اتقوا الله ويعلمكم الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» الله لا يعرفه غيره وما هنا غير فلا تغفلوا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 2 مارس 2024 - 1:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» فإن الكلام الحق ذلك فاعتمد عليه ولا تهمله وافزع إلى البدء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 23:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» وما تجليت إلا لي فأدركني عيني وأسمعت سمعي كل وسواس من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة التلقينات الأربعة من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024 - 0:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» رسالة حرف الكلمات وصرف الصلوات من مخطوط نادر من رسائل الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرعد وابراهيم والحجر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة الفاتحة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المصنف لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المحقق لكتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الرحمن والواقعة والملك كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النبأ والنازعات والبروج كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:38 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة العصر والهمزة والفيل كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:37 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس موضوعات كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» وهب نسيم القرب من جانب الحمى فأهدى لنا من نشر عنبره عرفا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 25 فبراير 2024 - 3:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلم نخل عن مجلى يكون له بنا ولم يخل سر يرتقى نحوه منا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 23 فبراير 2024 - 23:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما في الوجود شيء سدى فيهمل بل كله اعتبار إن كنت تعقل من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 21 فبراير 2024 - 1:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن كنت عبدا مذنبا كان الإله محسنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن المهيمن وصى الجار بالجار والكل جار لرب الناس والدار من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 20 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ويقول العقل فيه كما قاله مدبر الزمنا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الدخان والجاثية والفتح كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 18 فبراير 2024 - 2:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» فهرس المواضع كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» فعاينت آحادا ولم أر كثرة وقد قلت فيما قلته الحق والصدقا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 20:15 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل يتضمّن نبذا من الأسرار الشرعيّة الأصليّة والقرآنيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الزمر وغافر وفصلت كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 16 فبراير 2024 - 19:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» عشريات الحروف من الألف الى الياء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأحزاب ويس وفاطر كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 21:10 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الفرقان والشعراء والقصص كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:44 من طرف عبدالله المسافربالله

» خواتم الفواتح الكلّيّة وجوامع الحكم والأسرار الإلهيّة القرآنيّة والفرقانيّة وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 20:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» حاز مجدا سنيا من غدا لله برا تقيا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:29 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل في بيان سرّ الحيرة الأخيرة ودرجاتها وأسبابها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 2:05 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة مريم وطه والانبياء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 14 فبراير 2024 - 1:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة يونس وهود ويوسف كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 18:41 من طرف عبدالله المسافربالله

»  قال الشيخ من روح سور من القرآن الكريم من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 17:47 من طرف عبدالله المسافربالله

» مراتب الغضب مراتب الضلال كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» صورة النعمة وروحها وسرّها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 16:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ومما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة الأنعام وبراءة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من علوم سورة النساء كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 12 فبراير 2024 - 0:01 من طرف عبدالله المسافربالله

»  في الإمام الذي يرث الغوث من روح تبارك الملك من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 19:43 من طرف عبدالله المسافربالله

» بيان سرّ النبوّة وصور إرشادها وغاية سبلها وثمراتها كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 18:50 من طرف عبدالله المسافربالله

» فاتحة القسم الثالث من أقسام أمّ الكتاب كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 12:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة آل عمران كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 11 فبراير 2024 - 0:42 من طرف عبدالله المسافربالله

» وصل العبادة الذاتيّة والصفاتيّة كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» حروف أوائل السور يبينها تباينها إن أخفاها تماثلها لتبديها مساكنها من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 10 فبراير 2024 - 21:20 من طرف عبدالله المسافربالله

» مما تنتجه الخلوة المباركة من سورة البقرة كتاب الجوهر المصون والسر المرقوم فيما تنتجه الخلوة من الأسرار والمعلوم
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» نبدأ بـ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 16:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» علمت أن الله يحجب عبده عن ذاته لتحقق الإنساء من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 9:26 من طرف عبدالله المسافربالله

» كل فعل انسان لا يقصد به وجه الله يعد من الأجراء لا من العباد كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 1:04 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشرقت شمس المعاني بقلوب العارفينا من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 9 فبراير 2024 - 0:52 من طرف عبدالله المسافربالله

» المزاج يغلب قوّة الغذاء كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 7:11 من طرف عبدالله المسافربالله

» ذكر الفواتح الكلّيّات المختصّة بالكتاب الكبير والكتاب الصغير كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» تفصيل لمجمل قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 4:09 من طرف عبدالله المسافربالله

» فلله قوم في الفراديس مذ أبت قلوبهم أن تسكن الجو والسما من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 8 فبراير 2024 - 0:31 من طرف عبدالله المسافربالله

»  التمهيد الموعود به ومنهج البحث المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 7 فبراير 2024 - 2:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» مقدمة المؤلف كتاب إعجاز البيان في تفسير أم القرآن العارف بالله الشيخ صدر الدين القونوي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 23:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب أنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 19:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب الأوبة والهمة والظنون والمراد والمريد من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 2:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» في باب البحر المسجور من ديوان الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» الفهرس لكتاب ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» قصائد ودوبيتات وموشّحات ومواليات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 6 فبراير 2024 - 1:02 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية الحروف بالمعشرات ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 4 فبراير 2024 - 22:17 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ألف والياء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 23:31 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهاء والواو ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 21:57 من طرف عبدالله المسافربالله

» كتاب أخبار الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 17:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف النون ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 3 فبراير 2024 - 1:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الميم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 18:48 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف اللام ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 1 فبراير 2024 - 1:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الكاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 30 يناير 2024 - 17:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الغين المعجمة والفاء والقاف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 29 يناير 2024 - 1:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الظاء المعجمة والعين ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 28 يناير 2024 - 2:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الشين والصاد والضاد والطاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 27 يناير 2024 - 3:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الزاي والسين المعجمة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 26 يناير 2024 - 14:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» ديوان الحلاج لابي المغيث الحسين بن منصور الحلاج
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:25 من طرف عبدالله المسافربالله

» لئن أمسيت في ثوبي عديم من ديوان الحلاج
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:16 من طرف عبدالله المسافربالله

» سبحان من أظهر ناسوته من ديوان الحلاج
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:08 من طرف عبدالله المسافربالله

» ما يفعل العبد والأقدار جارية من ديوان الحلاج
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 22:03 من طرف عبدالله المسافربالله

» العشق في أزل الآزال من قدم من ديوان الحلاج
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 21:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الذال المعجمة والراء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 25 يناير 2024 - 20:33 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الخاء والدال ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 23:22 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الحاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأربعاء 24 يناير 2024 - 16:59 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الثاء والجيم ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 23:49 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف التاء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 18:35 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الباء ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالثلاثاء 23 يناير 2024 - 0:58 من طرف عبدالله المسافربالله

» تمهيد كتاب المهدي وقرب الظهور وإقترب الوعد الحق
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:18 من طرف عبدالله المسافربالله

» أنتم ملكتم فؤادي فهمت في كل وادي من ديوان الحلاج
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 23:01 من طرف عبدالله المسافربالله

» والله لو حلف العشاق أنهم موتى من الحب من ديوان الحلاج
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:51 من طرف عبدالله المسافربالله

» سكرت من المعنى الذي هو طيب من ديوان الحلاج
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:45 من طرف عبدالله المسافربالله

» مكانك من قلبي هو القلب كله من ديوان الحلاج
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» إن الحبيب الذي يرضيه سفك دمي من ديوان الحلاج
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:30 من طرف عبدالله المسافربالله

» كم دمعة فيك لي ما كنت أُجريها من ديوان الحلاج
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» يا نَسيمَ الريح قولي لِلرَشا من ديوان الحلاج
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 22:12 من طرف عبدالله المسافربالله

» قافية حرف الهمزة ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالإثنين 22 يناير 2024 - 14:24 من طرف عبدالله المسافربالله

» ترجمة المصنّف ومقدمة المؤلف ديوان الحقائق ومجموع الرقائق الشيخ عبد الغني النابلسي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالأحد 21 يناير 2024 - 15:19 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي النون والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:36 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي القاف واللام والعين شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالسبت 20 يناير 2024 - 21:27 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي السين والضاد والعين والفاء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:39 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الجيم والدال والراء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالجمعة 19 يناير 2024 - 16:28 من طرف عبدالله المسافربالله

» أشعار نسبت إلى الحلّاج قوافي الألف والباء والهمزة شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:40 من طرف عبدالله المسافربالله

» القوافي في ديوان الحلّاج الهاء والواو والياء شرح ديوان الحسين ابن المنصور الحلاج د. كامل مصطفى الشيبي
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Emptyالخميس 18 يناير 2024 - 20:28 من طرف عبدالله المسافربالله

المواضيع الأكثر نشاطاً
منارة الإسلام (الأزهر الشريف)
أخبار دار الإفتاء المصرية
فتاوي متنوعة من دار الإفتاء المصرية
السفر الأول فص حكمة إلهية فى كلمة آدمية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر‌ ‌السابع‌ ‌والعشرون‌ ‌فص‌ ‌حكمة‌ ‌فردية‌ ‌في‌ ‌كلمة‌ ‌محمدية‌ ‌.موسوعة‌ ‌فتوح‌ ‌الكلم‌ ‌في‌ ‌شروح‌ ‌فصوص‌ ‌الحكم‌ ‌الشيخ‌ ‌الأكبر‌ ‌ابن‌ ‌العربي
السفر الخامس والعشرون فص حكمة علوية في كلمة موسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السفر الثاني فص حكمة نفثية فى كلمة شيثية .موسوعة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
السـفر الخامس عشر فص حكمة نبوية في كلمة عيسوية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
مكتب رسالة الأزهر
السـفر السادس عشر فص حكمة رحمانية في كلمة سليمانية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي




البحث في جوجل

توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

اذهب الى الأسفل

12122023

مُساهمة 

توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني Empty توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني




توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني 898 ه‍ - 973 ه‍ 

39 - [ توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز ] 

وممّا أجبت به من يتوهّم أنّ معيّته - تعالى - “ 5 “ معنا كمعيّة متحيّزين ، فالجواب أنّ ذلك محال ، وإيضاح ذلك أنّ حقيقة المعيّة مصاحبة كلّ “ 6 “ شيء لآخر سواء كانا واجبين كذات الحقّ - تعالى - مع صفاته ، أو جائزين كالإنسان مع مثله ، أو واجبا وجائزا ، وهو معيّة الحقّ - جلّ وعلا - مع خلقه بذاته وصفاته المفهومة من قوله - تعالى - :وَهُوَ مَعَكُمْ” 7 “ ، ونحوها من الآيات ، كقوله - تعالى - :وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ” 8 “ ،إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” 9 “ ، وذلك لما هو معلوم من أنّ مدلول الاسم الكريم إنّما “ 10 “ هو الذّات اللّازمة لها الصّفات المتعيّنة لتعلّقها بجميع الممكنات ، وليس كمعيّة متحيّزين لعدم مماثلته - تعالى - بخلقه ، فإنّ من لازمهم الجسميّة المفتقرة للوازمها الضّروريّة كالحلول في الجهة الأينيّة الزّمانيّة والمكانيّة ، بل معيّته - تعالى - كما يليق بجلاله من الكمال والجمال “ 11 “ ، وعدم الشّبيه والنّظير ،لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” 12 “ ، وبهذا يدفع ما توهّمه هذا المتوهّم ، وانتفى القول بلزوم الحلول في حيّز الكائنات على
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ : “ كالكعبة ، فإنها قبلة الصلاة “ . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ صلى اللّه عليه وسلم “ ليست فيهما . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ الخلق “ . 
( 4 ) “ ز “ : “ يقيدوا “ . 
( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ أن معية الحق “ . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ كل “ ساقطة . 
( 7 ) ( الحديد ، الآية 4 ) . 
( 8 ) ( العنكبوت ، الآية 69 ) . 
( 9 ) ( الأنفال ، الآية 46 ) . 
( 10 ) “ ك “ : “ إنما “ ساقطة . 
( 11 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ الكمال والجلال “ . 
( 12 ) ( الشورى ، الآية 11 ) .

“ 202 “
القول بمعيّة الذّات مع أنّه يلزم على القول بمعيّة الصّفات دون الذّات لانفكاك الصّفات عنها وبعدها وتحيّزها وسائر لوازم المعيّة التي لا يصلح “ 1 “ إطلاقها على الذّات المقدّس ، ولا على صفاته تعالى ، وحينئذ فيلزم من معيّة الصّفات التي سنّها العلم لشيء معيّة الذّات له وعكسه لتلازمهما مع تعاليهما عن المكان ولوازم الإمكان ؛ لأنّه - تعالى - مباين لخلقه تباينا مطلقا . 
وكان سيّدي محمّد المغربيّ الشّاذليّ “ 2 “ - رحمه اللّه - يقول : يلزم من القول بأنّ اللّه - تعالى - معنا بالعلم فقط اشتغال “ 3 “ الصّفات بأنفسها دون الذّات ، وذلك ممنوع ، ولعلّ من قال ذلك إنّما قاله قياسا على صفات الخلق ، فإنّه ربّما رأى الإنسان يسلب علمه وذاته كاملة لم ينقص منها شيء ، فظنّ أنّ الحقّ - تعالى - كذلك ، وهو قياس فاسد . 
وقد قال الشّيخ محيي الدّين ابن العربي “ 4 “ في باب حضرات الأسماء من “ الفتوحات “ “ 5 “ : 
اعلم أنّه ليس في حضرات الأسماء الإلهيّة من يعطي التّنبيه “ 6 “ على أنّ الحقّ - تعالى - معنا بذاته إلّا الأمين الرّقيب ، لأنّه من الرّقبى ، وهو أن تملك رقبة الشّيء ، ثمّ إذا ملكت رقبة ذلك الشّيء تبعته صفاته كلّها وما ينسب إليه تعالى “ 7 “ ، كما أشار إليه قول الأعرابيّ لمّا
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ : “ لا يصح “ . 
( 2 ) “ د “ ، “ ك “ : “ علي المغربي “ ، وليس ذلك كذلك ، وإنما هو “ محمد المغربي الشاذلي “ ، من مشايخ الشعراني الذين أخذوا الطريق عن الشيخ أبي العباس المرسي ، وهو كذلك من مشايخ الجلال السيوطي ، كما جاء في لطائف المنن للشعراني ، كان من أولاد الأتراك ، وإنما اشتهر بالمغربي لأن أمه تزوجت مغربيا ، كان بخيلا بالكلام في الطريق ، فقد سئل أن يصنف رسالة فيها ، فقال - كما يقول الشعراني - : “ أصنف الطريق لمن ، هاتوا لي راغبا صادقا إذا قلت له اخرج عن مالك وعيالك خرج ، فسكتوا “ ، من كلامه : “ السالكون ثلاثة : جلاليّ وهو إلى الشريعة أميل ، وجماليّ وهو إلى الحقيقة أميل ، وكماليّ جامع لهما على حد سواء ، وهو منهما أكمل وأفضل “ ، مات سنة نيف وعشرين وتسعمائة ، ودفن بالقرافة . انظر ترجمته : الشعراني ، لواقح الأنوار ، 2 / 679 ، والغزي ، الكواكب السائرة ، 1 / 79 ، والنبهاني ، جامع كرامات الأولياء ، 1 / 260 . 
( 3 ) “ ب “ ، “ ز “ : “ استقلال “ . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ رضي اللّه عنه “ . 
( 5 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 372 . 
( 6 ) “ د “ : “ التشبيه “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ التنزيه “ ، ولعل ذلك تصحيف صوابه : “ التنبيه “ ، وهو ما ورد في الفتوحات المكية . 
( 7 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ تعالى “ ليست فيهما .

“ 203 “
قال له - صلّى الله عليه وسلّم - : “ إنّ اللّه - تعالى - “ 1 “ ليضحك يوم القيامة من كذا " 2 “، فقال: لا نعدم خيرا من ربّ يضحك “، فإنّه أتبع الضّحك توابعه وآثاره “ 3 “ . 
وسمعت سيّدي عليّا المرصفيّ - رحمه اللّه - “ 4 “ يقول : إنّما قال - تعالى - :وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ” 5 “ إشارة إلى أنّ “ الأين “ في الآية إنّما أطلق لإفادة “ مع “ اللّه - تعالى - للمخاطبين في الأين اللّازم لهم لا له سبحانه وتعالى ، ويقال “ 6 “ فهو مع كلّ صاحب أين بلا أين ، وكان الشّيخ محمّد المغربيّ - رضي اللّه عنه - يقول “ 7 “ : معيّة الحقّ - تعالى - أزليّة ليس لها ابتداء لثبوت الأشياء أزلا في علمه - تعالى - تعيينا بلا بداية لتعلّقها به تعلّقا يستحيل عليه العدم لاستحالة كون علمه الواجب وجوده بغير معلوم ، واستحالة جريان تعلّقه بالذّات “ 8 “ لما يلزم من حدوث تصرّفاته “ 9 “ في علمه - تعالى - بعد أن لم تكن “ 10 “ ، وكما أنّها أزليّة ، كذلك هي أبديّة ، أي ليس لها انتهاء ، فهو معها بعد حدوثها من العدم عينا على وفق ما هي عليه في العلم تعيّنا ، وهكذا أينما كانت بساطتها “ 11 “ وتركيبها وإضافتها وتجريدها “ 12 “ من الأزل إلى ما لا نهاية له ، انتهى . 
وكان “ 13 “ الشّيخ تقيّ الدّين بن أبي المنصور - رحمه اللّه - “ 14 “ : يقول : المعيّات خمس ، ولكن يجمعها المعيّة الجامعة الشّاملة لكونه - تعالى - معنا أينما كنّا في حال كونه
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ تعالى “ ليست فيهما . 
( 2 ) تمام الحديث : “ ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ، قال : قلت : يا رسول اللّه ، أو يضحك الرب ؟ قال : نعم ، قلت : لن نعدم خيرا من رب يضحك “ . أخرجه الإمام أحمد في المسند ، 4 / 11 ، وابن ماجة في السنن ، ( 1 / 85 ورقمه 68 ) ، والطبراني في الكبير ( 19 / 207 - 208 ) ، والأوسط ( 4885 ) ، 3 / 378 ، والهيثمي في مجمع الزوائد ، كتاب الإيمان ( 278 ) ، 1 / 110 . 
( 3 ) انظر: محيي الدين، الفتوحات المكية، 6 / 228، وفيها يقول : “ إذ من شأن من يضحك أن يتوقع منه وجود الخير“. 
( 4 ) “ ك “ : “ رضي اللّه عنه “ . 
( 5 ) ( الحديد ، الآية 4 ) . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ ويقال “ ساقطة . 
( 7 ) تقدمت ترجمته قبيل قليل . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ بالمعلومات “ . 
( 9 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ معلوماته “ . 
( 10 ) “ د “ : “ يكن “ . 
( 11 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ في عوالم بساطتها “ . 
( 12 ) “ ك “ : العبارة : “ في عوالم بساطتها ، وإضافتها ، وتركيبها ، وتجريدها “ . 
( 13 ) “ ك “ : “ قال “ ، وهو تصحيف . 
( 14 ) “ د “ : “ رحمه اللّه “ ليست فيها .

“ 204 “
في العماء ، في حال كونه - تعالى - مستويا على العرش ، في حال كونه في السّموات والأرض “ 1 “ ، في حال كونه - تعالى - أقرب إلينا من حبل الوريد ، ولكلّ من هذه المعيّات معيّة تخصّها ، وأطال في ذلك ، ثمّ قال : واعلم أنّه لا يجوز على الذّات المقدّس معيّة ، كما أنّه لا يجوز أن يطلق على الذّات استواء على العرش ؛ وذلك لأنّه لم يرد لنا التّصريح بذلك في كتاب ولا سنّة ، فلا نقول على اللّه ما لا نعلم “ 2 “ ، فليتأمّل . 
وكان “ 3 “ الشّيخ محيي الدّين ابن العربي - رحمه اللّه - يقول : الأدب أن يقال إنّ اللّه معنا ، ولا نقول : نحن معه ، لأنّنا لا نعلم ذاته بخلافه سبحانه وتعالى ، فإنّه يعلمنا ، ويعلم أصلنا وفرعنا ، وغاية ما قالوه في المعيّة “ 4 “ إنّها معيّة الصّفات ، وإن “ 5 “ لم تنفكّ عن الذّات كما مرّ ، فإنّ الأسماء تطلب العالم ، والذّات لا تطلب أحدا ، فلا بدّ من معيّة الخلق مع الصّفات ليظهر آثارها فيهم “ 6 “ ، فرحيم بمن ، وعفوّ عمّن ، ومنتقم ممّن ، وهكذا “ 7 “ . 
وقال في باب الأسرار : لا “ 8 “ يشترط في المجاورة الجنس ، لأنّه علم في لبس ، فاللّه جار “ 9 “ عبده بالمعيّة ، وإن انتفت المثليّة “ 10 “ . 
وسمعت سيّدي عليّا المرصفيّ - رحمه اللّه - “ 11 “ يقول : من الأدب والإيمان أن نقول إنّ اللّه - تعالى - “ 12 “ معنا ، ولا نقول : نحن مع اللّه ، لأنّ الشّرع ما ورد به ، والعقل لا
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ وفي الأرض “ . 
( 2 ) “ ب “ : “ فلا تقولوا على اللّه ما لا تعلمون “ . 
( 3 ) “ ك “ : “ قال “ . 
( 4 ) “ ك “ : العبارة : “ وغاية ما قالوه إنها معية . . . “ . 
( 5 ) “ أ “ ، “ د “ : “ وإن “ ساقطة . 
( 6 ) “ د “ : “ فيهم “ ساقطة . 
( 7 ) “ د “ ، “ ز “ : “ وهكذا “ زيادة فيهما . 
( 8 ) “ ك “ : “ لا “ ساقطة . 
( 9 ) “ ك “ : العبارة : “ لأنه علم في لبس جار عنده بالمعية “ ، وليس ذلك كذلك في الفتوحات . 
( 10 ) “ ك “ : “ انتقلت “ ، وهو تصحيف ، والعبارة في الفتوحات : “ المحاورة لا تعقل من غير مجاورة ، المحاورة مراجعة الحديث في القديم والحديث ، الجار أحق بصقبه من صاحب نسبه ، فإنكم بالأصل من أولي الأرحام ، ومن أهل الالتئام والالتحام ، لا يشترط في الجوار الجنس ، فإنه علم في لبس ، اللّه جار عبده بالمعية ، وإن انتفت المثلية ، والعبد جار اللّه في حرمه ، ومطّلع على حرمه “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، باب الأسرار ، 8 / 74 . 
( 11 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ رحمه اللّه تعالى “ . 
( 12 ) “ ك “ : “ تعالى “ ليست فيها .

“ 205 “
يعطيه ، ولولا ما نسبه الحقّ - تعالى - إلى نفسه من المعيّة لم يقدر العقل أن يتعقّلها ، لأنّ الحقّ - تعالى - “ 1 “ ظاهر المعيّة من الوجه الذي يليق بجلاله كما أنّه - تعالى - ظاهر الصّحبة “ 2 “ من الوجه الذي يليق به ، قال - صلّى اللّه عليه وسلّم - : “ اللّهم أنت الصّاحب في السّفر ، والخليفة في الأهل “ “ 3 “ ، والسّفر مأخوذ من الإسفار ، وهو الظّهور . 

قال : ولا يخفى أنّ من يقول : “ إنّ الحقّ “ 4 “ - تعالى - معنا بصفاته “ 5 “ أكثر أدبا ممّن يقول إنّه - تعالى - معنا بذاته وصفاته ، وإن كانت الصّفة لا تفارق الموصوف ؛ لأنّ التّصريح بمعيّة الذّات لم يرد لنا في كتاب ولا سنّة ، فأردت أن أورد عليه قوله - تعالى - :وَهُوَ مَعَكُمْ” 6 “ ، وقوله - تعالى - “ 7 “ :إِنَّ اللَّهَ مَعَنا” 8 “ ، فانظر جوابه ، فمنعتني هيبته ، وأنا أعتقد قدرته على الجواب عنه ، فتأمّل ذلك ، واللّه أعلم “ 9 “ . 
فإن قال قائل : فإذا كان الحقّ - تعالى - أقرب إلى العبد من حبل الوريد ، فكيف صحّ قرب إبليس منه حتّى إنّه أمر بالاستعاذة منه ؟ فالجواب أنّ قرب الحقّ - تعالى - لا يكيّف ؛ لأنّه ليس “ 10 “ بمسافة كقرب الخلق من بعضهم بعضا ، وهنا أسرار لا تسطّر في كتاب ، فاعلم ذلك ، وكن من أهل التّنزيه ، والحمد للّه ربّ العالمين .
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ : قوله : “ لأن الحق تعالى “ ساقط ، “ ز “ : “ فإن الحق تعالى . . . “ . 
( 2 ) “ ك “ : العبارة : “ ظاهر من الوجه . . . “ . 
( 3 ) أخرجه الإمام أحمد في المسند ( 1 / 256 ) ، والترمذي في السنن ، كتاب الدعوات ( 3450 ) ، 5 / 276 ، ومسلم في الصحيح ، كتاب الحج ( 425 / 1342 ) ، الباب ( 75 ) ، شرح صحيح مسلم ، 9 / 118 ، والطبراني في الأوسط ( 1528 ) ، 1 / 417 ، والهيثمي في مجمع الزوائد ، كتاب الأذكار ( 17084 ) ، 10 / 134 . 
( 4 ) “ ك “ : “ إنه تعالى “ . 
( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : العبارة : “ معنا بصفاته دون ذاته “ . 
( 6 ) ( الحديد ، الآية 4 ) . 
( 7 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ تعالى “ ساقط . 
( 8 ) ( التوبة ، الآية 40 ) . 
( 9 ) “ د “ : قوله : “ فأردت أن أورد عليه قوله تعالى : “ وهو معكم “ ، وقوله تعالى : “ إن اللّه معنا “ ، فانظر جوابه ، فمنعتني هيبته ، وأنا أعتقد قدرته على الجواب عنه ، فتأمل ذلك ، واللّه أعلم “ ساقط . 
( 10 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ ليس هو بمسافة “ .

“ 206 “

40 - [توهّم أنّ الحقّ يضبطه اصطلاح ] 

وممّا أجبت به من يتوهّم أنّ الحقّ - تعالى - يضبطه اصطلاح ، فيكون ما يشهده منه زيد هو ما يشهده منه عمرو ، ومعلوم أنّ ذلك يؤدّي إلى حصر الحقّ تعالى ، وقد قال - تعالى - عن نفسه :وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ” 1 “ ، والجواب أنّ اللّه - تعالى - قال :لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” 2 “ ، وإذا كان ليس كمثله شيء “ 3 “ ، فمن المحال أن يضبطه اصطلاح ، فليس ما يشهده منه عمرو جملة واحدة ، وبهذا القول عرفه العارفون ، كما قاله الشّيخ في الباب التّاسع والسّتّين وثلاثمائة من “ الفتوحات “ “ 4 “ ، فلا يتجلّى - تعالى - في شأن واحد لشخصين ، ولا في شأن “ 5 “ واحد مرّتين ، قال : وليس فوق هذه المعرفة مقام يطلب حصوله تضبط به التّجلّيات أبدا . 
قال “ 6 “ : وأمّا القدماء من الحكماء والأشاعرة والحنابلة والمعتزلة فقد اتّفقوا على أمر مضبوط في صفات الحقّ جلّ وعلا ، وجعلوا ذلك ضابطا للحقّ جلّ وعلا ، من “ 7 “ تعدّاه أخطأ ، والذي نعتقده أنّ أئمّتهم يقولون : تعالى اللّه عن التّقييد بحال دون حال ، ولعلّهم إنّما ضبطوا ذلك مصلحة للعوامّ الذين لا يعرفون مراتب التّجلّيات ولا يشعرون “ 8 “ بها بخلاف الكمّل من العارفين ، فإنّهم يشهدون تنوّع التّجلّيات لقلوبهم مع الآنات على اختلاف طبقاتهم ، ولذلك كان لا يقدر عارف أن يوصل إلى عارف آخر صورة ما يشهده من ربّه - عزّ وجلّ - أبدا ؛ وذلك لأنّ كلّ واحد يشهد من لا مثل له ، ولا يكون التّوصّل إلّا بالأمثال ، فعلم أنّ الحقّ - تعالى - لا يثبت له تجلّ “ 9 “ في قلوب العارفين أكثر
.................................................................................
( 1 ) ( البقرة ، الآية 247 ) . 
( 2 ) ( الشورى ، الآية 11 ) . 
( 3 ) “ د “ : قوله : “ وإذا كان ليس كمثله شيء “ ساقط . 
( 4 ) عنوان هذا الباب هو “ في معرفة منزل مفاتيح خزائن الجود “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 6 / 98 . 
( 5 ) “ د “ : “ ولا بشأن “ . 
( 6 ) يعني بذلك محيي الدين ، وعبارته في الفتوحات المكية ، 6 / 133 . 
( 7 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ كل من “ . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ ولا يعرفون “ . 
( 9 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ محل “ ، وهو تصحيف .

“ 207 “
من آن واحد ، ومن هنا “ 1 “ كان لا يصحّ لعبد تكييفه - تعالى - إذا شهده ؛ لأنّ التّجلّي لا يمكث له لحظة حتّى يكيّفه ويمثّله ، وقد أجمعوا على أنّه لا يثنى على اللّه - عزّ وجلّ - بأعظم من نفي المثل “ 2 “ . 

فإن “ 3 “ قال قائل : فهل الكاف فيلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ” 4 “ كاف الصّفة أو زائدة ؟ فالجواب أنّ الكلام في ذلك فضول ؛ لأنّ العلم الصّحيح لا يدرك فيها بالقياس ولا بالنّظر ، بل هو راجع إلى ما يعلمه الحقّ - تعالى - من ذلك ، وهو - تعالى - لم يفصح لنا عن مراده بها من كونها أصليّة أو زائدة . 
وقال الشّيخ “ 5 “ في باب الأسرار من “ الفتوحات “ : ما حجب الرّجال إلّا وجود الأمثال ، ولهذا نفى الحقّ - تعالى - عن نفسه المثليّة تنزيها لقدسه تعالى ؛ فإنّ كلّ ما تصوّره العقل “ 6 “ ، أو مثّله ، أو خيّله هنالك ، فاللّه - تعالى - بخلاف ذلك ، هذا اعتقاد الجماعة إلى قيام السّاعة “ 7 “ ، انتهى .

41 - [ توهّم تقييد أسماء الحقّ وصفاته ] 

وممّا أجبت به من يتوهّم أنّ أسماء الحقّ - تعالى - وصفاته غير مطلقة ، ويعتقد تقييد كلّ صفة بشيء هو خاصّ بها دون أخواتها : اعلم أنّ صفات الحقّ - تعالى - مباينة لصفات خلقه ، فكلّ صفة تفعل ما تفعل أخواتها بخلاف صفة الخلق ، فإنّ كلّ “ 8 “ صفة لا تتعدّى ما جعله الحقّ - تعالى - فيها ، فقوّة الشّمّ مثلا لا تعطي سوى وصول الرّائحة العطر
.................................................................................
( 1 ) “ د “ : “ هنا “ ساقطة . 
( 2 ) انظر قول محيي الدين في الفتوحات المكية ، 6 / 133 . 
( 3 ) “ ك “ : “ وإن “ . 
( 4 ) تقدم تخريج الآية . 
( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ رضي اللّه عنه “ . 
( 6 ) “ د “ ، “ ز “ : “ العبد “ ، وإخاله تصحيفا . 
( 7 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، باب الأسرار ، 8 / 97 ، وقد ورد في النسخ التي بين يدي قوله : “ أو خيله هنالك “ في مقام “ هالك“، وأظنه تصحيفا صوابه ما ورد في المتن اعتمادا على المعنى ، وعلى ما ورد في الفتوحات المكية. 
( 8 ) قوله : “ فكل صفة تفعل ما تفعل أخواتها بخلاف صفة الخلق ، فإن كل “ ساقط من “ ك “ و “ ز “ .

“ 208 “
والمنتن “1“ ، ولمّا رأى بعض المحجوبين ذلك ظنّ أنّ صفات الحقّ - تعالى - “ 2 “ كذلك ، والحقّ أنّه أوّل “ 3 “ من غير ما هو آخر ، وظاهر من غير ما هو أوّل وباطن وظاهر ، وباطن من غير ما هو ظاهر وأوّل وآخر “ 4 “. 

وكان الشّيخ محيي الدّين ابن العربي يقول : الحقّ - تعالى - أوّل بلا “ 5 “ أوّليّة تحكم عليه ، وظاهر لا بعد استتار ، ولا ينزل بعد ارتفاع كما قد يتوهّمه بعضهم ، بل هو الظّاهر في حال كونه باطنا ، والباطن في حال كونه ظاهرا ، واختلاف حكم التّجلّيات إنّما هو في حقّ المدركين “ 6 “ والمشاهدين بقدر ما يكشف عن سرائرهم ، وتعالى اللّه عن صفة الأجسام حتّى إنّه يظهر بعد استتار “ 7 “ ، ويتنزّل “ 8 “ بعد الارتفاع ، وأطال في ذلك ، ثمّ قال : واعلم أنّه - تعالى - ما أخبرنا بأنّه الأوّل والآخر والظّاهر والباطن إلّا ليرشدنا إلى ترك التّعب في معرفة الذّات ، أي : الذي يطلبونه من الباطن هو عين ما يطلبونه من الظّاهر ، ومع ذلك فلم تصغ “ 9 “ أكثر النّفوس من الثّقلين إلى هذا الإرشاد ، بل كلّ أمر ظهر لنا من الصّفات نطلب خلافه ، ولو أنّها كانت وقفت مع ما ظهر لها “ 10 “ من وجوه المعارف لاستراحت ، وعرفت الأمر على ما هو عليه ؛ فكان طلبها لمّا غاب عنها هو عين حجابها ، فما قدرت الذي ظهر لها حقّ قدره لشغلها بما تخيّلت أنّه بطن منها “ 11 “ ، واللّه ما بطن عنها شيء
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ رائحة العطر والنتن “ . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ سبحانه وتعالى “ . 
( 3 ) “ د “ : “ أول “ ساقطة . 
( 4 ) كدت أجعل العبارة : “ والحق أنه أول من غير ما هو آخر ، وآخر من غير ما هو أول ، وظاهر من غير ما هو باطن ، وباطن من غير ما هو ظاهر “ ، ولكن حديث الشعراني عن إثبات صفات الحق المطلقة دون تقييد واحدة بأخرى ، وما ورد في “ ك“ : “أنّه أوّل من غير ما هو آخر، وظاهر وباطن وآخر من غير ما هو أول، وظاهر وباطن من غير ما ظاهر وأول وآخر “. 
( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ لا بأولية “ . 
( 6 ) “ ز “ : “ المتدركين “ ، “ ب “ : “ المذكورين “ ، وأحسبه تصحيفا . 
( 7 ) “ ب “ : “ الاستتار “ . 
( 8 ) “ ك “ : “ أو ينزل “ ، “ ز “ : “ أو يتنزل “ . 
( 9 ) “ د “ : “ تمنع “ ، “ أ “ : “ تقنع “ ، وكله تصحيف . 
( 10 ) “ ك “ : “ معها “ . 
( 11 ) “ ك “ : “ عنها “ .

“ 209 “
هو من مقامها ، وإنّما حجب كلّ إنسان بما هو فوق مقامه لا غير . 

وكان الشّيخ أبو الحسن الشّاذليّ - رضي اللّه عنه - “ 1 “ يقول : قد محق اللّه - تعالى - الأغيار كلّها بقوله :هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ” 2 “ ؛ فإنّ هذه الحضرات الأربع هي مجموع الوجود . انتهى ، فليتأمّل . 
وكان سيّدي عليّ المرصفيّ “ 3 “ يقول : لا يجوز حمل الاسم الظّاهر والباطن على محمل النّسب والإضافات ، وإنّما ينبغي حمله على أنّه أمر “ 4 “ ذاتيّ يوصف به على الوجه الذي يليق به ، ويعلمه - تعالى - من نفسه . انتهى ، فاعلم ذلك ، والحمد للّه ربّ العالمين .

42 - [ توهّم إيجاد العالم عن عدم متقدّم مطلقا] 

وممّا أجبت به من يتوهّم أنّ اللّه - تعالى - أوجد العالم عن عدم متقدّم مطلقا ؛ كما قال به بعض الأشاعرة : اعلم يا أخي أنّ العدم عدمان : عدم مطلق ، وعدم إضافيّ ؛
.................................................................................
( 1 ) “ د “ : “ رضي اللّه عنه “ ليست فيها . أما أبو الحسن فهو علي بن عبد اللّه بن عبد الجبار الشاذلي ، رأس الطائفة الشاذلية ، ولد سنة ( 591 ه ) ، في بلاد “ غمارة “ في المغرب ، ثم نشأ وسكن بشاذلة ، فإليها نسب ، اشتغل بالعلوم الشرعية فأتقنها ، وصار يناظر عليها مع كونه ضريرا ، ثم سلك منهاج التصوف ، فجد واجتهد ، أخذ عن ابن مشيش وأبي سعيد الباجي ، قدم إلى الإسكندرية من المغرب بعد أن ثير عليه وأوذي وأخرج بجماعته من المغرب ، ثم انتقل إلى القاهرة ، فأخذ عنه العز بن عبد السلام ، له أحزاب محفوظة ، مات في رمضان سنة ( 656 ه ) وهو قاصد الحج في الطريق . من كلامه : “ كل علم تسبق إليك فيه الخواطر ، وتميل النفس إليه ، وتلتذ به ، فارم به ، وخذ بالكتاب والسنة “ ، وكذلك : “ من أراد عز الدارين فليرح من الدنيا قلبه وبدنه “ ، وكذلك : “ إذا أراد اللّه هوان عبد ستر عيوبه ، وإذا أراد عزه بصّره بها ليتوب منها “ . انظر ترجمته : ابن عطاء اللّه السكندري ، لطائف المنن في مناقب الشيخ أبي العباس المرسي وشيخه الشاذلي أبي الحسن ، والصفدي ، الوافي بالوفيات ، 21 / 214 ، والشعراني ، لواقح الأنوار ، 2 / 440 ، والمناوي ، الكواكب الدرية ، 2 / 470 ، وابن العماد ، شذرات الذهب ، 5 / 278 ، والبغدادي ، هدية العارفين ، 5 / 709 ، والكوهن الفاسي ، طبقات الشاذلية الكبرى ، 19 ، والنبهاني ، جامع كرامات الأولياء ، 2 / 311 ، والزركلي ، الأعلام ، 4 / 305 ، وبروكلمان ، تاريخ الأدب العربي ، 4 / 420 ، وعبد اللّه التليدي ، المطرب ، 122 . 
( 2 ) ( الحديد ، الآية 3 ) . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ رحمه اللّه تعالى “ . 
( 4 ) “ د “ : العبارة : “ على أنه ذاتي . . . “ .

 “ 210 “
فالعدم المطلق “ 1 “ ما لم يتضمّنه علم اللّه القديم ، فهذا لا وجود له البتّة ؛ لأنّه ليس له عين ثابتة في العلم الإلهيّ ، والعدم الإضافيّ “ 2 “ ، وهو الذي تكلّم النّاس فيه ، وهو ما له عين ثابتة في العلم الإلهيّ ، فهو عدم بالنّسبة لعلم الخلق ، ووجود بالنّسبة إلى علم الحقّ تعالى ، ومن هنا قال المحقّقون : العالم كلّه قديم في العلم الإلهيّ ، حادث في الظّهور ؛ ولعلّ مراد الأشاعرة بقولهم : إنّ اللّه أوجد العالم من عدم ، أي من عدم نسبيّ إضافيّ لا العدم المحض الذي لم يتضمّنه علم اللّه القديم . 

فإن قال قائل : فهل العالم مرئيّ للحقّ - تعالى - حال عدمه ، أم “ 3 “ لم تتعلّق به الرّؤية إلّا بعد إيجاده في عالم الشّهادة ؟ 
فالجواب أنّ رؤية الحقّ - جلّ وعلا - لكلّ ما تضمّنه العلم القديم رؤية واحدة ، لا فرق في رؤيته له بين أن يكون موجودا لنا ، أو معدوما عندنا ؛ لأنّ الأمور كلّها لم تزل معلومة مرئيّة للحقّ - تعالى - في مراتبها كلّها على حدّ سواء ، وهذه من أعزّ المسائل المتعلّقة بسرّ القدر ، وقليل من الأولياء من عثر عليها ، فالممكنات “ 4 “ كلّها مشهودة للحقّ تعالى ، وإن لم تكن موجودة عندنا ، فما هي مفقودة “ 5 “ عند الحقّ تعالى ، فهي في حال عدمها مرئيّة للحقّ - تعالى - مسموعة “ 6 “ ، ولا ينبغي للمؤمن أن يتوقّف في ذلك ، فإنّ اللّه - تعالى - على كلّ شيء قدير . 
فإن قال قائل : هل هذا الذي وصف الحقّ - تعالى - نفسه بالقدرة عليه يشمل العدم المطلق ، أم هو خاصّ بالعدم الإضافيّ ؟ 
والجواب هو خاصّ بالعدم الإضافيّ كما مرّت الإشارة إليه قريبا ، فإنّ ما “ 7 “ لم يتضمّنه علمه القديم ليس هو بشيء قديم ، ولا حادث حتّى يوصف الحقّ - تعالى - بأنّه قدير عليه ، بل قالوا : لا يتّصف الحقّ - تعالى - بالقدرة على نفسه لقدمه ، وإن أطلق عليه شيء .
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ : “ فالمطلق “ ، “ ز “ : العبارة : “ فالعدم المطلق هو ما لم . . . “ . 
( 2 ) “ د “ ، “ ز “ : “ وعدم إضافي “ . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ أو “ . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ والممكنات “ . 
( 5 ) “ د “ : “ مقصودة “ ، وإخاله تصحيفا . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ مسموعة له “ . 
( 7 ) “ د “ : “ ما “ ساقطة .

“ 211 “
وقد قال في الباب التّسعين من “ الفتوحات “ “ 1 “ : اعلم أنّ اللّه - تعالى - لا يوصف بالقدرة إلّا على شيء “ 2 “ كما قال :إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ” 3 “ ، فنفى تعلّق القدرة على ما ليس بشيء في علمه ، لأنّ “ لا شيء “ لا يقبل التّشبيه “ 4 “ ؛ إذ لو قبلها ما كانت حقيقته “ لا شيء “ ، ولا يخرج معلوم قطّ عن حقيقته ، فلا شيء محكوم عليه بأنّه لا “ 5 “ شيء أبدا ، وما هو شيء محكوم عليه بأنّه شيء أبدا “ 6 “ ، ويصحّ الجمع بين قولي المعتزلة والأشعريّة “ 7 “ بأن يحمل قول الأشعريّة أنّ كلّ ما وجد عن “ كن “ وجد عن عدم على العدم الإضافيّ لا على العدم المطلق ، ويحمل قول المعتزلة أنّ العالم كلّه وجد “ 8 “ عن ثبوت في العلم “ 9 “ لا في الوجود الظّاهر ؛ إذ العالم قديم في العلم ، حادث في الظّهور . 

وقال في باب الأسرار “ 10 “ : العجب كلّ العجب من رؤية الحقّ في القدم أعيانا حالها العدم ، ثمّ إنّه يقال : إذا أبرزهم إلى وجودهم “ 11 “ تميّزوا في الأعيان بحدودهم ، انظر وحقّق ما أنبّهك عليه ، ونظيره ما أوجد اللّه - تعالى - في عالم الدّنيا من “ 12 “ الكشف والرّؤيا ، فترى الأمور التي لا وجود لها في عينها قبل كونها ، وترى السّاعة في مجلّاها ، والحقّ - تعالى - يحكم بين عباده فيها حين جلّاها “ 13 “ ، وما ثمّ ساعة وجدت ، ولا حالة
.................................................................................
( 1 ) عنوان هذا الباب “ في معرفة الفرائض والسنن “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 3 / 252 . 
( 2 ) “ د “ : “ إلا على ما شيء “ . 
( 3 ) ( آل عمران الآية ، 165 ) . 
( 4 ) الفتوحات : “ الشيئية “ . انظر : الفتوحات المكية ، 3 / 257 . 
( 5 ) “ د “ : “ لا “ ساقطة ، وبهذا لا يستقيم المعنى . 
( 6 ) “ د “ : قوله : “ وما هو شيء محكوم عليه بأنه شيء أبدا “ ساقط . وهنا ينتهي كلام محيي الدين في الباب التسعين من الفتوحات ، وما بعده تفسير واستدراك للشعراني . انظر : الفتوحات المكية ، 3 / 257 . 
( 7 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ الأشعرية والمعتزلة “ . 
( 8 ) “ ك “ : “ أوجد “ . 
( 9 ) “ ك “ ، “ ز “ : العبارة : “ عن ثبوت ؛ أي ثبوت في العلم . . . “ . 
( 10 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 8 / 155 . 
( 11 ) “ ك “ : “ إلى الوجود “ . 
( 12 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ من “ ساقطة . 
( 13 ) “ د “ : قوله : “ والحق تعالى يحكم بين عباده فيها حين جلاها “ ساقط .

“ 212 “
ممّا رآها شهدت “ 1 “ ، فتوجد بعد ذلك في مرآها كما رآها “ 2 “ ، فإن تفطنت فقد رميت بك على الطّريق ، وهذا منهج التّحقيق ، انتهى “ 3 “ . 

فإن قال قائل : ما “ 4 “ المراد بالحقّ المخلوق به السّموات والأرض وما بينهما في قوله - تعالى - :ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ” 5 “ ، هل لهذا الحقّ عين موجودة أم لا ؟ 
فالجواب أنّ هذا موضع غلط فيه جماعة من أهل الابتداء في طلب طريق أهل اللّه تعالى ، فجعلوا لهذا الحقّ عينا موجودة ، والحقّ أنّ الباء هنا اللّام “ 6 “ ، ولهذا قال - تعالى - “ 7 “ في تمام الآية :تَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُون َمن أجل الباء ، فمعنى بِالْحَقِّ: أي “ للحقّ “ ، وهذه الباء “ 8 “ هي عين اللّام في قوله - تعالى - :وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ( 56 ) “ 9 “ ، فإنّ الحقّ - تعالى - لا يخلق شيئا بشيء حقيقة ، وإنّما يخلق شيئا عند شيء ، وكلّ باء تقتضي الاستعانة والسّببيّة فهي لام ، فما خلق اللّه - تعالى - شيئا إلّا للحقّ “ 10 “ ، وهو أن يعبده ذلك المخلوق بحسب مقامه ، فيجازيه على ذلك بحسب ما سبق له في علمه “ 11 “ ، فاعلم ذلك ، واعتقد أنّ صفات الحقّ - تعالى - عالية عن صفات خلقه ، والحمد للّه ربّ العالمين .
.................................................................................
( 1 ) “ د “ : “ شهدت “ ساقطة . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ كما رآها “ زيادة فيهما . 
( 3 ) انتهى كلام محيي الدين في باب الأسرار من الفتوحات المكية ، 8 / 155 . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ فما “ . 
( 5 ) ( الأحقاف ، الآية 3 ) . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ بمعنى اللام “ . 
( 7 ) قوله : “ عينا موجودة ، والحق أن الباء هنا اللام ، ولهذا قال تعالى “ ساقط من “ ك “ . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : العبارة : “ ومعنى هذه الباء هي معنى عين اللام “ . 
( 9 ) ( الذاريات ، الآية 56 ). 
( 10 ) “ ك “ : “ إلا بالحق “ . 
( 11 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ علمه تعالى “ .

يتبع
عبدالله المسافربالله
عبدالله المسافربالله
مـديــر منتدى الشريف المحـسي
مـديــر منتدى الشريف المحـسي

عدد الرسائل : 6813
الموقع : https://almossafer1.blogspot.com/
تاريخ التسجيل : 29/09/2007

https://almossafer1.blogspot.com/

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني :: تعاليق

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الثلاثاء 12 ديسمبر 2023 - 17:49 من طرف عبدالله المسافربالله

توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

43 - [ توهّم خلق العالم على مثال سابق 

وممّا أجبت به من يتوهّم من كون العالم ثابتا “ 1 “ في العلم الإلهيّ قبل أن يخلقه الحقّ جلّ وعلا ، وأنّه “ 2 “ خلقه على مثال سبق ، فكأنّ هذا يقول : لا فرق بين خلق اللّه - تعالى - وخلق عباده بإذنه ، والجواب أنّ هذا المتوهّم إن كان قد توهّم أنّه - تعالى - أوجد العالم على حدّ ما علمه فتوهّمه حقّ ، إلّا أنّ عبادته فاسدة ، وإن كان توهّمه أنّ اللّه - تعالى - لم يعلم صور المخلوقات إلّا على حال ما سبق من علمه ، فذلك كفر . 
ومعلوم أنّ العلماء قد أجمعوا على أنّ اللّه - سبحانه وتعالى - أبدع العالم كلّه على غير مثال سبق عكس ما عليه عباده ، فإنّ اللّه - تعالى - إذا أقدر عبدا من عباده على أن يخلق شيئا بإذنه لا يخلقه إلّا إذا “ 3 “ أنشأه في نفسه أوّلا عن تدبير ورويّة ، ثمّ بعد ذلك تبرزه القوّة العمليّة “ 4 “ إلى الوجود الحسيّ على شكل ما يعلم له مثل ، وهذا محال في حقّ الحقّ تعالى ، فلم يزل الحقّ - تعالى - عالما بخلقه أزلا ، والخلق لا يعلمون بأنفسهم ، ولا يجوز أن يقال : 
الخلق “ 5 “ كانوا على صورة ، ثمّ علمها الحقّ - جلّ وعلا - قبل خلقهم ؛ لأنّه يؤذن بسبق صور العالم على العلم القديم ، وأنّه - تعالى - اخترع شيئا لم يكن يعلمه “ 6 “ ، وذلك كفر . 
وقد ثبت “ 7 “ بالأدلّة القاطعة نحو قوله “ 8 “ - تعالى - :أَ لا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ” 9 “ ، وقوله :إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ” 10 “ أنّه عالم بكلّ شيء ، وأنّ علمه قديم ، وأنّه - تعالى - اخترعنا بالفعل على غير مثال سبق ، وأنّنا خرجنا للوجود على حدّ ما كنّا في علمه تعالى ، ولو لم يكن كذلك لخرجنا للوجود على حدّ ما لم “ 11 “ يعلمه الحقّ تعالى ، وما لا يعلمه لا يريده ، وما لا يريده ولا يعلمه لا يوجده ، فنكون نحن حينئذ موجودين بأنفسنا أو بحكم
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ كان ثابتا “ . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ الواو “ ساقطة . 
( 3 ) “ د “ : “ إذا “ ساقطة . 
( 4 ) “ ك “ : “ العلمية “ ساقطة . 
( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ إن الخلق “ . 
( 6 ) “ ك “ : “ لا يعلمه قبل ذلك . . . “ . 
( 7 ) “ ك “ : “ وقد سبق “ . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ على قوله تعالى “ . 
( 9 ) ( الملك ، الآية 14 ) . 
( 10 ) ( الشورى ، الآية 12 ) . 
( 11 ) قوله : “ في علمه تعالى ، ولو لم يكن كذلك لخرجنا للوجود على حد ما لم “ ساقط من “ ك “ و “ ز “ .

“ 214 “
الاتّفاق ، وإذا كنّا كذلك فلا يصحّ وجودنا عن عدم ، وقد ثبت بالبرهان القاطع وجودنا “ 1 “ عن عدم ؛ أي إضافيّ ، فإيّاك أن تفهم من قوله - تعالى -فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ” 2 “ ، إثبات الاستقلال بالخلق للخلق ، حيث أثبت - تعالى - أنّ هناك خالقين “ 3 “ ، ولكنّه - تعالى - أحسنهم خلقا ، فإنّ اللّه - تعالى - قد خلق عيسى - عليه الصّلاة والسّلام - “ 4 “ للطّير “ 5 “ بقوله بِإِذْنِي” 6 “ ، وقال :كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ” 7 “ ، ولم يقل : طيرا . 
وإيضاح قولهأَ حْسَنُ الْخالِقِينَ هو أن يعلم أنّ الحقّ - تعالى - لا يخلق شيئا إلّا عن شهود في علمه ، فيكسو “ 8 “ ذلك المخلوق بالخلق له حلّة الوجود بعد أن كان معدوما في شهود الخلق بخلاف العبد إذا خلق اللّه - تعالى - على يديه شيئا لا يقدر العبد [ على ] “ 9 “ خلقه إلّا بعد تصوّر شيء متقدّم من أعيان موجودة ، فيريد أن يخلق مثلها ، أو يبتدع مثلها ، والحقّ - تعالى - لم يزل عالما بالأشياء أزلا “ 10 “ ، ولا يحتاج إلى تقدّم مثال آخر ، لأنّه لا افتتاح لعلمه ولا لمعلومه ، كما تقدّم إيضاحه في هذا الباب مرارا ، وقد حصل الفرق بذلك بين خلق اللّه تعالى ، وبين ما خلقه العباد بإذنه “ 11 “ . 
وقد سئل أبو القاسم الجنيد - رحمه اللّه - عن هذا العالم هل هو قديم أو حادث ، فقال هو وجود متردّد بين وجود وعدم لا يخلص لأحد الطّرفين “ 12 “ ، فيا لها من حيرة ، فإنّه لو كان موجودا لا يتّصف بالعدم لكان حقّا ، ولو كان معدوما لا يتّصف بالوجود لكان محالا ، انتهى . 
وقال الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في الباب الثّامن والتّسعين ومائة من “ الفتوحات “ “ 13 “ : 
من قال إنّ العالم موجود عن عدم صدق ، ومن قال إنّه موجود عن وجود ؛ يعني في علم
.................................................................................
( 1 ) “ أ “ ، “ ب “ : “ وجودنا “ ساقطة . 
( 2 ) ( المؤمنون ، الآية 14 ) . 
( 3 ) “ ك “ : قوله : “ حيث أثبت تعالى أن هناك خالقين “ ساقط . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ عليه الصلاة والسلام “ ليست فيهما . 
( 5 ) “ د “ : “ للطير “ ساقطة . 
( 6 ) ( المائدة ، الآية 110 ) . 
( 7 ) ( المائدة ، الآية 110 ) . 
( 8 ) “ ك “ : “ فيكشف “ . 
( 9 ) إضافة من المحقق . 
( 10 ) “ د “ : “ أزلا “ ساقطة . 
( 11 ) “ د “ : “ بإذنه “ ساقطة . 
( 12 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ لأحد الطريقين “ . 
( 13 ) عنوان هذا الباب “ في معرفة النفس بفتح الفاء “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 4 / 29 .

“ 215 “
الحقّ ، صدق ، وأطال في ذلك ، ثمّ أنشد “ 1 “ :فلو رأيت الذي رأينا * علمت ما منه قد خلقتا “ 2 “ 

فظاهر الأمر كان قول * وباطن الأمر أنت كنتا “ 3 “ 
قد أثبت الشّيء قول ربّي * لو لم يكن ذاك ما وجدتا “ 4 “ 
فالعدم المحض ليس فيه * ثبوت عين ، فقل صدقتا 
لو لم تكن ثمّ يا حبيبي * إذ قال كن لم تكن سمعتا “ 5 “ 
فأيّ شيء قبلت منه ال * كون أو كون عين أنتا “ 6 “
وأنشد أيضا في الباب الثّامن وثلاثمائة “ 7 “ :
عجبي من قائل كن لعدم * والذي قيل له لم يك ثمّ 

ثمّ إن كان فلم قيل له * لتكن “ 8 “ والكون ما لا ينقسم 
فلقد أبطل كن قدرة من * دلّ بالعقل عليها وحكم 
كيف للعقل دليل والذي * قد بناه العقل بالكشف هدم 
فنجاة النّفس في الشّرع فلا * تك إنسانا رأى ثمّ حرم “ 9 “ 
واعتصم بالشّرع في الكشف فقد * فاز بالخير عبيد قد عصم 
أهمل الفكر ولا تحفل به * واتركنّه مثل لحم في وضم
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ ثم قال “ ، والشعر من مخلع البسيط لمحيي الدين . 
( 2 ) العجز في الفتوحات : “ ما قلت إلا أنا هو أنتا “ . 
( 3 ) “ د “ ، “ ب “ : “ كنت أنتا “ وما أثبته من “ أ “ و “ ك “ والفتوحات المكية ، 4 / 46 . 
( 4 ) في النسخ جميعها : “ لو لم تكن ثمّ ما وجدتا “ ، وما أثبته هو ما ورد في الفتوحات . 
( 5 ) “ د “ ، “ ب “ : “ لم “ ساقطة ، وما أثبته من الفتوحات المكية ، 4 / 46 . 
( 6 ) “ ك “ ، “ز“ : “ الكون أو كون أنت أنتا “ . انظر الشعر : الفتوحات المكية ، 4 / 46. 
( 7 ) الشعر من الرمل لمحيي الدين ، ذكره في مستفتح حديثه عن الباب الثامن وثلاثمائة ، وقد وسمه ب “ معرفة منزل اختلاط العالم الكلي من الحضرة المحمدية “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 5 / 46 . 
( 8 ) الفتوحات : “ لتكن “ . 
( 9 ) في النسخ جميعها : “ جرم “ .

“ 216 “
كلّ علم يشهد الشّرع له * هو علم فبه فلنعتصم 

وإذا خالفه “ 1 “ العقل فقل * طورك الزم ما لكم فيه قدم 
مثل ما جهل اللّوح الذي * خطّ فيه الحقّ من علم القلم “ 2 “ ،انتهى . 
قال بعضهم : ووجه التّعجّب في كلام الشّيخ كون الحقّ - تعالى - أضاف التّكوين في قوله - تعالى - :إِنَّما قَوْلُنا” 3 “لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ( 40 ) “ 4 “ ، إلى ذلك الشّيء الذي يكون لا إلى القدرة الإلهيّة ، فكأنّه - تعالى - قال لمخلوق : اخرج للصّلاة ، فخرج ، انتهى . 
وقال بعضهم : الحقّ أنّ للحقّ - تعالى - أن يفعل ما يريد ، ويكون ذلك من باب خطاب الصّفة لموصوفها ، انتهى “ 5 “ فليتأمّل ما نقول به نحن خلاف ما قاله هذان الشّخصان ، انتهى “ 6 “ ، ولكن لا يذكر إلّا مشافهة لأهله ، والحمد للّه ربّ العالمين . 
وسمعت سيّدي عليّا المرصفيّ - رحمه اللّه - “ 7 “ يقول في بعض الهواتف الربّانيّة “ 8 “ : 

يا عبدي ، أنا النّور لوجوبي ، وأنت الظّلمة الممتزجة “ 9 “ لإمكانك ، فإيّاك أن تعرض عن شهود ظلمتك ، فتعرض عن إمكانك ، وإذا أعرضت عن إمكانك “ 10 “ جهلتني ولم تعرفني ، فإنّه لا دليل لك على أنّي إلهك “ 11 “ وموجدك إلّا إمكانك ، وهو شهود ظلمتك ، فلا تنظر إليّ نظرا يغيّبك عن شهود ظلمتك ، فتدّعي أنّك أنا ، فتقع في الغلط ، ولا تنظر إلى ظلمتك
.................................................................................

( 1 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ خالفك “ ، أما الفتوحات فهي “ خالفه “ . 
( 2 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 5 / 46 . 
( 3 ) “ أ “ ، “ ب “ ، “ د “ : “ أمرنا “ . 
( 4 ) ( النحل ، الآية 40 ) . 
( 5 ) “ ك “ : “ انتهى “ ساقطة . 
( 6 ) “ ك “ : “ انتهى “ ساقطة . 
( 7 ) “ ب “ : “ رحمه اللّه تعالى “ ، “ ز “ : “ رحمه اللّه “ ساقطة . 
( 8 ) ليس الكلام الذي سمعه الشعراني عن الشيخ علي المرصفي للأخير ، بل هو لمحيي الدين في الباب السابع والسبعين ومائة من الفتوحات المكية ، وقد نقله بتصرف . انظر : الفتوحات المكية ، 3 / 456 . 
( 9 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ المهرجة “ ، وهو تصحيف وتحريف . 
( 10 ) “ ك “ ، “ ز “ : قوله : “ وإذا أعرضت عن إمكانك “ ساقط . 
( 11 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ إلهك وربك وموجدك “ ، وهكذا هو الفتوحات المكية ، 3 / 456 .

“ 217 “
نظرا يغيّبك عنّي “ 1 “ ، فتجهل ما خلقتك له ، فكن تارة وتارة ، وما خلقت “ 2 “ لك عينين إلّا لتشهدني بالواحدة “ 3 “ ، وتشهد ظلمتك بالأخرى ، انتهى “ 4 “ ، فقد بان لك بما قرّرناه الفرق بين فعل اللّه وفعل عباده ، وإن كان كلّ فعل في الوجود يرجع إلى اللّه - تعالى - “ 5 “ وحده ، والحمد للّه ربّ العالمين .

44 - [ توهّم أنّ صفات الحقّ غيره ] 

وممّا أجبت به من يتوهّم أنّ صفات الحقّ - تعالى - “ 6 “ غيره : 
اعلم يا أخي أنّ النّاس قد اختلفوا في ذلك اختلافا كثيرا ، قال إمام المتكلّمين بالمغرب أبو عبد اللّه الكتّانيّ - رحمه اللّه - “ 7 “ : كلّ من تكلّف دليلا “ 8 “ على كون الصّفات الإلهيّة عينا أو غيرا فهو قاصر ، لكن من قال إنّها عين أكثر أدبا مع اللّه - تعالى - ممّن يقول إنّها “ غير “ ؛ لأنّ جميع الأسماء والصّفات الإلهيّة نسب وإضافات ترجع إلى عين واحدة ؛ لأنّه لا يصحّ هناك كثرة بوجود أعيان أخر كما زعمه بعض النّظّار “ 9 “ ، ولو كانت الصّفات الإلهيّة أعيانا زائدة وما هو إله إلّا بها لكانت الألوهيّة معلومة ، ثمّ إنّه لا يخلو أن تكون الصّفات عين الإله ، فالشّيء لا يكون علّة لنفسه ، أو لا تكون عينه ، فالحقّ - تعالى - لا يكون معلولا لعلّة ليست عينه ، فإنّ العلّة متقدّمة على المعلول بالرّتبة ، فيلزم من ذلك افتقار الإله من كونه معلولا لهذه الأعيان الزّائدة التي هي
.................................................................................
( 1 ) “ أ “ : قوله : “ عن شهود ظلمتك ، فتدّعي أنّك أنا ، فتقع في الغلط ، ولا تنظر إلى ظلمتك نظرا يغيبك “ ساقط . 
( 2 ) “ د “ : “ وما جعل “ . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ بواحدة “ . 
( 4 ) انتهى الكلام الذي نسبه الشعراني للشيخ علي المرصفي ، وهو لمحيي الدين كما تقدم آنفا . 
( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ تعالى “ ليست فيهما . 
( 6 ) “ ب “ : العبارة : “ صفات اللّه تعالى “ . 
( 7 ) هو محمد بن علي بن عبد الكريم ، الشهير بابن الكتاني ، من أهل فاس مولدا ووفاة سنة ( 577 هـ ) ، عرف بزهده وإعراضه عن الدنيا، كان غزير العلم بالفقه، زاهدا متعبدا شاعرا ، له ترجمة في جذوة الاقتباس ، 137 ، والأعلام ، 6 / 280. 
( 8 ) “ ب “ : “ دليلا “ ساقطة . 
( 9 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ النظام “ .

“ 218 “
علّة له ، وهو محال ، فبطل أن تكون الأسماء والصّفات أعيانا زائدة على ذاته ، تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا . 
وقال الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في الباب السّادس والخمسين من “ الفتوحات “ “ 1 “ : اعلم أنّ اللّه - تعالى - قادر خبير “ 2 “ ، كلّ ذلك بنفسه لا بأمر زائد على ذاته ؛ إذ لو كان ذلك بأمر زائد على ذاته ، وهي صفات كمال ، لا يكون كمال الذّات إلّا بها ، لكان كماله - تعالى - بشيء زائد “ 3 “ ، واتّصفت ذاته بالنّقص والفقر إذا لم يقم بها هذا الزّائد ، قال : وهذا هو الذي “ 4 “ دعا بعض المتكلّمين إلى أن يقول في صفات الحقّ - تعالى - “ 5 “ إنّها عينه ، وأمّا من يقول إنّها غيره “ 6 “ ، فدعاه إلى ذلك كونه رأى صفات المعاني ؛ كالعلم بقدر رفعه مع كمال ذات العالم من الخلق ، فلمّا أعطاه الدّليل ذلك طرده شاهدا وغائبا ، يعني في حقّ الحقّ تعالى “ 7 “ ، كما هو في حقّ الخلق ، فأخطأ كلّ الخطأ ؛ وذلك لأنّ الحكم على المحكوم عليه بأمر ما من غير أن يعلم “ 8 “ ذات المحكوم عليه وحقيقته جهل عظيم من الحاكم عليه ، فرحم اللّه الإمام أبا حنيفة حيث لم يقض على الغائب بشيء “ 9 “ .
.................................................................................
( 1 ) عنوان هذا الباب : “ في معرفة الاستقراء وصحته من سقمه “ ، انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 1 / 428 . 
( 2 ) “ ك “ : “ عالم قادر خبير “ ، “ ب “ : “ عالم خبير “ . 
( 3 ) قوله : “ على ذاته ؛ إذ لو كان ذلك بأمر زائد على ذاته ، وهي صفات كمال ، لا يكون كمال الذّات إلّا بها ، لكان كماله تعالى بشيء زائد “ ساقط من “ ب “ ، وهو مثبت في الفتوحات المكية ، 1 / 429 . 
( 4 ) “ د “ : “ وهو الذي “ ، “ ز “ : “ وهذا الذي “ ، وفي الفتوحات : “ وهذا الذي 
( 5 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها . 
( 6 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : العبارة : “ وأما من قال إن صفات الحق تعالى غيره 
( 7 ) الفتوحات : “ يعني في الحق والخلق “ . انظر : الفتوحات المكية ، 1 / 429 . 
( 8 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ تعلم “ . 
( 9 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 1 / 429 ، وقد قال في موضع آخر : “ يرحم اللّه أبا حنيفة ، ووقاه من كل خيفة ، حيث لم يحكم على الغائب ، وهو عندي من أسدّ المذاهب ، وأحوط من جميع المذاهب “ . انظر : الفتوحات المكية ، 8 / 125 . أما أبو حنيفة فهو النعمان بن ثابت ، “ الإمام البارع ، والبدر الساطع ، ولد سنة ثمانين من الهجرة بالكوفة ، ونشأ بها ، ثم نقله المنصور إلى بغداد ، فأقام بها حتى مات ، كان يسمى الوتد ، لكثرة تهجده قائما ، ولم يفطر منذ ثلاثين ، وصلى خمسا وأربعين سنة الصلوات الخمس بوضوء واحد ، أدرك أربعة من الصحابة ، أكره على توليته القضاء ، وضرب على رأسه ضربا شديدا أيام مروان فلم يل ، ولما أطلق قال : “ كان غم والدتي عليّ أشد -

“ 219 “
وأمّا وجه قول من قال إنّ صفات الحقّ “ 1 “ لا هي عينه ، ولا هي غيره ، فهو أنّه رأى العلم صفة للعالم من الخلق ، وهي حجاب بينه وبين ربّه لا يمكن العبد أن يرفع ذلك “ 2 “ الحجاب أبدا ، بل هو خلف علمه دائما ، ولذلك قالوا : العلم حجاب ، أي بين العبد وربّه ، فما عرف الحقّ - تعالى - حقيقة إلّا علم العبد لا العبد ، فلمّا علم هذا القائل ذلك قال في الصّفات : ما هي غيره فقط ، ووقف ، ثمّ إنّه رأى الصّفة أمرا معقولا زائدا على “ هو “ ، فنفى هذا القائل أن تكون الصّفات “ هو “ ، وما قدر “ 3 “ على أن يثبت “ هو “ من غير علم يصفه “ 4 “ به ، فقال : وما هو غيره ، فحار ، فنطق بما أعطاه فهمه ، وقال : صفات الحقّ لا هي هو ، ولا هي غيره “ 5 “ . 

وقال الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في الباب السّبعين وأربعمائة “ 6 “ : وهو كلام خليّ من الفائدة لا روح فيه ، ويدلّ على قصور “ 7 “ صاحبه في العلم ، وأطال في ذلك ، ثمّ قال : ولكن إذا قلنا نحن مثل هذا القول لا نقوله على حدّ ما يقوله المتكلّمون ؛ لأنّهم يعقلون الزّائد ،
- عليّ من الضرب “ ، قيل إنه سجن حتى توفي في السجن ببغداد سنة ( 150 ه ) ، كتب عنه كثير من القدماء والمحدثين ، وأفردوا له كتبا ، انظر ترجمته : ابن خلكان ، وفيات الأعيان ، 4 / 576 ، والذهبي ، سير أعلام النبلاء ، 5 / 222 ، وابن كثير ، البداية والنهاية ، 10 / 110 ، والصفدي ، الوافي بالوفيات ، 27 / 89 ، والشعراني ، لواقح الأنوار ، 1 / 129 ، والمناوي ، الكواكب الدرية ، 1 / 469 ، وابن العماد ، شذرات الذهب ، 1 / 227 ، والنبهاني ، جامع كرامات الأولياء ، 2 / 461 ، والزركلي ، الأعلام ، 8 / 36 . 
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ صفات الحق تعالى “ . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ أن يرفع الحجاب “ . 
( 3 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ يدري “ ، وهذا لا يتساوق مع ما بعده . 
( 4 ) “ د “ : “ يعتقده “ ، “ ك “ ، “ ز “ : يصعد به “ ، وهو تصحيف . 
( 5 ) العبارة لمحيي الدين في الباب السادس والخمسين ، انظر : الفتوحات المكية ، 1 / 429 ، وكذلك في الباب السبعين وأربعمائة ، 7 / 150 ، وفيها يقول : “ وتتصف ذاته بالنقص إذا لم يقم بها هذا الزائد ، فهذا من الاستقراء ، وهذا الذي دعا المتكلمين أن يقولوا في صفات الحق: لا هي هو ، ولا هي غيره ، وفيما ذكرناه ضرب من الاستقراء الذي يليق بالجناب العالي“. 
( 6 ) عنوان هذا الباب : “ في حال قطب كان منزلهوَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ( 56 ) . انظر : 
الفتوحات المكية ، 7 / 148 . 
( 7 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ فضول “ .

“ 220 “
ولا بدّ ، ونحن لا نقول بالزّائد ، انتهى “ 1 “ . 

وقال في الباب الثّامن والخمسين وخمسمائة “ 2 “ : إن قلنا : النّسب أمور عدميّة جعلنا “ 3 “ للعدم أثرا في الوجود ، وإن قلنا : إنّها أمور زائدة على الذّات ، وإنّها وجوديّة ولا كمال له - تعالى - إلّا بها ، جعلنا كماله - تعالى - بغيره “ 4 “ ، وقال في الباب الحادي عشر وخمسمائة “ 5 “ : من قال إنّ الصّفات هي “ هو “ صدق ، ومن قال ما هي “ هو “ صدق ، فمن هنا قال الأشعريّة : صفات الحقّ - تعالى- منها ما هي هو ، وما هو “ 6 “ غيره ، وذلك الاختلاف الذي يراه النّاظر فيها “ 7 “. 
أمّا من قال : لا هي هو ، ولا هي غيره ، فقد تقدّم كلام الشّيخ عليه قريبا ،
.................................................................................
( 1 ) نقل الشعراني عبارة محيي الدين متصرفا ، وفي ذلك الباب يقول : “ فقال : ما هو غيره ، فحار ، فنطق بما أعطاه فهمه ، فقال : إن صفة الحق ما هي هو ، ولا هي غيره ، ولكن ، إذا قلنا نحن مثل هذا القول ، ما نقوله على حد ما يقوله المتكلم ، فإنه لا يعقل الزائد ، ولا بد ونحن لا نقول بالزائد ، فما يزيد المتكلم على من يقول : إن اللّه فقير إلا بحسن العبارة ، ونعوذ باللّه أن نكون من الجاهلين ، فهذا بعض نتائج هذا الهجير ، واللّه يقول الحق ، وهو يهدي السبيل “ . انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 150 . 
( 2 ) عنوان هذا الباب : “ في معرفة الأسماء الحسنى التي لرب العزة ، وما يجوز أن يطلق عليه منها لفظا وما لا يجوز “ . انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 288 . 
( 3 ) “ أ “ ، “ د “ ، “ ز “ : “ جعلت “ . 
( 4 ) يوضح محيي الدين هذه المسألة بقوله : “ إن تلك النسب أمور زائدة على ذاته ، وإنها وجودية ، ولا كمال له إلا بها ، وإن لم تكن كان ناقصا بالذات ، كاملا بالزائد الوجودي ، وإن قلنا : ما هي هو ، ولا هي غيره ، كان خلفا من الكلام ، وقولا لا روح فيه ، يدل على نقص عقل قائله ، وقصوره في نظره أكثر من دلالته على تنزيهه “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 290 . 
( 5 ) عنوان هذا الباب “ في معرفة حال قطب كان منزلهإِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً،وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ .انظر : الفتوحات المكية ، 7 / 221 . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ وما هي غيره “ . 
( 7 ) شرح الشعراني قول محيي الدين المنظوم ، فقد نثر شعره الذي قاله في الفتوحات :منزه الحق لا يدري بذاك ولا * مشبه الحق لا يدري وأدريه 
فمن ينزهه عنه يشبهه * به فهذا الذي قد قلته فيه” وهذا الفرقان الذي أنتجته التقوى لا يكون إلا بتعليم اللّه ، ليس للنظر الفكري فيه طريق غيره ، فإن أعطاه اللّه الإصابة في النظر الفكري ، فما هو هذا العلم الخاص ، فإن الطريق تميز العلوم المشتبهة بالصورة المختلفة بالذوق “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 7 / 222 .

“ 221 “
انتهى “ 1 “ ، فاعلم ذلك ، واعتقد أنّ صفات الحقّ - تعالى - عينه ليباين “ 2 “ صفات خلقه ، وإن لم تصل إلى ذلك إلّا بالسّلوك على يد شيخ ، وجب عليك السّلوك ليرفع عنك الحجاب ، وذلك هو الكمال الذي فيه يعطى “ 3 “ الحقّ - تعالى - الأدب على الكشف واليقين ، دون الظّنّ والتّخمين “ 4 “ ، والحمد للّه ربّ العالمين “ 5 “ .


45 - [ توهّم عدم إيلام الحقّ للدّوابّ والأطفال ] 
وممّا أجبت به من يتوهّم أنّه “ 6 “ ليس للّه “ 7 “ - تعالى - إيلام الدّوابّ والأطفال ، ويحجر على الحقّ - تعالى - في ملكه كما بلغني عن بعضهم “ 8 “ ، والجواب أنّ مثل هذا التوهّم لا يقع إلّا من جاهل باللّه - تعالى - وبأحكامه ، فإنّ اللّه - تعالى - يتصرّف في خلقه بالملك ، وله أن يفعل بهم ما يشاء ، ولو لم يقع منهم ذنب كما يقع منه - تعالى - ذلك حين يأمر إسرافيل بنفخة الصعق ، فيميتهم من أوّلهم إلى آخرهم إلّا من شاء اللّه ، ولا يصحّ الاعتراض عليه “ 9 “ إلّا لو كان متصرّفا في ملك غيره ، وقد قال - تعالى - :إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً( 93 ) “ 10 “ ، وقال - تعالى - :يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ *” 11 “ ، من حضرة إطلاقه تعالى ، كما أنّه لا يغفر أن يشرك به من حضرة تقييده ، فالكامل من آمن بهاتين الحضرتين لو فرض أنّه - تعالى - أراد تعذيب المطيع “ 12 “ ، أو عدم المغفرة لعصاة الموحدّين “ 13 “ ، أو فرض إثابتهم “ 14 “ ، ويقرب من هذه
.................................................................................
( 1 ) “ ب “ : “ انتهى “ ليست فيها . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ لسائر “ . 
( 3 ) “ د “ : “ الذي يعطي “ . 
( 4 ) “ ب “ : العبارة : “ أوجب عليك السّلوك ؛ لتعطي الحق تعالى الأدب على الكشف واليقين ، دون الظّن والتّخمين “ . 
( 5 ) “ ب “ : قوله : “ والحمد للّه رب العالمين “ ليس فيها . 
( 6 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ أن “ . 
( 7 ) “ ب “ : “ ليس للحق “ . 
( 8 ) “ د “ : قوله : “ كما بلغني عن بعضهم “ ساقط . 
( 9 ) “ ب “ : “ عليه “ ساقطة . 
( 10 )  ( مريم ، الآية 93) . 
( 11 ) الآية ( المائدة ، 18 ، الفتح ، 14 ) . 
( 12 ) “ ب “ : العبارة : “ ولو فرض أنّه تعالى أراد . . . “ . 
( 13 ) “ ب “ : “ للعصاة “ . 
( 14 ) “ د “ ، “ ب “ ، “ ز “ : قوله : “ أو فرض إثابتهم “ ساقط . 

“ 222 “
المسألة اختلاف النّاس في إنفاذ الوعيد بالعذاب في حقّ عصاة الموحّدين إذا ماتوا على غير توبة مثلا “ 1 “ .


46 - [ كلام الشّيخ محيي الدّين ابن العربي على هذه المسألة ] 

وقد قال في باب الأسرار من “ الفتوحات “ في قوله - تعالى - :ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا” 2 “ : اعلم أنّ الحقّ - تعالى - أخبر في هذه الآية أنّ كلّ ما حصل للعبد من الأمور المؤلمة فهو جزاء ما هو ابتلاء “ 3 “ ، فما ابتليت البريّة “ 4 “ وهي بريّة “ 5 “ . قال : وهذه “ 6 “ مسألة صعبة المرتقى قد اختلف فيها طائفتان كبيرتان من المسلمين ، فمنعت إحداهما ما أجازت الأخرى ، ونصرت كلّ واحدة ما مرّ في غرضها “ 7 “ ، وذلك عين مرضها ، قال : وأمّا الطّبقة العليا من أهل الكشف ، فعلموا الأمر يقينا ، وأنّه لم يكن في الدّنيا أمر مؤلم قطّ إلّا وهو جزاء ما هو ابتلاء ؛ كقول الطّبيب إذا تألّم المريض من التّداوي : واللّه ما قصدت إلّا نفعك بما وصفته لك من الدّواء الكريه المؤلم ، فإذا مرض الطّبيب ولم يدر من أيّ باب دخل عليه المرض ، قال له الحقّ - جلّ وعلا - : إنّما أصابك هذا الألم مجازاة لك على ما أدخلته على المرضى من الآلام ، فخذ جزاء ما فعلته ، وإن كان ذلك “ 8 “ الألم ما قصدته أنت ، انتهى “ 9 “ ، فليتأمّل . 
وقال في الباب الثّالث والعشرين وثلاثمائة “ 10 “ : اعلم أنّ إنفاذ الوعيد قد نفاه قوم
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ مثلا “ ساقطة . 
( 2 ) ( الروم ، الآية 41 ) . 
( 3 ) “ ك “ : “ ابتداء “ ، وهو تصحيف ظاهر . 
( 4 ) “ ك “ : “ ابتليت “ ساقطة . 
( 5 ) يعني بذلك “ بريئة “ ، وانظر قول محيي الدين في الفتوحات المكية ، باب الأسرار ، 8 / 157 . 
( 6 ) “ د “ : “ والجواب أن هذه مسألة . . . “ ، وفي الفتوحات المكية كما هو في المتن . 
( 7 ) “ د “ ، “ ك “ : العبارة : “ ونصرت واحدة ما قام في غرضها “ . 
( 8 ) “ د “ : “ لك الألم “ . 
( 9 ) انتهى كلام محيي الدين في باب الأسرار ، 8 / 157 . 
( 10 ) ورد كلام محيي الدين في الباب الثامن والتسعين ومائتين من الفتوحات ، لا كما ذكره الشعراني ، وعنوان هذا الباب “ في معرفة منزل الذكر من العالم العلوي في الحضرة المحمدية “ . انظر : الفتوحات المكية ، 4 / 476 .

“ 223 “
مع أنّه واقع في دار الدّنيا ، وأثبته قوم ، والذي أثبته هو المحقّ “ 1 “ ، فإنّ من قال به لم يقيّده بوقوعه في الآخرة ، فيحمل الفرق بوقوع العقوبة في دار الدنيا بوجه من الوجوه ، فينبغي حمل “ 2 “ من قال بإنفاذه على الدّنيا “ 3 “ بحصول الآلام النّفسيّة والحسّيّة “ 4 “ فيها ، وذلك عين إنفاذ الوعيد في حقّهم ؛ لأنّه لا بدّ لكلّ إنسان “ 5 “ من وقوع ما يؤلمه ، فصحّ قوله المعتزلة في مسألة إيلام البريء والطّفل ، فإنّ الأشعريّ يجوّز وقوع ذلك على اللّه تعالى ، وما كلّ جائز واقع “ 6 “ . 

وكان الشّيخ محيي الدّين ابن العربي “ 7 “ يقول : وكلّ ما احتجّ به الأشعريّة على المعتزلة ليس هو بملزم ، فإنّ القائلين بإنفاذ الوعيد مصيبون ، ولكن حيث يعيّنه الحقّ - تعالى - في الدّنيا أو في الآخرة “ 8 “ ، فإذا أنفذه في الدّنيا بمرض ، أو ألم نفسيّ ، أو حسيّ ، كان ذلك عقوبة ، وكان سترا له عن عذاب الآخرة ، انتهى “ 9 “ . 
إذا علمت ذلك فاحمل كلام من قال بإنفاذ الوعيد ، ولا بدّ ، على هذه الأمراض والآلام التي لا يسلم منها أحد ، وأنّها تكفي في إنفاذ عقوبة الذّنب ، فإنّ اللّه - تعالى - قد يعفو عن صاحبها ما عدا العصابة الذين يدخلون النّار من عصاة الموحّدين ، والحمد للّه ربّ العالمين .
.................................................................................
( 1 ) “ د “ : “ الحق “ . 
( 2 ) “ ك “ : العبارة : “ فينبغي حمل كلام من . . . “ . 
( 3 ) “ ب “ : “ على الدنيا “ ساقطة . 
( 4 ) “ ب “ : “ الحسية “ ساقطة . 
( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ لكل مخلوق “ . 
( 6 ) الكلام لمحيي الدين في الفتوحات المكية ، 4 / 477 . 
( 7 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ رضي اللّه تعالى عنه “ . 
( 8 ) “ ب “ : “ في الدنيا والآخرة “ . 
( 9 ) عبارة محيي الدين في الفتوحات في قوله - تعالى - :لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ :” فقد قرر الذنب ، وأوقع المغفرة ، وأفهم من ذلك عباده أنه لا يعاقبهم في الآخرة ، وما علق المغفرة بالدنيا لما فيها من الالآم والأمراض النفسية والحسية ، وهو عين إنفاذ الوعيد في حقهم، ويصح قول المعتزلي في هذه المسألة؛ مسألة إيلام البريء، فإن الأشعري يجوز ذلك على اللّه...“. 
انظر : الفتوحات المكية ، 4 / 477 .

“ 224 “

[ توهّم أنّ قرب الحقّ أو بعده مسافة ] 

وممّا أجبت به من يتوهّم في قرب الحقّ - تعالى - من عبده ، أو بعده منه “ 1 “ أنّه مسافة ، كما هو وصف الأجسام : 
اعلم يا أخي أنّ شهود “ 2 “ البعد والقرب إنّما هو راجع إلى شهود العبد لا إلى الحقّ “ 3 “ تعالى ، فإنّه على الدّوام أقرب إلى العبد “ 4 “ من حبل الوريد ، وفي هواتف محمّد بن عبد الجبّار النّفّريّ “ 5 “ - رحمه اللّه - : يقول اللّه - عزّ وجلّ - : من شهد قربي تارة ، وبعدي عنه تارة ، فما عرفني ، فإنّ القرب الذي عرفه هذا مسافة ، والبعد الذي عرفه مسافة “ 6 “ ، وذلك من صفات الأجسام ، وأنا ليس بجسم ، فلا بعدي ، كما يليق بجلالي ، عرفوا ، ولا قربي ، كما يليق بجلالي ، عرفوا ، انتهى . 
وقال الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في باب الأسرار من “ الفتوحات “ : من أعجب ما يعتقده “ 7 “ أهل التّوحيد وصفه - تعالى - بالقريب والبعيد ، قريب ممّن ؟ وبعيد عمّن ؟ هو “ 8 “ أقرب إلى جميع العبيد من حبل الوريد “ 9 “ . 
وقال في الباب السّتّين ومائتين “ 10 “ : ليس للبعد من اللّه - تعالى - سبيل ، وإنّما البعد
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ب “ : قوله : “ من عبده “ ساقط . 
( 2 ) “ د “ : “ أن شهود العبد البعد . . . “ . 
( 3 ) “ د “ ، “ ك “ : “ الحق “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ . 
( 4 ) “ ب “ ، “ ز “ : “ العبيد “ . 
( 5 ) هو أبو عبد اللّه محمد بن عبد الجبار بن الحسن النّفّري ، نسبته إلى بلة نفّر بين الكوفة والبصرة ، من مصنفاته “ المواقف “ و “ المخاطبات “ ، وكلاهما في التصوف ، توفي سنة ( 354 ه ) ، من كلامه : إذا تعلق العارف بالمعرفة ، وادعى أنه تعلق بي ، هرب من المعرفة كما هرب من النكرة ، انظر ترجمته : 
الشعراني ، لواقح الأنوار ، 3 / 429 ، والمناوي ، الكواكب الدرية ، 2 / 152 ، وابن العماد ، شذرات الذهب ، 5 / 433 ، والزركلي ، الأعلام ، 6 / 184 ، وعمر كحالة ، معجم المؤلفين ، 3 / 384 . 
( 6 ) “ ب “ : قوله : “ والبعد الذي عرفه مسافة “ ساقط . 
( 7 ) “ ك “ : “ يعتقد “ . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ وهو “ . 
( 9 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، باب الأسرار ، 8 / 129 . 
( 10 ) “ أ “ ، “ ب “ : ومائة ، وليس بصحيح ، وإنما هو كما ذكر في المتن والفتوحات ، وعنوان هذا الباب “ في معرفة القرب ، وهو القيام بالطاعات ، وقد يطلقونه ، ويريدون به “ قرب قاب قوسين “ . والقرب - 

“ 225 “
منه - تعالى - أمر إضافيّ “ 1 “ يظهر في نسبة أثر أحكام “ 2 “ الأسماء الإلهيّة ، فزمان نسبة أثر حكم الاسم الإلهيّ في شخص هو “ 3 “ زمان اتّصافه “ 4 “ بالقرب من العبد ، وقرب العبد منه ، وأمّا الاسم الذي ما له نسب آثار في حكم العبد “ 5 “ في ذلك الوقت فهو بعيد عنه ، فإذا أطاع العبد فهو قريب من نسبة أثر “ 6 “ الاسم “ العزيز “ مثلا ، وإذا عصى فهو قريب من نسبة أثر الاسم “ 7 “ “ المذلّ “ كذلك ، ولا بعد في الحقيقة من الحقّ بوجه من الوجوه ، وإنّما ذلك كلّه راجع إلى شهود العبد “ 8 “ . 

وكثيرا ما يتوالى على العبد الطّاعات ، فيصير يحسّ بشدّة قربه من اللّه تعالى ، فيسأله في حوائجه من غير واسطة ، وتارة يعصيه ، فيصير يشهد “ 9 “ نفسه بعيدا ، فيسأله “ 10 “ بالوسائط حتّى إنّه يدقّ توابيت الأولياء الأموات “ 11 “ ، وقد تقدّم الجواب عن قول بعضهم : 
إذا كان الحقّ - تعالى - أقرب إلى عبده من حبل الوريد ، فكيف أمر العبد بالاستعاذة من الشّيطان ، وليس له محلّ يدخل منه “ 12 “ للوسوسة ، وإنّ الإشكال لا يأتي في جانب الحقّ تعالى ؛ لأنّ قربه ليس كقرب الأجسام لاستحالة الجسميّة في حقّه تعالى ، فاعلم ذلك ، فإنّه نفيس ، وإيّاك أن تظنّ بالحقّ - تعالى - “ 13 “ التّحييز في جهة من الجهات كالأجسام ،
- عنده على ثلاثة أنحاء : قرب بالنظر في معرفة اللّه ، وقرب بالعلم ، وقرب بالعمل . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 4 / 281 . 
.................................................................................
( 1 ) “ د “ : “ أمر “ ساقطة . 
( 2 ) “ د “ ، “ ز “ : العبارة : “ يظهر في نسب أحكام الأسماء . . . “ . 
( 3 ) “ ب “ : العبارة : “ فزمان نسبة البعد أثر حكم الاسم الإلهي في شخص “ . 
( 4 ) “ د “ ، “ ز “ : “ زمن اتصافه ؛ أي الاسم . . . “ ، وليس هذا الشرح في الفتوحات المكية . 
( 5 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : العبارة : “ وأمّا الاسم الذي ما له حكم العبد “ . 
( 6 ) “ د “ : قوله : “ نسبة أثر “ ساقط . 
( 7 ) “ د “ ، “ ز “ : قوله : “ نسبة أثر “ ساقط . 
( 8 ) انظر كلام محيي الدين في الفتوحات المكية ، 4 / 283 . 
( 9 ) “ ب “ : “ فيصير “ ساقطة . 
( 10 ) “ ب “ : قوله : “ في حوائجه من غير واسطة ، وتارة يعصيه فيشهد نفسه بعيدا ، فيسأله “ ساقط . 
( 11 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ الأموات من الأولياء “ . 
( 12 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ منه “ ساقطة . 
( 13 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها .

“ 226 “
فتخطئ ، والحمد للّه ربّ العالمين .

[ توهّم أنّ كلام الحقّ يكون عن صمت متقدّم ] 
وممّا أجبت به من يتوهّم أنّ كلامه - سبحانه وتعالى - يكون عن صمت متقدّم ، أو سكوت متوهّم : 
اعلم يا أخي أنّ كلام الحقّ - سبحانه وتعالى - “ 1 “ قديم يباين كلام عباده ونطقهم ؛ لأنّه قديم أزليّ لا يكيّف كسائر صفاته من علم وإرادة وقدرة ، كلّم به موسى عليه الصّلاة والسّلام ، سمّاه التّوراة والتّنزيل والزّبور والإنجيل “ 2 “ من غير تشبيه ولا تكييف حتّى لو سئل موسى - عليه الصّلاة والسّلام - : كيف سمعت كلام ربّك ؟ لا يقدر على إيصال علم كيفيّة ذلك إلينا بعبارة ؛ لأنّه من جملة علوم الأذواق ، كما لو قلت لمن ذاق طعم العسل “ 3 “ : دونك ، صف لي طعمه “ 4 “ ، لا يقدر على إيصال صورة ذوقه لك في عبارة ؛ وإيضاح ذلك أنّ علوم الأذواق لا تضبطها عبارة ، كما أنّ القديم لا تضبطه عبارة سواء كلام اللّه أو غيره من صفاته تعالى ، فإنّه لا يصحّ تكييفه ؛ إذ كلام اللّه - تعالى - “ 5 “ من غير لهاة ولا لسان ، كما أنّ سمعه من غير أصمخة ولا آذان ، كما أنّ بصره من غير حدقة ولا أجفان . 
قال الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في الباب السّابع والتّسعين “ 6 “ من “ الفتوحات “ “ 7 “ : اعلم أنّ أوّل كلام شقّ أسماع الممكنات كلمة “ كن “ ، فما ظهر العالم “ 8 “ إلّا عن صفة
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ الحق تعالى “ . 
( 2 ) “ ب “ : “ التّوراة والإنجيل والزّبور “ . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ ذاق العسل “ . 
( 4 ) “ د “ : “ دونك “ ساقطة ، والعبارة : “ صف لنا طعمه “ . 
( 5 ) “ك“ : “كلامه تعالى“ ، ب : “كلامه من . . .“ ، “ز “ : “ كلامه سبحانه وتعالى . . “. 
( 6 ) “ ك “ : “ التاسع والتّسعين “ . وليس ذلك كذلك ، وإنما هو كما ورد في المتن والفتوحات . 
( 7 ) عنوان هذا الباب : “ في مقام الكلام وتفاصيله “ ، وافتتحه بقوله الدال على مضمونه :
إن الكلام عبارات وألفاظ * وقد تنوب إشارات وإيماء 

لولا الكلام لكنا اليوم في عدم * ولم تكن ثم أحكام وأنباء
انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 3 / 272 . 

( 8 ) “ أ “ ، “ ب “ : “ العالم “ ساقطة .
* * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 29 ديسمبر 2023 - 14:49 عدل 4 مرات

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الجمعة 29 ديسمبر 2023 - 14:56 من طرف عبدالله المسافربالله

توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

“ 227 “
الكلام “ 1 “ ، وهو توجّه نفس الرّحمن على عين من الأعيان ، فيتكيّف بذلك النّفس شخصيّة ذلك المقصود ، فيعبّر عن ذلك الكون بالكلام ، وعن ذلك الشّيء المتكوّن عنه بالنّفس ، وعن الشّيء المتكوّن ( اسم فاعل ) بالعالم “ 2 “ ، فعلم أنّ نفس الحقّ - تعالى - لا يكيّف ولا يعقل ، انتهى “ 3 “ . وقد وردت الإشارة في ذلك “ 4 “ في نحو حديث : “ إنّ نفس الرّحمن يأتيني من قبل اليمن “ “ 5 “ ، انتهى ، فكان مراده - صلّى اللّه عليه وسلّم - بنفس الرّحمن تنفيسه عنه بالأنصار حين أتوه من اليمن . 
وقال في الباب الثّاني والثّمانين ومائة “ 6 “ في قوله - تعالى - :وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” 7 “ : إنّما قدّم الاسم “ السّميع “ على “ البصير “ لأنّ أوّل شيء علمناه “ 8 “ من الحقّ - تعالى - “ 9 “ القول منه ، والسّماع منّا ، فكان عنه الوجود ، انتهى “ 10 “ ، فلم نعلم الكلام إلّا بالسّمع ، فهو أوّل شيء علمناه من الصّفات كما قاله الكمال بن أبي شريف “ 11 “ .
.................................................................................
( 1 ) عبارة محيي الدين : “ فما ظهر العالم إلا عن صفة الكلام “ . انظر : الفتوحات المكية ، 3 / 272 . 
( 2 ) “ ب “ : “ اسم فاعل ؛ أي المتكون “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ اسم “ ساقطة . 
( 3 ) نقل الشعراني عبارة الفتوحات بتصرف ، انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 3 / 272 . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ إلى ذلك “ . 
( 5 ) أخرجه الإمام أحمد في المسند ، 2 / 541 ، وروايته : “ ألا إن الإيمان يمان ، والحكمة يمانية ، وأجد نفس ربكم من قبل اليمن “ . 
( 6 ) عنوان هذا الباب : “ في معرفة مقام السماع “ . وفي مفتتحه يقول ملخصا ما ورد في هذا الباب :خذها إليك نصيحة من مشفق * ليس السماع سوى سماع المطلق 
واحذر من التقييد فيه فإنه * قول يفند عند كل محقّق 
إن السماع من الكتاب هو الذي * يدريه كل معلم ومطرّقانظر : الفتوحات المكية ، 3 / 548 . 
( 7 ) ( الشورى ، الآية 11 ) . 
( 8 ) “ ك “ : “ علمنا “ . 
( 9 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ سبحانه تعالى “ ، “ ب “ : “ الحق تعالى “ . 
( 10 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 3 / 549 ، وفيها يقول : “ وكذلك نقول في هذا الطريق : كل سماع لا يكون عنه وجد ، وعن ذلك الوجد وجود ، فليس بسماع ، فهذه رتبة السماع التي يرجع إليها أهل اللّه “ . 
( 11 ) “ ك “ ، “ ز “ : قوله : “ كما قاله الكمال بن أبي شريف “ ساقط . “ د “ : “ الأشرف “ ، وليس بصحيح . 
“ 228 “

[كيفيّة كلام اللّه وحدوثه وقدمه ] 

واعلم يا أخي أنّ مسألة كيفيّة كلام اللّه تعالى ، والكلام على حدوثه وقدمه من عضال المسائل ، وقد حصل بسببها ضرب وقتل للأئمّة ، فلنذكر لك أحسن ما رأيناه من كلام المتكلّمين ، ثمّ ما رأيناه من كلام العارفين ، فنقول وباللّه التّوفيق : 
اعلم أنّ القرآن يطلق على معنيين كما قاله الكمال بن أبي شريف - رحمه اللّه - “ 1 “ : أحدهما : الكلام القائم بالذّات المقدّس ، الثّاني : اللّفظ المنزّل على محمّد صلى اللّه عليه وسلّم ، وهل إطلاقه عليهما بالاشتراك ، أو هو في الثّاني مجاز مشهور ؟ 
الظّاهر الاشتراك ، ثمّ إنّ القرآن بالمعنى الأوّل محلّ نظر علماء أصول الدّين ، وبالمعنى الثّاني محلّ نظر علماء العربيّة والفقه وأصوله ، ووجه الإضافة في تسميته كلام اللّه بالمعنى الأوّل أنّه صفة للّه تعالى “ 2 “ ، وبالمعنى الثّاني أنّه - تعالى - أنشأه برقومه “ 3 “ في اللّوح المحفوظ لقوله - تعالى - :بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ( 21 ) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ( 22 ) “ 4 “ ، أو بحروفه في لسان الملك ؛ لقوله تعالى “ 5 “ :إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ *( 40 ) “ 6 “ ، أو لسان النّبيّ لقوله - تعالى - “ 7 “ :نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ( 193 ) عَلى قَلْبِكَ” 8 “ ، ومعلوم أنّ المنزّل على القلب إنّما هو المعنى دون اللّفظ لا بمجرّد كونه دالّا على كلامه القديم ، ثمّ هل يعتبر في التّسمية بالقرآن بالمعنى الثّاني خصوص المحلّ كما قيل إنّه اسم لهذا المؤلّف القائم بأوّل لسان اخترعه اللّه - تعالى - فيه ؛ إذ لا يعتبر في التّسمية إلّا خصوص التّأليف الذي لا يختلف باختلاف المتلفّظين .
.................................................................................
( 1 ) “ ك “ : “ رحمه اللّه تعالى “ ، “ ز “ : “ رحمه اللّه تعالى ونفعنا به “ . 
( 2 ) “ د “ : “ صفة كلام اللّه “ ، ك : “ صفة اللّه “ ، “ ز “ : “ صفة اللّه سبحانه وتعالى “ . 
( 3 ) “ ب “ : “ برقومه “ ساقطة . 
( 4 ) ( البروج ، الآيتان 21 ، 22 ) . 
( 5 ) “ د “ ، “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيهما ، “ ز “ : “ لقوله سبحانه وتعالى “ . 
( 6 ) ( الحاقة ، الآية 40 ، التكوير ، الآية 19 ) . 
( 7 ) “ د “ ، “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيهما . 
( 8 ) ( الشعراء ، الآيتان 193 ، 194 ) .


“ 229 “
قال الكمال بن أبي شريف “ 1 “ : الصّحيح الثّاني ؛ لأنّا نقطع أنّ ما يقرؤه كلّ واحد منّا هو القرآن المنزّل على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، وعلى الأوّل يكون مثل القرآن لا نفسه ، قال : وقد منع السّلف الصّالح من إطلاق القول بحلول القرآن بالمعنى الثّاني في اللّسان “ 2 “ ، أو في المصحف ، ومن القول بكونه مخلوقا أدبا واحترازا عن ذهاب الوهم إلى القرآن بالمعنى الأوّل الذي هو الكلام النّفسيّ “ 3 “ القائم بذاته تعالى ، انتهى . 
وقال الشّيخ أبو طاهر “ 4 “ القزوينيّ - رحمه اللّه - “ 5 “ : قد أجمع السّلف كلّهم على أنّ القرآن كلام اللّه غير مخلوق من غير بحث منهم ، هل ذلك القراءة ، أو المقروء ، أو المكتوب ؟ 
كما أجمعوا أنّهم إذا زاروا قبر رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلّم - أنّ المزور والمصلّى عليه “ 6 “ ، والمسلّم هو النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - من غير بحث أنّه شخصه أو روحه ، وأطال في ذلك ، ثمّ قال : وبالجملة فالأئمّة الكبار “ 7 “ من شيوخ السّلف مثل الإمام أحمد “ 8 “ ،
.................................................................................
( 1 ) أبو المعالي كمال الدين محمد بن محمد بن أبي شريف القدسي الشافعي ، فقيه أصولي مفسر متكلم ولد في القدس سنة ( 822 ه ) ، وقرأ على علمائها القرآن بالروايات والأصول والمنطق والعروض والحديث ، ورحل إلى القاهرة ، وأخذ عن بعض علمائها كابن حجر والشمس القاياتي ، له رسالة في الطاعون ، وحاشية على تفسير البيضاوي لم تكمل ، وشرح على جمع الجوامع . انظر ترجمته : السخاوي ، الضوء اللامع ، 9 / 57 ، وابن العماد ، شذرات الذهب ، 8 / 29 ، والبغدادي ، هدية العارفين ، 2 / 222 ، والزركلي ، الأعلام ، 7 / 53 ، وعمر كحالة ، معجم المؤلفين ، 3 / 632 . 
( 2 ) “ ب “ : “ باللسان “ . 
( 3 ) “ ك “ : “ كلام النفيس “ ، وهو تحريف وسهو . 
( 4 ) “ ك “ : “ أبو الطاهر “ ، “ ز “ : “ العلامة الشيخ أبو طاهر “ . 
( 5 ) ورد كلام أبي طاهر في الباب الخامس من “ سراج العقول “ والموسوم “ بإثبات كلام اللّه تعالى ، وأنه ليس بحرف ولا صوت “ . انظر : سراج العقول ، 14 ب . 
( 6 ) “ د “ : “ المزور المصلى “ . “ ز “ : العبارة : “ أن المزور والمسلم عليه والمصلى هو النبي . . . “ ، وفي “ سراج العقول “ : “ أن المزور المصلى والمسلم عليه . . . “ . 
( 7 ) “ د “ : “ فالكبار “ . 
( 8 ) هو أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الوائلي ، القائل : “ طوبى لمن أخمل اللّه ذكره “ ، وقد قال أيضا : “ رأيت رب العزة في المنام فقلت : يا رب ، ما أفضل ما تقرب به المتقربون إليك ، فقال : بكلامي يا أحمد ، فقلت : بفهم أو بغير فهم ، قال : بفهم وبغير فهم “ . قيل إن أصله من مرو ، ولد سنة ( 164 ه ) ببغداد ، وتفقه على الشافعي ، له أسفار كثيرة في طلب العلم ، سجن ثمانية وعشرين شهرا لامتناعه عن القول بخلق القرآن ، توفي سنة ( 241 ه ) . أفرد له ابن الجوزي كتابا -

“ 230 “
وسفيان الثّوريّ “ 1 “ ، وأئمّة الحديث قاطبة - رضي اللّه عنهم أجمعين - كانوا أكثر عقلا ، وأغزر علما ، ومن المحال أن يخفى عليهم مثل ذلك ، وإنّما زجروا أصحابهم عن الخوض في مثل ذلك لدقّته وغموضه ، كما ذمّوا كلام التّوحيد “ 2 “ المطلق لعلمهم بأنّ استخلاص الأمر الحقّ “ 3 “ منه من بين فرث التّشبيه ، ودم التّعطيل عسر جدّا إلّا على “ 4 “ من رزقه اللّه - تعالى - “ 5 “ الفهم “ 6 “ ، فإنّ غالب النّاس لا يتفطّنون للفرق بين المقروء والقرآن ، فخاف السّلف أن يتزلزل على أصحابهم عقائدهم ، فأمروهم بمحافظة الأمر الظّاهر ، والإيمان به قطعا من غير بحث عن المعنى ؛ إذ قد صحّ إيمان المؤمنين باللّه وملائكته وكتبه ورسله “ 7 “ ، وهم لم يروا اللّه ولا ملائكته ورسله “ 8 “ ، ورأوا لأصحابهم أنّ السّكوت عن ذلك أسلم ، وقالوا : البحث عن ذلك بدعة ، وقالوا لهم : أمّروه “ 9 “ كما جاء من غير كيف ، وقولوا آمنّا به وصدّقنا .
قال : وهذا لعمري فيه مصلحة عظيمة للعوامّ ، انتهى “ 1 “ .

- في مناقبه ، انظر ترجمته : ابن أبي يعلى ، طبقات الحنابلة ، 1 / 10 - 23 ، وابن خلكان ، وفيات الأعيان ، 1 / 87 ، والذهبي ، سير أعلام النبلاء ، 7 / 455 ، والصفدي ، الوافي بالوفيات ، 6 / 225 ، والشعراني ، لواقح الأنوار ، 1 / 132 ، والمناوي ، الكواكب الدرية ، 1 / 517 ، وابن العماد ، شذرات الذهب ، 2 / 96 ، والزركلي ، الأعلام ، 1 / 203 . 
.................................................................................

( 1 ) هو أبو عبد اللّه سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري ، من بني ثور بن عبد مناة ، من مضر ، ولد بالكوفة سنة ( 97 ه ) اتفاقا ، وبها نشأ ، طلب العلم وهو حدث باعتناء والده المحدث سعيد بن مسروق ، أمير المؤمنين في الحديث ، كان سيد زمانه في علوم الدين والتقوى ، خرج من الكوفة ، فسكن مكة والمدينة ، ثم طلبه المهدي فتوارى ، فانتقل إلى البصرة ، فمات مستخفيا ، وقيل إنه أقام في اختفائه نحو سنة ، وقد أخرج بجنازته على أهل البصرة بغتة سنة ( 161 ه ) ، انظر ترجمته : ابن النديم ، الفهرست ، 314 ، وابن سعد ، الطبقات ، 6 / 257 ، والأصبهاني ، حلية الأولياء ، 6 / 356 ، وابن خلكان ، وفيات الأعيان ، 2 / 322 ، والذهبي ، سير أعلام النبلاء ، 5 / 359 ، والصفدي ، الوافي بالوفيات ، 65 / 174 ، والشعراني ، لواقح الأنوار ، 1 / 118 ، والمناوي ، الكواكب الدرية ، 1 / 303 ، والنبهاني ، جامع كرامات الأولياء ، 2 / 95 ، والزركلي ، الأعلام ، 3 / 104 ، وعمر كحالة ، معجم المؤلفين ، 1 / 771 . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ الكلام على التوحيد “ . 
( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ الأمر “ ساقطة . 
( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ على “ ساقطة . 
( 5 ) “ ب “ : “ تعالى “ ليست فيها . 
( 6 ) “ د “ ، “ ز “ : “ الفهم عنه “ . 
( 7 ) “ ب “ : “ كتبه “ ليست فيها . 
( 8 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : قوله : “ وهم لم يروا اللّه وملائكته ورسله “ ساقط . 
( 9 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ أقروه “ ، وفي “ سراج العقول “ : “ أمروها “ .

[ عقيدة الشيخ ابن العربيّ في كلام اللّه ] 
وأمّا كلام الصّوفيّة في هذا البحث فأحسنه كلام الشّيخ محيي الدّين ابن العربي رحمه اللّه “ 2 “ ، وها أنا ذاكر “ 3 “ لك من نقوله ما لا تجده عند غالب الأقران ، فأقول وباللّه التّوفيق : قال الشّيخ في الباب الرّابع والثّلاثين من “ الفتوحات “ “ 4 “ : إنّما نزل القرآن كلّه ليلة القدر إشارة إلى أنّه به تعرف مقادير الأشياء وموازينها ، وكان نزوله “ 5 “ في الثّلث الآخر منها “ 6 “ . 
وقال في الباب التّاسع والسّتّين وثلاثمائة “ 7 “ : المراد بقوله - تعالى - :ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ” 8 “ أنّه محدث “ 9 “ الإتيان لهم لا الوجود ، فهو قديم في العين ، حادث في الإتيان ، فحدث علمه عندهم حين سمعوه ، كما تقول : حدث اليوم عندنا ضيف ، ومعلوم أنّه كان موجودا قبل أن يأتي إلينا ، وقد جاء القرآن العظيم في موادّ حادثة تعلّق السّمع بها ، وكذلك الفهم تعلّق بما دلّت عليه الكلمات ، فله الحدوث من حيث الإتيان ، وله القدم من حيث العين ، وأطال في ذلك “ 10 “ ، ثمّ قال : وممّا يدلّك على أنّ

.................................................................................
( 1 ) انتهى كلام أبي طاهر المقتبس من “ سراج العقول “ ، 18 أ - 18 ب . 
( 2 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ رضي اللّه عنه “ ، “ ب “ : “ رحمه اللّه “ ليست فيها . 
( 3 ) “ ك “ : “ أذكر “ . 
( 4 ) عنوان هذا الباب : “ في معرفة شخص تحقق في منزل النفاس ، فعاين منها أمورا أذكرها “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 1 / 323 . 
( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ نزوله “ ساقط . 
( 6 ) “ ب “ ، “ ز “ : “ الثلث الأخير “ ، وانظر قوله في الباب الرابع والثلاثين من الفتوحات المكية ، 1 / 329 . 
( 7 ) عنوان هذا الباب: “في معرفة منزل مفاتيح خزائن الجود “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 6 / 98 . 
( 8 ) ( الأنبياء ، الآية 2 ) . 
( 9 ) “ د “ : “ أنّه “ ساقطة . 
( 10 ) يعني بذلك محيي الدين ، وقد قال في الفتوحات في تفسيرإِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ *( 19 ) ، وتفسيرفَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ :” فأضاف الحدوث إلى كلامه ، فمن فرق بين الكلام والمتكلّم به ( اسم مفعول ) ، فقد عرف بعض المعرفة ، وما أسمع الرحمن كلامه بارتفاع الوسائط إلا ليتمكن الاشتياق في السامع إلى رؤية المتكلم لما سمعه من حسن الكلام ، فتكون رؤية المتكلم أشد ، ولا سيما ورسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - يقول : “ إن اللّه جميل يحب الجمال “ ، والجمال محبوب لذاته ، وقد وصف الحق نفسه به ، فشوّق النفوس إلى رؤيته “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، -

“ 232 “
الكلام للّه عزّ وجلّ ، والتّرجمة للمتكلّم ، قوله - تعالى - مقسما أنّه يعني القرآن العظيم “ 1 “ :لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ *” 2 “ ، فأضاف الكلام إلى الواسطة والمترجم ، كما أضافه - تعالى - إلى نفسه بقوله - تعالى - :فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ” 3 “ ، فإذا تلي علينا القرآن فقد سمعنا كلام اللّه ، وموسى - عليه الصّلاة والسّلام - لمّا سمع كلمة ربّه “ 4 “ سمع كلام اللّه ، ولكن ، بين السّماعين أبعد من بعد المشرقين “ 5 “ ، فإنّ الذي يدركه من يسمع كلام اللّه بلا واسطة لا يساويه من يسمعه بالوسائط “ 6 “ ، انتهى “ 7 “ . 

وقال في الباب الثّاني والسّبعين وثلاثمائة “ 8 “ في الكلام على قوله - تعالى - :وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً” 9 “ إلى آخره ؛ أي : وليس بماء : اعلم أنّ حكم من يسمع كلام اللّه - تعالى - كذلك ، فربّما سمع العبد كلام ربّه بصوت وحرف “ 10 “ إذا رآه في المنام ، وليس هو بصوت ولا حرف في نفس الأمر ، وإن كان من المحال أن يظهر أمر في صورة أمر آخر إلّا بمناسبة تكون بينهما ، فهو مثله في النّسبة ، لا مثله في العين ، وأطال في ذلك ثمّ قال : فكما أنّ الظّمآن إذا جاء السّراب لم
- 6 / 147 . 
.................................................................................

( 1 ) “ ب “ : قوله : “ أن الكلام للّه عز وجل ، والتّرجمة للمتكلم ، قوله تعالى مقسما أنه يعني القرآن العظيم “ ساقط ، وقوله : “ العظيم “ ليست في “ أ “ . 

( 2 ) ( التكوير ، 19 ، الحاقة ، 40 ) . 

( 3 ) ( التوبة ، الآية 6 ) . 

( 4 ) “ ك “ ، “ ز “ : العبارة : “ لمّا كلّمه ربّه سمع . . . “ . 

( 5 ) “ د “ : العبارة : ولكن بين السماعين بعد المشرقين “ . 

( 6 ) “ د “ ، “ ز “ : “ بالواسطة “ . 

( 7 ) انظر قول محيي الدين في الفتوحات المكية ، في الباب التاسع والستين وثلاثمائة ، 6 / 147 ، وقد نقله الشعراني متصرفا بالعبارة . 

( 8 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ الثّامن والسّبعين وثلاثمائة “ ، وليس ذلك كذلك ، وإنما كما ورد في “ أ “ و “ ب “ والفتوحات ، وعنوان هذا الباب في الفتوحات “ في معرفة منزل سر وسرين وثنائك عليك بما ليس لك ، وإجابة الحق إياك في ذلك لمعنى شرفك به من حضرة محمدية “ . انظر : الفتوحات المكية ، 6 / 222 . 

( 9 ) (النور ، الآية 39 ) . 

( 10 ) “ ب “ : “ بحرف وصوت “ .

“ 233 “
يجده ماء كما كان رآه من بعد ، كذلك من سمع كلام اللّه في المنام لو كشف عنه الغطاء لم يجده بصوت ولا حرف كما سمعه ، انتهى “ 1 “ . 

وكان - رضي اللّه تعالى عنه - يقول : مثال ظهور الوحي في الألفاظ مثل ظهور جبريل - عليه السّلام - في صورة دحية “ 2 “ ؛ فإنّه لم يكن حين ظهر فيها بشرا محضا ، ولا ملكا محضا ، ولا كان بشرا وملكا “ 3 “ معا في آن واحد ، فكما تبدّلت صورته في أعين النّاظرين ، ولم تتبدّل “ 4 “ حقيقته التي هو عليها ، فكذلك الكلام الأزليّ ، والأمر الأحديّ ، يتمثّل بلسان العربيّ تارة ، وبلسان العبريّ تارة “ 5 “ ، وبلسان السّريانيّ تارة ، وهو في ذاته أمر واحد أزليّ ، فالكافر والمشرك يسمع كلام اللّه ، وموسى يسمع كلام اللّه “ 6 “ ، ولكن ، بين سماعيهما أبعد من بعد المشرقين “ “ 7 “ ، ولو كان سماعهما واحدا لبطل الاصطفاء ، انتهى . 

وقال في الباب الخامس والعشرين وثلاثمائة “ 8 “ : اعلم أنّه ما دام القرآن في القلب
.................................................................................

( 1 ) انتهى كلام محيي الدين في الباب الثاني والسبعين وثلاثمائة ، وعبارته : “ ومن المحال أن يظهر أمر في صورة أمر آخر من غير تناسب ، فهو مثله في النسبة لا مثله في العين ، . . . ، والحق - تعالى - يظهر في عين الرائي السراب ماء ، وليس بماء ، وهو عنده إذا جاء إليه الظمآن ، وكذلك المعطش إلى العلم باللّه يأخذ في النظر في العلم به ، فيقيده تقييد تنزيه أو تشبيه ، فإذا كشف الغطاء وهو حال وصول الظمآن إلى السراب لم يجده كما قيده ، فأنكره ووجد اللّه عنده غير مقيد بذلك التقييد الخاص “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 6 / 231 .
( 2 ) وهذا حديث شريف أخرجه الإمام أحمد في المسند ، 2 / 107 ، وفيه : “ كان جبريل يأتي النبي - صلى اللّه عليه وسلم - في صورة دحية “ . أما دحية الكلبي فهو دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس ، بعثه الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - إلى قيصر في الهدنة ، نزل الشام، وبقي إلى أيام معاوية. انظر ترجمته : الذهبي ، سير أعلام النبلاء ، 3 / 276 ، وتهذيب الكمال ، 1 / 392 ، وابن الأثير ، أسد الغابة ، 2 / 136 . 

( 3 ) “ ك “ : “ أو ملكا “ . 

( 4 ) “ د “ : “ تبدّل “ . 

( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ العبراني “ . 

( 6 ) “ أ “ ، “ ب “ : قوله : “ وموسى يسمع كلام اللّه “ ساقط . 

( 7 ) “ د “ : “ ولكن بين كلاميهما بعد المشرقين “ ، “ ك “ : “ بين كلاميهما “ . 

( 8 ) عنوانه “ في معرفة منزل القرآن من الحضرة المحمدية “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 5 / 134 .

“ 234 “
فلا حرف ولا صوت ، فإذا نطق به القارئ نطق بصوت وحرف ، انتهى “ 1 “ .

وقال في الباب التّاسع والعشرين وثلاثمائة “ 2 “ : اعلم أنّ القرآن هو الوحي الدّائم “ 3 “ الذي لا ينقطع من حيث معناه ، فهو الجديد الذي لا يبلى ، لكنّه يظهر في قلوب العلماء على صورة لم يظهر بها في ألسنتهم ؛ لأنّ اللّه - تعالى - جعل لكلّ موطن حكما لا يكون لغيره ، فهو يظهر في القلب أحديّ العين ، ثمّ يأخذه الخيال ، فيجسّمه ويقسّمه ، ثمّ يأخذه منه اللّسان ، فيصيّره القارئ بشاكلة ذات صوت وحرف ، ويقيّد “ 4 “ به سمع الآذان ، وقد قال - تعالى - :فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ” 5 “ ، فتلاه رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - بلسانه أصواتا وحروفا ، فأسمعها “ 6 “ الأعرابيّ بسمع أذنه “ 7 “ في حال ترجمته ، فالكلام للّه بلا شكّ ، والتّرجمة به لذلك المتكلّم كائنا من كان ، انتهى “ 8 “ .

وقال في باب الأسرار : ما العجب إلّا منّا كيف نتلو كلامه وهو قائم بذاته ؟ واللّه
.................................................................................

( 1 ) عبارة محيي الدين في ذلك : “ فمن كونه حروفا ، والمفهوم من هذا الاسم أمران : الأمر الواحد المسمى قولا وكلاما ولفظا ، والأمر الآخر يسمى كتابة ورقما وخطا ، والقرآن يخط ، فله حروف الرقم ، وينطق به ، فله حروف اللفظ ، . . . ، فإذا انتظمت الحروف سميت كلمة ، وإذا انتظمت الكلمات سميت آية ، وإذا انتظمت الآيات سميت سورة “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 5 / 139 .

( 2 ) عنوان الباب “ في معرفة منزل علم الآلاء والفراغ إلى البلاء ، وهو من الحضرة المحمدية “ . انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 5 / 158 .

( 3 ) “ د “ : “ الحي الدائم “ .

( 4 ) “ د “ : “ يفيد “ ، ولعله تصحيف .

( 5 ) ( التوبة ، الآية 6 ) .

( 6 ) “ د “ ، “ ك “ ، “ ز “ : “ سمعها “ .

( 7 ) “ أ “ : أدبه “ ، وهو تصحيف يدحضه المعنى وما ورد في الفتوحات المكية .

( 8 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 5 / 160 ، وفيه يقول : “ فنزل على قلب محمد صلى اللّه عليه وسلم ، نزل به الروح الأمين ، ثم لا يزال ينزل على قلوب أمته إلى يوم القيامة ، فنزوله في القلوب جديد لا يبلى ، فهو الوحي الدائم ، فللرسول - صلوات اللّه عليه وسلامه - الأولية في ذلك ، والتبليغ إلى الأسماع من البشر ، والإبداء من البشر ، . . . ، وظهر في قلبه على صورة لم يظهر بها في لسانه ، فإن اللّه جعل لكل موطن حكما لا يكون لغيره ، . . . ، فأخذه اللسان ، فصيره ذا حرف وصوت ، وقيد به سمع الآذان ، وأبان أنه مترجم عن اللّه . . . فتلاه رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - بلسانه أصواتا وحروفا سمعها الأعرابي بسمع أذنه في حال ترجمته “ . انظر : الفتوحات المكية ، 5 / 160 .
“ 235 “
إنّها لستور مسدلة ، وأبواب مقفلة ، وأمور مبهمة ، وعبارات موهمة ، هي شبهات من أكثر الجهات ، انتهى “ 1 “ .

وقال في باب الأسرار أيضا : ذكر القرآن أمان ، وبه يجب الإيمان أنّه كلام الرّحمن ، مع تقطّع حروفه في اللّسان ، ونظم حروفه فيما رقم باليراع والبنان ، فحدثت الألواح والأقلام ، وما حدث الكلام ، وحكمت على العقول الأوهام ، بما “ 2 “ عجز عن إدراكه الأفهام “ 3 “ .

وقال فيه أيضا : الذّكر القديم ذكر الحقّ ، وإن حكى ما نطق به الخلق ، كما أنّ الذّكر الحادث ما نطق به الخلق ، وإن كان كلام الحقّ ، إذا كان الحقّ - تعالى - يتكلّم على لسان عبده ، فالذّكر قديم ، ومزاجه بالعبد من تسنيم ، لا يعرف الحقّ في هذه المسألة إلّا من كان الحقّ - تعالى - قوّاه ، ولا يكون قوّاه إلّا إن أيّده وقوّاه “ 4 “ .

وقال فيه أيضا : لا يضاف الحدوث إلى كلام اللّه إلّا إذا كتبه الحادث أو تلاه ، ولا يضاف القدم إلى كلام الحادث إلّا إذا تكلّم به اللّه ؛ كموسى ومن شاء اللّه ؛ نحو قوله :وَقالَ مُوسى” 5 “ ،وَقالَ فِرْعَوْنُ” 6 “ .

وقال في باب الأسرار أيضا “ 7 “ : اعلم أنّ أصدق القول ما جاء في الكتب المنزّلة ، والصّحف المطهّرة ، ومع تنزيهه الذي لا يبلغه تنزيه ، نزل إلى التّشبيه الذي لا يماثله تشبيه ، فنزلت آياته بلسان رسوله ، وبلّغ رسوله بلسان قومه ، وما ذكر صورة ما جاء به الملك ، هل هو أمر ثالث ليس هو مثلهما ؟ أو مشترك ؟ وعلى كلّ حال ، فالمسألة فيها

.................................................................................

( 1 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، باب الأسرار ، 8 / 146 ، والعبارة ثمّ : “ ما العجب إلا كيف قيل : يرجع إليه من هو لديه ، ولم يزل في يديه ستور مسدلة ، وأبواب مقفلة ، وأمور مبهمة . . . “ .

( 2 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ لما “ .

( 3 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، باب الأسرار ، 8 / 107 .

( 4 ) نقل الشعراني العبارة متصرفا بها ، مجتزئا منها ، وفيها يقول : “ لا يعرف الحق إلا من كان قواه ، ولا يكون قواه إلا من قواه “ . انظر : الفتوحات المكية ، باب الأسرار ، 8 / 107 .

( 5 ) ( يونس ، الآية 84 ) .

( 6 ) ( يونس ، الآية 79 ) ، وانظر عبارة محيي الدين في باب الأسرار من الفتوحات المكية ، 8 / 172 .
( 7 ) “ ب “ : “ أيضا “ ساقطة . وقد جاء هذا القول في باب الأسرار : “ من بلي بالأشد في تحري الأسد “ ، انظر : الفتوحات المكية ، 8 / 158 .
“ 236 “

إشكال ؛ لأنّ العبارات لحننا ، والكلام للّه ليس هو لنا ، فما هو المنزّل “ 1 “ ؟ والمعاني لا تتنزّل ، إن كان العبارات ، فما هو القول الإلهيّ ؟ وإن كان القول ، فما هو اللّفظ الكيانيّ “ 2 “ ؟
وهو اللّفظ بلا ريب ، فأين الشّهادة والغيب ؟ إن كان دليلا فكيف هو أقوم قيلا ، وما ثمّ قيل إلّا من هذا القبيل ، وهو معلوم “ 3 “ عند علماء الرّسوم ، انتهى “ 4 “ ، فتحقّق به ، ولا تنطق ، انتهى .
فإن قال قائل : فهل كان يجوز لرسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - أن يتصرّف فيما أنزل عليه بعبارة أخرى ؟ فإنّنا ما علمنا كلام اللّه “ 5 “ إلّا منه صلّى اللّه عليه وسلّم ، كنظير ما قاله العلماء إنّه يجوز رواية الحديث بالمعنى للعارف .
والجواب : لا يجوز لأحد أن يعتقد أنّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - تصرّف في المنزّل “ 6 “ عليه ، أو أنّه رواه بالمعنى ؛ لأنّه لو صحّ في حقّه ذلك ، لكان مبيّنا لنا صورة فهمه - صلّى اللّه عليه وسلّم - لا صورة ما نزّل عليه ، وقد قال - تعالى - :لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ” 7 “ ، فمن المحال أن يكون - صلّى اللّه عليه وسلّم - غيّر شيئا من أعيان تلك الآيات التي أنزلت عليه ، بل لو فرض أنّه علم جميع معاني كلام اللّه - تعالى - “ 8 “ بحيث لا يشذّ عنه شيء من معناه ، وعدل عمّا أنزل ، فأيّ فائدة للعدول “ 9 “ ، وحاشاه من “ 10 “ ذلك حاشاه ، ولو أنّه صحّ في حقّه تصرّف في صورة ما نزل من الحروف اللّفظيّة ، لكان يصدق عليه أنّه بلّغ للنّاس ما أنزل عليهم “ 11 “ ، وما لم ينزّل إليهم ، ولا قائل بذلك ، فافهم ، فقد بان لك تنزيه كلام اللّه - تعالى - عن صفة كلام خلقه ، والحمد للّه ربّ العالمين .
.................................................................................

( 1 ) “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ التّنزّل “ ، وفي الفتوحات كما في المتن . 

( 2 ) “ أ “ : “ الكتابي “ ، “ د “ : “ الكياني “ ، “ ك “ ، “ ب “ ، “ ز “ : “ الكائن “ ، وفي الفتوحات كما ورد في المتن .

( 3 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ معلوم “ ساقطة .

( 4 ) انظر : محيي الدين ، الفتوحات المكية ، 8 / 158 .

( 5 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ اللّه تعالى “ .

( 6 ) “ د “ ، “ ز “ : “ باللفظ المنزل “ ، “ ك “ : “ تصرف باللفظ “ .

( 7 ) ( النحل ، الآية 44 ) .

( 8 ) “ د “ ، “ ك “ : “ عز وجل “ .

( 9 ) “ ب “ : “ لعدوله “ .

( 10 ) “ ك “ ، “ ب “ : “ عن “ .

( 11 ) “ ك “ ، “ ز “ : “ إليهم “ .
* * *


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الجمعة 29 ديسمبر 2023 - 14:58 عدل 1 مرات

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عبدالله المسافربالله

مُساهمة الجمعة 29 ديسمبر 2023 - 14:57 من طرف عبدالله المسافربالله

فهرس المحتويات لكتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني 898 ه‍ - 973 ه‍ 

فهرس المحتويات 
الإهداء 3 
مهاد وتأسيس 5 
مقدّمة التّحقيق 9 
أوّلا : ترجمة المؤلّف 9 
اسمه وكنيته ونسبه 9 
مولده وطلبه للعلم 10 
المرحلة الأولى : النّاشىء في القرية 10 
المرحلة الثّانية : المتعلّم في مصر 11 
المرحلة الثّالثة : الدّاخل في طريق القوم 12 
شيوخه 14 
من تآليفه 15 
الدّسّ عليه 28 
وفاته 30 
من لطيف كلامه 31 


ثانيا : الشّعرانيّ في عيون المستشرقين 32 
المستشرق “ نيكلسون “ 32 
المستشرق “ ماكدونالد “ 32 
المستشرق “ فوللرز “ 32 
المستشرق “ بروكلمان “ 32 
ثالثا : شكل الكتاب ومضمونه 33 
رابعا : بين الشّعرانيّ والشّيخ محيي الدّين ابن العربي 36 
خامسا : زمن تصنيف الكتاب ونسبته 38 
سادسا : المصطلح الصّوفيّ في هذا الكتاب 38


سابعا : وصف النّسخ المخطوطة 43 
ثامنا : سير التّحقيق 46 
تاسعا : صور من النّسخ المخطوطة 48 
الكتاب محقّقا 63 
شروط من يتصدّر للجواب عن آيات الصّفات 64 
مفهوم التّقدير والتّدبير 66 
معنى حديث “ والشّقيّ من شقي في بطن أمّه “ 68 
المحاجّة بين آدم وموسى عليهما السّلام 71 
تفاوت الوجود في المقامات والذّوات 75 
شبهة الاعتراض على القدرة 78 
مقصود الكتاب 82 
العقيدة الصّالحة الجامعة 82 
الجواب عن الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم 88 
الأشعريّة والماتريديّة 90 
الباعث على تصنيف كتب العقائد 92 
القرآن دليل قطعيّ سمعيّ عقليّ 92 
عقيدة العوامّ الفطريّة 95 
توهّم أنّ نفوذ الأقدار متوقّف على وجود الخلق 97 
توهّم أنّ محبّة الحقّ لشيء كمحبّة الخلق 98 
توهّم إحاطة الخلق بالحقّ تعالى 99 
توهّم خلق الوجود من عدم في علم الحقّ 103 
توهّم إضافة النّسيان وغيره ممّا لا يجوز إلى جناب الحقّ 104 
توهّم معرفة كنه الذّات المقدّس 104 
كلام الشّيخ محيي الدّين ابن العربي على ماهيّة الذّات وكنهها 106


توهّم ارتفاع حجابيّة العلم بين الحقّ والخلق 112 
توهّم مراقبة الذّات الأحديّة 113 
توهّم صحّة الأنس باللّه 114 
توهّم الخلق صورة معقولة للحقّ 116 
توهّم الوحدة المطلقة وأنّ كلّ ما وقع عليه البصر هو اللّه 120 
توهّم أنّ ذات الحقّ مقيّدة مشبّهة أخذا من حديث “ ينزل ربّنا كلّ ليلة “ 123 
توهّم قدم العالم 125 
توهّم إيجاد العالم من ذاته 128 
توهّم “ لولا التّوحيد ما فهمت الوحدانيّة “ 130 
توهّم جهة الفوق دون التّحت 132 
أقوال المتصوّفة في دفع شبهة الجهة في جناب الحقّ 133 
مذهب الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في آية الاستواء 136 
أقوال المتصوّفة في آية الاستواء وحديث النّزول 139 
توهّم “ لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن “ 147 
توهّم أنّ غضب الحقّ على وزان غضب الخلق 151 
توهّم التّكليف بما هو فوق الطّاقة 152 
توهّم الجبريّة 154 
مذهب الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في قول الحقّ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ160 
تعلّق علم الحقّ بالخلق قديما 165 
توهّم أنّ ظلم الخلق من غير إرادة الحقّ 167 
توهّم استفادة الحقّ علما من الخلق 167 
مذهب الشّيخ محيي الدّين ابن العربي على قول الحقّ حَتَّى نَعْلَمَ168 
توهّم أنّ نزول البلاء على أهل محلّة العاصي ليس بعدل 175


توهّم في معنى “ من عرف نفسه عرف ربّه “ 177 
توهّم أنّ التّسبيح تنزيه عن النّقائص 182 
توهّم أنّ الحقّ يوجب على نفسه ما لا يصحّ له الرّجوع عنه 184 
تخصيص قول الحقّ “ ورحمتي وسعت كلّ شيء “ 187 
توهّم القول بأنّ الحقّ غنيّ عن إيجاد الخلق لا وجودهم 188 
توهّم حلول الحقّ واتّحاده بالخلق 192 
منع الشّيخ محيي الدّين ابن العربي مفهوم الحلول والاتّحاد 192 
توهّم الخلق أينيّة للحقّ 199 
توهّم أنّ معيّة الحقّ معيّة تحيّز 201 
توهّم أنّ الحقّ يضبطه اصطلاح 206 
توهّم تقييد أسماء الحقّ وصفاته 207 
توهّم إيجاد العالم عن عدم متقدّم مطلقا 209 
توهّم خلق العالم على مثال سابق 213 
توهّم أنّ صفات الحقّ غيره 217 
توهّم عدم إيلام الحقّ للدّوابّ والأطفال 221 
كلام الشّيخ محيي الدّين ابن العربي على هذه المسألة 222 
توهّم أنّ قرب الحقّ أو بعده مسافة 224 
توهّم أنّ كلام الحقّ يكون عن صمت متقدّم 226 
كيفيّة كلام اللّه وحدوثه وقدمه 228 
عقيدة الشيخ ابن العربيّ في كلام اللّه 231 
توهّم أنّ سماع جبريل أو النّبيّ كلام اللّه كسماع الخلق بعضهم بعضا 237 
القول على الحروف المقطّعة أوائل السّور 238 
توهّم أنّ آيات الصّفات وأخبارها مكيّفة 241 
تأويل بعض آيات الصّفات الواردة في جنب الحقّ 244


توهّم أنّ للحقّ تعالى قدمين 249 
توهّم انتفاء تأبيد الخلود في النّار 252 
توهّم أن كتابة الحقّ ككتابة الخلق 258 
توهّم العقل في قصور القدرة الإلهيّة 261 
توهّم العقل أنّ النّشأة الإنسانيّة لا تكون إلّا عن سبب واحد 268 
توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب 274 
باب القول على رؤية الخلق للحقّ في المنام 277 
باب القول على كلام الصّوفيّة في رؤية الحقّ 278 
الفرق بين الشّهود والرّؤية 282 
باب القول على رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ288 
باب القول على لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ296 
توهّم نفي رؤية الحقّ في المنام 300 
حجّة المانعين للرّؤية 302 
توهّم مذهب الجبريّة 305 
مذهب الشّيخ محيي الدّين ابن العربي في مسألة خلق الأفعال وتعقّل وجه الكسب فيها 307 
الكلام على سرّ “ كن “ وتعلّقه بكسب الأفعال 318 
وجه إضافة الفعل إلى الحقّ ووجه إضافته إلى الخلق 320 
توهّم أنّ أفعال الحقّ بالحكمة 327 
توهّم أنّ الحقّ خلق الخلق وقد تركهم لا يبالي 329 
توهّم أنّ حكم الإلهام في التّقوى والفجور واحد 330 
توهّم في معنى “ إنّ رحمتي سبقت غضبي “ 331 
الدّسّ على الشّيخ محيي الدّين ابن العربي والشّعرانيّ 332 
توهّم في معنى “ بادرني عبدي “ 336
توهّم حقيقة الرّوح 337  
توهّم أنّ للحقّ وجها كوجه الخلق 341
لا نكفّر أحدا من أهل القبلة بذنب 343
* * *

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة
» توهّم أنّ رؤية الحقّ تكون بحقيقة الذّات من غير حجاب كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» توهّم صحّة الأنس باللّه كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» توهّم لو أنّ اللّه فعل كذا لكان أحسن كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» توهّم في معنى من عرف نفسه عرف ربّه كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني
» توهّم أنّ نفوذ الأقدار متوقّف على وجود الخلق كتاب القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية للشيخ عبد الوهاب الشعراني

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى