اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

اذهب الى الأسفل

14122023

مُساهمة 

توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Empty توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني




توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني 898 ه‍ - 973 ه‍ 

[ توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب ]

وممّا أجبت به من يتوهّم أنّ رؤية اللّه - تعالى - “ 10 “ للمؤمنين في الدّار الآخرة تكون بحقيقة الذّات “ 11 “ من غير حجاب ، أو تكون متحيّزة في جهة ، تعالى اللّه “ 12 “ عن
.................................................................................
( 10 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها .
( 11 ) “ ك “ : العبارة : “ أنّ رؤية اللّه تعالى للمؤمنين في الدّار الآخرة تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب “ .
( 12 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ تعالى اللّه تعالى “ .

“ 275 “
ذلك علوّا كبيرا “ 1 “ ، فالجواب أن تعلم يا أخي أنّ رؤية اللّه - جلّ وعلا - “ 2 “ إذا وقعت تكون منزّهة عن المقابلة ، والجهة ، والمكان ؛ إذ الرّؤية نوع من الكشف يدرك بها الرّائي العلم بالمرئيّ ، ويخلق اللّه - تعالى - ذلك له عند مقابلة الحاسّة له بإبعاده ، فجاز أن يخلق هذا القدر بعينه من غير أن ينقص منه قدر من الإدراك من غير مقابلة لهذه الحاسّة أصلا كما كان - صلّى اللّه عليه وسلّم - يرانا من وراء ظهره “ 3 “ ، وكما أنّ الحقّ - تعالى - “ 4 “ يرانا من غير مقابلة ولا جهة باتّفاقنا أنّ الرّؤية نسبة خاصّة بين طرفي راء ومرئيّ ، فإن اقتضت عقلا كون أحدهما في جهة ، اقتضت كون الآخر كذلك ، فإذا ثبت عدم لزوم ذلك في أحدهما ثبت مثله في الآخر ، هذا ما عليه جمهور المتكلّمين والأصوليّين ، قالوا : وتكون رؤية اللّه - تعالى - للمؤمنين في الدّنيا بالقلوب ، وفي الآخرة بالأبصار بلا كيف في الرّؤيتين “ 5 “ ، وذلك يختصّ “ 6 “ بقوله - تعالى - :لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ” 7 “ ، انتهى .

وكان الشّيخ أبو طاهر القزوينيّ - رحمه اللّه تعالى - يقول : العقل معزول هنا عن إدراك كيفيّة رؤية اللّه - تعالى - في الدّار الآخرة ، فلا يدرك في هذه الدّار إلّا إن أمدّ اللّه “ 8 “ أحدا من الخواصّ بقوّة زائدة على العقل ، فهذا ربّما أحاط بذلك علما وذوقا نعمة معجّلة من اللّه - تعالى - لذلك العبد في هذه الدّار ، انتهى “ 9 “ .
.................................................................................
( 1 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : قوله : “ علوا كبيرا “ ساقط .
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه عز وجل “ .
( 3 ) رواية الحديث الشريف : “ أقيموا الصفوف ، فإني أراكم خلف ظهري “ ، وفي رواية أخرى : “ فاعدلوا صفوفكم وأقيموها وسدوا الفرج ، فإني أراكم من وراء ظهري “ . أخرجه الإمام مالك في الموطأ ، كتاب السفر ، 70 ، والإمام أحمد في المسند ، 3 / 3 ، والبخاري في الصحيح ، كتاب الأذان ( الباب 469 / 682 ) ، 2 / 346 ، والنسائي في السنن ، كتاب التطبيق ، 60 ، والسهو ، 102 ، والسيوطي في الجامع الصغير ( 1371 ، 1372 ) ، 1 / 204 . 
( 4 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها .
( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ الاثنتين “ .
( 6 ) “ ب “ : “ مختص “ ، “ د “ ، “ ز “ : “ مخصص “ .
( 7 ) ( الأنعام ، الآية 103 ) .
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ إلا أن يمد اللّه تعالى “ .
( 9 ) ورد كلامه ذاك في الباب الثاني والعشرين من “ سراج العقول “ ، والموسوم ب “ الرؤيا ، ورؤية اللّه ورؤيته في المنام “ ، انظر : سراج العقول ، 59 أ .

“ 276 “
وكان - رضي اللّه تعالى عنه - يقول أيضا “ 1 “ : إذا وقعت رؤية اللّه - تعالى - للمؤمنين في الآخرة ، فتكون بواسطة شيء آخر “ 2 “ يليق به تعالى ، منزّه عن الشّكل والصّورة ، ويكون تجلّيه - تعالى - في ذلك المثال ليفهم عباده كلامه القديم المنزّه عن الصّوت والحرف بواسطة الحروف والأصوات ، فكما أنّ الكلام الأزليّ منزّه عن الحرف والصّوت الحادثين ، ويفهم بواسطتهما كلامه القديم “ 3 “ ، كذلك يجوز أن تكون ذاته - تعالى - “ 4 “ الأزليّة المنزّهة عن الصّورة والشّكل ترى بواسطة شيء آخر “ 5 “ يناسبها بأدنى معنى ، فيكون كالمثل المذكور في القرآن في قوله “ 6 “ :مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ” 7 “ بفتحتين ، لا كالمثل بكسر الميم ، وسكون “ 8 “ المثلّثة التي توجب المماثلة من كلّ وجه ، أمّا إذا رآه “ 9 “ في صورة لا تناسب جلال الصّمديّة في معنى ما ، فالرّائي ممّن عبث به الشّيطان “ 10 “ .
فإن قال قائل : إنّ رؤية اللّه - تعالى - على ما هو عليه في ذاته غير ممكنة لعدم صحّة المثل والمثل في نفس الأمر “ 11 “ ، فالجواب أنّ اللّه - تعالى - إذا تجلّى لعباده المؤمنين بذاته المقدّسة ، فالرّوح تعرف بالفطرة الأزليّة “ 12 “ أنّه هو الإله الحقّ ، وإيضاح ذلك أنّ النّفس بآلاتها الخياليّة لا تستطيع رؤية ما لا صورة له ، ولكن تتصوّره بوسائط وأمثلة ، ثمّ تذهب الأمثلة كأنّها جفاء ، وتبقى معها رؤية اللّه حقّا ، كما أنّ كلام اللّه “ 13 “ القديم يتعلّم “ 14 “ بواسطة الحروف الممثّلة في الحروف باللّوح “ 15 “ ، ثمّ يمحى اللّوح ، ويبقى القرآن في الذّهن .
.................................................................................
( 1 ) انظر قول أبي طاهر في “ سراج العقول “ ، 64 أ - 65 ب .
( 2 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ بواسطة مثال “ .
( 3 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ الكلام القديم “ .
( 4 ) “ د “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ تعالى “ ليست فيها .
( 5 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ مثال “ .
( 6 ) “ د “ ، “ ز “ : “ قوله “ ساقطة .
( 7 ) ( النور ، الآية 35 ) .
( 8 ) “ د “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ وفتح “ ، وهو لا يستقيم .
( 9 ) “ ك “ : العبارة : “ إذا رآه أحد في تخليه . . . “ .
( 10 ) انظر كلام أبي طاهر في سراج العقول ، 65 ب .
( 11 ) “ د “ : قوله : “ في نفس الأمر “ ساقط .
( 12 ) “ أ “ : “ الأوليّة “ .
( 13 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ .
( 14 ) “ ب “ : “ يتعلّق “ . 
( 15 ) “ د “ : “ الحروف “ ساقطة ، “ ز “ : العبارة : “ بواسطة الحروف الممثلة في اللوح “ .

“ 277 “

[ باب القول على رؤية الخلق للحقّ في المنام ] 

ومن هنا قالوا إنّ الحقّ - تعالى - يصحّ أن يرى في صورة في “ 1 “ المنام في دار الدّنيا ، ولا يوجب ذلك التّشبيه والتّمثيل “ 2 “ بدليل رؤية المعاني المجرّدة “ 3 “ في صورة كالإيمان ، والقرآن ، والكفر ، والشّرف ، والهدى ، والضّلال ، والحياة ، مع أنّ الإيمان لا شكل له ولا صورة ، وكذلك ما بعده ، ولكن ، قد أوّل النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - قميص عمر لمّا رآه في المنام يجرّه عمر بالإيمان “ 4 “ ، فقد رأى الإيمان بجعل القميص له مثالا ، وكذلك الكفر يمثّل ، فيراه النّاس ظلمة ، وكذلك يرى العزّ “ 5 “ والشّرف بواسطة ركوب الفرس ، وكذلك يرى القرآن في صورة اللّؤلؤ ، ويرى الهدى “ 6 “ في صورة النّور ؛ كالضّلالة ترى برؤية العمى ، وهكذا “ 7 “ .
ولعلّ من منع رؤية اللّه - تعالى - في المنام في صورة ظنّ أنّ المثل بفتحتين هو المثل - بكسر الميم وسكون الثّاء المثلّثة - “ 8 “ الذي هو العدل ، وتأمّل قوله - تعالى - :إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ الآية “ 9 “ مع أنّ الحياة لا صورة لها ، ولا شكل ، والماء ذو شكل وصورة ؛ لكنّه لا لون له في نفسه ، وإنّما لونه “ 10 “ يكون
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ في “ ساقطة . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ ولا التمثيل “ . 
( 3 ) “ د “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ المتجردة “ . 
( 4 ) “ ك “ : العبارة : “ يجره ؛ أي عمر بالإيمان بجعل القميص له مثالا . . . “ ، وتمام الحديث : “ بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون وعليهم قمص منها ما يبلغ الثدي ، ومنها ما يبلغ دون ذلك ، ومر عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره ، قالوا : وما أولت يا رسول اللّه ؟ قال : الدين “ . أخرجه البخاري في الصحيح ، كتاب فضائل أصحاب النبي الباب ( 36 - 210 ) ، 5 / 73 ، وأحمد في المسند ، 3 / 186 ، 5 / 374 ، ومسلم في كتاب الفضائل ، باب من فضائل عمر بن الخطاب ( 15 / 3 ) ، ( 6139 ) ، 15 / 155 ، والنسائي في السنن ، باب زيادة الإيمان ( 18 ) ، 8 / 114 . 
( 5 ) “ ك “ : “ الكفر “ ، وهو تصحيف . 
( 6 ) “ ب “ : قوله : “ يرى الهدى “ ساقط ، والعبارة في “ ك “ : “ وكذلك يرى الهدهد “ ، وهو تصحيف . 
( 7 ) الكلام كله لأبي طاهر في “ سراج العقول “ ، 64 أ ، وقد نقله الشعراني متصرفا بالعبارة . 
( 8 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ الثّاء “ ساقطة . 
( 9 ) ( يونس ، الآية 24 ) . 
( 10 ) “ ب “ : العبارة : “ والماء لونه “ .

“ 278 “
بحسب ظرفه لسرّ لا يذكر إلّا مشافهة لأهله ، فعلم أنّه لا يشترط المساواة في التّشبيه من كلّ وجه “ 1 “ ، فافهم ، هذا أحسن ما وجدته من كلام المتكلّمين في هذه المسألة “ 2 “ .


[ باب القول على كلام الصّوفيّة في رؤية الحقّ ] 

وأمّا كلام الصّوفيّة فقد قال الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في علوم الباب التّاسع والسّتّين وثلاثمائة “ 3 “ : اعلم أنّه لا يصحّ لإنسان “ 4 “ أن يعبّر عمّا طريقه الذّوق بعبارة أبدا ، ولكن لمّا صحّ أنّ العقل يدرك الحقّ - تعالى - “ 5 “ مع أنّ العقل محدث ، جاز أن يدركه بالبصر أيضا في الدّار الآخرة من غير إحاطة ؛ إذ لا فضل لمحدث على محدث إلّا من حيث الصّفات ، ومن قال إنّ الحقّ - تعالى - يدرك عقلا ، ولا يدرك بصرا ، فكالمتلاعب لا علم له بما هو العقل ، ولا بما هو البصر ، ولا بالحقائق على ما هي عليه “ 6 “ .
قال : وهذا شأن المعتزلة ، فإنّهم لا يفرقون بين الأمور العاديّة والأمور الطّبيعيّة ، فلا ينبغي لعاقل الكلام مع من هذا شأنه ، وأطال في ذلك ، ثمّ قال : ولولا أنّ موسى - عليه الصّلاة والسّلام - فهم من الأمر أن كلّمه ربّه بارتفاع الوسائط ما أجرأه على طلب الرّؤية ما فعل ، فإنّ سماع كلام اللّه - تعالى - بارتفاع الوسائط هو عين الفهم عنه ، فلا يفتقر إلى فكر ولا تأويل ، فكما كان عين السّمع في هذا المقام عين الفهم ، لذلك سأل “ 7 “ - عليه الصّلاة والسّلام - ربّه الرّؤية ليعلّم أتباعه ، ومن ليس له هذه المرتبة من اللّه - تعالى - أنّ رؤية اللّه - تعالى - ليست بمحال ، انتهى “ 8 “ .
.................................................................................
( 1 ) هنا ينتهي كلام أبي طاهر في “ سراج العقول “ ، 64 أ . 
( 2 ) يعني بذلك كلام أبي طاهر المذكور آنفا . 
( 3 ) عنوان هذا الباب : “ في معرفة منزل مفاتيح خزائن الجود “ . انظر : الفتوحات المكية ، 6 / 98 . 
( 4 ) “ ب “ : العبارة : “ لا يصح أن . . . “ . 
( 5 ) “ ب “ : العبارة : “ ولكن لما صح أن العقل يدرك الحق تعالى به “ . 
( 6 ) انظر كلام محيي الدين في الفتوحات في الباب التاسع والستين وثلاثمائة ، 6 / 148 ، وقد نقلها الشعراني متصرفا . 
( 7 ) “ ك “ : “ سأل موسى “ . 
( 8 ) انتهى كلام محيي الدين في الباب التاسع والستين وثلاثمائة ، في مبحث “ الوصل السادس عشر : من خزائن الجود “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 6 / 148 .

“ 279 “
وقال في الباب التّسعين من “ الفتوحات “ “ 1 “ : اعلم أنّ رؤية الحقّ - جلّ وعلا - “ 2 “ أعظم نعيم يكون للمؤمنين “ 3 “ ، لكن هنا دقيقة ، وهي أنّ ما ورد في الحديث من أنّ رؤية اللّه “ 4 “ لا نعيم فوقها لأهل الجنّة يقتضي شدّة الالتذاذ بالرّؤية ، ومعلوم أنّ الالتذاذ بالرّؤية إنّما يكون من تجلّي الحقّ - تعالى - في المظاهر التي يتنزّل فيها للعقول “ 5 “ ؛ إذ الالتذاذ بالرّؤية لا يكون إلّا برؤية من بيننا وبينه مناسبة ، ولا مناسبة بيننا وبين الحقّ - تعالى في علا ذاته - “ 6 “ عن ذلك المثال “ 7 “ بوجه من الوجوه ، فلا يصحّ لأحد تعقّل ذاته حتّى يلتذّ بها ، ولكن إذا تفضّل اللّه - تعالى - على عبد بالرّؤية له تعالى ، وأن يلذّذه “ 8 “ بها ؛ إذ لا التذاذ منه - تعالى - إلّا به كما تقدّم مرارا “ 9 “ ، أقام له مثالا يتخيّله “ 10 “ في عقله بحكم المطابقة لمعتقده “ 11 “ ، فيقع له الالتذاذ بذلك المثال أو الأمر الضّروريّ الملذّذ “ 12 “ فضلا منه ونعمة ، وتعالى اللّه في علا ذاته عن ذلك المثال وعن الالتذاذ به “ 13 “ ، ولعلّ مراد العلماء بقولهم :
يراه عباده المؤمنون من غير إحاطة ولا كيف . انتهى “ 14 “ .
.................................................................................
( 1 ) عنوان هذا الباب “ في معرفة الفرائض والسنن “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 3 / 252 . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ تعالى “ .
( 3 ) هنا ينتهي كلام محيي الدين ، وما تلاه تعقيب للشعراني ، وعبارته في الفتوحات : “ وأما اختياره الرؤية فإنها غاية البصر ، فاللذة البصرية لا تشبهها فإنها عين اليقين في المعبود “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 3 / 259 .
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ .
( 5 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ز“ : قوله : “ إنما يكون من تجلّي الحق - تعالى - في المظاهر التي ينزل فيها للعقول “ ساقط. 
( 6 ) “ ب “ : قوله : “ وفي علا ذاته “ ساقط .
( 7 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : قوله : “ عن ذلك المثال “ ساقط .
( 8 ) “ ب “ : يتلذذ “ . 
( 9 ) “ ب “ : “ مرارا “ ساقطة . “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : قوله : “ ولكن إذا تفضّل اللّه - تعالى - على عبد بالرّؤية له تعالى ، وأن يتلذّذ بها ؛ إذ لا التذاذ منه - تعالى - إلا به كما تقدم “ ساقط .
( 10 ) “ أ “ ، “ ك “ ، “ ب “ : “ بتجليه “ .
( 11 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ بحكم بالمطابقة “ ، “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ معتقده “ ساقطة .
( 12 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ الملذذ “ ساقطة . 
( 13 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ عن المثال والأمر الاعتباري وعن الالتذاذ . . . “ .
( 14 ) انتهى تعقيب الشعراني على مقولة محيي الدين .

“ 280 “
وقال أيضا في الباب الثّامن والتّسعين ومائة “ 1 “ : إذا أراد الحقّ - جلّ وعلا - أن يري نفسه لعبد من عبيده أفناه بالتّجلّي عن شهود نفسه وعن الأكوان ، وجرّد روحه عنها ، فرأت الرّوح ربّها كما تراه الملائكة ، وإذا “ 2 “ أراد أن ينعّم عبدا “ 3 “ بالتّلذّذ برؤيته أرسل الحجب بينه وبين عبده “ 4 “ ، فوقع تلذّذ للعبد “ 5 “ برؤية ذلك المظهر الحجابيّ ، قال : 

وهذه المسألة من علوم الأسرار ، وما أظهرتها باختياري ، وإنّما حكم بها الجبر الإلهيّ عليّ إيثارا لإظهار التّنزيه للّه ، والعلم اليقينيّ في هذه الدّار قبل كشف الحجاب “ 6 “ ، انتهى . 
ويؤيّد قوله “ 7 “ - رحمه اللّه - في كتابه “ 8 “ “ لواقح الأنوار “ : اعلم يا أخي أنّ المشاهد يفنى “ 9 “ عند رؤية البارئ جلّ وعلا ، فيغيب عن حسّه وعن لذّته ؛ إذ النّفس أحديّة الذّات ، فليس في قدرتها أن تشتغل بمشاهدة أمرين معا “ 10 “ في آن واحد إلّا إن أمدّها اللّه - تعالى - بقوّة “ 11 “ فوق طور البشر ، فإذا لم يمدّها اللّه - تعالى - بالقوّة كانت متوجّهة بكلّيّتها لإدراك الرّؤية أو قبولها ، فعلم أنّ الحقّ - تعالى - لا يشهدك نفسه إلّا إن أفناك عنك ، وحينئذ “ 12 “ فلا يجد الخطاب محلّا يتوجّه إليه “ 13 “ ، فإذا كلّمك أوجدك ، ولم يفنك ؛ وذلك لأنّه لا بدّ لقبول الخطاب منك ، وإذا فنيت فمن يتوجّه الخطاب له ؟ فافهم ما
.................................................................................
( 1 ) عنوان هذا الباب “ في معرفة النفس “ ، 4 / 29 . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ وإن “ . 
( 3 ) “ أ “ : “ عبدا “ ساقطة ، “ ز “ : “ عبده “ . 
( 4 ) “ أ “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ وبين ربه “ ، وهو سهو من الناسخين . 
( 5 ) “ د “ : “ التلذّذ للعبد “ . 
( 6 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 4 / 143 ، وفيه يقول : “ فيفنى الناظر المتجلي له عن شهود نفسه عند رؤية اللّه ، فإذا أرسل الحجاب ظهر الظل ووقع التلذذ ، . . . ، وهذا الفصل علم عظيم لا يمكن أن ينقال ولا سره أن يذاع “ . 
( 7 ) “ ب “ : “ ويؤيد ذلك قوله “ . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ كتاب “ . 
( 9 ) “ ب “ ، “ ز “ : “ يعني “ ، وهو تصحيف . 
( 10 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ معا “ ساقطة ، والعبارة في “ ز “ : “ أن تشتغل بمشاهدة هذه بأمرين . . . “ . 
( 11 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ بالقوة “ . 
( 12 ) “ ب “ : “ حينئذ “ ساقطة . 
( 13 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ يتوجه عليه “ .

“ 281 “
وجدته “ 1 “ . 
وقد كان الإمام أبو العبّاس السّيّاريّ “ 2 “ أحد رجال رسالة القشيريّ “ 3 “ - رحمه اللّه - يقول : ما التذّ عاقل قطّ “ 4 “ بمشاهدة الحقّ ؛ وذلك لأنّها فناء ، والفناء ليس فيه لذّة “ 5 “ ، وفي هواتف محمّد بن عبد الجبّار النّفّريّ - رحمه اللّه - “ 6 “ : إذا أقامك الحقّ - تعالى - في مشهد ما ، وأشهدك نفسك معه ، فاعلم أنّك من أبعد الأبعدين منه ؛ لأنّ نفسك كون ، وأين التّراب من ربّ الأرباب ، لكن ، لك حينئذ مع الحقّ - تعالى - المجاورة المعنويّة ، وهي أنّه
.................................................................................
( 1 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ ما وجدته “ ساقطة . 
( 2 ) هو أبو العباس القاسم بن مهدي من أهل مرو ، كان فقيها محدثا متحليا بالزهد والورع ، صحب الواسطي وغيره ، وانتمى إليه في علوم هذه الطائفة ، وكان عالما كما يقول القشيري ، من كلامه : إنما يروض المريد نفسه بالصبر على الأوامر ، وتجنب النواهي ، ومحبة الصالحين ، وخدمة الفقراء ، وكذلك : حقيقة المعرفة الخروج عن المعارف ، توفي سنة ( 342 ه ) . انظر : ترجمته : 
الأصبهاني ، حلية الأولياء ، 10 / 380 ، والذهبي ، سير أعلام النبلاء ، 9 / 582 ، والصفدي ، الوافي بالوفيات ، 24 / 11 ، والمناوي ، الكواكب الدرية ، 2 / 51 ، وابن العماد ، شذرات الذهب ، 2 / 364 ، والبغدادي ، هدية العارفين ، 5 / 50 ، وعمر كحالة ، معجم المؤلفين ، 2 / 212 . 
( 3 ) هو أبو القاسم زين الإسلام عبد الكريم بن هوازن القشيري النيسابوري ، ولد سنة ( 376 ه ) ، وقيل سنة ( 377 ه ) ببلدة استوا ، توفي أبوه وهو صغير ، حلت به محنة لما حمل عليه بعض الحسدة ، فاستصدروا فتوى بحرمانه الوعظ ، ولعنه علنا في المساجد ، فتفرق شمل أصحابه ، وانفض الناس من حوله ، فخرج من نيسابور طريدا ، ثم قدم بغداد ، وتوفي سنة ( 465 ه ) . أما الرسالة القشيرية فقد وجهها القشيري إلى الذين عادوا التصوف ، دون النظر أو التمحيص أو إعمال العقل ، وهي كذلك موجهة إلى أهل التصوف ليبين لهم حقيقة هذه الطريقة وما شابها من انحراف وأباطيل ، وأن التصوف ليس شيئا زائدا عما في القرآن والسنة ، ففيها حديث عن أصول التوحيد عند الصوفية ، وعن مصطلحات التصوف ، وعن شرح لمقامات أرباب السلوك ، وعن الأحوال والكرامات ، وأعلام التصوف . انظر ترجمته : ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، 3 / 176 ، والذهبي ، سير أعلام النبلاء ، 11 / 111 ، والصفدي ، الوافي بالوفيات ، 19 / 63 ، والمناوي ، الكواكب الدرية ، 2 / 186 ، وابن العماد ، شذرات الذهب ، 3 / 319 ، والبغدادي ، هدية العارفين ، 5 / 607 ، والزركلي ، الأعلام ، 4 / 57 . 
( 4 ) “ ب “ ، “ ز “ : “ قط “ ساقطة . 
( 5 ) انظر قول الدشطوطي في الكواكب الدرية ، 2 / 52 ، وكذلك 3 / 146 ، وانظر قول السياري في الرسالة القشيرية كذلك ، 419 ، وكذلك أورد قول السياري محيي الدين في شرح ترجمان الأشواق ، 17 . 
( 6 ) تقدمت ترجمته قبلا .

“ 282 “
ليس بينك وبين اللّه - تعالى - أمر زائد ، كما أنّه ليس بين الجوهرين المتجاورين حيّز ثالث ، وللّه المثل الأعلى ، ثمّ إنّ هذه المجاورة مع قربها لابدّ أن يكون بينها وبين صاحبها وبين الحقّ - تعالى - “ 1 “ سبعون ألف حجاب من نور وظلمة ، فما من نفس تسمع شيئا من حسّ تلك الحجب إلّا ماتت “ 2 “ لوقتها ، انتهى .

وقال في باب الأسرار من “ الفتوحات “ : اعلم أنّ الحقّ - تعالى - إذا عوين فلا يعاين إلّا من حيث العلم أو المعتقد ، واللّه أجلّ وأعظم من أن تعلم ذاته ، انتهى . وقال في باب الوصايا من “ الفتوحات “ : اعلم أنّ للأولياء في هذه الدّار المشاهدة للحقّ - تعالى - “ 3 “ بقلوبهم لا الرّؤية ببصرهم ، فإذا ادّعى إنسان مقام المشاهدة للحقّ - تعالى - بقلبه امتحنّاه ، وذلك بأن نأمره أن يعكس مرآة قلبه إلى الكون ، ثمّ ننظر ، فإن رأيناه يعرف ما في ضمائر جميع الخلق من طريق الكشف ، وصدّقه النّاس على ذلك الذي في ضمائرهم ، فهو صادق في أنّه يشاهد الحقّ - تعالى - يقظة “ 4 “ ، وإن لم يعرف ذلك ، فهو في حجاب النّفس ، انتهى “ 5 “ .

[ الفرق بين الشّهود والرّؤية ]
فإن قال قائل : فما الفرق بين الشّهود الذي تقول به الطّائفة وبين الرّؤية ؟
فالجواب ما “ 6 “ قاله الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في الباب السّادس والسّتّين ومائتين من “ الفتوحات “ “ 7 “ أنّ من الفرق “ 8 “ بينهما أنّ الرّؤية قد “ 9 “ لا يتقدّمها علم بالمرئيّ ، والشّهود يتقدّمه علم بالمشهود ، وهو المسمّى بالعقائد ، ولهذا يقع الإقرار والإنكار في الرّؤية يوم
.................................................................................
( 1 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها . 
( 2 ) “ ك “ : “ باتت “ ، وهو تصحيف ، “ ز “ : “ بانت “ . 
( 3 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها . 
( 4 ) “ ب “ : “ بقلبه “ . 
( 5 ) لم أعثر على قول محيي الدين في هذا الباب . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ كما “ . 
( 7 ) عنوان هذا الباب في الفتوحات “ في معرفة الشاهد ، وهو بقاء صورة المشاهد في نفس المشاهد “ ، انظر : الفتوحات المكية ، 4 / 295 . 
( 8 ) “ ب “ : “ أن الفرق “ . 
( 9 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ قد “ ساقطة .

“ 283 “
القيامة من قوم كما ورد ، ولا يكون في الشّهود إلّا الإقرار فقط ، وما سمّي الشّاهد شاهدا إلّا لكون ما رآه يشهد له بصحّة ما اعتقده ، فما كلّ مشاهدة رؤية “ 1 “ ولا عكس . قال - تعالى - :أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ” 2 “ ، أي يشهد له بصحّة ما اعتقده ، ومن هنا سأل موسى - عليه الصلاة والسّلام - الرّؤية بقوله “ 3 “ :أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ” 4 “ ، ولم يقل : أشهدني “ 5 “ ؛ لأنّه - تعالى - كان مشهودا له ما غاب عنه ، وكيف يغيب عن رسول كريم ، ولا يغيب عن الأولياء كما في الدّار الآخرة “ 6 “ ، فما طلب موسى “ 7 “ إلّا التّجلّي الخاصّ بالرّؤية بالبصر كما في الدّار الآخرة ، وإنّ اللّه - تعالى - يعجّله له في دار الدّنيا “ 8 “ ، انتهى .

فإن قال قائل : كيف يصحّ من معصوم طلب ما لا يمكن “ 9 “ وقوعه في دار الدّنيا ؟ وذلك لا يليق :
فالجواب إنّما طلب ذلك ؛ لأنّ مقامه الشّريف أعطي ذلك ؛ أي السّؤال ، كما سيأتي بسطه في هذا المبحث إن شاء اللّه تعالى ، وأمّا شهوده للحقّ - تعالى - “ 10 “ كما يقع للأولياء فذلك خبره وديدنه من حيث ولايته ، ومن الفرق أيضا بين الرّؤية والمشاهدة أنّ المشاهدة هي “ 11 “ ما يمسكه العبد في نفسه من شاهد الحقّ - تعالى - “ 12 “ المشار إليه بقوله - صلّى اللّه عليه وسلم - : “ اعبد اللّه كأنّك تراه “ “ 13 “ ، فقوله : “ كأنّك تراه “ ، هو شاهد الحقّ
.................................................................................
( 1 ) يقول محيي الدين في هذا الباب : “ فكل مشاهدة رؤية ، وما كل رؤية مشاهدة “ ، وهذا بخلاف ما ذكره الشعراني . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 4 / 294 ، أما “ أ “ و “ ب “ و “ ز “ فقد جاء فيهما : “ فما كل مشاهدة رؤية “ ، ولعله سهو من الناسخين . 
( 2 ) ( هود ، الآية 17 ) . 
( 3 ) “ أ “ ، “ ب “ : “ بقلبه “ ، وهو تصحيف . 
( 4 ) ( الأعراف ، الآية 143 ) . 
( 5 ) “ أ “ ، “ ب “ : “ أرني أشهدني “ ، وهو تحريف . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : قوله : “ كما في الدّار الآخرة “ ساقط . 
( 7 ) “ د “ : “ موسى عليه الصلاة والسلام “ . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ في الدنيا “ ، “ ب “ : “ الدار الدنيا “ . 
( 9 ) “ د “ ، “ ز “ : “ يعلم “ . 
( 10 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ للحق جل وعلا “ . 
( 11 ) “ د “ ، “ ز “ : “ هو “ . 
( 12 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ تعالى “ ليست فيها . 
( 13 ) تقدم تخريجه .

“ 284 “
- تعالى - “ 1 “ الذي أقمته في نفسك كأنّك تراه .
قال “ 2 “ الشّيخ محيي الدّين ابن العربي “ 3 “ : وهذه درجة التّعليم للعامّة ، ثمّ إنّك ترتقي منها إلى درجة الخصوص ، وهي علمك بأنّ اللّه - تعالى - يراك ، ولا تراه ، وذلك أبلغ في التّنزيه ، وإيضاح ذلك أنّك إذا ضبطت شهوده - تعالى - في قلبك عند صلاتك مثلا في جهة القبلة ، فقد أخليت شهودك عن بقيّة الوجود المحيط بك “ 4 “ ، فإذا تحقّقت بذلك علمت عجزك عن رؤيته - تعالى - على وجه الإدراك الحقيقيّ العلميّ ، وكيف يرى المقيّد المطلق ؟
فإذا شهدت يا أخي هذا المشهد بقيت مع نظره - تعالى - المحقّق إليك ، لا مع نظرك أنت المقيّد المحدود ، وهو - تعالى - المنزّه عن القيود والحدود ، فإذا الشّهود له المعرفة ، والرّؤية لها الكشف التّامّ ، فتعلّم يا أخي الحقائق والفرق بينهما ، والحمد لله ربّ العالمين ، انتهى “ 5 “ .
وكان سيّدي عليّ بن وفا - رضي اللّه عنه - يقول : من إمارة صحّة الاعتقاد عدم الجهة حال رؤيته للّه “ 6 “ - تعالى - في الدّار الآخرة إلّا أن يعطي اللّه - تعالى - الشّخص “ 7 “ في الدّنيا نفوذ البصر “ 8 “ ، حتّى ينفذ “ 9 “ من أقطار السّموات والأرض ، ويصير “ 10 “ يرى الوجود
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ تعالى “ ليست فيهما . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ وقال “ . 
( 3 ) “ د “ : “ رضي اللّه عنه “ . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ بكن “ ، وهو تصحيف . 
( 5 ) “ د “ ، “ ز “ : “ انتهى “ ساقطة ، وانظر حديث محيي الدين عن هذا الحديث في غير موضع من الفتوحات ، 2 / 31 ، وفي موضع آخر فسر هذا الحديث بأن المراد منه : “ أي تخيله في قبلتك وأنت تواجهه لتراقبه وتستحيي منه ، وتلزم الأدب معه في صلاتك ، فإنك إن لم تفعل هذا أسأت الأدب “ . انظر : الفتوحات المكية ، 1 / 461 ، وفي موضع آخر يقول محيي الدين : “ اعبد اللّه كأنك تراه “ ، فيكون هذا العمل جزاؤه عند اللّه رؤيته ، وهي أرفع المنازل ، فهي للحاضر هنا في عمله جزاء ، وهي لغير الحاضر زيادة ومنة ، فهو عند هذا ليس عوضا ، وهو عند الآخر عوض ، فيكون الحضور في الدنيا من الجود المطلق من عين المنة ، وتكون الرؤية من الجود المقيد جزاء بما أوجبه على نفسه “ . انظر : الفتوحات المكية ، 4 / 437 ، وكذلك ما قاله في موضع آخر ، 4 / 260 . 
( 6 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : العبارة : “ يقول : لا يخرج أحد عن القول بالجهة حال رؤيته للّه “ . 
( 7 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : العبارة : “ إلا إن أعطاه في الدنيا “ . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ تصور البصر “ . 
( 9 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ نفذ “ . 
( 10 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ وصار “ .

“ 285 “
العلويّ والسّفليّ كأنّه قنديل صغير في جوّ لا سماء له “ 1 “ ، ولا أرض ، فإن نزل أبد الآبدين ، أو صعد أبد الآبدين لم يجد له مركزا ولا رفعا ولا خفضا “ 2 “ ، فمن شهد ذلك فهو الذي صحّ له “ 3 “ اعتقاد أن يرى الحقّ - تعالى - في غير جهة مخصوصة كما كان في دار الدّنيا ، وأمّا من كان متقيّدا في السّموات والأرض في دار الدّنيا ، فلا يتعقّل رؤية اللّه إلّا في جهة ، وغايته الإيمان بذلك “ 4 “ ؛ وذلك لأنّ كلّ عبد لا يجني هناك إلّا ثمرة علمه وعمله ، انتهى .
ويؤيّد ذلك قول الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في “ لواقح الأنوار “ : ما رأى عبد ربّه قطّ إلّا بصورة استعداده قوّة وضعفا ، وضيقا وسعة ، غير ذلك لا يكون ، فإذا ما رأى العبد إلّا وسعه من علم نفسه في مرآة معرفة الحقّ تعالى ، وما رأى الحقّ تعالى ، نظير ذلك المرآة إذا رأيت المصوّر فيها لا تراها ، قال : وما ثمّ مثال أقرب ولا أشبه بالرّؤية والتّجلّي من هذا ، واجهد في نفسك عندما “ 5 “ ترى الصّورة من المرآة أن ترى جرم المرآة ، ولا تراه أبدا البتّة ، فلا تطمع يا أخي أن ترقى إلى أعلى من هذا المرقى “ 6 “ ، فما هو ثمّ أصلا “ 7 “ ، وما بعده إلّا العدم المحض ، انتهى “ 8 “ .
فإن قال قائل : كيف صحّ تفاضل النّاس في الرّؤية مع أنّ الحقّ - تعالى - من حيث هو لا تقبل ذاته الزّيادة “9“ ولا النّقصان؟
فالجواب أنّ النّاس ما تفاوتوا في الرّؤية إلّا لكونهم إذا أرادوا أن يشهدوا الحقّ
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ له “ ساقطة . 
( 2 ) “ أ “ ، “ ب “ : قوله : “ ولا رفعا ولا خفضا “ ساقط . 
( 3 ) “ د “ ، “ ز “ : العبارة : “ فهو الذي له . . . “ . 
( 4 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : قوله : “ وغايته الإيمان بذلك “ ساقط . 
( 5 ) “ ك “ : العبارة : “ واجهد نفسك عند ذلك كما ترى الصورة في المرآة . . . “ ، “ ز “ : ثم سقط ظاهر في هذه العبارة . 
( 6 ) “ د “ : “ المرقى “ ساقطة ، “ ز “ : “ من هذه المرقى “ ، وهو غير مستقيم . 
( 7 ) “ ك “ ، “ ز “ : العبارة : “ فما ثم أصلا “ . 
( 8 ) أتى محيي الدين على ما يقرب من دلالة هذا النص في الفتوحات المكية في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة ، 7 / 298 ، وكذلك في 8 / 47 . 
( 9 ) “ ك “ : “ الرؤية “ ، وهو تحريف ، “ ز “ : “ لا “ ساقطة .

“ 286 “
- تعالى - في مرآة معرفته سبقت صور حقائقهم “ 1 “ ، فارتسمت في تلك المرآة ، فلا يشهدون إلّا حقائقهم في مرآة معرفة الحقّ تعالى “ 2 “ ، فمن هنا تفاوتوا في حضرة التجلّي ، ولو أنّهم كانوا يشهدون عين الذّات التي هي حقيقة الحقائق عند القوم في الوجود لتساووا كلّهم في الرّؤية ، ولم يصحّ بينهم تفاضل ، انتهى .

وقال في الباب الحادي والثّلاثين وثلاثمائة “ 3 “ : اعلم أنّ رؤية المؤمنين لربّهم “ 4 “ إنّما تفاضلت في الآخرة من حيث تفاضلهم في مشاهدته بقلوبهم في الدّنيا ، فكانت رؤيتهم لربّهم على قدر علمهم باللّه تعالى ، وعلى قدر ما فهموه ممّن قلّدوه “ 5 “ ، فكان تفاضلهم في نعيم الرّؤية تبعا لتفاضلهم في المعرفة لا يخرجون عن ذلك ، فمنهم من ألقى إليه عالمه “ 6 “ ما عنده من العلم باللّه - تعالى - بحسب مقام ذلك العالم ، ومنهم من ألقى إليه عالمه على قدر ما علم من قبول عقل ذلك المتعلّم ، وهكذا ، ومنهم طائفة يرون ربّهم في مرآة معرفتهم المقتبسة من مرآة معرفة نبيّهم محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم ، وهي أكمل المرائي ؛ لأنّها حاوية على جميع مرائي الأنبياء والأولياء ، فهذا سبب تفاوتهم في كمال الرّؤية .
وأمّا تفاوتهم “ 7 “ في اللّذّة في النّظر ، فمنهم من حظّه في النّظر إلى ربّه لذّة عقليّة “ 8 “ ، ومنهم من حظّه من ذلك لذّة نفسيّة ، ومنهم من حظّه من ذلك لذّة حسّيّة ، ومنهم من حظّه من ذلك لذّة خياليّة ، ومنهم من حظّه من ذلك لذّة مكيّفة “ 9 “ ، ومنهم من حظّه من
.................................................................................
( 1 ) “ ب “ ، “ ك “ ، “ ز “ : أضاف : “ في مرآة معرفة الحق تعالى “ . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : قوله : “ فارتسمت في تلك المرآة ، فلا يشهدون إلا حقائقهم في مرآة معرفة الحق تعالى “ ساقط . 
( 3 ) “ ك “ : “ وثماني مائة “ ، وهو سهو من الناسخ . وعنوان هذا الباب : “ في معرفة منزل الرؤية والقوة عليها والتداني والترقي والتلقي والتدلي “ . انظر : التفوحات المكية ، 5 / 171 ، وفي مفتتحه يقول :عجبت لعين كيف تدرك عينها * وتعجز عن إدراك من قال إنها 
ولم يك مشهود سواه وإنما * شهود ورود الغيب عنها أجنها( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ لربهم تعالى “ . 
( 5 ) “ ب “ : العبارة : “ ممن قلدوه من العلماء “ . 
( 6 ) “ د “ ، “ ك “ : “ عالمه إليه “ . 
( 7 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ أما “ ساقطة ، وليس ذلك كذلك في “ أ “ و “ ب “ والفتوحات المكية ، باب الأسرار ، 8 / 217 . 
( 8 ) “ د “ : قوله : “ فمنهم من حظه في النظر إلى ربه لذة عقلية “ ساقط . 
( 9 ) “ ز “ : “ تكييفية “ .

“ 287 “
ذلك لذّة ينقال تكييفها “ 1 “ ، ومنهم من حظّه لذّة لا ينقال تكييفها ، انتهى “ 2 “ .
فإن قيل “ 3 “ : فهل حجاب الكفّار عن رؤيته - تعالى - يوم القيامة وما بعده حجاب حقيقيّ ، أو المراد أنّهم يرونه ولكن لا يعرفون أنه هو ؟
فالجواب أنّ المعتمد عدم رؤيتهم له - سبحانه وتعالى - لقوله - تعالى - “ 4 “ :كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ( 15 ) “ 5 “ ، وقيل إنّهم يرونه ولا يعرفونه أنّه هو المتجلّي في تلك المظاهر ، ففاتهم لذّة النّظر التي هي أعظم نعيم يكون في الجنّة ، فحجابهم هو جهلهم به “ 6 “،صرّح بذلك الشّيخ محيي الدّين بن العربيّ وغيره“7 “ .
فإن قيل : فهل رؤية المؤمنين لربّهم في الآخرة تكون بجميع أجسادهم ، أو بجميع وجوههم كما قيل ؛ لأنّها دار تخرق العوائد فيها “ 8 “ ، أم يكون بباصر العين كما هو الأمر في رؤية الأشياء في الدّنيا ؟
فالجواب : قد صرّح الشّيخ تقيّ الدّين بن أبي المنصور في عقيدته بأنّ الرّؤية تكون بجميع أجسادهم لكمال النّعيم ، فكلّ أجسادهم أبصار في الآخرة .
فإن قيل : فهل يلزم من شهود العبد ربّه بقلبه أن يكون المشهود “ 9 “ هو المطلوب أم لا ؟ “ 10 “ :
فالجواب أنّه لا يلزم أن يكون المطلوب هو ما تجلّى لقلبه إلّا أن يكون ذلك
.................................................................................
( 1 ) “ ب “ : قوله : “ ومنهم من حظه من ذلك لذة ينقال تكييفها “ ساقط . 
( 2 ) انظر مما ورد قريبا من هذا المعنى في الباب نفسه : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 5 / 172 ، وفيه يقول : 
“ ونحن نعلم أن ذوق الرسل فوق ذوق الأتباع بما لا يتقارب ، . . . ، فمن الرائين من يراه ولا يقيد ، ومنهم من يراه به ، ومنهم من يراه بنفسه ، ومنهم من لا يراه عنده وهو قد رآه ولا يعلم أنه رآه “ . 
( 3 ) “ ب “ : “ قال قائل “ . 
( 4 ) “ د “ ، “ ز “ : “ تعالى “ ساقطة . 
( 5 ) ( المطففين ، الآية 15 ) . 
( 6 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ فحجابهم هو حجابه “ . 
( 7 ) انظر حديث محيي الدين عن قول الحق - تعالى -كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ( 15 ) في الفتوحات المكية : 3 / 239 ، 276 ، 4 / 446 . 
( 8 ) “ د “ : “ فيها “ ساقطة . 
( 9 ) “ د “ : “ المرئي “ ، “ ك “ : قوله : “ المشهود هو المطلوب أم لا ؟ فالجواب أنّه لا يلزم أن يكون “ ساقط . 
( 10 ) ثمّ سقط أخل بالعبارة في النسخة “ ك “ و “ ز “ ، وإصلاحه كان من النسخ الأخرى .

“ 288 “
بإعلام من اللّه - تعالى - له “ 1 “ بخلقه العلم الضّروريّ في نفس العبد مثل ما يجده النّائم في نومه ، فيجد في نفسه علما ضروريّا من غير سبب ظاهر ، إنّ ذلك المرئيّ هو الحقّ تعالى ، وذلك لوجدانه حقّا في نفسه مطابقا لما هو الأمر عليه فيما رآه ، هكذا يدرك العبد العلم باللّه تعالى ، أمّا بالنّظر الفكريّ فلا يدرك ، انتهى .


[ باب القول على رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ]

قال “ 2 “ في الباب الثّاني والأربعين وأربعمائة من “ الفتوحات “ “ 3 “ : اعلم أنّ رؤية المرئيّ تعطي العلم به ، ويعلم الرّائي أنّه رأى أمرا ما “ 4 “ ، وقد أحاط علما بما رأى بوجه ، ورأينا الذي يرى الحقّ - تعالى - لا تنضبط له رؤية لمخالفة حقيقته - تعالى - “ 5 “ لسائر الحقائق ولسائر الصّفات ، ولعدم مكث التّجلّي آنين لأنّه كلمحة بارق ، ومعلوم أنّ ما لا “ 6 “ ينضبط لا يقال فيه إنّ الذي رآه عرف أنّه رآه ؛ إذ لو رآه حقيقة لعلمه ، وقد علم تنوّع صور التّجلّيات على قلبه في حال رؤيته ، فعلى هذا لم ير الحقّ - تعالى - حقيقة ، وإنّما يعلم بعلمه الذي علم أنّه ما رآه “ 7 “ . قال موسى - عليه الصّلاة والسّلام - : “ أرني انظر إليك “ ، فقال له “ 8 “ ربّه : “ لن تراني “ “ 9 “ .
.................................................................................
( 1 ) “ ب “ : “ له “ ساقطة . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ وقال “ . 
( 3 ) عنوان هذا الباب : “في معرفة منازلة واجب الكشوف العرفاني“ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 81. 
( 4 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : قوله : “ أنه رأى “ ساقط .
( 5 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها .
( 6 ) “ أ “ : “ لا “ ساقطة .
( 7 ) “ ب “ : “ أنه رآه “ ، وهذا يقلب المعنى .
( 8 ) “ د “ : “ له “ ساقطة ، “ ز “ : “ فقال ربه له “ .
( 9 ) انظر عبارة محيي الدين في الفتوحات المكية ، 7 / 81 ، وقد نقله الشعراني متصرفا ، وفيه يقول :
“ أرني أنظر إليك “ بعيني ، فإن الرؤية بأداة إلى رؤية العين ، قال له : “ لن تراني “ بعينك ؛ لأن المقصود من الرؤية حصول العلم بالمرئي، ولا تزال ترى في كل رؤية خلاف ما تراه في الرؤية التي تقدمت، فلا يحصل لك علم برؤية أصلا في المرئي “.

“ 289 “
قال الشّيخ محيي الدّين ابن العربي “ 1 “ : والنّكتة في ذلك قوله : “ أرني أنظر إليك “ بالهمزة في “ أنظر “ ، ولو أنّه كان “ 2 “ قالها بالنّون ، أو الياء “ 3 “ ، لربّما لم يكن الجواب : “ لن تراني “ مع أنّ السّؤال مجمل في قوله : “ أنظر “ ، والجواب مجمل في قوله “ لن تراني “ ، وإيضاح ذلك أنّ الرّؤية بأداة إلى رؤية العين ، أي “ لن تراني “ بعينك ، والمقصود بالرّؤية حصول العلم بالمرئيّ لا غير ، ومعلوم أنّك لا تزال ترى في كلّ رؤية خلاف ما تراه في المرائي التي تقدّمت ، فلا يحصل لك علم بالمرئيّ في رؤيتك له - تعالى - أبدا ، فصحّ قوله - تعالى - “ 4 “ :

“ لن تراني “ ، أي : فكان لسان حال المقام يقول “ لن تراني “ “ 5 “ ؛ لأنّي لا أقبل من حيث ما أنا عليه في ذاتي “ 6 “ التّنوّع ، وأنت أيّها العبد المتطلّب لرؤيتي من موسى وغيره لا ترى ربّك إلّا متنوّعا “ 7 “ بالنّظر إليك لا إليه ، وأنت ما تنوّعت أيضا ، فما رأيتني ، ولا رأيت نفسك ، وقد رأيت “ 8 “ ، فلا بدّ أن تقول : رأيت الحقّ وأنت ما رأيتني حقيقة ، وإن قلت :


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 29 ديسمبر 2023 - 15:23 عدل 1 مرات
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الخميس 14 ديسمبر 2023 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

تابع [ باب القول على رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ]
رأيت نفسي ، فما رأيت نفسك حقيقة ، وما ثمّ إلّا الحقّ - تعالى - وأنت ، ولا أحدا “ 9 “ من الحقّ تعالى “ 10 “ والحقّ رأيت ، وأنت تعلم أنّك قد رأيت “ 11 “ ، فما هذا الذي رأيت ، فلن تراني بعينك إلّا إن قوّيتك على ذلك ، انتهى “ 12 “ .

وهذا من مشاهد الحيرة في اللّه تعالى ، وكان سيّدي عليّ بن وفا - رضي اللّه عنه - “ 1 “ يقول : من أعجب الأمور قوله - تعالى - لموسى “ 2 “ - عليه الصّلاة والسّلام - “ لن تراني “ ؛ أي مع كونك تراني على الدّوام ، ولا تشعر “ ، انتهى . 

ويؤيّد ذلك قول الشّيخ في الباب الثّامن والأربعين وأربعمائة “ 3 “ : اعلم أنّ الرّؤية إذا وقعت للخلق يوم القيامة فلا تكون إلّا بقدر استعدادهم ، والحقّ - تعالى - على ما هو عليه من وراء جميع “ 4 “ معقولاتهم لا يقبل الزّيادة ولا النّقصان ، ألا ترى إلى موسى - عليه الصّلاة والسّلام - ما أصعقه إلّا ما كان عنده من العلم باللّه تعالى ، ولم يكن يعلم ذلك “ 5 “ حين طلب من ربّه الرّؤية ، فلمّا علم عند تدكدك الجبل ما لم يكن يعلم من الحقّ - تعالى - قال : تبت إليك ؛ أي : لا أطلب رؤيتك على الوجه الذي كنت طلبتها أوّلا ، فإنّي قد عرفت ما لم أكن أعلمه منك ، وأنا أوّل المؤمنين بقولك “ لن تراني “ ؛ لأنّك ما قلت ذلك إلّا لي ، وهو خبر ، فلذلك ألحقه موسى - عليه الصّلاة والسّلام - بالإيمان “ 6 “ دون العلم ، ولو أنّه - عليه الصّلاة والسّلام - أراد مطلق الإيمان الذي هو أعمّ من الإيمان لقوله “ 7 “ : “ لن تراني “ ما صحّت له الأوّليّة ، فإنّ المؤمنين كانوا قبله كثيرا بيقين ، ولكن بهذا الخبر الذي هو أوّل من سمعه لم يكن سبقه إليه “ 8 “ مؤمن ، فكلّ من آمن بعد الصّعق فقد آمن على بصيرة ، وهو صاحب علم “ 9 “ في إيمان ، وهو مشهد عزيز قليل من ذاقه ؛ يعني الإيمان مع
.................................................................................
( 9 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ واحدا “ .
( 10 ) العبارة في الفتوحات : “وما ثم إلا أنت والحق ، ولا واحدا من هذين رأيت “. انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 81. 
( 11 ) “ د “ ، “ ز “ : “ أنك رأيت “ .
( 12 ) انتهت عبارة محيي الدين في الباب الثاني والأربعين من الفتوحات ، وقد تصرف بها الشعراني ، انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 81 .
( 1 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ رحمه اللّه تعالى “ .
( 2 ) “ب“ : قوله : “ وكان سيدي علي بن وفا - رضي اللّه عنه - يقول : من أعجب الأمور قوله تعالى لموسى “ ساقط.
( 3 ) عنوان هذا الباب في معرفة منازلة “ من كشفت له شيئا مما عندي بهت ، فكيف يطلب أن يراني فيها “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 92 .
( 4 ) “ د “ ، “ ك “ : قوله : “ وراء جميع “ ساقطة .
( 5 ) “ د “ : “ يعلم “ ساقطة .
( 6 ) “ ب “ : “ بالإيمان “ ساقط .
( 7 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ بقوله “ .
( 8 ) “ أ “ : قوله : “ الذي هو أوّل من سمعه لم يكن سبقه إليه “ ساقط .
( 9 ) “ ب “ : قوله : “ الذي هو أول من سمعه لم يكن سبقه إليه مؤمن ، فكل من آمن بعد الصعق فقد آمن على بصيرة ، وهو صاحب علم “ ساقط .

“ 291 “
العلم ، فإنّه لمّا انتقل إلى العلم الذي هو أوضح ، فقد انتقل عن “ 1 “ إيمانه إلى الشّهود ، فالكامل هو من يؤمن بما هو عالم ، وذلك ليحوز أجر الإيمان مع أجر العلم معا “ 2 “،كما بسط الشّيخ الكلام على ذلك في الباب الثّامن والخمسين وخمسمائة ،فراجع"3"
وقال في الباب الأحد والأربعمائة “ 4 “ : إنّما قال اللّه - تعالى - لموسى - عليه الصّلاة والسّلام - “ لن تراني “ ؛ لأنّ كلّ مرئيّ لا يصحّ للرّائي “ 5 “ أن يرى منه إلّا على قدر منزلته ورتبته في العلم به لا غير ، ولو كان الرّائي للحقّ - تعالى - يحيط به ما اختلفت الرّؤية ؛ وذلك أنّ الرّائي لمّا شغل “ 6 “ برؤية نفسه في حال تجلّي الحقّ - تعالى - له “ 7 “ حجبه ذلك عن كمال رؤية الحقّ تعالى ، فما حجبنا عنه - تعالى - “ 8 “ إلّا بأنفسنا ، ولو أنّنا زلنا عمّا رأيناه أيضا ؛ لأنّه لم يبق ثمّ من يراه إذا زلنا “ 9 “ ، وإذا لم نزل نحن أيضا “ 10 “ فما رأينا في المرآة الصّفاتيّة “ 11 “ إلّا أنفسنا ، وقد يتوسّع في العبارة ، فيقول “ 12 “ : إنّا رأيناه ، انتهى “ 13 “ .
فإن قال قائل : فلم أحال اللّه - تعالى - موسى على نظره للجبل حين سأل ربّه الرّؤية ؟
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ على “ .
( 2 ) انظر عبارة محيي الدين في الباب الثامن والأربعين وأربعمائة من الفتوحات المكية، 7 / 92. 
( 3 ) عنوان هذا الباب “في معرفة الأسماء الحسنى التي لرب العزة وما يجوز أن يطلق عليه منها لفظا وما لا يجوز“ . انظر حديثه عن حضرة البصر في الفتوحات المكية ، 7 / 288.
( 4 ) عنوان هذا الباب “ في معرفة منازلة : الميت والحي ليس له إلى رؤيتي من سبيل “ ، وفي مفتتحه يقول دالا على مضمونه :قد استوى الميت والحي * في كونهم ما عندهم شي
مني فلا نور ولا ظلمة * فيهم ولا ظل ولا في
رؤيتهم إلي معدومة * فنشرهم في كونها طيانظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 3 .
( 5 ) “ د “ : “ للرؤيا “ ، وهو تحريف .
( 6 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ اشتغل “ .
( 7 ) “ ب “ : “ له “ ساقطة .  ( 8 ) “ ب “ : العبارة : “ تعالى عنه “ .
( 9 ) “ د “ : “ إذا زلنا “ ساقط .
( 10 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ أيضا “ ساقطة .
( 11 ) “ ز “ : “ الصقالية “ ، “ د “ : “ الصّافية “ ، وهو تحريف يدحضه ما ورد في النسخ الأخرى .
( 12 ) “ ك “ : “ فيقال “ .
( 13 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 3 .

“ 292 “
فالجواب : إنّما أحاله على ذلك لأنّ من صفات الجبل الثّبوت ؛ كأنّه - تعالى - يقول له : إن ثبت الجبل عندما تجلّيت له ، فستراني من حيث ما في ذلك من صفة ثبوت الجبل “ 1 “ ، يقال : فلان جبل من الجبال إذا كان يثبت عند الشّدائد والأمور العظام .

فإن قال قائل : لم رجع موسى - عليه الصلاة والسّلام - “ 2 “ إلى صورته بعد الصّعق دون الجبل ، فإنّه لم يرجع بعد الدّكّ إلى صورته ؟
فالجواب : إنّما زالت عين الجبل بالكلّيّة لخلوّه عن الرّوح المدبّر له بخلاف موسى عليه الصّلاة والسّلام “ 3 “ ، فإنّه بقي بعد الصّعق لكونه كان ذا روح ، فروحه هي التي أمسكت بإذن اللّه - تعالى - “ 4 “ صورته على ما هي عليه بخلاف الجبل . 
وقال في الباب الخمسين وأربعمائة “ 5 “ : اعلم أنّه لا طاقة للمحدث على رؤية القديم إلّا إن كان الحقّ - تعالى - مؤيّدا له في ذلك كما أشار إليه حديث “ كنت سمعه الذي يسمع به . . . إلخ “ “ 6 “ ، ألا ترى إلى موسى - عليه الصّلاة والسّلام - كيف ثبت لسماع كلام اللّه “ 7 “ - تعالى - حين كان الحقّ - تعالى - سمعه الذي يليق أن يسمع كلامه به “ 8 “ عند التّجلّي “ 9 “ ، ثمّ لمّا وقع التّجلّي ثانيا ، ولم يكن الحقّ - تعالى - بصره الذي يليق أن يبصر به تعالى “ 10 “ ، كما كان سمعه المذكور “ 11 “ ، صعق ولم يثبت ، ولو أنّه - تعالى - كان أيّده بالقوّة المذكورة “ 12 “ في بصره كما أيّده في سمعه لثبت “ 13 “ .
.................................................................................
( 1 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ الجبال “ .
( 2 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ عليه الصلاة والسلام “ ليست فيها .
( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ عليه الصلاة والسلام “ ليست فيهما .
( 4 ) “ ك “ : “ تعالى “ ليست فيها .
( 5 ) عنوان هذا الباب “ في معرفة منازلة : من ثبت لظهوري كان بي لأنه سبحانه كان به لا بي ، وهو الحقيقة والأول مجاز “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 94 .
( 6 ) تقدم تخريجه . وانظر ما قاله محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 95 .
( 7 ) “ د “ : “ لكلام اللّه “ .
( 8 ) “ د “ ، “ ك “ : “ به “ ساقطة .
( 9 ) “ د “ : قوله : “ الذي يليق أن يسمع كلامه “ ساقط .
( 10 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ تعالى “ ساقطة . “ ب “ : “ يبصره تعالى “ .
( 11 ) “ د “ ، “ ك “ : “ المذكور “ ساقطة .
( 12 ) “ د “ : “ المذكورة “ ساقطة .
( 13 ) انظر عبارة محيي الدين في الباب الخمسين وأربعمائة من الفتوحات المكية ، 7 / 95 .
 
“ 293 “

فإن قلت : قد ورد : “ لا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه ، فإذا أحببته ، كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به “ “ 1 “ ، ولا شكّ أنّ موسى - عليه الصّلاة والسّلام - ربّما هو أحبّ بعض من تقرّب بالنّوافل “ 2 “ حتّى أحبّه اللّه تعالى ، فما الجواب عن كون الحقّ لم يكن بصر موسى ؟ فالجواب أنّه - تعالى - لم يقل : كنت بصره الذي يبصرني به ، وإنّما قال : الذي يبصر “ 3 “ به ، أي المبصرات العاديّة “ 4 “ المرادة عند الإطلاق ، ونحن ما نفينا إلّا “ 5 “ القوّة التي يبصر بها العبد ربّه سبحانه وتعالى ، فليتأمّل .

فإن قلت : اندكاك الجبل يؤذن بحياة الجبل ؛ لأنّه لولا حياته ومعرفته بعظمة اللّه - تعالى - ما اندكّ ، وقد نفى بعضهم حياة الجماد ، فالجواب أنّ اللّه - تعالى - قد قال :وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ” 6 “ ، ومعلوم أنّه لا يوصف بالخشية إلّا حيّ درّاك ، وقد أخذ اللّه - تعالى - بأبصار غالب الجنّ والإنس عن إدراك حياة الجماد “ 7 “ إلّا من شاء اللّه - تعالى - من الأولياء ؛ فإنّهم لا يحتاجون إلى دليل سمعيّ في ذلك ؛ لأنّ اللّه - تعالى - قد كشف لهم عن حياة كثير من الجماد “ 8 “ ، وأسمعهم تسبيحه ونطقه ، فعلم أنّه لولا معرفة الجبل بعظمة اللّه - عزّ وجلّ - “ 9 “ ما اندكّ ، فإنّ الذّوات لا تؤثّر في أمثالها ، وإنّما يؤثّر فيها معرفتها بعظمة اللّه - عزّ وجلّ - من تجلّى لها لا غير “ 10 “ ، فالعلم بالعظمة “ 11 “ هو الذي أثّر لا الذّات .
.................................................................................
( 1 ) تقدم تخريجه .
( 2 ) “ ز “ : العبارة : “ هو أحب لشيء بعض من تقرب “ ، وهي ركيكة ، “ ك “ : “ هو أفضل من تقرب “ ، وقد أشار الناسخ إلى عبارة الأصل ، ولكنه غير فيها .
( 3 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : قوله : “ وإنما قال : الذي يبصر “ ساقط ، وبهذا لا يستقيم المعنى .
( 4 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : العبارة : “ أي المبصرات العادية المنصرف إليها “ .
( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ إلا “ ساقطة .
( 6 ) ( البقرة ، الآية 74 ) ، وليس النقل صحيحا إطلاقا .
( 7 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ حياة كثير من الجماد “ .
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ عن حياة الجماد “ .
( 9 ) “ ك “ : “ سبحانه وتعالى “ ، “ ز “ : “ تعالى “ .
( 10 ) “ د “ ، “ ك “ : “ بعظمة من تجلى لا غير “ .
( 11 ) “ د “ : “ بعظمة اللّه عز وجل “ .

“ 294 “
فإن قال قائل : فلم قال موسى - عليه السّلام - “ 1 “ دون سائر الأنبياء - عليهم الصّلاة والسّلام - :رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ” 2 “ مع أنّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - كان أشوق إلى رؤية اللّه “ 3 “ - عزّ وجلّ - من موسى - عليه الصّلاة والسّلام - بما لا يتقارب ؟ فالجواب أنّ موسى - عليه الصّلاة والسّلام - ما قال ذلك إلّا لعلمه “ 4 “ بجوازه لمثله “ 5 “ ، ولما قام عنده من شدّة التّقرّب الإلهيّ ، وسماعه “ 6 “ كلام البارئ من غير واسطة ، فاستغرقته اللّذّة ، فطمع في الرّؤية ، وسأل ما يجوز له السّؤال فيه ذوقا ونقلا لا عقلا ؛ لأنّ ذلك من محيّرات العقول ، ولو أنّه صبر ولم يسأل الرّؤية لما تميّز محمّد - صلّى اللّه عليه وسلّم - عنه في مقام الأدب ؛ فإنّه كان أشوق إلى رؤية ربّه من موسى ، ولكن لمّا سلك الأدب وصبر جازاه الحقّ - تعالى - بأن دعاه الحقّ - تعالى - “ 7 “ إلى رؤيته من غير سؤال .
وقد يكون موسى - عليه الصّلاة والسّلام - إنّما “ 8 “ قصد بقوله :أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ” 9 “ بعد اطّلاعه على ما تقع به “ 10 “ إجابة للحقّ - تعالى - له من طريق الوحي أو الكشف “ 11 “ بقوله : “ لن تراني “ ببيان انحطاط مقامه عن مقام محمّد صلّى اللّه عليه وسلّم ؛ إذ الأنبياء معصومون من الحسد لأحد من الخلق ، وهم دائرون مع الحقّ تعالى “ 12 “ ، فإذا قرّب - تعالى - عبدا ، وميّزه عليهم ، كانوا من أوّل من يتظاهر بإظهار عظمة ذلك العبد طلبا لمرضاة اللّه عزّ وجلّ “ 13 “ ، وممّا يجوز فيه السّؤال ، وممّا لا يجوز ، انتهى “ 14 “ .
.................................................................................
( 1 ) “ د “ ، “ ب “ : “ عليه السلام “ ليست فيهما .
( 2 ) ( الأعراف ، الآية 143 ) .
( 3 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ إلى ربه “ .
( 4 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ إلا لما علمه “ ، “ ب “ : “ إلا بعلمه “ .
( 5 ) “ د “ : قوله : “ علمه بجوازه لمثله “ ساقط .
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ وسماع كلام “ .
( 7 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ سبحانه وتعالى “ ، “ ب “ : “ دعاه إلى رؤيته “ .
( 8 ) “ د “ ، “ ك “ : “ إنما “ ساقطة . 
( 9 ) ( الأعراف ، الآية 143 ) . 
( 10 ) “ د “ : العبارة : “ ما تقع به “ ساقطة ، والعبارة فيها : “ بعد اطلاعه على إجابة الحق . . . “ . 
( 11 ) “ ب “ : “ الكشف الإلهيّ “ . 
( 12 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ تعالى “ ليست فيها . 
( 13 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ . 
( 14 ) “ أ “ ، “ ب “ : قوله : “ ومما يجوز فيه السؤال ، ومما لا يجوز ، انتهى “ ساقط .

“ 295 “
وقد سمعت سيّدي عليّا المرصفيّ - رحمه اللّه - يقول : الرّسل - عليهم الصّلاة والسّلام - أعلم النّاس باللّه عزّ وجلّ ، وبما يجوز فيه السّؤال ، وما لا يجوز ، انتهى “ 1 “ .

قال الشّيخ محيي الدّين ابن العربي “ 2 “ : ثمّ إنّ الحقّ - تعالى - لمّا أجاب موسى - عليه الصّلاة والسّلام - “ 3 “ بقوله : “ لن تراني “ لحكمة إلهيّة ، استدرك - تعالى - استدراكا لطيفا بقوله :وَلكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ” 4 “ ، فأحاله على الجبل في استقراره عند التّجلّي ؛ إذ الجبل من جملة الممكنات ، فلمّا تجلّى له الحقّ “ 5 “ وتدكدك ، حصل له من ذلك أنّ الجبل رأى “ 6 “ ربّه ، وأنّ رؤيته هي التي أوجبت له التّدكدك ، وإذا ثبت أنّ الجبل الذي هو محدث رآه ، فما المانع أن يكون موسى - عليه الصّلاة والسّلام - رأى ربّه حال تدكدك الجبل ، ووقع النّفي على الاستقبال ، أو على نفي الرّؤية “ 7 “ على وجه الإحاطة بالكنه “ 8 “ ، والآية محتملة ، وقد قام الدّليل على رؤية اللّه - تعالى - في الآخرة ، وما ثبت وقوعه هناك “ 9 “ جاز تعجيله هنا لمن “ 10 “ شاء اللّه تعالى ، فكان الصّعق لموسى - عليه الصّلاة والسّلام - “ 11 “ كالتّدكدك للجبل ، ويحمل قوله :وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ” 12 “ أي : بوقوع هذا الجائز ، كما حمل قوله فيما مضى قبل وقوع الرّؤية “ 13 “ بقوله “ 14 “ : “ وأنا أوّل المؤمنين “ بكونك لا ترى ؛ أي من
.................................................................................
( 1 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : هذه الفقرة ساقطة . 
( 2 ) ورد قوله في الباب الأحد والثلاثين وثلاثمائة ، وعنوانه : “ في معرفة منزل الرؤية والقوة عليها والتداني والترقي والتدلي “ . انظر : الفتوحات المكية ، 5 / 171 . 
( 3 ) “ د “ ، “ ب “ : “ عليه الصّلاة والسّلام “ ليست فيهما . 
( 4 ) ( الأعراف ، الآية 143 ) . 
( 5 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ فلما تجلى تعالى له “ ، “ ب “ : “ فلما تجلى له الحق تعالى “ . 
( 6 ) “ د “ : “ يرى “ . 
( 7 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ رؤية “ . 
( 8 ) “ د “ : قوله : “ أو على نفي الرّؤية على وجه الإحاطة بالكنه “ ساقط . 
( 9 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ هنا “ ، وهو غير مستقيم . 
( 10 ) “ د “ : “ لما “ . 
( 11 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ عليه الصلاة والسلام “ ليست فيها . 
( 12 ) ( الأعراف ، الآية 143 ) . 
( 13 ) “ د “ : “ قبل الوقوع “ . 
( 14 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ على قوله “ .

“ 296 “

حيث حقيقتك ، انتهى “ 1 “ . 

وقال في باب الأسرار : من أعجب الأمور أنّ الحقّ - تعالى - يعلم بالعقل ، ولا يرى به ، ويرى بالكشف ، ولا يعلم به ، قال : وهل ثمّ لنا “ 2 “ مقام يجمع بين “ 3 “ الرّؤية والعلم ؟ لا أدري ، انتهى “ 4 “ .

65 - [ باب القول على لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ] 
فإن قلت : فما المراد بقوله - تعالى - :لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ” 5 “ ، وهو نفي مطلق ، وقد ثبتت رؤية المؤمنين لربهم في الدّار الآخرة ؟ فالجواب أنّ المراد بقوله :لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ :الكونيّة الخليّة عن النّور المدرك له بفضله “ 6 “ ، فكثّر وجمع ، ولذلك لم يقل : لا يدركه البصر “ 7 “ ، إذ الحقّ - تعالى - أحديّ الوصف ، فهو ، وإن تعدّدت ذوات النّاظرين ، فالبصر واحد من الجميع ، وهو بالأصالة نور الحقّ - تعالى - الذي أودعه في تلك الأحداق لتراه به “ 8 “ لا غير “ 9 “ . 
وقد قام الدّليل البرهانيّ على منع المناسبة بين العالم وبين هويّة الحقّ جلّ وعلا ، ومعلوم أنّه لا تصحّ رؤية تكشف الحقائق من راء إلّا بمناسبة تكون بينه وبين المرئيّ ،
.................................................................................
( 1 ) انتهى كلام محيي الدين المنقول بتصرف من الفتوحات المكية ، 5 / 171 ، وقد عقب محيي الدين بقوله : “ وإنما أوجده ليكون مسبحا له ، فلذلك لم تحفظ عليه صورة الجبلية ، وأثر فيه التجلي ، وحفظ روح موسى - عليه السلام - على موسى ، وما رجع الجبل جبلا ، فعلم موسى أنه قد وقع منه ما كان ينبغي له ألا يقع إلا بأمر إلهي “ . 
( 2 ) “ ب “ : “ وهل لنا “ ، “ ز “ : “ وهل تم لنا “ . 
( 3 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ بين “ ساقطة . 
( 4 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 8 / 185 ، ( وثم تباين بين العبارتين ؛ عبارة الشعراني ومحيي الدين ) . 
( 5 ) ( الأنعام ، الآية 103 ) . 
( 6 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : العبارة : “ أي أبصار الكون الخليّة . . . “ . 
( 7 ) “ ب “ : “ الأبصار “ ، وفي الفتوحات كما ورد في المتن ، انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 55 . 
( 8 ) “ د “ : “ لتراه “ ساقطة ، “ ز “ : “ لا تراه “ ، وهو تحريف . 
( 9 ) العبارة لمحيي الدين ، فقد قال : “ فكثر وجمع ، فإنها أبصار الكون ، ولم يقل : لا يدركه البصر ، وإن كان جمع قلة ، ولكن على كل حال هو أكثر من بصر “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 5 / 55 .

“ 297 “
فصاحب هذا العلم في حال شهوده ورؤيته لربّه يحكم بأنّه ما رآه ، ورؤيته صحيحة ؛ لأنّه ما رأى الحقّ - تعالى - إلّا بنور الحقّ ، وهي أكمل المرائي ، فصحّ قول أهل السّنّة والجماعة إنّ الحقّ - تعالى - يدرك بالبصر المنسوب إلى العبد على هذا الشّرط ، وهو عدم الإحاطة بحقيقة الكنه “ 1 “ ، فتفطّن يا أخي لهذه النّكتة ، فإنّها نافعة جدّا ، ذكره الشّيخ في “ الفتوحات “ في الباب الخامس والعشرين وأربعمائة “ 2 “ .

وقال في الباب الحادي عشر ومائتين “ 3 “ : اعلم أنّ قوله - تعالى - :لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ” 4 “ يحتمل معنيين : أحدهما أنّه نفى أن تدركه الأبصار على طريق التّشبيه على الحقائق ؛ أي : على معنى أنّ المدرك له - تعالى - ليس هو الأبصار ، وإنّما الإدراك أن يكون “ 5 “ للمبصرين بالأبصار . المعنى الثّاني : أن يكون المعنى لا تدركه الأبصار المقيّدة بالجارحة لضعفها عن مقابلة النّور الإلهيّ ، فعلم أنّ الأبصار إذا لم تتقيّد بالجارحة أبصرته - تعالى - بنوره الذي وقع فيه التّشبيه بالمصباح لا بنورها المقيّد الذي يقبل التّشبيه ، انتهى “ 6 “ .
وقال في “ شرح ترجمان الأشواق “ : إذا كان الحقّ - تعالى - قد تنزّه عن إدراك الوهم له الذي هو ألطف من الإدراك الحسّيّ ، فكيف لا يتنزّه عن إدراك البصر الذي هو
.................................................................................
( 1 ) “ د “ : قوله : “ وهو عدم الإحاطة بحقيقة الكنه “ ساقط .
( 2 ) عنوان هذا الباب “ في معرفة منازلة من طلب العلم صرفت بصره عني “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 54 ، وانظر قوله هذا هناك .
( 3 ) عنوان هذا الباب “ في اللوائح “ ، وفي مفتتحه يقول دالا على مضمونه :
لوائح الحق ما تبدو لأسرار * من السمو ومن حال إلى حال
وقد تكون بما يبدو لناظره * من غير جارحة بالعلم والحال
من النعوت التي يعطيك شاهدها * دليلها أنها في الآل كالآل
انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 4 / 190 .
( 4 ) ( الأنعام ، الآية 103 ) .
( 5 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : العبارة : “ وإنما الإدراك يكون . . . “ .
( 6 ) العبارة في هذا الباب : “ وخرج قوله “ لا تدركه الأبصار “ على وجهين : الوجه الواحد أنه نفى أن تدركه الأبصار على طريق التنبيه على الحقائق ، وإنما يدركه المبصرون بالإبصار لا الأبصار ، والوجه الثاني : لا تدركه الأبصار المقيدة بالجارحة . . . “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 4 / 191 .

“ 298 “
الأكثف ؟ واللّه لقد أصاب من قال : كلّ ما خطر ببالك ، فاللّه بخلاف ذلك ، انتهى“ “ . 
فإن قال قائل : فما المانع من رؤية اللّه - تعالى - “ 2 “ مع شدّة قربه المشار إليها بقوله “ 3 “ :وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ” 4 “ ، وبقوله - تعالى - :وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ( 85 ) “ 5 “ ؟ 
فالجواب أنّ شدّة القرب “ 6 “ هي المانعة من الرّؤية ؛ لأنّ شدّة القرب حجاب ، ولذلك كان الهواء لا يرى لاتّصاله ببياض “ 7 “ العين ، وكذلك الماء إذا فتح الإنسان عينيه فيه لا يراه ، فقوله - تعالى - :وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ” 8 “ ، أي للحجب “ 9 “ السّبعين ألفا التي بيننا وبينه “ 10 “ مع شدّة هذا القرب ، فنحن أيّها المؤمنون خلف الحجب على الدّوام الدّنيويّ ، ويسمّى ذلك حجاب العظمة “ 11 “ الذي لا يصحّ رفعه في الدّنيا والآخرة ؛ لأنّه لو رفع لأدرك الخلق الذّات ، وذلك لا يصحّ بإجماع المحقّقين . 
وقال في الباب العشرين وأربعمائة “ 12 “ من “ الفتوحات “ في قوله - تعالى - :لا
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ انتهى “ ساقطة ، وعبارة محيي الدين في “ شرح ترجمان الأشواق “ : “ هو ما تخيله الوهم في الجناب الأعز من التصور ، فذلك جرح فيه ، والوهم ألطف من الإدراك الحسي ، فهي منزهة عن إدراك اللطف ، فكيف بالبصر الذي هو أكثف ، ولهذا يقال في العقائد في جناب الحق : “ كل ما خطر في سرك ، أو تلجلج في صدرك ، أو حصره وهمك ، فالله بخلاف ذلك “ . انظر : محيي الدين ، شرح ترجمان الأشواق ، 165 . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ الحق جل وعلا “ . 
( 3 ) “ ك “ : “ بقوله تعالى “ .     ( 4 ) ( ق ، الآية 16 ) . 
( 5 ) ( الواقعة ، الآية 85 ) .    ( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ شدة هذا القرب “ . 
( 7 ) “ أ “ ، “ ب “ : “ بباصر العين “ ، وأحسبها تصحيفا . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : الآية ليست فيهما . 
( 9 ) “ ب “ ، “ ز “ : “ أي “ ساقطة . 
( 10 ) “ أ “ ، “ ك “ : “ بيننا وبينكم “ ، وهو خطأ لا يستقيم . وقد أشار الناسخ إلى أن المرجح : “ بيننا وبينه “ ، ولعل ذلك كذلك ، قال رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - : “ إن للّه سبعين ألف حجاب “ ، وفي مجمع البحرين للهيثمي : “ عن أنس بن مالك عن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - قال : سألت جبريل : هل ترى ربك ؟ قال : إن بيني وبينه سبعين حجابا من نور ، ولو رأيت أدناها لاحترقت “ . 
انظر : الهيثمي ، مجمع البحرين ، باب الرؤية ( 62 ) ، 1 / 56 ، وانظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 56 . 
( 11 ) “ ب “ : “ ذلك الحجاب حجاب “ . 
( 12 ) لم يرد قول محيي الدين في هذا الباب الذي ذكره الشعراني ، بل ورد في الباب الأحد والعشرين -

“ 299 “
تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ” 1 “ : يعني من كلّ عين من أعين الوجوه ، وأعين القلوب “ 2 “ ، فإنّ القلوب لا ترى إلّا بالبصر ، والوجوه لا ترى أيضا إلّا بالبصر ، فإنّ البصر “ 3 “ حيث كان هو الذي يقع به الإدراك ، لكن يسمّى البصر في القلب عين البصيرة ، ويسمّى في الظّاهر بصر العين ، والعين في الظّاهر محلّ البصر ، والبصيرة في الباطن “ 4 “ محلّ العين الذي هو بصر في عين الوجوه ، فاختلف الاسم عليه ، وما اختلف هو في نفسه ، فكما لا تدركه العيون بأبصارها ، كذلك لا “ 5 “ تدركه البصائر بأعينها ، انتهى “ 6 “ . 
وسمعت سيّدي عليّا الخوّاص - رحمه اللّه - يقول : إذا كانت الرّسل والملائكة مؤمنين باللّه - تعالى - من خلف حجاب كما أشار إليه قوله - تعالى - :آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ” 7 “ ، فكيف بآحاد المؤمنين ، انتهى . 
قلت : ولعلّ المراد بهذا الحجاب هو حجاب العظمة الذي يكون في جنّة عدن كما ورد ، واللّه أعلم ، وقد بسطنا الكلام على هذا المبحث في كتاب “ اليواقيت والجواهر“ 8 “ ،
- وأربعمائة من الفتوحات ، وعنوان هذا الباب “ في معرفة منازلة : من طلب الوصول إلي بالدليل والبرهان لم يصل إلي أبدا ، فإنه لا يشبهني شيء “ . انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 43 . 
.................................................................................
( 1 ) ( الأنعام ، الآية 103 ) . 
( 2 ) “ د “ : قوله : “ وأعين القلوب “ ساقط . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ فالبصر “ . 
( 4 ) “ أ “ ، “ ك “ : الظاهر “ ، وأحسب أن الصواب هو ما ورد في المتن ، وهو الوارد في “ د “ و “ ب “ و “ ز “ والفتوحات المكية . 
( 5 ) “ ب “ : قوله : “ العيون بأبصارها ، كذلك لا “ ساقط . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ انتهى “ ساقطة . وعبارة محيي الدين : “ يعني من كل عين من أعين الوجوه وأعين القلوب ، فإن القلوب لا ترى إلا بالبصر ، وأعين الوجوه لا ترى إلا بالبصر ، فالبصر حيث كان به يقع الإدراك ، فيسمى البصر في العقل عين البصيرة ، ويسمى في الظاهر بصر العين ، والعين في الظاهر محل للبصر ، والبصيرة في الباطن محل للعين الذي هو بصر في عين الوجه ، فاختلف الاسم عليه ، وما اختلف هو في نفسه ، فكما لا تدركه العيون بأبصارها ، كذلك لا تدركه البصائر بأعينها “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 44 . 
( 7 ) ( البقرة ، الآية 285 ) . 
( 8 ) انظر : الشعراني ، اليواقيت والجواهر ، في المبحث الثاني والعشرين : “ في بيان أنه تعالى مرئي للمؤمنين في الدنيا بالقلوب ، وفي الآخرة لهم بالأبصار بلا كيف في الدنيا والآخرة “ ، 1 / 212 .

“ 300 “
وحاصله “ 1 “ أنّ الجامع بين من أنكر رؤية الحقّ تعالى ، وبين من أثبتها أن يقال إنّ الرّؤية تكون على قدر استعداد العبد لا غير ، فلا يصحّ نفيها مطلقا ، ولا إثباتها على وجه الإحاطة ومعرفة الكنه ، ووجه من أنكرها قوله : إنّ حجاب العظمة لا يصحّ رفعه ، فلا يصحّ “ 2 “ لأحد إدراك حقيقة الذّات ، وإذا لم يدرك “ 3 “ حقيقة الذّات فما أحاط به ، وإذا لم يحط به فكأنّه ما رآه مع أنّه رآه ، فاعلم ذلك ، ونزّه ربّك في اعتقادك صحّة رؤيته عن صفات رؤيتك للخلق “ 4 “ ، والحمد للّه ربّ العالمين .



66 - [ توهّم نفي رؤية الحقّ في المنام ] 

وممّا أجبت به من ينفي وقوع رؤية الحقّ - تعالى - في المنام : اعلم يا أخي أنّ جمهور العلماء ذكروا وقوعها في المنام لكثير من الأولياء والعلماء “ 5 “ ؛ كالإمام أحمد بن حنبل “ 6 “ ، وحمزة الزّيّات “ 7 “ ، والإمام أبي حنيفة ، وأبي يزيد البسطامي “ 8 “ ، وغيرهم ، وقرأ حمزة على الحقّ - جلّ وعلا - سورة “ يس “ ، فلمّا بلغ تَنْزِيلَ
.................................................................................
( 1 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ والحاصل “ . 
( 2 ) “ أ “ ، “ ب “ : قوله : “ رفعه ، فلا يصح “ ساقط . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ تدرك “ . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ للخلق “ ساقطة . 
( 5 ) “ د “ : قوله : “ لكثير من الأولياء والعلماء “ ساقط . 
( 6 ) تقدمت ترجمته . 
( 7 ) هو أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكوفي ، كان - كما قال المناوي - من أكابر الأولياء ، وأعاظم الفصحاء ، من موالي التيم ، فنسب إليهم ، ولد سنة ثمانين ، وأدرك الصحابة بالسن ، فلعله رأى بعضهم ، تصدر للإقراء مدة ، وقرأ عليه عدد كبير ، وهو من القراء السبعة ، قال الثوري عنه : “ ما قرأ حمزة حرفا إلا بأثر “ ، كان إماما حجة قيما بكتاب اللّه ، حافظا للحديث ، بصيرا بالفرائض والعربية ، سمي بالزيات لأنه كان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان ، في آخر سواد العراق ، توفي سنة ( 156 هـ ) ، انظر ترجمته : ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، 2 / 186 ، وياقوت ، معجم الأدباء ، 3 / 261 ، والذهبي ، سير أعلام النبلاء ، 5 / 284 ، والصفدي ، الوافي بالوفيات ، 13 / 105 ، والمناوي ، الكواكب الدرية ، 4 / 271 ، وابن العماد ، شذرات الذهب ، 1 / 240 ، والزركلي ، الأعلام ، 2 / 277 . 
( 8 ) هو أبو يزيد طيفور بن عيسى البسطامي ، نسبة إلى بسطام بين خراسان والعراق ، أصله منها ، كان مولده سنة ( 188 ه ) ، وكانت وفاته فيها سنة ( 261 ه ) ، سماه محيي الدين أبا يزيد الأكبر ، وسمي أيضا سلطان العارفين ، وقد سئل يوما : بأي شيء بلغت هذه المعرفة ؟ فقال : ببطن جائع ، وبدن –

“ 301 “
الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ( 5 ) “ 1 “ ، بضمّ اللّام ، ردّ عليه الحقّ - جلّ وعلا - “ 2 “تَنْزِيلَ؛ بفتح اللّام ، وقال : أي “ 3 “ نزّلته تنزيلا ، وقرأ عليه أيضا سورة “ طه “ ، فلمّا بلغ إلى قوله “ 4 “ :وَأَنَا اخْتَرْتُكَ” 5 “ ، قال له : وإنّا اخترناك “ 6 “ ، فهي قراءة برزخيّة “ 7 “ ، وعلى ذلك علماء التّعبير .
وبالغ شيخ الإسلام ابن الصّلاح “ 8 “ في إنكارها ، والحقّ ما عليه جمهور علماء
- عار . من كلامه : غلطت في بدايتي في أربعة : توهمت أني أذكره ، وأعرفه ، وأحبه ، وأطلبه ، فلما نظرت رأيت ذكره لي ، ومعرفته بي ، وحبه لي ، وطلبه إياي كان أولا حتى طلبته . وكذلك قوله :
إنما نالوا ما نالوا بتضييع ما لهم ، وشهود ما له تعالى . وكذلك : الجوع سحاب ، فإذا جاع عبد أمطر القلب حكمة ، وكذلك : طوبي لمن كان همه هما واحدا ، ولم يشغل قلبه بما رأت عيناه ، وسمعت أذناه . انظر ترجمته : الأصبهاني ، حلية الأولياء ، 10 / 33 ، والقشيري ، الرسالة القشيرية ، 395 ، وابن خلكان ، وفيات الأعيان ، 2 / 436 ، والذهبي ، سير أعلام النبلاء ، 8 / 382 ، والصفدي ، الوافي بالوفيات ، 16 / 295 ، وابن كثير ، البداية والنهاية ، 11 / 38 ، والشعراني ، لواقح الأنوار ، 1 / 174 ، والمناوي ، الكواكب الدرية ، 1 / 651 ، وابن العماد ، شذرات الذهب ، 2 / 143 ، والبغدادي ، هدية العارفين ، 5 / 434 ، والنبهاني ، جامع كرامات الأولياء ، 2 / 128 ، والزركلي ، الأعلام ، 3 / 235 ، وبروكلمان ، تاريخ الأدب العربي ، 3 - 4 / 457 . 
.................................................................................
( 1 ) ( يس ، الآية 5 ) .    ( 2 ) “ ب “ : “ الحق تعالى “ . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ إنّي “ .    ( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ قوله تعالى “ . 
( 5 ) ( طه ، الآية 13 ) . 
( 6 ) أورد هذا الخبر المناوي في الكواكب الدرية لما ترجم له . انظر : 4 / 271 ، وأورده كذلك أبو طاهر في “ سراج العقول “ ، 63 أ . 
( 7 ) انظر ما قاله محيي الدين في هذه القراءة في الباب الثامن والتسعين ومائة من الفتوحات المكية ، 4 / 64 . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ بن صلاح الدين “ ، وهو تقي الدين أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى الكردي ، المعروف بابن الصلاح ، وابن صلاح الدين ، ولد في شرخان من قرى أربل سنة ( 577 ه ) ، وهو فقيه شافعي من فضلاء عصره ، له مشاركات في التفسير والحديث والفقه وأسماء الرجال ، قرأ الفقه على والده الصلاح ، وكان من جلة مشايخ الأكراد ، نقله أبوه إلى الموصل ، واشتغل بها مدة ، ثم إلى خراسان ، ثم رجع إلى الشام ، وتولى التدريس بالمدرسة الصلاحية بالقدس ، توفي سنة ( 643 ه ) بدمشق ، وحمل على الرؤوس ، وتزاحم الخلق على سريره ، ودفن بمقابر الصوفية . انظر ترجمته : ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، 3 / 212 ، والذهبي ، سير أعلام النبلاء ، 13 / 283 ، وابن العماد ، شذرات الذهب ، 5 / 221 ، والزركلي ، الأعلام ، 4 / 208 ، وعمر كحالة معجم المؤلفين ، 2 / 361 .
 
“ 302 “

السّلف من أنّه تجوز رؤية اللّه - تعالى - في المنام لقوله - صلّى اللّه عليه وسلّم - : “ خير الرّؤيا أن يرى العبد ربّه في منامه ، أو يرى نبيّه ، أو يرى أبويه إن كانا مسلمين “ “ 1 “ ، ولقوله - صلّى اللّه عليه وسلّم - : “ رأيت ربّي في أحسن صورة “ “ 2 “ .


67 - [ حجّة المانعين للرّؤية ] 

وممّا احتجّ به المانعون للرّؤية أنّ الرّائي لا يرى إلّا صورة ، وتعالى الحقّ تعالى “ 3 “ عن الصّورة ، والجواب أنّ ذلك لا يمنع وقوع الرّؤية ، فإنّ الخيال أوسع الأكوان ؛ كأنّه يحكم بحقيقته على كلّ شيء ، وعلى ما ليس بشيء ، ويصوّر العدم المحض “ 4 “ والمحال والواجب “ 5 “ ، ويجعل الوجود عدما ، والعدم وجودا ، ويريك العلم لبنا ، والإسلام قبّة ، ويريك الحقّ - تعالى - في صورة مع أنّه “ 6 “ لا يقبل - تعالى - الصّورة ولا التّصوير من حيث ذاته ، وفي حديث الطّبرانيّ مرفوعا : “ رأيت ربّي اللّيلة في صورة شابّ أمرد له وفرة من شعر ، وعلى وجهه فراش اللّؤلؤ ، وفي رجليه نعلان من ذهب “ “ 7 “ .
.................................................................................
( 1 ) تقدم بيان عن هذا الحديث مع تباين طفيف بين الروايتين . 
( 2 ) رواية الحديث في سنن الترمذي : “ إني نعست فاستثقلت نوما ، فرأيت ربي في أحسن صورة . . . “ ، وفي رواية أخرى : “ أتاني الليلة ربي - تبارك وتعالى - في أحسن صورة “ . أخرجه الترمذي في السنن ، كتاب التفسير ، ( 3244 ) ، 5 / 160 ، وأحمد في المسند ، 1 / 368 ، 4 / 88 ، 5 / 243 ، 378 ، والحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، 2 / 255 ، والهيثمي في مجمع الزوائد ، كتاب التعبير ( 11742 ) ، 7 / 263 ، وجامع الأحاديث القدسية ، كتاب الصلاة ( 129 ، 130 ) ، 1 / 156 .
( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ وتعالى الحق “ .
( 4 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ العدم من المحض “ .
( 5 ) “ ك “ : زاد الناسخ : “ والواجب الذي لم يتضمّن علم اللّه - تعالى - وجوده في الخارج بالفعل والمحال “ .
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ أنه تعالى “ .
( 7 ) يروى الحديث : “ رأيت ربي في المنام في صورة شاب موفر ، في خف عليه نعلان من ذهب ، وعلى وجهه فراش من ذهب “ ، أخرجه الطبراني في “ الكبير “ ( 25 / 143 ) ، والهيثمي في مجمع الزوائد ، كتاب التعبير ( 11745 ) ، 7 / 265 ، وانظر ما قاله محيي الدين في هذا الحديث في الفتوحات المكية ، 4 / 12 ، وجعله من باب ما يراه النائم في نومه من المعاني في صور المحسوسات ؛ لأن الخيال هذه حقيقته أن يجسد ما ليس من شأنه أن يكون جسدا .

“ 303 “
وقد اختلف النّاس في تأويله ، ومنهم من نفاه ، وقال الشّيخ محيي الدّين ابن العربي “ 1 “ : هذه الرّؤية وقعت في عالم الخيال ، ومن شأن الخيال أن يجسّد ما ليس من شأنه التّجسّد ؛ لأنّ حضرته تعطي ذلك ، وتعطي مجرّد المعاني في الصّور المحسوسة ، فما ثمّ أقوى من الخيال ولا أوسع ، قال : ومن حضرته أيضا ظهر “ 2 “ المحال ، فيريك الحقّ - تعالى - في صورة مع أنّه - تعالى - لا يقبل الصّورة ، فقد قبل المحال الوجود الوجود “ 3 “ في هذه الحضرة ، وكذلك من قوّة الخيال أنّه يريك الجسم الواحد في مكانين كما رأى آدم - عليه الصّلاة والسّلام - “ 4 “ نفسه “ 5 “ في حديث القبضة الذي رواه التّرمذيّ من قوله : “ فلمّا بسط الحقّ - تعالى - يده “ “ 6 “ ، أي كما يليق بجلاله ، فإذا فيها آدم وذريّته ، فآدم في هذا الحديث في القبضة ، وهو عينه خارجها ، فيا من تخيّل “ 7 “ كون الجسم في مكان “ 8 “ ، ما تقول في هذا الحديث ؟
ونظير ذلك صلاته - صلّى اللّه عليه وسلّم - بالأنبياء ليلة الإسراء في السّماء مع كونهم في قبورهم في الأرض ، ونظير ذلك أيضا رؤية الإنسان نفسه في المنام في بلد آخر “ 9 “ تخالف حاله الذي هو عليه في الموضع الذي نام “ 10 “ فيه ، وهو عينه لا غيره ، ولولا ذلك ما قدر العقلاء على فرض المحال ، فإنّه لولا صوّره في نفسه ما قدر على تعقّله ، ونظير ذلك أيضا الشّهيد المقتول في سبيل اللّه - تعالى - “ 11 “ يرى مقتولا في المعركة وفي القبر ، وهو حيّ عند اللّه يرزق في حواصل طير “ 12 “ خضر تسرح في الجنّة كما ورد “ 13 “ .
.................................................................................
( 1 ) انظر قول محيي الدين في الباب الثامن والثمانين ومائة من الفتوحات ، 4 / 12 .
( 2 ) “ ب “ ، “ د “ : “ ظهور “ .
( 3 ) “ ب “ : العبارة : “ فقد قبل المحال الوجود “ .
( 4 ) “ د “ : “ عليه الصلاة والسلام “ ليست فيها .
( 5 ) “ د “ : “ نفسه “ ساقطة .
( 6 ) انظر : الحكيم الترمذي ، نوادر الأصول ، 1 / 446 ، وقد تقدم بيان عن حديث القبضة قبلا .
( 7 ) “ أ “ : “ يحيل “ ، وهو تصحيف .
( 8 ) “ أ “ ، “ د “ : “ في مكانين “ ، وليس ذلك كذلك ، فهو يردّ على من يحصر الجسم في مكان واحد .
( 9 ) ما ورد في النسخ جميعها : “ من بلد أخرى “ .
( 10 ) “ ك “ : “ قام “ .
( 11 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ تعالى “ ساقطة .
( 12 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ حواصل طيور “ .
( 13 ) جاء في الحديث الشريف : “ أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث شاءت ، ثم تأوي إلى تلك القناديل . . . “ . أخرجه الإمام أحمد في المسند ، 6 / 386 ( مع تباين قليل في الرواية ) ، ومسلم في الصحيح ، كتاب الإمارة ، ( 121 / 1887 ) ، شرح صحيح -

يتبع

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الخميس 14 ديسمبر 2023 - 21:52 من طرف عبدالله المسافربالله

توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

تابع 67 - [ حجّة المانعين للرّؤية ] 
وإيضاح ذلك - كما قاله الشّيخ في الباب الرّابع والسّتّين وأربعمائة من “ الفتوحات “ “ 1 “ - أنّ المواطن تحكم بنفسها على كلّ من ظهر فيها ، فكلّ من مرّ على موطن انصبغ به ، قال : والدّليل على ذلك رؤية العبد للحقّ “ 2 “ في المنام الذي هو موطن الخيال ، فإنّك لا ترى الحقّ - تعالى - فيه إلّا في صورة مع كونه - تعالى - منزّها عن الصّورة ، فإذا كان حكم الموطن قد حكم عليك في الحقّ - تعالى - بما هو منزّه عنه ، ولا تراه إلّا كذلك ، فكيف بغيره ؟ ثمّ إنّك إذا خرجت من حضرة الخيال إلى موطن النّظر العقليّ لم تر الحقّ - تعالى - إلّا منزّها عن الصّورة التي كنت أدركتها في موطن الخيال ، وإذا كان الحكم للمواطن ، فأنت تعرف إذا رأيت الحقّ تعالى ما رأيت “ 3 “ ، وأثبت ذلك الحكم للموطن حتّى يبقى الحقّ - تعالى - لك “ 4 “ مجهولا أبدا ، فلا يحصل لك به علم “ 5 “ أبدا ؛ إذا لا يخلو من موطن تكون فيه يحكم عليك بحاله ، وما عندك من معرفته في موطن ينفد منك في موطن آخر ، فما عندك من العلم به - تعالى - ينفد ، وما عنده - تعالى - من علمه “ 6 “ بنفسه لا يتغيّر ، ولا يتبدّل ، ولا يتنوّع .
فإن قال قائل : فما محلّ النّوم من الأماكن ؟
فالجواب : محلّه ما تحت مقعر فلك القمر خاصّة ، هذا في الدّنيا ، وأمّا في الآخرة ، فمحلّه “ 7 “ ما تحت مقعر فلك الكواكب الثّابتة “ 8 “ ، وما “ 9 “ دون فلك القمر لا نوم ، وقد
- مسلم ، 13 / 34 ، وابن ماجة في السنن ، كتاب الجنائز ، 4 ، والترمذي في السنن ، تفسير سورة 3 ، وجامع الأحاديث القدسية ، كتاب الجهاد ( 250 ، 251 ، 252 ، 254 ) ، 1 / 267 . 
.................................................................................
( 1 ) عنوان هذا الباب “ في حال قطب هجيره “ لا إله إلا اللّه “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 130 .
( 2 ) “ د “ : “ رؤية الحق للعبد “ ، “ ب “ : “ للّه “ ، “ ز “ : “ للحق تعالى “ .
( 3 ) “ أ “ ، “ ب “ : “ ما رأيت “ ساقطة .
( 4 ) “ ب “ ، “ د “ : “ لك “ ساقطة . “ ك “ : “ تعالى “ ليست فيها .
( 5 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ علم به “ .
( 6 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ من علم “ .
( 7 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ فمحله عنده “ .
( 8 ) الكلام مأخوذ من الباب الثامن والثمانين ومائة من الفتوحات المكية ، 4 / 14 .
( 9 ) “ ب “ : “ وما “ ساقطة ، والعبارة في الفتوحات : “ وما فوق فلك الكواكب فلا نوم ، وأعني به هذا النوم الكائن المعروف في العرف “ . انظر : الفتوحات المكية ، 4 / 14 .

“ 305 “
بسطنا الكلام على ذلك في مبحث الرّؤيا في كتاب “ اليواقيت والجواهر “ ، فراجعه “ 1 “ ، والحمد للّه ربّ العالمين .


68 - [ توهّم مذهب الجبريّة ] 

وممّا أجبت به من يتوهّم أنّ الفعل في الوجود للّه “ 2 “ وحده ، وأنّه لا يصحّ إضافته إلى العبد بوجه من الوجوه كما هو مذهب الجبريّة “ 3 “ ، فالجواب أنّ هذا المذهب باطل بالإجماع “ 4 “ لهدمه جميع أركان الشّريعة ، وجميع أحكامها ، وقد قال الشّيخ محيي الدّين ابن العربي :
من قال : لا فعل لي مع اللّه - تعالى - فكأنّه “ 5 “ كذّب القرآن لما في أنبائه من لفظ “ 6 “ “ يفعلون “ ، “ يعملون “ ، “ يكسبون “ ، “ يقولون “ ، “ يصنعون “ ، “ يفقهون “ ، “ يتّقون “ ، وكذلك يكذّب جميع الكتب الإلهيّة ؛ لأنّها كلّها نزلت بإضافة الأفعال إلى العباد .
وقال في باب الأسرار من “ الفتوحات “ : ما في الوجود إلّا اللّه - تعالى - وأفعاله مع أنّه حرّم الفواحش ، فسلّم ولا تناقش “ 7 “ ، وقال في الباب الثّامن والتّسعين ومائة في قوله - تعالى - :وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ( 96 ) “ 8 “ ، أثبت “ 9 “ - تعالى - الفعل للعبد بالضّمير ، ونفاه بالفعل الذي هو خلق ، كما انتفى أبو بكر “ 10 “ ، فلم يظهر له اسم في “ العمران “ ، وأثبت ضمير التثنية في “ العمران “ ، انتهى “ 11 “ .
.................................................................................
( 1 ) انظر : الشعراني ، اليواقيت والجواهر ، في المبحث الثاني والعشرين : في بيان أنه - تعالى - مرئي للمؤمنين في الدنيا بالقلوب ، وفي الآخرة لهم بالأبصار بلا كيف في الدنيا والآخرة، 1 / 233. 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ للّه تعالى “ ، “ ب “ : “ للّه في الوجود “ .
( 3 ) الجبر هو نفي الفعل حقيقة من العبد ، وإضافته إلى الحق تعالى ، والجبرية أصناف ، فثم الخالصة التي لا تثبت للعبد فعلا ولا قدرة على الفعل أصلا ، والمتوسطة التي تثبت للعبد قدرة غير مؤثرة أصلا . انظر : الشهرستاني ، الملل والنحل ، 1 / 72 ، والجرجاني ، التعريفات ، 77 ، والتهانوي ، كشاف اصطلاحات الفنون ، 200 .
( 4 ) “ ك “ : “ بإجماع “ .
( 5 ) “ د “ ، “ ز “ : “ فقد كذب . . . “ .
( 6 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : العبارة : “ لأنه من أوله إلى آخره من لفظ . . . “ .
( 7 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 8 / 132 .
( 8 ) ( الصافات ، الآية 96 ) .
( 9 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ ابتدأ “ .
( 10 ) “ د “ : “ رضي اللّه عنه “ .
( 11 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 4 / 38 .

“ 306 “

وقال في “ لواقح الأنوار “ : اعلم أنّه لا يجوز تعرية العبد من الفعل لأنّ اللّه “ 1 “ - تعالى - قد أضاف الفعل إليه ، والحقّ - تعالى - لا يخبر إلّا بالواقع ، ولولا صحّة نسبة الفعل للعبد لكان ذلك قدحا في الخطاب والتّكليف ، ومباهتة للحسّ ، وكان لا يوثق بالحسّ في شيء ، وكأنّه - تعالى - حينئذ يقول للعبد الزّمن : امش يا مقعد “ 2 “ ، وافعل يا من لا يفعل “ 3 “ ، وتعالى اللّه “ 4 “ عن مثل ذلك ، كما بسط الشّيخ الكلام عليه في الباب السّادس والثّمانين ومائتين ، فراجعه “ 5 “ .
وسمعت سيّدي عليّا المرصفيّ - رحمه اللّه - يقول : لا ينبغي أن يقال إنّ العبد مجبور في عين اختياره لما لا يخفى في ذلك من سوء الأدب وسلب الأفعال عن العباد ، وذلك مخالف لسائر الكتب الإلهيّة ، وكان الشّيخ أبو القاسم الجنيد - رحمه اللّه - “ 6 “ يقول :
إيّاك أن تقف في حضرة شهود الفعل للّه وحده دون خلقه ، فتقع في مهواة من التّلف ، ولا تصير ترى لك ذنبا تتوب منه ، وفي ذلك هدم للشّرائع كلّها ، انتهى “ 7 “ .
وسمعت سيّدي عليّا المرصفيّ - رحمه اللّه - “ 8 “ يقول أيضا : ما طلب الحقّ - تعالى - من عباده الاستعانة في نحو قوله :إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ( 5 ) “ 9 “ ، وفي قوله :اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ” 10 “ إلّا لينبّه “ 11 “ العباد على أنّهم لا يجوز لهم أن يعروا نفوسهم من الأفعال جملة .
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ لأن الحق “ .
( 2 ) “ أ “ : قوله : “ امش يا مقعد “ ساقط .
( 3 ) “ ب “ : العبارة على النقيض ، وهي : “ افعل يا من يفعل “ .
( 4 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ وتعالى اللّه تعالى “ .
( 5 ) عنوان هذا الباب “ في معرفة منزل من قيل له “ كن “ فأبى ، فلم يكن من الحضرة المحمدية “ . انظر : الفتوحات المكية ، 4 / 391 .
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ رضي اللّه عنه “ .
( 7 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ انتهى “ ليست فيهما ، وجل هذه الفقرة ساقط من “ أ “ .
( 8 ) “ ب “ : قوله : “ إياك أن تقف في حضرة شهود الفعل للّه وحده دون خلقه ، فتقع في مهواة من التلف ، ولا تصير ترى لك ذنبا تتوب منه ، وفي ذلك هدم للشرائع كلها ، انتهى ، وسمعت سيدي عليا المرصفي رحمه اللّه “ ساقط .
( 9 ) ( الفاتحة ، الآية 5 ) .
( 10 ) ( الأعراف ، الآية 128 ) .
( 11 ) “ ب “ : “ ليفيد “ 


“ 307 “

69 - [ مذهب الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في مسألة خلق الأفعال وتعقّل وجه الكسب فيها ]

وقال في الباب الثّامن والسّتّين في الكلام على الوضوء “ 1 “ : اعلم أنّ منشأ الخلاف بين أهل النّظر في مسألة الكسب كونهم لم يدروا “ 2 “ لماذا يرجع ذلك التّمكّن “ 3 “ الذي أعطاه اللّه - تعالى - للعبد ووجده في نفسه حال الفعل ، هل يرجع إلى أن يكون للقدرة الحادثة فينا أثر في تلك العين الموجودة عن تمكّننا ، أو عن الإرادة المخلوقة فينا ، فيكون التّمكين أثر الإرادة لا أثر القدرة الحادثة ، فعلى ذلك ينبني كون الإنسان مكلّفا لعين التّمكين “ 4 “ الذي يجده في نفسه ، ولا يحقّق تعقّله ، لماذا يرجع ذلك التّمكين ؟ هل لكونه قادرا ، أو لكونه مختارا ؟ فبذلك القدر من التّمكين الذي يجده من نفسه صحّ أن يكون مكلّفا ، ولهذا قال - تعالى - :لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها” 5 “ ، فقد أعطاها أمرا وجوديّا ، ولا يقال أعطاها لا شيء ، انتهى “ 6 “ .
.................................................................................
( 1 ) عنوان هذا الباب من الفتوحات “ في أسرار الطهارة “ ، وقد افتتحه محيي الدين بقوله :
تبصر ترى سر الطهارة واضحا * يسيرا على أهل التيقظ والذكا

فكم طاهر لم يتصف بطهارة * إذا جانب البحر اللدني واحتمى
ولو غاص في البحر الأجاج حياته * ولم يفن عن بحر الحقيقة ما زكا
انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 1 / 497 .

( 2 ) “ د “ : قوله : “ لم يدروا “ ساقط .
( 3 ) “ ك “ : “ التمكين “ ، “ ز “ : “ المتمكن “ .
( 4 ) قوله : “ أثر الإرادة لا أثر القدرة الحادثة ، فعلى ذلك ينبني كون الإنسان مكلّفا لعين التمكين “ ساقط من “ أ “ .
( 5 ) ( الطلاق ، الآية 7 ) .
( 6 ) انظر قول محيي الدين هذا في الباب الثامن والستين من الفتوحات المكية ، 1 / 514 ، وقد نقل الشعراني العبارة بتصرف ظاهر ، والمعنى واحد ، وفيها يقول محيي الدين : “ وعليه ينبني كون الإنسان مكلفا لعين التمكن الذي يجده من نفسه ، ولا يحقق بعقله لماذا يرجع ذلك التمكن ، هل لكونه قادرا أو لكونه مختارا ؟ وإن كان مجبورا في اختياره ، . . . ، فقد أعطاها أمرا وجوديا ، ولا يقال أعطاها لا شيء ، وما رأينا شيئا أعطاها بلا خلاف إلا التمكن الذي هو وسعها “ .


“ 308 “
وقال في الباب الخمسين من “ الفتوحات “ “ 1 “ : إن قال قائل : إنّ اللّه “ 2 “ هو الخالق والموجد لأعمالنا وحده “ 3 “ ، فمن أين جاءنا التّكليف ؟ وليس لنا فعل معه “ 4 “ ولا اختيار ؟
فالجواب أنّه - تعالى - ما كلّفنا إلّا بعد أن جعل لنا قدرة يعجز العلماء باللّه عن الإفصاح عنها بعبارة مع كون العبد يشهدها من نفسه ولا ينكرها “ 5 “ ، فلم يكلّفنا إلّا بعد وجود هذه القدرة ، وإذا فقدت لم يكلّفنا ، وتأمّل الزّمن كيف لم يكلّفه الحقّ - تعالى - “ 6 “ بالصّلاة قائما ، ولا بالجهاد ولا غير ذلك من الأمور التي كلّف اللّه - تعالى - بها السّليم .
قال “ 7 “ : وهذه القدرة التي أظهرها “ 8 “ النّفخ الإلهيّ في الإنسان بواسطة الملك ، فلولا هذه القدرة ما توجّه علينا “ 9 “ التّكليف ، ولا قيل لأحدنا : قل : “ وإيّاك نستعين “ “ 10 “ ، فإنّ في الاستعانة إثبات جزء من الفعل للعبد ، فصدقت المعتزلة في إضافتها الفعل للعبد من جانب واحد بدليل شرعيّ “ 11 “ ، وصدقت الجبريّة في إضافتها الفعل للّه - تعالى - بحكم الأصل ، وأخطأت المعتزلة “ 12 “ أيضا في إضافتها “ 13 “ الفعل للعبد بحكم الاستقلال دون اللّه تعالى ، كما أخطأت الجبريّة أيضا في عدم إضافتها الفعل للعبد جملة “ 14 “ ، وصدقت الأشعريّة الذين هم الفرقة النّاجية في إضافتهم الأفعال إلى اللّه - تعالى - خلقا ، وإلى العبد
.................................................................................
( 1 ) عنوان هذا الباب هو “ في معرفة رجال الحيرة والعجز “ ، انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 1 / 408 ، ولم يرد كلام محيي الدين في الباب الذي ذكره الشعراني البتة .
( 2 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ .
( 3 ) “ أ “ ، “ ب “ : “ وحده “ ساقطة .    ( 4 ) “ ب “ : “ فعل “ ساقطة .
( 5 ) “ ب “ ، “ ك “ : “ ولم ينكرها “ .   ( 6 ) “ ب “ : “ اللّه تعالى “ .
( 7 ) يعني بذلك محيي الدين ، وقد ورد كلامه في الباب الثاني والخمسين من الفتوحات المكية ، 1 / 416 ، وقد نقله الشعراني متصرفا بالعبارة تصرفا واضحا .
( 8 ) “ ب “ : “ وبهذه القدرة التي أظهر . . . “ .
( 9 ) “ ب “ : العبارة : “ ما توجه التكليف . . . “ ، وفي الفتوحات : “ عليه “ .
( 10 ) “ ب “ : “ نعبد ونستعين “ ، وهو تحريف لا يستقيم .
( 11 ) “ ك “ ، “ ز “ : قوله : “ واحد بدليل شرعي “ ساقط .
( 12 ) “ ب “ : “ الجبرية “ .
( 13 ) “ ب “ : “ عدم إضافتها “ ، وهو غير لا يستقيم .
( 14 ) “ د “ : “ حكما “ .


“ 309 “
كسبا من الجانبين بدليل شرعيّ عقليّ “ 1 “ ، انتهى .
وقال في الباب الثّاني والسّبعين “ 2 “ من “ الفتوحات “ : اتّفق النّظّار كلّهم على أنّ خلق القدرة المقارنة للفعل من العبد للّه وحده ، وأنّها ليست من كسب العبد ، ولا من خلقه بالأصالة ، وإنّما الكسب إسناد الفعل إليه لا غير ، فمن نفى إسناد الفعل إليه أخطأ ؛ لأنّه لا دليل في العقل يخرج الفعل عن العبد ، ومن أثبت “ 3 “ فهو موافق للشّارع “ 4 “ في صحّة إضافة الفعل إليه ، وجميع النّصوص التي جاءت تخرج العبد عن إضافة الفعل إليه تحتمل التّأويل “ 5 “ ؛ نحو قوله “ 6 “ - تعالى - :اللَّهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ” 7 “ ، فإنّ أفعال المخلوقين مقدّرة من اللّه تعالى ، ووجود أسبابها بالأصالة أيضا من اللّه تعالى “ 8 “ ، وليس للعبد فيها مدخل إلّا من حيث إنّه مظهر لها على يديه ؛ إذ الأفعال أعراض ، والأعراض لا تظهر إلّا في جسم .
وأطال في ذلك الشّيخ “ 9 “ ، ثمّ قال : فالحقّ - تعالى - يقول لك : اعمل “ 10 “ ، وهو العامل بك لا أنت ، ثمّ ينسب العمل إليك من حيث كونك مستخلفا في الأرض ، أو امتحانا لك “ 11 “ ؛ لينظر - وهو أعلم - أدبك معه في الفعل هل تدّعي ما أضافه إليك لنفسك ، أو تردّ الأمر إليه أدبا معه ، ولولا أنّ العمل ليس بمحلّ للجزاء من نعيم ، أو ألم “ 12 “ ، لكان الحقيق بالجزاء العمل لا العبد ، فلمّا لم يكن العمل أهلا للتّنعّم والتّألّم ، ولا بدّ للجزاء من قائم يقوم به ، جعل اللّه - تعالى - “ 13 “ محلّه من نسب الفعل إليه حسّا ، وهو المكلّف لأنّه كالآلة للفعل ، انتهى “ 14 “ .
.................................................................................
( 1 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ عقلي شرعي “ .
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ والتسعين “ ، وهو تصحيف ، وعنوانه “ في الحج وأسراره “ . انظر : الفتوحات المكية ، 2 / 419 .
( 3 ) “ أ “ ، “ د “ ، “ ز “ : قوله : “ ومن أثبت “ ساقط .
( 4 ) “ د “ : “ للشارع صلى اللّه عليه وسلم “ .
( 5 ) “ ب “ : بزيادة : “ فهو موافق للشّارع “ .
( 6 ) “ ك “ : “ في نحو قول اللّه تعالى . . . “ .
( 7 ) ( الزمر ، الآية 62 ) .    ( 8 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها .
( 9 ) “ ك “ : “ الشّيخ في ذلك “ .    ( 10 ) “ ب “ : “ اعمل “ ساقطة .
( 11 ) “ ب “ : “ وامتحانا لك “ .
( 12 ) “ ك “ : “ من نعيم وألم “ ، وقد أشار الناسخ في “ ك “ إلى أن الصواب قد يكون بإسقاط “ أو “ .
( 13 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها .
( 14 ) انتهى كلام محيي الدين المأخوذ من الباب الثاني والسبعين من الفتوحات المكية ، 2 / 419.

“ 310 “
وقال في باب الأسرار : ما أجهل من يقول إنّ اللّه - تعالى - لا يخلق بالآلة ، وهو يقرأ “ 1 “ قوله - تعالى - :قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ” 2 “ ، كما أنّ من يجعل الفعل للعبد جاهل أيضا لقوله - تعالى - :فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ” 3 “ ،وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى” 4 “ ، فترى هذا يكفر بما هو به مؤمن “ 5 “ ، هذا هو العجب العجاب ، فالسيف آلة لك ، وأنت والسّيف آلة له ، انتهى “ 6 “ ، وأطال الشّيخ في تفسير هذه الآية في البابين الأحد والتّسعين وثلاثمائة “ 7 “ ، والثّامن والخمسين وخمسمائة “ 8 “ في الكلام على الاسم “ الخالق “ “ 9 “ من “ الفتوحات “ ، فراجعها تر العجب “ 10 “ .
وقال في باب الأسرار منها : ما أمر اللّه - تعالى - “ 11 “ عباده بنصره إلّا وأعطاهم من الاشتراك “ 12 “ في أمره ، فمن قال : لا قدرة لي ، ويعني الاقتدار ، فقد ردّ الآيات والأخبار ، وكان ممّن يكبّ على وجهه في النّار ، فإنّه ممّن نكث ، وألحق تكليف
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ يقبل “ ، وهو تصحيف .  ( 2 ) ( التوبة ، الآية 14 ) .
( 3 ) ( الأنفال ، الآية 17 ) .  ( 4 ) ( الأنفال ، الآية 17 ) .
( 5 ) “ ب “ : “ مؤمن “ ساقطة .
( 6 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 8 / 190 ، وعنوان هذا المبحث في باب الأسرار “ عموم الخطاب لمن طاب “ .
( 7 ) عنوان هذا الباب في الفتوحات “ في معرفة منازلة المسلك السيال الذي لا يثبت عليه أقدام الرجال السؤال “ ، وفي تفسيرها يقول : “ فنفى “ إذ رميت “ ، فأثبت الرمي لمن نفاه عنه ، ثم لم يثبت على الإثبات ، بل أعقب الإثبات نفيا كما أعقب النفي إثباتا ، فقال : “ ولكن اللّه رمى “ ، فما أسرع ما نفى ، وما أسرع ما أثبت لعين واحدة ، فلهذا سميت هذه المنازلة “ المسلك السيال “ تشبيها بسيلان الماء الذي لا يثبت على شيء من مسلكه إلا قدر مروره عليه “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 6 / 369 .
( 8 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ والخامس والخمسين وخمسمائة “ ، “ ب “ : “ الخامس وخمسمائة “ ، ولم أجده في الموضعين ، والصواب كما ورد في الفتوحات في الباب الثامن والخمسين وخمسمائة في حضرة الخلق والأمر ، وهي للاسم “ الخالق“ . انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 309. 
( 9 ) “ أ “ ، “ ب “ : “ الخافض “ ، وهو تصحيف .
( 10 ) عنوان هذا الباب هو “ في معرفة حال قطب كان منزله “ واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا “ . انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 210 .
( 11 ) “ ب “ ، “ ز “ : “ تعالى “ ليست فيهما .
( 12 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ وأعطاهم الاشتراك “ .


“ 311 “
الشّارع “ 1 “ بالعبث ، انتهى “ 2 “ .
وسمعت سيّدي عليّا الخوّاص “ 3 “ يقول : ليس العجز من صفة العبد وحقيقته ، وإنّما هو كناية عن عدم إرادة الحقّ خلق ذلك الفعل ، فإطلاق العجز على العبد مجاز ، انتهى ، فليتأمّل “ 4 “ .
وقال في الباب الثّامن والتّسعين ومائة “ 5 “ : إذا نزّهت الحقّ - تعالى - عن الشّريك فقيّده بالشّركة في الملك دون الفعل لأجل صحّة التّكليف ، فإنّه لولا أنّ للعبد شركة في الفعل ما صحّ تكليفه ، لكنّ تلك الشّركة من خلف حجاب الأسباب ، فمن نزّه ربّه عن شركة الفعل أخطأ الشّرائع “ 6 “ ، انتهى .
وقال في “ لواقح الأنوار “ : محال من الحكيم العليم أن يقول : امش يا مقعد ، أو افعل يا من لا يفعل ، فإنّ الحكمة لا تقتضي ذلك ، فنفي “ 7 “ نسبة الفعل إلى الفاعل ينبغي أن يعرف ، انتهى “ 8 “ ، وقال في باب الوصايا من “ الفتوحات “ : اعلم أنّ الحقّ - تعالى - جعلك محلّا لظهور العمل ووجوده ، ولو لاك لما ظهر للعمل “ 9 “ صورة ، فلك حكم في الإيجاد “ 10 “ لكلّ عمل برز على يديك ، ولا أثر لك فيه .
وزاد “ 11 “ في الباب الثّالث والعشرين وثلاثمائة “ 12 “ ، فقال : أكثر النّاس لا يفرقون بين الأثر والحكم ، بل يظنّون أنّ الأثر هو الحكم ، وليس كذلك ، وأنّ اللّه - تعالى - إذا أراد
.................................................................................
( 1 ) “ د “ : “ الشارع صلى اللّه عليه وسلم “ ، وهي ليست في الفتوحات المكية .
( 2 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 8 / 114 .
( 3 ) “ ك “ : “ رحمه اللّه تعالى “ .
( 4 ) “أ“ ، “ب“ : قول علي الخواص ليس واردا فيهما ، وهو مثبت في “د“ و “ ك “ و “ ز “.
( 5 ) عنوان هذا الباب “ في معرفة النفس بفتح الفاء “ . انظر : الفتوحات المكية ، 4 / 29 .
( 6 ) “ ب “ : “ خطأه الشارع “ .
( 7 ) “ أ “ : “ فيبقى “ ، “ ك “ : “ فبقي “ ، وأحسبه تصحيفا .
( 8 ) ورد نحو هذا القول في الفتوحات المكية ، 4 / 396 .
( 9 ) “ أ “ : “ للعلم “ ، “ ب “ : “ في العمل “ ، وهو تصحيف .
( 10 ) “ ب “ : “ حكم الإيجاد “ .
( 11 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ وأورد في . . . “ .
( 12 ) عنوان هذا الباب “في معرفة منزل بشرى مبشر لمبشر به ، وهو من الحضرة المحمدية“. انظر : الفتوحات المكية ، 5 / 123 .


“ 312 “
إيجاد حركة أو معنى من الأمور التي لا يصحّ وجودها إلّا في محلّ يقوم فيها “ 1 “ ، فلا بدّ من محلّ يظهر “ 2 “ فيه تكوين هذا الأمر الذي لا يقوم بنفسه ، فللمحلّ حكم في إيجاد هذا الممكن ، وما له أثر فيه “ 3 “ ، فهذا الفرق بين الأثر والحكم من تحقّقه عرف وجه نسبة “ 4 “ الفعل إلى اللّه تعالى “ 5 “ ، ووجه نسبته إلى العبد ، وقام بالأدب مع اللّه ومع شرعه ، انتهى “ 6 “ .
وقال في الباب الحادي والسّتّين وثلاثمائة “ 7 “ : من قال إنّ العبد مجبور في عين اختياره فما قام بالأدب مع الشّريعة ، وقد أنف أهل اللّه أن يصرّحوا بمثل ذلك لما “ 8 “ يترتّب عليه من حيث اللّفظ ، وإنّما قالوا إنّ الفعل للّه - تعالى - خلقا ، وللعبد إسنادا “ 9 “ .
وقال في الباب الثّامن والخمسين وخمسمائة “ 10 “ : اعلم أنّه لولا حكم النّسب - بكسر النّون - وتحقّق النّسب بفتحها ما كان للأسباب عين “ 11 “ ، ولا ظهر عندها أثر ، ومعلوم أنّ إسناد العالم “ 12 “ أكثره إلى الأسباب “ 13 “ ، فما شاهد المؤمنون أثرا إلّا لها “ 14 “ ،
.................................................................................
( 1 ) “ د “ : “ يقوم فيه “ ، “ ز “ : يقوم به ، والعبارة في الفتوحات : “ فإن اللّه إذا أراد إيجاد حركة أو معنى من الأمور التي لا يصح وجودها إلا في مواد ؛ لأنها لا تقوم بأنفسها ، فلا بد من وجود محل يظهر فيه تكوين هذا الذي لا يقوم بنفسه“ ، انظر : محيي الدين، الفتوحات المكية، 5 / 124. 
( 2 ) “ د “ : “ يقوم فيه “ .
( 3 ) “ ب “ : “ وله أثر فيه “ .
( 4 ) “ د “ : “ عرف نسبة “ .
( 5 ) “ د “ ، “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيهما .
( 6 ) انتهى كلام محيي الدين الذي اقتبسه الشعراني متصرفا بعبارته ، انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 5 / 124 . 
( 7 ) وسمه محيي الدين بقوله : “ في معرفة منزل الاشتراك مع الحق في التقدير ، وهو من الحضرة المحمدية “ .
وقد لخص بابه ذاك بقوله :ولا تناد بما نادت به فرق * يا مبدأ الأمر بل يا علة العلل 
لأنه لقب أعطت معالمه * فقرا يقوم به كسائر العلل انظر : الفتوحات المكية ، 6 / 3 .
( 8 ) “ د “ ، “ ز “ : “ بما “ ، “ ك “ : “ فيما “ ، “ أ “ : “ ذلك “ ساقطة .
( 9 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 6 / 12 .
( 10 ) عنوان هذا الباب “ في معرفة الأسماء الحسنى التي لرب العزة وما يجوز أن يطلق عليه منها لفظا وما لا يجوز “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 288 .
( 11 ) “ د “ : “ أثر “ ، ولعل ما ورد في النسخ الأخرى والفتوحات هو الأليق بسياق الكلام .
( 12 ) “ أ “ : “ العام “ ، “ ب “ : “ إسناد العلوم “ ، وما أثبته من “ د “ و “ ك “ و “ ز “ والفتوحات .
( 13 ) “ د “ : قوله : “ عين ، ولا ظهر عندها أثر ، ومعلوم أن إسناد العالم أكثره إلى الأسباب “ ساقط .
( 14 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ إلا منها “ .


“ 313 “
وما عقلوه إلّا عندها ، فمن النّاس من قال : وجدت الآثار بها ولا بدّ ، ومن النّاس من قال : 
عندها ولا بدّ ، وأمّا نحن وأمثالنا من أهل الكشف والتّحقيق فنقول : وجدت الآثار بها وعندها “ 1 “ ؛ أي عندها عقلا ، وبها شهودا ، وحسّا ، فما طلب الحقّ - تعالى - من عباده إلّا ما لهم فيه تعمّل ، فلا بدّ من حقيقة تكون هنا تعطي الإضافة في العمل إليك مع كونه خلقا للّه “ 2 “ - تعالى - لا لك ،وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ( 96 ) “ 3 “ ، فالعمل للعبد ، والخلق للّه “ 4 “ ، وبين العمل والخلق فرقان في المعنى واللّفظ ، وقد يكون للأمر الواحد وجوه كثيرة ، فمن حيث ما هو عمل هو لك ، وتجازى به ، ومن حيث ما هو خلق هو “ 5 “ للّه تعالى ، فلا تغفل عن معرفة هذا ، فإنّه معنى لطيف خفيّ “ 6 “ ، انتهى .
وهذا قريب ممّا قرّرناه مرارا في معنى “ أرحم الرّاحمين “ ، وهو أنّ جميع ما ظهر من الرّحمة في الدّنيا والآخرة إنّما ظهر على يد الأسباب ، وبقيت “ 7 “ رحمة أرحم الرّاحمين القائمة بذاته ، لم يبد لنا منها شيء ، فمن تأمّل وجد ما ظهر من الرّحمة بالنّسبة لما لم يظهر “ 8 “ كذرّة في أرض فلاة ، واللّه أعلم “ 9 “ ، ومن تحقّق بذلك صحّ له جعل “ أفعل “ التّفضيل على بابه “ 10 “ .
وقال في الباب التّاسع والسّبعين ومائتين “ 11 “ : “ لولا الرّابطة بين الرّبّ والمربوب ما
.................................................................................
( 1 ) الفتوحات : “ . . . بالأمرين معا : عندها عقلا ، وبها شهودا وحسا “ . انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 333 .
( 2 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ مع كونها خلق اللّه “ .
( 3 ) ( الصافات ، الآية 96 ) .
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ للّه تعالى “ .
( 5 ) “ ب “ : “ هو “ ساقطة ، أما “ د “ : “ فهو خلق هو للّه “ ، وما أثبته من “ أ “ و “ ك “ و “ ز “ والفتوحات المكية .
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ خفي “ ساقطة. وانظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 333. 
( 7 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ وبقية “ .
( 8 ) “ ك “ : “ لم “ ساقطة ، “ ز “ : العبارة : “ بالنسبة إلى ما بطن “ .
( 9 ) “ ك “ : “ واللّه سبحانه وتعالى “ .
( 10 ) “ ك “ : “ على به “ .
( 11 ) عنوان هذا الباب “ في معرفة منزل الاعتبار وأسراره من المقام المحمدي “ . انظر الفتوحات المكية ، 4 / 353 .
 
“ 314 “
كان - تعالى - مكلّفا عباده بالأمر والنّهي ، ولا جازاهم على أفعالهم ، ولا كان المربوب قبل “ 1 “ التّخلق بأخلاقه ، ولا كان ممّن “ 2 “ يدلّ على اللّه تعالى “ 3 “ ، ويعرّف عباده بالأدب معه ، فتفطّن يا أخي لما نبّهناك عليه، فإنّي أظنّ أنّه ما طرق سمعك قطّ، ومن لم يعرف ذلك فاته علم كثير “ 4 “. 
وذكر نحوه أيضا في الباب الحادي والسّتّين “ 5 “ ، وقال في الباب الثّاني “ 6 “ والعشرين من “ الفتوحات “ “ 7 “ : صورة مسألة خلق الأفعال “ 8 “ وكسبها صورة لا في حروف الهجاء ؛ لأنّ الرّائي لا يدري ببادئ الرّأي أيّ الفخذين هو اللّام ، حتّى يكون الآخر هو الألف ، ويسمّى هذا الحرف الذي هو لام ألف حرف التباس “ 9 “ في الأفعال ، فلم يتخلّص الفعل الظّاهر على يد المخلوق لمن هو ، فإن قلت : هو للّه “ 10 “ : صدقت ، وإن قلت : هو للمخلوق صدقت ، قال : ولولا ذلك ما صحّ خطاب العبد بالتّكليف ، ولا أضاف الحقّ
.................................................................................
( 1 ) “ ب “ : “ يقبل “ .     ( 2 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ مما “ .
( 3 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها .
( 4 ) “ ك “ : العبارة : “ ولم تعرف ذلك ، فإنه علم كبير “ ، وما أثبته من “ أ “ و “ د “ و “ ز “ والفتوحات المكية ، وعبارة محيي الدين في الفتوحات : “ فلولا النسبة الموجودة بين الرب والمربوب ما دل عليه ، ولا قبل الاتصاف بصفته لا هذا ولا هذا ، وبتلك النسبة كان الحق مكلفا عباده وآمرا وناهيا ، وبها بعينها كان الخلق مكلفا مأمورا منهيا ، فحقق ما نبهناك عليه إن كنت ذا قلب ، وألقيت السمع وأنت شهيد لما ذكرناه ، فإن لم تكن كذلك ، فاتك خير كثير ، وعلم نافع جليل القدر ، لكنه عظيم الخطر إلا أن يعصم اللّه “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 4 / 357 .
( 5 ) “ ز “ : قوله : “ “ وذكر نحوه أيضا في الباب الحادي والستين “ ساقط من “ ز “ . وعنوان هذا الباب هو “ في معرفة جهنم وأعظم المخلوقات فيها عذابا ومعرفة بعض العالم العلوي “ ، وقد ورد ما أشار إليه الشعراني ثمّ ، انظر : الفتوحات المكية ، 1 / 452 .
( 6 ) “ أ “ ، “ ك “ ، “ د “ ، “ ز “ : “ الحادي “ ، والصواب ما ورد في المتن من “ ب “ والفتوحات المكية ، 1 / 262 .
( 7 ) وقد وسمه محيي الدين بأنه “ في معرفة علم منزل المنازل ، وترتيب جميع العلوم الكونية “ . انظر : الفتوحات المكية ، 1 / 262 .
( 8 ) “ د “ : “ خلق الأفعال وكيفيتها وكسبها “ .
( 9 ) “ د “ ، “ ز “ : “ الالتباس “ .
( 10 ) “ ب “ : “ للّه تعالى “ .


“ 315 “
- تعالى - الفعل إليه في نحو قوله “ 1 “ :اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ” 2 “ ، انتهى “ 3 “ . 
وقال في الباب الثّاني والعشرين وأربعمائة “ 4 “ : “ إنّما أضاف - تعالى - “ 5 “ إلينا الأعمال ، لكوننا محلّا للثّواب والعقاب ، وهي للّه - تعالى - خلقا ، ولنا كسبا ، فهو - تعالى - الفاعل فينا بنا ، وأطال في ذلك “ 6 “ .
وقال في الباب الأحد وعشرين ومائة “ 7 “ : “ اعلم أنّ مسألة خلق الأفعال وتعقّل وجه الكسب فيها من أصعب المسائل ، قال : وقد مكثت عمري الماضي كلّه أستشكلها ، ولم يفتح لي بالحقّ “ 8 “ فيها ، وبالعلم “ 9 “ بما هو الأمر عليه إلّا ليلة تقييدي لهذا الباب في سنة ثلاث وثلاثين وستّمائة ، قلت : وذلك قبل موت الشّيخ بخمس سنين ، واللّه أعلم . قال
.................................................................................
( 1 ) “ ب “ : “ في قوله “ .
( 2 ) ( فصلت ، الآية 40 ) .
( 3 ) انتهى كلام محيي الدين الذي نقله عنه الشعراني متصرفا فيه ، وعبارته ثم : “ إن انعقد اللام بالألف كما قلنا ، وصار عينا واحدة ، فإن فخذيه يدلان على أنهما اثنان ، ثم العبارة باسمه تدل على أنه اثنان ، فهو اسم مركب من اسمين لعينين : العين الواحدة اللام ، والأخرى الألف ، ولكن ، لما ظهرا في الشكل على صورة واحدة ، لم يفرق الناظر بينهما ، ولم يتميز له أي الفخذين هو اللام حتى يكون الآخر الألف ، فاختلف الكتّاب فيه ، فمنهم من راعى التلفظ ، ومنهم من راعى ما يبتدئ به مخططه ، فيجعله أولا ، فاجتمعا في تقديم اللام على الألف ، لأن الألف هنا تولد عن اللام بلا شك ، وكذلك الهمزة تتلو اللام في مثل قوله : “ لأنتم أشد رهبة “ وأمثاله ، وهذا الحرف ، أعني لا ألف ، هو حرف الالتباس في الأفعال ، فلم يتخلص الفعل الظاهر على يد المخلوق لمن هو ؟ إن قلت : هو للّه صدقت ، وإن قلت هو للمخلوق صدقت ، ولولا ذلك ما صح التكليف وإضافة العمل من اللّه للعبد “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 1 / 270 .
( 4 ) عنوان هذا الباب “ في معرفة منازلة : من رد إلى فعلي فقد أعطاني حقي وأنصفني مما لي عليه “ . انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 48 . 
( 5 ) “ ك “ : “ أضاف الحق تعالى “ .
( 6 ) انظر عبارة محيي الدين في الباب الثاني والعشرين وأربعمائة من الفتوحات ، 7 / 49 ، وقد نقلها الشعراني متصرفا فيها ، وفيها يقول محيي الدين : “ فرد الفعل الذي أضافه إلى نفسه ، . . . ، فتعلم أن المكلفين هم المقصودون بالخطاب والتكليف ، فإنهم محل العقاب والثواب بخلاف سائر المخلوقين “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 49 .
( 7 ) عنوان هذا الباب “ في مقام ترك الشكر “ . انظر : الفتوحات المكية ، 3 / 305 . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : العبارة : “ لم يفتح لي الحق تعالى فيها “ .
( 9 ) “ ب “ : العبارة : “ يفتح لي بالحق وبالعمل بما “ ، والعبارة في “ ز “ مضطربة ركيكة .


“ 316 “
الشّيخ : وكنت قبل أن يفتح لي “ 1 “ بعلمها يعسر عليّ تصوّر الفعل بين الكسب الذي يقول به قوم وبين الخلق الذي يقول به آخرون “ 2 “ ، والآن فقد عرفت تحقيق هذه المسألة على القطع الذي لا شكّ فيه “ 3 “ ، وقد قال الإمام أبو حامد الغزاليّ “ 4 “ : هذه المسألة من مسائل سرّ القدر ، لا يصحّ كشف علمها لأحد في هذه الدّار ، وهو معذور في ذلك “ 5 “ .
قال الشّيخ محيي الدّين ابن العربي “ 6 “ : “ وصورة هذا الفتح “ 7 “ أنّ الحقّ - تعالى - أوقفني بين يديه في المنام بكشف بصري “ 8 “ على المخلوق الأوّل الذي لم يتقدّمه مخلوق ؛ إذ لم يكن ثمّ إلّا وحده “ 9 “ ، وقال لي : انظر ، هل ههنا أمر يورث اللّبس والحيرة ؟ قلت : لا يا ربّ ، قال لي : وهكذا جميع ما تراه من المحدثات ، ما لأحد فيه أثر “ 10 “ ولا شيء من الخلق ، فأنا الذي أخلق الأشياء عند الأسباب لا بالأسباب ، فيكون عن أمري ، خلقت النّفخ وعيسى ، وخلقت التّكوين في الطّائر ، فقلت له : يا ربّ ، فنفسك إذا خاطبت بقولك : افعل ، ولا تفعل ، فقال لي : إذا أطلعتك بشيء من علمي فالزم الأدب ، ولا تحاقق ، فإنّ الحضرة لا تحتمل المحاققة ، فقلت له : يا ربّ ، وهذا عين ما نحن فيه ، ومن يحاقق ومن يتأدّب وأنت خالق المحاققة والأدب ؟ ، فإن خلقت المحاققة فلا بدّ من حكمها ، وإن خلقت الأدب فلا بدّ من حكمه ، فقال : هو ذاك ، فاسمع وأنصت . فقلت له : يا ربّ ، ذلك لك ، اخلق السّمع حتّى أسمع ، والإنصات حتّى أنصت ، وما يخاطبك الآن سوى ما خلقت ،
.................................................................................
( 1 ) “ ب “ : “ لي “ ساقطة .
( 2 ) “ ب “ : “ يقول به قوم “ ، “ ز “ : العبارة : “ بين الكسب الذي يقول به وبين الخلق الذي يقول بها قوم . . . “ .
( 3 ) “ ب “ : “ أشك فيه “ .
( 4 ) “ د “ ، “ ب “ : “ رحمه اللّه “ .
( 5 ) الكلام لمحيي الدين في الفتوحات المكية ، 3 / 307 .
( 6 ) “ د “ : “ رضي اللّه عنه “ . وانظر قول محيي الدين في الباب الأحد والعشرين ومائة من الفتوحات المكية ، 3 / 307 .
( 7 ) “ ب “ : “ النّفخ “ ، وهو تصحيف لا يستقيم به المعنى .
( 8 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ بصيرتي “ ، وفي الفتوحات كما ورد في المتن .
( 9 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ إلا اللّه تعالى وحده “ .
( 10 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ أثر “ ساقطة 


“ 317 “
فقال لي : ما أخلق إلّا ما علمت ، وما علمت “ 1 “ إلّا ما هو المعلوم عليه في الأزل حين تعلّق علمي به في الأزمان “ 2 “ ، ولي الحجّة البالغة ، انتهى “ 3 “ .
قلت : ومع هذا الكشف العظيم فلا بدّ من نسبة الفعل إلى العبد لتجري عليه الأحكام ، وتقام عليه الحدود ، واللّه أعلم ، فإن قلت : قد أضاف اللّه - تعالى - الخلق “ 4 “ إلى الخلق في قوله - تعالى - في عيسى “ 5 “ :وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي” 6 “ ، فالجواب أنّ قوله بِإِذْنِ يردّ إلى التّكليف والعبوديّة “ 7 “ ، وغايته أنّه خرج عن الإثم الذي يلحق المصوّرين ، فكأنّه نجّار أو فاخوريّ لا غير ، وقد ذكر الشّيخ في الباب الثّامن والثّلاثين وثلاثمائة “ 8 “ من “ الفتوحات “ في معنى قوله “ 9 “ - تعالى - :أَ رَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ” 10 “ : اعلم أنّ خلق عيسى للطّير “ 11 “ إنّما كان بإذن من اللّه ، فكان خلقه للطّير عبادة يتقرّب بها إلى اللّه تعالى ، فإنّ اللّه - تعالى - ما أضاف الخلق حقيقة إلّا لإذن اللّه، فإنّ عيسى بالإجماع عبد ، والعبد لا يكون خالقا “ 12 “.
قال “ 13 “ : وإنّما جئنا بهذه المسألة لعموم كلمة “ ما “ ، فإنّها لفظة تطلق على كلّ
.................................................................................
( 1 ) “ أ “ ، “ ب “ : قوله : “ وما علمت “ ساقط ، وما أثبته من “ د “ و “ ك “ و “ ز “ .
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : العبارة : “ حين تعلق علمي به فيّ لا في زمان “ .
( 3 ) انتهى كلام محيي الدين الذي نقله الشعراني بتصرف .
( 4 ) “ ب “ : “ الحق “ ، وهو تصحيف يخل بالمعنى .
( 5 ) “ د “ : أضاف قوله : “ عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام “ .
( 6 ) ( المائدة ، الآية 110 ) .
( 7 ) “ أ “ : “ العبودية “ ساقطة .
( 8 ) ما ورد في كل النسخ التي بين يدي : “ السابع والثلاثين وثلاثمائة “ ، وليس ذلك كذلك ، وإنما ورد ذلك في الباب الثامن والثلاثين وثلاثمائة من الفتوحات المكية ، 5 / 221 .
( 9 ) “ ك “ : العبارة : “ في قوله تعالى “ .
( 10 ) ( الأحقاف ، الآية 4 ) .
( 11 ) “ د “ : “ عليه الصلاة والسلام “ .
( 12 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 5 / 221 .
( 13 ) يعني بذلك محيي الدين ، وقد ورد كلامه ذاك في الباب نفسه ، أعني الثامن والثلاثين وثلاثمائة من الفتوحات المكية ، 5 / 221 


“ 318 “
شيء ممّن يعقل ، وممّن لا يعقل “ 1 “ ، هكذا قال سيبويه “ 2 “ ، وهو المرجوع إليه في علم اللّسان ، فإنّ بعض المنتحلين لهذا الفنّ يقولون : إنّ لفظة “ ما “ تختصّ بما لا يعقل ، و “ من “ تختصّ “ 3 “ بمن يعقل ، وهو قول غير محرّر إلّا أن يراد أنّ القاعدة أغلبيّة “ 4 “ ، فقد رأينا في كلام العرب جمع ما لا يعقل “ 5 “ جمع من يعقل ، وإطلاق “ ما “ على ما يعقل ، وأطال في ذلك ، ثمّ قال : فعلم أنّه لا يقال في لفظة “ ما “ من قوله “ 6 “ : “ ما تعبدون من دون اللّه “ “ 7 “ إنّ المراد بها من لا يعقل ، فإنّ عيسى - عليه الصّلاة والسّلام - “ 8 “ يعقل مع أنّه “ 9 “ لا يدخل في هذا الخطاب جزما ، فما قاله سيبويه أولى ، أي بالاجتهاد من حيث إنّ القاعدة أغلبيّة ، انتهى“ 10 “ .
.................................................................................
( 1 ) “ أ “ ، “ ب “ : قوله : “ وممن لا يعقل “ ساقط .
( 2 ) انظر مذهب سيبويه في هذه المسألة في الكتاب ، 4 / 228 ، وقد جاء فيه : “ ( من ) ، وهي للمسألة عن الأناسي ، ويكون بها الجزاء للأناسي ، ويكون بمنزلة “ الذي “ للأناسي ، . . . ، و ( ما ) مثلها ، إلا أن ( ما ) مبهمة تقع على كل شيء “ .
( 3 ) “ ب “ : “ يختص “ .
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : قوله : “ إلا أن يراد أن القاعدة أغلبية “ ساقط ، ولم ترد هذه الجملة في عبارة محيي الدين في الفتوحات المكية .
( 5 ) “ أ “ ، “ ب “ : قوله : “ جمع ما لا يعقل “ ساقط .
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ قوله تعالى “ .
( 7 ) في التنزيل :إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ( الأنبياء ، 98 ) ، وكذلك :ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ( يوسف ، 40 ) .
( 8 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ عليه الصلاة والسلام “ ليست فيها .
( 9 ) “ ب “ : قوله : “ مع أنه “ ساقط .
( 10 ) انظر كلام محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 5 / 222 .

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الأحد 17 ديسمبر 2023 - 7:00 من طرف عبدالله المسافربالله

فهرس المحتويات لكتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني 898 ه‍ - 973 ه‍ 

فهرس المحتويات 
الإهداء 3 
مهاد وتأسيس 5 
مقدّمة التّحقيق 9 
أوّلا : ترجمة المؤلّف 9 
اسمه وكنيته ونسبه 9 
مولده وطلبه للعلم 10 
المرحلة الأولى : النّاشىء في القرية 10 
المرحلة الثّانية : المتعلّم في مصر 11 
المرحلة الثّالثة : الدّاخل في طريق القوم 12 
شيوخه 14 
من تآليفه 15 
الدّسّ عليه 28 
وفاته 30 
من لطيف كلامه 31 


ثانيا : الشّعرانيّ في عيون المستشرقين 32 
المستشرق “ نيكلسون “ 32 
المستشرق “ ماكدونالد “ 32 
المستشرق “ فوللرز “ 32 
المستشرق “ بروكلمان “ 32 
ثالثا : شكل الكتاب ومضمونه 33 
رابعا : بين الشّعرانيّ والشّيخ محيي الدّين ابن العربي 36 
خامسا : زمن تصنيف الكتاب ونسبته 38 
سادسا : المصطلح الصّوفيّ في هذا الكتاب 38


سابعا : وصف النّسخ المخطوطة 43 
ثامنا : سير التّحقيق 46 
تاسعا : صور من النّسخ المخطوطة 48 
الكتاب محقّقا 63 
شروط من يتصدّر للجواب عن آيات الصّفات 64 
مفهوم التّقدير والتّدبير 66 
معنى حديث “ والشّقيّ من شقي في بطن أمّه “ 68 
المحاجّة بين آدم وموسى عليهما السّلام 71 
تفاوت الوجود في المقامات والذّوات 75 
شبهة الاعتراض على القدرة 78 
مقصود الكتاب 82 
العقيدة الصّالحة الجامعة 82 
الجواب عن الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم 88 
الأشعريّة والماتريديّة 90 
الباعث على تصنيف كتب العقائد 92 
القرآن دليل قطعيّ سمعيّ عقليّ 92 
عقيدة العوامّ الفطريّة 95 
توهّم أنّ نفوذ الأقدار متوقّف على وجود الخلق 97 
توهّم أنّ محبّة الحقّ لشيء كمحبّة الخلق 98 
توهّم إحاطة الخلق بالحقّ تعالى 99 
توهّم خلق الوجود من عدم في علم الحقّ 103 
توهّم إضافة النّسيان وغيره ممّا لا يجوز إلى جناب الحقّ 104 
توهّم معرفة كنه الذّات المقدّس 104 
كلام الشّيخ محيي الدّين ابن العربي على ماهيّة الذّات وكنهها 106


توهّم ارتفاع حجابيّة العلم بين الحقّ والخلق 112 
توهّم مراقبة الذّات الأحديّة 113 
توهّم صحّة الأنس باللّه 114 
توهّم الخلق صورة معقولة للحقّ 116 
توهّم الوحدة المطلقة وأنّ كلّ ما وقع عليه البصر هو اللّه 120 
توهّم أنّ ذات الحقّ مقيّدة مشبّهة أخذا من حديث “ ينزل ربّنا كلّ ليلة “ 123 
توهّم قدم العالم 125 
توهّم إيجاد العالم من ذاته 128 
توهّم “ لولا التّوحيد ما فهمت الوحدانيّة “ 130 
توهّم جهة الفوق دون التّحت 132 
أقوال المتصوّفة في دفع شبهة الجهة في جناب الحقّ 133 
مذهب الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في آية الاستواء 136 
أقوال المتصوّفة في آية الاستواء وحديث النّزول 139 
توهّم “ لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن “ 147 
توهّم أنّ غضب الحقّ على وزان غضب الخلق 151 
توهّم التّكليف بما هو فوق الطّاقة 152 
توهّم الجبريّة 154 
مذهب الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في قول الحقّ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ160 
تعلّق علم الحقّ بالخلق قديما 165 
توهّم أنّ ظلم الخلق من غير إرادة الحقّ 167 
توهّم استفادة الحقّ علما من الخلق 167 
مذهب الشّيخ محيي الدّين ابن العربي على قول الحقّ حَتَّى نَعْلَمَ168 
توهّم أنّ نزول البلاء على أهل محلّة العاصي ليس بعدل 175


توهّم في معنى “ من عرف نفسه عرف ربّه “ 177 
توهّم أنّ التّسبيح تنزيه عن النّقائص 182 
توهّم أنّ الحقّ يوجب على نفسه ما لا يصحّ له الرّجوع عنه 184 
تخصيص قول الحقّ “ ورحمتي وسعت كلّ شيء “ 187 
توهّم القول بأنّ الحقّ غنيّ عن إيجاد الخلق لا وجودهم 188 
توهّم حلول الحقّ واتّحاده بالخلق 192 
منع الشّيخ محيي الدّين ابن العربي مفهوم الحلول والاتّحاد 192 
توهّم الخلق أينيّة للحقّ 199 
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز 201 
توهّم أنّ الحقّ يضبطه اصطلاح 206 
توهّم تقييد أسماء الحقّ وصفاته 207 
توهّم إيجاد العالم عن عدم متقدّم مطلقا 209 
توهّم خلق العالم على مثال سابق 213 
توهّم أنّ صفات الحقّ غيره 217 
توهّم عدم إيلام الحقّ للدّوابّ والأطفال 221 
كلام الشّيخ محيي الدّين ابن العربي على هذه المسألة 222 
توهّم أنّ قرب الحقّ أو بعده مسافة 224 
توهّم أنّ كلام الحقّ يكون عن صمت متقدّم 226 
كيفيّة كلام اللّه وحدوثه وقدمه 228 
عقيدة الشيخ ابن العربيّ في كلام اللّه 231 
توهّم أنّ سماع جبريل أو النّبيّ كلام اللّه كسماع الخلق بعضهم بعضا 237 
القول على الحروف المقطّعة أوائل السّور 238 
توهّم أنّ آيات الصّفات وأخبارها مكيّفة 241 
تأويل بعض آيات الصّفات الواردة في جنب الحقّ 244


توهّم أنّ للحقّ تعالى قدمين 249 
توهّم انتفاء تأبيد الخلود في النّار 252 
توهّم أن كتابة الحقّ ككتابة الخلق 258 
توهّم العقل في قصور القدرة الإلهيّة 261 
توهّم العقل أنّ النّشأة الإنسانيّة لا تكون إلّا عن سبب واحد 268 
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب 274 
باب القول على رؤية الخلق للحقّ في المنام 277 
باب القول على كلام الصّوفيّة في رؤية الحقّ 278 
الفرق بين الشّهود والرّؤية 282 
باب القول على رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ288 
باب القول على لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ296 
توهّم نفي رؤية الحقّ في المنام 300 
حجّة المانعين للرّؤية 302 
توهّم مذهب الجبريّة 305 
مذهب الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في مسألة خلق الأفعال وتعقّل وجه الكسب فيها 307 
الكلام على سرّ “ كن “ وتعلّقه بكسب الأفعال 318 
وجه إضافة الفعل إلى الحقّ ووجه إضافته إلى الخلق 320 
توهّم أنّ أفعال الحقّ بالحكمة 327 
توهّم أنّ الحقّ خلق الخلق وقد تركهم لا يبالي 329 
توهّم أنّ حكم الإلهام في التّقوى والفجور واحد 330 
توهّم في معنى “ إنّ رحمتي سبقت غضبي “ 331 
الدّسّ على الشّيخ محيي الدّين ابن العربي والشّعرانيّ 332 
توهّم في معنى “ بادرني عبدي “ 336
توهّم حقيقة الرّوح 337  
توهّم أنّ للحقّ وجها كوجه الخلق 341
لا نكفّر أحدا من أهل القبلة بذنب 343
* * *

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» توهّم صحّة الأنس باللّه كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» توهّم في معنى من عرف نفسه عرف ربّه كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» توهّم أنّ نفوذ الأقدار متوقّف على وجود الخلق كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى