثار في نفوسهم الحيرة و الشك كما أثار الإعجاب و التقدير.
2 - منزلة الفصوص و أثره
و لا مبالغة في القول بأن كتاب «الفصوص» أعظم مؤلفات ابن عربي كلها قدرا و أعمقها غورا و أبعدها أثرا في تشكيل العقيدة الصوفية في عصره و في الأجيال التي تلته.
فقد قرر مذهب وحدة الوجود في صورته النهائية و وضع له مصطلحا صوفيا كاملا استمده من كل مصدر وسعه أن يستمد منه، كالقرآن و الحديث و علم الكلام و الفلسفة المشائية و الفلسفة الأفلاطونية الحديثة و العتوصية المسيحية، و الرواقية و فلسفة فيلون اليهودي.
كما انتفع بمصطلحات الإسماعيلية الباطنية و القرامطة و إخوان الصفا و متصوفة الإسلام المتقدمين عليه.
و لكنه صبغ هذه المصطلحات جميعها بصبغته الخاصة و أعطى لكل منها معنى جديدا يتفق مع روح مذهبه العام في وحدة الوجود.
فخلف بذلك ثروة لفظية في فلسفة التصوف كانت عدة متصوفة وحدة الوجود في العالم الإسلامي عدة قرون، و حولها حامت جميع المعاني التي طرقها كتابهم.
و ما من صوفي إسلامي أتى بعد ابن العربي، شاعرا كان أم غير شاعر، عربيا كان أم فارسيا أم تركيا، إلا تأثر بمصطلحه، و نطق عن وحي كلمه.
و لست أذهب إلى أن هذا المصطلح الفلسفي الصوفي الكامل الذي وضع فيه المؤلف كتابا خاصا، موجود برمته في الفصوص، فإن فتوحاته المكية الذي هو أعظم موسوعة في التصوف في اللغة العربية غني حافل بهذه المصطلحات، و لكن الفصوص حوى أمهاتها و أضفى عليها من الدقة العلمية، و النضج الفكري ما لا نجده في كتاب آخر له.
و إلى مصطلحات الفصوص خاصة يرجع فضل تأثير ابن عربي فيمن ترسم خطاه في الطريق الصوفي.
على أن أهمية الفصوص ليست قاصرة على مصطلحاته التي رددها الصوفية و الشعراء من بعد ابن العربي ترديدا.
فإن للكتاب قيمة أخرى لا تقدر من ناحية مادته، إذ فيه يعالج المؤلف مشكلته الكبرى مشكلة وحدة الوجود و ما تفرع عنها من المسائل التي سلك في استنباطها مسلكا كلاميا خاصا لا أجد له نظيرا في مؤلف آخر من مؤلفاته، و ربط هذه المسائل كلها ربطا محكما داخل دائرة مذهبه العام.
فجاء كتابه خلاصة لمذهب في الفلسفة الصوفية منسجم متسق الأجزاء، و هو مذهب لا تكاد نظفر به كاملا في كتاب آخر له.
كما لا نظفر بمثله في كتب غيره من الصوفية الذين سبقوه أو أتوا من بعده.
و في هذه الناحية أيضا- ناحية مادة الفصوص كان دين متأخري الصوفية لابن عربي عظيما.
و ليس ما خلفه شعراء الفرس من تراث شعري صوفي رائع سوى صدى لتلك المعاني التي ابتكرها صاحب الفصوص و ورثتها عنه العبقرية الفارسية فأبدعت في تصويرها و في أساليب التعبير عنها.
فاضت قلوب شعراء الفرس و الترك بمعاني الوحدة الوجودية الشاملة و بالحب الإلهي القاهر القائم عليه كل شي ء.
و قالوا إن الحق أصل كل موجود، و إنه يتخلل العالم بأكمله فيضا عن فيض، و إنه الفاعل على الحقيقة لكل شي ء في كل شي ء، تصدر عنه الأشياء، و تفيض عنه الحركات.
يلبس في كل آن صورة جديدة ما لا نهاية له من الصور الجديدة يخلعها عن نفسه إلى صور جديدة أخرى.
و إن عالم الممكنات يخلق خلقا جديدا في كل لحظة و يفنى في اللحظة التي تليها، و ان كنا لا ندرك ذلك من أنفسنا و من العالم الذي يحيط بنا لكثرة ما يتعاقب علينا و على العالم من صور الفناء و البقاء.
و يصف شعراء الفرس و الترك كيف أضاء الحق بنوره الأزلي جميع نواحي الوجود، و كيف أضاءت أسماؤه بالوجود أعيان الموجودات و هي في حال عدمها الأزلي، فعكست كل عين منها كمالات الأسماء كما تعكس المرايا صور المرئيات، و كيف تجلت صفات الجلال الإلهي في نار الجحيم و في الشياطين و ظهرت صفات الجمال في الجنة و الملائكة، و كيف جمع الإنسان في نفسه هذه الصفات جميعها فكان عالما صغيرا فيه كل ما في العالم الأكبر من صفات الجمال و الجلال.
هذه بعض المعاني التي تغنى بها شعراء الفرس و الترك من أصحاب وحدة الوجود و كلها من مذهب ابن عربي في الصميم و من بعض ما أودع في كتابه الفصوص.
3 - ابن العربي فيلسوف صوفي
و لكن ابن عربي و إن وهب بسطة في الفكر و الخيال، و عمقا في الحس الروحي، يعوزه المنهج الفلسفي الدقيق و التحليل العلمي المنظم.
فهو من غير شك فيلسوف صاحب مذهب و مؤسس مدرسة، و لكنه فيلسوف آثر أن يهمل منهج العقل الذي هو منهج التحليل و التركيب و يأخذ بمنهج التصوير العاطفي و الرمز و الإشارة و الاعتماد على أساليب الخيال في التعبير.
و ربما كان له عذره في كل ذلك لأنه ككل صوفي يعالج مسائل يستعصى على العقل غير المؤيد بالذوق أن يدركها و يستعصى على اللغة غير الرمزية أن تفصح عن أسرارها.
و متى كان العقل وحده أداة صالحة للوصول إلى اليقين، أو إلى الحقيقة التي تطمئن إليها النفس؟
و متى كانت اللغة وحدها صالحة للتعبير عن تلك الحقيقة بعد الوصول إليها؟
فابن العربي فيلسوف من غير شك من حيث أن له مذهبا في طبيعة الوجود كسائر الفلاسفة، و لكنه فيلسوف صوفي اصطنع أساليب الصوفية و رموزهم للتعبير عن فلسفته.
و هذا سبب من أسباب التعقيد الذي نلمسه في كل سطر من أسطر كتبه- لا سيما كتاب الفصوص: فإن القارئ لهذا الكتاب لا يكاد يظفر بالفكرة الفلسفية فيه حتى يجدها و قد غابت عن نظره تدريجا تحت ستار من الرمزية يغلق معناها إلى حين، ثم تخرج من وراء هذا الستار مرة أخرى منصبة في قالب شعري صوفي يخاطب بها أصحاب الذوق و المواجيد لا أصحاب الفكر و النظر!.
إن ابن عربي قد كتب كتبه تحت تأثير نوع من الوحي أو الإلهام، فأنزل في سطورها ما أنزل به عليه لا ما قضى به منطق العقل، و لهذا يجب أن ننظر إلى مذهبه في جملته لا في تفاصيله، و نستخلص هذه الجملة من بين أشتات التفاصيل التي لا يبدو في ظاهرها انسجام و لا ترابط.
و لم يكن الرجل واهما و لا مفتريا حينما قال في فصوصه «و لا أنزل في هذا المسطور الا ما ينزل به علي، و لست بنبي و لا رسول، و لكني وارث، و لآخرتي حارث».
فهو يعتقد عن يقين أن كتابه من إملاء رسول الله من غير زيادة و لا نقصان، أملاه عليه في رؤيا رآها في دمشق سنة 627 هـ.
و أنه لم يكن إلا مترجما لما كاشفه به النبي الذي هو منبع العلم الباطن و مصدر نور المعرفة.
كما أنه لم يكن واهما و لا مخدوعا عن نفسه عند ما سمى موسوعته الكبرى في التصوف باسم «الفتوحات المكية» و سمى كتابا آخر بالتنزيلات الموصلية إلى غير ذلك مما يؤيد به دعواه أنه لا يصدر في كتبه عن تفكير أو روية، بل عن كشف و إلهام.
و أما ما نطق به فيها لم يكن الا من «الفتوح» الذي يفتح الله به على الخاصة من عباده.
و لكني على الرغم من كل هذا موقن بأن لتفكير ابن عربي نصيبا غير قليل  تشكيل مذهبه.
و إن كانت موجات الشعور الصوفي المباغتة كثيرا ما قللت من حدة هذا التفكير و طغت عليه و أنزلته المنزلة الثانية.
و لهذا لا أرى من الصواب أن نصف مذهبه بأنه مذهب فلسفي بحت إذا اعتبرنا التفكير و الترابط المنطقي أخص صفات الفلسفة .
و لا بأنه مذهب صوفي بحت، إذا اعتبرنا الوجدان و الكشف أخص مميزات التصوف.
و لكنه مذهب فلسفي صوفي معا، جمع فيه بين وحدة التفكير و قوة الوجدان، و حاول أن يوفق فيه بين قضايا العقل و أحوال الذوق و الكشف.
و ربما انفرد «الفصوص» من بين كتبه بأنه أكمل صورة جمع فيها بين هاتين الناحيتين و استغلهما إلى أبعد مدى في تأييد مذهبه في وحدة الوجود.
أما أن له مذهبا فلسفيا صوفيا في طبيعة الوجود فهذا ما لا سبيل إلى إنكاره أو الشك فيه، فإننا نلمس هذا المذهب في كل صفحة من صفحات الفصوص كما نلمسه في كتبه الأخرى لا سيما الفتوحات، و كلما حاول أن يخفيه أو ينطق بغيره عاد إليه فأكده و ارتفع به صوته أشد ما يكون و أعنف ما يكون.
غير أننا لا نكاد نظفر بهذا المذهب كاملا في أي كتاب من كتبه و إن كان الفصوص أجمعها و أشملها من هذه الناحية و لذا يجدر بالباحث عن هذا المذهب أن يجمع عناصره المبعثرة في كل مكان و يؤلف بينها حتى يظهر له في وحدته المتماسكة.
و ما أشبه ابن العربي في هذا بفنان ألف لحنا موسيقيا عظيما ثم بدا له أن يخفيه عن الناس فمزقه و بعثر نغماته بين نغمات ألحان أخرى.
فاللحن الموسيقي العظيم هنالك لمن أراد أن يتكبد مئونة استخلاصه و جمعه من جديد!
و قد سجل ابن عربي على نفسه قصد إخفاء مذهبه و الضن بأن يظهره كاملا في أي كتاب من كتبه في عبارة وردت في الفتوحات (ج 1 ص 47 - 48) حيث يقول بعد أن ذكر عقيدة العوام ثم أردفها بعقيدة
الخواص «و أما التصريح بعقيدة الخلاصة (أي عقيدة خلاصة الخاصة و هي مذهبه في وحدة الوجود) فما أفردتها على التعيين لما فيها من الغموض، لكن جئت بها مبددة في أبواب هذا الكتاب (الذي هو الفتوحات) مستوفاة مبينة، لكنها كما ذكرنا متفرقة.
فمن رزقه الله الفهم فيها يعرف أمرها و يميزها من غيرها، فإنها العلم الحق و القول الصدق، و ليس وراءها مرمى. و يستوي فيها البصير و الأعمى، تلحق الأباعد بالأدني، و تلحم الأسافل بالأعالي».
4 - أسلوبه في الفصوص و غيره
يقول العلامة نيكولسون في وصف أسلوب ابن العربي في الفصوص: "إنه يأخذ نصا من القرآن أو الحديث و يؤوله بالطريقة التي نعرفها في كتابات فيلون اليهودي و أريجن الإسكندري.
و نظرياته في هذا الكتاب صعبة الفهم، و أصعب من ذلك شرحها و تفسيرها، لأن لغته اصطلاحية خاصة، مجازية معقدة في معظم الأحيان.
و أي تفسير حرفي لها يفسد معناها، و لكنا إذا أهملنا اصطلاحاته استحال فهم كتابه و استحال الوصول إلى فكرة واضحة عن معانيه.
و يمثل الكتاب في جملته نوعا خاصا من التصوف المدرسي العميق الغامض.
يستند كل فص من الفصوص السبعة و العشرين إلى طائفة من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية المتصلة بالكلمة الخاصة (النبي) الذي تنسب حكمة الفص إليه.
و يسرد المؤلف قصة كل نبي كما وردت في القرآن، و كما يعرفها جمهور المسلمين عادة، و لكنه يتخذ من كل قصة مسرحا ليمثل فيه صاحب القصة الدور الخاص الذي يعهد إليه القيام به، فإن الأنبياء على نحو ما صورهم في الفصوص نماذج و صور للإنسان الكامل الذي يعرف الله حق معرفته.
فكل منهم ينطق أو ينطقه ابن العربي بالمعرفة التي اختص بها، فيقوم في ذلك بشرح ناحية من نواحي مذهبه و الدفاع عنه.
فآدم مثلا يفسر معنى الخلافة الإنسانية و يبين منزلته من الله و العالم، و بأي معنى استحق الإنسان الخلافة عن الله، و صدق عليه أنه الموجود الذي خلقه الله على صورته.
و أيوب يمثل دور الإنسان الذي ابتلاه الله بعذاب الحجاب لا عذاب البدن فهو يبحث جاهدا عن طريقة لإزالة ألم الحجاب عن نفسه حتى يصل إلى برد شراب المعرفة الحقة.
و داود و سليمان يتمثل فيهما نوعان من الخلافة: الخلافة الظاهرة التي هي خلافة الملك و يتبعها العلم الظاهر، و الخلافة الباطنة التي يتبعها العلم الباطن.
و محمد يمثل دور المدافع عن الفردية الثلاثية: أي التثليث الذي قام عليه كل شي ء في الوجود و هكذا. يعمد ابن عربي في كل ذلك إلى تخريج المعاني التي يريدها من الآيات و الأحاديث بطريقة خاصة في التأويل.
فإن كان في ظاهر الآية ما يؤيد مذهبه مهما كانت دلالتها على التشبيه و التجسيم أخذ بها، و إلا صرفها إلى غير معناها الظاهر.
و هو مع هذا لا يجيز تأويل المعتزلة للآيات الدالة على التشبيه، بل يتهمهم بأنهم يحكمون العقل وحده في مسائل الإلهيات و يقولون بتنزيه الله تنزيها مطلقا.
و هذا في نظره جهل بنصف الحقيقة، إذ الحقيقة الكاملة هي أن الله تعالى منزه مشبه معا.
(راجع كلامه في الفص الثاني و العشرين في تفسير قوله تعالى و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى).
و لا تخلو طريقة تأويله للآيات من تعسف و شطط أحيانا لا سيما إذا عمد إلى الحيل اللفظية في الوصول إلى المعاني التي يريدها .
كأن يقول في الفص الأيوبي إن المراد بالشيطان في قوله تعالى «أني مسني الشيطان بنصب و عذاب» هو البعد، و إن ما شعر به أيوب لم يكن ألم المرض الذي ابتلاه الله به، بل ألم عذاب الحجاب و الجهل بالحقائق.
أو يقول في الفص الموسوي إن المراد بقول فرعون «لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين» لأجعلنك من المستورين لأن السين من أحرف الزوائد، فإذا حذفت من سجن بقيت «جن» و معناها الوقاية و الستر، و في قوله (في الفص نفسه) «إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون» معناه مستور عنه علم ما سألته عنه.
و كقوله في تفسير الآية «قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله، الله أعلم حيث يجعل رسالته» إن في الإمكان أن نجعل «رسل الله» مبتدأ خبره الله (الثانية) فيكون معنى الآية: و قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي (أي الرسول): رسل الله هم الله، هو أعلم حيث يجعل رسالته!
و عماده في كل ذلك أنه يتكلم بلسان الباطن، الذي هو في الحقيقة لسان مذهبه، و يترك الظاهر الذي يعبر عن عقيدة العوام.
فهو يقابل دائما بين هذين اللسانين كما يقابل بين العقل و الذوق: العقل الذي هو لسان الظاهر، و الذوق الذي هو لسان الباطن.
ثم إنه يتمشى مع القرآن في تسلسل آياته في القصص، متبعا طريقة التأويل التي أشرنا إليها: يخرج من القصة ثم يعود إليها ثم يخرج منها ثم يعود إليها، شارحا، معلقا، متفلسفا، شاطحا أحيانا، مستطردا في أغلب الأحيان.
و كثيرا ما يكون استطراده لمناسبات لفظية بحتة، كما تكلم في الفص المحمدي عن الطيب الوارد في الحديث «حبب إلي من دنياكم ثلاث النساء و الطيب إلخ» فجره ذلك إلى الإفاضة، في ذكر الطيب (ضد الخبيث) من الأفعال و الأشياء: أي الحسن و القبيح منها، ثم عرض لمشكلة الخير و الشر و حقيقة الشر و منزلته من الوجود العام. و كما جره الكلام (في نفس الفص) في الصلاة و المصلي إلى الكلام في المصلي و المجلي و درجات الناس في قربهم من الله.
5 - غموض أسلوبه
المعروف عن الصوفية إطلاقا أنهم قوم لا يتكلمون بلسان عموم الخلق، و لا يخوضون فيما يخوض فيه الناس من مسائل علم الظاهر.
و إنما يتكلمون بلسان الرمز و الإشارة إما ضنا بما يقولون على من ليسوا أهلا له.
و إما لأن لغة العموم لا تفي بالتعبير عن معانيهم و ما يحسونه في أذواقهم و مواجدهم.
أما ما يرمزون إليه فحقائق العلم الباطن الذي يتلقونه وراثة عن النبي، و هذه الحقائق لا يستقل بفهمها عقل، و لا بالتعبير عنها لغة.
و هذان الأمران وحدهما كافيان في تفسير الصعوبات التي تعترض سبيل الباحث في فهم معاني الصوفية و مراميهم.
و لذا كان الحذر ألزم ما يلزم الناظر في أقوالهم حين يحللها أو يؤولها أو يحكم عليها.
فكثيرا ما زلت أقدام الباحثين في أساليب القوم فصرفوها إلى غير معانيها، أو حملوها ما لا تحتمل، أو أخذوا بظاهرها حيث لا يراد ذلك الظاهر.
و هذه مسألة تنبه إليها القدماء و حذروا من الوقوع فيها، بل نصحوا الناس طلبا للسلامة، و صونا للصوفية من أن يتجنى عليهم من ليس منهم، أن يكفوا عن قراءة كتبهم أو يخوضوا في أقوالهم.
و قد تردد هذا النصح بوجه خاص في النهي عن مطالعة كتب ابن العربي لما اشتهر به غموض أساليبه و استغلاق معانيه لا تزهيدا للناس في قراءتها، أو إنكارا عليه فيما كتبه.
و إن حدث ذلك أحيانا، بل حرصا على ألا يساء فهم مقصوده، و حماية لعقيدة القارئين من أن تتسرب إليها شكوكهم في غنى عنها، بسبب قراءتهم لكلام رجل لا يفهمون أغراضه.
و الأمثلة على ذلك كثيرة.
ذكر المقري في ترجمة محيي الدين قال: «ذكر الشيخ عبد الله بن سعد اليافعي اليمني أن بعض العارفين كان يقرأ عليه كلام الشيخ (ابن عربي) و يشرحه، فلما حضرته الوفاة نهى عن مطالعته و قال إنكم لا تفهمون معاني كلامه».
و ذكر الشعراني في اليواقيت و الجواهر (ص 10) أن الشيخ عز الدين بن عبد السلام كان يقول «ما وقع إنكار من بعضهم على الشيخ (ابن عربي) إلا رفقا بضعفاء الفقهاء الذين ليس لهم نصيب تام من أحوال الفقراء خوفا أن يفهموا من كلام الشيخ أمرا لا يوافق الشرع فيضلوا.
و لو أنهم صحبوا الفقراء لعرفوا مصطلحهم و أمنوا من مخالفة الشريعة».
و قال شيخ الإسلام سراج الدين البلقيني (شيخ سراج الدين المخزومي و هو أكبر المدافعين عن محيي الدين) «إياكم و الإنكار على شي ء من كلام الشيخ محيي الدين، فإنه رحمه الله لما خاض في بحار المعرفة و تحقيق الحقائق عبر في أواخر عمره في الفصوص و الفتوحات و التنزلات الموصلية و في غيرها بما لا يخفى على ما هو في درجته من أهل الإشارات، ثم إنه جاء من بعده قوم عمي عن طريقه فغلطوه في ذلك بل كفروه بتلك العبارات و لم يكن عندهم معرفة باصطلاحه، و لا سألوا من يسلك بهم إلى إيضاحه، و ذلك أن كلام الشيخ رضي الله عنه تحته رموز و روابط و إشارات و ضوابط، و حذف إضافات هي في علمه و علم أمثاله معلومة، و عند غيرهم من الجهال مجهولة».
و إذا كان استعمال لغة الرموز و الإشارات، و التحدث بلسان الباطن من أسباب غموض لغة الصوفية بوجه عام، فهي كذلك بوجه خاص في لغة ابن العربي فإن غموض أسلوبه و استغلاق معانيه قد صارا مضرب المثل و أصبحا من الحقائق التي يعترف بها دارسو التصوف في كل زمان.
و ليست الصعوبة في فهمه راجعة إلى تعقيد في مذهبه، فإنه من أسهل المذاهب و أيسرها فهما، و إنما ترجع إلى الأساليب التي يعبر بها عن هذا المذهب و الطرق الغريبة الملتوية التي يختارها لبسطه.
و ها أنا ذا أجمل الأسباب الأخرى التي أدت إلى تعقيد أسلوبه و استغصاء فهمه.
أولا: يغلب على ظني أنه يعتمد تعقيد البسيط و إخفاء الظاهر لأغراض في نفسه.
فعباراته تحتمل في أغلب الأحيان معنيين على الأقل، أحدهما ظاهر و هو ما يشير به إلى ظاهر الشرع، و الثاني باطن و هو ما يشير به إلى مذهبه، و لو ان من يعمق النظر في معانيه و يدرك مراميه لا يسعه إلا القول بأن الناحية الثانية هي الهدف الذي يرمي إليه.
أما ما يذكره مما له صلة بظاهر الشرع فإنما يقدمه إرضاء لأهل الظاهر من الفقهاء الذين يخشى أن يتهموه بالخروج و المروق.
فهو يتخيل دائما وجود أعداء العلم الباطن أو بعبارة أدق، أعداء مذهبه و يقنعهم بأساليبهم و يدعم أقواله بالآيات و الأحاديث، ثم يمضي في تخريج مذهبه من تلك الآيات و الأحاديث.
فيحاول بذلك أن يعبر الهوة السحيقة التي تفصل بين ظاهر العقائد الإسلامية و النتائج المنطقية التي تلزم عن مذهب فلسفي في وحدة الوجود.
و لست بحاجة إلى ذكر أمثلة على هذا النوع من التخريج و التوفيق، ففي تعليقاتي على الفصوص في الجزء الثاني من هذا الكتاب من الأمثلة ما فيه الكفاية.
و قد كان ابن العربي يشعر دائما بهذه الثنائية في أسلوبه، كما كان دائما على استعداد لأن ينتقل بقارئه من لسان الظاهر إلى لسان الباطن أو العكس. سئل مرة عما يعنيه بقوله:
يا من يراني و لا أراه ... كم ذا أراه و لا يراني
مشيرا بذلك إلى مذهبه في وحدة الوجود و أنه يرى الحق متجليا في صور أعيان الممكنات و لا يراه الحق لأنه هو المتجلي في صورته، فأجاب من فوره:
يا من يراني مجرما ... و لا أراه آخذا
كم ذا أراه منعما ... و لا يراني لائذا
(الفتوحات المكية ج 2 ص 646: و نفح الطيب ص 407. )
و من أمثلة تأويل الظاهر بالباطن شرحه لكتابه المعروف بترجمان الأشواق الذي نظمه بلسان النسيب و الغزل يكني بكل اسم فيه عن فتاة جميلة تعلق بها عند ما زار مكة سنة 598 هـ، و يومئ إلى الواردات الإلهية و التنزلات الروحانية و المناسبات العلوية.
و في ذلك يقول:
كل ما أذكره من طلل ... أو ربوع أو مغان كل ما
أو خليل أو رحيل أو ربى ... أو رياض أو غياض أو حمى
أو نساء كاعبات نهد ... طالعات كشموس أو دمى
كل ما أذكره مما جرى ... ذكره أو مثله أن تفهما
صفة قدسية علوية ... أعلمت أن لصدقي قدما
فاصرف الخاطر عن ظاهرها ... و اطلب الباطن حتى تعلما
(ذخائر الأعلاق في شرع ترجمان الأشواق لابن عربي طبعة بيروت سنة 1312 هـ ص 5)
ثانيا: أنه يستعمل كثيرا من المصطلحات الفلسفية و الكلامية على سبيل الترادف أو المجاز مع ألفاظ أخرى واردة في القرآن و الحديث فيحملها من المعاني ما يخرجها عن أصلها.
«فالخير» الذي تكلم عنه أفلاطون
و «الواحد» الذي تكلم عنه أفلوطين،
و الجوهر الذي تكلم عنه الأشاعرة
«و الحق» «و الله» كما يفهمهما المسلمون كل هذه مستعملة عنده بمعنى واحد.
كذلك يستعمل على سبيل الترادف كلمة «القلم» الواردة في القرآن «و حقيقة الحقائق» الواردة في فلسفة أريجن.
و «الحقيقة المحمدية» الواردة في كلام الصوفية.
و قد يستعمل الكلمة الواحدة في اكثر من معنى كما هو الحال في كلمة «العين» و «الحقيقة» و «الماهية» و «الهوية».
ثالثا: ان تكون قوة التفكير عنده خاضعة إلى حد كبير لقوة خياله، لذلك تراه يلجأ إلى الأساليب الشعرية و التشبيهات و المجازات في إيضاح أدق المعاني الفلسفية في مذهبه.
و هذه الأساليب على الرغم مما لها من القيمة في تقريب بعض المعاني المجردة إلى الذهن، قد تضلل القارئ الذي يأخذ بجميع لوازم الاستعارات و التشبيهات و ينسى انها مجرد أساليب لفظية لإيضاح المعاني.
و لابن العربي كل العذر في هذا.
فإن لغة المنطق قاصرة عن ان تعبر عن تلك المعاني الذوقية التي يدركها الصوفي في أحوال وجده، فليس لديه إلا لغة الإشارة و الرمز.
و لغة الخيال و العاطفة، يومئ بها إيماء إلى تلك المعاني التي لا يدركها على حقيقتها إلا من ذاق مذاق القوم و جرب أحوالهم.
رابعا: أنه لا يلتزم الرمزية على صعوبتها التزاما مطردا.
فإذا رمز بشي ء في موضع، عاد فرمز به هو نفسه إلى شي ء آخر.
فهو مثلا يستعمل «موسى» في أول الفص الموسوي رمزا على الروح الإلهي المتعين بالتعين الكلي ليشرح به فكرته عن قتل فرعون لأبناء بني إسرائيل، و لكنه في مناقشته لقصة الخضر في نفس الفص يرمز بموسى إلى مجرد «الرسول» لتستقيم له المقابلة بين موسى الرسول و الخضر الولي من جهة، و بين علم الرسول (الذي هو علم أحكام الظاهر) و علم الأولياء (الذي هو علم أحكام الباطن) من جهة أخرى.
خامسا: كثيرا ما يمزج الآيات القرآنية بعضها ببعض و يفسر بعضها ببعض حيث لا توجد صلة ظاهرة بينها، و ذلك كما ورد في الفص الموسوي، فإنه خلط الآية 85 من سورة غافر، بالآية 98 من سورة يونس في قوله «فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده ... إلا قوم يونس»
و كقوله في الفص الموسوي أيضا «رب المشرق و المغرب» *- فجاء بما يظهر و يستر، «و هو الظاهر و الباطن» - و ما بينهما،
و هو قوله «و هو بكل شي ء عليم» و في هذا خلط بين آيتين الأولى «رب المشرق و المغرب و ما بينهما إن كنتم تعقلون»،
و الثانية «هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن و هو بكل شي ء عليم» و الأمثلة على هذا النحو من الخلط كثيرة.
6 - تعليقاتي على الفصوص
يرجع عهدي بدرس كتاب الفصوص إلى سنة 1927 عند ما اختار لي المرحوم الأستاذ نيكولسون المستشرق الإنجليزي المعروف محيي الدين بن العربي موضوعا لدراسة الدكتوراه بجامعة كمبردج.
و كان الأستاذ قد قرأ الفصوص، و بعض شروحه و كتب خلاصة عنه في كتابه «دراسات في التصوف الإسلامي»)  Studies in the Islamic Mysticism (و هم بترجمته إلى اللغة الإنجليزية، و لكنه عدل عن فكرته قائلا:
هذا كتاب يتعذر فهمه في لغته مع كثرة الشروح عليه، فكيف به إذا ترجم إلى لغة أخرى؟
و في اعتقادي أن هذا السبب عينه هو علة إحجام جمهرة من فضلاء المستشرقين- غير نيكولسون- عن دراسة الفصوص و الانتفاع به فيما كتبوه من بحوث قيمة عن ابن العربي، و هي غير قليلة.
فالأستاذ لويس ماسنيون الذي جرؤ على معالجة كتاب الطواسين للحلاج و حل رموزها، لا يكاد يذكر الفصوص أو يشير إليه في دراساته الواسعة القيمة في التصوف.
و آسين بلاسيوس، و هو من أكثر المستشرقين دراسة لابن العربي يقتصر على الفتوحات و غيره في كل ما يقوله عنه، أما الفصوص فلا يدخل له في حساب.
و نيبرغ الذي كتب مقدمته البارعة في صدر نشرته لكتب ابن عربي الصغيرة، لا يكاد يذكره.
و فون كريمر الذي خطط معالم التصوف تخطيطا مفيدا و ختم كتابه بفصل خاص عن ابن العربي، اعتمد فيما كتبه على الفتوحات و كتب الشعراني و أغفل الفصوص.
قبلت دعوة الأستاذ نيكولسون و أقبلت على قراءة كتب ابن العربي مبتدئا بالفصوص فقرأته مع شرح القاشاني عليه عدة مرات.
و لكن الله لم يفتح علي بشيء!
فالكتاب عربي مبين، و كل لفظ فيه إذا أخذته بمفرده مفهوم المعنى، و لكن المعنى الإجمالي لكل جملة، أو لكثير من الجمل، الغاز و أحاج لا تزداد مع الشرح إلا تعقيدا و إمعانا في الغموض.
ذهبت إلى الأستاذ أشكوه حالي، و أذكره بأن هذه أول مرة استعصى علي فهم كتاب باللغة العربية إلى هذا الحد.
فنصحني بترك الفصوص و الإقبال على كتب ابن العربي الأخرى، فقرأت منها نيفا و عشرين كتابا ما بين مطبوع و مخطوط، منها الفتوحات المكية.
و هنا بدأت تنكشف لي معاني الشيخ و مراميه بعد ما أصبحت على إلف باصطلاحاته و أساليبه.
فلما عدت إلى الفصوص وجدته مع صغر حجمه خلاصة مركزة لأمهات تلك المعاني، و وضح لأول مرة ما كان منه مستغلقا، و أصبح يسيرا علي فهم ما ألفيته بالأمس عسيرا.
مضت بعد عودتي من انجلترا سنين و انا مشغول عن ابن العربي و فصوصه بدراسات أخرى في التصوف و غيره من فروع الفلسفة الإسلامية، و لكن عاودني الشوق القديم إلى مجالسة الشيخ الأكبر فأقبلت مرة أخرى على الفصوص أعده للشر و الترجمة إلى اللغة الإنجليزية و التعليق.
و ها أنا ذا أتقدم لقراء اللغة العربية بنشرة محققة لمتن الكتاب مستخلصة من ثلاثة مخطوطات: اثنين منها بدار الكتب بالقاهرة
(و هما رقم 126 تصوف بتاريخ 10 جمادى الآخرة سنة 839 ه و هي التي رمزت إليها بحرف أو اتخذتها أساسا لنشرتي،
و الثانية رقم 333 بتاريخ 18 شعبان سنة 927 ه و هي التي رمزت إليها بحرف ب):
و الثالثة نسخة ملك الأستاذ نيكولسون بتاريخ ربيع الأول سنة 788 ه و هي التي رمزت إليها بحرف ن.
و هذه أقرب الثلاثة إلى عصر المؤلف و لكنها أكثرها تحريفا.
و وضعت على هذه النشرة تعليقاتي الخاصة التي يتألف منها الجزء الثاني من المجلد، و هي شروح للفقرات الرئيسية و الجمل الصعبة الواردة في النص- لا من الناحية اللفظية كما يفعل الشراح عادة، و لا من ناحية كتاب الفصوص دون غيره من كتب المؤلف.
بل هي تعليقات أوحت بها دراستي الطويلة لابن العربي و مذهبه، و استمددتها من كل ما قرأته له أو عنه، و من بعض أمهات الشروح الموضوعة على الفصوص.
و لم أتجه في هذه التعليقات اتجاها خاصا غير ما يمليه علي فهمي لمذهب الشيخ، تاركا أمر الحكم على عقيدته جانبا.
غير متأثر بمواقف الذين وقفوا منه موقف الدفاع أو موقف الاتهام.
فإن هذه النواحي أتفه من أن يعني بها الباحثون عن الحقيقة، الذين يدرسون مذاهب الفلسفة من حيث هي و ينزلونها منزلتها من التأريخ الفكري و الروحي للجنس البشري.
و لم يحظ كتاب من الكتب بمثل ما حظي به كتاب الفصوص من عناية الشراح و المفسرين، فقد ذكر له صاحب كشف الظنون اثنين و عشرين شرحا.
و زادها الشيخ محمد رجب حلمي (أحد أحفاد الشيخ محيي الدين على حد قوله)
إلى سبعة و ثلاثين ما بين عربي و فارسي و تركي. و تتفاوت هذه الشروح تفاوتا عظيما
فصوص الحكم (ابن عربي)، المتن، ص: 23
في قيمتها و مدى فهم واضعيها لابن عربي و مذهبه، كما تتفاوت في النزعات الخاصة التي تأثر بها أصحابها.
و أعظمها قدرا على الإطلاق شروح كمال الدين القاشاني (المتوفى سنة 730 هـ)
و صدر لدين القونوي (المتوفى سنة 671 هـ)
و عبد الرحمن جامي (المتوفى سنة 898 هـ)
و قد استعنت بهذه الشروح الثلاثة إلى حد كبير، مستأنسا في بعض الأحيان
بشرحي بالي افندى (المتوفى سنة 960 هـ)
و عبد الغني النابلسي (المتوفي سنة 1144 هـ).
و أملي أن تلقي تعليقاتي هذه شيئا من الضوء، لا على ما غمض من معاني الفصوص و حسب، بل على مذهب ابن عربي في جملته كما صوره في الفصوص و في غيره.
و فيها- فيما اعتقد جوهر مذهب المؤلف لمن يريد جمعه و استخلاصه، و لكن حرصا على ألا يواجهها القارئ الذي لا عهد له بابن العربي و لا إلمام له بالمسائل الرئيسية التي شغل بها نفسه، فيضطرب فهمه و يتشوش ذهنه، آثرت أن أذكر في هذا التصدير خلاصة عامة لمادة الفصوص و مذهب صاحبه.
7 - تحليل لكتاب الفصوص و مذهب ابن العربي
الفصوص كتاب في الفلسفة الإلهية الممتزجة بالتصوف، لا في التصوف البحت.
و غاية المؤلف فيه البحث في طبيعة الوجود بوجه عام، و صلة الوجود الممكن (العالم) بالوجود الواجب (الله).
و أخص ناحية فيه كما تشهد بذلك عناوين فصوله البحث في الحقيقة الإلهية متجلية في أكمل مظاهرها في صور الأنبياء عليهم السلام.
فإن كل فص من فصوصه يدور حول «حقيقة» نبي من الأنبياء يسميها "كلمة" فلان أو فلان، و هي تمثل صفة من صفات الحق.
كصفة الألوهية في الفص الآدمي.
و النفثية في الفص الشيثي.
و السبوحية في الفص النوحي.
و القدوسية في الفص الإدريسي.
و الحقية في الفص الإسحاقي.
و العلمية في الفص الإسماعيلي.
و الفردية في الفص المحمدي.
فابن العربي لا يعرض في هذا الكتاب لمسائل التصوف العملية أو النظرية.
و لا يعرض لمسائل فلسفية بحتة.
و لا لمسائل علم الفقه يحاول تفسيرها تفسيرا صوفيا على نحو ما فعل في الفتوحات المكية و غيره من الكتب.
و لكنه يلخص مذهبا في الفلسفة الصوفية هو أدق و انضج ما فاض عن عقله و عاطفته الدينية معا، يقر فيه قضية عامة في طبيعة الوجود ثم يفرغ عنها كل ما يمكن تفريعه من المسائل المتصلة بالله و العالم و الإنسان.و هذه هي ناحيته الفلسفية.
و يتلمس تأييد هذه الفلسفة بالذوق الصوفي و التجربة الشخصية: و هذه هي ناحيته الصوفية.
8 - القضية الكبرى
و القضية الكبرى التي تعبر عن مذهبه، و حولها تدور كل فلسفته الصوفية و تتفرع عنها كل قضية أخرى، و التي ملكت عليه زمام تفكيره فصدر عنها و عاد إليها في كل ما قاله و ما أحس به، هي أن الحقيقة الوجودية واحدة في جوهرها و ذاتها متكثرة بصفاتها و أسمائها لا تعدد فيها الا بالاعتبارات و النسب و الإضافات.
و هي قديمة أزلية أبدية لا تتغير و إن تغيرت الصور الوجودية التي تظهر فيها.
فهي بحر الوجود الزاخر الذي لا ساحل له، و ليس الوجود المدرك المحسوس إلا أمواج ذلك البحر الظاهرة فوق سطحه.
فإذا نظرت إليها من حيث ذاتها قلت هي «الحق»، و إذا نظرت إليها من حيث صفاتها و أسماؤها: أي من حيث ظهورها في أعيان الممكنات قلت هي «الخلق» أو العالم.
فهي الحق و الخلق، و الواحد و الكثير، و القديم و الحادث، و الأول و الآخر، و الظاهر و الباطن، و غير ذلك من المتناقضات التي يحلو للمؤلف أن يكثر من تردادها.
و هذا المذهب هو المذهب المعروف بوحدة الوجود.
و قد قرره ابن العربي في جرأة و صراحة في غير ما موضع من الفصوص و الفتوحات.
من ذلك قوله: فسبحان من أظهر الأشياء و هو عينها:
فما نظرت عيني إلى غير وجهه ... و لا سمعت أذني خلاف كلامه
(الفتوحات: ج 2 ص 604 س 5 من أسفل لأعلى)
و لم يكن لمذهب


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الخميس 27 ديسمبر 2018 - 17:04 عدل 3 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كتاب فصوص الحكم  الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي تعليقات د أبو العلا عفيفي Empty كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي تعليقات د أبو العلا عفيفي

مُساهمة من طرف عبدالله المسافربالله الجمعة 3 أغسطس 2018 - 19:01

كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي تعليقات د أبو العلا عفيفي

الجزء الثاني
فالعبادة الحقة هي ما تحقق فيها الافتقار المطلق من جانب العبد، و الغنى المطلق من جانب الحق.
و الله وحده هو الغنى المفتقر إليه.
بل إن الافتقار إلى الأسباب افتقار في الحقيقة إلى الله وحده.
يقول ابن العربي في شرح قوله تعالى «يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله».
الفقراء هم الذين يفتقرون إلى كل شي ء من حيث إن ذلك الشيء هو مسمى الله.
فإن الحقيقة تأبى أن يفتقر إلى غير الله.
و قد أخبر الله أن الناس فقراء إلى الله على الإطلاق، و الفقر حاصل منهم، فعلمنا أن الحق قد ظهر في صورة كل ما يفتقر إليه  ثم استمع إليه و قد صاح في أعماق قلبه صوت عاطفته الدينية التي لا تقل في حرارتها و قوتها عن عاطفة أي مؤله متدين، و هو يصف الحق معبوده و معشوقه متحيرا في كنهه، مؤتنسا بقربه، مستوحشا ببعده.( الفتوحات ج 2 ص 21 س 17.)
قال على لسان العرش: «أقسم بعلي عزته و قوي قدرته لقد خلقني، و في بحار أحديته غرقني، و في بيداء أبديته حيرني: تارة يطلع من مطالع أبديته فينعشني، و تارة يدنيني من مواقف قربه فيؤنسني، و تارة يحتجب بحجاب عزته فيوحشني، و تارة يناجيني بمناجاة لطفه فيطربني، و تارة يواصلني بكاسات حبه فيسكرني.
و كلما استعذبت من عربدة سكري قال لسان أحديته: «لن تراني»، فذبت من هيبته فرقا، و تمزقت من محبته قلقا، و صعقت عند تجلي عظمته كما خر موسى صعقا. فلما أفقت من سكرة وجدي به، قيل لي أيها العاشق: هذا جمال قد صناه، و حسن قد حجبناه، فلا ينظره إلا حبيب قد اصطفيناه ».( شجرة الكون ص 27.)
هذا شعور بعيد عن متناول الماديين من أصحاب وحدة الوجود الذين يعتقدون أن الكثرة و مظاهر الكون هي كل ما له وجود و كل ما له حقيقة.
و لكن ابن العربي لم يهبط إلى هذا المستوي، و لم يغفل جانب الألوهية أو جانب الروحية في الوجود العام. بل على العكس غلب جانب الحق على جانب الخلق في الوحدة الوجودية حتى أصبح العالم مجرد ظل لا حقيقة له و لا وجود إلا بمقدار ما يفيض على الظل من صاحب الظل.
و قد أنصف ابن تيمية، مع شدة إنكاره على ابن العربي، عند ما قال: «إنه أقرب القائلين بوحدة الوجود إلى الإسلام و أحسن منهم كلاما في مواضع كثيرة فإنه يفرق بين الظاهر و المظاهر ... و يأمر بالسلوك بكثير مما أمر به المشايخ من الأخلاق و العبادات ».( رسائل ابن تيمية طبعة المنار ج 1 ص 176)
14 - الإنسان و الله
كان للحسين بن منصور الحلاج أعظم من استشهد في الطريق الصوفي في أوائل القرن الرابع الهجري أكبر الأثر في وضع أساس النظرية الفلسفية الصوفية التي عرفت عند ابن العربي و عبد الكريم الجيلي بنظرية الإنسان الكامل.
و قدر لها أن تلعب دورا هاما في تاريخ التصوف الاسلامي منذ عهدهما.
فالحلاج أول من تنبه إلى المغزى الفلسفي الذي تضمنه الأثر اليهودي المشهور القائل بأن الله تعالى خلق آدم على صورته ، أي على الصورة الإلهية.
و بنى على هذا الأثر نظريته في الحلول مفرقا بين ناحيتين مختلفتين في الطبيعة الانسانية هما اللاهوت و الناسوت.
و هما في نظره طبيعتان لا تتخذان أبدا، بل تمتزج إحداهما بالأخرى كما تمتزج الخمر بالماء.
و هكذا اعترف الحلاج لأول مرة في تاريخ الإسلام بتلك الفكرة التي أحدثت فيما بعد انقلابا بعيد المدى في الفلسفة الصوفية.
أعني فكرة تأليه الإنسان و اعتباره نوعا خاصا من الخلق لا يدانيه في لاهوتيته نوع آخر.
أخذ ابن العربي هذه الفكرة الحلاجية، و لكنه اعتبر اللاهوت و الناسوت مجرد وجهين لا طبيعتين منفصلتين لحقيقة واحدة.
إذا نظرنا إلى صورتها الخارجية سميناها ناسوتا، و إن نظرنا إلى باطنها و حقيقتها سميناها لاهوتا.
فصفتا اللاهوت و الناسوت بهذا المعنى صفتان متحققتان، لا في الإنسان وحده، بل في كل موجود من الموجودات، مرادفتان لصفتي الباطن و الظاهر أو لكلمتي الجوهر و العرض.
و الحق الذي يتجلى في جميع صور الوجود يتجلى في الإنسان في أعلى صور الوجود و أكملها.
و لذا ظهرت فيه هاتان الصفتان ظهورا لا يدانيه فيه موجود آخر.
على هذا الأساس بنى ابن عربي نظريته في الإنسان و منزلته من الله و الخلق.
فالإنسان أكمل مجالي الحق، لأنه «المختصر الشريف» و «الكون الجامع» لجميع حقائق الوجود و مراتبه. هو العالم الأصغر الذي انعكست في مرآة وجوده كل كمالات العالم الأكبر، أو كمالات الحضرة الإلهية الأسمائية و الصفاتية.
و لذا استحق دون سائر الخلق أن تكون له الخلافة عن الله.
و لما لم تقف الملائكة على حقيقة النشأة الإنسانية و ما أودع الله فيها من أسرار أسمائه لأنها ليس لها جمعية الإنسان و لا عموم خلقه أبت السجود لآدم و أنكرت خلافته.
و قالت: «أ تجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك؟».
و لم تعلم أن سفك الدماء و الإفساد في الأرض مظاهر لصفات الجلال الإلهي الذي لا وجود له فيها.
و أنها لم تسبح الله و تقدسه تسبيح آدم و لا تقديسه، لأن كل موجود يسبح الله و يقدسه بقدر ما يتجلى فيه من صفات الكمال الإلهي التي هي الصفات الوجودية لا فرق في ذلك بين صفات الجمال و صفات الكمال، و لا بين ما يسمى في العرف أو في الدين خيرا أو شرا، طاعة أو معصية.
فالإنسان الكامل إذن و هو المرموز إليه بآدم هو الجنس البشري في أعلى مراتبه لم تجتمع كمالات الوجود العقلي و الروحي و المادي إلا فيه.
و الإنسان الكامل، و إن كان مرادفا للجنس البشري في معظم أقوال ابن العربي، لا يصدق في الحقيقة إلا على أعلى مراتب الإنسان و هي مرتبة الأنبياء و الأولياء.
و أكمل هؤلاء على الإطلاق هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم  لا محمد النبي المبعوث، بل الحقيقة المحمدية أو الروح المحمدي، فإنه هو المظهر الكامل للذات الإلهية و الأسماء و الصفات.
و من هنا كانت طبيعته ثلاثية فردية.
فهو الفرد الأول الذي تجلى الحق فيه.
و أول الأفراد الثلاثة (الفص المحمدي).
و يشرح ابن العربي الصلة بين الإنسان و الله، و بين الإنسان و العالم، مبينا منزلة الإنسان من الوجود العام فيقول: إن الله تعالى لما أوجد العالم كان شبحا لا روح فيه، و كان كمرآة غير مجلوة.
فاقتضى الأمر جلاء مرآة العالم، فكان آدم عين جلاء تلك المرآة و روح تلك الصورة. (الفص الآدمي).
يريد بذلك أن الله تعالى أوجد في العالم لكل صفة من الصفات الإلهية مظهرا من مظاهر الوجود، و لكن العالم الذي تجلت فيه تلك الصفات فرادى على هذا النحو لا تتجلى فيه الحضرة الإلهية الأسمائية و الصفاتية و لا الوحدة الوجودية بتمامها.
فكان كمرآة غير مجلوة، أو كجسم لا روح فيه.
لهذا خلق الله الإنسان ليكون جلاء تلك المرآة و روح ذلك الجسم، لأنه وحده الذي تظهر فيه الذات الإلهية متعينة بجميع صفاتها.
و هذا هو المعنى الجديد الذي أعطاه ابن العربي لقولهم: «خلق الله آدم على صورته».
و الإنسان الكامل من الحق بمثابة إنسان العين من العين.
فكما أن إنسان العين هو ما به تبصر العين، كذلك الإنسان هو المجلي الذي يبصر الحق به نفسه إذ هو مرآته و هو العقل الذي يدرك به كمال صفاته، أو هو الوجود الذي ينكشف به سر الحق إليه.
و هو علة الخلق و الغاية القصوى من الوجود، لأنه بوجوده تحققت الإرادة الإلهية بإيجاد مخلوق يعرف الله حق معرفته و يظهر كمالاته.
و لو لا الإنسان لما تحققت هذه الإرادة و لما عرف الحق.
و هو الحافظ للعالم و المبقي على نظامه. (الفص الآدمي).
بل هو الذي يعنيه عند ما يبالغ في تكريم الإنسان و تعظيم قدره، لأن النشأة الانسانية بكمالها الروحي و النفسي و الجسمي صورة الله التي لا ينبغي أن يتولى حل نظامها سواه، و لأن في حلها حلا لنظام الكون و ضياعا للغاية المقصودة من وجوده. (الفص اليونسي).
هذا، و ليست نظرية ابن العربي في الإنسان الكامل و ما تفرع عنها من بحوث فلسفية دقيقة، إلا جزءا من نظرية أخرى له أوسع و أشمل، و هي نظريته في الكلمة الإلهية ، فإنه عالج في هذه النظرية ثلاث مسائل هامة تحوم كلها حول موضوع واحد يسميه في كل حالة باسم خاص.
المسألة الأولى «الكلمة» من الناحية الميتافيزيقية.
و هذه يسميها حقيقة الحقائق، و هي مرادفة للعقل الإلهي أو العلم الإلهي.
و لما كان الحق لا يعقل شيئا مغايرا لذاته، و عقله ذاته عقل لجميع الأشياء، كانت حقيقة الحقائق عقلا و عاقلا و معقولا، و علما و عالما و معلوما.
فهي الحق متجليا لنفسه في نفسه في صور العالم المعقول.
و المسألة الثانية هي «الكلمة» من الناحية الصوفية .
و هذه يطلق عليها اسم الحقيقة المحمدية و يعتبرها مصدر كل وحي و إلهام للأنبياء و الأولياء على السواء. و على ذلك فالحقيقة المحمدية تساوي القطب عند الصوفية، و الامام المعصوم عند الاسماعيلية و القرامطة. أي أنها المحور الذي يدور عليه العالم الروحاني.
و ليلاحظ أن من أهم أغراض المؤلف في كتاب الفصوص شرح العلاقة بين كل نبي و الأصل الذي يستمد منه علمه و ذلك الأصل هو «الكلمة» أو الحقيقة المحمدية.
فهو يفسر نوع ذلك العلم الذي يسميه حكمة كذا و حكمة كذا و الاسم الغالب على كل نبي، لأن كل نبي تحت تأثير اسم إلهي خاص.
إلا محمدا عليه السلام فإنه تحت تأثير اسم «الله» الذي هو جماع الأسماء الإلهية كلها.
و المسألة الثالثة هي «الكلمة» بمعنى الإنسان الكامل .
و قد لخصنا كلامه فيها.
15 - نتائج مذهب ابن عربي في المسائل الدينية و الخلقية
كان من الضروري أن يؤدي مذهب ابن العربي الصريح في وحدة الوجود إلى نتائج لها خطورتها في ميدان الدين و الأخلاق.
فنظريته في أن العلم تابع للمعلوم، و أن علم الله بنا تابع لما تعطيه أعياننا الثابتة بما هي عليه من الاستعداد و الأحوال، و أن إرادة الله لا تتعلق إلا بما علم.
كل ذلك أدى إلى القول بأننا مسئولون- من الناحية الصورية على الأقل- عما يصدر عنا من الأفعال، لأنه لا يصدر عنا إلا ما تقتضيه أعياننا.
و لكن ما قيمة هذه المسئولية؟
و ما معنى الحرية الانسانية في عالم كل ما فيه خاضع لقانون الوجود العام و صادر عن الله؟
ثم القضاء و القدر ما شأنهما؟
أما القضاء فهو حكم الله في الأشياء أن تكون على ما هي عليه في ذاتها كما علمها أزلا، و هو لا يعلمها إلا على نحو ما تعطيه أعيانها كما ذكرنا.
و أما القدر فهو توقيت حصول الشي ء كما تقتضيه طبيعة عينه.
فكل ما يحكم به القضاء على الأشياء إنما يحكم به بواسطة الأشياء نفسها، لا بواسطة قوة خارجة عن طبيعتها، و هذا هو الذي يسميه ابن العربي «سر القدر» (الفص العزيري).
و على هذه النظرية الجبرية يرى ابن العربي أن كل شي ء يقرر مصيره بنفسه من حيث إن له حظا من الموجود لا يتعداه، و هو لا يتعداه لأن عينه الثابتة اقتضته و لم تقتض غيره، و لأن الله تعالى يعلم من الأزل أن هذا هو الأمر على ما هو عليه.
بل إن الله نفسه لا يقدر أن يغير من ذلك شيئا لأن إرادته لا تتعلق بمستحيل.
فالمؤمن و الكافر، و المطيع و العاصي، كل أولئك يظهرون في وجودهم على نحو ما كانوا عليه في ثبوتهم.
أي على نحو ما كانت عليه أعيانهم الثابتة في علم الحق و في ذاته.
و لذا قال تعالى: «و ما ظلمناهم و لكن كانوا أنفسهم يظلمون»
و قال: «و ما أنا بظلام للعبيد».
يقول ابن العربي في شرح ذلك:" أي ما قدرت عليهم الكفر الذي يشقيهم ثم طالبتهم بما ليس في وسعهم أن يأتوا به، بل ما عاملناهم إلا بحسب ما علمناهم، و ما علمناهم إلا بما أعطونا من نفوسهم بما هي عليه، فإن كان ظلم فهم الظالمون .. كذلك ما قلنا لهم إلا ما أعطته ذاتنا أن نقول لهم، و ذاتنا معلومة لنا بما هي عليه من أن نقول كذا و لا نقول كذا. فما قلنا إلا ما علمنا أن نقول. فلنا القول منا، و لهم الامتثال و عدم الامتثال مع السماع منهم" (الفص اللوطي).
و يقول أيضا: "فلا تحمدن إلا نفسك و لا تذمن إلا نفسك. أما الحق فلم يبق له إلا أن تحمده على إفاضة الوجود عليك، فإن ذلك له لا لك" (الفص الابراهيمي).
و يقول: «فما أعطاه الخير سواه و لا أعطاه ضد الخير غيره، بل هو منعم ذاته و معذبها: فلا يذمن إلا نفسه و لا يحمدن إلا نفسه. فلله الحجة البالغة في علمه بهم، إذ العلم يتبع المعلوم» (الفص اليعقوبي).
فكأن ابن عربي يفرق كما فرق الحلاج من قبله بين نوعين من الأمر:
الإلهي: الأمر التكليفي الذي يخاطب به الله العباد فيطيعونه أو يعصونه على حسب مقتضيات أعيانهم الثابتة. و الأمر التكويني الذي يعبر عنه بالمشيئة الإلهية، و هذه لا تتعلق بشيء إلا وجد على النحو الذي قدر أزلا أن يكون عليه.
فكل شي ء في الوجود خاضع للأمر التكويني، منفذ للإرادة الإلهية، سواء في ذلك الخير و الشر و الطاعة و المعصية و الإيمان و الكفر.
فإن أتى الفعل موافقا للأمر التكليفي سمي طاعة و استلزم الحمد، و إن أتى مخالفا له سمي معصية و كفرا و استلزم الذم. و هو في كلتا الحالتين عين الطاعة للأمر التكويني.
و معنى هذا أن المشيئة الإلهية تتعلق بالفعل من حيث هو، لا بالفاعل الذي يظهر الفعل على يديه. (الفص اللقماني).
و إذا كانت الطاعة و المعصية ليس لهما مدلول حقيقي- أو بالأحرى مدلول ديني- على نحو ما فسرنا، فأحرى بالثواب و العقاب ألا يكون لهما مدلول إيجابي في مذهب كمذهب وحدة الوجود.
و أقصى ما يستطيع ابن عربي أن يقوله هو أن الثواب اسم ناشئ عن الطاعة في نفس المطيع، و أن العقاب اسم للأثر الناشى ء عن المعصية في نفس العاصي.
و لكنه تمشيا مع منطق مذهبه أميل إلى أن يعتبر العقاب و الثواب اللذة و الألم حالتين يشعر بهما الحق نفسه، أي الحق المتعين في صورة العبد.
ألم يقل في أيوب إنه سأل الله أن يرفع الضر عنه، و إن إزالة الألم عن أيوب في الحقيقة إزالة للألم عن الجناب الإلهي، فإن الله قد وصف نفسه بأن يؤذي إلخ؟ (الفص الأيوبي).
لا عذاب و لا ثواب إذن بالمعنى الديني في الدار الآخرة، بل مآل الخلق جميعا إلى النعيم المقيم، سواء منهم من قدر له الدخول في الجنة، و من قدر له الدخول في النار، فإن نعيم الجميع واحد و إن اختلفت صوره و تعددت أسماؤه.
يقول ابن عربي في حق أهل النار:
و إن دخلوا دار الشقاء فإنهم ... على لذة فيها نعيم مباين
نعيم جنان الخلد و الأمر واحد ... و بينهما عند التجلي تباين
يسمى عذابا من عذوبة لفظه ... و ذاك له كالقشر و القشر صائن
أما الاختلاف بين أهل الجنة و أهل النار، فاختلاف في درجة كل من الطائفتين في المعرفة بالله و مرتبتهم في التحقق بالوحدة الذاتية مع الحق.
و حجة ابن العربي واضحة لا لبس فيها، و هي مستمدة من روح مذهبه العام.
ذلك أن رحمة الله وسعت كل شيء، و ليس في الوجود شيء إلا ذكرته الرحمة الإلهية.
و معنى ذكر الرحمة الإلهية لشيء من الأشياء منح ذلك الشيء الوجود على النحو الذي هو عليه.
فالنعيم الحقيقي هو الحال التي يكون عليها الإنسان بعد موته و عودته إلى أصله الذي عنه ظهر.
هنا لك يتحقق كل من منزلته، و يكون نعيمه على قدر هذه المنزلة، أي على درجة قربه من الله.
فمن تحقق بالوحدة الكاملة في حياته و عرف سر هذه الوحدة كان له أعظم قسط من النعيم، و من سترته الحجب عن هذه الوحدة فلم يدرك إلا جزءا من أسرارها كان نعيمه على قدر إدراكه.
16 - خاتمة
هكذا اقتضى مذهب وحدة الوجود أن يغير ابن العربي مفاهيم الاصطلاحات الدينية و يستبدل بها مفاهيم أخرى فلسفية صوفية تتفق و روح مذهبه فالله عنده هو الواحد الحق و الوجود المطلق، الظاهر من الأزل بصورة كل متعين.
و العالم ظل الله، لا وجود له في ذاته و لكنه من حيث عينه و جوهره قديم قدم الله نفسه. و خلق العالم ليس إحداثا له من العدم بل تجلي الحق الدائم في صور الوجود.
و الرحمة الإلهية منح الله الوجود للموجودات.
و المعبود هو الحق الواحد مهما تعددت صور اعتقادات الخلق فيه. و الجنة و النار اسمان لنعيم القرب من الله و عذاب الاحتجاب عنه.
و الطاعة و المعصية اسمان لا مدلول لهما إلا في نظر التكاليف الشرعية إلخ إلخ.
و لكن منطق مذهب وحدة الوجود الذي يقضي القضاء التام على كيان أي دين منزل و يضيع معالم الألوهية بمعناها الديني الدقيق، لم يكن له ذلك الأثر الهادم في مذهب ابن عربي.
فهو يهدم من ناحية ليبني من ناحية أخرى، بل يبني أحيانا على أنقاض ظاهر الشريعة دينا أعمق في روحانيته و أوسع في أفقه و أكثر إرضاء للنزعة الانسانية العامة من كل ما تصوره أهل الظاهر من الفقهاء و المتكلمين عن الدين.
و هو يحاول بكل ما أوتي من قوة و حيلة في الفكر أن يبقي على معنى الألوهية في مذهبه.
فبدلا من أن تتغلب عليه فكرة الوجود المادي فيعتبر الحقيقة قاصرة على العالم، و الله اسما على غير مسمى، غلبت عليه فكرة الوجود الروحي، فاعتبر الوجود الحق قاصرا على الله، و العالم ظلا له و صورة.
و فرق بين وجهي الحقيقة الوجودية الواحدة (الحق و الخلق) على الرغم من العبارات الكثيرة التي يصرح فيها بعينيتهما.
و هذه التفرقة على أساس أن الحق له الوجوب الذاتي الذي لا قدم لمحدث من المحدثات فيه.


الاسكندرية
في 23 رمضان سنة 1365
(20 أغسطس سنة 1946)
أبو العلا عفيفي
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» خطبة كتاب فصوص الحكم للشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي تعليقات د.أبو العلا عفيفي
» الفقرة الأولي السفر الخامس فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
» 13 - فص حكمة ملكية في كلمة لوطية .كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي تعليقات د.أبو العلا عفيفي
» 18 - فص حكمة نفسية في كلمة يونسية .كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي تعليقات د.أبو العلا عفيفي
» 27 - فص حكمة فردية في كلمة محمدية .كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي تعليقات د. أبو العلا عفيفي

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى